Professional Documents
Culture Documents
التحليل السيميولوجي للإشهار في التلفزيون الجزائري
التحليل السيميولوجي للإشهار في التلفزيون الجزائري
التحليل السيميولوجي للإشهار في التلفزيون الجزائري
تتلخص الدراسة في معرفة أبعاد و دالالت اإلشهار التلفزيوني و مقومات بنائه من خالل
؛Roland Barthes التحليل السيميولوجي لومضتين إشهاريتين باستخدام مقاربة روالن بارث
بدأ بالتقطيع التقني و قراءة وصفية؛ وبعد ذلك التعيين و التضمين لنصل إلى مجموعة من
: النتائج الخاصة بالتحليل و التي من أهمها
. إشهار التلفزيون الجزائري إشهار بسيط ال يوجد فيه إبداع مقارنة مع الدول الغربية
أصبح بروز المرأة في اإلشهارات التلفزيونية شيء مهم يجلب األنظار بكونها تلعب
.دور إاإلغراء
و أن التطابق الحاصل بين ما هو لغوي و ما هو أيقوني في الومضات االشهارية
هو عملية مقصودة النتاج معاني ضمنية يدركها المتلقي بعد تأويل دالالت الرسالة
.البصرية
Résumé de l'Etude :
مقدمة
الجانب المنهجي:
-1تحديد اشكالية الدراسة.
-2تساؤالت الدراسة.
-3أسباب اختيار الموضوع.
-أسباب ذاتية.
-أسباب موضوعية.
-4أهمية الدراسة.
-5أهداف الدراسة.
-6تحديد المفاهيم و المصطلحات.
-7منهج الدراسة.
-8عينة الدراسة.
-9الدراسات السابقة.
الجانب النظري:
-4نتائج التحليل.
-4نتائج التحليل.
نتائج الدراسة.
خاتمة.
قائمة المصادر و المراجع.
الفهرس.
مقدمة:
مقدمة:
يعتبر االشيار من وسائل االتصال العالمية فيو كنشاط اجتماعي؛ اتصالي؛
اقتصادي وثقافي ييدف إلى عرض موضوعو والترويج لو معتمدا عمى االقناع والتذكير
وجذب انتباه الجميور والتأثير فيو ،فاالشيار اليوم جزء من ثقافة االقتصاد العالمي؛ حيث
أصبح عمما قائما بحد ذاتو؛ و جزءا ال يتجزء مع نسيج المجتمعات؛ خاصة في ظل ما
يعرف بالعولمة؛ واقتصاديات السوق وعصر االنفتاح االقتصادي؛ ويرجع العديد من
الخبراء في المجال االقتصادي الفضل إلى االشيار كونو يرفع من مستوى المعيشة
ويساىم في تخفيض تكمفة الوحدة لمسمع المنتجة جماىيريا؛ ومحاولة الشركات الدخول إلى
األسواق والترويج ليا لألىداف االقتصادية.
وعميو أصبح االشيار أحد المستمزمات األساسية لممنتج الموزع والمستيمك؛ اذ أوجد
منافسة قوية بين مختمف المنشآت؛ حيث تسعى كل منيا إلى اظيار منتجاتيا في أحسن
صورة وبأفضل المواصفات؛ وىذا ما يستمزم المجوء إلى اختيار أحسن وسيمة من وسائل
:المقروء؛ المسموع أو االتصال الجماىيري؛ فالمعمن يجد نفسو مجب ار بين عدة أنواع
المسموع البصري؛ و يعتبر التمفزيون من أنجح الوسائل و أشدىا تأثي ار عمى الجميور؛
كونو ينفرد بخصائص عمى مستوى التقنية و ظروف التعرض؛ مثل :الصوت؛ الصورة؛
أ
مقدمة:
ويتشكل االشيار التمفزيوني من خالل الصورة الفيممية المعبرة التي جعمت من الخطاب
الحجاجي وسيمة البد منيا لزيادة فعالية الرسالة االشيارية؛ فموضوع البالغة البصرية لم
يرى النور اال في غضون ستينات القرن الماضي حينما قام "روالن بارث" بنشر مقالو
الشيير حول بالغة الصورة في مجمة Communicationالفرنسية عام 1964؛ الذي
تتبنى فكرتو باألساس حول تمثيل الصورة لمواقع من خالل الدال و المدلول و المرجع
المستند عميو اثر عممية االدراك و التفسير من قبل المتمقي عمى اعتبار أنيا تخمق بالغة
بصرية من خالل السرد الفيممي لمرموز و األيقونات و الموسيقى...؛ انيا بالغة تتجاوز
البالغة المغوية من حيث الوظائف و التمثيل البصري؛ وفق مبدأين اما المشابية أو
المجاورة و ألن ىذا الجانب ال يحضى بالدراسات التحميمية لمرسالة االشيارية من حيث
النسق األيقوني الذي يطغى عمى مضمون الومضة االشيارية أكثر من النسق المغوي؛ اذ
تبدو عممية تصميم الرسالة االشيارية عممية سيمة و مبتذلة؛ لكن انتاج ومضة اشيارية
مدتيا ثالثون ثانية ال يعني مجرد تصوير منتوج و تتابع لقطات انيا تجسد ايديولوجية
تيدف لتبميغيا من خالل ما تخفيو عبر قرينة دالة تأسر بذلك الجميور المتمقي لمتفاعل
مع الرسالة االشيارية ومن ثمة تدفعو لمشراء.
و لمعرفة دالالت و أبعاد ىذه الرسائل االشيارية في الومضات التمفزيونية اخترنا التحميل
السيميولوجي لتبيين ذلك.
وقد احتوت دراستنا عمى ثالث محاور رئيسية؛ حيث أننا تطرقنا في الخطوة األولى إلى
الجانب المنيجي الذي تضمن مقدمة؛ وبينا فييا إشكاليتنا ؛ حيث طرحنا السؤال الجوىري
لمدراسة؛ ىذا األخير من جانبو تفرع إلى خمس تساؤالت بحثية تمثل تفصيال اإلشكالية؛ ثم
ثم المصطمحات والمفاىيم؛ واتخذنا من المقاربة بعدىا حددنا أىداف وأىمية الدراسة؛
السيميولوجية كمنيج تحميل باعتمادنا عمى مقاربة روالن بارث؛ وقد اخترنا في دراستنا ىذه
ب
مقدمة:
عينة من مجتمع بحث كبير؛ لنتطرق أيضا الى الدراسات السابقة التي تربطيا عالقة
بموضوع دراستنا.
أما المحور الثاني من الدراسة والمخصص لمجانب النظري؛ احتوى بدوره عمى ثالثة
عناصر؛ جاء العنصر األول تحت عنوان "مدخل عام لالشيار التمفزيوني" تناولنا فيو كل
من مفيوم االشيار مع اعطاء نبذة تاريخية عنو؛ ومفيوم االشيار التمفزيوني؛ خصائصو؛
أىدافو؛ ومراحمو االتصالية وأنواعو باالضافة إلى الصيغ الفنية والداللية لالشيار
التمفزيوني كآخر جزء من ىذا العنصر.
أما العنصر الثاني خصصناه لمراحل إعداد وتصميم الرسالة االشيارية التمفزيونية
والذي تطرقنا فيو إلى معرفة أسس بناء الرسالة االشيارية التمفزيونية؛ وطريقة بناء
الومضة االشيارية التمفزيونية؛ واألساس الشكمي والزمني التي تبنى عميو ىذه الومضة.
وتحدثنا في العنصر الثالث من ىذا المحور عمى بالغة الصورة االشيارية؛ مفيوميا؛
بالغتيا؛ األوجو البالغية فييا؛ مفيوم البالغة ودالالت ورمزية األلوان في الصورة الثابتة
والمتحركة.
لنختم دراستنا بالمحور الثالث وىو الجانب التطبيقي وفيو طبقنا التحميل السيميولوجي
لومضات اشيارية مختارة من التمفزيون الجزائري؛ لنستخمص في النياية مجموعة من
النتائج وخاتمة.
ج
الجانب المنهجي
10
الجانب المنهجي
-2تساؤالت البحث:
-1ماهي أبعاد و دالالت األشكال واأللوان الموظفة في الرسالة اإلشهارية في التلفزيون
الجزائري؟.
-2ماهي اللغة الموظفة؟.
-3ماهي اإلستراتجيات اإلشهارية الموظفة؟.
-4ماهي مقومات تصميم الرسالة اإلشهارية ؟.
-5هل يعكس اإلشهار التلفزيوني قيم ومبادئ المجتمع الجزائري؟.
11
الجانب المنهجي
األسباب الموضوعية:
-كثرة الحديث عن ا إلشهار كنوع من أنواع اإلتصال وكوسيلة من وسائل اإلعالم.
-إمتداد الحمالت اإلشهارية من الالفتات إلى اإلذاعة والتلفزيون وانتشارها في اآلونة األخيرة
داخل البرامج بصفة مكررة ومستمرة مما جعل منها ظاهرة تتطلب البحث والدراسة.
-التأثر بالرسائل اإلشهارية التلفزيونية وأساليب عرضها.
-الدافع الى معرفة كيفية تصميم الرسائل اإلشهارية في االشهار التلفزيوني.
-4أهمية الدراسة:
اإل شهار بأنماطه المختلفة والجديدة أصبح اليوم يغزو كل القنوات الفضائية ويستعمل
مختلف التقنيات من أجل الوصول إلى الجمهور ،فأصبحت الرسالة اإلشهارية تخاطب كافة
شرائح المجتمع ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة:
-1توظيف التحليل السيميولوجي للومضات اإلشهارية وما يحمله من دالئل.
-2أهمية اإلشهار وخصوصيته الشكلية والفنية وقوة حضوره في اآلونة األخيرة كجزء من
البرامج التلفزيونية وكونه رسالة تشهد إستثارة اإلستهالك.
-3السعي لتحليل نمط إتصالي متميز في نقل المعلومات وتكوين اآلراء.
-5أهداف الدراسة:
-إن دراسة موضوع التحليل السيميولوجي في اإلشهار التلفزيوني يهدف في األساس إلى
المقاربة السيميولوجية لصورة إشهارية ومعرفة الصيغ الفنية والمطالبة باإلشهار.
-إبراز مختلف الدالالت والمعالم والرموز اللسانية وتحليل الرسائل األيقونية للصورة
اإلشهارية.
-الكشف عن أنماط وخصائص الصورة التي يكونها الفيلم اإلشهاري.
-معرفة كيف تؤثر الدالئل اإلشهارية وايحائتها على الجمهور.
-إبراز مكانة التلفزيون ودوره في تسويق المنتوج من خالل اإلشهار.
12
الجانب المنهجي
-6تحديد المصطلحات:
-1اإلشهار :هو إعالن الشيء وقد ورد في القاموس المحيط لسان العرب:اإلعالن
المجاهرة ،وعالنية فيما إذا شاع وظهر اإلعالن في األصل هو إظهار الشيء وللمصطلحين
نفس المعني"1.
-2اإلشهار التلفزيوني:
يعرف على أنه نشاط فني يستهدف جذب إنتباه المشاهدين ومحاولة إقناعهم يتطلب
من القائمين عليه خبرة ودراية فنية بتصميم اإلشهار وأساليب إنتاجه وتنفيذه.
فاإلشهار التلفزيوني عبارة عن مجموعة من الرسائل الفنية المتنوعة المستخدمة من
خالل الوقت المباح من قبل التلفزيون لتقديمها وعرضها إلى الجمهور من أجل تعريف سلعة
أو خدمة من ناحية الشكل والمضمون؛ بهدف التأطير على سلوكه اإلستهالكي وميوله وقيمه
ومعلوماته وسائر المقومات.2
اإلشهار في التلفزة يشاهده جمهور كبير من المواطنين ،ولهذا يحرص المعلنون على
هذا النوع من االشهار لكي تنتشر رسالتهم ويمرر الخطاب بصورة وبكيفية أسهل لحصول
التأثير المطلوب.
فاإلشهار التلفزيوني عادة ما يكون مستورد أجنبيا يبث بلغته أو يكيف لبثه بالغة
العربية أويكون محليا يبث بالغة العربية أو الدارجة .
-3الومضة اإلشهارية:
يعرفها " "HENRI JOANNINSفي كتابه:
DE LA STRATEGIE MARKETING A LA CREATION.
PUBLICITAIREبأنها :فيلم إشهاري يستغرق مدة زمنية قصيرة بين 15ثا و 33ثا،
1
محمد منير حجاب :المعجم اإلعالمي ،دار الفجر للنشر والتوزيع-القاهرة ،مصر،2334،ص.393
2حنان شعبان ،تلقي اإلشهار التلفزيوني ،الحكمة والنشر والتوزيع1432،ه،2311،ص.7
13
الجانب المنهجي
وذلك من أجل التعريف بمنتج ما ،وتنتهي الومضة التي تستغرق هذه المدة دائما بلقطة
ختامية المنتوج المروج له ،وتكون مصاحبة بشعار يلخص ما هو أساس في الرسالة.1
-4اللقطة:
يقصد باللقطة ( )SHOTالصورة التي تظهر على الشاشة عند تشغيل الكامي ار وتقسم
اللقطات من حيث تحديد أحجامها وبعد الة التصوير عن المنظر أو الشخص واألشخاص
المراد تصويرهم إلى األنواع اآلتية:
-اللقطة البعيدة أو الطويلة أو اللقطة األساس أو الشاملة : LONG SHOTفي هذه اللقطة
يظهر المنظر أو الشخص أي كان بكامله من أعلى ألسفل دون التركيز على جانب معين
في المنظر إنما تعطي فكرة عامة عن المنظر بكامله وغالبا ماتستخدم هذه اللقطة في
المشاهدة اإلفتتاحية في البرامج واألعمال التلفزيونية.
أ-اللقطة المتوسطة :MEDIUM SHOT OR AND SHOT
وهي من أسفل الصدر الى اعلى الصدر الرأس.
-اللقطة المتوسطة الطويلة :LONG MID SHOT
وهي لقطة متوسطة طويلة من أسفل البث إلى أعلى الرأس.
ب-اللقطة المتوسطة المكبرة :BIG MID SHOT
وهي لقطة تأخذ من أعلى الصدر إلى أعلى الرأس.
ج-اللقطة المكبرة :CLOSE UP
وهي التركيز على ىشيء معين مثل إظهار تعابير الوجه؛ نأخذ صورة مقربة مكبرة
للوجه كامل فتظهر تعابير الوجه كما تستخدم أيضا إعتبارات جمالية أو درامية أو نفسية وفقا
للنص أو السيناريو المكتوب.
د-اللقطة المكبرة :BIG CLOSE UP OR EXTERME CLOSE UP
1
محمد فريد عزت ،معجم مصطلحات اإلعالن،اإلنجليزي فرنسي عربي ،دار اللبناني لبنان ،1994ص.23
14
الجانب المنهجي
وهي لقطة مقربة جدا لشيء ما مثل اللقطة مقربة للعينين العتبارات معينة أو للفت النظر
لقطعة اكسسوارات معينة أو قطعة سالح أو شيء آخر.
-5بالغة الصورة:
ال تقف البالغة عند حدود النص المكتوب ،بل أن الصورة أيضا ممكن أن تتضمن أحداثا
بالغية على عكس ما هو سائد عند البعض من أن البالغة حكر على اللغة و يرى البعض
اآلخر أن الداللة تستنفد ثراء الصورة الذي يمكن وصفه؛ اما بارث فيبحث في مرجعه المعنى
الذي يمكن أن تحمله الصورة.
يختار بارث صورة "بانزاني" PANZANIاإلشهارية وتتكون من :حزمة من العجينة وعلبة
وكيس وطماطم وبصل وفلفل وفطر تظهر من شبكة مفتوحة بألوان صفراء وخضراء على
قاع أحمر .هذه الصورة تعطي رسالة يمكن أن تتفكك إلى عالمات أخرى فيستكشف بارث
من تقنية لفظ بانزاني PANZANمدلوال إضافيا يشير إلى الطليانية.
ويستنتج بذلك أن الرسائل هي رسائل مزدوجة ذات داللة ذاتية وايحاء CONNOTATION
.ET DENOTATION
أما الصورة فهي بدورها تفصح عن مجموعة من العالمات المتقطعة :توحي الصورة
المعروضة بجودة هذا السوق وهي مدلول يفضي بدوره إلى قيمتين مثيرتين للطبقة.
-6اللون:
هو إحساس تعكسه لنا العين نتيجة لتحليل الضوء األبيض،وهو صفة وأثر ينتج من
شبكية العين فتقوم بتحليل ثالثي اللون لمن شاهده ،سواء كان لون صبغي او ضوئي وهو
عامل من عوامل تقدير األشياء واضافة التباين بينهما والجمالية الشكلية واختيار األلوان في
تصميم األشياء يعد أم ار مهما وذلك ألن األلوان ال تظهر المظهر فقط بل يكون لها أهداف
ومعاني أخرى؛ قد يمكن إختيار األلوان بشكل غير مناسب ألنها تؤثر سلبيا أو إيجابيا
بحسب حسن إختيارهما ولن ينجح التصميم في حال تم إختيار األلوان الغير متناسقة.
15
الجانب المنهجي
-7التحليل السيميولوجي:
يرجع أصل كلمة السيميولوجيا الى الكلمة اليونانية ) (Sémionو معناها العالمة؛
وهي مركبة من العالمة؛ و لوغوس ) (Logosهو العلم و بالتالي فان كلمة سيميولوجيا
تعني علم العالمات.
و عرف فرديناد دوسوسور ) (Ferdinand de saussurعلم الرموز (العالمات)
بأنه العلم الذي يدرس حياة العالمات داخل الحياة االجتماعية.
و السيميائية علم خاص بالعالمات؛ هدفها دراسة المعنى الخفي لكل نظام عالماتي ؛
فهي تدرس لغة االنسان و الحيوان و غيرها من العالمات الغير اللسانية باعتبارها نسق من
العالمات مثل عالمات المرور و أساليب العرض في واجهة المحالت التجارية و الخرائط
والرسوم البيانية و غيرها.
ويقول (سوسير) في هذا الصدد "أن اللغة نظام من العالمات التي تعبر عن
األفكار"؛ ومن هذه الناحية فهي مماثلة للكتابة و أبجدية الصم و البكم و الطقوس الرمزية و
صيغ االحترام و االشارات العسكرية و رغم هذه المماثلة تبقى اللغة أهم األنظمة.
-7منهج الدراسة:
تفرض طبيعة الدراسة وخصوصية الموضوع المقاربة السيميولوجية حيث يعرف
موريس أنجرس المقاربة على أنها" طريقة خاصة غير تقليدية في إستعمال النظرية العلمية".1
فالمقاربة السيميولوجية تبث الداللة الحقيقية لمحتوى الرسائل اإلشهارية ،وهذا بمعرفة معناها
الحقيقي ومضمونها الخفي لكل نظام معلوماتي.
والسيميولوجيا تساعد على كشف طبيعة الدليل" "signeوالمدلول "،"signification
فعند دي سوسير الدليل متكون من جزئيين :دال signifiantومدلول.signifier
1
موريس أنجرس ،ترجمة بوزيد صحراوي وآخرون ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية تدريبات علمية ،دار النشر
والتوزيع،الجزائر ،)5(،2332،ص.99
16
الجانب المنهجي
Signe
الدليل
Signifier Signifiant
الدال المدلول
والتحليل السميولوجي حسب الناقد الفرنسي روالن بارث هو شكل من أشكال البحث
الدقيق في المستويات العميقة للرسائل اإلعالنية واأللسنية ،بحيث يلتزم الباحث الحياد نحو
الرسالة والوقوف على ال جوانب السيكولوجية واإلجتماعية والثقافية التي من شأنها المساعدة
من تدعيم للتحليل السيميولوجي.
كما يعرف اللغوي الدنماركي "لويس هايمسلف ( )LOUIS HJEMSLEFالتحليل
السيميولوجي "مجموعة من التقنيات والخطوات المستعملة لوصف وتحليل شيء باعتبار أن
له داللة في حد ذاته وبإقامة عالقة مع أطراف أخرى".
ومن جهة أخرى التحليل السيميولوجي يغوص في مضامين الرسالة والخطابات
اإلعالمية ويسعى لتحقيق التحليل النقدي وهو تحليل كيفي ذو مضمون كامن وباطن".1
فتبدو السيميولوجيا مقاربة منهجية تعالج األنساق للداللة وهي لذلك أقرب ما تكون إلى حقول
المعرفة اإلنسانية ولعلها تمثل بنيتها التحتية ،إذ تق أر الممارسات السوسيوتاريخية باعتبارها
أنساقا من العالمات ،فتعالج بهذا هشاشتها وتالمس األنساق الخفية فيها.
1
JEUDITH LAZAR.LA SOCIOLOGIE DE LA COMMUNICATION DE MASS à LA COLIN
6.PARIS 1991.P133-138.
17
الجانب المنهجي
ويهتم التحليل السيميولوجي بالتحليل الكيفي لنظام الرسائل بمعنى الكشف عن المعنى
الحقيقي للرسالة وكذا المعاني الخفية الغائبة عن ذهن القارئ لهذا يفيد هذا المنهج في الرفع
من القيمة الجمالية واإلتصالية وتطوير حسن المالحظة ودقة النظر واكتساب المعارف
وتوسيعها.
واعتمدنا في دراستنا للتحليل السيميولوجي للصورة التلفزيونية على من يعتبر خير من مثل أو
يمثل إتجاه الصورة أال وهو روالن بارث حيث يقسم الرسالة البصرية أو الصورة إلى قسمين
الرسالة األيقونية والتي تضم وظيفتين "الوظيفة التعيينية و الوظيفة التطبيقية"؛ و الرسالة
اللسانية" الوظيفة التركيبية و المقاربة".
-1الوظيفة التعيينية:
وهي القراءة األولية للصورة "المادة البصرية والصوت" والتي تقوم الكامي ار بتسجيلها،
وفي هذه المرحلة يسجل الفيلم اإلشهاري المراد تحليله ويقطع تقطيعا تقنيا ألن التقطيع
أسلوب وصفي ضروري في التحليل ،ويكون التقطيع كالتالي:
تحديد رقم اللقطة ،سلمها ،زاوية التصوير،حركات الكاميرا،وصف مضمون اللقطة"السلعة،
الديكور ،األلوان ،اإلضاءة"هذا فيما يخص شريط الصورة ،أما شريط الصوت يكون كالتالي
مالحظة الكالم والمؤثرات الصوتية.
-2الوظيفة التضمينيةCONNOTATION:
وهي قراءة ما وراء الصور االشهارية والبحث عن الدالالت ،فالتقنيات التي تخص
الصور اإلشهارية تعطي أبعاد وقراءات ثقافية لهذه الصور المتحركة ،وهنا نطرح السؤال
دوما لماذا زاوية التصوير ليست تلك؟ لماذا هذه األلوان؟ ماهي داللة هذه الديكورات ومالبس
الممثلين؟ فكل هذه التقنيات لها قراءات قائمة على أسس ثقافية فالتضمين هو النظام الثاني
للفهم اإليديولوجي االجتماعي.
18
الجانب المنهجي
-3الرسالةاأللسنية:
تتضمن الجانب اللغوي للومضة سواء كان في شكله المنطوق VOIX.OFFأو
المكتوب في شكل كلمات ومرافق للصور لداللة النص و األبعاد التي تحملها من السياق
الفيلمي للومضة بشكل عام لألهمية التي حملها النص اللغوي في الصورة اإلشهارية
والمتمثلة في الترسيخ.
ونظ ار لكون هذه المقاربة على الصورة المتحركة وسنقوم بتقطيع التقني والذي يعرف على أنه
وصف صور اإلشهار في وضعيته النهائية مرتكزين على نوعين من الوحدات:
اللقطة والمتتالية ،فالتقطيع أداة وصفية مهمة ،والذي يتصور المخرج أن يظهر به
الفيلم اإلشهاري على وجه التقريب أوالتحديد ،ونذكر فيما يلي الخطوات التي اتبعناها في
عملية التقطيع.
شريط الصور وتتضمن العناصر التالية:
-رقم اللقطة.
-مدة اللقطة.
-نوع القطة.
-حركات الكامي ار.
-زاوية التصوير.
-2شريط الصوت:
تتضمن العناصر التالية:
-التعليق.
-الموسيقي.
-المؤثرات الصوتية.
19
الجانب المنهجي
-8عينة الدراسة:
إلنجاز هذه الدراسة البد من تحديد العينة التي تعرف على أنها جزء من مجتمع
البحث الكلي المراد تحديد سماته ،ويحددها الباحث وفق عملية معينة ،فالمعاينة هي إختبار
جزء من مجموعة المادة بحيث يمثل هذا الجزء المجموعة كلها ويجب أن تكون عملية
المعاينة الذي نستخدمها قادرة على أن تمدنا بعينة ممثلة للمجتمع الكلي أصدق تمثيل.1
ولتحديد عينة البحث إتبعنا األسلوب القصدي أو العمدي التحكمي ،الذي يقوم على
التأطير الشخصي للباحث في إختيار العينة أي اإلختيار المباشر أو خاصة أن طبيعة
التحليل السيميولوجي تتطلب ذلك ،متمثلة في ومضتين إشهاريتين جزائريتين تبث في التلفزة
الجزائرية وهي:
-1منتوج دانون .ACTIVIA
-2منتوج زربية .TAPI DOR
قد تم إختيار هذه العينة للتركيز على األسرة الجزائرية وعلى دور المرأة الجزائرية في األسرة
وعلى صورة المرأة الجزائرية في اإلشهار التلفزيوني.
-8الدراسات السابقة:
أما عن الدراسات السابقة التي عالجت الموضوع من قبل فيمكن عرضها كمايلي:
-1الدراسة األولى :هي دراسة ماجستير في علوم اإلعالم واإلتصال للباحثة "فايزة يخلف"
تحت عنوان دور الصورة في التوظيف الداللي للرسالة اإلعالنية ،ترتكز أساسا هذه الدراسة
على الصورة اإلعالنية الثابتة إستكشاف دالة الصورة ووظيفتها ،متخذة من تجربة الجزائر في
هذا السياق مجال بحثها ،لمعرفة السياق الداللي للصورة المستخدمة في مجلة جزائرية في
فضاء القيم الثقافة الوطنية بغية معرفة إذ كانت هذه الصورة توظف بناء على أسس
علمية،حيث إنطلقت الباحثة من اإلشكالية التالية:
1محمد مزيان عمار :البحث العلمي مناهجه وتقنياته ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،ط،1جدة،2332،ص.282
20
الجانب المنهجي
ما هي وظيفة الصورة في اإلعالنات"" كمجلة لها تاريخ طويل في الصحافة الجزائرية؟
هل هي مجرد شيء مرئي يستعمل كنداء جذب الناس إلى مضمون الرسالة اإلعالنية؟ أم
أنها تمثيل يوظف كخدمة داللة معينة؟ واذ كانت الصورة في هاته اإلعالنات تستعمل
لغرض داللي معين ،قبل تعكس القيم الثقافية للمجتمع الجزائري الذي تنتمي إليه؟
توصلت الباحثة جملة من النتائج نذكر أهمها:
-1أن الصور عينة الدراسة لم توظف لخدمة دالالت معينة وانما كانت كصور فوتوغرافية
إيقاعية ،صور ساكنة ،ولم توظف وفق دالالت معينة على نحو يجعلها ترقى إلى مستوى
التمثيل اإلعالني الذي يكون فني في عرضه ،نفعيا في جوهره ،أي المستوى الذي يعبر فيه
التمثيل عن التكيف الكامل من طريقة تقدمه ووظيفته النهائية.
-2إن الفرق بين الصور المدروسة والتمثيالت اإلعالنية الحقيقية هو فرق بين العمل
اإلبداعي والعمل الداللي المتقن الذي يضفي على الصورة اإلعالنية طابع النسق الوظيفي،
االتصالي ،النطقي.
-2الدراسة الثانية:
بعنوان" :دالالت المكان في الومضات اإلشهارية التلفزيونية" رسالة ماجيستر من إعداد
الطالب أحمد بوخاري حيث تناولت موضوع دالالت المكان بدراسة سيميولوجية مقارنة بين
متعاملي الهاتف النقال نجمة وجيزي وكانت اإلشكالية المطروحة:
ماهي األبعاد والدالالت المكانية المجسدة في الومضات اإلشهارية التلفزيونية لمتعاملي
الهاتف النقال نجمة وجيزي؟
والتساؤالت المطروحة كانت:
-1كيف وظفت األبعاد والدالالت الفنية والجمالية للمكان في الومضات اإلشهارية لنجمة
وجيزي؟
21
الجانب المنهجي
-2هل يحقق المكان التوافق واإلنسجام مع فكرة الومضة لمتعاملين الهاتف النقال نجمة
وجيزي؟
-3كيف جسدت الومضات اإلشهارية التلفزيونية لنجمة وجيزي؟ اإلمكانية؟ وماهي أبعادها
اإلتصالية؟
-4هل المكان المجسد في الومضات اإلشهارية لنجمة وجيزي يتماشى مع الهوية الثقافية
والحضارية للمجتمع الجزائري؟
-5ماهي دالالت األشكال والهيئة المكانية الموظفة في ومضات نجمة وجيزي؟
-2ماهي الدالالت التي تحملها المحددات المكانية الموظفة في إشهارات نجمة وجيزي؟
-7ماهي الدالالت التي تحملها العناصر المكانية الموظفة في إشهارات نجمة وجيزي؟
-8كيف جسدت ومضات نجمة وجيزي العالقة بين الزمان والمكان.
ونتائج الدراسة كالتالي:
-1تحمل ومضات نجمة وجيزي أبعاد جمالية وفنية للمكان ،حيث ظهرت جماليات اإلضاءة
واأللوان.
-2توافق إختيار المكان مع فكرة الومضة اإلشهارية كان كبيرا ،حيث يظهر هناك تركيز من
طرف المتعاملين في إختيار المكان وتجانسه مع هدف الومضة العام.
-3إرتبط ظهور الزمان بالمكان ،وكان حضوره فعاال ،حيث غلبت الومضات اإلشهارية
للمتعاملين تركز على ثقافة المكان للمجتمع الجزائري حيث لم تظهر في الومضات اإلشهارية
أماكن تراثية أو مناطق أثرية أو شعبية وركزت جميعها على المكان العادي.
-5األشياء واألشكال المستعملة في الومضات اإلشهارية تحمل عدد دالالت وايحاءات حيث
دلت على أبعادنا الثقافية "كاالرولمة " والهالل" ،وغيرها باإلضافة إلى الحالة االجتماعية
بالتركيز في ومضات نجمة على الهواتف النقالة المتطورة وجيزي على الهواتف النقالة
22
الجانب المنهجي
العادية ،باإلضافة إلى الحالة االجتماعية بالتركيز في ومضات نجمة على الهواتف النقالة
العادية ،باإلضافة إلى ترميزاتها المختلفة والتي إستعملت حسب الحاجة والسياق.
-2أكدت الومضات اإلشهارية المختارة علي حسب توظيف المدونات اللونية واإلضاءة،
حيث حملت عدة دالالت وترميزات ،أحسنت الومضات اإلشهارية في إستعمالها لهذين
المحددين المكانيين ،كما آن األلوان تماشت مع ثقافتنا وجاءت واقعية.
-7العناصر المكانية كان حضورها فعاال في ومضات نجمة وجيزي حيث أبرزت المكان
وعبرت عن الحالة النفسية واإليقاع العام للومضة اإلشهارية.
-3الدراسة الثالثة :دراسة عواج سامية :2111
رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في اإلعالم واإلتصال ،إستهدفت هذه الدراسة التعرف
على الدور الذي تظهر به المرأة في اإلشهار التلفزيوني في القنوات العربية.
وتظهر أهمية الدراسة من خالل الجديد الذي تحمله حيث تسعى إلى رصد كيفية
المرأة في اإلشهار ومدى تأثير ذلك على ما حققته المرأة العربية كيانا وواقعا وهو بحث
يتطلب التركيز على المالمح التي تظهر بها المرأة ومدى تأثر ذلك على صورتها في
التأثيرات اإلشهارية على المرأة العربية.
قامت الباحثة بإحدى دراسة تحليلية مقارنة على عينة من الومضات اإلشهارية التي
تبث على القناة الجزائرية الثالثة والقناة األرضية وكذلك قناة MBCوقناة مصر األهرامات.
ومن أبرز نتائج الدراسة:
إذ رغم أغلب اإلشهارات التلفزيونية تعكس قدم سلبية التتماشي وطبيعة المجتمع بكله
ماتضمنه من قيم وعادات وتقاليد وأعراف .....وأن كل الومضات اإلشهارية التلفزيونية تعتمد
أساسا على المرأة لبناء النموذج األنثوي وذلك يستدعي بضرورة التركيز على جسدها لكي
يتحول بذلك إلى أجمل مادة قابلة وخاضعة لإلستهالك.
23
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
تمهيد:
يعد اإلشهار منتوجا اجتماعيا يؤثر في المجتمع ويتأثر به ويعتبر بمفهومه البسيط
الوسيلة األساسية للبيع وحلقة الوصل التي تربط بين المنتج والمستهلك ،وفي ظل المنافسة
الشديدة تنوعت رسائله وتقنياته وابتكاراته التي رافقت التنوع في نوع المنتجات وحجمها
وشكلها إلى أن أصبح صناعة ثقافية قائمة بذاتها وليس مجرد دعوة إلى شراء منتجات أو
خدمات خاصة ،عندما يتعلق األمر باإلشهار التلفزيوني الذي يعتبر عمال فنيا متكامال من
خالل صوره التي صارت نماذج يقتدي بها حكم جاذبيتها التي ال تقاوم والتي استفادت من
كل التطورات التقنية على مستوى الشكل والمضمون.
27
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
-مفهوم االشهار :لقد تعددت التعاريف المطروحة من قبل الباحثين لالشهار و رغم هذا
التعدد فإن االطار الفكري لهذه التعريفات يبقى واحد.
-لغة:
تستخدم كلمة االعالن في دول المشرق العربي كمصر؛ األردن و سوريا في حين
تستخدم كلمة اشهار للتعبير عن نفس المعنى في دول المغرب العربي؛ و يقابل في اللغة
الفرنسية تعبير " "la publicitéفي اللغة االنجليزية " "publicityأو ""advertising؛ ففي
اللغة يعني الشهرة و تعني ظهور الشيء؛ و الشهرة وضوح األمل و قد شهره؛ يشهره؛ شه ار و
شهرة.
ويعرفه الشيرازي؛ على أنه المجاهرة في حين أن بطرس البستاني قال أنه يعني النشر و
اإلظهار هذا عند الغرب بينما يعرفه قاموس "الروس" الصادر عن دائرة المعارف الفرنسية
على أنه مجموعة الوسائل المستخدمة للتعريف بمنشأة تجارية أو صناعية و اطراد
منتجاتها.1
-اصطالحا:
أ ما اصطالحا فهو عملية اتصال غير شخصي من خالل وسائل االتصال العامة
بواسطة معلنين يدفعون ثمنا لتوصيل معلومات معينة الى فئات من المستهلكين حيث يفصح
المعلن عن شخصيته في االشهار.
1
ايناس محمد غزال ،االعالنات التلفزيونية وثقافة الطفل ،ط ،1دار الجامعة الجديدة للنشر ،األزارطة-االسكندرية-
،1001ص.131
28
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
كما عرفه كوتلر على أنه شكل من أشكال االتصال غير الشخصي يجري عبر وسيلة
1
غير متخصصة مدفوعة األجر بواسطة جهة معينة و محدودة.
و جاء في تعريف آخر أن االشهار شكل من أشكال االتصال المكيفة وبخاصة لتأكيد شهرة
المنتج؛ و العالمة ولمنح هذه األخيرة بعض األبعاد الفيزيائية أو السيكولوجية أو من أجل
بناء صورة جيدة عن المنتج أو العالمة؛ فاالشهار هو فن الترويج و التشهير لتحقيق التبادل
فهو دعوة الى التسويق أي جعل المنتج قابال لالستهالك بأسرع وقت ممكن.2
ويعرفه laurent Francoieعلى أنه اتصال جماهيري غير شخصي يتم لحساب
مؤسسة تسمى المعلن الذي يدفع لوسيلة االعالم كي تنشر رسالته و التي غالبا ما يتم
وصفها وتصميمها من طرف وكالة اشهارية أو اتصالية وغالبا ما يكون في خدمة هدف
تجاري و قد يكون في أحيان أخرى اجتماعيا أو سياسيا.3
يشير هذا التعريف إلى دخول طرف ثالث في النشاط االشهاري متمثال في الوكالة
االشهارية مما يؤكد أنه قد أصبح لإلشهار ممارسيه ومحترفيه ولم يعد من األنشطة التي
تمارس باالعتماد على اإلمكانيات الذاتية الفردية للمعلن ومن بين هذه التعاريف نجد تعريف
برناركتال واندريه كادي:
"االشهار هو عبارة عن نتائج ثقافي تكون اسناداته وطرقه ومواضيعه وصوره مكيفة
مع الثقافة ،ويمكن اعتبار االشهار مرآة للثقافة كما يستطيع خلق ثقافة توجه الفرد إلى
استهالك معين وتغير طريقته ،تفكيره وتصرفاته".4
Kohler.p et autre ; Marketing ma nagement, publi union 10 eme édition paris, p801
2
خليل أحمد خليل ،معجم المصطلحات االجتماعية ،عربي ،فرنسي،انجليزي ،ط ،1دار الفكر اللبناني بيروت ،سلسلة
المعاجم العربية ،1991 ،ص.19
3
Laurent Francois , les études de marché, editiond’organisation , paris, 2001
4
المرجع نفسه.
29
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
إ ن االشهار في القديم كان بعتمد فيه عن المناداة فقد روت بعض الكتب عن وجود
االشهار يعود الى ذلك التاريخ مفاده البحث عن هارب2؛ كما يمتد تاريخيا منذ استخدامه
االنسان البدائي كوسيلة لتلبية حاجياته المعيشية و التعبير عن متطلباته لالخرين بهدف
اقامة عالقات تبادلية تجارية؛ حيث عمل التجار الى التشهير لسلعهم بالمناداة حينا و بتعليق
1محمود جاسم محمد الصميدعي ،استيراتيجية التسويق ،مدخل كمي وتحليلي ،الطبعة الثانية ،دار حامد للنشر والتوزيع،
عمان ،االردن ،1001 ،ص .161
2
محمد رفيق البرقوي ،وآخرون:فن البيع واالعالن ،د ط ،1مكتبة االنجلو المصرية ،القاهرة؛ ص .113
30
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
الالفتات في وجهاتهم أحيانا أخرى؛ فعرفته مختلف الحضارات القديمة لكن بصورته البدائية
التي كانت تتماشى ومتطلبات تلك العصور .1وقد اقترن االشهار في تلك الفترة بالحكام
والسياسة ورجال الدين استخدموه للتعبير عن أرائهم ومبادئهم أو تبليغ رسائلهم؛ وتعود
البدايات األولى لإلشهار الى البابليين واالغريق ثم إلى الرومان؛ فقد لجأ البابليون إلى
النقوش والمجسمات على الخشب والصخور وقد سيطرت الرموز والصور على الرسائل
االشهارية آنذاك أما االغريق فكثي ار ما اعتمدوا على المناداة ويتفق بعض الكتب على أن
أول من عرف االشهار بمضمونه الصحيح و لكن الشفوي هم االغريق.
وقد جاء الرومان بعدهم وطوره فاستخدموا الالفتات والرموز خاصة في المجال التجاري
كما كانوا يقومون بتخصيص مساحات على جدران منازلهم يقومون بدهنها واعدادها ورسم
الصورة الخاصة بالمنتجات المروج لها؛ أما القبائل العربية فكانت تعلن عن أجود أنتجتها من
الشعر واألدب في سوق عكاظ ليكون االشهار قد أخذ الشكل الشفهي المسموع 2و يمكن
تقسيم المراحل التي مر بها االشهار خالل مسيرة تطوره إلى:
-مرحلة ما قبل الطباعة :أخذ فيه االشهار شكل الرموز والصور وتميزت هذه المرحلة
ببساطة الرسالة االشهارية ومحدودية انتشارها وكثرة استخدامها لإلشهار الشفوي.
-اختراع الطباعة وظهور الصحافة:ولم يعرف االشهار تطو ار واسعا إال بعد إختراع ألة
الطباعة عام 1131للميالد من طرف األلماني "غوتن بيرغ" حيث عرفت الوثائق انتشا ار
واسعا؛ و أدى اختراعه الى ظهور أول أشكال االشهار كالملصقات المطبوعة و االعالنات
الموزعة باليد .و في عام 1141للميالد أخرج "ويليام كاكستون" الذي أدخل الطباعة ألول
1
موسوعة عالم التجارة و ادارة األعمال:العالقات العامة واالعالن،Edito greps.professionnelBusies ،
ص.111
2
محمد جودة ناصر ،الدعاية و االعالن والعالقات العامة ،دار مجدالوي ،عمان ،1991 ،ص .101
31
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
مرة في انجلت ار أول اشهار و هو ملصق تم تثبيته على أبواب الكنائس يعلن عن طرح كتاب؛
و أول ملحقة طبعت اثر انتشار المطابع كانت عام 1111للميالد أين طبعت أول
المنشورات لبيع الدواء؛ و بعدها و بالضبط في 01فيفري 1611للميالد صدر أول اشهار
في جريدة "ذو كنتنشن أور نيوز" و هي أول صحيفة مطبوعة منظمة في انجلت ار و كانت
صحيفة أسبوعية؛ و في السنوات التالية و بعد بدأ اصدار العديد من الصحف االنجليزية
أصبح االشهار هو السيمة الرئيسية لكافة الصحف و بفضل هذا االختراع (الطباعة) و هذا
المولود االعالمي (الصحيفة) عرف االشهار توسعا و تطو ار كبيرين باألخص في القرن
الثامن عشر و لم يقتصر استعماله في مجال واحد بل توسع و شمل عدة نشاطات؛ استعمل
كذلك من طرف الصحافة التي كان لها الدور الكبير في اوروبا و أمريكا و كان هذا ألجل
تخفيض سعر الصحف لتصبح في متناول جميع األفراد ووصلت استعماالته حتى ألغراض
سياسية.
ورغم كل هذا التطور الذي شهده االشهار خالل تلك الفترة إال أن مهنة االشهار لم تكن
موجودة بعد؛ حيث كان يقوم بهذه المهمة الصحافيون أنفسهم؛ وبالتالي لم تكن عملية تصميم
االش هار مدروسة جيدا بعكس الملصقات التي تطورت بشكل ملحوظ؛ و هذا بفضا
األخصائيين في هذا المجال.1
-ظهور وكالة الدعاية واالشهار :في بداية ظهورها كانت شركات الدعاية و االشهار تعمل
شركات وسيطة أي أنها كانت تشتري من الصحيفة مساحات بسعر منخفض ثم تعيد بيعها
للجهات التي ترغب في االشهار وتعد الشركات المعلنة لالشهار بنفسها أو تستأجر مصممي
االشهار للقيام باعداده.
1
www.iraqlights.net le 31/03/2018 ; 20 :00 h
32
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
وفي عام 1141للميالد بدأت وكالة" ان دبليو-أير و ولده" و هي وكالة اعالن أمريكية
مقرها في والية "فيالديفيا" في ابراز خدماتها االعالنية للمعلنين تدريجيا؛ فقد وظفت الشركة
محررين و رسامين و نفذت حمالت اعالنية متكاملة لعمالئها و هكذا أصبحت " ان دبليو-
أير و ولده" أول وكالة اعالن حديثة.1
مرحلة الثورة الصناعية :تميزت هذه المرحلة باالنتعاش االقتصادي و اشتداد المنافسة و
توسع األسواق و ارتفاع مستوى الرفاهية و ارتفاع معدل الدخل الفردي و تحسن
المواصالت....الخ كلها عوامل أدت الى توجه المنتجين الى االشهار الذي أصبح من
ضروريات الحياة االقتصادية و أحد المستلزمات األساسية للصانع و الموزع و المستهلك.
تطور االشهار بفضل ظهور عدد من األخصائيين في هذا المجال أشهرهم L.copielle, :
J.chert, I.toulouseو ظهرت بذلك وكاالت الدعاية و االشهار التي كانت في بداية
ظهورها تعمل كشركات وسيط تقوم بشراء مساحات صغيرة من الصحف بسعر منخفض
لتعيد بيعها للجهات التي ترغب باالشهار لنفسها.
مع حلول القرن العشرين ظهرت السينما و الراديو وعرف االشهار معها تطو ار واسعا؛ اذ تم
اخراج أول شريط اشهاري عام 1901من طرف االخوان "2"Lumiéreكما بدا استعماله ـول
مرة عام 1911في الواليات المتحدة األمريكية؛ ثم فرنسا حيث قام الناشر "الين ميشال"
بإمضاء أول عقد اشهاري اذاعي مع محطة " "Radiolaليأتي دور التلفزيون ليستعمل أول
مرة كذلك في الواليات المتحدة األمريكية 1914لترويج منتجات المؤسسات و تسهيل عملية
البيع؛ غير أنه لم يرخص في فرنسا 1961؛ وكذلك دول أوروبا الغربية ألنها كانت تنظر
1
المرجع السابق.
2
J,pheller ;Jorsani : La publicité commerciale , 2eme édition vil Bert entreprise, paris,
2005, p17
33
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
الى التأثير السلبي لالشهار على النمط االستهالكي لألفراد و جعله ال يتالئممع االحتياجات
الحقيقية.1
-التطور التكنولوجي من صحافة؛ اذاعة؛ تلفزيون اظافة الى األنترنت ما سهل نقل الرسالة
االشهارية الى كافة أنحاء المعمورة و الى مختلف المستهلكين.
-نمو وتوسع شبكة االتصال والنقل و المواصالت والتخزين الذي سهل معه نقل السلع
والمنتجات من مكان الى اخر سواء على النطاق المحلي أو االقليمي أو الدولي.2
-زيادة االنتاج التي ارتبطت بالثورة الصناعية وما ترتب عنها من اتساع األسواق وانعدام
المنافسة.
-زيادة القدرة الشرائية لألفراد نتيجة ارتفاع دخلهم؛ أدت الى زيادة انفاقهم أكثر؛ الشيء الذي
دفع بالمعلنين الى استقطاب هؤالء المستهلكين الذين لم يعودوا ينفقون فقط على شراء السلع
الضرورية.
-الزيادة في نسبة التعليم التي أدت إ لى خلق نوع من الوعي االجتماعي الذي قاد بدوره الى
امتالك الكثير من السلع التي أصبحت عنوانا لتطور نمط الحياة االنسانية بشكل عام.
1
بن كراد سعيد ،الصورة االشهارية؛ آلية االقناع والداللة ،المغرب ،المركز الثقافي العربي ،1009،ص.11
2
النور دفع اهلل؛،أحمد ،األسس والمبادئ ،دار الكتاب الجامعي،العين ، 1001،ص .13-11
34
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
-خروج المرأة للعمل مما صعب من أعبائها المنزلية؛ و بروز الحاجة الى توفير سبل الحياة
األسهل من خالل تلك السلع التي تختصر الجهد و الوقت.
-تعدد ق اررات الشراء داخل األسرة الواحدة؛ حيث أن تعدد األفراد من حيث الجنس و
المراحل العمرية يجعل لكل منهم حاجاته الخاصة التي تختلف عن االخرين؛ األمر الذي قاد
الى االهتمام باالشهار كي يشبع كل منهم رغبته من تلك السلع و الخدمات.
ومن هنا سوف نتطرق الى دراسة االشهار التلفزيوني بصفة خاصة مفهومه و كل ما يتعلق
به.
االشهار التلفزيوني هو ذلك الوقت المباع من قبل التلفزيون الى المعلن بهدف استخدامه
بالطريقة و الشكل الدي يراه و يختاره في اطار ظوابط المحطة االذاعية؛ و في اطار مواثيق
الشرف االذاعية الى جانب ظوابط القانون و المجتمع.
وهو أيضا مجموعة من الرسائل الفنية المتنوعة المستخدمة خالل الوقت المباع من قبل
التلفزيون الى الجمهور بقصد تعريفه بسلعة أو خدمة أو فكرة بالشكل و المضمون الذي يؤثر
في معلوماته وميوله وقيمه.1
وبعبارة أخرى فاإلشهار التلفزيوني هو فن يجذب انتباه الجمهور بالتركيز على الجوانب
االيجابية للسلعة بهدف تحفيز ال جمهور المستهدف للشراء أو اتخاذ ردة فعل قد تكون متوقعة
من طرف المعلن؛ و ما هو اال نمط من أنماط االتصال القائمة غلى تقنيات االقناع بالدرجة
1
ايناس محمد غزال ،مرجع سابق ،ص .133
35
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
األولى والهادفة إ لى جذب اهتمام المتلقي ومن ثم تبنيه لسلوك الشراء أو العزوف عن
استعمال السلعة.
وعرفه "روبارت ايدوك" ( ) Robert Educعلى أنه عملية بث رسالة سمعية بصرية لغرض
حث الجمهور على اقتناء سلعة أو خدمة معينة و االستمرار في شراءها و تفضيلها على
السلع والخدمات المشابهة لها.1
وعرفه "كوهن" ) (cohenبأنه رسالة سمعية بصرية تهدف الى توزيع المعلومات الخاصة
بالمنتج أو سلعة معينة قصد تسويقها بين الناس.2
وقد عرفه " النور دفع اهلل أحمد" على أنه الشكل األساسي للصورة المتحركة باإلضافة إلى
الصوت حيث أن استخدام المخرج لحركات الكامي ار وبراعته في أخذ اللقطات بأحجامها
المختلفة مع استخدام المؤثرات الضوئية وأساليب المونتاج واإلخراج والخدع البصرية مما
يعد كذلك نوعا من التأثير المباشر على المشاهد مما يجعله أكثر متابعة لمثل هذا النوع من
االعالن بالمقارنة باإلعالن الثابت.
ويتم انتاج الومضة واخراجها وفقا للتقنية السينمائية في كل مراحلها؛ من اخراج و تصوير
ومونتاج؛ تركيب الصوت على الصورة وطبع األفالم فهي تتميز بكل مميزات الفيلم ولكنها
تختلف في المدة الزمنية التي يستغرقها الفيلم االشهاري والذي ال يتجاوز عادة دقيقة؛ لذلك
أطلق عليها اسم .Filmet3
1
Robert Educ, la publicité une force au service de l’entreprise, paris,1993, p5
2
سمير عبد الرزاق العبدلي ،قحطان بدر العبدلي ،الدعاية و االعالن ،دار العلوم العربية بيروت ،1993 ،ص.11
3
هادف ليندة ،داللة العناصر السردية في االشهار التلفزيوني ،دراسة تحليلية سيميولوجية لومضات نجمة للهاتف النقال،
جامعة الجزائر ،1004 ،ص.13
36
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
ولعل أبرز مميزات انتاج االشهار على الفيلم هي الحركة التي يبرزها االشهار الفيلمي بدقة
كبيرة عكس التقنيات ال سابقة التي عرفها االشهار التلفزيوني و التي كانت تعتمد على الصورة
) (Rollواعالنات الشريحة الثابتة وهي ما اصطلح على تسميتها اعالنات "الرول"
) (Slidesحيث كانت تعتمد على الرسم و الكتابة على الورق المقوى و عرضه اما كشريحة
أو كصورة أمام الكامي ار وأما عن طريق جهاز يدعى "الرولر" ) (Roller؛ يتم تشغيله يدويا
ويصاحبه صوت المذيع؛ و يعرض هذا االشهار مباشرة على الهواء.1
-زيادة أهميته عند التعامل مع السلع أو الخدمات المستهلكة مقارنة مع أهميته عند التعامل
مع السلع الصناعية.
-يعد االشهار التلفزيوني عملية اتصال غير شخصي للمعلومات الخاصة بالسلع؛ فهو رسالة
اتصال غير مباشرة بمعنى اكتساب المعلومات من المرسل الى الجمهور.
-يعتبر االشه ار التلفزيوني عملية اتصال جماهيري يتميز بضمان انتشاره و وصوله الى
أعداد كبيرة من الناس في ذلك الوقت؛ كما يعتبر التكرار في التلفزيون عنصر هام جدا مما
يساعد على تعرض أكبر عدد ممكن من المشاهدين.
37
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
-يتميز باتساع مساحته الزمنية حيث توجد اعالنات في مختلف الفترات الصباحية الظهيرة و
المسائية مما يجعل منه رسالة جماهيرية؛ و مخاطبته لألفراد بكافة أعمارهم و مستوياتهم
التعليمية المختلفة.
-موجه الى جماعات محددة من المستقبلين من المفترض أن تتم دراستهم من كافة النواحي
الديموغرافية؛ االجتماعية؛ النفسية؛ و الثقافية.
-يعتبر كعملية اتصال غير شخصي للمعلومات الخاصة بالسلع و اكتساب المعلومات من
المرسل الى المرسل اليه أو المستقبل يتم بدون مواجهة مباشرة كما هو الحال في االتصال
بين البائع و المشتري أثناء البيع أو الشراء؛ فليس هدف المعلن عن خدمة أو سلعة جديدة
هو مجرد اخبار المستقبلين عن ظهورها في األسواق فحسب بل اقناعهم باستخدام أو شراء
تلك الخدمة أو السلعة الجديدة.
1
ايناس محمد غزال؛ مرجع سابق؛ ص110
38
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
ومن خالل هذه الدراسة قمنا بشرح أهداف االشهار التلفزيوني بحيث لهذا األخير دو ار
فعاال في جلب المستهلك؛ الى غيرها من األهداف األخرى
1
تتلخص أهداف االشهار التلفزيوني فيما يلي:
-خلق نوع من الوالء واالنتحاء بين السلع ومستهلكيها؛ من خالل تعريف المستهلكين بمزايا
السلعة والبيانات المرتبطة بها واظهار االستخدامات الجديدة لها؛ وذلك بتوعية المستهلك
وهذا ما يجعله أكثر اندفاعا لشراءها.
-االقناع :فدور االشهار التلفزيوني ال يتوقف عند تحقيق االدراك وجذب االنتباه أو تسهيل
فهم موضوع الخطاب االشهاري؛ وانما ال يتجاوز ذلك الى تحفيز المستهلك لشراء السلعة
وتجريبها.
-تكوين صورة متميزة للمنشاة ومنتجاتها بحيث يصعب على االخرين تقليدها مما يؤدي
بطبيعة األمر الى االسهام في زيادة أرباح المنشأة.
-زيادة مستوى تفضيل المستهلكين لمنتجات المنشأة أو خدمتها دون الخدمات أو المنتجات
المنافسة وزيادة رغبتهم في شرائها وتقليل مخاوفهم من استعمال المنتجات أو االقبال على
الخدمات األخرى.
-تعريف الجمهور بالمنشأة وبالجهود التي تبذل في المجال االقتصادي العاملة فيه؛ وزيادة
معلومات المستهلكين من حيث خصائص المنشأة ومميزاتها.
-تخفيض الوقت الالزم لتحقيق صفقات البيع و المساعدة على تقديم الموزعين الجدد للسوق.
1
حنان شعبان ،تلقي االشهار التلفزيوني ،الحكمة للنشر التوزيع ،1011ص.9-1
39
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
ولقد اقترح االتحاد العالمي للمعلنين أن أهداف االشهار التلفزيوني يجب أن تحدد وفقا
لمعايير اتصالية محددة تتمثل في :
-تصميم الرسائل االتصالية بما يساعد على خلق نمط من التفضيل واالنطباع االيجابي
من المستهلك اتجاه المنتوج لتحفيزه على تجريبه.
-الربط بين المنتوج وما يحققه من قيم مختلفة كالسعادة؛ والجمال و المتعة؛ والتوفير؛
والسعر المناسب؛ والتغليف الجذاب؛ وسهولة الحصول على المنتج.
وانطالقا من هذه األهداف فإن الهدف الرئيسي واألساسي لإلشهار التلفزيوني يتمثل في
تقديم المعلومات الخاصة بالسلعة في حد ذاتها؛ لذلك يخطأ من يتصور أن االشهار هو
المنبع األول واألخير الذي من خالله تتحقق أحالم وأمال وتطلعات المعلنين؛ لذلك فاإلشهار
ومهما كان نوعه يتمثل هدفه في تعريف الجمهور بالسلع الموجودة في السوق ثم الحكم
عليها؛ على الرغم من أن هدف المعلن يتمثل في ترويج وتسويق المنتجات.
40
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
كما أنه هناك مراحل يمر بها االشهار التلفزيوني سميناها بالمراحل االتصالية
يعتبر االشهار التلفزيوني بمثابة رسالة مقنعة يسعى من خاللها المعلن الى التعريف بالسلعة
ومزاياها؛ و هذا يمر بعدة مراحل أهمها:1
-جذب االنتباه :ينجذب المشاهد الى االشهارات التي تحقق له اشباعاته ورغباته نظ ار
لمحدودية ذاكرته وهذا أثناء متابعته لبرامج التلفزيون ومروره على جملة من االشهارات
التلفزيونية مختلفة في تصميمها ومضمونها حسب هدف المعلن؛ ولكي يحقق االشهار
التلفزيوني هذه العملية ال بد من وجود عناصر هامة أساسية هي:
محاولة جعل الجمهور المستهدف يشعر باالنفعال من خالل ما يوفره مضمون االشهار
من ديكور و جمالية الصورة.
الترفيه والمفاجأة التي ينتظرها الجمهور المستهدف من جراء تلقيه المضمون.
تسهيل عملية الحفظ أو التذكر :و ترتبط هذه العملية ارتباطا وثيقابطبيعة السلعة و
نوعية الرسالة االشهارية و خصائص الجمهور المستهدف؛ و مدى صعوبة الرسالة المطلوبة
تذكرها؛ فاذا كان الهدف األساسي في االتصال االشهاري هو التأثير على السلوك االشهاري
للجمهور المستهدف؛ فال بد من معرفة و فهم العمليات التي تؤثر في تغيير السلوك والكيفية
التي يتم بها تدعيم سلوك المتغير.
1
سامي عبد العزيز ،صفوت محمد العالم ،مقدمة في االعالن ،مركز جامعة القاهرة(التعليم المفتوح) ،مصر ، 1999ص
.43-41-41
41
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
االدراك :يتعلق االدراك بفهم العناصر المباشرة و الغير مباشرة التي يتضمنها االشهار؛
و ذلك من خالل فهم الترابط الواقع بين مختلف المعاني و األلفاظ التي يحويها االشهار؛
فالجمهور ال يشتري السلع فقط و انما يشتري أيضا المعاني التي تحملها السلعة و ذلك من
خالل الصورة الذهنية التي يعمل المعلنين على ترسيخها لدى الجمهور المستهدف لذلك يركز
االتصال االشهاري على خلق حالة من التمييز بين السلع و ذلك باستخدام المعانيو الدالالت
العاطفية أو الروابط االجتماعية و األسرية المتضمنة في السلعة المعلن عنها.
االقناع :أحيانا ما يواجه المستهلك أو المستقبل صعوبات في تقبل الموضوع أو
المنتوج أو السلعة؛ فعندما يتلقى هذا االخير الرسالة االشهارية تخلق له استجابة تتعلق اما
بتدعيم سلوكه الشرائي أو بتغيير اتجاهه نحو السلعة المشهر عنها؛ فالمعوقات التي تجعل
المستهلك يحجم عن القيام باستجابة الرسالة االشهارية قد تكون عادة ما نفسية أو اقتصادية
أو اجتماعية؛ و تجدر المالحظة في هذه النقطة الى نموذجين أساسيين:1
1
فايزة يخلف ،األسس النفسية والفنية للصورة االعالنية ،المجلة الجزائرية لالتصال ،العدد ، 11الجزائر ، 1996ص
.141-141
42
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
نموذج : DAGMAR
43
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
القصة :اذ يحتوي اللغز في هذه الحالة من االشهاراتعلى قصة تبدأ باثارة مشكلةمعينة؛
وتنتهي بخاتمة سعيدة و ذلك بإظهار كيف أدت المؤسسة الى التغلب على هذه المشكلة.
شرائح من الحياة :حيث تعتمد هذه األخيرة على األسلوب القصدي من خالل اظهار
أفراد واقعيين من الحياة؛ و لكي يكون هذا الشهار ناجحا ينبغس أن يختار محرراالعالن
أفرادا يمثلون المشاهدين و يتقاربون معهم في الصفات و الخصائص.
-اعالن المذيع :ويخص هذا الجانب المذيع أي القيام باالتصال كأن يقف أحد المسؤولين
عن الشركة و ينظر الى الكامي ار و يبدأ بالحديث عن المنتج و مزاياه.
-العرض :هنا يظهر المعلن بالمنتوج و يشرح كيفية تصنيع السلعة و كيفية استخدامها و
عملهاو بمقارنتها ببعض المنتجات المنافسة و البديلة لها دون ذكر اسم المؤسسة المنافسة.
-األغنية و الرقص :و ذلك بجذب المشاهد و السيطرة على مزاجه ثم االعالن على المنتج
في نفس الوقت و استخدام بعض المؤثرات الصوتية كموسيقى معينة؛ أصوات؛ أو مؤثرات
مرئية من ألوان؛ اضاءة؛ حركات الكاميرا.
أما في الدول النامية تختلف حسب االتجاهات فهناك من يقسم االشهار التلفزيوني على
أساس عرضه و هناك من يقسمه على طريقة شراء وقت االشهار و على أساس النطاق
الجغرافي الذي يغطيه.
1
Nelson.R,P ; The design of advertising; Du buque,Towa,1977,p34
44
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و أخي ار ق منا بدراسة االشهار التلفزيوني شكال و مضمونا من خالل الدالالت و الصيغ الفنية
التي يصب اليها.
تشكل الصياغة الفنية و الداللية عامال هاما من العوامل الرئيسية التي يمكن من خاللها
تحقيق نجاح و فعالية االشهار .انها قوام كل كل تصميم Conceptionو جوهر كل
استراتيجية ابداعية؛ فاالبداع هو المهارة في اظهار الجديد؛ و في اقتراح رؤية مستحدثة
للعالم أي اقتراح معنى جديد للمواقع.
و بهذا يكون اال بداع في االشهار هو تلك اللمسة الفنية التي تخاطب العاطفة ألجل بلوغ
العقل؛ و هذا بدوره يعني أن االبداع La Créationفي االشهار ليس غاية في حد ذاته
(مثلما هو الشأن بالنسبة للفنون الجميلة مثال) و انما هو وسيلة توظف بشكل بالغي
Rhétoriqueمن أجل الرفع من الميزة التنافسية Avantage Concurrentielللمنتوج.
وتأكيدا لهذه الفكرة نشير إ لى أن هناك فرق بين االبداع الذي يركز على تصوير
الحقيقة بمضامين غير مألوفة و االبتكار La Créativitéالذي يستند الى الجانب الشكلي
في عملية االختراع؛ و هو في االشهار يعني القدرة على انتاج أشكال فريدة Formes
Originalesيراد من خاللها التعبير بطريقة مختلفة عن داللة بعض القيم االشهارية
المعهودة مثل :الفعالية؛ الراحة؛ القوة؛ النجاح؛ األغراء...الخ
و قد أسفر مثل هذا االجتهاد في البحث عن الطرق الجديدة على ميالد العديد من المقاربات
االبداعية الخاصة باالشهار التلفزيوني يمكن أن نذكر من بينها:1
1
فايزة يخلف؛ مبادئ في سيميولوجيا االشهار؛طاكسيج كوم للدراسات و النشر والتوزيع؛ 1010ص116
45
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
تعد النسخة االستراتيجية أو La copie stratégieمن بين أهم المقاربات التي ساهمت في
االرتقاء بمستوى االبداع في االشهار التلفزيوني؛ فهي المقاربة التي حددت و بدقة االطار
االبداعي الذي يتوافق و أغلبية األهداف االشهارية المطروحة.
و رغم أن ظهور هذه المقاربة ارتبط بنشاط بعض الشركات المتعددة الجنسيات مثل بروكتر
و جامبل Procter et Gambleاال أن اعتمادها في االشهار التلفزيوني المعاصر ال يزال
ساري المفعول في كل أقطار العالم.
ان تمثيل صورة المنتوج و من ثم استخراج فكرة الوعد به يعني ال محالة تعيين مجموعة
الصفات التي تستند الى هذا المنتوج دون سواه Les attributs du produitsو هي ذات
المسندات التي سوف تصاغ فيما بعد في شكل وعد أو محور اشهاري.
"و الوعد هو تلك الصيغة التي تلخص الخصائص و المميزات التي تشكل معيار اختيار
المستهلك" Critére de choix
-قدرة منظف ما على ازالة البقع الصعبة مهما كانت درجة ح اررة الغسيل.
46
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و تجدر االشارة الى أن اختيار الوعد ال يتم بشكل عشوائي و انما ال بد أن يراعي مجموعة
من الضوابط أو الشروط هي :
-البساطة :و هذا يعني انتقاء الوعد الذي يتسم بالدقة و الوضوح بالنسبة ألغلبية المستهلكين
و تفادي الوعود الغريبة و المبهمة.
-القوة La fotce:وهي التي تنتج من قدرة الوعد على تلبية رغبة حقيقية لدى المستهلك
وهذا يعني بدوره امكانية القضاء الى أي مانع من موانع الشراء.
-التحديد :و هذا يعني أن ال يكون الوعد عاما و مجردا؛ فال نقول مثال عن منظف أواني
معين أنه (ينظف جيدا) ألن هذه صياغة عامة و فضفاضة وانما ال بد من اعتماد وعد
محدد و ملموس كالقول بأن منظف األواني هذا يجعل األكواب و الصحون أكثر بريقا و
لمعانا.
و حيث أن الحجة تعمل على االقناع بواسطة اثبات الصدق؛ كان ال بد أن تستخدم بشكل
يتوافق و الشروط اآلتية:
47
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
-أن تكون ملموسة جدا Très concréteو هذا ما يبرر استعمال العلم و المنطق في
تأكيد الوعود.
-أن تكون سهلة الفهم و هو ما يدعو الى تبسيط و تعميم المعارف العلمية حتى تصبح في
متناول الجميع و في هذا االطار ينصح باستعمال الرسوم و الصور التوضيحية.
48
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
فقد ترد اعالمية؛ عقالنية اذا ما كان الهدف هو التأكيد على صدق الوعد؛ كما يمكن أن
تكون بأسلوب هزلي Ton humoristiqueفي حالة البحث عن التخفيف من خطر استبعاد
وجود أي مكسب بالنسبة للمستهلك و حتى ال تبقى النسخة االستراتيجية في حدود الفهم
النظري؛ نورد فيما يلي مثاال عن كيفية تطبيق هذه المقاربة في االشهار عن معجون
األسنان:
49
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و مثلنا كان تحديد خطوات االبداع سببا في نجاح هذه المقاربة؛ كان أيضا سببا في مطالبة
بعض المفكرين (أمثال جاك سقيال و جون فلدمان) باعادة النظر فيها و هذا بدعوى أنها
مجمدة للفكر االبداعي .
وهي وليدة أفكار دعاة التحرر االبداعي الرافضين لكل تقييد أو تحديد لفكرة االبداع
االشهاري؛ فالنجم حسبهم هو المنتوج؛ و على المصمم أن يعبر كيفما شاء عن هذه النجومية
شريطة أن ال يخرج عن العناصر المشكلة للمقاربة وهي:
-1أما الطبع فهو القيمة الرمزية المضافة للمنتوج وهي في أغلب األحيان قيمة اجتماعية و
هذا ما يجعل الطبع يختلف عن األسلوب الذي يشير الى فكرة ايديولوجية لصيقة بمنتوج ما.
و حتى تتبين تطبيق هذه المقاربة ميدانيا نورد المثال اآلتي عن منظف woolitالخاص
بمالبس الصوف.
50
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و لم تكن مقاربة نجم االستراتيجية التي ظهرت في أواخر الثمانينات الوحيدة التي نادت
باحداث قطيعة مع نماذج االبداع التي تقوم على االستدالل الكالسيكي و انما تدعمت
بمقاربة أخرى أكثر حداثة و أشد الحاحا على فكرة الحرية في االبداع؛ هذه المقاربة هي:
وعلى غرار المقاربة السلبقة تؤكد هذه المقاربة على ضرورة اكساب المنتوج مجاال اتصاليا
خاصا به؛ وعوض التأكيد على الفائدة التي يجنيها المستهلك من المنتوج Le Benifice
( consommateurكما ورد في مقاربة النسخة االستراتيجية) .يتم التأكيد على ما يقترحه
المنتوج للمستهلك Proposition-Consommateurوهي فكرة تحيل الى خصوصية
51
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
المنتوج فيما يقترحه على المستهلك أي خصوصية القيمة المضافة التي تميز المنتوج أو
العالمة عن غيرهما.
و نظ ار لهذا الطرح الجدي د الباعث على اكتشاف القيم الكامنة في جوهر المنتوج؛ أصبحت
هذه المقاربة توظف عندما يتعلق األمر باالشهار عن منتوجات مميزة مثل مساحيق الغسيل
التي تختص باالضافة الى تنظيف األواني والمالبس في تطهير األرضيات و تلطيف الجو
أو الزيوت التي تستعمل باالضافة الى القلي و الطهو في تحضير المخلالت و
المصبرات...الخ.
و عموما يمكن القول أن هذه المقاربات و على اختالف استراتيجياتها االبداعية و تعدد
منطلقاتها تهدف كلها الى فتح أطر االبداع وتنويعها بما يتكيف و خصائص كل سلعة.
تتحدد الصياغة الفنية في االشهار التلفزيوني بطبيعة القالب الفني المستخدم في التعبير عن
فكرة االشهار و من جملة هذه الصيغ يمكن أن نذكر:1
وهي الصياغة التي تعتمد أساسا على وظيفة النداء -1صياغة الحديث المباشر:
Fonction Conativeفي مخاطبة مستقبل الرسالة وفي دعوته الى اقتناء أو تجربة سلعة
معينة.
وألن وظيفة النداء تقتضي االقناع بواسطة القول؛ كانت الشهادة Le témoignageمن بين
أهم األساليب المستخدمة في هذا المجال.
52
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
-1الصياغة الجدلية :تستند هذه الصياغة الى حوار يجري بين شخصين أو أكثر أحدهما
يسأل واآلخر يجيب؛ أو يقرر األول شيئا و يعقب عليه الثاني و تقوم هذه الصياغة على
أسلوب المناضرة و الجدل حول منافع استخدام سلعة معينة؛ أو قدرة هذه السلعة على حل
مشكلة معينة؛ و يقوم محرر الرسالة بصياغتها في أسلوب يقوم على أساس ظهور فرد معين
يتحدث عن وجود مشكلة ما بينما يقترح اآلخر حل المشكلة من خالل استخدام السلعة-أو
الخدمة -موضوع االشهار.
وتتوقف فعالية مثل هذه الصيغ على قدرة مصمم الرسالة على التفكير المنظم الدقيق و مدى
معرفته بطبيعة الجمهور المستهدف؛ لكي تنعكس تلك المعرفة في صياغة االستفسارات و
التعقيبات الجدلية.
و نظ ار لما يتميز به الحوار من قدرة على اضفاء الحركة و الحيوية و التقليل من الرتابة و
الملل الذي قد ينتاب الرسالة االشهارية التلفزيونية؛ أصبحت الصياغة التي تستخدم هذا
األسلوب الفني من أكثر الصيغ استعماال في االشهار المعاصر.
-3صياغة الفيديو كليب :Vidéo clipو هي الصياغة التي تقوم على فكرة االستعراض في
تقديم المنتوج؛ وهي فكرة مستوحاة من فن الفيديو كليب الخاص باألغنية المصورة.
ان استخدام األغنية في االشهار الحديث هو محاولة من جانب المصمم لجعل الرسالة
االشهارية أكثر رسوخا؛ وهي مسألة تتطلب الحذر في توظيف مثل هذا القالب ألن ال تطغى
الجوانب الفنية على محور االتصال االشهاري.
-1الصياغة التي تعتمد على استعمال الرسوم المتحركة :درجت هذه الصياغة منذ بداية
استعمالها على محاولة الخروج عن المألوف و ذلك باستخدام شخصيات غير حقيقية بعضها
53
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
من الرسوم المتحركة وأخرى من العرائس؛ وهو توظيف ال ايقوني يراد منه التجديد في عرض
المضمون االشهاري.
والشك أن هذه القوالب على اختالفها تساهم بشكل كبير و فعال في جعل االتصال االشهاري
فذا في تصميمه؛ معب ار في معناه؛ ولكن ذلك ال يكفي الستكمال حلقة الصياغة اذ ال بد أن
تتدعم أيضا بتحديد نوع الرسالة التي سيقدم بها موضوع االشهار.
اذا كانت الصياغة في االشهار التلفزيوني تحيل الى الشكل أو القالب الذي يعرض به
المضمون االشهاري؛ فان الرسالة هي ذلك المضمون ذاته.
ويمكن التفرقة بين أكثر من نوع من الرسائل وذلك في ضوء طبيعة الهدف المطلوب تحقيقه
من ورائها .و بالرغم من صعوبة وضع حدود فاصلة بين تلك األنواع المختلفة؛ اال أن
محاولة التفرقة بينهما تحقق فائدة عملية عند تصميم االشهار؛ حيث يصبح المصمم على
درجة كافية من العلم بأن هناك نماذج من الرسائل توظف ألحداث تأثيرات متباينة في
المستهلك.
وهي الرسالة التي تعتمد على تقديم المعلومات بشكل توضيحي أو تعليمي يساعد على ابراز
مزايا السلعة و فوائدها؛ وهي غالبا ما تعتمد على معلومات حقيقية دون محاولة الثارة
مستقبل الرسالة بأساليب عاطفية خيالية؛ فهي تبرز أسباب واقعية ومنطقية لتبرير دعوة
المستهلك الى اقتناء سلعة ما.
ولهذا كان هذا النوع من الرسائل مناسبا في حالة االشهار عن السلع أو الخدمات التي ال
يزال الجمهور غير مقتنع بفوائدها أو مزاياها؛ ومن أمثلة االشهار الذي يستخدم مثل هذه
الرسالة االشهار الخاص باالستثمارات المختلفة وكذا التأمينات.
54
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
تعتمد هذه الرسالة على تقديم معلومات تتميز بالخفة و المرح و تستخدم في ذلك الفكاهة و
النكات؛ و طرافة الفكرة؛ وهي كلها وسائل تعبيرية لطيفة تنفذ الى نفوس الجمهور؛ ومع ذلك
ينبغي مراعاة تماشي هذا النوع من الرسائل مع القيم السائدة في المجتمع؛ واستخدام
شخصيات تملك القدرة على التعبير عن روح الرسالة؛ مع االلتزام بعدم المبالغة في استخدام
الفكاهة حتى ال يقابل بنفور من قبل المستهلكين.
و الواقع أن هناك أحد الدراسات التي تناولت موضوع الرسالة الخفيفة و مدى فعاليتها مقارنة
بالرسالة التي تتسم بالجدية؛ وقد توصلت تلك الدراسة الى النتائج التالية :
-تنجح الرسائل التي تتضمن الفكاهة في جذب االنتباه وخاصة اذا كانت مصاغة في قالب
حواري.
-الرسالة الفكاهية قد تؤثر بشكل ملموس على مدى تفهم النقاط البيعية.
-الفكاهة قد تجذب انتباه الجمهور لفترة من الوقت بحيث-ينسى -أن يعارض (داخليا)
Conter argueفكرة استخدام السلعة المعلن عنها.
-تتسم الرسائل الخف يفة المرحة بقدرة على االقناع تعادل أحيانا درجة اقناع الرسالة الجادة.
ويالحظ أنه يكثر استخدام مثل هذا النوع من الرسائل لالشهار عن السلع ذات االستهالك
الواسع مثل المواد الغذائية؛ األدوات المنزلية؛ أدوات الزينة....الخ
55
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
وهو النموذج الذي يعتمد على أقوال شخصية معروفة ذات شهرة وقبول من جانب
المستهلكين في وصف السلعة أو الخدمة موضوع االشهار؛ ولهذا األسلوب أثره القوي؛
خاصة اذا كان الرأي المستشهد به منسوبا الى أحد الفنيين أو األخصائيين الذين لهم عالقة
مباشرة بالسلعة أو الخدمة المعلن عنها.
ومن أمثلة االشهار الذي يستخدم مثل هذه الرسالة ذلك الذي يوظف الممثالت في االعالن
عن مواد التجميل أو يستشهد بأقوال بعض المشهورين من أبطال كرة القدم عند االعالن عن
معجون الحالقة أو نوع معين من العطور ...الخ
يعتمد مثل هذا النوع من الرسائل على التأثير على الحالة النفسية للمستهلك؛ من خالل خلق
انطباع نفسي موجب أو سالب .و عند اعداد هذه الرسائل يقوم المصمم باتباع أحد
األسلوبين التاليين:
-خلق حالة نفسية موجبة من خالل استخدام بعض المؤثرات مثل الموسيقى؛ منظر
طبيعي؛الصور ؛ الكلمات؛ األغاني بحيث يؤثر على الجوانب العاطفية لدى المستهلك
ويجعله أكثر تقبال لفكرة االشهار.
-خلق حالة نفسية سالبة لدى المستهلك و جعله يشعر بنوع من االحباط حيث أنه يعاني من
ذات المشكلة التي تتحدث عنها الرسالة االعالنية.
فيستفيد المصمم بأنه يجعل الفرد يشعر بأن هناك من يتعاطف مع المشكلة التي يعاني منها
وأن هناك من يهتم به ويسعى لتقديم حل المشكلة .ومن أمثلة هذه الرسائل االعالنات عن:
56
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
مزيل رائحة العرق؛ غسول الزالة قشر الشعر؛ مسحوق غسيل مزيل البقع؛ معجون أسنان
خاص للمدخنين...الخ
ولكن؛ في بعض الحاالت قد يترتب على مثل هذا النوع من الرسائل شعور المستهلك
بالضيق ألن هناك من يذكره بمشكلة يحاول الهروب منها وبالتالي ال تحقق الرسالة الغرض
من ورائها.
تتصف هذه الرسائل بأنها تثير الشعور بالخوف لدى الجمهور المستهدف؛ ويقصد بالخوف
هنا أحد األمرين :الخوف من األضرار الفيزيولوجية التي قد تصيب المستهلك اذا لم يستخدم
السلعة المعلن عنها؛ ومن أمثلتها االعالنات عن معجون األسنان(عدم استخدام المعجون
يؤدي الى التسوس و أالم األسنان) أما النوع الثاني من الخوف فهو ذلك الشعور النابع من
التهديد بعدم القبول االجتماعي؛ ومن أمثلتها االعالنات عن مزيل رائحة العرق؛ مزيل رائحة
الفم....الخ
تقوم بعض رسائل االشهار على أساس ذكر الخصائص التي تساهم في خلق صورة ذهنية
موجبة للسلعة في ذهن المستهلك 1وفي هذه الحالة فان الرسالة تخلو تماما من أي اشارة
للجوانب السالبة في السلعة المعلن عنها .وعادة ما يستخدم هذا النوع من الرسائل عندما
يكون الجمهور المستهدف على دراية كاملة بالسلعة؛ وغير مستعد لتقبل أي انتقاد موجه لها؛
ولكن في بعض الحاالت يفضل استخدام الرسائل التي تنطوي على الجوانب االيجابية و
السلبية على السواء مثال في حالة تمتع الجمهور المستهدف بمستوى مرتفع من التعليمو
1اسماعيل محمد السيد.االعالن .االسكندرية :المكتب العربي الحديث 1990 .ص 110
57
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
الوعي؛ وأيضا في حالة وجود منافسين داخل نفس السوق و لنأخذ على سبيل المثال الرسالة
االعالنية التالية" :أسعارنا هي األعلى ...ولكن خدمتها هي األفضل" ان مثل هذا االختالف
بين شقي الرسالة هو في الحقيقة تناقض مثير يزيد في درجة تأثير و اقناع المضمون
االشهاري.1
وفي نهاية هذا العرض؛ نود أن نشير الى أن معظم الرسائل السابقة تستخدم مداخل تجمع
بين الدعاوى العاطفية و الرشيدة ولكن بدرجات متفاوتة.
ينطوي الفيلم االشهاري من الناحية السيميولوجية على جملة من الصيغ و األنظمة التي
تختصر أهم دالالته و هي:2
يتجسد هذا النظام في ستوري بورد Story boardأي في سيناريو االشهار بوصفه بنية
نصية دالة تنطوي على مسار سردي Parcours narratifيحيل الى مرجعية داخلية
Référence interneبينه وبين الصورة وعلى غرار األنساق اللغوية األخرى(الرواية؛
القصة )...يتألف النص االشهاري من مجموعة من الدالئل اللغوية الموجزة في شكل
ملفوظات كثيفة Enoncés condencés .يتطلب توسيعها اللجوء الى المقابل المعجمي
من أجل الحصول على المفردات التي تعادلها في مستويات المعنى.
ان مثل هذا االنتقال من مستوى البحث عن المعنى ) (Le sensالى مستوى اكتشاف
الداللة La significationهو في الحقيقة اجراء سمنطقي يؤهل الباحث اليجاد قائمة
58
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و لتوضيح اجراءات هذا التركيب نورد في ما يلي مثال عن مفهوم اشهاري شائع وهو الراحة
أو :Le bien-être
و هي كلها مرادفات أو نظائر معجمية تزيد من قوة النص ومن تأثيره؛ وهو الطرح الذي
يؤكده اللغوي فاردينان دي سوسير Ferdinand de saussureحين يلح على ضرورة
مقابلة اللفظ بما يقابله.
و ألن قيمة المفرد ة ال تتحدد بالتقابل االيجابي (الترادف) فقط و انما تنشأ أيضا من التقابل
السلبي أو التعارض كما يقول دوسوسير؛ أجتهد الباحثون و على رأسهم جون ماري فلوش
Jeon-Marie Flochاليجاد مقاربة منهجية مناسبة لتحديد هذه االختالفات؛ فكان ما
يعرف بالمربع السيميوطيقي .Le carré sémiotiqueيمثل هذا المربع نموذجا علميا
Un modéleلتحديد مختلف العالقات التي تربط بين أوجه الدالئل التي تنطوي على
59
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
الشكل رقم : 23يبين مختلف العالقات التي تربط بين أوجه الدالئل التي تنطوي على
المضامين االشهارية
----------------
-
و بهذه العالقات يتحول المربع من وضع ساكن statiqueالى وضع ديناميكي جامع
لعالقات بعضها مختلف و لكنه متكامل؛ والبعض اآلخر مختلف و متناقض أيضا
60
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و هكذا تنطوي هذه الحركية في انتاج المعنى على اثراء عميق لمدلول النص بما تضفيه من
اختالفات تتراوح بين التعدد Pluralité؛ التنوع Diversité؛ التنافر Hétérogénéité
و ترجم ة لهذا المربع و حتى ال يبقى مجرد مقاربة نظرية؛ نورد في ما يلي المثال اآلتي عن
المفهوم االشهاري المتعلق بالراحة و المندرج ضمن قيم االستحسان.
الشكل رقم :24المفهوم االشهاري المتعلق بالراحة و المندرج ضمن قيم االستحسان.
----------------
-
العياء االستقرار
----------------
-------------
المفهوم على المربع على توسيع حقله الداللي و كما هو موضح في الشكل؛ أسفرت حركة
من خالل ايجاد جملة من المعاني التي تقابله.
و قد كان للعمل بهذه المقاربة المنهجية؛ أثاره االيجابية على الحقل العلمي السيميولوجي اذ
تعزز بميالد أربع تيارات فكرية كبرى عرفت بايديولوجيات الخطاب االشهاري
يؤكد هذا التيار الذي يمثله دافيد أوجلفي David ogilvyعلى الوظيفة التمثيلية Fonction
réprésentationnelleللخطاب االشهاري؛ وينطلق في ذلك من ضرورة اعادة انتاج
الواقع وهو ما يتطلب بدورة حتمية تكييف النص االشهاري و حقيقة ما يعيشه المستهلك.
61
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
خالفا للتيار السابق؛ يركز أنصار االشهار المنحرف و على رأسهم Phillipe Michel
و جون ماري دري J.Marie Druعلى ضرورة تفادي أسلوب عرض الوقائع في بناء النص
االشهاري و استبدالها بالترميز و االيحاء الذي هو من خصائص االشهار.
ان تأكيد هذا التيار على الحياد على الطابع االعالمي للنص االشهاري؛ هو سعي منه لتقييم
فكرة تضمين المعنى ومن ثم التمثيل الناقص لحقيقة المنتوج؛ وهو التمثيل الذي يحول
المشتهلك من متلقي الى مستقبل متفاعل و مؤول للمضمون االشهاري )(Un décodeur
ينسب هذا التيار الى المفكر جاك سقيال Jacques Séguélaوهو ينطلق في طروحاته
من فكرة أساسية مفادها أن االشهار يختلف عن االعالم؛ وعليه يجب بناء النص االشهاري
بأسلوب يتسم بنوع من الشاعرية و الخيال.
يبرر جاك سقيال هذا اللجوء الى الشاعرية و البالغة في بناء النص بلذة االستهالك Le
plaisir de la consommationو يقول في هذا الصدد "ان مهمة اللغة االشهارية ليس
ان تحقق التماثل مع الواقع و انما أن تخلق لذة مصاحبة لعملية الشراء و االستهالك......
أن تولد سح ار يوقظ شاعرية المستهلك.1
1
Jaques séguela : demain il sera top star, paris : Flammarion, 1998, p22
62
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
خالفا لالشهار األسطوري؛ يركز دعاة هذا التيار و على رأسهم جون فلدمان J.Feldman
على أهمية تمثيل حقيقة المنتوج ذاته و ال يهم أن يكون التعبير عن باقي تفاصيل الرسالة
موازيا أو مقاربا للحقيقة.
يتضح من هذا الطرح أن محور االهتمام في االشهار الجوهري ال ينصب على الكيفية التي
يقدم بها المنتوج؛ بل على جوهر و حقيقة المنتوج نفسها؛ وهذا ما يجعل النص الذي يندرج
ضمن هذه االيديولوجيا جزئيا في بناءه للحقيقة؛ منقوصا في تصوره للواقع.
وألن األصل في وجود هذه التيارات الفكرية هو المربع السيميوطيقي؛ فقد انعكس ذلك على
طبيعة العالقات التي تجمع بين هذه التيارات؛ وأفرز بذلك الوضعيات السيميولوجية اآلتية:
63
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
وبحكم اقتران كل تيار بتصور معين للبنية النصية االشهارية؛ تنتج عن تفاعل مختلف هذه
الفلسفات نوعين من العالقات:
و مهما يكن الجدل القائم بين مختلف هذه التيارات؛ ومهما تكن طبيعة األفكار المطروحة؛
فانها تتفق كلها حول نقطة واحدة وهي ضرورة بناء النص على أساس ثقافة مشتركة بين
المرسل و المستقبل؛ وهذا يعني تضمين النص تطابقا ثقافيا يجعله نسقا محوريا Système
axiologiqueحقيقيا نابعا من ذاتية المبلغ و موجه الى المستقبل الذي يقاسمه نفس مبادئ
الثقافة.
ألن المضمون االشهاري التلفزيوني ال يبنى على النص فقط وانما يستمد دالالته من الصور
أيضا؛ وجب التركيز على دور هذه الصيغ التضمينية في تعزيز مدلول الفيلم االشهاري.
تعرف الصورة الفيلمية Images filmiqueبأنها ذلك النظام الداللي الذي يقيم عالقة شبهية
Anologiqueمع المرجع الم مثل؛ و هي ليست صورة مطابقة للعالم الخارجي و انما مظهر
منه فقط .Aspect du monde
64
مدخل عام لإلشهار التلفزيوني:
و يبقى االشهار التلفزيوني بصفة خاصة من وجهة نظر االتصال تلك الوسيلة االتصالية
التي تمد السوق بالمعلومات ذات التأثيرات المختلفة التي تتأثر بميول و اهتمامات و أهداف
المصدر بهدف بيع السلع و تقديم الخدمات ؛ فلوال االشهار التلفزيوني بصفة خاصة و تطور
وسائل االعالم و االتصال بصفة عامة ال عاش الفرد في قرية مظلمة منعزلة.
65
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
تمهيد :
بحيث يطرح ىذا الوضع الموسوـ باالغراءات و االثارة و االفتتاف الى التفكير بطبيعة
االشيار التمفزيوني و كيفية تصميمو و االليات المعتمدة لمتأثير في المشاىد و كذا الوسائؿ
المستخدمة القناع ىذا االخير.
الرسالة االشيارية ىي برنامج اشياري محدد يشرح الفكرة الرئيسية لالشيار و ييدؼ
الى تشجيع و اقناع المستيمؾ ليتعرؼ عمى الصورة المطموبة التي يريد المعمف أف يظير مف
خالليا السمعة؛ و حتى تحقؽ الرسالة االشيارية ىدفيا بشكؿ جيد تستخدـ عدة طرؽ و
أشكاؿ منيا عاطفية؛ العقمية؛ المينة؛ العنيفة....الخ .1
وأيا كانت أىداؼ الدراسة االشيارية وميما تنوعت واختمفت فإف ىذه الرسالة تمر بثالث
مراحؿ رئيسية وىي:
68
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
تترجـ المرحمة األولى االستراتيجية المعتمدة مف لدى مسيري المؤسسة؛ أي مختمؼ الوسائؿ
التي يعتمدونيا في حممتيـ االشيارية بدءا بدراسة متطمبات السوؽ و االنتياء باختيار
األشكاؿ االبداعية التي ستتناسب مع المنتوج الذي يودوف اشياره.
و تتميز المرحمة الثانية مف مبتكر أفكار و كممات الرسالة االشيارية و المدير الفني المكمؼ
ببمورة الجانب البصري لمرسالة و يتمخص دورىما في تقديـ مجموعة مف االقتراحات و
التصورات اما عمى شكؿ سيناريوىات و اما عمى شكؿ تصاميـ.
اما المرحمة الثالثة فتتمثؿ في االدراؾ فيجب أف تتضمف الرسالة االشيارية المعاني واألفكار
التي تيـ الجميور واف تكتب مف وجية نظره ،وأف تتضمف جممة أو شعا ار يجذب االنتباه
إلييا ،كما يجب الحرص عمى أف تكوف الرسالة واضحة بحيث يمكف لممستقبمي إدراكا فو ار.
وىنا تمعب اإلمكانيات الفنية والتقنية لمتمفزيوف خاصة دو ار كبي ار وىذا بالتحديد ما يدعونا
إلى اإللماـ بكيفية بناء تمؾ الومضات وآخر التقنيات واالتجاىات الفنية التي تشيدىا .1
ولكي تستطيع الرسالة اإلشيارية تحقيؽ ىذه المراحؿ فإف ىناؾ مجموعة مف المتغيرات
التي تمعب دورىا في ىذا المجاؿ ،وتؤثر بشكؿ مباشر عمى المعالجة الفنية لمرسالة
اإلشيارية ،وتتمثؿ ىذه المتغيرات فيما يمي:
-معرفة السمعة والخدمات المعمن عنها :
تمعب طبيعة السمعة أو الخدمة دو ار ىاما و مباش ار في المعالجة الفنية لإلشيار فمف
خالليا يجب معرفة مكونات السمعة وخصائصيا مف حيث الحجـ والموف والعبوة ،وطريقة
صنعياومعرفة تاريخ ظيور السمعة أو الخدمة والظروؼ التي صاحبت نشأتيا والتحسينات
التي أدخمت عمييا ،والضمانات الخاصة باستخداميا.
1جعفر عقيؿ؛ االشهار التمفزي(طبيعته وأولوياته في التواصل)؛ فوتوغرافي وأستاذ باحث بالمعيد العالي لالعالـ
واالتصاؿ؛ الرباط ؛ ع27
69
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
كما يعتبر أسموب عرض السمعة أو الخدمة أحد العوامؿ التي يجب مراعاتيا ،فقد
يتطمب عرض السمع أو الخدمة ايضاحا بصريا فيستخدـ التمفزيوف والبعض اآلخر يحتاج إلى
تأكيد وتدعيـ عف طريؽ نص قوي وىنا يستخدـ الراديو؛ ويجب معرفة طرؽ استخداـ السمعة
أو االستفادة مف الخدمة وفترة االستخداـ وعدد مرات شرائيا ،وىؿ تباع بالشكؿ الذي تستخدـ
بو أو يتغير شكميا عند االستخداـ .1
باالضافة الى معرفة الخصائص الموسمية الستيالؾ السمعة أو الخدمة المعمف عنيا،
وىناؾ بعض السمع يكوف موسـ بيعيا في الصيؼ وىناؾ سمع أخرى يكثر بيعيا في الشتاء،
ومف ىنا ال بد مف مراعاة موسمية السمعة عند اإلعالف عنيا؛ كذلؾ يجب توضيح المرحمة
التي تمر بيا السمعة مف الناحية التسويقية ،فمف المعروؼ اف ىناؾ ثالث مراحؿ تسويقية
لمسمعة.
الريادة :عندما تقدـ السمعة أو الخدمة ألوؿ مرة إلى الجميور.
ثـ مرحمة المنافسة ،حيف تدخؿ السمعة أو الخدمة مجاؿ المنافسة مع السمع أو الخدمات
المنافسة أو المماثمة ليا ،وىنا يجب معرفة مدى مكانة المنافسيف في السوؽ والفروؽ بيف
السمعة المراد اإلعالف عنيا وسمعيـ.
وبعدىا تأتي مرحمة التثبيت حيث تكف السمعة قد رسخت في السوؽ واتجيت إلى الثبات
واالستقرار ،وفي كؿ مرحمة منيا تحتاج لمعالجة فنية معينة لمرسالة االشيارية.
-المدة الزمنية التي يستغرقها اإلشهار:
بحيث تتحكـ المدة الزمنية التي يستغرقيا االشيار عمى اليواء في انتاجو ،قد يجب معرفة
المدة الزمنية التي ينبغي أف تشغميا الكممات والصور والموسيقى والمؤثرات الصوتية حتى
يتمكف مف استغالؿ كؿ ىذه العناصر بنجاح.
1منى سعيد الحديدي ،عمي سعيد رضا ،االعالن االذاعي و التمفزيوني ،مركز جامعة القاىرة لمتعميـ المفتوح ،القاىرة،
،2002ص .218
70
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
1
Lasary : ‘Le Marketing c’est facile’, Editions-salem. Alger 1990. P30
71
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
72
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
74
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
1سطوطاح سميرة؛ االشهار و الطفل؛ دراسة تحميمية لألنماط االتصالية داخؿ األسرة مف خالؿ الومضة االشيارية و تأثيرىا
عمى السموؾ االستيالكي لمطفؿ؛ جامعة باجي مختار؛ عنابة؛ الجزائر؛ 2010-2009ص 246
75
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
جعؿ الفرد يتخيؿ نفسو في شخصية معينة صورىا اإلشيار ،أو في أحد المواقؼ التي يثيرىا
أو أف يحقؽ المستيمؾ رغبتو في أف يكوف مختمفا وخمؽ الصورة الذىنية ميـ جدا ألف
االشيار يبيع صورة المنتوج وليس المنتوج نفسو وىذا ال يتحقؽ إال بفكرة إشيارية جذابة
ومحددة أي تنطبؽ عمى المنتوج.
وخالصة القوؿ أف مرحمة خمؽ الفكرة االشيارية تعتبر مف اىـ المراحؿ التي يمر بيا
إعداد االشيار في الوسيمة اإللكترونية ،ألنيا تتضمف وضع كافة التصورات لما ينبغي أف
يقاؿ وكيؼ يقاؿ أف تتضمف وضع تصور ذىني لمضموف النص االشياري والقالب
اإلخراجي الذي يوضع فيو لذلؾ نقوؿ :إف الرسالة االشيارية تتضمف مضمونيف :مضموف
داللي مرتبط بالنص ،ومضموف جمالي مرتبط بالشكؿ أي طريقة العرض واإلخراج .1
فال يرتبط مستوى الرسالة االشيارية بالكالـ الذي تحتويو فقط؛ بؿ بالطريقة التي يتـ بيا
قوؿ ىذا الكالـ أيضا؛ حيث يجب عمى المعمف تقديـ فكرتو بحيث تجذب انتباه و اىتماـ
المستيمؾ؛ و عمى المصمميف المبدعيف اختيار األسموب و الكممات و النغمة و الشكؿ
األمثؿ لتجسيد االشيار و الوصوؿ الى اليدؼ المطموب المتمثؿ في :
-جذب انتباه المشاىد أو المستمع :ويمكف تحقيؽ ذلؾ في الراديو عف طريؽ استخداـ
الموسيقى والمؤشرات الصوتية وفي الصحافة المكتوبة عف طريؽ األلواف والصور ،أما
بالنسبة لمتمفزيوف فإف جذب االنتباه يتحقؽ عف طريؽ ابتكار مشيدا افتتاحي يجذب المشاىد
إليو وىو ما يسمى بالمقطة االفتتاحية " "OpeningShotوتدوـ حوالي ثانية والنصؼ ،وىناؾ
يكوف االعتماد األساسي عمى الصورة دوف استخداـ األصوات.
-إبراز الميزة األساسية لمسمعة أو الخدمة.
-إقناع المشاىد أو المستمع بالسمعة أو الخدمة المعمف عنيا :وذلؾ عبر ابراز خصائصيا
وما تنفرد بو عف منافسييا في السوؽ ،وتجدر اإلشارة إلى أف الصورة في التمفزيوف تساعد
عمى زيادة االقناع.
-حث المشاىد أو القارئ أو المستمع عمى العمؿ.
-2تحرير النص االشهاري التمفزيوني:
نظ ار لما يتمتع بو التمفزيوف مف إمكانيات فنية وتقنية ،فيو وسيمة سمعية مرئية متحركة،
يمكنيا عرض كؿ شيء بسرعة فائقة ووضوح تاـ ،وأدى ذلؾ إلى اعتباره وسيمة بيعية مف
الدرجة األولى ،باإلضافة إلى أنو وسيمة إقناعية ممتازة؛ كما يمتاز بمرونة فيو يتيح مددا
زمنية مختمفة لإلشيار ،كما أف اإلمكانية الفنية والتقنية تساعد عمى تقديـ االشيار بأكثر مف
شكؿ فني فيسمح ذلؾ بتكرار االشيار أكثر مف مرة في اليوـ الواحد ،بأكثر مف قالب فني
يجذب مشاىديف جدد مع االحتفاظ بالمستيمكيف الفعمييف ويساعد ذلؾ عمى زيادة تأثير
االشيار.
واالشيار التمفزيوني الجيد ىو الذي يستطيع استغالؿ كافة اإلمكانيات المتاحة لو عبر
ىذه الوسيمة فيو مجرد فكرة " "Ideaوىذه الفكرة ىي األساس الذي يبنى عميو تحرير اإلشيار
واخراجو ،كما أنيا ىي التي تجعؿ االشيار ينتشر ويعيش مدة زمنية طويمة وىي التي تذكرىا
المشاىد دائما ،كمما كانت الفكرة االشيارية قوية وجديدة كمما كاف التعبير عنيا تحري ار
واخراجيا قويا وجذابا ،كمما أدى ذلؾ إلى زيادة تأثير وفعالية االشيار التمفزيوني ،وىذا ما
عبر عنو أحد الباحثيف في الواليات المتحدة األمريكية في المعادلة التالية :1
الفكرة البيعية × قوة العرض = فعالية االشهار
إف كتابة النص االشياري التمفزيوني تعني كيفية وضع الكممات في نطاؽ الحركة
المرئية التي تظير عمى الشاشة فيي تتطمب شرح وتفسير الحركة ،فالكممات تشرح وتفسر
الحركات التي تتضمف المشاىد التصويرية؛ ويجب أف تتوفر في النص االشياري خمسة
عناصر ضرورية وىي :جذب االنتباه ،إثارة االىتماـ ،خمؽ الرغبة ،االقناع ،الحث عمى
العمؿ؛ كما أنو البد أف يكوف مناسبا لمسمعة أو الخدمة ،وال بد أف يتفؽ مع الجميور المتنوع
الكبير مف مشاىدي التمفزيوف.
-أسموب كتابة االشهار:1
ىناؾ عدة أساليب فنية و مختمفة تتخذىا النصوص االشيارية التمفزيونية ،ويتوقؼ
استخداـ ىذه األساليب عمى عدد مف المتغيرات التي تتمثؿ في طبيعة السمعة أو الخدمة
المعمف عنيا وجميور المشاىديف واألىداؼ التي يسعى اإلشيار لتحقيقيا والفكرة االشيارية
التي يحرر عمى أساسيا النص االشياري التمفزيوني.
وىناؾ عدة تقسيمات ألنواع وأساليب تحرير النص اإلشياري ومنيا التقسيـ الذي ورد في
كتاب " اإلعالف" لمدكتوريف " منى الحديدي وعدلي سيد رضا" أستاذي اإلعالف بكمية اإلعالـ
بجامعة القاىرة ،حيث ذكر ستة أساليب رئيسية لتحرير النص االشياري التمفزيوني وىي:
.1األسموب اإلخباري .2 ،األسموب الدرامي .3 ،األسموب االشياري .4 ،أسموب المشكمة
والحؿ .5 ،األسموب التوضيحي .6 ،األسموب التذكيري.
باإلضافة ليذه األساليب يمكف لكاتب اإلشيار أف يضيؼ بعض األساليب األخرى
التي يراىا مناسبة لمحالة التي يعمؿ عمييا.
- 4الذروة :تدور فييا مناقشة منطقية حوؿ خاؿ السمعة أو الخدمة التي تعتبر النقاط البيعية
الرئيسية فييما ،ويوضح النص كيؼ أف ىذا البطؿ يمكنو حؿ المأزؽ وكيؼ أنو يغير كافة
الظروؼ التي كانت سائدة مف قبؿ.
- 5حؿ العقدة :في ىذه المرحمة يتـ التوضيح صراحة أف المنتوج المعمف عنو ىو مفتاح حؿ
المشكمة ،كما يتـ توضيح كيفية تمكف البطؿ (المنتوج) ،مف التغمب عمى الخصـ الكبير مف
خالؿ إظيار مميزاتو العديدة.
ويمتاز ىذا األسموب بما يمي:
- 1يأخذ شكؿ القصة التي تعتبر مف أكثر البرامج التمفزيونية قربا لممشاىديف ومتعة ليـ.
- 2إف الدراما تخمؽ ارتباطا بيف الحالة النفسية لممتفرج وبيف السمعة أو الخدمة.
- 3تسمح الحركة التي تتسـ بيا الدراما لمحرر اإلشيار فرصة كبيرة لعرض نصو.
ويناسب ىذا األسموب المنتوجات والخدمات التي يشترييا الفرد عمى أساس عاطفي
مستحضرات التجميؿ ،المجوىرات ،جميع أنواع السمع الغذائية والمالبس بكافة أنواعيا مع
بعض أنواع األدوية.
ولكف ما يعاب عمى ىذا األسموب أنو يجعؿ الومضة االشيارية تستغرؽ وقتا أطوؿ
وتكمؼ صانع االشيار أموال طائمة ،لذلؾ ذىب خبراء االشيار إلى أنو يمكف استخداـ نفس
األسموب ولكف ليس بنفس الشكؿ ،وىو اتباع العناصر الخمسة لمقصة الدرامية ولكف في
وقت ال يتجاوز الثالثيف أو الستيف ثانية.
وأطمقوا عمييا اسـ "الدراما الصغيرة" " "Semi dramaوىي ما يسميو البعض باسموب
المشكمة والحؿ وىو األسموب الثالث في تحرير النصوص االشيارية.
80
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
المعمنوف عف السجادات الفخمة حيث استعمموا شخصية الممثؿ المصري " حسيف فيمي"
لمحديث عف عالمة " ميرنيوس "Metnionsلمسجاد العربي ،وىذا لمداللة عمى أف ما يتمتع
بو النجـ حسيف فيمي مف ذوؽ رفيع يظير في اختياره لمباسو وأعمالو الدرامية ىو ما يدفعو
الختيار ىذه العالمة التجارية لمسجاد ليفرش بيا بيتو ،كما يظير في ومضة اخرى ميندسة
الديكور باستعماؿ نفس العالمة لدى أشخاص آخريف.
األسموب التوضيحي :
- 5
يطمؽ عمى البعض اسـ األسموب التعميمي ،ذلؾ ألنو يعتمد عمى شرح دقيؽ لكيفية
استعماؿ المنتوج المعمف عنو وتوضيح ذلؾ عف طريؽ الصورة وكذلؾ الكتابة المقروءة ،كما
أنو يشرح الفوائد التي ستعود عمى الفرد مف وراء شراء السمعة أو االستفادة مف الخدمة.
وأصبح ىذا األسموب الفني يستعمؿ بكثرة في االشيار عف البنوؾ والخدمات وعموما فيتـ
فييا توضيح مزايا الخدمة الجديدة ،و ذلؾ في حالة السمع بحيث تشرح كيفية تصنيع المنتوج
ومميزاتو ومكوناتو وطريقة استخدامو وكيفية إعداده في المنزؿ واستخداماتو المختمفة.
في ىذا األسموب ال نكتفي فقط بالصورة لمتوضيح لكف نجد أف النص المقروء يقوـ بيذه
الميمة :أيضا كما يناسب ىذا األسموب السمع والخدمات التي تدخؿ السوؽ ألوؿ مرة.
- 6األسموب التذكيري :
ىي الخطوة التي يسعى مف خالليا التغمب عمى عادة النسياف حيث تظؿ السمعة
المعمف عنيا عالقة في الذىف ويسمى كذلكباألسموب التكراري؛ويعتمد عمى نص اشياري
قصير يدور حوؿ نقطة بيعية واحدة ويكوف مختص ار ودقيقا بحيث يمكف لممشاىد تذكره
بسيولة فيو يعتمد عمى كممات قميمة ،وفي كثير مف األحياف يعتمد عمى شعار خاص
بالسمعة أو الخدمة مثؿ :مع تايد الغسيؿ ما في مستحيؿ ،موبيميس والكؿ يتكمـ ...إلخ
82
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
85
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
- 1مرحمةالتصميم
اف التصميـ كاسـ و ليس كفعؿ يعني شيئيف؛ األوؿ عممية ترتيب عناصر االشيار و الثاني
الجيود الكامنة وراء ىذا الترتيب و التي تؤدي الى انتاج الوحدة أو الييكؿ المرغوب لمومضة
أما كفعؿ فاف التصميـ يعني تنظيـ و ترتيب عناصر االشيار بشكؿ ابتكاري لتحقيؽ غرض
محدد.
و يتضمف التصميـ كال مف تنظيـ األجزاء ووضع الخطة التي تؤدي الى وحدة أو ىيكؿ
معيف؛ فاف تأثير االشيار عمى البيع ال ينحصر فقط في المبالغ المشتثمرة فيو و انما يمتد
الى شكؿ و مضموف الرسالة المختارة لتمثيؿ الحممة االشيارية؛ ويتقيد تصميـ الرسالة
االشيارية بالمبادئ التالية:1
-وضع تصور لمرسالة االشهارية:
وذلؾ يكوف عبر تحديد الجميور المستيدؼ ،شخصية المنتوج ،تموضع العالمة (*)
ومف ذلؾ كمو يتـ استخراج التأثير النفسي المراد ايصالو عبر الرسالة االشيارية (موقؼ نريد
تغييره ...إلخ)
-تقييم وانتقاء الرسالة:
يجب أف تثير الرسالة أوال وقبؿ كؿ شيء رغبة كامنة ،يجب أف يكوف العرض فريدا مف
نوعو غير مطبؽ عند أي منتوج آخر موجود في السوؽ ،كما يجب أف تكوف الرسالة صادقة
وبسيطة العرض.
-تنفيذ الرسالة:
إف تأثير كؿ رسالة إشيارية ال يتعمؽ فقط بموضوعيا وانما أيضا وتوجد مقاربات عديدة
تحدد كيفية التنفيذ وىي :إما التركيز عمى الشريحة العممية ،أو طريقة العيش أو الفنتازيا أو
1
Lasary : opcit. P36
87
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
الصورة وجماليا أو الشعار الموسيقي ،الشخصية الرمز ،االختبارات التقنية ،الدليؿ العممي أو
الشيادات.
Story كما يمر التصميـ بالمرحمتيف األساسيتيف التاليتيف:تصميـ فيمـ السيناريو "
"Boardو مرحمة البناء الكامؿ لمومضة.
- 2اعداد الفيمم االشهاري:
تبدأ أولى مراحؿ إعداد الفيمـ االشياري التمفزيوني بما يسمى السيناريو الموضع
بالصور" "Story Boardوتعتبر ىذه المرحمة مرحمة وضع الخطوة العريضة لتصميـ أية
ومضة اشيارية ،واليدؼ منيا تثبيت األفكار بشرح التفاصيؿ وتتطمب ىذه العممية إعداد
سبعة إلى ثمانية رسوـ ممتثمة لمختمؼ المشاىد األساسية لمفيمـ االشياري ،ويجب أف تكوف
كؿ لوحة مرفقة بإشارات لنوع التأثيرات الصوتية التابعة ليا مف موسيقى وأصوات .1
يتـ إعداد السيناريو الموضح بالصور عادة بعد كتابة النص االشياري ،وتنقسـ الصفحة إلى
قسميف ...القسـ األوؿ يتضمف النص المطموب قراءتو ...والقسـ الثاني يتضمف الحركات
أو الصور التي ينبغي أف تصاحب ىذا الكالـ ويوضح ىذا الجزء الجانب المرئي " "Vidéo
لمرسالة االشيارية .و ىناؾ أىداؼ رئيسية الستخداـ السيناريو الموضح بالصور اال و
ىي :2
-تحديد الحركة:
يمعب الخياؿ دو ار كبي ار في ىذه المرحمة في رسـ إطار الحركات التي ينبغي أف يقدمو
ممثمو االشيار او الشخصيات التي تقدـ االشيار ،والخياؿ يمعب دوره في تحديد حركة
الرسوـ والعرائس وفي خمؽ تناسؽ بيف األلواف وفي اختيار الخمفيات النظرية والصوتية
المناسبة لالشيار ،وفي اختيار المؤثرات الخاصة ،وينبغي أف يكوف كؿ ذلؾ مناسبا لمسمعة
أو الخدمة المعمف عةنيا بحيث ال يبدو الخياؿ بعد ذلؾ مبالغا فيو ،فيقدـ السمعة أو الخدمة
مف خالؿ تصور وىمي بعيد كؿ البعد عف الواقع ،وفي اإلطار ينبغي أف يكوف عدد المشاىد
مناسبا ألف زيادة المشاىد قد تؤدي إلى تشتت انتباه الفرد وعدـ قدرتو عمى متابعة االشيار.
-كيفية عرض السمعة أو الخدمة:
يساعد السيناريو الموضح بالصور عمى تحديد السياسات التي يجب اتباعيا في
وصؼ السمعة أو الخدمة المراد اإلعالف عنيا ،فيو يعمؿ عمى تحديد المشاىد الحركية التي
ينبغي أف يتضمنيا الفيمـ االشياري ،كما يتـ أيضا تحديد كيفية عرض السمعة أو الخدمة
فيؿ ستقدـ السمعة وىي في حالة استخداميا أو قبؿ استخداميا ...أو سنوضح مكوناتيا
وشكؿ العبوة واألحجاـ المختمفة إلى غير ذلؾ مف القواعد التي توضح كيفية تقديـ وعرض
السمعة أو الخدمة عمى الجميور والمشاىد.
-تحديد تكمفة االشهار:
يساعد السيناريو الموضح بالصور عمى تحديد التكمفة الفعمية إلنتاج االشيار الفيممي
وذلؾ عف طريؽ تحديد المطموب فنيا ليذا اإلنتاج ،عدد الممثميف أو األماكف المراد التصوير
فييا ،وىؿ سيتـ التصوير داخؿ األستوديو أـ خارجو عمى غير ذلؾ مما يدخؿ في إنتاج
االشيار مما يؤدي إلى تحدي التكمفة الحقيقية إلنتاج الفيمـ االشياري بكؿ دقة.
-الديكور وحركات الشخصيات:
في مرحمة إعداد " "Story Boardيتـ تحديد الديكور المطموب وتنظيـ المسرح العاـ
الذي سيمعب عميو الشخصيات دورىا في االشيار ،سواء أكاف االشيار متحركا أـ يعتمد
عمى الحركة الحية ،بمعنى آخر فإف مصمـ االشيار ىنا عميو أف يحدد الخمفية المطموبة في
االشيار مما يساعد في جذب انتباه المشاىديف ،ىذا بالطبع في حالة التصوير داخؿ
األستوديو.
89
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
ثـ تنتيي إلى المقطة الطويمة Long Shotوالمقطة المتوسطة القريبة Medium C.Uثـ
المقطة القريبة جدا ،كؿ ذلؾ يجب توضيحو في الجانب المرئي مف السيناريو الموضح
بالصور.
وال توجد قاعدة ثابتة حوؿ عدد المشاىد التي ينبغي أف يتضمنيا الفيمـ االشياري ،ولكف
10 ىناؾ بعض القواعد التي تؤدي إلى ظيور فيمـ اشياري جيد ،فإذا كانت مدة االشيار
ثواف فال ينبغي أف يزيد عدد المشاىد عف أربعة ،واذا كانت مدتو دقيقة فال ينبغي أف يزيد
عدد المشاىديف عف عشرة ،ويجب أف نأخذ في االعتبار أنو يمكف عف طريؽ المشيد
المعروض توضيح خصائص السمعة أو الخدمة المعمف عنيا ومميزاتيا ...ودوف أف تكوف
ىناؾ كممات مصاحبة ليذا المشيد وىنا تمعب المؤثرات الخاصة دورىا في ىذا التوضيح.
-عدد الكممات:
يجب أف يكوف عدد الكممات في النص االشياري مالئما لممدة الزمنية لإلشيار ومالئما
لعدد المشاىد ،وذلؾ حتى يستطيع جميور المشاىديف تتبع وفيـ ما يقاؿ.
وأفضؿ عدد لمكممات ىو كممتاف في الثانية الواحدة ،أي أف أفضؿ عدد الكممات لالشيار
مدة 10ثواني ىو عشروف كممة ،والميـ أف يكوف عددىا مالئما لمصوت المؤدي في
االشيار بحيث ال نرى تعجال منو في قراءة النص.
وعند بداية االشيار يجب أف تكوف الثانية والنصؼ األولى صامتة وذلؾ ألنو ظيور
الصوت يسبؽ التزامف مع الصورة ،كما يجب تجنب المشاىد الساكنة التي ليس بيا حركة
والصامتة في صمب الفيمـ االشياري ،فيي تؤدي إلى ممؿ المشاىديف مف االشيار الذي
ينبغي أف يكوف عنصر الحركة ىو األساس في تتبعو عنصر الصوت.
- 3مرحمةاإلخراج:
و يقصد باالخراج الشكؿ الذي يظير بو االشيار في صورتو النيائية فإف معظـ األفكار
التي تخط في ذىف المبدع االشياري لتصميـ الومضة االشيارية فقد تفقد معناىا إذا ما كاف
91
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
إخراجيا سيئا ،وفي بعض األحياف قد تتوجو إلى عكس األىداؼ المسطرة ليا ،والعكس
صحيح فإف الكثير مف األفكار االشيارية البسيطة قد ساعدىا االخراج الجيد والمحترؼ
لمومضة عمى نجاح الكثير مف الحمالت االشيارية.
ينطمؽ اإلخراج مف فيمـ السيناريو الذي تضعو الوكالة االشيارية المكمفة بإنتاج االشيار
مف طرؼ المعمف صاحب المنتوج.
وتعد عممية إخراج الفيمـ االشياري أصعب العمميات االخراجية ،ألف الرىاف ىو حكاية
القصة االشيارية في وقت قصير جدا ،والمتعارؼ عميو أف يكوف ثالثوف ثانية وقد يصؿ إلى
ثمانية ثواف فقط ،وىذا ما يجعؿ بعض األفالـ االشيارية تمقب بالتحفة الفنية.
وتمر عممية اإلخراج بالمراحؿ التالية:1
-عممية ما قبل اإلخراج:
وىي مرحمة التحضير لمتصوير ،حيث يتـ فييا اختيار وتحديد العناصر التي سوؼ تسرد
"Castingتحضير الديكور القصة االشيارية مف شخصيات عبر ما يسمى " بالكاستينغ
أللواف التي يجب احتراميا ،األضواء ،الطريقة التي يقدـ بيا المنتوج وكذا اختيار المالبس
واألكسيسوارات.
-اجتماع ما قبل اإلخراج:2
يضـ ىذا االجتماع المعمف والوكالة المكمفة باالنتاج ،حيث يشير المخرج كيفية تحويؿ
الخطة المسماة فيمـ السيناريو إلى الفيمـ كامؿ وناجح وذلؾ عبر إظيار فيمو الصحيح
لألىداؼ االتصالية المرجوة مف االشيار.
1
Bernard Brochand, Jacques Lendrvie :’Le Publicitor’ edition Dalloz, 1993, p 323
2سطوطاح ؛ مرجع سابق؛ ص253
92
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
كما يحدد في ىذا االجتماع الخيارات النيائية فيما يحضى التمثيؿ واألسموب الديكور،
ويقدـ المخرج كذلؾ تقطيعا دقيقا لمخطط العمؿ لكي يتمكف مف إظيار يقوـ بو في كؿ ثانية
مف وقت االشيار.
-التصوير:
يحضر التصوير في مخطط بيف أدوار كؿ فرد مشارؾ في فرقة التصوير مف ممثميف
وتقنييف وتتكوف فرقة التصوير مف عدة أشخاص أبسطيا تتكوف مف مخرج ومساعده
والسكربيت ،الحالقة ومختصة في األزياء ويتـ في ىذه المرحمة تنفيذ كؿ المخططات
الموضوعية في مرحمة فيمـ السيناريو إطار تمو اآلخر ،مع مراعاة نوعية اإلضاءة والديكور
المالئـ ،وفيما يخص أداء الممثميف يتـ أحيانا إعادة المقطة الواحدة أكثر مف عشريف مرة
حتى يصؿ المخرج إلى األداء الصحيح فقط تؤثر النظرة الخاطئة أو االبتسامة الباىتة أو
نبرة الكالـ إلى توصيؿ الفكرة الصحيحة المرسومة في فيمـ السينما كما يجب مراعاة التوقيت
الصحيح.
-4تركيب الفيمم Le Montage1
يتـ عبر إعادة مشاىدة المشاىد والمقطات المصورة ثـ اقتناء أفضميا ،وبعد ذلؾ يركب
الشريط عمى أساس خمس عشر أو ثالثيف ثانية ،ومف ثـ يتـ تسجيؿ شريط الصوت وربطو
مع الصورة أي ما يسمى بالمكساج.
يتضمف المكساج عناصر مختمفة مف المعمقيف ،الموسيقى ،وأحيانا الضوضاء ،والمعمنوف
ىـ أناس مختصوف يقرؤوف النص االشياري ومتمكنوف مف ضبط نبرة أصواتيـ وسرعة
كالميـ حسب التوقيت المحدد ،أما الموسيقى فيتـ اختيارىا حسب ما تتطمبو الفكرة ،فقد تكوف
موسيبقى جاىزة أو قد يمجػا المخرج إلى موسيقى ينتج لو الموسيقى المالئمة.
1
Henri Joanis : ‘ le processus de la creation publicitaire(strategie conception et realisation
des messages)’p 136
93
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
ويتـ تسجيؿ أصوات الممثميف أوال عمى الشريط النيائي ثـ تضاؼ إليو الموسيقى وبعدىا
يتـ مزجيا حسب التوقيت المضبوط وبطريقة تسمح لكؿ منيما أداء دوره في االشيار.
وفي ىذه الحالة نكوف قد وصمنا إلى المرحمة النيائية إال إذا تطمب األمر بعض الخدع
البصرية التي يتـ اضافتيا في ىذه المرحمة ويتـ عرضيا بشكميا النيائي عمى المعمف لمحكـ
عمييا أوال ومف ثـ تعرض عمى الجميور .1
وتجدر االشارة إلى أف التكمفة والوقت المخصص إلنجاز الفيمـ االشياري التمفزيوني
يختمفاف مف فيمـ آلخر وذلؾ يعتمد عمى متطمبات اإلخراج كالتصوير في بمد أجنبي مثال أو
درجة تعقيد الديكور المطموب ونوعيىاإلكسسوارات حيث أف إخراج فيمـ اشياري مف ثالثيف
ثانية يتطمب عموما ميمة معدليا مف شيريف إلى ثالثة أشير.
وباالضافة ىناؾ مؤشرات تأثيرية بعد صدور و عرض الومضة تتمثؿ في :
الشهرة :2بحيث تعبر عف مدى حضور اسـ المؤسسة المعمنة في األذىاف و يكوف
اما بطريقة تمقائية أو موجية؛ كما أنيا تفترض توفر القدرة لدى المستيمؾ النيائي عمى
ربط المؤسسة المعمنة بأحد منتجاتيا أو مجاؿ نشاطيا حيث يمكف اعتبارىا مف أقوى
فعاليات التأثير لمرسالة االعالنية حيث تتخذ 3أبعاد ىي :
- 1الشيرة التمقائية :تتمثؿ في نسبة المستجوبيف الذيف بامكانيـ ذكر و بصفة تمقائية
عالمة المنتج.
- 2الشيرة الموجية :و يتـ ذلؾ عف طريؽ تقديـ لممستجوبيف قائمة تتضمف مجموعة مف
عالمة المنتجات؛ ثـ يطمب منيـ تحديد تمؾ التي يعرفونيا مف القائمة.
- 3الشيرة في قمة الذىف :تتمثؿ في النسبة المئوية لممستجوبيف الذيف يذكروف عالمة
اف العناصر الشكمية لغة متتابعة و ذاؾ عف طريؽ تتابع المقطات مع بعضيا البعض؛ مما
يساعد عمى تحقيؽ وظائؼ عديدة لالشيار التمفزيوني؛ حيث تخدـ المضموف و تحقؽ البعد
الدرامي لالشيار فالصورة ليا القدرة عمى تجسيد األفكار و اقناع المشاىد بامكانية وجود
أصؿ لما يراه في الواقع؛ و لكي تؤثر الصورة في المشاىد ال بد أف يضع المخرج في اعتباره
خصائص الجميور الذي يستقبؿ الرسالة االشيارية و خبرتو و ثقافتو و بيئتو .1
إف الدراسات السيمولوجية والتقنية العديدة المجرات عمى الكثير مف الومضات
االشيارية التمفزيونية قد سمحت بتعييف عدد مف النماذج واألشكاؿ لمرسالة االشيارية :منيا
المعتمد عمى الوعي والشعور ،ومنيا القائـ عمى مخاطبة الالشعور.
وقد تـ ىذا التعييف لمنماذج وفؽ حصر لمعناصر المكونة لمومضة االشيارية ،وتحدد ىذه
العناصر بانتسابيا إلى إحدى المجموعتيف التاليتيف:
-ميكانيزمات (محركات) االتصاؿ المستعممة.
-محاور االتصاؿ التي تسمح بإنجاز وتطبيؽ تمؾ الميكانيزمات .2
1ممدوح صادؽ رانيا؛ االعالن التمفزيوني؛ التصميم و االنتاج؛ دار أسامة لمنشر و التوزيع؛ عماف؛ األردف؛ 2012ص
290
2
Comu( Geneviere) Semiologie de l’image dans la publicite, les edition d’organisation, 1990,
p 13
95
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
- 1أما الميكانيزمات أو المحركات فيي عناصر تصؼ االرتباطات القائمة بيف المفاىيـ أو
شبكات المفاىيـ لألفراد وانماط وصؼ االشباعات الممكنة استجابة لتمؾ المفاىيـ التي تتشكؿ
في شكؿ مدركات ،فالميكانيزمات تأتي عمى مستوى فكري.
- 2واما المحاور فيي العناصر المادية كالصور والرموز المغوية التي تسمح بتحقيؽ أو
تجسيد الميكانيزمات المشار إلييا.
وعميو يمكف عرض ميكانيزمات االتصاؿ في الوضمات االشيارية التمفزيونية مف
خالؿ تحديد الميكانيزـ أو المحرؾ وما يقابمو كمبدأ فعؿ يجسده نص الومضة وذلؾ كما يمي:
الجدول رقم :03جدوؿ يوضح ميكانيزمات االتصاؿ في الوضمة االشيارية
لديؾ ىذا المشكؿ بتمؾ المواصفات نقترح عميؾ ىذا شكؿ حر
المنتوج الذي يعمؿ بيذه الطريقة لحؿ مشكمتو
(ويشيع استعماؿ طريقة قبؿ /بعد االستعماؿ)
96
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
مستفيدوف مف االمتيازات االتالية :إذا كتبتـ أو ىتفتـ الحث عمى الفعؿ االستيالكي
إنيا شخصية حقيقية أو خيالية مثؿ :نجـ سينما أو الشخصية /المؤسسة
رياضة أو إنساف عادي غير معروؼ
يظير المنتوج لوحده في المشيد ويرافقو تعميؽ المنتوج يعرض نفسو بنفسو
لصوت بشري Voix off
سيناريو يجسد قصة محفزة اتجاه المنتج ،أيف يكوف السيناريو الواقعي
اإلطار والشخصيات واقعية ولكف مثالية
1
Joqnnis( Henri), de la stategie marketing a la creation publicitaire, edition Dunob, paris,
1995, p 160.
97
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
ىو مقطع موسيقي قصير يرافؽ مشاىد الومضة األغنيةالمقفاة المرئية أو الكميب
إلى غاية شعار المنتوج ويضفي الحيوية والمرح Clip Jungle
عمى عرض المنتوج ويشكؿ طابعا خاص لو.
وبعد ىذا العرض نشير إلى أف لكؿ الميكانيزمات ما يقابميا مف محاور ،واف المزج
بينيما ال يكوف اعتباطيا ،بؿ يتوقؼ عمى مقاصد وأىداؼ المعمف أو المنتج بما يخدـ
استيراتيجية التسويقية إف كانت عمى المدى البعيد أو القريب.
ينتج البناء الشكمي لمومضة اإلعالنية مف خالؿ وضع توزيع لمثانية مفيوـ /مستوى
وىو ما يتحدد عادة وفؽ أربعة نماذج كبرى تشمؿ النماذج المعروضة سابقا لمميكانيزمات
والمحاور ،وىذه النتائج األربعة ىي:
.1المقطة الخطية لمبرىنة La séquence linéaire d’argumentation visuelle
.2لقطة سيناريو السقوط La séquence scénario à chute
.3لقطة الكميب المجزأة La séquence clip déstructurée
:1 وتفاصيؿ ىذه النماذج تتحد وفؽ البناءات التالية
- 1البناء الخطي لمبرهنة المرئية :إف يكوف المنتوج في ىذه الحالة في المشاىد منذ البداية،
حيث يقوـ الفيمـ (الوضمة االشيارية) بتقديـ مستويات لخصائص المنتوج ومزاياه ،ونتائج
استخدامو باإلضافة إلى االشباعات الحية التي يقدميا ،ويتـ ضبط الزمف المخصص وفؽ
ىذه المستويات مع التركيز في حالة االتصاؿ عمى الجانب الياـ مف المنتوج ومنحو وقتا
أطوؿ.
- 2بناء فيمم السيناريو :إف ىذا النوع مف األفالـ ال يصؼ ومباشرة الوضعية استيالؾ/
استعماؿ ،ولكف يضع لذلؾ قصة تعبر عف تمؾ الوضعية.
إف ما يميز فيمـ السيناريو بالمقارنة مع البناء السابؽ (المقطة الخطية) الذي يعتمد
عمى الشرح والتوضيح ،ىو أنو يعرض مجموعة مف األمور المترابطة المقترحة عمى المتمقي
ليفيميا ،وعميو يتـ تقسيـ فيمـ السيناريو إلى فئتيف مختمفتيف:
سيناريو السقوط :وىو سيناريو يحمؿ أو يظير المنتوج بعد لقطة تشمؿ وضعية توتر -حؿ
أو مآؿ ،حيث يدخؿ المنتوج في المشيد في لحظة متأخرة مف بداية الوضمة (عادة في الثمث
أو الربع األخير مف زمف الفيمـ أو أقؿ مف ذلؾ) ،ويحدث ىذا لدخوؿ أث ار لمفاجأة مقصودة
وتتطمب درجة مف فيـ المتمقي.
سيناريو المنتج كبطل :وفي ىذا العرض االشياري يكوف المنتوج حاض ار منذ بدايتو ويقوـ
النسؽ المكوف مف الوضعية – توتر -الحؿ بإضفاء قيمة عمى العرض لسيناريو الفيمـ ،وليذا
يقاؿ أف المنتوج ىو بطؿ الفيمـ في ىذه الحالة وىو محرؾ السيناريو.
- 3بناء الكميب :La structure du clipفي ىذا النوع مف األفالؾ نجد أف توزيع
المفاىيـ والزمف ال يتطمب بناء محددا ودقيقا ،حيث ييدؼ "الكميب" إلى بعث واثارة أحاسيس
أكثر منو شرح أشياء والزوايا ومختمؼ الوضعيات (داخؿ الغالؼ ،خارج الغالؼ ،محموال في
اليد)...
وحتى المستويات المختارة ليذا النوع مف األفالـ فيي مختمفة حيث يمكف لذلؾ تعييف
مستوى حياة اإلشباعات ،مستوى االستيالؾ /االستعماؿ لمنتج ،إظيار شخصية المستيمؾ
وبطبيعة الحاؿ فإف الجمع بيف ىذه المستويات ال يكوف احتياطيا ،ويتحدد وفؽ حجـ وزف
األىداؼ المحددة لإلعالف.
99
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
Un rapport ليذا لجأ كبار المعمنيف إلى جعؿ الصوت عامال مف عوامؿ االبيار
de séductionألنو عادة الكممات عمى نغمات أو ايقاعات الموسيقى وحتى المؤثرات
الصوتية األخرى ،وتكوف المشاىد المرئية بذلؾ تجسيدا لما يسمعو المتمقي في الومضة.
إف اختيار نوعية الصوت ودوره في الومضة التمفزيونية يختمؼ مف واحدة إلى أخرى
حسب الفئات البنائية الكبرى لمومضات والمذكورة سابقا (البناء الخطي لمبرىنة المرئية،
سيناريو ،السقوط).
بحيث تستخدـ لألغراض التالية :
تحديد المكاف.
تحديد الزماف.
مرور الوقت.
اضفاء المزاج النفسي عمى االشيار.
تأكيد التأثير الحادث مف الصورة.
و تشمؿ المؤثرات الصوتية عمى عدة أنواع ىذا ما يدفعنا لمحديث حوؿ الجانب السيكولوجي
الذي يثيره الصوت و داللة كؿ منيا في الجدوؿ االتي :
الداللة نوع المؤثر الصوتي
101
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
اليدؼ
تعبر عف االحساس بالذروة و الشدة و التركيز و نفاذ الصبر و األصوات التي تزيد
الكفاح فجأة في الحجـ
تعطي االحساس بالتضاد و االحباط و الخالؼ عمى شيئ ما األصوات التي تزيد
فجأة في الحجـ و
تتوقؼ فجأة
1
تكوف حادة و محدودة. األصوات الحازمة
1المرجع نفسو؛ص305
102
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
Voix offالذي يؤدي أما الصوت البشري فيو نوعاف :الصوت البشري " المنطقي"
، Voix guideبحيث يقوـ ىذا وظيفتيف أساسيتيف ىما إرشاد وتوجيو الومضة اإلعالنية
النوع مف الصوت البشري بالتعميؽ عمى الصور بإمالء ما يفترض اف يفكر فيو المتمقي،
حيث يقدـ البراىيف ويجعؿ مف معاني الصور لغوية ،ويضيؼ في بعض األحياف ىذا النوع
مف الصوت إلى الصوت بعدا إثاريا أو رومانسيا المشار إلييا سابقا والصوت البشري
المنطفئ في أدائو لوظيفتو كمرشد يتبع تسمسؿ أو منطؽ الصور في الومضة إلى حد أنو في
بعض ألحياف يتجاوز الصوت وظيفة التعميؽ ليصبح ىو المحرؾ المنطقي لمصورة.
وىذه الحاالت تتعمؽ في البناءات التالية لمومضة وىي :السيناريو ،األغنية
المقفاة.jungle
أما في بناء البرىنة /العرض ،فال ييـ عادة أف يكوف المحتوى المرئي أو الصور في
انسجاـ ،وتجمع وتركيب عمى أساس أنيا محمولة بالنص الذي يقوـ بتقديمو الصوت البشري
المنطفئ.
أما النوع الثاني مف الصوت البشري فيو الصوت البشري المتناسب :وىو حالة
شخص يتكمـ عمى الشاشة ،حيث نشاىد الشخص وىو يتكمـ ونسمعو.
ويشبع استخداـ ىذا النوع مف البناء اإلعالني برىنة /عرض في حاالت أىميا :عندما
تقدـ المعمومات مف طرؼ عارض يتحكـ في المنتج أو يستعممو مف خالؿ إظيار مزاياه
وفوائده.
103
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
خاصة في أوقات المشاىدة الكبرى Prime- Timeوىناؾ العامؿ التقني المرتبط بالسعي
لعدـ إثارة الممؿ لدى المتمقي خاصة مع تكرار الرسالة.
ولذلؾ تسعى استيراتيجية اإلشيار عمى التقميص مف التكاليؼ إلى أدنى حد وذلؾ باف
يحاوؿ تركيز أكبر قدر مف المعمومات ،المشاىد واألحاسيس في أقؿ وقت ممكف شرط أف
يكوف ىذا مفيوما لدى الجميور وفعال في إثارة اىتمامو واقناعو بالسموؾ االيجابي اتجاه
المنتوج (الشراء) حيث تجمع ىذه الومضة ترسانة متعددة األحاسيس مف الصور المتحركة،
األلواف ،األصوات البشرية ،الموسيقى ،وكؿ ىذه العوامؿ تعمؿ عمى تحريؾ ومناداة في آف
واحد :العقؿ المفكر ،الحس الجمالي ،العاطفة ،اإلحساس...
وعموما فإنو بالنسبة إلنتاج الومضات االشيارية فإنو ينفذ عمى أساس ثالث بنايات زمنية
وىي:1
.1الزمف الحقيقيLe temps réel
.2الزمف المركزLe temps compressé
.3الزمف المج أز Le temps déstructuré
ونعرض ذلؾ كما يمي:
10،15أو 30 - 1الزمن الحقيقي :ويتكوف بفعؿ يدوـ مدة الومضة االشيارية الحقيقية
ثانية.
وكمثاؿ يستعمؿ ىذا البناء الزمني في الوضمات التي تعتمد عمى محور الشيادة
Testimonialحيث تحتمؿ شخصية الشاىد لصالح المنتوج كؿ الشاشة وتحاوؿ اقتناع
المتفرج بالشراء ،باإلعتماد عمى البراىيف والحجج وفي ىذه الحالة تكوف الصورة عادة في ىذا
النوع مف الوضمات مصاحبة لمكالـ ،أي تعميؽ بالصوت البشري.
1عواج سامية؛صورة المرأة في االشهار التمفزيوني في الوطن العربي؛مذكرة لنيؿ شيادة دكتوراه في عموـ االعالـ و
االتصاؿ؛ 2011-2010ص114
104
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
- 2الزمن المركز :ىو زمف مف الوضمات التي تعمـ عمى توضيح وعرض فعؿ أو حقيقة
أخذت وقتا أطوؿ مف زمف الومضة في عممية حدوثيا ،إنو يشبو زمف األفالـ التي ليا
سيناريو يضـ بداية ،وسط ونياية وفي ىذه الحالة تقوـ الوضمة بتركيز فعؿ أو واقع،
حيث خالؿ دقائؽ عدة أو أياـ أو حتى سنوات ،ويشيع ىذا الزمف خاصة عند اختيار
ميكانيزـ قبؿ /بعد.
- 3الزمن المج أز :وىو يكوف في وضمة تحمؿ صو ار ليس ليا تتابع منطقي حسب التطور
لزمني العادي ،حيث تتبع وقت شريط صوتي يتحدث أو يعني مفيوميا يكوف في أغمب
األحياف مكررا ،حيث تخمط الصور أو المشاىد بيف األماكف ،الشخصيات والوضعيات دوف
االحتكاـ إلى تسمسؿ معيف ،ولكف تتبع في ذلؾ تردد محور األغنية المقفاة Jinglé
وعميو نشير إلى أف الزمف Timingأيضا لو عالقة أو يتحدد حسب الميكانيزمات أو
المحاور المختارة لمومضة.
إف الجميع بيف الميكانيزمات ومحاورىا المناسبة يؤدي إلى إنتاج عرض اشياري كامؿ
،Unspectacle publicitaire completوىذا األخير يحتوي عمى الفئات اليامة والكبرى
لمفاىيـ مجسدة ومستويات أو خطط تتمثؿ فيما يمي :1
- 1حضور المنتج :Présence de produit :وفي ىذه الخطة يكوف ىناؾ إضفاء
قيمة مرئية عمى المنتج ،وىذا ال يعني أف ىذه الثنائية المفيوـ /الخطة تظير دائما في بداية
الومضة ،ولكف قد تكوف أيضا في الوسط ،وفي غالب األحياف في خاتمة الومضة.
- 2الوضعية : Situationويتعمؽ األمر باإلطار العاـ الذي فيو الفعؿ وىذا المستوى
يضـ حسب الحاالت ،إطا ار أو شخصيات.
106
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
- 10المقطة المكبرة :Pack- shotوىي لقطة مكبرة لممنتوج ولمفيوـ الماركة الذي
يمكف أف يكوف مختمفا عف الجممة الختامية لمفيمـ.
إف المفيوـ يتـ عرضو غالبا منطوقا (عف طريؽ الصوت) ومرئيا (عف طريؽ نص
مكتوب مصاحب لصورة المنتج)
ويمكف إضافة النوع الحادي عشر مف المستويات ،لكنو ليس بالضرورة يصاحب مفيوما
Conceptuelإال أف لديو وظائؼ أخرى نعرضو كما يمي:
- 11المستوى الحادي عشر (الختم) :Plan Tamponىو ليس ضروري ،إذف وىو
مستوى ثانية أو نصؼ الثانية ويتبع المقطة المكبرة مباشرة ،ووظيفتو األساسية ىي استعمالو
كختـ بالنسبة لمفيمـ الالحؽ ،حيث يؤدي دو ار في التثبيت الذىني لمخاتمة ويمنع األثر الذي
يمكف أف يحدثو الفيمـ الالحؽ الومضة اإلعالنية.
وبالتالي يمكف القوؿ كخالصة اف الرسالة االشيارية التي تبث تعد كما أشرنا وحدة متكاممة
مف دراسة سوؽ وتحرير صياغة واخراج وقياس ،فيو محصمة التعاوف التاـ بيف مختمؼ
الييئات.
107
كيفية تصميم وبناء الرسالة االشهارية التمفزيونية:
108
بالغة الصورة االشهارية :
تمهيد:
يقال أن الصورة أبلغ من أ لف كلمة ،إن الصورة مقترنة بالنظام البصري وال يتجاوز
مستوى ما هو مرئي فالصورة حسب ما هو سائدا في الفكر الجماعي هو ما يشاهد بالعين
المجردة ،كما يمكن أن تكون مضمون رسالة معينة مرسومة أو مسجلة على عديد من
الدراسات أثبت األهمية التي تحظى بها الوسائل في األوساط الريفية وكشفت عن مدى
تأثيرها في محيطهم االجتماعي ،لهذا فالواقع االجتماعي للصورة ينفي مبدئيا األدوات
التحليلية والتفكيكية للرسائل التي تتضمنها الصور ،لكنه يستقر في اإلدراك الحسي وكذلك
االنطباع فالصورة هي مجرد ما تراه العين يوحي بالمشاهدة العابرة ويستثني ضرورة كسب
األدوات األساسية لفك الرموز؛ بحيث تغزو كل مكان يعيش فيه االنسان وهو ما يجعلها
جديرة بالدراسة.
110
بالغة الصورة االشهارية :
1ساعد ساعد؛ عبيدة صبطي؛الصورة الصحفية؛ دراسة سيميولوجية؛ المكتب الجامعي الحديث؛ 6966ص 13
111
بالغة الصورة االشهارية :
في صياغة الدالالت عن هذا التمثيل؛ ويتعلق األمر بضبط الصورة و الضوء و زاوية التقاط
الصورة و عمق المجال؛ كما ال نجد دائما الواقع في الرسالة األيقونية؛ و انما نجد الدالالت
التماثلية للواقع الذي يعاد اشتغالها بواسطة الرموز التخصصية؛ وعليه يظهر معنى الرسالة
األيقونية عندما يصبح المشاهد قاد ار على ترجمة الرسالة و اعادة المجهول معلوما وجمع
المعطيات البصرية ضمن معرفة موجودة مسبقا.1
-فتعرف الصورة االشهارية على أنها تلك الصورة االعالمية و االخبارية التي تستعمل
الثارة المتلقي ذهنيا ووجدانيا والتأثير عليه حسيا و حركيا و دغدغة عواطفه لدفعه قصد
ان تقاء بضاعة أو منتوج ما؛ ويعني هذا أن االشهار بمثابة بث واخبار وتبليغ بمنتوج أو
خدمة ما وذلك بغية ايصالها الى المتلقي.
-ويرى"امبرتو ايكو") :(Emberto Ecoأن الصورة االشهارية تمثل نسقا سمنطقيا
ألنها ترميزية بالغية في مستوياتها االدراكية و األيقونية.2
-2مفهوم البالغة:
يقول الحكيم "كونفوشيوس" عن بالغة الصورة" :الصورة خير من ألف كلمة" و مما يزيد من
أهميتها و قدرتها على االستيعاب؛ أن لها لغة عالمية يفهمها جميع الناس.
و على الرغم من هذا تبدو البالغة لدى عامة الناس مثل معرفة متجاوزة وزائدة؛ و يود
الكثير منهم لو يمسك ب ها ويلوي عنقها كما دعا الى ذلك "كول فيرلين" متناسين أنهم في
أحاديثهم اليومية يستعملون الصور األكثر بالغة (من مجاز و استعارة و كناية وتشبيه و
تمثيل و مقابلة وغيرها) دون دراية بذلك حتى أصبح يطلق عليه الحيوان البالغي.
1جوديت الزار؛ترجمة حميد ساللي-موقع سعيد بن كراد -مجلة العالمات؛ العدد 91؛ 6001
2يخلف فايزة؛ دور الصورة في التوظيف الداللي للرسالة االعالنية؛ دراسة تحليلية سيميولوجية لعينة من اعالنات مجلة
الثورة االفريقية؛ جامعة الجزائر؛ 6001ص 36
112
بالغة الصورة االشهارية :
ولقد ذكر القزويني في كتابه االيضاح في علوم البالغة ثالثة بالغيين افاد منهم ورجع الى
أقوالهم هم الجاحظ (611ه) وعبد القاهر الجرجاني(376ه) والزمخشري(145ه)؛ ولعل
الجاحظ أفخم البالغيين العرب؛ ويمكن القول أنه هو الذي أرسى البالغة العربية في كتابه
المدعو " البيان و التبيين" وفي مقدمته كتاب الحيوان؛ وفي بعض الرسائل؛ وقد حاول تحديد
1
(http://quran.maktoob.com) le 02 mai 2018 ; 14 :35.
113
بالغة الصورة االشهارية :
مفاهيم ألفاظ البالغة و الفصاحة و البيان و البديع و كان رائدا لجميع البالغيين الالحقين
في هذا المضمار.
أما عبد القهار الجرجاني فيعتبر من أكبر البالغيين بعد الجاحظ و اذا كان قد أرسى أسس
البالغة فان عبد القاهر الجرجاني في كتابيه "أسرار البالغة" و"دالئل االعجاز" قد صمم
بنيانها و رفع حيطانها؛ في حين نجد البالغة في التعبير الخلدوني تعين بمفهومين مختلفين:
مفهوم ع ام و مفهوم خاص فالبالغة في معناها العام عنده هي بلوغ المتكلم الغاية افادة
مقصوده للسامع".
أما البالغة في معناها الخاص فان ابن خلدون يفضل أحيانا استعمال مفهوم البيان للتعبير
عنها؛ وذلك تماشيا مع االستعمال الجاري في عصره لكن بالتنبيه الى أن مفهوم البيان يعين
جزءا فقط من أجزاء البالغة و علم البالغة حينئذ هو عينه" علم البيان" الذي وضع له فصال
خاصا به في المقدمة لخص فيه كعادته أهم الجوانب التي يشتمل عليها علم البالغة.
و ال يمكن الحديث عن الخطاب البصري دون التطرق الى الجهود الكبيرة التي قدمها "روالن
بارث" زعيم ال مجددين نفسه يبحث للبالغة القديمة عن فستان حديث؛ وعن شغل في شركات
االشهار.
لقد كتب سنة 6014قائال" :ينبغي اعادة التفكير في البالغة الكالسيكية بمفاهيم بنيوية
(وذلك هو موضوع عمل قيد االنجاز)؛ وسيكون حينئذ من الممكن وضع بالغة عامة أو
لسانية لدوال التضمين؛ صالح ة للصوت المنطوق؛ و الصورة و االيماء "...يتضح ذلك في
مقاله " الرسالة المصورة" )(Photographic message
فالبالغة اذن لم تنحصر في اللغة بل هي موجودة كذلك في الصورة الفنية؛ والتي تحدث
عنها ليوناردو دافنشي عندما قال ":الفن ابهار" أي أن المفروض في اللوحة أن تستوقفك
114
بالغة الصورة االشهارية :
وتدهشك ...وتشدك اليها لتسأل ...والسؤال أول باب المعرفة؛ وسؤال اللوحة-كما قال دوال
كروا -هو تكريم اللوحة ومحاولة الكتشاف سر المفاجأة فيها.
وهكذا فقد وصل "روالن بارث" بعد تحليالت معمقة للصور؛ ومنها الصور االشهارية الى أن
الصور المادية شأنها في ذلك شأن الصور الشعرية تنطوي على ايحاءات متعددة :أدبية
ورمزية ووجدانية ال نستطيع تجاهلها و ان نشاطها الداللي و تفاعل مكوناتها الداخلية هو
الذي يخلق المعنى ويبرز قسماته وهو الذي يزيد في ثراء وغنى مادة الصورة؛ وقد ذهب
"روالن بارث" في تبيان أهمية التشكيل البالغي في الصورة االشهارية مثل الملصق
السينمائي الى حد اعتباره معيا ار أساسيا في تحديد ميكانيزمات سير و عمل الصورة شكلها و
تركيبها انما تتبع من بناءها ذاته وتتوظف وفقا لنهج داخلي معين.1
-3بالغة الصورة:
عرف "روالن بارث" بالغة الصورة بأنها العلم الذي يدرس أساليب التضمين وهي في
الصورة االشهارية "العلم الذي يدرس الكيفيات التي تثير االنتباه؛ وتدفع المتلقي الى اقتناء
منتج معين؛ أي علم توظيف الخيال و اخراق المنطق.2
فالهدف من دراسة الصورة االشهارية بأشكالها هو استخراج التمثالت الذهنية التي تبين هذا
النوع من االنتاج ؛ وهي تمثالت تتحكم في السلوكات اليومية لالنسان وفي القيم التي
ينتجها.
واستطاع بارث بدراسته لهذا النوع من العالمات أن "يفضح" تلك الثقافة و االيديولوجية التي
تختبئ وراء ما يقدم نفسه كطبيعة يتداولها أفراد مجتمع ما بكل بداهة و عفوية.
فاذا أخذنا كتابه"أساطير" ()6017؛ فهو في العمق تأويل للعوالم االجتماعية في اطار
التواصل الجماهيري؛ أيا كانت مادة هذه العوالم و هذه األنساق :أشياء؛ نصا؛ صورة؛ سلوكا.
وبعبارة أخرى ان "األساطير" هي سيميولوجيا نقدية لاليديولوجيا .بتحليله لبعض الصور؛ فقد
عمل "روالن بارث" على تبيان السلطة المتحكمة في الصورة؛ ألن لها بعدين ملتصقين:
التقريري (وهو ذو طبيعة تحليلية) و االيحائي( يكون فيه االيحاء نظاما في حد ذاته يشمل
دواال و مدلوالت) والعملية التي تربط احداهما باألخرى تسمى داللة.
و في حدود سنة 6013نشر بارث أول دراسة ذات طابع سيميولوجي؛ خصصها لتحليل
اشهار جريدة؛ ولهذا سينصب اهتمامها في هذه الدراسة على تقديم أهم االسهامات
السيميولوجية في تحليل الصورة االشهارية باعتبارها جامعة للعناصر األيقونية و النص
المرافق لها؛ مبتدئين بالنصوص التأسيسية لبارث.
ولهذا يعد مقال بارث "بالغة الصورة" مقاال تأسيسيا وضع فيه التصب األولية لسيميولوجيا
الصورة؛ ومن منطلق اعتباره أن كل قراءة للسنن األيقوني يجب أن تنطلق من معطيات
لغوية؛ حيث بحث بارث في الصورة عن الدال و المدلول؛ و التقرير و االيحاءات؛ و
الوظيفة و الداللة.
116
بالغة الصورة االشهارية :
-رسالة لغوية.
-الصورة التقريرية.
-بالغة الصورة.
و أن الصورة كرسالة تتكون من ثالثة عناصر أساسية :مصدر الرسالة؛ القناة؛ التي تمر
عبرها الرسالة و المتلقي يمثل جانب المصدر المصورون الفوتوغرافيون أو من يختار الصور
ويضع عناوينها أو التعليقات المصاحبة لها؛ أما القناة فهي الوسيلة االعالمية سواء كانت
مطبوعة أو مرئية أو ايليكترونية التي يتم عن طريقها نقل هذه الرسالة المصورة الى المتلقي.
وعلى أساس ما سبق يمكننا أن نعتبر "جاك دوران" Jacques Durandمن الذين اهتموا
بدراسة البالغة في الصورة االشهارية؛ فهو يرى أن الصورة تخضع لبعض قواعد البالغة؛
فالصورة عنده مثل الجملة؛ وقد وضع أوجه البالغة في الصورة االشهارية فيما يلي:
-التشبيه :ويخص الشكل و المحتوى؛ أي تشبيه الشيء االشهاري بشيء آخر؛ مثال؛
مسحوق غسيل منزلي يشبه زوبعة بيضاء.
-التراكم أو التكديس :في الصورة العدد أو الكمية هي التي تقنع؛ عرض تشكيلة منتوج
لماركة من السيارات.
117
بالغة الصورة االشهارية :
-الحذف :وهي اختصار الجملة في كلمة واحدة أما في الصورة نستعمل المنتجات التي ال
يمكن اظهارها و التي ال فائدة منها؛ لذا تعوض بشيء ثانوي1؛ شخص؛ مدرسة...الخ
-تغمية الكالم أو المعنى :تدور حول الشيء الذي لم تقدمه بعد؛ أو تركز على شيء غير
مهم.
-التعليق :هي تأثير الكالم بواسطة اضافات أو زيادات في الصور االشهارية ؛ تئثر صفحة
بعد أخرى.
-المبالغة :في الصورة نعتمد على التكرار؛ التسطير و ابراز عنصر بتغييره.
-المجاز المرسل :هذه الصورة متنوعة؛ فهي تعرف الطرق الواسعة التي تعتمد على عرض
شيء مكان آخر.
-التورية :كلمات متشابهة في النطق مختلفة في الكتابة وهي األكثر قلة في الصورة
(التركيب يلعب على العالقة بين المحتوى و الشكل).
-حذف حروف الوصل :كل العناصر الوسيطة تحذف ويتم التركيب جنبا لجنب.
-التبديل المفاجئ في بناء العبارة :التعبير المفاجئ في تركيب الجملة؛ هذه المرة ليست
الجملة مستحيلة من حيث التركيب اللغوي ولكن الصورة مزيفة.
ومن خالل ما سبق عرضه حول أوجه البالغة في الرسالة البصرية اال أن استعمال البالغة
في التطبيقات االشهارية يبقى محدودا جدا.1
اللون la couleurهو مختلف الموجات الشعاعية التي تصل الى العين و تحدث فيها
تحوالت كهربائية؛ ينقلها العصب البصري في شكل تيارات الى الدماغ وتتضمن دراسة
المدونة اللونية البحث في اجراءات انسجام أو تناقض األلوان؛ مسألة التوازن بين األلوان
الساخنة و الباردة وكذا رمزية هذه األلوان.
ال جدال في انسجام األلوان قيمته الخاصة في االشهار؛ وذلك لما يضيفه من قيمة جمالية؛
و لما يخلقه من جو سار يضمن اقبال المتلقي عليه؛ وبتعبير بسيط من يقةل انسجام يقول
بالضرورة جمال.
-بالجمع بين لونين متجاورين في دائرة األلوان كالجمع بين األحمر و البرتقالي أو بين
األحمر و األرجواني أي بين لونين متقاربين من حيث القوة على أن ال يغلب أحد اللونين
على اآلخر.
-يمكن احداث االنسجام أيضا بالجمع بين لونين متتامين؛ وأجمل أحاسيس هذا النوع من
االنسجام هو ما يحدث بين لون أساسي و اللون المجاور للون المضاد له في دائرة األلوان.
فاألحمر يمكن جمعه مع األخضر المزرق أو األخضر المصفر؛ و األخضر يمكن جمعه
مع البرتقالي المحمر أو البرتقالي الضارب الى الصفرة؛ على أن ال يكون اللونان المستعمالن
في درجة واحدة من حيث التشبع وال في مساحات متساوية؛ ولعل أضمن وسيلة للوصول الى
االنسجام عن طريق األلوان المتتامة هو استخدام لون ثالث أساسي بقدر بسيط.1
120
بالغة الصورة االشهارية :
لأللوان المتناقضة أثر ال ينكر على جذب االنتباه و اثارة الشعور؛ فمن حيث جذبها لالنتباه؛
يتوقف األمر على أثر اللون على حاسة البصر؛ ومدى التنافر بينه و بين غيره من األلوان
القرينة له؛ فاألحمر أو األسود مثال له قدرة عالية على جذب النظر؛ ويزداد هذا الجذب قوة
اذا اقترن اللون األحمر مع اللون األصفر؛ أو اقترن األسود مع األصفر و األبيض؛ فكتابة
الفتة المتجر باللون األحمر على أرضية صفراء أو باللون األبيض على أرضية حمراء أو
كتابتها باألسود على أرضية صفراء أو بيضاء أو العكس؛ يجعل هذه الالفتة قوية األثر على
البصر لدرجة أنها ترى من مسافات بعيدة؛ بسبب ما تتميز به ألوانها من مفارقة و تضاد.
أما الالفتة التي تكتب باللون األحمر على أرضية زرقاء؛ أو باألزرق على أرضية حمراء؛
فانها تتعب البصر و تضيع معالمها اذا وقع عليها النظر من مسافة غير قريبة.
وقد اهتم رجال الفن الكبار اهتماما بالغا بعالقات األلوان المتناقضة؛ هذه األلوان التي اذا ما
است خدمت كما يجب؛ وجعل لكل لون غالب في مساحة معينة لون آخر مضاد له؛ كانت
النتيجة سارة للعين و مؤثرة في النفس من حيث القيمة الجمالية للشكل العام التي يفرضها
تعود الناس على رؤية األجسام بألوان مختلفة وفي درجات متباينة من التشبع و القوة.
ونظ ار ألهمية درجة التشبع في تحديد قيمة اللون؛ لجأ مصممو و مخرجو االشهار الى
التنافس في مجال االستخدامات المختلفة لأللوان مستندين في ذلك الى الحقيقة التي تفيد
بأنها األلوان القوية أو الساطعة( الساخنة) تمتاز بقوة كبيرة على جذب االنتباه؛ و أن األلوان
الفاتحة السارة المتوافقة تستهوي العين لالستقرار عليها فترة طويلة؛ و تخلق في النفس
استجابة محببة.
121
بالغة الصورة االشهارية :
تضم األلوان الساخنة Couleurs chaudesكل األلوان التي تنطوي على قدرى كبيرة على
اثارة االنتباه كالحمر؛ البرتقالي؛ األصفر ...بينما تشمل األلوان الباردة Couleurs froides
كل األلوان التي تتمتع بقدرة مسكنة و مهدئة un pouvoir sédatif et apaisant
كاألخضر؛ األزرق و البنفسجي ...الخ.
وعلى اختالف هذه األلوان؛ قام الباحثان جاك شوفالي و أبرهام جير بران J.chevalier et
Dictionnaire des A.Gheerbantبجمعها في اطار قاموسهما القيم حول الرموز
» symboles en collection « bouquinsو صنفاها في اطار أربع مجموعات
أساسية هي :ألوان النار؛ ألوان الهواء؛ ألوان الماء؛ ألوان األرض.
تضم هذه المجموعة اللونين السابقين المذكورين في اطار األلوان الساخنة و هما األحمر و
البرتقالي.
ينطوي اللون األحمر وهو لون الدم على قيمتين دالليتين أحدهما ايجابية تتعلق بالحب؛
الحماس و الطاقة و األخرى سلبية ترتبط بالعنف؛ الحرب؛ الموت و جهنم..
ان اللون األحمر هو لون حيوي ملفت لالنتباه و لكنه متعب للنظر أحيانا.
أما اللون البرتقالي وهو لون المجد la gloireكما يصفه البعض فانه يرمز الى عدة معاني
ترتبط جلها بالطاقة؛ النشاط؛ االشراق و التطور ...وهي كلها معاني ايجابية مؤثرة في النفس
الى حد االبهار.
األصفر هو لون الضوء؛ الشمس و الذهب؛ وهو يحيل الى عدة دالالت أهمها الحدس؛
الذكاء؛ الحياة؛ الحكمة؛ هوأيضا لون الصحراء؛ يعبر في بعض الحاالت عن الصراحة و
الوضوح؛ كما يرتبط في حاالت أخرى بمعاني المرض و الجدب و الجفاف...
وهكذا يعبر اللون األبيض أيضا على فكرتين متقابلتين :النقاء و الصفاء و الهدوء من جهة
و البرودة و الفتور من جهة أخرى.
ويشير اللون األزرق الى معاني و رموز ايجابية كالراحة؛ االنسجام؛ الثقة و المثالية وهو
باالضافة الى ذلك لون بارد يوحي بالهدوء والسكينة؛ أنه لون البحر و السماء الصافية؛ لون
ينطوي على ميزة عالجية نفسية وهذا ما يفسر استعماله في طالء جدران المستشفيات و
العيادات الصحية.
وهي المجموعة التي يمثلها لون واحد هو األخضر لون الخصوبة والحياة و التجدد ...وهو
خالفا لأللوان السابقة ال يمثل أي قيمة سلبية اذ يرمز أيضا الى األمل؛ النضارة و الغبطة
ولذلك يوصي به في عالج بعض األمراض العقلية كالهيستريا.
-األسود :وهو خالفا للون األخضر ال يحمل أي قيمة ايجابية؛ فهو يحيل الى الليل
(السواد)؛ البؤس؛ الموت؛ االنتقام؛ الخطيئة و الجهل.
123
بالغة الصورة االشهارية :
-البني (لون الطين) :وهو مثلما يرتبط بقيم ايجابية تتعلق بالهدوء و الراحة و الثقة يحيل
أيضا الى قيمة سلبية تتعلق بالكآبة ومعنى الخريف...
واذا كان اللون يحرز قوة جذب النظر بواسطة حوافز خارجية موضوعية؛ تتصل بقوته
وقيمته؛ ويحرز قدرة على اثارة االهتمام بتناقضاته و انسجامه؛ فهو يحرز قدرة هائلة على
توليد أفكار و ايحاءات مرتبطة بالرمزية الثقافية لأللوان.
رغم أن األلوان تصنف سيميولوجيا ضمن المدونات الجمالية code esthétiques؛ فهي
تستمد معانيها الثقافية من المدونة االجتماعية أي من الدالالت التي تنتج عن االتفاق
La conventionالعرفي لنسق ثقافي ان الحديث عن دالالت اللون الثقافية يقودنا لزاما الى
الحديث على تباين رموز و ايحاءات األلوان من نسق ثقافي الى آخر فما يعتبر لونا هادئا
يوحي بالسعادة و االبتهاج في ثقافة معينة؛ يعتبر عكس ذلك في ثقافة أخرى؛ وما يجسم
الشيء من ألوان في ثقافة اجتماعية معينة؛ يميل الى تصغيرها أو الى اظهارها بمظهر الثقل
و الكثافة في وسط ثقافي آخر؛ و األلوان التي تكتسي بعدا و عمقا في ثقافة معينة ال يمكن
اعتمادها كمقياس عام لكل الثقافات األخرى.
ففي الثقافة العربية مثال تحمل األلوان دالالت و تفسيرات متأثرة في أغلبها بالتفكير
االعتقادي السائد في هذه الثقافة؛ ففيها يرمز اللون األبيض الى الصفاء و السالم؛ فهو لون
رداء االحرام و الطواف حول الكعبة؛ وهو في محكم التنزيل رمز ألصحاب الجنة؛ قال
تعالى " :يوم تبيض وجوه؛ وتسود وجوه" 2وقال أيضا " :يطاف عليهم بكأس من معين؛
بيضاء لذة للشاربين" 1و يدل األبيض في األمثال الشعبية العربية على الطيبة؛ فيقال فالن
قلبه أبيض وي دل أيضا على نقاء العرض و صفاء الشرف في قولهم " عرض فالن أبيض
من الثلج".
وتقابل دالئل اللون األبيض في العرف العربي معاني أبعاد اللون األسود؛ فهو يرمز الى
الحزن و الموت؛ فيقال (سواد يجلك)؛ كما يرمز الى الفشل فيقال ( :طلعنا بسواد الوجه)
ويرمز أيضا الى العسر و الضيق وهو في القرآن الكريم؛ يشير الى سوء العاقبة يقول تعالى:
"فأما الذين اسودت وجوههم؛ أكفرتم بعد ايمانكم".2
ويتخذ اللون األسود في العادة الشعبية العربية رم از للشر و الشؤم فهو لون الغربان و
البوم ...ولون كل ما يوحي بفآل سيء.
و اذا كان العرب ينفرون من كل أسود؛ فهم يتفاءلون بكل أخضر؛ فهو يرمز للخير و
االيمان ألنه لون النبات و الحقول؛ و اللون الشائع في الرايات العربية و االسالمية؛ لون
ستائر الكعبة و قباب المساجد و عمائم رجال الدين وهو اللون الذي وصفت به الجنة و
أهلها قال تعالى " :متكئين على رفوف خضر" 3".....عليهم ثياب سندس خضر".4
ويرمز اللون األزرق في الوضع العربي الى اللؤم و الحزن وهو رمز مستقى من محكم
التنزيل ومن قوله تعالى" :يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا".5
1
سورة الصفات؛ اآلية 31.31
2سورة آل عمران؛ اآلية 691
3سورة الرحمن؛ اآلية 71
4سورة االنسان؛ اآلية 66
5
سورة طه؛ اآلية 696
125
بالغة الصورة االشهارية :
وتتفق الثقافة العربية مع أغلبية الثقافات األخرى في معنى اللون األحمر؛ فهو لون الثورة
والخطر والحيوية وكذا لون الحب وفي هذا الصدد يقال أن الرسول عليه الصالة و السالم
كان يلبس نهار الجمعة رداء أحمر داللة على حب العبد لربه.
وهكذا يختلف مدلول اللون باختالف القيم الثقافية لدائرة كل محيط اجتماعي وباختالف
االعتقاد السائد في كل مجتمع؛ ففي الوقت الذي يعبر فيه اللون األصفر عن البهجة و الفرح
في بعض دول أوروبا؛ ينعكس معناه عندنا على السقم و المرض و الضعف.
لهذا فان اختيار اللون المناسب؛ أمر على درجة كبيرة من األهمية في اعداد االشهار حيث
يرتبط اللون بأحاسيس معينة عند المس تهلكين؛ ومثال ذلك أن يحسن استخدام اللون األزرق
السماوي في االشهار عن الثالجات و األحمر البرتقالي في ترويج بعض مواد التجميل و
الزينة .كما يحسن تجنب اللون األصفر في االعالن عن األدوية مثال.
و فضال عن ذلك فان استخدام األلوان الطبيعية الكاملة في المناظر أو السلع لكي تظهر
بشكلها األصلي؛ يعين على أن يحس بها الجمهور احساسا طبيعيا؛ األمر الذي يؤدي الى
اثارة غرائزه وعواطفه نحو ما يحتويه االشهار من معلومات.
ومن أمثلة ذلك ما نراه في الرسائل االشهارية عن األطعمة بحيث تظهر الطعام بشكله
الطبيعي وهو معد لألكل مما يثير الشهية نحوه؛ وكذلك فان رسم وتصوير زجاجات
المشروبات الغازية بألوانها الطبيعية وهي مثلجة؛ يثير الرغبة في أرواء الظمأ.
ويتوقف استعمال األلوان على وسيلة النشر المستخدمة؛ ومدى قدرتها على اظهار هذه
األلوان ودقتها في طباعتها و تركيبها؛ وعلى نوع الورق المستخدم في الطباعة اذا كان
االشهار مطبوعا.
126
بالغة الصورة االشهارية :
أما اذا كان االشهار سمعيا فيكون التلوين عن طريق التغيير في نبرات الصوت و التأثيرات
و الموسيقى التصويرية؛ التي تحل محل األلوان في االعالن المرئي.
أما في حالة االشهار التلفزيوني فان التلوين يتأثر باستعمال جدلية الضوء و الظل أو ما
يعرف ب:
-االضاءة :L’éclairage
االضاءة هي عنصر فني و درامي يقيم موضوع ما أو شخصية من خالل حصرها و عزلها
في دائرة الضوء –le halo de lumiére-
وتختلف أهمية الضوء المسلط على موضوع التصوير باختالف التناقض contrasteبين
كمية النور و الظل.
ونظ ار ألن األلوان في التلفزيون تصنف ضمن األلوان المنعكسة couleurs réfléchies؛
فان لالضاءة في هذا الشأن أهمية بالغة في تحديد قيمة ومعنى الموضوع المصور.
وينبغي أن نعلم أن لالضاءة دور كبير في تحليل االشهار التلفزيوني؛ فاذا كان الجانب
المضاء يقع يمين الصورة؛ فهذا يدل على أن لل منتوج الكثير من الفوائد المستقبلية؛ أما اذا
كان الضوء على الجهة اليسرى ففي ذلك اقتراح بالرجوع الى الماضي و الى االستخدامات
التقليدية للمنتوج.
كما يختلف مدلول االضاءة أيضا باختالف مصادرها؛ فاذا كان الضوء آتيا من الجهة
المقابلة فهذا يعني االحالة الى أصالة المنتوج.
127
بالغة الصورة االشهارية :
وفي حالة استخدام النور المعاكس الناتج عن االضاءة الخلفية لعناصر الديكور؛ فهذا يعني
ربط المنتوج بفكرة السر الخفي Le mystéreوهي عادة التقنية المستعملة في االشهار عن
مواد التجميل و العطور.
و اذا كان خبراء الفن و التصميم االشهاري يجدون في األلوان لغة يستخدمونها في التعبير
عن األفكار المجردة و المحسوسة على حد السواء .فهم ال ينكرون وجود لغة أخرى أكثر
داللة و أشد تأثي ار على المضمون االشهاري وهي:
-الموسيقى:
تعرف الموسيقى سيميولوجيا بأنها ذلك النسيج الصوتي Texture sonoreالذي تنتظم
وحداته على محور زمني وبهذا تستقي الموسيقى داللتها من تناغم ايقاعاتها.
وقد تقطن األلوان الى أهمية الموسيقى في اثارة االنتباه؛ فاستعملوا دق الطبول قبل االعالن
عن أي حدث أو االستهالل في أي نشاط بيعي؛ وهي الفكرة التي تترجم حاليا في صورة
موسيقى مميزة » « Jingleسابقة الستعراض أي شريط اشهاري تلفزيوني.
وتمتد أهمية الموسيقى في االشهار الى حد اعتبارها الركيزة التي تحمل باقي عناصر النوع
االتصالي و االطار الذي يكفل عدم انطالق الصوت البشري أو الصورة في الفراغ.
و ألن الموسيقى تمثل سبيال الستشارة أعماق االنسان قام الباحثون في مجال سيميولوجيا
االتصال االشهاري بدراسة عالقة الموسيقى باالشهار؛ ومن بين أهم هذه الدراسات و أكثرها
تحليال نذكر دراسة جون ريني جوليان Jean-Reny Julienالتي انتهت الى النتائج
التالية:
128
بالغة الصورة االشهارية :
-تعتبر الموسيقى مثي ار فعاال للنفس االنسانية وهو ما تأكد علميا بتوافق تسارع دقات القلب
مع نوع الموسيقى.
وهو النوع الذي يستند الى االثارة العاطفية و ال يشترط فيه أن يكون معب ار عن مضمون
الرسالة االشهارية.
خالفا للنوع السابق؛ يشترط في هذه الموسيقى توفرها على خاصية الترابط المتبادل
Interdépendanceبينها و بين موضوع االشهار؛ وهذا يقتضي بدوره ضرورة تمثيل
المحتوى االشهاري تمثيال بالمعادلةEllustrer par équivalence .
وهي تلك القطعة الموسيقية الموقعة لشعار الرسالة االشهارية أو ذلك اللحن الذي يختم به
االشهار.
وهكذا تساهم الموسيقى بموازاة الصيغ الفنية و الداللية األخرى في تقوية و تعزيز معنى
المضمون االشهاري.
129
بالغة الصورة االشهارية :
خالصة:
و على هذا األساس فان للصورة االشهارية دو ار هاما و فعاال من خالل التأثير في المشاهد
نتيجة مخاطبتها الجانب النفسي في االنسان؛ فهي تجعل المتلقي يشارك في الحدث كما
تجعله عاطفيا؛ و الصورة تحمل كفاءة و قوة على التبليغ و التواصل ألنها تستند على
مؤشرات مرئية؛ و االنسان يميل دائما الى الثقة في عينيه.
130
الجانب التطبيقي
تمهيد :
تعنى دراستنا بالومضات االشيارية التمفزيونية وتحميميا سيميولوجيا فقمنا باختيار
فيممين اشياريين والتي تبث في التمفزيون الجزائري وىي ومضات جزائرية من حيث
تحميميا وفق المقاربة السيميولوجية لمصورة المتحركة.
ولكن قبل عرضيا نستعرض بطاقة فنية عن التمفزيون الجزائري الذي أخذنا منو عينة
الدراسة.
ىو المؤسسة العمومية لمتمفزيون الجزائري بشبكة برامجية متنوعة تم تأسيسو بعد أن
تم استرجاع السيادة الوطنية لمتمفزيون من االستعمار الفرنسي في 28أكتوبر .1962
بعد أن كانت بنود اتفاقية افيان تقضي ببقاء مؤسسة التمفزيون تحت السيطرة االستعمارية
بعد االستقالل لكنيا ظمت تحمل اسم مؤسسة االذاعة و التمفزة الفرنسية الى أن صدر
1962تحت رقم 67-234و بموجبو تحولت مرسوم المؤرخ في الفاتح من أكتوبر
المؤسسة الى مؤسسة البث االذاعي و التمفزيوني ثم الى مؤسسة االذاعة و التمفزيون الى
غاية صدور المرسوم رقم 147-86المؤرخ ب 01جويمية 1986؛ و الذي بموجبو
21شارع الشيداء الجزائر أنشأت المؤسسة العمومية لمتمفزيون حيث يتواجد مقرىا ب
العاصمة.
133
الجانب التطبيقي
134
الجانب التطبيقي
الحال راشدي
/ مرافقة ديما صورة ثابتة عادية عامة 2ثا 3
ناشطة بيية
في راشدي
وقت أيضا
المسمسل
135
الجانب التطبيقي
عممية المرأة
اليضم
/ مرافقة اليوم بيية ثابتة عادية مقربة 4ثا 7
أكتيفيا راشدي حزامية
مرتاحة مع
و ال أختيا
معوضة
136
الجانب التطبيقي
137
الجانب التطبيقي
وفي األخير ختم المخرج الومضة بمقطة قريبة لعمبة منتوج دانون أكتيفيا و المكتوب عمييا
في أعمى العمبة الشركة المنتجة دانون في دائرة زرقاء؛ ثم اسم المنتوج بالمغة الفرنسية و
بخط كبير ACTIVIA؛ ثم يمييا شعار " "Mertaha ou rembourséمكتوبة بالمون
Abricot؛ ثم يتفرع بنا األحمر عمى دائرة صفراء؛ بعدىا في األسفل مكتوب كممة
المخرج الى صورة أخرى لممنتوج تظير فييا العديد من عمب دانون أكتيفيا مكتوب عمييا
في األعمى "دائما مرتاحة" .وفي أسفل الصورة مكتوب بالمغة العربية عرض صالح من
09فيفري الى 30مارس 2014؛ لمزيد من المعمومات حول شروط التعويض االتصال
.0982401090
-أما بالنسبة لمدالئل الخفية الموجودة في ىذه الومضة و التي ليا عالقة مع دراستنا
فتمثمت في :
-الشخصيات :اعتمد مصمم االشيار في ىذه الومضة عمى مقاربة نجم االستراتيجية
بحيث تركزت عمى شخصية محورية رئيسية و مشيورة وىي الممثمة بيية راشدي المعروفة
والمحترمة ؛ وىي بمثال لممرأة الجزائرية حيث أراد من خالليا المخرج مخاطبة المرأة؛ أما
بالنسبة لمشخصية الثانوية المتمثمة في األخت و األطفال؛ فمم يظيرو اال في لقطة واحدة.
كما استخدم الممثمين مجموعة من االيحاءات الخاصة تجمع بين الخوف و الحزن و بين
الفرح و االبتسامة من خالل ابراز المخرج حالة مرض (زكام؛ انتفاخ البطن)؛ ثم ينتقل
الى حالة أخرى مغايرة فرحة بدليل حسن المنتوج و اعطائو قيمة كبيرة ؛ بحيث ركز
المخرج عمى مالمح الوجو مع التركيز أيضا عمى العينين ىذا كمو بيدف جذب المشاىد و
أيضا استماالت المرأة من أجل االغراء و التأثير عمى المتمقي أكثر.
138
الجانب التطبيقي
-الديكور :استعمل المخرج في ىذا الفيمم االشياري ديكور بسيط غير مصطنع ؛ اذ
اعتمد عمى مظاىر بسيطة تدل عمى الحياة اليومية لمعائمة أو األسرة الجزائرية العطاء
الشعور بالراحة و الحرية لممشاىد؛ أما عن المالبس الموظفة في الومضة فقد كانت
مالبس عادية عصرية و بيذا ارتبطت بساطة المالبس مع بساطة الديكور.
-األشكال و الخطوط :اختمفت األشكال و الخطوط في الومضة لكن قميمة و ىذا دليل
عمى أنو لم يكن ليا بعد كبير.
-األلوان :غمب عمى الومضة األلوان الباردة و الدافئة المتمثمة في األزرق و األبيض و
البني و األخضر الفاتح و األخضر الداكن؛ اذ ساىمت في ابالغ رسالة االشيار في كل
خطواتو سنحاول ابراز دالالتيا في التحميل.
-االضاءة :أما االضاءة المستعممة اضاءة طبيعية داخل و خاج المنزل مع أن المخرج
لم يركز عمييا كثي ار.
-الموسيقى :بما أن لمموسيقى دور خاص وميم استعمل المخرج في ىذه الومضة
موسيقى خفيفة مرحة بيدف التأثير عمى المتمقي.
139
الجانب التطبيقي
الصورة األولى:
المستوى التعييني:
بدأت الومضة بمقطة مقربة صدرية المرأة تظير بشكل عصري من خالل تسريحة الشعر
وطريقة ارتداء المالبس؛ مرتدية لعقد في رقبتيا و حمقات أذن بسيطة؛ وواضعة لماكياج
خفيف؛ و مالمح االبتسامة بادية في وجييا ىذا ما يؤكد أنوثتيا؛ كما نالحظ ظيور
األشكال كخمفية ليا متمثمة في النافذة و المرفع؛ ىذا لوجودىا في المطبخ.
140
الجانب التطبيقي
أما بالنسبة لأللوان استخدم المخرج بعض من األلوان الراقية و اليادئة؛ أما االضاءة فكان
ىناك ظا نوع ما؛ مع دخول االضاءة من النافذة ما يعني أنيا اضاءة طبيعية.
المستوى التضميني:
تتضمن القراءة التضمينية تحميال لمدالئل الخفية الموجودة في ىذه المقطة من خالل ما
يمي:
قام المخرج في ىذه المقطة وفي بداية الومضة باالعتماد عمى المرأة؛ وىذا حامل لعدة
معاني أىميا جذب الجميور؛ اذ ظيرت عمى أنيا مرتاحة في بيتيا و ىذا مثال عن المرأة
الجزائرية؛ و الموسيقى المصاحبة ليذه الومضة أثرت عمى نفسيتيا فبدت عمى أنيا أكثر
راحة وىدوء و ىذا دليل عمى الطمأنينة؛ كما نالحط بروز وجو المرأة في ىذه المقطة أكثر
من الخمفية؛ فالمعمن أو القائم باالتصال أراد أن يركز عمى مالمح المرأة المرتاحة و
المبتسمة لذلك لم تبرز كثي ار المالبس و الحمي...الخ و ىذا دليل عمى بساطة المرأة
الجزائرية و االرتياح في مطبخيا.
كما استعمل المخرج نوع من الظل بالنسبة لالضاءة و ىذا لظيور الشخصية أكثر بحيث
ظير وجو المرأة منور أكثر من ضوء النافذة.
141
الجانب التطبيقي
الصورة الثانية:
المستوى التعييني:
نالحظ في ىذه الصورة ظيور الممثمة بيية راشدي مع أختيا في لقطة مقربة حزامية في
المطبخ؛ ومالمح االبتسامة ال تزال سائدة في وجوىيم؛ كما اعتمد المخرج في ىذه المقطة
عمى أشكال جديدة تميزت في وعاء و كوب من الماء باالضافة الى عمب المنتوج؛ وعدد
من الصحون.
كما غمب عمى ىذه الصورة المون األبيض و الشفاف؛ باالضافة الى المون األخضر وىو
لون المنتوج.
أما الديكور فيو ديكور بسيط لمطبخ جزائري؛ و االضاءة نفسيا اضاءة طبيعية ظيرت
من النافذة.
142
الجانب التطبيقي
المستوى التضميني:
ظيرت بيية راشدي في ىذه الصورة كشخصية رئيسية أكد عمييا المخرج من خالل
شرحيا لنا لممنتوج و انتفاخ البطن؛ أما أختيا ظيرت كشخصية فرعية في ىذا الجزء من
الومضة و أن بيية قدوتيا في كل شيء من خالل ما جاء في الرسالة األلسنية "أختي
ىي المثال نتاعي"؛ و ىذا ما أكدتو المسافة المفربة بينيما و ىي دليل عن العالقة
الحميمية بين األخوة و قدوة األخت الكبرى لألخت الصغرى؛ و ىذا الشيء تعيشو كل
أسرة جزائرية و بالتالي فيذه الصورة تحمل من قيم المجتمع الجزائري و ىذا يظير في
تقدير األخت ألختيا الكبرى؛ فاستعمل المخرج ىذه القدوة ىنا حتى في المنتوج التي تأخذه
الفنانة بيية راشدي و ىذا دليل عن الثقة.
فالمرأة الجزائرية يمكن أن تضع الثقة في شخص مجرب وليس في الطبيب و ىذا مثل
شعبي شائع في مجتمعنا.
كما اعتمد القائم باالتصال ىنا عمى استراتيجية اشيارية طرح المشكمة ثم الحل و ىذا
كبداية التعريف بالمنتج في الومضة؛ وىذا ما ظيرت بو مالمح الممثمة بيية راشدي جدية
اتجاه الموضوع وميتمة بالمنتوج من خالل شرحيا لجذب المستيمك.
أما بالنسبة لالضاءة كانت عادية لم يركز عمييا المخرج كثي ار ألنيم في النيار وفي مطبخ
و ىناك منافذ....الخ بحيث أكد عمى ظيور الشخصيتين بشكل جيد تماما.
ومن ناحية لون المباس ليس لو بعد كثير في ىذه الصورة ؛ الميم فيو ىو أنو ظيرت
الشخصيات بمباس تقميدي عصري جزائري فقط.
143
الجانب التطبيقي
بحيث غمب المون األبيض و الشفاف عمى المقطة و ىذا البراز لون المنتوج الظاىر
بالمون األخضر؛ كما يشير المون األبيض الى النقاء و اليدوء ليذا لم يستعمل المخرج
ألوان غامضة كاألحمر و البرتقالي ...الى غيرىا من األلوان األخرى.
الصورة الثالثة :
الصورة رقم 1
144
الجانب التطبيقي
المستوى التعييني:
جاء المخرج في ىذه الصورة بمقطة مقربة لجياز ىضمي افتراضي لجزء من جسم امرأة
بمون أخضر؛ كما اعتمد عمى ألوان أخرى كاألزرق و األصفر في الجياز؛ واستعمل عديد
من الخطوط العمودية و المنحنية .
كما كانت االضاءة اصطناعية غير طبيعية و ذلك ناتج عن أشعة الحاسوب باالضافة
الى الظل سوف نتطرق اليو الحقا في التحميل.
المستوى التضميني:
يظير في ىذه الصورة جياز ىضمي افتراضي لجزء من جسم امرأة منحوت بشكل جيد.
وىذا كدليل قاطع عمى أن ىذا المنتوج موجو لمنساء؛ بحيث حاول المخرج من وراء ىذه
145
الجانب التطبيقي
الصورة أن يبين أو يشير الى كيفية محاربة المنتوج النتفاخ البطن؛ ىذا ما تؤكده الرسالة
األلسنية "أكتيفيا يساعد عمى عممية اليضم".
و اعتمد منتج االشيار ىنا عمى استراتيجية التجريب؛ فالكرة الزرقاء في الصورة األولى
و ىو لون يرمز الى االنفتاح و التفتح مثمت لنا المنتوج .و المون األخضر لجزء جسم
المرأة ىو لون المنتوج و يرمز ىذا المون الى لون الجنة و الى الراحة؛ فتعمد المخرج في
اب ارزه ألن ىذه الراحة جاءت من بعد تناول المرأة لممنتوج.
و المون األصفر ىو عبارة عن فضالت أو اآلالم المتسببة في االنتفاخ؛ و استعمل المنتج
في ىذه الصورة األولى اضاءة جانبية البراز الظل حتى يتبين لنا انتفاخ البطن.
وىذه كانت كتجربة لتسييل عممية اليضم؛ قبل أن ينتقل بنا المخرج الى الصورة الثانية
والتي تميزت بغياب االنتفاخ و ظيور الجسم العادي .
أما االضاءة تغيرت من من االضاءة الجانبية الى االضاءة الكمية لمجسم و ىذا البراز
حالة الجسم العادية.
فان استعمال الصورة الطبية في الومضة العطاء مصداقية عممية أكثر لممنتوج قصد
اقناع الجميور؛ بحيث تعتبر عممية االقناع في االشيار التجاري من العمميات األساسية
في االخراج؛ فقد استعمل المخرج في ىذه الصورة ىذه العممية ليدل عمى مدى استيعابو
لعممية بناء العممية االشيارية خاصة أنو المنتوج المشير يعالج حالة مرضية.
146
الجانب التطبيقي
المستوى التضميني:
فضل المخرج في ىذه الصورة الخروج الى الشارع العطاء نظرة عن الحياة العادية لممرأة
الجزائرية في األسرة و مالمح السرور و الفرح بادية في وجوىن ىذا ما تؤكده الرسالة
147
الجانب التطبيقي
األلسنية "جربو أكتيفيا تكونو مرتاحين" العطاء نظرة جيدة لممتمقي أو المستيمك عن
المنتوج؛ كما الحظنا قرب المسافة بين االخوتين و ىذا دليل لما أشرنا اليو سابقا؛ و السر
وراء اختيار المخرج ليذه األلوان و المباس ىو أناقة و جمال المرأة الجزائرية .
كما يظير تناسق في األلوان وىذا يعود الى التناسق في أكل المنتوج و التكامل؛ و كأنو
الفرحة اكتممت عند االخوتين بعد تناوليما لممنتوج الحساسيم بالراحة و ىذا داللة عمى
رضاىم بالمنتوج؛ ما تبينو الصورة بالمون األخضر عمى شكل ابتسامة في بطن كمتا منيما
وىذا لمداللة عمى الراحة و اليدوء و األمل و النظارة.
فالمون األبيض الفاتح يدل عمى االنشراح و الفرح و الحرية و خفة المرأة.
أما بالنسبة لمديكور تمثل في أصالة المرأة الجزائرية و أصالة البنايات الجزائرية من خالل
ظيور قوس المنزل كخمفية لمشخصيات مما أعطى بعد مكاني ميم؛ ىذا ما يوحي عمى
أن موقع التصويرتغير بعد ما كان داخل المنزل.
ومن ناحية االضاءة اعتمد المخرج عمى اضاءة طبيعية "ضوء الشمس" العطاء منظر
واقعي لممشاىد المتمقي.
الرسالة األلسنية:
استعمل المخرج في ىذه الومضة رسالة ألسنية بالمغة العربية الدارجة وذلك اليصال
الرسالة االشيارية الى كافة الجميور.
148
الجانب التطبيقي
149
الجانب التطبيقي
150
الجانب التطبيقي
ابنتيا
/ األغنية / صورة ثابتة عادية لقطة 2ثا 3
نفسيا الرجل قريبة
/ األغنية / صورة ثابتة عادية عامة 2ثا 4
نفسيا العائمة
/ األغنية / صورة ثابتة عادية قريبة 8ثا 5
نفسيا زربية جدا
TAPI
DOR
/ األغنية / صورة ثابتة جانبية مقربة 2ثا 6
نفسيا البنت صدرية
ترسم
عمى
الزربية
/ األغنية / صورة ثابتة عادية مقربة 2ثا 7
نفسيا لرجل صدرية
مسن
151
الجانب التطبيقي
الفرحة TAPI
المي DOR
تجمعنا
152
الجانب التطبيقي
153
الجانب التطبيقي
بحيث ركز المخرج عمى المرأة (األم) و البنت كثيرا؛ و كان دور المرأة كدور محوري
المتمثل في األم التي تسعى الى المحافظة عمى نظافة و ديكور البيت؛ و ىذا الدور
يتناسب مع القيم الدينية لممجتمع الجزائري؛ أما عن االيماءات المستعممة في الومضة
تمثمت في االبتسامة و الفرح و الراحة النفسية من قبل العائمة و ىذا كمو بيدف التأثير
عن المتمقي أكثر.
-الديكور :استعمل المخرج في ومضة منتوج زربية TAPI DORديكور جزائري أصيل
يبين من خاللو اىتمام و صرامة المرأة الجزائرية في بيتيا من خالل ابراز النقاء؛
النظافة...الخ.
-األشكال و الخطوط :لم تكن ىناك أشكال و خطوط كثيرة في ىذا الفيمم االشياري؛
كانت قميمة و لكن استعمميا المخرج ليس بيدف النظر الييا باعتبارىا كتمة مادية أو
ىندسية؛ بل لغرض أو دالالت سوف نشير الييا من خالل التحميل.
-األلوان :تعتبر األلوان من الدالالت الغير المسانية تساعد عمى فيم الرسالة االشيارية؛
فينا المخرج وظف عدة ألوان من بينيا األزرق الداكن و الفاتح؛ و المون الرمادي و
األبيض سنتطرق الييا الحقا لتبيان الدالالت التي تحمميا.
-االضاءة :استخدمت في الومضة االشيارية اضاءة طبيعية متمثمة في ضوء الشمس
الساطعة من النافذة؛ كما الحظنا نوع االضاءة جانبية أي من الجية اليمنى باالضافة الى
االضاءة الخمفية.
-الموسيقى :تمتد الموسيقى في االشيار الى حد اعتبارىا الركيزة التي تحمل باقي
عناصر النوع االتصالي؛ و الموسيقى الموظفة في ىذه الومضة ىي موسيقى جزائرية من
بداية الى نياية الومضة .مع المحافظة عمى الريتم الواحد؛ و ىدف المخرج من توظيف
154
الجانب التطبيقي
ىذا النوع من الموسيقى ىو أن يضع المشاىد في حالة مزاجية خاصة يستقبل من خالليا
الرسالة االشيارية.
-3تحميل الومضة حسب مقاربة روالن بارث:
ان تحميمنا لمومضة االشيارية حسب مقاربة روالن بارث كما أشرنا سابقا؛ يقودنا لمحديث
عن القراءة التعيينية في المستوى األول ثم القراءة التضمينية في المستوى الثاني.
الصورة األولى:
المستوى التعييني:
بدأت الومضة بصورة المرأة في قاعة االستقبال وىي تقوم بحركات استعراضية عمى
منتوج زربية TAPI DOR؛ مرتدية لحجاب أبيض ما يبرز أصالتيا.
155
الجانب التطبيقي
كما استعمل المخرج في ىذه المقطة المون األبيض الفاتح بكثرة مع ظيور المون البنفسجي
كمون لممنتوج و لون لبعض الوسادات فوق األريكة.
و استعمل المون البني كمون لمطاوالت؛ و األخضر الظاىر عمى الورود.
و اعتمد القائم باالتصال في ومضتو عمى بعض األشكال المتمثمة في وعاء بو ورد و
لوحة رسم ممصقة عمى الجدار؛ باالضافة الى وعاء أسود....الى غيرىا.
أما الديكور في الومضة ديكور طبيعي جزائري ذو ذوق راقي؛ وبالنسبة لالضاءة اضاءة
طبيعية من النافذة ما تظيره الصورة من دخول أشعة الشمس.
المستوى التضميني:
في ىذه الصورة تم التركيز عمى المنتوج و الشخصية الرئيسية الموظفة في الومضة"
المرأة" والتي كانت عالمة االبتسامة و البيجة تغمر وجييا و ىذا دليل عمى فرحتيا
بديكور بيتيا الذي زادت فيو زربية TAPI DORأصالة؛ وقد استعمل المخرج ىنا قاعة
االستقبال لمداللة عمى جمالية المنتوج الذي يستعمل في استقبال الضيوف ؛ و ىذا شيء
ينطبق عمى األسرة الجزائرية المعروفة بأن قاعة االستقبال ىي قاعة الضيوف.
كما ظيرت المرأة بمباس محتشم و محترم يعكس ثقافة و أناقة المرأة الجزائرية و اختار
المخرج ىذا المباس ليبين تطور الديكور الجزائري مع المحافظة عمى نفس القيم و المبادئ
و العادات الن ظيور الزربية يعود الى العصور األولى.
أما عن األلوان الموظفة ىي ألوان راقية ىادئة تماما بحيث استعمل المون األبيض لمداللة
عمى نقاوت و طيارة المكان؛ و البنفسجي لمتناسق و التكامل مع لون المنتوج؛ و اليدف
من المخرج أو المغزى من اختيار ىذه األلوان ىو ابراز لون المنتوج.
156
الجانب التطبيقي
كما استعمل في ىذه المقطة الموسيقى العاصمية و ذلك لجمب المستيمك كما استعمل عدة
أشكال بيدف التزيين.
الصورة الثانية:
المستوى التعييني:
الظيار جو الشخصيات استخدم المخرج لقطة عامة في ىذه الصورة حيث نرى األب
جالس عمى األريكة في الجية اليمنى من الصورة و البنت ىي و أميا في الجية اليسرى
جالسان عمى األرضية فوق زربية المنتوج TAPI DOR؛ وبالنسبة لأللوان نفس األلوان
السابقة التي سبق لنا ذكرىا؛ مع بروز المون األزرق الداكن و الفاتح في لباس األب و
البنت.
كما برز في ىذه الصورة مالمح الفرحة و السعادة لمعائمة.
157
الجانب التطبيقي
المستوى التضميني:
المخرج في استعمالو لمقطة عامة في ىذه الصورة دليل عمى أنو أراد أن يوصل فكرة
معينة لمجميور المستيدف و المتمثمة في التالحم األسري؛ باالضافة الى اىتمام األم
بابنتيا و حرص المرأة الجزائرية عمى نقل كل شيء من األفكار و أخالق و تربية لمبنت؛
و ليذا الحظنا المسافة بين األب و األم مع الطفمة؛ و ىذا أمر واقعي تعيشو األسرة
الجزائرية؛ فأي أم تركز عمى تربية بنتيا لكي ترى نفسيا فييا و تحاول أن تعطييا كل ما
لدييا من تجربة في الحياة ؛ ىذه نقطة ميمة أشار الييا المخرج و ىذا سبب اختياره
لمبنت و ليس لمطفل.
باالضافة الى نقطة أخرى أشار الييا القائم باالتصال وىي جموس البنت مع أميا عمى
الزربية مبتسمين؛ و ىذا ما جعميم يشعرون بالراحة دليل عمى جودة المنتوج.
أما بالنسبة لأللوان لم يركز كثي ار المخرج عمى ىذا الجانب بالضبط اختار ألوان فاتحة
تبين نقاوت المكان و راحة وىدوء العائمة؛ كما تظير ىنا اضاءة خمفية و ىذا دليل عمى
أصالة المنتوج .
و أشار المنتج الى ذوق المرأة الجزائرية من خالل الديكور و طريقة عرضيا و تصنيفيا
لألشياء؛ مع االعتماد عمى األرائك الجزائرية الظاىرة في الصورة.
158
الجانب التطبيقي
الصورة الثالثة:
المستوى التعييني:
ظير الجزء الممتد من الرأس الى صدر البنت في لقطة مقربة صدرية وىي ترسم عمى
األرضية فوق منتوج زربية TAPI DORبمون آخر مرتدية لقميص أبيض.
المستوى التضميني:
اختار المخرج في ىذه المقطة المقربة صورة البنت وىي ترسم عمى الزربية البراز جماليات
المنتوج؛ و التعبير عن شعور و احساس البنت بالراحة و الطمأنينة و اليدوء و الصفاء؛
كما يظير في الصورة تناسق في األلوان من حيث ارتداء البنت لمقميص األبيض و
مسكيا لمورقة البيضاء؛ بينما لون العكس أسود و ىذا دليل عمى التكامل بحيث أراد القائم
باالتصال أن يعبر عن الراحة و االنسجام من خالل اختياره ليذه األلوان.
159
الجانب التطبيقي
الصورة الرابعة:
المستوى التعييني:
في لقطة قريبة تظير لنا األم في ىذه الصورة بشكل مغاير من حيث لون المباس بحيث
ظيرت بالمون األزرق؛ مع مالمح االبتسامة دائما في وجييا.
المستوى التضميني:
اعتمد المخرج في ىذه الصورة عمى االيماءات المتمثمة في ابتسامة األم؛ ما يدل عمى
أنيا امرأة مرتاحة و مطمئنة و سعيدة؛ و اختار المنتج ىذه المقطة البراز دور المرأة في
األسرة الجزائرية من تربية؛ ثقافة؛ جماليات...الخ.
فظيرت كأنيا أنيت ميمتيا أو توصمت الى شيء ايجابي؛ و ىذا دليل عمى الدور التي
تمثمت بو و ىو جمع األسرة.
160
الجانب التطبيقي
161
نتائج الدراسة:
نتائج الدراسة:
من خالل تحميمنا لمومضات االشيارية التي تبث في التمفزة الجزائرية باستعمال
مقاربة روالن بارث؛ توصمنا الى مجموعة من النتائج كانت كاآلتي :
-تحمل ىذه الومضات أبعادا جمالية و فنية حيث ظيرت جماليات االضاءة و األلوان و
تعددت استخداماتيا الفنية و الشعرية ؛ باالضافة الى جمالية الشخصيات و المونتاج ؛
كما ركزت عمى جماليات المرأة من خالل مزج الجمال األنثوي بالجمال الطبيعي.
-ان التطابق الحاصل بين ما ىو لغوي و ما ىو أيقوني في الومضات االشيارية ىو
عممية مقصودة النتاج معاني ضمنية يدركيا المتمقي بعد تأويل دالالت الرسالة البصرية؛
وفي ومضة "دانون "ACTIVIAحصل تطابق بين الرسالة األيقونية و الرسالة المدونة أي
الجانب المغوي؛ تميز بنسق أيقوني جعميا تصل الى المعنى البعيد جراء تكثيف الرموز
البصرية و سرعتيا الذي مكن من فعل التبميغ ؛ فاستطاعت الصورة أن تسرد ذلك المعنى
لممشاىد من خالل الفضاء البصري؛ وفي الومضة الثانية غابت الرسالة األلسنية.
-تعكس الرسالة االشيارية خصائص المنتج و قدرتو عمى دفع المتمقي لمقيام بالتصرفات
و ايحاء لو بالحاجة لممنتج؛ فالرسالة التي يحمميا ىذا االشيار غير مباشرة ليست
ترويجية فقط بل تحمل معاني و دالالت سيكولوجية تعتمد عمى اعطاء شعور نفسي
بالراحة و االرتياح و السعادة و بذلك الوصول الى التأثير عمى الفرد؛ ىذا ما الحظناه في
و مضة دانون ACTIVIAمن خالل ابراز المنتج لممنتوج عمى أنو يعالج حالة مرضية.
-استعممت صورة المرأة الجزائرية في ىذه الومضات في مختمف المواقع بامرأة عصرية
الى امرأة محترمة الى امرأة نجم" بيية راشدي"؛ كما ركز كثي ار المخرج عمى اقامة عالقة
بين المنتوج المشير بو و المرأة بكونيا تحافظ عمى عادات و تقاليد المجتمع.
164
نتائج الدراسة:
-االشيار عبارة عن خطاب بصري يعتمد أساسا عمى الحركات و الصور لمتأثيرو التأثر
فالصورة تحمل دال و مدلول و توافق في العالمات المسانية و قوة ايحائية؛ فتركز
االشيارات عمى جذب و ترسيخ الصورة في ذىن المتمقي؛ و ىذا ما يظير في ومضة
دانون ACTIVIAحيث اعتمد عمى صورة اشيارية تحاكي المنتج و تجسده من خالل
استراتيجية التجريب و ابراز الصورة الطبية حتى يجعل المشاىد يتعايش مع ما يراه؛ كما
استعمل مقاربة نجم بتوظيف شخصية مشيورة حتى يكون التأثير فعال أكثر؛ فكثير من
االشيارات أصبحت تعتمد عمى شخصية مشيورة +شراء السمعة = تقميد سموك الشخصية
المشيورة و بذلك تؤثر بطريقة مباشرة في سموك الجميور.
-الجو العائمي السائد في الومضات ما يبين التركيز عمى ابراز الترابط األسري؛ فاالشيار
الجزائري يسعى الى ترسيخ الثوابت الثقافية من خالل تجسيد الحياة االجتماعية ألفراد
المجتمع.
-أوحت تمك الومضات الى أن المرأة الجزائرية عممت عمى قيم المجتمع الجزائري المبنية
عمى التشبت باألصالة و الطموح الى مستقبل أفضل و ىذا ما لمسناه في ومضة زربية
TAPI DORباالضافة العالقة األخوية و المحبة و االحترام و الثقة ؛ تجسد ىذا في
ومضة دانون.
-االشيار التمفزيوني يختمف من حيث التحميل السيميولوجي عن تحميل كل من الممصقات
االشيارية؛ الكاريكاتور؛ األفالم ....الخ.
-أصبح بروز المرأة في االشيارات التمفزيونية شيء ميم يجذب األنظار بكونيا تمعب دور
االغراء.
-االشيار التمفزيوني الجزائري اشيار بسيط ليس ضخم و جذاب ال يوجد فيو ابداع
مقارنة مع الدول الغربية.
165
خاتمة
خاتمة:
يمثل االشيار التمفزيوني بنية داللية من خالل جممة من العناصر الفنية و السيكولوجية
و األساليب االقناعية لجذب الجميور؛ و التي تساعد عمى اعطاء النسق البصري سردية
فيممية تتولد اثر تمثيل الومضات االشيارية لمواقع مستخدمة رموز أيقونية تبير عين المتمقي
و تستثير ادراكو لتفكيك الرموز األولية التي شاىدىا بناء عمى أبعاد سوسيوثقافية تتعمق
بالفرد من جية وبقدرة الصورة عمى التبميغ و التفسير من جية أخرى.
فمن خالل تحميمنا لمومضات االشيارية التي تبث في التمفزيون الجزائري توصمنا الى معرفة
التأثير القوي لمصورة لدرجة التحكم في ق ارراتنا و انجازاتنا؛ فيي ذات أىمية لما تحتويو من
ميكانيزمات و تقنيات فنية و جمالية.
والصورة رغم القدرة عمى تفكيكيا اال أن ليا بنية جوىرية ال يمكن تجزئتيا و الفصل بينيا
كميا.
االعتماد عمى المرأة في االشيار التمفزيوني ساعد عمى نجاح ىذه العممية من خالل أن ليا
القدرة عمى االقناع و التأثير و ىذا ما الحضناه في ومضة منتوج دانون .ACTIVIA
و بالتالي فان المرأة محفز قوي لسموك الشراء لدى الجميور العريض.
اضافة الى ذلك فموضوع االشيار ىو الذي يختار الشخصيات ؛ الجو؛ المكان ...الخ.
وفي األخير يمكن أن نقول أن االشيار و منيجو األساسي يتمثل في االتصال
بالجميور الصحيح و في المكان الصحيح و في الوقت الصحيح بالرسالة السميمة و ىذا ما
يستوجب تخطيطا دقيقا لكل خطوة من خطوات ىذا المنيج وىو يتجسد في االنتقاء األمثل و
األصح؛ ونقصد بذلك المسؤولية االجتماعية و األخالقية لالشيار؛ حيث يؤدي ىذا األخير
دوره في المجتمع من منطمق تمك المسؤولية فال تسبب مخرجات العممية االشيارية ضر ار
يمس بناء المجتمع أو قيمتو األصمية.
وان وفقنا في ىذا العمل فمو الحمد و ىذا من فضمو وان أخطأنا كان خالف ذلك فميس
تقصي ار منا فقد بذلنا ما استطعنا.
167
قائمةالمصادر والمراجع:
.1المصادر:
.1القرآن الكريم.
2المعاجم والقواميس:
خميل أحمد خميل ؛ معجم المصطمحات االجتماعية ؛ عربي؛فرنسي؛انجميزي؛ ط 1؛ دار .1
الفكر المبناني بيروت؛ سمسمة المعاجم العربية؛ .1995
Edito :العالقات العامة و االعالن؛ .2موسوعة عالم التجارة و ادارة األعمال
.greps.professionnelBusies
- .3ابن المنظور :لسان العرب ،دار صادر لمطباعة والنشر -بيروت -لبنان1956 ،
- .4خميل أحمد خميل ؛ معجم المصطمحات االجتماعية ؛عربي؛فرنسي؛انجميزي؛ ط 1؛
دار الفكر المبناني بيروت؛ سمسمة المعاجم العربية؛ .1995
- .5محمد فريد عزت؛ معجم مصطمحات االعالن ؛ انجميزي؛ فرنسي؛ عربي؛ دار المبناني؛
لبنان.1994.
- .6محمد منير حجاب؛ المعجم االعالمي؛ دار الفجر لمنشر و التوزيع؛ القاهرة مصر؛
.2004
169
قائمةالمصادر والمراجع:
170
:قائمةالمصادر والمراجع
؛ دار الجامعة الجديدة1 ايناس محمد غزال ؛ االعالنات التمفزيونية و ثقافة الطفل ؛ ط- .16
. 2001 -االسكندرية-لمنشر؛ األزارطة
بن كراد سعيد؛ الصورة االشهارية ؛ آلية االقناع و الداللة؛ المغرب؛ المركز الثقافي- .17
.2009 العربي؛
.2001 ؛ دار الفجر لمنشر و التوزيع؛ القاهرة؛1فضيل دليو؛ اتصال المؤسسة؛ ط- .18
؛ الهيئة المصرية العامة1 البحث العممي مناهجه و تقنياته ؛ ط: محمد مزيان عمار- .19
.2002لمكتاب؛ جدة؛
موريس أنجرس؛ ترجمة بوزيد صحراوي وآخرون؛ منهجية البحث العممي في العموم- .20
.2006 االنسانية؛ تدريبات عممية؛ دار القصبة لمنشر؛ الجزائر؛
171
قائمةالمصادر والمراجع:
172
قائمةالمصادر والمراجع:
- .5هادف ليندة خديجة؛ داللة العناصر في االشهار التمفزيوني؛ مذكرة لنيل شهادة
ماجيستير في عموم االعالم و االتصال؛ جامعة الجزائر؛ .2007
173