تحديث وعصرنة المرفق المصرفي لمواكبة التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصال- دراسة في القانون الجزائري

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 15

‫الدرجة العلمية‪ :‬طالبة دكتوراه قانون أعمال‬ ‫االسم واللقب‪ :‬حفيظة كراع‬

‫رقم الهاتف‪0660.19.51.99 :‬‬ ‫املؤسسة الجامعية‪ :‬جامعة باتنة ‪1‬‬

‫البريد االلكتروني‪kraa.hafidha88@gmail.com :‬‬

‫عنوان املداخلة‪ :‬تحديث وعصرنة املرفق املصرفي ملواكبة التطور في تكنولوجيا املعلومات واالتصال– دراسة‬
‫في القانون الجزائري‪-‬‬

‫محور املداخلة ‪ :‬املحور الثالث‪ /‬مجاالت تطبيق اإلدارة االلكترونية للمرافق العامة في الجزائر‪7.‬‬

‫ملخص املداخلة‪:‬‬

‫تتناول هذه الدراسة التجربة التشريعية الجزائرية في تحديث وعصرنة املرفق املصرفي من أجل مواكبة‬
‫التطور في تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال للتوجه باملرفق املصرفي نحو الصيرفة االلكترونية باعتبارها الصورة‬
‫الناتجة عن التزاوج بين العمل‪ 7‬املصرفي وتكنولوجيا املعلومات واالتصال‪.‬‬

‫حيث تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على الجهود التي قامت بها الدولة الجزائرية‪ 7‬في هذا املجال‪ ،‬ومدى‬
‫فعاليتها‪ 7‬في إرساء قواعد نظام مصرفي الكتروني آمن ومتوازن‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬املرفق املصرفي‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات واالتصال‪ ،‬التكنولوجيا في املجال املصرفي‪ ،‬الصيرفة‬
‫االلكترونية‪ ،‬املرفق املصرفي في الجزائر‪.‬‬

‫‪Summary:‬‬
‫‪This study deals with the Algerian legislative experience in modernizing and modernizing the banking facility in‬‬
‫‪order to keep abreast with the development of information and communication technology to orient the banking facility‬‬
‫‪towards electronic banking as the image resulting from the mating between banking and information and communication‬‬
‫‪technology.‬‬
‫‪ This study aims to identify the efforts exerted by the Algerian state in this field and its effectiveness in establishing the‬‬
‫‪rules of a safe and balanced electronic banking system.‬‬

‫‪Keywords: banking facility, information and communication technology, technology in banking, electronic banking,‬‬
‫‪banking facility in Algeria.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫شهد العالم‪ 7‬ثورة في تكنولوجيا املعلومات واالتصال مست جميع نواحي الحياة السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وهذا ما أدى بمرافق الدولة إلى السير نحو مواكبة هذا التطور‪.‬‬

‫وبما أن البنك مرفقا من مرافق الدولة‪ ،‬بل هو أكثر من ذلك إذ يعد العصب الحساس القتصادها وبالتالي‬
‫كان ال بد على الدول من تحديث هذا املرفق ليواكب التطور في تكنولوجيا املعلومات واالتصال ‪ ،‬وهذا فعال ما‬
‫عملت عليه الدول في أنحاء العالم‪ 7‬مستخدمة في ذلك جهودا قانونية وتقنية من أجل الوصول بهذا املرفق إلى‬
‫الشكل املطور وبشكل أكثر أمنا‪.‬‬

‫والدولة الجزائرية هي األخرى حذت حذو مثيالتها من الدول من خالل محاولة النهوض‪ 7‬باملرفق وإضفاء‬
‫صبغة عصرية ومتطورة في تسييره لعملياته‪ ،‬أو ما اصطلحنا‪ 7‬عليه في هذه الدراسة "بتحديث وعصرنة املرفق‪7‬‬
‫املصرفي" إلدراج التقنيات املتطور لتكنولوجيا املعلومات واالتصال في سياسة العمل‪ 7‬املصرفي واالنتقال به إلى‬
‫الصيرفة االلكترونية‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق فإن اإلشكالية التي تثار في هذا املوضوع هي‪:‬‬

‫‪-‬فيما تتمثل الجهود التي قامت بها الدولة الجزائرية من أجل تحديث وعصرنة املرفق املصرفي ملواكبة التطور‬
‫في تكنولوجيا االتصال واملعلومات؛ وما مدى فعالية هاته الجهود للتوجه نحو اعتماد الصيرفة االلكترونية في‬
‫البنوك الجزائرية؟‬

‫لإلجابة عن هاته اإلشكالية ارتأينا تقسيم الدراسة إلى مبحثين هما كالتالي‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬ويخصص لعرض املفاهيم األساسية حول عصرنة املرفق املصرفي وهي محددات املوضوع وهما‬
‫مفهوم تكنولوجيا االتصال واملعلومات‪( 7‬املطلب األول)‪ ،‬مفهوم الصيرفة االلكترونية (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫أما املبحث الثاني ‪ :‬فيتم فيه عرض جهود الدولة الجزائرية‪ 7‬لعصرنة املرفق املصرفي؛ والذي يقسم بدوره إلى‬
‫مطلبين؛ املطلب األول نعرض فيه البنية التشريعية لعصرنة املرفق املصرفي‪ ،‬أما املطلب‪ 7‬الثاني‬

‫املبحث األول‪ :‬املفاهيم األساسية حول تحديث املرفق املصرفي‬

‫شهد العالم تحوالت نوعية غيرت من أهداف وإستراتجيات العمل املصرفي ‪ ،‬وذلك بسبب الثورة في‬
‫تكنولوجيا االتصال واملعلومات وعوملة األسواق املالية واملصرفية‪ ،‬وتترجم هذا التحول في املجال املصرفي إلى‬
‫ظهور ما يعرف بالصيرفة اإللكترونية؛ أي أن تكنولوجيا االتصال واملعلومات‪ 7‬والصيرفة االلكترونية هما مفهومان‬
‫حديثين جاءا عقبا‪ ،‬وعليه فإنه من خالل هذا املبحث نحاول تحديد مفهوم كل منهما بالتعرض إلى تعريف‬
‫تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال ومن خالله نصل إلى تحديد تعريف للتكنولوجيا في املجال املصرفي (املطلب األول)‪،‬‬
‫ومن ثم تعريف‪ 7‬الصيرفة االلكترونية (املطلب‪ 7‬الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التعريف بتكنولوجيا املعلومات واالتصال‬

‫إن مصطلح‪ 7‬تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال (‪ )TIC‬ليس مفهوما وحيد املعنى والتخصص‪ ،‬فهو من‬
‫اهتمامات‪ 7‬عدة تخصصات ‪ :‬الرياضيات‪ ،‬اإلعالم اآللي‪ ،‬االتصال‪ ،‬األدب‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬هندسة‬
‫االتصاالت‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬املالية‪ ...‬الخ‪ ،‬و لقد ظهر مفهومه األصلي في الواليات املتحدة األمريكية باسم‬
‫"تكنولوجيات اإلعالم" الناتجة عن دمج الحواسيب بالخطوط الهاتفية‪ ،‬وفي اليابان باسم "الكمبيوتر‪ 7‬و االتصال"‬
‫وفي بعض دول أوروبا (إسبانيا‪،‬فرنسا مثال) باسم "االتصال عن بعد و املعلوماتية" وبتأثير من علوم اإلعالم شاع في‬
‫أوروبا املصطلح‪ 7‬الحالي‪.i‬‬

‫ولقد عرف بعض من الفقهاء تكنولوجيا املعلومات و االتصال بأنها ‪" :‬جمع وتخزين ومعالجة وبث‬
‫باستخدام املعلومات‪ 7‬وال يقتصر ذلك على التجهيزات املادية أو البرامج ولكن ينصرف كذلك إلى أهمية دور اإلنسان‬
‫و غاياته التي يرجوها من تطبيق و استخدام تلك التكنولوجيات و القيم و املبادئ التي يلجا‪ 7‬إليها‪ 7‬لتحقيق خبراته"‪.ii‬‬

‫وتعرف كذلك بأنها ‪" :‬عبارة عن ثورة املعلومات املرتبطة‪ 7‬بصناعة و عبارة املعلومات‪ 7‬و تسويقها و تخزينها‪7‬‬
‫و استرجاعها و عرضها و توزيعها من خالل وسائل تقنية حديثة و متطورة و سريعة‪ ،‬ذلك من خالل االستخدام‬
‫املشترك للحاسبات و نظم االتصاالت الحديثة"‪.iii‬‬

‫ويعرفها جانب آخر من الفقه في ظل التغيرات الجديدة والعالم الرقمي على أنها ‪" :‬أداة من األدوات‬
‫التسيير املستخدمة و التي تتكون من خمسة مكونات ‪:‬‬

‫‪ -‬العتاد املعلوماتي‪ : 7‬تتمثل في املعدات الفيزيائية للمعالجة؛‬

‫‪ -‬البرمجيات؛‬

‫‪ -‬تكنولوجيات التخزين ‪ :‬تتمثل في الحوامل الفيزيائية للتخزين املعطيات‪ 7‬كاألقراص الصلبة والضوئية وبرمجيات‬
‫لتنظيم املعطيات‪ 7‬على الحوامل الفيزيائية؛‬

‫‪ -‬تكنولوجيا االتصال ‪ :‬و تتكون من معدات ووسائط فيزيائية و برمجيات تربط مختلف لواحق العتاد وتعمل على‬
‫نقل املعطيات من مكان إلى آخر بحيث يمكن وصول الحواسيب‪ 7‬إلى معدات االتصال لتشكيل شبكات‪ 7‬التبادل و‬
‫تقاسم األصوات و الصور و الفيديوهات؛‬
‫‪iv‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬الشبكات‪ : 7‬تربط هذه الحواسيب لتبادل املعطيات‪ 7‬أو املوارد"‬
‫أما عن التكنولوجيا في املجال املصرفي فهي رصيد املعرفة الذي يسمح بإدخال آالت ومعدات وعمليات‬
‫وخدمات مصرفية جديدة ومحسنة‪ ،‬وعلى ذلك يضم مصطلح التكنولوجيا في امليدان املصرفي مجالين؛ األول هو‬
‫التكنولوجيا الثقيلة وتشمل اآلالت واملعدات املصرفية والبرامج‪ ،‬والثاني وهو التكنولوجيا الخفيفة وتشمل‬
‫‪v‬‬
‫الدراية واإلدارة واملعلومات‪ 7‬والتسويق املعرفي‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬التعريف بالصيرفة االلكترونية‬

‫الصيرفة االلكترونية أو البنوك االلكترونية أو ‪ ، E-Banking‬هي تسميات عديدة ملعنى ومصطلح واحد‪،‬‬
‫وهنا سنحاول عرض بعض التعريفات الفقهية والتشريعية للصيرفة االلكترونية‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن املشرع‬
‫الجزائري لم يرد ضمن نصوص قوانينه تعريفا لها ؛ ولهذا وجب علينا البحث في الفقه والقوانين املقارنة التي‬
‫تعرضت لهذا التعريف ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي للصيرفة االلكترونية‬

‫وردت العديد من التعاريف الفقهية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬عرف بعض الفقهاء الصيرفة االلكترونية على أنها‪" :‬كافة األنشطة والعمليات‪ 7‬التي يتم عقدها أو تنفيذها أو‬
‫الترويج لها بواسطة الوسائل‪ 7‬اإللكترونية مثل الهاتف والحاسوب وأجهزة الصراف اآللي واإلنترنت والتلفزيون‬
‫الرقمي وغيرها ‪ ،‬وذلك من قبل املصارف أو املؤسسات التي تتعاطى التحويالت النقدية إلكترونيا"‪.vi‬‬

‫‪ -‬ويقصد بها كذلك " إجراء العمليات املصرفية بشكل إلكتروني ومن أهم أشكاله شبكة اإلنترنت‪ ،‬سواء تعلق‬
‫األمر بالسحب ‪،‬أو الدفع‪ ، 7‬أو االئتمان ‪ ،‬أو غير ذلك ‪ ،‬ففي ظل هذا النمط من الصيرفة ال يكون العميل مضطرا‬
‫للذهاب‪ 7‬ملقر البنك إذ يمكنه القيام بمختلف معامالته املصرفية من أي مكان أو في أي وقت يريد‪.vii".‬‬

‫‪ -‬وهناك تعريف أخر للصيرفة اإللكترونية على أنها " مختلف املعامالت‪ 7‬املالية بين املؤسسات املالية ‪ ،‬واألفراد‬
‫والشركات التجارية والحكومية بطرق حديثة‪ ،‬مستمدة من تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال وكذا االبتكارات‪7‬‬
‫املتواصلة‪ 7‬أدوتا لها لتحقيق ذلك "‪.viii‬‬

‫‪-‬كما عرف بعض الفقهاء العمليات املصرفية اإللكترونية على أنها‪ ":‬إجراء املعامالت‪ 7‬والخدمات املالية واملصرفية‬
‫التقليدية أو املبتكرة من خالل وسائط إلكترونية تقتصر صالحية الدخول إليها على املشاركين فيها وفقا لشروط‬
‫العضوية التي تحددها البنوك وذلك من خالل أحد املنافذ على الشبكة كوسيلة التصال العمالء بها بهدف‪:‬‬

‫إتاحة معلومات عن الخدمات التي يؤديها البنك دون تقديم خدمات مصرفية على الشبكة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫حصول العمالء على خدمات محدودة كالتعرف على معامالتهم وأرصدة حساباتهم وتحديث بياناتهم‬ ‫ب‪-‬‬
‫وطلب الحصول على قروض‪.‬‬
‫طلب العمالء تنفيذ عمليات مصرفية مثل تحويل األموال‪.ix".‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫‪-‬وعرفها جانب من الفقه بأنها‪ ":‬تقديم املصارف لخدماتها عبر الوسائل االلكترونية في املنزل‪ ‬واملكتب وبواسطة‬
‫الهاتف‪ 7‬والهاتف الجوال واالنترنت وغيرها من الركائز اإللكترونية املتطورة املعروفة في عالم تكنولوجيا املعلومات‪7‬‬
‫‪x‬‬
‫واالتصال‪".‬‬

‫‪-‬كما عرف البعض الصيرفة االلكترونية على أنها‪ ":‬إجراء العمليات املصرفية بطرق إلكترونية‪ ،‬أي باستخدام‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال الجديدة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالسحب أو بالدفع أو باالئتمان أو بالتحويل أو بالتعامل‬
‫‪xi‬‬
‫في األوراق املالية أو غير ذلك من أعمال املصارف‪".‬‬

‫‪-‬وعبر عليها أيضا بمصطلح البنوك االلكترونية على أنها تلك التي تؤدى بطريقة الكترونية‪ ،‬حيث يقوم الزبون‪7‬‬
‫بإتمام معامالته مع البنك من خالل شبكة االنترنت ويدير حساباته من خالل هذه الشبكة كما لو كان يتعامل مع‬
‫‪xii‬‬
‫البنك بصورته التقليدية وجها لوجه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف التشريعي للصيرفة االلكترونية‬

‫التعريفات‪ 7‬التشريعية للصيرفة االلكترونية نوردها كالتالي‪:‬‬

‫‪-‬عرف بنك التسوية الدولية الصيرفة االلكترونية ‪ " :‬أنها تقديم الخدمات اإلنتاجية املصرفية عن بعد‪ ،‬أو عبر‬
‫‪xiii‬‬
‫الخط‪ ،‬أو من خالل قنوات إلكترونية‪ ،‬سواء للمقيمين‪ ،‬أو غير املقيمين داخل البلد أو خارجه‪".‬‬

‫‪-‬وقد عرفها تقرير لجنة بازل للبنوك االلكترونية لسنة ‪ 1998‬بأنها‪ ":‬عبارة عن الخدمات املصرفية صغيرة القيمة‬
‫‪xiv‬‬
‫التي تقدم من خالل القنوات االلكترونية‪".‬‬

‫‪-‬كما عرفها املجلس األمريكي للرقابة على املؤسسات املالية الفيدرالية (‪ )FFIEC‬بأنها‪ ":‬عبارة عن تقديم‬
‫الخدمات املصرفية الجديدة والتقليدية بصورة مباشرة للعمالء من خالل قنوات التسليم االلكترونية التفاعلية‪،‬‬
‫وذلك على نحو يمكن العمالء سواء كانوا أفرادا‪ 7‬أم شركات من الدخول للحساب والحصول على معلومات خاصة‬
‫‪xv‬‬
‫بالخدمات التي يقدمها البنك عبر الشبكات الخاصة أو العامة بما في ذلك شبكة االنترنت‪".‬‬

‫ومن خال ل ما سبق يتضح أن تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال والصيرفة االلكترونية هما مصطلحين‬
‫مرتبطين ارتباطا وثيقا فيما بينهما أو هما مفهومين مترادفين زمنيا ووظيفيا‪ ،‬حيث أن تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصال حين اجتمعت بالعمل‪ 7‬املصرفي ودخلت املجال املصرفي أنشأت لنا ما يسمى بالصيرفة االلكترونية التي هي‬
‫في األساس الوظيفة أو العمل املصرفي في صورته الجديدة تعمل بوسائل حديثة إلكترونية وهي الوسائل التي أنتجتها‬
‫تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الصيرفة االلكترونية في البنوك الجزائرية‬


‫استحدثت الجزائر‪ 7‬هياكل وبرامج داعمة للبنوك من شأنها أن تعمل على تسيير املعامالت‪ 7‬املصرفية في‬
‫شكلها‪ 7‬االلكتروني من أجل التوجه بالنظام نحو نظام الصيرفة االلكترونية‪ ،‬ومن خالل هذا املبحث نحاول تسليط‬
‫الدراسة حول مساعي الدولة الجزائرية‪ 7‬لتحديث وعصرنة املرفق املصرفي بوضع الخطوات األولى العتماد الصيرفة‬
‫االلكترونية في بنوكها‪ ،‬ويكون هذا من خالل التطرق‪ 7‬إلى مشروع عصرنة املرفق املصرفي (املطلب األول)‪ ،‬ومن ثم‬
‫عرض الهياكل التي استحدثتها الدولة الجزائرية العتماد الصيرفة االلكترونية (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مشروع تحديث وعصرنة املرفق املصرفي في الجزائر‬

‫قامت الدولة الجزائرية بوضع مخطط ملشروع عصرنة املرفق املصرفي يتكون من برنامج عمل لدراسة‬
‫هذا املشروع‪ ،‬ومن ثم وضع القاعدة التشريعية لهذا املشروع على مراحل حتى يتم تنفيذه والوصول إلى صيرفة‬
‫الكترونية باملعايير‪ 7‬العاملية‪7.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬برنامج العمل لدراسة مشروع تحديث وعصرنة املرفق املصرفي في الجزائر‬

‫رغم التطور التكنولوجي الذي عرفه العالم وخاصة في القطاع املصرفي‪ ،‬إال أن الجزائر كانت دوما متأخرة‬
‫في مواكبة تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال مقارنة مع الدول العربية‪ 7‬والغربية‪ ،‬هذا ال ينفي جهود الدولة الجزائرية‪7‬‬
‫إذ عملت على نقل العديد من التقنيات املصرفية إلى السوق الوطنية وهذا منذ سنة ‪ ،1995‬وشرعت في إدخال‬
‫بطاقات الدفع االلكتروني وأجهزة وآالت السحب اآللي منذ سنة ‪.1997‬‬

‫وفي إطار دراسة مشروع عصرنة وتطوير املرفق املصرفي تم وضع برنامج أعمال مكون من أربع‬
‫مجموعات تعمل على مستوى البنوك وهذا بحضور مستشاري البنك العالمي من أجل دراسة مشروع عصرنة‬
‫نظام الدفع‪ ،‬حيث تجتمع املجموعات بطريقة منتظمة على مستوى بنك الجزائر ملناقشة األعمال وطريقة العمل‪،‬‬
‫ويتعلق بـ‪:‬‬

‫*مجموعة الهندسة اإلجمالية‪ :‬تتكفل باملبادالت بين البنوك ومركز املقاصة التي تتم بشكل إلكتروني‪.‬‬

‫*مجموعة وسائل الدفع‪ :‬تقوم بتحليل نوعي ملختلف وسائل الدفع‪.‬‬

‫*املجموعة النقدية‪ :‬تقوم بدراسة القواعد الرئيسية لوضع نظام بين البنوك حول الدفع‪ 7‬والسحب بالبطاقة‬
‫البنكية والعراقيل‪ 7‬التي تواجهها السياسة النقدية في الجزائر‪.‬‬
‫‪xvi‬‬
‫*مجموعة القانون‪ :‬يرتكز عملها على واقع معالجة حوادث عدم الدفع‪ 7‬من وجهة النصوص القانونية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القاعدة التشريعية لتجسيد مشروع تحديث وعصرنة املرفق املصرفي‬
‫وبعد استكمال دراسة مشروع تطوير‪ 7‬وعصرنة املرفق املصرفي قامت الجزائر‪ 7‬بوضع لبنة تشريعية لوضع‬
‫الخطوات األولى نحو اعتماد الصيرفة االلكترونية من صياغة نصوص قانونية على فترات تشريعية متعاقبة أحدث‬
‫تعديالت‪ 7‬على بعض النصوص تارة‪ ،‬وتارة أخرى أصدر قوانين‪ 7‬ويمكن إجمالها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬نص املادة ‪ 03‬من النظام ‪ 03-97‬املتعلق بغرفة املقاصة‪ ،xvii‬حيث جاء فيها ذكر صريح للتعامل بوسائل الدفع‬
‫الكتابية أو االلكترونية وجعلت من الشيكات‪ 7‬كمثال لهذه الوسائل بقولها‪ ... ":‬كل وسائل الدفع الكتابية أو‬
‫االلكترونية السيما الشيكات والسندات التجارية األخرى‪"...‬‬

‫‪-‬كما أنه وبموجب األمر رقم ‪ xviii02-05‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 57-75‬املتضمن القانون التجاري أضاف بابا‬
‫رابعا إلى الكتاب الرابع من القانون التجاري واملعنون بالسندات التجارية الفصل الثالث منه يتضمن بطاقات‪7‬‬
‫السحب والدفع وذلك في املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 23‬التي عرفت بطاقة الدفع في الفقرة األولى منها على أنها‪ ":‬تعتبر بطاقة‬
‫دفع كل بطاقة صادرة عن البنوك والهيئات املالية املؤهلة قانونا وتسمح لصاحبها بسحب أو تحويل أموال‪".‬‬

‫كما وأنه عرف بطاقة السحب في الفقرة الثانية من املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 23‬السالفة الذكر‪ ":‬تعتبر بطاقة سحب كل‬
‫بطاقة صادرة عن البنوك أو الهيئات‪ 7‬املالية املؤهلة قانونا وتسمح لصاحبها فقط بسحب أموال‪".‬‬

‫‪-‬إضافة نص املادة ‪ 323‬مكرر في القانون التجاري بموجب التعديل‪ 7‬املذكور أعاله الذي نص على االعتراف‬
‫بالكتابة االلكترونية‪ ،‬هي خطوة أخرى للتوجه نحو إرساء قواعد أولية للصيرفة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬في املرسوم التنفيذي رقم ‪ xix07/162‬وضع املشرع الجزائري‪ 7‬تعريفا للتوقيع اإللكتروني في املادة ‪ 3‬مكرر الفقرة‬
‫األولى من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/162‬والتي جاءت مكملة للمرسوم التنفيذي رقم ‪ ،01/123‬حيث يعد التوقيع‬
‫االلكتروني إحدى الوسائل الثبات وتنفيذ العمليات‪ 7‬املصرفية االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬في القانون رقم ‪ 15/04‬املحدد للقواعد العامة املتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ xx‬جاء تنظيم ألحكام‬
‫التوقيع والتصديق االلكترونيين وخطوة أخرى إلرساء مبادئ الصيرفة االلكترونية‪.‬‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 18/05‬املؤرخ في‪ 10/05/2018 :‬يتعلق بالتجارة االلكترونية‪ xxi‬هو اآلخر جاء لتنظيم التجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وباعتبار أن العمل‪ 7‬املصرفي عمل تجاري فإن هذا القانون يخدم العمل املصرفي في شكله االلكتروني‬
‫حيث جاء يضم العديد من املفاهيم واألحكام القانونية املنظمة لها مثل املستهلك االلكتروني‪ ،‬وسيلة الدفع‬
‫االلكتروني‪ ،‬شروط ممارسة التجارة االلكترونية‪ ،‬الدفع في املعامالت االلكترونية ‪ ...‬وغيرها من املفاهيم التي تعد‬
‫نقلة نوعية في القانون الجزائري لوضع بنية تشريعية للتجارة االلكترونية بصفة عامة والعمل‪ 7‬املصرفي بصفة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الهياكل التي استحدثتها الدولة الجزائرية العتماد الصيرفة االلكترونية‬
‫ودائما في إطار تنفيذ مشروع تحديث وعصرنة املرفق املصرفي‪ ،‬حيث قامت بإنشاء شركات وهيئات‬
‫واستحداث أنظمة من شأنها املساهمة في تطوير وعصرنة العمليات‪ 7‬املصرفية املقدمة من طرف بنوكها بغية تلبية‬
‫حاجيات عمالئها في أحسن الظروف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشركات والهيئات املستحدثة لعصرنة القطاع املصرفي‬

‫وتتمثل هذه الشركات والهيئات فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬شركة النقد اآللي والعالقات التلقائية بين املصارف (‪: )SATIM‬هي شركة ذات أسهم رأسمالها ‪ 267‬مليون‬
‫دينار جزائري‪ ،‬أنشئت سنة ‪ 1995‬بين ثمانية مصارف وهي ‪ :‬البنك الوطني الجزائري‪ ،‬بنك الفالحة والتنمية‬
‫الريفية‪ ،‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‪-‬بنك‪ ،-‬بنك القرض الشعبي الجزائري‪ ،‬بنك التنمية املحلية‪ ،‬بنك‬
‫الصندوق الوطني للتعاون الفالحي‪ ،‬بنك البركة الجزائري‪ .‬وهي حاليا تضم ‪ 17‬عضوا ضمن شبكتها ‪ 7‬بنوك‬
‫‪xxii‬‬
‫عمومية و‪ 9‬بنوك خاصة ومؤسسة بريد الجزائر‪.‬‬

‫‪-‬مهامها وأهدافها‪* :‬تحديث وسائل الدفع للنظام املصرفي الجزائري‪.‬‬

‫*تطوير وتسيير املعامالت‪ 7‬النقدية بين املصارف‪.‬‬

‫*تحسين الخدمة املصرفية وزيادة حجم تداول النقود‪.‬‬

‫*وضع املوزعات اآللية في املصارف والتي تشرف عليها شركة ‪. SATIM‬‬

‫*صنع البطاقات املصرفية الخاصة بالسحب حسب املقاييس املعمول بها دوليا وطبع اإلشارة السرية‪ ،‬هذا بعد‬
‫إبرام عقد بين البنك وشركة ‪ SATIM‬الذي يحدد فيه التزام الطرفين‪ 7‬فيما يتعلق بآجال وإجراءات التسليم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عملية الربط بين املوزعات اآللية ومصالح ‪ SATIM‬بواسطة شبكة اتصال حيث تسمح بالقيام بعمليات‬
‫السحب سواء كانت داخلية أو محولة‪ ،‬باإلضافة إلى سجل متصل بهيئة املقاصة لتصفية الحسابات ما بين‬
‫املصارف‪.‬‬

‫*ضمان حسن سير عملية السحب وتكامل املوزعات اآللية مع عدد من املصارف‪.‬‬

‫*تأمين قبول البطاقة في جميع املصارف املشاركة‪.‬‬

‫*تأمين تبادل التدفقات املالية بين املشاركين واملؤسسة املسؤولة عن املقاصة‪.‬‬


‫‪xxiii‬‬
‫*مراقبة البطاقات املزورة وكشف كل التالعبات‪..‬‬

‫ثانيا‪ :‬مركز معالجة النقدية بين املصارف‪ :‬هو مركز تشرف عليه شركة ‪ ،SATIM‬يتولى هذا املركز ربط املوزع‬
‫اآللي بمقدم الخدمة بواسطة خطوط الشبكة الوطنية ومركز االعتراض على البطاقات الضائعة أو املزورة‪.‬‬
‫وتتطلب عملية السحب ترخيص يوجه إلى مركز االعتراض بالوكالة الذي يقبل أو يرفض الطلب‪ ،‬وفي حالة قبوله‬
‫للطلب‪ 7‬يراقب املركز السقف املسموح به أسبوعيا لكل زبون إضافة إلى مراقبة اإلشارة السرية‪ ،‬كما أن السحب‬
‫الذي يتم بالبطاقة ال يمكن الرجوع فيه‪ .‬وعلى الساعة صفر يقوم املركز بمعالجة كل الصفقات التي قامت في ذلك‬
‫اليوم وتنظيمها حسب كل بنك موجود في الشبكة بين املركز وجميع البنوك املشاركة وتسجيل العمليات‪ 7‬لدى‬
‫‪xxiv‬‬
‫جميع البنوك ويتم إجراء عملية املقاصة في مركز الصكوك التي لها كل حسابات البنوك‪.‬‬

‫شرع العمل‪ 7‬بهذا النظام فعليا نهاية فعليا نهاية شهر جويلية سنة ‪ ،2000‬إذ أن ‪ %96.4‬من مقاصة أدوات‬
‫الدفع تتم بطريقة إلكترونية‪ .‬سمح هذا النظام بتهيئة إطار قانوني تنظيمي ووضع اعتماد للمعايير املطبقة على‬
‫جميع أدوات الدفع بما فيها استخدام بطاقة االئتمان املصرفي‪ ،‬وضع شبكة مكيفة وموثوقة لالتصال السلكي‪7‬‬
‫‪xxv‬‬
‫والالسلكي بين املصارف‪ ،‬وتعزيز الرقابة‪7.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شركة الجزائر لخدمات الصيرفة االلكترونية (‪ : )AEBSxxvi‬أنشئت هذه الشركة في جانفي ‪ ، 2004‬نتجت عن‬
‫اتفاق شراكة بين املجموعة الفرنسية ( ‪ )DIAGRAM EDI‬الرائدة‪ 7‬في مجال البرمجيات املتعلقة بالصيرفة‬
‫‪ )SORTANGINERING‬و(‪AGACT‬‬
‫االلكترونية وأمن تبادل البيانات املالية وثالث مؤسسات جزائرية هي‪( :‬‬
‫‪xxvii‬‬
‫‪ )MULTIMEDIA‬ومركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني(‪. )CERIST‬‬

‫‪-‬أهدافها ومهامها‪* :‬يتمثل هدفها األساسي في تلبية حاجات املؤسسة املالية باقتراح برمجيات تقدم خدمات عن‬
‫طريق برمجيات متعددة‪.‬‬

‫* االقتراح على الزبائن سواء بنوك أو مؤسسات مالية حلول معتمدة أساسا على الخدمات متعددة القنوات‬
‫وفعالية مع تأمين ملبادالت املعلومات‪7.‬‬

‫*تكييف الخدمات وفقا لحاجات كل زبون ووفق رغباته‪.‬‬

‫*السماح لزبائنها‪ 7‬باكتساب نظام معلومات ممتد على مجاالت عديدة وهذا بما يتوافق مع مستلزمات كل واحد‬
‫منهم‪.‬‬

‫وتحقق أهدافها‪ 7‬من خالل قيامها باملهام التالية‪:‬‬

‫*اقتراح حلول املصارف عن بعد من جهة‪.‬‬

‫*تبسيط وتأمين املبادالت االلكترونية متعددة األقسام من جهة أخرى‪.‬‬

‫*ضمان تزويد زبائنها بكل تكور تكنولوجي ووظيفي يعرفه القطاع وتقديم خدماتها يكون بصفة مستمرة طول مدة‬
‫االستفادة منها‪.‬‬

‫ومن البنوك التي اعتمدت على ‪ AEBS‬في تقديم خدمات اإلنترنت‪:‬‬


‫العقد املبرم بين بنك القرض الشعبي الجزائري‪ 7‬والشركة في جويلية ‪ 2005‬لتزويده بخدمات ‪DIAGRAM‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.EDI‬‬
‫العقد املبرم بين ‪ BNP PARIPAS‬مع الشركة في ‪ 21‬نوفمبر ‪ 2005‬لتزويده بخدمات ‪DIAGRAM E-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪xxviii‬‬
‫‪. BANKING‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األنظمة املستحدثة لتطوير العمل املصرفي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظام التسوية اإلجمالية الفورية ‪ : RTGS‬نظام تسوية املبالغ اإلجمالية في وقت حقيقي ويتم فيه تسيير‬
‫‪xxix‬‬
‫التحويالت بصفة مستمرة وعلى الفور بدون تأجيل وعلى أساس إجمالي‪.‬‬

‫وهو نظام أنشئ بالتعاون بين بنك الجزائر‪ 7‬مع وزارة املالية وبمساعدة البنك العالمي‪ ،‬ومازال هذا اإلنجاز‬
‫قيد التنفيذ‪ ،‬ولقد بدأت أنظمة الدفع العصرية بين املصارف ذات الفعالية والشفافية والتي تستجيب للمعايير‬
‫املعدة‪ 7‬من طرف لجنة أنظمة الدفع والتسوية على مستوى بنك التسوية الدولية في جانفي ‪ ،2006‬وقد دخل نظام‬
‫‪xxx‬‬
‫التسوية اإلجمالية الفورية والدفع املستعجل في اإلنتاج في فيفري ‪.2006‬‬

‫‪-‬أهداف نظام ‪* : RTGS‬تسوية عمليات البطاقة املصرفية في وقت حقيقي وكل وسائل الدفع األخرى‪.‬‬

‫*تلبية مختلف احتياجات املستعملين باستخدام نظام الدفع االلكتروني‪.‬‬

‫*تخفيض آجال التسوية وتشجيع استعمال النقود االلكترونية‪.‬‬

‫*جعل نظام الدفع الجزائري يتمتع باملقاييس الدولية في تسيير مخاطر السيولة‪.‬‬

‫*تقوية العالقات‪ 7‬بين املصارف‪.‬‬

‫*تشجيع إقامة املصارف األجنبية‪.‬‬

‫‪-‬مبادئه‪:‬‬

‫*املشاركة‪ :‬املشاركة مفتوحة لكل مؤسسة لها حساب تسوية في بنك الجزائر باعتباره مسير وحامل لتسوية‬
‫مجموعة املؤسسات املصرفية واملالية والخزينة العمومية ومراكز الصكوك البريدية‪.‬‬

‫*العمليات التي يعالجها النظام‪ :‬يعالج مختلف العمليات بين املؤسسات املصرفية واملالية واملشاركين عامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام تسوية املبالغ عن طريق املقاصة االلكترونية‪ :‬دخل نظام املقاصة االلكترونية العمل‪ 7‬في ماي ‪2006‬‬
‫بمقاصة الشيكات‪ ،‬وقد تم إدخال أدوات الدفع األخرى تدريجيا وخالل سنة ‪ 2007‬تم إنجاز ما يقارب ‪ 7‬مليون‬
‫‪xxxi‬‬
‫عملية دفع بمبلغ يقدر ب ـ ‪ 5452‬مليار دينار جزائري‪.‬‬
‫أما املبالغ‪ 7‬املدينة والدائنة الناتجة عن طريق املقاصة االلكترونية تعالج بهذا النظام قرضا ودينا في الوقت‬
‫نفسه وفي حسابات املشاركين تعمل على أساس مبدأ " الكل أو ال شيء" وفي حالة استحالة تطبيق العملية ترفض‬
‫من قبل غرفة املقاصة االلكترونية وعلى الراغب أن يعيد العملية في وقت آخر‪.‬‬

‫كما أن تسوية الحسابات‪ 7‬املعنية تتم بصفة ال رجعة فيها‪ ،‬حيث أن مجرد قبولها من طرف نظام ‪ RTGS‬ال‬
‫يمكن إلغاؤها الحقا بحيث تكون الغاية‪ 7‬من التسويات مضمونة بصفة دائمة على مدى يوم املبادلة‪.‬‬

‫‪-‬هندسة النظام‪ :‬كل املشاركين يتم ربطهم بجهاز ‪ RTGS‬املتمركز‪ 7‬ببنك الجزائر‪ 7‬عن طريق مقراتهم باستعمال‬
‫قاعدة (‪ ) PLATE FORME‬تمكن من إرسال وتلقي أوامر تحويل كل املعلومات الضرورية املتعلقة بالعمليات‪ 7‬املعالجة‬
‫‪xxxii‬‬
‫بواسطة النظام بحيث تكون مؤمنة للغاية‪.‬‬

‫‪-‬وظائفه‪* :‬مراقبة املراسالت القادمة من املشاركين‪.‬‬

‫*تسيير أوامر االنتظار‪.‬‬

‫*تخصيص مبالغ للمقاصة‪.‬‬

‫*املعالجة تتم في نهاية اليوم‪.‬‬


‫‪xxxiii‬‬
‫*إدارة ومراقبة حسابات العمليات‪ 7‬املعالجة بواسطة النظام‪.‬‬

‫ومنه فإن الدولة الجزائرية رغم تأخرها للحاق بركب التطور التكنولوجي في املجال املعرفي‪ ،‬إال أنها‬
‫تداركت ذلك من خالل جملة من اإلصالحات تمحورت أساسا في مشروع تحديث وعصرنة املرفق املصرفي والذي‬
‫عملت على تنفيذه من خالل وضع برنامج عمل يتلخص مضمونه في مجموعات أربعة (مجموعة الهندسة‬
‫اإلجمالية‪ ،‬مجموعة وسائل الدفع‪ ،‬املجموعة النقدية‪ ،‬مجموعة القانون) لكل مجموعة دور لكنها تلتقي عند هدف‬
‫واحد هو وضع سياسة ونظام قانوني ونقدي تقني للمرور إلى مرحلة تنفيذ املشروع املسطر بشكل أكثر أمنا‪ ،‬ومن‬
‫ثم وضع املشروع حيز التنفيذ عن طريق استحداث شركات وهيئات (مركز معالجة النقدية بين املصارف‪ ،‬شركة‬
‫النقد اآللي والعالقات‪ 7‬التلقائية بين املصارف‪ ،‬شركة الجزائر لخدمات الصيرفة االلكترونية)‪ ،‬ووضع أنظمة(نظام‪7‬‬
‫التسوية اإلجمالية الفورية‪ ،‬نظام تسوية املبالغ‪ 7‬عن طريق املقاصة االلكترونية) مساعدة للسير نحو انتهاج‪7‬‬
‫الصيرفة االلكترونية كأسلوب تسيير للمرفق‪ 7‬املصرفي‪.‬‬
‫الخاتمة‪7:‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن تقييم التجربة الجزائرية في مجال تحديث وعصرنة املرفق املصرفي ليواكب‬
‫التطور في تكنولوجيا املعلومات‪ 7‬واالتصال من خالل النتائج املتوصل إليها‪ 7‬من الدراسة وأهمها‪:‬‬

‫باعتبار أن الصيرفة االلكترونية هي عبارة عن تزاوج بين العمل‪ 7‬املصرفي وتقنيات تكنولوجيا املعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫واالتصال‪ ،‬فهي تمثل الوجه املتطور للمرفق املصرفي‪.‬‬
‫الدولة الجزائرية‪ 7‬تخطو خطوات نحو اعتماد الصيرفة االلكترونية من خالل مشروع عصرنة املرفق‬ ‫‪-‬‬
‫املصرفي‪ ،‬إال أنه ما يالحظ أنها خطوات متثاقلة وبطيئة بشكل يجعلها ال تقدر على املنافسة في السوق‬
‫الدولية‪.‬‬
‫الغياب‪ 7‬الشبه الكلي والفراغ القانوني بخصوص تنظيم الصيرفة االلكترونية في القوانين الجزائرية‪ ،‬إال‬ ‫‪-‬‬
‫البعض من النصوص املتناثرة‪ 7‬هنا وهناك بخصوص بعض العمليات‪ 7‬املصرفية‪ ،‬مما يجعلها غير آمنة‬
‫بالشكل الكافي وتواجه تحديات نظرا لخصوصية وحساسية القطاع الرتباطه باملصالح املالية للفرد وكذا‬
‫املصالح االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫التأخر في تطبيق الصيرفة االلكترونية في البنوك الجزائرية رغم وضع أجهزة وأنظمة لتسيير هذا النوع‬ ‫‪-‬‬
‫من املرافق‪ ،‬إال البعض من الخدمات التي تقدمها البنوك كسحب األموال عن طريق الصراف اآللي‪،‬‬
‫خدمة البطاقات‪ 7‬املصرفية االلكترونية مع اإلشارة إلى أنها بطاقات سحب ال غير‪ ،‬وجود مواقع للبنوك على‬
‫االنترنت إال أن الزبون ال يمكنه إجراء عمليات‪ 7‬على حسابه عن بعد كما الحال في الدول األجنبية (فرنسا‬
‫مثال)‪ ،‬أو بعض الدول العربية‪ ( 7‬لبنان‪ ،‬مصر‪.)...‬‬

‫ومما سبق التوصل إليه من نتائج فإننا نخلص إلى توصيات نلخصها في أهم توصية هي‪:‬‬

‫العمل‪ 7‬على وضع بنية تحتية أساسية لالنتقال من البنك التقليدي إلى البنك االلكتروني أو الصيرفة‬ ‫‪-‬‬
‫االلكترونية كما يصطلح عليها‪ ،‬هذه البنية تتمثل في سن القوانين املنظمة‪ 7‬لهذا النوع من املرافق‪ 7‬حيث أن‬
‫وجود القانون يجعل التعامل مع هذا النوع الحديث من املرافق‪ 7‬أكثر أمنا وأكثر استئمانا من طرف عمالء‬
‫البنوك‪ ،‬وبوجود الحماية القانونية ترسم وتتضح معالم املرفق‪ 7‬املصرفي الجزائري‪ 7‬بحيث يكون قادرا على‬
‫الدخول إلى السوق العاملية‪ 7‬بالحلة الحديثة أي الصيرفة االلكترونية‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ - i‬فيصل دليو‪ ،‬التكنولوجيا الجديد لإلعالم واالتصال‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ 2010 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪ - ii‬حسين محمد احمد عبد الباسط‪ ،‬التطبيقات و األساليب الناجحة إلستخدام تكنولوجيا اإلتصاالت و املعلومات في تعليم و تعلم الجغرافيا‪،‬‬
‫مجلة التعليم باالنترنت‪ ،‬جمعية التنمية التكنولوجية و البشرية‪ ،‬العدد الخامس مارس ‪ 2005‬ص‪.3‬‬
‫‪ - iii‬نوفيل حديد‪ ،‬تكنولوجيا اإلنترنت و تأهيل املؤسسة لإلندماج في اإلقتصاد العالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراء دولة‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫والعلوم التسير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 2006/2007،‬ص‪.53‬‬
‫‪ - iv‬شوقي شاذلي‪ ،‬أثر إستخدام التكنولوجيا املعلومات و االتصال على أداء املؤسسات الصغيرة و املتوسطة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‪ ،‬تخصص تسير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ 2008 ،‬ص ‪.13 ،12‬‬

‫‪ - v‬سامي أحمد محمد مراد‪ ،‬دور اتفاقية تحرير الخدمات الدولية "الجاتس" في رفع كفاءة آداء الخدمة املصرفية ببنوك القطاع العام في مصر‬
‫–بالتطبيق على بنك القاهرة‪ ،-‬رسالة دكتوراه تخصص علوم إدارية‪ ،‬أكاديمية السادات للعلوم اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ - vi‬ناظم محمد نوري الشمري ‪ ،‬عبد الفتاح زهير العبد الالت ‪" ،‬الصيرفة اإللكترونية (األدوات‪ 7‬والتطبيقات ومعيقات التوسع) "‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬
‫وائل لنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪، 2008 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ - vii‬عبد الغني ربوح ‪ ،‬نور الدين غردة ‪  ،‬تطبيق الصيرفة اإللكترونية في البنوك الجزائرية بين الواقع‪ 7‬واآلفاق"‪ ،‬املؤتمر الدولي العلمي حول‬
‫إصالح النظام املصرفي الجزائري في ظل التطورات الراهنة ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ، 2008- 12-11،‬ص ‪. .4‬‬
‫‪ - viii‬مزريف عاشور ‪ ،‬معموري صورية ‪ ،‬عصرنة القطاع املصرفي واملالي وواقع‪ 7‬الخدمات البنكية اإللكترونية بالجزائر‪ ،‬املؤتمر الدولي‪ 7‬العلمي‬
‫حول إصالح النظام املصرفي الجزائري في ظل التطورات الراهنة ‪ ، 2008-12-11 ،‬ص‪.03‬‬
‫‪ - ix‬أشرف السيد حامد قبال‪ ،‬املعامالت املصرفية واملدفوعات االلكترونية وأثرهما في ضوء السياسات النقدية واالئتمانية للبنك البركزي‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.20،21‬‬
‫‪ - x‬أحمد سفر‪ ،‬العمل املصرفي االلكتروني في البلدان العربية‪ ،‬املؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،2006 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ - xi‬رحيم حسين وهواري معراج‪ ،‬الصيرفة االلكترونية كمدخل لعصرنة املصارف الجزائرية‪ ،‬أعمال ملتقى املنظومة املصرفية الجزائرية‬
‫والتحوالت االقتصادية واقع وتحديات‪،‬جامعة بوعلي الشلف‪ 15-14،‬ديسمبر ‪ ،2004‬ص ‪.315‬‬
‫‪ - xii‬بالل عبد املطلب بدري‪ ،‬البنوك االلكترونية ( ماهيتها‪ ،‬معامالتها‪ ،‬واملشاكل التي تثيرها)‪ ،‬بحوث مؤتمر األعمال املصرفية االلكترونية بين‬
‫الشريعة والقانون‪ 12-1 ،‬ماي ‪ ،2003‬املجلد ‪ ،5‬ص ‪.1946‬‬
‫‪ - xiii‬رابح عرابة‪ ،‬دور تكنولوجيا الخدمات املصرفية اإللكترونية في عصرنة الجهاز املصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة األكاديمية للدراسات االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬الشلف‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،8‬ص ‪.15‬‬
‫‪xiv‬‬
‫‪- Anita K.Pannathur , Clicks and bricks: E-Risk management for banks in the age of the internet banking and commerce (2001), p‬‬
‫‪2105.‬‬

‫‪xv‬‬
‫‪- - E-Banking , Federal financial institutions examination council,IT examination handbook, August, p 1.‬‬
‫نقال عن ‪ :‬عالء التميمي‪ ،‬التنظيم القانوني للبنك االلكتروني‪ 7‬على شبكة االنترنت‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪.23‬‬

‫‪ - xvi‬وهيبة عبد الرحيم‪ ،‬وسائل الدفع التقليدية في الجزائر " الوضعية واآلفاق"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬العدد ‪،9‬‬
‫‪ ،2011‬ص ص ‪.43،44‬‬
‫‪ - xvii‬النظام رقم ‪ 03-97‬املؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر ‪ 1997‬يتعلق بغرفة املقاصة‪ ،‬ج ر العدد ‪ 17‬لسنة ‪.1997‬‬
‫‪ - xviii‬األمر رقم ‪ 02-05‬املؤرخ في ‪ 06/02/2005‬املضمن القانون التجاري‪ ،‬ج ر العدد‪ ،11‬املؤرخة في ‪.09/02/2005‬‬
‫‪ -xix‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/162‬املتعلق بنظام االستغالل املطبق على كل نوع من أنواع الشبكات بما فيها الالسلكية الكهربائية وعلى‬
‫مختلف خدمات املواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬املؤرخ في ‪،30/05/2007‬ج‪.‬ر العدد رقم ‪ ،37‬املؤرخة في ‪ ،07/06/2007‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -xx‬القانون رقم ‪ 15/04‬املؤرخ في ‪ 01/02/2015‬يحدد القواعد‪ 7‬العامة املتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬ج‪.‬ر العدد ‪ ،06‬املؤرخة في‬
‫‪.10/02/2015‬‬
‫‪ - xxi‬ج ر العدد ‪ 28‬املؤرخة في ‪.16/05/20148‬‬
‫‪xxii‬‬
‫‪- http://www.satim-dz.com‬‬
‫‪ - xxiii‬ميادة بلعياش و حياة بن اسماعين‪ ،‬مشروع الصيرفة االلكترونية في الجزائر‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد ‪،2014 ،16‬‬
‫ص ‪.81‬‬
‫‪ - xxiv‬زبير عياش ونسيم بوكحيل‪ ،‬تطوير وعصرنة الخدمات البنكية في ظل التوجه نحو اقتصاد املعرفة "حالة الجزائر"‪ ،‬مجلة ميالف للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ميلة‪ ،‬العدد ‪ ،5‬جوان ‪ ،2017‬ص ‪.587،588‬‬
‫‪ - xxv‬تقرير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية حول‪ ":‬حالة تنفيذ برنامج العمل الوطني في مجال الحوكمة" اآللية اإلفريقية للتقييم‬
‫من قبل النظراء‪-‬نقطة االرتكاز الوطنية الجزائر‪ -‬نوفمبر ‪ ،2008‬ص ص ‪http://www.cg.gov.dz : 152،153‬‬

‫‪xxvi‬‬
‫‪- Algeria E-Banking Service.‬‬
‫‪xxvii‬‬
‫‪- http://www.aebs-tech.com‬‬
‫‪ - xxviii‬ليندة بوزرورة ورابح زبيري‪ ،‬آفاق الصيرفة االلكترونية في املؤسسة الجزائرية‪ ،‬مجلة كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،16‬ص ‪.297‬‬
‫‪ - xxix‬تقرير بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،2016‬ص ‪.12‬‬
‫‪ - xxx‬تقرير بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ - xxxi‬رابح عرابة‪ ،‬دور تكنولوجيا الخدمات املصرفية االلكترونية في عصرنة الجهاز املصرفي الجزائري‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،8‬ص ‪.20،21‬‬
‫‪ - xxxii‬رابح عرابة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - xxxiii‬رابح عرابة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬

You might also like