Professional Documents
Culture Documents
إصلاح فرض تأليفي عد 1 د في تحليل نص
إصلاح فرض تأليفي عد 1 د في تحليل نص
إصلاح فرض تأليفي عد 1 د في تحليل نص
ب ُلقيانا تجافينا
وناب عن طي ِ
َ أضحى التنائي بديالً من َتدانينا ***;
اعي َنا
ْن َن ِ صب َّحنا***; َحيْنٌ َ ،ف َقا َم ِب َنا َ
للحي ِ ينَ ، أالّ َو َقد َ
حان صُب ُح ال َب ِ
الدهر ال يبلى و ُيبْلي َنا;
ِ َمنْ مبل ُغ الملبسِ ينا ،بانتزاحِه ُم***; ح ُْزنـاًَ ،
مع
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا***; أنــسا بقربهـم قـد عـاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا; الهوى ** فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا
َو َق ْد َن ُكونُ َ ،و َما يُخ َشى َت َف ّرقُنا*** فاليو َ;م نحنُ ،و َما يُرْ جى َتالقي َنا
من العُت َبى أعادي َنا شعري ،ولم ُنعتِبْ أعاد َيكم* َهـ ْ;ل َنـا َل َح ّ
ظا ً َ يـا َ
ليت
ِ
الشرح والتحليل
:الفكرة األولى
وصف للحاضر األليم ،وتألم على الماضي الجميل ،ويعبر عن كل ذلك من خالل أبيات تقطر
.وفاء وح ًبا وتجلدًا
يستهل الشاعر قصيدته بالتوجع والتحسر على ما صارت إليه حاله فقد تغيرت من قرب بينه وبين
محبوبته إلى بعد ونأي يتزايد مع األيام .لقد تحول القرب 8بعدا وصار اللقاء 8جفاء وهو أمر يشقيه
األستاذ :أحمد
اللطيف
ويعذبه كما نجد الشاعر قد استخدم ألفاظا 8جزلة في التعبير عن مدى وطول البعد وقوة الشوق
حيث استخدم ألفاظا ذات حروف ممدودة يمتد فيها ال َن َف ُ
س ليعبر عن ألمه ونجد ذلك في جميع
ألفاظ 8البيت 8األول .فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب8
.الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء 8والهجر
متابعة للفكرة التي تسيطر على هذه المجموعة من األبيات 8،والتي يتحدث الشاعر من خاللها عن
مدى الحرقة ،واأللم اللذين 8أصاباه في مقتل ،حتى أوشك على الهالك .ولعل الشاعر قد وفق في
ً
ألفاظا 8تعضد تلك التجربة8 توظبف األلفاظ 8الدالة والمعبرة عن تجربته الحزينة ،حينما 8استخدم
الصادقة مثل :البين ،والحين 8،ولعل مما ساعد على تأجيج تلك العاطفة ،توظيفه للغة توظيفا غير
مباشر 8،وغير حقيقي ،عندما أضاف الصبح للبين 8،مع ما بين المفردتين 8من مفارقات 8،فالصبح
.رمز التفاؤل ،واألمل ،تحول عند شاعرنا 8إلى معادل للفناء ،والموت
الصور البيانية 8:الجناس 8المستوفي بين (اسم وفعل) ،صبح :صبحنا 8،والجناس 8الالحق(يكون فيه
الحين
حرفان مختلفان) بين 8،ال َب ْينَ 8:
ال شك أن التعبير غير المباشر عن التجربة 8الشعرية يزيدها بري ًقا 8،وال ًقا ،لذا نرى الشاعر في
البيت السابق يوظف االستفهام لغير ما وضع له في الحقيقة 8،وذلك إظهار بغرض التوجع
والتحسر واأللم الذي حل به ،ومما يدل على شدة معاناته انه راح يطلب من أي أحد أن يبلغ
أولئك الذين ألبسوه هذا الثوب؛ ثوب الحزن الدائم ،المتجدد وابتعدوا عنه(ويقصد هنا الواشين
الذين فرقوا بينه وبين محبوبته) أن هذا الحزن مالزم له ال يفارقه حتى يهلك ،وأن ضحكه قد
وسرورا ..قد
ً تحول إلى بكاء دائم ،و أن الزمان الجميل السابق والذي مأل حياتنا أنسا 8،وحبورا،
تحول ،وتبدل ..فهو اليوم يبكينا ،ويحزننا ،وكأننا به وقد وصل به الضعف درجة يستعطف أولئك
.الشانئين 8أن يرقوا لحاله 8،وحال محبوبته وأن يتركوهما وشأنهما
تشبيه الشاعر سيطرة الحزن على نفسه باللباس 8،أو بثوب يلبسه ويكسو جسمه ،ال يق َد ُم وال
َي ْبلَى 8،بل هو ُي ْبلِي ِهم ُه ْم ،ويكون سببا في فنائهم ،وموتهم .أما الغرض من االستفهام في البيت8
.فهو إظهار الحزن والتوجع
كما شبه الشاعر 8الزمان 8بإنسان 8مرح يضحك 8،ويسلي ،وهو على سبيل االستعارة المكنية ،كما
.يوجد بين (يضحكنا 8ويبكينا) مقابلة
ويستمر الشاعر 8في إرسال رسائله 8إلى محبوبته وإلى مستمعيه ..فيقول :بأن عذاله قد حنقوا
عليه وعلى محبوبته لما بينهما من صفاء 8،وود ،ومحبة ،وأن الدهر قد استجاب لدعائهم وحقق
.لهم ما أرادوا من وقيعة بينهما فأصابهما الحزن 8واأللم
األستاذ :أحمد
اللطيف
ومودة ،..فكان نتيجة ذلك كله أن (تفرقنا ،وتباعدنا ،وانفرط عقد محبتنا ،وما كان بيننا 8من وئام،
واتفاق ،حيث لم يكن يخطر ببال أحد منا أن يأتي هذا اليوم الحزين 8،الذي نفترق فيه فرا ًقا ال
.يرجى من ورائه لقاء ،أو وصال)
َ .معقُوداً بأ َ ْنفُسِ َنا :كناية عما كان من حميمية االرتباط 8بينهما .معقود :موصول .ترادف
وفي لهجة المحب المنكسر ..والعاشق الواله ،الذي يكتم الحسرات غصصا 8في قلبه يخاطب8
الشاعر 8،بل يعاتب 8،مستخد ًما أسلوب النداء وحذف المنادى للداللة على بعده من جهة ،وألنه علم
ومعروف ،وليس بحاجة إلى تعريف( ..فهل نال العدا من الرضا ،مثلما نلنا من الهجران؟! 8،وكيف
يتم ذلك؟!! ونحن األوفياء 8،ونحن المخلصون 8على الرغم من هذا النأي 8،فليس ألحد أن يمأل هذا
.الفراغ 8الحاصل في قلبي سواكم)
استخدم الشاعر أسلوب النداء ،المقرون بالتمني للداللة على مدى إخالصه ،وحبه ،كما وظف
الشاعر لغته توظيفا مجازيا ،وغير حقيقي للتعبير 8عما يعتلج داخل قلبه ،حين استخدم أسلوب
االستفهام بهل إلفادة النفي ،كما شبه الشاعر 8الوفاء بالحبل (المعقود) على سبيل االستعارة
.المكنية 8،و شبه الوفاء بالسيف وحذف السيف وأبقى على صفة من صفاته (التقلد)8
واليزال شاعرنا 8يعيش تحت تأثير 8العتاب 8العفيف ،الخفيف ،فأنى لشاعر مثل ابن زيدون أن يكون
قاس ًيا على محبوبه ،فعلى الرغم من الصد ومن الهجران 8..فلم يشعر يو ًما بأنه ارتكب جر ًما
ب الحسو ُد وتقر عينه 8،ويسر الشانئ 8المبغض، يستحق كل هذا العذاب ،وهذا النأي ،حيث ُي َق َّر ُ8
ويشمت بهما!! وقد وصل به األمر حدا صار اليأس سلواه الذي يسري به عن نفسه ،حتى
.استحكم اليأس من قلبه ،فقد كان يظن أن اليأس ينسي الحبيب 8،وإذا به يزيده تعلقا به
.أول مظاهر البيان 8التي تطل علينا هو ذلك المجاز 8المرسل(:عين 8ذي حسد) وعالقته الجزئية
وهنا يفصح الشاعر عما يكنه من وفاء ،وإخالص لوالدة ويبثها آآلمه ولوعته فقد ابتعدتم عنا
وابتعدنا عنكم ،ونتيجة هذا البعد فقد جفت ضلوعنا 8وما تحوى من قلب وغيره ،واحترقت قلوبنا
بنار 8البعد في الوقت الذي ظلت فيه (مآقينا 8:جمع مؤق وهو مجرى العين من الدمع ،وجانبها 8من
جهة األنف) عيوننا تذرف الدمع من تواصل البكاء ألنه مشتاق محروم فال أقل من أن يخفف همه
.بالبكاء ويسلي نفسه بالدموع
ايضا ،عالقته
والكناية 8في قوله :فما ابتلت جوانحنا 8،كناية عن شوق الشاعر ،وهو مجاز مرسل ً
.المحليه 8أراد به القلب
األستاذ :أحمد
اللطيف
كناية عن حزن الشاعر( 8:وال جفت مآقينا) 8واستمرار بكائه المتواصل ،وفيه تشبيه حيث شبه
.المآقي بالنبع 8،على سبيل االستعارة المكنية
ويستمر الشاعر 8في وصف الصورة الحزينة القاتمة فيقول :يكاد الشوق إليكم يودي بحياتنا 8لوال
التصبر والتسلي 8،واألمل في اللقاء 8،حينما تعود به الذكرى على األيام الخوالي 8،فيتصور الجمال
والفتنة والحب والبهجة واألمل والسعادة ،ويهتف ضميره باسمها ،ويناجيها على البعد ،ألنها
قرينة روحه ،وصنو نفسه ،حينما يعيش أبعاد التجربة العذبة ،ويوازن بين ما كان عليه وما صار
إليه وتقرب روحه من مفارقة جسده بسبب 8الحزن المفرط الذي يمأل جوانحه ،لوال أنه يمني نفسه
.باألمل ،ويعزي روحه عن المحنة بالتصبر8
ويشخص الضمائر 8واألسى ويجعل للضمائر لسا ًنا يناجي ،ولألسى قدرة على القضاء8،
َّ يجسد
.والقتل ،وذلك عن طريق (االستعارة المكنية) .التي تصور الضمائر بالناس الذين يتناجون8
وإمعانا في تجسيد معاناة الشاعر يقول :لقد تبدلت الحياة الوادعة الهانئة الجميلة 8،وأظلمت الدنيا
.المشرقة الباسمة المضيئة ،فجللها السواد وعمها الظالم ببعد والدة
الصور البيانية 8:المقابلة من خالل الكلمات ( أيامنا 8فغدت سوادا -وكانت بكم بيضا 8ليالينا)،
بيضا8
.والطباق بين سوداً :
واضحا ،وما ذاك إال ألن بعضها قد ترتب على بعض ،وصار بعضها ً ويبدو الترابط 8بين األبيات8
يكمل بعضها اآلخر ويترتب عليه في المعنى ،ففي هذا البيت 8يتذكر أيامه الهانئة 8مع محبوبته حيث
كانت الحياة صافية متفتحة 8،وحيث كانا يجنيان ثمار الحب ما يشاءان ،ومتى يشاءان ،فهو يقول
أن عيشنا الماضي كان طل ًقا (مشر ًقا) من شدة األلفة بيننا ،وقوة الترابط 8،حيث اللهو ،والسمر
فيما بينهما ،ال يعكر هذه األجواء الوادعة حزن ،وال هم ،وال شقاق ،وال خالف ،ولهذا فهو صاف
.مثل المورد العذب الجميل ،من شدة التصافي 8،وخلو المودة مما يكدرها
العيش طلق) كناية عن الهناء ورغد العيش 8،كما شبه اللهو بالمورد العذب من باب االستعارة
.المكنية
واستكماال للوحة الذكريات الجميلة الفاتنة ،يستحضر 8الشاعر 8تلك المشاهد الرائعة التي عاشها مع
.والدة :فقد كنا نستميل أصناف الوداد ،والحب ،والوصال المتنوعة ،فنقطف منها ما نشاء
األستاذ :أحمد
اللطيف
ولعل هذا البيت 8قد اشتمل على صورة من أجمل صور الوداد حين شبه لنا الشاعر 8أصناف
الوصل ،والحب ،والوداد باألعناب 8الدانية القطاف ،أو الثمار 8الدانية القطاف والتي في متناول
اليد ،والتي يتناول منها المرء ما يشاء ،ومتى شاء ،وال إخالها 8إال صورة جميلة مستوحاة من
جمال الطبيعة األندلسية الفاتنة
ويحلق الشاعر في عالم من الخيال ،ويطوف به طائف من الذكرى الحلوة ،فيدعو لعهد الوفاء
بينهما بالحياة 8،والتجدد ،والنماء ...ألنه عاش فيه وصفت روحه به ،وتلقى من محبوبته مشاعل
األمل وحب الحياة ..وهو دعاء يكشف عن الحنين إلى العهد الماضي 8،وعن جمال الذكرى ،وإذا
كان الفراق يغير المحبين 8،ويجعلهم ينسون حبات قلوبهم فلن يستطيع أن ينسى الشاعر 8هواه ،بل
يزيده البعد وفاء وإخالصا ،فما زالت 8أمانيه متعلقة بوالدة وهواه مقصورا عليها فقد كانت
.الرياحين 8لروحه وما زالت كذلك
ومن جماليات 8البيت السابق ،خروج الخبر 8عن مقتضى ظاهره وهو جملة فعلية (يسقى عهدكم)
إلى اإلنشاء 8،أو الدعاء ،حيث استخدام الفعل المضارع 8الذي تحول مع الم األمر (ليسق) وقصد به
الدعاء 8،والغرض منه الحنين 8،وشبه محبوبته والدة بالرياحين وهذا من باب التشبيه 8البليغ 8الذي
حذف طرفاه ،ويوجد بين أرواحنا ورياحينا :جناس ناقص ،كما يوجد إستعارة مكنية في قوله:
(.ليسق عهدكم) :حيث صور العهد ،والزمان 8بالبستان 8الذي يسقى
وفي محاولة من الشاعر السترضاء محبوبته ،واستدرار عطفها ،يرسم لنفسه صورة مثالية8،
ووضيئة ،فهو من طينة ليست كطينة باقي المحبين 8،الذين يغيرهم البعد ،فعلى الرغم مما حصل
ً
نحافظا 8على حبال الود ،والوصل .بينهما إال أنه ما يزال
وزيادة في حب الوصال ،راح الشاعر يرسل رسائل الطمأنة لمحبوبته 8،فهو يقسم لها باهلل بأن
قلبه لن يتعلق بغيرها ولم تتحول أمانيه عن حبها ،ولقد كان اختيار الشاعر لكلمة (أرواحنا)8
موفقا إلى حد كبير ،حيث ذكرت إحدى الروايات 8كلمة (أهواؤنا) بدل (أرواحنا) 8،على ما بينهما 8من
.فوارق بين األرواح ،واألهواء
االستعارة المكنية في قوله( :انصرفت عنكم أمانينا) 8:حيث صور األماني بإنسان ينصرف فحذف
.المشبه به وأبقى شيء من لوازمه
األستاذ :أحمد
اللطيف