Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 45

٩ْ

1
‫ّ‬
‫ْ‪٨‬ػ‪٤‬ا ٯلخ‪٬٥‬ن ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص ٯخ‪ٜ‬ؾ‪٬٤‬ن‪.‬‬

‫ا‪٥١‬طخ‪٬‬ٯات‪:‬‬

‫ً‬
‫‪ٜ٤‬ػ‪٤‬ث‪ :‬ا‪٥٥١‬خ‪٢‬ئ‪٬‬ن ٘غؽا ال ٯ‪ٙ‬ل‪٬٢‬ن‬

‫ْ‪٨‬ػ‪٤‬ا ٯلخ‪٬٥‬ن ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص‬


‫ة‪ٟ‬ؽ أة‪٬‬ة‪ٟ‬ؽ‬

‫ا‪١‬ؽد ْ‪٢‬٭ ‪٤‬ؼ‪ٞ‬ؽات ‪٧‬ؾٯ‪ ٩‬اة‪٧٬‬يال‬


‫ـ‪ ٣ٰ٢‬ا‪٨١‬شار‬

‫ً‬
‫ـخ‪٬‬ن ْا‪٤‬ا ‪ ٦٤‬ا‪١‬غػاع"‪٪ ٠ٞ ..‬ؼه األٕالط واال٘خؽاءات‬
‫ن‪ٜ‬ؽ أة‪٘ ٬‬غؽ‬

‫ُ‬
‫‪٤‬ؼ‪ٞ‬ؽات ‪٧‬ؾٯ‪ ٩‬أة‪٧ ٬‬يال"‪ٟ٪ :‬ؼا ‪٪‬ؾ‪٤‬ج ا‪١‬ر‪٬‬رة ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث"‬
‫زٯاد ‪٨٤‬٭‬

‫ا‪١‬ؽد ْ‪٢‬٭ ‪ ٦٤‬ال ٯفخط‪ ٚ‬ا‪١‬ؽد‬


‫د‪ .‬ٯ‪٬‬ـٗ ٯ‪٧٬‬ؿ‬

‫‪2‬‬
‫ً‬
‫‪ٜ٤‬ػ‪٤‬ث‪:‬ا‪٥٥١‬خ‪٢‬ئ‪٬‬ن ٘غؽا ال ٯ‪ٙ‬ل‪٬٢‬ن‬

‫األصل فً التعامل مع رواٌات اآلخرٌن فً تارٌخنا المرٌب الذي عشنا معظمه هو الثمة بالنفس والفخر‬
‫بالذات وباالنجازات‪ ،‬واالمتالء بالهواء النمً‪ ،‬وهو ما ٌعبر عنه بحمٌمة االنتماء وااللتزام والتجذر الوطنً‪.‬‬

‫مضرة بمدر ما‬


‫ّ‬ ‫وحٌنها تصبح لراءة اآلراء أو وجهات النظر أو الرواٌات األخرى المنت ِمصة لنا لٌست ذات‬
‫هً مادة ‪-‬وإن كانت مسمومة أو كاذبة‪ٌ-‬تم درسها واالستفادة منها وإعادة إلمابها ِشوا ً‬
‫ظا فً وجه اآلخرٌن‬
‫من الفاشلٌن‪.‬‬

‫ٌمع الضرر من وجهات نظر اآلخرٌن الفاشلٌن فً تارٌخنا الذي مازلنا نعٌشه من حالة التشكن أو التٌه التً‬
‫ٌعٌشها البعض الضعٌؾ الذي ٌتلمى الرواٌة‪ ،‬أو من محاولة التبرٌر لإلنسحاب (انسحابه) أو اإلنكفاء‬
‫أوالسخط وهً الحالة التً ٌكون علٌها من ال ٌتنفس الهواء النمً‪ ،‬أو لم ٌكن ٌو ًما منتمًٌا بحك أو ملتزما‬
‫صؽار (أنه ألل من اآلخرٌن)‪ ،‬وشعور االنتمام الخفً من ذاته‬ ‫ُحركه الشعور الدابم بال ِ ّ‬
‫بوطنه أوحركته فٌ ّ‬
‫(رواٌته‪ ،‬حركته‪ ،‬رأٌه‪ ،‬تارٌخه‪.)...‬‬

‫صدرت هذه األٌام السوداء كتب من ثالثة فاشلٌن ‪-‬ال ٌعرفون العرفان وال النمد‪ -‬تحاول تصؽٌر وتحمٌر‬
‫وتملٌل شؤن االنطاللة للثورة وحركة فتح ومسارها وتجربتها الرٌادٌة والتملٌل من رجاالتها العظام (تم الرد‬
‫سود الحمٌمة)‬‫علٌها من أ ُ‬

‫حفلت الكتب الفاشلة المذكورة بك ّم هابل من األكاذٌب والمؽالطات كما حملت أنصاؾ الحمابك‪ ،‬هذا الى‬
‫جانب حملها مشاعر سلبٌة ذاتٌة عكست نفسها على رإٌة االحداث‪ ،‬ووجهات نظر تعبر عن لابلها‬
‫فمط‪،‬وتجربته الشخصٌة الفاشلة فً إطار الثورة‪ ،‬وال تعد تؤرٌخا وإنما تنفٌس عن حالة الؽضب الذي التمط‬
‫المرحلة السوداء الحالٌة لٌرش الملح فً الجرح‪ ،‬ولربما هو تعبٌرعن الفشل الذاتً بمنطك التشفً ورؼبة‬
‫االنتمام لما طال الذات من النسٌان والتهمٌش فً مرحلة ما‪.‬‬

‫نحن مازلنا نعٌش اللحظة والتارٌخ المرٌب‪ ،‬ونحن جمٌعا علٌه شهود فهل نش ّكن بؤنفسنا؟ واعٌباه‪ .‬ومع كثٌر‬
‫النمد الذي مارسناه وما زلنا نمارسه‪ ،‬وكشؾ العٌوب والمآزق إال أننا ممتلبون بالفخر بثورة األمة‪ ،‬وعن‬
‫صٌرورة الثورة لم نحٌد؟‬

‫إن مثل هذه اآلراء (الكتابات‪/‬الكتب) للماريء المنتمً الصلب الواعً ذو المنهج العلمً ذخٌرة ٌجعلها ترتد‬
‫على نحر لابلها ألنه ٌمتلن المدرة على الفرز بٌن الحمابك واألكاذٌب وبٌن الرأي والمعلومة‪ ،‬وبٌن الخبر‬
‫والحمٌمة‪ ،‬وهو ما ال ٌتمكن منه المشككون السوداوٌون الساخطون على أمهاتهم ألنها حملتهم‪ ،‬وعلى آبابهم‬
‫ألنهم كانوا السبب فً للة حظهم!‬

‫‪3‬‬
‫ّ‬
‫الؽث الكثٌر من‬ ‫من ال ٌمتلن من أدوات الفهم واإلدران والتفسٌر والمنهج العلمً شًء فال ٌستطٌع تمٌٌز‬
‫السمٌن الملٌل فً مثل هذه اآلراء الفاشلة‪ .‬فكٌؾ حٌن ٌتحالؾ عدم المدرة على التفسٌر ولِلة الفهم مع الضعؾ‬
‫الذاتً والسخط والنفسٌة المرٌضة؟‬

‫كوة لوالها لبادت المضٌة ونُسً الشعب العربً‬‫ورا وفتحوا لنا فً سماء الكون ّ‬
‫لمد كان لادة فتح العظام لنا ن ً‬
‫الفلسطٌنً‪ ،‬ولوالها لكانت فكرة النضال والصالبة والثبات والرباط والجهاد والثورة بكافة أشكالها لد تحولت‬
‫الستسالم ونكوص‪.‬‬

‫ولما كانت فلسطٌن الٌوم تُثبت نفسها ‪-‬رؼم عمٌك الجرح واأللم‪ -‬فً كل العالم فإنن تراها فً البرق والؽٌوم‬
‫وفً تراب األرض وحلٌب األمهات وفً عٌن الشمس كما تراها على مابدة المإمنٌن والكفار معًا‪.‬‬

‫المادة األوابل عرفوا كٌؾ ٌحولون ُ‬


‫ظلمة الظلم الى بٌاض وبهاء الحك رؼم للة مرتادي سبٌل الحك هذه‬
‫األٌام‪.‬‬

‫نفخر ونثك ونمتلا‪ ،‬وعن حب فلسطٌن وتمبٌل تراب أرجل أمهاتنا ورجالها النحٌد‪ ،‬فكونوا على هذا‬
‫الطرٌك فهو طوٌل وصعب وٌحتاج لدم ودموع وصلوات‪ ،‬وكثٌر رصاص وحجارة وثورة أخرى لادمة‬
‫كثٌرا اال على الفاسمٌن‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصرخات وهذا لٌس‬

‫ْ‪٨‬ػ‪٤‬ا ٯلخ‪٬٥‬ن ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص‬


‫ة‪ٟ‬ؽ أة‪٬‬ة‪ٟ‬ؽ‬
‫المسافة بٌن التمٌٌم والنمد وبٌن الطعن والتشوٌة مسافة بعٌدة‪ ،‬فال ٌمكن النظر من فوق كتؾ األحداث وفك‬
‫معطٌات الٌوم والمٌام بإسماط النتابج على نواٌا األسباب لبل ‪ 05‬عاما مثال‪ ،‬وكؤنها كانت تتمصد الوصول‬
‫للنتٌجة الحالٌة‪ ،‬وال ٌمكن كبسلة الشعور بالؽبن والكره والنفورالمتؤخر استنادا لتجربة شخصٌة سابمة طالها‬
‫التشوٌه واإلٌحاء‪ ،‬ثم سبػ كافة االحداث بلون المتامة والسواد‪.‬‬

‫ت متنافرةٍ من هنا‬ ‫كتب االخ الكاتب والمفكر صمر أبوفخر‪ٌ" :‬عج كتاب "ستون عاما من الخداع" بملتمطا ٍ‬
‫ت َمن ٌطنطنون‬ ‫كثٌرا إلى رواٌا ِ‬
‫ً‬ ‫وهنان‪ ،‬ولد حشدها الكاتب فً محاول ٍة للجرح بٌاسر عرفات‪ .‬واستند‬
‫باإلفن‪ ،‬واعتمد على حكاٌات طوٌلً اللسان ونبّاشً التهم واالفتراءات‪ .‬وٌمول طه حسٌن فً كتابه "األٌام"‬
‫إن طول اللسان ال ٌمحو حمًا وال ٌُثبت باطالً‪".‬‬

‫لام االخ سلٌم النجار بالرد على الكاتب نزٌه أبونضال فً كتابه المعنون‪ :‬مذكرات من اوراق ثورة مؽدورة‪،‬‬
‫"تُمسن الكاتب على حكاٌته عرض وإجابة وإستنتاج لهدؾ محدد انه مرسل من ثمافة الحمٌمة وما ٌنطك عن‬
‫الهوى" ثم أضاؾ أننا "عندما نحاول استمراء الحكاٌة فتجدها متعددة مبعثرة وتجد العاللات بٌنها ؼامضة‬
‫وفن طالمسها ؟ لعل لراءة هذه الحكاٌة ؛‬‫ّ‬ ‫محٌرا ؛ فكٌؾ تسطٌع ترتبٌها‬
‫ّ‬ ‫وتوزٌعها على مساحة الصفحة‬
‫أصعب من لراءة النّص ذاته ‪ .‬ولكن ٌمكن الخروج منها بانطباع‪ :‬إنها صٌؽت بروح‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وفن ألؽاز العالمات‬
‫طفولٌة ساذجة تفصح عن اضطراب ّما ؛ ٌسم المماربة " النمدٌة " كما ٌتصور الكاتب للموضوع المطروح ‪.‬‬
‫أو لعلّها مماربة تتع ّمد الوفاء الضطراب ّما فً مماربة الحكاٌة لهذا الموضوع ‪ .‬أو ؛ وهذا أخطر ؛ لعلّها‬
‫ترجمة الضطراب ّما ٌسم والعا ترٌد الحكاٌة ؛ وربما فكرة الحكاٌة أٌضا ؛ التعبٌر عنه"‬
‫‪4‬‬
‫وحٌث أن مذكرات أبونضال تمت من خالل لماءات اجراها د‪.‬زٌاد منى معه‪ ،‬فإننا فً هذه العُجالة سنتعرض‬
‫لبعض النماط الواردة فً ممال د‪.‬منى‬

‫‪ٌ-1‬شكو الكاتب من التدرٌبات العسكرٌة التً أتعبته فً الثورة الفلسطٌنٌة فً الستٌنٌات من المرن العشرٌن‬
‫فً سورٌا بسٌاق سلبً حٌث رآها عشوابٌة وبال هدؾ أوتعببة فكرٌة‪ ،‬لنمول أن هذه التساإالت شخصٌة‬
‫بحتة‪ ،‬وتعبر عن تعب وضعؾ‪ ،‬او عدم لدرة جسدٌة‪ ،‬ولد ال ٌكون زمالء الكاتب الصلبٌن حٌنها لدٌهم نفس‬
‫وجهة النظر‪ .‬حٌث أن الحماسة واالندفاع واالٌمان والشجاعة لد تخفض من لٌمة التساإالت التشكٌكٌة كما‬
‫الحال مما أسماه الكاتب الحما هبة أهل حماة الذٌن لم ٌؤبهوا للصعوبات الجمة ولم ٌدر بخلدهم مثل هذه‬
‫التساإالت فً ظل سمو الهدؾ ‪ .‬الذٌن من أجله تحملوا التدرٌب الشاق وفما لما اورده هو بذاته فً السطور‬
‫الالحمة‪.‬‬

‫‪ٌ -2‬ورد الكاتب حادثة لٌامه ضمن مجموعة بعملٌة فدابٌة بحرٌة فً حٌفا تكللت بالفشل! حٌث من الممكن‬
‫إٌراد هذه الحادثة وامثالها الكثٌر للداللة على عدم التخطٌط وربما على التخبط ‪-‬ما كان ٌتوجب تالفٌه‪-‬‬
‫أوٌمكن إٌرادها من باب التجرٌب واكتساب الخبرات رؼم للة االمكانٌات‪ .‬وللمرء ما ٌرى مرتبطا بالهدؾ‬
‫المسبك‪ ،‬بمعنى هل ٌمصد إٌرادها مع ما تتضمنه من مشاعرسلبٌة وتمٌٌم سلبً لمصد اثبات انهزام وسموط‬
‫فكر الثورة‪ ،‬أو الثبات جلدها وتجرٌبٌتها ولدرتها على التصدي للنوالص‪ .‬ولكن طرٌمة سرد ذكرٌات‬
‫الكاتب للحادثة تمصد اإلساءة المتعمدة للثورة من أي باب جاء حتى لو كان من باب الذكرٌات المؽلفة‬
‫بالمشاعرالشخصٌة السلبٌة العمٌمة المناهضة للثورة الفلسطٌنٌة‪.‬‬

‫‪ٌ -3‬ذكر الكاتب نزٌه أبونضال حادثة آلمته باعتباره مسٌحً فؤستؽلها للتعمٌم ‪-‬ولطعا ال نمبلها‪ -‬حٌث لام‬
‫أحدهم باإلساءة للمسٌحٌٌن بشكل سفٌه دون أن ٌعلم انه مسٌحً‪ ،‬إال أن الكاتب تمادى لٌعكس ما حصل معه‬
‫على الجمٌع فٌعممه! وطبعا هذا التعمٌم بال لٌمة علمٌة أو موضوعٌة له‪ .‬فحادثة واحدة جرت مع الكاتب ال‬
‫ٌمكن تعمٌمها على المٌادة الفلسطٌنٌة ‪،‬بالمول ؼٌر ذي الصلة وبال أي مصدر او إحصابٌة أن "أعداد" "من‬
‫لٌادة وكوادر فتح االولى" معادٌة للمسٌحٌٌن؟! ‪ ،‬كما ال ٌمكن تعمٌمها على العاللة الوطٌدة بٌن الفلسطٌنٌٌن‬
‫المسٌحٌٌن والمسلمٌن عبر التارٌخ وفً إطار الثورة‪ .‬وحساسٌة الكاتب لمولؾ أو موالؾ حصلت معه من‬
‫شخص ما موتور‪ ،‬ال تحتمل التعمٌم العشوابً ال ُمسبػ على الثورة الفلسطٌنٌة ولٌادتها وكوادرها كلها! ومن‬
‫ثم تعمٌمها على أن هذا الكره بل "العداء الشدٌد" كما ٌسمٌه هو "ضد ما له عاللة بالفكر المومً‪ ،‬أو له‬
‫عاللة بؤي دٌن آخر أو طابفة أخرى"!!؟ ال ٌؤتً ذلن بالحمٌمة اال من شخص ٌحمل أفكار مسبمة معادٌة‪،‬‬
‫ولدٌه أفكارمناهضة ضد تجربته فً الثورة الفلسطٌنٌة وحركة فتح وضد لٌاداتها‪.‬‬

‫‪ -4‬مما ال شن فٌه أن تمٌٌم أي مرحلة تارٌخٌة بمنظار المرحلة الالحمة (الحالٌة) ال ٌعد موضوعٌا وال‬
‫علمٌا وال منطمٌا‪ ،‬وهذا ما ٌفعله الكاتب‪ .‬ومن المعلوم أن الوعً السٌاسً ٌتطور وٌتؽٌر فهو لٌس ثابت واال‬
‫لكان الدمار هو الحمٌك بكافة األفكار السٌاسٌة والثورات التً وجدت فً زمن ارتبط بمٌمه ومإثراته التً‬
‫انتهت فً زمن الحك فوجب النظر بشكل آخر‪ .‬ومن هنا فإن اإلشارة بعمل الٌوم للنظر فً حادثة سابمة ٌجب‬
‫لرنها بمث ٌرات وولابع تلن الفترة دون الحكم علٌها ما هو هدؾ الكاتب من إٌرادها بهذا الشكل لمجرد‬
‫الطعن‪.‬‬

‫‪-5‬خاضت حركة فتح حربا ضروسا لتثبٌت المرار الوطنً الفلسطٌنً المستمل‪ ،‬والهوٌة الوطنٌة الفلسطٌنٌة‬
‫فً ممابل االتهام الصهٌونً لنا أننا عرب بال انتماء ألرض فلسطٌن! بمعنى أنه ٌمكنهم التوزع على أراضً‬
‫‪5‬‬
‫العرب دون خصوصٌة انتمابهم األصٌل آلالؾ السنٌن ألرض فلسطٌن‪ .‬فٌؤتٌن من ٌفترض بنمو الوطنٌة‬
‫الفلسطٌنٌة (المطرٌة ممابل االللٌمٌة) وبمعناها الثوري ولٌس االللٌمً لٌجعلها معٌبة ونمٌصة!؟ وهً الٌوم‬
‫أثبتت صوابٌة تلن النظرة من جهة المواجهة للنظرة الصهٌونٌة التبخٌسٌة للفلسطٌنٌٌن ‪ ،‬ومن جهة تثبٌت‬
‫مبدأ عدم التدخل بالشإون العربٌة ومنها بشإون الشعوب الذٌن منهم الشعب األردنً الشمٌك‪ .‬ما لم ٌعنً‬
‫عدم استٌعاب اآلالؾ من العرب بكافة ادٌانهم وطوابفهم والكاتب منهم (فهو أردنً مسٌحً نحترم نضاله‬
‫وإن اختلفنا بالنظرة معه للكثٌر)‪ ،‬بل واألجانب فً صفوؾ الثورة الفلسطٌنٌة‪ .‬ولكن ظلت فكرة (الهوٌة‬
‫الوطنٌة الفلسطٌنٌة) مفتاحا ذهبٌا فً حرب الهوٌة واالنتماء والرواٌة فً مواجهة العدو الصهٌونً وفً‬
‫احترام التماٌز الوطنً مع شعوب امتنا العربٌة والحضارٌة‪.‬‬

‫ا‪١‬ؽد ْ‪٢‬٭ ‪٤‬ؼ‪ٞ‬ؽات ‪٧‬ؾٯ‪ ٩‬اة‪٧٬‬يال‪.‬‬


‫ـ‪ ٣ٰ٢‬ا‪٨١‬شار‬
‫ا‪١‬ؽد ْ‪٢‬٭ ‪٤‬ؼ‪ٞ‬ؽات ‪٧‬ؾٯ‪ ٩‬اة‪٧٬‬يال‪ -‬ا‪١‬فؤال ا‪١‬غٍأ ٘ٮ ا‪ٟ٥١‬ان ا‪١‬هص‬

‫شعب ألّنه ٌتعلّك بالجانب الفكري المتمثل فٌما ٌمكن تسمٌته ب فلسفة النمد ؛ والعاللة بٌن‬
‫‪-‬هذا السإال مت ّ‬
‫األنا والتجربة ؛ وإثبات مكانة الشخصٌة فً التجربة ؛ وفً الولت نفسه ٌه ّم السرد العجاببً وطبابع التخٌٌل‬
‫وأبعاده اإلنسانٌة‪.‬‬

‫الكاتب إذ ٌكتب الٌف ّكر فً ك ّل هذه المضاٌا الكبرى وال ٌمصدها المارئ وحده ٌدركها من خالل النص والنالد‬
‫تحول الكاتب إلى لارئ لرواٌاته والحظ له الؽٌر وجود تلن المضاٌا‬
‫الحصٌؾ ٌكتشفها بٌن السطور ‪ .‬وإذا ّ‬
‫فإّنه لد ٌدركها بدوره ولد ال ٌتفّطن إلى وجودها ‪ .‬وهذا ما حصل مع نزٌه ابونضال عندما آجاب على‬
‫محاوره زٌاد منى‪:‬‬
‫( أي الرواٌات كانت االكثر تؤثٌرا فً وجدانن ؟) ‪.‬نزٌه ابونضال ‪ ( :‬أظن من تلن الرواٌات التً ساهمت‬
‫فً تشكٌل وعٌنا ووجداننا أنذان ؛ البإساء " البابسون " والعمب الحدٌدٌة لجان لندن ؛ ومكسٌم جوركً ؛‬
‫ومن العرب الشرلاوي ونجٌب محفوظ والسباعً ؛ ثم انفجر الوعً مع األدب الوجودي لسارتر ؛ والعبثً‬
‫لكامو ؛ والالمنتمً لكولن ولسن صٕٔ ) ‪ .‬بمكر شدٌد لٌس بؽرٌب عن نزٌه ابونضال ؛ عندما استهل‬
‫اإلجابة على سإال زٌاد منى ؛ عن تؤثره بالرواٌة والفلسفة ؛ وبدون ممدمات ‪ ...‬كالحوادٌث والتحتاج‬
‫لممدمات ؛ زج بؤسماء كبٌرة من كتّاب الرواٌة والفلسفة‪.‬‬

‫نزٌه فً هذه اإلجابات المراوؼة لم ٌرد أن ٌمول الحمٌمة ؛ ‪٨٪ ٬٪‬ا ال ٯؽٯػ ‪ٜ٤‬ػ‪٤‬ث ‪ٞ‬اك‪ٙ‬ث ح‪ٙ‬يص ‪٤‬ا‬
‫٘ٓ‪ ٦٤ ٩٢‬ا‪٥١‬فا‪٥٪‬ث ٘ٮ حؾٯٗ ا‪ْ٬١‬ٮ ؛ ‪ ٩٨ٟ١‬ٯؽٯػ أن ح‪ٟ‬خلٗ ضؽٰ٘خ‪ ٩‬و‪ٛ‬ػرح‪٢ْ ٩‬٭ أن ٯط‪٬‬ل‬
‫ّ‬
‫حأذؽه ةا‪١‬ؽواٯث إ‪١‬٭ حارٯظ ‪٤‬ػون ‪ ...‬هو هنا ال ٌتحدث عن العمارة وال الظروؾ التارٌخٌة التً تمؾ خلؾ‬
‫تشٌد هذه المدرسة أو تلن إنما ٌتحدث عن الثورة الفلسطٌنٌة وعمودها الفكري حركة التحرٌر الوطنً ّفتح ؛‬
‫وٯؽٯػ إة‪٫‬ار‪٧‬ا ة‪٥‬ا ٯٓؽف ‪ ٣٢ْ ٦٤‬؛ ‪ ٦٤‬أس‪٪ ٠‬ؼا زج ‪ٰ١ -‬ؿ ‪ ٦٤‬ةاب ا‪١‬هػ٘ث ةإـ‪٥‬اء ‪ٞ‬خاب‬

‫‪6‬‬
‫و٘الـ‪ٙ‬ث ‪ٛ‬ؽأ ‪ ٣٫١‬؛ ة‪ ٠‬ةتطد ْ‪ ٦‬ح‪٥ٰ٪٬‬ات وٌال‪٤‬ؿ حؤدي إ‪١‬٭ عٰال ‪٤‬ؽٯو ‪٬٫٤‬وس‬
‫ة‪ٙ‬ؽىٰث و‪ٛ‬ػرٯث ا‪١‬غٍأ ‪ ،‬و‪ ٬٪‬ا‪٥١‬غ‪٢‬م وا‪٥١‬ؼ‪ٞ‬ؽ ‪١‬يؽورة ا‪١‬خغ‪٢‬م ‪٪ ٦٤‬ؼه ا‪١‬غٍاٯا ضفب رؤٯخ‪٩‬‬
‫‪ .‬وٯ‪ ٦ٟ٥‬ا‪٬ٜ١‬ل اذا اْخ‪٥‬ػ‪٧‬ا طرٌمة فوكو المفكر الفرنسً ؛ الذي ٌرى أن وظٌفة التارٌخ بمفهومها المدٌم‬
‫صب نفسه‬ ‫لد انتهى ؛ فلم ٌعد التارٌخ لونا من ألوان الخطاب السٌادي للسلطة ؛ كما فعل نزٌه ابو نضال ون ّ‬
‫سلطانا ً للنمد وإدْٮ ا‪ ٩٧‬ـٰادي ؛ و‪ٰ١‬ؿ ‪٧‬خاج ذ‪ٜ‬ا٘ث د‪ٞ‬خاح‪٬‬رٯث ‪٬٤‬ح‪٬‬رة حلؽب ‪٫٨٤‬ا و‪ ٬٪‬ٯ‪٦ٍٜ‬‬
‫٘ٮ ا‪١‬لام ؛ حطج ض‪ ٣ٟ‬ضاَ٘ األـػ ؛ و‪ٞ‬خب ‪ٞ‬خاة‪٨٪ ٩‬اك ؛ و‪٪‬ؼه ا‪١‬ر‪ٜ‬ا٘ث الح‪٨‬خز إال ىطاٯا‬
‫وكٓارات ة‪٫٢‬اء ‪ .‬وح‪٨‬اـ٭ ‪٧‬ؾٯ‪ ٩‬اة‪٧ ٬‬يال ان ا‪١‬خارٯظ ة‪ ٩٤٬٫ٙ٥‬ا‪١‬شػٯػ و‪٥ٞ‬ا ‪ٞ‬خب ٘‪، ٬ٞ٬‬‬
‫ٯؽ‪٤‬ٮ ‪ٟ٢١‬لٗ ْ‪٥‬ا ح‪ ٣‬إع‪ٙ‬ائ‪ ٩‬و‪٤‬ا ح‪ ٣‬إ‪٥٪‬ا‪ ٩١‬وحؾٯ‪ . ٩ٙ‬وٌمول دورتشمٌد ؛ وعبر مطالعته للكثٌر من‬
‫الولابع والتفاصٌل واألحداث التارٌخٌة ؛ ٌصل إلى أم الؽباء الشخصً ؛ وضعؾ التفكٌر ؛ وكذلن المرارات‬
‫الفردٌة ؛ وسوء التمدٌر ؛ وضعؾ الكفاءة ؛ والتردد وؼٌر ذلن ؛ هً عوامل حاسمة ؛ أدت إلى تؽٌٌر النتابج‬
‫فً الكثٌر من األحداث التً ؼٌرت مجرى التارٌخ‪.‬‬
‫ا‪١‬طػٯد ‪٨٪‬ا ٯخٓ‪ ٚ٢‬ةا‪١‬ؼي ٯؽدد ‪٥٢ٞ‬ات وضل‪٤٬٢ٓ٤ ٦٤ ٬‬ات ‪٨٤‬خ‪ٜ‬اة وضفب أ‪٬٪‬اء ا‪١‬ؼي ٯؽٯػ‬
‫ا‪٬١‬ن‪٬‬ل ‪٨١‬خائز ةٰٓ‪٫٨‬ا ‪٥ٞ‬ا ٘ٓ‪٧ ٠‬ؾٯ‪ ٩‬اة‪٧٬‬يال ؛ وهذا الٌتؤتى بالصدفة ؛ أي ذلن النسك من األحداث‬
‫التً تبنى على معطٌات محدّدة ؛ تتراصؾ وفك عالمات منطمٌة ؛ وإذا ما جاءت النتابج مخالفة لكل ماهو‬
‫منطمً ؛ كما فعل نزٌه ابونضال ؛ فإن األمر سٌحال إلى الؽباء على الل تمدٌر ‪ .‬وٌمكن األستشهاد بمكسٌم‬
‫جوركً الذي لرأ له نزٌه ابونضال عندما شرح عن مبدأه إذ ذكر مكسٌم ( المنطك هو الطرٌمة المنظمة‬
‫للوصول بثمة إلى االستنتاج الخاطا ) ؛ لكن ٌبدو لً هنان بون شاسع بٌن أن تمرأ وتعً ؛ وتمرأ وتتدّعً‪.‬‬

‫‪٪‬ؽٌ‪ٜ‬ث ا‪١‬هطؽاء‬

‫فً عالمنا المعاصر ‪ -‬حٌث اصبحت الكثٌر من السلوكٌات تنالض الفكر ‪ -‬جرى إطالق نعت " المثمؾ"‬
‫بنعوت متعددة ومتنالضة أحٌانا ً ‪ .‬وحسبنا اإلشارة إلى تعدد مفهوم "المثمؾ" خصوصا ً فً المجتمعات‬
‫الطفٌلٌة ؛ التً نشؤت نتٌجة ضرورات استعمارٌة التً تتخذ من الفلسفة ( النفعٌة ) و ( الذرابعٌة ) أنماط‬
‫السلون ؛ بؽض النظر عن كونها أخاللٌة ؛ أم ؼٌر أخاللٌة‬

‫ٌُمدَّم المفكر العربً الفلسطٌنً الراحل " إدوارد سعٌد " فً هذا الصدد تصورات ِعدَّة لمفهوم " الثمافة " ‪.‬‬
‫ٌكرسها لتؽٌٌر الوعً السابد فً المجتمع‬‫صا واعًٌا واسع المعرفة التً ً‬
‫من أهمها ٌرى فً " المثمؾ " شخ ً‬
‫والتً هو نتاج السلطة الؽاصبة لكل معرفة كانت تخص اإلنسان الذي تعرض لؽسل دماؼه والنعته ان هذه‬
‫السلطة هً هوٌته السٌاسٌة والثمافٌة واالجتماعٌة وبذلن تصبح هذه السلطة هً األوكسجٌن الذي ٌتنفس منه‬
‫اإلنسان ‪.‬‬

‫وامام هذا الوالع ٌتعرض " المثمؾ" لنوعٌن من الموالؾ والخٌارات ؛ أولهما ‪ٌ :‬عرض نفسه للتهمٌش من‬
‫لبل السلطة ؛ بل لد ٌتفالم بإٌداعه السجن ؛ وربما ٌجري اؼتٌاله ‪.‬‬

‫ٌمٌل إدوارد سعٌد إلى مفهوم "جرامشً" عن المثمؾ العضوي الذي ٌكرس أفكاره من أجل االرتماء‬
‫بمجتمعه نحو األفضل ؛ حتى لو كلؾ ذلن حٌاته ( كما ٌؤخذ بتعرٌؾ جولٌان باندا للمثمؾ الذي هو فً نظره‬
‫بمثابة النبً الذي ٌسهم فً تشكٌل (الضمٌر اإلنسانً ) ‪ .‬ونحن بدورنا ال نحٌد عن هذا التعرٌؾ النبٌل ؛ لكن‬

‫‪7‬‬
‫ٌتولد سإ ال من هذا المفاهٌم ٌبدو فً شكله مشاكس وفً العمك جدلً معرفً ؛ عن أي مثمؾ نتحدث‬
‫ونصؾ هل المثمؾ الذي نشؤ فً بٌبة زراعٌة لابلة للتطور نحو التصنٌع ؛ بمعنى أن الزراعة العتبة األولى‬
‫للتطور الصناعً األمر الذي ٌنعكس إٌجابا ً أو سلبا ً على المجتمع ؟ ؛ السوال الذي ٌنمو من إستفزاز السإال‬
‫األول هل ٌمكن الصحراء تنتج " مثمؾ " بالمعنً المتعارؾ علٌه ؟‬

‫هنا ال ٌمكن البحث عن إجابة تملٌدٌة سواء على السإال األول والثانً ؛ الننا لو فعلنا ذلن كؤننا نحلل زواج‬
‫المتعة المختلؾ علٌه فً كل المذاهب الفمهٌة اإلسالمٌة وحتى نبتعد عن هذا الخالؾ الممتلا باألهواء‬
‫السٌاسٌة والموالؾ العاطفٌة ‪.‬‬

‫بل أسعى لمنطمة مختلفة والذهاب لساحة فكرٌة معاصرة ؛ والول الوظابؾ التً ٌموم بها شؽٌلة الثمافة هً‬
‫إجراء دراسات فً موضوعات اختصاصهم التً هً دراسة التارٌخ والفلسفة وأكثرها توظٌفا هو علم‬
‫األجتماع ومنه األنتربولوجً ؛ وعلم النفس ؛ والتجد الدول حاجة إلى تعدٌل حمابك هذه العلوم بمدر ما‬
‫تحتاج إلى توظٌفها ولو أن حمابمها تبمى رهن األختالؾ فً مناهج البحث وأٌدٌولوجٌا " الباحثٌن " كما‬
‫٘ٓ‪٧ ٠‬ؾٯ‪ ٩‬اة‪٧٬‬يال ْ‪٨‬ػ‪٤‬ا ع‪ ً٢‬اال٘‪ٟ‬ار ةتٓي‪٫‬ا ا‪١‬تٓو ال ‪١‬لٮء ة‪٢١ ٠‬تطد ْ‪ ٦‬رىا كٓت‪٬‬ي‪:‬‬
‫ضا بٌن الفكر الناصري والفكر الماركسً صٖٓ ) ‪.‬‬ ‫( أنا كنت ناصرًٌا عروبًٌا وماركسًٌا ؛ ولم ارى تنال ً‬
‫وهذا المول مفهوم ومستوعب شكالً ألن البٌبة الصحراوٌة لابمة على المهادنة والتوافك مع السابد خوفؤ من‬
‫أي طارئ ؛ فهذه البٌبة مستكٌنة لإلعتٌاد ولضمان إستمرارٌتها تبرر وجودها ؛ تسوق أساطٌر بٌن مجامعها‬
‫البشرٌة مفادها ان الحٌاة التً نعرفها هً التً نعٌشها وعلى الشكل الذي ٌتواءم مع استمرارنا ؛ وبما‬
‫التارٌخ المعاصر ٌدلنا على اهتمام دول المعسكرٌن األشتراكً لبل سموطه والرأسمالً لبل تؽٌٌر وظابفه‬

‫ان الفلسفة لٌس لها حظ فً المعاهد البحوث الرأسمالٌة وإنما عٌنت بها المعاهد االشتراكٌة ألجل األدلجة ؛‬
‫األمر الذي حال دون ظهور فٌلسوؾ حمٌمً فً تلن الدول والبحث الفلسفً فً الدول المذكورة كان من شؤن‬
‫شؽٌلة الثمافة الذٌن ٌستلمون مكافؤت منتظمة من معاهدهم ؛ اما التارٌخ فٌتواله المستشرلون ؛ وهذا فٌما‬
‫ٌخص تارٌخ الشرق وهو المحور فً نشاط المعاهد ؛ خالفا ً للتارٌخ الؽربً الذي ٌدرس فً البلدان‬
‫الرأسمالٌة من طرؾ مإرخٌن حمٌمٌٌن ؛ والمستشرلون فً المعسكرٌن هم شؽٌلة ثمافة ؛ وْ‪٣٢‬‬
‫األـخلؽاق ‪٘ ٬٪‬ٮ س‪٢٥‬خ‪ ٣٢ْ ٩‬زائٗ ٯ‪ٟ‬ؽس ٰ٘‪ ٩‬االرحتاط ا‪٬١‬ذٰ‪ ٚ‬ةا‪١‬فٰاـث و‪١‬ؼ‪٥٢ٛ ٝ١‬ا حشػ‬
‫‪ٟٙ٤‬ؽ ةٰ‪ ٦‬ا‪٥١‬فخلؽ‪ ٦ٰٛ‬؛ ال ٯغػم ْ‪ ٩٥٢‬األـخٓ‪٥‬ار ا‪ٖ١‬ؽةٮ ا‪١‬ؼي ض‪ ٣ٟ‬ا‪ٓ١‬ؽب ٘‪ٟ‬ؽا واداة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ح‪ٰٟٙ‬ؽ‪ ،‬وـٰاـٰا وا‪ٛ‬خهادٯا واسخ‪٥‬اْٰا وذ‪ٜ‬اٰ٘ا‬

‫من هذه الزاوٌة تحدٌدا ً أدركت فتح منذ البداٌات ان األدلجة السائدة فً عالمنا العربً هً نتاج ثمافة‬
‫غربٌة اذا احسنا النٌة ؛ وهذا ما لم ٌستوعبه نزٌه ابونضال الذي ٌُمثل فئة " المثمف " حٌن ٌمطع هذه‬
‫الخطوة ال ٌعود لها ؛ ألنه لطعها بالمزاج وبالتلمٌن ؛ولٌس بالعمل المفكر وبالتفكٌر ‪.‬‬

‫كما لم ٌمٌز نزٌه ابونضال بٌن شمول الرإٌة مع مفردات الوعً الثمافً و االجتماعً مع سلطة معرفة تمؾ‬
‫فً تواز حاد أمام السلطتٌن السٌاسٌة واألٌدولوجٌة ؛ فتخلك حالة انمطاع نهابً مع األٌدولوجٌا والثورة‪.‬‬

‫وٌتؤطر ذلن فً أن الثورة فعل متؽٌر ٌخدم أكبر لطاع من الجماهٌر واالٌدولوجٌا فكرة محنطة فً صدور‬
‫بعض " المثمفٌن " ال تخرج إال لضرورات الهرطمة ؛ التً ترتدي تعبٌراتها فً هذه الحالة ؛ حالة نزٌه‬
‫ابونضال ؛ حالة إرادٌة األوامر والنواهً األخاللٌة أو النصٌحة حتى ٌنال المخاطب جزاإه فً هذا‬
‫المجتمع المتملب المزاج الباحث الدائم عن هوٌته وصفا ( بالثوري ) لٌبرر جبنه وتخاذله ؛ وٌجد من‬
‫‪8‬‬
‫ٌلبس مالبس المدٌس لٌصرف له الوصف الذي ٌحنط ضمٌره وٌكلس شرفه ودائما تحت عباءة النمد كما‬
‫هرطمة نزٌه ابونضال‬
‫" أ‪٤‬ؽ‪٨ٞ‬ث ا‪ ٠ٜٓ١‬و‪٪‬ؾ‪ٰ١‬ث ا‪ْ٬١‬ٮ"‬

‫هنا انا ال بحث عنوان صادم او الدعوة لسخرٌة مجانٌة بل إلى التفكٌر للٌالً فً ما ٌطرحه نزٌه ابو نضال‬
‫عندما ٌلبس مالبس الفضٌلة وٌّدعً انه ساللة الصالحٌن ؛ وال ٌفرق بٌن ناصح شابع فً مشهدنا الشعبً‬
‫ثوار ؛ وفً‬‫المادم من بٌبة اجتماعٌة تطلك علٌهم الدراوٌش ؛ وبعض المتحذلمٌن من الكتاب اطلموا علٌهم ّ‬
‫حمٌمة األمر هم درواٌش ال أكثر وال ألل لسبب بسٌط لم نسمع أن دروٌش لام بثورة او حتى حركة احتجاج‬
‫كل ما كان ٌموم به الندب واللطم ؛ على الحدث وبذلن ٌكون شاهد زور على الحدث وهذا ما فعله نزٌه‬
‫ابونضال عندما لال ‪ ( :‬ذهبت إلى مسإول التحمٌك ؛ ( واسمه ابوالشعر " ؛ والترحت علٌه ‪ :‬حٌن نتوجه‬
‫لتحٌة العلم فً الصباح الباكر ؛ دعنا نخرج المساجٌن جمٌعا ؛ حتى من ارتكب " مخالفات عادٌة " كً ٌروا‬
‫أبناء شعبهم وهم ٌنشدون بفخر واعتزاز لعلم فلسطٌن ؛ عسى أن ٌهزهم هذا النشٌد ؛ ومن ٌدري فمد ٌحرن‬
‫هذا المشهد ضمابر بعضهم ؛ سواء كانوا جواسٌس أو خطاة ؛ ولد اخرجهم بالفعل صباح الٌوم التالً ‪:‬‬
‫رحت اتؤمل تعبٌرات وجوه المساجٌن الذٌن اصطفوا إلى جانب طابور صباح ص ‪ ) ٗٓ - ٖ٣‬؛ وترن فً‬
‫الهامش التالً " كان ابواشعر ٌدرس لبل ذلن الفن التشكٌلً فً ؛ انتحر او لتل الحما فً روما حٌث المى‬
‫نفسه أو ألمً به من شرفة شمته فً الدور الخامس‪.‬‬

‫ولكن لبل الؽوص فً البحث عمن ٌكون المشعوذون ؛ لنتفك على أمرٌن‪:‬‬

‫ان هذه المراءة التً تسعى بصدق إلى االلتراب ما ٌمكن من الموضوعٌة ؛ عبر صٌاؼة أسبلة واستخراج‬ ‫ّ‬
‫تبرر طرحها ؛ ورب ّما توحً لكم فً طٌاتها بهذا الجواب أو ذان‪.‬‬
‫شواهد ّ‬
‫وثانٌهما ‪ :‬أنّه إذا كان من حكم موضوعً محتوى هذا النص الذي ذكره نزٌه ولٌس من باب األستدالل‬
‫اوالتذكر أو انعاش الذاكرة ؛ بل األساءة للثورة الفلسطٌنٌة وتحدٌدا فتح خاصة الراوي كاتب والذي انشك‬
‫فً نهاٌة المطاف عن فتح والضحٌة ابوالشعر فنان تشكٌلً درس فً إٌطالٌا وحتى ٌُعمد حكاٌته ان هذا‬
‫الفنان انتحر او لتل وٌروي المكان بالتفصٌل ؛ دون ذكر من هو الماتل ؛ لكن بعملٌة الكاذب المحترؾ ٌدفع‬
‫المارئ للبحث بٌن السطور والذهاب إلى جهة واحدة ان الذي لتل من اختلؾ معهم " فتح " ؛ إذا ً نحن أمام‬
‫فٌلم أمرٌكً رديء صناعة وتؤلٌؾ وعرض بصري ؛ فالعمل األمرٌكً لابم دابما على المبنً للمجهول ومن‬
‫ثم استخراج المٌمة السٌاسٌة التً تخدم هذا العمل‪.‬‬

‫السإال األول ‪ :‬تُمسن الكاتب على حكاٌته عرض وإجابة وإستنتاج لهدؾ محدد انه مرسل من ثمافة الحمٌمة‬
‫وما ٌنطك عن الهوى ؛ وحتى تكتمل حلمة الدروشة والزار ٌنهً رواٌته بحادثة األنتحار او المتل وبما ان‬
‫العمل العربً بطبٌعة تكوٌنه ٌمٌل للربٌة بالتؤكٌد سٌنحاز لفكرة المتل خاصة ان التوظٌؾ لسرد الحكاٌة‬
‫الذي جاء على شكل هامش وفً نهاٌة الصفحة ؛ وبالمناسبة ان هذا التوظٌؾ استفاد منه اإلعالم الفضابً ؛‬
‫اذ ٌعرض الخبر على الشاشة واسفل الشاشة ٌعرض خبر آخر ( ٌُوصؾ بلؽة اإلعالم بالمونتٌر ) ؛ ٌخدم‬
‫فكرة الخبر وان اختلفا بالشكل أي الموضوع المعروض على الشاشة ال عاللة له بالمعروض على "‬
‫المونتٌر " لكن فً المضمون ٌخدما فكرة الفضابٌة بما تسعى له‪.‬‬

‫السإال الثانً‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫عندما نحاول استمراء الحكاٌة فتجدها متعددة مبعثرة وتجد العاللات بٌنها ؼامضة وتوزٌعها على مساحة‬
‫ّ‬
‫وفن ألؽاز العالمات‬ ‫ّ‬
‫وفن طالمسها ؟ لعل لراءة هذه الحكاٌة ؛‬ ‫محٌرا ؛ فكٌؾ تسطٌع ترتبٌها‬
‫ّ‬ ‫الصفحة‬
‫أصعب من لراءة النّص ذاته ‪ .‬ولكن ٌمكن الخروج منها بانطباع‪:‬‬
‫ُ‬
‫إنها صٌؽت بروح طفولٌة ساذجة تفصح عن اضطراب ّما ؛ ٌسم المماربة " النمدٌة " كما ٌتصور الكاتب‬
‫للموضوع المطروح ‪ .‬أو لعلّها مماربة تتع ّمد الوفاء الضطراب ّما فً مماربة الحكاٌة لهذا الموضوع ‪ .‬أو ؛‬
‫وهذا أخطر ؛ لعلّها ترجمة الضطراب ّما ٌسم والعا ترٌد الحكاٌة ؛ وربما فكرة الحكاٌة أٌضا ؛ التعبٌر عنه‪.‬‬

‫السإال الثالث‪:‬‬
‫ألٌس عندما ٌشتد الٌؤس بالمجتمع تموى حاجته لألستحواذ بالدراوٌش ؛ وتكثر ظاهرة ال ّ‬
‫شعوذة ؛ بما ٌع ّد‬
‫انتصارا للعمل على هذه ّ‬
‫الظاهرة ؟‬

‫لد ٌكون علٌنا إذا أن نطرح االسبلة الثالث بشكل آخر ؛ أال ٌكون إعطاء كاتبنا هذا التوكٌل على السرد لهذه‬
‫صه تبرإا كامال كً ٌبعد عن نفسه منذ البداٌة شبهة االنخراط ؛ بوعً منه‬‫ٌتبرأ من ن ّ‬
‫سعً إلى ان ّ‬ ‫الحكاٌة ال ّ‬
‫ّ‬
‫أو بالوعً ؛ فً ك ّل ما له صلة بالشعوذة ؟‬

‫‪10‬‬
‫ً‬
‫ـخ‪٬‬ن ْا‪٤‬ا ‪ ٦٤‬ا‪١‬غػاع"‪٪ ٠ٞ ..‬ؼه األٕالط واال٘خؽاءات"‬

‫ن‪ٜ‬ؽ أة‪٘ ٬‬غؽ‬


‫‪13‬نوفمبر ‪2019‬‬

‫التارٌخ‪ ،‬فً أحد تعرٌفاته‪ ،‬هو علم البحث فً الماضً‪ ،‬حتى لو كان ذلن الماضً لرٌبًا جدًا؛ أي أنه علم‬
‫صً والممابلة والتحمك ولفظ السمٌم من المعلومات واالستناد‬‫إنسانً‪ ،‬ومٌدانه البشر‪ ،‬وطرابمه البحث والتم ّ‬
‫ط باألهواء السٌاسٌة‬ ‫إلى الصحٌح منها‪ .‬والتارٌخ واحد من مٌادٌن المعرفة‪ ،‬ؼٌر أن هذا المٌدان مرتب ٌ‬
‫للمإرخ؛ تلن األهواء التً ٌمكن اكتشافها بسهول ٍة فً ما لو أخضعنا النص التارٌخً لمواعد البحث العلمً‬
‫ّ‬
‫ومنهجٌاته الحدٌثة‪.‬‬
‫ولواعد البحث العلمً تفرض‪ ،‬بدهًٌا‪ ،‬أن ٌتحلّى أي عمل تؤرٌخً بستة من األصول‪:‬‬

‫الموضوعٌة‪ ،‬أي عدم تحرٌؾ الولابع بالحذؾ أو اإلضافة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫والحٌاد‪ ،‬أي عدم التحٌّز وعدم المٌل إلى تفضٌل أحد أطراؾ المٌدان على طرؾ‬ ‫‪.2‬‬
‫آخر‪.‬‬
‫ثم عدم تشوٌه المعلومات باإلخفاء أو بإخفاء عناصر مهمة من الوالعة‪ ،‬أو إهمال‬ ‫‪.3‬‬
‫تفصٌ ٍل مهم من تفصٌالت الحدث أو خلفٌاته‪.‬‬
‫وكذلن العدالة‪ ،‬أي معاملة جمٌع األطراؾ بالتساوي‪ ،‬األمر الذي ٌتٌح لكل طرؾ‬ ‫‪.4‬‬
‫عرض وجهة نظره بؤكملها وبكل دلة‪.‬‬
‫واألمانة‪ ،‬أي التصوٌر الصحٌح للحوادث‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وأخٌرا ً الدلة وعدم التضلٌل‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫و‪ٰ٢ٛ ٬١‬ال‪ ،‬حهتص ‪ٞ‬ؼةث ‪ٞ‬تٰؽة سػا إذا اـخٓ‪٢٥‬ج ٘ٮ ا‪١‬خ‪٬‬ن‪ ٠‬إ‪١‬٭‬ ‫وا‪١‬ط‪ٰٜٜ‬ث ا‪٨١‬ا‪ٛ‬هث‪،‬‬
‫اـخ‪٨‬خاسات ‪ٛ‬آٌث‪.‬‬
‫ٍ‬

‫وبهذه الرإٌة سؤلرأ كتاب دمحم سعٌد دلبح الموسوم بعنوان "ستون عاما ً من الخداع‪ :‬حركة فتح من مشروع‬
‫الزعٌم إلى مشروع التصفٌة" (بٌروت‪ :‬دار الفارابً‪ 518 ،2019 ،‬صفحة)‪ .‬وهو عن حركة فتح منذ‬
‫البداٌات التؤسٌسٌة حتى أٌامنا المرٌبة‪ ،‬وٌروي تملّباتها السٌاسٌة وتحوالتها التنظٌمٌة‪ ،‬وٌسرد لصة االنشماق‬
‫الذي ولع فً ‪ ،1983/5/9‬والذي انتهى إلى مصابر وخٌمة ‪.‬‬
‫فً المراجع‬
‫ً‬
‫‪٤ ٣ِٓ٤‬ؽاسّ ا‪ٟ١‬خاب ٰٕؽ ‪ٜ٤‬ت‪١٬‬ث ْ‪ٰ٥٢‬ا‪ ،‬مثل كتاب عبد الرحمن ؼنٌم "ثالثون عا ًما من العبث"‪،‬‬
‫وكتابات هاشم علً محسن "التعمٌم األول لالنتفاضة"‪ ،‬وؼازي حسٌن "من التورٌط إلى التفرٌط"‪ ،‬و "ٌاسر‬
‫عرفات والحل الصهٌونً لمضٌة فلسطٌن"‪ ،‬وعبد المادر ٌاسٌن "أزمة فتح‪ :‬جذورها‪ ،‬أبعادها‪ ،‬مستمبلها"‪،‬‬
‫عالوة على مجلتً فلسطٌن المسلمة وفلسطٌن الثورة الناطمة باسم جماعة صبري البنا (أبو نضال)‪،‬‬
‫ومنشورات حركة فتح – االنتفاضة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وهذه المراجع أودت بالموضوعٌة والحٌادٌة المطلوبتٌن فً أي دراس ٍة علمٌ ٍة متٌنة‪ ،‬وصار حالها كمن ٌكتب‬
‫مثال معتمدًا على صحٌفة العمل‪ ،‬الكتاببٌة أو رصٌفتها األحرار‪،‬‬ ‫دراسةً عن الحرب األهلٌة اللبنانٌة ً‬
‫الشمعونٌة‪ ،‬أو منشورات حزب حراس األرز‪ .‬فماذا ستكون النتٌجة فً تلن الحال؟‬
‫ٌكتؾ بالمراجع هذه وحدها‪ ،‬بل استعمل مراجع ممبولة‪ ،‬مثل كتاب صالح خلؾ "فلسطٌنً‬ ‫ِ‬ ‫بٌد أن الكاتب لم‬
‫بال هوٌة"‪ ،‬ومحمود الناطور "حركة فتح‪ :‬بٌن المماومة واالؼتٌاالت"‪ ،‬ودمحم سعٌد المسحال "ضٌاع شعب"‪،‬‬
‫ونبٌل شعث "حٌاتً من النكبة إلى الثورة"‪ ،‬وأنٌس صاٌػ "المذكرات"‪ ،‬ونزٌه أبو نضال "من أوراق ثورة‬
‫مؽدورة" (على الرؼم من األؼالط التً ال تُؽتفر الواردة فً الهوامش)‪ ،‬ودمحم أبو مٌزر "األزمة والحل"‪.‬‬
‫ولكنه استخدم تلن المراجع الممبولة لٌمتنص منها ما ٌوافك هواه‪ ،‬وترن كل ما فٌها مما ال ٌالبم أؼراضه‪،‬‬
‫أمر ؼٌر ممبول منهجًٌا‪ .‬وللتذكٌر‬
‫وهذا ٌ‬
‫"معظم مراجع الكتاب غٌر ممبولة‬

‫علمًٌا"فحسب‪ ،‬لماذا لم ٌستخدم مراجع إضافٌة شدٌدة األهمٌة‪ ،‬وال ٌمكن االستؽناء عنها‪ ،‬على تفاوتها‬
‫ث جا ٍ ّد أمثال‪" :‬تؽرٌبة بنً فتح" (ولٌم نصار)‪" ،‬حٌاة ؼٌر آمنة" (شفٌك الؽبرا)‪،‬‬
‫المعرفً‪ ،‬فً أي بح ٍ‬
‫"شهادات من تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة" (إعداد‪ٌ :‬حٌى ٌخلؾ)‪" ،‬صفحات مشرلة من تارٌخ الثورة‬
‫الفلسطٌنٌة" (محمود عباس)‪" ،‬حركة فتح‪ :‬من العاصفة إلى كتابب األلصى" (علً بدوان ونبٌل السهلً)‪،‬‬
‫"الوطن الممنوع" (فاروق المدومً)‪" ،‬سنوات األمل" (مروان كنفانً)‪" ،‬تبػ وزٌتون" (معٌن الطاهر)‪،‬‬
‫"مذكرات مناضل فلسطٌنً" (زٌد وهبً)‪" ،‬رحلة لم تكتمل" (دمحم ٌوسؾ ‪ -‬أبو عالء منصور)‪" ،‬رحلة فً‬
‫الرحٌل" (إلٌاس شوفانً)‪" ،‬سنوات مع ٌاسر عرفات" (أحمد عبد الرحمن)؟ ولماذا أؼفل المصادر التالٌة‪:‬‬
‫"ذاكرة وطنٌة (حكم بلعاوي)‪" ،‬معركة الكرامة" (معن أبو نوار)‪" ،‬معركة الكرامة الخالدة" (توفٌك أبو‬
‫بكر)‪" ،‬الثورة الفلسطٌنٌة فً لبنان" (عز الدٌن المناصرة)‪ٌ" ،‬اسر عرفات‪ :‬من مماتل إلى دكتاتور" (سعٌد‬
‫أبو الرٌش – باالنكلٌزٌة)‪" ،‬من فتح إلى حماس‪ :‬البداٌات االخوانٌة والنهاٌات الوطنٌة" (سعود المولى)‪،‬‬
‫"بندلٌة لإلٌجار" (باترٌن سٌل)‪" ،‬عرفات الذي ال ٌُمهر" (أمنون كابلٌون – ثمة إشارة عابرة إلٌه)‪،‬‬
‫"الفلسطٌنٌون شعبًا" (كزافٌه بارون)‪" ،‬المماومة الفلسطٌنٌة" (جٌرار شالٌان)؟ والعجٌب أن الكاتب أؼفل‬
‫"الموسوعة الفلسطٌنٌة" وسلسلة الكتاب السنوي للمضٌة الفلسطٌنٌة وسلسة الوثابك الفلسطٌنٌة (مإسسة‬
‫ممررات المجلس الوطنً الفلسطٌنً ‪( 1974-1964‬راشد حمٌد)‪،‬‬ ‫فضال عن ّ‬ ‫ً‬ ‫الدراسات الفلسطٌنٌة)‪،‬‬
‫تمدٌر‬
‫ٍ‬ ‫أمر للما حدث فً أي دراس ٍة عن فلسطٌن ذات‬ ‫و"الٌومٌات الفلسطٌنٌة" (مركز األبحاث)‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫ممبول‪.‬‬

‫رواٌات بال مصادر‬

‫ٌمول الكاتب إن بنن إنترا كان له خمسة وزراء فً مجلس الوزراء اللبنانً‪ ،‬وكان ثلث نواب المجلس‪ ،‬أي‬
‫‪ 33‬نابباً‪ٌ ،‬مصدون البنن فً نهاٌة كل شهر لٌمبضوا المال (ص ‪ .)29‬ربما كان هذا الخبر صحٌ ًحا‪ ،‬لكن‬
‫أٌن المصدر؟ سؤلول إن المصدر هو كتاب كمال دٌب‪" ،‬امبراطورٌة بٌدس وحٌتان المال فً لبنان"‬
‫نمال عن هالة الحمصً فً ممال ٍة لها فً ملحك صحٌفة النهار‬ ‫(بٌروت‪ :‬دار النهار‪ ،2014 ،‬ص ‪ً )353‬‬
‫(‪ .)2004/11/17‬ولكن الكاتب أضاؾ إلى ذلن لصة الثالثة والثالثٌن ناببًا‪ ،‬وفً الحالٌن لم ٌذكر مصدره‪.‬‬
‫وٌخبرنا الكاتب إن رجل األعمال والسٌاسً الفلسطٌنً‪ ،‬حكمت المصري‪ ،‬خاطب ٌاسر عرفات‪ ،‬فً أحد‬
‫اللماءات فً ع ّمان‪ ،‬بالمول‪" :‬إسمع ٌا أبو عمار‪ .‬هنان شابعات عن اتصاالت ومفاوضات بٌنكم وبٌن‬
‫منتصرا فسوؾ نباٌعن جمٌعًا‪ .‬أما‬
‫ً‬ ‫اإلسرابٌلٌٌن (‪ .)...‬ألول لن وأمام الجمٌع‪ :‬إذا عُدتَ إلٌنا على ظهر دبابة‬
‫ً‬
‫إذا عُدتَ إلى البالد بالمفاوضات فنحن ألدر وأدرى منن على مفاوضة هإالء "المحتلٌن" (ص ‪ .)38‬حسنا‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫ً‬
‫أٌن المصدر؟ وٯ‪٬ٜ‬ل نػٯ‪٨ٜ‬ا ‪٤‬ط‪٥‬ػ ـٰٓػ د‪١‬تص‪٢ُ" :‬ج ‪ٰٛ‬ادة االع‪٬‬ان ا‪٥١‬ف‪٤ ٦ٰ٥٢‬لؽ٘ث‬
‫ةل‪ٞ ٠ٟ‬ا‪٢ْ ٠٤‬٭ ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص ة‪٬‬س‪٬‬د ذالذث أْياء حٰٓ‪ ٣٫٨‬ة‪ٙ٨‬ف‪٫‬ا" (ص ‪ .)53‬وةا‪ٍ١‬تّ ال‬
‫ً‬
‫‪٤‬هػر ‪٫١‬ؼه األٕ‪ٌ٬٢‬ث‪ .‬وضف‪٨‬ا ٘ٓ‪ ٠‬ا‪ٟ١‬احب ْ‪٨‬ػ‪٤‬ا ونٗ ‪ٞ‬الم ْتػ ا‪١‬ؽض‪ ٣ٰ٨ٕ ٦٥‬ةا‪١‬غٰال‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ضٰ‪ ٦‬ادْ٭ األعٰؽ أن ‪١‬ش‪٨‬ث ‪٤‬ؽ‪ٞ‬ؾٯث ْ‪ٰ٢‬ا ‪ ٦٤‬ـتٓث أْياء ‪ ٦٤‬س‪٥‬اْث اإلع‪٬‬ان ا‪٥١‬ف‪٦ٰ٥٢‬‬
‫‪ٞ‬ا‪٧‬ج حلؽف ْ‪٢‬٭ "٘خص"‪ ،‬و‪ :٣٪‬ـٰٓػ ر‪٤‬يان‪ٞ ،‬ا‪ ٠٤‬ا‪١‬لؽٯٗ‪ْ ،‬تػ ا‪ْ ٣ٓ٨٥١‬تػ ا‪١‬ؽؤوف‪،‬‬
‫ٯاـؽ ْؽ٘ات‪ ،‬ع‪ ٠ٰ٢‬ا‪٬١‬زٯؽ‪ ،‬ا‪١‬طاج أ‪ ٦ٰ٤‬ا‪١‬طفٰ‪٨‬ٮ وكغهٰث ‪ٍٰٙ٧‬ث ْؽةٰث (ص ‪٪ .)74‬ؼا ‪ٰ١‬ؿ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عٰا‪١‬ا‪ ،‬ة‪ ٠‬عتال‪.‬‬

‫كرر بال تحفظ ما لاله ؼنٌم الذي هو خٌا ٌل بخبال‪ .‬وٌستخدم الكاتب ما جاء فً مذكرةٍ كتبها عادل‬ ‫والمإلؾ ّ‬
‫عبد الكرٌم إلى صدٌمه أحمد محمود السعدي‪ ،‬ورسالة شخصٌة أخرى كتبها توفٌك شدٌد إلى عادل عبد‬
‫الكرٌم (ص‪ 57‬و‪ .)58‬وفً الحالٌن أٌن هو المصدر؟ وٌمول إن أول أسٌر لحركة فتح‪ ،‬وهو محمود بكر‬
‫أسٌرا ألن بندلٌته كانت صدبة ولم تنفعه (ص ‪ .)106‬وحتى لو كانت هذه الحكاٌة صحٌحة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حجازي‪ ،‬ولع‬
‫ٌتورع الكاتب عن رواٌة إحدى حكاٌات النمٌمة‪ ،‬وما أكثرها فً الوسط الفلسطٌنً‪ ،‬عن‬ ‫ّ‬ ‫فؤٌن مصدره؟ وال‬
‫أن صالح خلؾ (أبو إٌاد) صاح فً وجه عرفات فً أحد االجتماعات فً تونس ً‬
‫لابال له‪ٌ" :‬ا ابن الشر‪..‬‬
‫جرٌمتً التارٌخٌة أننً أعلنتُن ناطمًا باسم فتح وجعلتُ منن زعٌ ًما" (ص ‪ .)126‬وهذه الرواٌة سمٌمة‬
‫ومبتذلة‪ ،‬فوق أنها ؼٌر صحٌحة لمن ٌعرؾ حدود االختالؾ واالتفاق بٌن عرفات وصالح خلؾ‪ .‬وفً أي‬
‫ضا‪ :‬ساعدت حركة فتح النظام األردنً‬‫حال‪ :‬أٌن هو المصدر الذي استمى منه هذه النمٌمٌة البابسة؟ وٌمول أٌ ً‬
‫فً تصفٌة حزب التحرٌر االسالمً فً تشرٌن األول‪ /‬أكتوبر ‪ .. .1969‬أٌن المصدر؟ ال مصدر بالطبع‬
‫بكالم مرسل‪ ،‬عن أن ربٌس محطة االستخبارات األمٌركٌة فً تونس‪ ،‬واٌتلً‬ ‫ٍ‬ ‫وال َمن ٌصدّرون! وٌتحدّث‪،‬‬
‫برونر‪ ،‬جنّد دمحم دحالن وجبرٌل الرجوب وفرضهما على رأس فرعً األمن الولابً فً ؼزة والضفة‬
‫عمد فً روما بٌن وفد اسرابٌلً ووفد فلسطٌنً لوامه رمزي خوري ومصطفى عٌسى‬ ‫الؽربٌة فً اجتماع ُ‬
‫اللفتاوي (أبو فراس)‪ ،‬لبٌل دخول ٌاسر عرفات إلى ؼزة فً سنة ‪( 1993‬ص ‪ 439‬و‪ .)440‬طٌب‪،‬‬
‫سنجارٌن فً هذه المعلومات االستخبارٌة التً تُصنّؾ فً العادة ّ‬
‫سرٌة جدًا‪ ،‬فمن أٌن حصلتَ علٌها؟ وما هو‬
‫ث مع واٌتلً ومع السفٌر األمٌركً األسبك لدى تونس‬ ‫المصدر؟ بالطبع‪ٌ ،‬نسب الكاتب هذه الخبرٌة إلى حدٌ ٍ‬
‫روبرت بٌلترو‪ .‬أٌن هو نص ذلن الحدٌث؟ وأٌن نشر؟ أم أنن أجرٌتَ بنفسن ذلن الحدٌث؟ ال مصدر‬
‫بالطبع‪.‬‬

‫ٌتورع الكاتب عن رواٌة حكاٌات النمٌمة‪ ،‬وما أكثرها فً الوسط الفلسطٌنً"‬


‫ّ‬ ‫"ال‬

‫وأسوأ من ذلن هو التالعب بالمصادر‪ ،‬فٌمول إن خلٌل الوزٌر (أبو جهاد) سعى إلى نشر "وثٌمة البداٌات"‬
‫فً ربٌع عام ‪ ،1986‬ولد أؼفل ذكر إسم ٌاسر عرفات‪ ،‬وأنكر حضوره االجتماع التؤسٌسً لحركة فتح‪.‬‬
‫ولكن عرفات منع نشر تلن الوثٌمة‪ ،‬األمر الذي دفع أبو جهاد إلى إنزال إسم ٌاسر عرفات ً‬
‫بدال من عبد هللا‬
‫متٌن ؼٌر نمابم الجلسات الفلسطٌنٌة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أوال‪ ،‬ال مصدر لهذه الحكاٌة فً أي مرجعٍ‬ ‫الدنان (ص ‪ 68‬و‪ً .)69‬‬
‫ثانًٌا‪ ،‬إن ممدمة تلن الوثٌمة التً ولعتها هٌبة تحرٌر مجلة الدراسات الفلسطٌنٌة (العدد ‪ ،104‬خرٌؾ‬
‫مجرد اجتهاد‪ ،‬أن أبو جهاد سحب كراس‬ ‫ّ‬ ‫‪ )2015‬ال تمول هذا الكالم على اإلطالق‪ ،‬بل هً ر ّجحت‪ ،‬وهذا‬
‫"الوثٌمة" من التداول‪ ،‬وأتلؾ معظم النسخ‪ ،‬ألنه حرص على عدم إؼضاب أبو عمار وأبو إٌاد‪ ،‬ألن رواٌة‬
‫أبو جهاد ممصورة ٌ على البداٌات فً ؼزة فحسب‪ ،‬أي على مجموعة سنة ‪ ،1954‬لبل لمابه ٌاسر عرفات‬
‫فً الماهرة فً ‪ .1955‬ورواٌة "البداٌات" ألبو جهاد ال تشٌر بالطبع إلى صالح خلؾ النتفاء المعرفة‪ .‬ونمالً‬
‫للكراس‪ ،‬كً ٌتفادى الثؽرات‪.‬‬
‫عن انتصار الوزٌر (زوجة أبو جهاد) عمد أبو جهاد إلى كتابة ممدّم ٍة جدٌدة ّ‬

‫‪13‬‬
‫ولكن تلن الممدمة ضاعت فً انمالب حركة حماس فً ؼزة‪ ،‬وفً أثناء العبث الحمساوي بممتنٌات منزل أبو‬
‫المزورة عن "وثٌمة البداٌات" المنشورة فً مجلة الدراسات الفلسطٌنٌة؟‬
‫ّ‬ ‫جهاد‪ .‬إذاً‪ ،‬من أٌن جاء بتلن الرواٌة‬
‫َمن ٌراجع الوثٌمة فً المجلة ٌمرأ رواٌةً مختلفةً تما ًما ع ّما ذكره الكاتب‪ ،‬وال سٌما حكاٌة إنزال اسم ٌاسر‬
‫عرفات ً‬
‫بدال من عبد هللا الدنان‪.‬‬
‫ّ‬
‫أكغاص ‪ ٦٤‬دون أي ذ‪ٞ‬ؽ ‪٥٢١‬هادر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪٨٤‬ف‪٬‬ةث إ‪١‬٭‬
‫ٍ‬ ‫ة‪٤٬٢ٓ٥‬ات‬
‫ٍ‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬ٯٓز ا‪ٟ١‬خاب‬
‫مثل الكالم المنسوب إلى كامل الشرٌؾ (اإلخوانً المدٌم والوزٌر األردنً الحما) عن ارتٌابه بعاللات ٌاسر‬
‫سست‬ ‫عرفات (ص ‪ ،)54‬والكالم المنسوب إلى خالد الحسن‪ ،‬وهو أحد مإسسً حركة فتح‪ ،‬إن الحركة أ ُ ّ‬
‫لمعاكسة المد المومً العربً (ص ‪ ،)58‬والكالم المنمول عن ناطك باسم اللجنة المركزٌة لمنظمة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة (ص ‪ ،)148‬وذلن كله من دون إسناد النص إلى مصدره‪ ،‬وهو استهانةٌ بالكتابة العلمٌة‪ .‬وفً‬
‫الكتاب أمثال ذلن كثٌر مما ال ٌمكن إحصاإه على ؼرار‪" :‬لال بعضهم" (ص ‪ ،)45‬و "ٌروي عطاهلل‬
‫عطاهللا" (ص ‪ ،)107‬و"اعتبر البعض" (ص ‪ ،)122‬و"ما كان ٌُمال وٌُعتمد" (ص ‪ ،)136‬و"ذكرت‬
‫التمارٌر" (ص‪ ،)147‬و"ما أ ّكدته مصادر رسمٌة أمٌركٌة" (ص ‪ ،)242‬و"تشٌر جمٌع المصادر‬
‫والتصرٌحات (ص ‪ .)263‬أما ما هً تلن المصادر والتمارٌر والتصرٌحات؟ و َمن هم هإالء "البعض"‬
‫الذٌن لالوا وحدّثوا؟ ومن أٌن استمى الكاتب هذا الفٌض من األلاوٌل واألؼالٌط؟ فالعلم بها مخبو ٌء ومستور‪.‬‬
‫فمصة تؤسٌس حركة فتح‪ ،‬وهً محتوى هذا الكتاب من بابه إلى محرابه‪ ،‬كلها رواٌاتٌ من عٌار لٌل ولالوا‪.‬‬
‫فـ "منهم َمن ٌمول" (ص ‪" ،)43‬فٌما آخرون ٌمولون" (ص ‪ ،)44‬بٌنما "تإ ّكد مصادر عدٌدة" (ص ‪،)44‬‬
‫و"راجت ألاوٌل" (ص‪ ... ) 437‬وهكذا على هذا المنوال والؽرار‪.‬‬

‫زعموا أن‬
‫كنا اعتمدنا‪ ،‬منذ زمن طوٌل‪ ،‬أن لواعد ال َجرح والتعدٌل ما عادت ممصورة ً على األحادٌث النبوٌة وحدها‪،‬‬
‫بل امتدّت لتشمل جمٌع النمول ؼٌر المرفوعة إلى سن ٍد متٌن‪ .‬لكن ‪ٞ‬خاب "ـخ‪٬‬ن ْا‪٤‬ا ‪ ٦٤‬ا‪١‬غػاع ‪"..‬‬
‫ّ‬
‫ٯٍٰص أةفً ‪٪‬ؼه ا‪٬ٜ١‬اْػ‪ ،‬وٯخشؽأ ْ‪٢‬٭ ا‪١‬ط‪ٰٜٜ‬ث ة‪٨٪ :٩١٬ٜ‬اك رواٯث أعؽى حلخت‪ ٩‬ةأن ٯاـؽ‬
‫ٌ‬
‫ْؽ٘ات ىا‪٘ ّ١‬ٮ ‪٤‬ؤا‪٤‬ؽة إخٰال ٯ‪٬‬ـٗ ْؽاةٮ (ص ‪ ٦٤ .)120‬أٯ‪ ٦‬اـخ‪ٜ‬٭ ا‪ٟ١‬احب ح‪ٝ٢‬‬
‫ً‬
‫ا‪١‬ؽواٯث ا‪٫١‬ؼٯا‪ٰ٧‬ث؟ ‪ٜ١‬ػ اـخ‪ٜ‬ا‪٪‬ا ‪ْ ٦٤‬تػ ا‪١‬ؽض‪٘ ٣ٰ٨ٕ ٦٥‬ٮ ‪ٞ‬خاة‪" ٩‬ذالذ‪٬‬ن ْا‪٤‬ا ‪ ٦٤‬ا‪ٓ١‬تد"‪.‬‬
‫وا‪١‬ط‪ٰٜٜ‬ث أن ‪٤ ٣ِٓ٤‬ا ورد ٘ٮ ‪٪‬ؼا ا‪ٟ١‬خاب ‪ْ ٬٪‬تد‪ ،‬وال ٯ‪ ٦ٟ٥‬االـخل‪٫‬اد ة‪ ٩‬أ‪١‬تخث‪.‬‬

‫ً‬
‫مهلهال‪ ،‬وال ٌمكن الركون‬ ‫خرلت كتاب دمحم سعٌد دلبح‪ ،‬وجعلته‬
‫وأمثال هذه االستشهادات‪ ،‬وهً كثٌرة جدًا‪ّ ،‬‬
‫إلٌه علمًٌا‪ .‬أما لصة ممتل الضابط الفلسطٌنً البعثً فً الجٌش السوري‪ٌ ،‬وسؾ عرابً‪ ،‬فهً على النحو‬
‫التالً‪ :‬كان عبد الكرٌم العكلون وزكرٌا عبد الرحٌم ودمحم حشمة وولٌد أبو شعبان (الذي كان اختطفه ٌوسؾ‬
‫عرابً ورماه فً منطمة مٌسلون بعد إطالق النار بٌن رجلٌه) موجودٌن فً مكتب "فتح" المجاور لمدرسة‬
‫الفرنسٌسكان (دار السالم حالًٌا) فً دمشك‪ ،‬فدخل علٌهم ٌوسؾ عرابً‪ ،‬ومعه المالزم األول عدنان العالم‪،‬‬
‫عرابً مع بعض الحاضرٌن فً شؤن األسلحة التً‬ ‫وهو ضابط فلسطٌنً فً الجٌش السوري‪ .‬وتالسن ُ‬
‫وصلت من الجزابر‪ ،‬فؤخرج مسدسه وأطلك النار فؤصاب دمحم حشمة‪ .‬وعندما سمع عبد المجٌد الزؼموت‬
‫صوت الرصاص‪ ،‬وكان فً تلن اللحظة فً ؼرف ٍة مجاورة‪ ،‬تناول رشاشه وأطلك النار فمتل ٌوسؾ عرابً‪،‬‬
‫عا عن النفس (وفً رواٌة أخرى أنه هو الذي أصاب دمحم حشمة خطؤ)‪ .‬وعلى الفور‪ ،‬حضر ربٌس األمن‬ ‫دفا ً‬
‫السٌاسً فً وزارة الداخلٌة‪ ،‬النمٌب منٌب المجذوب‪ ،‬وهو فلسطٌنً‪ ،‬واصطحب معه زكرٌا عبد الرحٌم (أبو‬
‫ٌحٌى) والعكلون وعدنان العالم إلى التولٌؾ‪ ،‬باعتبارهم شهودًا على الحادثة‪ ،‬ثم لم ٌلبث أن أُطلك عدنان‬
‫العالم‪ .‬وفً مساء ‪ 1966/5/18‬جاءوا بٌاسر عرفات وأبو جهاد وأبو صبري ومختار بعباع‪ .‬وفً الٌوم‬
‫‪14‬‬
‫التالً‪ ،‬تُرن أبو جهاد‪ ،‬لكن عرفات ألام فً السجن أربعٌن ٌو ًما‪ ،‬ثم أُطلك بعد أن أنهت لجنة التحمٌك‬
‫العسكرٌة مهماتها‪ ،‬وكانت برباسة الممدّم ناجً جمٌل ٌساعده الرابد الفلسطٌنً محمود عزام الذي صار فً‬
‫سا ألركان سالح الطٌران السوري‪ .‬وهذه هً رواٌة زكرٌا عبد الرحٌم (راجع‪ :‬صحٌفة الحٌاة‬ ‫ما بعد ربٌ ً‬
‫‪ ،)2004/11/29‬وهً تكاد تطابك نص الحكم الذي أصدرته المحكمة العسكرٌة برباسة الممدّم مصطفى‬
‫طالس‪ ،‬وعضوٌة الرابد ربٌؾ علوانً‪ ،‬والرابد رفٌك حالوة‪ ،‬والنمٌب موسى العلً والنمٌب خالد بدوي‬
‫(أنظر‪ :‬هاشم عثمان‪ ،‬المحاكمات السٌاسٌة فً سورٌة‪ ،‬بٌروت‪ :‬رٌاض الرٌس للكتب والنشر‪.)2004 ،‬‬

‫أشخاص من دون أي ذكر للمصادر"‬


‫ٍ‬ ‫ت منسوب ٍة إلى‬
‫"ٌعج الكتاب بمعلوما ٍ‬
‫ت ؼٌر جابزة فً مٌدان البحث والتؤرٌخ‪ ،‬مثل لوله إن حركة فتح‬ ‫منذ بداٌة كتابه‪ٌ ،‬ستخدم دمحم دلبح عبارا ٍ‬
‫"ادّعت وال تزال تدّعً أن لها شرؾ األسبمٌة فً الكفاح لتحرٌر فلسطٌن (‪ )...‬فٌما كل الدالبل تشٌر إلى‬
‫زٌؾ هذا االدعاء" (ص ‪ ،)11‬وهو ٌشٌر بذلن إما إلى حركة المومٌٌن العرب‪ ،‬أو إلى جبهة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة‪ .‬والحمٌمة أن العملٌة التً استشهد فٌها خالد الحاج أبو عٌشة (خالد دمحم الطاهر) على أٌدي الموات‬
‫التحركات التمهٌدٌة التً‬
‫ّ‬ ‫األردنٌة فً ‪ 1964/11/2‬كانت استطالعٌة لحركة المومٌٌن العرب‪ ،‬من طراز‬
‫كانت تموم بها بجدارة الكتٌبة ‪ - 68‬استطالع فً الجٌش السوري‪ ،‬ومعظم أعضابها من عشٌرتً الهٌب‬
‫والتالوٌة ومن فلسطٌنًٌ طبرٌة وصفد وبعض نواحً الجلٌل‪ .‬وحتى العملٌة الثانٌة التً استشهد فٌها رفٌك‬
‫ساؾ ودمحم الٌمانً وسعٌد عبد سعٌد جاءت بعد سنتٌن (‪ ،)1966/10/18‬ولم تمع‪ ،‬على االطالق‪ ،‬فً‬ ‫ع ّ‬
‫سٌاق حرب الفدابٌٌن والكفاح المسلح الذي لم ٌنطلك إال على أٌدي مماتلً فتح فً ‪.1965/1/1‬‬

‫ٌستشهد الكاتب بٌومٌات عدنان أبو عودة (المركز العربً لألبحاث ودراسة السٌاسات‪ )2017 ،‬التً تذكر‬
‫أن وزٌر الخارجٌة األمٌركً األسبك‪ ،‬كٌسنجر‪ ،‬وراء تمرٌر لرار الممة العربٌة فً الرباط (‪ )1974‬اعتبار‬
‫منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة الممثل الشرعً الوحٌد للشعب الفلسطٌنً‪ ،‬استنادًا إلى خراف ٍة نسبها أبو عودة إلى‬
‫المستشار السٌاسً للربٌس حسنً مبارن‪ ،‬الدبلوماسً المصري‪ ،‬أسامة الباز‪ ،‬وتزعم أن كٌسنجر همس‬
‫بالفكرة فً أذن وزٌر الخارجٌة المصري األسبك‪ ،‬إسماعٌل فهمً‪ ،‬الذي همس بها بدوره فً أذن أنور‬
‫السادات (ص ‪ .)329‬إنها إذا ً سٌاسة الهمس واللمس والنظرات‪ ،‬وهً حكاٌةٌ ال تصدّلها الولابع واألحداث‪.‬‬
‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬ٯ‪٬‬رد ا‪٥١‬ؤ‪ ٠ٰٛ :ٗ١‬و‪ٛ‬خؼاك [ا‪٧‬خت‪ ٩‬إ‪١‬٭ ‪٥٢ٞ‬ث ‪ ]٠ٰٛ‬إن ْ‪٢‬ٮ ‪٧‬انؽ ٯاـٰ‪( ٦‬أة‪٬‬‬
‫‪٧‬انؽ) إخٰ‪٘ ٠‬ٮ ا‪٬ٟ١‬ٯج ٘ٮ ‪٘ ،1978‬ؼ‪٪‬ب ىطٰث ا‪١‬هؽاع ةٰ‪ ٦‬األع‪٬‬ٯ‪ ٦‬عا‪١‬ػ ا‪١‬طف‪( ٦‬أة‪٬‬‬
‫ا‪١‬فٰٓػ) وْ‪٢‬ٮ ا‪١‬طف‪( ٦‬أة‪ ٬‬أٯ‪ )٦٥‬وةٰ‪ ٦‬ـ‪ ٣ٰ٢‬ا‪١‬ؾْ‪٬٨‬ن (أة‪ ٬‬األدٯب) ‪٢١‬فٍٰؽة ْ‪٢‬٭ إ‪٣ٰ٢ٛ‬‬
‫ا‪٬ٟ١‬ٯج (ص ‪٤ .)194‬ا ‪٪‬ؼا ا‪١‬خ‪ ٰٚٙ٢‬ا‪١‬ؼي ٯلت‪ ٩‬رؤٯث زوج األم ْ‪٢‬٭ ا‪١‬ؽٯ‪ٚ‬؟‬

‫سخفها وهزالها‪ ،‬فهً لصة الجذور‬ ‫أما الحكاٌة التً ما برحت تتردّد فً بعض الكتابات الفلسطٌنٌة‪ ،‬على ُ‬
‫العابلٌة لٌاسر عرفات‪ ،‬والتً ٌستعٌدها الكاتب هنا على النحو التالً‪" :‬وٌُمال [انتبه مج ّددًا إلى كلمة ٌُمال] إن‬
‫روجها عبد الرحمن ؼنٌم‬ ‫ج ْد عرفات المدوة لدم من المؽرب إلى المدس" (ص ‪ .)353‬وهذه الحكاٌة المبتذلة ّ‬
‫فً كتابه "ثالثون عا ًما من العبث"‪ ،‬وزاد علٌها ؼازي حسٌن وناجً علوش‪ ،‬فزعما إن آل عرفات هم ٌهود‬
‫من بلدة ٌهودٌة مؽربٌة تدعى لدوة‪ .‬وهذه االفتراءات كانت أثٌرة ً لدى اإلرهابً صبري البنا (أبو نضال)‬
‫كثٌرا ما دافع عنه‪ ،‬فؤشاع عنه إن أ ّمه ٌهودٌة‪ ،‬وكان ٌشتمه فً مجلة‬ ‫ً‬ ‫الذي لم ٌوفر حتى صالح خلؾ الذي‬
‫فلسطٌن الثورة‪ ،‬الناطمة باسمه‪ ،‬بعبارة "ٌا ابن الٌهودٌة"‪ ،‬وتبٌّن أن والدته من آل السما المسلمٌن‪ .‬وضؼا‬
‫ٕازي ضفٰ‪ ٦‬ضؼوه ٘ٮ ‪ٞ‬خاة‪ ٦٤" ٩‬ا‪١‬خ‪٬‬رٯً إ‪١‬٭ ا‪١‬خ‪ٙ‬ؽٯً" (د‪٤‬ل‪ ،)1996 ،ٚ‬وزاد ْ‪٢‬٭ ذ‪ٝ١‬‬
‫ً‬
‫أن ْؽ٘ات ْاد إ‪١‬٭ ٯ‪٬٫‬دٯخ‪ ٩‬ـؽا ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أ‪٤‬ا ‪٥١‬اذا ‪٪‬ؼا ا‪١‬ط‪ٜ‬ػ ْ‪٢‬٭ ٯاـؽ ْؽ٘ات‪٘ ،‬ألن ْؽ٘ات ٕيب ‪ٕ ٦٤‬ازي ضفٰ‪ ٦‬ةلػة‪ ،‬وـغؽ‬
‫ً‬
‫‪٢ٛ ٦٤‬ث ٍ٘‪٨‬خ‪٥٤ ٩‬ر‪٢‬ا ‪٥ِ٨٥١‬ث ا‪١‬خطؽٯؽ ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث ٘ٮ ٰٰ٘‪٨‬ا‪٘ ،‬ٮ أذ‪٨‬اء حؽحٰب كؽاء كط‪٨‬ث‬
‫ً‬
‫أـ‪٢‬طث ٘ٮ ـ‪٨‬ث ‪ .1981‬وةػال ‪ ٦٤‬أن حه‪ ٠‬ا‪١‬لط‪٨‬ث ةط‪١٬٥‬خ‪٫‬ا إ‪١‬٭ ةٰؽوت‪ ،‬ون‪٢‬ج ةا‪،٠ٓٙ١‬‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫‪ٞ ٦ٟ١‬ان ْ‪٫ٰ٢‬ا زةٰب ال ـالضا‪ ،‬واستولت المخابرات اإلسرابٌلٌة (الموساد) على مالٌٌن الدوالرات التً‬
‫كانت مرصودة ثمنا للسالح‪ ،‬واعتُمل اثنان من العاملٌن فً الممثلٌة الفلسطٌنٌة‪ ،‬وأُبعد السفٌر الؽازي من‬
‫النمسا التً كان مستشارها برونو كراٌسكً ٌرتبط بعالل ٍة وثمى مع ٌاسر عرفات‪ .‬ولن أبوح بمصدر‬
‫ت من ؼٌر دلٌل‪ٌ ،‬حك لً‪ ،‬بحسب لواعد‬ ‫معلوماتً‪ ،‬ال على طرٌمة "لٌل ولال"‪ ،‬بل ألن ما لُدّم من اتهاما ٍ‬
‫تمدٌم أي دلٌل‪ ،‬مع أن المصدر متوفر فً المكتبات‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أوللٌدس‪ ،‬أن أرفضه من دون‬

‫أما ا‪١‬شػ األْ‪٢‬٭ ‪ٰ١‬اـؽ ْؽ٘ات ٘‪ ٦٥١ ،٬٫‬ال ٯٓ‪ ،٣٢‬ض‪٢‬تٮ ا‪١‬شؼور‪ ،‬وٯػْ٭ ْؽ٘ات ة‪ ٦‬ٯ‪٬‬ـٗ‬
‫ا‪ٜ١‬ػوة ا‪١‬ؼي اـخ‪ٜ‬ؽ ‪ ّ٤‬ك‪٤ ٩ٰٜٜ‬ط‪٥‬ػ ٘ٮ ٕؾة ذ‪٘ ٣‬ٮ عا‪٧٬ٰ٧‬ؿ ٘ٮ ْام ‪ .1657‬وٌمكن‬
‫ّ‬
‫المظان التالٌة‪" :‬إتحاؾ األعزة فً تارٌخ ؼزة" لعثمان أبو المحاسن الطباع‪،‬‬ ‫العثور على تارٌخ العابلة فً‬
‫أو فً كتاب موسى ؼوشة "عابلة عرفات المدوة فً المدس" (المدس‪ :‬مطبعة روان‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،).‬أو فً كتاب دمحم‬
‫أمٌن بن فضل هللا المحبً الدمشمً الحموي األصل‪ ،‬الموسوم بعنوان "خالصة األثر فً أعٌان المرن‬
‫الحادي عشر"‪ ،‬والذي ُوجدت فٌه تراجم ألجداد دمحم عبد الرإوؾ عرفات‪ ،‬أي والد ٌاسر عرفات‪ .‬وورد اسم‬
‫عابلة عرفات المدوة الحسٌنً فً مخطوطة "المشجر الكشاؾ ألصول السادة األشراؾ" لدمحم بن أحمد بن‬
‫علً الحسٌنً الحنفً‪ ،‬وكذلن ترجمة للحاج دمحم عرفات الؽزاوي فً "عجابب اآلثار فً التراجم واألخبار"‬
‫لعبد الرحمن الجبرتً‪.‬‬

‫صا علم الرجال والطبمات‪ ،‬فً اختراع حكاٌ ٍة‬ ‫ٌتنطح َمن ال ٌعلم‪ ،‬وال عاللة له بالعلم‪ ،‬خصو ً‬‫ّ‬ ‫ومع ذلن‪،‬‬
‫ذمٌم ٍة وملفم ٍة عن األصول العابلٌة لٌاسر عرفات‪ ،‬األمر الذي ٌجعل جمٌع الرواٌات المشابهة بال صدلٌ ٍة‬
‫أن‪٬‬ل إٯؽا‪ٰ٧‬ث‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫على اإلطالق‪٤ ،‬ر‪ٞ ٠‬الم ا‪٥١‬ؤ‪٢ْ ٗ١‬٭ أن ا‪١‬ؽئٰؿ ‪٤‬ط‪٬٥‬د ْتاس ‪٦٤ ٬٪‬‬
‫وة‪٫‬ائٮ ا‪١‬ػٯا‪٧‬ث (ص ‪ 390‬و‪ ،)393‬وٯه‪٬‬ل وٯش‪٬‬ل ٘ٮ ا‪١‬طػٯد ْ‪ ٦‬ا‪١‬ت‪٫‬ائٰث وا‪١‬ت‪٫‬ائٰٰ‪،٦‬‬
‫ً‬
‫"ا‪٨١‬ط‪٢‬ث ا‪ٍٰٜ٢١‬ث‪ :‬ا‪١‬تاةٰث‬ ‫ِ‬ ‫اـخ‪٨‬ادا إ‪١‬٭ ‪ٞ‬خب ن‪ٙ‬ؽاء‪ ،‬وةا‪١‬خطػٯػ ‪ٞ‬خاب ْتػ ا‪ ٣ٓ٨٥١‬ا‪٥٨١‬ؽ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وا‪١‬ت‪٫‬ائٰث"‪ ،‬و‪ٞ ٬٪‬خاب ‪٤‬خ‪٫‬ا٘ج‪ ،‬وٯخ‪٥‬ازج ٰ٘‪ ٩‬ا‪١‬ش‪ ٠٫‬ةا‪ٖ١‬تاء أٯ‪٥‬ا ح‪٥‬ازج‪ ،‬و‪ ٦٤ ٬٪‬ا‪٥١‬ؽاسّ‬
‫ً‬
‫ا‪١‬خا٘‪٫‬ث وا‪١‬ف‪٥ٰٜ‬ث ‪ٓ٤‬ا‪ .‬ولمزٌد من النكاٌة‪ٌ ،‬إكد الكاتب أن االسم الكامل للربٌس محمود عباس هو‬
‫محمود رضا عباس مٌرزا‪ ،‬وهو ما دأب علٌه صبري البنا فً أثناء صراعه الدموي مع حركة فتح‪ ،‬وها هو‬
‫صر أو تمحٌص أو إعما ٍل للنمد والعمل معًا‪ .‬وال‬‫دمحم سعٌد دلبح ٌعٌد إنتاج االفتراءات المدٌمة‪ ،‬من دون أي تب ّ‬
‫رٌب أن عابلة محمود عباس السنٌة معروفة جدًا فً صفد‪ ،‬ومعروفة فً دمشك موطن لجوبها‪.‬‬

‫ومن المعٌب اللجوء إلى هذا األسلوب الذي برع فٌه صبري البنا‪ ،‬ولم ٌوفّر حتى أصدلاءه أمثال ناجً‬
‫علوش ومنٌر شفٌك وحنا ممبل الذٌن كان ٌفتري علٌهم بعبارة "عمالء الفاتٌكان"‪ ،‬ألنهم‪ ،‬بكل بساطةٍ‪،‬‬
‫للٌال هذا الكالم المنفلت من عماله‪ ،‬ومن باب التفكهة‪ ،‬فإن فلسطٌن كانت ستفخر‬ ‫مسٌحٌون‪ .‬وحتى لو جارٌنا ً‬
‫سا لدولتها‪ .‬أَلم‬‫التحرر الوطنً فٌها‪ ،‬وأن بهابًٌا صار ربٌ ً‬
‫ّ‬ ‫لو أن ٌهودًٌا فلسطٌنًٌا صار لابدًا لشعبها ولحركة‬
‫سمرة)‪ ،‬وتسلم‬ ‫ٌكن لابد كتابب الشهٌد أبو علً مصطفى فً نابلس‪ ،‬نادر تصادولا‪ ،‬من طابفة السامرٌٌن (ال ُ‬
‫المٌادة بعد اؼتٌال ٌامن فرج فً عام ‪2004‬؟‬

‫ضا من خٌرة مناضلً حركة فتح كانت أمهاتهم ٌهودٌات‪ ،‬أمثال كمال الن ّمري وولٌم نصار‬ ‫لنتذ ّكر أن بع ً‬
‫وكثٌرا ما حاولت‬
‫ً‬ ‫وسمٌر أبو ؼزالة (الحاج طالل)‪ ،‬ومن كانت أ ّمه ٌهودٌة ٌعتبره الشرع الٌهودي ٌهودًٌا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إسرابٌل أن تلعب بهذه الماعدة‪ ،‬ففشلت تماماً‪ .‬ولنتذ ّكر أن الٌهودي الفلسطٌنً‪ ،‬أوري داٌفٌس‪ ،‬انتخبه المإتمر‬
‫ً‬
‫ممثال‬ ‫عضوا فً مجلسها الثوري‪ ،‬وأن المإرخ الكبٌر إٌالن هالٌفً كان‬ ‫ً‬ ‫السادس لحركة فتح فً سنة ‪2009‬‬
‫لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً االشتراكٌة الدولٌة‪ ،‬وأن المناضل والكاتب المؽربً الٌهودي إدمون عمران‬
‫سجن فً بالده وكان على اتصال بحركة فتح‪ .‬وهل ٌعرؾ الكاتب أن المإرخ الفلسطٌنً زٌن نور‬ ‫الملٌح ُ‬
‫الدٌن زٌن والسفٌرة لٌلى شهٌد والطبٌب البارع منٌب شهٌد هم بهابٌون؟‬

‫عضوا فً‬
‫ً‬ ‫"الٌهودي الفلسطٌنً‪ ،‬أوري داٌفٌس‪ ،‬انتخبه المإتمر السادس لحركة فتح فً سنة ‪2009‬‬
‫مجلسها الثوري"‬
‫ُ‬
‫ال ٯ‪ٟ‬خ‪ٙ‬ٮ ا‪ٟ١‬احب ة‪٫‬ؼا وضػه‪ ،‬ة‪ ٠‬ٯ‪٘ ٦ٓ٥‬ٮ ‪٪‬ؼا األـ‪٬٢‬ب‪٬ٰٜ٘ ،‬ل ْ‪ ٦‬ا‪١‬ؽئٰؿ ‪٤‬ط‪٬٥‬د‬
‫ّ‬
‫ْتاس‪" :‬رٕ‪ ٣‬ادْائ‪ ٩‬ةأ‪٢ْ ٠٥ْ ٩٧‬٭ حل‪٥ِ٨٤ ٠ٰٟ‬ث ٘ػائٰث ٘ٮ ـ‪٬‬رٯث" (ص ‪ .)395‬ٯا‬
‫ادْاء‪ ،‬ة‪ ٬٪ ٠‬ض‪ٰٜٜ‬ث حارٯغٰث‪ ،‬ور٘ا‪٘ ٩ٛ‬ٮ ح‪ ٝ٢‬ا‪١‬خشؽةث ا‪١‬تفٍٰث ‪٤‬ا زال‬ ‫ً‬ ‫أعٮ‪٪ ،‬ؼا ‪ٰ١‬ؿ‬
‫ةٓي‪٘ ٣٫‬ٮ ‪ٰٛ‬ػ ا‪١‬طٰاة‪ .‬وهذا اإلنكار ٌسًء لألموات واألحٌاء معاً‪ .‬فكٌؾ ننكر تجربة محمود المؽربً‬
‫ودمحم السهلً (السهلً ولٌس السهلة كما ورد فً الكتاب) وعبد هللا الدنان ونامك أبو عابد وعمر الحورانً‬
‫وٌحٌى البنا وظافر الخضراء‪ ،‬وجمٌعهم ش ّكلوا تلن المجموعة التً انضوت الحما ً فً حركة فتح؟ ٌمكنن أن‬
‫تسؤل المناضل التارٌخً‪ ،‬أنٌس الخطٌب‪ ،‬فً دمشك عن هذا الشؤن‪ ،‬فلعله ٌنببن الحمٌمة‪ً ،‬‬
‫بدال من اللجوء إلى‬
‫ت ؼٌر البمة فً البحوث والدراسات مثل المول‪" :‬ساهم ٌاسر عرفات وهو ٌسعى إلى تكرٌس‬ ‫استخدام عبارا ٍ‬
‫نفسه زعٌ ًما (‪ )...‬فً تحوٌل الخٌانة الوطنٌة إلى وجهة نظر (‪ ،)...‬ولجؤ إلى استخدام كل المناورات والحٌل‬
‫والتكتٌكات إلنجاح مشروعه الخاص بالزعامة على حساب المضٌة الوطنٌة" (ص ‪ ،)12‬و"تمٌز العدٌد من‬
‫البٌانات بالتضخٌم والمبالؽة وحتى الكذب‪ ،‬وهً صفةٌ الزمت ٌاسر عرفات طوال مسٌرته" (ص ‪،)106‬‬
‫ولد "واصل عرفات السلون ذاته من سٌاسة الخداع والكذب فً البالؼات العسكرٌة" (ص‪ ،)107‬و"كان‬
‫عرفات ٌفتمد إلى المناعة الوطنٌة الثورٌة" (ص ‪ .)368‬هذا الكالم معٌبٌ ؛ إنه شالل شتابم ولٌس كتابة‬
‫تارٌخٌة‪.‬‬

‫والكتاب‪ ،‬بهذا المعنى‪َ ،‬م ْعٌَ َرة ولٌس تارٌ ًخا‪ .‬لم ٌُخلك ٌاسر عرفات زعٌ ًما‪ ،‬ولم ٌكن زعٌ ًما منذ بداٌته‪ ،‬لكنه‬
‫"طك الحنن"‪ .‬لم ٌصبح جمال عبد الناصر زعٌ ًما‬ ‫ّ‬ ‫صار زعٌ ًما فً المٌدانٌن‪ ،‬العسكري والسٌاسً‪ ،‬ولٌس فً‬
‫إال بعد العدوان الثالثً فً سنة ‪ .1956‬وصار كاسترو زعٌ ًما بعد تحرٌر كوبا‪ .‬وهوشً منه بات زعٌ ًما‬
‫فً خضم النضال الوطنً ضد االستعمار الفرنسً لفٌتنام‪ .‬وعلى هذا الؽرار‪ ،‬كان ماوتسً تونػ ولومومبا‬
‫وماندٌال‪.‬‬
‫ً‬
‫وٯفخٍّٰ أي ‪ٞ‬احب ا‪٬ٰ١‬م أن ٯ‪٨‬ال ‪ْ ٦٤‬تػ ا‪٨١‬انؽ أو ‪ٞ‬اـخؽو أو ‪٤‬اوحفٮ ح‪ ٔ٧٬‬اـخ‪٨‬ادا إ‪١‬٭‬
‫عتؽٯث ‪٨٪ ٦٤‬اك‪ ،‬و‪ ٦ٟ١‬ذ‪ ٩٢ٞ ٝ١‬ال ‪٥ٰٛ‬ث ‪٘ ٩١‬ٮ ‪ٰ٤‬ؾان ا‪١‬ط‪ٰٜٜ‬ث‬ ‫ٍ‬ ‫‪ٛ‬هث ‪٨٪ ٦٤‬ا أوإ‪١‬٭‬ ‫ٍ‬
‫ا‪١‬خارٯغٰث‪ .‬وا‪١‬ط‪ٰٜٜ‬ث أن ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص‪ ،‬ةؾْا‪٤‬ث ٯاـؽ ْؽ٘ات ور٘ا‪( ٩ٛ‬و‪ ٣٫ٓ٤‬ةا‪١‬خأ‪ٰٞ‬ػ ‪٨٤‬اى‪٬٢‬‬
‫ّ‬
‫ا‪١‬ر‪٬‬رة ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث ٘ٮ ا‪٥ِ٨٥١‬ات األعؽى‪ ،‬أ‪٤‬رال س‪٬‬رج ضتق)‪٪ ،‬ٮ ا‪١‬خٮ ض‪١٬‬ج‬
‫ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ ٦٤ ٦ٰٰ٨‬السئٰ‪ ٦‬إ‪١‬٭ كٓب‪ ،‬و‪٪‬ٮ ا‪١‬خٮ أْادت ح‪٬ٟ‬ٯ‪ ٦‬ا‪١‬لغهٰث ا‪ٰ٨ٌ٬١‬ث‬
‫ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث‪ ،‬و٘ؽى‪٫‬ا ْ‪٢‬٭ ا‪١‬شػول ا‪١‬فٰاـٮ ‪ٓ٢١‬ا‪ ،٣١‬و‪٪‬ٮ ا‪١‬خٮ أدرسج ‪ٛ‬يٰث ٘‪٢‬فٍٰ‪٦‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫٘ٮ ـٰاق ضؽ‪ٞ‬ات ا‪١‬خطؽر ا‪٨ٌ٬١‬ٮ‪ ،‬وا‪ٞ‬خفب ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪٬ٰ٨‬ن سؽاء ذ‪ ٝ١‬كغهٰث ‪ٰ٥٤‬ؾة ةٰ‪٦‬‬
‫كٓ‪٬‬ب ا‪ٓ١‬ا‪ .٣١‬و‪٬١‬ال ذ‪ ٝ١‬ا‪١‬خأـٰؿ ‪١‬هار ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪٬ٰ٨‬ن ‪٤‬ر‪ ٠‬األر‪ٛ :٦٤‬يٰث ْاد‪١‬ث ‪٫٨ٟ١‬ا ٰٕؽ‬
‫ً‬
‫‪٬٤‬س‪٬‬دة ْ‪٢‬٭ سػول ا‪ٓ١‬ا‪ٞ ٠٫٘ .٣١‬ان ذ‪ ٩٢ٞ ٝ١‬عػاْا؟‬

‫‪17‬‬
‫فٌض من األغالط‬

‫ٌمول الكاتب دمحم سعٌد دلبح‪ ،‬فً كتابه "ستون عاما من الخداع‪ "..‬إن إمٌل البستانً‪ ،‬مإسس شركة الكات‪،‬‬
‫هو لبنانً من أصل فلسطٌنً (ص ‪ ،)28‬وإن أحد أسباب انهٌار شركة الكات‪ ،‬وكذلن بنن أنترا‪ ،‬أن‬
‫البستانً وٌوسؾ بٌدس فلسطٌنٌان (ص ‪ .)32‬والصحٌح أن إمٌل البستانً لبنانً مولود فً بلدة الدبٌة فً‬
‫الشوؾ‪ ،‬وعمل بعد أن تخرج فً إحدى الجامعات األمٌركٌة فً شركة نفط العراق‪ ، IPC‬وهذه هً بداٌة‬
‫سس شركة الكات فً حٌفا سنة ‪ 1941‬التً انتملت إلى لبنان بعد نكبة ‪ .1948‬وٌمول‬ ‫صلته بفلسطٌن‪ .‬ثم أ ّ‬
‫أٌضا ً إن الشخصٌة األبرز وراء تشكٌل حركة فتح كان عادل عبد الكرٌم ٌاسٌن (ص ‪ .)44‬ومع أن ال أحد‬
‫ٌنكر أن عادل عبد الكرٌم من الشخصٌات المإسسة لحركة فتح‪ ،‬إال أنه لم ٌكن األبرز‪ .‬والؽاٌة واضحة من‬
‫هذا الكالم‪ ،‬وهً إلؽاء شؤن ٌاسر عرفات فً تؤسٌس حركة فتح‪ ،‬على طرٌمة إعادة الفضل فً تؤسٌس حزب‬
‫تزوٌرا إلى زكً األرسوزي لمحو أثر مٌشال عفلك‪ .‬والمعروؾ أن األرسوزي لم ٌكن له أي عاللة‬ ‫ً‬ ‫البعث‬
‫بتؤسٌس "البعث" ألبتة‪.‬‬
‫وٌمول الكاتب‪" :‬لم ٌعد أعضاء رابطة الطلبة الفلسطٌنٌٌن لادرٌن على العمل تحت راٌة اإلخوان المسلمٌن‬
‫المحظورة والمالحك أفرادُها‪ ،‬فاجتهدوا فً البحث عن إطار بدٌل" (ص‪ ،)47‬وهذا اإلطار هو الذي صار‬
‫الحمًا حركة فتح‪ .‬أما مرجعه فً هذه الخالصة العجٌبة فهو كتاب "حماس‪ :‬حركة المماومة االسالمٌة" لخالد‬
‫ً‬
‫نمر أبو العمرٌن‪ .‬والحمٌمة أن راةٍث ا‪٢ٍ١‬تث ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ ٣١ ٦ٰٰ٨‬ح‪ ٦ٟ‬ٯ‪٤٬‬ا حطج راٯث اإلع‪٬‬ان‬
‫ا‪٥١‬ف‪٦ٰ٥٢‬؛ ٘‪ٙ‬ٮ راةٍث ا‪ٜ١‬ا‪٪‬ؽة ‪ٞ‬ان ا‪١‬ر‪ ٠ٜ‬األ‪ٞ‬تؽ ‪٢١‬تٓرٰٰ‪ ،٦‬و٘ٮ راةٍث اإلـ‪٨ٟ‬ػرٯث ‪ٞ‬ان‬
‫ا‪١‬تٓرٰ‪٬‬ن وا‪٬ٰ٤٬ٜ١‬ن ا‪ٓ١‬ؽب ٯخ‪ٜ‬اـ‪٬٥‬ن ‪ٜ٤‬اْػ ا‪١‬ؽاةٍث‪.‬‬

‫"ٌاسر عرفات لم ٌُخلك زعٌ ًما‪ ،‬ولم ٌكن زعٌ ًما منذ بداٌته‪ ،‬لكنه صار زعٌ ًما فً المٌدانٌن‪ ،‬العسكري‬
‫والسٌاسً"‬
‫وفً رابطة بٌروت كان الراجحون هم المومٌون العرب‪ ،‬فٌما كان البعثٌون األؼلبٌة فً رابطة دمشك‪ .‬وآخر‬
‫سه أول ربٌس التحاد طالب فلسطٌن‪ ،‬واستؤثر البعثٌون‬ ‫ربٌس للرابطة كان البعثً زهٌر الخطٌب‪ ،‬وهو نف ُ‬
‫بمعظم أعضاء الهٌبة التنفٌذٌة األولى لالتحاد‪ :‬األمٌن العام (لطؾ ؼنطوس) وأمٌن الصندوق (تحسٌن‬
‫الشخشٌر)‪ ،‬واألعضاء‪ :‬لطفً السومً وخالد الدرزي وماهر الرٌس‪.‬‬

‫ُمص البعثٌون عن لٌادة االتحاد إال بعد أن تحالفت حركة المومٌٌن العرب وحركة فتح ومجموعة عبدهللا‬
‫ولم ٌ َ‬
‫وبدعم من السلطات المصرٌة آنذان‪ .‬وهذا األمر حدث فً‬
‫ٍ‬ ‫الرٌماوي البعثٌة – الناصرٌة (ومنها دمحم صبٌح)‪،‬‬
‫الستٌنٌات ولٌس فً الخمسٌنٌات‪ .‬فؤٌن هً راٌة االخوان المسلمٌن فً تلن الرابطة؟ وٌورد الكاتب‪ ،‬فً‬
‫مجال آخر‪ ،‬أن حركة فتح استمطبت كمال ناصر (ص ‪ .)53‬والصحٌح أن البعثً كمال ناصر لم ٌنضم لط‬
‫إلى حركة فتح‪ ،‬بل التحك بمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ،‬وتولى رباسة تحرٌر مجلة فلسطٌن الثورة‪ ،‬الناطمة‬
‫باسم المنظمة‪.‬‬
‫ٌذكر الكاتب أن "جماعة ِعباد الرحمن كانت تمثل ؼطا ًء لجماعة اإلخوان المسلمٌن فً لبنان منذ عام‬
‫‪( "1950‬ص ‪ ،)61‬وكان عبد هللا الٌافً الذي تولى رباسة الحكومة اللبنانٌة ٌترأس هذه الجماعة (ص‬
‫‪ً .)62‬‬
‫أوال‪ ،‬لم ٌكن عبد هللا الٌافً إخوانًٌا لط‪ ،‬وال حتى إسالمًٌا‪ ،‬إال فً الحدود الضٌمة جدًا التً ٌمتضٌها‬
‫سنٌّة فً لبنان؛ وهذه الخبرٌة من دون مصدر متٌن‪ ،‬كالعادة فً كتاب دلبح‪.‬‬ ‫منصبه كؤعلى مولعٍ للطائفة ال ُ‬
‫وكررت‬
‫وكثٌرا ما نفت تلن العاللة بشدة‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ثانًٌا‪ ،‬جماعة ِعباد الرحمن مستملة عن جماعة اإلخوان المسلمٌن‪،‬‬
‫نفٌها‪ ،‬وأنكرت أن ٌكون لها أي صلة تنظٌمٌة باإلخوان‪ .‬وأُحٌ ُل المإلؾ على كتاب "السلفٌة والسلفٌون الجدد‬
‫‪18‬‬
‫من أفؽانستان إلى لبنان" للباحث سعود المولى (بٌروت‪ :‬دار سابر المشرق‪ ،2016 ،‬ص‪ ،)277‬ففٌه‬
‫تفصٌل ذلن‪ .‬وعلى العكس تما ًما من هذا الكالم‪ ،‬ظهر " ِعباد الرحمن" بُعٌد النكبة فً سنة ‪ ،1948‬وحازوا‬
‫الترخٌص الرسمً فً ‪ 1951/10/26‬برباسة دمحم عمر الداعوق‪ .‬أما اإلخوان المسلمون فظهروا فً لبنان‬
‫مجموعةً لابمة بذاتها فً سنة ‪ 1964‬على ٌدي فتحً ٌكن‪ ،‬المنشك على " ِعباد الرحمن" بتؤثٌر من سٌد‬
‫لطب‪ .‬ولمزٌ ٍد من نمض استنتاج المإلؾ‪ ،‬فً شؤن عاللة عباد الرحمن باإلخوان المسلمٌن‪ ،‬ألول إن ِعباد‬
‫طا وثٌمًا جدًا بالسٌاسة الناصرٌة المعادٌة لإلخوان المسلمٌن‪ ،‬وكانت لهم صلة وثٌمة‬ ‫الرحمن ارتبطوا ارتبا ً‬
‫جدًا بالسفارة المصرٌة فً بٌروت وبالسفٌر عبد الحمٌد ؼالب‪ ،‬وكذلن بالبعثة األزهرٌة برباسة فهٌم أبو‬
‫عبٌه‪ .‬وكان دمحم عمر الداعوق ٌعلّك صورة جمال عبد الناصر فً مكتبه‪ ،‬وتحتها عبارة "بطل المومٌة‬
‫العربٌة"‪ .‬ولعل هذا األمر هو الذي أدّى الحما ً إلى انشماق فتحً ٌكن على " ِعباد الرحمن"‪ ،‬وتؤسٌسه فر ً‬
‫عا‬
‫لإلخوان المسلمٌن فً طرابلس تحت اسم "الجماعة االسالمٌة"‪ ،‬وإعالن مباٌعته المرشد مصطفى السباعً‬
‫فً سورٌة (راجع‪ :‬سعود المولى‪" ،‬من فتح إلى حماس"‪ ،‬بٌروت‪ :‬دار سابر المشرق‪ ،2017 ،‬ص ‪-70‬‬
‫‪ .)73‬وربما كان مصدر الخلط فً لصة عبد هللا الٌافً ورباسته اإلخوان المسلمٌن أن مجلة فلسطٌننا – نداء‬
‫الحٌاة كانت تُطبع على مطابع صحٌفة السٌاسة لعبد هللا الٌافً‪ ،‬وكان ٌُشرؾ على طباعتها هانً فاخوري‬
‫سس فً سنة ‪" 1968‬الحركة اللبنانٌة المساندة لفتح"‪.‬‬ ‫الذي أ ّ‬
‫ً‬
‫و‪ٛ‬هث "٘‪٢‬فٍٰ‪٨٨‬ا ‪٧ -‬ػاء ا‪١‬طٰاة" ا‪٬١‬اردة ٘ٮ ا‪ٟ١‬خاب (ص ‪٫٢ٞ )63‬ا حغتٰم‪ ،‬عه‪٬‬نا ا‪ٟ١‬الم‬
‫ً‬
‫إن ‪٥٢ٞ‬ث "‪٧‬ػاء ا‪١‬طٰاة" ‪٪‬ٮ س‪ٰ٢١ ّ٥‬فار وا‪ٓ٤ ٦ٰ٥ٰ١‬ا ‪٬ٞ‬ن نطٰ‪ٙ‬ث ا‪٨١‬ػاء حاةٓث ‪٢١‬طؾب‬
‫ا‪١‬لٰ‪ْ٬‬ٮ‪ ،‬ونطٰ‪ٙ‬ث ا‪١‬طٰاة ٯ‪ٰ٨ٰ٥‬ث االحشاه ـٓ‪٬‬دٯث ا‪١‬خ‪٬٥‬ٯ‪ .٠‬وا‪١‬ط‪ٰٜٜ‬ث أن رعهث "‪٧‬ػاء‬
‫ا‪١‬طٰاة" ‪ٞ‬ا‪٧‬ج ‪٬٤‬س‪٬‬دة ٘ٮ ـشالت ا‪١‬هطا٘ث ا‪٢١‬ت‪٨‬ا‪ٰ٧‬ث‪ ،‬و‪٤ ٠ٞ‬ا سؽى حٓػٯ‪ ٬٪ ٩٢‬إىا٘ث ‪٥٢ٞ‬ث‬
‫"٘‪٢‬فٍٰ‪٨٨‬ا" إ‪١‬٭ اإلـ‪.٣‬‬

‫ٌمول المإلؾ إن المإتمر األول لحركة فتح عمد فً دمشك فً صٌؾ عام ‪( 1964‬ص ‪ .)81‬والصحٌح أن‬
‫المإتمر األول للحركة عمد فً ‪ 1967/6/12‬فً منزل أبو جهاد فً حً ركن الدٌن بدمشك‪ .‬أما فً صٌؾ‬
‫عمد لماء موسع فً دمشك (ال فً مركز سلوى على الحدود‬ ‫‪ ،1964‬وبالتحدٌد فً آب‪ /‬أؼسطس‪ ،‬فمد ُ‬
‫السعودٌة – المطرٌة كما ٌذكر الكاتب فً ص ‪ً 91‬‬
‫نمال عن دمحم سعٌد المسحال) إللرار تارٌخ بدء العمل‬
‫العسكري‪.‬‬

‫والمعروؾ أن االجتماعات التمهٌدٌة‪ ،‬لبل االنطاللة‪ ،‬كانت تعمد هنا وهنان‪ :‬فً دمشك والكوٌت ولطر‬
‫ٌنسب فضل‬
‫ُ‬ ‫والمنطمة المحاٌدة‪ .‬ولم ٌكن المجتمعون هنا ٌعرفون كل ما ٌجري هنان‪ .‬لهذا صار كل واح ٍد‬
‫جراء عدم معرفته الصورة الشاملة‪ ،‬وهذا هو مصدر البلبلة فً معرفة "البداٌات"‪ .‬ومع‬ ‫السبك إلى نفسه ّ‬
‫سا (‪ .)...‬وهكذا تكون‬
‫ذلن‪ٌ ،‬كتب دلبح إن "البالغ رلم واحد [لحركة فتح] تحدّث عن عملٌة فدابٌة لم تمع أسا ً‬
‫حركة فتح لد بدأت شهرتها بعمل زابؾٍ لم ٌحدث" (ص ‪.)105‬‬

‫ومع األسؾ‪ ،‬لو كان الكاتب منصفًا لذكر الحمٌمة كما هً‪ .‬والحمٌمة أن أربع مجموعات فدابٌة هً التً‬
‫استعدّت لبدء الكفاح المسلح لٌلة ‪ :1965/1/1‬األولى فشلت فً الوصول إلى الهدؾ (مجموعة عٌن الحلوة)‬
‫ألن دورٌةً من الجٌش اللبنانً أولفت الفدابٌٌن فً منطمة الحدود‪ .‬والثانٌة أُرؼمت على تؤجٌل العملٌة إلى‬
‫‪( 1965/1/7‬عملٌة نفك عٌلبون)‪ ،‬ولد انفجر اللؽم فً النفك صباح ‪ ،1965/1/8‬واستشهد فً العملٌة أحمد‬
‫موسى الدلكً‪ .‬وكان المسإولو ن فً "فتح" فً لبنان استعجلوا إذاعة البٌان العسكري األول‪ ،‬حتى لبل أن‬
‫ٌعرفوا أن الدورٌة محتجزة لدى الجٌش اللبنانً إال بعد إذاعة البٌان األول‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫و‪ْ ٦٤‬الئ‪ْ ٣‬ػم ا‪١‬ػ‪ٛ‬ث ٘ٮ ‪ٞ‬خاب "ـخ‪٬‬ن ْا‪٤‬ا ‪ ٦٤‬ا‪١‬غػاع ‪ "..‬ا‪١‬ؾْ‪ ٣‬إن ٯاـؽ ْؽ٘ات ضاول‬
‫ً‬
‫٘ؽض ْتػ اهلل ا‪١‬ط‪٬‬را‪٧‬ٮ ‪٤‬فؤوال ْ‪ ٦‬اإلْالم ٘ٮ ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص ا‪١‬ؼي ٯ‪٬ٜ‬ده ‪٤‬ط‪٥‬ػ أة‪ٰ٤ ٬‬ؾر‬
‫ً‬
‫(ص ‪٤ .)196‬ا ‪٪‬ؼا ا‪١‬ط‪ٟ‬ٮ؟ ‪ ٣١‬ٯ‪ْ ٦ٟ‬تػ اهلل ا‪١‬ط‪٬‬را‪٧‬ٮ ٘خطاوٯا ‪ٰ١‬خف‪ ٣٢‬س‪٫‬از اإلْالم‬
‫ّ‬
‫ا‪ٙ١‬خطاوي ا‪١‬ؼي ٯخؽأـ‪٤ ٩‬ط‪٥‬ػ أة‪ٰ٤ ٬‬ؾر (أة‪ ٬‬ضاح‪ٜ١ .)٣‬ػ حف‪ ٣٢‬ا‪١‬تٓرٮ‪ ،‬ا‪١‬ط‪٬‬را‪٧‬ٮ‪ ،‬دائؽة‬
‫ا‪١‬ر‪ٜ‬ا٘ث واإلْالم ٘ٮ ‪٥ِ٨٤‬ث ا‪١‬خطؽٯؽ ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث‪ ،‬ال ٘ٮ ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص‪٤ ،‬ر‪٥٢‬ا ‪ٞ‬ان ٯخف‪٫٥٢‬ا‬
‫ا‪١‬ل‪ٰ٫‬ػ ‪٥ٞ‬ال ‪٧‬انؽ ‪ٛ‬ت‪ ،٩٢‬وٯاـؽ ْتػ رة‪ ٩‬ةٓػه‪ ،‬وا‪١‬رالذث ٰٕؽ ٘خطاوٯٰ‪ ،٦‬وهذا طبٌعً فً دوابر‬
‫منظمة التحرٌر‪ .‬أَلٌس كذلن؟‬

‫وٌصر الكاتب على أن أعضاء مجلس النواب اللبنانً الذٌن وافموا على اتفاق ‪ 17‬أٌار‪ /‬ماٌو ‪ 1983‬ألؽوه‬
‫ّ‬
‫فً الشهر نفسه (ص ‪ .)225‬وهذا ؼٌر صحٌح‪ ،‬فمجلس النواب ألر االتفاق فً ‪ ،1983/6/14‬ثم ألؽاه‬
‫مجلس الوزراء‪ ،‬ال مجلس النواب‪ ،‬فً ‪ ،1984/3/5‬أي بعد نحو سبعة أشهر‪ ،‬ولٌس فً الشهر نفسه‪.‬‬
‫وٌمول إن "عرفات كان الشخص الوحٌد من المادة الفلسطٌنٌٌن البارزٌن الذي لم ٌكتب مذكراته لط" (ص‬
‫‪ .)359‬والمعروؾ أن الكاتب أمنون كابلٌون هو َمن وضع سٌرة عرفات‪ ،‬مثلما كتب إرٌن رولو مذكرات‬
‫صالح خلؾ (أبو إٌاد)‪ ،‬ومثلما أنجز جورج مالبرونو سٌرة جورج حبش بطرٌمة الحوار‪.‬‬
‫وكان كتاب دلبح أشار إلى كتاب كابلٌون "عرفات الذي ال ٌُمهر" مرة وحٌدة فً هامش الصفحة ‪،364‬‬
‫وتجنّب الحمابك الواردة فٌه‪ ،‬والتً تخالؾ كل ما جاء فً كتاب "ستون عا ًما من الخداع ‪ ."...‬وٌكتب‬
‫المإلؾ إن مإسس "كتابب النصر"‪ ،‬طاهر دبالن‪ ،‬مات فً معتمل الجفر األردنً فً سبعٌنٌات المرن‬
‫العشرٌن (ص ‪ 138‬و‪ ،)139‬والصحٌح أنه أطلك من السجن فً ‪ ،1973‬وؼادر األردن إلى الكوٌت‪،‬‬
‫وتوفً الحمًا‪.‬‬
‫أغالٌط فائضة‬

‫"من ال ُمحال اتخاذ الكتاب من مصادر كتابة التارٌخ الفلسطٌنً المعاصر‪ ،‬ألنه‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬كتاب انتمائً‬
‫ولٌس كتابًا نمدًٌا"‬

‫ٌزعم مإلؾ الكتاب إن "معركة الكرامة لم ٌخضها عرفات شخصًٌا" (ص ‪ ،)125‬وإن الوحدات العسكرٌة‬
‫مخالؾ‬
‫ٌ‬ ‫"تمردت على أوامر لٌادتها العلٌا" (ص ‪ .)395‬هذا زع ٌم‬
‫ّ‬ ‫األردنٌة التً شاركت فً معركة الكرامة‬
‫توزعوا على مؽاور منطمة‬‫للحمٌمة والوالع‪ ،‬وٌُعد فً باب النكاٌات‪ ،‬ألن المعروؾ أن لادة حركة فتح ّ‬
‫الكرامة لبٌل انبالج فجر ‪ 1968/3/21‬وهم‪ٌ :‬اسر عرفات‪ ،‬أبو إٌاد‪ ،‬أبو اللطؾ‪ ،‬ممدوح صٌدم‪ ،‬نصر‬
‫ٌوسؾ‪ ،‬الحاج إسماعٌل جبر‪ ،‬صابب العاجز‪ ،‬صالح التعمري‪ ،‬بشٌر كامل داود (أبو أمٌة) والشهٌد‬
‫الفوسفوري (عبد المطلب الدنبن)‪.‬‬

‫وكان مشهور حدٌثة لابد الفرلة األولى فً الجٌش األردنً التً تصدّت بالمدفعٌة للهجوم اإلسرابٌلً على‬
‫الكر امة ٌعمل بالتنسٌك مع ٌاسر عرفات‪ ،‬وبؤوامر من ربٌس األركان عامر خماش‪ ،‬وكان سعد صاٌل (أبو‬
‫الولٌد) لابدًا لسالح الهندسة فً تلن الفرلة‪.‬‬
‫وٌكتب المإلؾ فً موضع آخر‪" :‬وكان فً ممدمة األسباب وراء لبول عرفات مشروع روجرز خوفه من‬
‫تم ّكن الملن حسٌن من استرداد الضفة وبمابها جز ًءا من األردن" (ص ‪ .)153‬وهذا كال ٌم عجٌبٌ ؼرٌبٌ حمًا!‬
‫فمتى لبل ٌاسر عرفات مشروع روجرز؟ كان مولؾ حركة فتح وٌاسر عرفات رفض ذلن المشروع‪ ،‬وهو‬
‫ما أدّى إلى الخالؾ المشهور بٌن لادة "فتح" والربٌس جمال عبد الناصر‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫وٌمول الكاتب‪ :‬تم تسلٌم إربد وشمال األردن الذي كان بكامله تحت سٌطرة المماومة (ص ‪ ،)184‬وهذا لو ٌل‬
‫فٌه تضلٌ ٌل كبٌر‪ ،‬فمنطمة شمال األردن‪ ،‬بما فً ذلن مدٌنة إربد وأحراج عجلون‪ ،‬سمطت بعد معارن‬
‫طاحنة‪ ،‬وتم ّكن الجٌش األردنً فً ختامها من السٌطرة علٌها وإرؼام لوات الفدابٌٌن على الخروج إلى‬
‫جنوب سورٌة‪ ،‬واستشهد فٌها‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬أبو علً إٌاد ونفر من رفاله‪.‬‬

‫ت أُثٌرت فً المإتمر الثالث لحركة فتح (‪ )1971‬بتعامل بعض لٌادات حركة فتح‪،‬‬ ‫ٌمول المإلؾ إن اتهاما ٍ‬
‫وخصوصا أبو حسن سالمة‪ ،‬مع وكالة االستخبارات المركزٌة األمٌركٌة‪ ،‬من خالل ربٌس طالم محللً‬
‫الشرق األوسط فً محطة بٌروت روبرت إٌمز (ص ‪ .)186‬ولو كان الكاتب موضوعًٌا ومنصفًا لكتب‬
‫بدال من "التعامل"‪ ،‬ولذكر األمور كما هً؛ ففً كتاب "الجاسوس النبٌل‪ :‬حٌاة روبرت إٌمز‬ ‫"االتصال" ً‬
‫وموته" (بٌروت‪ :‬الدار العربٌة للعلوم‪ٌ )2015 ،‬مول المإلؾ‪ ،‬كاي بٌرد‪ ،‬إن إٌمز لال ألبو حسن سالمة‪،‬‬
‫فً أول لماء معه‪ ،‬إن مجلس األمن المومً األمٌركً كلّفه فتح لناة اتصال بحركة فتح‪ ،‬وأنتم العرب تدّعون‬
‫إن وجهات نظركم ال تلمى أذنًا صاؼٌة فً واشنطن‪ ،‬وهذه هً فرصتكم‪ ،‬والربٌس األمٌركً مستعد‬
‫لالستماع لكم (ص ‪ .)105‬وأضاؾ كاي بٌرد‪" :‬إن أبو حسن سالمة كان ٌطمح إلى تحوٌل لناة االتصال‬
‫تتطور إلى حد االعتراؾ بمنظمة‬
‫ّ‬ ‫الخلفٌة هذه إلى عالل ٍة دبلوماسٌ ٍة حمٌمٌة‪ .‬لمد أراد من تلن العاللة أن‬
‫التحرٌر الفلسطٌنٌة" (ص ‪ . )119‬ولو كان أبو حسن سالمة عمٌالً لما اؼتاله "الموساد" (كاي بٌرد‪ ،‬ص‬
‫‪)225‬‬
‫ٌدّعً المإلؾ إن سعد صاٌل (أبو الولٌد)‪ ،‬وبعد جولة على لوات حركة فتح فً سهل البماع الشمالً‬
‫كمٌن لاده أحد كوادر فتح العسكرٌة المعروؾ باسم العمٌد الماق‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫[الصحٌح الشرلً]‪" ،‬أُطلمت علٌه النار من‬
‫دون أن تسفر‬‫الوزٌر من ُ‬
‫ً‬ ‫وتُرن ٌنزؾ حتى الموت‪ .‬ولد ت ّمت لفلفة لضٌة التحمٌك التً شكل لجنتها خلٌل‬
‫ُ‬
‫عن كشؾ هوٌة الفاعلٌن" (ص ‪ .)208‬والحمٌمة أن ا‪١‬ل‪ٰ٫‬ػ أة‪ ٬‬ا‪ٰ١٬١‬ػ ‪ ٣١‬ٯخؽك ‪٧‬از٘ا‪ ،‬ة‪٢ْ ٠ٜ٧ ٠‬٭‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ْش‪ ٠‬إ‪١‬٭ ‪٤‬فخل‪ٙ‬٭ ة‪٢‬ػة ةؽ ا‪ٰ١‬اس‪ ،‬ذ‪ ٣‬إ‪١‬٭ د‪٤‬ل‪ .ٚ‬أ‪٤‬ا أن ا‪١‬خط‪ ٣١ ٰٜٚ‬ٯف‪ٙ‬ؽ ْ‪ٞ ٦‬لٗ‬ ‫ٍ‬
‫‪٬٪‬ٯث ا‪ٙ١‬اْ‪٫٘ ٦ٰ٢‬ؼا ٯشا‪٧‬ب ا‪١‬ه‪٬‬اب‪ ،‬ألن ا‪٥١‬خ‪ٓ٤ ٦ٰ٥٫‬ؽو٘‪٬‬ن ةاالـ‪ ،٣‬و‪ ٦٤ ٣٪‬ضؽ‪ٞ‬ث أ‪،٠٤‬‬
‫وأـ‪٥‬اؤ‪ :٣٪‬ز‪ٞ‬ؽٯا ض‪٥‬ؾة (أة‪ ٬‬ٯطٰ٭)‪ ،‬كا‪ٞ‬ؽ ك‪ٟ‬ؽ‪ ،‬ضفٰ‪ٰ٢ٌ ٦‬ؿ‪٤ ،‬ط‪٬٥‬د أة‪ ٬‬ض‪٥‬ػان‪ .‬و‪٦ٟ١‬‬
‫‪٤‬ا ‪ ٣١‬ٯخ‪ ٣‬ا‪١‬خ‪٬‬ن‪ ٠‬إ‪ ٬٪ ٩ٰ١‬اْخ‪ٜ‬ال ‪٪‬ؤالء و‪٤‬طا‪٥ٞ‬خ‪ ،٣٫‬و‪ٞ‬ان ْ‪٢‬٭ ا‪٨٥١‬ل‪٢ْ ٦ٰٜ‬٭ ضؽ‪ٞ‬ث‬
‫ّ‬
‫٘خص أن ٯخاةٓ‪٬‬ا ح‪ ٝ٢‬ا‪ٜ١‬يٰث‪ ،‬ةٓػ ا‪٧‬فطاب ‪٬ٛ‬ات ا‪١‬طؽ‪ٞ‬ث ‪ ٦٤‬ا‪١‬ت‪ٜ‬اع ٘ٮ ـ‪٨‬ث ‪ 1983‬سؽاء‬
‫ا‪ٍ٥١‬اردات وا‪٫١‬ش‪٥‬ات ا‪١‬خٮ دأب ْ‪٫ٰ٢‬ا ا‪٨٥١‬ل‪٬ٜ‬ن‪.‬‬

‫أصر الكاتب على أن ٌاسر عرفات أحال مستشاره االلتصادي‪ ،‬دمحم‬‫ّ‬ ‫ولم ٌتولؾ األمر عند هذا الحد‪ ،‬فمد‬
‫رشٌد‪ ،‬لتحصٌل األموال من المستثمرٌن لمٌزانٌة عرفات الشخصٌة (‪ )289‬وأن "حسابات منظمة التحرٌر‬
‫لممربٌن له وٌخضعون له‪ ،‬ولم ٌكن‬
‫الفلسطٌنٌة وحركة فتح وموجوداتها مسجلة باسم عرفات‪ ،‬أو تحت أسماء ّ‬
‫ٌز بٌن الحسابات الخاصة وتلن المتعلمة بالحركة‪ ،‬وكانت لدى البنون تعلٌماتٌ بؤن تحترم فمط‬ ‫هنان تمٌ ٌ‬
‫الشٌكات الممهورة بتولٌعه" (ص ‪.)371‬‬

‫وهذا الكالم كله هراء‪ ،‬ألن مالٌة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ٌشرف علٌها الصندوق المومً‪ ،‬والحسابات‬
‫فً المصارف مس ّجلة باسم المنظمة‪ ،‬ألن للمنظمة شخصٌة معنوٌة معترفًا بها‪ ،‬بٌنما مالٌة حركة فتح‬
‫صصة‪ٌ ،‬رأسها أحد أعضاء اللجنة المركزٌة‪.‬‬
‫تدٌرها لجنة متخ ّ‬
‫ومن البدهً أن أي صن (شٌن) صادر عن الصندوق المومً ٌحتاج إلى أكثر من تولٌع‪ :‬تولٌع المدٌر‬
‫وتولٌع ٌاسر عرفات بصفته ربٌس اللجنة التنفٌذٌة لمنظمة التحرٌر‪ .‬وكانت الشابعات عن الفساد واألموال‬

‫‪21‬‬
‫المهدورة لد انفجرت فً وجه ٌاسر عرفات‪ ،‬بعد ضبط السفٌنة كارٌن ‪ A‬فً البحر األحمر فً‬
‫‪ ،2002/1/3‬والتً كانت مح ّملة أسلحةً لمصلحة حركة فتح‪ .‬وناغ ‪ٛ‬ف‪ ٣‬ا‪١‬طؽب ا‪ٙ٨١‬فٰث ٘ٮ‬
‫ّ‬
‫ا‪٬٥١‬ـاد )‪ (LAP‬ح‪ٜ‬ؽٯؽا ‪٤‬ل‪٬٫‬رأ ْ‪ ٦‬ا‪ٙ١‬فاد ٘ٮ ‪٥ِ٨٤‬ث ا‪١‬خطؽٯؽ وضؽ‪ٞ‬ث ٘خص‪ ،‬وـؽة‪ ٩‬إ‪١‬٭‬
‫نطٰ‪ٙ‬ث األ‪٪‬ؽام‪ ،‬ا‪٥١‬هؽٯث‪ ،‬وا‪٧‬خلؽت ‪٤‬طخ‪٬‬ٯاح‪ٞ ٩‬ا‪٧‬خلار ا‪٨١‬ار ٘ٮ ا‪ٜ١‬هب ا‪ٰ١‬اةؿ‪ .‬ذ‪٧ ٣‬لؽت‬
‫ً‬
‫نطٰ‪ٙ‬ث ٯػٯٓ‪٬‬ت أضؽو‪٬٧‬ت‪ ،‬اإلـؽائٰ‪ٰ٢‬ث‪٘ ،‬ٮ ‪ 2002/6/1‬ح‪ٜ‬ؽٯؽا ْ‪ٛ ٦‬هم ا‪ٙ١‬فاد‪ ،‬واـخ‪ٜ‬٭‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫‪ٞ‬خاب ا‪ٙ١‬يائص ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪٬ٰ٨‬ن وا‪ٓ١‬ؽب ‪٬٤‬ى‪ْ٬‬اح‪٘ ٣٫‬ٮ ‪٪‬ؼا ا‪١‬لأن ‪ .٩٨٤‬وحتٰ‪ ٦‬الض‪ٜ‬ا أن ح‪ٝ٢‬‬
‫ا‪١‬خ‪ٜ‬ارٯؽ نإ‪٫‬ا "ا‪٬٥١‬ـاد"‪ ،‬وح‪٫ٜٙ٢‬ا ٘‪٢‬فٍٰ‪٬ٰ٨‬ن "‪٫٤‬اةٰ‪ ،"٠‬وراض‪٬‬ا ٯ‪٨‬لؽو‪٫٧‬ا ‪٨٪‬ا و‪٨٪‬اك‪،‬‬
‫ضفاةات ‪ٰ١‬اـؽ ْؽ٘ات و‪٤‬ط‪٥‬ػ ركٰػ ٘ٮ ة‪ٝ٨‬‬‫ٍ‬ ‫و‪٫٨٤‬ا ‪ٛ‬هث ‪٬ٰ٢٤ 300 ٠ٜ٧‬ن دوالر إ‪١‬٭‬
‫‪ٖ١‬اٯث‬
‫ٍ‬ ‫‪٤٬١‬تاردٯا ٘ٮ ـ‪٬‬ٯفؽا ا‪١‬خٮ س‪٫‬ػ ‪ ٦٤ ٠ٞ‬أرٯئٰ‪ ٠‬كارون و‪٤‬ط‪٥‬ػ دضالن ٘ٮ حؽوٯش‪٫‬ا‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪٤‬طػدة‪٪ ،‬ٮ حل‪٬‬ٯ‪ ٩‬ـ‪ٓ٥‬ث ٯاـؽ ْؽ٘ات‪ ،‬وا‪١‬فٓٮ ‪١‬ػى ا‪١‬ػول ا‪٥١‬ا‪٧‬طث ‪ ٟٗ١‬ٯػ ْؽ٘ات ْ‪٦‬‬
‫األ‪٬٤‬ال‪ ،‬األ‪٤‬ؽ ا‪١‬ؼي ٯ‪ٜٙ‬ػه ـ‪ٍ٢‬خ‪.٩‬‬

‫ٌمول العملٌات الفدابٌة لكتابب شهداء‬ ‫ً‬


‫أمواال للفصابل الفلسطٌنٌة‪ ،‬وهو ّ‬ ‫وذرٌعة هإالء أن عرفات دفع‬
‫كثٌرا من هذه الحكاٌة كل َمن له علم‪ ،‬ولو بسٌط‪ ،‬فً حمول االلتصاد والمال والبنون‪،‬‬
‫ً‬ ‫األلصى‪ .‬وسٌضحن‬
‫وسٌستلمً على لفاه هازبًا من ذلن الكالم الجاري فً األفواه واألشداق‪.‬‬

‫فبنن لومباردٌا – أوروبا بنن دولً ذو سمعة ممتازة‪ ،‬وهو ٌرالب اإلٌداعات بدلّة شدٌدة‪ ،‬وال ٌسمح بؤي‬
‫روج تلن الحكاٌات‪ ،‬فمد أصدرت لجنة تحمٌك تابعة لالتحاد األوروبً‬
‫تحوٌالت مشبوهة‪ .‬ولخٌبة أمل َمن ّ‬
‫صرفت بصورة‬ ‫تمرٌرا فً سنة ‪ 2004‬جاء فٌها إن األموال التً تسلمتها السلطة الفلسطٌنٌة من االتحاد ُ‬
‫ً‬
‫شرعٌة‪.‬‬
‫وأكدت شركة "ستاندارد آند بورز" العالمٌة المتخصصة بتدلٌك الحسابات ومرالبة األوضاع المالٌة للدول‬
‫إن استثمارات السلطة الفلسطٌنٌة تٌدار بطرٌم ٍة مهنٌة‪ ،‬واألموال لٌست مرتبطة بؤي نشاط أمنً‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ضفاةات ‪٤‬ا‪ٰ١‬ث عانث‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وا‪٬ٰ١‬م‪ ،‬ةٓػ ‪ 16‬ـ‪٨‬ث ْ‪٢‬٭ رضٰ‪ ٠‬ا‪١‬ل‪ٰ٫‬ػ ٯاـؽ ْؽ٘ات‪ ٣١ ،‬ٯختٰ‪ ٦‬أن ‪٩١‬‬

‫تحرلوا لمعرفة ولو مجرد خبر ٌدٌن‬


‫ّ‬ ‫كثٌرا ما‬
‫ً‬ ‫ولادة "الموساد" والمخابرات األمٌركٌة وأجهزة أمنٌة‬
‫عرفات فً ذمته المالٌة‪ .‬ولو ُوجدت حمًا مثل تلن الحسابات‪ ،‬لكانوا سعداء بفضحها على الفور‪ .‬وبهذا‬
‫المعنى‪ ،‬فإن جمٌع الذٌن أشاعوا لصص األموال الهائلة التً امتلكها عرفات كانوا ٌنفذون‪ ،‬بوعً أو‬
‫بهبل‪ ،‬ما أراده "الموساد" بالضبط ‪.‬‬
‫"الجد األعلى لٌاسر عرفات‪ ،‬حلبً الجذور‪ ،‬وٌدعى عرفات بن ٌوسف المدوة الذي استمر مع شمٌمه دمحم‬
‫فً غزة ثم فً خانٌونس فً عام ‪"1657‬‬

‫لم تُسعؾ الحال الكاتب فً تحمٌل كل شًء لٌاسر عرفات‪ ،‬حتى أنه ألمى بالمسإولٌة عن اؼتٌال دمحم ٌوسؾ‬
‫الحراس ؼادروا موالعهم لبل ٌومٌن‪ ،‬بناء على أمر من أبو‬‫ّ‬ ‫النجار وكمال عدوان على ٌاسر عرفات‪ ،‬ألن‬
‫عمار‪ ،‬بحجة ازدٌاد شكاوى سكان المبنى من وجودهم (ص ‪ .)398‬وهذه رواٌةٌ عجٌبةٌ ومختلمةٌ ومضللة‪،‬‬
‫حراسه‬
‫ٌحركهم‪ ،‬ألن لكل عضو فً اللجنة المركزٌة ّ‬ ‫فحراس هذٌن المابدٌن ال ٌعٌّنهم ٌاسر عرفات‪ ،‬وال ّ‬
‫ّ‬
‫ٌحركهم‪ .‬وعلى هذا المنوال من الخفّة‪ٌ ،‬مول "إن المتلة الصهاٌنة اؼتالوا فً‬
‫ّ‬ ‫ن‬‫م‬‫َ‬ ‫وحده‬ ‫وهو‬ ‫الشخصٌٌن‪،‬‬
‫بٌروت ثالثة من أبرز المادة الفلسطٌنٌٌن الذٌن ولفوا بموة ضد مشروع الدولة" (ص ‪ .)266‬ولسوء طالع‬
‫‪22‬‬
‫الكاتب أن كمال عدوان لم ٌمؾ ضد مشروع الدولة ألبتة‪ ،‬بل كان المدافع األبرز عن تلن الفكرة‪ ،‬ومعه‬
‫عرضت فكرة الدولة فً االجتماع العاصؾ للجنة المركزٌة لحركة المماومة الفلسطٌنٌة‬ ‫إبراهٌم بكر‪ ،‬حٌن ُ‬
‫صا لمنالشة مشروع بعثة‬ ‫فً دمشك فً ‪ .1971/2/8‬وكان ذلن االجتماع الذي دام ‪ 14‬ساعة مخص ً‬
‫الكوٌكرز التً ترأسها أستاذ المانون فً جامعة هارفارد‪ ،‬روجر فٌشر‪ ،‬وانتهى إلى رفض الفكرة‪ ،‬ال بسبب‬
‫جراء معارضة الجبهتٌن‪،‬‬ ‫مولؾ الشهٌد كمال عدوان الذي كان ضد التسوٌة المعروضة‪ ،‬ال ضد الدولة‪ ،‬بل ّ‬
‫الشعبٌة والدٌممراطٌة‪ ،‬والصاعمة وأعضاء اللجنة المركزٌة لحركة فتح وبمٌة الفصابل األخرى‪.‬‬

‫وتكرر االتهام نفسه فً عملٌة اغتٌال الشهٌد أبو جهاد‪ ،‬فٌمول‪" :‬كان جرى سحب أفراد الحراسة من‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫منزل أبو جهاد‪ ،‬ولطعت الكهرباء عن المنطمة المحٌطة بالمنزل وبالطرٌك المإدٌة إلٌه مما ٌشٌر إلى‬
‫كثٌر من الظالل والضالل‪ ،‬وكان‬‫ٌ‬ ‫ضلوع طرف داخلً فً مإامرة االغتٌال" (ص ‪ .)402‬وفً هذا الكالم‬
‫األحرى بالكاتب أن ٌُفصح عن الطرؾ الداخلً‪ ،‬فلسطٌنًٌا أَكان أم تونسًٌا‪ ،‬مع أن اإلفصاح ال لٌمة له الٌوم‪،‬‬
‫بعدما ُكشؾ كل شًء‪ ،‬وعُرف أن دمحم العربً المحجوبً (الشاذلً الحامً)‪ ،‬وهو كاتب الدولة لشإون‬
‫األمن فً تونس‪ ،‬هو الذي تواطؤ مع جهاز الموساد فً اغتٌال أبو جهاد‪ .‬ولد اعتُمل وحوكم و ُحكم‬
‫باالعدام‪ ،‬ثم ُخفف الحكم إلى المإبد‪ ،‬وبعد عدة سنوات أطلمه زٌن العابدٌن بن علً‪ ،‬لٌعٌش فً المنفى‪،‬‬
‫فً أمٌركا الالتٌنٌة على الراجح‪.‬‬
‫أما عن اؼتٌال الشهٌد خلٌل الوزٌر فٌمول دمحم سعٌد دلبح‪" :‬كان المستوى السٌاسً واألمنً فً الكٌان‬
‫الصهٌونً اتخذ لرار اؼتٌال أبو جهاد عمب نجاح العملٌة الفدابٌة باختطاؾ حافلة فً بٌر السبع كان من بٌن‬
‫ركابه خبراء فً معمل دٌمونا النووي" (ص ‪ .)403‬وهذه الرواٌة وردت فً كتاب "البداٌات" لدمحم حمزة‬
‫(سمٌر ؼطاس)‪ ،‬وهً من التمدٌرات الخاطبة؛ فالسبب فً اؼتٌال أبو جهاد لٌست عملٌة "حافلة=باص‬
‫األمهات" كما ٌس ّمٌها اإلسرابٌلٌون‪ ،‬والتً ولعت فً ‪ ،1988/3/7‬أي لبل نحو أربعٌن ٌو ًما فمط من‬
‫االؼتٌال؛ وهذه الفُسحة من الولت ؼٌر كافٌة لتنفٌذ عملٌة االؼتٌال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ٌخطط‬ ‫ت وصلت إلى "الموساد" أن أبو جهاد‬ ‫والتخطٌط الؼتٌال أبو جهاد كان لد بدأ لبل ذلن‪ ،‬ألن معلوما ٍ‬
‫إلرسال مجموعة فدابٌة من طرٌك البحر إلى شاطا تل أبٌب‪ ،‬وهدفها احتالل ممر وزارة الدفاع فً المدٌنة‪.‬‬
‫ولد اشترى أبو جهاد سفٌنتٌن لهذه الؽاٌة هما‪ :‬أوتً بٌرٌوس ومون الٌت‪ .‬وتم ّكن "الموساد" من تفجٌر سفٌنة‬
‫تحركات السفٌنة أوتً بٌرٌوس‪.‬‬‫مون الٌت فً مٌناء عنابة الجزابري فً آذار‪ /‬مارس ‪ ،1985‬وظل ٌرصد ّ‬
‫ولما ؼادرت هذه السفٌنة مٌناء عنابة فً ‪ ،1985/4/14‬لامت بمناورات تضلٌلٌة كثٌرة فً البحر المتوسط‪،‬‬
‫لكنها‪ ،‬فً ‪ ،1985/5/21‬اتجهت نحو الشاطا الفلسطٌنً‪ ،‬فاعترضتها البحرٌة اإلسرابٌلٌة وأؼرلتها وعلى‬
‫متنها نحو ‪ 20‬فدابًٌا‪ .‬والحمًا‪ ،‬اؼتال اإلسرابٌلٌون فً أثٌنا فً ‪ 1986/10/21‬منذر أبو ؼزالة لابد البحرٌة‬
‫الفلسطٌنٌة‪ ،‬ثم تم ّكنوا من اؼتٌال أبو جهاد فً تونس فً ‪.1988/4/16‬‬
‫َوهَنُ الرإٌة‬

‫ٌفتمر مإلؾ كتاب "ستون عاما من الخداع‪ ،"..‬دمحم سعٌد دلبح‪ ،‬إلى البعد التارٌخً‪ ،‬أي إلى التحلٌل العلمً‬
‫الذي ٌعنً‪ ،‬فً أبسط صوره‪ ،‬ربط النتابج باألسباب‪ .‬وعلى سبٌل المثال‪ٌ ،‬سترسل فً الكالم على التنازالت‬
‫لدّمها ٌاسر عرفات أو حركة فتح‪ ،‬لكنه لم ٌتساءل مرة واحدة‪ :‬لماذا كانت أهداؾ حركة فتح‪ ،‬ومعها منظمة‬
‫التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ،‬تتملص كلما كانت لوة فتح والمنظمة تتزاٌد؟ فمن برنامج التحرٌر الكامل فً سنة‬
‫‪(1965‬بعد االنطاللة)‪ ،‬إلى فكرة الدولة المحدودة فً سنة ‪( 1971‬بعد الخروج من األردن)‪ ،‬إلى البرنامج‬
‫المرحلً فً سنة ‪( 1974‬بعد حرب ‪ ،)1973‬إلى خطة فاس وخطة األمٌر فهد سنة ‪( 1983‬بعد الخروج‬
‫من بٌروت‪ ،‬ولبل ذلن معاهدة السالم المصرٌة – اإلسرابٌلٌة)‪ ،‬فإلى برنامج أوسلو فً سنة ‪ 1993‬بعد‬

‫‪23‬‬
‫ّ‬
‫اندحار العراق فً الكوٌت‪ ..‬وهكذا‪ .‬وا‪٥١‬ؤ‪ٞ‬ػ أن حؽاسّ األ‪٪‬ػاف ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث ‪ٞ‬ان ٯٓ‪ٟ‬ؿ‪٘ ،‬ٮ‬
‫‪٤ ٠ٞ‬ؽض‪٢‬ث‪٬٤ ،‬ازٯ‪ ٦‬ا‪٬ٜ١‬ى ةٰ‪ ٦‬ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ ٦ٰٰ٨‬واإلـؽائٰ‪ .٦ٰٰ٢‬واالنٍػام ةا‪٬١‬ا‪ ّٛ‬وإدراك‬
‫ا‪٬١‬ا‪ ّٛ‬أرٕ‪٥‬ا ا‪ٰٜ١‬ادة ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث ْ‪٢‬٭ اإلذْان إل‪ٞ‬ؽا‪٪‬ات ا‪٬١‬ا‪٘ ،ّٛ‬ٮ ا‪ٛ٬١‬ج ا‪١‬ؼي ‪ ٣١‬ٯ‪٥‬خ‪ٝ٢‬‬
‫ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪٬ٰ٨‬ن ٰ٘‪ ،٩‬وال ‪٤‬ؽة‪ ،‬ا‪ٜ١‬ػرة ا‪١‬ؼاحٰث ْ‪٢‬٭ حط‪ ٰٜٚ‬ا‪٫١‬ػف ا‪١‬ؼي وىٓ‪٬‬ه ةأ‪ٙ٧‬ف‪،٣٫‬‬
‫و‪ ٬٪‬حطؽٯؽ ٘‪٢‬فٍٰ‪.٦‬‬

‫ضا السٌاسة‬
‫وبالتؤكٌد‪ ،‬فشل خالل تلن المسٌرة الطوٌلة شعار "إما كل شًء أو ال شًء"‪ ،‬مثلما فشلت أٌ ً‬
‫المبتذلة التً كانت تدعو إلى "لبول أي شًء أفضل من ال شًء"‪.‬‬

‫ضا‪ ،‬فتخلت‪ ،‬فً‬‫التحوالت التً خضعت لها حركة فتح خضعت لها الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن أٌ ً‬ ‫ّ‬ ‫وتلن‬
‫إحدى المراحل‪ ،‬عن الخط المومً التملٌدي‪ ،‬وتبنت االشتراكٌة العلمٌة فً المإتمر الثانً فً سنة ‪ ،1969‬ثم‬
‫تخلّت عن العاللة الممٌزة مع الربٌس جمال عبد الناصر بعد لبوله مشروع روجرز فً سنة ‪،1970‬‬
‫وتخلّت عن نهج خطؾ الطابرات فً ‪ ،1972‬وتخلّت عن مولفها الرافض فكرة الدولة الفلسطٌنٌة على‬
‫الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة فً ‪ 1974‬وعادت لتمبلها بعد عام ‪ ،1979‬ثم تخلت عن مولفها الرادٌكالً من‬
‫الرجعٌة العربٌة بعد سنة ‪ .1982‬ولَ ِبل جورج حبش فكرة الوحدات العربٌة األربع المتجانسة (وادي النٌل‬
‫والمؽرب والجزٌرة العربٌة والهالل الخصٌب) التً صاؼها أنطون سعادة فً ثالثٌنٌات المرن المنصرم‪،‬‬
‫ت متشعبة (راجع فً‬ ‫وولؾ المومٌون العرب (بوجهٌهم البعثً والناصري) ضدها‪ ،‬وخاضوا معها صراعا ٍ‬
‫شؤن الوحدات األربع‪ :‬محمود سوٌد‪" ،‬حوار شامل مع جورج حبش"‪ ،‬بٌروت‪ :‬مإسسة الدراسات‬
‫الفلسطٌنٌة‪.)1998 ،‬‬
‫وْ‪٢‬٭ ا‪ٖ١‬ؽار ‪ٙ٧‬ف‪ ،٩‬حؽاسٓج ‪٬٤‬ا‪ ٗٛ‬ضؽ‪ٞ‬ث ا‪ٜ٥١‬او‪٤‬ث اإلـال‪ٰ٤‬ث (ض‪٥‬اس) ةاٌؽاد وحفارع‪،‬‬
‫٘‪٢٘" ٦٥‬فٍٰ‪٫٢ٞ ٦‬ا و‪ ٗٛ‬إـال‪٤‬ٮ" ‪ٛ‬ت‪ ٠‬ا‪ٓ١‬ام ‪ ،2000‬إ‪١‬٭ ا‪ٜ١‬ت‪٬‬ل ةطػود ‪ٜ١ 1967‬اء‬
‫‪٪‬ػ‪٧‬ث ٌ‪٬‬ٯ‪٢‬ث (٘ٮ ـ‪٨‬ث ‪ ،)2000‬إ‪١‬٭ ا‪٬٥١‬ا٘‪ٜ‬ث ْ‪٢‬٭ ا‪١‬فٓٮ إ‪١‬٭ دو‪١‬ث ٘‪٢‬فٍٰ‪ٰ٨‬ث ‪٤‬فخ‪٢ٜ‬ث‬
‫ةا‪ٍ١‬ؽق ا‪١‬ف‪ٰ٥٢‬ث (‪٘ ،)2009‬إ‪١‬٭ ةؽ‪٧‬ا‪٤‬ز ا‪١‬ػو‪١‬ث ا‪٥١‬فخ‪٢ٜ‬ث ٘ٮ ـ‪٨‬ث (‪)2017‬‬

‫"تتمافز فمرات الكتاب بٌن التوارٌخ المتباعدة من دون وجود عاللة سببٌة بٌنها"‬

‫تتمافز فمرات الكتاب بٌن التوارٌخ المتباعدة من دون وجود عاللة سببٌة بٌنها‪ .‬وعلى سبٌل المثال‪ ،‬فً‬
‫الصفحة ‪ٌ ،33‬مفز الكاتب من عام ‪( 1966‬تارٌخ انهٌار بنن أنترا) إلى عام ‪ 1976‬مرة واحدة‪ .‬وبٌن هذٌن‬
‫التارٌخٌن جرت مٌاهٌ جارفة‪ ،‬بل طوفاناتٌ بدلّت المٌدان كله‪ :‬هزٌمة ‪ ،1967‬صعود العمل الفدابً‪ ،‬حرب‬
‫‪ 1970‬فً األردن‪ ،‬وفاة جمال عبد الناصر‪ ،‬صعود الحلؾ الثالثً الطابفً فً لبنان‪ ،‬تؽٌٌر المٌادة السٌاسٌة‬
‫فً سورٌة فً عام ‪ ،1970‬حرب ‪ ،1973‬اندالع الحرب األهلٌة فً لبنان‪.‬‬

‫وعلى المنوال نفسه‪ٌ ،‬مفز الكاتب من عام ‪" 1974‬فً أعماب تبنًّ لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة البرنامج‬
‫ملٌونٌرا فلسطٌنًٌا لدموا فً‬
‫ً‬ ‫عمد فً تونس اجتماع حضره ‪127‬‬ ‫المرحلً" مباشرة إلى عام ‪ 1983‬حٌث ُ‬
‫ختامه مسودة عن المسؤلة الفلسطٌنٌة (ص ‪ .)36‬والواضح أن ال رابط سببًٌا بٌن البرنامج المرحلً وذلن‬
‫ً‬
‫ز‪٢ْ ٦٤‬٭‬
‫ا‪١‬شائؾ إد‪٤‬اج األز‪٨٤‬ث ا‪١‬خارٯغٰث‪ ّ ،‬و‪ٰٕ ٦٤‬ؽ ا‪ٜ٥١‬ت‪٬‬ل ْ‪ٰ٥٢‬ا إـ‪ٜ‬اط ً ٍ‬ ‫االجتماع‪ .‬و‪ٰٕ ٦٤‬ؽ‬
‫ّ‬
‫ز‪٦٤‬؛ ٘ال ا‪٥١‬اىٮ ٯ‪ٙ‬فؽ ا‪١‬طاىؽ ةؽ‪٤‬خ‪ ،٩‬وال ٯط‪٢١ ٚ‬طاىؽ أن ٯفائ‪ ٠‬ا‪٥١‬اىٮ اـخ‪٨‬ادا إ‪١‬٭‬
‫ا‪٨١‬خائز‪ ،‬ة‪ ٠‬إ‪١‬٭ ا‪١‬غٰارات ا‪٥١‬خاضث وا‪٨ٟ٥٥١‬ث ٘ٮ ‪٤ ٠ٞ‬ؽض‪٢‬ث‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫من المسابل التً خرجت من مٌادٌن النماش الفكري منذ زمن بعٌد‪ ،‬لصة "الطبمة العاملة الفلسطٌنٌة"‬
‫وٌصر على‬
‫ّ‬ ‫و"البرجوازٌة الفلسطٌنٌة"‪ ،‬لكن صدٌمنا دمحم سعٌد دلبح ما برح ٌتؽرؼر بالمفاهٌم المدٌمة هذه‪،‬‬
‫ت مثل "االرستمراطٌة العمارٌة الفلسطٌنٌة" (ص ‪ ،)35‬و"الطبمة العاملة فً الضفة الؽربٌة‬ ‫استخدام عبارا ٍ‬
‫وؼزة" (ص ‪ ،)36‬و"برجوازٌة الكومبرادور الفلسطٌنٌة" (ص‪.)37‬‬

‫ولعل للٌلٌن ممن ما زالت ذاكراته حٌةً ٌتذ ّكرون الجدل الذي كان محتد ًما فً سبعٌنٌات المرن المنصرم‪ ،‬أي‬
‫منذ نحو خمسٌن عا ًما‪ ،‬فً شؤن األسبلة التالٌة‪ :‬هل هنان حمًا طبمة عاملة فلسطٌنٌة؟ وهل ّ‬
‫تطورت بالفعل‬
‫برجوازٌة فلسطٌنٌة أو رأسمالٌة فلسطٌنٌة؟ والجواب كان ال‪ ،‬ألن كلمة "طبمة" فً علم االجتماع الماركسً‬
‫تطور بالتدرٌج لٌكتسب سمات سوسٌو –‬ ‫ّ‬ ‫ً ٍ – التصادي‪،‬‬
‫ك اجتماع ّ‬‫مصطلح داللً ٌشٌر إلى وجود نس ٍ‬
‫تارٌخٌة واضحة‪ .‬وفً هذا النسك‪ ،‬تتراكب عوامل اإلنتاج ووسابل اإلنتاج وأنماط اإلنتاج والفبات‬
‫االجتماعٌة المطابمة لها‪ .‬والحال فً فلسطٌن لٌست على هذا النحو ألبتة‪.‬‬

‫هنان ع ّمال فلسطٌنٌون بالتؤكٌد‪ ،‬أو أٌ ٍد عاملة تعمل فً األسواق العربٌة‪ ،‬ومن للة العلم اعتبارها برولٌتارٌا‬
‫أو طبمة عاملة‪ .‬وهنان أثرٌاء فلسطٌنٌون متناثرون هنا وهنان‪ .‬لكن ذلن ال ٌعنً وجود برجوازٌة‬
‫أورأسمالٌة فلسطٌنٌة؛ فاألثرٌاء‪ ،‬مثل الع ّمال‪ ،‬هم جزء من االلتصاد الذي ٌعملون فً مإسساته ونطاله‬
‫بلدان رٌعٌ ٍة ٌموم‬
‫ٍ‬ ‫وشروطه ولوانٌنه‪ .‬ومن العبث المول بوجود طبم ٍة عامل ٍة فلسطٌنٌة‪ ،‬أو حتى محلٌة‪ ،‬فً‬
‫التصادها على العمالة األجنبٌة المهاجرة‪ ،‬فٌما ٌمثل المواطنون أللٌة سكانٌة‪.‬‬
‫وحتى مصر التً عرفت الصناعة الحدٌثة لبل مبتً عام‪ ،‬كان فٌها نحو ملٌونٌن وسبعمبة ألؾ خادم منزلً‬
‫فً سنة ‪ ،1947‬أي ضعؾ عدد العمال فً المصانع المصرٌة‪.‬‬

‫فً تارٌخنا المعاصر‪ ،‬نكتشؾ أن االرستمراطٌة الفلسطٌنٌة لم تكن حالةً لابمةً فً المجتمع الفلسطٌنً لط‪.‬‬
‫أراض‪ ،‬وأفندٌة من طراز موظفً الدولة العثمانٌة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫هنان أعٌان‪ ،‬أي تجار ومالكو‬

‫واألثرٌاء الفلسطٌنٌون الجدد لم ٌتحدّروا من أبناء األعٌان المدامى‪ ،‬كآل الحسٌنً والنشاشٌبً وطولان وعبد‬
‫الهادي والخالدي والشوا والجعبري‪ ،‬ولم ٌتحدّروا من الفالحٌن (إال الملٌل منهم)‪ ،‬بل جاءوا من األبناء‬
‫المتعلمٌن للفبات الوسطى الذٌن استفادوا من التوسع التنموي الكبٌر فً دول الخلٌج العربً‪ ،‬ومن الطلب‬
‫المتزاٌد على التعلٌم واإلسكان ومشروعات البنٌة التحتٌة‪ .‬ومن بٌن هإالء ظهرت فبةٌ ثرٌةٌ لوامها‬
‫الشركات‬
‫ً‬ ‫المهندسون وأساتذة الجامعات واألطباء واإلدارٌون‪ ،‬وهإالء استثمروا مدّخراتهم فً بعض‬
‫تحول إلى رجال أعمال وتجار ومماولٌن‪ .‬وفً أي حال‪ٞ ٬١ ،‬ان ٯاـؽ ْؽ٘ات ‪ٖ٤‬ؽ‪ٛ‬ا‬ ‫الرابحة‪ ،‬وبعضهم ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫٘ٮ ٯ‪ٰ٨ٰ٥‬خ‪٥ٞ ٩‬ا ٯه‪٬‬ره ا‪٥١‬ؤ‪( ٗ١‬ص ‪٥١ )76‬ا ـ‪ ٣٢‬أض‪٥‬ػ األز‪٪‬ؽي (٘اروق ا‪ٜ١‬اىٮ) ا‪١‬خر‪ٰٜٗ‬‬
‫ا‪١‬فٰاـٮ ٘ٮ ‪ٓ٤‬ف‪ٟ‬ؽات ا‪١‬خػرٯب‪ ،‬و‪ ٦٤ ٬٪‬ضؾب ضػح‪ ٬‬ا‪١‬لٰ‪ْ٬‬ٮ (ا‪١‬طؽ‪ٞ‬ث ا‪١‬ػٯ‪ٜ٥‬ؽاٌٰث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪٢١‬خطؽر ا‪٨ٌ٬١‬ٮ)‪ ،‬و‪٥١‬ا ‪ٞ‬ان ـ‪٤ ٣٢‬طش‪٬‬ب ْ‪٥‬ؽ ا‪١‬لٰ‪ْ٬‬ٮ أو ض‪٨‬ا ‪ٰ٤‬غائٰ‪( ٠‬أة‪٥ْ ٬‬ؽ)‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪٥٫٤‬ات ‪٪ ٦٤‬ؼا ا‪ٜ١‬تٰ‪ .٠‬و٘ٮ إضػى ا‪٥١‬ؽات‪ ،‬ـئ‪ ٠‬ٯاـؽ ْؽ٘ات‪ :‬أ‪٧‬ج ٯ‪٨ٰ٥‬ٮ‬ ‫ٍ‬ ‫َا‪٥١‬ار‪ٞ‬فٮ‬
‫ً‬
‫أ‪ٰ١‬ؿ ‪ٞ‬ؼ‪ٝ١‬؟ ٘أساب‪ ٰٗٞ :‬أ‪٬ٞ‬ن ٯ‪ٰ٨ٰ٥‬ا‪ ،‬وأ‪٧‬ا أضه‪٢ْ ٠‬٭ األ‪٬٤‬ال ‪ ٦٤‬ا‪ٟ٢٥٥١‬ث ا‪١‬فٓ‪٬‬دٯث‪،‬‬
‫سؾءا ‪ ٩٨٤‬إ‪١‬٭ ا‪١‬طؽ‪ٞ‬ات ا‪١‬ر‪٬‬رٯث ا‪ٰ١‬فارٯث؟‬ ‫واكخؽي ا‪١‬فالح ة‪٫‬ا ‪ ٦٤‬ا‪١‬هٰ‪ ٦‬وروـٰا‪ ،‬وأٍْٮ ً‬

‫‪25‬‬
‫"من عجائب الكالم لول الكاتب إن المنشمٌن على حركة فتح (فتح االنتفاضة) اختاروا النهاٌات الشجاعة"‬

‫من عجابب الكالم لول الكاتب إن المنشمٌن على حركة فتح (فتح االنتفاضة) اختاروا النهاٌات الشجاعة‬
‫(ص‪ ،)227‬وإن النظام الرسمً العربً‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬اجتمع على ضرورة إجهاض الفعل االنتفاضً فً‬
‫حركة فتح (ص ‪.)223‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫والحمٌمة أن ‪٤‬ا ٯف‪٫ٰ٥‬ا ‪٤‬ط‪٥‬ػ ـٰٓػ د‪١‬تص "ا‪٫٨١‬اٯات ا‪١‬لشاْث" عؽا٘ات ‪ٞ‬ال‪ٰ٤‬ث‪ ،‬وح‪ ٝ٢‬ا‪٫٨١‬اٯات‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫واةخؼال ‪٤‬ف‪ٟ٢‬ٮ‪،‬‬ ‫‪ٞ‬ا‪٧‬ج‪ ٦٤ ،‬ةاة‪٫‬ا إ‪١‬٭ ‪٤‬طؽاة‪٫‬ا‪ ،‬ةائفث وحاْفث‪ ،‬وـت‪٫ٜ‬ا ا‪٧‬طٍاط ـٰاـٮ‬
‫‪٤‬ر‪ ٠‬ح‪٫‬ؽٯب ا‪٥١‬غػرات وا‪١‬خؾوٯؽ وا‪ٟ١‬ؼب ا‪٤٬ٰ١‬ٮ واالٕخٰاالت و‪٫٧‬ب ‪٥٤‬خ‪ٟ٢‬ات ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص ٘ٮ‬
‫ـ‪٬‬رٯث و‪١‬ت‪٨‬ان‪ .‬وآعؽ ا‪٥١‬تاذل ‪ٞ‬ان اإلـ‪٫‬ام‪ ،‬ةل‪ ٠ٟ‬أو ةآعؽ‪٘ ،‬ٮ رْاٯث ضؽ‪ٞ‬ث ٘خص اإلـالم‬
‫ّ‬
‫ا‪١‬خٮ د‪٤‬ؽت ‪٤‬غٰ‪٫٧ ٣‬ؽ ا‪١‬تارد ٘ٮ ك‪٥‬ال ‪١‬ت‪٨‬ان‪.‬‬

‫حبذا لو تذكر الكاتب العمٌد حسن أبو شنار (أبو األمجد) وأفعاله "الشجاعة" التً اعتُمل بسببها فً سورٌة‪.‬‬
‫لهرا‪ .‬وهل ٌتذ ّكر الكاتب أبو العبد البطاط‬‫وعندما خرج من السجن تركه ُمشؽّله‪ ،‬أبو خالد العملة‪ ،‬لٌموت ً‬
‫وأفعاله؟ ولعله ال ٌعرؾ األكاذٌب التً كانت تصدر فً صورة بٌانات عسكرٌة باسم "كتابب عمر المختار"‬
‫الوهمٌة إبّان االنتفاضة الثانٌة‪ ،‬والؽاٌة كانت استدرار األموال اللٌبٌة لمصلحة "المنتفضٌن"‪ .‬وماذا فعل أبو‬
‫خالد العملة ؼٌر محاولة اؼتٌال عضو المجلس الوطنً الفلسطٌنً‪ ،‬محمود تٌم‪ ،‬فً ع ّمان‪ ،‬ول ّما لم ٌتم ّكن‬
‫أعضاء المجموعة التً أرسلها من تنفٌذ العملٌة‪ ،‬انعطفوا إلى عضو اللجنة التنفٌذٌة فً منظمة التحرٌر فً‬
‫حٌنه‪ ،‬فهد المواسمً‪ ،‬واؼتالوه فً ‪ .1983/12/29‬أما رسالة أبو خالد العملة إلى إبنه خالد (وربما إلى‬
‫مزورة ومفبركة‪ ،‬ولم ٌنط ِل‬ ‫خالد مشعل) المنشورة فً صحٌفة المستمبل‪ ،‬اللبنانٌة‪ ،‬فً ‪ ،2007/1/22‬فهً ّ‬
‫أمرها على أحد‪ ،‬إال على الملٌل من عادمً الدراٌة‪ .‬ومن نكات تلن الفترة أن أحد أبناء أبو موسى (سعٌد‬ ‫ُ‬
‫مراؼة)‪ ،‬وهو أمٌن سر حركة فتح االنتفاضة‪ ،‬كان ٌردّد إن والده هو األمٌن العام لجماعة أبو خالد العملة‪.‬‬

‫تحرن‬ ‫ٌمول المإلؾ‪" :‬ساهمت فتح االنتفاضة فً حماٌة منطمة الجبل فً لبنان فً أٌلول ‪ )...( 1983‬حٌث ّ‬
‫نحو ‪ 350‬مماتالً فً ‪ /9/22‬لٌحمموا هزٌمة للموات االنعزالٌة فً معرك ٍة لم تدم أكثر من ٌوم واحد‪ ،‬األمر‬
‫الذي أذهل [عبد الحلٌم] خدّام الذي لال ألبً صالح‪ :‬لوال أن أولفناكم لكنتم أخذتم بٌروت" (ص ‪َ .)224‬ه ًْ‬
‫ًَ‪ .‬ما هذه الخرافات الهاذٌة؟ بٌروت مرة واحدة؟ طٌب‪ ،‬لماذا لم ٌتابع المنشمون تلن المعركة المظفرة‬ ‫ه ْ‬
‫باتجاه جنوب لبنان المحتل‪ ،‬بعد أن ردّهم عبد الحلٌم خدّام عن أبواب بٌروت؟ وهذه العنترٌات الزجلٌة إنما‬
‫هً إنكار لدور الجٌش السوري فً تلن المعركة‪ ،‬وإلسهام الجبهة الشعبٌة – المٌادة العامة وبمٌة المنظمات‬
‫الفلسطٌنٌة‪ ،‬عالوة على الحزب التمدمً االشتراكً‪.‬‬

‫ولمزٌد من اإلدعاء ٌمول الكاتب‪" :‬لام مماتلو فتح االنتفاضة بدور بارز فً العملٌات العسكرٌة التً‬
‫أسفرت عن هزٌمة الموات األمٌركٌة ومتعدّدة الجنسٌات من فرنسٌٌن وإٌطالٌٌن‪ ،‬لتخرج من بٌروت‬
‫بسرع ٍة لم تكن متولعةً فً أواخر شهر شباط‪ /‬فبراٌر ‪( "1984‬ص ‪ .)225‬والمعروف أنّ ال عملٌات‬
‫عسكرٌة وال َمن ٌحزنون‪ ،‬بل إن العملٌة االنتحارٌة المزدوجة التً ولعت فً ‪ ،1983/10/23‬وأدّت إلى‬
‫ممري المارٌنز وكتٌبة المظلٌٌن الفرنسٌٌن‪ ،‬هً التً كانت السبب فً إتخاذ لرار االنسحاب من‬‫تدمٌر ّ‬
‫ع إعالمً لعمل عسكري‬ ‫لبنان‪ ،‬وصدر بٌان تلن العملٌة باسم حركة الجهاد االسالمً‪ ،‬وهً لنا ٌ‬
‫واستخباري منسك بٌن إٌران وسورٌة واالتحاد السوفٌاتً فً تلن الفترة (فً عهد أندروبوف)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ٌعترؾ دمحم سعٌد دلبح بؤن "فتح االنتفاضة" شهدت حالةً من الرفض لممارسة بعض لٌاداتها التً أُخذ علٌها‬
‫والتفرد واتخاذ المرارات (‪ ،)...‬حتى ترن إلٌاس شوفانً فً عام ‪ 1992‬مولعه المٌادي‬ ‫ّ‬ ‫نزوعها نحو التسلط‬
‫مؽادرا الحركة نهابًٌا (ص ‪ .)226‬هكذا بكل بساطة؟ كؤن إلٌاس شوفانً ؼادر الحركة‬ ‫ً‬ ‫فً "فتح االنتفاضة"‬
‫ُ‬
‫الحرة‪ .‬والحمٌمة أنه أجبر على االستمالة‪ ،‬بعدما تلمى السباب والتهدٌدات من أبو خالد العملة نفسه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بإرادته‬

‫وفً أي حا ٍل‪ ،‬اعترؾ إلٌاس شوفانً بؤن التآمر كان سمةً مالزمةً لعمل المنشمٌن بعد الخروج من بٌروت‪.‬‬
‫وٌضٌؾ‪" :‬لم أكن أضع أورالً فً عملً بشكل مكشوؾ‪ ،‬ولم أكن أطرح ما لدي" (راجع‪ :‬إلٌاس شوفانً‪،‬‬
‫بوح فً المتاح‪ ،‬دمشك‪ :‬دار كنعان‪)2001 ،‬‬

‫***‬
‫‪٤‬خ‪٨‬ا٘ؽة ‪٨٪ ٦٤‬ا و‪٨٪‬اك‪ ،‬و‪ٛ‬ػ ضلػ‪٪‬ا ا‪ٟ١‬احب‬
‫ٍ‬ ‫ة‪٢٥‬خ‪ٍٜ‬ات‬
‫ٍ‬ ‫ٯٓز ‪ٞ‬خاب "ـخ‪٬‬ن ْا‪٤‬ا ‪ ٦٤‬ا‪١‬غػاع"‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫رواٯات ‪ ٦٤‬ٯٍ‪٬٨ٍ٨‬ن ةاإل٘‪ ،ٝ‬واْخ‪٥‬ػ‬‫ِ‬ ‫‪٤‬طاو‪١‬ث ‪٢١‬شؽح ةٰاـؽ ْؽ٘ات‪ .‬واـخ‪٨‬ػ ‪ٞ‬رٰؽا إ‪١‬٭‬
‫ٍ‬ ‫٘ٮ‬
‫ّ‬
‫ْ‪٢‬٭ ض‪ٟ‬اٯات ٌ‪٬‬ٯ‪٢‬ٮ ا‪٢١‬فان و‪٧‬تاكٮ ا‪١‬خ‪ ٣٫‬واال٘خؽاءات‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وٯ‪٬ٜ‬ل ٌ‪ ٩‬ضفٰ‪٘ ٦‬ٮ ‪ٞ‬خاة‪" ٩‬األٯام" إن ٌ‪٬‬ل ا‪٢١‬فان ال ٯ‪٥‬ط‪ ٬‬ض‪ٜ‬ا وال ٯرتج ةاٌال‪.‬‬
‫ُ‬
‫و‪ٞ‬ان ْ‪٢‬٭ ا‪ٟ١‬احب أن ٯٖؽة‪٤ ٠‬هادره وٯ‪ٜ٨‬ػ‪٪‬ا ‪ٛ‬ت‪ ٠‬أن ٯلؽع ٘ٮ حأ‪ٞ ٰٗ١‬خاة‪٪ ٩‬ؼا‪ ،‬أي ‪ٞ‬ان‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ا‪ٓ١‬ا‪ ٦٤ِ ٬٪ ٣١‬ٯل‪ ،ٝ‬وا‪١‬ط‪ ٦٤ ٬٪ ٣ٰٟ‬ٯ‪ٟٙ‬ؽ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‪ ٩ٰ٢‬أن ٯل‪ٞ ٝ‬رٰؽا ٘ٮ ‪٤‬هادره و‪٬ٜ٧‬الح‪ ،٩‬ألن‬
‫وا‪١‬شا‪ ٬٪ ٠٪‬ا‪١‬ؼي ٯشؾم ةطفب أضػ األ‪٬ٛ‬ال ا‪٥١‬أذ‪٬‬رة ألرـٍ‪.٬‬‬
‫ٌ‬
‫و‪ٛ‬ػ ٘ؽضج ‪٢ٛ‬ث ‪ ٦٤‬ا‪١‬هطاٰٰ٘‪ ٦‬ة‪٫‬ؼا ا‪ٟ١‬خاب‪ٟ٘ ،‬ا‪٧‬ج أكت‪ ٩‬ةا‪ٓ١‬ش‪٬‬ل ا‪١‬ياض‪ٟ‬ث‪ ،‬ضٰ‪ ٦‬ح‪٫‬ب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ال‪١‬خ‪ٜ‬ام ىؽوع أ‪٫٤‬اح‪٫‬ا‪ .‬و‪ ٦٤‬ا‪٥١‬أ‪٬٧‬س أن ذ‪٥‬ث ‪ٛ‬ؽاءة ا‪٧‬خ‪٥‬ائٰث ‪ٛ٬٢١‬ائّ‪ ،‬و٘ٮ ‪ٜ٤‬اة‪٫٢‬ا ‪ٛ‬ؽاءة‬
‫‪ٜ٧‬ػٯث‪.‬‬
‫ُ‬
‫و‪٪‬ؼا ا‪ٟ١‬خاب ال ٯ‪ ٦ٟ٥‬ا‪١‬ؽ‪٬ٞ‬ن إ‪١‬٭ ح‪ٙ‬هٰالح‪ ،٩‬و‪ ٦٤‬ا‪٥١‬طال احغاذه ‪٤ ٦٤‬هادر ‪ٞ‬خاةث ا‪١‬خارٯظ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ةفاٌث‪ٞ ،‬خاب ا‪٧‬خ‪٥‬ائٮ و‪ٰ١‬ؿ ‪ٞ‬خاةا ‪ٜ٧‬ػٯا‪ .‬و‪٤‬ا ‪٤٬ٛ‬خ‪٪ ٩‬ؼه‬
‫ٍ‬ ‫ا‪٢ٙ١‬فٍٰ‪٨‬ٮ ا‪ٓ٥١‬انؽ‪ ،‬أل‪ ،٩٧‬ة‪٠ٟ‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ٰ٘و ‪ٞ‬رٰؽ ‪ ٦٤‬األٕالط واألٕا‪ ًٰ١‬وا‪١‬ط‪ٟ‬اٯات ا‪٥١‬ؽـ‪٢‬ث‬ ‫ٍ‬ ‫‪٦٤‬‬ ‫‪٠ٰ٢ٛ‬‬ ‫ٰٕو‬ ‫ا‪ٜ٥١‬ا‪١‬ث ‪٨٪‬ا‬
‫واال٘خؽاءات ا‪١‬ف‪٥ٰٜ‬ث‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫"مذكرات نزٌه أبو نضال"‪ :‬هكذا ُهزمت الثورة الفلسطٌنٌة‬
‫زٌاد منى‪-‬االخبار‪2012-‬‬

‫عندما دعوت األخ العزٌز نزٌه أبو نضال لكتابة مذكراته‪ ،‬كان لصدي فً الممام األول تسجٌل تجربتنا فً‬
‫حركة فتح‪ ،‬وهً جزء من التارٌخ الشفوي للنضال الوطنً الفلسطٌنً ولٌست أي أمر آخر‪ .‬أي‪ ،‬إعالم‬
‫األجٌال الحالٌة والمادمة بما حصل فعالً‪ ،‬ما أوصلنا إلى الحضٌض الذي نحن فٌه‪ ،‬بعٌدا ً عن أكاذٌب وسابل‬
‫«اإلعالم» العربٌة التً ٌسٌطر علٌها التكفٌرٌون التً هً أجهزة تضلٌل لٌس ؼٌر‪ .‬تعذّر على الصدٌك‬
‫العزٌز التفرغ لكتابة المذكرات‪ ،‬فالترحت علٌه اللماء وتسجٌل حوار معه‪ ،‬أضٌؾ إلٌه بعض ما لدي من‬
‫تجارب‪ ،‬فاستجاب مشكورا ً وحضر إلى دمشك فً نهاٌة ‪ ،2010‬حٌث سجلنا ساعات طواالً من الحوار عن‬
‫تجاربه فً حركة فتح‪ .‬المماطع التالٌة اخترتها من ألسام مختلفة من الكتاب‪ ،‬من دون العودة إلى الصدٌك‬
‫العزٌز‪ ،‬وهً ال تلخص محتوى الكتاب‪ ،‬وإنما هً مإشر على مساره‪ .‬والكالم كله ٌعود إلى األخ العزٌز‬
‫نزٌه‪.‬‬

‫انتهٌنا من العمل فً الكتاب منتصؾ العام الماضً‪ ،‬ولد تؤخر صدوره إلى اآلن بسبب األجواء المحٌطة‬
‫بعملً فً دمشك‪ ،‬واألزمة الكبرى التً تعٌشها سورٌا‪ .‬ولد لررنا‪ ،‬الصدٌك نزٌه أبو نضال وأنا‪ ،‬أال ندخل‬
‫أي تعدٌالت أو إضافات على النص؛ ألنّه شهادة تارٌخٌة لٌس ؼٌر‪ ،‬ولٌس بٌانا ً سٌاسٌا ً‪.‬‬

‫دار لدمس لررت االنتمال تدرٌجا ً إلى عالم النشر اإللكترونً‪ ،‬ألسباب عدٌدة مرتبطة بعالم النشر فً بالد‬
‫العرب‪ ،‬سوؾ نفصلها فً مماالت الحمة‪ .‬لذا ّ‬
‫فإن هذا الكتاب متوافر بنسخة إلكترونٌة فحسب‪ٌ ،‬مكن ابتٌاعها‬
‫من المولع وستتوافر لرٌبا ً نسخة خاصة بكل من الحاسوب اللوحً اآلي باد )‪ (IPad‬وأندروٌد‬
‫)‪(Android‬فً المولع ذاته‪ ،‬مع إمكانٌة صدور طبعة ورلٌة منه فً حال توافُر الطلب علٌها‪.‬‬

‫زٌاد منى‬
‫■■■‬

‫البداٌة‪ ...‬متدربا ً فً معسكر فتح فً معسكر "الهامة"‪-‬فجؤة ولع الزلزال الذي عصؾ بكل شًء‪ .‬فحٌن أعلن‬
‫عبد الناصر استمالته بصوته المتهدج‪ ،‬تؤكدنا من الهزٌمة‪ ،‬فاندفعنا كما ٌجب‪ ،‬فً تظاهرات ‪ 9‬و‪ٌ 10‬ونـٌو‬
‫(حزٌران)‪ ،‬فً مٌدان التحرٌر‪ ،‬وسط خمسة مالٌٌن مفجوع‪ ،‬وثنٌنا المابد عن لرار االستمالة‪ .‬فكرت بجزم‬
‫ً أنا شخصٌا ً أن أفعل شٌباً‪ .‬لكن كٌؾ؟ كنت أسمع بصورة ؼامضة‪ ،‬فً أوساط الطلبة الفلسطٌنٌٌن‪،‬‬ ‫ّ‬
‫بؤن عل ّ‬
‫عن منظمة فدابٌة اسمها «فتح»‪ ،‬لها جناح عسكري اسمه «العاصفة»‪ ،‬وبدأت رحلة البحث عن فتح‪،‬‬
‫لاللتحاق بالعاصفة‪ :‬لن أكون رجالً إذا لم ألاتل!‬

‫فً الٌوم التالً لوصولً إلى دمشك‪ ،‬جاءنـً إلى الفندق عاطؾ أبو بكر‪ ،‬وأخذنـً إلى مكتب الـ‪ ،23‬المرٌب‬
‫من «ساحة السبع بحرات»‪ ،‬حٌث التمٌت بؤبو اللطؾ (فاروق المدومً)‪ ،‬وبمٌت فً اإلعالم بضعة أٌام‬
‫أساعد الشباب‪ ،‬وعلى رأسهم الشاعر فتى الثورة (سعٌد المزٌن) انتظارا ً النتمالً إلى معسكر الهامة‪ ،‬ألبدأ‬
‫هنان الدورة التدرٌبٌة العسكرٌة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫فً شتاء عام ‪ ،1967‬وصلت إلى معسكر الهامة‪ ،‬لرب دمشك‪ ،‬وهنان التمٌت بؤبو علً إٌاد‪ ،‬وفً الٌوم‬
‫نفسه التمٌت فً الهامة المابد العام أبو عمار (ٌاسر عرفات)‪ٌ .‬بدو أن وجود طالب جامعً وشرق أردنـً‬
‫ومسٌحً ترن الجامعة فً السنة األخٌرة‪ ،‬لٌلتحك مماتالً بفتح الفلسطٌنٌة‪ ،‬وبخلفٌاتها اإلخوانٌة‪ ،‬كان مثٌرا ً‬
‫للفضول ولالهتمام‪.‬‬

‫ثم بدأت الدورة التدرٌبٌة العسكرٌة‪ ،‬بمٌادة الرابد خالد‪ ،‬وأطلك على دورتنا اسم «دورة الثلج»‪ ،‬نظرا ً إلى‬
‫كثافة وحجم الثلوج التً عشنا فً صمٌعها خالل أشهر الدورة‪ .‬تدرٌب عنٌؾ مع نهار طوٌل ٌبدأ باكرا ً مع‬
‫رفع العلم الفلسطٌنً على سارٌة المعسكر‪ ،‬وصوالً إلى نوبات الحراسة اللٌلٌة المرهمة‪ .‬ولد أضفنا إلى رفع‬
‫العلم‪ ،‬نشٌد الصباح الذي ألفتُهُ خالل الدورة الذي أضحى نشٌد حركة فتح‪ 1‬ومطلعه‪ :‬بالدي بالدي بالدي‬
‫فتح ثورة عاألعادي‪.‬‬

‫المدربون فً معسكر الهامة‪ ،‬الرابد خالد المادم من الجٌش األردنً‪ ،‬وكان ٌساعده الرابد مإمن والهدهد‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫كان‬
‫والحما ً جمعة ؼالً وأبو الخٌر‪ ،‬وجمٌعهم لادمون من جٌش التحرٌر الفلسطٌنً‪ ،‬وحٌث كان التدرٌب على‬
‫طرٌمة الجٌوش العربٌة‪ :‬ركض‪ ،‬زحؾ‪ ،‬مسٌرات‪ ،‬تسلك ٌومً لجبل شاهك على طرٌك الهامة سمٌناه جبل‬
‫التوبة‪ ،‬وعموبات ال تنتهً‪ ،‬ألبسط هفوة‪ ،‬بالزحؾ أو المٌام بتدرٌبات لاسٌة‪ .‬وكان األسوأ‪ ،‬النزول فً‬
‫مجاري مطابخ المعسكر‪ .‬ثم تدرٌبات صاعمة‪ ،‬سالح ألؽام‪ ،‬متفجرات‪ ،‬واجبات الحراسة‪ ،‬طوابٌر اإلزعاج‬
‫اللٌلٌة‪ ،‬ثم الصحو المبكر ورفع العلم الفلسطٌنً‪ ،‬وٌوم جدٌد‪.‬‬
‫ٌعوض كل ما ٌبذل من جهد‪ :‬عسل أسود وزٌتون وشاي فً الفطور‬ ‫الطعام كان متواضعا ً للؽاٌة‪ ،‬وال ّ ِ‬
‫والعشاء‪ ،‬وما تٌسر من شوربات وخضار وما ٌشبه اللحم أحٌانا ً فً الؽداء‪ .‬لكن بالطبع لم ٌكن أحد ٌشكو‪،‬‬
‫وخاصة أن المساواة كانت تع ّم الجمٌع‪ ،‬من أبو عمار‪ ،‬ألصؽر عنصر متدرب‪ ،‬فلم ٌكن بعد من امتٌازات‬
‫ألحد‪.‬‬

‫آنذان‪ ،‬كان األمر ٌبدو كنوع من التمشؾ والطهارة الثورٌة‪ ،‬أما الحماً‪ ،‬فمد كانت شمة أبو الزعٌم ومفروشاتها‬
‫فً بٌروت تفوق مصارٌؾ معسكر الهامة منذ تؤسٌسه إلى األبد‪.‬‬

‫عموماً‪ ،‬لم تكن هنان خطة واضحة‪ ،‬ال للتدرٌب العسكري وال لتمارٌن اللٌالة البدنٌة‪ ،‬حٌث كنا منذ الٌوم‬
‫األول‪ ،‬كما الٌوم األخٌر‪ ،‬نركض حتى ٌتعب المدرب‪ .‬فلم ٌكن هنان برنامج تؤهٌل تدرٌجً‪ٌ ،‬راعً لدرات‬
‫المتدربٌن‪ ،‬وٌطورها خالل أسابٌع الدورة‪.‬‬

‫فً معسكر الهامة كانوا ٌجعلوننا نركض من المعسكر لنصل إلى دوار معرض دمشك الدولً‪ ،‬أو «ساحة‬
‫األموٌٌن»‪ ،‬ثم ندور حوله ونعود ركضا ً باتجاه الهامة‪ .‬هذه المسافة هابلة‪ ،‬وطبعا ً نحن كنا مثل النار‪،‬‬
‫متحمسٌن ونرٌد أن نتدرب‪ ،‬نرٌد أن نصل إلى ضفة النهر الثانٌة من أول ٌوم‪ ،‬ومن دون أن نتدرب حتى‬
‫على السباحة‪ ،‬بل كنا نرٌد أن نمطع البحر سباحة‪ .‬بالنتٌجة‪ ،‬تتورم أرجلنا وٌتسلخ لحمنا‪ ،‬ولم نكن نحن وال‬
‫مدربونا‪ ،‬مإهلٌن أصالً‪ ،‬أو نعرؾ ما المفٌد من أنواع الرٌاضة‪ .‬لم نكن نملن حتى حذا ًء رٌاضٌا ً نركض به‪.‬‬
‫كنت أركض بحذاء الجامعة المدٌم‪ ،‬ولم أكن معتادا ً مثل هذا الجهد البدنً‪ .‬وكما تعرؾ‪ ،‬فطالب الجامعة معتاد‬
‫ركوب التاكسٌات والحافالت‪ ،‬ال الركض والمشً الطوٌل والعنٌؾ‪ .‬كنا نمول للمدربٌن إنه ٌوجد شًء اسمه‬
‫تدرج بالتدرٌب‪ ،‬دعونا نركض أول ٌوم ‪ 3‬كٌلو وفً الٌوم الثانً ‪ 5‬كٌلو حتى ٌمتلن جسمنا اللٌالة المطلوبة‪،‬‬
‫واألمر نفسه للجهود العضلٌة التً نبذلها بالزحؾ والركض والمسٌرات‪ ...‬إلخ‪ .‬خطوة خطوة‪ ،‬حتى نستطٌع‬

‫‪ 1‬لم ٌكن هنان حتى الٌوم نشٌد لحركة فتح وان وجد فهو ٌنسب لمصٌدة‪ :‬أنا ابن فتح ما هتفت لؽٌرها‪ -‬مركز االنطاللة‬
‫للدراسات‬
‫‪29‬‬
‫أن نستمر فً التدرٌب‪ .‬كان بعضنا ٌسمط‪ ،‬وفً الٌوم التالً ال ٌستطٌع أن ٌركض‪ ،‬ألنه لد تعضّل وتسلخ‬
‫صر أو ٌتؤخر‪،‬‬‫جلده‪ ،‬فٌضطر إلى أن ٌجلس ٌومٌن أو ثالثة للعالج‪ .‬وفً هذه الظروؾ الماسٌة‪ ،‬كان الذي ٌم ّ‬
‫ٌزحؾ على الشون أو ٌؽطس فً مجاري ماء المطبخ الوسخة‪ ،‬وكؤن هإالء المدربٌن مجموعة سادٌّة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مدربٌن فً‬
‫وباألصل كٌف صاروا مدربٌن‪ ،‬ومن هم؟ هم جنود أو ضباط انضموا إلى فتح‪ ،‬حتى إنهم لٌسوا ّ‬
‫الجٌش أصالً‪ ،‬لكنهم تدربوا بمعظمهم فً جٌش التحرٌر‪ ،‬والذي تدربوه طبموه علٌنا‪ ،‬ال دراٌة وال علم‪.‬‬
‫والمشكلة أنه مع ألل هفوة‪ ،‬وأي ؼلطة‪ٌ ،‬وجد ك ّم من عموبات التعذٌب الهابلة‪ ،‬الرلصة الروسٌة‪ ،‬وتمارٌن‬
‫الضؽط الماسٌة‪ ،‬والزحؾ‪ ،‬والمجاري‪ ،‬وؼٌرها‪ .‬وتكرر المشهد بعد ذلن فً معسكرات التدرٌب أو التعذٌب‪:‬‬
‫الهامة‪ ،‬ومٌسلون‪ ،‬ومنعم فً بؽداد‪.‬‬

‫والتفصٌلة التالٌة الؽبٌة أن العماب كان ٌو َلع بالجمٌع عند أول خطؤ أو هفوة‪ ،‬على طرٌمة الجٌوش‬
‫النظامٌة‪( ...‬العماب ٌعم والثواب ٌخص)‪ ،‬ما شكل عندي ردة عنٌفة على كل أسالٌب التدرٌب فً معسكرات‬
‫فتح‪ ،‬وعلى فلسفة العموبات فٌها‪ ،‬ما جعلنً أذهب إلى تجربة معسكر الـ‪ 99‬الذي ٌمنع فٌه أي شكل من‬
‫أشكال العموبة‪ ،‬مهما كان نوعها‪ ،‬إال إذا لررها المخطا بحك نفسه‪ ،‬وفك مبدأ النمد والنمد الذاتـً‪.‬‬

‫■■■‬
‫أعتمد أن الغٌاب الكامل للتثمٌف والعمل السٌاسً والتعبوي كان من أخطر النوالص والسلبٌات فً صفوؾ‬
‫المتدربٌن‪ ،‬ولد ؼابت حتى تدرٌبات الخطط العسكرٌة التكتٌكٌة فً العملٌات الفدابٌة‪ ،‬فضالً عن تجارب‬
‫الثورات األخرى‪ ،‬واستراتٌجٌات الحرب الشعبٌة‪.‬‬

‫بعد ذلن‪ ،‬استكملت جزبٌا ً ّ‬


‫بكراسات فتح العشرة‪ ،‬التـً تؽطً جوانب من هذا النمص‪ ،‬ولكنّها كانت ممتصرة‬
‫على التنظٌم السٌاسً‪ ،‬ال على معسكرات التدرٌب والمماتلٌن‪ .‬حتى إن عاطؾ أبو بكر‪ ،‬ولد صرنا أصدلاء‪،‬‬
‫نخرب أخالق الشباب (ٌمصد أن نتحدث معهم بمضاٌا‬
‫كان حٌن ٌزورنا فً معسكر الهامة ٌمول لً‪ :‬هٌا بنا ّ‬
‫الفكر والسٌاسة)‬
‫الحماً‪ ،‬تطورت األمور نسبٌا ً فً برامج التثمٌؾ السٌاسً والفكري‪ ،‬كما فً «معسكر مٌسلون»‪ ،‬شتاء عام‬
‫‪ ،1968‬ثم فً «معسكر منعم» ببؽداد‪ ،‬ربٌع عام ‪ ،1969‬كما سؤبٌن‪ .‬وحٌن تولٌت مهمة تؤسٌس ولٌادة‬
‫معسكر الكوادر ‪ ،99‬فً صٌؾ عام ‪ 1969‬فً األردن‪ ،‬حاولت أن أتجاوز كل هذه السلبٌات‪ ،‬مستفٌدا ً من‬
‫خبراتً متدربا ً ومدربا ً ومفوضا ً سٌاسٌاً‪ ،‬كان هذا رد فعل على ذان‪ .‬وسؤتحدث عن هذه التجربة الحما ً بشًء‬
‫من التفصٌل‪ ،‬نظرا ً إلى أهمٌتها‪.‬‬
‫العملٌات العسكرٌة (عملٌة حٌفا) (لم تتم)‬

‫كنا على األؼلب‪ ،‬وخاصة فً جنوب لبنان‪ ،‬نصعد مشٌا ً من طرٌك جبل الشٌخ‪ ،‬نزوالً إلى الجنوب اللبنانـً‪،‬‬
‫لنكمن فً إحدى مؽاور وادي لبرٌخا الكثٌؾ الؽابات‪ ،‬وبواسطة أدالء محلٌٌن‪ ،‬نستطلع األهداؾ‬

‫‪ 2‬هذه التساإالت شخصٌة بحتة‪ ،‬وتعبر عن تعب الشخص وضعفه‪ ،‬او عدم لدرته الجسدٌة‪ ،‬ولد ال ٌكون‬
‫زمالإه الصلبٌن حٌنها لدٌهم نفس وجهة النظر‪ .‬حٌث أن الحماسة واالندفاع واالٌمان والشجاعة لد تخفض‬
‫من لٌمة التساإالت التشكٌكٌة كما الحال مما أسماه الكاتب الحما هبة اهل حماة من المتدٌنٌن الذٌن لم ٌؤبهوا‬
‫للصعوبات الجمة ولم ٌدر بخلدهم مثل هذه التساإالت فً ظل سمو الهدؾ ‪ .‬الذٌن من اجله تحملوا التدرٌب‬
‫الشاق وفما لما اورده هو بذاته فً السطور الالحمة‪-‬مركز االنطاللة للدراسات‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫والمستعمرات الصهٌونٌة المراد ضربها‪ .‬ثم نتحرن لٌالً لتنفٌذ العملٌة‪ ،‬وكنا على األؼلب‪ ،‬نستخدم صوارٌخ‬
‫‪ 3,5‬بوصة والهاونات الخفٌفة‪ ،‬ثم نعود إلى مكمننا‪ ،‬انتظارا ً الستطالع جدٌد وعملٌة أخرى‪.‬‬

‫آنذان‪ ،‬لم نكن نملن اإلمكانات والوسابل الكافٌة لعملٌات كبرى بالتحام المستوطنات أو المعسكرات‪ ،‬وكان‬
‫تحركنا فً إحدى الدورٌات‪ ،‬ال ٌعنً تنفٌذ عملٌة واحدة بل عدة عملٌات‪ ،‬ولكننا لم نكن نستمر طوٌالً‪ ،‬خشٌة‬
‫اكتشاؾ مولعنا‪ ،‬سواء من الجٌش اللبنانً‪ ،‬أو من لوات العدو‪ .‬كذلن كان هنان مبات المماتلٌن فً الهامة‪،‬‬
‫ٌنتظرون دورهم كً ٌموموا بعملٌات عسكرٌة‪ ،‬وكان معنى اختٌار أٌة مجموعة‪ ،‬أن تنفجر أكثر من مشكلة‬
‫ومناحة فً المعسكر‪ .‬فالكل ٌتشاجر لٌنال شرؾ المشاركة فً الدورٌة التالٌة‪.‬‬

‫وبعد تنفٌذ كل عملٌة من جنوب لبنان‪ ،‬كما فً لصؾ مستعمرة هونٌن أو موشاؾ مرؼلٌوت بالصوارٌخ‪،‬‬
‫وهً أ ول عملٌة شاركت بها فً الجلٌل األعلى‪ ،‬كان العدو ٌسارع بعملٌات المصؾ المدفعً على مناطمنا‬
‫المفترضة‪ ...‬ما كان ٌإدى إلى استنفار لوات الجٌش اللبنانً الذي اعتملنً أكثر من مرة‪ .‬حدث ذلن أوالً بعد‬
‫«عملٌة هونٌن»‪ .‬وكانت التعلٌمات المشددة لنا بعدم االصطدام مع الجٌش اللبنانً مهما كانت الظروؾ‪،‬‬
‫وكانت النتٌجة أن ولع عدد من أفراد دورٌتنا بٌده‪ ،‬فٌما تمكن اآلخرون من اإلفالت‪ .‬ولتها جرت عملٌات‬
‫التحمٌك معنا فً إحدى الثكن العسكرٌة فً الجنوب‪ ،‬ثم جرى تحوٌلنا إلى بٌروت‪ ،‬حٌث سجنت مع‬
‫المجموعة فً «ثكنة الحلو»‪ ،‬على كورنٌش المزرعة‪ .‬بعد عدة أٌام‪ ،‬الترحت على الشباب فً السجن‪ ،‬المٌام‬
‫بإعالن اإلضراب عن الطعام‪ ،‬لكن بعد تهرٌب خبر اإلضراب من فتحة فً شبن السجن‪ .‬وطبعاً‪ ،‬أبلؽنا لٌادة‬
‫الثكنة بمرار اإلضراب الذي استمر ٌومٌن‪ ،‬ولكن تؤثٌره كان أسرع مما تولعنا؛ إذ حضر اللواء‪ ،‬ربما كان‬
‫آنذان الممدم سامً الخطٌب‪ ،‬وأخرجنا من السجن‪ ،‬ثم لام الشٌخ دمحم علً الجوزو مفتً جبل لبنان الحالً‬
‫بنملنا بسٌارته إلى دمشك‪ ،‬وفك ترتٌب مسبك‪.‬‬
‫فً حدود إمكانات الحركة آنذان‪ ،‬جرت استعدادات مهمة لتنفٌذ عملٌة مصفاة حٌفا‪ ،‬أواسط عام ‪،1968‬‬
‫وربما توفٌرا ً ألمن المهمة‪ ،‬أرسلت للنماهة عدة أٌام فً لاعدة معزولة لحركة فتح فً حمورٌة‪ ،‬وسط‬
‫الؽوطة‪ ،‬عند مسإول المولع أبو أحمد‪ ،‬ثم انتملنا خلسة إلى البماع اللبنانـً‪ ،‬ومنه إلى بٌروت‪ ،‬وألمنا فً‬
‫شالٌهات أوالد ناصر على شاطا ومسبح األوزاعً‪ ،‬بتسهٌالت منهم‪ .‬كنا ثالثة‪ :‬أنا كخبٌر صوارٌخ‪ ،‬وعبد‬
‫السالم العزة كمابد العملٌة‪ ،‬وهو شمٌك أم سالم زوجة الشهٌد ماجد أبو شرار‪ ،‬كما علمت الحماً‪ ،‬وثالث ال‬
‫أذكر اسمه توفً بالسرطان فً إحدى دول أوروبا الشرلٌة‪.‬‬
‫حٌن ركبنا المارب البخاري باتجاه حٌفا‪ ،‬اكتفٌنا بدل معرفة السباحة‪ ،‬بجاكٌتات نجاة من الفلٌّن‪ .‬كان واضحا ً‬
‫أن أبو علً إٌاد‪ ،‬والمٌادة العسكرٌة لفتح لد أعدوا لألمر عدته بالتعاون مع أوالد ناصر (خالل تنفٌذ عملٌة‬
‫فردان‪ ،‬لٌلة ‪ ،1973/4/10‬التً استشهد فٌها المادة الثالثة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو ٌوسؾ النجار‪،‬‬
‫لامت مجموعة صهٌونٌة أخرى بمهاجمة الماعدة البحرٌة لفتح فً األوزاعً حٌث استشهد األخوان موسى‬
‫وٌوسؾ علً ناصر اللذان خرجا من منزلٌهما لنجدتها)‬

‫أبحر المارب‪ ،‬لطعنا الحدود اللبنانٌة‪ ،‬ودخلنا المٌاه اإلللٌمٌة الفلسطٌنٌة‪ ...‬اآلن‪ ،‬ها هً حٌفا! تؤخذ شكل‬
‫وطن نرٌد احتضانه‪ ،‬وتنتصب على هٌبة مصافً نفط عماللة نرٌد تدمٌرها وإحرالها‪ .‬وصلنا لرٌبا ً من‬
‫الشاطا‪ .‬ها هً الكابارٌهات والكازٌنوات على امتداد الشاطا‪ ،‬والسٌارات تتهادى جٌبة وذهاباً‪ ،‬والناس‬
‫ٌتمشون أمامنا تحت مرمى البصر والنار‪ ،‬فمن من هإالء المشاة كان إسرابٌلٌا ً ومن منهم من عرب حٌفا؟‬

‫التربنا أكثر‪ .‬صرنا نسمع األؼانً العبرٌة من مكبرات الصوت فً الكازٌنوات‪ ،‬وصار بإمكاننا تمٌٌز‬
‫الوجوه وأصوات السٌارات وألوانها تحت األضواء الكاشفة‪ .‬بمً أن نجد نمطة عتمة صؽٌرة لنرسو بماربنا‬

‫‪31‬‬
‫علٌها‪ ،‬وننزل بحمولتنا من الصوارٌخ واألسلحة‪ ،‬ونتمرب من الهدؾ‪ :‬المصفاة=الرٌفاٌنري‪ ،‬فمط أن ٌصٌر‬
‫على مرمى البصر‪ ،‬كً ألدّر المسافة وأحدّد زاوٌة اإلطالق‪ ،‬ثم أولّت الساعة التً سٌبدأ فٌها المصؾ‪،‬‬
‫لنكون نحن على مسافة أمان كافٌة باتجاه المارب الذي ٌنتظرنا‪ ،‬جاهزا ً لالنطالق ببحارٌه فً عودة مظفرة‪،‬‬
‫وألسنة اللهب تتصاعد خلفنا فً سماء حٌفا‪.‬‬

‫فمط نحتاج إلى نمطة عتمة‪ ،‬ثم ستضًء االنفجارات حٌفا كلها‪ .‬جاء اآلن دور الدلٌل الحٌفاوي‪ ،‬فكانت‬
‫المفاجؤة الكبرى‪ :‬لال مندهشاً‪ٌ :‬ا جماعة‪ ،‬لٌست هذه حٌفا التً أعرفها‪ ،‬تؽٌرت حٌفا كثٌرا ً من عام ‪!.1948‬‬

‫فؤبحرنا بمحاذاة الشاطا حتى آخر حٌفا‪ ،‬من أولها إلى آخرها‪ ،‬ولم نستطع أن نجد نمطة عتمة صؽٌرة أوؼٌر‬
‫مؤهولة بالناس والكازٌنوات والسٌارات‪ ،‬وخاصة مع هذه اإلنارة‪ ،‬الموٌة جداً‪ ،‬التً تكشؾ الظل إذا تحرن‬
‫على الشارع‪ ،‬فما بالن بمجموعة طالعة من البحر فً منطمة ؼٌر مخصصة لرسو لوارب الصٌد‪ ،‬وهً‬
‫تحمل صوارٌخ وبنادق كالشنٌكوؾ! ثم علٌنا إذا رسونا فً منطمة وكانت أبعد من مرمى الصوارٌخ‪ ،‬أن‬
‫نمترب أكثر من الهدؾ‪ ،‬ونحن نجوس فً مناطك مؤهولة ومجهولة‪ ،‬ومن دون أن نعرؾ من سنواجه‪ ،‬وبمن‬
‫سنلتمً‪ ،‬وأٌن ننصب صوارٌخنا‪.‬‬

‫كان واضحا ً لنا أن أي محاولة للنزول العشوابً على الشاطا‪ ،‬ستكون فمط عملٌة انتحارٌة من دون أن تنجز‬
‫أي شًء‪ ،‬أو نصل إلى أي هدؾ! نالشنا األمر بروٌّة‪ ،‬فكان أن اضطررنا إلى لملمة أذٌال الخٌبة‪ ،‬والدوران‬
‫على أعمابنا عسى أن نجد فً طرٌك العودة هدفا ً بدٌالً‪ ،‬كؤن نمصؾ مدٌنة نهارٌا‪ .‬فؤي هدؾ كان أفضل من‬
‫الرجوع ِخ ْل َو الوفاض‪.3‬‬

‫"هبّة" أهل حماة!‬

‫ذات ٌوم جمعة‪ ،‬ونحن نع ّد لدورة جدٌدة فً معسكر مٌسلون اتصل أبو علً إٌاد من الهامة لٌخبرنا بؤن أكثر‬
‫من ‪ 400‬متطوع من حماة لادمون للتدرٌب‪ ،‬ولد علمنا من هإالء الحما ً أنهم كانوا فً صالة الجمعة حٌن‬
‫ألمى بهم أحد لادة اإلخوان‪ ،‬وهو الشٌخ مروان حدٌد خطبة الجمعة‪ ،‬وكانت عن فلسطٌن واأللصى والٌهود‬
‫والجهاد فً سبٌل هللا‪ ...‬ما أثار حماسة المصلٌن إلى حد أنهم رفضوا العودة إلى بٌوتهم حٌث لرروا‬
‫االلتحاق فورا ً بصفوؾ المجاهدٌن‪ ،‬على طرٌمة التحاق فرسان العرب ولبابلهم بؽزوات المسلمٌن وحروب‬
‫الفتح‪.‬‬

‫أجرى الشٌخ حدٌد اتصاالته بمٌادة فتح فً الهامة التً أوعزت إلٌنا باستمبالهم‪ ،‬فوصلوا إلى معسكر مٌسلون‬
‫لٌالً مهللٌن مكبّرٌن‪ .‬استمبلهم لابد المعسكر منذر أبو ؼزالة بكلمة ترحٌبٌة‪ ،‬وترن لً الكالم عن برنامج‬
‫المعسكر‪ .‬كانت حالة الؽلٌان والهتافات المتصاعدة من المتطوعٌن واضحة إلى حد أنن لو زودتهم بسٌوؾ‬
‫أو بنادق الندفعوا بال هوادة لمتال العدو واالستشهاد فً سبٌل هللا من أجل تحرٌر الممدسات‪.‬‬

‫‪ 3‬من الممكن إٌراد هذه الحادثة وامثالها الكثٌر للداللة على عدم التخطٌط وربما على التخبط ‪-‬ما كان‬
‫ٌتوجب تالفٌه‪ -‬أو إٌرادها من باب التجرٌب واكتساب الخبرات رؼم للة االمكانٌات‪ .‬وللمرء ما ٌرى مرتبطا‬
‫بالهدؾ المسبك‪ ،‬بمعنى هل ٌمصد إٌرادها مع ما تتضمنه من مشاعرسلبٌة وتمٌٌم سلبً لمصد اثبات انهزام‬
‫وسموط فكر الثورة‪ ،‬أو الثبات جلدها وتجرٌبٌتها ولدرتها على التصدي للنوالص‪ .‬ولكن مجمل ذكرٌات‬
‫الكاتب فً كتابه ومن عنوانه تمصد اإلساءة المتعمدة للثورة من أي باب جاء حتى لو كان من باب الذكرٌات‬
‫المؽلفة بالمشاعرالشخصٌة السلبٌة العمٌمة المناهضة للثورة الفلسطٌنٌة‪-‬مركز االنطاللة للدرسات‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫رحبت بهم محٌٌا ً روحهم الجهادٌة التً تبشر بمجد األمة وانتصارها‪ ،‬ثم شرحت لهم برنامج المعسكر‬
‫التدرٌبً الذي ٌستمر لمدة أربعة أشهر ونصؾ‪ ،‬من الفجر إلى حراسات آخر اللٌل‪.‬‬

‫للت لهم بهدوء‪« :‬مهمتنا فً معسكرات تدرٌب فتح أن نع ّد مماتلٌن مإهلٌن لخوض حرب طوٌلة األمد ضد‬
‫العدو‪ ،‬وللمٌام بالعدٌد من العملٌات الفدابٌة‪ ،‬نحن ال نمدم شهادات عبور عاجلة إلى الجنة‪ ،‬ولكن من ٌستشهد‬
‫على درب النضال الطوٌل فهنٌبا ً له الجنة التً وعد هللا بها المجاهدٌن المإمنٌن»‪.‬‬

‫كانت الدورة التدرٌبٌة تجري فً طمس ثلجً لاس‪ ،‬ومع تدرٌب ألسى‪ ،‬ركض ومسٌرات وعملٌات زحؾ‬
‫فوق األشوان والمٌاه المتجمدة‪...‬‬

‫لماء وفتوى السٌد محسن الحكٌم فً العراق‬


‫كنت فً بؽداد ألوم‪ ،‬كما للت‪ ،‬بمهمات متعددة‪ ،‬وفك احتٌاجات الحركة‪ ،‬إضافة إلى التثمٌؾ السٌاسً الٌومً‬
‫فً المعسكر‪ .‬وحٌن الترب موعد عٌد األضحى‪ ،‬وبنا ًء على تعلٌمات مركزٌة‪ ،‬طلبت منً لٌادة فتح فً‬
‫دارس أدب عربً‪ ،‬وأعرؾ جٌداً‪ ،‬كما أبدو‪،‬‬ ‫َ‬ ‫العراق‪ ،‬بصفتً مسإول «الجبهة المساندة لفتح» ولكونً‬
‫المرآن والحدٌث والفمه‪ ،‬أن ألابل السٌد محسن الحكٌم فً النجؾ‪ ،‬وهو المرجع األعلى للشٌعة فً العالم‪،‬‬
‫ألخذ فتوى منه‪ ،‬بؤن تكون أضاحً العٌد ذلن العام بدٌالً مالٌا ً أو عٌنٌا ً ٌمدم إلى حركة فتح‪ .‬ومعروؾ أن‬
‫الشٌعة فً أي مكان عندما تصلهم فتوى من مرجعهم األعلى فً النجؾ ٌلتزمون بها بالكامل‪.‬‬

‫وهكذا ت وجهت إلٌه ومعً عاطؾ أبو بكر‪ ،‬الذي كان ولتها فً بؽداد ٌكمل دراساته الجامعٌة‪ .‬لم ٌكن أحد فً‬
‫العراق‪ ،‬عدا عاطؾ ٌعرؾ أننً مسٌحً‪ ،‬لال لً ضاحكاً‪ :‬كٌؾ ستتصرؾ ٌا نصرانً؟ للت له‪ :‬اصبر‬
‫ً‪ ،‬سٌكون المسٌح‪ ،‬وهو الفدابً األول‪ ،‬معً‪ .‬وكنت أحمل معً جهاز تسجٌل كً نؤخذ حدٌثا ً مسجال ً‬ ‫عل ّ‬
‫إلذاعة صوت العاصفة‪ .‬بعد مرورنا على أكثر من شخص للتدلٌك األمنً والسإال عن سبب الزٌارة أدخلونا‬
‫علٌه‪ .‬مهابة ؼٌر عادٌة‪ ،‬حوله أكثر من شخص وعدة مسجالت‪.‬‬
‫بعد التحٌة أخبرته من نحن وماذا نرٌد‪ ،‬وطبٌعة الفتوى المطلوبة لدعم المجاهدٌن‪ ،‬مستشهدا ً بما أحفظ من‬
‫آٌات وأحادٌث‪ ،‬ولم ٌكن كما بدا خالً الذهن عن والع الحال الفلسطٌنً وعن حركة فتح ولٌاداتها‪ .‬فؤخذ‬
‫المصداح=المٌكروفون وبدأ ٌسجل على مسجلنا وعلى عدة مسجالت حوله لؽاٌات توثٌك الكالم‪ ،‬وتوثٌك‬
‫الفتوى‪ .‬شكرناه مودّعٌن ومعنا الشرٌط المسجل‪ ،‬وفورا ً إلى بؽداد‪ ،‬ومن بؽداد انتملت نسخة من الشرٌط إلى‬
‫إذاعة الثورة فً الماهرة‪ ،‬وبُثَّت الفتوى أكثر من مرة‪.‬‬
‫آنذان كان ممدار االستماع إلى إذاعة صوت العاصفة األعلى بٌن المحطات العربٌة‪ ،‬البالؼات العسكرٌة‬
‫والبٌانات السٌاسٌة وأناشٌد فتح والثورة الحماسٌة والرسابل المشفّرة إلى الداخل‪ .‬أذكر أن السٌد محسن‬
‫الحكٌم‪ ،‬أصدر الفتوى ٌوم األربعاء‪ ،‬لبٌل عٌد األضحى وبُثَّت فً الٌوم نفسه‪ ،‬ثم كان الطوفان على مكاتب‬
‫فتح ومكاتب «الجبهة العربٌة المساندة» لفتح لبل إؼاللها‪ :‬أموال وذهب وجواهر وهداٌا ثمٌنة ومواد عٌنٌة‬
‫بال حدود‪ :‬بطانٌات‪ ،‬تمر‪ ،‬أرز‪ ،‬سكر‪ ،‬معلبات‪ ،‬مواد تموٌنٌة‪ ،‬وال أعرؾ ماذا‪ .‬كل واحد كان ٌتبرع لفتح‬
‫بمٌمة ما كان سٌضحً به‪ .‬وأخذت لوافل من الشاحنات تنمل التبرعات من بؽداد إلى األؼوار فً األردن‪،‬‬
‫وبعد سد حاجات المماتلٌن‪ ،‬كانت األشٌاء الفابضة تباع للتجار بمبالػ طابلة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫منذ كنت أشارن بالعملٌات المتالٌة من جنوب لبنان‪ ،‬منذ أوابل عام ‪ 1968‬كانت حاضنتنا هنان هً‬
‫الجماهٌر الشٌعٌة‪ ،‬كما كانت حاضنتنا فً بٌروت الجماهٌر السنٌة‪ ،‬وجبل كمال جنبالط الدرزي‪،‬‬
‫والمسٌحٌون المومٌون والتمدمٌون فً األحزاب اللبنانٌة من شٌوعٌٌن ولومٌٌن سورٌٌن وؼٌرهم‪.‬‬
‫الكرد وفلسطٌن‬

‫وهنان فً العراق كل جماهٌر العراق وأخص بالذكر األكراد‪ ،‬وأنا أتذكر‪ ،‬حٌن كنا فً مكتب فتح ببؽداد‪،‬‬
‫هجوم المتطوعٌن األكراد من أحفاد صالح الدٌن األٌوبً الذٌن جاإوا لٌماتلوا مع «فتح»‪ ،‬وكانوا ٌصطفون‬
‫بالدور‪ ،‬على امتداد كٌلومترات عدٌدة‪ ،‬الناس ٌسجلون أسماءهم وعناوٌنهم كً ٌذهبوا وٌماتلوا فً فلسطٌن‪،‬‬
‫وكان الكثٌر من األكراد مإهلٌن للمتال حتى عسكرٌا ً‪.‬‬

‫إن أحدا ً ال ٌمكن أن ٌتخٌل حجم االندفاع العربً والدٌنً من أجل تحرٌر فلسطٌن! ولو كنا آنذان نمتلن‬
‫الموى المادرة على استٌعاب كل هإالء الناس وتنظٌمهم فً معركة التحرٌر لربما تؽٌر تارٌخ المنطمة‬
‫والعالم‪ .‬لكن النظام العربً ولف بٌن الناس والثورة‪ ،‬وبٌن الثورة وفلسطٌن‪ .‬فكان أن تآكلت الثورة فً‬
‫اشتباكات ملتبسة‪ ،‬إللٌمٌة وطائفٌة‪ ،‬داخل األحٌاء والزوارٌب الخلفٌة‪.‬‬

‫أبو جعفر الصادق والكفار!‬

‫حٌن توجهنا إلى الجنوب إلؼالق عدد من المكاتب‪ ،‬كان معً أبو جعفر الصادق نابب معتمد «فتح» فً‬
‫العراق‪ ،‬وأبو جالل المسإول المالً لها فً بؽداد‪ .‬خالل الطرٌك ال أدري كٌؾ ذكر اسم جورج حبش‪ ،‬فمال‬
‫أبو جعفر‪ :‬هذا جاسوس! األمٌركان شؽلوه وهو فً الجامعة األمٌركٌة‪ .‬لم ٌهن علً أن ٌمال عن زعٌم حركة‬
‫المومٌٌن العرب التـً كنت عضوا ً فٌها مثل هذا الوصؾ‪ ،‬فملت‪ :‬جورج حبش مناضل عربً‪ ،‬وإن اختلفنا‬
‫معه‪ .‬لكن أبو جعفر وتابعه فً المال أبو جالل أصرا على أنه جاسوس‪ ،‬وعلى أن كل المسٌحٌٌن‬
‫جواسٌس‪ ،‬فشعرت بالخطر ٌمترب من رلبتً فاحتمٌت بمٌشٌل عفلك كزعٌم أعلى لحزب البعث الحاكم فً‬
‫العراق ‪ ...‬فؤفهمونً أن كل دعاة الفكر المومً جواسٌس‪ ،‬للت لنفسً‪ :‬لٌس لن إال جول جمال االستشهادي‬
‫السوري المسٌحً الذي ف ّجر لاربه بالبارجة الفرنسٌة جان دارن‪ .‬فعسى إذا اكتشؾ أمري الحما ً أن أكون‬
‫ثانً مسٌحً عربً لٌس جاسوساً‪ ،‬ولكن استشهاد جول جمال لم ٌشهد له‪ ،‬لال أبو جعفر بسخرٌة‪« :‬إنت‬
‫أدر بالضبط ما هذا الذي " ّ‬
‫أحطه بالخرج"‬ ‫حط بالخرج»‪ .‬ولم ِ‬ ‫بترد على هالحكً! ّ‬

‫وألننً كنت فً حال الدفاع عن النفس‪ ،‬وعلٌه لد ٌهدر دمً‪ ،‬فمد تابعت مستعٌنًا بالتارٌخ‪ :‬طٌب وعٌسى‬
‫العوام الذي حارب مع صالح الدٌن األٌوبً ضد الصلٌبٌٌن‪ ،‬لالوا‪" :‬هاي سوالٌؾ حصٌدة"‬

‫صار‪ .‬وكان لد‬ ‫فتذكرت واحدا ً من كوادر فتح الذي كان من أوابل ُ‬
‫سجناء فتح من عرب الـ‪ ،48‬واسمه ولٌَم ن ّ‬
‫أطلك سراحه الحما ً مع أبو علً مهدي بسٌسو‪ ،‬فً عملٌة تبادل أسرى بعد أن سجن لمدة ‪ 12‬عاماً‪ .‬للت ألبو‬
‫جعفر الصادق متباهٌاً‪ :‬وماذا عن ولٌم نصار؟ مناضل فتح! ومن أوابل سجنابها من أجل فلسطٌن!! ولكن ال‬
‫حٌاة لمن تنادي‪!! (No Way).‬‬

‫‪34‬‬
‫ولعل هذه الوالعة الؽرٌبة‪ ،‬وهً لٌست الوحٌدة التـً واجهتها‪ ،‬تكشؾ كم كانت أعداد من لٌادات وكوادر فتح‬
‫األولى تنظر بعداء شدٌد إلى كل ما له عاللة بالفكر المومً‪ ،‬أو له عاللة بؤي دٌن آخر أو طابفة أخرى‪.4‬‬

‫معسكر الـ‪99‬‬
‫التمٌت بكمال عدوان فً إعالم فتح بجبل اللوٌبدة لبل انتماله إلى جبل الحسٌن‪ ،‬وكنت لد وضعت تصورا ً‬
‫كامالً لتجربة التدرٌب الجدٌدة‪ :‬المنهاج السٌاسً والعسكري‪ ،‬فكرة المعسكر‪ ،‬وكٌفٌة بنابه‪ ،‬مإكدا ً فلسفته‬
‫األساس التً تموم على النمد والنمد الذاتً‪ ،‬وٌمنع فٌه أي شكل من أشكال العموبة‪.‬‬

‫فبدأت أحضّر الختٌار مكان المعسكر‪ ،‬واحتٌاجاته‪ ،‬ووجدت المكان المناسب لرٌبا ً من عمان‪ ،‬كان بٌن بلدتً‬
‫وادي السٌر وماحص‪ ،‬وهو عدة مؽاور وشجر ٌؽطً مساحات التدرٌب‪ ،‬وٌخفٌها عن طابرات العدو (الحما ً‬
‫حٌن ألمنا معسكر الـ‪ ،99‬فً مكان لرٌب‪ ،‬تعرض للمصؾ الفتماره إلى مثل هذا الشجر الكثٌؾ الذي حمانا‬
‫ٌومها من المصؾ)‪ .‬فً إطار تجهٌز معسكر الـ‪ 99‬طلبت اثنٌن لمساعدتً كمدربٌن‪ ،‬أحدهما اسمه جٌفارا‬
‫واآلخر أنطون‪ ،‬وكنت لد دربتهما فً معسكر الهامة‪ ،‬وأعرفهما جٌدا ً وأثك بمدراتهما العالٌة كثٌراً‪ ،‬واألهم‬
‫أننً أثك بتجاوبهما مع التجربة الجدٌدة‪ .‬ثم لم ٌلبث بعد ذلن أن انضم أبو نابل (عبد الفتاح الملمٌلً) كنابب‬
‫لمابد المعسكر‪.‬‬
‫وكان أن بدأت بهإالء‪ :‬بفكرة وبمدربٌن‪ ،‬وال أحد ؼٌرنا على اإلطالق‪ ،‬كان علٌنا أن نعد ونج ّهز معسكرا ً‬
‫كامالً‪ ،‬بما فٌه أسلحة الحراسة وذخابر ومتفجرات وأنواع أسلحة ورشاشات التدرٌب‪ ،‬ومستودعات‬
‫تجهٌزات المالبس واألحذٌة الرٌاضٌة والتموٌن والتحمٌل والمطبخ والجلً والتنظٌؾ ونمل الماء‪ ،‬وسٌارة‬
‫جٌب لدٌمة كثٌرة األعطال كان ٌمودها أنطون‪ ،‬وفشلت فً تعلم المٌادة علٌها‪ .‬عادة ٌكون فً معسكرات‬
‫التدرٌب كادر متفرغ للمهمات اإلدارٌة‪ ،‬ولكننً للت إنه ٌجب أن نعتمد على أنفسنا‪ ،‬وعلى الشباب الذٌن‬
‫سٌؤتون للتدرٌب‪ ،‬علٌهم أن ٌكونوا مسإولٌن وأن ٌتولوا حمل مهماتهم كاملة‪ ،‬هم الذٌن ٌطبخون‪ ،‬وهم الذٌن‬
‫ٌنظفون‪ ،‬وٌنملون المواد والمٌاه من ببر بعٌدة نسبٌاً‪ ،‬وكانت ثمة مسافة جبلٌة وعرة تفصل المعسكر عن آخر‬
‫نمطة تستطٌع سٌارة الجٌب الوصول إلٌها‪ ،‬وبات من مهمات الدورات المتعالبة شك طرٌك سٌارة إلى‬
‫المعسكر‪ ،‬وهذا ما تحمك بالفعل‪.‬‬
‫وسارت األمور جمٌعها بؤفضل مما خططنا بكثٌر‪ ،‬كانت تلن عبمرٌة العمل الجماعً‪ .‬ولعل ما ساعد على‬
‫إنجاح التجربة أن مستوى الكادر الذي كان موجوداً‪ ،‬عموماً‪ ،‬كان مرتفعاً‪ :‬من مسإولً التنظٌم فً أنحاء‬
‫العالم من أمٌركا ومن المؽرب ومن الخلٌج والسعودٌة‪ ،‬حضر معظم الكادر المٌادي لتنظٌم فتح فً العالم‬
‫للمرور بهذه الدورات‪ ،‬وكان ألل مستوى للمشاركة عندنا كان تنظٌم طلبة الجامعة األردنٌة‪ ،‬ولد أتعبونا للٌالً‬

‫‪4‬طبعا كالم فارغ وال لٌمة علمٌة أو موضوعٌة له‪ .‬فحادثة واحدة ‪-‬إن صحت‪ -‬جرت مع الكاتب ال ٌمكن‬
‫تعمٌمها على المٌادة الفلسطٌنٌة (بالمول ؼٌر ذي الصلة وبال أي مصدر او إحصابٌة أن "أعداد" "من لٌادة‬
‫وكوادر فتح االولى" معادٌة للمسٌحٌٌن؟!) ‪ ،‬كما ال ٌمكن تعمٌمها على العاللة الوطٌدة بٌن الفلسطٌنٌٌن‬
‫المسٌحٌٌن والمسلمٌن‪ .‬وحساسٌة الكاتب لمولؾ حصل معه من شخص ما موتور‪ ،‬ال تحتمل التعمٌم‬
‫العشوابً الممصود على الثورة الفلسطٌنٌة كلها! ومن ثم تعمٌمها على أن الكره بل "العداء الشدٌد" كما‬
‫ٌسمٌه هو "ضد ما له عاللة بالفكر المومً‪ ،‬أو له عاللة بؤي دٌن آخر أو طابفة أخرى" ال ٌؤتً ذلن بالحمٌمة‬
‫اال من شخص ٌحمل أفكار مسبمة معادٌة‪ ،‬ولدٌه أفكار مناهضة ضد تجربته فً الثورة الفلسطٌنٌة وحركة‬
‫فتح وضد لٌاداتها‪ -‬مركز االنطاللة للدراسات‬
‫‪35‬‬
‫ألنّهم نملوا إلى المعسكر سلوكٌات الطلبة مع معلمٌهم‪ ،‬ولكننا تمكنا من استٌعاب األمر ومعالجته‪ .‬هذا‬
‫المستوى من المشاركٌن ساعدنا على اختبار التجربة وإنجاحها من دون صعوبات حمٌمٌة‪.‬‬

‫كان برنامج الدورة موزعا ً على عدة فعالٌات تبدأ بالرٌاضة الصباحٌة وتمارٌن اللٌالة البدنٌة وكانت تسٌر‬
‫تدرٌجاً‪ ،‬إلى جانب المسٌرات ثم التدرٌبات العسكرٌة‪ ،‬وطوابٌر اإلزعاج اللٌلٌة‪ ،‬ودروس العلوم العسكرٌة‪:‬‬
‫التكتٌن واالستراتٌجٌة‪ ،‬والمحاضرات الفكرٌة والسٌاسٌة‪ ،‬التمنٌات العسكرٌة المتمدمة‪ :‬صوارٌخ‪ ،‬متفجرات‪،‬‬
‫شران خداعٌة‪ ،‬ألؽام‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وكان واحد من لادة فتح ٌحضر كل ٌوم للحدٌث عن الوضع السٌاسً العام وموالؾ حركة فتح‪ ،‬ثم ٌجٌب‬
‫عن أسبلة كوادر الدورة المادمٌن من مختلؾ أنحاء العالم‪ .‬وكان من بٌن أكثر المشاركٌن ٌاسر عرفات وأبو‬
‫ً‬
‫اللطؾ وخالد الحسن وأبو إٌاد وكمال عدوان وناجً علوش وماجد أبو شرار وأبو حاتم‪ ،‬وبالطبع إضافة إل ّ‬
‫وإلى أبو نابل‪.‬‬

‫خالل أحد اللماءات سؤل أحد الشباب أبو عمار‪ :‬ما ضمانة أنكم بعد كل هذه التضحٌات والشهداء لن تذهبوا‬
‫إلى تسوٌة مع األعداء؟‬

‫فما كان من أبو عمار إال أن سحب مسدسه الباربللو بهدوء‪ ،‬وأخرج منه رصاصة‪ ،‬ولدمها للسابل لابالً‪ :‬إذا‬
‫فعلت ذلن فؤنت مكلَّؾ لتلً بهذه الرصاصة‪.5‬‬
‫اإلللٌمٌة فً تجربة األردن والخلل السٌاسً االستراتٌجً‬

‫لعل فً ممدمة أسباب الهزٌمة فً تجربة األردن والخلل االستراتٌجً السٌاسً المركزي إللٌمٌة فتح‬
‫الفلسطٌنٌة التً لسمت الشعب الواحد إلى فلسطٌنً وأردنً‪ ،6‬كما لسمت المنظمات واالتحادات الشعبٌة‪،‬‬
‫وحٌث التصرت عضوٌة فصابل الثورة تمرٌبا ً على المٌلٌشٌا الفلسطٌنٌة والمماتلٌن الفلسطٌنٌٌن‪ .‬هذا بالطبع‬

‫‪ 5‬مما ال شن فٌه أن تمٌٌم أي مرحلة تارٌخٌة بمنظار المرحلة الالحمة ال ٌعد موضوعٌا وال علمٌا وال‬
‫منطمٌا‪ ،‬وهذا ما ٌفعله الكاتب‪ .‬ومن المعلوم أن الوعً السٌاسً ٌتطور وٌتؽٌر فهو لٌس ثابت واال لكان‬
‫الدمار هو الحمٌك بكافة األفكار السٌاسٌة والثورات التً وجدت فً زمن ارتبط بمٌمه ومإثراته التً انتهت‬
‫فً زمن الحك فوجب النظر بشكل آخر‪ .‬ومن هنا فإن اإلشارة بعمل الٌوم للنظر فً حادثة سابمة ٌجب لرنها‬
‫بمثٌرات وولابع تلن الفترة دون الحكم علٌها ما هو هدؾ الكاتب من إٌرادها بهذا الشكل لمجرد الطعن‪-‬‬
‫مركز االنطاللة للدراسات‬
‫‪ 6‬خاضت حركة فتح حربا ضروسا لتثبٌت المرار الوطنً الفلسطٌنً المستمل‪ ،‬والهوٌة الوطنٌة الفلسطٌنٌة‬
‫فً ممابل االتهام الصهٌونً لنا أننا عرب بال انتماء ألرض فلسطٌن! بمعنى أنه ٌمكنهم التوزع على أراضً‬
‫العرب دون خصوصٌة انتمابهم األصٌل آلالؾ السنٌن ألرض فلسطٌن‪ .‬فٌؤتٌن من ٌفترض بنمو الوطنٌة‬
‫الفلسطٌنٌة (المطرٌة ممابل االللٌمٌة) وبمعناها الثوري ولٌس االللٌمً لٌجعلها معٌبة ونمٌصة!؟ وهً الٌوم‬
‫أثبتت صوابٌة تلن النظرة من جهة المواجهة للنظرة الصهٌونٌة التبخٌسٌة للفلسطٌنٌٌن ‪ ،‬ومن جهة تثبٌت‬
‫مبدأ عدم التدخل بالشإون العربٌة ومنها بشإون الشعوب الذٌن منهم الشعب األردنً الشمٌك‪ .‬ما لم ٌعنً‬
‫عد م استٌعاب اآلالؾ من العرب بكافة ادٌانهم وطوابفهم والكاتب منهم (فهو أردنً مسٌحً نحترم نضاله‬
‫وإن اختلفنا بالنظرة معه للكثٌر)‪ ،‬بل واألجانب فً صفوؾ الثورة الفلسطٌنٌة‪ .‬ولكن ظلت فكرة (الهوٌة‬
‫الوطنٌة الفلسطٌنٌة) مفتاحا ذهبٌا فً حرب الهوٌة واالنتماء والرواٌة فً مواجهة العدو الصهٌونً وفً‬
‫احترام التماٌز الوطنً مع شعوب امتنا العربٌة والحضارٌة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫إلى جانب الخراب فً الجوانب األخرى‪ ،‬ومن نماذجها «المواعد الثورٌة» فً الجبل األخضر برعاٌة‬
‫أبواللطؾ‪ ،‬ولواعد الشٌوخ فً الشمال بمٌادة الشهٌد الكبٌر أبو جهاد!‬

‫وبالطبع أنا ال أتجاهل هنا الدور الذي أدته لوى وأجهزة النظام األمنٌة المضادة التً كانت تعمل كل شًء‬
‫لحسم ازدواجٌة السلطة لمصلحتها‪ .‬فً الممابل االفتراضً‪ ،‬لو أن الممارسة المٌدانٌة لموى الثورة كانت‬
‫مبنٌة على رإٌة فكرٌة وتنظٌمٌة عربٌة لعملٌة الصراع‪ ،‬وعملت على حسمه بهذا االتجاه ألمكن تالفً‬
‫العدٌد من الكوارث اإلللٌمٌة التـً أوصلتنا إلى الهزٌمة‪.‬‬

‫ا‪١‬ؽد ْ‪٢‬٭ ‪ ٦٤‬ال ٯفخط‪ ٚ‬ا‪١‬ؽد‬

‫بملم د‪ٌ .‬وسف ٌونس (نائب رئٌس مركز الناطور للدراسات واالبحاث)‬
‫‪2020-4-22‬م‬

‫تابعت كما تابع الكثٌر من أبناء شعبنا الحلمات المسجلة التً بثتها لناة المٌادٌن مع احمد جبرٌل بصفته شاهدا‬
‫على التارٌخ ‪ ،‬محاوال ان ٌمدم للجمهور العربً والفلسطٌنً ‪ ،‬شهادته على مرحلة تارٌخٌة هامة من مراحل‬
‫الثورة الفلسطٌنٌة‪ .‬وحمٌمة لم اتفاجا بحجم األكاذٌب التً حاول ان ٌسولها جبرٌل للمشاهدٌن‪ ،‬باعتبار انها‬
‫تؤتً تصدٌما للمثل العربً‪“ :‬ما اكذب من شاب اتؽرب اال عجوز لد ماتت اجٌاله”‪ .‬فالكثٌر من أبناء الجٌل‬
‫الحالً لم ٌ عش تلن المرحلة ‪ ،‬ولم تنمل له الكثٌر من تفاصٌلها‪ ،‬وبالتالً من السهل ان ٌمول او ٌحكً‬
‫ماٌرٌد‪ .‬ولذلن فاننً اجد نفسً مدفوعا للرد ممدما الكثٌر من التفاصٌل عن دوره التآمري‪ ،‬الذي لم ٌكن‬
‫سوى أداة فً ٌد النظام السوري‪.‬‬

‫استطاعت حركة فتح أن تجمع بٌن تلن التنالضات الفكرٌة الفلسطٌنٌة فً إطار مشهد سٌاسً ٌحمل هدفا ً‬
‫واحدا ً وهو “تحرٌر فلسطٌن”‪ .‬ونجحت لٌادة حركة فتح فً خطواتها التؤسٌسٌة فً تجاوز تلن االختالفات‬
‫الفكرٌة الشدٌدة فً تلن المرحلة‪ ،‬بالرؼم من التدخالت الخارجٌة واألوضاع اإلللٌمٌة التً ساعدت على‬
‫استثارة تلن التنالضات الفكرٌة‪ ،‬فً محاولة الستمطاب الحركة الناشبة فً المشهد السٌاسً العربً‬
‫المضطرب‪.‬‬

‫لمد شكلت معركة الكرامة حدثا ً مفصلٌا ً هاما ً فً تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة المعاصرة‪ ،‬لٌس فمط من جهة بروز‬
‫حركة “فتح” كحركة لابدة للنضال الفلسطٌنً ‪ ،‬وإنما فتحت الباب أمام مطامع أطراؾ عربٌة ودولٌة ساعٌة‬
‫‪37‬‬
‫للسٌطرة على الورلة الفلسطٌنٌة وصوالً إلى تحمٌك طموحاتهم اإلللٌمٌة وتعزٌز دور تلن الدول فً منطمة‬
‫الشرق األوسط مستؽلة “الشتات الفلسطٌنً” لتجنٌد عناصر وأطراؾ فلسطٌنٌة تخدم أجندات ومصالح تلن‬
‫الدول‪.‬‬

‫وبعد أن خرجت المماومة الفلسطٌنٌة من األردن بعد أحداث أٌلول حدث تطوران مهمان كان لهما تؤثٌر كبٌر‬
‫على المسرح السٌاسً فً المنطمة وهما وفاة الربٌس عبد الناصر حٌث دخل العالم العربً مرحلة عدم‬
‫التوازن نتٌجة للفراغ الذي تركه‪ ،‬أما الحدث اآلخر فهو وصول حافظ األسد إلى الحكم فً سورٌة والسٌطرة‬
‫على حزب البعث والصاء الجناح الٌساري فً الحزب‪ .‬وشرع األسد فً توسٌع نفوذ سورٌا اإلللٌمً فً‬
‫المنطمة‪ ،‬لجعلها “دولة استمطاب ولٌادة” فً اطار استراتٌجٌته إلعادة إحٌاء مشروع سورٌا الكبرى‪ .‬ودفعت‬
‫هذه التوجهات ٌاسر عرفات أن ٌكون حذرا ً فً العاللات مع النظام السوري‪ ،‬ما جعل العاللة بٌن الجانبٌن‬
‫تمر بالكثٌر من االنتكاسات والتوترات العنٌفة والتً تحولت إلى معارن سعى خاللها النظام السوري إلى‬
‫التخلص من ٌاسر عرفات وصوالً إلى تحمٌك أهدافه االستراتٌجٌة باالستعانة بحلفابه فً داخل الصؾ‬
‫الفلسطٌنً‪ ،‬وهذا هو بالفعل كان الدور الذي لام به المدعو احمد جبرٌل ‪ ،‬الذي حاول ان ٌكون شاهدا على‬
‫العصر وعلى التارٌخ الفلسطٌنً‪ ،‬متناسٌا ان هذا التارٌخ لد كتب بدماء الشعب الفلسطٌنً الذٌن سمطوا على‬
‫طرٌك مإامرات جبرٌل وامثاله لتحمٌك اطماعهم الشخصٌة التً لم ولن تتحمك‪.‬‬

‫لمد أضاع أحمد جبرٌل الجزء األكبر من حٌاته فً خدمة األهداؾ السورٌة واللٌبٌة وخلك الصراعات‬
‫واألزمات داخل الساحة الفلسطٌنٌة وتصفٌة حسابات شخصٌة مع حركة فتح التً اعتبرها عدوه األول‪ ،‬بل‬
‫أنه وجه جهده وامكانات تنظٌمه التً كانت كبٌرة بفعل االحتضان السوري الكامل للتنظٌم إلى جانب الدعم‬
‫السخً الذي لدمه العمٌد معمر المذافً من المال والسالح والتؤٌٌد السٌاسً لتوجهات جبرٌل‪.‬‬

‫احمد جبرٌل ‪ُ ،‬ولد متآمرا‪:‬‬

‫احمد جبرٌل ‪ ،‬من موالٌد لرٌة ٌازور ضواحً حٌفا عام ‪ ،1938‬وهاجرت اسرته عام ‪ 1948‬إلى سورٌا‬
‫وكان عمره عشر سنوات‪ ،‬حصل مع أسرته على الجنسٌة السورٌة فً مرحلة الربٌس شكري الموتلً عام‬
‫‪ 1956‬والتحك بالجٌش السوري وترلى لٌحصل على رتبة ضابط‪ .‬وفً عام ‪ 1965‬وبعد انطاللة حركة‬
‫فتح لامت المخابرات السورٌة بتؤسٌس “جبهة التحرٌر الفلسطٌنٌة” بمٌادة الضابط السوري “احمد جبرٌل‪”.‬‬

‫حاولت السلطات السورٌة فرض سٌطرتها على حركة فتح واشترطت السماح لها بالنشاط العسكري على‬
‫أراضٌها ممابل ان تتم عملٌة دمج حركة فتح مع إطارٌن فلسطٌنٌٌن محسوبٌن على حزب البعث السوري‪،‬‬
‫وهما‪ :‬الجبهة الثورٌة بمٌادة دمحم زهدي النشاشٌبً وكمال كعوش وفهمً هوٌن وٌوسؾ عرابً‪ ،‬وجبهة‬
‫التحرٌر الفلسطٌنٌة بمٌادة أحمد جبرٌل وعلى بشناق‪ ،‬كالهما من ضباط الجٌش السوري‪ .‬وانضم بالفعل‬

‫‪38‬‬
‫ٌوسؾ عرابً وأحمد جبرٌل كعضوٌن فً لٌادة مجلس الطوارئ الذي ضم التنظٌمات الثالثة وتشكل من‬
‫لجنة إعالمٌة وتنظٌمٌة وعسكرٌة‪.‬‬

‫وخالل تلن الفترة بدأ أحمد جبرٌل بتحرٌض اللجنة المركزٌة لحركة فتح فً الكوٌت ضد ٌاسر عرفات‬
‫بحجة اندفاعه باتجاه الكفاح المسلح‪ ،‬األمر الذي لد ٌورط سورٌا فً حرب لٌست مستعدة لها‪ ،‬وطالب بإعفاء‬
‫ٌاسر عرفات من مسإولٌته وتعٌٌن ٌوسؾ عرابً بدالً منه‪ ،‬وحضر من الكوٌت كل من عادل عبد الكرٌم‬
‫وعبد هللا الدنان إلى دمشك واجتمعوا مع بعض المٌادة السورٌة وأبلؽوهم بؤن هنان لرار من اللجنة المركزٌة‬
‫بالكوٌت بعزل عرفات وتعٌٌن ٌوسؾ عرابً بدال منه (هذه شهادة األخ سلٌم الزعنون أبو االدٌب فً كتابه‬
‫سٌرة ومسٌرة)‪ .‬ونظرا ً لالعتبارات الجؽرافٌة‪ ،‬وبفعل الضؽوط السورٌة ‪ ،‬أصدر أعضاء اللجنة المركزٌة‬
‫فً الكوٌت‪ ،‬بضؽط من عادل عبد الكرٌم وعبد هللا الدنان ومحمود فالحة‪ ،‬لرارا ً بعزل ٌاسر عرفات من‬
‫لٌادة لوات العاصفة وتعٌٌن ٌوسؾ عرابً لابدا ً للمجلس العسكري (لٌادة لوات العاصفة)‪ .‬وتم إرسال المرار‬
‫مباشرة إلى ٌوسؾ عرابً دون اطالع ٌاسر عرفات وخلٌل الوزٌر‪.‬‬

‫وحدث الصدام الذي كان نتٌجته ممتل ٌوسؾ عرابً واعتمال كل من ‪ٌ( :‬اسر عرفات‪ ،‬أبو صبري‪ ،‬أبو جهاد‬
‫‪ ،‬مختار بعباع عبد الكرٌم العكلون‪ ،‬زكرٌا عبد الرحٌم‪ ،‬وعبد المجٌد زؼموط)‪ ،‬بتعلٌمات مباشرة من حافظ‬
‫األسد الذي كان وزٌرا للدفاع فً تلن الفترة‪ .‬وبعد ثالثة اشهر تم اطالق سراح المٌادات باستثناء كل من‬
‫زكرٌا عبد الرحٌم وعبد الكرٌم العكلون وعبد المجٌد زؼموط الذي صدر ضده حكم باالعدام وظل لابعا فً‬
‫السجون السورٌة لما ٌمارب ‪ 34‬سنة حتى انتمل إلى رحمة هللا عام ‪ 2000‬م ‪ ،‬لٌكون اول ضحاٌا اطماع‬
‫المدعو احمد جبرٌل فً مسٌرة الثورة الفلسطٌنٌة‪.‬‬

‫احمد جبرٌل ٌهرب من مواجهة العدو فً معركة الكرامة ‪1968‬م‪:‬‬

‫توفرت المعلومات لدى المٌادة الفلسطٌنٌة عن استعدادات إسرابٌلٌة الجتٌاح منطمة الكرامة فً اؼوار األردن‬
‫بهدؾ المضاء على لٌادة حركة فتح وذلن فً اعماب تصاعد العملٌات الفدابٌة فً عمك األرض المحتلة ‪،‬‬
‫وبعد دراسة تلن المعلومات اتخذ المرار من لٌادة حركة فتح أنها ستكون فً طلٌعة الكفاح المسلح الفلسطٌنً‬
‫وأنها لررت التصدي للهجوم اإلسرابٌلً‪.‬‬

‫وجهت اللجنة المركزٌة دعوة الجتماع عسكري عاجل فً منطمة الكرامة لكل من لٌادة لوات التحرٌر‬
‫الشعبٌة‪ ،‬والجبهة الشعبٌة وخالل المداوالت اتخذ أحمد زعرور وأحمد جبرٌل المرار باالنسحاب شرلا إلى‬
‫التالل خارج بلدة الكرامة تطبٌما لمبدأ أن “الحفاظ على الذات هو أعمل خٌار فً وجه عدو ٌتمتع بالتفوق”‪،‬‬
‫ولم ٌكن لمرار الجبهة الشعبٌة باالنسحاب أي أثر على لرار حركة فتح ولوات التحرٌر الشعبٌة بالمواجهة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫فمد اتخذت لٌادة حركة فتح هذا المرار لتبدٌد أسطورة التفوق اإلسرابٌلً منذ حرب حزٌران ‪1967‬م ولفتح‬
‫صفحة جدٌدة فً المماومة العربٌة تشكل منعطفا ً ودرسا ً سٌذكره التارٌخ‪.‬‬

‫ولألسؾ ٌؤتً جبرٌل الٌوم لٌشهد على تارٌخ لم ٌحضره وآثر ان ٌهرب من مواجهته ‪ ،‬فكٌؾ ٌمكن لهذا‬
‫الهارب ان ٌشهد بما لم ٌرى وٌحكم على من لاتل وواجه وكان فً الصفوؾ األولى وصنع التارٌخ الذي‬
‫تفخر به أجٌال شعبنا جٌال وراء جٌال ‪ ..‬فعال أبت السفاهة ان تفارق أهلها‪.‬‬

‫الماتل الذي ال ٌتورع عن سفن الدماء‪:‬‬

‫اندمجت جبهة التحرٌر الفلسطٌنٌة بمٌادة احمد جبرٌل مع مجموعة شباب الثؤر ومجموعة أبطال العودة فً‬
‫اطار الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن عام ‪1967‬م بزعامة جورج حبش ‪ ،‬وبعد عشرة شهور ‪ ،‬ولبل ان‬
‫تكتمل اعمال هٌكلة الجبهة الشعبٌة التنظٌمٌة ولبل ان تنتهً من اعدادها للبرنامج السٌاسً الوطنً‬
‫والجهاضها وتوجٌه ضربة لها أعلن أحمد جبرٌل فً تشرٌن اول ‪ 1968‬انشماله عن الجبهة الشعبٌة مع ما‬
‫ٌمارب ‪ 50 – 30‬شخصا وشكلوا الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن‪ ،‬المٌادة العامة‪ ،‬باسناد ورعاٌة لوجستٌة‬
‫كاملة من المخابرات السورٌة‪ ،‬التً لامت باعتمال الدكتور جورج حبش لمدة عام وانمذه من السجن الدكتور‬
‫ودٌع حداد الذي لام باختطافه من سٌارة السجن وتهرٌبه الى بٌروت ‪ ،‬حٌث ارسل الربٌس جمال عبد‬
‫الناصر طابرة خاصة لنمله للماهرة‪.‬‬

‫وفً منتصؾ عام ‪ 1976‬حدث انشماق فً الجبهة الشعبٌة المٌادة العامة حٌث لامت مجموعة بمٌادة أبو‬
‫العباس وطلعت ٌعموب‪ ،‬علً إسحك‪ ،‬أحمد نجم‪ ،‬عمر شبلً (أبو أحمد حلب) وعشرات ؼٌرهم‪ ،‬من عناصر‬
‫الجبهة باالنشماق عن الجبهة بحجة ؼٌاب التصور الفلسطٌنً لألحداث واألولوٌات السورٌة الدابمة لدى‬
‫جبرٌل‪.‬‬

‫وفً ‪1976/7/30‬م تمكنت مجموعة “أبو العباس” من تطوٌك ممر احمد جبرٌل فً الفاكهانً وأوشكت‬
‫على تصفٌته‪ ،‬وهنا نستعرض شهادة اللواء محمود الناطور “أبو الطٌب” لابد الموة ‪ 17‬عن تلن المرحلة‬
‫لابال ‪“ :‬طلب نً أبو عمار ولال لً‪ :‬إننً أحملن المسإولٌة فً حال حصل أي شًء ألحمد جبرٌل وتحركت‬
‫على رأس لوة وما أن وصلت حتى شاهدت المسلحٌن التابعٌن ألبً العباس ٌحاصرون ممر احمد جبرٌل‬
‫وهنا شرعت فً عملٌة إنماذه وبعد أن لمت بتطوٌك المنطمة وفتحت ثؽرة لتخلٌص أحمد جبرٌل طلبت من‬
‫مفٌد المصري أن ٌذهب وٌعرؾ على نفسه بؤنه جاء من طرؾ العملٌات المركزٌة وٌصرخ بصوت عال مع‬
‫مجموعة من لواتنا وٌمول بؤن أحمد جبرٌل وصل إلى ؼرفة العملٌات بطرؾ اللواء سعد صاٌل وبالفعل‬
‫انسحب الجمٌع إلى العملٌات المركزٌة‪ ،‬وهنا تمكنت من إخراج أحمد جبرٌل من الحصار وبدأنا وإٌاه‬
‫بالركض حتى وصلنا السفارة العرالٌة ودخلناها سوٌا ً ومن هنان اصطحبته إلى ممر لواتنا فً الفاكهانً‬

‫‪40‬‬
‫وكان ٌوجد منزل ضٌافة مالصك لمبنى لوات ال‪ 17‬فوضعنا به أحمد جبرٌل تحت الحراسة المشددة ‪ .‬وبعد‬
‫فترة حضر أبو عمار وتحدث مع أحمد جبرٌل وتم االتفاق معه أن ٌبمى بضٌافتنا حتى تهدأ األمور وبعد‬
‫ثالثة أٌام طلب منً جبرٌل أن أحضر له جهاز السلكً من لواته فً حارة الناعمة فممت بإحضار الجهاز‬
‫وبمى جبرٌل فً ضٌافتنا نحو ‪ٌ 15‬وما ً” (شهادة اللواء محمود الناطور “أبو الطٌب” – كتاب حركة فتح بٌن‬
‫المماومة واالؼتٌاالت)‬

‫وبعد شهرٌن لام أحمد جبرٌل بوضع عبوة ناسفة فً البناٌة المكونة من خمسة طوابك التً ٌمٌم فٌها أبو‬
‫العباس والتً تبعد عن ثكنة لوات ال‪ 17‬بحدود ‪150‬مترا ً وعن مكان إلامتً ‪180‬مترا ً وبعد أن فجر‬
‫جبرٌل العبوة تهدمت البناٌة بالكامل ومن حسن حظ أبو العباس أنه كان لد ؼادر البناٌة لبل تفجٌرها ومن‬
‫سوء حظ سكانها أنهم جمٌعا سمطوا ضحاٌا تحت البناٌة حٌث بلػ عدد المتلى فً االنفجار ‪ 200‬شخص من‬
‫االبرٌاء‪.‬‬

‫وبعد كل الذي فعلناه إلنماذ جبرٌل كان رد الجمٌل لٌاسر عرفات فً لصؾ مخٌم البداوي لمتل أبً عمار‬
‫وأبً جهاد والعشرات من أبناء حركة فتح والشعب الفلسطٌنً ‪ ..‬فعال اذا اكرمت الكرٌم ملكته واذا اكرمت‬
‫اللبٌم تمردا‪.‬‬

‫جبرٌل فً خدمة مخططات سورٌة ضد الثورة الفلسطٌنٌة فً لبنان‪:‬‬

‫اسهم أحمد جبرٌل فً تنفٌذ المخططات السورٌة الحتالل لبنان عام ‪ ، 1976‬برعاٌة امٌركٌة ‪ ،‬فً اطار‬
‫النظام االللٌمً الذي خططه وزٌر الخارجٌة األمرٌكٌة هنري كٌسنجر الذي اعتبر أن ‪“ :‬الوالٌات المتحدة‬
‫تلعب دورا ً ربٌسٌا ً فً لبنان‪ ،‬وأنها تشجع التدخل السوري هنان”‪ .‬وجاءت هذه الخطة ضمن إستراتٌجٌة‬
‫سورٌة امٌركٌة إلضعاؾ الثورة الفلسطٌنٌة‪ .‬وتزامنت هذه االستراتٌجٌة االمرٌكٌة مع انخراط أحمد جبرٌل‬
‫وعبد الحلٌم خدام وعبد السالم جلود للتآمر على المٌادة الفلسطٌنٌة فً بٌروت بهدؾ تصفٌتها وبمشاركة‬
‫كاملة لموات طالبع حرب التحرٌر الشعبٌة “لوات الصاعمة” التً كان ٌمودها زهٌر محسن عضو اللجنة‬
‫التنفٌذٌة لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة حٌنها‪ ،‬عندما شرعوا وبمساعدة لوات الجٌش السوري فً السٌطرة على‬
‫ممرات منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً بٌروت الؽربٌة‪ ،‬فً خطوة تم احباطها بشجاعة المٌادة الفلسطٌنٌة‬
‫ومماتلً الثورة الذٌن تصدوا لهذه المإامرة فً بداٌاتها‪ .‬والتً لم تكن األخٌرة على طرٌك مإامرات احمد‬
‫جبرٌل‪.‬‬

‫وشهدت المنطمة اصطفافات خطٌرة تسعى جمٌعها لشؽل الفراغ الذي تركته مصر‪ ،‬بعد تولٌع اتفالٌة كامب‬
‫دٌفٌد‪ ،‬فمد تم تشكٌل تحالؾ سوري عرالً بدعم لٌبٌا تبلور من خالل المٌثاق المومً بٌن البلدٌن فً ‪-26‬‬
‫‪1978-10‬م والذي ركز الجهد للسٌطرة على الورلة الفلسطٌنٌة فماموا باستعدادات مكثفة للتحضٌر‬

‫‪41‬‬
‫الجتماعات المجلس الوطنً الفلسطٌنً فً دورته الرابعة عشر فً دمشك بتارٌخ ‪1979-1-15‬م للحصول‬
‫على أؼلبٌة فً لٌادة منظمة التحرٌر‪ ،‬حٌث لعب احمد جبرٌل دورا هاما فً المطالبة بضرورة تشكٌل لٌادة‬
‫جدٌدة لمنظمة التحرٌر إلنهاء سٌطرة حركة فتح وتفرد ٌاسر عرفات‪ .‬وكان طارق عزٌز وعبد الحلٌم خدام‬
‫داخل اجتماعات المجلس الوطنً الفلسطٌنً‪ ،‬لكن الربٌس أبو عمار تمكن من إحباط المإامرة وإفشالها‪.‬‬

‫واستطاعت حركة فتح تطوٌر لدراتها العسكرٌة األمر الذي عزز من مكانتها ودورها المحوري فً‬
‫المنطمة‪ ،‬بصورة أثارت تخوفات الكثٌر من األطراؾ اإلللٌمٌة والدولٌة وهو األمر الذي مهد الطرٌك أمام‬
‫االجتٌاح اإلسرابٌلً لجنوب لبنان فً آذار ‪1978‬م فً “عملٌة اللٌطانً”‪ ،‬وبفضل صمود المماتلٌن‬
‫الفلسطٌنٌٌن تعزز الدور اإلللٌمً والدولً لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪.‬‬

‫وشعر النظام السوري بخطورة المولؾ ‪ ،‬وبدا متناؼما مع إسرابٌل تجاه مخططاتها الجتٌاح لبنان والتخلص‬
‫من لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة بمٌادة ٌاسر عرفات‪ ،‬حٌث كشفت المعلومات عن تفاهمات سرٌة‬
‫ساهمت فً اجتٌاح إسرابٌل للبنان عام ‪1982‬م‪ .‬وفً هذا اإلطار ٌكشؾ جوزٌؾ أبو خلٌل (أحد لٌادات‬
‫حزب الكتابب) أنه كان لد ُكلؾ من بشٌر الجمٌل بالمٌام بجولة عربٌة وأوروبٌة‪ :‬ذهبت إلى مصر والكوٌت‬
‫واألردن وإلى (بارٌس) وإلى (لندن) ودمشك‪ ،‬لنمول‪ ،‬بؤن هنان مشروع اجتٌاح إسرابٌلً للبنان وفً إحدى‬
‫لماءاتنا مع نابب الربٌس السوري عبد الحلٌم خدام لال‪ :‬نعرؾ ذلن‪ ،‬وتلن ضربة محدودة ستوجه لٌاسر‬
‫عرفات والمنظمات الفلسطٌنٌة‪ .‬إال أن الصمود األسطوري للثورة الفلسطٌنٌة كان له األثر األكبر فً‬
‫االعتراؾ بها عربٌا ً وإللٌمٌا ً ودولٌا ً حٌث سمطت ممولة “شطب منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة” وتمرر إشران‬
‫المنظمة فً تمرٌر مستمبل الفلسطٌنٌٌن واألخذ بممولتها إللامة دولة فلسطٌنٌة مستملة فً أٌة اتفالات للسالم‪.‬‬
‫إال أن هذا االنتصار السٌاسً الفلسطٌنً أثار “التخوؾ” السوري من جدٌد ولذلن تمرر العمل على إضعاؾ‬
‫المنظمة وشمها أو احتوابها‪ ،‬أو تشكٌل منظمة بدٌلة بوصاٌة سورٌة‪.‬‬

‫وفً هذا الجانب البد ان اسجل شهادة للتارٌخ ‪ ،‬ردا على أكاذٌب احمد جبرٌل الذي لال ان ‪ٌ“ :‬اسر عرفات‬
‫كان لد خطط للخروج من بٌروت لتمرٌر مشروعه للحل السلمً‪ ،‬مإكدا ان سورٌة كانت لد وافمت على‬
‫استمبال لوات الثورة الفلسطٌنٌة بالكامل”‪ .‬وردا على هذا التزوٌر فاننً ارٌد ان أإكد ان خروج لوات‬
‫م نظمة التحرٌر من بٌروت كان لد تم بموافمة كافة الفصابل‪ ،‬التً لم تعترض على الخروج‪ ،‬أما المولؾ‬
‫السوري الرسمً والذي تم إبالؼه إلى الوسٌط األمرٌكً فٌلٌب حبٌب بصورة رسمٌة فً البداٌة تمثل فً‬
‫موافمة السلطات السورٌة على استمبال لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ولٌس لواتها‪ .‬وبعد تدخل السعودٌة‬
‫لدى الربٌس األسد تم إعالن لبول السلطات السورٌة على استمبال ‪ 6 – 5‬آالؾ مماتل فلسطٌنً فمط وأنه‬
‫كان ٌفضل أن تتوجه ؼالبٌة الموات الفلسطٌنٌة إلى دول عربٌة أخرى‪ .‬إضافة إلى أن الربٌس حافظ األسد‬
‫كان ٌضع ضمن حساباته استمبال المٌادات والموات الممربة من النظام السوري ومنها لوات “الجبهة الشعبٌة‬
‫– المٌادة العامة” والجبهة الشعبٌة والجبهة الدٌممراطٌة إضافة إلى بعض المٌادات والوحدات العسكرٌة‬
‫التابعة لحركة فتح والممربة من النظام السوري‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫واعتبر حافظ األسد أن خروج لوات الثورة الفلسطٌنٌة من بٌروت فً العام ‪1982‬م شكل فرصة مواتٌة‬
‫لتحمٌك مشروع سورٌة الكبرى ‪ ،‬ولذلن لرر العودة إلى بٌروت‪ ،‬ال سٌما بعد اطالعه من لبل المٌادة‬
‫السوفٌٌتٌة بؤن إسرابٌل سوؾ تنسحب من بٌروت وأن هنان توجه الستبدالها بالموات المارونٌة‪ .‬ولامت‬
‫إستراتٌجٌة الربٌس األسد فً تلن الفترة على ضرورة دعم االنشماق فً حركة فتح الفتعال معارن دامٌة مع‬
‫لوات ٌاسر عرفات تمهٌدا لطردها من البماع وطرابلس وشمال لبنان‪.‬‬

‫واعتبرت المٌادة السورٌة ان الفرصة باتت مإاتٌة للتخلص من ٌاسر عرفات والسٌطرة نهابٌا على الورلة‬
‫الفلسطٌنٌة واللبنانٌة وبدأت فً دعم المنشمٌن لطرد لوات الثورة الفلسطٌنٌة بصورة نهابٌة من مناطك البماع‬
‫وطرابلس والجبل ‪ ،‬مستفٌدة من الدعم اللٌبً المالً الؽٌر محدود فً تلن الفترة‪ ،‬وتحالؾ المنشمون عن‬
‫حركة فتح مع احمد جبرٌل الذي واصل مشواره الدموي الحافل بالجرابم حٌث شارن فً مإامرة حصار‬
‫طرابلس شمال لبنان ولصؾ المخٌمات الفلسطٌنٌة دونما ان ٌضع أي اعتبار البناء الشعب الفلسطٌنً الذٌن‬
‫ٌمطنون هذه المخٌمات والذٌن سمط منهم المبات جراء المصؾ الوحشً الذي نفذوه وسمط جرابه المبات من‬
‫أبناء الشعبٌن الفلسطٌنً واللبنانً فً معركة كان عنوانها السٌطرة على حركة فتح ومنظمة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة والمرار الوطنً الفلسطٌنً‪ .‬ولم ٌكن جبرٌل وحلفاءه ٌضعون اٌة اعتبارات للعدو اإلسرابٌلً‬
‫الذي كان ٌتواجد على األرض اللبنانٌة فً تلن الفترة مواصال اعتداءاته واحتالله لجزء كبٌر من لبنان‪.‬‬

‫واتضح فعلٌا أن النظام السوري ٌسعى لفرض هٌمنة أحمد جبرٌل على المرار الفلسطٌنً بدال من المنشمٌن‬
‫وهو األمر الذي اللى اعتراضات من بعض لٌاداتهم الذٌن فضلوا العودة إلى حركة فتح خالل السنوات التً‬
‫أعمبت االنشماق وهو ما ٌعكس حمٌمة التوجهات السورٌة وراء االنشماق والذي كان ٌتمثل فً إضعاؾ‬
‫الربٌس عرفات وحركة فتح بما ٌفتح المجال أمام الفصابل الفلسطٌنٌة الموالٌة لسورٌة للسٌطرة على المرار‬
‫الفلسطٌنً ومنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة بما ٌخدم المصالح اإلستراتٌجٌة السورٌة‪.‬‬

‫وعندما فشلت المإامرة فً العام ‪1983‬م ‪ ،‬ونجحت منظمة التحرٌر بمٌادة ٌاسر عرفات ‪ ،‬الخروج من‬
‫طرابلس وإعادة صٌاؼة مراكز المرار الوطنً الفلسطٌنً المستمل بعٌدا عن الهٌمنة والوصاٌة السورٌة ‪،‬‬
‫جاء المرار المٌدانً بتصعٌد حركة فتح عملٌاتها ضد لوات االحتالل اإلسرابٌلٌة فً جنوب لبنان بعد أن عاد‬
‫المبات من مماتلٌها‪ ،‬استشعرت المٌادة السورٌة بخطوة عودة حركة فتح الى لبنان ولذلن صدرت التعلٌمات‬
‫السورٌة الحمد جبرٌل والمنشمٌن لمواجهة هذه “الهجمة العرفاتٌة” بافتعال حرب المخٌمات األولى فً‬
‫بٌروت ‪ 1986 – 1985‬وبمشاركة حركة امل‪ ،‬حٌث لتلوا المبات من أبناء شعبنا فً اطار محاوالتهم‬
‫ابعاد منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ولٌاداته الشرعٌة عن بٌروت‪ ،‬استكماال لما بدأته دبابات شارون عندما‬
‫اجتاحت بٌروت فً العام ‪1982‬م‪.‬‬

‫وعندما فشلوا فً مإامرتهم ‪ ،‬امام صمود مماتلً حركة فتح فً مخٌمات بٌروت ‪ ،‬أعادوا الكرة مجددا‬
‫وبمشاركة المنشمٌن عن حركة فتح فً حرب المخٌمات الثانٌة عام ‪ ، 1988‬حٌث لاموا بحصار مخٌم‬
‫شاتٌال وبرج البراجنة وؼٌرهما من صباح الثالث من نٌسان عام ‪ 1988‬حتى مساء السابع والعشرٌن من‬
‫‪43‬‬
‫تموز ‪ 1988‬سمط فٌها مبات من الفلسطٌنٌٌن‪ ،‬وهجر أالالؾ إلى مخٌمات الجنوب اللبنانً ‪ ،‬تحمٌما لهدؾ‬
‫التخلص من انصار ٌاسر عرفات وابعادهم نهابٌا عن بٌروت ‪ ،‬وٌتذكر الجمٌع الجوالت التً لام بها المدعو‬
‫احمد جبرٌل ج والت فً المخٌمات المهدمة بعد اجتٌاحها مع مرافمٌه والتماطهم الصور التذكارٌة وسط‬
‫الدمار وجثث أبناء الشعب الفلسطٌنً‪.‬‬

‫احمد جبرٌل واألرض المحتلة‪:‬‬

‫على امتداد تارٌخ التنظٌم تجاهل أحمد جبرٌل األراضً الفلسطٌنٌة سوا ًء فً المناطك المحتلة عام ‪ 48‬أو‬
‫فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة‪ ،‬ولذلن ٌجد الكثٌر من أبناء فلسطٌن هذا الرجل بعٌدا ً عنهم بل أن الكثٌر ال‬
‫ٌعرفوه‪ ،‬إذ أنه كان لد اكتفى بالتمركز فً مخٌم الٌرمون لرب مدٌنة دمشك وبدرجة ألل فً مخٌمات لبنان‬
‫موجها ً جهده وتفكٌره منذ بداٌة الحرب األهلٌة فً لبنان عام ‪ 1975‬نحو ضرب حركة فتح والسٌطرة على‬
‫بدعم من نظام الربٌس السوري الراحل حافظ األسد‪ .‬ولو أنه ُك ِ ّرس ولو‬
‫ٍ‬ ‫منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة لتزعمها‬
‫بجزءٍ منه للعمل ضد االحتالل لكان لد كفل للرجل الصعود الى مناصب علٌا ضمن لٌادة العمل الوطنً‬
‫الفلسطٌنً‪ ،‬ولكنه اهتم بدالً عن ذلن بالسعً لتدجٌن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة لتحمٌك أحالمه بتزعمها‬
‫ووضعها فً ؼرفةً صؽٌرة تخدم األنظمة التً عمل لمصالحها‪.‬‬

‫كلمة للتارٌخ‪:‬‬

‫استشهاد لادة حركة “فتح” برصاص اإلحتالل اإلسرابٌلً لم تنسً أحمد جبرٌل حمده ‪ ،‬واختار وعبر محاولة‬
‫ٌابسة تبربة “معمر المذافً” من دم االمام موسى الصدر‪ ،‬محمال الشهٌد ٌاسر عرفات المسإولٌة عن اختفاءه‬
‫‪ ،‬وكما ٌبدو االمر محاولة ٌابسة البعاد الشبهات عن نفسه باعتباره احد اهم أدوات النظامٌن السوري واللٌبً‬
‫خالل سنوات حٌاته‪ ،‬وعلٌه اال ٌنسى تورطه فً الكثٌر من المهمات المذرة ‪ ،‬وعلى رأسها ملؾ لوكربً‪!.‬‬

‫لمد شهد ال تارٌخ الفلسطٌنً العدٌد من االبطال والذٌن حفروا أسماإهم فً ذاكرة شعبنا الذٌن لن ٌنساهم ابدا‪،‬‬
‫فتضحٌاتهم لن تذهب سدى ‪ ،‬وندعون أٌها المدعو احمد جبرٌل الى مراجعة تسجٌالت جنازة الشهداء ٌاسر‬
‫عرفات وأبو جهاد والكثٌرٌن من الشهداء ‪ ،‬لتعرؾ مدى محبة واعتزاز أبناء شعبنا بهإالء المادة الذٌن‬
‫استشهدوا وهم على ثوابتهم تجاه لضٌتهم وشعبهم‪.‬‬

‫اما أولبن الذٌن كانوا دوما فً الصؾ المعادي ‪ ،‬فان شعبنا لن ٌنساهم ابدا ‪ ،‬ولن ٌنسى جرابمهم ‪ ،‬ولن ٌنسى‬
‫حمدهم ‪ ،‬ولن ٌنسى خٌاناتهم التً لن تنال من عزٌمة شعبنا واطفاله ونساءه ورجاله‪ ،‬وستذهب كل محاوالتهم‬

‫‪44‬‬
‫للشهادة امام التارٌخ ‪ ،‬كما تفعل الرٌاح فً ذرات التراب ‪ ،‬فالتارٌخ ال ٌصنعه اال االبطال ‪ ،‬اما الخونة‬
‫والجبناء فانهم لٌسوا اال عابرون فً كالم عابر‪.‬‬

‫ا‪٧‬خ‪٫‬٭‬

‫‪٬ٙ٤‬ىٰث االْالم وا‪١‬ر‪ٜ‬ا٘ث وا‪١‬خٓتئث ا‪ٙ١‬ؽٯث‬


‫‪١‬ش‪٨‬ث ا‪١‬خٓتئث ا‪ٟٙ١‬ؽٯث‬
‫‪2020‬‬

‫‪45‬‬

You might also like