Professional Documents
Culture Documents
عندما يشتمون فتح سليم النجار أبو فخر يرد نزيه أبونضال
عندما يشتمون فتح سليم النجار أبو فخر يرد نزيه أبونضال
1
ّ
ْ٨ػ٤ا ٯلخ٬٥ن ضؽٞث ٘خص ٯخٜؾ٬٤ن.
ا٥١طخ٬ٯات:
ً
ٜ٤ػ٤ث :ا٥٥١خ٢ئ٬ن ٘غؽا ال ٯٙل٬٢ن
ً
ـخ٬ن ْا٤ا ٦٤ا١غػاع"٪ ٠ٞ ..ؼه األٕالط واال٘خؽاءات
نٜؽ أة٘ ٬غؽ
ُ
٤ؼٞؽات ٧ؾٯ ٩أة٧ ٬يال"ٟ٪ :ؼا ٪ؾ٤ج ا١ر٬رة ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث"
زٯاد ٨٤٭
2
ً
ٜ٤ػ٤ث:ا٥٥١خ٢ئ٬ن ٘غؽا ال ٯٙل٬٢ن
األصل فً التعامل مع رواٌات اآلخرٌن فً تارٌخنا المرٌب الذي عشنا معظمه هو الثمة بالنفس والفخر
بالذات وباالنجازات ،واالمتالء بالهواء النمً ،وهو ما ٌعبر عنه بحمٌمة االنتماء وااللتزام والتجذر الوطنً.
ٌمع الضرر من وجهات نظر اآلخرٌن الفاشلٌن فً تارٌخنا الذي مازلنا نعٌشه من حالة التشكن أو التٌه التً
ٌعٌشها البعض الضعٌؾ الذي ٌتلمى الرواٌة ،أو من محاولة التبرٌر لإلنسحاب (انسحابه) أو اإلنكفاء
أوالسخط وهً الحالة التً ٌكون علٌها من ال ٌتنفس الهواء النمً ،أو لم ٌكن ٌو ًما منتمًٌا بحك أو ملتزما
صؽار (أنه ألل من اآلخرٌن) ،وشعور االنتمام الخفً من ذاته ُحركه الشعور الدابم بال ِ ّ
بوطنه أوحركته فٌ ّ
(رواٌته ،حركته ،رأٌه ،تارٌخه.)...
صدرت هذه األٌام السوداء كتب من ثالثة فاشلٌن -ال ٌعرفون العرفان وال النمد -تحاول تصؽٌر وتحمٌر
وتملٌل شؤن االنطاللة للثورة وحركة فتح ومسارها وتجربتها الرٌادٌة والتملٌل من رجاالتها العظام (تم الرد
سود الحمٌمة)علٌها من أ ُ
حفلت الكتب الفاشلة المذكورة بك ّم هابل من األكاذٌب والمؽالطات كما حملت أنصاؾ الحمابك ،هذا الى
جانب حملها مشاعر سلبٌة ذاتٌة عكست نفسها على رإٌة االحداث ،ووجهات نظر تعبر عن لابلها
فمط،وتجربته الشخصٌة الفاشلة فً إطار الثورة ،وال تعد تؤرٌخا وإنما تنفٌس عن حالة الؽضب الذي التمط
المرحلة السوداء الحالٌة لٌرش الملح فً الجرح ،ولربما هو تعبٌرعن الفشل الذاتً بمنطك التشفً ورؼبة
االنتمام لما طال الذات من النسٌان والتهمٌش فً مرحلة ما.
نحن مازلنا نعٌش اللحظة والتارٌخ المرٌب ،ونحن جمٌعا علٌه شهود فهل نش ّكن بؤنفسنا؟ واعٌباه .ومع كثٌر
النمد الذي مارسناه وما زلنا نمارسه ،وكشؾ العٌوب والمآزق إال أننا ممتلبون بالفخر بثورة األمة ،وعن
صٌرورة الثورة لم نحٌد؟
إن مثل هذه اآلراء (الكتابات/الكتب) للماريء المنتمً الصلب الواعً ذو المنهج العلمً ذخٌرة ٌجعلها ترتد
على نحر لابلها ألنه ٌمتلن المدرة على الفرز بٌن الحمابك واألكاذٌب وبٌن الرأي والمعلومة ،وبٌن الخبر
والحمٌمة ،وهو ما ال ٌتمكن منه المشككون السوداوٌون الساخطون على أمهاتهم ألنها حملتهم ،وعلى آبابهم
ألنهم كانوا السبب فً للة حظهم!
3
ّ
الؽث الكثٌر من من ال ٌمتلن من أدوات الفهم واإلدران والتفسٌر والمنهج العلمً شًء فال ٌستطٌع تمٌٌز
السمٌن الملٌل فً مثل هذه اآلراء الفاشلة .فكٌؾ حٌن ٌتحالؾ عدم المدرة على التفسٌر ولِلة الفهم مع الضعؾ
الذاتً والسخط والنفسٌة المرٌضة؟
كوة لوالها لبادت المضٌة ونُسً الشعب العربًورا وفتحوا لنا فً سماء الكون ّ
لمد كان لادة فتح العظام لنا ن ً
الفلسطٌنً ،ولوالها لكانت فكرة النضال والصالبة والثبات والرباط والجهاد والثورة بكافة أشكالها لد تحولت
الستسالم ونكوص.
ولما كانت فلسطٌن الٌوم تُثبت نفسها -رؼم عمٌك الجرح واأللم -فً كل العالم فإنن تراها فً البرق والؽٌوم
وفً تراب األرض وحلٌب األمهات وفً عٌن الشمس كما تراها على مابدة المإمنٌن والكفار معًا.
نفخر ونثك ونمتلا ،وعن حب فلسطٌن وتمبٌل تراب أرجل أمهاتنا ورجالها النحٌد ،فكونوا على هذا
الطرٌك فهو طوٌل وصعب وٌحتاج لدم ودموع وصلوات ،وكثٌر رصاص وحجارة وثورة أخرى لادمة
كثٌرا اال على الفاسمٌن.
ً وصرخات وهذا لٌس
ت متنافرةٍ من هنا كتب االخ الكاتب والمفكر صمر أبوفخرٌ" :عج كتاب "ستون عاما من الخداع" بملتمطا ٍ
ت َمن ٌطنطنون كثٌرا إلى رواٌا ِ
ً وهنان ،ولد حشدها الكاتب فً محاول ٍة للجرح بٌاسر عرفات .واستند
باإلفن ،واعتمد على حكاٌات طوٌلً اللسان ونبّاشً التهم واالفتراءات .وٌمول طه حسٌن فً كتابه "األٌام"
إن طول اللسان ال ٌمحو حمًا وال ٌُثبت باطالً".
لام االخ سلٌم النجار بالرد على الكاتب نزٌه أبونضال فً كتابه المعنون :مذكرات من اوراق ثورة مؽدورة،
"تُمسن الكاتب على حكاٌته عرض وإجابة وإستنتاج لهدؾ محدد انه مرسل من ثمافة الحمٌمة وما ٌنطك عن
الهوى" ثم أضاؾ أننا "عندما نحاول استمراء الحكاٌة فتجدها متعددة مبعثرة وتجد العاللات بٌنها ؼامضة
وفن طالمسها ؟ لعل لراءة هذه الحكاٌة ؛ّ محٌرا ؛ فكٌؾ تسطٌع ترتبٌها
ّ وتوزٌعها على مساحة الصفحة
أصعب من لراءة النّص ذاته .ولكن ٌمكن الخروج منها بانطباع :إنها صٌؽت بروح ُ ّ
وفن ألؽاز العالمات
طفولٌة ساذجة تفصح عن اضطراب ّما ؛ ٌسم المماربة " النمدٌة " كما ٌتصور الكاتب للموضوع المطروح .
أو لعلّها مماربة تتع ّمد الوفاء الضطراب ّما فً مماربة الحكاٌة لهذا الموضوع .أو ؛ وهذا أخطر ؛ لعلّها
ترجمة الضطراب ّما ٌسم والعا ترٌد الحكاٌة ؛ وربما فكرة الحكاٌة أٌضا ؛ التعبٌر عنه"
4
وحٌث أن مذكرات أبونضال تمت من خالل لماءات اجراها د.زٌاد منى معه ،فإننا فً هذه العُجالة سنتعرض
لبعض النماط الواردة فً ممال د.منى
ٌ-1شكو الكاتب من التدرٌبات العسكرٌة التً أتعبته فً الثورة الفلسطٌنٌة فً الستٌنٌات من المرن العشرٌن
فً سورٌا بسٌاق سلبً حٌث رآها عشوابٌة وبال هدؾ أوتعببة فكرٌة ،لنمول أن هذه التساإالت شخصٌة
بحتة ،وتعبر عن تعب وضعؾ ،او عدم لدرة جسدٌة ،ولد ال ٌكون زمالء الكاتب الصلبٌن حٌنها لدٌهم نفس
وجهة النظر .حٌث أن الحماسة واالندفاع واالٌمان والشجاعة لد تخفض من لٌمة التساإالت التشكٌكٌة كما
الحال مما أسماه الكاتب الحما هبة أهل حماة الذٌن لم ٌؤبهوا للصعوبات الجمة ولم ٌدر بخلدهم مثل هذه
التساإالت فً ظل سمو الهدؾ .الذٌن من أجله تحملوا التدرٌب الشاق وفما لما اورده هو بذاته فً السطور
الالحمة.
ٌ -2ورد الكاتب حادثة لٌامه ضمن مجموعة بعملٌة فدابٌة بحرٌة فً حٌفا تكللت بالفشل! حٌث من الممكن
إٌراد هذه الحادثة وامثالها الكثٌر للداللة على عدم التخطٌط وربما على التخبط -ما كان ٌتوجب تالفٌه-
أوٌمكن إٌرادها من باب التجرٌب واكتساب الخبرات رؼم للة االمكانٌات .وللمرء ما ٌرى مرتبطا بالهدؾ
المسبك ،بمعنى هل ٌمصد إٌرادها مع ما تتضمنه من مشاعرسلبٌة وتمٌٌم سلبً لمصد اثبات انهزام وسموط
فكر الثورة ،أو الثبات جلدها وتجرٌبٌتها ولدرتها على التصدي للنوالص .ولكن طرٌمة سرد ذكرٌات
الكاتب للحادثة تمصد اإلساءة المتعمدة للثورة من أي باب جاء حتى لو كان من باب الذكرٌات المؽلفة
بالمشاعرالشخصٌة السلبٌة العمٌمة المناهضة للثورة الفلسطٌنٌة.
ٌ -3ذكر الكاتب نزٌه أبونضال حادثة آلمته باعتباره مسٌحً فؤستؽلها للتعمٌم -ولطعا ال نمبلها -حٌث لام
أحدهم باإلساءة للمسٌحٌٌن بشكل سفٌه دون أن ٌعلم انه مسٌحً ،إال أن الكاتب تمادى لٌعكس ما حصل معه
على الجمٌع فٌعممه! وطبعا هذا التعمٌم بال لٌمة علمٌة أو موضوعٌة له .فحادثة واحدة جرت مع الكاتب ال
ٌمكن تعمٌمها على المٌادة الفلسطٌنٌة ،بالمول ؼٌر ذي الصلة وبال أي مصدر او إحصابٌة أن "أعداد" "من
لٌادة وكوادر فتح االولى" معادٌة للمسٌحٌٌن؟! ،كما ال ٌمكن تعمٌمها على العاللة الوطٌدة بٌن الفلسطٌنٌٌن
المسٌحٌٌن والمسلمٌن عبر التارٌخ وفً إطار الثورة .وحساسٌة الكاتب لمولؾ أو موالؾ حصلت معه من
شخص ما موتور ،ال تحتمل التعمٌم العشوابً ال ُمسبػ على الثورة الفلسطٌنٌة ولٌادتها وكوادرها كلها! ومن
ثم تعمٌمها على أن هذا الكره بل "العداء الشدٌد" كما ٌسمٌه هو "ضد ما له عاللة بالفكر المومً ،أو له
عاللة بؤي دٌن آخر أو طابفة أخرى"!!؟ ال ٌؤتً ذلن بالحمٌمة اال من شخص ٌحمل أفكار مسبمة معادٌة،
ولدٌه أفكارمناهضة ضد تجربته فً الثورة الفلسطٌنٌة وحركة فتح وضد لٌاداتها.
-4مما ال شن فٌه أن تمٌٌم أي مرحلة تارٌخٌة بمنظار المرحلة الالحمة (الحالٌة) ال ٌعد موضوعٌا وال
علمٌا وال منطمٌا ،وهذا ما ٌفعله الكاتب .ومن المعلوم أن الوعً السٌاسً ٌتطور وٌتؽٌر فهو لٌس ثابت واال
لكان الدمار هو الحمٌك بكافة األفكار السٌاسٌة والثورات التً وجدت فً زمن ارتبط بمٌمه ومإثراته التً
انتهت فً زمن الحك فوجب النظر بشكل آخر .ومن هنا فإن اإلشارة بعمل الٌوم للنظر فً حادثة سابمة ٌجب
لرنها بمث ٌرات وولابع تلن الفترة دون الحكم علٌها ما هو هدؾ الكاتب من إٌرادها بهذا الشكل لمجرد
الطعن.
-5خاضت حركة فتح حربا ضروسا لتثبٌت المرار الوطنً الفلسطٌنً المستمل ،والهوٌة الوطنٌة الفلسطٌنٌة
فً ممابل االتهام الصهٌونً لنا أننا عرب بال انتماء ألرض فلسطٌن! بمعنى أنه ٌمكنهم التوزع على أراضً
5
العرب دون خصوصٌة انتمابهم األصٌل آلالؾ السنٌن ألرض فلسطٌن .فٌؤتٌن من ٌفترض بنمو الوطنٌة
الفلسطٌنٌة (المطرٌة ممابل االللٌمٌة) وبمعناها الثوري ولٌس االللٌمً لٌجعلها معٌبة ونمٌصة!؟ وهً الٌوم
أثبتت صوابٌة تلن النظرة من جهة المواجهة للنظرة الصهٌونٌة التبخٌسٌة للفلسطٌنٌٌن ،ومن جهة تثبٌت
مبدأ عدم التدخل بالشإون العربٌة ومنها بشإون الشعوب الذٌن منهم الشعب األردنً الشمٌك .ما لم ٌعنً
عدم استٌعاب اآلالؾ من العرب بكافة ادٌانهم وطوابفهم والكاتب منهم (فهو أردنً مسٌحً نحترم نضاله
وإن اختلفنا بالنظرة معه للكثٌر) ،بل واألجانب فً صفوؾ الثورة الفلسطٌنٌة .ولكن ظلت فكرة (الهوٌة
الوطنٌة الفلسطٌنٌة) مفتاحا ذهبٌا فً حرب الهوٌة واالنتماء والرواٌة فً مواجهة العدو الصهٌونً وفً
احترام التماٌز الوطنً مع شعوب امتنا العربٌة والحضارٌة.
شعب ألّنه ٌتعلّك بالجانب الفكري المتمثل فٌما ٌمكن تسمٌته ب فلسفة النمد ؛ والعاللة بٌن
-هذا السإال مت ّ
األنا والتجربة ؛ وإثبات مكانة الشخصٌة فً التجربة ؛ وفً الولت نفسه ٌه ّم السرد العجاببً وطبابع التخٌٌل
وأبعاده اإلنسانٌة.
الكاتب إذ ٌكتب الٌف ّكر فً ك ّل هذه المضاٌا الكبرى وال ٌمصدها المارئ وحده ٌدركها من خالل النص والنالد
تحول الكاتب إلى لارئ لرواٌاته والحظ له الؽٌر وجود تلن المضاٌا
الحصٌؾ ٌكتشفها بٌن السطور .وإذا ّ
فإّنه لد ٌدركها بدوره ولد ال ٌتفّطن إلى وجودها .وهذا ما حصل مع نزٌه ابونضال عندما آجاب على
محاوره زٌاد منى:
( أي الرواٌات كانت االكثر تؤثٌرا فً وجدانن ؟) .نزٌه ابونضال ( :أظن من تلن الرواٌات التً ساهمت
فً تشكٌل وعٌنا ووجداننا أنذان ؛ البإساء " البابسون " والعمب الحدٌدٌة لجان لندن ؛ ومكسٌم جوركً ؛
ومن العرب الشرلاوي ونجٌب محفوظ والسباعً ؛ ثم انفجر الوعً مع األدب الوجودي لسارتر ؛ والعبثً
لكامو ؛ والالمنتمً لكولن ولسن صٕٔ ) .بمكر شدٌد لٌس بؽرٌب عن نزٌه ابونضال ؛ عندما استهل
اإلجابة على سإال زٌاد منى ؛ عن تؤثره بالرواٌة والفلسفة ؛ وبدون ممدمات ...كالحوادٌث والتحتاج
لممدمات ؛ زج بؤسماء كبٌرة من كتّاب الرواٌة والفلسفة.
نزٌه فً هذه اإلجابات المراوؼة لم ٌرد أن ٌمول الحمٌمة ؛ ٨٪ ٬٪ا ال ٯؽٯػ ٜ٤ػ٤ث ٞاكٙث حٙيص ٤ا
٘ٓ ٦٤ ٩٢ا٥١فا٥٪ث ٘ٮ حؾٯٗ اْ٬١ٮ ؛ ٩٨ٟ١ٯؽٯػ أن حٟخلٗ ضؽٰ٘خ ٩وٛػرح٢ْ ٩٭ أن ٯط٬ل
ّ
حأذؽه ةا١ؽواٯث إ١٭ حارٯظ ٤ػون ...هو هنا ال ٌتحدث عن العمارة وال الظروؾ التارٌخٌة التً تمؾ خلؾ
تشٌد هذه المدرسة أو تلن إنما ٌتحدث عن الثورة الفلسطٌنٌة وعمودها الفكري حركة التحرٌر الوطنً ّفتح ؛
وٯؽٯػ إة٫ار٧ا ة٥ا ٯٓؽف ٣٢ْ ٦٤؛ ٦٤أس٪ ٠ؼا زج ٰ١ -ؿ ٦٤ةاب ا١هػ٘ث ةإـ٥اء ٞخاب
6
و٘الـٙث ٛؽأ ٣٫١؛ ة ٠ةتطد ْ ٦ح٥ٰ٪٬ات وٌال٤ؿ حؤدي إ١٭ عٰال ٤ؽٯو ٬٫٤وس
ةٙؽىٰث وٛػرٯث ا١غٍأ ،و ٬٪ا٥١غ٢م وا٥١ؼٞؽ ١يؽورة ا١خغ٢م ٪ ٦٤ؼه ا١غٍاٯا ضفب رؤٯخ٩
.وٯ ٦ٟ٥ا٬ٜ١ل اذا اْخ٥ػ٧ا طرٌمة فوكو المفكر الفرنسً ؛ الذي ٌرى أن وظٌفة التارٌخ بمفهومها المدٌم
صب نفسه لد انتهى ؛ فلم ٌعد التارٌخ لونا من ألوان الخطاب السٌادي للسلطة ؛ كما فعل نزٌه ابو نضال ون ّ
سلطانا ً للنمد وإدْٮ ا ٩٧ـٰادي ؛ وٰ١ؿ ٧خاج ذٜا٘ث دٞخاح٬رٯث ٬٤ح٬رة حلؽب ٫٨٤ا و ٬٪ٯ٦ٍٜ
٘ٮ ا١لام ؛ حطج ض ٣ٟضاَ٘ األـػ ؛ وٞخب ٞخاة٨٪ ٩اك ؛ و٪ؼه ا١رٜا٘ث الح٨خز إال ىطاٯا
وكٓارات ة٫٢اء .وح٨اـ٭ ٧ؾٯ ٩اة٧ ٬يال ان ا١خارٯظ ة ٩٤٬٫ٙ٥ا١شػٯػ و٥ٞا ٞخب ٘، ٬ٞ٬
ٯؽ٤ٮ ٟ٢١لٗ ْ٥ا ح ٣إعٙائ ٩و٤ا ح ٣إ٥٪ا ٩١وحؾٯ . ٩ٙوٌمول دورتشمٌد ؛ وعبر مطالعته للكثٌر من
الولابع والتفاصٌل واألحداث التارٌخٌة ؛ ٌصل إلى أم الؽباء الشخصً ؛ وضعؾ التفكٌر ؛ وكذلن المرارات
الفردٌة ؛ وسوء التمدٌر ؛ وضعؾ الكفاءة ؛ والتردد وؼٌر ذلن ؛ هً عوامل حاسمة ؛ أدت إلى تؽٌٌر النتابج
فً الكثٌر من األحداث التً ؼٌرت مجرى التارٌخ.
ا١طػٯد ٨٪ا ٯخٓ ٚ٢ةا١ؼي ٯؽدد ٥٢ٞات وضل٤٬٢ٓ٤ ٦٤ ٬ات ٨٤خٜاة وضفب أ٬٪اء ا١ؼي ٯؽٯػ
ا٬١ن٬ل ٨١خائز ةٰٓ٫٨ا ٥ٞا ٘ٓ٧ ٠ؾٯ ٩اة٧٬يال ؛ وهذا الٌتؤتى بالصدفة ؛ أي ذلن النسك من األحداث
التً تبنى على معطٌات محدّدة ؛ تتراصؾ وفك عالمات منطمٌة ؛ وإذا ما جاءت النتابج مخالفة لكل ماهو
منطمً ؛ كما فعل نزٌه ابونضال ؛ فإن األمر سٌحال إلى الؽباء على الل تمدٌر .وٌمكن األستشهاد بمكسٌم
جوركً الذي لرأ له نزٌه ابونضال عندما شرح عن مبدأه إذ ذكر مكسٌم ( المنطك هو الطرٌمة المنظمة
للوصول بثمة إلى االستنتاج الخاطا ) ؛ لكن ٌبدو لً هنان بون شاسع بٌن أن تمرأ وتعً ؛ وتمرأ وتتدّعً.
٪ؽٌٜث ا١هطؽاء
فً عالمنا المعاصر -حٌث اصبحت الكثٌر من السلوكٌات تنالض الفكر -جرى إطالق نعت " المثمؾ"
بنعوت متعددة ومتنالضة أحٌانا ً .وحسبنا اإلشارة إلى تعدد مفهوم "المثمؾ" خصوصا ً فً المجتمعات
الطفٌلٌة ؛ التً نشؤت نتٌجة ضرورات استعمارٌة التً تتخذ من الفلسفة ( النفعٌة ) و ( الذرابعٌة ) أنماط
السلون ؛ بؽض النظر عن كونها أخاللٌة ؛ أم ؼٌر أخاللٌة
ٌُمدَّم المفكر العربً الفلسطٌنً الراحل " إدوارد سعٌد " فً هذا الصدد تصورات ِعدَّة لمفهوم " الثمافة " .
ٌكرسها لتؽٌٌر الوعً السابد فً المجتمعصا واعًٌا واسع المعرفة التً ً
من أهمها ٌرى فً " المثمؾ " شخ ً
والتً هو نتاج السلطة الؽاصبة لكل معرفة كانت تخص اإلنسان الذي تعرض لؽسل دماؼه والنعته ان هذه
السلطة هً هوٌته السٌاسٌة والثمافٌة واالجتماعٌة وبذلن تصبح هذه السلطة هً األوكسجٌن الذي ٌتنفس منه
اإلنسان .
وامام هذا الوالع ٌتعرض " المثمؾ" لنوعٌن من الموالؾ والخٌارات ؛ أولهما ٌ :عرض نفسه للتهمٌش من
لبل السلطة ؛ بل لد ٌتفالم بإٌداعه السجن ؛ وربما ٌجري اؼتٌاله .
ٌمٌل إدوارد سعٌد إلى مفهوم "جرامشً" عن المثمؾ العضوي الذي ٌكرس أفكاره من أجل االرتماء
بمجتمعه نحو األفضل ؛ حتى لو كلؾ ذلن حٌاته ( كما ٌؤخذ بتعرٌؾ جولٌان باندا للمثمؾ الذي هو فً نظره
بمثابة النبً الذي ٌسهم فً تشكٌل (الضمٌر اإلنسانً ) .ونحن بدورنا ال نحٌد عن هذا التعرٌؾ النبٌل ؛ لكن
7
ٌتولد سإ ال من هذا المفاهٌم ٌبدو فً شكله مشاكس وفً العمك جدلً معرفً ؛ عن أي مثمؾ نتحدث
ونصؾ هل المثمؾ الذي نشؤ فً بٌبة زراعٌة لابلة للتطور نحو التصنٌع ؛ بمعنى أن الزراعة العتبة األولى
للتطور الصناعً األمر الذي ٌنعكس إٌجابا ً أو سلبا ً على المجتمع ؟ ؛ السوال الذي ٌنمو من إستفزاز السإال
األول هل ٌمكن الصحراء تنتج " مثمؾ " بالمعنً المتعارؾ علٌه ؟
هنا ال ٌمكن البحث عن إجابة تملٌدٌة سواء على السإال األول والثانً ؛ الننا لو فعلنا ذلن كؤننا نحلل زواج
المتعة المختلؾ علٌه فً كل المذاهب الفمهٌة اإلسالمٌة وحتى نبتعد عن هذا الخالؾ الممتلا باألهواء
السٌاسٌة والموالؾ العاطفٌة .
بل أسعى لمنطمة مختلفة والذهاب لساحة فكرٌة معاصرة ؛ والول الوظابؾ التً ٌموم بها شؽٌلة الثمافة هً
إجراء دراسات فً موضوعات اختصاصهم التً هً دراسة التارٌخ والفلسفة وأكثرها توظٌفا هو علم
األجتماع ومنه األنتربولوجً ؛ وعلم النفس ؛ والتجد الدول حاجة إلى تعدٌل حمابك هذه العلوم بمدر ما
تحتاج إلى توظٌفها ولو أن حمابمها تبمى رهن األختالؾ فً مناهج البحث وأٌدٌولوجٌا " الباحثٌن " كما
٘ٓ٧ ٠ؾٯ ٩اة٧٬يال ْ٨ػ٤ا ع ً٢االٟ٘ار ةتٓي٫ا ا١تٓو ال ١لٮء ة٢١ ٠تطد ْ ٦رىا كٓت٬ي:
ضا بٌن الفكر الناصري والفكر الماركسً صٖٓ ) . ( أنا كنت ناصرًٌا عروبًٌا وماركسًٌا ؛ ولم ارى تنال ً
وهذا المول مفهوم ومستوعب شكالً ألن البٌبة الصحراوٌة لابمة على المهادنة والتوافك مع السابد خوفؤ من
أي طارئ ؛ فهذه البٌبة مستكٌنة لإلعتٌاد ولضمان إستمرارٌتها تبرر وجودها ؛ تسوق أساطٌر بٌن مجامعها
البشرٌة مفادها ان الحٌاة التً نعرفها هً التً نعٌشها وعلى الشكل الذي ٌتواءم مع استمرارنا ؛ وبما
التارٌخ المعاصر ٌدلنا على اهتمام دول المعسكرٌن األشتراكً لبل سموطه والرأسمالً لبل تؽٌٌر وظابفه
ان الفلسفة لٌس لها حظ فً المعاهد البحوث الرأسمالٌة وإنما عٌنت بها المعاهد االشتراكٌة ألجل األدلجة ؛
األمر الذي حال دون ظهور فٌلسوؾ حمٌمً فً تلن الدول والبحث الفلسفً فً الدول المذكورة كان من شؤن
شؽٌلة الثمافة الذٌن ٌستلمون مكافؤت منتظمة من معاهدهم ؛ اما التارٌخ فٌتواله المستشرلون ؛ وهذا فٌما
ٌخص تارٌخ الشرق وهو المحور فً نشاط المعاهد ؛ خالفا ً للتارٌخ الؽربً الذي ٌدرس فً البلدان
الرأسمالٌة من طرؾ مإرخٌن حمٌمٌٌن ؛ والمستشرلون فً المعسكرٌن هم شؽٌلة ثمافة ؛ وْ٣٢
األـخلؽاق ٘ ٬٪ٮ س٢٥خ ٣٢ْ ٩زائٗ ٯٟؽس ٰ٘ ٩االرحتاط ا٬١ذٰ ٚةا١فٰاـث و١ؼ٥٢ٛ ٝ١ا حشػ
ٟٙ٤ؽ ةٰ ٦ا٥١فخلؽ ٦ٰٛ؛ ال ٯغػم ْ ٩٥٢األـخٓ٥ار اٖ١ؽةٮ ا١ؼي ض ٣ٟآ١ؽب ٟ٘ؽا واداة
ً ً ً ً
حٰٟٙؽ ،وـٰاـٰا واٛخهادٯا واسخ٥اْٰا وذٜاٰ٘ا
من هذه الزاوٌة تحدٌدا ً أدركت فتح منذ البداٌات ان األدلجة السائدة فً عالمنا العربً هً نتاج ثمافة
غربٌة اذا احسنا النٌة ؛ وهذا ما لم ٌستوعبه نزٌه ابونضال الذي ٌُمثل فئة " المثمف " حٌن ٌمطع هذه
الخطوة ال ٌعود لها ؛ ألنه لطعها بالمزاج وبالتلمٌن ؛ولٌس بالعمل المفكر وبالتفكٌر .
كما لم ٌمٌز نزٌه ابونضال بٌن شمول الرإٌة مع مفردات الوعً الثمافً و االجتماعً مع سلطة معرفة تمؾ
فً تواز حاد أمام السلطتٌن السٌاسٌة واألٌدولوجٌة ؛ فتخلك حالة انمطاع نهابً مع األٌدولوجٌا والثورة.
وٌتؤطر ذلن فً أن الثورة فعل متؽٌر ٌخدم أكبر لطاع من الجماهٌر واالٌدولوجٌا فكرة محنطة فً صدور
بعض " المثمفٌن " ال تخرج إال لضرورات الهرطمة ؛ التً ترتدي تعبٌراتها فً هذه الحالة ؛ حالة نزٌه
ابونضال ؛ حالة إرادٌة األوامر والنواهً األخاللٌة أو النصٌحة حتى ٌنال المخاطب جزاإه فً هذا
المجتمع المتملب المزاج الباحث الدائم عن هوٌته وصفا ( بالثوري ) لٌبرر جبنه وتخاذله ؛ وٌجد من
8
ٌلبس مالبس المدٌس لٌصرف له الوصف الذي ٌحنط ضمٌره وٌكلس شرفه ودائما تحت عباءة النمد كما
هرطمة نزٌه ابونضال
" أ٤ؽ٨ٞث ا ٠ٜٓ١و٪ؾٰ١ث اْ٬١ٮ"
هنا انا ال بحث عنوان صادم او الدعوة لسخرٌة مجانٌة بل إلى التفكٌر للٌالً فً ما ٌطرحه نزٌه ابو نضال
عندما ٌلبس مالبس الفضٌلة وٌّدعً انه ساللة الصالحٌن ؛ وال ٌفرق بٌن ناصح شابع فً مشهدنا الشعبً
ثوار ؛ وفًالمادم من بٌبة اجتماعٌة تطلك علٌهم الدراوٌش ؛ وبعض المتحذلمٌن من الكتاب اطلموا علٌهم ّ
حمٌمة األمر هم درواٌش ال أكثر وال ألل لسبب بسٌط لم نسمع أن دروٌش لام بثورة او حتى حركة احتجاج
كل ما كان ٌموم به الندب واللطم ؛ على الحدث وبذلن ٌكون شاهد زور على الحدث وهذا ما فعله نزٌه
ابونضال عندما لال ( :ذهبت إلى مسإول التحمٌك ؛ ( واسمه ابوالشعر " ؛ والترحت علٌه :حٌن نتوجه
لتحٌة العلم فً الصباح الباكر ؛ دعنا نخرج المساجٌن جمٌعا ؛ حتى من ارتكب " مخالفات عادٌة " كً ٌروا
أبناء شعبهم وهم ٌنشدون بفخر واعتزاز لعلم فلسطٌن ؛ عسى أن ٌهزهم هذا النشٌد ؛ ومن ٌدري فمد ٌحرن
هذا المشهد ضمابر بعضهم ؛ سواء كانوا جواسٌس أو خطاة ؛ ولد اخرجهم بالفعل صباح الٌوم التالً :
رحت اتؤمل تعبٌرات وجوه المساجٌن الذٌن اصطفوا إلى جانب طابور صباح ص ) ٗٓ - ٖ٣؛ وترن فً
الهامش التالً " كان ابواشعر ٌدرس لبل ذلن الفن التشكٌلً فً ؛ انتحر او لتل الحما فً روما حٌث المى
نفسه أو ألمً به من شرفة شمته فً الدور الخامس.
ولكن لبل الؽوص فً البحث عمن ٌكون المشعوذون ؛ لنتفك على أمرٌن:
ان هذه المراءة التً تسعى بصدق إلى االلتراب ما ٌمكن من الموضوعٌة ؛ عبر صٌاؼة أسبلة واستخراج ّ
تبرر طرحها ؛ ورب ّما توحً لكم فً طٌاتها بهذا الجواب أو ذان.
شواهد ّ
وثانٌهما :أنّه إذا كان من حكم موضوعً محتوى هذا النص الذي ذكره نزٌه ولٌس من باب األستدالل
اوالتذكر أو انعاش الذاكرة ؛ بل األساءة للثورة الفلسطٌنٌة وتحدٌدا فتح خاصة الراوي كاتب والذي انشك
فً نهاٌة المطاف عن فتح والضحٌة ابوالشعر فنان تشكٌلً درس فً إٌطالٌا وحتى ٌُعمد حكاٌته ان هذا
الفنان انتحر او لتل وٌروي المكان بالتفصٌل ؛ دون ذكر من هو الماتل ؛ لكن بعملٌة الكاذب المحترؾ ٌدفع
المارئ للبحث بٌن السطور والذهاب إلى جهة واحدة ان الذي لتل من اختلؾ معهم " فتح " ؛ إذا ً نحن أمام
فٌلم أمرٌكً رديء صناعة وتؤلٌؾ وعرض بصري ؛ فالعمل األمرٌكً لابم دابما على المبنً للمجهول ومن
ثم استخراج المٌمة السٌاسٌة التً تخدم هذا العمل.
السإال األول :تُمسن الكاتب على حكاٌته عرض وإجابة وإستنتاج لهدؾ محدد انه مرسل من ثمافة الحمٌمة
وما ٌنطك عن الهوى ؛ وحتى تكتمل حلمة الدروشة والزار ٌنهً رواٌته بحادثة األنتحار او المتل وبما ان
العمل العربً بطبٌعة تكوٌنه ٌمٌل للربٌة بالتؤكٌد سٌنحاز لفكرة المتل خاصة ان التوظٌؾ لسرد الحكاٌة
الذي جاء على شكل هامش وفً نهاٌة الصفحة ؛ وبالمناسبة ان هذا التوظٌؾ استفاد منه اإلعالم الفضابً ؛
اذ ٌعرض الخبر على الشاشة واسفل الشاشة ٌعرض خبر آخر ( ٌُوصؾ بلؽة اإلعالم بالمونتٌر ) ؛ ٌخدم
فكرة الخبر وان اختلفا بالشكل أي الموضوع المعروض على الشاشة ال عاللة له بالمعروض على "
المونتٌر " لكن فً المضمون ٌخدما فكرة الفضابٌة بما تسعى له.
السإال الثانً:
9
عندما نحاول استمراء الحكاٌة فتجدها متعددة مبعثرة وتجد العاللات بٌنها ؼامضة وتوزٌعها على مساحة
ّ
وفن ألؽاز العالمات ّ
وفن طالمسها ؟ لعل لراءة هذه الحكاٌة ؛ محٌرا ؛ فكٌؾ تسطٌع ترتبٌها
ّ الصفحة
أصعب من لراءة النّص ذاته .ولكن ٌمكن الخروج منها بانطباع:
ُ
إنها صٌؽت بروح طفولٌة ساذجة تفصح عن اضطراب ّما ؛ ٌسم المماربة " النمدٌة " كما ٌتصور الكاتب
للموضوع المطروح .أو لعلّها مماربة تتع ّمد الوفاء الضطراب ّما فً مماربة الحكاٌة لهذا الموضوع .أو ؛
وهذا أخطر ؛ لعلّها ترجمة الضطراب ّما ٌسم والعا ترٌد الحكاٌة ؛ وربما فكرة الحكاٌة أٌضا ؛ التعبٌر عنه.
السإال الثالث:
ألٌس عندما ٌشتد الٌؤس بالمجتمع تموى حاجته لألستحواذ بالدراوٌش ؛ وتكثر ظاهرة ال ّ
شعوذة ؛ بما ٌع ّد
انتصارا للعمل على هذه ّ
الظاهرة ؟
لد ٌكون علٌنا إذا أن نطرح االسبلة الثالث بشكل آخر ؛ أال ٌكون إعطاء كاتبنا هذا التوكٌل على السرد لهذه
صه تبرإا كامال كً ٌبعد عن نفسه منذ البداٌة شبهة االنخراط ؛ بوعً منهٌتبرأ من ن ّ
سعً إلى ان ّ الحكاٌة ال ّ
ّ
أو بالوعً ؛ فً ك ّل ما له صلة بالشعوذة ؟
10
ً
ـخ٬ن ْا٤ا ٦٤ا١غػاع"٪ ٠ٞ ..ؼه األٕالط واال٘خؽاءات"
التارٌخ ،فً أحد تعرٌفاته ،هو علم البحث فً الماضً ،حتى لو كان ذلن الماضً لرٌبًا جدًا؛ أي أنه علم
صً والممابلة والتحمك ولفظ السمٌم من المعلومات واالستنادإنسانً ،ومٌدانه البشر ،وطرابمه البحث والتم ّ
ط باألهواء السٌاسٌة إلى الصحٌح منها .والتارٌخ واحد من مٌادٌن المعرفة ،ؼٌر أن هذا المٌدان مرتب ٌ
للمإرخ؛ تلن األهواء التً ٌمكن اكتشافها بسهول ٍة فً ما لو أخضعنا النص التارٌخً لمواعد البحث العلمً
ّ
ومنهجٌاته الحدٌثة.
ولواعد البحث العلمً تفرض ،بدهًٌا ،أن ٌتحلّى أي عمل تؤرٌخً بستة من األصول:
وبهذه الرإٌة سؤلرأ كتاب دمحم سعٌد دلبح الموسوم بعنوان "ستون عاما ً من الخداع :حركة فتح من مشروع
الزعٌم إلى مشروع التصفٌة" (بٌروت :دار الفارابً 518 ،2019 ،صفحة) .وهو عن حركة فتح منذ
البداٌات التؤسٌسٌة حتى أٌامنا المرٌبة ،وٌروي تملّباتها السٌاسٌة وتحوالتها التنظٌمٌة ،وٌسرد لصة االنشماق
الذي ولع فً ،1983/5/9والذي انتهى إلى مصابر وخٌمة .
فً المراجع
ً
٤ ٣ِٓ٤ؽاسّ اٟ١خاب ٰٕؽ ٜ٤ت١٬ث ْٰ٥٢ا ،مثل كتاب عبد الرحمن ؼنٌم "ثالثون عا ًما من العبث"،
وكتابات هاشم علً محسن "التعمٌم األول لالنتفاضة" ،وؼازي حسٌن "من التورٌط إلى التفرٌط" ،و "ٌاسر
عرفات والحل الصهٌونً لمضٌة فلسطٌن" ،وعبد المادر ٌاسٌن "أزمة فتح :جذورها ،أبعادها ،مستمبلها"،
عالوة على مجلتً فلسطٌن المسلمة وفلسطٌن الثورة الناطمة باسم جماعة صبري البنا (أبو نضال)،
ومنشورات حركة فتح – االنتفاضة.
11
وهذه المراجع أودت بالموضوعٌة والحٌادٌة المطلوبتٌن فً أي دراس ٍة علمٌ ٍة متٌنة ،وصار حالها كمن ٌكتب
مثال معتمدًا على صحٌفة العمل ،الكتاببٌة أو رصٌفتها األحرار، دراسةً عن الحرب األهلٌة اللبنانٌة ً
الشمعونٌة ،أو منشورات حزب حراس األرز .فماذا ستكون النتٌجة فً تلن الحال؟
ٌكتؾ بالمراجع هذه وحدها ،بل استعمل مراجع ممبولة ،مثل كتاب صالح خلؾ "فلسطٌنً ِ بٌد أن الكاتب لم
بال هوٌة" ،ومحمود الناطور "حركة فتح :بٌن المماومة واالؼتٌاالت" ،ودمحم سعٌد المسحال "ضٌاع شعب"،
ونبٌل شعث "حٌاتً من النكبة إلى الثورة" ،وأنٌس صاٌػ "المذكرات" ،ونزٌه أبو نضال "من أوراق ثورة
مؽدورة" (على الرؼم من األؼالط التً ال تُؽتفر الواردة فً الهوامش) ،ودمحم أبو مٌزر "األزمة والحل".
ولكنه استخدم تلن المراجع الممبولة لٌمتنص منها ما ٌوافك هواه ،وترن كل ما فٌها مما ال ٌالبم أؼراضه،
أمر ؼٌر ممبول منهجًٌا .وللتذكٌر
وهذا ٌ
"معظم مراجع الكتاب غٌر ممبولة
علمًٌا"فحسب ،لماذا لم ٌستخدم مراجع إضافٌة شدٌدة األهمٌة ،وال ٌمكن االستؽناء عنها ،على تفاوتها
ث جا ٍ ّد أمثال" :تؽرٌبة بنً فتح" (ولٌم نصار)" ،حٌاة ؼٌر آمنة" (شفٌك الؽبرا)،
المعرفً ،فً أي بح ٍ
"شهادات من تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة" (إعدادٌ :حٌى ٌخلؾ)" ،صفحات مشرلة من تارٌخ الثورة
الفلسطٌنٌة" (محمود عباس)" ،حركة فتح :من العاصفة إلى كتابب األلصى" (علً بدوان ونبٌل السهلً)،
"الوطن الممنوع" (فاروق المدومً)" ،سنوات األمل" (مروان كنفانً)" ،تبػ وزٌتون" (معٌن الطاهر)،
"مذكرات مناضل فلسطٌنً" (زٌد وهبً)" ،رحلة لم تكتمل" (دمحم ٌوسؾ -أبو عالء منصور)" ،رحلة فً
الرحٌل" (إلٌاس شوفانً)" ،سنوات مع ٌاسر عرفات" (أحمد عبد الرحمن)؟ ولماذا أؼفل المصادر التالٌة:
"ذاكرة وطنٌة (حكم بلعاوي)" ،معركة الكرامة" (معن أبو نوار)" ،معركة الكرامة الخالدة" (توفٌك أبو
بكر)" ،الثورة الفلسطٌنٌة فً لبنان" (عز الدٌن المناصرة)ٌ" ،اسر عرفات :من مماتل إلى دكتاتور" (سعٌد
أبو الرٌش – باالنكلٌزٌة)" ،من فتح إلى حماس :البداٌات االخوانٌة والنهاٌات الوطنٌة" (سعود المولى)،
"بندلٌة لإلٌجار" (باترٌن سٌل)" ،عرفات الذي ال ٌُمهر" (أمنون كابلٌون – ثمة إشارة عابرة إلٌه)،
"الفلسطٌنٌون شعبًا" (كزافٌه بارون)" ،المماومة الفلسطٌنٌة" (جٌرار شالٌان)؟ والعجٌب أن الكاتب أؼفل
"الموسوعة الفلسطٌنٌة" وسلسلة الكتاب السنوي للمضٌة الفلسطٌنٌة وسلسة الوثابك الفلسطٌنٌة (مإسسة
ممررات المجلس الوطنً الفلسطٌنً ( 1974-1964راشد حمٌد)، فضال عن ّ ً الدراسات الفلسطٌنٌة)،
تمدٌر
ٍ أمر للما حدث فً أي دراس ٍة عن فلسطٌن ذات و"الٌومٌات الفلسطٌنٌة" (مركز األبحاث) ،وهذا ٌ
ممبول.
ٌمول الكاتب إن بنن إنترا كان له خمسة وزراء فً مجلس الوزراء اللبنانً ،وكان ثلث نواب المجلس ،أي
33نابباًٌ ،مصدون البنن فً نهاٌة كل شهر لٌمبضوا المال (ص .)29ربما كان هذا الخبر صحٌ ًحا ،لكن
أٌن المصدر؟ سؤلول إن المصدر هو كتاب كمال دٌب" ،امبراطورٌة بٌدس وحٌتان المال فً لبنان"
نمال عن هالة الحمصً فً ممال ٍة لها فً ملحك صحٌفة النهار (بٌروت :دار النهار ،2014 ،ص ً )353
( .)2004/11/17ولكن الكاتب أضاؾ إلى ذلن لصة الثالثة والثالثٌن ناببًا ،وفً الحالٌن لم ٌذكر مصدره.
وٌخبرنا الكاتب إن رجل األعمال والسٌاسً الفلسطٌنً ،حكمت المصري ،خاطب ٌاسر عرفات ،فً أحد
اللماءات فً ع ّمان ،بالمول" :إسمع ٌا أبو عمار .هنان شابعات عن اتصاالت ومفاوضات بٌنكم وبٌن
منتصرا فسوؾ نباٌعن جمٌعًا .أما
ً اإلسرابٌلٌٌن ( .)...ألول لن وأمام الجمٌع :إذا عُدتَ إلٌنا على ظهر دبابة
ً
إذا عُدتَ إلى البالد بالمفاوضات فنحن ألدر وأدرى منن على مفاوضة هإالء "المحتلٌن" (ص .)38حسنا،
12
ً
أٌن المصدر؟ وٯ٬ٜل نػٯ٨ٜا ٤ط٥ػ ـٰٓػ د١تص٢ُ" :ج ٰٛادة االع٬ان ا٥١ف٤ ٦ٰ٥٢لؽ٘ث
ةلٞ ٠ٟا٢ْ ٠٤٭ ضؽٞث ٘خص ة٬س٬د ذالذث أْياء حٰٓ ٣٫٨ةٙ٨ف٫ا" (ص .)53وةاٍ١تّ ال
ً
٤هػر ٫١ؼه األٌٕ٬٢ث .وضف٨ا ٘ٓ ٠اٟ١احب ْ٨ػ٤ا ونٗ ٞالم ْتػ ا١ؽض ٣ٰ٨ٕ ٦٥ةا١غٰال،
ً ّ
ضٰ ٦ادْ٭ األعٰؽ أن ١ش٨ث ٤ؽٞؾٯث ْٰ٢ا ٦٤ـتٓث أْياء ٦٤س٥اْث اإلع٬ان ا٥١ف٦ٰ٥٢
ٞا٧ج حلؽف ْ٢٭ "٘خص" ،و :٣٪ـٰٓػ ر٤يانٞ ،ا ٠٤ا١لؽٯْٗ ،تػ اْ ٣ٓ٨٥١تػ ا١ؽؤوف،
ٯاـؽ ْؽ٘ات ،ع ٠ٰ٢ا٬١زٯؽ ،ا١طاج أ ٦ٰ٤ا١طفٰ٨ٮ وكغهٰث ٍٰٙ٧ث ْؽةٰث (ص ٪ .)74ؼا ٰ١ؿ
ُ ً
عٰا١ا ،ة ٠عتال.
كرر بال تحفظ ما لاله ؼنٌم الذي هو خٌا ٌل بخبال .وٌستخدم الكاتب ما جاء فً مذكرةٍ كتبها عادل والمإلؾ ّ
عبد الكرٌم إلى صدٌمه أحمد محمود السعدي ،ورسالة شخصٌة أخرى كتبها توفٌك شدٌد إلى عادل عبد
الكرٌم (ص 57و .)58وفً الحالٌن أٌن هو المصدر؟ وٌمول إن أول أسٌر لحركة فتح ،وهو محمود بكر
أسٌرا ألن بندلٌته كانت صدبة ولم تنفعه (ص .)106وحتى لو كانت هذه الحكاٌة صحٌحة، ً حجازي ،ولع
ٌتورع الكاتب عن رواٌة إحدى حكاٌات النمٌمة ،وما أكثرها فً الوسط الفلسطٌنً ،عن ّ فؤٌن مصدره؟ وال
أن صالح خلؾ (أبو إٌاد) صاح فً وجه عرفات فً أحد االجتماعات فً تونس ً
لابال لهٌ" :ا ابن الشر..
جرٌمتً التارٌخٌة أننً أعلنتُن ناطمًا باسم فتح وجعلتُ منن زعٌ ًما" (ص .)126وهذه الرواٌة سمٌمة
ومبتذلة ،فوق أنها ؼٌر صحٌحة لمن ٌعرؾ حدود االختالؾ واالتفاق بٌن عرفات وصالح خلؾ .وفً أي
ضا :ساعدت حركة فتح النظام األردنًحال :أٌن هو المصدر الذي استمى منه هذه النمٌمٌة البابسة؟ وٌمول أٌ ً
فً تصفٌة حزب التحرٌر االسالمً فً تشرٌن األول /أكتوبر .. .1969أٌن المصدر؟ ال مصدر بالطبع
بكالم مرسل ،عن أن ربٌس محطة االستخبارات األمٌركٌة فً تونس ،واٌتلً ٍ وال َمن ٌصدّرون! وٌتحدّث،
برونر ،جنّد دمحم دحالن وجبرٌل الرجوب وفرضهما على رأس فرعً األمن الولابً فً ؼزة والضفة
عمد فً روما بٌن وفد اسرابٌلً ووفد فلسطٌنً لوامه رمزي خوري ومصطفى عٌسى الؽربٌة فً اجتماع ُ
اللفتاوي (أبو فراس) ،لبٌل دخول ٌاسر عرفات إلى ؼزة فً سنة ( 1993ص 439و .)440طٌب،
سنجارٌن فً هذه المعلومات االستخبارٌة التً تُصنّؾ فً العادة ّ
سرٌة جدًا ،فمن أٌن حصلتَ علٌها؟ وما هو
ث مع واٌتلً ومع السفٌر األمٌركً األسبك لدى تونس المصدر؟ بالطبعٌ ،نسب الكاتب هذه الخبرٌة إلى حدٌ ٍ
روبرت بٌلترو .أٌن هو نص ذلن الحدٌث؟ وأٌن نشر؟ أم أنن أجرٌتَ بنفسن ذلن الحدٌث؟ ال مصدر
بالطبع.
وأسوأ من ذلن هو التالعب بالمصادر ،فٌمول إن خلٌل الوزٌر (أبو جهاد) سعى إلى نشر "وثٌمة البداٌات"
فً ربٌع عام ،1986ولد أؼفل ذكر إسم ٌاسر عرفات ،وأنكر حضوره االجتماع التؤسٌسً لحركة فتح.
ولكن عرفات منع نشر تلن الوثٌمة ،األمر الذي دفع أبو جهاد إلى إنزال إسم ٌاسر عرفات ً
بدال من عبد هللا
متٌن ؼٌر نمابم الجلسات الفلسطٌنٌة.
ٍ أوال ،ال مصدر لهذه الحكاٌة فً أي مرجعٍ الدنان (ص 68وً .)69
ثانًٌا ،إن ممدمة تلن الوثٌمة التً ولعتها هٌبة تحرٌر مجلة الدراسات الفلسطٌنٌة (العدد ،104خرٌؾ
مجرد اجتهاد ،أن أبو جهاد سحب كراس ّ )2015ال تمول هذا الكالم على اإلطالق ،بل هً ر ّجحت ،وهذا
"الوثٌمة" من التداول ،وأتلؾ معظم النسخ ،ألنه حرص على عدم إؼضاب أبو عمار وأبو إٌاد ،ألن رواٌة
أبو جهاد ممصورة ٌ على البداٌات فً ؼزة فحسب ،أي على مجموعة سنة ،1954لبل لمابه ٌاسر عرفات
فً الماهرة فً .1955ورواٌة "البداٌات" ألبو جهاد ال تشٌر بالطبع إلى صالح خلؾ النتفاء المعرفة .ونمالً
للكراس ،كً ٌتفادى الثؽرات.
عن انتصار الوزٌر (زوجة أبو جهاد) عمد أبو جهاد إلى كتابة ممدّم ٍة جدٌدة ّ
13
ولكن تلن الممدمة ضاعت فً انمالب حركة حماس فً ؼزة ،وفً أثناء العبث الحمساوي بممتنٌات منزل أبو
المزورة عن "وثٌمة البداٌات" المنشورة فً مجلة الدراسات الفلسطٌنٌة؟
ّ جهاد .إذاً ،من أٌن جاء بتلن الرواٌة
َمن ٌراجع الوثٌمة فً المجلة ٌمرأ رواٌةً مختلفةً تما ًما ع ّما ذكره الكاتب ،وال سٌما حكاٌة إنزال اسم ٌاسر
عرفات ً
بدال من عبد هللا الدنان.
ّ
أكغاص ٦٤دون أي ذٞؽ ٥٢١هادر. ٍ ٨٤ف٬ةث إ١٭
ٍ ة٤٬٢ٓ٥ات
ٍ وعلى هذا المنوال ،ٯٓز اٟ١خاب
مثل الكالم المنسوب إلى كامل الشرٌؾ (اإلخوانً المدٌم والوزٌر األردنً الحما) عن ارتٌابه بعاللات ٌاسر
سست عرفات (ص ،)54والكالم المنسوب إلى خالد الحسن ،وهو أحد مإسسً حركة فتح ،إن الحركة أ ُ ّ
لمعاكسة المد المومً العربً (ص ،)58والكالم المنمول عن ناطك باسم اللجنة المركزٌة لمنظمة التحرٌر
الفلسطٌنٌة (ص ،)148وذلن كله من دون إسناد النص إلى مصدره ،وهو استهانةٌ بالكتابة العلمٌة .وفً
الكتاب أمثال ذلن كثٌر مما ال ٌمكن إحصاإه على ؼرار" :لال بعضهم" (ص ،)45و "ٌروي عطاهلل
عطاهللا" (ص ،)107و"اعتبر البعض" (ص ،)122و"ما كان ٌُمال وٌُعتمد" (ص ،)136و"ذكرت
التمارٌر" (ص ،)147و"ما أ ّكدته مصادر رسمٌة أمٌركٌة" (ص ،)242و"تشٌر جمٌع المصادر
والتصرٌحات (ص .)263أما ما هً تلن المصادر والتمارٌر والتصرٌحات؟ و َمن هم هإالء "البعض"
الذٌن لالوا وحدّثوا؟ ومن أٌن استمى الكاتب هذا الفٌض من األلاوٌل واألؼالٌط؟ فالعلم بها مخبو ٌء ومستور.
فمصة تؤسٌس حركة فتح ،وهً محتوى هذا الكتاب من بابه إلى محرابه ،كلها رواٌاتٌ من عٌار لٌل ولالوا.
فـ "منهم َمن ٌمول" (ص " ،)43فٌما آخرون ٌمولون" (ص ،)44بٌنما "تإ ّكد مصادر عدٌدة" (ص ،)44
و"راجت ألاوٌل" (ص ... ) 437وهكذا على هذا المنوال والؽرار.
زعموا أن
كنا اعتمدنا ،منذ زمن طوٌل ،أن لواعد ال َجرح والتعدٌل ما عادت ممصورة ً على األحادٌث النبوٌة وحدها،
بل امتدّت لتشمل جمٌع النمول ؼٌر المرفوعة إلى سن ٍد متٌن .لكن ٞخاب "ـخ٬ن ْا٤ا ٦٤ا١غػاع "..
ّ
ٯٍٰص أةفً ٪ؼه ا٬ٜ١اْػ ،وٯخشؽأ ْ٢٭ ا١طٰٜٜث ة٨٪ :٩١٬ٜاك رواٯث أعؽى حلخت ٩ةأن ٯاـؽ
ٌ
ْؽ٘ات ىا٘ ّ١ٮ ٤ؤا٤ؽة إخٰال ٯ٬ـٗ ْؽاةٮ (ص ٦٤ .)120أٯ ٦اـخٜ٭ اٟ١احب حٝ٢
ً
ا١ؽواٯث ا٫١ؼٯاٰ٧ث؟ ٜ١ػ اـخٜا٪ا ْ ٦٤تػ ا١ؽض٘ ٣ٰ٨ٕ ٦٥ٮ ٞخاة" ٩ذالذ٬ن ْا٤ا ٦٤آ١تد".
وا١طٰٜٜث أن ٤ ٣ِٓ٤ا ورد ٘ٮ ٪ؼا اٟ١خاب ْ ٬٪تد ،وال ٯ ٦ٟ٥االـخل٫اد ة ٩أ١تخث.
ً
مهلهال ،وال ٌمكن الركون خرلت كتاب دمحم سعٌد دلبح ،وجعلته
وأمثال هذه االستشهادات ،وهً كثٌرة جدًاّ ،
إلٌه علمًٌا .أما لصة ممتل الضابط الفلسطٌنً البعثً فً الجٌش السوريٌ ،وسؾ عرابً ،فهً على النحو
التالً :كان عبد الكرٌم العكلون وزكرٌا عبد الرحٌم ودمحم حشمة وولٌد أبو شعبان (الذي كان اختطفه ٌوسؾ
عرابً ورماه فً منطمة مٌسلون بعد إطالق النار بٌن رجلٌه) موجودٌن فً مكتب "فتح" المجاور لمدرسة
الفرنسٌسكان (دار السالم حالًٌا) فً دمشك ،فدخل علٌهم ٌوسؾ عرابً ،ومعه المالزم األول عدنان العالم،
عرابً مع بعض الحاضرٌن فً شؤن األسلحة التً وهو ضابط فلسطٌنً فً الجٌش السوري .وتالسن ُ
وصلت من الجزابر ،فؤخرج مسدسه وأطلك النار فؤصاب دمحم حشمة .وعندما سمع عبد المجٌد الزؼموت
صوت الرصاص ،وكان فً تلن اللحظة فً ؼرف ٍة مجاورة ،تناول رشاشه وأطلك النار فمتل ٌوسؾ عرابً،
عا عن النفس (وفً رواٌة أخرى أنه هو الذي أصاب دمحم حشمة خطؤ) .وعلى الفور ،حضر ربٌس األمن دفا ً
السٌاسً فً وزارة الداخلٌة ،النمٌب منٌب المجذوب ،وهو فلسطٌنً ،واصطحب معه زكرٌا عبد الرحٌم (أبو
ٌحٌى) والعكلون وعدنان العالم إلى التولٌؾ ،باعتبارهم شهودًا على الحادثة ،ثم لم ٌلبث أن أُطلك عدنان
العالم .وفً مساء 1966/5/18جاءوا بٌاسر عرفات وأبو جهاد وأبو صبري ومختار بعباع .وفً الٌوم
14
التالً ،تُرن أبو جهاد ،لكن عرفات ألام فً السجن أربعٌن ٌو ًما ،ثم أُطلك بعد أن أنهت لجنة التحمٌك
العسكرٌة مهماتها ،وكانت برباسة الممدّم ناجً جمٌل ٌساعده الرابد الفلسطٌنً محمود عزام الذي صار فً
سا ألركان سالح الطٌران السوري .وهذه هً رواٌة زكرٌا عبد الرحٌم (راجع :صحٌفة الحٌاة ما بعد ربٌ ً
،)2004/11/29وهً تكاد تطابك نص الحكم الذي أصدرته المحكمة العسكرٌة برباسة الممدّم مصطفى
طالس ،وعضوٌة الرابد ربٌؾ علوانً ،والرابد رفٌك حالوة ،والنمٌب موسى العلً والنمٌب خالد بدوي
(أنظر :هاشم عثمان ،المحاكمات السٌاسٌة فً سورٌة ،بٌروت :رٌاض الرٌس للكتب والنشر.)2004 ،
ٌستشهد الكاتب بٌومٌات عدنان أبو عودة (المركز العربً لألبحاث ودراسة السٌاسات )2017 ،التً تذكر
أن وزٌر الخارجٌة األمٌركً األسبك ،كٌسنجر ،وراء تمرٌر لرار الممة العربٌة فً الرباط ( )1974اعتبار
منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة الممثل الشرعً الوحٌد للشعب الفلسطٌنً ،استنادًا إلى خراف ٍة نسبها أبو عودة إلى
المستشار السٌاسً للربٌس حسنً مبارن ،الدبلوماسً المصري ،أسامة الباز ،وتزعم أن كٌسنجر همس
بالفكرة فً أذن وزٌر الخارجٌة المصري األسبك ،إسماعٌل فهمً ،الذي همس بها بدوره فً أذن أنور
السادات (ص .)329إنها إذا ً سٌاسة الهمس واللمس والنظرات ،وهً حكاٌةٌ ال تصدّلها الولابع واألحداث.
وعلى هذا المنوال ،ٯ٬رد ا٥١ؤ ٠ٰٛ :ٗ١وٛخؼاك [ا٧خت ٩إ١٭ ٥٢ٞث ]٠ٰٛإن ْ٢ٮ ٧انؽ ٯاـٰ( ٦أة٬
٧انؽ) إخٰ٘ ٠ٮ ا٬ٟ١ٯج ٘ٮ ٘ ،1978ؼ٪ب ىطٰث ا١هؽاع ةٰ ٦األع٬ٯ ٦عا١ػ ا١طف( ٦أة٬
ا١فٰٓػ) وْ٢ٮ ا١طف( ٦أة ٬أٯ )٦٥وةٰ ٦ـ ٣ٰ٢ا١ؾْ٬٨ن (أة ٬األدٯب) ٢١فٍٰؽة ْ٢٭ إ٣ٰ٢ٛ
ا٬ٟ١ٯج (ص ٤ .)194ا ٪ؼا ا١خ ٰٚٙ٢ا١ؼي ٯلت ٩رؤٯث زوج األم ْ٢٭ ا١ؽٯٚ؟
سخفها وهزالها ،فهً لصة الجذور أما الحكاٌة التً ما برحت تتردّد فً بعض الكتابات الفلسطٌنٌة ،على ُ
العابلٌة لٌاسر عرفات ،والتً ٌستعٌدها الكاتب هنا على النحو التالً" :وٌُمال [انتبه مج ّددًا إلى كلمة ٌُمال] إن
روجها عبد الرحمن ؼنٌم ج ْد عرفات المدوة لدم من المؽرب إلى المدس" (ص .)353وهذه الحكاٌة المبتذلة ّ
فً كتابه "ثالثون عا ًما من العبث" ،وزاد علٌها ؼازي حسٌن وناجً علوش ،فزعما إن آل عرفات هم ٌهود
من بلدة ٌهودٌة مؽربٌة تدعى لدوة .وهذه االفتراءات كانت أثٌرة ً لدى اإلرهابً صبري البنا (أبو نضال)
كثٌرا ما دافع عنه ،فؤشاع عنه إن أ ّمه ٌهودٌة ،وكان ٌشتمه فً مجلة ً الذي لم ٌوفر حتى صالح خلؾ الذي
فلسطٌن الثورة ،الناطمة باسمه ،بعبارة "ٌا ابن الٌهودٌة" ،وتبٌّن أن والدته من آل السما المسلمٌن .وضؼا
ٕازي ضفٰ ٦ضؼوه ٘ٮ ٞخاة ٦٤" ٩ا١خ٬رٯً إ١٭ ا١خٙؽٯً" (د٤ل ،)1996 ،ٚوزاد ْ٢٭ ذٝ١
ً
أن ْؽ٘ات ْاد إ١٭ ٯ٬٫دٯخ ٩ـؽا .
15
أ٤ا ٥١اذا ٪ؼا ا١طٜػ ْ٢٭ ٯاـؽ ْؽ٘ات٘ ،ألن ْؽ٘ات ٕيب ٕ ٦٤ازي ضفٰ ٦ةلػة ،وـغؽ
ً
٢ٛ ٦٤ث ٍ٘٨خ٥٤ ٩ر٢ا ٥ِ٨٥١ث ا١خطؽٯؽ ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث ٘ٮ ٰٰ٘٨ا٘ ،ٮ أذ٨اء حؽحٰب كؽاء كط٨ث
ً
أـ٢طث ٘ٮ ـ٨ث .1981وةػال ٦٤أن حه ٠ا١لط٨ث ةط١٬٥خ٫ا إ١٭ ةٰؽوت ،ون٢ج ةا،٠ٓٙ١
ً ٌ
ٞ ٦ٟ١ان ْ٫ٰ٢ا زةٰب ال ـالضا ،واستولت المخابرات اإلسرابٌلٌة (الموساد) على مالٌٌن الدوالرات التً
كانت مرصودة ثمنا للسالح ،واعتُمل اثنان من العاملٌن فً الممثلٌة الفلسطٌنٌة ،وأُبعد السفٌر الؽازي من
النمسا التً كان مستشارها برونو كراٌسكً ٌرتبط بعالل ٍة وثمى مع ٌاسر عرفات .ولن أبوح بمصدر
ت من ؼٌر دلٌلٌ ،حك لً ،بحسب لواعد معلوماتً ،ال على طرٌمة "لٌل ولال" ،بل ألن ما لُدّم من اتهاما ٍ
تمدٌم أي دلٌل ،مع أن المصدر متوفر فً المكتبات. ٍ أوللٌدس ،أن أرفضه من دون
أما ا١شػ األْ٢٭ ٰ١اـؽ ْؽ٘ات ٘ ٦٥١ ،٬٫ال ٯٓ ،٣٢ض٢تٮ ا١شؼور ،وٯػْ٭ ْؽ٘ات ة ٦ٯ٬ـٗ
اٜ١ػوة ا١ؼي اـخٜؽ ّ٤ك٤ ٩ٰٜٜط٥ػ ٘ٮ ٕؾة ذ٘ ٣ٮ عا٧٬ٰ٧ؿ ٘ٮ ْام .1657وٌمكن
ّ
المظان التالٌة" :إتحاؾ األعزة فً تارٌخ ؼزة" لعثمان أبو المحاسن الطباع، العثور على تارٌخ العابلة فً
أو فً كتاب موسى ؼوشة "عابلة عرفات المدوة فً المدس" (المدس :مطبعة روان ،د.ت ،).أو فً كتاب دمحم
أمٌن بن فضل هللا المحبً الدمشمً الحموي األصل ،الموسوم بعنوان "خالصة األثر فً أعٌان المرن
الحادي عشر" ،والذي ُوجدت فٌه تراجم ألجداد دمحم عبد الرإوؾ عرفات ،أي والد ٌاسر عرفات .وورد اسم
عابلة عرفات المدوة الحسٌنً فً مخطوطة "المشجر الكشاؾ ألصول السادة األشراؾ" لدمحم بن أحمد بن
علً الحسٌنً الحنفً ،وكذلن ترجمة للحاج دمحم عرفات الؽزاوي فً "عجابب اآلثار فً التراجم واألخبار"
لعبد الرحمن الجبرتً.
صا علم الرجال والطبمات ،فً اختراع حكاٌ ٍة ٌتنطح َمن ال ٌعلم ،وال عاللة له بالعلم ،خصو ًّ ومع ذلن،
ذمٌم ٍة وملفم ٍة عن األصول العابلٌة لٌاسر عرفات ،األمر الذي ٌجعل جمٌع الرواٌات المشابهة بال صدلٌ ٍة
أن٬ل إٯؽاٰ٧ث،
ٍ على اإلطالق٤ ،رٞ ٠الم ا٥١ؤ٢ْ ٗ١٭ أن ا١ؽئٰؿ ٤ط٬٥د ْتاس ٦٤ ٬٪
وة٫ائٮ ا١ػٯا٧ث (ص 390و ،)393وٯه٬ل وٯش٬ل ٘ٮ ا١طػٯد ْ ٦ا١ت٫ائٰث وا١ت٫ائٰٰ،٦
ً
"ا٨١ط٢ث اٍٰٜ٢١ث :ا١تاةٰث ِ اـخ٨ادا إ١٭ ٞخب نٙؽاء ،وةا١خطػٯػ ٞخاب ْتػ ا ٣ٓ٨٥١ا٥٨١ؽ
ٌ ٌ
وا١ت٫ائٰث" ،وٞ ٬٪خاب ٤خ٫ا٘ج ،وٯخ٥ازج ٰ٘ ٩ا١ش ٠٫ةاٖ١تاء أٯ٥ا ح٥ازج ،و ٦٤ ٬٪ا٥١ؽاسّ
ً
ا١خا٘٫ث وا١ف٥ٰٜث ٓ٤ا .ولمزٌد من النكاٌةٌ ،إكد الكاتب أن االسم الكامل للربٌس محمود عباس هو
محمود رضا عباس مٌرزا ،وهو ما دأب علٌه صبري البنا فً أثناء صراعه الدموي مع حركة فتح ،وها هو
صر أو تمحٌص أو إعما ٍل للنمد والعمل معًا .والدمحم سعٌد دلبح ٌعٌد إنتاج االفتراءات المدٌمة ،من دون أي تب ّ
رٌب أن عابلة محمود عباس السنٌة معروفة جدًا فً صفد ،ومعروفة فً دمشك موطن لجوبها.
ومن المعٌب اللجوء إلى هذا األسلوب الذي برع فٌه صبري البنا ،ولم ٌوفّر حتى أصدلاءه أمثال ناجً
علوش ومنٌر شفٌك وحنا ممبل الذٌن كان ٌفتري علٌهم بعبارة "عمالء الفاتٌكان" ،ألنهم ،بكل بساطةٍ،
للٌال هذا الكالم المنفلت من عماله ،ومن باب التفكهة ،فإن فلسطٌن كانت ستفخر مسٌحٌون .وحتى لو جارٌنا ً
سا لدولتها .أَلمالتحرر الوطنً فٌها ،وأن بهابًٌا صار ربٌ ً
ّ لو أن ٌهودًٌا فلسطٌنًٌا صار لابدًا لشعبها ولحركة
سمرة) ،وتسلم ٌكن لابد كتابب الشهٌد أبو علً مصطفى فً نابلس ،نادر تصادولا ،من طابفة السامرٌٌن (ال ُ
المٌادة بعد اؼتٌال ٌامن فرج فً عام 2004؟
ضا من خٌرة مناضلً حركة فتح كانت أمهاتهم ٌهودٌات ،أمثال كمال الن ّمري وولٌم نصار لنتذ ّكر أن بع ً
وكثٌرا ما حاولت
ً وسمٌر أبو ؼزالة (الحاج طالل) ،ومن كانت أ ّمه ٌهودٌة ٌعتبره الشرع الٌهودي ٌهودًٌا.
16
إسرابٌل أن تلعب بهذه الماعدة ،ففشلت تماماً .ولنتذ ّكر أن الٌهودي الفلسطٌنً ،أوري داٌفٌس ،انتخبه المإتمر
ً
ممثال عضوا فً مجلسها الثوري ،وأن المإرخ الكبٌر إٌالن هالٌفً كان ً السادس لحركة فتح فً سنة 2009
لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً االشتراكٌة الدولٌة ،وأن المناضل والكاتب المؽربً الٌهودي إدمون عمران
سجن فً بالده وكان على اتصال بحركة فتح .وهل ٌعرؾ الكاتب أن المإرخ الفلسطٌنً زٌن نور الملٌح ُ
الدٌن زٌن والسفٌرة لٌلى شهٌد والطبٌب البارع منٌب شهٌد هم بهابٌون؟
عضوا فً
ً "الٌهودي الفلسطٌنً ،أوري داٌفٌس ،انتخبه المإتمر السادس لحركة فتح فً سنة 2009
مجلسها الثوري"
ُ
ال ٯٟخٙٮ اٟ١احب ة٫ؼا وضػه ،ة ٠ٯ٘ ٦ٓ٥ٮ ٪ؼا األـ٬٢ب٬ٰٜ٘ ،ل ْ ٦ا١ؽئٰؿ ٤ط٬٥د
ّ
ْتاس" :رٕ ٣ادْائ ٩ةأ٢ْ ٠٥ْ ٩٧٭ حل٥ِ٨٤ ٠ٰٟث ٘ػائٰث ٘ٮ ـ٬رٯث" (ص .)395ٯا
ادْاء ،ة ٬٪ ٠ضٰٜٜث حارٯغٰث ،ور٘ا٘ ٩ٛٮ ح ٝ٢ا١خشؽةث ا١تفٍٰث ٤ا زال ً أعٮ٪ ،ؼا ٰ١ؿ
ةٓي٘ ٣٫ٮ ٰٛػ ا١طٰاة .وهذا اإلنكار ٌسًء لألموات واألحٌاء معاً .فكٌؾ ننكر تجربة محمود المؽربً
ودمحم السهلً (السهلً ولٌس السهلة كما ورد فً الكتاب) وعبد هللا الدنان ونامك أبو عابد وعمر الحورانً
وٌحٌى البنا وظافر الخضراء ،وجمٌعهم ش ّكلوا تلن المجموعة التً انضوت الحما ً فً حركة فتح؟ ٌمكنن أن
تسؤل المناضل التارٌخً ،أنٌس الخطٌب ،فً دمشك عن هذا الشؤن ،فلعله ٌنببن الحمٌمةً ،
بدال من اللجوء إلى
ت ؼٌر البمة فً البحوث والدراسات مثل المول" :ساهم ٌاسر عرفات وهو ٌسعى إلى تكرٌس استخدام عبارا ٍ
نفسه زعٌ ًما ( )...فً تحوٌل الخٌانة الوطنٌة إلى وجهة نظر ( ،)...ولجؤ إلى استخدام كل المناورات والحٌل
والتكتٌكات إلنجاح مشروعه الخاص بالزعامة على حساب المضٌة الوطنٌة" (ص ،)12و"تمٌز العدٌد من
البٌانات بالتضخٌم والمبالؽة وحتى الكذب ،وهً صفةٌ الزمت ٌاسر عرفات طوال مسٌرته" (ص ،)106
ولد "واصل عرفات السلون ذاته من سٌاسة الخداع والكذب فً البالؼات العسكرٌة" (ص ،)107و"كان
عرفات ٌفتمد إلى المناعة الوطنٌة الثورٌة" (ص .)368هذا الكالم معٌبٌ ؛ إنه شالل شتابم ولٌس كتابة
تارٌخٌة.
والكتاب ،بهذا المعنىَ ،م ْعٌَ َرة ولٌس تارٌ ًخا .لم ٌُخلك ٌاسر عرفات زعٌ ًما ،ولم ٌكن زعٌ ًما منذ بداٌته ،لكنه
"طك الحنن" .لم ٌصبح جمال عبد الناصر زعٌ ًما ّ صار زعٌ ًما فً المٌدانٌن ،العسكري والسٌاسً ،ولٌس فً
إال بعد العدوان الثالثً فً سنة .1956وصار كاسترو زعٌ ًما بعد تحرٌر كوبا .وهوشً منه بات زعٌ ًما
فً خضم النضال الوطنً ضد االستعمار الفرنسً لفٌتنام .وعلى هذا الؽرار ،كان ماوتسً تونػ ولومومبا
وماندٌال.
ً
وٯفخٍّٰ أي ٞاحب ا٬ٰ١م أن ٯ٨ال ْ ٦٤تػ ا٨١انؽ أو ٞاـخؽو أو ٤اوحفٮ ح ٔ٧٬اـخ٨ادا إ١٭
عتؽٯث ٨٪ ٦٤اك ،و ٦ٟ١ذ ٩٢ٞ ٝ١ال ٥ٰٛث ٘ ٩١ٮ ٰ٤ؾان ا١طٰٜٜث ٍ ٛهث ٨٪ ٦٤ا أوإ١٭ ٍ
ا١خارٯغٰث .وا١طٰٜٜث أن ضؽٞث ٘خص ،ةؾْا٤ث ٯاـؽ ْؽ٘ات ور٘ا( ٩ٛو ٣٫ٓ٤ةا١خأٰٞػ ٨٤اى٬٢
ّ
ا١ر٬رة ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث ٘ٮ ا٥ِ٨٥١ات األعؽى ،أ٤رال س٬رج ضتق)٪ ،ٮ ا١خٮ ض١٬ج
ا٢ٙ١فٍٰ ٦٤ ٦ٰٰ٨السئٰ ٦إ١٭ كٓب ،و٪ٮ ا١خٮ أْادت ح٬ٟٯ ٦ا١لغهٰث اٰ٨ٌ٬١ث
ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث ،و٘ؽى٫ا ْ٢٭ ا١شػول ا١فٰاـٮ ٓ٢١ا ،٣١و٪ٮ ا١خٮ أدرسج ٛيٰث ٘٢فٍٰ٦
ً ً ّ ّ
٘ٮ ـٰاق ضؽٞات ا١خطؽر ا٨ٌ٬١ٮ ،واٞخفب ا٢ٙ١فٍٰ٬ٰ٨ن سؽاء ذ ٝ١كغهٰث ٰ٥٤ؾة ةٰ٦
كٓ٬ب آ١ا .٣١و٬١ال ذ ٝ١ا١خأـٰؿ ١هار ا٢ٙ١فٍٰ٬ٰ٨ن ٤ر ٠األرٛ :٦٤يٰث ْاد١ث ٫٨ٟ١ا ٰٕؽ
ً
٬٤س٬دة ْ٢٭ سػول آ١اٞ ٠٫٘ .٣١ان ذ ٩٢ٞ ٝ١عػاْا؟
17
فٌض من األغالط
ٌمول الكاتب دمحم سعٌد دلبح ،فً كتابه "ستون عاما من الخداع "..إن إمٌل البستانً ،مإسس شركة الكات،
هو لبنانً من أصل فلسطٌنً (ص ،)28وإن أحد أسباب انهٌار شركة الكات ،وكذلن بنن أنترا ،أن
البستانً وٌوسؾ بٌدس فلسطٌنٌان (ص .)32والصحٌح أن إمٌل البستانً لبنانً مولود فً بلدة الدبٌة فً
الشوؾ ،وعمل بعد أن تخرج فً إحدى الجامعات األمٌركٌة فً شركة نفط العراق ، IPCوهذه هً بداٌة
سس شركة الكات فً حٌفا سنة 1941التً انتملت إلى لبنان بعد نكبة .1948وٌمول صلته بفلسطٌن .ثم أ ّ
أٌضا ً إن الشخصٌة األبرز وراء تشكٌل حركة فتح كان عادل عبد الكرٌم ٌاسٌن (ص .)44ومع أن ال أحد
ٌنكر أن عادل عبد الكرٌم من الشخصٌات المإسسة لحركة فتح ،إال أنه لم ٌكن األبرز .والؽاٌة واضحة من
هذا الكالم ،وهً إلؽاء شؤن ٌاسر عرفات فً تؤسٌس حركة فتح ،على طرٌمة إعادة الفضل فً تؤسٌس حزب
تزوٌرا إلى زكً األرسوزي لمحو أثر مٌشال عفلك .والمعروؾ أن األرسوزي لم ٌكن له أي عاللة ً البعث
بتؤسٌس "البعث" ألبتة.
وٌمول الكاتب" :لم ٌعد أعضاء رابطة الطلبة الفلسطٌنٌٌن لادرٌن على العمل تحت راٌة اإلخوان المسلمٌن
المحظورة والمالحك أفرادُها ،فاجتهدوا فً البحث عن إطار بدٌل" (ص ،)47وهذا اإلطار هو الذي صار
الحمًا حركة فتح .أما مرجعه فً هذه الخالصة العجٌبة فهو كتاب "حماس :حركة المماومة االسالمٌة" لخالد
ً
نمر أبو العمرٌن .والحمٌمة أن راةٍث ا٢ٍ١تث ا٢ٙ١فٍٰ ٣١ ٦ٰٰ٨ح ٦ٟٯ٤٬ا حطج راٯث اإلع٬ان
ا٥١ف٦ٰ٥٢؛ ٘ٙٮ راةٍث اٜ١ا٪ؽة ٞان ا١ر ٠ٜاألٞتؽ ٢١تٓرٰٰ ،٦و٘ٮ راةٍث اإلـ٨ٟػرٯث ٞان
ا١تٓرٰ٬ن وا٬ٰ٤٬ٜ١ن آ١ؽب ٯخٜاـ٬٥ن ٜ٤اْػ ا١ؽاةٍث.
"ٌاسر عرفات لم ٌُخلك زعٌ ًما ،ولم ٌكن زعٌ ًما منذ بداٌته ،لكنه صار زعٌ ًما فً المٌدانٌن ،العسكري
والسٌاسً"
وفً رابطة بٌروت كان الراجحون هم المومٌون العرب ،فٌما كان البعثٌون األؼلبٌة فً رابطة دمشك .وآخر
سه أول ربٌس التحاد طالب فلسطٌن ،واستؤثر البعثٌون ربٌس للرابطة كان البعثً زهٌر الخطٌب ،وهو نف ُ
بمعظم أعضاء الهٌبة التنفٌذٌة األولى لالتحاد :األمٌن العام (لطؾ ؼنطوس) وأمٌن الصندوق (تحسٌن
الشخشٌر) ،واألعضاء :لطفً السومً وخالد الدرزي وماهر الرٌس.
ُمص البعثٌون عن لٌادة االتحاد إال بعد أن تحالفت حركة المومٌٌن العرب وحركة فتح ومجموعة عبدهللا
ولم ٌ َ
وبدعم من السلطات المصرٌة آنذان .وهذا األمر حدث فً
ٍ الرٌماوي البعثٌة – الناصرٌة (ومنها دمحم صبٌح)،
الستٌنٌات ولٌس فً الخمسٌنٌات .فؤٌن هً راٌة االخوان المسلمٌن فً تلن الرابطة؟ وٌورد الكاتب ،فً
مجال آخر ،أن حركة فتح استمطبت كمال ناصر (ص .)53والصحٌح أن البعثً كمال ناصر لم ٌنضم لط
إلى حركة فتح ،بل التحك بمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ،وتولى رباسة تحرٌر مجلة فلسطٌن الثورة ،الناطمة
باسم المنظمة.
ٌذكر الكاتب أن "جماعة ِعباد الرحمن كانت تمثل ؼطا ًء لجماعة اإلخوان المسلمٌن فً لبنان منذ عام
( "1950ص ،)61وكان عبد هللا الٌافً الذي تولى رباسة الحكومة اللبنانٌة ٌترأس هذه الجماعة (ص
ً .)62
أوال ،لم ٌكن عبد هللا الٌافً إخوانًٌا لط ،وال حتى إسالمًٌا ،إال فً الحدود الضٌمة جدًا التً ٌمتضٌها
سنٌّة فً لبنان؛ وهذه الخبرٌة من دون مصدر متٌن ،كالعادة فً كتاب دلبح. منصبه كؤعلى مولعٍ للطائفة ال ُ
وكررت
وكثٌرا ما نفت تلن العاللة بشدةّ ،
ً ثانًٌا ،جماعة ِعباد الرحمن مستملة عن جماعة اإلخوان المسلمٌن،
نفٌها ،وأنكرت أن ٌكون لها أي صلة تنظٌمٌة باإلخوان .وأُحٌ ُل المإلؾ على كتاب "السلفٌة والسلفٌون الجدد
18
من أفؽانستان إلى لبنان" للباحث سعود المولى (بٌروت :دار سابر المشرق ،2016 ،ص ،)277ففٌه
تفصٌل ذلن .وعلى العكس تما ًما من هذا الكالم ،ظهر " ِعباد الرحمن" بُعٌد النكبة فً سنة ،1948وحازوا
الترخٌص الرسمً فً 1951/10/26برباسة دمحم عمر الداعوق .أما اإلخوان المسلمون فظهروا فً لبنان
مجموعةً لابمة بذاتها فً سنة 1964على ٌدي فتحً ٌكن ،المنشك على " ِعباد الرحمن" بتؤثٌر من سٌد
لطب .ولمزٌ ٍد من نمض استنتاج المإلؾ ،فً شؤن عاللة عباد الرحمن باإلخوان المسلمٌن ،ألول إن ِعباد
طا وثٌمًا جدًا بالسٌاسة الناصرٌة المعادٌة لإلخوان المسلمٌن ،وكانت لهم صلة وثٌمة الرحمن ارتبطوا ارتبا ً
جدًا بالسفارة المصرٌة فً بٌروت وبالسفٌر عبد الحمٌد ؼالب ،وكذلن بالبعثة األزهرٌة برباسة فهٌم أبو
عبٌه .وكان دمحم عمر الداعوق ٌعلّك صورة جمال عبد الناصر فً مكتبه ،وتحتها عبارة "بطل المومٌة
العربٌة" .ولعل هذا األمر هو الذي أدّى الحما ً إلى انشماق فتحً ٌكن على " ِعباد الرحمن" ،وتؤسٌسه فر ً
عا
لإلخوان المسلمٌن فً طرابلس تحت اسم "الجماعة االسالمٌة" ،وإعالن مباٌعته المرشد مصطفى السباعً
فً سورٌة (راجع :سعود المولى" ،من فتح إلى حماس" ،بٌروت :دار سابر المشرق ،2017 ،ص -70
.)73وربما كان مصدر الخلط فً لصة عبد هللا الٌافً ورباسته اإلخوان المسلمٌن أن مجلة فلسطٌننا – نداء
الحٌاة كانت تُطبع على مطابع صحٌفة السٌاسة لعبد هللا الٌافً ،وكان ٌُشرؾ على طباعتها هانً فاخوري
سس فً سنة " 1968الحركة اللبنانٌة المساندة لفتح". الذي أ ّ
ً
وٛهث "٘٢فٍٰ٨٨ا ٧ -ػاء ا١طٰاة" ا٬١اردة ٘ٮ اٟ١خاب (ص ٫٢ٞ )63ا حغتٰم ،عه٬نا اٟ١الم
ً
إن ٥٢ٞث "٧ػاء ا١طٰاة" ٪ٮ سٰ٢١ ّ٥فار وآ٤ ٦ٰ٥ٰ١ا ٬ٞن نطٰٙث ا٨١ػاء حاةٓث ٢١طؾب
ا١لْٰ٬ٮ ،ونطٰٙث ا١طٰاة ٯٰ٨ٰ٥ث االحشاه ـٓ٬دٯث ا١خ٬٥ٯ .٠وا١طٰٜٜث أن رعهث "٧ػاء
ا١طٰاة" ٞا٧ج ٬٤س٬دة ٘ٮ ـشالت ا١هطا٘ث ا٢١ت٨اٰ٧ث ،و٤ ٠ٞا سؽى حٓػٯ ٬٪ ٩٢إىا٘ث ٥٢ٞث
"٘٢فٍٰ٨٨ا" إ١٭ اإلـ.٣
ٌمول المإلؾ إن المإتمر األول لحركة فتح عمد فً دمشك فً صٌؾ عام ( 1964ص .)81والصحٌح أن
المإتمر األول للحركة عمد فً 1967/6/12فً منزل أبو جهاد فً حً ركن الدٌن بدمشك .أما فً صٌؾ
عمد لماء موسع فً دمشك (ال فً مركز سلوى على الحدود ،1964وبالتحدٌد فً آب /أؼسطس ،فمد ُ
السعودٌة – المطرٌة كما ٌذكر الكاتب فً ص ً 91
نمال عن دمحم سعٌد المسحال) إللرار تارٌخ بدء العمل
العسكري.
والمعروؾ أن االجتماعات التمهٌدٌة ،لبل االنطاللة ،كانت تعمد هنا وهنان :فً دمشك والكوٌت ولطر
ٌنسب فضل
ُ والمنطمة المحاٌدة .ولم ٌكن المجتمعون هنا ٌعرفون كل ما ٌجري هنان .لهذا صار كل واح ٍد
جراء عدم معرفته الصورة الشاملة ،وهذا هو مصدر البلبلة فً معرفة "البداٌات" .ومع السبك إلى نفسه ّ
سا ( .)...وهكذا تكون
ذلنٌ ،كتب دلبح إن "البالغ رلم واحد [لحركة فتح] تحدّث عن عملٌة فدابٌة لم تمع أسا ً
حركة فتح لد بدأت شهرتها بعمل زابؾٍ لم ٌحدث" (ص .)105
ومع األسؾ ،لو كان الكاتب منصفًا لذكر الحمٌمة كما هً .والحمٌمة أن أربع مجموعات فدابٌة هً التً
استعدّت لبدء الكفاح المسلح لٌلة :1965/1/1األولى فشلت فً الوصول إلى الهدؾ (مجموعة عٌن الحلوة)
ألن دورٌةً من الجٌش اللبنانً أولفت الفدابٌٌن فً منطمة الحدود .والثانٌة أُرؼمت على تؤجٌل العملٌة إلى
( 1965/1/7عملٌة نفك عٌلبون) ،ولد انفجر اللؽم فً النفك صباح ،1965/1/8واستشهد فً العملٌة أحمد
موسى الدلكً .وكان المسإولو ن فً "فتح" فً لبنان استعجلوا إذاعة البٌان العسكري األول ،حتى لبل أن
ٌعرفوا أن الدورٌة محتجزة لدى الجٌش اللبنانً إال بعد إذاعة البٌان األول.
19
وْ ٦٤الئْ ٣ػم ا١ػٛث ٘ٮ ٞخاب "ـخ٬ن ْا٤ا ٦٤ا١غػاع "..ا١ؾْ ٣إن ٯاـؽ ْؽ٘ات ضاول
ً
٘ؽض ْتػ اهلل ا١ط٬را٧ٮ ٤فؤوال ْ ٦اإلْالم ٘ٮ ضؽٞث ٘خص ا١ؼي ٯ٬ٜده ٤ط٥ػ أةٰ٤ ٬ؾر
ً
(ص ٤ .)196ا ٪ؼا ا١طٟٮ؟ ٣١ٯْ ٦ٟتػ اهلل ا١ط٬را٧ٮ ٘خطاوٯا ٰ١خف ٣٢س٫از اإلْالم
ّ
اٙ١خطاوي ا١ؼي ٯخؽأـ٤ ٩ط٥ػ أةٰ٤ ٬ؾر (أة ٬ضاحٜ١ .)٣ػ حف ٣٢ا١تٓرٮ ،ا١ط٬را٧ٮ ،دائؽة
ا١رٜا٘ث واإلْالم ٘ٮ ٥ِ٨٤ث ا١خطؽٯؽ ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث ،ال ٘ٮ ضؽٞث ٘خص٤ ،ر٥٢ا ٞان ٯخف٫٥٢ا
ا١لٰ٫ػ ٥ٞال ٧انؽ ٛت ،٩٢وٯاـؽ ْتػ رة ٩ةٓػه ،وا١رالذث ٰٕؽ ٘خطاوٯٰ ،٦وهذا طبٌعً فً دوابر
منظمة التحرٌر .أَلٌس كذلن؟
وٌصر الكاتب على أن أعضاء مجلس النواب اللبنانً الذٌن وافموا على اتفاق 17أٌار /ماٌو 1983ألؽوه
ّ
فً الشهر نفسه (ص .)225وهذا ؼٌر صحٌح ،فمجلس النواب ألر االتفاق فً ،1983/6/14ثم ألؽاه
مجلس الوزراء ،ال مجلس النواب ،فً ،1984/3/5أي بعد نحو سبعة أشهر ،ولٌس فً الشهر نفسه.
وٌمول إن "عرفات كان الشخص الوحٌد من المادة الفلسطٌنٌٌن البارزٌن الذي لم ٌكتب مذكراته لط" (ص
.)359والمعروؾ أن الكاتب أمنون كابلٌون هو َمن وضع سٌرة عرفات ،مثلما كتب إرٌن رولو مذكرات
صالح خلؾ (أبو إٌاد) ،ومثلما أنجز جورج مالبرونو سٌرة جورج حبش بطرٌمة الحوار.
وكان كتاب دلبح أشار إلى كتاب كابلٌون "عرفات الذي ال ٌُمهر" مرة وحٌدة فً هامش الصفحة ،364
وتجنّب الحمابك الواردة فٌه ،والتً تخالؾ كل ما جاء فً كتاب "ستون عا ًما من الخداع ."...وٌكتب
المإلؾ إن مإسس "كتابب النصر" ،طاهر دبالن ،مات فً معتمل الجفر األردنً فً سبعٌنٌات المرن
العشرٌن (ص 138و ،)139والصحٌح أنه أطلك من السجن فً ،1973وؼادر األردن إلى الكوٌت،
وتوفً الحمًا.
أغالٌط فائضة
"من ال ُمحال اتخاذ الكتاب من مصادر كتابة التارٌخ الفلسطٌنً المعاصر ،ألنه ،بكل بساطة ،كتاب انتمائً
ولٌس كتابًا نمدًٌا"
ٌزعم مإلؾ الكتاب إن "معركة الكرامة لم ٌخضها عرفات شخصًٌا" (ص ،)125وإن الوحدات العسكرٌة
مخالؾ
ٌ "تمردت على أوامر لٌادتها العلٌا" (ص .)395هذا زع ٌم
ّ األردنٌة التً شاركت فً معركة الكرامة
توزعوا على مؽاور منطمةللحمٌمة والوالع ،وٌُعد فً باب النكاٌات ،ألن المعروؾ أن لادة حركة فتح ّ
الكرامة لبٌل انبالج فجر 1968/3/21وهمٌ :اسر عرفات ،أبو إٌاد ،أبو اللطؾ ،ممدوح صٌدم ،نصر
ٌوسؾ ،الحاج إسماعٌل جبر ،صابب العاجز ،صالح التعمري ،بشٌر كامل داود (أبو أمٌة) والشهٌد
الفوسفوري (عبد المطلب الدنبن).
وكان مشهور حدٌثة لابد الفرلة األولى فً الجٌش األردنً التً تصدّت بالمدفعٌة للهجوم اإلسرابٌلً على
الكر امة ٌعمل بالتنسٌك مع ٌاسر عرفات ،وبؤوامر من ربٌس األركان عامر خماش ،وكان سعد صاٌل (أبو
الولٌد) لابدًا لسالح الهندسة فً تلن الفرلة.
وٌكتب المإلؾ فً موضع آخر" :وكان فً ممدمة األسباب وراء لبول عرفات مشروع روجرز خوفه من
تم ّكن الملن حسٌن من استرداد الضفة وبمابها جز ًءا من األردن" (ص .)153وهذا كال ٌم عجٌبٌ ؼرٌبٌ حمًا!
فمتى لبل ٌاسر عرفات مشروع روجرز؟ كان مولؾ حركة فتح وٌاسر عرفات رفض ذلن المشروع ،وهو
ما أدّى إلى الخالؾ المشهور بٌن لادة "فتح" والربٌس جمال عبد الناصر.
20
وٌمول الكاتب :تم تسلٌم إربد وشمال األردن الذي كان بكامله تحت سٌطرة المماومة (ص ،)184وهذا لو ٌل
فٌه تضلٌ ٌل كبٌر ،فمنطمة شمال األردن ،بما فً ذلن مدٌنة إربد وأحراج عجلون ،سمطت بعد معارن
طاحنة ،وتم ّكن الجٌش األردنً فً ختامها من السٌطرة علٌها وإرؼام لوات الفدابٌٌن على الخروج إلى
جنوب سورٌة ،واستشهد فٌها ،كما هو معلوم ،أبو علً إٌاد ونفر من رفاله.
ت أُثٌرت فً المإتمر الثالث لحركة فتح ( )1971بتعامل بعض لٌادات حركة فتح، ٌمول المإلؾ إن اتهاما ٍ
وخصوصا أبو حسن سالمة ،مع وكالة االستخبارات المركزٌة األمٌركٌة ،من خالل ربٌس طالم محللً
الشرق األوسط فً محطة بٌروت روبرت إٌمز (ص .)186ولو كان الكاتب موضوعًٌا ومنصفًا لكتب
بدال من "التعامل" ،ولذكر األمور كما هً؛ ففً كتاب "الجاسوس النبٌل :حٌاة روبرت إٌمز "االتصال" ً
وموته" (بٌروت :الدار العربٌة للعلومٌ )2015 ،مول المإلؾ ،كاي بٌرد ،إن إٌمز لال ألبو حسن سالمة،
فً أول لماء معه ،إن مجلس األمن المومً األمٌركً كلّفه فتح لناة اتصال بحركة فتح ،وأنتم العرب تدّعون
إن وجهات نظركم ال تلمى أذنًا صاؼٌة فً واشنطن ،وهذه هً فرصتكم ،والربٌس األمٌركً مستعد
لالستماع لكم (ص .)105وأضاؾ كاي بٌرد" :إن أبو حسن سالمة كان ٌطمح إلى تحوٌل لناة االتصال
تتطور إلى حد االعتراؾ بمنظمة
ّ الخلفٌة هذه إلى عالل ٍة دبلوماسٌ ٍة حمٌمٌة .لمد أراد من تلن العاللة أن
التحرٌر الفلسطٌنٌة" (ص . )119ولو كان أبو حسن سالمة عمٌالً لما اؼتاله "الموساد" (كاي بٌرد ،ص
)225
ٌدّعً المإلؾ إن سعد صاٌل (أبو الولٌد) ،وبعد جولة على لوات حركة فتح فً سهل البماع الشمالً
كمٌن لاده أحد كوادر فتح العسكرٌة المعروؾ باسم العمٌد الماق،
ٍ [الصحٌح الشرلً]" ،أُطلمت علٌه النار من
دون أن تسفرالوزٌر من ُ
ً وتُرن ٌنزؾ حتى الموت .ولد ت ّمت لفلفة لضٌة التحمٌك التً شكل لجنتها خلٌل
ُ
عن كشؾ هوٌة الفاعلٌن" (ص .)208والحمٌمة أن ا١لٰ٫ػ أة ٬اٰ١٬١ػ ٣١ٯخؽك ٧از٘ا ،ة٢ْ ٠ٜ٧ ٠٭
ُ ّ
ْش ٠إ١٭ ٤فخلٙ٭ ة٢ػة ةؽ اٰ١اس ،ذ ٣إ١٭ د٤ل .ٚأ٤ا أن ا١خط ٣١ ٰٜٚٯفٙؽ ْٞ ٦لٗ ٍ
٬٪ٯث اٙ١اْ٫٘ ٦ٰ٢ؼا ٯشا٧ب ا١ه٬اب ،ألن ا٥١خٓ٤ ٦ٰ٥٫ؽو٘٬ن ةاالـ ،٣و ٦٤ ٣٪ضؽٞث أ،٠٤
وأـ٥اؤ :٣٪زٞؽٯا ض٥ؾة (أة ٬ٯطٰ٭) ،كاٞؽ كٟؽ ،ضفٰٰ٢ٌ ٦ؿ٤ ،ط٬٥د أة ٬ض٥ػان .و٦ٟ١
٤ا ٣١ٯخ ٣ا١خ٬ن ٠إ ٬٪ ٩ٰ١اْخٜال ٪ؤالء و٤طا٥ٞخ ،٣٫وٞان ْ٢٭ ا٨٥١ل٢ْ ٦ٰٜ٭ ضؽٞث
ّ
٘خص أن ٯخاةٓ٬ا ح ٝ٢اٜ١يٰث ،ةٓػ ا٧فطاب ٬ٛات ا١طؽٞث ٦٤ا١تٜاع ٘ٮ ـ٨ث 1983سؽاء
اٍ٥١اردات وا٫١ش٥ات ا١خٮ دأب ْ٫ٰ٢ا ا٨٥١ل٬ٜن.
أصر الكاتب على أن ٌاسر عرفات أحال مستشاره االلتصادي ،دمحمّ ولم ٌتولؾ األمر عند هذا الحد ،فمد
رشٌد ،لتحصٌل األموال من المستثمرٌن لمٌزانٌة عرفات الشخصٌة ( )289وأن "حسابات منظمة التحرٌر
لممربٌن له وٌخضعون له ،ولم ٌكن
الفلسطٌنٌة وحركة فتح وموجوداتها مسجلة باسم عرفات ،أو تحت أسماء ّ
ٌز بٌن الحسابات الخاصة وتلن المتعلمة بالحركة ،وكانت لدى البنون تعلٌماتٌ بؤن تحترم فمط هنان تمٌ ٌ
الشٌكات الممهورة بتولٌعه" (ص .)371
وهذا الكالم كله هراء ،ألن مالٌة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ٌشرف علٌها الصندوق المومً ،والحسابات
فً المصارف مس ّجلة باسم المنظمة ،ألن للمنظمة شخصٌة معنوٌة معترفًا بها ،بٌنما مالٌة حركة فتح
صصةٌ ،رأسها أحد أعضاء اللجنة المركزٌة.
تدٌرها لجنة متخ ّ
ومن البدهً أن أي صن (شٌن) صادر عن الصندوق المومً ٌحتاج إلى أكثر من تولٌع :تولٌع المدٌر
وتولٌع ٌاسر عرفات بصفته ربٌس اللجنة التنفٌذٌة لمنظمة التحرٌر .وكانت الشابعات عن الفساد واألموال
21
المهدورة لد انفجرت فً وجه ٌاسر عرفات ،بعد ضبط السفٌنة كارٌن Aفً البحر األحمر فً
،2002/1/3والتً كانت مح ّملة أسلحةً لمصلحة حركة فتح .وناغ ٛف ٣ا١طؽب اٙ٨١فٰث ٘ٮ
ّ
ا٬٥١ـاد ) (LAPحٜؽٯؽا ٤ل٬٫رأ ْ ٦اٙ١فاد ٘ٮ ٥ِ٨٤ث ا١خطؽٯؽ وضؽٞث ٘خص ،وـؽة ٩إ١٭
نطٰٙث األ٪ؽام ،ا٥١هؽٯث ،وا٧خلؽت ٤طخ٬ٯاحٞ ٩ا٧خلار ا٨١ار ٘ٮ اٜ١هب اٰ١اةؿ .ذ٧ ٣لؽت
ً
نطٰٙث ٯػٯٓ٬ت أضؽو٬٧ت ،اإلـؽائٰٰ٢ث٘ ،ٮ 2002/6/1حٜؽٯؽا ْٛ ٦هم اٙ١فاد ،واـخٜ٭
ً ُّ
ٞخاب اٙ١يائص ا٢ٙ١فٍٰ٬ٰ٨ن وآ١ؽب ٬٤ىْ٬اح٘ ٣٫ٮ ٪ؼا ا١لأن .٩٨٤وحتٰ ٦الضٜا أن حٝ٢
ا١خٜارٯؽ نإ٫ا "ا٬٥١ـاد" ،وح٫ٜٙ٢ا ٘٢فٍٰ٬ٰ٨ن "٫٤اةٰ ،"٠وراض٬ا ٯ٨لؽو٫٧ا ٨٪ا و٨٪اك،
ضفاةات ٰ١اـؽ ْؽ٘ات و٤ط٥ػ ركٰػ ٘ٮ ةٝ٨ٍ و٫٨٤ا ٛهث ٬ٰ٢٤ 300 ٠ٜ٧ن دوالر إ١٭
ٖ١اٯث
ٍ ٤٬١تاردٯا ٘ٮ ـ٬ٯفؽا ا١خٮ س٫ػ ٦٤ ٠ٞأرٯئٰ ٠كارون و٤ط٥ػ دضالن ٘ٮ حؽوٯش٫ا،
ّ
٤طػدة٪ ،ٮ حل٬ٯ ٩ـٓ٥ث ٯاـؽ ْؽ٘ات ،وا١فٓٮ ١ػى ا١ػول ا٥١ا٧طث ٟٗ١ٯػ ْؽ٘ات ْ٦
األ٬٤ال ،األ٤ؽ ا١ؼي ٯٜٙػه ـٍ٢خ.٩
فبنن لومباردٌا – أوروبا بنن دولً ذو سمعة ممتازة ،وهو ٌرالب اإلٌداعات بدلّة شدٌدة ،وال ٌسمح بؤي
روج تلن الحكاٌات ،فمد أصدرت لجنة تحمٌك تابعة لالتحاد األوروبً
تحوٌالت مشبوهة .ولخٌبة أمل َمن ّ
صرفت بصورة تمرٌرا فً سنة 2004جاء فٌها إن األموال التً تسلمتها السلطة الفلسطٌنٌة من االتحاد ُ
ً
شرعٌة.
وأكدت شركة "ستاندارد آند بورز" العالمٌة المتخصصة بتدلٌك الحسابات ومرالبة األوضاع المالٌة للدول
إن استثمارات السلطة الفلسطٌنٌة تٌدار بطرٌم ٍة مهنٌة ،واألموال لٌست مرتبطة بؤي نشاط أمنً.
ً ّ
ضفاةات ٤اٰ١ث عانث.
ٍ وا٬ٰ١م ،ةٓػ 16ـ٨ث ْ٢٭ رضٰ ٠ا١لٰ٫ػ ٯاـؽ ْؽ٘ات ٣١ ،ٯختٰ ٦أن ٩١
لم تُسعؾ الحال الكاتب فً تحمٌل كل شًء لٌاسر عرفات ،حتى أنه ألمى بالمسإولٌة عن اؼتٌال دمحم ٌوسؾ
الحراس ؼادروا موالعهم لبل ٌومٌن ،بناء على أمر من أبوّ النجار وكمال عدوان على ٌاسر عرفات ،ألن
عمار ،بحجة ازدٌاد شكاوى سكان المبنى من وجودهم (ص .)398وهذه رواٌةٌ عجٌبةٌ ومختلمةٌ ومضللة،
حراسه
ٌحركهم ،ألن لكل عضو فً اللجنة المركزٌة ّ فحراس هذٌن المابدٌن ال ٌعٌّنهم ٌاسر عرفات ،وال ّ
ّ
ٌحركهم .وعلى هذا المنوال من الخفّةٌ ،مول "إن المتلة الصهاٌنة اؼتالوا فً
ّ نمَ وحده وهو الشخصٌٌن،
بٌروت ثالثة من أبرز المادة الفلسطٌنٌٌن الذٌن ولفوا بموة ضد مشروع الدولة" (ص .)266ولسوء طالع
22
الكاتب أن كمال عدوان لم ٌمؾ ضد مشروع الدولة ألبتة ،بل كان المدافع األبرز عن تلن الفكرة ،ومعه
عرضت فكرة الدولة فً االجتماع العاصؾ للجنة المركزٌة لحركة المماومة الفلسطٌنٌة إبراهٌم بكر ،حٌن ُ
صا لمنالشة مشروع بعثة فً دمشك فً .1971/2/8وكان ذلن االجتماع الذي دام 14ساعة مخص ً
الكوٌكرز التً ترأسها أستاذ المانون فً جامعة هارفارد ،روجر فٌشر ،وانتهى إلى رفض الفكرة ،ال بسبب
جراء معارضة الجبهتٌن، مولؾ الشهٌد كمال عدوان الذي كان ضد التسوٌة المعروضة ،ال ضد الدولة ،بل ّ
الشعبٌة والدٌممراطٌة ،والصاعمة وأعضاء اللجنة المركزٌة لحركة فتح وبمٌة الفصابل األخرى.
وتكرر االتهام نفسه فً عملٌة اغتٌال الشهٌد أبو جهاد ،فٌمول" :كان جرى سحب أفراد الحراسة من ّ
ُ
منزل أبو جهاد ،ولطعت الكهرباء عن المنطمة المحٌطة بالمنزل وبالطرٌك المإدٌة إلٌه مما ٌشٌر إلى
كثٌر من الظالل والضالل ،وكانٌ ضلوع طرف داخلً فً مإامرة االغتٌال" (ص .)402وفً هذا الكالم
األحرى بالكاتب أن ٌُفصح عن الطرؾ الداخلً ،فلسطٌنًٌا أَكان أم تونسًٌا ،مع أن اإلفصاح ال لٌمة له الٌوم،
بعدما ُكشؾ كل شًء ،وعُرف أن دمحم العربً المحجوبً (الشاذلً الحامً) ،وهو كاتب الدولة لشإون
األمن فً تونس ،هو الذي تواطؤ مع جهاز الموساد فً اغتٌال أبو جهاد .ولد اعتُمل وحوكم و ُحكم
باالعدام ،ثم ُخفف الحكم إلى المإبد ،وبعد عدة سنوات أطلمه زٌن العابدٌن بن علً ،لٌعٌش فً المنفى،
فً أمٌركا الالتٌنٌة على الراجح.
أما عن اؼتٌال الشهٌد خلٌل الوزٌر فٌمول دمحم سعٌد دلبح" :كان المستوى السٌاسً واألمنً فً الكٌان
الصهٌونً اتخذ لرار اؼتٌال أبو جهاد عمب نجاح العملٌة الفدابٌة باختطاؾ حافلة فً بٌر السبع كان من بٌن
ركابه خبراء فً معمل دٌمونا النووي" (ص .)403وهذه الرواٌة وردت فً كتاب "البداٌات" لدمحم حمزة
(سمٌر ؼطاس) ،وهً من التمدٌرات الخاطبة؛ فالسبب فً اؼتٌال أبو جهاد لٌست عملٌة "حافلة=باص
األمهات" كما ٌس ّمٌها اإلسرابٌلٌون ،والتً ولعت فً ،1988/3/7أي لبل نحو أربعٌن ٌو ًما فمط من
االؼتٌال؛ وهذه الفُسحة من الولت ؼٌر كافٌة لتنفٌذ عملٌة االؼتٌال.
ّ
ٌخطط ت وصلت إلى "الموساد" أن أبو جهاد والتخطٌط الؼتٌال أبو جهاد كان لد بدأ لبل ذلن ،ألن معلوما ٍ
إلرسال مجموعة فدابٌة من طرٌك البحر إلى شاطا تل أبٌب ،وهدفها احتالل ممر وزارة الدفاع فً المدٌنة.
ولد اشترى أبو جهاد سفٌنتٌن لهذه الؽاٌة هما :أوتً بٌرٌوس ومون الٌت .وتم ّكن "الموساد" من تفجٌر سفٌنة
تحركات السفٌنة أوتً بٌرٌوس.مون الٌت فً مٌناء عنابة الجزابري فً آذار /مارس ،1985وظل ٌرصد ّ
ولما ؼادرت هذه السفٌنة مٌناء عنابة فً ،1985/4/14لامت بمناورات تضلٌلٌة كثٌرة فً البحر المتوسط،
لكنها ،فً ،1985/5/21اتجهت نحو الشاطا الفلسطٌنً ،فاعترضتها البحرٌة اإلسرابٌلٌة وأؼرلتها وعلى
متنها نحو 20فدابًٌا .والحمًا ،اؼتال اإلسرابٌلٌون فً أثٌنا فً 1986/10/21منذر أبو ؼزالة لابد البحرٌة
الفلسطٌنٌة ،ثم تم ّكنوا من اؼتٌال أبو جهاد فً تونس فً .1988/4/16
َوهَنُ الرإٌة
ٌفتمر مإلؾ كتاب "ستون عاما من الخداع ،"..دمحم سعٌد دلبح ،إلى البعد التارٌخً ،أي إلى التحلٌل العلمً
الذي ٌعنً ،فً أبسط صوره ،ربط النتابج باألسباب .وعلى سبٌل المثالٌ ،سترسل فً الكالم على التنازالت
لدّمها ٌاسر عرفات أو حركة فتح ،لكنه لم ٌتساءل مرة واحدة :لماذا كانت أهداؾ حركة فتح ،ومعها منظمة
التحرٌر الفلسطٌنٌة ،تتملص كلما كانت لوة فتح والمنظمة تتزاٌد؟ فمن برنامج التحرٌر الكامل فً سنة
(1965بعد االنطاللة) ،إلى فكرة الدولة المحدودة فً سنة ( 1971بعد الخروج من األردن) ،إلى البرنامج
المرحلً فً سنة ( 1974بعد حرب ،)1973إلى خطة فاس وخطة األمٌر فهد سنة ( 1983بعد الخروج
من بٌروت ،ولبل ذلن معاهدة السالم المصرٌة – اإلسرابٌلٌة) ،فإلى برنامج أوسلو فً سنة 1993بعد
23
ّ
اندحار العراق فً الكوٌت ..وهكذا .وا٥١ؤٞػ أن حؽاسّ األ٪ػاف ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث ٞان ٯٟٓؿ٘ ،ٮ
٤ ٠ٞؽض٢ث٬٤ ،ازٯ ٦ا٬ٜ١ى ةٰ ٦ا٢ٙ١فٍٰ ٦ٰٰ٨واإلـؽائٰ .٦ٰٰ٢واالنٍػام ةا٬١ا ّٛوإدراك
ا٬١ا ّٛأرٕ٥ا اٰٜ١ادة ا٢ٙ١فٍٰٰ٨ث ْ٢٭ اإلذْان إلٞؽا٪ات ا٬١ا٘ ،ّٛٮ اٛ٬١ج ا١ؼي ٣١ٯ٥خٝ٢
ا٢ٙ١فٍٰ٬ٰ٨ن ٰ٘ ،٩وال ٤ؽة ،اٜ١ػرة ا١ؼاحٰث ْ٢٭ حط ٰٜٚا٫١ػف ا١ؼي وىٓ٬ه ةأٙ٧ف،٣٫
و ٬٪حطؽٯؽ ٘٢فٍٰ.٦
ضا السٌاسة
وبالتؤكٌد ،فشل خالل تلن المسٌرة الطوٌلة شعار "إما كل شًء أو ال شًء" ،مثلما فشلت أٌ ً
المبتذلة التً كانت تدعو إلى "لبول أي شًء أفضل من ال شًء".
ضا ،فتخلت ،فًالتحوالت التً خضعت لها حركة فتح خضعت لها الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن أٌ ً ّ وتلن
إحدى المراحل ،عن الخط المومً التملٌدي ،وتبنت االشتراكٌة العلمٌة فً المإتمر الثانً فً سنة ،1969ثم
تخلّت عن العاللة الممٌزة مع الربٌس جمال عبد الناصر بعد لبوله مشروع روجرز فً سنة ،1970
وتخلّت عن نهج خطؾ الطابرات فً ،1972وتخلّت عن مولفها الرافض فكرة الدولة الفلسطٌنٌة على
الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة فً 1974وعادت لتمبلها بعد عام ،1979ثم تخلت عن مولفها الرادٌكالً من
الرجعٌة العربٌة بعد سنة .1982ولَ ِبل جورج حبش فكرة الوحدات العربٌة األربع المتجانسة (وادي النٌل
والمؽرب والجزٌرة العربٌة والهالل الخصٌب) التً صاؼها أنطون سعادة فً ثالثٌنٌات المرن المنصرم،
ت متشعبة (راجع فً وولؾ المومٌون العرب (بوجهٌهم البعثً والناصري) ضدها ،وخاضوا معها صراعا ٍ
شؤن الوحدات األربع :محمود سوٌد" ،حوار شامل مع جورج حبش" ،بٌروت :مإسسة الدراسات
الفلسطٌنٌة.)1998 ،
وْ٢٭ اٖ١ؽار ٙ٧ف ،٩حؽاسٓج ٬٤ا ٗٛضؽٞث اٜ٥١او٤ث اإلـالٰ٤ث (ض٥اس) ةاٌؽاد وحفارع،
٘٢٘" ٦٥فٍٰ٫٢ٞ ٦ا و ٗٛإـال٤ٮ" ٛت ٠آ١ام ،2000إ١٭ اٜ١ت٬ل ةطػود ٜ١ 1967اء
٪ػ٧ث ٌ٬ٯ٢ث (٘ٮ ـ٨ث ،)2000إ١٭ ا٬٥١اٜ٘ث ْ٢٭ ا١فٓٮ إ١٭ دو١ث ٘٢فٍٰٰ٨ث ٤فخ٢ٜث
ةاٍ١ؽق ا١فٰ٥٢ث (٘ ،)2009إ١٭ ةؽ٧ا٤ز ا١ػو١ث ا٥١فخ٢ٜث ٘ٮ ـ٨ث ()2017
"تتمافز فمرات الكتاب بٌن التوارٌخ المتباعدة من دون وجود عاللة سببٌة بٌنها"
تتمافز فمرات الكتاب بٌن التوارٌخ المتباعدة من دون وجود عاللة سببٌة بٌنها .وعلى سبٌل المثال ،فً
الصفحة ٌ ،33مفز الكاتب من عام ( 1966تارٌخ انهٌار بنن أنترا) إلى عام 1976مرة واحدة .وبٌن هذٌن
التارٌخٌن جرت مٌاهٌ جارفة ،بل طوفاناتٌ بدلّت المٌدان كله :هزٌمة ،1967صعود العمل الفدابً ،حرب
1970فً األردن ،وفاة جمال عبد الناصر ،صعود الحلؾ الثالثً الطابفً فً لبنان ،تؽٌٌر المٌادة السٌاسٌة
فً سورٌة فً عام ،1970حرب ،1973اندالع الحرب األهلٌة فً لبنان.
وعلى المنوال نفسهٌ ،مفز الكاتب من عام " 1974فً أعماب تبنًّ لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة البرنامج
ملٌونٌرا فلسطٌنًٌا لدموا فً
ً عمد فً تونس اجتماع حضره 127 المرحلً" مباشرة إلى عام 1983حٌث ُ
ختامه مسودة عن المسؤلة الفلسطٌنٌة (ص .)36والواضح أن ال رابط سببًٌا بٌن البرنامج المرحلً وذلن
ً
ز٢ْ ٦٤٭
ا١شائؾ إد٤اج األز٨٤ث ا١خارٯغٰث ّ ،وٰٕ ٦٤ؽ اٜ٥١ت٬ل ْٰ٥٢ا إـٜاط ً ٍ االجتماع .وٰٕ ٦٤ؽ
ّ
ز٦٤؛ ٘ال ا٥١اىٮ ٯٙفؽ ا١طاىؽ ةؽ٤خ ،٩وال ٯط٢١ ٚطاىؽ أن ٯفائ ٠ا٥١اىٮ اـخ٨ادا إ١٭
ا٨١خائز ،ة ٠إ١٭ ا١غٰارات ا٥١خاضث وا٨ٟ٥٥١ث ٘ٮ ٤ ٠ٞؽض٢ث.
24
من المسابل التً خرجت من مٌادٌن النماش الفكري منذ زمن بعٌد ،لصة "الطبمة العاملة الفلسطٌنٌة"
وٌصر على
ّ و"البرجوازٌة الفلسطٌنٌة" ،لكن صدٌمنا دمحم سعٌد دلبح ما برح ٌتؽرؼر بالمفاهٌم المدٌمة هذه،
ت مثل "االرستمراطٌة العمارٌة الفلسطٌنٌة" (ص ،)35و"الطبمة العاملة فً الضفة الؽربٌة استخدام عبارا ٍ
وؼزة" (ص ،)36و"برجوازٌة الكومبرادور الفلسطٌنٌة" (ص.)37
ولعل للٌلٌن ممن ما زالت ذاكراته حٌةً ٌتذ ّكرون الجدل الذي كان محتد ًما فً سبعٌنٌات المرن المنصرم ،أي
منذ نحو خمسٌن عا ًما ،فً شؤن األسبلة التالٌة :هل هنان حمًا طبمة عاملة فلسطٌنٌة؟ وهل ّ
تطورت بالفعل
برجوازٌة فلسطٌنٌة أو رأسمالٌة فلسطٌنٌة؟ والجواب كان ال ،ألن كلمة "طبمة" فً علم االجتماع الماركسً
تطور بالتدرٌج لٌكتسب سمات سوسٌو – ّ ً ٍ – التصادي،
ك اجتماع ّمصطلح داللً ٌشٌر إلى وجود نس ٍ
تارٌخٌة واضحة .وفً هذا النسك ،تتراكب عوامل اإلنتاج ووسابل اإلنتاج وأنماط اإلنتاج والفبات
االجتماعٌة المطابمة لها .والحال فً فلسطٌن لٌست على هذا النحو ألبتة.
هنان ع ّمال فلسطٌنٌون بالتؤكٌد ،أو أٌ ٍد عاملة تعمل فً األسواق العربٌة ،ومن للة العلم اعتبارها برولٌتارٌا
أو طبمة عاملة .وهنان أثرٌاء فلسطٌنٌون متناثرون هنا وهنان .لكن ذلن ال ٌعنً وجود برجوازٌة
أورأسمالٌة فلسطٌنٌة؛ فاألثرٌاء ،مثل الع ّمال ،هم جزء من االلتصاد الذي ٌعملون فً مإسساته ونطاله
بلدان رٌعٌ ٍة ٌموم
ٍ وشروطه ولوانٌنه .ومن العبث المول بوجود طبم ٍة عامل ٍة فلسطٌنٌة ،أو حتى محلٌة ،فً
التصادها على العمالة األجنبٌة المهاجرة ،فٌما ٌمثل المواطنون أللٌة سكانٌة.
وحتى مصر التً عرفت الصناعة الحدٌثة لبل مبتً عام ،كان فٌها نحو ملٌونٌن وسبعمبة ألؾ خادم منزلً
فً سنة ،1947أي ضعؾ عدد العمال فً المصانع المصرٌة.
فً تارٌخنا المعاصر ،نكتشؾ أن االرستمراطٌة الفلسطٌنٌة لم تكن حالةً لابمةً فً المجتمع الفلسطٌنً لط.
أراض ،وأفندٌة من طراز موظفً الدولة العثمانٌة.
ٍ هنان أعٌان ،أي تجار ومالكو
واألثرٌاء الفلسطٌنٌون الجدد لم ٌتحدّروا من أبناء األعٌان المدامى ،كآل الحسٌنً والنشاشٌبً وطولان وعبد
الهادي والخالدي والشوا والجعبري ،ولم ٌتحدّروا من الفالحٌن (إال الملٌل منهم) ،بل جاءوا من األبناء
المتعلمٌن للفبات الوسطى الذٌن استفادوا من التوسع التنموي الكبٌر فً دول الخلٌج العربً ،ومن الطلب
المتزاٌد على التعلٌم واإلسكان ومشروعات البنٌة التحتٌة .ومن بٌن هإالء ظهرت فبةٌ ثرٌةٌ لوامها
الشركات
ً المهندسون وأساتذة الجامعات واألطباء واإلدارٌون ،وهإالء استثمروا مدّخراتهم فً بعض
تحول إلى رجال أعمال وتجار ومماولٌن .وفً أي حالٞ ٬١ ،ان ٯاـؽ ْؽ٘ات ٖ٤ؽٛا الرابحة ،وبعضهم ّ
ّ ّ
٘ٮ ٯٰ٨ٰ٥خ٥ٞ ٩ا ٯه٬ره ا٥١ؤ( ٗ١ص ٥١ )76ا ـ ٣٢أض٥ػ األز٪ؽي (٘اروق اٜ١اىٮ) ا١خرٰٜٗ
ا١فٰاـٮ ٘ٮ ٓ٤فٟؽات ا١خػرٯب ،و ٦٤ ٬٪ضؾب ضػح ٬ا١لْٰ٬ٮ (ا١طؽٞث ا١ػٯٜ٥ؽاٌٰث
ّ ّ
٢١خطؽر ا٨ٌ٬١ٮ) ،و٥١ا ٞان ـ٤ ٣٢طش٬ب ْ٥ؽ ا١لْٰ٬ٮ أو ض٨ا ٰ٤غائٰ( ٠أة٥ْ ٬ؽ)
َ ُ ّ
٥٫٤ات ٪ ٦٤ؼا اٜ١تٰ .٠و٘ٮ إضػى ا٥١ؽات ،ـئ ٠ٯاـؽ ْؽ٘ات :أ٧ج ٯ٨ٰ٥ٮ ٍ َا٥١ارٞفٮ
ً
أٰ١ؿ ٞؼٝ١؟ ٘أساب ٰٗٞ :أ٬ٞن ٯٰ٨ٰ٥ا ،وأ٧ا أضه٢ْ ٠٭ األ٬٤ال ٦٤اٟ٢٥٥١ث ا١فٓ٬دٯث،
سؾءا ٩٨٤إ١٭ ا١طؽٞات ا١ر٬رٯث اٰ١فارٯث؟ واكخؽي ا١فالح ة٫ا ٦٤ا١هٰ ٦وروـٰا ،وأٍْٮ ً
25
"من عجائب الكالم لول الكاتب إن المنشمٌن على حركة فتح (فتح االنتفاضة) اختاروا النهاٌات الشجاعة"
من عجابب الكالم لول الكاتب إن المنشمٌن على حركة فتح (فتح االنتفاضة) اختاروا النهاٌات الشجاعة
(ص ،)227وإن النظام الرسمً العربً ،بشكل أو بآخر ،اجتمع على ضرورة إجهاض الفعل االنتفاضً فً
حركة فتح (ص .)223
ٌ ّ
والحمٌمة أن ٤ا ٯف٫ٰ٥ا ٤ط٥ػ ـٰٓػ د١تص "ا٫٨١اٯات ا١لشاْث" عؽا٘ات ٞالٰ٤ث ،وح ٝ٢ا٫٨١اٯات
ٌ ً
واةخؼال ٤فٟ٢ٮ، ٞا٧ج ٦٤ ،ةاة٫ا إ١٭ ٤طؽاة٫ا ،ةائفث وحاْفث ،وـت٫ٜا ا٧طٍاط ـٰاـٮ
٤ر ٠ح٫ؽٯب ا٥١غػرات وا١خؾوٯؽ واٟ١ؼب ا٤٬ٰ١ٮ واالٕخٰاالت و٫٧ب ٥٤خٟ٢ات ضؽٞث ٘خص ٘ٮ
ـ٬رٯث و١ت٨ان .وآعؽ ا٥١تاذل ٞان اإلـ٫ام ،ةل ٠ٟأو ةآعؽ٘ ،ٮ رْاٯث ضؽٞث ٘خص اإلـالم
ّ
ا١خٮ د٤ؽت ٤غٰ٫٧ ٣ؽ ا١تارد ٘ٮ ك٥ال ١ت٨ان.
حبذا لو تذكر الكاتب العمٌد حسن أبو شنار (أبو األمجد) وأفعاله "الشجاعة" التً اعتُمل بسببها فً سورٌة.
لهرا .وهل ٌتذ ّكر الكاتب أبو العبد البطاطوعندما خرج من السجن تركه ُمشؽّله ،أبو خالد العملة ،لٌموت ً
وأفعاله؟ ولعله ال ٌعرؾ األكاذٌب التً كانت تصدر فً صورة بٌانات عسكرٌة باسم "كتابب عمر المختار"
الوهمٌة إبّان االنتفاضة الثانٌة ،والؽاٌة كانت استدرار األموال اللٌبٌة لمصلحة "المنتفضٌن" .وماذا فعل أبو
خالد العملة ؼٌر محاولة اؼتٌال عضو المجلس الوطنً الفلسطٌنً ،محمود تٌم ،فً ع ّمان ،ول ّما لم ٌتم ّكن
أعضاء المجموعة التً أرسلها من تنفٌذ العملٌة ،انعطفوا إلى عضو اللجنة التنفٌذٌة فً منظمة التحرٌر فً
حٌنه ،فهد المواسمً ،واؼتالوه فً .1983/12/29أما رسالة أبو خالد العملة إلى إبنه خالد (وربما إلى
مزورة ومفبركة ،ولم ٌنط ِل خالد مشعل) المنشورة فً صحٌفة المستمبل ،اللبنانٌة ،فً ،2007/1/22فهً ّ
أمرها على أحد ،إال على الملٌل من عادمً الدراٌة .ومن نكات تلن الفترة أن أحد أبناء أبو موسى (سعٌد ُ
مراؼة) ،وهو أمٌن سر حركة فتح االنتفاضة ،كان ٌردّد إن والده هو األمٌن العام لجماعة أبو خالد العملة.
تحرن ٌمول المإلؾ" :ساهمت فتح االنتفاضة فً حماٌة منطمة الجبل فً لبنان فً أٌلول )...( 1983حٌث ّ
نحو 350مماتالً فً /9/22لٌحمموا هزٌمة للموات االنعزالٌة فً معرك ٍة لم تدم أكثر من ٌوم واحد ،األمر
الذي أذهل [عبد الحلٌم] خدّام الذي لال ألبً صالح :لوال أن أولفناكم لكنتم أخذتم بٌروت" (ص َ .)224ه ًْ
ًَ .ما هذه الخرافات الهاذٌة؟ بٌروت مرة واحدة؟ طٌب ،لماذا لم ٌتابع المنشمون تلن المعركة المظفرة ه ْ
باتجاه جنوب لبنان المحتل ،بعد أن ردّهم عبد الحلٌم خدّام عن أبواب بٌروت؟ وهذه العنترٌات الزجلٌة إنما
هً إنكار لدور الجٌش السوري فً تلن المعركة ،وإلسهام الجبهة الشعبٌة – المٌادة العامة وبمٌة المنظمات
الفلسطٌنٌة ،عالوة على الحزب التمدمً االشتراكً.
ولمزٌد من اإلدعاء ٌمول الكاتب" :لام مماتلو فتح االنتفاضة بدور بارز فً العملٌات العسكرٌة التً
أسفرت عن هزٌمة الموات األمٌركٌة ومتعدّدة الجنسٌات من فرنسٌٌن وإٌطالٌٌن ،لتخرج من بٌروت
بسرع ٍة لم تكن متولعةً فً أواخر شهر شباط /فبراٌر ( "1984ص .)225والمعروف أنّ ال عملٌات
عسكرٌة وال َمن ٌحزنون ،بل إن العملٌة االنتحارٌة المزدوجة التً ولعت فً ،1983/10/23وأدّت إلى
ممري المارٌنز وكتٌبة المظلٌٌن الفرنسٌٌن ،هً التً كانت السبب فً إتخاذ لرار االنسحاب منتدمٌر ّ
ع إعالمً لعمل عسكري لبنان ،وصدر بٌان تلن العملٌة باسم حركة الجهاد االسالمً ،وهً لنا ٌ
واستخباري منسك بٌن إٌران وسورٌة واالتحاد السوفٌاتً فً تلن الفترة (فً عهد أندروبوف).
26
ٌعترؾ دمحم سعٌد دلبح بؤن "فتح االنتفاضة" شهدت حالةً من الرفض لممارسة بعض لٌاداتها التً أُخذ علٌها
والتفرد واتخاذ المرارات ( ،)...حتى ترن إلٌاس شوفانً فً عام 1992مولعه المٌادي ّ نزوعها نحو التسلط
مؽادرا الحركة نهابًٌا (ص .)226هكذا بكل بساطة؟ كؤن إلٌاس شوفانً ؼادر الحركة ً فً "فتح االنتفاضة"
ُ
الحرة .والحمٌمة أنه أجبر على االستمالة ،بعدما تلمى السباب والتهدٌدات من أبو خالد العملة نفسه.
ّ بإرادته
وفً أي حا ٍل ،اعترؾ إلٌاس شوفانً بؤن التآمر كان سمةً مالزمةً لعمل المنشمٌن بعد الخروج من بٌروت.
وٌضٌؾ" :لم أكن أضع أورالً فً عملً بشكل مكشوؾ ،ولم أكن أطرح ما لدي" (راجع :إلٌاس شوفانً،
بوح فً المتاح ،دمشك :دار كنعان)2001 ،
***
٤خ٨ا٘ؽة ٨٪ ٦٤ا و٨٪اك ،وٛػ ضلػ٪ا اٟ١احب
ٍ ة٢٥خٍٜات
ٍ ٯٓز ٞخاب "ـخ٬ن ْا٤ا ٦٤ا١غػاع"
َ ً
رواٯات ٦٤ٯٍ٬٨ٍ٨ن ةاإل٘ ،ٝواْخ٥ػِ ٤طاو١ث ٢١شؽح ةٰاـؽ ْؽ٘ات .واـخ٨ػ ٞرٰؽا إ١٭
ٍ ٘ٮ
ّ
ْ٢٭ ضٟاٯات ٌ٬ٯ٢ٮ ا٢١فان و٧تاكٮ ا١خ ٣٫واال٘خؽاءات.
ً ُ ً
وٯ٬ٜل ٌ ٩ضفٰ٘ ٦ٮ ٞخاة" ٩األٯام" إن ٌ٬ل ا٢١فان ال ٯ٥ط ٬ضٜا وال ٯرتج ةاٌال.
ُ
وٞان ْ٢٭ اٟ١احب أن ٯٖؽة٤ ٠هادره وٯٜ٨ػ٪ا ٛت ٠أن ٯلؽع ٘ٮ حأٞ ٰٗ١خاة٪ ٩ؼا ،أي ٞان
َ ً ّ
آ١ا ٦٤ِ ٬٪ ٣١ٯل ،ٝوا١ط ٦٤ ٬٪ ٣ٰٟٯٟٙؽ، ِ ْ ٩ٰ٢أن ٯلٞ ٝرٰؽا ٘ٮ ٤هادره و٬ٜ٧الح ،٩ألن
وا١شا ٬٪ ٠٪ا١ؼي ٯشؾم ةطفب أضػ األ٬ٛال ا٥١أذ٬رة ألرـٍ.٬
ٌ
وٛػ ٘ؽضج ٢ٛث ٦٤ا١هطاٰٰ٘ ٦ة٫ؼا اٟ١خابٟ٘ ،ا٧ج أكت ٩ةآ١ش٬ل ا١ياضٟث ،ضٰ ٦ح٫ب
ً ً ّ
ال١خٜام ىؽوع أ٫٤اح٫ا .و ٦٤ا٥١أ٬٧س أن ذ٥ث ٛؽاءة ا٧خ٥ائٰث ٛ٬٢١ائّ ،و٘ٮ ٜ٤اة٫٢ا ٛؽاءة
ٜ٧ػٯث.
ُ
و٪ؼا اٟ١خاب ال ٯ ٦ٟ٥ا١ؽ٬ٞن إ١٭ حٙهٰالح ،٩و ٦٤ا٥١طال احغاذه ٤ ٦٤هادر ٞخاةث ا١خارٯظ
ّ ً ً
ةفاٌثٞ ،خاب ا٧خ٥ائٮ وٰ١ؿ ٞخاةا ٜ٧ػٯا .و٤ا ٤٬ٛخ٪ ٩ؼه
ٍ ا٢ٙ١فٍٰ٨ٮ آ٥١انؽ ،أل ،٩٧ة٠ٟ
ٌ ٌ
ٰ٘و ٞرٰؽ ٦٤األٕالط واألٕا ًٰ١وا١طٟاٯات ا٥١ؽـ٢ث ٍ ٦٤ ٠ٰ٢ٛ ٰٕو اٜ٥١ا١ث ٨٪ا
واال٘خؽاءات ا١ف٥ٰٜث.
27
"مذكرات نزٌه أبو نضال" :هكذا ُهزمت الثورة الفلسطٌنٌة
زٌاد منى-االخبار2012-
عندما دعوت األخ العزٌز نزٌه أبو نضال لكتابة مذكراته ،كان لصدي فً الممام األول تسجٌل تجربتنا فً
حركة فتح ،وهً جزء من التارٌخ الشفوي للنضال الوطنً الفلسطٌنً ولٌست أي أمر آخر .أي ،إعالم
األجٌال الحالٌة والمادمة بما حصل فعالً ،ما أوصلنا إلى الحضٌض الذي نحن فٌه ،بعٌدا ً عن أكاذٌب وسابل
«اإلعالم» العربٌة التً ٌسٌطر علٌها التكفٌرٌون التً هً أجهزة تضلٌل لٌس ؼٌر .تعذّر على الصدٌك
العزٌز التفرغ لكتابة المذكرات ،فالترحت علٌه اللماء وتسجٌل حوار معه ،أضٌؾ إلٌه بعض ما لدي من
تجارب ،فاستجاب مشكورا ً وحضر إلى دمشك فً نهاٌة ،2010حٌث سجلنا ساعات طواالً من الحوار عن
تجاربه فً حركة فتح .المماطع التالٌة اخترتها من ألسام مختلفة من الكتاب ،من دون العودة إلى الصدٌك
العزٌز ،وهً ال تلخص محتوى الكتاب ،وإنما هً مإشر على مساره .والكالم كله ٌعود إلى األخ العزٌز
نزٌه.
انتهٌنا من العمل فً الكتاب منتصؾ العام الماضً ،ولد تؤخر صدوره إلى اآلن بسبب األجواء المحٌطة
بعملً فً دمشك ،واألزمة الكبرى التً تعٌشها سورٌا .ولد لررنا ،الصدٌك نزٌه أبو نضال وأنا ،أال ندخل
أي تعدٌالت أو إضافات على النص؛ ألنّه شهادة تارٌخٌة لٌس ؼٌر ،ولٌس بٌانا ً سٌاسٌا ً.
دار لدمس لررت االنتمال تدرٌجا ً إلى عالم النشر اإللكترونً ،ألسباب عدٌدة مرتبطة بعالم النشر فً بالد
العرب ،سوؾ نفصلها فً مماالت الحمة .لذا ّ
فإن هذا الكتاب متوافر بنسخة إلكترونٌة فحسبٌ ،مكن ابتٌاعها
من المولع وستتوافر لرٌبا ً نسخة خاصة بكل من الحاسوب اللوحً اآلي باد ) (IPadوأندروٌد
)(Androidفً المولع ذاته ،مع إمكانٌة صدور طبعة ورلٌة منه فً حال توافُر الطلب علٌها.
زٌاد منى
■■■
البداٌة ...متدربا ً فً معسكر فتح فً معسكر "الهامة"-فجؤة ولع الزلزال الذي عصؾ بكل شًء .فحٌن أعلن
عبد الناصر استمالته بصوته المتهدج ،تؤكدنا من الهزٌمة ،فاندفعنا كما ٌجب ،فً تظاهرات 9وٌ 10ونـٌو
(حزٌران) ،فً مٌدان التحرٌر ،وسط خمسة مالٌٌن مفجوع ،وثنٌنا المابد عن لرار االستمالة .فكرت بجزم
ً أنا شخصٌا ً أن أفعل شٌباً .لكن كٌؾ؟ كنت أسمع بصورة ؼامضة ،فً أوساط الطلبة الفلسطٌنٌٌن، ّ
بؤن عل ّ
عن منظمة فدابٌة اسمها «فتح» ،لها جناح عسكري اسمه «العاصفة» ،وبدأت رحلة البحث عن فتح،
لاللتحاق بالعاصفة :لن أكون رجالً إذا لم ألاتل!
فً الٌوم التالً لوصولً إلى دمشك ،جاءنـً إلى الفندق عاطؾ أبو بكر ،وأخذنـً إلى مكتب الـ ،23المرٌب
من «ساحة السبع بحرات» ،حٌث التمٌت بؤبو اللطؾ (فاروق المدومً) ،وبمٌت فً اإلعالم بضعة أٌام
أساعد الشباب ،وعلى رأسهم الشاعر فتى الثورة (سعٌد المزٌن) انتظارا ً النتمالً إلى معسكر الهامة ،ألبدأ
هنان الدورة التدرٌبٌة العسكرٌة.
28
فً شتاء عام ،1967وصلت إلى معسكر الهامة ،لرب دمشك ،وهنان التمٌت بؤبو علً إٌاد ،وفً الٌوم
نفسه التمٌت فً الهامة المابد العام أبو عمار (ٌاسر عرفات)ٌ .بدو أن وجود طالب جامعً وشرق أردنـً
ومسٌحً ترن الجامعة فً السنة األخٌرة ،لٌلتحك مماتالً بفتح الفلسطٌنٌة ،وبخلفٌاتها اإلخوانٌة ،كان مثٌرا ً
للفضول ولالهتمام.
ثم بدأت الدورة التدرٌبٌة العسكرٌة ،بمٌادة الرابد خالد ،وأطلك على دورتنا اسم «دورة الثلج» ،نظرا ً إلى
كثافة وحجم الثلوج التً عشنا فً صمٌعها خالل أشهر الدورة .تدرٌب عنٌؾ مع نهار طوٌل ٌبدأ باكرا ً مع
رفع العلم الفلسطٌنً على سارٌة المعسكر ،وصوالً إلى نوبات الحراسة اللٌلٌة المرهمة .ولد أضفنا إلى رفع
العلم ،نشٌد الصباح الذي ألفتُهُ خالل الدورة الذي أضحى نشٌد حركة فتح 1ومطلعه :بالدي بالدي بالدي
فتح ثورة عاألعادي.
المدربون فً معسكر الهامة ،الرابد خالد المادم من الجٌش األردنً ،وكان ٌساعده الرابد مإمن والهدهد،
ِّ كان
والحما ً جمعة ؼالً وأبو الخٌر ،وجمٌعهم لادمون من جٌش التحرٌر الفلسطٌنً ،وحٌث كان التدرٌب على
طرٌمة الجٌوش العربٌة :ركض ،زحؾ ،مسٌرات ،تسلك ٌومً لجبل شاهك على طرٌك الهامة سمٌناه جبل
التوبة ،وعموبات ال تنتهً ،ألبسط هفوة ،بالزحؾ أو المٌام بتدرٌبات لاسٌة .وكان األسوأ ،النزول فً
مجاري مطابخ المعسكر .ثم تدرٌبات صاعمة ،سالح ألؽام ،متفجرات ،واجبات الحراسة ،طوابٌر اإلزعاج
اللٌلٌة ،ثم الصحو المبكر ورفع العلم الفلسطٌنً ،وٌوم جدٌد.
ٌعوض كل ما ٌبذل من جهد :عسل أسود وزٌتون وشاي فً الفطور الطعام كان متواضعا ً للؽاٌة ،وال ّ ِ
والعشاء ،وما تٌسر من شوربات وخضار وما ٌشبه اللحم أحٌانا ً فً الؽداء .لكن بالطبع لم ٌكن أحد ٌشكو،
وخاصة أن المساواة كانت تع ّم الجمٌع ،من أبو عمار ،ألصؽر عنصر متدرب ،فلم ٌكن بعد من امتٌازات
ألحد.
آنذان ،كان األمر ٌبدو كنوع من التمشؾ والطهارة الثورٌة ،أما الحماً ،فمد كانت شمة أبو الزعٌم ومفروشاتها
فً بٌروت تفوق مصارٌؾ معسكر الهامة منذ تؤسٌسه إلى األبد.
عموماً ،لم تكن هنان خطة واضحة ،ال للتدرٌب العسكري وال لتمارٌن اللٌالة البدنٌة ،حٌث كنا منذ الٌوم
األول ،كما الٌوم األخٌر ،نركض حتى ٌتعب المدرب .فلم ٌكن هنان برنامج تؤهٌل تدرٌجًٌ ،راعً لدرات
المتدربٌن ،وٌطورها خالل أسابٌع الدورة.
فً معسكر الهامة كانوا ٌجعلوننا نركض من المعسكر لنصل إلى دوار معرض دمشك الدولً ،أو «ساحة
األموٌٌن» ،ثم ندور حوله ونعود ركضا ً باتجاه الهامة .هذه المسافة هابلة ،وطبعا ً نحن كنا مثل النار،
متحمسٌن ونرٌد أن نتدرب ،نرٌد أن نصل إلى ضفة النهر الثانٌة من أول ٌوم ،ومن دون أن نتدرب حتى
على السباحة ،بل كنا نرٌد أن نمطع البحر سباحة .بالنتٌجة ،تتورم أرجلنا وٌتسلخ لحمنا ،ولم نكن نحن وال
مدربونا ،مإهلٌن أصالً ،أو نعرؾ ما المفٌد من أنواع الرٌاضة .لم نكن نملن حتى حذا ًء رٌاضٌا ً نركض به.
كنت أركض بحذاء الجامعة المدٌم ،ولم أكن معتادا ً مثل هذا الجهد البدنً .وكما تعرؾ ،فطالب الجامعة معتاد
ركوب التاكسٌات والحافالت ،ال الركض والمشً الطوٌل والعنٌؾ .كنا نمول للمدربٌن إنه ٌوجد شًء اسمه
تدرج بالتدرٌب ،دعونا نركض أول ٌوم 3كٌلو وفً الٌوم الثانً 5كٌلو حتى ٌمتلن جسمنا اللٌالة المطلوبة،
واألمر نفسه للجهود العضلٌة التً نبذلها بالزحؾ والركض والمسٌرات ...إلخ .خطوة خطوة ،حتى نستطٌع
1لم ٌكن هنان حتى الٌوم نشٌد لحركة فتح وان وجد فهو ٌنسب لمصٌدة :أنا ابن فتح ما هتفت لؽٌرها -مركز االنطاللة
للدراسات
29
أن نستمر فً التدرٌب .كان بعضنا ٌسمط ،وفً الٌوم التالً ال ٌستطٌع أن ٌركض ،ألنه لد تعضّل وتسلخ
صر أو ٌتؤخر،جلده ،فٌضطر إلى أن ٌجلس ٌومٌن أو ثالثة للعالج .وفً هذه الظروؾ الماسٌة ،كان الذي ٌم ّ
ٌزحؾ على الشون أو ٌؽطس فً مجاري ماء المطبخ الوسخة ،وكؤن هإالء المدربٌن مجموعة سادٌّة.
2
مدربٌن فً
وباألصل كٌف صاروا مدربٌن ،ومن هم؟ هم جنود أو ضباط انضموا إلى فتح ،حتى إنهم لٌسوا ّ
الجٌش أصالً ،لكنهم تدربوا بمعظمهم فً جٌش التحرٌر ،والذي تدربوه طبموه علٌنا ،ال دراٌة وال علم.
والمشكلة أنه مع ألل هفوة ،وأي ؼلطةٌ ،وجد ك ّم من عموبات التعذٌب الهابلة ،الرلصة الروسٌة ،وتمارٌن
الضؽط الماسٌة ،والزحؾ ،والمجاري ،وؼٌرها .وتكرر المشهد بعد ذلن فً معسكرات التدرٌب أو التعذٌب:
الهامة ،ومٌسلون ،ومنعم فً بؽداد.
والتفصٌلة التالٌة الؽبٌة أن العماب كان ٌو َلع بالجمٌع عند أول خطؤ أو هفوة ،على طرٌمة الجٌوش
النظامٌة( ...العماب ٌعم والثواب ٌخص) ،ما شكل عندي ردة عنٌفة على كل أسالٌب التدرٌب فً معسكرات
فتح ،وعلى فلسفة العموبات فٌها ،ما جعلنً أذهب إلى تجربة معسكر الـ 99الذي ٌمنع فٌه أي شكل من
أشكال العموبة ،مهما كان نوعها ،إال إذا لررها المخطا بحك نفسه ،وفك مبدأ النمد والنمد الذاتـً.
■■■
أعتمد أن الغٌاب الكامل للتثمٌف والعمل السٌاسً والتعبوي كان من أخطر النوالص والسلبٌات فً صفوؾ
المتدربٌن ،ولد ؼابت حتى تدرٌبات الخطط العسكرٌة التكتٌكٌة فً العملٌات الفدابٌة ،فضالً عن تجارب
الثورات األخرى ،واستراتٌجٌات الحرب الشعبٌة.
كنا على األؼلب ،وخاصة فً جنوب لبنان ،نصعد مشٌا ً من طرٌك جبل الشٌخ ،نزوالً إلى الجنوب اللبنانـً،
لنكمن فً إحدى مؽاور وادي لبرٌخا الكثٌؾ الؽابات ،وبواسطة أدالء محلٌٌن ،نستطلع األهداؾ
2هذه التساإالت شخصٌة بحتة ،وتعبر عن تعب الشخص وضعفه ،او عدم لدرته الجسدٌة ،ولد ال ٌكون
زمالإه الصلبٌن حٌنها لدٌهم نفس وجهة النظر .حٌث أن الحماسة واالندفاع واالٌمان والشجاعة لد تخفض
من لٌمة التساإالت التشكٌكٌة كما الحال مما أسماه الكاتب الحما هبة اهل حماة من المتدٌنٌن الذٌن لم ٌؤبهوا
للصعوبات الجمة ولم ٌدر بخلدهم مثل هذه التساإالت فً ظل سمو الهدؾ .الذٌن من اجله تحملوا التدرٌب
الشاق وفما لما اورده هو بذاته فً السطور الالحمة-مركز االنطاللة للدراسات.
30
والمستعمرات الصهٌونٌة المراد ضربها .ثم نتحرن لٌالً لتنفٌذ العملٌة ،وكنا على األؼلب ،نستخدم صوارٌخ
3,5بوصة والهاونات الخفٌفة ،ثم نعود إلى مكمننا ،انتظارا ً الستطالع جدٌد وعملٌة أخرى.
آنذان ،لم نكن نملن اإلمكانات والوسابل الكافٌة لعملٌات كبرى بالتحام المستوطنات أو المعسكرات ،وكان
تحركنا فً إحدى الدورٌات ،ال ٌعنً تنفٌذ عملٌة واحدة بل عدة عملٌات ،ولكننا لم نكن نستمر طوٌالً ،خشٌة
اكتشاؾ مولعنا ،سواء من الجٌش اللبنانً ،أو من لوات العدو .كذلن كان هنان مبات المماتلٌن فً الهامة،
ٌنتظرون دورهم كً ٌموموا بعملٌات عسكرٌة ،وكان معنى اختٌار أٌة مجموعة ،أن تنفجر أكثر من مشكلة
ومناحة فً المعسكر .فالكل ٌتشاجر لٌنال شرؾ المشاركة فً الدورٌة التالٌة.
وبعد تنفٌذ كل عملٌة من جنوب لبنان ،كما فً لصؾ مستعمرة هونٌن أو موشاؾ مرؼلٌوت بالصوارٌخ،
وهً أ ول عملٌة شاركت بها فً الجلٌل األعلى ،كان العدو ٌسارع بعملٌات المصؾ المدفعً على مناطمنا
المفترضة ...ما كان ٌإدى إلى استنفار لوات الجٌش اللبنانً الذي اعتملنً أكثر من مرة .حدث ذلن أوالً بعد
«عملٌة هونٌن» .وكانت التعلٌمات المشددة لنا بعدم االصطدام مع الجٌش اللبنانً مهما كانت الظروؾ،
وكانت النتٌجة أن ولع عدد من أفراد دورٌتنا بٌده ،فٌما تمكن اآلخرون من اإلفالت .ولتها جرت عملٌات
التحمٌك معنا فً إحدى الثكن العسكرٌة فً الجنوب ،ثم جرى تحوٌلنا إلى بٌروت ،حٌث سجنت مع
المجموعة فً «ثكنة الحلو» ،على كورنٌش المزرعة .بعد عدة أٌام ،الترحت على الشباب فً السجن ،المٌام
بإعالن اإلضراب عن الطعام ،لكن بعد تهرٌب خبر اإلضراب من فتحة فً شبن السجن .وطبعاً ،أبلؽنا لٌادة
الثكنة بمرار اإلضراب الذي استمر ٌومٌن ،ولكن تؤثٌره كان أسرع مما تولعنا؛ إذ حضر اللواء ،ربما كان
آنذان الممدم سامً الخطٌب ،وأخرجنا من السجن ،ثم لام الشٌخ دمحم علً الجوزو مفتً جبل لبنان الحالً
بنملنا بسٌارته إلى دمشك ،وفك ترتٌب مسبك.
فً حدود إمكانات الحركة آنذان ،جرت استعدادات مهمة لتنفٌذ عملٌة مصفاة حٌفا ،أواسط عام ،1968
وربما توفٌرا ً ألمن المهمة ،أرسلت للنماهة عدة أٌام فً لاعدة معزولة لحركة فتح فً حمورٌة ،وسط
الؽوطة ،عند مسإول المولع أبو أحمد ،ثم انتملنا خلسة إلى البماع اللبنانـً ،ومنه إلى بٌروت ،وألمنا فً
شالٌهات أوالد ناصر على شاطا ومسبح األوزاعً ،بتسهٌالت منهم .كنا ثالثة :أنا كخبٌر صوارٌخ ،وعبد
السالم العزة كمابد العملٌة ،وهو شمٌك أم سالم زوجة الشهٌد ماجد أبو شرار ،كما علمت الحماً ،وثالث ال
أذكر اسمه توفً بالسرطان فً إحدى دول أوروبا الشرلٌة.
حٌن ركبنا المارب البخاري باتجاه حٌفا ،اكتفٌنا بدل معرفة السباحة ،بجاكٌتات نجاة من الفلٌّن .كان واضحا ً
أن أبو علً إٌاد ،والمٌادة العسكرٌة لفتح لد أعدوا لألمر عدته بالتعاون مع أوالد ناصر (خالل تنفٌذ عملٌة
فردان ،لٌلة ،1973/4/10التً استشهد فٌها المادة الثالثة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو ٌوسؾ النجار،
لامت مجموعة صهٌونٌة أخرى بمهاجمة الماعدة البحرٌة لفتح فً األوزاعً حٌث استشهد األخوان موسى
وٌوسؾ علً ناصر اللذان خرجا من منزلٌهما لنجدتها)
أبحر المارب ،لطعنا الحدود اللبنانٌة ،ودخلنا المٌاه اإلللٌمٌة الفلسطٌنٌة ...اآلن ،ها هً حٌفا! تؤخذ شكل
وطن نرٌد احتضانه ،وتنتصب على هٌبة مصافً نفط عماللة نرٌد تدمٌرها وإحرالها .وصلنا لرٌبا ً من
الشاطا .ها هً الكابارٌهات والكازٌنوات على امتداد الشاطا ،والسٌارات تتهادى جٌبة وذهاباً ،والناس
ٌتمشون أمامنا تحت مرمى البصر والنار ،فمن من هإالء المشاة كان إسرابٌلٌا ً ومن منهم من عرب حٌفا؟
التربنا أكثر .صرنا نسمع األؼانً العبرٌة من مكبرات الصوت فً الكازٌنوات ،وصار بإمكاننا تمٌٌز
الوجوه وأصوات السٌارات وألوانها تحت األضواء الكاشفة .بمً أن نجد نمطة عتمة صؽٌرة لنرسو بماربنا
31
علٌها ،وننزل بحمولتنا من الصوارٌخ واألسلحة ،ونتمرب من الهدؾ :المصفاة=الرٌفاٌنري ،فمط أن ٌصٌر
على مرمى البصر ،كً ألدّر المسافة وأحدّد زاوٌة اإلطالق ،ثم أولّت الساعة التً سٌبدأ فٌها المصؾ،
لنكون نحن على مسافة أمان كافٌة باتجاه المارب الذي ٌنتظرنا ،جاهزا ً لالنطالق ببحارٌه فً عودة مظفرة،
وألسنة اللهب تتصاعد خلفنا فً سماء حٌفا.
فمط نحتاج إلى نمطة عتمة ،ثم ستضًء االنفجارات حٌفا كلها .جاء اآلن دور الدلٌل الحٌفاوي ،فكانت
المفاجؤة الكبرى :لال مندهشاًٌ :ا جماعة ،لٌست هذه حٌفا التً أعرفها ،تؽٌرت حٌفا كثٌرا ً من عام !.1948
فؤبحرنا بمحاذاة الشاطا حتى آخر حٌفا ،من أولها إلى آخرها ،ولم نستطع أن نجد نمطة عتمة صؽٌرة أوؼٌر
مؤهولة بالناس والكازٌنوات والسٌارات ،وخاصة مع هذه اإلنارة ،الموٌة جداً ،التً تكشؾ الظل إذا تحرن
على الشارع ،فما بالن بمجموعة طالعة من البحر فً منطمة ؼٌر مخصصة لرسو لوارب الصٌد ،وهً
تحمل صوارٌخ وبنادق كالشنٌكوؾ! ثم علٌنا إذا رسونا فً منطمة وكانت أبعد من مرمى الصوارٌخ ،أن
نمترب أكثر من الهدؾ ،ونحن نجوس فً مناطك مؤهولة ومجهولة ،ومن دون أن نعرؾ من سنواجه ،وبمن
سنلتمً ،وأٌن ننصب صوارٌخنا.
كان واضحا ً لنا أن أي محاولة للنزول العشوابً على الشاطا ،ستكون فمط عملٌة انتحارٌة من دون أن تنجز
أي شًء ،أو نصل إلى أي هدؾ! نالشنا األمر بروٌّة ،فكان أن اضطررنا إلى لملمة أذٌال الخٌبة ،والدوران
على أعمابنا عسى أن نجد فً طرٌك العودة هدفا ً بدٌالً ،كؤن نمصؾ مدٌنة نهارٌا .فؤي هدؾ كان أفضل من
الرجوع ِخ ْل َو الوفاض.3
ذات ٌوم جمعة ،ونحن نع ّد لدورة جدٌدة فً معسكر مٌسلون اتصل أبو علً إٌاد من الهامة لٌخبرنا بؤن أكثر
من 400متطوع من حماة لادمون للتدرٌب ،ولد علمنا من هإالء الحما ً أنهم كانوا فً صالة الجمعة حٌن
ألمى بهم أحد لادة اإلخوان ،وهو الشٌخ مروان حدٌد خطبة الجمعة ،وكانت عن فلسطٌن واأللصى والٌهود
والجهاد فً سبٌل هللا ...ما أثار حماسة المصلٌن إلى حد أنهم رفضوا العودة إلى بٌوتهم حٌث لرروا
االلتحاق فورا ً بصفوؾ المجاهدٌن ،على طرٌمة التحاق فرسان العرب ولبابلهم بؽزوات المسلمٌن وحروب
الفتح.
أجرى الشٌخ حدٌد اتصاالته بمٌادة فتح فً الهامة التً أوعزت إلٌنا باستمبالهم ،فوصلوا إلى معسكر مٌسلون
لٌالً مهللٌن مكبّرٌن .استمبلهم لابد المعسكر منذر أبو ؼزالة بكلمة ترحٌبٌة ،وترن لً الكالم عن برنامج
المعسكر .كانت حالة الؽلٌان والهتافات المتصاعدة من المتطوعٌن واضحة إلى حد أنن لو زودتهم بسٌوؾ
أو بنادق الندفعوا بال هوادة لمتال العدو واالستشهاد فً سبٌل هللا من أجل تحرٌر الممدسات.
3من الممكن إٌراد هذه الحادثة وامثالها الكثٌر للداللة على عدم التخطٌط وربما على التخبط -ما كان
ٌتوجب تالفٌه -أو إٌرادها من باب التجرٌب واكتساب الخبرات رؼم للة االمكانٌات .وللمرء ما ٌرى مرتبطا
بالهدؾ المسبك ،بمعنى هل ٌمصد إٌرادها مع ما تتضمنه من مشاعرسلبٌة وتمٌٌم سلبً لمصد اثبات انهزام
وسموط فكر الثورة ،أو الثبات جلدها وتجرٌبٌتها ولدرتها على التصدي للنوالص .ولكن مجمل ذكرٌات
الكاتب فً كتابه ومن عنوانه تمصد اإلساءة المتعمدة للثورة من أي باب جاء حتى لو كان من باب الذكرٌات
المؽلفة بالمشاعرالشخصٌة السلبٌة العمٌمة المناهضة للثورة الفلسطٌنٌة-مركز االنطاللة للدرسات.
32
رحبت بهم محٌٌا ً روحهم الجهادٌة التً تبشر بمجد األمة وانتصارها ،ثم شرحت لهم برنامج المعسكر
التدرٌبً الذي ٌستمر لمدة أربعة أشهر ونصؾ ،من الفجر إلى حراسات آخر اللٌل.
للت لهم بهدوء« :مهمتنا فً معسكرات تدرٌب فتح أن نع ّد مماتلٌن مإهلٌن لخوض حرب طوٌلة األمد ضد
العدو ،وللمٌام بالعدٌد من العملٌات الفدابٌة ،نحن ال نمدم شهادات عبور عاجلة إلى الجنة ،ولكن من ٌستشهد
على درب النضال الطوٌل فهنٌبا ً له الجنة التً وعد هللا بها المجاهدٌن المإمنٌن».
كانت الدورة التدرٌبٌة تجري فً طمس ثلجً لاس ،ومع تدرٌب ألسى ،ركض ومسٌرات وعملٌات زحؾ
فوق األشوان والمٌاه المتجمدة...
وهكذا ت وجهت إلٌه ومعً عاطؾ أبو بكر ،الذي كان ولتها فً بؽداد ٌكمل دراساته الجامعٌة .لم ٌكن أحد فً
العراق ،عدا عاطؾ ٌعرؾ أننً مسٌحً ،لال لً ضاحكاً :كٌؾ ستتصرؾ ٌا نصرانً؟ للت له :اصبر
ً ،سٌكون المسٌح ،وهو الفدابً األول ،معً .وكنت أحمل معً جهاز تسجٌل كً نؤخذ حدٌثا ً مسجال ً عل ّ
إلذاعة صوت العاصفة .بعد مرورنا على أكثر من شخص للتدلٌك األمنً والسإال عن سبب الزٌارة أدخلونا
علٌه .مهابة ؼٌر عادٌة ،حوله أكثر من شخص وعدة مسجالت.
بعد التحٌة أخبرته من نحن وماذا نرٌد ،وطبٌعة الفتوى المطلوبة لدعم المجاهدٌن ،مستشهدا ً بما أحفظ من
آٌات وأحادٌث ،ولم ٌكن كما بدا خالً الذهن عن والع الحال الفلسطٌنً وعن حركة فتح ولٌاداتها .فؤخذ
المصداح=المٌكروفون وبدأ ٌسجل على مسجلنا وعلى عدة مسجالت حوله لؽاٌات توثٌك الكالم ،وتوثٌك
الفتوى .شكرناه مودّعٌن ومعنا الشرٌط المسجل ،وفورا ً إلى بؽداد ،ومن بؽداد انتملت نسخة من الشرٌط إلى
إذاعة الثورة فً الماهرة ،وبُثَّت الفتوى أكثر من مرة.
آنذان كان ممدار االستماع إلى إذاعة صوت العاصفة األعلى بٌن المحطات العربٌة ،البالؼات العسكرٌة
والبٌانات السٌاسٌة وأناشٌد فتح والثورة الحماسٌة والرسابل المشفّرة إلى الداخل .أذكر أن السٌد محسن
الحكٌم ،أصدر الفتوى ٌوم األربعاء ،لبٌل عٌد األضحى وبُثَّت فً الٌوم نفسه ،ثم كان الطوفان على مكاتب
فتح ومكاتب «الجبهة العربٌة المساندة» لفتح لبل إؼاللها :أموال وذهب وجواهر وهداٌا ثمٌنة ومواد عٌنٌة
بال حدود :بطانٌات ،تمر ،أرز ،سكر ،معلبات ،مواد تموٌنٌة ،وال أعرؾ ماذا .كل واحد كان ٌتبرع لفتح
بمٌمة ما كان سٌضحً به .وأخذت لوافل من الشاحنات تنمل التبرعات من بؽداد إلى األؼوار فً األردن،
وبعد سد حاجات المماتلٌن ،كانت األشٌاء الفابضة تباع للتجار بمبالػ طابلة.
33
منذ كنت أشارن بالعملٌات المتالٌة من جنوب لبنان ،منذ أوابل عام 1968كانت حاضنتنا هنان هً
الجماهٌر الشٌعٌة ،كما كانت حاضنتنا فً بٌروت الجماهٌر السنٌة ،وجبل كمال جنبالط الدرزي،
والمسٌحٌون المومٌون والتمدمٌون فً األحزاب اللبنانٌة من شٌوعٌٌن ولومٌٌن سورٌٌن وؼٌرهم.
الكرد وفلسطٌن
وهنان فً العراق كل جماهٌر العراق وأخص بالذكر األكراد ،وأنا أتذكر ،حٌن كنا فً مكتب فتح ببؽداد،
هجوم المتطوعٌن األكراد من أحفاد صالح الدٌن األٌوبً الذٌن جاإوا لٌماتلوا مع «فتح» ،وكانوا ٌصطفون
بالدور ،على امتداد كٌلومترات عدٌدة ،الناس ٌسجلون أسماءهم وعناوٌنهم كً ٌذهبوا وٌماتلوا فً فلسطٌن،
وكان الكثٌر من األكراد مإهلٌن للمتال حتى عسكرٌا ً.
إن أحدا ً ال ٌمكن أن ٌتخٌل حجم االندفاع العربً والدٌنً من أجل تحرٌر فلسطٌن! ولو كنا آنذان نمتلن
الموى المادرة على استٌعاب كل هإالء الناس وتنظٌمهم فً معركة التحرٌر لربما تؽٌر تارٌخ المنطمة
والعالم .لكن النظام العربً ولف بٌن الناس والثورة ،وبٌن الثورة وفلسطٌن .فكان أن تآكلت الثورة فً
اشتباكات ملتبسة ،إللٌمٌة وطائفٌة ،داخل األحٌاء والزوارٌب الخلفٌة.
حٌن توجهنا إلى الجنوب إلؼالق عدد من المكاتب ،كان معً أبو جعفر الصادق نابب معتمد «فتح» فً
العراق ،وأبو جالل المسإول المالً لها فً بؽداد .خالل الطرٌك ال أدري كٌؾ ذكر اسم جورج حبش ،فمال
أبو جعفر :هذا جاسوس! األمٌركان شؽلوه وهو فً الجامعة األمٌركٌة .لم ٌهن علً أن ٌمال عن زعٌم حركة
المومٌٌن العرب التـً كنت عضوا ً فٌها مثل هذا الوصؾ ،فملت :جورج حبش مناضل عربً ،وإن اختلفنا
معه .لكن أبو جعفر وتابعه فً المال أبو جالل أصرا على أنه جاسوس ،وعلى أن كل المسٌحٌٌن
جواسٌس ،فشعرت بالخطر ٌمترب من رلبتً فاحتمٌت بمٌشٌل عفلك كزعٌم أعلى لحزب البعث الحاكم فً
العراق ...فؤفهمونً أن كل دعاة الفكر المومً جواسٌس ،للت لنفسً :لٌس لن إال جول جمال االستشهادي
السوري المسٌحً الذي ف ّجر لاربه بالبارجة الفرنسٌة جان دارن .فعسى إذا اكتشؾ أمري الحما ً أن أكون
ثانً مسٌحً عربً لٌس جاسوساً ،ولكن استشهاد جول جمال لم ٌشهد له ،لال أبو جعفر بسخرٌة« :إنت
أدر بالضبط ما هذا الذي " ّ
أحطه بالخرج" حط بالخرج» .ولم ِ بترد على هالحكً! ّ
وألننً كنت فً حال الدفاع عن النفس ،وعلٌه لد ٌهدر دمً ،فمد تابعت مستعٌنًا بالتارٌخ :طٌب وعٌسى
العوام الذي حارب مع صالح الدٌن األٌوبً ضد الصلٌبٌٌن ،لالوا" :هاي سوالٌؾ حصٌدة"
صار .وكان لد فتذكرت واحدا ً من كوادر فتح الذي كان من أوابل ُ
سجناء فتح من عرب الـ ،48واسمه ولٌَم ن ّ
أطلك سراحه الحما ً مع أبو علً مهدي بسٌسو ،فً عملٌة تبادل أسرى بعد أن سجن لمدة 12عاماً .للت ألبو
جعفر الصادق متباهٌاً :وماذا عن ولٌم نصار؟ مناضل فتح! ومن أوابل سجنابها من أجل فلسطٌن!! ولكن ال
حٌاة لمن تنادي!! (No Way).
34
ولعل هذه الوالعة الؽرٌبة ،وهً لٌست الوحٌدة التـً واجهتها ،تكشؾ كم كانت أعداد من لٌادات وكوادر فتح
األولى تنظر بعداء شدٌد إلى كل ما له عاللة بالفكر المومً ،أو له عاللة بؤي دٌن آخر أو طابفة أخرى.4
معسكر الـ99
التمٌت بكمال عدوان فً إعالم فتح بجبل اللوٌبدة لبل انتماله إلى جبل الحسٌن ،وكنت لد وضعت تصورا ً
كامالً لتجربة التدرٌب الجدٌدة :المنهاج السٌاسً والعسكري ،فكرة المعسكر ،وكٌفٌة بنابه ،مإكدا ً فلسفته
األساس التً تموم على النمد والنمد الذاتً ،وٌمنع فٌه أي شكل من أشكال العموبة.
فبدأت أحضّر الختٌار مكان المعسكر ،واحتٌاجاته ،ووجدت المكان المناسب لرٌبا ً من عمان ،كان بٌن بلدتً
وادي السٌر وماحص ،وهو عدة مؽاور وشجر ٌؽطً مساحات التدرٌب ،وٌخفٌها عن طابرات العدو (الحما ً
حٌن ألمنا معسكر الـ ،99فً مكان لرٌب ،تعرض للمصؾ الفتماره إلى مثل هذا الشجر الكثٌؾ الذي حمانا
ٌومها من المصؾ) .فً إطار تجهٌز معسكر الـ 99طلبت اثنٌن لمساعدتً كمدربٌن ،أحدهما اسمه جٌفارا
واآلخر أنطون ،وكنت لد دربتهما فً معسكر الهامة ،وأعرفهما جٌدا ً وأثك بمدراتهما العالٌة كثٌراً ،واألهم
أننً أثك بتجاوبهما مع التجربة الجدٌدة .ثم لم ٌلبث بعد ذلن أن انضم أبو نابل (عبد الفتاح الملمٌلً) كنابب
لمابد المعسكر.
وكان أن بدأت بهإالء :بفكرة وبمدربٌن ،وال أحد ؼٌرنا على اإلطالق ،كان علٌنا أن نعد ونج ّهز معسكرا ً
كامالً ،بما فٌه أسلحة الحراسة وذخابر ومتفجرات وأنواع أسلحة ورشاشات التدرٌب ،ومستودعات
تجهٌزات المالبس واألحذٌة الرٌاضٌة والتموٌن والتحمٌل والمطبخ والجلً والتنظٌؾ ونمل الماء ،وسٌارة
جٌب لدٌمة كثٌرة األعطال كان ٌمودها أنطون ،وفشلت فً تعلم المٌادة علٌها .عادة ٌكون فً معسكرات
التدرٌب كادر متفرغ للمهمات اإلدارٌة ،ولكننً للت إنه ٌجب أن نعتمد على أنفسنا ،وعلى الشباب الذٌن
سٌؤتون للتدرٌب ،علٌهم أن ٌكونوا مسإولٌن وأن ٌتولوا حمل مهماتهم كاملة ،هم الذٌن ٌطبخون ،وهم الذٌن
ٌنظفون ،وٌنملون المواد والمٌاه من ببر بعٌدة نسبٌاً ،وكانت ثمة مسافة جبلٌة وعرة تفصل المعسكر عن آخر
نمطة تستطٌع سٌارة الجٌب الوصول إلٌها ،وبات من مهمات الدورات المتعالبة شك طرٌك سٌارة إلى
المعسكر ،وهذا ما تحمك بالفعل.
وسارت األمور جمٌعها بؤفضل مما خططنا بكثٌر ،كانت تلن عبمرٌة العمل الجماعً .ولعل ما ساعد على
إنجاح التجربة أن مستوى الكادر الذي كان موجوداً ،عموماً ،كان مرتفعاً :من مسإولً التنظٌم فً أنحاء
العالم من أمٌركا ومن المؽرب ومن الخلٌج والسعودٌة ،حضر معظم الكادر المٌادي لتنظٌم فتح فً العالم
للمرور بهذه الدورات ،وكان ألل مستوى للمشاركة عندنا كان تنظٌم طلبة الجامعة األردنٌة ،ولد أتعبونا للٌالً
4طبعا كالم فارغ وال لٌمة علمٌة أو موضوعٌة له .فحادثة واحدة -إن صحت -جرت مع الكاتب ال ٌمكن
تعمٌمها على المٌادة الفلسطٌنٌة (بالمول ؼٌر ذي الصلة وبال أي مصدر او إحصابٌة أن "أعداد" "من لٌادة
وكوادر فتح االولى" معادٌة للمسٌحٌٌن؟!) ،كما ال ٌمكن تعمٌمها على العاللة الوطٌدة بٌن الفلسطٌنٌٌن
المسٌحٌٌن والمسلمٌن .وحساسٌة الكاتب لمولؾ حصل معه من شخص ما موتور ،ال تحتمل التعمٌم
العشوابً الممصود على الثورة الفلسطٌنٌة كلها! ومن ثم تعمٌمها على أن الكره بل "العداء الشدٌد" كما
ٌسمٌه هو "ضد ما له عاللة بالفكر المومً ،أو له عاللة بؤي دٌن آخر أو طابفة أخرى" ال ٌؤتً ذلن بالحمٌمة
اال من شخص ٌحمل أفكار مسبمة معادٌة ،ولدٌه أفكار مناهضة ضد تجربته فً الثورة الفلسطٌنٌة وحركة
فتح وضد لٌاداتها -مركز االنطاللة للدراسات
35
ألنّهم نملوا إلى المعسكر سلوكٌات الطلبة مع معلمٌهم ،ولكننا تمكنا من استٌعاب األمر ومعالجته .هذا
المستوى من المشاركٌن ساعدنا على اختبار التجربة وإنجاحها من دون صعوبات حمٌمٌة.
كان برنامج الدورة موزعا ً على عدة فعالٌات تبدأ بالرٌاضة الصباحٌة وتمارٌن اللٌالة البدنٌة وكانت تسٌر
تدرٌجاً ،إلى جانب المسٌرات ثم التدرٌبات العسكرٌة ،وطوابٌر اإلزعاج اللٌلٌة ،ودروس العلوم العسكرٌة:
التكتٌن واالستراتٌجٌة ،والمحاضرات الفكرٌة والسٌاسٌة ،التمنٌات العسكرٌة المتمدمة :صوارٌخ ،متفجرات،
شران خداعٌة ،ألؽام ...إلخ.
وكان واحد من لادة فتح ٌحضر كل ٌوم للحدٌث عن الوضع السٌاسً العام وموالؾ حركة فتح ،ثم ٌجٌب
عن أسبلة كوادر الدورة المادمٌن من مختلؾ أنحاء العالم .وكان من بٌن أكثر المشاركٌن ٌاسر عرفات وأبو
ً
اللطؾ وخالد الحسن وأبو إٌاد وكمال عدوان وناجً علوش وماجد أبو شرار وأبو حاتم ،وبالطبع إضافة إل ّ
وإلى أبو نابل.
خالل أحد اللماءات سؤل أحد الشباب أبو عمار :ما ضمانة أنكم بعد كل هذه التضحٌات والشهداء لن تذهبوا
إلى تسوٌة مع األعداء؟
فما كان من أبو عمار إال أن سحب مسدسه الباربللو بهدوء ،وأخرج منه رصاصة ،ولدمها للسابل لابالً :إذا
فعلت ذلن فؤنت مكلَّؾ لتلً بهذه الرصاصة.5
اإلللٌمٌة فً تجربة األردن والخلل السٌاسً االستراتٌجً
لعل فً ممدمة أسباب الهزٌمة فً تجربة األردن والخلل االستراتٌجً السٌاسً المركزي إللٌمٌة فتح
الفلسطٌنٌة التً لسمت الشعب الواحد إلى فلسطٌنً وأردنً ،6كما لسمت المنظمات واالتحادات الشعبٌة،
وحٌث التصرت عضوٌة فصابل الثورة تمرٌبا ً على المٌلٌشٌا الفلسطٌنٌة والمماتلٌن الفلسطٌنٌٌن .هذا بالطبع
5مما ال شن فٌه أن تمٌٌم أي مرحلة تارٌخٌة بمنظار المرحلة الالحمة ال ٌعد موضوعٌا وال علمٌا وال
منطمٌا ،وهذا ما ٌفعله الكاتب .ومن المعلوم أن الوعً السٌاسً ٌتطور وٌتؽٌر فهو لٌس ثابت واال لكان
الدمار هو الحمٌك بكافة األفكار السٌاسٌة والثورات التً وجدت فً زمن ارتبط بمٌمه ومإثراته التً انتهت
فً زمن الحك فوجب النظر بشكل آخر .ومن هنا فإن اإلشارة بعمل الٌوم للنظر فً حادثة سابمة ٌجب لرنها
بمثٌرات وولابع تلن الفترة دون الحكم علٌها ما هو هدؾ الكاتب من إٌرادها بهذا الشكل لمجرد الطعن-
مركز االنطاللة للدراسات
6خاضت حركة فتح حربا ضروسا لتثبٌت المرار الوطنً الفلسطٌنً المستمل ،والهوٌة الوطنٌة الفلسطٌنٌة
فً ممابل االتهام الصهٌونً لنا أننا عرب بال انتماء ألرض فلسطٌن! بمعنى أنه ٌمكنهم التوزع على أراضً
العرب دون خصوصٌة انتمابهم األصٌل آلالؾ السنٌن ألرض فلسطٌن .فٌؤتٌن من ٌفترض بنمو الوطنٌة
الفلسطٌنٌة (المطرٌة ممابل االللٌمٌة) وبمعناها الثوري ولٌس االللٌمً لٌجعلها معٌبة ونمٌصة!؟ وهً الٌوم
أثبتت صوابٌة تلن النظرة من جهة المواجهة للنظرة الصهٌونٌة التبخٌسٌة للفلسطٌنٌٌن ،ومن جهة تثبٌت
مبدأ عدم التدخل بالشإون العربٌة ومنها بشإون الشعوب الذٌن منهم الشعب األردنً الشمٌك .ما لم ٌعنً
عد م استٌعاب اآلالؾ من العرب بكافة ادٌانهم وطوابفهم والكاتب منهم (فهو أردنً مسٌحً نحترم نضاله
وإن اختلفنا بالنظرة معه للكثٌر) ،بل واألجانب فً صفوؾ الثورة الفلسطٌنٌة .ولكن ظلت فكرة (الهوٌة
الوطنٌة الفلسطٌنٌة) مفتاحا ذهبٌا فً حرب الهوٌة واالنتماء والرواٌة فً مواجهة العدو الصهٌونً وفً
احترام التماٌز الوطنً مع شعوب امتنا العربٌة والحضارٌة.
36
إلى جانب الخراب فً الجوانب األخرى ،ومن نماذجها «المواعد الثورٌة» فً الجبل األخضر برعاٌة
أبواللطؾ ،ولواعد الشٌوخ فً الشمال بمٌادة الشهٌد الكبٌر أبو جهاد!
وبالطبع أنا ال أتجاهل هنا الدور الذي أدته لوى وأجهزة النظام األمنٌة المضادة التً كانت تعمل كل شًء
لحسم ازدواجٌة السلطة لمصلحتها .فً الممابل االفتراضً ،لو أن الممارسة المٌدانٌة لموى الثورة كانت
مبنٌة على رإٌة فكرٌة وتنظٌمٌة عربٌة لعملٌة الصراع ،وعملت على حسمه بهذا االتجاه ألمكن تالفً
العدٌد من الكوارث اإلللٌمٌة التـً أوصلتنا إلى الهزٌمة.
بملم دٌ .وسف ٌونس (نائب رئٌس مركز الناطور للدراسات واالبحاث)
2020-4-22م
تابعت كما تابع الكثٌر من أبناء شعبنا الحلمات المسجلة التً بثتها لناة المٌادٌن مع احمد جبرٌل بصفته شاهدا
على التارٌخ ،محاوال ان ٌمدم للجمهور العربً والفلسطٌنً ،شهادته على مرحلة تارٌخٌة هامة من مراحل
الثورة الفلسطٌنٌة .وحمٌمة لم اتفاجا بحجم األكاذٌب التً حاول ان ٌسولها جبرٌل للمشاهدٌن ،باعتبار انها
تؤتً تصدٌما للمثل العربً“ :ما اكذب من شاب اتؽرب اال عجوز لد ماتت اجٌاله” .فالكثٌر من أبناء الجٌل
الحالً لم ٌ عش تلن المرحلة ،ولم تنمل له الكثٌر من تفاصٌلها ،وبالتالً من السهل ان ٌمول او ٌحكً
ماٌرٌد .ولذلن فاننً اجد نفسً مدفوعا للرد ممدما الكثٌر من التفاصٌل عن دوره التآمري ،الذي لم ٌكن
سوى أداة فً ٌد النظام السوري.
استطاعت حركة فتح أن تجمع بٌن تلن التنالضات الفكرٌة الفلسطٌنٌة فً إطار مشهد سٌاسً ٌحمل هدفا ً
واحدا ً وهو “تحرٌر فلسطٌن” .ونجحت لٌادة حركة فتح فً خطواتها التؤسٌسٌة فً تجاوز تلن االختالفات
الفكرٌة الشدٌدة فً تلن المرحلة ،بالرؼم من التدخالت الخارجٌة واألوضاع اإلللٌمٌة التً ساعدت على
استثارة تلن التنالضات الفكرٌة ،فً محاولة الستمطاب الحركة الناشبة فً المشهد السٌاسً العربً
المضطرب.
لمد شكلت معركة الكرامة حدثا ً مفصلٌا ً هاما ً فً تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة المعاصرة ،لٌس فمط من جهة بروز
حركة “فتح” كحركة لابدة للنضال الفلسطٌنً ،وإنما فتحت الباب أمام مطامع أطراؾ عربٌة ودولٌة ساعٌة
37
للسٌطرة على الورلة الفلسطٌنٌة وصوالً إلى تحمٌك طموحاتهم اإلللٌمٌة وتعزٌز دور تلن الدول فً منطمة
الشرق األوسط مستؽلة “الشتات الفلسطٌنً” لتجنٌد عناصر وأطراؾ فلسطٌنٌة تخدم أجندات ومصالح تلن
الدول.
وبعد أن خرجت المماومة الفلسطٌنٌة من األردن بعد أحداث أٌلول حدث تطوران مهمان كان لهما تؤثٌر كبٌر
على المسرح السٌاسً فً المنطمة وهما وفاة الربٌس عبد الناصر حٌث دخل العالم العربً مرحلة عدم
التوازن نتٌجة للفراغ الذي تركه ،أما الحدث اآلخر فهو وصول حافظ األسد إلى الحكم فً سورٌة والسٌطرة
على حزب البعث والصاء الجناح الٌساري فً الحزب .وشرع األسد فً توسٌع نفوذ سورٌا اإلللٌمً فً
المنطمة ،لجعلها “دولة استمطاب ولٌادة” فً اطار استراتٌجٌته إلعادة إحٌاء مشروع سورٌا الكبرى .ودفعت
هذه التوجهات ٌاسر عرفات أن ٌكون حذرا ً فً العاللات مع النظام السوري ،ما جعل العاللة بٌن الجانبٌن
تمر بالكثٌر من االنتكاسات والتوترات العنٌفة والتً تحولت إلى معارن سعى خاللها النظام السوري إلى
التخلص من ٌاسر عرفات وصوالً إلى تحمٌك أهدافه االستراتٌجٌة باالستعانة بحلفابه فً داخل الصؾ
الفلسطٌنً ،وهذا هو بالفعل كان الدور الذي لام به المدعو احمد جبرٌل ،الذي حاول ان ٌكون شاهدا على
العصر وعلى التارٌخ الفلسطٌنً ،متناسٌا ان هذا التارٌخ لد كتب بدماء الشعب الفلسطٌنً الذٌن سمطوا على
طرٌك مإامرات جبرٌل وامثاله لتحمٌك اطماعهم الشخصٌة التً لم ولن تتحمك.
لمد أضاع أحمد جبرٌل الجزء األكبر من حٌاته فً خدمة األهداؾ السورٌة واللٌبٌة وخلك الصراعات
واألزمات داخل الساحة الفلسطٌنٌة وتصفٌة حسابات شخصٌة مع حركة فتح التً اعتبرها عدوه األول ،بل
أنه وجه جهده وامكانات تنظٌمه التً كانت كبٌرة بفعل االحتضان السوري الكامل للتنظٌم إلى جانب الدعم
السخً الذي لدمه العمٌد معمر المذافً من المال والسالح والتؤٌٌد السٌاسً لتوجهات جبرٌل.
احمد جبرٌل ،من موالٌد لرٌة ٌازور ضواحً حٌفا عام ،1938وهاجرت اسرته عام 1948إلى سورٌا
وكان عمره عشر سنوات ،حصل مع أسرته على الجنسٌة السورٌة فً مرحلة الربٌس شكري الموتلً عام
1956والتحك بالجٌش السوري وترلى لٌحصل على رتبة ضابط .وفً عام 1965وبعد انطاللة حركة
فتح لامت المخابرات السورٌة بتؤسٌس “جبهة التحرٌر الفلسطٌنٌة” بمٌادة الضابط السوري “احمد جبرٌل”.
حاولت السلطات السورٌة فرض سٌطرتها على حركة فتح واشترطت السماح لها بالنشاط العسكري على
أراضٌها ممابل ان تتم عملٌة دمج حركة فتح مع إطارٌن فلسطٌنٌٌن محسوبٌن على حزب البعث السوري،
وهما :الجبهة الثورٌة بمٌادة دمحم زهدي النشاشٌبً وكمال كعوش وفهمً هوٌن وٌوسؾ عرابً ،وجبهة
التحرٌر الفلسطٌنٌة بمٌادة أحمد جبرٌل وعلى بشناق ،كالهما من ضباط الجٌش السوري .وانضم بالفعل
38
ٌوسؾ عرابً وأحمد جبرٌل كعضوٌن فً لٌادة مجلس الطوارئ الذي ضم التنظٌمات الثالثة وتشكل من
لجنة إعالمٌة وتنظٌمٌة وعسكرٌة.
وخالل تلن الفترة بدأ أحمد جبرٌل بتحرٌض اللجنة المركزٌة لحركة فتح فً الكوٌت ضد ٌاسر عرفات
بحجة اندفاعه باتجاه الكفاح المسلح ،األمر الذي لد ٌورط سورٌا فً حرب لٌست مستعدة لها ،وطالب بإعفاء
ٌاسر عرفات من مسإولٌته وتعٌٌن ٌوسؾ عرابً بدالً منه ،وحضر من الكوٌت كل من عادل عبد الكرٌم
وعبد هللا الدنان إلى دمشك واجتمعوا مع بعض المٌادة السورٌة وأبلؽوهم بؤن هنان لرار من اللجنة المركزٌة
بالكوٌت بعزل عرفات وتعٌٌن ٌوسؾ عرابً بدال منه (هذه شهادة األخ سلٌم الزعنون أبو االدٌب فً كتابه
سٌرة ومسٌرة) .ونظرا ً لالعتبارات الجؽرافٌة ،وبفعل الضؽوط السورٌة ،أصدر أعضاء اللجنة المركزٌة
فً الكوٌت ،بضؽط من عادل عبد الكرٌم وعبد هللا الدنان ومحمود فالحة ،لرارا ً بعزل ٌاسر عرفات من
لٌادة لوات العاصفة وتعٌٌن ٌوسؾ عرابً لابدا ً للمجلس العسكري (لٌادة لوات العاصفة) .وتم إرسال المرار
مباشرة إلى ٌوسؾ عرابً دون اطالع ٌاسر عرفات وخلٌل الوزٌر.
وحدث الصدام الذي كان نتٌجته ممتل ٌوسؾ عرابً واعتمال كل من ٌ( :اسر عرفات ،أبو صبري ،أبو جهاد
،مختار بعباع عبد الكرٌم العكلون ،زكرٌا عبد الرحٌم ،وعبد المجٌد زؼموط) ،بتعلٌمات مباشرة من حافظ
األسد الذي كان وزٌرا للدفاع فً تلن الفترة .وبعد ثالثة اشهر تم اطالق سراح المٌادات باستثناء كل من
زكرٌا عبد الرحٌم وعبد الكرٌم العكلون وعبد المجٌد زؼموط الذي صدر ضده حكم باالعدام وظل لابعا فً
السجون السورٌة لما ٌمارب 34سنة حتى انتمل إلى رحمة هللا عام 2000م ،لٌكون اول ضحاٌا اطماع
المدعو احمد جبرٌل فً مسٌرة الثورة الفلسطٌنٌة.
توفرت المعلومات لدى المٌادة الفلسطٌنٌة عن استعدادات إسرابٌلٌة الجتٌاح منطمة الكرامة فً اؼوار األردن
بهدؾ المضاء على لٌادة حركة فتح وذلن فً اعماب تصاعد العملٌات الفدابٌة فً عمك األرض المحتلة ،
وبعد دراسة تلن المعلومات اتخذ المرار من لٌادة حركة فتح أنها ستكون فً طلٌعة الكفاح المسلح الفلسطٌنً
وأنها لررت التصدي للهجوم اإلسرابٌلً.
وجهت اللجنة المركزٌة دعوة الجتماع عسكري عاجل فً منطمة الكرامة لكل من لٌادة لوات التحرٌر
الشعبٌة ،والجبهة الشعبٌة وخالل المداوالت اتخذ أحمد زعرور وأحمد جبرٌل المرار باالنسحاب شرلا إلى
التالل خارج بلدة الكرامة تطبٌما لمبدأ أن “الحفاظ على الذات هو أعمل خٌار فً وجه عدو ٌتمتع بالتفوق”،
ولم ٌكن لمرار الجبهة الشعبٌة باالنسحاب أي أثر على لرار حركة فتح ولوات التحرٌر الشعبٌة بالمواجهة.
39
فمد اتخذت لٌادة حركة فتح هذا المرار لتبدٌد أسطورة التفوق اإلسرابٌلً منذ حرب حزٌران 1967م ولفتح
صفحة جدٌدة فً المماومة العربٌة تشكل منعطفا ً ودرسا ً سٌذكره التارٌخ.
ولألسؾ ٌؤتً جبرٌل الٌوم لٌشهد على تارٌخ لم ٌحضره وآثر ان ٌهرب من مواجهته ،فكٌؾ ٌمكن لهذا
الهارب ان ٌشهد بما لم ٌرى وٌحكم على من لاتل وواجه وكان فً الصفوؾ األولى وصنع التارٌخ الذي
تفخر به أجٌال شعبنا جٌال وراء جٌال ..فعال أبت السفاهة ان تفارق أهلها.
اندمجت جبهة التحرٌر الفلسطٌنٌة بمٌادة احمد جبرٌل مع مجموعة شباب الثؤر ومجموعة أبطال العودة فً
اطار الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن عام 1967م بزعامة جورج حبش ،وبعد عشرة شهور ،ولبل ان
تكتمل اعمال هٌكلة الجبهة الشعبٌة التنظٌمٌة ولبل ان تنتهً من اعدادها للبرنامج السٌاسً الوطنً
والجهاضها وتوجٌه ضربة لها أعلن أحمد جبرٌل فً تشرٌن اول 1968انشماله عن الجبهة الشعبٌة مع ما
ٌمارب 50 – 30شخصا وشكلوا الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن ،المٌادة العامة ،باسناد ورعاٌة لوجستٌة
كاملة من المخابرات السورٌة ،التً لامت باعتمال الدكتور جورج حبش لمدة عام وانمذه من السجن الدكتور
ودٌع حداد الذي لام باختطافه من سٌارة السجن وتهرٌبه الى بٌروت ،حٌث ارسل الربٌس جمال عبد
الناصر طابرة خاصة لنمله للماهرة.
وفً منتصؾ عام 1976حدث انشماق فً الجبهة الشعبٌة المٌادة العامة حٌث لامت مجموعة بمٌادة أبو
العباس وطلعت ٌعموب ،علً إسحك ،أحمد نجم ،عمر شبلً (أبو أحمد حلب) وعشرات ؼٌرهم ،من عناصر
الجبهة باالنشماق عن الجبهة بحجة ؼٌاب التصور الفلسطٌنً لألحداث واألولوٌات السورٌة الدابمة لدى
جبرٌل.
وفً 1976/7/30م تمكنت مجموعة “أبو العباس” من تطوٌك ممر احمد جبرٌل فً الفاكهانً وأوشكت
على تصفٌته ،وهنا نستعرض شهادة اللواء محمود الناطور “أبو الطٌب” لابد الموة 17عن تلن المرحلة
لابال “ :طلب نً أبو عمار ولال لً :إننً أحملن المسإولٌة فً حال حصل أي شًء ألحمد جبرٌل وتحركت
على رأس لوة وما أن وصلت حتى شاهدت المسلحٌن التابعٌن ألبً العباس ٌحاصرون ممر احمد جبرٌل
وهنا شرعت فً عملٌة إنماذه وبعد أن لمت بتطوٌك المنطمة وفتحت ثؽرة لتخلٌص أحمد جبرٌل طلبت من
مفٌد المصري أن ٌذهب وٌعرؾ على نفسه بؤنه جاء من طرؾ العملٌات المركزٌة وٌصرخ بصوت عال مع
مجموعة من لواتنا وٌمول بؤن أحمد جبرٌل وصل إلى ؼرفة العملٌات بطرؾ اللواء سعد صاٌل وبالفعل
انسحب الجمٌع إلى العملٌات المركزٌة ،وهنا تمكنت من إخراج أحمد جبرٌل من الحصار وبدأنا وإٌاه
بالركض حتى وصلنا السفارة العرالٌة ودخلناها سوٌا ً ومن هنان اصطحبته إلى ممر لواتنا فً الفاكهانً
40
وكان ٌوجد منزل ضٌافة مالصك لمبنى لوات ال 17فوضعنا به أحمد جبرٌل تحت الحراسة المشددة .وبعد
فترة حضر أبو عمار وتحدث مع أحمد جبرٌل وتم االتفاق معه أن ٌبمى بضٌافتنا حتى تهدأ األمور وبعد
ثالثة أٌام طلب منً جبرٌل أن أحضر له جهاز السلكً من لواته فً حارة الناعمة فممت بإحضار الجهاز
وبمى جبرٌل فً ضٌافتنا نحو ٌ 15وما ً” (شهادة اللواء محمود الناطور “أبو الطٌب” – كتاب حركة فتح بٌن
المماومة واالؼتٌاالت)
وبعد شهرٌن لام أحمد جبرٌل بوضع عبوة ناسفة فً البناٌة المكونة من خمسة طوابك التً ٌمٌم فٌها أبو
العباس والتً تبعد عن ثكنة لوات ال 17بحدود 150مترا ً وعن مكان إلامتً 180مترا ً وبعد أن فجر
جبرٌل العبوة تهدمت البناٌة بالكامل ومن حسن حظ أبو العباس أنه كان لد ؼادر البناٌة لبل تفجٌرها ومن
سوء حظ سكانها أنهم جمٌعا سمطوا ضحاٌا تحت البناٌة حٌث بلػ عدد المتلى فً االنفجار 200شخص من
االبرٌاء.
وبعد كل الذي فعلناه إلنماذ جبرٌل كان رد الجمٌل لٌاسر عرفات فً لصؾ مخٌم البداوي لمتل أبً عمار
وأبً جهاد والعشرات من أبناء حركة فتح والشعب الفلسطٌنً ..فعال اذا اكرمت الكرٌم ملكته واذا اكرمت
اللبٌم تمردا.
اسهم أحمد جبرٌل فً تنفٌذ المخططات السورٌة الحتالل لبنان عام ، 1976برعاٌة امٌركٌة ،فً اطار
النظام االللٌمً الذي خططه وزٌر الخارجٌة األمرٌكٌة هنري كٌسنجر الذي اعتبر أن “ :الوالٌات المتحدة
تلعب دورا ً ربٌسٌا ً فً لبنان ،وأنها تشجع التدخل السوري هنان” .وجاءت هذه الخطة ضمن إستراتٌجٌة
سورٌة امٌركٌة إلضعاؾ الثورة الفلسطٌنٌة .وتزامنت هذه االستراتٌجٌة االمرٌكٌة مع انخراط أحمد جبرٌل
وعبد الحلٌم خدام وعبد السالم جلود للتآمر على المٌادة الفلسطٌنٌة فً بٌروت بهدؾ تصفٌتها وبمشاركة
كاملة لموات طالبع حرب التحرٌر الشعبٌة “لوات الصاعمة” التً كان ٌمودها زهٌر محسن عضو اللجنة
التنفٌذٌة لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة حٌنها ،عندما شرعوا وبمساعدة لوات الجٌش السوري فً السٌطرة على
ممرات منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً بٌروت الؽربٌة ،فً خطوة تم احباطها بشجاعة المٌادة الفلسطٌنٌة
ومماتلً الثورة الذٌن تصدوا لهذه المإامرة فً بداٌاتها .والتً لم تكن األخٌرة على طرٌك مإامرات احمد
جبرٌل.
وشهدت المنطمة اصطفافات خطٌرة تسعى جمٌعها لشؽل الفراغ الذي تركته مصر ،بعد تولٌع اتفالٌة كامب
دٌفٌد ،فمد تم تشكٌل تحالؾ سوري عرالً بدعم لٌبٌا تبلور من خالل المٌثاق المومً بٌن البلدٌن فً -26
1978-10م والذي ركز الجهد للسٌطرة على الورلة الفلسطٌنٌة فماموا باستعدادات مكثفة للتحضٌر
41
الجتماعات المجلس الوطنً الفلسطٌنً فً دورته الرابعة عشر فً دمشك بتارٌخ 1979-1-15م للحصول
على أؼلبٌة فً لٌادة منظمة التحرٌر ،حٌث لعب احمد جبرٌل دورا هاما فً المطالبة بضرورة تشكٌل لٌادة
جدٌدة لمنظمة التحرٌر إلنهاء سٌطرة حركة فتح وتفرد ٌاسر عرفات .وكان طارق عزٌز وعبد الحلٌم خدام
داخل اجتماعات المجلس الوطنً الفلسطٌنً ،لكن الربٌس أبو عمار تمكن من إحباط المإامرة وإفشالها.
واستطاعت حركة فتح تطوٌر لدراتها العسكرٌة األمر الذي عزز من مكانتها ودورها المحوري فً
المنطمة ،بصورة أثارت تخوفات الكثٌر من األطراؾ اإلللٌمٌة والدولٌة وهو األمر الذي مهد الطرٌك أمام
االجتٌاح اإلسرابٌلً لجنوب لبنان فً آذار 1978م فً “عملٌة اللٌطانً” ،وبفضل صمود المماتلٌن
الفلسطٌنٌٌن تعزز الدور اإلللٌمً والدولً لمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة.
وشعر النظام السوري بخطورة المولؾ ،وبدا متناؼما مع إسرابٌل تجاه مخططاتها الجتٌاح لبنان والتخلص
من لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة بمٌادة ٌاسر عرفات ،حٌث كشفت المعلومات عن تفاهمات سرٌة
ساهمت فً اجتٌاح إسرابٌل للبنان عام 1982م .وفً هذا اإلطار ٌكشؾ جوزٌؾ أبو خلٌل (أحد لٌادات
حزب الكتابب) أنه كان لد ُكلؾ من بشٌر الجمٌل بالمٌام بجولة عربٌة وأوروبٌة :ذهبت إلى مصر والكوٌت
واألردن وإلى (بارٌس) وإلى (لندن) ودمشك ،لنمول ،بؤن هنان مشروع اجتٌاح إسرابٌلً للبنان وفً إحدى
لماءاتنا مع نابب الربٌس السوري عبد الحلٌم خدام لال :نعرؾ ذلن ،وتلن ضربة محدودة ستوجه لٌاسر
عرفات والمنظمات الفلسطٌنٌة .إال أن الصمود األسطوري للثورة الفلسطٌنٌة كان له األثر األكبر فً
االعتراؾ بها عربٌا ً وإللٌمٌا ً ودولٌا ً حٌث سمطت ممولة “شطب منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة” وتمرر إشران
المنظمة فً تمرٌر مستمبل الفلسطٌنٌٌن واألخذ بممولتها إللامة دولة فلسطٌنٌة مستملة فً أٌة اتفالات للسالم.
إال أن هذا االنتصار السٌاسً الفلسطٌنً أثار “التخوؾ” السوري من جدٌد ولذلن تمرر العمل على إضعاؾ
المنظمة وشمها أو احتوابها ،أو تشكٌل منظمة بدٌلة بوصاٌة سورٌة.
وفً هذا الجانب البد ان اسجل شهادة للتارٌخ ،ردا على أكاذٌب احمد جبرٌل الذي لال ان ٌ“ :اسر عرفات
كان لد خطط للخروج من بٌروت لتمرٌر مشروعه للحل السلمً ،مإكدا ان سورٌة كانت لد وافمت على
استمبال لوات الثورة الفلسطٌنٌة بالكامل” .وردا على هذا التزوٌر فاننً ارٌد ان أإكد ان خروج لوات
م نظمة التحرٌر من بٌروت كان لد تم بموافمة كافة الفصابل ،التً لم تعترض على الخروج ،أما المولؾ
السوري الرسمً والذي تم إبالؼه إلى الوسٌط األمرٌكً فٌلٌب حبٌب بصورة رسمٌة فً البداٌة تمثل فً
موافمة السلطات السورٌة على استمبال لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ولٌس لواتها .وبعد تدخل السعودٌة
لدى الربٌس األسد تم إعالن لبول السلطات السورٌة على استمبال 6 – 5آالؾ مماتل فلسطٌنً فمط وأنه
كان ٌفضل أن تتوجه ؼالبٌة الموات الفلسطٌنٌة إلى دول عربٌة أخرى .إضافة إلى أن الربٌس حافظ األسد
كان ٌضع ضمن حساباته استمبال المٌادات والموات الممربة من النظام السوري ومنها لوات “الجبهة الشعبٌة
– المٌادة العامة” والجبهة الشعبٌة والجبهة الدٌممراطٌة إضافة إلى بعض المٌادات والوحدات العسكرٌة
التابعة لحركة فتح والممربة من النظام السوري.
42
واعتبر حافظ األسد أن خروج لوات الثورة الفلسطٌنٌة من بٌروت فً العام 1982م شكل فرصة مواتٌة
لتحمٌك مشروع سورٌة الكبرى ،ولذلن لرر العودة إلى بٌروت ،ال سٌما بعد اطالعه من لبل المٌادة
السوفٌٌتٌة بؤن إسرابٌل سوؾ تنسحب من بٌروت وأن هنان توجه الستبدالها بالموات المارونٌة .ولامت
إستراتٌجٌة الربٌس األسد فً تلن الفترة على ضرورة دعم االنشماق فً حركة فتح الفتعال معارن دامٌة مع
لوات ٌاسر عرفات تمهٌدا لطردها من البماع وطرابلس وشمال لبنان.
واعتبرت المٌادة السورٌة ان الفرصة باتت مإاتٌة للتخلص من ٌاسر عرفات والسٌطرة نهابٌا على الورلة
الفلسطٌنٌة واللبنانٌة وبدأت فً دعم المنشمٌن لطرد لوات الثورة الفلسطٌنٌة بصورة نهابٌة من مناطك البماع
وطرابلس والجبل ،مستفٌدة من الدعم اللٌبً المالً الؽٌر محدود فً تلن الفترة ،وتحالؾ المنشمون عن
حركة فتح مع احمد جبرٌل الذي واصل مشواره الدموي الحافل بالجرابم حٌث شارن فً مإامرة حصار
طرابلس شمال لبنان ولصؾ المخٌمات الفلسطٌنٌة دونما ان ٌضع أي اعتبار البناء الشعب الفلسطٌنً الذٌن
ٌمطنون هذه المخٌمات والذٌن سمط منهم المبات جراء المصؾ الوحشً الذي نفذوه وسمط جرابه المبات من
أبناء الشعبٌن الفلسطٌنً واللبنانً فً معركة كان عنوانها السٌطرة على حركة فتح ومنظمة التحرٌر
الفلسطٌنٌة والمرار الوطنً الفلسطٌنً .ولم ٌكن جبرٌل وحلفاءه ٌضعون اٌة اعتبارات للعدو اإلسرابٌلً
الذي كان ٌتواجد على األرض اللبنانٌة فً تلن الفترة مواصال اعتداءاته واحتالله لجزء كبٌر من لبنان.
واتضح فعلٌا أن النظام السوري ٌسعى لفرض هٌمنة أحمد جبرٌل على المرار الفلسطٌنً بدال من المنشمٌن
وهو األمر الذي اللى اعتراضات من بعض لٌاداتهم الذٌن فضلوا العودة إلى حركة فتح خالل السنوات التً
أعمبت االنشماق وهو ما ٌعكس حمٌمة التوجهات السورٌة وراء االنشماق والذي كان ٌتمثل فً إضعاؾ
الربٌس عرفات وحركة فتح بما ٌفتح المجال أمام الفصابل الفلسطٌنٌة الموالٌة لسورٌة للسٌطرة على المرار
الفلسطٌنً ومنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة بما ٌخدم المصالح اإلستراتٌجٌة السورٌة.
وعندما فشلت المإامرة فً العام 1983م ،ونجحت منظمة التحرٌر بمٌادة ٌاسر عرفات ،الخروج من
طرابلس وإعادة صٌاؼة مراكز المرار الوطنً الفلسطٌنً المستمل بعٌدا عن الهٌمنة والوصاٌة السورٌة ،
جاء المرار المٌدانً بتصعٌد حركة فتح عملٌاتها ضد لوات االحتالل اإلسرابٌلٌة فً جنوب لبنان بعد أن عاد
المبات من مماتلٌها ،استشعرت المٌادة السورٌة بخطوة عودة حركة فتح الى لبنان ولذلن صدرت التعلٌمات
السورٌة الحمد جبرٌل والمنشمٌن لمواجهة هذه “الهجمة العرفاتٌة” بافتعال حرب المخٌمات األولى فً
بٌروت 1986 – 1985وبمشاركة حركة امل ،حٌث لتلوا المبات من أبناء شعبنا فً اطار محاوالتهم
ابعاد منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ولٌاداته الشرعٌة عن بٌروت ،استكماال لما بدأته دبابات شارون عندما
اجتاحت بٌروت فً العام 1982م.
وعندما فشلوا فً مإامرتهم ،امام صمود مماتلً حركة فتح فً مخٌمات بٌروت ،أعادوا الكرة مجددا
وبمشاركة المنشمٌن عن حركة فتح فً حرب المخٌمات الثانٌة عام ، 1988حٌث لاموا بحصار مخٌم
شاتٌال وبرج البراجنة وؼٌرهما من صباح الثالث من نٌسان عام 1988حتى مساء السابع والعشرٌن من
43
تموز 1988سمط فٌها مبات من الفلسطٌنٌٌن ،وهجر أالالؾ إلى مخٌمات الجنوب اللبنانً ،تحمٌما لهدؾ
التخلص من انصار ٌاسر عرفات وابعادهم نهابٌا عن بٌروت ،وٌتذكر الجمٌع الجوالت التً لام بها المدعو
احمد جبرٌل ج والت فً المخٌمات المهدمة بعد اجتٌاحها مع مرافمٌه والتماطهم الصور التذكارٌة وسط
الدمار وجثث أبناء الشعب الفلسطٌنً.
على امتداد تارٌخ التنظٌم تجاهل أحمد جبرٌل األراضً الفلسطٌنٌة سوا ًء فً المناطك المحتلة عام 48أو
فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة ،ولذلن ٌجد الكثٌر من أبناء فلسطٌن هذا الرجل بعٌدا ً عنهم بل أن الكثٌر ال
ٌعرفوه ،إذ أنه كان لد اكتفى بالتمركز فً مخٌم الٌرمون لرب مدٌنة دمشك وبدرجة ألل فً مخٌمات لبنان
موجها ً جهده وتفكٌره منذ بداٌة الحرب األهلٌة فً لبنان عام 1975نحو ضرب حركة فتح والسٌطرة على
بدعم من نظام الربٌس السوري الراحل حافظ األسد .ولو أنه ُك ِ ّرس ولو
ٍ منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة لتزعمها
بجزءٍ منه للعمل ضد االحتالل لكان لد كفل للرجل الصعود الى مناصب علٌا ضمن لٌادة العمل الوطنً
الفلسطٌنً ،ولكنه اهتم بدالً عن ذلن بالسعً لتدجٌن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة لتحمٌك أحالمه بتزعمها
ووضعها فً ؼرفةً صؽٌرة تخدم األنظمة التً عمل لمصالحها.
كلمة للتارٌخ:
استشهاد لادة حركة “فتح” برصاص اإلحتالل اإلسرابٌلً لم تنسً أحمد جبرٌل حمده ،واختار وعبر محاولة
ٌابسة تبربة “معمر المذافً” من دم االمام موسى الصدر ،محمال الشهٌد ٌاسر عرفات المسإولٌة عن اختفاءه
،وكما ٌبدو االمر محاولة ٌابسة البعاد الشبهات عن نفسه باعتباره احد اهم أدوات النظامٌن السوري واللٌبً
خالل سنوات حٌاته ،وعلٌه اال ٌنسى تورطه فً الكثٌر من المهمات المذرة ،وعلى رأسها ملؾ لوكربً!.
لمد شهد ال تارٌخ الفلسطٌنً العدٌد من االبطال والذٌن حفروا أسماإهم فً ذاكرة شعبنا الذٌن لن ٌنساهم ابدا،
فتضحٌاتهم لن تذهب سدى ،وندعون أٌها المدعو احمد جبرٌل الى مراجعة تسجٌالت جنازة الشهداء ٌاسر
عرفات وأبو جهاد والكثٌرٌن من الشهداء ،لتعرؾ مدى محبة واعتزاز أبناء شعبنا بهإالء المادة الذٌن
استشهدوا وهم على ثوابتهم تجاه لضٌتهم وشعبهم.
اما أولبن الذٌن كانوا دوما فً الصؾ المعادي ،فان شعبنا لن ٌنساهم ابدا ،ولن ٌنسى جرابمهم ،ولن ٌنسى
حمدهم ،ولن ٌنسى خٌاناتهم التً لن تنال من عزٌمة شعبنا واطفاله ونساءه ورجاله ،وستذهب كل محاوالتهم
44
للشهادة امام التارٌخ ،كما تفعل الرٌاح فً ذرات التراب ،فالتارٌخ ال ٌصنعه اال االبطال ،اما الخونة
والجبناء فانهم لٌسوا اال عابرون فً كالم عابر.
ا٧خ٫٭
45