Professional Documents
Culture Documents
التردد اسبابه وعلاجه
التردد اسبابه وعلاجه
إذ ًا ما هو التردد؟
1
التردد صفة تلزم معظم األشخاص ،وقد تمنعهم من وصولهم إلى الهدف الذي يسعون وراءه ،وهو عبارة عن :عدم
استطاعة الشخص اتخاذ القرار* الذي يتناسب مع موقفه ،وال يستطيع تحمل النتائج المترتبة على اتخاذ هذا القرار؛*
لذلك يخذل الشخص نفسه ومن حوله في هذا الموقف.
تظهر بعض األعراض على الشخص المتردد؛ فعند ظهور مشكلة ما ،أو موقف معين ،يحتاج فيه إلى أخذ قرار
مناسب ،يبدأ الشخص المتردد في تأجيل اتخاذ القرار *،ومن ثم الهروب منه ،ويبدأ في إهدار الوقت المسموح له في
اتخاذ قراره ،ويترتب على ذلك إهدار الفرص التي قد ال تتكرر مرة أخرى في حياته؛ لذلك يعاني دائم ًا الشخص
المتردد من عدم استغالل الفرص
تع ّد عملية صنع القرار* واتّخاذه واحد ًة من االستراتيجيات التي يقوم عليها التفكير ،والتي تشمل البحث في عمق
المشاكل والمسائل المطروحة وإيجاد الحلول المناسبة لها وإنتاج مفاهيم جديدة ،وقد تعامل الباحثون مع عملية
اتّخاذ القرار مع ك ٍّّ*ٍل من البحث والتفكير واإلنتاج التي تسبق صنع القرار* بصور ٍة تستق ّل فيها الواحدة عن األخرى،
وذلك لشمولها على العمليّات المتعدّدة والمختلفة وتطلّبها الستخدام المهارات ذات الكفاءة العالية من التفكير ،والتي
تعمل على التحليل واالستنتاج وطرح األفكار ،كما أنّ عمليّة اتّخاذ القرار* تُصنّف ضمن العمليات المر ّكبة للتفكير،
وتنقسم هذه العمليّة إلى قسمين رئيسين:
[ ]١أسباب التردد في اتخاذ القرار ُجبلت النّفس البشريّة على خصائص ال مناص من وجودها عند ك ّل واح ٍد من
شخص آلخر ،فالبعض قد
ٍ البشر ،ولع ّل التردّد في اتّخاذ القرار واح ٌد من الخصائص البشريّة ،لكنّها قد تختلف من
يُزاوله تر ّد ٌد عابرٌ واآلخر قد يُبالغ في تردّده ،فينعكس ذلك بالسوء عليه،
فمن أسباب التردد في اتخاذ القرار أن يكون ذلك من طبيعة المرء ،أو يكون نتاج المشاكل النفسيّة التي يتعرض لها
المرء من القلق النفسي والتوتر الدّاخلي،
2
ٍي يغلب نفسه ،والذي يدفع صاحبه إلى البحث عن األفضل دومًا ،ممّا يجعله كثير وسواس قهر ٍّّ*
ٍ أن يكون صاحب
التدقيق وال يقبل الخطأ مهما كان كبيرً ا أم صغيرً ا،
كما أنّه ال يمكن أن يسامحه نفسه في األخطاء الصّ غيرة بسيطة الحدوث ،فيلجأ إلى تضخيمها وإدراجها ضمن
مشاكل كبيرة ،األمر الذي يجعل منه غير قادر على اتّخاذ القرار المناسب بعد التردّد في صنعه أساسًا]٢[.
Volume 0%
يقتضي وجوبًا الخوض في الحديث في الطرق التي قد تم ّكن المرء من صنع القرار األمثل ،والذي من خالله
يستطيع المرء تغيير حياته أو كان مُنخرطًا به نحو األفضل ،ومن أجل الوصول إلى القرارات النّاجحة سيت ّم ذكر
بعض النصائح في فنّ اتّخاذ القرار ]٣[:خوض غمار التحدّيات:
فاتّخاذ القرار يستوجب قلبًا قوًيًّّ*ا قادرً ا على تحويل الطّاقة التي يحتويها المرء داخله إلى طاقة إيجابيّة ،وذلك من
خالل التفاؤل وتقليص الحلول المناسبة باختيار األنسب واألمثل بينهم .تفعيل الخط ّ الفاصل*:
ويكون الخط ّ الفاصل ما بين االختيارات األمثل مع ما قد يُغادر مرحلة التصفيات التي يم ّر بها صنع القرار *،وبعد
ي إيجاد الح ّد الفاصل بين االختيار الصحيح والخاطئ يقوم المرء باالمتثال لقراره بكامل بُنيانه الجسد ّ
ي والعقالن ّ*
ي ونحو ذلك .التوقيت والمقاومة :فالصبر وعدم التسرّ ع في اتّخاذ أ ّ
ي قرار تُع ّد من أه ّم مقومات القرارات* والعاطف ّ*
النّاجحة ،ومن أه ّم السبل التي تودي إليها ،وكذلك األمر أن يُقاوم المرء وساوسه القهريّة ونفسه األمّارة بالسوء
اهتم علماء النفس والفالسفة منذ فترة طويلة بنظرية ما وراء المعرفة ،أي قدرة الفرد على إمعان النظر في أفكاره
ي دومًا في
وسلوكياته وقراراته وتقييمهما .لذلك كان موضوع "اتخاذ القرارات"* و"التردد" حاضرً ا بشك ٍل أساس ّ
ي والسيكولوجي ،جنبًا إلى جنب مع ما يرافقه من نظريات حول معرفة الذات وحريتها الفردية وقلقهاالنقاش الفلسف ّ
الوجود ّ
ي وميلها للتأجيل ،وما إلى ذلك.
وبما أنّ الاليقين هي سمة أساسية من سمات الحياة ،بد ًءا من أبسط األشياء إلى أكثرها تعقيدًا ،فيرى الفالسفة* أنّ
اإلنسان سيبقى دومًا غار ًقا في عذاب االختيار ،فهو يواجه ما يطلقون عليه مصطلح "القلق الوجوديّ" ،أي قلقه من
ب اآلخر ،خو ًف ا من مآالته ونتائجه التي يحيطها الاليقين والمجهولية من جميع أ ّ
ي اختيار قد يختاره على حسا ِ
الجهات.
يعمل التردد بمثابة مكابح مؤقتة تساعد في تمديد وقت اتخاذ القرار للسماح لمزيد من األدلة والمعلومات بالتراكم،
ما يعني اتخاذ قرارات أفضل.
3
وبعيدًا عن الفلسفة ،فيرى علم األعصاب أنّ العديد من أجزاء الدماغ ترتبط ارتباطًا مباشرً ا بقدرته على اتخاذ
ي
نظام إدراك ّ
ٍ القرارات* العقالنية ،دون الوقوع في الشكّ والحيرة ،أو االنحصار في دائرة التردد التي ال تنتهي ،في
ي يقوم الدماغ من خالله بتحديد المعلومات واألفكار ورسم خرائط معينة للتفكير تصبح فيما بعد مرجعًا
ومعرف ّ
لألحداث المكررة أو اليومية .وتلعب التفاعالت بين تلك األجزاء أدوارً ا* محددة عندما يحتاج الشخص أن يقرر بين
هدف معيّن.
ٍ عدة خيارات متاحة أمامه للقيام بأحد السلوكيات الموجهة نحو نحو
يرى علم النفس أنّ التردد في اتخاذ بعض القرارات هو أمرٌ طبيعيّ ،ال سيّما في حال واجهتنا الخيارات الصعبة،
إذ يحدث هنا إبطا ٌء في عمل الروابط الواقعة بين القشرة الدماغية ومنطقة الدماغ المعروفة باسم النواة تحت
المظلية ،والتي تلعب دورً ا في عملية اتخاذ القرارات* بشك ٍل عام .والبطء في السرعة ذاك يعمل بمثابة مكابح مؤقتة
تساعد في تمديد وقت اتخاذ القرار للسماح لمزيد من األدلة والمعلومات بالتراكم ،ما يعني اتخاذ قرارات أفضل.
التردد هو سمة حتمية لآلليات العصبية التي تدعم عملية اتخاذ القرار
وبالتالي نستطيع القول أنّ التردد واإلحساس المؤلم الناتج عن الصراع بين خيارين قد ال يكون بالضرورة أمرً ا
سيئًا؛ إنما هي طريقة الدماغ إلبطاء األمور واتخاذ القرار بشك ٍل أفضل والح ّد من العواقب السلبية التي قد تنشأ
على إثره وتتبعه ،ما يؤ ّكد على أنّ التردد هو سمة حتمية لآلليات العصبية التي تدعم عملية اتخاذ القرار .ومن هذه
الزاوية ،كيف يمكننا النظر إلى التردد المبالغ فيه والذي قد يكون مرضيًّا في كثير من األحيان؟
ترتكز فكرة التحليل النفسي على أنّ مشاكل حياتنا الحالية غالبًا ما تعود جذورها إلى مراحل حياتنا المب ّكرة ،ال
وقت الحق ،حتى في
ٍ نمط معيّن بالتعامل مع أمور حياتنا ث ّم نميل للتمسك به في
سيّما الطفولة ،حيث نبدأ بتطوير ٍ
كثير من األحيان قد
ٍ ي مبرر أو حاجة فعلية لإلقدام على ذلك التصرف أو النمط ،خاصة وأنه في حال عدم وجو ِد أ ّ
يجلب تكاليف باهظة.
ي أنّ إدراكنا لديناميات الطفولة هو السبيل لتحرير أنفسنا من مشاكل الماضي والتخلص من
يرى التحليل النفس ّ
االستراتيجيات الدفاعية التي طورناها فيما يتعلق بالتهديدات التي لم تعد موجودة
4
قد يكون الجواب أنّ ذلك الطفل دائ َم الشعور بالخطر وعدم األمان المرتبطين باختياراته وقدرته على اتخاذ القرار.
احتماالت عديدة؛ سلطوية الوالديْن ،سخرية األخوة األكبر سنًّا ،شعور الوالديْن
ٍ وبناء عليه نستطيع أنْ نضع هنا
ي تصرف أو قرار قد يقوم به الطفل* ويكون مصحوبًا بالفشل ،فيبدآن باتخاذ قراراته بالخوف والذعر حيال أ ّ
بنفسيهما دون أ ّ
ي اعتبار لرغبات الطفل*.
االحتماالت السابقة جميعها قد تؤدي بطريق ٍة أو بأخرى إلى تخريب قدرة الطفل على الثقة بقدراته الخاصة
وإمكانيته على االختيار واتخاذ القرار ،األمر الذي يؤدي إلى شعوره بالتهديد في حال أقدم على أ ّ
ي خطو ٍة من هذا
النوع ،ويتطوّ ر الشعور مع الوقت حتى يصبح جزءًا من شخصيته وأسلوب حياته.
5
َ
فأنت حين ترى هذا السؤال البسيط الذي قد تخيّل مثاًل أنْ تسأل المريض به إنْ كان يشرب الشاي بس ّكر أو بدونه.
يحتمل خياريْن فقط ال غير ،إمّا نعم أو ال ،فإنّ ذلك الفرد سيدخل في نوب ٍة من شلل التفكير ناتجة عن فرط حاجتهم
لتحليل كال الخياريْن وكأنهما حاالت حرجة تستدعي التفكير العميق والمطوّل
يمر االنسان بأوقات عصيبة ،تجعله مجبرا على اتخاذ قرارات معينة ،من الممكن أن تغير مسار حياته ومستقبله،
ولذلك يفكر الشخص كثير ًا قبل اتخاذ أي قرار ،نظر ًا لما يترتب عليه هذا القرار من نتائج قد تبدو له جيدة أو سيئة.
ولكن قد نسمع عبارات كثيرة ،مثل :أنا ال أستطيع أخذ القرار .أو أنا ال أستطيع التفكير في القرار .أو أنا ال
أستطيع تحمل نتائج اتخاذ هذا القرار ،وهنا تكمن المشكلة لصاحبها ويقال عليه شخص متردد!!.
إذ ًا ما هو التردد؟ وكيف يتغلب عليه الشخص؟ هذا ما سوف نسرده في هذا المقال:
التردد صفة تلزم معظم األشخاص ،وقد تمنعهم من وصولهم إلى الهدف الذي يسعون وراءه ،وهو عبارة عن :عدم
استطاعة الشخص اتخاذ القرار* الذي يتناسب مع موقفه ،وال يستطيع تحمل النتائج المترتبة على اتخاذ هذا القرار؛*
لذلك يخذل الشخص نفسه ومن حوله في هذا الموقف.
تظهر بعض األعراض على الشخص المتردد؛ فعند ظهور مشكلة ما ،أو موقف معين ،يحتاج فيه إلى أخذ قرار
مناسب ،يبدأ الشخص المتردد في تأجيل اتخاذ القرار *،ومن ثم الهروب منه ،ويبدأ في إهدار الوقت المسموح له في
اتخاذ قراره ،ويترتب على ذلك إهدار الفرص التي قد ال تتكرر مرة أخرى في حياته؛ لذلك يعاني دائم ًا الشخص
المتردد من عدم استغالل الفرص.
-قد يرجع التردد إلى سبب ديني ،وهو عدم التوكل على هللا حق التوكل ،فالمؤمن القوي* هو من يفكر في
ت َف َتوَ َّكلْ عَ َلى اللّ ِه ِإنَّ اللّ َه يُحِبُّ
القرار السليم ،ويتوكل على هللا كما قال هللا تعالى في كتابه العزيزَ { :ف ِإ َذا عَ زَ مْ َ
ا ْل ُمتَوَ ِّكلِينَ } آل عمران .159
كما أمرنا رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلّم ـ في حديث أنس بن مالك :أنه جاء رجل إلى رسول هللا ـ صلى هللا
عليه وسلّم ـ فقال :يا رسول هللا أعقلها وأتوكل ،يعني ناقته -فقال له رسول هللا ـ صلّى هللا عليه وسلّم ـ" :اع ِقلها
وتو ّكل"(رواه الترمذي وغيره وحسنه األلباني).
أو قد يرجع إلى سبب نفسي ،أو اضطراب* في شخصية المتردد ،فهناك بعض األشخاص تعاني من الخوف -
والحذر الزائد عن اللزوم من الفشل او الوقوع في الخطأ*.
6
كاف ،يستطيع اإلقدام
ٍ أو قد يرجع إلى عدم ثقة الشخص المتردد في نفسه ،وعدم تحمله مسؤولية ذاته بشكل -
به على اتخاذ أي قرار يتعلق به ،أو قد نجد الشخص المتردد ال يستطيع التركيز على أهدافه ،وال يستطيع التفكير
لبعض الوقت ،عن ماذا يريد؟ وما النتائج التي سوف يحصل عليها ،عند اتخاذ القرار* بالرفض أو القبول بحسب ما
يتناسب معه.
-قد يخسر الشخص المتردد أهم الفرص التي تأتي له خالل حياته ،حين ال يستطيع استغاللها بالشكل السليم،
وبالتالي قد ال يستطيع الوصول إلى أهدافه ،وبهذا ال يستطيع الشخص التقدم في حياته بكافه تفاصيلها ،ولذلك البد
أن يتخذ الخطوات السليمة والفعالة في الحد من هذه المشكلة والتغلب عليها ومن أهم هذه الخطوات:
.1التوكل على هللا ،والتفاؤل* بالخير دائم ًا ،فكل ما نتخذه من قرارات هو اجتهاد شخصي فقط ،ولكن نتيجة هذا
القرار تكون من عند هللا تعالى ،ودائم ًا قضاء هللا هو األفضل للشخص ،ويجب على الشخص عدم الندم والرضا
بما قسمه هللا تعالى له.
. 2وضع بعض األهداف التي يتمنى الشخص الوصول إليها ،وهذا يساعد الشخص في أخذ القرار المناسب
للوصول لهذه األهداف.
. 3زيادة الثقة بالنفس ،والتعود على تحمل مسؤولية الشخص لنفسه ،واالعتماد على ذاته ،حتى يستطيع أن يفكر
جيد ًا في النتائج المترتبة على اتخاذ القرار.
.4االبتعاد عن الخوف من الفشل؛ حتى نستطيع أخذ القرار* الالزم ،والتعلم جيد ًا أن الفشل هو بداية النجاح و
ليس آخر الحياة ،فجميعنا يجب أن نتعلم من أخطاءنا وفشلنا في بعض األمور ،حتى نستطيع الوصول إلى أهدافنا.
.5دائم ًا ذكر نفسك بأنك شخص تستطيع أن تصل ألهدافك بكل الطرائق الصحيحة والممكنة أمامك ،فهناك حكمة
تقول" :القائد العظيم هو ذلك الشجاع الذي يتخذ القرار* عندما يكون الجميع متردد ًا".
. 6التفكير العميق في القرار ،وما يترتب عليه من أضرار ومنافع ،مع تحديد حجم هذه المنافع واألضرار ،هذا
يساعد في اتخاذ القرار*.
.7تحمل مسؤولية هذا القرار* أيا كانت النتائج ،وعدم الهروب منه ،فال بد أن يأخذ الشخص قرارا بتحمل
مسؤولية اتخاذه ،سواء كان في صالح أهدافه أو ضدها ،و يجب أن يحدد الشخص الوقت الكافي التخاذ القرار*.
. 8استشير بعض األشخاص المقربين إليك ،والذين من الممكن أن يساعدوك في اتخاذ القرار* السليم ،فهناك
حكمة قالها نيل هولوي :ـ مدير إداري* تنفيذي بشركة مايكروسوفت ـ "عندما أحتاج إلى اتخاذ قرار ما ,فإنني
أقضي الكثير جد ًا من الوقت في مجرد التنقل والتحدث إلى أشخاص أذكياء".
7
-الحياة مليئة بالفرص التي قد توصلك إلى تحقيق أكثر مما تتمنى الوصول إليه؛ لذلك ال تضيع هذه الفرص من
خالل التردد أو إهدار الوقت في التفكير دون جدوى ،فكر دائم ًا أنه لديك أهداف ،تستطيع الوصول إليها بالتفكير
السليم ،واتخاذ القرار المناسب ،وأيا كان قرارك أو كانت النتيجة البد من تقبلها بصدر رحب ،وال تهدر وقتك في
الحزن أو االكتئاب الذي قد يصيبك ،عندما تجد أهدافك ال تتحقق" ،فربما تكون أهدافك في الطريق للوصول إليك،
ولكن البد من الفشل حتى تفكر جيد ًا في الطريق
التردد من أهم المشكالت التي يعاني منها الكثير من الناس ،وتتمثل في الفشل في اتخاذ قرار والتقدم
خطوة لألمام نحو تحقيق األهداف
الكثير من الناس يفقدون فرص ًا ثمينة في حياتهم بسبب عدم اتخاذهم لقرار والمضي فيه في الوقت
المناسب..ما يميز الناجحون هو اغتنام الفرص في حينها
من أسباب التردد غياب الرغبة الحقيقة في اإلقدام على عمل أو فقدان الثقة في النفس أو الحرص على
جمع المزيد من المعلومات بصورة غير متناهية
كلما زاد التردد وعدم اإلقدام على تحقيق األهداف يتعزز عند اإلنسان الشعور بالعجز وعدم القدرة...وتبدأ*
أحالمه في االضمحالل ويسيطر القلق عليه
إذا كنت تريد الوصول للتميز في حياتك العملية أو الدراسية أو الشخصية فال بد أن تتخلص من مخاوفك
وتتغلب على التردد...فيما يلي بعض اإلرشادات
للتغلب على التردد ،ضع هدف ًا أو أهداف ًا لحياتك تريد تحقيقها...وركز على تلك األهداف...فللهدف قوة
وطاقة محركة توجه جهودنا وتركزها في اتجاهه
بعد تحديد أهدافك...ضع خطة عملية لتحقيقها..والخطة ال بد أن تحتوي على مهام واضحة إنجاز كل واحد
منها يقربك لهدفك...تذكر :اإلنجاز يقود لإلنجاز
تخلص من المخاوف والشكوك في قدرتك على المضي في إنجاز المهام التي تقربك من هدفك..ال يمكن أن
تختبر قدرتك الحقيقية إال بالمبادرة وبدء العمل
ابتعد تمام ًا عن المثالية المفرطة..ال يمكن أن تجمع "جميع" المعلومات التي تحتاجها التخاذ القرار
والمضي فيه..ال بد أن تتحمل درجة من المخاطرة*
ترددت بسبب الخوف من الخطأ فأنت تحكم على حياتك بالفشل...األخطاء شيء حتمي في حياتنا...والَ إذا
بد أن نتقبلها ونوظفها لتحسين عملنا ال لنتوقف
جابه المخاوف بشجاعة...ال تجعل الخوف من انتقاد اآلخرين أو تجنيهم مبرر ًا للتوقف عن العمل..رضا*
الناس غاية ال تدرك وأنت المعني دائم ًا بأهدافك
تحمل المسؤولية وال تتهرب منها...ال يمكن أن يمضي النسان في أي عمل أو يحقق أي إنجاز في حياته إال
إذا شعر أنه مسؤول مسؤولية كاملة عنها
8
لكي تتغلب على التردد افهم نفسك جيد ًا..ما األسباب التي تجعلك متردد ًا في اتخاذ القرار* وتنفيذه...أحيانا
نوهم أنفسنا أننا غير قادرين دون مبرر
للتغلب على التردد فكر :ما أسوأ شيء يمكن أن يحصل إذا فشلت؟ الحرج من اآلخرين..سخريتهم..عدم
رضاهم...ال يهم ألنك قد حاولت وتعلمت من المحاولة
للتغلب على التردد...فكر ،ما عاقبة عدم القيام* بالعمل...مالخسائر التي ستلحق بك بسبب التردد...وما
الفرص الضائعة عليك....هذا سيحفزك للتقدم
تعود أن تفكر قبل اتخاذ القرار...ضع خيارات...وحدد المنافع واألضرار من كل منها...فهذا سيزيد من
ثقتك في نفسك ويساعدك للتغلب على التردد
ضع لنفسك وقت ًا محدد ًا ال تخاذ القرار* والبدء...قل لنفسك..ال بد أن أتخذ قراري قبل يوم كذا..وعندما تصل
للوقت المحدد ابدأ في العمل وال تتردد
اجبر نفسك على عمل أشياء جديدة...فتنوع الخبرات يعودك على التعامل الفعال مع أوضاع جديدة ويبني
ثقتك في نفسك ويقوي قدرتمك على اتخاذ القرار
أفضل عالج للتردد هو بناء ثقة اإلنسان في نفسه والعزم والتوكل على هللا عز وجل...فاإلنسان يبذل
األسباب ويحسن العمل والنتيجة في علم الغيب
عديد من األشخاص يتملّكهم التردّد عند اتخاذ أي قرار سواء أكان مصيريا أم عاديا ،وآخرون يطبع شخصيتهم
عدم الثقة بالنفس؛ إذ يبدو عليهم التوتر والقلق بشأن هيأتهم أو قدرتهم على حسم أمورهم اليومية والعملية.
اختصاصيّون يجمعون على أن الخلل في التنشئة األسرية والفشل المصاحب ألمر ما في حياة الشخص تخلق
شخصية مهزوزة غير واثقة بنفسها ومترددة في اتخاذ قرار يخصهم.
العشرينية فاطمة تصرح “أشعر بأنني لست على قدر كاف من الجمال يخولني للذهاب إلى العمل ،معترفة بأن ثقتها
بنفسها مهزوزة”.
وتحاول فاطمة مواكبة الموضة والعصر بعدة طرق لتظهر بشكل مقبول ،وفق قولها رغم الضيق الذي تشعر به؛
بسبب ما ترتديه من لباس كالتنورة القصيرة التي تقيد حركتها ،إال أنها مجبرة على ارتدائها مجاراة لزميالتها
بالعمل ولتظهر ثقتها بنفسها أمامهن.
من جهتها تقول جمانة حسن ( 27عاما) “أعاني من مشكلة التردّد في اتخاذ القرار* وعدم الثقة بنفسي ،وأحتاج
دائما ألن يمتدحني أحد ويثني عليّ”.
9
جمانة األ ّم لثالثة أطفال تشكو من شخصيتها المهزوزة ما يؤثر ذلك ،في كثير من األحيان ،في فقدانها المتعة
بالحياة ،وتعترف أن زوجها يقف إلى جانبها ،ويأخذ بيدها في أي أمر بحاجة إلى قرار”.
وفي السياق نفسه يشير اختصاصي علم االجتماع د .فايز الصياغ إلى أن “التردّد الزائد وعدم الثقة بالنفس قد
ينتجان من خلل في طبيعة الشخص األساسية التي تشكل تربية األسرة عامال أساسيا في تكوّ نها”.
وفيما يتعلق بحاجة اإلنسان إلى سماع كلمات التقدير فيبيّن الصياغ “أنها حاجة فطرية تولد معه ،وهي من أشد
حاجات اإلنسان” ،مؤكدا
“أن الثناء على الشخص المصدر األول للتقدير المعنوي ،ومن ثم زرع الثقة بالنفس” ،الفتا إلى أن “األسرة تأتي
بالمرتبة األولى ،السيما الوالدان ،ليأتي بعدهما األصدقاء واألقارب وزمالء الدراسة والعمل”.
وعن طريقة األهل في نقدهم لألبناء فيرى د.الصياغ أن “كثرة النقد ليست الطريق إلى إصالح العيوب واالرتقاء
باألداء” ،مشيرا إلى أن اتباع
هذا األسلوب ال يخلّف في النفس إال دواعي المقاومة* التي تمثل السلوك السلبي ،ومن ثم تدهور األداء وعدم القيام*
بالعمل المطلوب.
وفي اإلطار نفسه يرجع اختصاصي الطب النفسي الدكتور سعيد أحمد الرواجفة السبب في شعور عديد من
األشخاص بعدم القدرة على اتخاذ قرار إلى “نقلة نوعية في حياتهم ،ووجود عقدة تتشكل منذ الطفولة *،وتمثل حاجز
ثقة سلبية بالنفس”.
وفيما يتعلق باألسباب األخرى التي تؤثر في شخصية الفرد* فيعزوها د.الصياغ إلى عوامل جينية ،إضافة إلى
التربية التي قد ال ترى في المرء روح الطموح ،والمبادرة في أنماط سلوكية ومنظومات تتجاوز حدود الواقع.
ويضيف أن “الثقة بالنفس هي التي تربي اإلحساس بالمبادرة والتجديد والحركة إلى األمام في اتجاهات جديدة في
سلوكه على مختلف األصعدة؛ النفسية والفردية واالجتماعية”.
حيث يقوم الشخص بعمل ويفشل فيه تشكل فيما بعد فكرة تنعكس على ذاته ،ومن ثم يتردّد باتخاذ القرار في
ضح أن ذلك
األعمال المشابهة ،األمر الذي يشكل لديه إحساسا بالعجز ومواجهة المجتمع ،وفق د.الرواجفة* الذي يو ّ
قد يتسبّب في خلق شخصية مهزوزة وخجولة مردّها إلى ظروف غامضة في الطفولة *،وهو ما يطلق عليه
بـ”الوضع النفسي العصابي” ،حيث يشعر الشخص بالرغبة في الحصول على استحسان اآلخرين ،وتصبح لديه
حساسية وردود فعل متباينة تجاه اآلخرين يتصورها مسبقا*.
ومن ناحية أخرى يمكن أن يصدر السلوك عن نظرة واقعية مثل إدراك المرء أن ما يقوم به من عمل يفوق قدراته،
وهذا ما يطلق عليه
10
“نمو الشخصية التردّدية” ،وهو ما ينطلق من المقولة المأثورة “رحم هللا امرأ عرف قدر نفسه” ،بحسب د.الصياغ.
ويتابع د.الصياغ أنه في كثير من األحيان يؤدي عدم معرفة الفرد* لقدراته ،ومن ثم الفشل في تأدية االلتزامات
المترتبة على ذلك إلى االحباط؛ إذ يراوح المرء مكانه ،ويصاب بما يسمى عادة “بالقصور الذاتي” ،ويصبح غير
قادر على المبادرة بأنماط سلوكية وقيم جديدة يستهدي بها في سلوكه الفردي* واالجتماعي.
من جهتها تشير االختصاصية التربوية ريم السرحان إلى أن الثقة بالنفس “أمر مكتسب من البيئة التي نشأنا بها،
وال يمكن أن تولد مع أي شخص كان”.
وعن أسباب عدم الثقة بالنفس فتحيلها السرحان إلى تهويل األمور والمواقف؛ حيث يشعر الشخص بأن من حوله
يركزون على ضعفه ،ويراقبون كل حركة غير طبيعية يقوم بها ،األمر الذي يدفعه للخوف والقلق من أن يصدر منه
تصرف مخالف للعادة حتى ال يواجهه اآلخرون باللوم أو االحتقار.
ولتعزيز الفرد ثقته بنفسه ينصح د.الصياغ ضرورة الحصول على المزيد من التدريب والخبرة العملية في األمر
الذي يطمح المرء للنجاح بها ،ومحاولة تجاوز الواقع وااللتحاق بدورات ومساقات جديدة تحفّزه وتنمّي فيه الطاقة
اإليجابية.
وللتخلص من هذه الحالة ينصح د.الرواجفة أن يقاوم الشخص ،ويطرد عنه عدم الثقة بالنفس ،ويدرك وضعه الذي
يعاني منه ،وأن تكون هناك معايير موضوعية واضحة وثابتة لتقويم أداء أي عمل يقوم به.
مضيفا أنه قد يلجأ في الحاالت المتفاقمة إلى الطبيب النفسي؛ لمعرفة السبب وراء الشخصية المهزوزة وقلة الثقة
بالنفس ،وبناء عليها يعطى العالج الالزم*.
وتؤكد السرحان أهمية التركيز على حب الذات وعدم االنتقاص منها ،وتجاهل الماضي ونسيان األحداث المزعجة
والتركيز على المزايا والقدرات الخاصة داخل الشخص وكيفية تحقيقها*.
وتتابع “البد من التسامح مع من أخطأ في حقنا أو انتقدنا ،وأن ال يكون الشخص مرهف الحس إلى درجة الحقد أو
تهويل األمر” ،منوهة إلى ضرورة “التأقلم مع من ينتقدنا ،فليس كل من ينتقدنا هو بالطبيعة يكرهنا؛ ألن التفكير
بهذه الطريقة يقود للشعور بالنقص”.
وتلفت إلى أن مساعدة اآلخرين تحقّق الثقة بالنفس ،كما أن الظهور بمظهر الئق ينعكس إيجابا على حياة الفرد
11
يعتبر التردد من أكثر المشاكل التي تواجه عدد كبير من األفراد أثناء اتخاذ بعض القرارات الهامة التي قد تحدد
مصيرهم ،لذا فسنعرض لكم من خالل موقع “صناع المال”* عالج التردد في اتخاذ القرار للتخلص من هذا األمر
بشكل نهائي ،حيث أنه قد يؤثر على تغيير هيكل حياتك بشكل كلي.
يمكن تلخيص عالج وحل مشكلة التردد في عدة نقاط يجب اتباعها من أجل التخلص من هذه المشكلة التي قد
تتسبب في القلق الزائد وعدم الراحة ،ومن أبرز طرق العالج ما يلي:
من المعروف أن هناك بعض األفراد قد تلجأ إلى العقل فقط في اتخاذ قرارتها المصيرية بينما يلجأ البعض األخر
إلى ترجيح كافة القلب في إيجاد الحل ،وبالطبع سواء من يستخدم العقل فقط أو القلب فقط يرتكب خطأ شديد حيث
أنه يجب أن يرجح كافتي القلب والعقل في اتخاذ أي قرار.
حيث أن العقل* هو بيت الحكمة الذي يقوم بتحليل الموقف بشكل جيد من أجل منحه القرار* الصحيح بينما يقوم القلب
بمنح العقل* القرار* العاطفي ،وعقب إجراء عدة تحليالت وجدنا أن التوازن بين العقل والقلب يمنح المخ اإلشارات
الصحيحة من أجل اتخاذ القرار الصحيح دون تردد.
عند ظهور مشكلة ما يجب اللجوء إلى حيلة تساعدك في التخلص من مشكلة التردد بشكل نهائي واتخاذ قرار حاسم
في اتخاذ القرار الصحيح ،ويتم ذلك عن طريق وضع عدد كم االختيارات أمامك ووضع احتماليات نتيجة كل
اختيار في المستقبل من خالل رؤيتك للموقف ككل.
حيث أن هذا األمر يسهل عليك الكثير في اتخاذ واختيار القرار دون تردد ،وانتظار نتيجته التي قد قمت بتحليلها
في المستقبل.
12
قد يصعب الوصول إلى القرار الصحيح والحاسم دون تردد بسبب القلق الزائد الذي ينتج عن تضخيم سلبيات
القرار ،فبالتالي يساعد تضخيم األمور على التردد في اتخاذ القرار مما ينتج عنه قلق وتوتر لحين الوصول إلى
قرار سليم.
لذا يجب أن تقوم بالتخلص فور ًا من هذا األمر حتى يتسنى لك رؤية األمور بمنتهى الوضوح ،ويجب التخلص من
الطاقة السلبية المصاحبة للموقف واتخاذ القرار ،كما يجب رؤية الموقف ككل بسلبياته وإيجابيته دون تضخيم أي
منهم فقط قم بالتوازن بين كافة عناصر الموقف لتتمكن من اتخاذ قرار حاسم.
دائم ًا يصاحب أي موقف يحتاج لقرار خوف من اإلخفاق وتحقيق الفشل في هذا القرار* والقلق الشديد الذي يشوش
تمام ًا على القدرة* على التفكير ،مما يؤدي إلى عدم القدرة* على اتخاذ القرار* أو القيام* بأي فعل نهائي وال اتخاذ أي
خطوة تجاه الحل.
حيث أن الخوف والقلق من أكثر المسببات التي تعمل على عرقلة تطور فكر اإلنسان لذا يجب تخطي هذه المشكلة
فور ًا ،ويجب ترك الخوف من الفشل الزائد؛ ألنه حتم ًا سيؤدي إلى اإلخفاق وسيجعلك تدخل بنفسك في دائرة
األفكار السلبية.
لذا فيجب التقليل من القلق الزائد حيال أي أمر تود اتخاذ قرار بشأنه وعدم االكتراث بالفشل أو الخوف منه وترك
األمور تسير وفق ترتيبك وتفكيرك أنت ،ويجب النظر إلى النواحي اإليجابية دون تضخيمها.
يجب نسيان أي موقف قد طرأ عليك في حياتك السابقة جعلك تفقد الثقة في أي قرار تتخذه يجب نسيان الماضي
بكل ما فيه ،حيث أن التردد في اتخاذ القرار* هو الذي أدى بك إلى القرارات العشوائية الغير حاسمة لذا يجب
وضع الثقة في نفسك وفي تفكيرك.
واعرف جيد ًا أن القلق والتوتر والتردد هم أسباب فشلك في الفترات السابقة وليس أنت بشخصك ،كما يجب
التفكير في المستقبل والشعور بمدى أهميته وكيفية اتخاذ القرار* المالئم دون تردد أو خوف أو التفكير في أي شيء
قد مضى.
13
من المعروف أن كل شيء بيد هللا وأن هللا يوفق المرء الذي لجأ إليه في أي أمر من األمور لذا يجب عند ترددك
في اتخاذ أي قرار أن تلجأ إلى هللا عز وجل وأن تستخيره وتستشيره في كافة أمورك ،ثم قم باختيار القرار* وأنت
كلك ثقة أن هللا معك وهو الذي جعلك تتخذ هذا القرار.
وادعو هللا أن يوفقك دائم ًا في كافة اختياراتك ودع الخوف؛ ألن هللا هو من بيده المستقبل وهو من بيده كافة
أمورك.
يجب التفكير بشكل عميق في كافة أمورك ويجب أن تقوم بتحديد منافع ومضار كل اختيار حيث أن هذا األمر
سيساعدك أكثر في اتخاذ قرار حاسم ،كما يجب أن تتحمل مسئولية أي أمر من األمور مهما كانت النتيجة فثق
بنفسك وال تهرب من قرارك وواجه نفسك حتى وإن كانت النتائج ليست في صالحك.
فهذا هو طبع الحياة يو ٌم لك ويو ٌم عليك وليس من الضروري أن تكون كافة اختياراتك صحيحة فأنت بشر وكل بشر
خطاء.
وفي ختام موضوعنا عن عالج التردد في اتخاذ القرار* فاقدم فقط على الحل دون خوف من الغد دون قلق أو
تضخيم حجم السلبيات ،وتوكل على هللا وقل بسم هللا وسير في الطريق دون خوف
لتردد جزء طبيعي في أي شخص ،خاصة حين يكون مقبالً على موقف ،أو قرار ،أو اختيار جديد لم يخبره من
قبل؛ لذا فليس كل تردد مشكلة.
يتحول من مجرد انتظار طبيعي حتى يتم جمع معلومات حول موضوع ما ،أو استشارة أهل الخبرة فيه؛ لدرجة
تعطل صاحبها عن القيام* باختيار له وقت محدد ،أو قد اتضحت مالمحه بعد مشاورات.
-حينما يصبح التردد صديقا مالزما لإلنسان يزوره في كل تفاصيل حياته الصغيرة اليومية.
14
-حينما يصاحبه خوف ،وتوتر ،ومعهما المزيد من جمع المعلومات التي تم التأكد منها من قبل ،أو تكرار
السؤال عنها ذاتها ،ولكن بمزيد من تفاصيل التفاصيل.
-يصبح التردد مشكلة أيض ًا حينما نرتعب من فكرة المخاطرة ،أو المغامرة التي هي جزء أصيل في الحياة
بدونه تفقد الحياة رونقها ،وحين يظل الشخص فترة طويلة نسبيا ليتخذ قرارا صار واضحا عن ذي قبل؛ فيخسر
فرصا حقيقية.
والحقيقة أنني وجدت من خالل العيادة أن الشخص نفسه يشعر بنفسه حين يقع أسير ًا للتردد ،وحينها يشعر بدرجة
-تتفاوت -من المعاناة* التي تكدر عيشه ،وهذا ال يتسق مع التردد الطبيعي ،والمشروع جدا قبل القيام بخطوة
جديدة؛ فهذه ترتعب موتا حين تضطر التخاذ قرار بالموافقة على عريس متقدم لها رغم توافر المعلومات التي تنبئ
بالخير ،ولن يتطلب منها األمر سوى موافقة مبدئية يقبلها والداها ،والعريس المتقدم ،وهذا ينتظر وقتا طويال قبل أن
يقرر الموافقة على قبول العمل في مكان ما رغم دراسته مميزات وعيوب هذا العمل ،ورغم أن هذا العمل كان في
السابق حلم ًا من أحالمه ،وذاك يتردد قبل إجراء عملية ليست بالخطيرة أو المخيفة ،ولكنها مهمة له اآلن قبل
تدهور صحته ،وهناك من يتردد أمام دوالب مالبسه حتى يختار ما يرتديه رغم أنه سيخرج لمقابلة أصدقائه
المعتادين ،وهذه بعض األمثلة ،وهناك عشرات غيرها تبعد عن التردد الطبيعي.
وهنا أقول لمن يتردد مثل هذا التردد الذي يصاحبه شعور عميق بالخوف ،وتوتر زائد عن الحد ،ورهبة من
المجازفة ألمر ليس عظيما؛ مما يجعله يهرب ،ويهرب من االختيار ،حتى لو كان الهروب في صورة نقل اتخاذ
القرار لشخص آخر بأشكال مختلفة تحت مسمى شيك مثل" ..مباركة األهل" ،أو "فالن أدرى" ،أو "الضغط
المستتر بعدم اتخاذ قرار حتى يأخذه غيره" ،أو "الهروب من الموقف تماما تحت ادعاء يبدو حقيقي ًا" ،الخ ..لكل
هؤالء أقول خطواتك للسيطرة على ترددك ستمر على مستويات األفكار ،والمشاعر ،والسلوك..
- 1ترددك هو المالءة التي تخفي وراءها حقيقة خوفك ،أو رفضك للخطأ ،أو رفضك للخسارة /الفقد *،أو رفضك
لعدم الكمال من وجهة نظرك ،أو رفضك لتحمل المسؤولية؛ وإذا كان األمر كذلك فلتس ِ ّم األشياء بأسمائها ،ولتبدأ
أولى خطوات تحررك باعترافك لنفسك ،وأمام نفسك بأنك خائف جدا ،أو رافض جدا للخطأ ،أو رافض جدا
للخسارة ،أو رافض جدا ألي نقص ،أو رافض للمسؤولية.
- 2تحتاج اآلن بعد هذا االعتراف الصادق أن "تقبل" نفسك كما هي ،وقبولك هذا ال يعني الموافقة على ما يرهقك
نفسيا ،وال يعني استسالمك له بمزيد من التخبط واالنهزام ،كما ال يعني الشجار معه؛ وتوقفك عن الشجار يجعلك
15
تتفادى* الصراع الذي ال ينتهي إال بنفس النتيجة ..وكل ما عليك فعله هو أن تقبل بصدق ما وجدت وما اعترفت به
اآلن لنفسك دون حكم على نفسك ،وهذا هو القبول الصحي.
- 3أيا كان االعتراف الذي اعترفت به لنفسك (من االعترافات السابق ذكرها) فإن وراء هذا االعتراف "قلة
نضوج نفسي" نتج عن أفكار غير حقيقية صدقتها في عمق أعماقك ،وجاء الوقت اآلن بعد قبولك لنفسك أن تنقحها؛
لتكون واقعيا تلمس قدماك أرض الواقع؛ فالشخص الذي يخاف شخص طبيعي ،ويحتاج لإلطمئنان واختبار قدرته
على المسئولية؛ فلتطمئن بالبحث ،واالستشارة مستعين ًا بعدد محدود من أهل الخبرة والثقة ،ويفضل لو كان شخص ًا
واحد ًا ،وأن تتدرب على خوض تجربتك الذاتية في المعرفة ،واالختبار الذاتي مهما كلفك األمر؛ فأنت تتعلم.
-4ال أحد يفوز دوم ًا ،أو ينجح دوم ًا ،أو يعرف حقيقة األمور دوم ًا ..هذا الشخص وهم في رأسك وحدك بال دليل؛
مهما وجدت أشخاص ًا ناجحين ،متفقين ،واثقين في اختياراتهم؛ فقد سبق هذا الكثير من التعلم من خالل الخطأ،
والفشل ،وأوقات الضعف.
-5ترددك ،المالءة التي حاولت أن تحتمي بها ،لم تح ِمك من األلم ،وال المعاناة ،وال شعورك العميق بالضعف ،أو
العجز؛ فماذا ستخسر حين تبدأ خطوات تجربتك الذاتية أكثر من هذا؟
- 6تذكر أنك لم تولد هكذ مترددا ،ولكن لسبب ما وصلت لك فكرة أنك "ال تستطيع" ،أو "ال يجب أن تخطئ" ،أو
ال يجب أن "تجرب" ،أو ال يجب "أن تبذل جهدا" ،أو غير ذلك من األفكار التي تهزم حقيقة بشريتك؛ وقد آن
األوان أن توقف تلك األفكار ،وأن تسمح لنفسك أن تكون "إنسان ًا" ..يخطىء؛ ليتعلم ،ويفشل؛ لينجح؛ ويقبل
المحدودية والعجز؛ ليتقن.
-7أنت وأنا وهو وهي مجموعة نتائج لقرارات؛ فلتحظ َ بالتعرف إلى حقيقتك التي لم تترك لها نافذة لتتنفس منها
خوفا من الخطأ ،أو الفشل ،أو حكم اآلخرين؛ فاآلخرون مثلك تماما حتى وإن ظهروا من الخارج مختلفين.
- 8ابدأ بدوائر صغيرة لتكون "بروفة" لك ،أو بأشياء صغيرة حدد فيها ما تحتاجه ،وحدد مواصفاته ،وحدد لك وقتا
للحصول عليه ،وال تتنازل ،أو تلتفت ألي شيء خارج ما حددته ،وتوكل على هللا ،ونفذ سامح ًا لنفسك بالتعلم.
- 9كلما تدرجت؛ اسمح لنفسك أن تخوض مساحة أكبر ،وكلما وجدت نفسك خائفا صادق خوفك ،واقبله دون
استسالم ،وال شجار ،وتذكر أنه يمكن أن يكون رفيقا حاضر ًا دون أن يعطلك ،وأنه كلما رافقك مع عدم العطلة،
كلما قل حجمه ،وكلما تنفست ،وأحببت اتخاذ القرارات ،والمسؤولية.
- 10ال تنسحب مهما حدث في صراعك القديم مع أفكارك المشوشة ،وأقبل وجودها ولكنها لم تعد في الصدارة*
كالسابق ،ولكنها صارت في ركن بعيد ،ال يسمح لها بالعبث مجددا.
16
- 11شارك مشاعرك ،وخطواتك ،وأفكارك مع شخص تطمئن على نفسك معه دون حكم عليك ،أو مقارنة ،أو لوم،
وأجعله واحة لراحتك من هموم تنغص عليك في باقي أوقاتك.
-12اسمح لنفسك بالقيام بأنشطة تحمل طابع المخاطرة* المحسوبة؛ لتساعدك من جانب آخر.
- 13إن كان ترددك يصاحبه أعراض أخرى مرضية كالوساوس ،أو نوبات الهلع ،أو غير ذلك من األعراض
الغير طبيعية الواضحة؛ فلتقم بزيارة متخصص؛ ألنك تحتاج أكثر من تلك الخطوات التي ذكرناها.
لكي تمتلك القدرة على اتخاذ القرارات* السليمة بشك ٍل سريع بعيد ًا عن التردد الذي قد ي ِ
ُفوّ ت عليك العديد من
الفرص المهمة ،عليك أن تتو َّكل على هللا سبحان ُه وتعالى ،وأن تؤمن بأن هللا سيختار لك الخير بشك ٍل دائم.
لتتخذ القرارات الصحيحة والسريعة في الوقت المناسب ودون أي تأخير أو تردد عليك أاَّل تخف ،وأن تتحلَّى
بالشجاعة الضرورية ،وف ِّكر دائم ًا بالنجاح قبل أن تفكر بالفشل.
لكي تتخلَّص من مشكلة الترد في اتخاذ القرارات* السريعة في األوقات التي تتطلَّب ذلك ،عليك أن تتحمَّل النتائج
أشخاص آخرين.
ٍ التي قد تترتب على تلك القرارات ،عوض ًا عن التهرُّ ب منها وتحميلها إلى
في حال كنت تشعر بالخوف والضعف وعدم القدرة على التفكير الصحيح التخاذ القرار المناسب ،ننصحك بأن
تطلب المساعدة من أحد األقرباء أو األصدقاء المقربين الذين الذين تث ُق بهم وبقدرتهم على توجيهك نحو الطريق
الصحيح.
17
خامس ًا :حدد أهدافك
تلعبُ األهداف دور ًا فعاالً في تحريض اإلنسان على اتخاذ القرارات السريعة بعيد ًا عن القلق والتردد ،لهذا عليك
أن تحرص دوم ًا على تحديد أهدافك بشك ٍل واضح والسعي وراء تحقيقها في الوقت المناسب دون أي تأخير.
كي تنجح في اتخاذ القرارات* السليمة بشك ٍل صحيح بعيد ًا عن التردد والخوف عليك أن تف ِّكر بشك ٍل إيجابي حيال
كل أمور ومواضيع الحياة ،وأن تبتعد عن التفكير السلبي الذي يُعيقك عن اتخاذ أي قرار سليم وصائب في الحياة،
كما عليك أن تبتعد عن األشخاص السلبيين وعن األخذ برأيهم.
لتتَّخذ قرارات سليمة في حياتك بعيد ًا عن التردد والخوف ،عليك أن تؤمن بفكر ٍة مهمة وهي أنَّ كل إنسان على هذه
األرض مُعرَّ ض للوقوع في الخطأ ،وأن الخطأ هو أمرٌ وارد وطبيعي ،لهذا عليك أن تتقبَّل أخطاءك وأن تعمل على
تصحيحها عوض ًا عن التهرُّ ب منها أو تحميلها لغيرك.
لكي تتَّخذ القرارات الصحيحة بشك ٍل سريع بعيد ًا عن التردد عليك أن تُن ِّمي ثقتك بنفسك ،وأن تؤمن بالقدرات* التي
تمتلكها مهما كانت بسيطة ،وتأ َّكد بأنَّ الثقة هي مفتاح النجاح بالنسبة لكل إنسان.
18
التحلي بالثقة في النفس ونصائح باالستفادة* من القرارات الخاطئة
إن الكثير من األشخاص يتخوفون من اتخاذ القرارات في حياتهم المهنية أو الشخصية ،مؤكدا أن التردد يكون،
غالبا ،بسبب وقوف الشخص أمام خيارات كثيرة.
،أنه من أجل التخلص من التردد ،البد من اتخاذ القرارات بسرعة ،حتى لو كانت تهم الحياة اليومية البسيطة “إذا
كان الشخص يجد صعوبة في اتخاذ القرارات* البسيطة ،فمن الصعب اتخاذ القرارات المصيرية” ،قبل أن يضيف
أن الخوف من ارتكاب األخطاء من األسباب التي تؤثر على اتخاذ القرارات*.
وكشف المتحـــدث ذاتــه أن التردد من اتخــاذ القــرار* يتولــد بسبب الخــوف من الندم ،قبل أن يضيف أنه من
المهم أن يضغط الشخص علــى نفســه التخاذ القرارات واإلسراع في ذلك “هذه الطريقة ال تساعد على اتخاذ
القرارات* الصحيحة ،لكن الكتساب مهارة وعادة اتخاذ القرارات بسرعة ودون تردد”.
،في حديثه مع “الصباح” أنه لتجاوز مشكـــل التــردد ،وجب وضع أهداف يومية ،حتى إذا لم تكن كبيرة،
والحرص على تطبيقها يوميا ،مشيــــرا إلى أن اتخــاذ قــرارات مصيرية التي تتعلــق بشكــــل خــاص بالماديــات
وااللتزاماتــة من قبيل اقتنــاع العقــارات* أو الزواج البد من العــودة* إلى التجربة الشخصية أو تجـــربة أشخــاص
آخــرين مع الحرص على أخذ الوقت الكافــي ،قبل اتخاذ القرارات المصيرية.
ويرى االختصاصيون أنه من أسباب التردد في اتخاذ القرار* أو العدول عنه وتبديله عدة مرات قبل الوصول إلى
القرار النهائي ،الخوف من تكرار خطأ سابق ارتكبه الشخص ،وهنا يجب مراجعة الخطأ والتعلم منه ،وعدم
استخدامه حجة لعدم اتخاذ أي قرارات مستقبلية ،والخوف من تبعات القرار وتحمل أي سلبيات تنتج عنه ،أو
الخوف من تحمل المسؤولية ،وتفضيل إلقاء هذا الدور على شخص آخر حتى يتحمل مسؤولية االختيار.
ومن بين األسباب أيضا ،الخوف من التغيير ،إذ يرتاح بعض األشخاص في التكرار والروتين ويخشون حدوث أي
تغيير في الحالة السائدة ،إلى جانب ضعف الثقة بالنفس ،والمبالغة في تحليل البدائل واالحتماالت المتاحة وإضاعة
الوقت بكتابة تفاصيل في غاية الدقة غير محتملة الحدوث.
19
ما هي الشخصية االنهزامية؟ •
إنَّه بارع في قلب الحقائق وإلقاء الالئمة على اآلخر هرب ًا من مواجهة أخطائه وهفواته ونقاط ضعفه ،إذ يحو ُل
انعدام ثقته بذاته واضطراب شخصيته ومشاعره بينه وبين الحياة ،وال يستطيع بناء عالقة صداقة حقيقية معها؛
فبد ً
ال من أن يفتح قلبه وعقله للعالم الحقيقي وأشخاصه ،يهرع إلى منصات العالم االفتراضي لكي يع ِبّر عن ذاته
ومشاعره من وراء شاشة هاتفه ،هارب ًا من مسؤولية وأهمية التعبير أمام الناس والمجتمع.
ين ُف ُر اآلخرون منه بسبب شكواه وتشكيكه الدائ َم ين في صدق مشاعرهم تجاهه؛ فهو ال يأخذ باألسباب المتاحة
أمامه ،بل يداوم على تصوراته السلبية عن المستقبل ،وال يُق ِدم على أي خطوة في حياته بحجة أنَّه ما من شيء
يدعو إلى التفاؤل*.
اضطراب في الشخصية ،حيث تتبنَّى الشخصية االنهزامية أسلوب حياة قائم على التشاؤم والسلبية وسوء الظن
وضعف اإلرادة؛ فهي تميل إلى السوداوية في كل شيء تُق ِدم عليه ،وترفض أن ترى آفاق الحياة األخرى ،وتفشل
في اإلحساس بنعم الحياة وبما تملكه من قدرات و َملَكات ،ويسيطر عليها إحساس العجز والهزيمة في كل مناحي
الحياة.
ال تمتلك الشخصية االنهزامية الثقة بنفسها ،وتُق ِلّل من شأن ذاتها ،وتجلدها باستمرار؛ األمر الذي يعيقها عن التقدم
في الحياة.
20
عاد ًة ما تُك ِث ر هذه الشخصية من الكالم والشكوى واالنتقاد ،وال تأخذ أي خطوة جدية نحو التغيير والتطوير ،وتصب
جام فشلها على الظروف واألشخاص ،وال تقوى على مواجهة أخطائها وتقبُّلها والبدء من جديد بداية قوية واثقة
وصادقة.
تميل الشخصية االنهزامية إلى تو ُّقع الشر في كل أمر تُق ِدم عليه في الحياة؛ فهي ال تقوم بأي خطوة في حياتها ألنَّها
تفترض الفشل مسبق ًا ،وتكون دائمة التركيز على السلبيات ،وال تعترف بوجود جانب آخر مشرق لكل أمر في
الحياة.
تنظر الشخصية االنهزامية نظرة انتقاص إلى ذاتها وقدراتها ،وتق ِلّل من قيمة نفسها؛ األمر الذي ينعكس سلب ًا على
ضل استخدام
تعاطيها مع الحياة واألشخاص؛ فهي تخشى التعبير عن ذاتها بكل صراحة ووضوح وجرأة ،وتف ِ ّ
وسائل التواصل االجتماعي على التواصل الحقيقي مع اآلخرين.
.3الشكوى الدائمة:
تنزع الشخصية االنهزامية إلى الشكوى الدائمة؛ فهي تتلذذ بتقمص دور الضحية والشخص العاجز ،وتعشق
نظرات الشفقة المرتسمة على وجوه اآلخرين؛ فهي تمتلك مفهوم ًا مشوه ًا لالحترام ،وتجد أنَّ احترافها لدور
ُكسبها رضا الناس واحترامهم لها.
المغلوب على أمره سي ِ
.4االستفزاز:
بعد أن تنجح الشخصية االنهزامية في استفزاز اآلخرين ،تتهمهم بعدم اهتمامهم بها ،وتجريحهم القاسي لها؛ وذلك
ُظهر في مراحل متطورة من المرض النفسي رغبة عارمة
بهدف إشعارهم بتأنيب الضمير والشفقة عليها؛ كما قد ت ِ
في اإلحساس بالمهانة والذل ،بحيث تجدها تميل إلى خلق المشكالت مع اآلخرين إلشباع رغبتها في سماع الشتائم
والسُباب واأللفاظ النابية.
.5قلة اإلنجاز:
21
تلتزم الشخصية االنهزامية بسياسة "الكالم الكثير والفعل* القليل"؛ فهي محترفة في إلقاء الالئمة على الظروف
واألشخاص ،وال تُبا ِدر إلى القيام* بأي خطوة إيجابية من شأنها أن تغ ِيّر واقعها ،وال تعترف بسياسة "األخذ
باألسباب وتسليم ما تبقَّى إلى اللَّه"؛ بل إنَّها شخصية ضعيفة من الداخل ال تمتلك جرأة االعتراف بأخطائها وتقبُّلها
والسعي إلى تجاوزها.
.1التسلط األسري:
عندما يتعرَّض الطفل* إلى تسلط كبير من أحد أبويه ،يزداد احتمال إصابته باضطراب الشخصية االنهزامية ،حيث
إنَّ أنواع ًا معينة من الممارسات ،مثل السيطرة التامة على الطفل ،وكبح جماح شخصيته ،وتعطيل قدرته على
التعبير والتحليل ،وكسر حريته وحقه الطبيعي في رفض أو قبول أي أمر في حياته ،والتحكم الجائر في مجرى
حياته وقراراته دون اتباع سياسة اإلقناع ،تخلق طف ً
ال* مهزوز الثقة ،ومش َّوه الداخل ،وضعيف اإلرادة ،ومشلول
اإلدراك؛ فتختلط عليه األمور ،ويخلق تصور ًا خاطئ ًا بأنَّ تقمصه لدور المظلوم يكسبه رضا الناس ويحميه من
جورهم ومكرهم؛ فهو يُس ِقط شكل التعامل المشوه بينه وبين أبويه على كل عالقاته االجتماعية.
.2األفق المحدود:
تؤ ِ ّدي النظرة المحدودة للمستقبل ،وتب ِنّي سياسة "الخيار الوحيد" إلى اإلصابة باضطراب الشخصية االنهزامية؛
فعندما يعتقد اإلنسان أنَّ خيارات الحياة محدودة وفرصها قليلة جد ًا ،تنخفض عزيمته ،ويتح َّول إلى إنسان روتيني
وتقليدي وتابع أعمى للظروف والموروثات السلبية المعرقلة.
ُعطي االنفتاح على الحياة ومساراتها نظرة أكثر شمولية عن الحياة ،وإدراك ًا* وتفاؤالً وثقة أكبر
من جهة أخرى ،ي ِ
بالذات ،ووعي ًا بأنَّ الحياة مألى بالفرص والخيارات ،وإرادة للسعي وإثبات الذات.
يُؤ ِ ّد ي عدم تبني سياسة "األخذ باألسباب ،وعيش اللحظة" إلى اإلصابة باضطراب الشخصية االنهزامية ،فالمؤمن
الحقيقي هو َمن يعي أهمية السعي في الحياة وفق ًا لإلمكانات المتاحة لديه ،ويُس ِلّم باقي األمور التي ال يستطيع
تغييرها إلى اللّه ،ويثق ثقة تامة أنَّ اللَّه معه ويدعمه دوم ًا؛ وباإلضافة إلى ذلك ،ي ِ
ُدرك أنَّ الماضي انتهى والمستقبل
يأت بعد ،فيعيش لحظته بكامل استمتاعه وقوته وتفاؤله. لم ِ
22
تكمن أول خطوة في عالج الشخصية االنهزامية في اعتراف الشخص بما يعانيه من اضطراب ،ورغبته .1
الصادقة في التخلص منه.
التدرب على مواجهة المخاوف بدالً من الهروب منها ،فعلى الطبيب النفسي مساعدة الشخص االنهزامي .2
على البوح بتجربة طفولته القاسية وما يعانيه من مخاوف وأفكار سلبية؛ حيث يبدأ بهذا تعبيره عن ذاته الظهور من
جديد ،وتزداد ثقته بنفسه وباآلخرين.
على الشخص االنهزامي التفكر أكثر في خلق الكون والهدف األساسي من وجودنا على األرض ،وفي .3
أوامر اللَّه؛ وإدراك حقيقة أنَّ السعي هو الرسالة األسمى في الحياة ،بحيث يأخذ اإلنسان بكل األسباب المتاحة
أمامه ،ويثق أنَّ اآلتي أفضل وأكثر بركة ،ويعيش لحظته بمتعة دون ندم على الماضي أو خوف من المستقبل.
على الشخص االنهزامي أن يتعلم حب ذاته ،فلن يستطيع أن يحب أي شيء على وجه األرض إن لم .4
يعشق ذاته ويحترمها؛ ويبدأ ذلك من اكتشاف نقاط قوته والعمل على تطويرها ،والبحث عن نقاط ضعفه والعمل
على إدارتها لتصبح في صالحه.
على الشخص االنهزامي أن يُغ ِيّر بوصلة تركيزه؛ فبدالً من التركيز على السلبيات ،عليه إدراك النصف .5
المآلن من الكأس ،واالحتفاء به ،والعمل على تعزيزه؛ إذ إنَّنا نحصل دائم ًا على ما نر ِّكز عليه.
على الشخص االنهزامي السعي إلى بناء عالقات حقيقية وراقية مع أناس حقيقيين ،واالبتعاد عن العالم .6
االفتراضي ،والعمل على التعبير الحر والواعي عن ذاته بين الناس ،واالبتعاد عن استفزازهم ،والثقة من جديد
بذاته ومهاراته ،وباآلخرين وقدرتهم على احتوائه.
الخالصة:
تع ُّد عملية تطور اإلنسان الروحية والنفسية والفكرية عملية تراكمية؛ لذلك اسعَ إلى الخطو خطوة يومي ًا في طريق
االرتقاء بذاتك والتطور والسعي إلى األفضل؛ إذ تنشأ الهزيمة النفسية من عدم وعيك بقدسية "السعي" ،والذي
يمثل بدوره الهدف األسمى من وجودنا وحياتنا.
23
امتله عن مشاكل التردد
أعاني من كثرة التردد في اتخاذ القرارات .1
السؤال
أما عن مشكلتي ،فأنا ال أدري ـ حقيقة ـ أهي مشكلة نفسية أم ضعف في الشخصية أم ماذا؟ أرجو منكم السماح إذا
أطلت عليكم.
أنا بعمر 25سنة ،ومتعبة جد ًا مما أنا فيه :فأنا إنسانة مترددة إلى أقصى حد في كل أمور الحياة ،ال أستطيع أن
أتخذ القرار* المناسب ،مع أني من النوع الذي يفكر في كل شيء يحدث لي ،أو أنا أقوم به ،والجميع يقر بأني ذات
شخصية متفهمة ،ورزينة والحمد هلل ،ومع ذلك ال أحس أني أستطيع أن أستفيد من هذه الصفات التي لي في أمور
حياتي!
كل شيء أريد أعمله ـ كالوظيفة مثالً ـ ال أدري ماذا أقرر! وإن قررت على اختيار وظيفة ما أندم ،وهذه مشكلتي
األخرى ،حتى إن قررت أو اتخذت خطوة ما ،أندم وأشد الندم ،مع كوني مقتنعة بما فعلته.
أسرتي دائم ًا يقولون :إني بألف رأي ،وال أدري! وينعتونني بالمعقدة نفسي ًا ،فعالً بدأت أحس بذلك كثير ًا؛ مما يزيد
ألمي وحزني على ما أنا فيه ،فعالبدأت أحس بذلك كثير ًا ،وإذا كنت مقتنعة بشيء ما ،مثال :شيء أريد أن ألبسه،
فإذا أحد قال لي أنه غير مناسب ،فال ألبسه أبد ًا مرة أخرى ،فعالً ال أستطيع أن أتخذ قرارا بنفسي ،يجب أن أخبر
أحد ًا ليساعدني على القرار*.
ما زاد مشكلتي أنه تقدم لي خاطب ،وكنت ال أريده ،وعندما انتهى الموضوع ولم يحدث نصيب ندمت أشد الندم
عليه ،وأصبحت أفكر كيف أضعته! مع أني كنت مقتنعة كثير ًا به ،ومشكلة أخرى :تقدم شخصان في نفس الوقت،
24
وهللا لم أستطع اتخاذ القرار *،وأصبحت آذاني صاغية لآلراء التي حولي ،تارة أوافق على األول ،وأحيان ًا أكون
موافقة عليه ،وأعود وأقول ال ،غير مناسب في أمور معينة ،وتارة على اآلخر ،وهكذا إلى أن أضعت االثنين لطول
انتظارهم في الرد.
وهللا إني إنسانة ال أردي ما بي! وهذه مشكلتي أيض ًا إذا أردت شيئ ًا أتمنى حدوثه ،فعندما يقترب حدوث الشيء
تصبح عندي رغبة أن ال يحدث هذا الشيء! نعم ـ وهللا ـ إني إنسانة ال تدري ماذا تريد ،ماذا أتمنى ،كلما أتمنى
ال تقدم لخطبتي ،واآلن أحس بأني ال أريده ،ولم تتحرك شيئ ًا ،فال أرغب به ،كنت أتمنى أن يتقدم لي ابن عمي ،وفع ً
مشاعري تجاهه.
صرت أصدق ما يقول لي أهلي من أني معقدة ،وال رأي لي!! ساعدوني ألفهم نفسي ،وليكون لي القدرة* على اتخاذ
القرار الصائب في حياتي دون الندم على كل شيء أفعله.
اإلجابــة
أوالً :أود أن أؤكد لك أنك لست إن شاء هللا بضعيفة اإليمان ،وال تعانين من ضعف الشخصية ،إنما التردد هو سمة
من السمات التي نشاهدها كثير ًا ،خاص ًة فيما يعرف بالشخصية الوسواسية ،ويُعالج هذا بتطوير المهارات
االجتماعية ،والتي من أهمها أن تعلمي نفسك التمهل في دراسة األمور ،فعلى سبيل المثال تقررين مع نفسك أنك
أمر ما ،وحتى لو كنت وصلت إلى القرار* في اليوم األول ،فأرجو
ستعطيها مدة ثالثة أيام على األقل لدراسة ٍ
اإلصرار على ذاتك أنك البد أن تجري المزيد من الدراسة.
مثل هذه التمارين النفسية البسيطة ُوجد أنها تساعد كثير ًا ،كما أن هنالك أمر ًا آخر أثبت جدواه وفعاليته فيما ال يدع
مجاالً للشك ،وهو االستخارة في األمور ،وهذا أمر كثير ًا ما نجهله ،وقد ذكر أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم أن الرسول عليه الصالة والسالم كان يعلمهم االستخارة في كل األمور ،وقد أجرينا دراسة منذ مدة اتضح
فيها أن اإلنسان الذي يستخير ويستشير يوفق فيما يتخذ من قرار مهما كان متردد ًا ومتشكك ًا ،فأرجو أن تجعلي من
ذلك منهج ًا لنفسك .
هنالك أبحاث تُفيد أيض ًا أن تناول األدوية المضادة للوساوس يُساعد كثير ًا في التقليل أو اختفاء مثل هذه األعراض،
وعليه ننصح لك بتناول عقار يعرف باسم فافرين ،وجرعة البداية هي 50مليجرام لي ً
ال ،بعد األكل لمدة أسبوعين،
تُرفع بعدها الجرعة إلى 50مليجرام أخرى ،وتستمري على هذه الجرعة لمدة شهر ،ثم ترفع الجرعة إلى 200
مليجرام يومي ًا ،لمدة ثالثة أشهر أخرى ،ثم يمكن أن تخفضي الجرعة بمعدل 50مليجرام كل أسبوعين ،وتكون مدة
العالج قد اكتملت مع الشفاء الكامل بإذن هللا .
25
الشك المستمر وسوء الظن عطال مسيرة حياتي. .2
السؤال
السالم عليكم.
أعاني من الشك الدائم منذ الصغر ،فإذا تحدث شخصان أو مجموعة أشخاص ،أشك أنهم يتكلمون عني ويسخرون
مني.
تركت عملي لعدم اندماجي مع الزمالء ،وألني لست اجتماعيا ،وال أتقبل المزاح ،فسوء الظن دمر حياتي ،أصدقائي
محدودون جدا ،ال أقيم عالقات صداقة جديدة ،وأنفر من الناس ،وال أحضر المناسبات ،حتى عرفت بذلك ،فأصبح
البعض ال يدعوني لمناسبة ،وحتى عندما يزورني أحد في منزلي ،أكون منقبضا ،ال أتبسط مع الناس ،ولست عفويا
بل متحفظا ،ال أزور الجيران وال األرحام ،منعزل مستوحش ،أيامي كئيبة روتينية مملة ،متجهم في وجوه البشر.
في الفترة األخيرة ازدادت عزلتي ،وآخر وليمة كانت في بيتي منذ سنتين لضيف عابر ،أريد أن أشعر باألنس
واالجتماع مع الناس ،وأن أنبسط بحضورهم لمنزلي ،وأن أكون اجتماعيا محبوبا حسن الخلق ،أرتاح في صحبة
الناس واجتماعهم ،مبتسما للناس والحياة.
اإلجابــة
أخي :كل الناس لديها شيئًا من الشكوك حيال نوايا اآلخرين ،وهذا النوع من الشك نعتبره ش ًّكا محمودًا ،بمعنى أن
اإلنسان يحتاج ألن يحمي نفسه من خالل درجة من االنضباط الداخلي الذي يجعله يتحوط من الناس ،لكن طبعًا هذا
ال يصل لمرحلة عدم الثقة أو سوء الظن بالناس ،إذا تطور األمر وأصبح اإلنسان يتصرف حسب شكوكه في
تعامله مع الناس هنا تُصبح الحالة نستطيع أن نقول أنها ظنانية أو أنها مرتبطة بالشخصية ،هنالك شخصية ظنانية،
متوِجسة ،هنالك شخصية ال تُحسن الظن ،وهذه أحيانًا تُسمَّى بالشخصية البارونية ،وتسمَّى
ّ* ِّ هنالك شخصية
بالشخصية الظنانية.
26
أنا طبعًا ال أريد أن أكون عجوالً وأقول لك أنه ربما يكون لديك شيء من سمات هذه الشخصية ،ألن السمات
َ
وأصبحت أنت تتصرف في عالقاتك االجتماعية تحت تأثير فكر َ
تفضلت – ظهرت عندك منذ الصغر – كما
الشكوك والظنان حول مقاصد الناس.
يعني :من المفترض أن تُجرى لك بعض االختبارات النفسية المتعلقة بالشخصية ،ومن المفترض أن تكون هنالك
مقابلة أو مقابالت مع المختص النفسي والطبيب النفسي ،حتى نستطيع أن نقول هل لديك شخصية بارونية أم ال.
لكن على العموم :نسب ًة ألن هذه اآلليات الفحصية التي ذكرتُها قد ال تكونُ سهلة ،وإن كان من الممكن أن تذهب
وتقابل طبيبًا نفسيًّا ،لكن م َّم ا هو مطروح في استشارتك أنا أعتقد أن تناول جرعة صغيرة من أحد األدوية التي
تُساعد على القضاء على الشكوك الظنانية سوف يُساعدك.
توجد دراسات كثيرة ج ًّدا تُشير أن عقار (رزبريادون) بجرعة صغيرة يُساعد الشخصية التي لديها سمات الظنان،
وفي ذات الوقت األمر قد يكون مصحوبًا بشيء من الوسوسة – كما ذكرت – وقطعًا هذا االنعزال االجتماعي
الناشئ من هذا الفكر الظناني يؤدي إلى عُ سر في المزاج ،لذا وجدنا أيضً ا أن إضافة عقار مثل الـ (بروزاك)،
يعني :البروزاك الذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين) بجرعة صغيرة تُضاف له جرعة صغيرة من عقار رزبريادون
ستكون مفيدة ج ًّدا.
فيا أخي الكريم :إن كان ما ذكرتُه لك مُقنعًا فيمكن أن تبدأ في تناول الرزبريادون بجرعة واحد مليجرام ليالً لمدة
شهر ،ثم اجعلها اثنين مليجرام ليالً لمدة شهرين ،ثم اجعلها واحد مليجرام ليالً لمدة ستة أشهر ،هذه جرعة صغيرةٍ
شهر ،ثم توقف عن
ٍ ج ًّد ا من هذا الدواء ،وبعد انقضاء الستة أشهر اجعل الجرعة واحد مليجرام يومًا بعد ٍ
يوم لمدة
تناول الرزبريادون.
يوم لمدة
أ َّما بالنسبة للبروزاك فتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر ،ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد ٍ
شهرين ،ثم توقف عن تناول الدواء.
كال الدوائين من األدوية السليمة ،خاصة بهذه الجرعات ،وأسأل هللا تعالى أن ينفعك بها.
األمر اآلخر :طبعًا ال بد أن تبذل جهدًا في أن تحقّر هذا الفكر* الشكوكي ،وتسعى ألن تُحسن الظن بالناس،
صل رحمك ،ال بد من
وأنصحك بأن تقوم بواجباتك االجتماعية ،لبّي الدعوات ،امشي في الجنائز ،زر المرضىِ ،
هذه األمور ،هذه فيها خير كثير لك ،حتى ولو كان هناك شكوك وظنون ،لكن عليك ر َّد هذه الشكوك والظنون وال
تقبلها أبدًا لنفسك ،وإذا شككت فال تتحقق ،ألن في بعض الظن إثم ،أمر هللا تعالى بأن نجتنب كثيرا من الظن فقال:
{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرً ا من الظن إن بعض الظن إثم} ،هذه هي األسس العالجية.
27
أحس دائما بالنقص وأن الناس أفضل مني ..أريد حال .3
السؤال
أنا شاب عمري 25سنة ،أشكو منذ زمن من رهاب اجتماعي ،أخاف أن أتكلم أمام الناس والوقوف أمام الكاميرا،
وشخصيتي ضعيفة ،وأصبحت ال أستطيع التبول في الشارع في اآلونة األخيرة ،وأحس دائما بنقص وأن الناس
أفضل مني ،دائما أفشل ،سبق ونجحت في الجيش وبسبب انتقادهم لي تركت وخسرت الوظيفة.
ي ،يمكن يعود ذلك الشعور إلى نحافتي ،دائما أقول في
أخاف دائما من سخرية اآلخرين ،أظن أن الناس تتكلم ف ّ
نفسي أني ضعيف البنية ،وأصحابي يقولون لي أنت نحيف؛ مما يسبب لي التنمر والقلق النفسي ،وزني 65وطولي
187سم ،كثير األفكار السلبية ،والخوف من الحوادث واألمراض مع أني دائما أحلم بمستقبل جميل ،وأنا أمتلك
أحالما كثيرة ،ووجدت الكثير من الفرص الوظيفية ،لكن هذه العوامل* النفسية أعاقتني ،والعامل األساسي هو
النحافة ،وأيضا أصبحت أشكو النسيان ،وقلة الصبر ،والعصبية وعدم التأقلم مع األوضاع الصعبة ،وتدني الثقة
بالنفس ،والتأثر باآلخرين إيجابا وسلبا.
اإلجابــة
من مجمل استشارتك واضح أنك تعاني من مشاكل في الشخصية في المقام* األول ،أنت شخص حسَّاس ج ًّدا،
وحسَّاس بالذات لما يقوله عنك اآلخرين ،وعندك عدم ثقة في النفس ،وتعزو ذلك إلى أنك نحيف.
أخي الكريم :النحافة قد تكون نعمة في هذا الزمن ،فكثير من الناس يشتكون من زيادة الوزن ،ومعظم األمراض
والمشاكل تأتي مع زيادة الوزن – أخي الكريم – وبالذات بعد أن يتقدّم بك العمر ستُدرك أن النحافة نعمة من هللا،
وكما ذكرت فإن كثيرا من الناس ينفقون مبالغ ضخمة في التخلص من أوزانهم الزائدة خو ًفا من األمراض المترتبة
على زيادة الوزن مثل الضغط والسكري وأمراض القلب.
أخي الكريم :أنت في حاجة إلى عالج نفسي ليزيد ثقتك في نفسك ،وليزيل عنك الحساسية الزائدة ،ويُساعدك في
التوافق مع نفسك ،واالنسجام معها وقبول نفسك ،وبالذات قبول جسدك ووزنك؛ ألن هذا هو مفتاح قبولك لنفسك،
وهناك طبعًا اآلن عالج نفسي يُسمَّى (تقوية الذات) ،وهو يتكون من جلسات ،تُعطى فيها جلسات لتقوية الذات،
وتقوية النفس ،والتخلص من الحساسية المفرطة تجاه الناس وزيادة الثقة في النفس*.
فإذا استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي لعمل هذه الجلسات فهذا يكون الشيء األمثل واألفضل لك ،ولكن
ال بأن تبدأ بفعل أشياء صغيرة ،وظيفة صغيرة مث ً
ال ،واالستمرار عليها يزيدك عمومًا :أنصحك – أخي الكريم – أو ً
ثقة في النفس ،ابدأ بعالقات بسيطة أيضً ا ،وال ضرورة أن يكون لك أصدقاء ُكثر ،صديق أو صديقين ،كلما بدأت
28
بأشياء صغيرة واستطعت أن تنفذها وتداوم عليها ،فهذا يزيد ثقتك في نفسك ،والنجاحات تبدأ دائمًا باألشياء
الصغيرة ،ال تندم على الماضي ،ابدأ اآلن حياة جديدة ،ابحث عن عمل ،أي عمل مهما كان بسيطًا وأجره غير
كاف ،ولكن تحتاج ألن تعمل لترجع ثقتك بنفسك – أخي الكريم – ولتتعايش مع المجتمع بشكل طبيعي.
ما سبب تضارب الشعور بين الثقة وضعف الثقة بالنفس؟ .4
السؤال
السالم عليكم..
أعاني من ضعف الثقة بالنفس ،ولكن في بعض األحيان أشعر بالثقة التامة بالنفس فما سبب ذلك؟ وهل هو انفصام
في الشخصية؟ وهل أحتاج لمقابلة طبيب نفسي؟
اإلجابــة
انفصام في
ٍ رسالتك مختصرة ،لكن من خالل ذلك يمكن أن نفيدك بأنه ال توجد لك أي مؤشرات تد ُّل على
الشخصية.
هذا التقلُّب المزاجي من الشعور بالثقة في النفس – الثقة المفرطة نسب ًًّيّ*ا – وبعد ذلك يحدث انخفاض في تلك الثقة؛
غالبًا مرتبطة بالمزاج ،هنالك بعض األشخاص لديهم شخصية نُس ِّميها بـ (شخصية متقلبة المزاج) تُسمَّى
باإلنجليزية ( ،)syclothymiaوهذه الشخصية يُعرف عنها تقلُّب المزاج ،واإلنسان حين يكون في مزاج جيد
مزاج اكتئابي أو شبه اكتئابي تخت ُّل ثقته في
ٍ تكون طاقاته النفسية والجسدية وثقته بنفسه مرتفعة ،وحين يكون في
نفسه؛ ألن طاقاته النفسية وطاقاته الجسدية قد تضعف.
أيها الفاضل* الكريم :سيكون من الجيد إذا قابلت طبيبًا نفسيًّا أو أخصائيًا نفسيًّا للمزيد من االستقصاء ،والمزيد ممَّا
يمكن أن نسمّيه بالمناظرة* اإلكلينيكية المفيدة* ليصل الطبيب أو المختص النفسي للتشخيص الدقيق لحالتك ،لكن ممَّا
أؤكده لك أنه ال يوجد لديك انفصام في الشخصية ،هذا هو المهم ،وأرجو أن تعيش حياتك بصورة عادية ج ًّدا،
وتكون أكثر ثقة في نفسك ،وأن تُحسن إدارة وقتك ،وأن تُحسّن الدافعية لديك ،هذا مه ٌّم ج ًّدا .وَ ا ْ
سعَ لمقابلة المختص
كما ذكرتُ لك.
29
السؤال
السالم عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع ,وعلى ما تقدمونه من استشارات وخدمات ,جزاكم هللا خيرا.
أود أن أعرض مشكلتي عليكم ,وهي مشكلة تؤرقني كثيرا ,وتسببت في خسارتي ألشياء كثيرة في حياتي ,وهي
مشكلة التردد ,وعدم اتخاذ القرار ,والوسواس بعد اتخاذ القرار *,والندم عليه.
أنا ال أستطيع أن أتخذ قرارا إال بعد فترة طويلة جدا ,وقد أتخذ القرار* بعدما يكون الوقت قد فات ,وأندم بعد ذلك
لماذا لم أتخذ القرار مبكرا.
أيضا المشكلة الكبري هي أنني أخاف جدا من اتخاذ القرارات ,وأتمنى أال أتخذ أي قرار في حياتي ,ودائما أفكر أن
هناك أفضل ,وأنني تسرعت في اتخاذ أي قرار ,وكان ال بد أن أنتظر قليال.
على سبيل المثال حينما كنت أذهب لشراء مالبسي كان ال بد أن أستشير أحد أصدقائي ,فإذا قال لي :إن هذا
القميص غير مناسب أتركه وال أشتريه ,وإذا قال لي :إنه مناسب أشتريه على الفور*.
وقد قمت منذ فترة بشراء موبايل ,وبعد شرائه شاهده أحد زمالئي بالعمل وقال لي :لماذا اشتريت هذا الموبايل؟ إن
صوته منخفض وغير جيد ,ومنذ تلك اللحظة فكرت في كلماته ,وبدأت أشعر فعال بأن الموبايل صوته منخفض,
وقمت بعمل إعالن على اإلنترنت لبيع الموبايل ,على الرغم من أنني اشتريته منذ يوم واحد فقط ,وبعته بالفعل,
وخسرت فيه حوالي 300جنيه ,وقمت بشراء تليفون مستعمل بدال منه لمجرد أن صوته عا ٍل ,كما قال لي زميلي.
أيضا من بين المواقف التي تسببت في خسارة كبيرة لي بسبب التردد هي أنني قمت بشراء الب توب بحوالي
4000جنيه ,وقد قمت بشرائه بعدما قمت بدراسة جميع أنواع الالب توب على اإلنترنت لمدة شهرين ,حتى أستقر
على النوع األفضل ,ثم بعد ذلك ذهبت لشرائه ,وبعد شرائه بيوم واحد ,شعرت أنني تسرعت ,وأن هناك أفضل من
هذا الموديل ,وكان ال بد أن أختار الموديل اآلخر.
ذهبت للبائع وقلت له إنني ال أريد الجهاز فسألني هل هناك عيب فيه؟ قلت له ال .ولكنني أريد الموديل األفضل,
فقال لي سوف تخسر في هذا الجهاز 500جنيه؛ ألنك قمت باسترجاعه ,فوجدت نفسي أقول له موافق ,وقمت
باسترجاع الجهاز ,واشتريت موديال آخر ,ولوال أن الحرج منعني لكنت قد قمت باسترجاع الموديل الثاني أيضا,
وهكذا*....
أيضا :من ضمن األمور التي أفسدها التردد في حياتي هي أنني قمت بخطبة إحدى زميالتي في العمل ,وبعد
خطبتها بيوم واحد بدأ الوسواس يتسلل إلى نفسي أنها غير جميلة ,وأنني تسرعت ,وكان ال بد أن أنتظر لعلي أجد
من هي أجمل وأفضل!
30
وبدأت المعاملة تسوء مع خطيبتي ,فال أحب أن أكلمها ,وال أراها ,وأتجنب الذهاب إلى بيتها ,وإلى عائلتها حتى
اكتشفت أنني ال أعطيها باال؛ فقررت فسخ الخطبة فورا ,وقالت لي :أنت إنسان متردد ال يدري ماذا يريد!
وأخيرا :قمت منذ شهر بشراء شقة جيدة بعد تفكير طويل ,وتردد طويل ,ولكن منذ أن اشتريتها وأنا ال أنام,
فالوسواس ال يتركني ,ويقول لي أنت تسرعت ,لماذا اشتريت هذه الشقة في هذه المنطقة ,كان ال بد أن تنتظر قليال
لكي تجد شقة أفضل في منطقة أفضل ,يا خسارة لقد تسرعت ,ولكن ماذا ستفعل اآلن؟
لدرجة أنني فكرت أن أذهب لصاحب العمارة ,وأطلب منه استرجاع نقودي ,وإلى اآلن يراودني هذا الشعور,
ولكنني فضلت أن أكتب لكم لعلي أجد حال لتلك المشكلة التي تهدم حياتي يوما بعد يوم ,خصوصا وأنني حاليا
أخطب فتاة ملتزمة ومتدينة ,ويراودني نفس التردد الذي حدث مع الفتاة السابقة ,فماذا أفعل؟
بقي شيء أخير ,وهو أنني أقوم باالستخارة فعال قبل اتخاذ أي قرار ,ولكنني أحيانا أظل مترددا بعد االستخارة
أيضا ,وأقول لنفسي :لقد استخرت ,لماذا أنت متردد؟ فيكون الوسواس هو :من قال لك أن هللا قد قبل استخارتك؟
لعل هللا يعاقبك ويختار لك شيئا سيئا ليعاقبك؛ ألنك غير منتظم في الصالة ,ومقصر في قراءة القرآن.
أنا أعرف أن هذا ليس صحيحا ,وأنني ال بد أن أكون حسن الظن باهلل سبحانه وتعالى ,ولكن هذا ما يحدث لي
بالفعل.
مالحظة :أنا أتناول دواء يسمي ( بروزاك ) كبسولة يوميا منذ أسبوعين ,ولكنني لم أشعر بتحسن قوي حتى اآلن.
اإلجابــة
مناح ،ووساوس التردد من الوساوس المزعجة لصاحبها ،وتتطلب ٍ أتفق معك أن الوساوس القهرية قد تأخذ عدة
جهدا عالجيا ،لكن في نهاية األمر نتائج العالج رائعة ج ًّدا ،وأنا أفضل ويا حبذا لو ذهبت وقابلت طبيبا نفسيا ،هذا
أفضل من حيث المتابعة ,وترتيب العالج النفسي والدوائي.
أما إن لم تكن تستطيع أن تذهب فأقول لك :تعامل مع هذه الوساوس على أنها شيء سخيف ،والشيء السخيف ال بد
أن يُحقّر ويقاوم وال يتبعها أبدًا ،وعليك أن تدخل في تجارب أو نوع من الدراما* التي من خاللها تتصور وتتخيل
وتمثل أنك تريد اختيار شيء معين ،وكان هذا االختيار في وجهة نظرك هو األفضل ،ولكن بعد فترة غيّرت رأيك
وندمت على هذا االختيار ،وهنا يجب أن تصر على موقفك أن ما اعتبرته خاط ًئا ليس خاط ًئا ،إنما هو الوسواس هو
الذي يقول لك ذلك (وهكذا) .إذن أنت محتاج لتمارين معرفية لصد الوساوس.
النقطة الثانية وهي مهمة ج ًّدا :هي أال تُجري حوارات وسواسية ،نقاش الوساوس ومحاورتها من أكبر المعززات
للوساوس ،وأنت أمامك مثال واضح ج ًّدا وهو موضوع االستخارة ،االستخارة مطلوبة في حالتك ج ًّدا ،لكن
31
الوسواس أقنعك من خالل الحوار معه أنه ال جدوى منها ،فأغلق على الوساوس ،وحين يأتيك الدافع واالندفاع نحو
مناقشة الوساوس وتحليلها ومحاولة تفسيرها وإخضاعها للمنطق ،قل للفكرة (أنت فكرة وسواسية حقيرة ،لن
أناقشك) وهكذا.
بقي موضوع العالج الدوائي :الدواء مهم في حالتك ،وهذا النوع من الوساوس يستجيب للدواء استجابة جيدة ،فإن
ذهبت إلى الطبيب –كما ذكرت لك– هذا جيد ،وإن لم تذهب فهنالك الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (بروزاك)
واسمه العلمي (فلوكستين) يعتبر دوا ًء جيدًا وفعا ً
ال في مثل هذه الحاالت ،لكن الدواء حتى يؤدي فعاليته يجب أن
تصبر على جرعته ,وتتناوله بانتظام ,وتكمل مدة العالج ،وبفضل من هللا تعالى هذه األدوية سليمة ،وغير إدمانية،
وهذا يُشجع تمامًا على االستمرار فيها وإكمال* فترة العالج.
البروزاك يتم تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا بعد األكل لمدة عشرة أيام ،بعد ذلك تجعلها كبسولتين في اليوم،
صباحا ومسا ًء ،استمر على هذه الجرعة لمدة شهر ،ثم بعد ذلك اجعلها
ً يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة أو كبسولة
ثالث كبسوالت في اليوم ،تناول واحدة في الصباح واثنين ليالً ،استمر عليها لمدة ثالثة أشهر ،ثم خفض الجرعة
إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر ،ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثالثة أشهر ،ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة
شهر ،ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء ليس له أي آثار جانبية مزعجة ،فقط بالنسبة للمتزوجين قد يؤخر اإلنزال المنوي قليالً ،لكنه ال يؤدي
إلى عقم أو شيء من هذا القبيل
هذا هو الذي أراه ،وبالنسبة للعالج الدوائي :توجد أدوية أخرى كثيرة ،لكن البروزاك ربما يكون أفضلها وأسهلها
استعما ً
ال.
بالنسبة لموضوع االستخارة :ال بد أن تكون هي أحد السبل التي تستعين بها وتأخذ أمرها بجدية تامة بعد تدارس
الموقف ،وال توسوس حول االستخارة ذاتها ،وارجع إلى حديث جابر بن عبدهللا -رضي هللا تعالى عنه– حين قال:
(كان رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم– يعلمنا االستخارة في األمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن)*.
32
أنا شاب عمري 28عاما ،مواظب على الصلوات الخمس منذ حوالي 5أشهر ،وهدفي أن أتقي هللا في كل شيء،
وال أؤذي أحدا.
عندي مشكلة نفسية بأنني دائما أتأذى نفسيا بعد كل مناقشة أو حديث عندما نكون مختلفين في الرأي ،ودائما أشعر
بالخوف أن أكون خاطئا ،ودائما عندي شك ،هل أنا على صواب أم على خطأ ،أخاف وأتردد كثيرا ،وأخاف دائما
من المستقبل ،وأخاف من أشياء كثيرة ،وأشعر دائما بالفشل ،وأحاول االستسالم ،وأخاف المواجهة ،ماذا أفعل؟
فأنا في هذه المشكلة طيلة حياتي ،وأشعر أن عمري يسرق مني ،ولم أقدر على فعل أي شيء؛ ألني أخاف أن
أفشل.
اإلجابــة
إن شاء هللا مشكلتك بسيطة ،بالفعل هي مزعجة ،حيث إن التردد واإلحساس بالذنب بعد المناقشات حتى وإن لم
تكن مُخط ًئ ا ،وأن تتراكم حساسيات الشخصية ،تجعل اإلنسان في حيرة من أمره في كثير من األحيان ،وهذا قد
يؤدي إلى شعور اكتئابي ثانوي ،يُخفض من مقدرة اإلنسان كثيرً ا على اتخاذ القرارات* السليمة وعلى التركيز.
اإلنسان يجب أن يُدرب نفسه حقيقة ،أن يقبل الناس كما هم ال كما يريد ،ودائمًا نعرف أن آرائنا التي نقولها قد ال
تكون مقبولة لدى كثير من الناس في بعض األحيان ،أو على األقل جزءا منها ،ونحن أيضً ا بنفس المستوى يجب أن
نتقبّل أن ما يقوله اآلخرين يجب أن نحترمه ،حتى وإن اختلفنا معه.
فاألمر هو عملية تدريب نفسي متواصلة ،أقب ُل اآلخر كما هو ،ال كما أريده أنا ،ال كما أتمناه أنا؛ ألن هذا مستحيل
أن يتحقق حتى أقرب الناس إليك ،حتى أقربائك ،حتى في بعض األحيان أبنائك ،يجب أاّل تروَّ ض فكرك على
وتصرُّ على ذلك؛ ألن ذلك يتصادم كثيرً ا مع الواقع ،إ ًذا نقبل
ِ مستويات مُعيّنة ،أو على ِطباع مُعيّنة في الناس،
الناس ،دائمًا نقبلهم كما هم ،وليس من الضروري أبدًا أن نتأثر بفكره ،أو بسلوكه ،خاصة إذا كان مُخط ًئا ،يجب أاَّل
نتأثر به أبدًا.
أنا أعتقد أن لديك نمطا وسواسيا واضحا ج ًّد ا في طريقة التفكير ،لذا يكون التردد ،يكون التأنيب ،يكون الخوف من
أشياء كثيرة ،وهذا كلُّه يؤدي إلى الخوف من الفشل ،وأراك في حاجة لعالج دوائي بسيط جدًا ،هنالك أدوية ممتازة
تُساعد في مثل هذه الحاالت؛ ألن المشكلة هي على مستوى التفكير أكثر ممَّا هي على مستوى التطبيق على الواقع.
إن كان باإلمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمرٌ جيد ،وإن لم يكن ذلك ممكنًا فعقار (سيرترالين) والذي يُسمّى
تجاريًا (لسترال) سيكون مفيدًا ج ًّد ا بالنسبة لك ،والدواء غير إدماني ،وقليل اآلثار الجانبية ج ًّدا.
بما أن عمرك ثمانية وعشرين عا ًم ا فالجرعة المناسبة لك هي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا
-من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرا ًما ،تتناول هذه الجرعة األولية يوميًا لمدة أسبوع ،ثم تجعلها حبة
واحدة يوميًا لمدة شهر ،ثم تجعلها حبتين يوميًا لمدة شهرين ،ثم تخفضها إلى حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين أيضً ا،
يوم لمدة أسبوعين آخرين ،ثم تتوقف عن تناول الدواء.
ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين ،ثم نصف حبة يومًا بعد ٍ
33
الدواء سوف يفيدك كثيرً ا -إن شاء هللا تعالى ،-وط ِبّق اإلرشاد السلوكي الذي نصحتك به ،وحاول أن تقوم
نسيجا اجتماع ًيّا جيدًا ،وصلة الرحم يجب أن تكون على رأس اهتماماتك فيما يتعلق
ً بواجباتك االجتماعية ،وأن تبني
بالتواصل االجتماعي.
أنا سعيد ج ًّّ*ًدا أنك محافظ على صلواتك- ،وإن شاء هللا تعالى -هذا يكون عونًا لك في الدنيا واآلخرة ،واحرص في
األذكار والورد القرآني اليومي ،هذا مه ٌّم جدًا ،والصحبة الطيبة دائمًا تُشعرك إن شاء هللا بالطمأنينة كثيرً ا.
ما تفسير الحوار الذي يدور في عقل اإلنسان بينه وبين نفسه؟ .7
السؤال
السالم عليكم.
عندما أمر بموقف سواء جدال مع شخص أو شجار أو حتى مناقشة ،وبعد أن ينتهي الموقف تأتيني أحاديث في
عقلي رهيبة ومستمرة تقول لي لماذا لم تقل كذا ،ولماذا لم تدافع عن نفسك بكذا ،وكان من األفضل عندما قال لك
كذا أن تقول كذا ،وأنك أنت الذي على الحق لألسباب كذا وكذا وكذا ،ويدور في بالي كالم كثير من هذا القبيل،
وكأنه سيناريو رواية أو قصة يقرأه أحد في أذني أو عقلي ،مما يسبب لي اإلحباط والندم أني لم أدافع عن نفسي
بكذا وكذا ،وأني ضعيف وما شابه ،وال أحسن التصرف والكالم*.
ما طبيعة هذه األفكار التي تأتيني؟ وما عالجها؟ وهل عقار فافارين ينفع في هذه الحالة؟ ألن الدكتور محمد عبد
العليم -حفظه هللا -وصفه لي في هذه استشارة خاصة بي ،ولكني لم أبدأ فيه بعد ،وسأبدأ فيه قريبا -بإذن هللا،-
هذا هو رقم االستشارة ،)2405796( :برجاء مطالعتها لعل هناك صلة بينها وبين استشارتي.
اإلجابــة
الحوار الذي يدور داخل اإلنسان ويتكرر ،ويف ّكر في أشياء حصلت من قبل ،ويح ِلّل ويُراجع ما فعله وما لم يفعله:
هذا عند بعض الناس الذين ال يكونون تلقائيين في أفعالهم ،ال بد لهم من اجترار أي شيء قبل الفعل وبعد الفعل،
عكس الناس الذين يندفعون في تصرفاتهم وال يف ّك رون قبل التصرف وال بعد التصرف ،وهذا الشيء قد يكون جز ًء
من شخصية اإلنسان ،ولكنه إذا استمرَّ بهذا الشكل وأخذ وقتًا طويالً فإنه يكون مُتعبًا ومُرهقًا ويحتاج لعالج.
وقد يكون حديث النفس جزءًا من الوسواس القهري *،إذ الشخص يُك ِّرر أفكارً ا مُعيَّنة ،تتكرَّ ر بصورة مستمرة،
يحاول أن يُقاومها فال يستطيع ،وت ُ
ُحدث له قلقًا وتوترً ا .هذا هو الوسواس القهري*.
34
أخي الكريم :واضح من خالل ما ذكرته يجعلني أميل إلى أنك تعاني من مشكلة في الشخصية أكثر من وسواس
قهري ،ولكن الفافرين قد يفيد ،ولكن ليس لوحده ،ال بد لك من عالج نفسي مع تناول الفافرين -أخي الكريم -حتى
تستطيع أن تتخلص من هذه الحوارات التي تدور داخل نفسك ،الفافرين زائد عالج نفسي مع متابعة معالج نفسي.
السؤال
السالم عليكم..
أنا أعمل سائقا ،ودائما في حيرة من أمري ،ومتردد ،عندما أفعل أي شيء؛ فعندما أعمل في النهار أقول العمل في
الليل أحسن ،وعندما أعمل في الليل أقول النهار أحسن ،فهل الدين الذي يقلقني هو سبب ترددي؟
اإلجابــة
بارك هللا فيك – أخي العزيز – وأهالً وسهالً ومرحب ًا بك في الموقع ,وأسأل هللا تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب
ويرضى ويرزقنا سعادة اآلخرة واألولى.
-ما ينتابك –حفظك هللا ووفقك– ال يخلو أن ينحصر في مشاعر التردد في العمل فحسب ,وهذا أمر طبيعي نتيجة
الضعف البشري أو اإلحساس بالقلق العادي؛ بسبب ضغوط الحياة اليومية ،سواء ما ابتليت به من ديون أو غيرها,
إال أنه من غير الطبيعي أن يكون هذا القلق زائد ًا عن الحد حتى يطال أمور حياتك عامة في العمل وغيره ,أو غير
واقعي حيث ال توجد له مبررات واقعية ,مما قد يصيبك بالتوتر واالضطراب حتى تحتاج إلى مراجعة الطبيب
النفسي المختص.
وأما إن كان التردد فيما ذكرت فحسب من موضوع اختيار الوقت المناسب للعمل فاألمر – كما سبق –
في حدود الطبيعي فيلزمك التالي:
-اللجوء إلى هللا تعالى بالدعاء ولزوم الذكر واالستغفار.
-لزوم الصحبة الصالحة المتحلية بالحكمة والعقل* واألمانة وحسن المشورة؛ ذلك أن التحقق من األمور في
معرفة مصالحها ومفاسدها يقوي البصيرة ،وبالتالي يقوي اإلرادة على الفعل*.
الهمّة وقوة اإلرادة* قبل وأثناء الشروع في العمل وعدم
-ضرورة التحلي بالحزم والصبر والثقة بالنفس وعلو ِ
االستعجال في طلب النتائج أو اليأس من الفشل.
لصابر".
ِ " ألستسهلن الصعب أو أدرك المُنى ** فما انقادت* اآلمال إال
35
-وقد صح في مسلم ( :المؤمن القوي خير وأحب إلى هللا من المؤمن الضعيف ..احرص على ما ينفعك,
ي فكن
واستعن باهلل وال تعجز) ,قال تعالى( :فإذا عزمت فتوكل على هللا إن هللا يحب المتوكلين).إذا* كنت ذا رأ ٍ
ذا عزيم ٍة ** فإن فساد الرأي أن تترددا".
يتق هللا
-حسن الظن باهلل تعالى والتحلي بالطموح والتفاؤل* مع االستعانة باهلل وتقواه* والتوكل عليه (ومن ِ
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ال يحتسب).
-ومما يساعد على قوة اإلرادة* ودفع أسباب التوتر واالضطراب والقلق :تعميق اإليمان بلزوم الذكر والطاعات
وطلب العلم النافع واالهتمام بالوقت فيما يعود عليك بالفائدة* والمنفعة في دينك ودنياك والحرص على التعفف
عن سؤال الناس والبعد عن الشهوات المحرمات وما يثيرها في وسائل التواصل واإلعالم والحرص على توفير
المستقبل األفضل لنفسك وأهل بيتك ومجتمعك.
أشعر أنني ضائعة ومشتتة ،فأنا* متقلبة المزاج! .9
السؤال
منذ وقت طويل وأنا أشعر بتقلبات في المزاج على مدار اليوم ،أكثر من حالة شعورية أمر بها ،أحيانا أشعر بحزن
شديد غير مصاحب لسبب ،وأحيان ًا بسبب ،ولكن بشكل مبالغ فيه ،أما حاالت الفرح الشديد تكون بال مبرر أو
سبب ،مترددة في قراراتي ،أحيانا أتحمس كثيرا للقاء اجتماعي أو مناسبة اجتماعية ،وعندما تأتي أغير رأيي،
وأحب الجلوس وحدي بعيدة عن أي أحد.
مرات قليلة أحب االجتماع بالناس ،ومرات كثيرة أكره أي أحد يكلمني ،أحزن وأفرح في اليوم ألف مرة ،تنتابني
مشاعر منخفضة في تقدير الذات ،وأحيانا تكون عالية جدا وبدون سبب.
تمر علي أوقات أعمل وأنجز فيها ،وغالبا تكون قليلة في مدة محددة ،وتمر شهورا علي أكره القيام* بها بأي شيء،
أحس أنني ضائعة ومشتتة ،وفاقدة للتركيز ،وال أعرف كيف أتحكم بالذي أشعر به ،وال أعرف نفسي وال تقلباتي
المزعجة.
اإلجابــة
تقلبات المزاج التي تُصاحب الشخص لفترة طويلة قد تكون مشكلة من مشاكل الشخصية ،وقد تكون مرضً ا نفس ًيّا،
الفرق أنها إذا كانت جز ًءا من المرض النفسي تبدأ في تاريخ مُحدد ،وتُصاحبها أعراض أخرى ،وهي قد تكون
جزء من االكتئاب أو االضطراب الوجداني ،أو هو اضطراب بنفسه ،ولكن النشرات التي ذكرتها في استشارتك
يذهب إلى أنها جزء من المشاكل الشخصية التي تعاني منها ،وبالذات هناك مشاكل أخرى مثل عدم تقدير الذات
وفقدان التركيز وعدم التح ّكم في األمور ،كل هذا – أختي الكريمة – يؤشّر إلى أن هناك مشاكل في الشخصية.
السالم عليكم.
أعاني من فكرة سلبية وهي أن الناس تراقبني ،وأعلم بأنها خطأ وغير صحيحة ،وعندما تأتيني أرد عليها بإيجابية،
لكنها تأتي شديدة جدا وتصبح مزعجة ،فتسبب لي االكتئاب ،أيضا أعاني من قلة التركيز وتشتت الذهن في
المحاضرات ،فهل هناك عالقة بينهما؟
اإلجابــة
في استشارة سابقة ذكرت أيض ًا أنك تحسين أنك تحت المراقبة ،وقد قام األخ األستاذ الدكتور عبد العزيز باإلجابة
على استفسارك هذا ،وقد نصحك بإرشادات وتوجيهات وعالجات معينة ،فأرجو أن تأخذي بما نصحك به.
األفكار الظنانية حين يكون اإلنسان مدرك ًا لها ويعرف أنها غير حقيقية تكون وسواسية المنشأ ،لكن اإلنسان إذا لم
يدرك أنها غير حقيقية أو صدقها أو قام باتباعها وتصرف حسب محتواها ،هناك تكون ناتجة من مرض ذهاني أي
مرض عقلي ،ال أعتقد أن ذلك ينطبق عليك أبد ًا -أيتها الفاضلة الكريمة ،-أعتقد أن األمر أمر وسواسي ،لكن
أريدك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي وال تتأخري أبد ًا ،ألن التدخل النفسي المبكر يأتي بنتائج عالجية رائعة
جد ًا ،أما الحاالت التي تترك لتكون مزمنة تتعقد األحوال فيها.
قلة التركيز ناتجة من انشغالك بهذه التوجسات والهواجس حول أنك مراقبة من قبل اآلخرين ،هذا بالفعل يشتت
التركيز ،ألنه يؤدي إلى إجهاد نفسي ،فأنا أراك بخير وأريدك أن تذهبي إلى الطبيب ،وإن كان هنالك أي قلق
اكتئابي بسيط أو بالفعل لديك أفكار ظنانية ،هذه كلها يجب أن تعالج وتعالج بصورة فاعلة جد ًا ،واألدوية تلعب دور ًا
كبير ًا في عالج مثل هذه الحاالت.
أرجو أيتها الفاضلة أن ال تتأخري من الذهاب إلى الطبيب المختص ،أرجو أن تتواصلي معي بعد أن تذهبي وتقابلي
الطبيب لتطلعيني على الدواء الذي وصفه لك.
السالم عليكم
أعاني من مشكلة منذ وعيت على هذه الدنيا ،ال أجد معنى لتناقض تصرفاتي ،الجميع يتناقضون مع أنفسهم لكنهم
يجدون الحلول في كبح أنفسهم والمحاولة.
أما أنا فمتناقضة دون أن أعي ذلك ،أقوم باتخاذ قرارات لست أهالً لها ،لكني كنت أعتقد عند اتخاذي لهذه
القرارات* أنها تصلح لي بنسبة ٪100وأكون متيقنة من ذلك.
أنا سئمت من نفسي ،وال أجد أي مخرج أمامي ،مزاجي متقلب حاد ،يوم ًا أبكي بدون سبب واليوم اآلخر كأني
إنسانة أخرى ،أستيقظ أكون سعيدة جد ًا بدون سبب أيض ًا.
في هذه الدقيقة أنت أعز أصدقائي وبعد دقيقة ال ،لست كذلك! وأنت غريب تمام ًا عني ،األغلب لديهم ميول قليلة،
أما أنا فميولي متعدد ،وأبدع في كل شيء لكني ال أستطيع االستمرار في شيء واحد.
خسرت أمواالً طائلة على مشاريع كثيرة غيرت رأيي فيها ،ولم تعد تهمني فجأة!
ذات مرة استيقظت من النوم وأنا فرحة جد ًا دون سبب ،وأمسكت بالمقص وقصصت شعري نصفه ،لم أتهيأ لذلك،
ولم أخطط ،وال أعلم ما السبب وراء هذا التصرف ،وذات مرة استمريت في جمع مبلغ كبير مدة 3سنوات ،وكنت
أخطط أن أستثمره في شيء مفيد لي ثم بال سابق إنذار أذهب للتسوق وأشتري كل شيء دون فائدة أمامي!
حياتي ضاعت ،وأنا متقلبة متناقضة ال أعرف االستمرار في شيء ،أكتب معضلة حياتي وأنا أبكي ،لكن احتمال لو
فأنت طبيعية! ثم أشعر
ِ قرأتها غد ًا سأضحك وأقول لنفسي ال ال ،أنا ال أعاني بتات ًا من كل هذا ،لماذا تبالغين
بالغضب؛ ألن ال شيئا يتحرك في حياتي غير رقم عمري ،وأنا واقفة مكاني ال أعلم ماذا أفعل ،وما هو هدفي؟!
أصبحت مثاالً على الشخص المتناقض ،أضحوكة للجميع ،وهذه األمثلة كلها غيض من فيض ،لم أكمل شيئ ًا في
حياتي للنهاية ،وال حتى للوسط ،ولو أجبرت نفسي على إنهاء األعمال لمتُّ من الشعور باالختناق ،وكأني تحت
الماء أو داخل أنبوبة غاز ،كل شعور في حياتي مؤقت بشكل مبالغ فيه.
أنا أحاول أن أكون أنا لكن ال أعلم من أنا ،فلو أعجبت بشخصية مثالً من الممكن أن أستنسخ صفاتها بالكامل* لي
من أول نظرة ،حتى لو تطلب األمر أن أفعل بعض المحرمات وأعترف بأشياء كاذبة ،وفي المقابل هذا الشخص
38
يتعجب ويعجب بي هو اآلخر لشدة تشابهنا ،وكل هذا ال يكون لفترة طويلة ،فإعجابه بي يبرد في وقت قصير ألنه
مبني على كذب.
عمري ذهب ضحية تساؤالت وقرارات متهورة بشكل سريع ،حتى في الدراسة والتخصصات ،ال أتوب منها وال
أتعظ ،ما هي مشكلتي إذا كانت هناك مشكلة؟ وما عالجها؟
فكرة االنتحار تسيطر علي ،وأشعر بالضغط من نفسي بأني هذه المرة ال أستطيع االستمرار في حياتي.
اإلجابــة
كنتُ أتمنى أن تذكري عمرك ،ألن هذا له أهمية ،مع نوعية األعراض التي وردتْ في رسالتك.
وصفك لحالتك بليغ ج ًّدا ،فيه رصانة تعبيرية ،وما يتعلَّق أيضً ا بالمعاني ومشاعرك الحقيقية ،أرى أن الرسالة
انعكاس حقيقي لشخصيتك ،وكذلك لما يدور في وجدانك ومشاعرك.
نحن هنا – في إسالم ويب – نُق ِ ّد م هذه االستشارات االلكترونية بهدف توضيح بعض المعالم للناس ،وقد ال نصل
لتشخيص نهائي ،والحاالت التي نرى أنها تستحق أن يذهب اإلنسان إلى الطبيب المختص نقوم بتوجيه هذا النصح.
الب ِيّنات الموجودة أمامي ،وهي رصينة كما ذكرتُ لك ،تد ُّل على أن علَّتك الرئيسية تتمركز في البناء النفسي
لشخصيتك.
يوضح أن العلَّة تكمن في أبعاد شخصيتك ،والسمات التي وردتْ تتطابق مع المعايير
ِّ ما وصفته – وبدقة ممتازة –
التشخيصية لما يُعرف بـ (الشخصية الحدّية) أو (الشخصية البيْنيَّة) ،وأراها من النوع البسيط إلى المتوسط ،ليس
من النوع الشديد أو الحادّ.
هذا النوع من الشخصيات بالفعل يُم ِيّزهم الشعور بالتقلب المزاجي الشديد ،وهيمنة الخواء الداخلي ،والتص ُّرف
االندفاعي واالنفعالي ،وكل هذا متوفر عندك ،وعدم االستمرارية في العالقات أيضً ا يُميّز الشخصية الحدّية.
اإلضرار بالذات من خالل محاوالت االنتحار وخالفه أيضً ا نُشاهده في نحو %50 - 40من الذين يُعانون من
اضطراب الشخصية الحدّية ،ويكونُ هنالك أيضً ا شيء من االكتئاب النفسي وعُ سر المزاج.
أيتها الفاضلة الكريمة :أنا أؤكد لك أنه يمكن مساعدتك بصورة ممتازة ج ًّدا ،من خالل العالج النفسي السلوكي
المنضبط ،وهذا ال يمكن أن يتوفر إاَّل من خالل الذهاب إلى طبيب نفسي ،فالذي أنصحك به أن تذهبي إلى الطبيب
النفسي مباشرة.
العالج له مسارات أربعة :هنالك العالج النفسي السلوكي ،وهنالك العالج االجتماعي ،وهنالك العالج اإلسالمي،
وهنالك العالج الدوائي.
39
هذه المسارات األربعة حين تلتقي -ويلتزم بها اإلنسان الذي يحتاج للمساعدة النفسية – تكون النتائج رائعة ج ًّدا،
وأنا أراك إن شاء هللا تعالى ستلتزمين بكل اإلرشادات والتعليمات الطبية التي سوف يقوم المختص بإخطارك بها.
فكرة االنتحار – كما ذكرتُ لك – مرتبطة بالتقلُّب المزاج ،لكن بفضل هللا تعالى ق َّل مَن ي ْق ِد ُم على هذا الفعل*
وأنت إن شاء هللا تعالى في حفظ هللا تعالى ورعايته ،ح ِّقري هذا الفكر* تمامًا ،والحياة طيبة وجميلة، ِ الشنيع،
وأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب المختص.
أشعر أنني إنسانة تافهة بال هدف في الحياة وال أفهم ذاتي ،ساعدوني .12
السؤال
أنا فتاة عمري 22عاما ،خجولة جدا وغير اجتماعية منذ صغري ،ال أستطيع تكوين صداقات بسهولة ،وقلما
أتحدث مع األشخاص ،لذلك صداقاتي محدودة للغاية ،ومتغيرة من مرحله ألخرى ،كما أنني شديدة الحساسية تجاه
النقد والكالم* الجارح ،وقد كنت دائمة البكاء في صغري ،إال أنني اآلن أصبحت قادرة -إلى حد ما ،-على السيطرة
على مشاعري أمام اآلخرين.
منذ حوالي ثالث سنوات أصبحت أشعر بتذبذب شديد في مشاعري تجاه المقربين مني ،من الممكن في لحظات أن
أحبهم جدا ،وبعد دقيقة أكرههم جدا لتصرف بسيط ،أو كلمة صغيرة ذكروها في حديثهم معي ،وال أشعر بما
يحاولون إظهاره* لي من حب ،فإذا قالوا أنهم يحبونني ،أشعر في داخلي أن كالمهم ثقيل على قلبي ،وبال معنى،
ولكنني أحاول قدر المستطاع ان أسيطر على تلك المشاعر لكي ال يشعروا بها ،وأضطر لمحاولة إظهار حبي لهم،
إال أن ذلك يؤثر كثيرا على نفسيتي ،ويدخلني في حالة من الضيق الشديد والغضب من كل شيء ،ويبقى كل ذلك
في داخلي ،ويجعلني مزاجية بشكل أكبر.
كثيرا ما اشعر بأنني ال أحب أصدقائي ،أو أكرههم ،وال أشعر تجاههم بشيء محدد ،بالرغم من أن وجودهم شيء
جيد وممتع ،إال أنني كثيرا ما أفضل الوحدة والعزلة ،مع العلم أن أصدقائي في الوقت الحالي رغم قلتهم إال أنني
أثق في حبهم الشديد لي ،لكنني أتصنع حبي لهم ،وأشعر بالفراغ في داخلي.
أحب دائما أن أعيش في عالمي الخاص ،من هم حولي يصفونه بأنه مريب وغريب ،وهذا صحيح بالفعل ،ألنني
أنجذب لكل ما هو "غريب" من وجهة نظرهم ،حبي دائم ًا يكون لشخصيات خيالية أراها في األفالم ،وغالبا ما
تكون عدوانية ،أتعلق بها ،وأحب ان أغوص في نفسية األشخاص الذين يتصرفون بغرابة ،وأقرأ عن شخصيات
40
حقيقية كانت تمثل حاالت غريبة ومختلفة ،أشعر كأنني مهووسة بكل ما هو غريب منذ صغري ،زاد ذلك كثيرا
عندما كبرت.
ومن األمور التي تبعث الضيق في نفسي أنني ال أستطيع إيجاد هواية أو هدف محدد أسعى لتحقيقه ،فبالرغم من
حبي للرسم ،إال انني أمل كثيرا من ممارسته ،ومررت بفترة من النشاط والحيوية لممارسة تلك الهواية ،وكنت
أمكث في الرسم عدة ساعات ،إال أنني أشعر بالعجز عن الرسم ،والملل فال أكمل الرسمة ،وكذلك الملل من كل
األشياء التي أحبها.
أشعر أنني إنسانة تافهة بال هدف في الحياة ،وال أفهم ذاتي ،وأتمنى منكم المساعدة.
اإلجابــة
في البداية أود أن أثني على شعورك بالرغبة في التغيير ،وهذا دليل على رفض داخلي لسلبيات شخصيتك السابقة،
وشعورك بأهمية التفاعل ،والتواصل مع المجتمع بشخصية قوية جذابة محبة ،وبأفضل الطرق ووسائل التواصل
الفعال*.
إن بداية أي مشكلة تعترض اإلنسان يعود علماء النفس في حلها لسنوات الطفولة* األولى ،إذ أن جذور المشاكل
النفسية تنبت في السنوات األولى من طفولة اإلنسان وتنمو وتكبر معه ،إذا لم يلتفت األهل إليها ،ولم يسارعوا في
عالجها ،بل قد تكون األخطاء التربوية التي يقع بها األبوان دون قصد سبب ًا في تفاقم المشكلة وتعقيدها ،فأنت في
رسالتك رسمت أبعاد ًا* لشخصيتك ،بأنك شخصية خجولة ،غير اجتماعية ،تميل إلى العزلة واالنطواء ،ال تبالي
بمحبة اآلخرين لها رغم يقينها بصدق هذه المشاعر ،تميل إلى الشخصيات الخيالية والمريبة.
جميل أن تستطيعي توصيف مشكلتك وتشخيصها ،ألنك بذلك تكونين قد وصلت لمنتصف الطريق ،بقي علينا أن
نتعرف على األسباب التي أدت إلى هذه المشاكل لديك ،ومن ثم ننطلق في رحلة العالج -بإذن هللا ،-ومن أسباب
الخجل واالنطواء والميل إلى العزلة:
تربية األبوين غير الصحيحة- ،كما ذكرت -آنف ًا ،حيث يكون الوالدان* شديدي الحرص على الطفل،
فيكثران من التنبهات والتحذيرات ،فيشعر الطفل أنه مقيد ،يخاف من األشخاص الذين ال يعرفونهم ،وال
يأنس إليهم ،فينشأ محب ًا للعزلة ،ال يحب االختالط باآلخرين ،عاجز ًا عن التواصل معهم ،وبناء عالقات
صداقة.
اإلدمان على التلفاز أو األنترنت أو األلعاب االلكترونية ،حيث يرى الطفل* العالم فقط من خالل هذه
النافذة ،فيحب الشخصيات الخيالية ،ويتعايش معها ،وتغنيه عن الواقع وبناء العالقات االجتماعية السليمة.
ضعف الشخصية ،والتركيز على نقاط الضعف ،حيث ال يجد في نفسه القدرة على مجاراة من حوله،
فيؤثر الصمت والعزلة.
41
* الحلول والعالج:
أنت اآلن فتاة واعية مدركة تمام ًا لمشكلتك ،تبلغين من العمر 22سنة ،لديك رغبة قوية في التغيير ،وبناء شخصية
اجتماعية متميزة وجذابة ،وهذا واضح من خالل رسالتك ،وهذه الرغبة كافية لتطوي صفحات الماضي بكل ما
فيها ،من خجل وانطواء ،ومحبة وكره ،وحساسية مفرطة اتجاه النقد ،وكذا التعلق بالشخصيات الخيالية ،وغير ذلك
ال للتخلص منها نهائي ًا ،واستبدالها بعادات إيجابية،
من النقاط* السلبية التي ذكرت ،واالنطالق في عالجها عالج ًا فعا ً
وصفات تجعل شخصيتك متميزة ،ولتحقيق ذلك أنصحك بما يلي:
وضع قائمة بالعادات* السلبية التي تريدين التخلص منها ،الخجل ،االنطواء ،التعلق بالشخصيات الخيالية،
وغير ذلك من العادات السلبية ،وأفضل الطرق للتخلص من العادات* السلبية ،هي أن تتخيلي نفسك
بالوضع األفضل ،فمثالً لعالج الخجل تخيلي نفسك أنك شخصية منطلقة ،اجتماعية ،قادرة على التواصل
مع اآلخرين بأريحية ،وقفي أمام المرآة وتخيلي هذه المواقف ومثليها تمام ًا ،وغوصي مع أدق التفاصيل،
وردة فعلك ،وطريقتك في التعامل مع ردود فعل الطرف اآلخر ،وتحدثي بجرأة ووضوح ،وارفعي صوتك،
فالخيال سيساعدك على التخلص من الرهاب االجتماعي الذي تعانين منه.
االبتعاد عن العزلة والوحدة ،وحذار الجلوس لوحدك لساعات طويلة ،فهذا يعزز الشعور بالوحدة ،بل
ألزمي نفسك دائم ًا على الجلوس مع العائلة ،أو زيارة األقارب ،أو تنظيم مشاريع ترفيهية مع صديقاتك ،أو
من خالل المشاركات في فعاليات اجتماعية تطوعية ،وغير ذلك مما يساعدك على االندماج مع المجتمع
أكثر فأكثر.
االبتعاد عن الجلوس أمام التلفاز* أو األلعاب االلكترونية ،أو وسائل التواصل االجتماعي لفترات طويلة،
فهذه من أكثر األسباب التي تجعلك تميلين للعزلة ،وتصنعين لنفسك عالمك الخاص ،استبدليها بقراءة
رواية مشوقة ،أو كتاب عن فنون التواصل الفعال ،أو كتب عن تطوير الذات ،أو التعامل مع اآلخرين أو
غير ذلك من الكتب المفيدة ،التي تزيد من رصيدك المعرفي والثقافي ،وتعطيك طرق وأساليب وأفكار
لتكوني شخصية اجتماعية متميزة ،ولتزيدي الحماس لديك للقراءة واالستفادة *،من الممكن أن تتفقي مع
صديقاتك على قراءة كتاب كل أسبوع مث ً
ال أو شهر ،ومن ثم تناقشون ما جاء فيه من فوائد وقيمة ،فذلك
سيعطيك الحماس والدافعية من جهة ومن جهة أخرى سيجعلك تستفيدين أكثر مما تقرئين.
ملء أوقات فراغك بالعمل المفيد ،فالفراغ عدو اإلنسان األول ،فيبدو أنك لديك الكثير من وقت الفراغ مما
جعلك تفكرين كثير ًا في اآلخرين ومشاعرهم ،وكالمهم ،وغير ذلك ،فأنت لم تذكري في رسالتك إن كنت
حاصلة على شهادة جامعية أو ال ،بكل األحوال إن كنت لم تحصلي على شهادة جامعية ،أنصحك أن
تضعي لنفسك خطة وتعودي للدراسة من جديد ،فأنت في مقتبل العمر ،والمستقبل بانتظارك ،حام ً
ال لك
الكثير من المفاجآت واألشياء الجميلة ،ولكن عليك أن تكوني مستعدة ،وآخذة باألسباب ،وإن كنت ال
تجدين في نفسك الميل للدراسة ال بأس ،ضعي خطة لتطوير مهارات ،من خالل دورات الحاسوب ،أو
تعلم اللغات ،أو األعمال اليدوية ،أو الخياطة ،أو حياكة الصوف ،أو غير ذلك من المهارات التي تفتح لك
42
مجاالً للعمل والكسب ،حينها ستجدين نفسك تنشغلين بشكل تلقائي عن كل المشاعر السلبية التي تشعرين
بها اتجاه اآلخرين ،وعن تعلقك بالشخصيات الغريبة والمريبة ،وتفكيرك سيصبح أكثر إيجابية.
عودي نفسك على إحسان الظن باآلخرين فهذا سيعينك كثير ًا في التخلص من الحساسية اتجاه النقد،
ودائم ًا خذ كالم اآلخرين على المنحنى اإليجابي.
تقوية الجانب اإليماني لديك ،من خالل المحافظة على الصلوات في أوقاتها ،والتزام حلقات العلم في
المسجد ،وأيض ًا المحافظة على االستغفار وأوراد الصباح والمسكن ،سيشعرك بالراحة النفسية وسكون
القلب.
أنا شخص متردد كثيرا وأجد صعوبة في اتخاذ القرارات ،فما توجيهكم؟ .13
السؤال
أنا مشكلتي في التردد ،أنا إنسان متردد كثير ًا في حياتي وبصعوبة بالغة جد ًا أتخذ القرارات *،وهذا األمر يزعجني
كثير ًا.
أنا اآلن مقبل على الزواج ،بحثت عن فتاة ذات دين وخلق وأريد أن أتزوجها ،صليت استخارة ولكني ما زلت
متردد ًا في الذهاب إلى بيتها لطلب يدها من أبيها ،وصرت في حيرة بالغة من أمري ،بماذا تنصحوني للتخلص من
هذا التردد؟ وكيف أتغلب عليه؟
اإلجابــة
فلقد وصفت نفسك في رسالتك أنك إنسان متردد ،تجد صعوبة في اتخاذ القرار *،والتردد عند اإلنسان ينتج غالب ًا
عن ضعف الثقة بالنفس ،وقلة التجربة ،وقلة الثقافة واالطالع ،فيصعب على اإلنسان حينها اتخاذ القرار *،لعدم
وضوح الرؤية لديه ،وعدم قدرته على رؤية أبعاد الموضوع الذي يفكر فيه ،ومن ثم يعجز عن اتخاذ القرار*.
فصناعة القرار* قد تكون من أكثر األمور التي يستصعبها الكثير من الناس ،وكذلك مهارة إدارة* الوقت تعتبر من
أكثر المهارات التي يحتاج اإلنسان إلى إتقانها؛ ألنها مهمة في إدارة* شؤون حياتنا ،فبعض األشخاص يعمل ويجتهد
ويجد وحين يصل إلى قطف ثمار تعبه يحجم ويبتعد ألنه غير قادر على اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم مما
يجعل جهده ووقته يضيع سدى.
43
وقد يكون مرد ذلك يعود إلى ضعف شخصيته ،أو خطأ تربوي في صغره؛ فوالداه* لم يعوداه على اتخاذ القرار
وتحمل المسؤولية ،فكانا دائما ينوبان عنه في اتخاذ القرار في أبسط أموره الشخصية.
إن عملية اتخاذ القرار* تحتاج إلى القيام بعدة خطوات للوصول إلى القرار الصائب والصحيح،
1ـ أهم خطوة هي :تحديد الموضوع األساسي الذي يحتاج إلى اتخاذ القرار* وتحليله ومعرفة المشاكل التي تتعلّق
به ،فأنت ذكرت في رسالتك أنك مقبل على الزواج ،وأنك بحثت عن فتاة ذات خلق ودين ،وتريد أن تتزوجها ،ومع
أنك استخرت إال أنك مازلت متردد ًا في الذهاب إلى بيتها لطلب يدها من أبيها ،فهنا أنت حددت الموضوع.
بداية أنا معك فموضوع الخطبة والزواج ليس بالقرار* السهل ويحتاج إلى الكثير من التأني والتفكير ،ولكن خطواتك
األولى هي خطوات سليمة مئة بالمئة أال وهي البحث عن ذات الخلق والدين واالستخارة ،فما عليك اآلن إال أن
تنطلق إلى الخطوة الثانية ليستريح قلبك ويزول عنك هذا التردد وهي:
2ـ أن تسأل عن عائلة الفتاة وعن أبيها وإخوانها ،وتطلب من والدتك أن تسأل عن الفتاة* وأمها ،فما سيأتي من
أخبار عنهم سيعينك في اتخاذ القرار* ويتالشي التردد الذي لديك إن كانت أخبار خير.
3ـ ثم ينبغي أن تطلب من أمك أن تزور أهل الفتاة* زيارة تعارف ،فهذه الزيارة تمهد كثيرا لألمر.
4ـ عليك بسنة االستخارة في هذه المرحلة ،فإن يسر هللا لك هذا األمر فهذا دليل خير ،وإن تعسر فيكون ذلك
دليالً واضح ًا على أنه ال خير فيه.
5ـ أما االنشراح التام وزوال التردد نهائي ًا فإنما يكون بعد رؤيتك للفتاة والتحدث معها بوجود أهلها وبشروط
الرؤية الشرعية فإما أن ينشرح قلبك ويسكن ،وإما أن ينقبض ،فهنا يكون اتخاذ القرار* أمر ًا سهالً بالنسبة لك.
6ـ التزام الدعاء خالل هذه الفترة وتحري ساعات اإلجابة وأحسن الظن باهلل ،وركز على الجوانب اإليجابية
لموضوع الزواج ،وأنها انطالقة لتكوين أسرة صغيرة ،حيث الطمأنينة والسكن.
7ـ وأبعد عن تفكيرك أي تجارب سلبية أو نماذج فاشلة سمعت بها أو مرت معك في حياتك ،بل ركز على
التجارب الناجحة التي تراها أمامك.
8ـ أخلص النية في الزواج ،وأنك تريد صون نفسك وعفتها عن الحرام ،وإنشاء أسرة صالحة كريمة ،وأن تربي
أطفا ً
ال صالحين .
44
لدي تردد في اتخاذ القرارات وخوف من المستقبل .14
السؤال
أنا مهندس ،عمري 28سنة ،ال أحب عملي الحالي ،وأتمنى أن أعمل عمال آخر به خبرة ومتعة أكثر؛ لذلك أبحث
عن عمل آخر منذ سنتين ،وبالفعل* تأتيني فرص أخرى وأقبل بأشغال أخرى بها خبرة أكثر ،وبعد أن أتفق مع
الشركات األخرى على العمل معهم ،أتراجع في قراري وأعود لعملي الذي ال أحبه.
عندي مشكلة كبيرة في القدرة* على اتخاذ القرارات والخوف من المستقبل ،الشعور باالستقرار في عملي ،رغم
أني ال أطيقه ومستواي العملي فيه ضعيف ،بالرغم أني -الحمد هلل -ذكي ومجتهد منذ صغرى ،هذا الشعور
باالستقرار يعيقني عن أي مغامرة وأي مخاطرة*.
وها أنا اآلن عدت في قراري عن الوظيفة الجديدة ،وأشعر بخذالن من نفسي ليس له حد ،وأشعر بإحباط وخيبة
أمل كبيرة ،لدرجة أني تنتابني حاالت عصبية وخفقان* في القلب وضيق تنفس ،فما هو الحل للتغلب على التردد
وعدم القدرة* على اتخاذ القرار؟
وكيف أتغلب على حالتي النفسية السيئة حتى أجد عمال آخر بإذن هللا؟
اإلجابــة
شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال ،والذي هو ليس بالغريب أبدا ،فالتردد في تغيير العمل أو االنتقال لعمل أو
مكان آخر ليس بالسهل ،وكثير من الناس يجد صعوبة في حسم األمر بشكل قاطع.
وأحيانا نحن أكثر ما نتردد عندما ال نكون واثقين جدا من القرار* أو الخطوة التي نحن مقبلون عليها ،وبالتالي فحل
مشكلة هذا التردد الذي ورد في سؤالك ،ربما يكون عن طريق مرحلتين.
األولى:
أن تتأكد من صواب قرارك بالعمل الجديد الذي تريد االنتقال* إليه ،وعلى فكرة أنت ال تحتاج أن تكون متأكدا مائة
بالمائة ،ففي كثير من األمور في الحياة ليس فيها شيء ،٪100ولكن أن يغلب على ظنك أن هذا العمل الجديد
يناسبك ،وال بأس هنا من االستعانة بآراء صديق صدوق يعرفك.
والثانية:
45
بعد أن تطمئن من أن العمل الجديد يناسبك أو ترغب به ،أن تستعين ببعض اإلجراءات التي تعينك على التنفيذ
وعدم التراجع ،ومنها مثال:
بعد أن تتفق على إدارة العمل الجديد ،وتحصل على القبول ،أن تستقيل من عملك الحالي ،والذي ال تحبه
أو ترغب به ،أي أن تس ّد على نفسك العودة للعمل الحالي.
أن تشارك في قرارك هذا ،وخطوتك هذه أحد األصدقاء ممن يمكن أن يرافقك في هذه الخطوة الجديدة،
ولو فقط من الناحية النفسية.
-أن تصلي صالة االستخارة لييسّر هللا تعالى لك هذا العمل الجديد.
-أن تتوكل على هللا ،فقد اتخذت األسباب ،واألمر هلل تعالى ،وال تنس أن هللا تعالى يريد أن يفتح لك
األبواب ،ولكن عليك أن تطرق األبواب وتدخلها ،وتذكر أن من عوامل سعادة اإلنسان ونجاحه في الحياة أن
يكون في عمل يحبه ويرغب به ،وفقط في الحاالت التي ال يجد فيها بدائل عن العمل الذي ال يحبه يمكنه
االستمرار به ،ولكن حتى تتاح له فرصة أفضل ،والحياة فرص كثيرة ،ولكن علينا حسن استغاللها.
التردد في اتخاذ القرارات والخوف االجتماعي والشعور بالدونية .15
السؤال
أنا شاب متزوج ،ويوجد لدي تردد في كل شيء ،أتجنب االجتماعات ،وأشعر بخوف من كل شيء! حاولت أن
أقاوم نفسي وأقنعها ،لكن دون فائدة! أخاف من مواجهة اآلخرين عندما يعتدون علي ،وأصبح عاجز ًا عن الدفاع
عن نفسي ،وقد يسلبوني حقي ،وأنا ال أستطيع أن أعمل شيئ ًا!
وأصاب بتعرق ودوخة أحيان ًا ،وهناك شعور داخلي بأني ألوم نفسي ،وأصفها بأني جبان ،ولماذا ال أقاوم؟ أتمني
أن أقوم بأفعال يمتدحها الناس ،مثل األبطال ،أو الشجعان ،وأدافع عن حقي ،وإذا حدثت لي مشكلة في مكان ما
كالسوق مث ً
ال ،أصبح أكره هذا المكان ،والمرور عليه ،وأتجنبه!
ال أحب الناس أن يتكلموا في المشاكل ،وإذا تكلموا في مشكلة أتصور أنها لو حدثت لي فماذا سأفعل؟ وأشعر أني
عاجز أمامها! هناك من يصفني بأني مسكين ،وأكره ذلك.
هناك حادثة لم أنسها :أرسلني والدي لجلب أغراض ،وفي الطريق تعرض لي ابن الجيران -وهو أصغر مني -فقام
بضربي ،وأخذ األغراض مني ،وذهبت إلى والدي ،وأخبرته ،فشتمني ،وأهانني ،ووصفني بالجبان ،ولم يكلم ابن
الجيران؛ فأصبحت أخاف منه ،لم أنس الحادثة حتى اآلن ،وقد كبر ،وأتمنى االنتقام منه اآلن!
قرأت الكثير من الردود في الموقع ،وقد وجدت نفسي في الكثير منها ،وقمت بشراء عالج وصفه طبيب ألحد
القراء ،واسمه (الزيروكسات) ،وبدأت االستعمال منذ أسبوع ،بنصف حبة ،واألسبوع الثاني بدأت بحبة ،وما زلت
46
مستمر ًا ،وأشعر بتعب ونعاس وآالم بسيطة بجانب الرأس األيسر ،ولكني مستمر حتى اآلن ،ولم أشعر بتحسن .لذا
آمل النصيحة ،وماذا أعمل؟
اإلجابــة
أوالً :يا أخي! أنت لديك الكثير من الشعور بالدونية ،كما أنك تقلل من قيمة ذاتك ،وهذا في حد ذاته يزيد القلق
والتوتر ،وضعف الكفاءة النفسية.
نحن نعتقد -يا أخي -أنك أفضل مما تعتقده أنت ،فقط لم تستفد من طاقاتك النفسية واالجتماعية ،وأرجو أن تجلس
مر ًة أخرى مع نفسك ،وتجرد حياتك ،وترى ما هي اإلنجازات التي قمت بها في هذه الحياة ،وسوف تجد إن شاء
هللا أن إنجازاتك وإيجابياتك أكثر من اإلخفاقات.
هذا الشعور المعرفي السلبي لن يساعدك أبد ًا ،وعليه أرجو أن تسعى لتغيير خارطة التفكير لديك.
بالنسبة للعالج الدوائي ،أعتقد أنك قد وفقت في اختيارك للزيروكسات ،حيث أنه العالج األفضل ،ولكن ربما ال
يناسب األقلية من الناس ،وأرجو أن تكون أنت من الذين يناسبهم.
الشيء الهام جد ًا أن تصبر على العالج ،وأن تكون مدة العالج كافية ،حيث أن هذا الدواء ال يؤدي إلى فعالية
حقيقية قبل أسبوعين إلى ثالثة .
كما أن الجرعة المطلوبة في مثل حالتك يجب أن ال تقل عن 40مليجرام ،والبد أن تكون مدة العالج هي ستة
أشهر ،فأرجو اتباع هذه اإلرشادات البسيطة ،واالستمرار في تناول الدواء ،ويمكن أن نسمع منك مر ًة أخرى كيف
سارت األمور بالنسبة لك؟
السؤال
.أنا إنسان أحلل المواقف ،فكيف يمكنني التجاهل وعدم التحليل ،لقد تعبت وكلما حاولت التجاهل فشلت ،كيف أتقن
فن التجاهل؟ كيف يمكن لي عدم االهتمام والتجاهل وعدم التدقيق بصغائر األمور؟
اإلجابــة
47
شكرا لك على هذه األسئلة ،في سؤالك هنا موضوع تحليل للمواقف والكالم *،والرغبة في أن تصبح غير مبا ٍل
بالمواقف واألحداث وبعيدا عن التحليل.
وقد شرحت لك في سؤالك األول كيف أن بعض أفعالك وصفاتك متعلقة بصفة شدة الحساسية ،مما يفسّر هذه
السلوكيات.
وشرحت لك كيف أنك شاب حساس ،وأنه من الطبيعي أن يميل بعض الشباب إلى شيء من الحساسية في
شخصيتهم ،حيث تتأثر باألحداث والمواقف والكالم الذي يجري من حولك ،وتفكر فيه مليا ،ونرى عادة هذا
الشخص يفكر طويال فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه ،ويرتبك أمام اآلخرين ،ولذلك فأنت دائم التحليل المستمر.
ومعك الحق في الرغبة في التغيير ألن كثرة التحليل مع الحساسية أمر متعب جدا.
وما يعينك على تحقيق هذا التغيير عدة أمور ،كمحاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة فليس عندهم وقت
ليضيعوه في تتبع أمورك ،وكما يُقال* عندهم ما يكفيهم ،فهذه الفكرة يمكن أن تبعد عنك شبح التحليل الزائد ،وشبح
مراقبة الناس لك والحساسية لكالمهم ،فهم منشغلون عنك ،وأنت لست مركز اهتمامهم ،وبالتالي يخفف عنك هذا
من ارتباكك أمامهم ،ولكن أرجو االنتباه ألمر هام هنا ،وهو أننا عندما نحاول إن نغير أمرا أو ننساه فشدة محاولتنا
تجعلنا نتذكر ما نريد نسيانه أكثر من أن ننساه ،فمثال إذا قلت لك ال تتخيل فيال أزرق ،فالشيء الوحيد الذي خطر
في مخيلتك هو هذا الفيل األزرق! ولذلك فاألفضل محاولة التغيير ولكن ليس بشدة هذه المحاولة.
األمر الثاني الذي يمكن أن يعينك وهو أن تذكر أنك في مرحلة الشباب من العمر ،ولذلك فأمامك الوقت لتتجاوز
هذا الحال ،وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذه الحساسية المفرطة*.
48
أشعر بأن الكل يراقبني ويتصيد أخطائي مما جعلني ال أستطيع ممارسة حياتي بشكل .17
طبيعي ،فما الحل؟
السؤال
السالم عليكم..
أعاني من شعور بأن الكل ينظر إلي ،فال أستطيع أن أتصرف على طبيعتي ،فلو مشيت أخاف من السقوط وأن
يضحك الناس علي ،وأخاف إن تكلمت أن يضحك الناس على كالمي وأنه غير مهم ،ال أقدر أن أمارس حياتي
بشكل عادي.
كما أحس بكالم الناس قبل أن يقولوه ،فلو رأيت شخصا يتحدث وشعرت بأنه يتحدث عني أجده فعال كذلك ،وبعض
الناس أعرفهم من عادتهم النميمة ،لدرجة أنه أي فكرة تسيطر على دماغي تصبح كأنها حقيقة.
مرة كنت أخيط بآلة الخياطة فتخيلت لو كسرت اإلبرة وأتت في عيني فأحسست بالموقف وكأنه صار حقيقة،
فاستعذت باهلل من الشيطان الرجيم.
األوهام تسيطر علي لدرجة أني ال أستطيع الخروج وحدي ،وال ممارسة حياتي بشكل عادي ،وصرت أكره الناس
لما يأتيني من أفكار عنهم تسيطر علي.
اإلجابــة
بارك هللا فيك وجزاك هللا خير ًا ،نرحب بك في استشارات الشبكة اإلسالمية ،وأن نتقدم لك بخالص التهنئة لحلول
شهر رمضان المبارك تقبل هللا طاعتكم وصيامكم..
أيتها الفاضلة الكريمة :أنا تدارست رسلتك ،وإن شاء هللا الذي بك أمر بسيط ،وأتفق معك أنه مزعج ،لكن إن شاء
هللا تعالى يمكن أن يعالج.
أنت لديك ما يعرف بقلق المخاوف الظنانية ،تأملي في هذه الكلمات الثالثة :قلق ،ومخاوف ،وظنان أي (شكوك)،
وهذه الحاالت موجودة ،ونجدها أحيان ًا مالزمة للشخصية الحساسة ،أنا طبع ًا ليس لدي اإلدراك بخلفيتك من حيث
البناء النفسي لشخصيتك ،لكن أقول لك أن مثل أعراضك تكثر عند األشخاص الحساسين وكذلك القلقين ،والذين
لديهم نوع من التطبع الوسواسي خاصة في تحليالتهم وتفسيراتهم لألمور الحياتية أو عالقتهم مع اآلخرين.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة :أقول لك ال تقلقي ،ال تتوتري ،حاولي أن تعبري عن نفسك أوال بأول ،اجتهدي في أن
ال داخل أسرتك ،ويجب أن تحسني الظن بالناس ،ويا حبذا لو انضممت إلى أي عم ً
ال خيري ،أو تكوني شخص ًا فعا ً
49
عمل اجتماعي ،وهذا يؤدي إلى تحسن التواصل والنسيج االجتماعي لديك ،مما ينتج عنه إن شاء هللا تعالى بناء
جديد لشخصيتك ،وأريدك أيض ًا أن تذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن هذه المراكز حقيقة عظيمة جد ًا.
الهدف األول:
هو أن يتدارس اإلنسان القرآن ويتعلم منه شيء حتى ولو قليال ،وفي ذات الوقت البيئة االجتماعية التي يدرس فيها
اإلنسان القرآن* لديها عائد نفسي إيجابي عظيم جد ًا ،التعرف على الدارسات ،التعرف على الداعيات من خالل هذا
المحيط تستطيعين إن شاء هللا تعالى أن تحسني الظن في اآلخرين.
وعليك بالدعاء خاصة أذكار الصباح والمساء هي من المنجيات ،وهي من المطمئنات وهي من الباعثات على
السرور للنفس الغير مطمئنة.
أيتها الفاضلة الكريمة :البشرى الكبرى التي أود أن أسوقها لك هي أن حالتك هذه تستجيب بصورة ممتازة لبعض
األدوية النفسية البسيطة ،أتمنى أن تستطيعي أن تذهبي إلى الطبيب النفسي وتعرضي عليه حالتك وسوف يقوم
بوصف بعض األدوية لك ،هنالك دواء ممتاز يسمى رزبيريادول أنت تحتاجين لتناوله بجرعة 1مليجرام فقط لمدة
6أشهر تتناولين هذه الجرعة ليالً ،دواء ممتاز لعالج الظنان الشكوكية والتتابع الوسواسي ،يضاف إليه دواء آخر
يعرف باسم زيروكسات أو ديروكسات هذا تتناوليه بجرعة 10مليجرام أي نصف حبة ليالً أو نهار ًا لمدة أسبوعين
ثم تجعليه حبة واحدة يومي ًا لمدة 6أشهر ،ثم نصف حبة يومي ًا لمدة شهر ،ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر
آخر ،ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
هذه أدوية بسيطة وجرعة صغيرة وسليمة ،قد يصفها لك الطبيب أو قد يصف أي دواء آخر مناسب يراه،
السؤال
أنا شاب حديث التخرج ،أعاني طوال حياتي من التردد في اتخاذ القرار ،والتشاؤم والقلق المستمر ،وأغلب حياتي
في عزلة.
50
وبالرغم من ذلك ،فأنا مجتهد في دراستي ،وإيجابي ،ونشيط جدا مع اآلخرين ،أخطط لهم ،وأنصحهم ،وأساعدهم
في اتخاذ قرارتهم وأهتم بهم.
التردد الذي أعاني منه ،كنت أستطيع السيطرة عليه خالل المراحل الدراسية ،لكن بعد التخرج فشلت تماما في
السيطرة عليه ،وضاعت مني عدة فرص مهمة في حياتي ،كالدراسات* العليا ،أو الحصول على وظيفة ،وأريد
التخلص من تلك المتالزمة لكي أعيش بقية حياتي في توازن.
اإلجابــة
ال شك أن التردد أمر متعب ،وكما ورد في رسالتك قد يفوّ ت الفرص الكثيرة على اإلنسان ،فالبد من العمل على
التخلص منه ،أو التخفيف منه قدر اإلمكان.
نعم ،مما هو مطلوب منا أيضا أن نتعلم من تجاربنا السابقة ،وبحيث نتعلم اإليجابيات والسلبيات ،فنعزز األولى
ونبتعد ،قدر اإلمكان ،عن الثانية ،ومن الطبيعي أن تنزعج مما قد يحصل من فشل محاوالت تجاوز التردد ،فهذا
أحيانا خارج سيطرة اإلنسان.
طبعا قد ال يوجد شيء ،% 100فمال من المستحيل أن نجد إنسانا ال يتردد أبدا ،أو أن نجد إنسانا يتردد في كل
شيء ،ولكن يحاول اإلنسان ،وقدر المستطاع ،اتخاذ القرار* األقرب للصواب.
ومما يمكن أن يعين على اتخاذ القرار* وقلة التردد األمور التالية:
االستعانة بوجهة نظرة والديك ،وأسرتك ،ومن حولك ،فهذا مفيد في كثير من الحاالت ،ولكن في النهاية أنت من
سيقرر ،وأحيانا يفيد تحديد وقت محدد التخاذ القرا *،ومهما كان هذا القرار ،وأن كان ما يقال أحيانا من أن ال قرار
أفضل من قرار خاطىء ،وهذا يتوقف على طبيعة الموقف الذي أمامنا.
إن ما يمكن أن تتخذيه من قرارات ،سواء خاطئة أو صحيحة ،إنما هي من اختيارنا ،ففي اإلسالم اإلنسان مخيّر
وليس مسيّر ،وإنما ما يحدث في الحياة إنما هو بتوفيق هللا تعالى لنا ،ومن هنا كان الدعاء وكانت االستخارة ،وما
51
صرفه هللا عنك إنما هو لخير ،وإن كنا قد ال نرى هذا في حينها ،وأمر المؤمن كله خير ،فإن أصابه السراء
شكرر ،وإن أصابه الضراء ،صبر.
فهيا ثق بنفسك ،وال تجعل نتائج التجارب السابقة تضعف من ثقتك بنفسك ،فال شك أن عندك الكثير من الصفات
الطبيبة واإليجابية ،وربما واجهتك في الفترة* الماضية ظروف خاصة ،جعلتك تردد بينما انتفت اآلن هذه الظروف.
عمري 23سنة ،متزوجة ،كنت أعاني من االكتئاب والوسواس القهري* منذ عمر 15سنة ،لم أذهب للطبيب ،ومع
السنوات خفت األعراض كثيرا ،واآلن أعاني من التردد في قراراتي كثيرا ،حتى لو كان األمر بسيطا ،بالسابق
فيما يخص أموري البسيطة كنت أقرر وأحسم األمر ،وأقول في نفسي لو كان قراري غير صحيح فال ضرر،
ولكن في القرارات* المصيرية أتردد كثيرا ،ألنني أخاف أن أندم ،وبالنهاية اكتشف بأنني اتخذت القرار الخاطئ،
وأتحسر وأشعر بالندم ،وتتوقف حياتي على هذا الشيء ،وآخر قرار ندمت عليه هو اسم ابني ،عمره اليوم أربعة
أشهر وإلى اليوم وأنا نادمة ،حينما أخطط للقرار ال أندم ،ولكن حينما يكون األمر مفاجئا أندم كثيرا ،فأنا أتعب
وأتردد كثيرا بهذا الوضع ،والحظ أهلي ذلك ،وأخبروني بأنني موسوسة ،فبماذا تنصحوني؟
اإلجابــة
وإذا كان الشيء الذي يجب فيه اتخاذ قرار فيه حكم علمي فيجب عليك بأخذ الطرق العلمية أيضً ا في اتخاذ القرار
المعيَّن ،أما إذا لم يكن فيه حكم شرعي أو حكم علمي فاتخذي القرار حسب ما تحسين وترتاحين إليه ،وهذا مهم
52
ج ًّدا ،وال يهمك ما يقوله اآلخرون طالما* ِ
أنت في جانب الشرع أو جانب العلم أو جانب ما ترتاحين إليه ،فيجب
عليك أال تنظري إلى شيء آخر ،وهكذا تدريجيًا -إن شاء هللا -يذهب التردد وتحصل الراحة النفسية.
السؤال
أنا فتاة ،مشكلتي أنني ال أملك إرادة لتحقيق ما أريد ،حتى أنني أحيان ًا ال أعلم ما الذي أريد تحقيقه في حياتي ،فمثال:
أرغب في اتباع نظام ًا صحي ًا إلنقاص وزني ،وتغيير أسلوب حياتي ،كما أود أن أستيقظ مبكر ًا ،وأقوم بعمل
التمارين الرياضية ،وأتناول طعام ًا صحي ًا ،وأقول :أنني سأقوم باتباع نظام ًا غذائي ًا ،وسأبدأ من الغد ،أو من اليوم،
وأكون مستعدة تمام ًا لفعل ذلك ،وفي غاية الحماس والرغبة لفعله ،وأعزم علي فعله ،وأخطط كيف سأبدأ ،وماذا
سأفعل بكل حماس ،ولكن بعد ذلك بعدة دقائق أشعر بأن ذلك أمر صعب ،ومجرد التفكير بأنني سأفعل هذه األشياء
يشعرني بالخمول والكسل ،ولن أستطيع القيام به ،فال أفعل شيء مما خططت له.
هذا التردد في اتخاذ القرار ينطبق على أمور حياتي كلها ،أحيان ًا أريد أن أعمل وأكون متحمسة للفكرة كثير ًا
وفرحة بها ،لدرجة أنني أفكر عندما آخذ راتبي من هذا العمل ماذا سأفعل ،وماذا سأشتري ،ولكن أيض ًا سرعان ما
يذهب ذلك الحماس والرغبة ،هذا التقلب يحدث في كل شيء أخطط له في حياتي تقريب ًا ،حتى الخروج للتسوق،
ولشراء المالبس أشعر بأنني سأكون متعبة ،وأشعر بالخمول والكسل ،وأقوم بتأجيل مواعيد كل شيء ،فكيف
يحدث هذا التقلب بهذه السرعة؟ وهل يوجد شيء أفعله لينهي هذا؟ ألن بسبب هذه التقلبات أصبحت حياتي صعبة
جدا ،وال أستطيع أن أفعل شي ًئا مما أريده ،أو أحلم به ،أو أنوي تحقيقه.
اإلجابــة
53
النفس البشرية ُجبلت على التراخي في بعض األحيان ،لذا تُرك التغيير لإلنسان بنفسه ،ولذلك قال هللا تعالى{ :إن
هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} ،يعني أن هللا تعالى قد وهب لنا طاقات ومهارات وخبرات وإمكانات*،
وقال{ :ال يكلف هللا نفسًا إال وسعها} ،وقال{ :فاتقوا هللا ما استطعتم} ،فلو لم يقل أنه بوسعنا وباستطاعتنا ما كلفنا،
وال وجب علينا من واجبات ،ومن خالل االستطاعة والوسع يمكننا أن نتغير.
أيتها الفاضلة الكريمة :االندفاع الشديد نحو األشياء في بعض األحيان قد يؤدي إلى التراخي الالحق ،لكن إذا نوى
اإلنسان لما يُريد أن يقوم به بواقعية ومنطق ،وفعل آلياته الموجودة يستطيع أن يُنجز ذلك ،وفي حالتك أنت محتاجة
أن تُركزي على شيء واحد أو شيئين إلنجاز ما تنوين إنجازه ،وتضعي خططًا واضحة وعملية ،ويمكن قياس
اإلنجاز ،مثالً فيما يتعلق بتخفيف الوزن :البد أن تضعي شرطًا أنك في خالل أسبوع يجب أن تُنقصي مثالً كيلو أو
اثنين كيلو من الوزن ،يعني أنه البد أن يكون هنالك مقاس* لإلنجاز ،هذا وجد أنه من أفضل الطرق التي تُشجع
الناس على اإلنجاز ،وخذي بالنصيحة السلوكية التي تقول أن اإلنسان هو أفكار ومشاعر وأفعال ،هذا المثلث
بأضالعه الثالثة واضح ج ًّدا ،فالذين يترددون وال يُنجزون يجب أن يُفعّلوا* ضلع األفعال ،بغض النظر عن ضلعي
األفكار والمشاعر ،هذه الوسيلة الوحيدة التي يجب أن يُنجز اإلنسان من خاللها.
أوقات معينة في اليوم ،الصباح دائ ًما فيه خير كبير ،قال -صلى هللا عليه وسلم:-
ٍ ثانيًا :حاولي أن تستفيدي من
(بورك ألمتي في بكورها) ،حتّمي على نفسك مثالً أنك بعد صالة الفجر سوف تقومين بكذا وكذا ،هذا مهم ج ًّدا،
النوم الليلي المبكر ،وممارسة الرياضة والتنظيم الغذائي ،وُ جد أنها تجعل اإلنسان أكثر ثباتًا ،وأكثر اندفاعً ا
وطموحا فيما يريد إنجاز ما يقوم به ،هذا أيضً ا مهم ،أن تأخذي نوعً ا من األمثلة أو النماذج العظيمة في الحياة،
ً
وتتبعيها ،هذا أيضً ا وجد أنه مفيد ،بر الوالدين يؤدي إلى الثقة بالنفس.
فيا -أيتها الفاضلة الكريمة :-هذا كله سيكون مفيدًا ج ًّد ا بالنسبة لك ،وأرجو التقيد به ،وال تستعجلي التغيير ،لكن
يجب أال يكون هنالك تراخي مزمن ،هذا هو الذي أنصحك به.
54
لدي تردد شديد عند االنخراط في العمل وغيره ..ساعدوني .21
السؤال
أحمد هللا وأشكره وأثني عليه ،أن أرشدني إلى هذا الموقع المبارك الذي لن أنسى أطباء استفدت منهم كثيرً ا في
حياتي ،وعلى رأسهم الدكتور محمد عبد العليم ،وفقه هللا وسدد خطاه.
دكتور محمد :لدي مشكلة في حياتي ،وهي أنني ( كثير التردد في أموري الحياتية) كثيرً ا ما أتردد بأشياء تحصل لي
على سبيل المثال:
( كنت أسعى جاهدًا أن أعمل لدى فندق راق في مدينتنا ،وفعلت األسباب -والحمد هلل -تم قبولي في الفندق
المقصود ،وعندما بدأت بالعمل ألول يوم في الفندق أتتني ضيقة صدر بأنني سأترك العمل ،وأنه ال يعجبني.
عل ًم ا أنه في السابق كنت أريد العمل به ،فلما تيسر العمل به كرهته ،وأتتني ضيقة صدر ،وفعال تركت الفندق
وتمنيت أنني لم أتركه .)...
فهذا كثيرً ا ما يزعجني عند التقدم ألي وظيفة ،أو أمور أخرى تأتيني ضيقة وكره للوظيفة ،وتردد شديد بترك وكره
ي في حياتي الزوجية وفي األمور األخرى.
العمل ،فهذا سوف يوثر عل ّ
فما عالج حالتي -دكتور محمد -من فضلك؟ وما سبب ذلك؟
علم ًا انني لست متزوجا وأخشى أن يمضي بي األمر في األمور األخرى ،من اختيار زوجة ونحو ذلك.
اإلجابــة
أخي الكريم :التردد في اتخاذ القرارات* إذا كان لدرجة ُم ِخلَّ ٌة فهذا نالحظه لدى األشخاص الذين لديهم ميول
وسواسية ،وفي هذه الحالة يجب أن يُذكر السبب ،وهو الوسواس ،ويُعالج.
أما الترددات العادية فهذه تحدث ،وقد يكون القرار أصالً ليس مدروسًا ،وليس بالكيفية السليمة ،لذا يتردد صاحبه،
بل يستدرك أن القرار* لم يكن سليمًا.
55
كثير منها ،واإلنسان إذا أقدم على
ٍ اإلنسان أيضً ا الذي ليس لديه صبر على تحمُّل بعض األمور قد يكون مترددًا في
عم ٍل ورأى أن هذا العمل عمل مُلزم له قد يتردد حياله.
أيها الفاضل* الكريم :أنا أريدك أوالً أال تتخذ أي قرارات أساسية حين يكون مزاجك ليس معتدالً ،هذا أمر مه ٌّم.
واألمر الثاني :عليك باالستخارة ،االستخارة عظيمة ج ًّدا ،وهي تفتح لإلنسان آفاقاكبيرة ،وتُي ِ ّ
سر أمره؛ألنه –
وببساطة – يكون اإلنسان قد أوكل أمره لمن بيده الخير ليختار له ،ما هو جيد وحسن وصالح بالنسبة له.
أيها الفاضل* الكريم :إذا كان هناك أثر نفسي أدى إلى هذا التردد ،هذا يجب أن يُعالج ،وهذا في حالة الوسواس،
األمر اآلخر :أن يتم تدارس األمر بدقة ،واألمر الثالث :اللجوء إلى االستخارة.
أخي الكريم :في موضوع الزوجة :أوالً أنت تعرف أن المواصفات مطلوبة ،لكن ليس من الضروري أن يجد
اإلنسان الزوجة التي ينطبق عليها كل المواصفات *،هذا أمر ليس سه ً
ال ،فهنا استخير واستشر ،استشر أهلك
وأخواتك مثالً ،وبعد ذلك توكل على هللا ،وعليك بالدعاء ،سل هللا أن يوفقك للزوجة الصالحة ،وهذا من وجهة
نظري أمرٌ جيد ،بل ممتاز ،فبالدعاء تنال ما لم تكن تأمله أو تتوقعه.
وفي ذات الوقت – أخي الكريم – يجب أال تكون هنالك مدة طويلة ما بين اختيار الزوجة والزواج ،في مثل هذه
الحالة األفضل التعجيل بالزواج بعد أن يقع االختيار على الزوجة.
56
أنا فتاة في السنة الثانية من المرحلة الجامعية ،مشكلتي هي عدم ثقتي في نفسي ،وصلت إلى الجامعة وال أستطيع
الكالم بسبب خوفي من أن يضحك الناس على كالمي! أرتبك دائم ًا وأكون صامتة ،ليس باستطاعتي الكالم *،فأنا
أشعر بأن اآلخرين يتحدثون عني ،وال يرغبون بوجودي.
شخصيتي في البيت عند أهلي مختلفة تمام ًا ،أكون عادية جد ًا ،أضحك وأتكلم بشكل طبيعي ،ولكن أمام الناس نبرة
صوتي تتغير ،ومن يراني يظن بأن أعصابي مشدودة ،هذه األمور أبعدت عني البنات ،وصاروا يطلقون علي عدة
ألقاب ،يصل بي الحال أحيان ًا بأن ال أستطيع المشي أمام مجموعة البنات ،وإذا مشيت أمشي مسرعة ،أشعر بأنهم
يتكلمون عني ،هل تنصحونني باستخدام حبوب (سبرالكس)؟* فأنا أريد التخلص من هذه الحالة.
اإلجابــة
أيتها الفاضلة الكريمة :حالتك هذه ربما تكون ناتجة عن نوع من المخاوف االجتماعية البسيطة ،والتي أفقدتك الثقة
في نفسك ،لكن أيض ًا قد تكون ناتجة من حالة شكوكية ظنانية ،أنك ذكرت أنك تحسين أن البنات يتكلمون عنك
ويطالعونك ،هنا أقول لك أن عقار (سبرالكس) *،قد ال يكون الدواء األفضل ،الشيء الصحيح هو أن تذهبي وتقابلي
الطبيب النفسي ،ألن حالتك تحتاج للمزيد من االستفسارات واالستقصاء ،وعلى ضوء ذلك توضع لك الخطة
العالجية الصحيحة فيما يتعلق باألدوية والوسائل األخرى.
وبصفة عامة نصيحتي لك ،هو أن تحقري هذه األعراض تمام ًا ،وأن ال تهتمي بها ،وأن تتجاهليها ،وتخيري صديقة
واحدة كوني قريبة منها ،وبعد ذلك وسعي من شبكتك االجتماعية ،كوني مع المزيد من الصديقات ،البنات ذوات
األخالق الرفيعة والمتميزات ،سوف تحسين بطمأنينة أكثر حين تكونين معهن وهكذا ،تزيدي من تواصلك
االجتماعي ،مع تحقير فكرة أنهم يضحكون عليك ،أو أنهم يتكلمون عنك ،هذه ليست صحيحة ،وفي ذات الوقت
تواصلي مع الدكتورة أو األستاذة في الجامعة ،ألن األستاذة ال يمكن أن تكون أبد ًا من الذين يضحكون عليك أو
يستهزئون بك ،وتحدثي معها حول هذا الموضوع ،وأنا متأكد أنك سوف تجدين منها الكثير من المساندة في أثناء
الفصل الدراسي ،اجلسي دائم ًا في الصفوف األمامية ،وحاولي أن تكون لك مشاركات إيجابية هذا مهم جد ًا ،النشاط
المنزلي جيد ،وتفاعلك األسري ممتاز ،وهذا أيض ًا سوف يساعدك كثير ًا ،أرى أن الحالة بسيطة لكن مقابلة الطبيب
النفسي مفيدة أيض ًا
57
السؤال
السالم عليكم
أنا فتاه بعمر 18عام ًا ،أعاني من خوف شديد عند الجلوس مع الناس ،وأخاف إلى درجة أني ال أستطيع الجلوس،
وأشعر بأن الجميع يتحدث عني في نفسه ،فأضطر لالنسحاب من الجلسة سريع ًا! قطعت عالقتي بأقاربي ،وأذهب
إليهم في الشهر مرة منع ًا إلحراج والدي*.
أدرس في السنة األولى من الجامعة ،لكن في الجامعة ليس لدي الرهاب بالصورة الشديدة التي أجدها مع أقاربي.
شخصيتي بالجامعة مناقضة لشخصيتي الرهابية تمام ًا ،بدأت أفكر في االنسحاب من الجامعة؛ ألني ال أستطيع فعل
شيء ،فأنا فاشلة جد ًا في حياتي جميعها ،دائم ًا أفكر وأقول :حتى وإن أكملتي دراستك فالرهاب سيمنعك من
الوظيفة.
لدي صديقات ال بأس بعددهن ،وأستطيع الحوار والضحك والمزاح معهن ،وأستطيع أن أتحدث بصوت عالي ،فال
يهمني من يلتفت إليّ.
أواجه مشكلة حقيقة ،وهي أنه عندما يطلب مني شرح دروس ال أستطيع إلقاء درس أو كلمة قصيرة على مجموعة
كبيرة من الطالبات ،حيث تظهر لدي جميع عوارض الرهاب ،فأصبحت ال ألقي شيئ ًا من ذلك ،لكني أتألم في
داخلي ،فدرجاتي فقدتها بسبب رهابي ،والجميع يسألني عن سبب تجاهلي للشرح ،ويحذروني من فقد درجاتي،
لكني أبدي لهم أني مهملة ،وليس لدي الوقت للتحضير.
معلمتي أصبحت تسخر مني أمام صديقاتي ،وتصفني بالمهملة ،لكني أقابل كلماتها بابتسامة ،وال أحب أن يعرفوا
أني أعاني من الرهاب.
أيض ًا قبل أنا أشارك في الصف أستخير عدة مرات قبل اإلجابة ،فأنا ال أثق في نفسي مطلق ًا *،وأرتبك كثير ًا إن
خرجت للحل في السبورة أمام الطالبات ،مع أني أكون فاهمة للحل ،لكني أنسى كل شيء بمجرد التقدم للحل.
أنا في مرحلة حرجة من حياتي ،أريد التفوق الجامعي ،لكن مهما فعلت فالرهاب يمنعني من كل شيء.
58
طرحت على والدتي فكرة الذهاب إلى دكتور نفسي لكنها رفضت ذلك ،قلت لها :احضري لي فقط الدواء ،ال يهم إن
ذهبت إلى دكتور أو لم أذهب ،فرفضت أيض ًا ،وقلت ألبي ذلك فرفض أيض ًا؛ ألنهم يروني فتاة عادية ،وال يرون أن
ما أعانيه هو مرض يجب التخلص منه.
أنا في المنزل أتكلم وأضحك مع الجميع إال أخواتي فأعراض الرهاب تأتيني أمامهن ،لكن أمي وأبي وأخي أتحدث
وأضحك وأتخاصم معهم ،ويقولون :أنت تعاندين نفسك ،ولو جربت تشرحين لما فشلت ،وأنا وهللا ال أعاند.
أرجوكم أنقذوني ،ال أحد يريد مساعدتي من أهلي ،وأتمنى لو تُق ِّّ*ِدرون حاجتي إليكم ،فأنتم أملي الوحيد بعد هللا ،وكم
فرحت -وهللا -كثير ًا عندما علمت بوجود مكان لالستشارات في موقعكم.
اإلجابــة
نحن نُق ِ ّدر مشاعرك ج ًّدا ،ونق ِ ّدر أيضً ا موقف والديك ،حيث إنهما ال يُحبذان استعمالك ألي دواء خاصة األدوية
النفسية ،وفي هذا األمر نحن ال نلوم والديك أبدًا؛ ألن الطب النفسي بكل أسف ارتبط بشيء من السلبية في تفكير
بعض الناس ،كما أن ما يُسمى بالوصمة االجتماعية أيضً ا لعبت دورً ا في هذا السياق ،وقطعًا أنت صغيرة في السن
ويخاف والداك أن تستمري على األدوية النفسية لفترة طويلة.
أنا أرجو أن تتحدثي مرة أخرى إلى والديك؛ ألنك تعانين بالفعل من نوع من الخجل االجتماعي الذي ال بد أن
يُعالج.
أنت أيضً ا لديك عرض مهم ج ًّد ا ،وهو أنك تتجنبين اآلخرين؛ ألنه يأتيك الشعور بأنهم يتحدثون عنك ،هذا ليس من
الرهاب االجتماعي ،هذا نوع من الشكوكية والظنانية ،حتى وإن كانت بسيطة ،فيجب أن تُعالج ،وأنا -أيضً ا -أرى
أن شخصيتك تحمل قليالً من صفات الشخصية التجنبية ،هذه كلها تُعالج.
اذكري هذه الحقائق التي ذكرتها لك لوالدك ووالدتك األكارم ،وأنا متأكد أنهم سيقدرون وضعك ،ويذهبون معك إلى
الطبيب؛ ليضع لك الخطة العالجية بعد أن يضع التشخيص المناسب.
هذه الحاالت بسيطة ج ًّدا ،وتُعالج تما ًما ،وليس من الضروري أن يكون العالج دوائيًا لوحده ،فهناك برامج سلوكية،
وحتى إن اضطر الطبيب أن يُعطيك دوا ًء فسيكون دوا ًء بسيط ًا وسلي ًما وغير إدماني وغير تعودي ،أرجو أن تقنعي
والديك بأهمية الذهاب من أجل العالج ،هذا هو الذي ننصحك به.
أعاني من انعدام* الشخصية واعتقاد مراقبة الناس لي ،فما هو تشخيص حالتي؟ .24
59
السؤال
مشكلتي -يا دكتور -إلى اآلن ال أعرف ألي صنف تنتمي ،لكن في الغالب قد تكون فصاما بارونيا ،لكن أتمنى أن
أعرف حقيقة مرضي من حضرتكم.
منذ أن كنت صغيرا وأنا أعاني من انعدام الشخصية ،واعتقادات خاطئة بأني من أرذل المخلوقات ،وكنت أخاف
كثيرا من أقراني ،وفي فترة المراهقة بدأت أنعزل كثيرا ،وأبتعد عن األصدقاء؛ ألني ال أستطيع مجاراتهم في
المهارات االجتماعية.
وحاليا أبلغ من العمر 29سنة ،ال أخرج من البيت العتقادي بأن الناس تراقبني في كل خطوة أخطوها ،وأحس
أيضا أن الناس يكرهونني وال يحبون رؤيتي ،أعتقد أن الناس حينما يرونني في الشارع يسبونني في قرارة
أنفسهم ،خصوصا بعض الناس من الجيران الذين ال ألقي عليهم السالم.
أنا أعرف أن هذه ضالالت ال صحة لها لكنها تعيقني ،فهي تؤثر على توازني النفسي والحركي ،فحينما أخرج
لضرورة فإني أجد صعوبات كثيرة أثناء المشي ،أخرج فقط في المساء؛ ألني متأكد أن الناس ال تراني ،أما في
النهار فأجد صعوبات شديدة.
أرجو أن تصف لي حالتي ،وما أعاني منه بالضبط ،حاليا أتناول اوالنزابين 10مغ ،لكني لن أستمر عليه؛ ألنه
باهظ الثمن ،أتمنى -يا دكتور -أن تصف لي دواء متكامال لحالتي ،وجزاكم هللا خيرا.
اإلجابــة
قد وصفت حالتك بصورة جيدة جد ًا ،والذي أراه أن مشكلتك األساسية في الشخصية؛ حيث أن الشخصية تميل إلى
الظنانية وسوء التأويل ،أو ما يسمى بالبارونية ،قد ال تكون حالتك وصلت لدرجة الفصام ،لكن انعزالك االجتماعي،
وعدم تفاعلك بصورة صحيحة ،وسوء تقديرك لذاتك هذا أضر بك كثير ًا.
أيها الفاضل* الكريم :أنا متأكد أن العالج الدوائي سوف يفيدك كثير ًا ،اوالنزابين دواء رائع لكن اتفق معك أنه مكلف
وباهظ الثمن ،وقد يزيد الوزن أيض ًا ،هنالك أدوية أقل منه تكلفة وذات فائدة عظيمة جد ًا ،منها :عقار رزبريادال
Risporidalفأرجو أن تراجع الطبيب وتتحدث معه حول التكلفة الباهظة ،وسوف ينقلك الطبيب إلى رزبريادال
Risporidalمثالً ،أو ايميسلبرايد ،أو الدواء القديم الذي يعرف باسم استيالزين ،هذه أدوية ممتازة وفاعلة ،وقد
تحتاج فقط أن تتناول معها دواء ليمنع آثارها الجانبية؛ ألن معظم األدوية التي ذكرناها قد تؤدي إلى رجفة بسيطة،
أو شعور بانشداد عضلي من النوع البسيط ،عموم ًا هذه فنيات بسيطة معروفة لدى األطباء.
إذ ًا أيها الفاضل الكريم :يجب أن تواظب على العالج ،وفي ذات الوقت يجب أن يكون لديك اإلصرار على التفاعل
االجتماعي ،اكتب برامج يومية تدير من خاللها وقتك ،وال بد أن تشمل هذه البرامج على أنشطة اجتماعية مث ً
ال:
60
زيارة أحد األرحام ،زيارة مريض في المستشفى ،الحرص على صالة الجماعة في المسجد ،هذه تفاعالت
اجتماعية ممتازة ،واسعَ لتقبل نفسك ،واعلم أن هللا تعالى قد كرمك وأنك لست بأقل من اآلخرين ،احكم على نفسك
بأفعالك وليس من خالل مشاعرك ،لذا أريدك أن تكون شاب ًا مجتهد ًا ومجاهد ًا ،وأن تبني نفسك.
مشكلتي هي الظنان الذي أعاني منه منذ فترة ,حتى أني إذا رأيت شخصا يضحك أو سمعت شخصا يضحك أظنه
يضحك علي ,وعندي أيضا رهاب اجتماعي ،أعتقد أنه بسبب هذا الظنان ,وأيضا مزاجي متقلب قليال ،وأنا حساس.
اإلجابــة
بالفعل أنت حساس؛ لذا أصبحت سريع التأثر ،وتأتيك هذه التأويالت الظنانية ،والتي يجب أن تتخلص منها من
خالل إحسان الظن باآلخرين ،وأن تعرف أن هذا نوع من الوسوسة الظنانية ،وال تُكثر من الحوار والنقاش حول
محتويات ومكونات هذه المواضيع الشكوكية التي تنتابك.
المبدأ الذي ينبغي أن تعمل به هو أن تحسن الظن في الناس ،وأن تتجاهل مثل هذا الفكر السلبي ،وعليك أن تتفاعل
مع الناس ،ابدأ بأسرتك ،كن أكثر نشاطًا* وأكثر تواجدًا وفعالية ،والمشاركة واالهتمام بشؤون األسرة ،نظم وقتك
وابن عالقات اجتماعية نافذة ونافعة ،مارس الرياضة...
ِ واجتهد في دراستك،
هذا كله يصرف انتباهك تما ًم ا عن هذا النوع من التفكير ،وعليك أن تتفاعل مع الناس ،بعد أن تقضي الصالة في
المسجد مثالً قف مع بعض الشباب لدقائق ،تسألهم ويسألونك عن أحوالك ،وتتجاذبون أطراف الحديث ،هذا يحسّن
-إن شاء هللا تعالى -من الظن عندك ،وهذه األفكار عليك أن تُكثر من االستغفار حين تأتيك ،مع تجاهلها كما ذكرت
لك.
أنا ال أعتقد أن مصاب بمرض حقيقي ،هذه مجرد تأويالت ناتجة من حساسيتك ،وكما ذكرت لك من الضروري
التواصل االجتماعي والتحدث عمّا بداخلك ،ألن التفريغ النفسي مهم ج ًّدا.
في ظرف شهرين إلى ثالثة وبعد أن تطبق ما ذكرته لك إذا لم تتحسن أحوالك أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب
النفسي بعد التشاور مع ذويك.
61
التسرع في الكالم وسوء الظن سبب لي مشاكل كثيرة مع الناس .26
السؤال
لدي مشكلة بسيطة بالنسبة للبعض وقد تكون بالنسبة لي أيض ًا ،لكن في أوقات أخرى تكون لي هما ال يزول،
مشكلتي تكمن في أني متسرعة بالكالم وال أحسب عواقب الحديث بعده ،ليست لدي ثقة كافية مع أني أثق بمن
حولي أكثر من نفسي ،األمر ال يعود لإليجابيات فلدي العديد منها ،كثير ًا ما أفسر األمور على حسب مزاجي،
فتصرفات من حولي أفسرها سريع ًا بتفسير سلبي ،والمشكلة هنا أنني أتحدث عن الفكرة* لمن حولي ثم تحصل
العواقب!
ال أستطيع أن أٌبرر لمن حوليَ ،ف أحيانا عندما أتصل لصديقتي ولم تجب أقول أنها ال تريد أو ...إلخ ،وعندما ألتقي
بها أقول أنها تتعمد ذلك ،وباألصل هي لم تكن عند الهاتف أو مشغولة ،أحب اجتماع الصديقات كثير ًا وأحب
االختالط بالناس ،يتولد لدي شعور رائع عندما أكون بينهم أو أمشي وأتحدث معهم ،لكن البعض يقول بأني سلبية
كثير ًاَ ،فيفسرون تصرفاتي بأنني فتاة مغرورة وطائشة والمبالية بمن حولي!
أريد حال لمشكلة الشك وعدم تفهم من حولي ،فهي تتعبني كثير ًا عندما أكون وحدي وأفكر بما فعلته معهم ،كيف لي
أن أكسب الصديقات* وأدخل لهم من مدخل مناسب؟! كيف لي أن أبني ثقتي بنفسي؟ مع أنني فتاة -وهلل الحمد -
مثقفة كثير ًا ومتفهمة لوضع المجتمع ،لكن أوقات أنسلخ من نفسي وأفعل أشياء أندم عليها الحق ًا.
اإلجابــة
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة -في الموقع ،ونشكر لك حسن العرض للمشكلة ،ونشكر لك هذا الترتيب والفهم للقضية
التي تتحدثين عنها ،ونؤكد أن هذا الشعور هو البداية الصحيحة للتصحيح ،فشعور اإلنسان أن مواقفه سلبية مع
اآلخرين هو أكبر دافع له ألن يكون إيجابيًا ،ويُسعدنا أن نؤكد لك أن اإلنسان ما ينبغي أن يكون دائم الجلد لنفسه
ولومها وعتابها وانتقاصها ،وأرجو أن تتعاملي مع الموضوع بشيء من الهدوء والروية ،كذلك ينبغي أن تهدئي قبل
أن تتكلمي ،فإن عقل العاقل قبل لسانه ،ال يتكلم بكلمة إال إذا وزنها ،فإن كانت هلل وفي الخير أمضاها ،وإن كانت
في غير ذلك استبدلها وتوقف منها.
ولذلك اجعلي دائ ًم ا عقلك قبل اللسان وليس العكس ،فإن بعض الناس عقله بعد لسانه ،يتكلم بالكلمة ثم يندم عليها،
وال يستطيع أن يُرجعها ،واإلنسان يملك س َّره ويملك التصورات ويملك الكلمات ،فإذا أذاعها ونشرها أصبحت مل ًكا
62
لغيره ،ولذلك نتمنى أن تعودي نفسك الصبر ،وأن تحاولي أن تُجيدي التواصل وتحسني الظن في صديقاتك ،ألن
سوء الظن مرفوض من الناحية الشرعية ،وفيه ظلم لإلنسان ،وال يُديم لإلنسان عالقات ،خاصة إذا حول سوء
الظن إلى تصرفات ومناقشات وتحقيقات مع الزميالت ،ونسأل هللا تبارك وتعالى أن يعينك على الخير ،وحاولي
أيضً ا أن تشجعي نفسك بتسليط األضواء على إيجابياتها ،فإن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث.
طبيعى جد ًا أن نتردد فى اتخاذ قراراتنا الحياتية المصيرية ،وأن نفكر كثيرا قبل اتخاذ القرار *،ولكن هناك شيئين
هامين أود لفت نظرك إليهما:
-أوالً يجب أن تعلمى ما هو السبب أو األسباب وراء ترددك ،هل هو الخوف من الفشل؟ هل الخوف من
المسؤولية؟ هل تجارب سابقة؟ وهنا أنصحك بأن تسمحي لنفسك بالتجربة ،وتمنحي نفسك حق الخطأ ،وتقدمي
على اتخاذ قراراتك الهامة بشجاعة ،واستعداد لتحمل المسؤولية والتعلم الدائم من الخطأ ،وهذه هي طبيعتنا
اإلنسانية.
-ثانيا ،هل بدأ هذا التردد في التأثير على حياتك وعملك وعالقاتك؟ هل بدأت تعانين من ترددك وتأخرك في اتخاذ
القرارات؟* هل بدأ ذلك يؤثر على انتظامك في العمل ،أو قربك من األهل واألصدقاء؟ لو كانت اإلجابة بنعم،
فأنصحك ببعض الجلسات اإلرشادية أو العالجية لدى طبيب أو معالج نفسي متخصص ،يساعدك على تعلم بعض
مهارات اتخاذ القرارات* الحياتية الهامة.
63
أعراض أخرى كالرهاب االجتماعي ،التوتر ،القلق .احيطكم علما بأنني اجريت فحصا بجهاز الرنين المغناطيسي
وتبين أنني ال أعاني من أي مرض ارجو منكم اإلجابة وشكرا.
القلق من أكثر األمراض النفسية الشائعة في البشر ،وخصوصا هنا في مجتمعنا العربي فهو يسبب مشاعر عميقة
من الرعب الذي تختلف درجاته عند األشخاص وقد تصل حد العجز ،وهو يجعل الشخص في حالة حذر وانتباه
لمكروه سوف يحدث له دون أن يميز الشخص ما هو هذا األمر ،وال من أي مساحة سيأتي ،وبالطبع ال يعرف متى
سيحدث ،فيحاول الجهاز النفسي لدى الشخص القلق قلقا مرضيا أن يتحمل كل تلك المشاعر الصعبة؛ فيصاب
بارتباك يكون قادرا فيه على تحمل مشاعر أقل من مشاعر القلق المرضية؛ فيتأثر دخول المعلومات وحفظها ،أو
تتأثر قدرة الشخص في التواصل مع الناس ،أو تتكرر أفكار تتسلط على رأس المريض ليتوه عن حقيقة قلقه ،أو
غيره من تلك األعراض واألمراض.
وما تعاني منه منذ سنوات طفولتك وحتى اآلن هو القلق يا أخي الكريم؛ ونحن نولد بداخلنا األمان ،ولكن نحتاج منذ
نعومة أظافرنا أن يؤكد االطمئنان بداخلنا ،ويثبت رسوخه من قبل الوالدين؛ حتى نشعر بالقبول لألحداث ،والعالم
كما هو ،ونتمكن من التقدم في الحياة ،ومع البشر بارتياح ،وثقة ،واستقرار ،ولكن حين ال يتمكن اإلنسان من
الحصول على هذا الدعم ،وترسيخ هذا األمان ينمو الشخص ولديه خلل تتوقف قوته ،وإعاقته للشخص عن القيام
بأدواره المختلفة في الحياة حسب تكوينه النفسي ،والمناخ من حوله ،واألشخاص المؤثرة فيه ،وطريقة تفكيره ،وما
قد يحمله من جزء وراثي.
وفهم كل هذا يساعد كثيرا في استيعاب عدم وجود أسباب عضوية رغم وجود أعراض حقيقية يشعر بها الشخص،
وكذلك يساعد المريض في تفعيل إرادته لدعم أمانه الداخلي الموجود في فطرته بنفسه ،أو بمساعدة متخصص
يضع يده على بداية وأسباب فقدان هذا األمان ،والعمل على استعادته من خالل خطة تشمل عالجا لألفكار،
وجلسات التنفيس النفسي ،وبعض الخطط السلوكية ،وقد يشمل بعض األدوية التي تخفف من التوتر ،واالكتئاب
الذي يصاحب القلق عادة.
عزيزي ،أقترح عليك التواصل مع متخصص نفسي ليساعدك ،وستجد اختالفا ملحوظا بإذن هللا ،وحتى يحدث ذلك
أقترح عليك كتابة أفكارك التي تعطلك ،والمشاعر التي تشعر بها وقت ظهور تلك األفكار ،والتعرف على مدى
صحتها ،ووضع أفكار جديدة بديلة ،ومراقبة تغير مشاعرك ،فمثال ...أنا فاشل في أي عمل أقوم به ..فأشعر
بالدونية ،واإلحباط والحزن ..الفكرة* البديلة ..أنا نجحت في عمل كذا ..وسجل مشاعرك الجديدة ،التي قد تكون حزنا
64
أقل ،أو فخرا بسيطا ،وهكذا ..وبمرور الوقت سترى كيف تتقدم ،أو أين مساحة التعطيل ،أو ما هي األفكار
المتكررة المعطلة ...إلخ ،وعلى بساطة هذا التدريب إال أنه بالصدق مع النفس سترى ما ال تنعم به اآلن ..دمت
بخير
أنا حاليا اتقبلت في شغل ،وكنت قعدت حوالى 3سنين مشتغلتش ،أنا مشاعري متلخبطة ،ساعات أحس إني ممكن
أفشل ،ومعرفش أتعامل مع حد ،وخاصة إني بعدت عن كتير من أصحابي التالت سنين اللي فاتت ،فحاسة إني
ممكن أفشل وطاقة صبري مع الناس غير زمان ألني شوفت وحش كتير ،أعمل إيه؟
عزيزتي..
ما تشعرين به هو أمر طبيعي للغاية فى بداية أية وظيفة أو مهنة جديدة ..الخوف من الجديد ،والغريب ،والمستقبل
المجهول ..الخوف من الفشل ..وأحيان ًا الخوف من النجاح ..رهبة الموقف والناس واألحداث ..كل هذا طبيعي خاصة
كنت متوقفة عن العمل لمدة ثالث سنوات سابقة.
أنك ِ
لكن ما أريد التحدث معك فيه يا عزيزتي هو درجة (خوفك من الفشل) *..فكلنا نخاف ..وكلنا نفشل ..لكن ال يجب أبد ًا
أن يمنعنا ذلك من خوض التجربة ،واإلقدام على العمل ،واالختالط بالناس ..مهم جد ًا أن تقبلي خوفك ،بمعنى أن
تعطيه حجمه الطبيعي ،وال تسجني نفسك فيه.
مهم أيض ًا أن تقبلي كل االحتماالت بما فيها الفشل ،فيحررك ذلك من الحسابات والتعقيدات الخانقة التي قد تدفعك
للفشل فع ً
ال.
الخوف شعور إنساني طبيعي يا صديقتي ،ال تقاوميه ،فذلك يزيده قوة ..وال تستسلمي له ..فذلك يزيده تأثير ًا ..فقط
اعترفي بوجوده ،وبحجمه الحقيقي ،وتجاوزيه ..والفشل تجربة إنسانية ثرية وهامة ،قد تحمل داخلها منح ًا كثيرة ..ال
تجعليه يكسرك ..وال تستقبليه على أنه نهاية العالم ..فقط قفي عنده لحظة ..وتأمليه ..وحاولي أال تكرريه في ما بعد.
خوضي التجربة ..خوضيها بخوفك وقلقك ورهبتك ..خوضيها بماضيك وحاضرك ..خوضيها بألمك وأملك ..ودعي
األمر في يد هللا..
65
66