اعتماد حكامة جديدة في مجال تدبير الموارد البشرية المدخل الحقيقي لإصلاح منظومة التربية والتكوين... -1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫جملة عامل الرتبية‬ ‫‪62‬‬

‫اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية‬

‫(‪)‬‬
‫املدخل احلقيقي إلصالح منظومة الرتبية والتكوين‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺣﻜﺎﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻹﺻﻼﺡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ :‬ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﺩﺓ ﻣﺪﻳﺮ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺟﻬﺔ ﻓﺎﺱ‬
‫ﺑﻮﻟﻤﺎﻥاألستاذ حممد ولد دادة مدير أكادميية جهة فاس بوملان‬
‫حوار مع‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫األستاذ حممد ولد دادة من التجارب والكفاءات املميزة اليت ابملنظومة الرتبوية التكوينية‪ ،‬ويشهد على ذلك مساره‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻏﺮﻳﺐ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫األسالك التعليمة إىل مهمة التأطري واملراقبة الرتبوية إىل داررة الررار االداري‬
‫ﻣﺤﻤﺪ‬‫مبختلف‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪ :‬مهمة التدريس‬
‫ﻭﻟﺪ ﺩﺩﻩ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ املتدرج من‬
‫املهين‬
‫ﺗﺠﻴﺘﻲ‪ ،‬ﻋﺒﺪ ﻋﺰﻳﺰ)ﻣﺤﺎﻭﺭ(‬ ‫وي‪:‬‬
‫ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬ ‫والرتب‬
‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ‬
‫ﻉ‪20‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫وجل سلك التعليم سنة ‪ 1279‬كمعلم مث كأستاذ ابإلعدادي مث كأستاذ ابلثانوي التأهيلي قبل أن يتم تكليفه من‬ ‫‪‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2011‬مبهام التفتيش ملادة اللغة الفرنسية ابلسلك اإلعدادي؛‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬الوزارة سنة ‪1291‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ طرف‬
‫مفتشا مكلفا إبعداد مواضع الباكالوراي أبكادميية سطات؛‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬يف سنة ‪ 1292‬مت تعيينه‬
‫‪26 - 34‬‬ ‫‪‬‬
‫‪573882‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫مت تعيينه سنة ‪ 1227‬مفتشا منسرا مركزاي ملادة اللغة الفرنسية؛‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬للوزارة خبريبكة؛‬
‫يف سنة ‪ 9222‬انئبا اقليميا‬ ‫‪‬‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬

‫‪EduSearch‬املولوية السامية على تعيينه كمدير للموارد البشرية وتكوين األطر برطاع الرتبية‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ 9222 :‬حظى ابملوافرة‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ يف سنة‬
‫‪‬‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ ،‬ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/573882‬‬
‫الوطنية؛‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫يف سنة ‪ ،9222‬حظي بتجديد الثرة املولوية‪ ،‬حيث مت تعيينه مديرا لألكادميية اجلهوية للرتبية والتكوين جبهة‬ ‫‪‬‬
‫فاس ‪-‬بوملان‪ ،‬وهو املنصب الذي يشغله حاليا؛‬
‫حائز على اإلجازة يف علوم الرتبية من جامعة ليل بفرنسا‪ ،‬وعلى اإلجازة يف الرانون من جامعة احلسن الثاين‬ ‫‪‬‬
‫ابلدار البيضاء وعلى دبلوم مفتش التعليم الثانوي؛‬
‫أصدر مؤلفا ابللغة الفرنسية سنة ‪ 1229‬وساهم يف أتليف الكتب املدرسية لسلكي االعدادي والثانوي ابإلضافة‬ ‫‪‬‬
‫إىل نشاطه اجلمعوي؛‬
‫كما أصدر سنة ‪ 9229‬كتااب ابللغة العربية حول واقع مهنة التدريس برطاع التعليم املدرسي (مكامن الروة‬ ‫‪‬‬
‫والضعف)؛‬
‫انئب رئيس اجلمعية املغربية ملدرسي اللغة الفرنسية وعضو جلنة حترير اجمللة الرتبوية اليت تصدرها جلمعية املذكورة؛‬ ‫‪‬‬
‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫(‪ )‬أجرى احلوار عبد عزيز جتييت‪.‬‬
‫جملة عامل الرتبية‬ ‫‪62‬‬

‫اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية‬

‫(‪)‬‬
‫املدخل احلقيقي إلصالح منظومة الرتبية والتكوين‬

‫حوار مع األستاذ حممد ولد دادة مدير أكادميية جهة فاس بوملان‬

‫األستاذ حممد ولد دادة من التجارب والكفاءات املميزة اليت ابملنظومة الرتبوية التكوينية‪ ،‬ويشهد على ذلك مساره‬
‫املهين املتدرج من مهمة التدريس مبختلف األسالك التعليمة إىل مهمة التأطري واملراقبة الرتبوية إىل داررة الررار االداري‬
‫والرتبوي‪:‬‬
‫وجل سلك التعليم سنة ‪ 1279‬كمعلم مث كأستاذ ابإلعدادي مث كأستاذ ابلثانوي التأهيلي قبل أن يتم تكليفه من‬ ‫‪‬‬
‫طرف الوزارة سنة ‪ 1291‬مبهام التفتيش ملادة اللغة الفرنسية ابلسلك اإلعدادي؛‬
‫يف سنة ‪ 1292‬مت تعيينه مفتشا مكلفا إبعداد مواضع الباكالوراي أبكادميية سطات؛‬ ‫‪‬‬
‫مت تعيينه سنة ‪ 1227‬مفتشا منسرا مركزاي ملادة اللغة الفرنسية؛‬ ‫‪‬‬
‫يف سنة ‪ 9222‬انئبا اقليميا للوزارة خبريبكة؛‬ ‫‪‬‬
‫يف سنة ‪ 9222‬حظى ابملوافرة املولوية السامية على تعيينه كمدير للموارد البشرية وتكوين األطر برطاع الرتبية‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية؛‬
‫يف سنة ‪ ،9222‬حظي بتجديد الثرة املولوية‪ ،‬حيث مت تعيينه مديرا لألكادميية اجلهوية للرتبية والتكوين جبهة‬ ‫‪‬‬
‫فاس ‪-‬بوملان‪ ،‬وهو املنصب الذي يشغله حاليا؛‬
‫حائز على اإلجازة يف علوم الرتبية من جامعة ليل بفرنسا‪ ،‬وعلى اإلجازة يف الرانون من جامعة احلسن الثاين‬ ‫‪‬‬
‫ابلدار البيضاء وعلى دبلوم مفتش التعليم الثانوي؛‬
‫أصدر مؤلفا ابللغة الفرنسية سنة ‪ 1229‬وساهم يف أتليف الكتب املدرسية لسلكي االعدادي والثانوي ابإلضافة‬ ‫‪‬‬
‫إىل نشاطه اجلمعوي؛‬
‫كما أصدر سنة ‪ 9229‬كتااب ابللغة العربية حول واقع مهنة التدريس برطاع التعليم املدرسي (مكامن الروة‬ ‫‪‬‬
‫والضعف)؛‬
‫انئب رئيس اجلمعية املغربية ملدرسي اللغة الفرنسية وعضو جلنة حترير اجمللة الرتبوية اليت تصدرها جلمعية املذكورة؛‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )‬أجرى احلوار عبد عزيز جتييت‪.‬‬


‫‪62‬‬ ‫اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية‬

‫له إسهامات كثرية يف جمال الرتبية على حروق اإلنسان ابعتباره عضوا يف اللجنة الوطنية املشرتكة للرتبية علي‬ ‫‪‬‬
‫حروق اإلنسان؛‬
‫يعترب خبريا دوليا معتمدا لدى اللجنة الدولية للصليب األمحر‪ ،‬حيث ساهم هبذه الصفة يف إعداد املنهاج الدويل‬ ‫‪‬‬
‫"لنستكشف الرانون الدويل اإلنساين" وساهم يف أتطري لراءات دولية خصوصاً يف جمال إدماج الرانون الدويل‬
‫اإلنساين يف املناهج التعليمية ابلعامل العريب‪.‬‬
‫واحلوار الذي أجري مع األستاذ حممد ولد دادة‪ ،‬يردم رؤية تكاملية حول موضوع احلكامة خبصوص املوارد‬
‫البشرية‪ ،‬من حيث املرجعية النظرية مبختلف مرارابهتا وبني التفعيل واملمارسة علي أرض الواقع الرتبوي والبيداغوجي؛‬
‫حيث تتضح الرؤية املوضوعية ملا ينبغي أن تكون عليه األمور‪ ،‬خاصة ابلنسبة ألهم عنصر حيوي داخل منظومة الرتبية‬
‫والتكوين‪.‬‬
‫هناك شبه إمجاع بني الفاعلني الرتبويني واإلداربني‪ ،‬على اعتبار املوارد البشرية مدخال رئيسيا إلصالح املنظومة‬ ‫‪o‬‬
‫الرتبوية؛ لكن ترمجة هذا الشعار خيتلف ابختالف زاوية النظر ومواقع املسؤولية؛ من موقعكم كمسؤول جهوي‪ ،‬كيف‬
‫تفسرون ذلك؟‬
‫لعل من بني أهم املداخل اليت اعتمدها الربانمج االستعجايل إلصالح منظومة الرتبية والتكوين ابملغرب‪ ،‬مدخل‬ ‫‪‬‬
‫املوارد البشرية‪ ،‬ابعتبار العنصر البشري حمورا أساسيا يف كل عملية تروم إصالح جمال التعليم ببالدان؛ ذلك أن‬
‫الفعل الرتبوي يف حد ذاته يرتبط ارتباطا وريرا ابإلنسان وينطلق من اإلنسان إىل اإلنسان‪ .‬واالشتغال على‬
‫العنصر البشري ليس فرط ابعتباره موضوعا‪ ،‬ولكن أيضا ابعتباره فاعال أساسيا من خالل الدور احملوري الذي‬
‫يلعبه املدرس يف تكييف سلوكات التالميذ والتأرري على وجداهنم وعروهلم وترسيخ قيم أخالقية يف نفوس الناشئة‪،‬‬
‫ومن مت التأرري على بناء شخصية مواطين الغد‪.‬‬
‫يبدو من البديهي إذن‪ ،‬أن إصالح قطاع التعليم رهني إبصالح وأتهيل املدرسني ومساعدهتم على تطوير أساليب‬
‫عملهم وحتسني مردوديتهم املهنية‪ ،‬مع حتديث مساطر تدبري شؤوهنم‪ ،‬ليس فرط كموظفني هلم ماهلم من حروق وعليهم ما‬
‫عليهم من واجبات حبكم التعاقد الذي يربطهم ابلدولة‪ ،‬ولكن أيضا ككفاءات مهنية وكأطر فاعلة ومؤررة ختتزل من‬
‫املهارات مايؤهلها للريام مبهامها على الوجه األكمل‪ .‬وترتضي هذه املراربة االنتفال من مرحلة تدبري شؤون املوظفني إىل‬
‫مرحلة تدبري املوارد البشرية‪ ،‬ومن مرحلة التدبري الكمي الرائم على فضية شغل املنصب الشاغر إىل مرحلة ربط املناصب‬
‫ابملؤهالت والكفاايت الالزمة لشغله‪ ،‬وتوفري سبل التطابق ما بني الوظائف والكفاايت؛ أي مبعىن آخر‪ ،‬إسناد املنصب‬
‫ملن تتوفر فيه الكفاءات الضرورية لشغله‪ ،‬وأتهيل املوارد البشرية جلعلها مسلحة علميا لشغل املنصب املوكول إليها؛ وهو‬
‫جملة عامل الرتبية‬ ‫‪62‬‬

‫ما يرتضي من جهة أخرى‪ ،‬تغيري منظور اإلدارة ملواردها البشرية ابعتبارها خزاان يزخر ابلكفاءات املتميزة اليت جيب صرلها‬
‫وحتفيز اجملدين وحماسبة اخللني ابلواجب ومساعدة الراغبني يف حتسني طرق اشتغاهلم‪.‬‬
‫هل ميكن أن نفهم من كالمكم أن املطلوب اآلن وضع رؤية جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية ابلرطاع تراهن‬ ‫‪o‬‬
‫على احلكامة كمدخل لإلصالح؟‬
‫ابلفعل‪ ،‬إن اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية العاملة برطاع التعليم املدرسي‪ ،‬هو املدخل‬ ‫‪‬‬
‫احلريري إلصالح منظومة الرتبية والتكوين خصوصا إذا ما مت دعم هذا املدخل مبراربة مشولية تروم إعادة النظر يف‬
‫مناهج التدريس وأدوات العمل الرتبوية اليت من شأهنا تسهيل مأمورية املدرس داخل الفصل وتيسري عملية‬
‫التمدرس لدى التلميذ وتوفري الظروف الرتبوية املالئمة للتحصيل والتعلم‪ ،‬خصوصا بعد تبين مراربة التدريس‬
‫ابلكفاايت وما رافرها من اسرتاتيجيات بيداغوجية وديداكتيكية‪ ،‬كما هو الشأن لبيداغوجيا اإلدماج؛ حيث‬
‫أصبح من املنطري اعتماد نفس األسلوب‪ ،‬ونفس املنهجية يف معاجلة قضااي املوارد البشرية العاملة ابلرطاع‪،‬‬
‫اعتمادا على ربط الوظائف اليت تشغلها ابلكفاايت واملؤهالت املهنية اليت تتوفر أو املفرتض توفرها لديها‪.‬‬
‫وقد أكدت الدراسات احلديثة يف جمال تدبري املوارد البشرية‪ ،‬أمهية اعتماد املراربة النوعية الرامية إىل ربط الوظائف‬
‫ابلكفاايت وتطوير وصرل املؤهالت ومتابعة أداء املوظفني وحتفيزهم ملساعدهتم على حتسني مردوديتهم عن طريق املصاحبة‬
‫والتأهيل الوظيفي من منطلق احلاجيات اليت يتطلبها شغل املنصب‪ ،‬وهو ما يرتضي بطبيعة احلال اعتماد منهجية جديدة‬
‫يف تدبري املوارد البشرية العاملة ابلرطاع‪ ،‬ترتكز يف جمملها على مرومات‪ ،‬نوجزها يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬وضع "دليل مرجعي للوظائف"‪ ،‬عن طريق تصنيف وحصر أعداد وأنواع املناصب اإلدارية والتعليمية املتواجدة‬
‫داخل الرطاع‪ .‬وقد مت إجناز هذه العملية سنة ‪ 9227‬حتت إشراف مديرية املوارد البشرية وتكوين األطر ابلوزارة وبتنسيق‬
‫مع خرباء كنديني يف إطار الربانمج التعاوين املغريب الكندي ‪ .PROCADEM‬وقد أسفرت نتائج هذه الدراسة عن‬
‫وضع دليل شامل جلميع الوظائف اإلدارية املرتبطة ابلرطاع‪ ،‬وعددها يناهز ‪ 171‬منصبا‪ .‬كما مت االشتغال فيما بعد على‬
‫الوظائف الرتبوية والتعليمية‪ ،‬وعددها يناهز ‪ 41‬منصبا‪.‬‬
‫وترتضي هذه العملية من جهة أخرى "توصيف الوظائف" ‪ ،description de postes‬أي إعداد وصف‬
‫حتليلي جململ املهام والعمليات املرتبطة إبجناز الوظيفة‪ ،‬كالتعريف هبا وحتديد موقعها داخل اهليكلة التنظيمية ووصف دقيق‬
‫للمهام واملسؤوليات والصالحيات اليت يتمتع هبا شاغل املنصب‪ ،‬مع حتديد معدالت األداء املرتبط بترومي إجنازية املهام‪،‬‬
‫إىل جانب توضيح العالقات الوظيفية ما بني املنصب ‪ /‬األصل وابقي املناصب والوظائف املرتبطة به‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية‬

‫* خطوات توصيف الوظائف‪ :‬تنطوي هذه اخلطوات على اآليت‪:‬‬


‫حصر الوظائف إبعداد قائمة توضح أنواع األعمال املطلوبة والوظائف الالزمة لتأديتها‪ ،‬ويعتمد يف ذلك على‬ ‫‪‬‬
‫حتليل األنشطة اإلدارية ودراسة اهليكل التنظيمي للمؤسسة؛‬
‫مجع احلرائق والبياانت عن مكوانت الوظائف وخطوات تنفيذها وواجباهتا وأعبائها والظروف اليت تؤدى فيها؛‬ ‫‪‬‬
‫حتليل احلرائق والبياانت اجلمعة عن الوظائف‪ ،‬للوقوف على اخلصائص املميزة لكل وظيفة؛‬ ‫‪‬‬
‫حتديد املواصفات املطلوبة لشغل الوظيفة‪ ،‬من حيث التعليم واملعرفة والردرات واخلربات واملهارات والسمات‬ ‫‪‬‬
‫والصفات‪ ،‬إىل غري ذلك من املؤهالت الالزمة لشغل الوظيفة‪.‬‬
‫ويستعان غالبا يف عملية حتليل الوظائف وحتديد مواصفات شاغل الوظيفة ببعض األسئلة اليت نذكر منها على‬
‫سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬تلك اليت تدور حول اجلوانب التالية‪:‬‬
‫طبيعة العمل واختالف وتعرد الواجبات‪ ،‬مع الفصل بني العمل الرتبوي والعمل اإلداري؛‬ ‫‪‬‬
‫الرقابة اإلشرافية الواقعة على الوظيفة‪ ،‬خصوصا على مستوى التفتيش وآليات التأطري واملراقبة؛‬ ‫‪‬‬
‫إشراف الوظيفة على أعمال الغري من خالل حتديد جماالت تدخل مدير املؤسسة أو املفتش (ة) يف إجناز وظيفة‬ ‫‪‬‬
‫املدرس (ة)؛‬
‫املبادأة والتصرف واالبتكار‪ ،‬مع حتديد آليات التحفيز وطرق الرتقية واآلفاق املهنية املرتبطة مبزاولة الوظيفة؛‬ ‫‪‬‬
‫طبيعة ونطاق الررارات واملسؤولية عنها وأمهية األخطاء املهنية وطرق معاجلتها على ضوء الروانني؛‬ ‫‪‬‬
‫االتصاالت والعالقات الشخصية ومدى ارتباط شاغل الوظيفة ابحمليط السوسيو اقتصادي الذي يعمل فيه؛‬ ‫‪‬‬
‫املؤهالت املطلوبة لشغل الوظيفة‪ ،‬استنادا إىل املعايري احملددة يف الدليل املرجعي للكفاايت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وبعد أن تروم اجلهة املكلفة ابلدراسة التحليلية للبياانت واملعلومات اجملمعة عن الوظائف واستبعاد ما هو غري‬
‫ضروري منها‪ ،‬تروم ابلتنسيق فيما بينها وترتيبها ومراجعتها من طرف الرئيس املباشر واملوظف شاغل الوظيفة‪ ،‬مث تسجيل‬
‫هذه البياانت واملعلومات املرتبة يف بطاقات وصف الوظائف‪ ،‬حيث يتم إعداد بطاقة ترنية لكل وظيفة‪.‬‬
‫وتشمل البياانت اليت تدرج يف هذه البطاقة‪ :‬ماهية الوظيفة‪ ،‬والواجبات التفصيلية اليت يؤديها شاغلها‪ ،‬واألدوات‬
‫والوسائل املستخدمة يف إجناز العمل‪ ،‬واملسؤوليات اليت ميارسها‪ ،‬وظروف العمل احمليطة ابلوظيفة؛ هذا إىل جانب‬
‫املؤهالت األساسية الالزمة لشغل الوظيفة‪.‬‬
‫‪ )9‬وضع "دليل مرجعي للكفاايت املهنية"‪ ،‬عن طريق إحصاء مجيع العاملني ابلرطاع وتصنيفهم حسب مؤهالهتم‬
‫العلمية واملهنية يف أفق وضع خريطة نوعية للموارد البشرية حتدد العدد املتوفر من األطر احلاملة لشهادات عليا وعدد‬
‫املتوفر منهم على شهادات مهنية وعدد املستفيدين منهم من التكوين األساسي‪ ،‬إىل غريها من املعايري النوعية اليت كمكن‬
‫جملة عامل الرتبية‬ ‫‪03‬‬

‫من تشخيص الكفاءات املهنية املتوفرة داخل الرطاع‪ ،‬وابلتايل وضع قاعدة أو بنكا للمعطيات‪ ،‬وطنية وجهوية وحملية؛‬
‫حتدد املتوفر من املوارد البشرية ليس فرط على مستوى األعداد والتخصصات‪ ،‬ولكن أيضا على مستوى الكفاءات‬
‫واملميزات املهنية ومدى التطابق ما بني هذه الكفاءات واملناصب واملهام املوكولة إليها‪.‬‬
‫‪ )4‬وضع "دليل مرجعي لربط الوظائف واملناصب ابلكفاايت املهنية"‪ ،‬من خالل املزج بني الدليلني السالفي‬
‫الذكر؛ وهو ما يرتضي الوقوف عند كل منصب وحتديد وظائفه واملهام املرتبطة إبجنازه‪ ،‬مث حصر الكفاايت الالزم توفرها‬
‫يف شاغله‪ .‬وتكتسي هذه احملطة أمهية ابلغة‪ ،‬نظرا ملا ميكن أن تفرزه من اختالالت على مستوى استغالل املتوفر من املوارد‬
‫البشرية وتوزيعها على املناصب حسب مؤهالهتا املهنية وختصصها الفعلي‪ .‬فكم من إطار تعليمي أو إداري يشغل اليوم‬
‫وظيفة داخل الرطاع ال تالئم ختصصه؛ بل أكثر من ذلك‪ ،‬ميكن أن نرف على نوع آخر من اهلدر داخل الرطاع يرتبط‬
‫هبدر الكفاايت من خالل إسنادها مناصب ال تالئم مؤهالهتا املهنية‪.‬‬
‫رغم هذه األمهية‪ ،‬يبرى إجناز دليل مرجعي للوظائف والكفاايت ليس هدفا يف حد ذاته‪ ،‬وإمنا هو وسيلة علمية‬ ‫‪o‬‬
‫وعملية حديثة كمكن من تدبري أمثل للموارد البشرية‪ ،‬وابلتايل تطرح مسألة كيفية استغالل هذا الدليل وتوظيفه كآلية‬
‫لتحديث تدبري املوارد البشرية؟‬
‫نعم‪ ،‬إن استغالل الدليل املرجعي للوظائف والكفاايت كآلية حديثة يف جمال تدبري املوارد البشرية من أجل‬ ‫‪‬‬
‫التوظيف عن طريق حتديد احلد األدىن من املؤهالت لشغل املنصب وحتديد مواصفات ولوج مهنة التدريس ومن‬
‫أجل التكوين عن طريق حتديد الفارق بني مواصفات ولوج التكوين ومواصفات التخرج منه على ضوء الكفاايت‬
‫املهنية احملددة ابلدليل املرجعي‪ ،‬كما يتم استغالله من أجل ترومي أداء املوظفني العاملني ابلرطاع عن طريق‬
‫اعتماده كإطار تعاقدي للتحرق من إجنازية املهام املرتبطة ابملنصب‪ ،‬ويتم من جهة أخرى اعتماده كأداة وظيفية‬
‫من أجل إجناز عملية إعادة االنتشار وإعادة توزيع املوظفني حسب مؤهالهتم املهنية‪ ،‬ليس على‪ ،‬أساس شغل‬
‫املناصب الشاغرة فحسب‪ ،‬كما هو احلال يف الوقت الراهن؛ ولكن على أساس إعادة انتشار الكفاايت يف أفق‬
‫ربط املنصب ابملؤهالت الالزمة إلجنازه‪ ،‬ووضع املوظف (ة) املناسب (ة) يف املكان املناسب؛ وهو ما يرتضي‬
‫إعادة إسناد الوظائف ملستحريها من ذوي الكفاايت وإعادة أتهيل الذين يشغلوهنا حاليا لتمكينهم من املهارات‬
‫والكفاءات الالزمة للريام ابملهام املرتطبة ابملنصب على الوجه األكمل؛ بل ميكن اعتماد الدليل املرجعي‬
‫للكفاايت والوظائف يف جمال احلركة االنترالية عن طريق حتديد الفائض أو العجز النوعي يف جمال املوارد البشرية‪،‬‬
‫وإعادة اسناد املناصب على أساس التباري النوعي للموظفني من خالل إبراز مؤهالهتم وإجنازاهتم املهنية اليت‬
‫تربهن على مدى كفائتهم لشغل املنصب املطلوب وليس على أساس تراكم نرط األقدمية كما هو احلال يف‬
‫الوقت الراهن‪.‬‬
‫‪03‬‬ ‫اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية‬

‫ويف مجيع األحوال‪ ،‬فإن اعتماد الدليل املرجعي للوظائف والكفاايت كآلية حديثة إلرساء قواعد حكامة جديدة يف‬
‫جمال تدبري املوارد البشرية العاملة برطاع التعليم املدرسي‪ ،‬تظل ضعيفة التأرري‪ ،‬إذا مل يتم إدراجها ضمن تصور شامل يضم‬
‫اجملالني التاليني‪:‬‬
‫‪ -‬جمال التخطيط املرتبط بتدبري املوارد البشرية ووضع خرائط استشرافية يف هذا اجملال حتدد احلاجيات الكمية والنوعية‬
‫للسنوات العشر املربلة‪ ،‬وحتدد بتدقيق مواصفات وكفاايت أستاذ (ة) الغد‪ ،‬ومدير (ة) الغد‪ ،‬ومفتش (ة) الغد ‪،....‬‬
‫واعتماد هذا املخطط لبناء اسرتاتيجية واضحة يف جمال التكوين والتوظيف‪.‬‬
‫وتتعلق هذه النرطة‪ ،‬ابلتنبؤ بعرض العمل داخل املظومة نتيجة الرتقيات‪ ،‬أو التكوين‪ ،‬أو إعادة التوظيف‪ ،‬أو احلركة‬

‫االنترالية‪ ،‬خالل الفرتة اليت تعد حوهلا خطة التوظيف‪ .‬كما ينبغي أيضا تردير املتاح من املرشحني خارج الرطاع يف سوق‬

‫العمل وخاصة خرجيي املعاهد العليا واملدارس واجلامعات ومراكز التكوين‪ ،‬الذين يتطابق تكوينهم مع متطلبات الوظائف‬

‫املتوقعة‪.‬‬

‫‪ -‬جمال الالمركزية وتفويض األكادمييات اختصاصات اإلشراف على مواردها البشرية من مرحلة ضبط احلاجيات الكمية‬

‫والنوعية اخلاصة بكل جهة إىل مرحلة التوظيف والرتقية وتنظيم حركية املوظفني؛ وهو مايرتضي اجلرأة يف اختاذ بعض‬

‫الررارات املرتبطة ابملوضوع‪ ،‬كتوطني املناصب ابألكادمييات وإعادة النظر يف صيغ التوظيف واعتماد منهجية التعاقد من‬

‫أجل التوظيف احمللي وغريها من العمليات اليت الزال تدبريها يتم بطريرة ممركزة‪.‬‬

‫بدون ذلك‪ ،‬فإن آليات احلكامة اجلديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية برطاع التعليم املدرسي ستظل معطلة إىل حني‪.‬‬

‫بعد مرور حوايل مثانية أعوام على جتربة األكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين كمؤسسات عمومية جهوية تتمتع‬ ‫‪o‬‬

‫ابالستراللية يف التدبري اإلداري واملايل‪ ،‬كري أنه ما زال سؤال االستراللية مطروحا يف بعض مناحي التدبري‪ .‬يف هذا‬

‫السياق‪ ،‬ما ترييمكم هلذه التجربة وكيف تنظرون إىل آفاق التدبري اجلهوي للشأن الرتبوي؟‬

‫يعترب قطاع الرتبية الوطنية رائدا يف جمال الالمركزية‪ ،‬حيث كان سباقا إىل اإلرساء الفعلي لألكادمييات اجلهوية‬ ‫‪‬‬

‫للرتبية والتكوين منذ سنة ‪ 9229‬على شكل مؤسسات عمومية تتمتع ابالستراللية املالية وبصالحيات واسعة‬

‫يف جمال تدبري الشأن التعليمي؛ لكن وبعد مضي مثاين سنوات على إحدارها‪ ،‬الزالت األكادمييات اجلهوية‬
‫جملة عامل الرتبية‬ ‫‪06‬‬

‫الكمارس مجيع االختصاصات اليت أوكلها إليها املشرع مبوجب الرانون ‪ ،27-22‬خصوصا يف جماالت أساسية‬

‫كاملوارد البشرية والترومي واملناهج وغريها‪ .‬ومما الشك فيه‪ ،‬أن هذا التأخري يف التفعيل التام لالمركزية يف قطاع‬

‫التعليم املدرسي‪ ،‬كان له أرر على هامش مسامهة األكادمييات يف اإلصالح؛ فبالرغم من تنصيص الربانمج‬

‫االستعجايل على ضرورة توسيع اختصاصات األكادمييات وإفراده هلذا الباب جماال أبكمه‪ ،‬وهو جمال احلكامة‬

‫ورصد اعتمادات هامة من أجل إجناز جمموعة من املشاريع اإلصالحية املرتبطة ابملوضوع‪ ،‬فإن توسيع صالحيات‬

‫األكادمييات وإعادة تنظيم هياكلها اإلدارية ومصاحلها اخلارجية ومدها ابملوارد البشرية املتخصصة لكي ترقى‬

‫خبدماهتا إىل املستوى املنشود‪ ،‬الزالت دون التطلعات‪ .‬صحيح‪ ،‬هناك إكراهات عدة على مستوى توفري‬

‫املناصب الالزمة لذلك وعلى مستوى إصدار النصوص التشريعية املساعدة‪ ،‬وعلى رأسها اعتماد التوظيف‬

‫ابلتعاقد واعتماد نظام أساسي خاص ابملوظفني العاملني ابألكادمييات‪ ،‬ابعتبارها مؤسسات عمومية؛ لكن البد‬

‫من مواجهة هذه املعيرات تدرجييا ووضع خمطط اسرتاتيجي على املدى املتوسط‪ ،‬يتم مبرتضاه نرل ابقي‬

‫االختصاصات من املركز إىل األكادمييات ومصاحبة هذه األخرية عن طريق التأطري واملواكبة‪ ،‬حىت تتمكن من‬

‫الريام ابملهام اجلديدة املنوطة هبا على الوجه األمثل‪ .‬علما أبنه من جهة أخرى‪ ،‬فإن األكادمييات مطالبة هي‬

‫أيضا بتفادي املركزية اجلهوية عن طريق تفويض جزء من اختصاصاهتا للنياابت اإلقليمية يف إطار الالكمركز الواسع‬

‫واملتمثل يف إعطاء املؤسسات التعليمية صالحيات واسعة يف جمال تدبري شؤوهنا الداخلية‪.‬‬

‫ارتباطا مبوضوع احلكامة واالدارة الرتبوية‪ ،‬نعى الربانمج االستعجايل على ضرورة ترشيد هيكلة الوزارة مركزاي‬ ‫‪o‬‬

‫وجهواي؛ كيف تفسرون هذا الرتشيد؛ وأي وقع للهيكلة يف ترسيخ آليات احلكامة يف تدبري الشأن الرتبوي جهواي؟‬

‫من األكيد‪ ،‬أن مواكبة اإلصالح‪ ،‬ترتضي اعتماد هيكلة إدارية موازية‪ ،‬تساعد على تدبريه وأجرأته‪ .‬وأنه من‬ ‫‪‬‬

‫املستحيل اليوم‪ ،‬تدبري اإلصالح هبيبهلة إدارية مترادمة ومتجاوزة‪ .‬كما أن إعطاء نفس جديد لإلصالح‪ ،‬مير‬

‫حتما عرب تغيري منهجية التدبري اإلداري املعتمدة‪ ،‬ابعتبار اإلدارة الرتبوية هي الرناة األساسية اليت يتم عربها كمرير‬

‫خمتلف التدابري اإلصالحية وإجناز خمتلف املشاريع التنموية‪ .‬ومن مجلة املشاريع اليت أقرها الربانمج االستعجايل‪،‬‬
‫‪00‬‬ ‫اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية‬

‫ضرورة إعادة النظر يف اهليكلة احلالية للوزارة وملصاحلها اخلارجية‪ ،‬حىت تتمكن من متابعة اإلصالح وأجرأة‬

‫الربانمج االستعجايل وفق مراربة جديدة ومنهجية حديثة‪ ،‬تعتمد منطق املشروع والتدبري ابلنتائج‪ .‬وابلفعل‪،‬‬

‫اشتغلت الوزارة على هذا امللف ملدة سنوات‪ ،‬واكبت الربانمج االستعجايل‪ ،‬ومت تكليف مكتب للدراسات إبجناز‬

‫تصور هليكلة جديدة للوزارة منذ سنوات؛ كما ساهم اخلرباء الكنديون يف هذه الدراسة عن طريق برانمج التعاون‬

‫بروكادمي‪ ،‬كما قامت‪ ،‬يف وقت الحق‪ - ،‬األكادمييات بتردمي تصوراهتا حول املوضوع‪ .‬وقد كان يل شخصيا‬

‫شرف املسامهة يف بلورة تصور شامل هليكلة جديدة لألكادمييات والنياابت‪ ،‬مت عرضه على أنظار الكتابة العامة‬

‫للوزارة يف شهر نونرب ‪ .9212‬ونعترد أن الوزارة‪ ،‬تشتغل اليوم جبدية على هذا امللف يف أفق إخراجه إىل الوجود‬

‫مع مطلع سنة ‪ . 9211‬وتبدو اليوم احلاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إىل اعتماد هيكلة جديدة للمصاحل‬

‫املركزية واجلهوية واإلقليمية للوزارة‪ ،‬حىت تتمكن من جهة من مواكبة الربانمج االستعجايل الذي يوجد يف‬

‫منتصف الطريق أي السنة الثانية من تنزيله امليداين‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬البد من إقرار تنظيم إداري حديث يساعد‬

‫على إرساء قواعد حكامة جديدة يف تدبري الشأن الرتبوي مركزاي‪ ،‬جهواي ‪،‬وحمليا‪.‬‬

‫انطالقا من جتربتكم يف اجملال‪ ،‬ما ترييمكم لإلدارة الرتبوية ابملؤسسات التعليمية؟ وما السبيل أو السبل جلعلها‬ ‫‪o‬‬

‫قيادة للتغيري؟‬

‫مرت اإلدارة الرتبوية ابملؤسسات التعليمية من مرحلة االعتماد على الذات‪ ،‬حبكم الوضع االعتباري الذي كان‬ ‫‪‬‬

‫يتمتع به مدير املؤسسة التعليمية‪ ،‬إىل مرحلة التدبري اجلماعي عن طريق إقرار جمالس املؤسسة وعلى رأسها جملس‬

‫التدبري‪ .‬وهذا املنحى اجلديد الذي يروم دمررطة تدبري املؤسسة التعليمية عن طريق إشراك ممثلي خمتلف الفاعلني‬

‫الرتبويني املرتبطني ابملدرسة من منتخبني وآابء وأمهات وأولياء التالميذ ومدرسات ومدرسني ومتمدرسني؛ حيث‬

‫حدد مفهوما جديدا لإلدارة الرتبوية ابملؤسسة التعليمية وأقر ررافة جديدة يف جمال تدبريها؛ مما أصبح يرتضي من‬

‫األطر اإلدارية العاملة ابملؤسسة‪ ،‬تغيري مواقفها وأساليب تعاملها مع الرضااي اإلدارية والرتبوية اليت دأبوا على‬

‫معاجلتها وفق منظور ترليدي أدى أدواره بكل أتكيد خالل مراحل معينة من اتريخ اإلدارة الرتبوية ابملغرب‪ ،‬لكنه‬
‫جملة عامل الرتبية‬ ‫‪03‬‬

‫أصبع اليوم متجاوزا ‪ .‬لكن املالحظ‪ ،‬هو أن هذه املرحلة االنترالية اليت نعيشها اليوم ال تسري ابلسرعة املنشودة‪،‬‬

‫وأن إرساء ررافة الريادة اجلماعية ومايواكبها من إصالحات‪ ،‬خصوصا على مستوى املمارسة اإلدارية داخل‬

‫املؤسسات التعليمية‪ ،‬مل تواكب مبا يكفي من اإلجراءات املصاحبة‪ ،‬خصوصا عن طريق التكوين والتأطري‬

‫والتحفيز؛ مما أدى إىل أتخر ملحوظ يف االرتراء ابإلدارة الرتبوية‪ ،‬إىل مستوى جيعل منها ابلفعل قيادة للتغيري‬

‫وقناة لتمرير وإرساء اإلصالح داخل فضاءات املؤسسة التعليمية؛ هذا مع اإلشارة‪ ،‬إىل أن هناك جمهودات كبرية‬

‫تبذل من طرف السيدات والسادة املشرفني اإلداريني على تسيري املؤسسات التعليمية؛ لكنها تبرى جمهودات‬

‫فردية متفرقة وليست ممارسات ممنهجة عامة وشاملة‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فإن الرهان على توسيع دائرة املشاركة يف تدبري‬

‫شؤون املؤسسة التعليمية وفق من ظور جديد يعيد ترتيب أدوار اإلدارة الرتبوية يف أفق االرتراء خبدماهتا وأتهيلها‬

‫لكي تلعب أدوارا أكثر فعالية يف جمال اإلصالح‪ ،‬الزال مطروحا ابعتباره رهاان اسرتاتيجيا ال حميد عنه؛ لكنه‬

‫حيتاج يف الوقت الراهن إىل دعم أوفر وتعبئة شاملة والتفاف أوسع حول املدرسة العمومية من أجل حتسني‬

‫مردوديتها ومساعدة إدارهتا الرتبوية على جتديد نفسها واالرتراء مبمارستها إىل ما هو أفضل‪.‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like