Professional Documents
Culture Documents
اعتماد حكامة جديدة في مجال تدبير الموارد البشرية المدخل الحقيقي لإصلاح منظومة التربية والتكوين... -1
اعتماد حكامة جديدة في مجال تدبير الموارد البشرية المدخل الحقيقي لإصلاح منظومة التربية والتكوين... -1
اعتماد حكامة جديدة في مجال تدبير الموارد البشرية المدخل الحقيقي لإصلاح منظومة التربية والتكوين... -1
()
املدخل احلقيقي إلصالح منظومة الرتبية والتكوين
ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺣﻜﺎﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ :ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﺩﺓ ﻣﺪﻳﺮ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺟﻬﺔ ﻓﺎﺱ
ﺑﻮﻟﻤﺎﻥاألستاذ حممد ولد دادة مدير أكادميية جهة فاس بوملان
حوار مع
ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
األستاذ حممد ولد دادة من التجارب والكفاءات املميزة اليت ابملنظومة الرتبوية التكوينية ،ويشهد على ذلك مساره
ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:
األسالك التعليمة إىل مهمة التأطري واملراقبة الرتبوية إىل داررة الررار االداري
ﻣﺤﻤﺪمبختلف ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ :مهمة التدريس
ﻭﻟﺪ ﺩﺩﻩ، ﺍﻟﻤؤﻟﻒ املتدرج من
املهين
ﺗﺠﻴﺘﻲ ،ﻋﺒﺪ ﻋﺰﻳﺰ)ﻣﺤﺎﻭﺭ( وي:
ﺁﺧﺮﻳﻦ: والرتب
ﻣؤﻟﻔﻴﻦ
ﻉ20 ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ/ﺍﻟﻌﺪﺩ:
وجل سلك التعليم سنة 1279كمعلم مث كأستاذ ابإلعدادي مث كأستاذ ابلثانوي التأهيلي قبل أن يتم تكليفه من
ﻧﻌﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ:
2011مبهام التفتيش ملادة اللغة الفرنسية ابلسلك اإلعدادي؛
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:الوزارة سنة 1291
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ طرف
مفتشا مكلفا إبعداد مواضع الباكالوراي أبكادميية سطات؛ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:يف سنة 1292مت تعيينه
26 - 34
573882 ﺭﻗﻢ :MD
مت تعيينه سنة 1227مفتشا منسرا مركزاي ملادة اللغة الفرنسية؛
ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
Arabicللوزارة خبريبكة؛
يف سنة 9222انئبا اقليميا
ﺍﻟﻠﻐﺔ:
EduSearchاملولوية السامية على تعيينه كمدير للموارد البشرية وتكوين األطر برطاع الرتبية
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ 9222 :حظى ابملوافرة
ﻗﻮﺍﻋﺪ يف سنة
ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻮﻥ ،ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
http://search.mandumah.com/Record/573882
الوطنية؛ ﺭﺍﺑﻂ:
يف سنة ،9222حظي بتجديد الثرة املولوية ،حيث مت تعيينه مديرا لألكادميية اجلهوية للرتبية والتكوين جبهة
فاس -بوملان ،وهو املنصب الذي يشغله حاليا؛
حائز على اإلجازة يف علوم الرتبية من جامعة ليل بفرنسا ،وعلى اإلجازة يف الرانون من جامعة احلسن الثاين
ابلدار البيضاء وعلى دبلوم مفتش التعليم الثانوي؛
أصدر مؤلفا ابللغة الفرنسية سنة 1229وساهم يف أتليف الكتب املدرسية لسلكي االعدادي والثانوي ابإلضافة
إىل نشاطه اجلمعوي؛
كما أصدر سنة 9229كتااب ابللغة العربية حول واقع مهنة التدريس برطاع التعليم املدرسي (مكامن الروة
والضعف)؛
انئب رئيس اجلمعية املغربية ملدرسي اللغة الفرنسية وعضو جلنة حترير اجمللة الرتبوية اليت تصدرها جلمعية املذكورة؛
© 2020ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
( )أجرى احلوار عبد عزيز جتييت.
جملة عامل الرتبية 62
()
املدخل احلقيقي إلصالح منظومة الرتبية والتكوين
حوار مع األستاذ حممد ولد دادة مدير أكادميية جهة فاس بوملان
األستاذ حممد ولد دادة من التجارب والكفاءات املميزة اليت ابملنظومة الرتبوية التكوينية ،ويشهد على ذلك مساره
املهين املتدرج من مهمة التدريس مبختلف األسالك التعليمة إىل مهمة التأطري واملراقبة الرتبوية إىل داررة الررار االداري
والرتبوي:
وجل سلك التعليم سنة 1279كمعلم مث كأستاذ ابإلعدادي مث كأستاذ ابلثانوي التأهيلي قبل أن يتم تكليفه من
طرف الوزارة سنة 1291مبهام التفتيش ملادة اللغة الفرنسية ابلسلك اإلعدادي؛
يف سنة 1292مت تعيينه مفتشا مكلفا إبعداد مواضع الباكالوراي أبكادميية سطات؛
مت تعيينه سنة 1227مفتشا منسرا مركزاي ملادة اللغة الفرنسية؛
يف سنة 9222انئبا اقليميا للوزارة خبريبكة؛
يف سنة 9222حظى ابملوافرة املولوية السامية على تعيينه كمدير للموارد البشرية وتكوين األطر برطاع الرتبية
الوطنية؛
يف سنة ،9222حظي بتجديد الثرة املولوية ،حيث مت تعيينه مديرا لألكادميية اجلهوية للرتبية والتكوين جبهة
فاس -بوملان ،وهو املنصب الذي يشغله حاليا؛
حائز على اإلجازة يف علوم الرتبية من جامعة ليل بفرنسا ،وعلى اإلجازة يف الرانون من جامعة احلسن الثاين
ابلدار البيضاء وعلى دبلوم مفتش التعليم الثانوي؛
أصدر مؤلفا ابللغة الفرنسية سنة 1229وساهم يف أتليف الكتب املدرسية لسلكي االعدادي والثانوي ابإلضافة
إىل نشاطه اجلمعوي؛
كما أصدر سنة 9229كتااب ابللغة العربية حول واقع مهنة التدريس برطاع التعليم املدرسي (مكامن الروة
والضعف)؛
انئب رئيس اجلمعية املغربية ملدرسي اللغة الفرنسية وعضو جلنة حترير اجمللة الرتبوية اليت تصدرها جلمعية املذكورة؛
له إسهامات كثرية يف جمال الرتبية على حروق اإلنسان ابعتباره عضوا يف اللجنة الوطنية املشرتكة للرتبية علي
حروق اإلنسان؛
يعترب خبريا دوليا معتمدا لدى اللجنة الدولية للصليب األمحر ،حيث ساهم هبذه الصفة يف إعداد املنهاج الدويل
"لنستكشف الرانون الدويل اإلنساين" وساهم يف أتطري لراءات دولية خصوصاً يف جمال إدماج الرانون الدويل
اإلنساين يف املناهج التعليمية ابلعامل العريب.
واحلوار الذي أجري مع األستاذ حممد ولد دادة ،يردم رؤية تكاملية حول موضوع احلكامة خبصوص املوارد
البشرية ،من حيث املرجعية النظرية مبختلف مرارابهتا وبني التفعيل واملمارسة علي أرض الواقع الرتبوي والبيداغوجي؛
حيث تتضح الرؤية املوضوعية ملا ينبغي أن تكون عليه األمور ،خاصة ابلنسبة ألهم عنصر حيوي داخل منظومة الرتبية
والتكوين.
هناك شبه إمجاع بني الفاعلني الرتبويني واإلداربني ،على اعتبار املوارد البشرية مدخال رئيسيا إلصالح املنظومة o
الرتبوية؛ لكن ترمجة هذا الشعار خيتلف ابختالف زاوية النظر ومواقع املسؤولية؛ من موقعكم كمسؤول جهوي ،كيف
تفسرون ذلك؟
لعل من بني أهم املداخل اليت اعتمدها الربانمج االستعجايل إلصالح منظومة الرتبية والتكوين ابملغرب ،مدخل
املوارد البشرية ،ابعتبار العنصر البشري حمورا أساسيا يف كل عملية تروم إصالح جمال التعليم ببالدان؛ ذلك أن
الفعل الرتبوي يف حد ذاته يرتبط ارتباطا وريرا ابإلنسان وينطلق من اإلنسان إىل اإلنسان .واالشتغال على
العنصر البشري ليس فرط ابعتباره موضوعا ،ولكن أيضا ابعتباره فاعال أساسيا من خالل الدور احملوري الذي
يلعبه املدرس يف تكييف سلوكات التالميذ والتأرري على وجداهنم وعروهلم وترسيخ قيم أخالقية يف نفوس الناشئة،
ومن مت التأرري على بناء شخصية مواطين الغد.
يبدو من البديهي إذن ،أن إصالح قطاع التعليم رهني إبصالح وأتهيل املدرسني ومساعدهتم على تطوير أساليب
عملهم وحتسني مردوديتهم املهنية ،مع حتديث مساطر تدبري شؤوهنم ،ليس فرط كموظفني هلم ماهلم من حروق وعليهم ما
عليهم من واجبات حبكم التعاقد الذي يربطهم ابلدولة ،ولكن أيضا ككفاءات مهنية وكأطر فاعلة ومؤررة ختتزل من
املهارات مايؤهلها للريام مبهامها على الوجه األكمل .وترتضي هذه املراربة االنتفال من مرحلة تدبري شؤون املوظفني إىل
مرحلة تدبري املوارد البشرية ،ومن مرحلة التدبري الكمي الرائم على فضية شغل املنصب الشاغر إىل مرحلة ربط املناصب
ابملؤهالت والكفاايت الالزمة لشغله ،وتوفري سبل التطابق ما بني الوظائف والكفاايت؛ أي مبعىن آخر ،إسناد املنصب
ملن تتوفر فيه الكفاءات الضرورية لشغله ،وأتهيل املوارد البشرية جلعلها مسلحة علميا لشغل املنصب املوكول إليها؛ وهو
جملة عامل الرتبية 62
ما يرتضي من جهة أخرى ،تغيري منظور اإلدارة ملواردها البشرية ابعتبارها خزاان يزخر ابلكفاءات املتميزة اليت جيب صرلها
وحتفيز اجملدين وحماسبة اخللني ابلواجب ومساعدة الراغبني يف حتسني طرق اشتغاهلم.
هل ميكن أن نفهم من كالمكم أن املطلوب اآلن وضع رؤية جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية ابلرطاع تراهن o
على احلكامة كمدخل لإلصالح؟
ابلفعل ،إن اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية العاملة برطاع التعليم املدرسي ،هو املدخل
احلريري إلصالح منظومة الرتبية والتكوين خصوصا إذا ما مت دعم هذا املدخل مبراربة مشولية تروم إعادة النظر يف
مناهج التدريس وأدوات العمل الرتبوية اليت من شأهنا تسهيل مأمورية املدرس داخل الفصل وتيسري عملية
التمدرس لدى التلميذ وتوفري الظروف الرتبوية املالئمة للتحصيل والتعلم ،خصوصا بعد تبين مراربة التدريس
ابلكفاايت وما رافرها من اسرتاتيجيات بيداغوجية وديداكتيكية ،كما هو الشأن لبيداغوجيا اإلدماج؛ حيث
أصبح من املنطري اعتماد نفس األسلوب ،ونفس املنهجية يف معاجلة قضااي املوارد البشرية العاملة ابلرطاع،
اعتمادا على ربط الوظائف اليت تشغلها ابلكفاايت واملؤهالت املهنية اليت تتوفر أو املفرتض توفرها لديها.
وقد أكدت الدراسات احلديثة يف جمال تدبري املوارد البشرية ،أمهية اعتماد املراربة النوعية الرامية إىل ربط الوظائف
ابلكفاايت وتطوير وصرل املؤهالت ومتابعة أداء املوظفني وحتفيزهم ملساعدهتم على حتسني مردوديتهم عن طريق املصاحبة
والتأهيل الوظيفي من منطلق احلاجيات اليت يتطلبها شغل املنصب ،وهو ما يرتضي بطبيعة احلال اعتماد منهجية جديدة
يف تدبري املوارد البشرية العاملة ابلرطاع ،ترتكز يف جمملها على مرومات ،نوجزها يف ما يلي:
)1وضع "دليل مرجعي للوظائف" ،عن طريق تصنيف وحصر أعداد وأنواع املناصب اإلدارية والتعليمية املتواجدة
داخل الرطاع .وقد مت إجناز هذه العملية سنة 9227حتت إشراف مديرية املوارد البشرية وتكوين األطر ابلوزارة وبتنسيق
مع خرباء كنديني يف إطار الربانمج التعاوين املغريب الكندي .PROCADEMوقد أسفرت نتائج هذه الدراسة عن
وضع دليل شامل جلميع الوظائف اإلدارية املرتبطة ابلرطاع ،وعددها يناهز 171منصبا .كما مت االشتغال فيما بعد على
الوظائف الرتبوية والتعليمية ،وعددها يناهز 41منصبا.
وترتضي هذه العملية من جهة أخرى "توصيف الوظائف" ،description de postesأي إعداد وصف
حتليلي جململ املهام والعمليات املرتبطة إبجناز الوظيفة ،كالتعريف هبا وحتديد موقعها داخل اهليكلة التنظيمية ووصف دقيق
للمهام واملسؤوليات والصالحيات اليت يتمتع هبا شاغل املنصب ،مع حتديد معدالت األداء املرتبط بترومي إجنازية املهام،
إىل جانب توضيح العالقات الوظيفية ما بني املنصب /األصل وابقي املناصب والوظائف املرتبطة به.
62 اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية
من تشخيص الكفاءات املهنية املتوفرة داخل الرطاع ،وابلتايل وضع قاعدة أو بنكا للمعطيات ،وطنية وجهوية وحملية؛
حتدد املتوفر من املوارد البشرية ليس فرط على مستوى األعداد والتخصصات ،ولكن أيضا على مستوى الكفاءات
واملميزات املهنية ومدى التطابق ما بني هذه الكفاءات واملناصب واملهام املوكولة إليها.
)4وضع "دليل مرجعي لربط الوظائف واملناصب ابلكفاايت املهنية" ،من خالل املزج بني الدليلني السالفي
الذكر؛ وهو ما يرتضي الوقوف عند كل منصب وحتديد وظائفه واملهام املرتبطة إبجنازه ،مث حصر الكفاايت الالزم توفرها
يف شاغله .وتكتسي هذه احملطة أمهية ابلغة ،نظرا ملا ميكن أن تفرزه من اختالالت على مستوى استغالل املتوفر من املوارد
البشرية وتوزيعها على املناصب حسب مؤهالهتا املهنية وختصصها الفعلي .فكم من إطار تعليمي أو إداري يشغل اليوم
وظيفة داخل الرطاع ال تالئم ختصصه؛ بل أكثر من ذلك ،ميكن أن نرف على نوع آخر من اهلدر داخل الرطاع يرتبط
هبدر الكفاايت من خالل إسنادها مناصب ال تالئم مؤهالهتا املهنية.
رغم هذه األمهية ،يبرى إجناز دليل مرجعي للوظائف والكفاايت ليس هدفا يف حد ذاته ،وإمنا هو وسيلة علمية o
وعملية حديثة كمكن من تدبري أمثل للموارد البشرية ،وابلتايل تطرح مسألة كيفية استغالل هذا الدليل وتوظيفه كآلية
لتحديث تدبري املوارد البشرية؟
نعم ،إن استغالل الدليل املرجعي للوظائف والكفاايت كآلية حديثة يف جمال تدبري املوارد البشرية من أجل
التوظيف عن طريق حتديد احلد األدىن من املؤهالت لشغل املنصب وحتديد مواصفات ولوج مهنة التدريس ومن
أجل التكوين عن طريق حتديد الفارق بني مواصفات ولوج التكوين ومواصفات التخرج منه على ضوء الكفاايت
املهنية احملددة ابلدليل املرجعي ،كما يتم استغالله من أجل ترومي أداء املوظفني العاملني ابلرطاع عن طريق
اعتماده كإطار تعاقدي للتحرق من إجنازية املهام املرتبطة ابملنصب ،ويتم من جهة أخرى اعتماده كأداة وظيفية
من أجل إجناز عملية إعادة االنتشار وإعادة توزيع املوظفني حسب مؤهالهتم املهنية ،ليس على ،أساس شغل
املناصب الشاغرة فحسب ،كما هو احلال يف الوقت الراهن؛ ولكن على أساس إعادة انتشار الكفاايت يف أفق
ربط املنصب ابملؤهالت الالزمة إلجنازه ،ووضع املوظف (ة) املناسب (ة) يف املكان املناسب؛ وهو ما يرتضي
إعادة إسناد الوظائف ملستحريها من ذوي الكفاايت وإعادة أتهيل الذين يشغلوهنا حاليا لتمكينهم من املهارات
والكفاءات الالزمة للريام ابملهام املرتطبة ابملنصب على الوجه األكمل؛ بل ميكن اعتماد الدليل املرجعي
للكفاايت والوظائف يف جمال احلركة االنترالية عن طريق حتديد الفائض أو العجز النوعي يف جمال املوارد البشرية،
وإعادة اسناد املناصب على أساس التباري النوعي للموظفني من خالل إبراز مؤهالهتم وإجنازاهتم املهنية اليت
تربهن على مدى كفائتهم لشغل املنصب املطلوب وليس على أساس تراكم نرط األقدمية كما هو احلال يف
الوقت الراهن.
03 اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية
ويف مجيع األحوال ،فإن اعتماد الدليل املرجعي للوظائف والكفاايت كآلية حديثة إلرساء قواعد حكامة جديدة يف
جمال تدبري املوارد البشرية العاملة برطاع التعليم املدرسي ،تظل ضعيفة التأرري ،إذا مل يتم إدراجها ضمن تصور شامل يضم
اجملالني التاليني:
-جمال التخطيط املرتبط بتدبري املوارد البشرية ووضع خرائط استشرافية يف هذا اجملال حتدد احلاجيات الكمية والنوعية
للسنوات العشر املربلة ،وحتدد بتدقيق مواصفات وكفاايت أستاذ (ة) الغد ،ومدير (ة) الغد ،ومفتش (ة) الغد ،....
واعتماد هذا املخطط لبناء اسرتاتيجية واضحة يف جمال التكوين والتوظيف.
وتتعلق هذه النرطة ،ابلتنبؤ بعرض العمل داخل املظومة نتيجة الرتقيات ،أو التكوين ،أو إعادة التوظيف ،أو احلركة
االنترالية ،خالل الفرتة اليت تعد حوهلا خطة التوظيف .كما ينبغي أيضا تردير املتاح من املرشحني خارج الرطاع يف سوق
العمل وخاصة خرجيي املعاهد العليا واملدارس واجلامعات ومراكز التكوين ،الذين يتطابق تكوينهم مع متطلبات الوظائف
املتوقعة.
-جمال الالمركزية وتفويض األكادمييات اختصاصات اإلشراف على مواردها البشرية من مرحلة ضبط احلاجيات الكمية
والنوعية اخلاصة بكل جهة إىل مرحلة التوظيف والرتقية وتنظيم حركية املوظفني؛ وهو مايرتضي اجلرأة يف اختاذ بعض
الررارات املرتبطة ابملوضوع ،كتوطني املناصب ابألكادمييات وإعادة النظر يف صيغ التوظيف واعتماد منهجية التعاقد من
أجل التوظيف احمللي وغريها من العمليات اليت الزال تدبريها يتم بطريرة ممركزة.
بدون ذلك ،فإن آليات احلكامة اجلديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية برطاع التعليم املدرسي ستظل معطلة إىل حني.
بعد مرور حوايل مثانية أعوام على جتربة األكادمييات اجلهوية للرتبية والتكوين كمؤسسات عمومية جهوية تتمتع o
ابالستراللية يف التدبري اإلداري واملايل ،كري أنه ما زال سؤال االستراللية مطروحا يف بعض مناحي التدبري .يف هذا
السياق ،ما ترييمكم هلذه التجربة وكيف تنظرون إىل آفاق التدبري اجلهوي للشأن الرتبوي؟
يعترب قطاع الرتبية الوطنية رائدا يف جمال الالمركزية ،حيث كان سباقا إىل اإلرساء الفعلي لألكادمييات اجلهوية
للرتبية والتكوين منذ سنة 9229على شكل مؤسسات عمومية تتمتع ابالستراللية املالية وبصالحيات واسعة
يف جمال تدبري الشأن التعليمي؛ لكن وبعد مضي مثاين سنوات على إحدارها ،الزالت األكادمييات اجلهوية
جملة عامل الرتبية 06
الكمارس مجيع االختصاصات اليت أوكلها إليها املشرع مبوجب الرانون ،27-22خصوصا يف جماالت أساسية
كاملوارد البشرية والترومي واملناهج وغريها .ومما الشك فيه ،أن هذا التأخري يف التفعيل التام لالمركزية يف قطاع
التعليم املدرسي ،كان له أرر على هامش مسامهة األكادمييات يف اإلصالح؛ فبالرغم من تنصيص الربانمج
االستعجايل على ضرورة توسيع اختصاصات األكادمييات وإفراده هلذا الباب جماال أبكمه ،وهو جمال احلكامة
ورصد اعتمادات هامة من أجل إجناز جمموعة من املشاريع اإلصالحية املرتبطة ابملوضوع ،فإن توسيع صالحيات
األكادمييات وإعادة تنظيم هياكلها اإلدارية ومصاحلها اخلارجية ومدها ابملوارد البشرية املتخصصة لكي ترقى
خبدماهتا إىل املستوى املنشود ،الزالت دون التطلعات .صحيح ،هناك إكراهات عدة على مستوى توفري
املناصب الالزمة لذلك وعلى مستوى إصدار النصوص التشريعية املساعدة ،وعلى رأسها اعتماد التوظيف
ابلتعاقد واعتماد نظام أساسي خاص ابملوظفني العاملني ابألكادمييات ،ابعتبارها مؤسسات عمومية؛ لكن البد
من مواجهة هذه املعيرات تدرجييا ووضع خمطط اسرتاتيجي على املدى املتوسط ،يتم مبرتضاه نرل ابقي
االختصاصات من املركز إىل األكادمييات ومصاحبة هذه األخرية عن طريق التأطري واملواكبة ،حىت تتمكن من
الريام ابملهام اجلديدة املنوطة هبا على الوجه األمثل .علما أبنه من جهة أخرى ،فإن األكادمييات مطالبة هي
أيضا بتفادي املركزية اجلهوية عن طريق تفويض جزء من اختصاصاهتا للنياابت اإلقليمية يف إطار الالكمركز الواسع
واملتمثل يف إعطاء املؤسسات التعليمية صالحيات واسعة يف جمال تدبري شؤوهنا الداخلية.
ارتباطا مبوضوع احلكامة واالدارة الرتبوية ،نعى الربانمج االستعجايل على ضرورة ترشيد هيكلة الوزارة مركزاي o
وجهواي؛ كيف تفسرون هذا الرتشيد؛ وأي وقع للهيكلة يف ترسيخ آليات احلكامة يف تدبري الشأن الرتبوي جهواي؟
من األكيد ،أن مواكبة اإلصالح ،ترتضي اعتماد هيكلة إدارية موازية ،تساعد على تدبريه وأجرأته .وأنه من
املستحيل اليوم ،تدبري اإلصالح هبيبهلة إدارية مترادمة ومتجاوزة .كما أن إعطاء نفس جديد لإلصالح ،مير
حتما عرب تغيري منهجية التدبري اإلداري املعتمدة ،ابعتبار اإلدارة الرتبوية هي الرناة األساسية اليت يتم عربها كمرير
خمتلف التدابري اإلصالحية وإجناز خمتلف املشاريع التنموية .ومن مجلة املشاريع اليت أقرها الربانمج االستعجايل،
00 اعتماد حكامة جديدة يف جمال تدبري املوارد البشرية
ضرورة إعادة النظر يف اهليكلة احلالية للوزارة وملصاحلها اخلارجية ،حىت تتمكن من متابعة اإلصالح وأجرأة
الربانمج االستعجايل وفق مراربة جديدة ومنهجية حديثة ،تعتمد منطق املشروع والتدبري ابلنتائج .وابلفعل،
اشتغلت الوزارة على هذا امللف ملدة سنوات ،واكبت الربانمج االستعجايل ،ومت تكليف مكتب للدراسات إبجناز
تصور هليكلة جديدة للوزارة منذ سنوات؛ كما ساهم اخلرباء الكنديون يف هذه الدراسة عن طريق برانمج التعاون
بروكادمي ،كما قامت ،يف وقت الحق - ،األكادمييات بتردمي تصوراهتا حول املوضوع .وقد كان يل شخصيا
شرف املسامهة يف بلورة تصور شامل هليكلة جديدة لألكادمييات والنياابت ،مت عرضه على أنظار الكتابة العامة
للوزارة يف شهر نونرب .9212ونعترد أن الوزارة ،تشتغل اليوم جبدية على هذا امللف يف أفق إخراجه إىل الوجود
مع مطلع سنة . 9211وتبدو اليوم احلاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إىل اعتماد هيكلة جديدة للمصاحل
املركزية واجلهوية واإلقليمية للوزارة ،حىت تتمكن من جهة من مواكبة الربانمج االستعجايل الذي يوجد يف
منتصف الطريق أي السنة الثانية من تنزيله امليداين ،ومن جهة أخرى ،البد من إقرار تنظيم إداري حديث يساعد
على إرساء قواعد حكامة جديدة يف تدبري الشأن الرتبوي مركزاي ،جهواي ،وحمليا.
انطالقا من جتربتكم يف اجملال ،ما ترييمكم لإلدارة الرتبوية ابملؤسسات التعليمية؟ وما السبيل أو السبل جلعلها o
قيادة للتغيري؟
مرت اإلدارة الرتبوية ابملؤسسات التعليمية من مرحلة االعتماد على الذات ،حبكم الوضع االعتباري الذي كان
يتمتع به مدير املؤسسة التعليمية ،إىل مرحلة التدبري اجلماعي عن طريق إقرار جمالس املؤسسة وعلى رأسها جملس
التدبري .وهذا املنحى اجلديد الذي يروم دمررطة تدبري املؤسسة التعليمية عن طريق إشراك ممثلي خمتلف الفاعلني
الرتبويني املرتبطني ابملدرسة من منتخبني وآابء وأمهات وأولياء التالميذ ومدرسات ومدرسني ومتمدرسني؛ حيث
حدد مفهوما جديدا لإلدارة الرتبوية ابملؤسسة التعليمية وأقر ررافة جديدة يف جمال تدبريها؛ مما أصبح يرتضي من
األطر اإلدارية العاملة ابملؤسسة ،تغيري مواقفها وأساليب تعاملها مع الرضااي اإلدارية والرتبوية اليت دأبوا على
معاجلتها وفق منظور ترليدي أدى أدواره بكل أتكيد خالل مراحل معينة من اتريخ اإلدارة الرتبوية ابملغرب ،لكنه
جملة عامل الرتبية 03
أصبع اليوم متجاوزا .لكن املالحظ ،هو أن هذه املرحلة االنترالية اليت نعيشها اليوم ال تسري ابلسرعة املنشودة،
وأن إرساء ررافة الريادة اجلماعية ومايواكبها من إصالحات ،خصوصا على مستوى املمارسة اإلدارية داخل
املؤسسات التعليمية ،مل تواكب مبا يكفي من اإلجراءات املصاحبة ،خصوصا عن طريق التكوين والتأطري
والتحفيز؛ مما أدى إىل أتخر ملحوظ يف االرتراء ابإلدارة الرتبوية ،إىل مستوى جيعل منها ابلفعل قيادة للتغيري
وقناة لتمرير وإرساء اإلصالح داخل فضاءات املؤسسة التعليمية؛ هذا مع اإلشارة ،إىل أن هناك جمهودات كبرية
تبذل من طرف السيدات والسادة املشرفني اإلداريني على تسيري املؤسسات التعليمية؛ لكنها تبرى جمهودات
فردية متفرقة وليست ممارسات ممنهجة عامة وشاملة .وابلتايل ،فإن الرهان على توسيع دائرة املشاركة يف تدبري
شؤون املؤسسة التعليمية وفق من ظور جديد يعيد ترتيب أدوار اإلدارة الرتبوية يف أفق االرتراء خبدماهتا وأتهيلها
لكي تلعب أدوارا أكثر فعالية يف جمال اإلصالح ،الزال مطروحا ابعتباره رهاان اسرتاتيجيا ال حميد عنه؛ لكنه
حيتاج يف الوقت الراهن إىل دعم أوفر وتعبئة شاملة والتفاف أوسع حول املدرسة العمومية من أجل حتسني
مردوديتها ومساعدة إدارهتا الرتبوية على جتديد نفسها واالرتراء مبمارستها إىل ما هو أفضل.