Professional Documents
Culture Documents
مقياس السياسات الاقتصادية في الجزائر.pdf lebid imad
مقياس السياسات الاقتصادية في الجزائر.pdf lebid imad
.
عرؼ االقتصاد اجلزائرم منذ االستقالؿ تغَتات عدة ساعلة بشكل كبَت يف تغيَت ادلفاىيم كاإليديولوجية ككذا
اإلسًتاتيجية كبالتارل تغَت القرارات كاألنظمة ،كتعترب ادلؤسسة االقتصادية اجلزائرية دبختلف قطاعاهتا القلب النابض
لالقتصاد الوطٍت ،بالرغم من أهنا كانت كالزالت سلتربا للعديد من التجارب كاألنظمة ادلستوردة.
إف الواقع احلارل للتسيَت يف االقتصاد اجلزائرم يلزـ علينا الرجوع إذل احلقيقة التارؼلية ادلاضية لتفسَت الوضعية
ادلتوصل إليها حاليا ،لذا سنحاكؿ من خالؿ مداخالتنا أف نتطرؽ إذل احملاكر التالية:
-مرحلة التسيري الذايت لالقتصاد اجلزائري :خرجت اجلزائر من احلرب 1962ـ كاقتصادىا شبو مدمر ،فبعد
االستقالؿ غادر العاملُت باإلدارة كادلراكز احلساسة مناصبهم ( %90معمرين كأجانب) تاركُت ادلؤسسات كاإلدارات
مهملة ،حيث غادر خالؿ 6أشهر 800ألف شخص ،ككاف القصد من كراء ىذا اذلركب خلق مشاكل أماـ الدكلة
اجلزائرية ادلستقلة حديثا إضافة إذل ادلشاكل ادلوضوعية اليت كانت تواجههم كالبطالة (تفوؽ ،)%70الفقر ،التهميش،
األمية (... )%98اخل ضعف القطاعات الصناعة ،الزراعة كالتجارة شبو مدمرة.
إف ظلط تسيَت االقتصاد الوطٍت كإسًتاتيجية التنمية االقتصادية اليت غلب إتباعها كإحدل اىتمامات قادة الثورة
بالرغم من التوجو كالصورة اليت دل تكن كاضحة حوؿ ظلوذج التنمية لكن يف مؤسبر طرابلس بدأت مالمح ىذا النموذج
تسيَت ضلو التوجو إلعطاء األكلوية لقطاع الفالحة كاعتباره زلرؾ القطاعات األخرل ،ككذا تقليص ادللكية اخلاصة كتشجيع
الشكل التعاكين ،ىذه اخلطوة تأكيدا لنمط التسيَت االشًتاكي لالقتصاد الوطٍت .خالؿ ىذا الوقت حاكؿ العماؿ على
اختالؼ فئاهتم كقدراهتم ملء الفراغ الذم تركو ادلسَتين األجانب هبدؼ ضباية االقتصاد الوطٍت كمواصلة العملية
اإلنتاجية يف ادلؤسسات قصد مواجهة احتياجات اجملتمع ،كىذا التجاكب من طرؼ العماؿ سهل عملية ذبسيد التسيَت
الذايت لالقتصاد.
مث إف فكرة التسيَت الذايت دل تكن كليدة تفكَت عميق ،كإظلا كانت استجابة عفوية لظركؼ اقتصادية سياسية
كاجتماعية معينة فرضت العمل هبذا النمط حيث كصل عدد ادلؤسسات الصناعية يف سنة 1964ـ إذل 413مؤسسة
كانت تسَت ذاتيا ،كأغلبية ىذه ادلؤسسات تتميز حجمها .إف منهاج التسيَت الذايت دل يدـ طويال حىت بدأ العمل على
التقليل من انتشاره كما قرارات التأميم إال تأكيد على ذلك ،كقد عرفت اجلزائر بعد تاريخ 19جواف 1965ـ تغيَتا
حقيقيا ،حيث بدأهتا دبرحلة التأميمات لقطاع البنوؾ كادلناجم يف سنة 1966ـ ،قطاع ادلؤسسات ما بُت 1966ـ ك
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
-مرحلة التسيري االشرتاكي لالقتصاد اجلزائري :جاءت مرحلة التسيَت االشًتاكي لالقتصاد كاليت تعتمد على أساس
النظاـ االشًتاكي الذم يرتكز على ادللكية العامة لوسائل اإلنتاج كتدخل الدكلة ،كالتخطيط ادلركزم كربقيق ادلصلحة
العامة ،كأف يكوف العماؿ طرفا مهما يف تسيَت كمراقبة ىذه الشركات ،كبالتارل أصبح العامل يتمتع بصفة (ادلسَت ،ادلنتج).
إف العجز ادلارل اإلصبارل الذم عرفتو ادلؤسسات االشًتاكية خالؿ ىذه الفًتة كاضح إذ أنو ارتفع من 408دج
سنة 1973ـ إذل مليار ك880دج يف 1978ـ كمنو يظهر اتساع العجز ،حسب ىذا نكتشف بأف ادلؤسسة ال تعيش
بفائض مارل زلقق كلكن بكشوفات بنكية عادة ما يصدـ التطور االقتصادم بندرة ادلوارد ادلالية اليت ربدد من إنتاج ادلواد
البسيطة كمواد البناء.
ىذا ما يوضح لنا أف تطور اإلنتاج يكوف مرتبط باجلهد ادلبذكؿ من طرؼ صباعة مهما تكن مرفقة بتزايد إنتاجية
العامل إذ أف معدؿ استعماؿ القدرات ادلوضوعية يف سنة 1980ـ ىي ما بُت 60ك 70يف الصناعة ك بُت 40ك50
يف اإلسكاف بسبب تطور ارتفاع اإلنتاج ما بُت الشك بتساكم التسيَت االشًتاكي كالتزايد يف اإلنتاج أم أف تسيَت
ادلؤسسات دل يكن يهم ظلط التسيَت السليم من أجل زيادة األرباح.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
فنتائج تطبيق ىذا األسلوب تظهر أهنا ليست مشجعة ألف القرارات كانت كالزالت يف يد اجلهات الوصية كانتهى ىذا
النظاـ بالفشل كانتشار للبَتكقراطية.
تضافرت عدة عوائق أدت بأغلب ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية إذل الدكراف يف حلقة مفرغة من "الالكفاءة" ،مانعة
ٍ
إياىا من انتهاج أسلوب الكفاءة يف التسيَت كاإلنتاج؛ ىذه العوائق متعددة كمتنوعة منها ادلالية ،كاالقتصادية،
كاالجتماعية ،كالتكنولوجية ،كالتنظيمية ،ضلللها بإغلاز فيما يأيت
-1970 أ -العوائق ادلالية :كانت السمة البارزة يف نظاـ سبويل االقتصاد اجلزائرم خالؿ ادلخططات التنموية(
) 1977ىي كجود ىيئة مركزية للتخطيط تتوذل حق إصدار رخص القركض طويلة ادلدل للمؤسسات العامة اجلزائرية
مركران ببنوؾ الدكلة ،كمن ىمث فإف سبويل مشاريع ادلؤسسات كاف يتم بواسطة :بنوؾ سبويل االستثمارات اإلنتاجية ،كاخلزينة
العامة اليت تنفذ ميزانية الدكلة .
ككاف اذلدؼ من ىذا النظاـ ىو الوصوؿ إذل مرحلة اإلنتاج الفعلي للقيم ادلضافة من طرؼ ادلؤسسات العامة
لتتمكن من تسديد ديوهنا اآلجلة ذباه البنوؾ ،كلكن سوء التسيَت ادلارل أدل إذل عدـ ربقيق ىذا اذلدؼ لتضطر بعد
ذلك ادلؤسسات العامة اجلزائرية إذل االنشغاؿ عن موضوع الكفاءة ،كتبقى تفكر فقط يف االقًتاض من جديد لتغطية
عجزىا ادلارل؛ ىذا الوضع يعكس ظلطان -دلزيد من التفاصيل حوؿ موضوع إنشاء كحل ادلؤسسات العامة االقتصادية شلا
أفرز قائمة طويلة للمؤسسات الوطنية اليت تعاين من العجز ادلارل
.ب -العوائق االقتصادية :ما ؽليز ادلؤسسات العامة -قبل االستقاللية -أهنا دل تكن تتحلى بالسرعة يف مواجهة
ادلستجدات اليت كاف يفرزىا السوؽ ،فمثال إذا كاف ىناؾ ارتفاع يف الطلب على إنتاجها دل تكن لديها القدرة على تلبية
ىذا الطلب اجلديد بسبب عدـ مركنة جهازىا اإلنتاجي ،ألهنا دل تكن تستخدـ مفهوـ ادلركنة كأداة ربليل يف دراساهتا
تسيَتىا دل يكن مرتكزان على و
أساس علم وي ،فلم تعط ادلؤسسات العامة أم التسويقية؛ ىذا يقودنا إذل االستنتاج أف
.كما أف ىناؾ عائقان اىتماـ للدراسات التسويقية ،أم أف إنتاجها دل يكن مؤسسان على رغبات مستهلكيها كأذكاقهم
ثل يف عدـ كجود حرية كافية للمؤسسات العامة تسمح ذلا بادلخاطرة ،أم أهنا دل تكن تتخذ قراراهتا االسًتاتيجية
آخر ىسب ى
دبعزؿ عن تدخل األطراؼ اخلارجية ذلا ،فعلى سبيل ادلثاؿ كاف نظاـ األسعار ادلفركض -حىت سنة - 1990من الوزارة
الوصية ػلرـ ادلؤسسات العامة من متابعة تطورات السوؽ احمللي.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
فكل إفرازات
يف ظل ىذه القيود كالعوائق كاف من الطبيعي أالٌ صلد ادلؤسسات العامة تعمل كفقا دلعيار الكفاءة" ،ه
زليطها الداخلي كاخلارجي كانت ذبذهبا يف و
اذباه ىو بالضركرة معاكس الذباه الكفاءة .
-د -العوائق التكنولوجية :فيما ؼلص اجلانب التكنولوجي دل تًتؾ الوزارات الوصية على ادلؤسسات العامة أدىن حرية
ذلذه ادلؤسسات يف اختيار مصدر كمورد التكنولوجيا اليت تستعملها ،كؽلكن تفسَت ذلك أنو بعد اختيار ادلشركعات
االستثمارية اليت تيوكل مهمة تنفيذىا إذل ادلؤسسات العامة ،كادلوافقة عليها من طرؼ الوزارة الوصية يأيت دكر الدكلة يف
عملية البحث عن ادلورد األجنيب للتكنولوجيا اليت تتطلبها تلك االستثمارات ،مع التغاضي عن أم دكر للمؤسسات يف
ىذا األمر؛ كمن مث أصبحت كظيفة" البحث 9كالتطوير " - D-Rداخل ادلؤسسات غَت معتمدة شلا ش ٌك ىل بدكره قيدان
تكنولوجيان على ادلؤسسات .كما أف ادلؤسسات العامة كانت مضطرة آنذاؾ إذل إعادة تكوين إطاراهتا ادلتخرجػة مػن
ادلعاىػد كاجلامعات اجلزائرية ،بسبب عدـ كجود عالقة اتصاؿ بُت ادلؤسسات العامة كبػُت ىػذه ادلعاىػد كاجلامعات؛ طبعان
عملية إعادة التكوين ىذه كلفتها كثَتان من التكاليف الزمنية كادلالية شلػا زاد فػي تعميق كاقع االستهالؾ ال اإلنتاج
للتكنولوجيا ،أم اسػتَتاد التكنولوجيػا ال إبػداعها مػن طػرؼ ادلؤسسات العامة اجلزائرية ،كىو ما ؽلكن أف نطلق عليو"الفخ"
أك"ادلػصيدة التكنولوجيػة" كالتػي كقعت رلموعة من البلداف النامية فريسة يف شباكها ،كمن بينها اجلزائر.
هـ -العوائق التنظيمية :تتمثل العوائق التنظيمية اليت كانت تواجو ادلؤسسات العامة آنذاؾ يف إعطاء معٌت سلبيان لنظاـ
و
بشكل يسمح ادلراقبة ،فبعد إعطاء مسوؤلية تنفيذ ادلشاريع للمؤسسات العامة ،كتقسيم األدكار بينها كبُت اإلدارة ادلركزية
دبراقبة التنفيذ ،يأيت دكر ادلراقبة ليتجلى فقط يف توضيح احًتاـ القوانُت ال القياـ دبقارنة النتائج احملققة باألىداؼ
ادلخططة ،أم أف ادلراقبة دل تكن تنصب على القياـ بعملية التحقق من النتائج من أجل ربديد األخطاء كاالضلرافات،
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
كتطبيق التصحيحات ادلالئمة مثلما نادل بذلك ادلفكر الكالسيكي يف اإلدارة" ىنرم فايوؿ ".إذان ؽلكن القوؿ :إف من
بُت عوائق ربقيق الكفاءة يف التسيَت فيما ؼلصادلؤسسات العامة قبل االستقاللية -من منظور تنظيمي -ىو عدـ القياـ
بوظيفة الرقابة العكسية ألدائها .بعد أف استعرضنا القيود ادلتعددة اليت كانت تعيق ربقيق الكفاءة يف ادلؤسسات العامة
أسهمت بو سياسة االستقاللية يف إطار اإلصالحات
ٍ قبل االستقاللية ،نتناكؿ فيما يأيت بالتحليل اجلديد الذم
عت آنذاؾ من طرؼ مقررم السياسة االقتصادية يف اجلزائر أف تبٍت ىذه -ادلرجع السابق ،ص. 9 39
االقتصادية ،كاليت ٍ
264السياسة كتطبيقها ،يعد دبنزلة اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر كإشكالية البحث عن كفاءة ادلؤسسات العامة
الكفاءة . ذباكوز ذلذه العوائق ،كمن مث يتيح فرص ربقيق
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
مر االقتصاد اجلزائرم بعدة مراحل منذ االستقالؿ ،حيث اتبعت اجلزائر بعد استقالذلا على سياسة اقتصادية
اشًتاكية ،إذ ىيمنت الدكلة على كل اجملاالت االقتصادية باستعماذلا ادلؤسسات العمومية كأداة لتنفيذ سياستها .ككوف
اجملتمع اجلزائرم رلتمعا زراعيا ،قامت الدكلة اجلزائرية يف تلك الفًتة بإنشاء مزارع ضخمة بعد تأميمها .كللقياـ بذلك،
اعتمدت الدكلة اجلزائرية على إيرادات ناصبة من قطاع احملركقات اليت سبيزت باالرتفاع باستثناء سنة 1989/1986اليت
سبيزت باطلفاض سعر البًتكؿ ،اجتهدت السلطات اجلزائرية يف ربسُت مستول معيشة أفرادىا ،كربقيق مكانة معتربة للدكلة
اجلزائرية ضمن دكؿ العادل .لتحقيق تلك األىداؼ األساسية .
-التصحيح اذليكلي األول ( )1979-1967اتصفت ىذه ادلرحلة بقياـ الدكلة اجلزائرية بعدة سلططات تنموية منها :ادلخطط
الثالثي 1969-1967الذم يرتكز على الصناعة كاألنشطة ادلرتطبة باحملركقات بالدرجة األكذل".ىذه األفضلية مسحت
لتخصيص % 2.18من إصبارل اإلستثمارت لسنة 1967مقابل % 13سنة ، 1963كلقطاع الزراعة % 5.12سنة
%سنة ."1963 i 1967مقابل 5.17
كيظهر ادلخطط الرباعي األكؿ ( ) 1973-1970قياـ ادلؤسسات العمومية ،كاجلماعات احمللية ،كالوزارات الوصية
بتصور ادلشاريع االستثمارية كاختيارىا على أساس عدة معايَت زلددة من قبل سكرتارية الدكلة للتخطيط .إف اذلدؼ
ادلرجو من ذلك ادلخطط ،ىو أنشاء صناعات قاعدية تكوف دبثابة دعامة إلنشاء صناعات خفيفة فيما بعد.
يف حُت يعترب ادلخطط الرباعي الثاين ( ) 1977-1974تكملة للمخطط السابق ،حيث اذبهت اجلهود يف سبويل
ادلشاريع االقتصادية الضخمة ،كخاصة احلديد ،كاحملركقات ،كمواد البناء ،كادليكانيك ،كالكهرباء ،كاأللكًتكنيك ،ككذا
االىتماـ بالقطاعات الغَت اقتصادية ،نتيجة ارتفاع إيرادات احملركقات .إف إعطاء األكلوية للصناعة الثقيلة هبدؼ إنتاج
سلع إنتاجية دلختلف القطاعات ،بغية ربقيق االستقالؿ االقتصادم يف ادلدل الطويل" .إف ىذه النتيجة يربزىا نصيب
القطاع العاـ من الناتج الوطٍت اخلاـ ،حيث حقق % 42.65سنة 1978مقابل % 07.30سنة ".1969
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
كتتميز ىذه ادلرحلة على العموـ بالتخطيط التوجيهي لالستثمارات كالتنظيم التساعلي .كانت ادلخططات السالفة
هتدؼ إذل بناء االقتصاد الوطٍت على أساس إنشاء شركات كطنية كربل ربتكر السوؽ الوطنية ،إال أف ىذا األمر أدل إذل
كجود شلارسات بَتكقراطية ،كزيادة مفرطة يف عدد العماؿ ،إضافة إذل عدـ كجود توازف يف حجم االستثمارات.
تتميز ىذه ادلرحلة بقياـ السلطات اجلزائرية بعدة إجراءات تتمثل يف:عملية التنازؿ عن شلتلكات العمومية من
خالؿ صدكر القانوف ، 84/81مث القانوف 87/19ادلتعلق بإصالح القطاع الفالحي الذم من خاللو قسمت األراضي
الفالحية إذل مزارع فردية كمستثمرات فالحية صباعية ،حيث كانت هتدؼ عملية إعادة تنظيم األمالؾ الزراعية للدكلة إذل
تشجيع القطاع الذم كاف مهمشا بادلقارنة بالقطاعات األخرل .كمن أجل ضماف التسيَت احملكم كالفعاؿ للمؤسسات
العمومية ،قامت السلطات اجلزائرية بإعادة نظرة عامة التحوالت االقتصادية يف اجلزائر رللة العلوـ اإلنسانية جانفي
5 2005ىيكلتها العضوية دبرسوـ 242-80الصادر يف 1980 - 10-04كطبقت يف بداية ، 1981حيث مت
تقسيم 50مؤسسة عمومية كبَتة احلجم إذل 300مؤسسة جديدة .كاستمرت السلطات اجلزائرية بعد ذلك إذل إعادة
اذليكلة ادلالية ابتداء من سنة 1983كتتويج مع النظاـ ادلارل كادلصريف .إف القياـ بتلك اإلجراءات ،كانت ترمي يف
عمومها إذل التخلي التدرغلي عن ادلفاىيم العهد القدًن ،كاالنفتاح التدرغلي للسوؽ الوطنية ،كإعطاء مكانة للقطاع
اخلاص يف التنمية االقتصادية ".رأت الدكلة أف تقوـ بإعادة اذليكلة للمؤسسات العمومية ،كمت ضبط قوانُت االستثمار يف
القطاع اخلاص 11-82كيف إطاره مت حىت سنة 1984التصريح باالستثمار حلوارل ".1000
ت اإلصالحات االقتصادية يف البداية ادلؤسسة العمومية ،بغية تغَت قانوهنا األساسي ،كتنظيمها ،ككيفية
استهدؼ
العمل ،كعالقتها مع الدكلة كزليطها ،أم كانت غايتها إزالة vكل القيود إلرجاع مهمتها األساسية ".يفهم من ذلك،
أف نية اإلصالحات ىي جعل النظاـ االقتصادم أكثر فعالية كصلاعة ،كىذا بإعطاء ادلؤسسات العمومية كظيفتها
األساسية.
استمرت السلطات اجلزائرية يف القياـ جبملة من اإلجراءات منها على سبيل ادلثاؿ :استقاللية ادلؤسسات العمومية
( 01/88قانوف) ،حيث أصبحت اذليئات ادلسئولة عنها ذلا احلرية التامة يف ازباذ القرارات كاختيار االستثمارات كالتقييم
دكف العودة للجهة ادلركزية .هتدؼ ىذه اإلصالحات إذل التفريق بُت تسيَت ادلؤسسات االقتصادية بواسطة جلاف إدارية
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
03/88 سبثل اإلدراة كادلساعلُت ،كادللكية اإلدارية اليت تبقى يف يد الدكلة عن طريق صناديق ادلساعلة .إف قانوف ادلالية
الصادر يوـ 1988-01-12يعتربىا كشخص اعتبارم ؼلضع للقانوف التجارم ،كمنبع لًتاكم رأس ادلاؿ ،كمولد للسلع
كاخلدمات .قد حاكؿ األستاذ بويعقوب أضبد أف يقدـ مع التحليل األىداؼ كادلربرات اليت رافقت عملية تبٍت النصوص
1986 األكذل لإلصالحات االقتصادية ادلتعلقة باستقاللية ادلؤسسات ،حيث أعترب التقارير (التقرير األكؿ يف ديسمرب
،الثاين يف جواف ، 1987كالثالث يف مارس ( 1988اليت ناقشت ىذا ادلوضوع ركزت على سلسلة من ادلربرات دكف
التطرؽ إذل مبادئ اقتصاد السوؽ .كنتيجة ذلك ،قاـ باستنتاج ثالثة viمربرات أساسية انطالقا من التقرير الثاين جلواف
، 1987حيث تتمثل يف:
السعي إذل ربقيق فعالية -تعترب كعملية إلعادة تكييف االقتصاد الوطٍت حسب ادلعطيات اجلديدة ،كبالتارل
السياسة االقتصادية.
-ربقيق تلك النتيجة السالفة الذكر ،يتطلب أف تقوـ تلك اإلصالحات بالربط بُت التخطيط كعمل السوؽ ،إال
أف ىذه العملية تطرح إشكالية الضبط بُت اخلطة كالسوؽ .
-عملية اإلصالح بدأت يف بداية الثمانيات انطالقا من إعادة ىيكلة ادلؤسسات ،إال أهنا تعطلت عدة سنوات
االقتصاد. بسب االختالالت ادلوجودة بُت ادلؤسسات كالعمل احلقيقي سواء على مستول احلقوؽ أك
كما منح للبنك اجلزائر مسؤكلية ادلراقبة النقدية كادلصرفية من خالؿ القانوف الصادر )10/90قانوف القرض كالنقد
الصادر يوـ (، 1990-04-14بعد ما كاف ػلمل اسم البنك ادلركزم ،مع طرح إمكانية إنشاء بنوؾ خاصة سواء كطنية
أك أجنبية .كما أنو يعفي ادلؤسسات العامة من الديوف األجنبية كاحمللية كادلستحقة
(، 1991كقرارات خاصة برفع األجور( 1991 كتبٍت قانوف يهدؼ إذل تقليص احتكار الدكلة للتجارة اخلارجية(
(،كالشبكة االجتماعية ( (. 1992قامت اجلزائر بإبراـ اتفاقيتُت ( (by-Standللتأكيد ،األكذل يف 30مام 1989
كالثانية يف 3جواف 1991كالعلا مت اتعن طريق ادلفوضات السرية حيث كانوا يرمو ف إذل حصوؿ اجلزائر على ادلوارد
ادلالية عن طريق الصندكؽ الدكرل(قرض بػ 300مليوف DTSمع منح قرض 210مليوف DTSيف حالة االتفاؽ
تدىورت الثاين جلواف ، (1991ككذلك ربسُت الوضعية ادلزعجة للجزائر يف السوؽ الدكلية لرؤكس األمواؿ ،حيث
التوازنات ادلالية اخلارجية ( (،) 91 - 1990األمر الذم فرض على السلطات اجلزائرية اللجوء إذل الصندكؽ الدكرل
كالبنك العادلي .
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
كانت هتدؼ السلطات اجلزائرية من كراء تلك االتفاقيتُت إذل تصحيح األكضاع االقتصادية على ادلستول الكلي.
األسعار يف جويلية 1989 -التحرير اجلزئي لالقتصاد ،كذلك بقياـ السلطات اجلزائرية بإصدار قانوف ضبط
،الذم يرمي إذل تطبيق األسعار احلقيقية ،مع التخلي التدرغلي لدعمها لبعض السلع ،كالقياـ بتغيَت السجل
التجارم للمؤسسات
كىذا بالقياـ بتعديل قانوف .كضع إطار قانوين للمؤسسات الصغَتة كادلتوسطة ،مع إعفائها من الضريبة، -
الضارئب ادلباشرة خالؿ سنيت 1990-1989
-منح رخصة اسًتاد مباشرة للمتعاملُت اخلواص ،شلا يعترب كبداية لتحرير التجارة اخلارجية .ؽلكن أف نقوؿ عن
تلك اإلجراءات بأهنا كانت صارمة يف العموـ يف :زبفيض قيمة العملة الوطنية ،كضبط اإلنفاؽ احلكومي،
كامتصاص السيولة الزائدة ،كربرير األسعار ،بغية إقناع شركائها الدائنُت.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
.
لقد طرأت على االقتصاد اجلزائرم تغَتات جذرية منذ سنوات قليلة إذ ربوؿ من اقتصاد يًتكز على
القطاع العاـ كتسيَت حسب آلية السوؽ ،فمنذ االطلفاض الذم عرفتو أسعار النفط سنة 1986ـ كاألزمة
االقتصادية اليت تلتو ،شرعت آنذاؾ بإدخاؿ إصالحات ىيكلية كاليت كانت بدايتها الفعلية منذ 1994ـ عندما مت توقيع
اتفاؽ مساندة مع صندكؽ النقد الدكرل دلدة سنة كقد استمرت ىذه اإلصالحات اليت أصبحت زبص قطاعات االقتصاد
كذلك بعد توقيع اجلزائر التفاؽ ثاين مع صندكؽ النقد الدكرل يف مام 1995ـ لفًتة ثالث سنوات إذل غاية هناية أفريل
1998ـ.
-أهم اإلصالحات االقتصادية ادلعتمدة يف اجلزائر:
عندما نربط اإلصالحات بفكرة التحرير االقتصادم فإف بداية اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر ؽلكن إرجاعها
إذل بداية الثمانينات ،بعدما بدأت برامج إعادة ىيكلة ادلؤسسات االقتصادية كالغاية ىي إعطاء صلاعة كفعالية أكرب
للقطاع االقتصادم من خالؿ تقليص حجم الشركات الوطنية كإضافة سياسات أخرل ،لكن لإلشارة كاف حجم ادلديونية
يف ظل جهود اجلهاز االقتصادم كاختاللو من جهة كعدـ ارتفاع أسعار إذل ادلستول الذم يسمح بإيرادات مناسبة من
الصادرات من جهة أخرل كسنتطرؽ إذل أبرز ىذه اإلصالحات اليت تبنتها اجلزائر.
أكال :إعادة هيكلة واستقاللية ادلؤسسة العمومية االقتصادية.
إف سياسة إعادة اذليكلة اليت عرفتها ادلؤسسات االقتصادية العامة منذ 1981ـ دل ربقق النتائج ادلرجوة آنذاؾ شلا فسح
اجملاؿ لظهور إصالح مكمل كىو ما يعرؼ بػػاستقاللية ادلؤسسة اليت تعد حلقة من حلقة اإلصالح.
أ -إعادة اذليكلة الصناعية :ؽلكن تعريفها على أهنا ذبزئة الوحدات الضخمة إذل كحدات صغَتة حسب الوظائف
للتحكم أكثر يف اإلدارة كالتسيَت كالبحث عن ادلردكد األفضل كيف كاقع األمر فإف إعادة اذليكلة الصناعية ليست مفهوما
رلردا كلكن إسًتاتيجية كمن أجل الرفع من الفعالية كالكفاءة للمؤسسات االقتصادية كمن أىدافها صلد:
. -زبليص الدكلة من الثقل ادلارل ادلتسبب يف اخلسائر الدائمة للقطاع العاـ خاصة مع ندرة ادلوارد كارتفاع التكاليف.
. -إعادة التوازف للقطاعات القادرة على انطالؽ إعادة التنمية لتخفيض البطالة ادلتزايدة كادلقلقة.
. -تكثيف النسيج الصناعي.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
اذل تداخل مهاـ الدكلة كسلطة سياسية ككقوة اقتصادية ،ككجود رلموعة من القوانُت كاألكامر ذباكزهتا األحداث كاليت
تتناقض مع القانوف االقتصادم
-أسباب سياسية وقانونية :تتمثل يف تداخل مهاـ الدكلة كسلطة سياسية ككقوة اقتصادية.ك الدخوؿ يف اقتصاد السوؽ
كفتح رلاؿ ادلبادرة الفردية.
-أسباب اجتماعية :نظرا للتحسن ادللحوظ يف مستول السكاف بعد االستقالؿ (الصحة كالتعليم) كارتفاع الطلب على
السلع كاخلدمات يف حُت بقي عرضها ثابتا شلا سبب ظاىرة الندرة كتفشي البطالة ،كذلذا فللخوصصة آثار مباشرة سواء
على ميزانية الدكلة بتوفَت سيولة دلواجهة الدين الداخلية كاخلارجية غَت ادلدفوعة أك رفع اإلنتاج الوطٍت من جديد كزبفيض
البطالة كإعادة طرؽ التسيَت الصحيحة على االقتصاد الوطٍت عامة .لكن تبقى عملية اخلوصصة احلالية مثَتة للجدؿ
كالنقاش ،إذ تعًتضها رلموعة من الصعوبة ادليدانية كوهنا :تؤدم يف الغالب إذل تسريح عدد كبَت من العماؿ يف
ادلؤسسات اليت سبت خوصصتها شلا يفاقم من حدة البطالة دبا ذلا من انعكاسات اجتماعية غَت مرغوبة .باالضافة اذل
صعوبة التقييم االقتصادم للمؤسسات يف ظل غياب أسواؽ مالية كفأه شلا يفتح اجملاؿ بالتالعب بادلاؿ العاـ.
ثالثا :حترير التجارة وادلرور من اقتصاد خمطط إىل اقتصاد السوق مبين على القواعد احلرة:
كانت بداية غَت مشجعة للمستثمرين األجانب حيث تزامن ربرير التجارة دكف أف يعاد النظر يف النظاـ اجلبائي كالتعريفة
اجلمركية مسبقا ،ففي ادلرحلة منح حرية استَتاد بضائع هبدؼ إعادة بيعها كقد سبيزت بالتقييد كوهنا زبص قطاع ذبارة
اجلملة كربرير البضائع ادلستوردة إذل جانب فرض العملة الصعبة يف تسوية العمليات التجارية أما يف ادلرحلة الثانية قد
سبيزت بتحرير تاـ للنجارة اخلارجية إال أهنا تشًتط القيد يف السجل التجارم أما يف ادلنتجات ذات االستهالؾ الواسع
يشًتط اخلضوع لدفًت األعباء الذم يعترب رلرد إجراء إدارم .فيكن القوؿ أف سياسة احلكومة اخلارجية هتدؼ إذل ربسُت
احلساب التجارم يف ادلدل ادلتوسط كالتحرير الكامل ذلذا القطاع كالسعي لتخفيف عبء ادلديونية 22.5مليار دكالر
حسب البنك العادلي .كما تسعى إذل تشجيع تنويع الصادرات خارج احملركقات .إف ربرير التجارة اخلارجية قد أثر سلبا
على االقتصاد اجلزائرم حيث أدت إذل تدفق السلع كاخلدمات يف األسواؽ احمللية الذم أدل بدكره إذل هتديد السلع
احمللية ،كاليوـ إف ادلؤسسات االقتصادية سبر دبرحلة إصالحات ىيكلية كضلاكؿ من خالذلا إعادة تنظيم آلياهتا اإلنتاجية من
أجل ربقيق التوازنات ادلالية.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
احلر
الشياسات االقتصادية يف ظل االنتقال حنو االقتصاد :
وافع االنتقال:
لقد كاف االنتقاؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ ضركرة أفرزهتا إختالالت منظومة االنتاج كتقادـ أداهتا كعدـ تكيفها
مع متطلبات التنمية حسب االحتياجات االقتصاد الوطٍت ،كالنقص احلاد يف السيولة النقدية بالعملة الصعبة حيث دل
يعد يطرح للنقاش إال ىدا العنصر االخَت االمر الذم الذم غلزـ بأف مسألة التوازنات العامة لالقتصاد كاالنتعاش
االقتصادم ترتبط إرتباط كثيقا دبعاجلة أزمة الدين اليت يعرفها االقتصاد اجلزائرل كعليو كاف البد من معاجلة أزمة ادلديونية
اليت فرضت التحوؿ االقتصادم ،كإعادت ىيكلتها إف إنعكاسات ادلرحلة االكرل قد كضعت اجلزائر ربت رلموعة من
القيود أعلها الوضعية ادلالية اليت دفعت بالوضع االقتصادم كاالجتماعي اذل التدىور كأجربت السلطات العمومية اجلزائرية
علي البحث عن عالج خارجي للوضع ادلارل كمنو فإف عملية إعادة بناء االقتصاد اجلزائرم ال يتحقق بقرار سياسي
سيد كمستقل كبالتارل االنتقاؿ ارل البحث عن التنمية يف إطار إقتصاد السوؽ ؽلر عرب برامج ىيكلية شلالة مقًتح من
طرؼ البنك العادلى كصندكؽ النقد الدكرل يف افاؽ أخر عشرية القرف ادلاضي.
دل يكن االنتقاؿ من تنظيم إقتصادم مبٍت على أساس التخطيط ادلركزل اذل نظاـ إقتصاد السوؽ مقتصرا على
اجلزائر فحسب بل مشل دكال عديدة كبلداف كسط كشرؽ أكربا ،الصُت مصر كغَتىا من الدكؿ .يف احلقيقة ىناؾ من
يعترب ىذه اخلطوة عودة اذل إقتصاد السوؽ بعد ما كاف التحوؿ منو اذل االقتصاد ادلخطط إبتداء من سنة 1917هبدؼ
بناء إقتصاد إجتماعي مغاير سباما للمنظومة االقتصادية اليت كانت سائدة يف ىذه الدكؿ دبافيها االرباد السوفياتى لدل دل
يكن يف كسع ىذه الدكؿ سول العودة اذل إقتصاد السوؽ آلنو يف اجلوىر مازالت البلداف الرأمسالية تتحكم يف دكاليب
االقتصاد العادلي من خالؿ ادلؤسسات ادلالية كالنقدية الدكلية ربت غطاء اجمللس االقتصادم كاالجتماعي لالمم
ادلتحدة .كبتارل فإف ربوؿ ىذه الدكؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ مرتبط بأفكار خرباء صندكؽ النقد الدكرل كالبك العادلي.
حيث يعترب رئيس البنك العادلي james D.wolfensohnيف تقدًن تصدر تقرير البنك لسنة 1996أف
االنتقاؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ يعد ضركرة حتمية فالعادل اليوـ يعرؼ ربوال سريعا يف حجم ادلبادالت الدكلية
كاالستثمارات اخلاصة الذم فتح أفاؽ كاسعة للنمو كالتشغيل كربقيق مداخيل مرتفعة رفعت مستويات ادلعيشة بفضل
حرية حركية اليات السوؽ.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
طبيعة التحول:
يعًتؼ رئيس البنك بصعوبة مرحلة االنتقاؿ بإعتبار أف ىذه التحوالت ذلا تأثَت مباشر كعميق يف مستول معيشة
شعوب ىذه البلداف كيقًتح معاينة مفصلة دلسار البلداف اليت توجد يف طور التحوؿ كما قدـ رلموعة من ادلالحظات
للبداف اليت إنطلقت يف إصالح إقتصادياهتا كأكدعلى إحًتاـ بعض ادلبادئ منها :
-فتح االسواؽ كمضاعفة التبادؿ ك إزباذ إجراءات تضمن االندماج يف االقتصاد العادلي .
-ربقيق االستقرار االقتصادم من خالؿ تقليص نسبة التضخم كإتباع سياسة مالية تقشفية .
-إصالح ادلؤسسات االنتاجية كتنمية القطاع اخلاص بتعميم ادللكية اخلاصة.
-مساعلة اذليئات العمومية يف إصلاح االنتقاؿ اذل إقتصاد السوؽ كاجلهاز القضائي كإصالح منظوميت التعليم كالصحة ك
إعادة ىيكلة شبكات احلماية االجتماعية ككذا التقليل من سلاطر الرشوة كالفساد .معا تثمُت رأس ادلاؿ البشرم.
-توزيع ادلوارد بالكيفية اليت تضمن ربقيق النمو .
إف مسار التحوؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ ليس متطابق بالنسبة جلميع البلداف فكل بلد لو زلاكالت ملموسة على
حدة .ككل لو اكلوياتو فاجلزائر اعطت عملية إعادة ىيكلة الصناعة طابعا خاص .فأداة االنتاج الصناعي كانت غَت ناجعة
كتتميز بإنطوائها علي السوؽ الداخلي .
كتفتقر دلنافذ خارجية .مع ضركرة مراجعة اسعار االنتاج كالبحث عن الكيفية اليت يتم هبا فتح رأس ادلاؿ العمومي
اذل ادلساعلُت اخلواص خاصتا منهم االجانب ,كما لعبت فًتة التحوؿ الشامل اىتماما طرحو منظرك إقتصاد السوؽ يف
اجلزائر :ىل نسرع يف عملية االنتقاؿ لنتوصل اذل نتيجة غَت مرضية كما أثبتت ذبربة . 1991-1990اـ نتبع طريقة
التدرج فيما ؼلص مسألة االنتقاؿ كىي الطريقة االصلع كما ناقش ادلنظركف دكر الدكلة يف احلياة االقتصادية كاعتربك اف
تسَت شؤكف العامة للبلد كربقق العدالة االجتماعية ال يتحققاف بطريقة الية كما اكدك علي ضركرة استمرارالدكلة يف امتالؾ
عدد زلدد من ادلؤسسات اك اشًتاكها يف نسبة معينة من اصوؿ مؤسسة ما ,كما أف حضور الدكلة البد أف يظهر يف
بعض الوضائف كالوضيفة النقدية كجباية الضرائب تنظيم احلوار االقتصادم .
-مرحلة التسيري الرأمسايل (احلر) لالقتصاد اجلزائري .ككانت عذه ادلرحلة يف ظل األزمة اليت عاشها االقتصاد اجلزائرم
سنة 1986ـ كاليت كانت ظاىرة خطَتة على االقتصاد الوطٍت حيث اطلفض سعر برميل البًتكؿ كتدىورت قيمتو،
باإلضافة إذل التسيَت السيئ للمؤسسة كألجل ىذه النتائج سعت اجلزائر إذل البحث أحسن السبل لبناء اقتصاد كطٍت
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
عصرم كإخراج ادلؤسسة الوطنية من البَتكقراطية كإعطائها احلرية الالزمة إلصدار قراراهتا اخلاصة لتسيَت مواردىا ادلالية
كادلادية كمن شبة مت مناقشة قضية النظاـ الرأمسارل أم استقاللية ادلؤسسة ،كيف بداية 1988ـ بدأت مرحلة تطبيق بعد
دراسة مشاريع كقوانُت حددت احلكومة شركطها كسلططاهتا.
كالنظاـ الرأمسارل ىو النظاـ الذم يقوـ على أساس ادللكية الفردية لوسائل اإلنتاج كاحلرية االقتصادية كالتنافس
كتتبناه كثَت من الدكؿ كمن خصائصو :ادللكية الفردية لعناصر اإلنتاج كحافز الربح كسيادة ادلستهلك كادلنافسة احلرة كىي
تعمل على زيادة الكفاءة االقتصادية كزيادة عدد أكثر من ادلستهلكُت كجهز الثمن.
كاالستقاللية تعٍت حرية اإلدارة يف التصرؼ دكف اخلضوع إذل أم إجراء من اإلجراءات البَتكقراطية كما ربرر
الضغوطات كالتدخالت ادلختلفة للسلطات كيًتتب عليها حرية إدارة ادلؤسسة بتمتع ىذه األخَتة بالذمة ادلالية
كاالستقالؿ ادلارل كمن ىنا فاالستقاللية ترمي أساسا إذل خلق ركح ادلسؤكلية كمن أىدافها:
-الالمركزية يف السلطة القرار.
-إعطاء ادلؤسسة ادلسؤكلية ادلباشرة يف القياـ بعملياهتا االقتصادية التجارية.
-تسيَت مواردىا ادلادية كالبشرية ككذلك اختيار مسؤكلياهتا.
-مرحلة اقتصاد السوق :عرفت العشرية األخَتة من القرف ادلاضي مرحلة خطَتة ،دل تعرؼ أبدا البالد إنزالقات كاليت
عرفتها خالؿ ىذه احلقبة ،فاألكضاع السياسية غَت ادلستقرة أثرت بصورة سلبية على كل األكضاع االقتصادية
كاالجتماعية .لػػقد عاش االقتصاد الوطٍت خالؿ ىذه ادلرحلة ىزات عدة جاءت نتيجة زبريب العديد من شلتلكات الدكلة
كحرؽ ادلصانع ،ىجرة اإلطارات كالكوادر من جهة ،كإفالس ادلؤسسات كغلقها ،ككذا تسريح عماذلا من جهة أخرل،
التدىور يف قيمة العملة ،كلكن رغم ىذا كذاؾ بقيت الدكلة صامدة أماـ ىذا الوضع كاستمر مسئورل القطاعات
االقتصادية يف إتباع أنظمة جديدة زبرج البالد من األزمة.
كيف سنة 1990ـ أصدرت الدكلة قانوف 10/90اخلاص بالقرض كالنقد كدبوجبو أنشئ رللس النقد كالقركض
كالذم يعترب رللس إدارة البنك ،فمن خالؿ ىذا القانوف (كاف أكؿ قانوف صدر يف تلك ادلرحلة) أدركت الدكلة أف السَت
األفضل للتنمية كالنهوض باقتصادىا ىو االنتقاؿ إذل ربرير االقتصاد الوطٍت بإتباع سياسة السوؽ احلرة كرفع يد الدكلة عن
العديد من األمور االقتصادية كإبراز نية توجهها السياسي ضلو ما يسمى بػ" :اقتصاد السوؽ".
تفضيل القطاع اخلاص ألنو صاحب القوة احملركة ضمن اقتصاد السوؽ.
-أف تتجو ضلو ادلهاـ العادية للدكلة كتوفَت قوة عمومية كتتحكم يف ادلوارد ادلالية اليت تتميز بالندرة ادلستمرة يف تطلعات
اجملتمعات كالنمو الدؽلغرايف كما يصاحبو من حاجيات إذل العدؿ كالتطور.
-األداء التاـ لدكر الدكلة اجلديدة ،الذم يفرض دخوؿ اقتصادىا يف تفاعل مع اقتصاديات أخرل ،كتتميز حاليا
العالقات بالتكتالت على ادلستول اجلهوم كما ػلدث من تغَتات يف سلتلف جهات العادل.
-كعلى الدكلة أف ربدد دكرىا يف اقتصاد السوؽ اذباه ادلؤسسات العمومية إذ دل يبقى دكرىا ادلتمثل يف ادلالك كادلوجو
كادلنتج الذم أثبت فشلو يف مراحل سابقة.
كلقد ربسنت ادلؤشرات ادلالية كاالقتصادية اجلزائرية منذ منتصف التسعينات ،كذلك يعود إذل السياسيات اإلصالحية
ادلعتمدة كادلدعومة من صندكؽ النقد الدكرل ،إضافة إذل إعادة جدكلة ديوف اجلزائر من قبل نادم باريس ،كلقد ساىم
عامالف يف إخراج اجلزائر ثاين أكرب بلد إفريقي من االختناؽ االقتصادم ضلو آفاؽ استثمار كاعدة.
كمن ادلالحظ أف مالية اجلزائر استفادت كثَتا من الفوائض التجارية اليت استطاعة ربقيقها خالؿ السنوات
2003ـ 2005-ـ ،كأيضا من الرقم القياسي الذم سبكنت من ربقيقو فيما يتعلق باحتياطي النقد األجنيب ،إضافة إذل
زبفيض الديوف اخلارجية ،كما أف اجلزائر أعطت انتباىا كبَتا للنشاط السياحي الذم بات يشهد ظلوا كاضحا كاستقطابا
كبَتا للسواح .كنذكر أىم ادلؤشرات االقتصادية 2003ـ2004-ـ
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
قطاعية
. احلر معطيات
االقتصاد اجلزائري يف ظل االقتصاد :
الطاقة:
تعترب اجلزائر موردان رئيسيان للطاقة للصناعة كادلستهلكُت يف مناطق أخرل من العادل ،كبالتارل فهي قادرة مبدئيان على
ربوؿ مصايف البًتكؿ يف اجلزائر النفط اخلاـ إذل منتجات يتم استخدامها يف النقل
إنتاج كل الطاقة اليت ربتاجها لتطورىاٌ .
كالتدفئة كالطبخ كتطبيقات أخرل.
الغاز الطبيعي ىو مصدر ىاـ للكهرباء للشبكة الوطنية .ارتبطت معظم ادلشاكل اليت شهدهتا إمدادات الطاقة احمللية
على مر السنُت بصعوبات توسيع شبكة توزيع الكهرباء كصيانتها .كما كانت تتم تغذية الشبكة من خالؿ زلطات
كهركمائية بنيت يف مناطق جبلية مثل منطقة القبائل .كيف العقد األكؿ من األلفية الثالثة ،أدل ربسن االقتصاد إذل ارتفاع
الطلب على الكهرباء بنسبة تساكم %50تقريبان.
يف ادلستقبل القريب ،قد تصبح الطاقة الشمسية أكثر أعلية .كمع تزايد عدد السكاف كتضاؤؿ احتياطات النفط ،فإف
الطاقة الشمسية بديل ىاـ ،سيوفر استخداـ ىذا ادلصدر ادلتجدد للطاقة كمية أكرب من النفط كالغاز للتصدير أك إنتاج
ادلواد الكيميائية .كعالكة على ذلك ،قد يفيد التطبيق األكسع للطاقة الشمسية يف معاجلة تلوث اذلواء كاحلد من انبعاث
غازات الدفيئة اليت تساىم يف االحًتار العادلي.
كرغم كجود العديد من ادلشاكل اليت يتوجب حلها ،قد يؤدم إنتاج الطاقة الشمسية على نطاؽ كاسع إذل تصدير
الكهرباء إذل أكركبا .تشارؾ اجلزائر يف مشركع DESERTECكاسع النطاؽ ،كالذم يهدؼ إذل إنتاج الطاقة الشمسية
يف مشاؿ إفريقيا كتوزيعها يف األسواؽ األكركبية .كفق اتفاقية مربمة بُت الشركة الوطنية للكهرباء كالغاز ”“SONELGAZ
كمؤسسة” ، ” DESERTECتنوم اجلزائر إنتاج 650ميغاكاط من الطاقة الشمسية عاـ 2015ك 22جيجاكاط مع
حلوؿ عاـ .2030كدل يتأكد مستقبل ىذا ادلشركع ،الذم يشمل شركات كدكؿ كثَتة أعلها الشريك االدلاين .
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
الصناعة:
ىي من النفط كالغاز الطبيعي على الصناعة اجلزائرية من ناحيتُت .فمن الناحية األكذل ،يعد قطاع النفط
كالغاز أكرب قطاع صناعي .كمن الناحية الثانية ،كانت اإليرادات الناصبة عن تصدير النفط كالغاز كادلنتجات ذات الصلة
ادلصدر الرئيسي للرأمساؿ االستثمارم للصناعات األخرل ،باإلضافة إذل قركض ىائلة من السوؽ الرأمسالية الدكلية اليت
سبثل رىنان على ىذه االحتياطات.
يتم نقل النفط كالغاز الطبيعي من أىم مواقع اإلنتاج يف الصحراء الكربل إذل ساحل البحر ادلتوسط .كتعترب
ادلناطق الصناعية احمليطة بادلدف الكربل ،مثل اجلزائر ككىراف كعنابة ،موطن مصانع التكرير كاجملمعات البًتككيميائية
الضخمة كمصانع إسالة الغاز الطبيعي الذم يتم نقلو عرب الناقالت إذل األسواؽ األجنبية.
كهيئة رئيسية مسؤكلة عن قطاع النفط كالغاز ،غالبان ما تعترب شركة النفط الوطنية “سوناطراؾ” (الشركة الوطنية
للبحث كاإلنتاج كالنقل كالتحويل كتسويق احملركقات) دكلة ضمن الدكلة،بعد تأسيس الشركة عاـ ،1963ظلت يف احلجم
كاألعلية مع تأميم ادلصاحل األجنبية يف قطاع النفط خالؿ العقد التارل .كيدير العاملوف البالغ عددىم 120,000سلسلة
يغَت إلغاء مركزية أجزاء زلددة من الشركة كالتعاكف ادلتزايد مع
اإلنتاج بالكامل ،من التنقيب إذل البيع للمستهلك .دل ٌ
شركات نفط أجنبية من مكانة شركة "سوناطراؾ" كمركز قوة .كيعزز ذلك اتصاؿ كتبادؿ العماؿ مع أطراؼ أخرل يف
أجهزة الدكلة ،خاصة كزارة النفط كالطاقة.
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
يف السبعينيات ،استثمرت احلكومة مليارات من أمواؿ البًتكؿ (باإلضافة إذل أمواؿ قركض من األسواؽ الدكلية) يف
إنشاء الصناعات الثقيلة – خاصة صناعة الفوالذ – ادلزكدة خباـ احلديد اجلزائرم .كإذل جانب صناعات أساسية أخرل
(مثل معامل اإلمسنت) ،كاف اذلدؼ من مصانع الفوالذ أف تكوف قاعدة تنمية صناعية مكثفة كتوفر مدخوالن للصناعات
اخلفيفة اليت تنتج السلع االستهالكية .كدل ربقق مقاربة “تصنيع ادلصانع” النتائج ادلخطط ذلا ،كيعود ذلك بشكل جزئي
إذل العوامل السياسية ادلتأصلة يف االقتصاد الريعي .كبقي عدد كبَت من ادلصانع غَت فعالة ،كبدت كمولٌد كظائف ألتباع
النظاـ من عماؿ كمدراء كمراكز بَتكقراطية للوزارات التابعة ذلا.
مع تضاؤؿ ادلوارد كارتفاع الدين األجنيب ،يبدك أف عملية إعادة ىيكلة قطاع الصناعة كخصخصة جزء منو مسألة
ملحة .يف الثمانينيات ،مت تقسيم عدد كبَت من شركات الدكلة .كبعد مركر عقد من الزمن ،انتقل الًتكيز على سياسة
استقطاب االستثمار األجنيب يف قطاعات الصناعة اجلزائرية .دل تتٌبع ىذه السياسة بكامل مداىا ،حيث أف بعض
األنشطة كانت ال تزاؿ تعترب ذات أعلية اسًتاتيجية للدكلة .كاألىم من ذلك ،دل يشجع العجز اذليكلي كعدـ الكفاءة
اللذين يعاين منهما عدد كبَت من الشركات يف قطاع الدكلة الشركات األجنبية على عدـ االستثمار يف البالد ،كما
فعلت احلرب األىلية .
الصناعات اخلفيفة أكثر تنوعان كطادلا مشلت شركات خاصة كربل .كفيما يتعلق بالصناعة الثقيلة ،تتواجد غالبية
ادلصانع بالقرب من ادلراكز احلضرية الرئيسية يف الشماؿ ،مع أف إلغاء ادلركزية يف الثمانينيات أدل إذل إنشاء ادلزيد من
الصناعات اخلفيفة يف منطقة اذلضاب العليا ادلكتظة بالسكاف كبعض مدف الواحات .كيشمل قطاع الصناعات اخلفيفة
تصنيع األغذية كاألجهزة ادلنزلية كبعض السلع الكمالية .كلكن يف حاالت كثَتة ،يفضل ادلستهلكوف السلع ادلستوردة اليت
سبنحهم مكانة اجتماعية أعلى.
الزراعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةـ:
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
كما يف العصور القدؽلة ،ال يزاؿ القمح ادلنتج الرئيسي ،إذل جانب احلمضيات كالتمر .بعد حرب االستقالؿ كمغادرة
ادلستعمرين ،تدىور النظاـ الزراعي االستعمارم بشكل كبَت .كسعى العماؿ اجلزائريوف إذل استمرار عمل الشركات قدر
اإلمكاف؛ شلا شكل الحقان أساس السياسة الرمسية للمزارع “ذات اإلدارة الذاتية” .كيف عهد الرئيس قكارم
بومدين) ، (1965-1978أصبحت ىذه ادلزارع ربت سيطرة احلكومة .كمن أجل زيادة إنتاج ادلواد الغذائية ،أطلقت
احلكومة ثورة زراعية يف السبعينيات.
مع توفر ادلزيد من ادلوارد على مر السنُت ،كذلك بفضل االزدىار االقتصادم ادلتنامي ،تأخر القطاع الزراعي عن
الصناعات ادلتنامية كدل يتمكن من تأمُت ادلواد الغذائية األساسية الكافية لسكاف ادلدف .كلسد الثغرة بُت الطلب كالعرض،
بقيت البالد معتمدة بشكل كبَت على الواردات ،األمر الذم دل يؤد سول إذل تفاقم العجز التجارم .ربسن الوضع يف
السنوات األخَتة .حىت أف كزارة الزراعة ت ٌدعي أف أكثر من %70من إصبارل احملاصيل الغذائية مزركعة زلليان .كعلى الرغم
من زلاكالت التحديث ،ال تزاؿ الزراعة تعتمد بشكل كبَت على ىطوؿ األمطار ،الذم قد ؼلتلف كثَتان من سنة إذل
أخرل .كال ينتج عن ادلدخالت غَت الكافية أك اخلارجية – مثل األمسدة كالبذكر – سول القليل من النتائج ادلثلى.
تشتهر اجلزائر بنوعية التمور اليت تنمو يف الواحات ،كاليت سبثل ادلنتج ادلص ٌدر األكؿ بعد النفط كالغاز الطبيعي .
كالسوؽ الرئيسية لصنف “دقلة نور” ،ادلزركع بشكل أساسي يف اجلزائر كتونس ،ىي أكركبا اجلنوبية.
السياحة:
تتمتع اجلزائر بإمكانيات سياحية ىائلة غَت مستغلة إذل حد كبَت .كخالفان للمغرب كتونس اجملاكرتُت ،دل تستثمر
اجلزائر يف إنشاء رلمعات سياحية كاسعة النطاؽ سلصصة للسياح األجانب .كتزامنت احلركة السياحة اجلماىَتية مع
ظهور الطفرة النفطية ،كبالتارل دل ذبد الدكلة ضركرة ملحة تدعوىا إذل اللجوء إذل ىذا ادلصدر احملتمل للدخل .لذلك ،فإف
السياح الذين يزكركف معظم ادلواقع السياحية ىم بغالبيتهم من السياح اجلزائريُت كالعائالت اجلزائرية ادلهاجرة .كىناؾ عدد
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
أقل من ادلسافرين األمريكاف كاألكركبيُت الذين يأتوف الكتشاؼ ىذا البلد غَت ادلعركؼ كثَتان .كبشكل خاص ،استقطبت
الصحراء الكربل األجانب لزيارة أماكن مثل سبنراست كجباؿ ىقار كطاسيلي ناجر كتيميموف .كما عرب البعض منهم
دركب الصحراء بسيارات أكركبية مستعملة بيعت يف غرب إفريقيا .يف التسعينيات ،أدل تأزـ الوضع األمٍت يف اجلزائر
كبلداف الساحل اإلفريقي يف اجلنوب إذل هناية معظم سياحة ادلغامرات ىذه .لكن حىت يف أسوأ أياـ احلرب األىلية يف
التسعينيات ،سافر عدد قليل من السياح (أكثرىم من الفرنسيُت) على منت طائرات إذل سبنراست للقياـ برحالت
صحراكية .كمن بُت األماكن الرئيسية األخرل ادلستقطبة للسياح :اآلثار الركمانية يف تيمقاد كتيبازة كصبيلة كاألحياء القدؽلة
من ادلدف ،مثل قصبة اجلزائر.
قطاع البناء:
بفضل ارتفاع عائدات النفط كالغاز ،أدت زيادة اإلنفاؽ العاـ إذل إنعاش قطاع البناء .كما أدت الربامج احلكومية
لتجديد البنية التحتية ادلادية إذل بناء طرؽ سريعة كمرافق جديدة للنقل العاـ ،مثل السكك احلديدية كالًتاـ يف ادلناطق
احلضرية ،إضافة إذل برامج دلعاجلة أزمة السكن .كما سيتم تشييد مدارس جديدة كمباف حكومية أخرل من بينها ادلشركع
الضخم للمسجد الكبَت يف مدينة اجلزائر.
تقوـ الشركات األجنبية من دكؿ عربية أخرل (مثل لبناف كدكؿ اخلليج) كأكركبا ،باإلضافة إذل الصُت كتركيا (اللتُت
شيدتا مباف سكنية جديدة يف ضواحي ادلدف الرئيسية) دبعظم أعماؿ البناء .تلتزـ صبيع الشركات األجنبية بالدخوؿ يف
مشاريع مشًتكة مع شركات بناء جزائرية .كمن ادلتوقع أف يستمر ىذا القطاع يف التطور ،ألف ىناؾ حاجة مستمرة لبناء
مساكن جديدة ككوف برنامج احلكومة لالستثمار يف البنية التحتية دل يكتمل بعد .لكن على غرار النشاطات االقتصادية
األخرل ،يعتمد قطاع البناء بشكل كبَت على استمرار استثمارات الدكلة اليت تعتمد بدكرىا على تطورات يف أسواؽ
الطاقة الدكلية.
ادلدخالت الصناعية للمشاريع الصغَتة كادلتوسطة .كلطادلا كاف القطاع غَت الرمسي موازيان – كيف الواقع مدرلان يف
– لالقتصاد الرمسي الذم تسيطر عليو الدكلة ،حيث تتدفق السلع يف كال االذباىُت .أحيانان يسلك إنتاج
الشركات احلكومية مسارات ملحوظة قبل أف ينتهي بو ادلطاؼ كمدخالت يف نشاطات اقتصادية أخرل .يؤثر
االقتصاد غَت الرمسي على رلموعة من القطاعات االقتصادية ،دبا يف ذلك البناء كالزراعة ،نظران إذل أف اإلنتاج
الصناعي ال يتحوؿ إذل أنشطة رمسية كاألسعار تنخفض نتيجة االستَتاد غَت القانوين .
بيد أف السوؽ السوداء ليست خفية على الدكلة ،كغالبان ما يعًتؼ ادلسؤكلوف احلكوميوف بالدكر الذم تلعبو.
يضر كجود قطاع غَت رمسي كبَت دبصلحةفلديهم أسباهبم للتعايش معها ،مع أف ىناؾ إمكانية الستئصاذلا .كقد ٌ
الدكلة على صعيد إيرادات الضرائب ،إال أهنا أيضان زبفف من مسؤكلية الدكلة لتوفَت فرص العمل كالسلع
. االستهالكية .كقد يؤدم ىذا الوضع إذل إضعاؼ مصداقية احلكومة كشرعيتها
العمالة
: -اليد العاملة وهجرة
بفضل تطوير التعليم ،يعترب سكاف اجلزائر من ذكم الكفاءات ادلهنية الرفيعة نسبيان .كعلى الرغم من إعادة
اذليكلة كاالقتطاعات يف ادلوازنة ،ال تزاؿ الدكلة “رب العمل” الرئيسي .يعمل الكثَت من اجلزائريُت يف شركات
الدكلة كالدكائر احلكومية .يوفر القطاع اخلاص فرص عمل كثَتة يف شركات صغَتة كمتوسطة ،إال أهنا دكف
ضمانات كثَتة .غَت أف القطاعات الرمسية غَت قادرة على استيعاب الذين يدخلوف سوؽ العمل كل سنة ،إضافة
القطاع غَت الرمسي . إذل الكثَت من العاطلُت عن العمل؛ لذلك ػلاكؿ الكثَتكف إغلاد عمل يف
منذ فًتة االستعمار ،عاش الكثَت من العماؿ اجلزائريُت يف فرنسا كبلداف أكركبية أخرل .كقد كفركا يدان عاملة
رخيصة للقطاع الصناعي ،كما ساعلوا يف إعادة بناء االقتصادات األكركبية بعد احلرب العادلية الثانية .كيعيش يف
فرنسا حاليان حوارل 1,5مليوف جزائرم ،دبن فيهم اليهود اجلزائريُت كذريتهم أك احلركيُت ( جنود جزائريوف سابقوف
يف اجليش الفرنسي كعائالهتم) .كما يعيش يف فرنسا الكثَت من “األقداـ السوداء” (ادلستعمرين السابقُت)
كذريتهم .باجملموع ،ىناؾ حوارل 4ماليُت شخص يف فرنسا يرتبطوف باجلزائر بطريقة أك بأخرل .
منذ األزمة االقتصادية يف الثمانينيات كاحلرب األىلية يف العقد التارل ،ىاجر الكثَتكف من اجلزائريُت سعيان
كراء فرص جديدة .لكن احلصوؿ على حياة أفضل كاف أمران صعبان ،نظران إذل كضع االقتصادات األكركبية كالقيود
على اذلجرة يف عدد كبَت من الدكؿ الغربية .ينجح القليل من ادلهاجرين يف احلصوؿ على تراخيص عمل كبناء
حياة جديدة يف اخلارج ،كال يزاؿ عدد ىائل منهم يعمل يف القطاعات غَت الرمسية .
مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر
:
منذ بداية الطفرة النفطية يف الثمانينيات ،انتقل كثَت العماؿ إذل اجلزائر ،كلو بأعداد أقل شلا شهدتو ليبيا أك
دكؿ اخلليج .كيف كقت الحق ،استقر يف اجلزائر موظفو شركات أكركبية كأمريكية ،كالحقان صينية ،كاليت نشطت
يف بناء ادلصانع كالبيوت كغَتىا من البٌت التحتية .كيف السنوات األخَتة ،أتى مهاجركف من غرب إفريقيا إذل
االرباد األكركيب ،بقي الكثَت اجلزائر على أمل العبور إذل أكركبا .كنتيجة لسياسات اذلجرة الصارمة اليت يتبعها
منهم يف اجلزائر كحاكلوا احلصوؿ على عمل فيها