Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫جامعة حممد األمني دباغني –سطيف‪2‬‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫عرؼ االقتصاد اجلزائرم منذ االستقالؿ تغَتات عدة ساعلة بشكل كبَت يف تغيَت ادلفاىيم كاإليديولوجية ككذا‬
‫اإلسًتاتيجية كبالتارل تغَت القرارات كاألنظمة‪ ،‬كتعترب ادلؤسسة االقتصادية اجلزائرية دبختلف قطاعاهتا القلب النابض‬
‫لالقتصاد الوطٍت‪ ،‬بالرغم من أهنا كانت كالزالت سلتربا للعديد من التجارب كاألنظمة ادلستوردة‪.‬‬
‫إف الواقع احلارل للتسيَت يف االقتصاد اجلزائرم يلزـ علينا الرجوع إذل احلقيقة التارؼلية ادلاضية لتفسَت الوضعية‬
‫ادلتوصل إليها حاليا‪ ،‬لذا سنحاكؿ من خالؿ مداخالتنا أف نتطرؽ إذل احملاكر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة التسيري الذايت لالقتصاد اجلزائري‪ :‬خرجت اجلزائر من احلرب ‪ 1962‬ـ كاقتصادىا شبو مدمر‪ ،‬فبعد‬
‫االستقالؿ غادر العاملُت باإلدارة كادلراكز احلساسة مناصبهم (‪ %90‬معمرين كأجانب) تاركُت ادلؤسسات كاإلدارات‬
‫مهملة‪ ،‬حيث غادر خالؿ ‪6‬أشهر ‪ 800‬ألف شخص‪ ،‬ككاف القصد من كراء ىذا اذلركب خلق مشاكل أماـ الدكلة‬
‫اجلزائرية ادلستقلة حديثا إضافة إذل ادلشاكل ادلوضوعية اليت كانت تواجههم كالبطالة (تفوؽ ‪ ،)%70‬الفقر‪ ،‬التهميش‪،‬‬
‫األمية (‪... )%98‬اخل ضعف القطاعات الصناعة‪ ،‬الزراعة كالتجارة شبو مدمرة‪.‬‬
‫إف ظلط تسيَت االقتصاد الوطٍت كإسًتاتيجية التنمية االقتصادية اليت غلب إتباعها كإحدل اىتمامات قادة الثورة‬
‫بالرغم من التوجو كالصورة اليت دل تكن كاضحة حوؿ ظلوذج التنمية لكن يف مؤسبر طرابلس بدأت مالمح ىذا النموذج‬
‫تسيَت ضلو التوجو إلعطاء األكلوية لقطاع الفالحة كاعتباره زلرؾ القطاعات األخرل‪ ،‬ككذا تقليص ادللكية اخلاصة كتشجيع‬
‫الشكل التعاكين‪ ،‬ىذه اخلطوة تأكيدا لنمط التسيَت االشًتاكي لالقتصاد الوطٍت‪ .‬خالؿ ىذا الوقت حاكؿ العماؿ على‬
‫اختالؼ فئاهتم كقدراهتم ملء الفراغ الذم تركو ادلسَتين األجانب هبدؼ ضباية االقتصاد الوطٍت كمواصلة العملية‬
‫اإلنتاجية يف ادلؤسسات قصد مواجهة احتياجات اجملتمع‪ ،‬كىذا التجاكب من طرؼ العماؿ سهل عملية ذبسيد التسيَت‬
‫الذايت لالقتصاد‪.‬‬
‫مث إف فكرة التسيَت الذايت دل تكن كليدة تفكَت عميق‪ ،‬كإظلا كانت استجابة عفوية لظركؼ اقتصادية سياسية‬
‫كاجتماعية معينة فرضت العمل هبذا النمط حيث كصل عدد ادلؤسسات الصناعية يف سنة ‪1964‬ـ إذل ‪ 413‬مؤسسة‬
‫كانت تسَت ذاتيا‪ ،‬كأغلبية ىذه ادلؤسسات تتميز حجمها‪ .‬إف منهاج التسيَت الذايت دل يدـ طويال حىت بدأ العمل على‬
‫التقليل من انتشاره كما قرارات التأميم إال تأكيد على ذلك‪ ،‬كقد عرفت اجلزائر بعد تاريخ ‪ 19‬جواف ‪1965‬ـ تغيَتا‬
‫حقيقيا‪ ،‬حيث بدأهتا دبرحلة التأميمات لقطاع البنوؾ كادلناجم يف سنة ‪1966‬ـ‪ ،‬قطاع ادلؤسسات ما بُت ‪1966‬ـ ك‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫‪1970‬ـ قطاع احملركقات ‪ 24‬فرباير ‪1971‬ـ‪.‬‬


‫كتزامنا مع مرحلة التأميمات بدأ متخذك القرار يف التفكَت يف خلق شركات كطنية‪ ،‬ففي سنة ‪1965‬ـ مثال‬
‫تأسست كل من الشركة الوطنية للنفط كالغاز‪ ،‬الشركة اجلزائرية للحديد كالصلب‪ ،‬الشركة الوطنية للصناعات النسيجية‪،‬‬
‫الشركة الوطنية للتأمُت‪ ،‬إف ىذه الشركات كغَتىا اعتربت آنذاؾ كأدكات أساسية لتحقيق إسًتاتيجية التنمية كخالؿ فًتة‬
‫أصبحت ىذه الشركات ال تستطيع حصر أىدافها كاليت كانت زلددة كمسطرة من قبل اجلهاز ادلركزم كالوصاية ألف ىناؾ‬
‫أىداؼ أخرل تتعارض كطبيعة نشاطها بسبب عوامل عدة من بينها‪:‬‬
‫•قلة اإلطارات كنقص اخلربة‪.‬‬
‫•تلبية ادلطالب االجتماعية‪.‬‬
‫•خلق شركط االستقرار السياسي‪.‬‬
‫كيف ىذه ادلرحلة كانت أىداؼ االقتصاد الوطٍت غَت زلددة حسب قانوف العرض كالطلب كإظلا حسب منطق اخلطة‬
‫االقتصادية ادلوضوعية‪ ،‬كىذا ما جعل التحكم يف عملية التصنيع كازباذ القرارات يتم خارج الشركات الوطنية من قبل‬
‫اجلهاز ادلركزم كىذا ما دفع بالسلطة إذل تغيَت ظلط آخر للتسيَت‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التسيري االشرتاكي لالقتصاد اجلزائري‪ :‬جاءت مرحلة التسيَت االشًتاكي لالقتصاد كاليت تعتمد على أساس‬
‫النظاـ االشًتاكي الذم يرتكز على ادللكية العامة لوسائل اإلنتاج كتدخل الدكلة‪ ،‬كالتخطيط ادلركزم كربقيق ادلصلحة‬
‫العامة‪ ،‬كأف يكوف العماؿ طرفا مهما يف تسيَت كمراقبة ىذه الشركات‪ ،‬كبالتارل أصبح العامل يتمتع بصفة (ادلسَت‪ ،‬ادلنتج‪).‬‬
‫إف العجز ادلارل اإلصبارل الذم عرفتو ادلؤسسات االشًتاكية خالؿ ىذه الفًتة كاضح إذ أنو ارتفع من ‪408‬دج‬
‫سنة ‪1973‬ـ إذل مليار ك‪880‬دج يف ‪ 1978‬ـ كمنو يظهر اتساع العجز‪ ،‬حسب ىذا نكتشف بأف ادلؤسسة ال تعيش‬
‫بفائض مارل زلقق كلكن بكشوفات بنكية عادة ما يصدـ التطور االقتصادم بندرة ادلوارد ادلالية اليت ربدد من إنتاج ادلواد‬
‫البسيطة كمواد البناء‪.‬‬
‫ىذا ما يوضح لنا أف تطور اإلنتاج يكوف مرتبط باجلهد ادلبذكؿ من طرؼ صباعة مهما تكن مرفقة بتزايد إنتاجية‬
‫العامل إذ أف معدؿ استعماؿ القدرات ادلوضوعية يف سنة ‪1980‬ـ ىي ما بُت ‪ 60‬ك‪ 70‬يف الصناعة ك بُت ‪ 40‬ك‪50‬‬
‫يف اإلسكاف بسبب تطور ارتفاع اإلنتاج ما بُت الشك بتساكم التسيَت االشًتاكي كالتزايد يف اإلنتاج أم أف تسيَت‬
‫ادلؤسسات دل يكن يهم ظلط التسيَت السليم من أجل زيادة األرباح‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫فنتائج تطبيق ىذا األسلوب تظهر أهنا ليست مشجعة ألف القرارات كانت كالزالت يف يد اجلهات الوصية كانتهى ىذا‬
‫النظاـ بالفشل كانتشار للبَتكقراطية‪.‬‬

‫‪ -‬عوائق حتقيق الكفاءة يف ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية يف ظل التسيري االشرتاكي ‪.‬‬

‫تضافرت عدة عوائق أدت بأغلب ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية إذل الدكراف يف حلقة مفرغة من "الالكفاءة"‪ ،‬مانعة‬
‫ٍ‬
‫إياىا من انتهاج أسلوب الكفاءة يف التسيَت كاإلنتاج؛ ىذه العوائق متعددة كمتنوعة منها ادلالية‪ ،‬كاالقتصادية‪،‬‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬كالتكنولوجية‪ ،‬كالتنظيمية‪ ،‬ضلللها بإغلاز فيما يأيت‬

‫‪-1970‬‬ ‫أ ‪-‬العوائق ادلالية ‪ :‬كانت السمة البارزة يف نظاـ سبويل االقتصاد اجلزائرم خالؿ ادلخططات التنموية(‬
‫‪ ) 1977‬ىي كجود ىيئة مركزية للتخطيط تتوذل حق إصدار رخص القركض طويلة ادلدل للمؤسسات العامة اجلزائرية‬
‫مركران ببنوؾ الدكلة‪ ،‬كمن ىمث فإف سبويل مشاريع ادلؤسسات كاف يتم بواسطة‪ :‬بنوؾ سبويل االستثمارات اإلنتاجية‪ ،‬كاخلزينة‬
‫العامة اليت تنفذ ميزانية الدكلة ‪.‬‬

‫ككاف اذلدؼ من ىذا النظاـ ىو الوصوؿ إذل مرحلة اإلنتاج الفعلي للقيم ادلضافة من طرؼ ادلؤسسات العامة‬
‫لتتمكن من تسديد ديوهنا اآلجلة ذباه البنوؾ‪ ،‬كلكن سوء التسيَت ادلارل أدل إذل عدـ ربقيق ىذا اذلدؼ لتضطر بعد‬
‫ذلك ادلؤسسات العامة اجلزائرية إذل االنشغاؿ عن موضوع الكفاءة‪ ،‬كتبقى تفكر فقط يف االقًتاض من جديد لتغطية‬
‫عجزىا ادلارل؛ ىذا الوضع يعكس ظلطان ‪ -‬دلزيد من التفاصيل حوؿ موضوع إنشاء كحل ادلؤسسات العامة االقتصادية شلا‬
‫أفرز قائمة طويلة للمؤسسات الوطنية اليت تعاين من العجز ادلارل‬

‫‪.‬ب‪ -‬العوائق االقتصادية ‪:‬ما ؽليز ادلؤسسات العامة ‪-‬قبل االستقاللية‪ -‬أهنا دل تكن تتحلى بالسرعة يف مواجهة‬
‫ادلستجدات اليت كاف يفرزىا السوؽ‪ ،‬فمثال إذا كاف ىناؾ ارتفاع يف الطلب على إنتاجها دل تكن لديها القدرة على تلبية‬
‫ىذا الطلب اجلديد بسبب عدـ مركنة جهازىا اإلنتاجي‪ ،‬ألهنا دل تكن تستخدـ مفهوـ ادلركنة كأداة ربليل يف دراساهتا‬
‫تسيَتىا دل يكن مرتكزان على و‬
‫أساس علم وي‪ ،‬فلم تعط ادلؤسسات العامة أم‬ ‫التسويقية؛ ىذا يقودنا إذل االستنتاج أف‬
‫‪.‬كما أف ىناؾ عائقان‬ ‫اىتماـ للدراسات التسويقية‪ ،‬أم أف إنتاجها دل يكن مؤسسان على رغبات مستهلكيها كأذكاقهم‬
‫ثل يف عدـ كجود حرية كافية للمؤسسات العامة تسمح ذلا بادلخاطرة‪ ،‬أم أهنا دل تكن تتخذ قراراهتا االسًتاتيجية‬
‫آخر ىسب ى‬
‫دبعزؿ عن تدخل األطراؼ اخلارجية ذلا‪ ،‬فعلى سبيل ادلثاؿ كاف نظاـ األسعار ادلفركض ‪-‬حىت سنة ‪- 1990‬من الوزارة‬
‫الوصية ػلرـ ادلؤسسات العامة من متابعة تطورات السوؽ احمللي‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫فكل إفرازات‬
‫يف ظل ىذه القيود كالعوائق كاف من الطبيعي أالٌ صلد ادلؤسسات العامة تعمل كفقا دلعيار الكفاءة"‪ ،‬ه‬
‫زليطها الداخلي كاخلارجي كانت ذبذهبا يف و‬
‫اذباه ىو بالضركرة معاكس الذباه الكفاءة ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬العوائق االجتماعية ‪ً :‬‬


‫يالحظ احمللل لوضعية ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية قبل االستقاللية عدـ كجود" سياسة‬
‫اجتماعية " خاصة بكل مؤسسة عامة‪ ،‬بل ىي شلالة من طرؼ القانوف مثل جوانب النقل‪ ،‬كاإلطعاـ‪ ،‬كالسكن‪،‬‬
‫كالصحة‪....‬اخل‪ ،‬أم أف القانوف آنذاؾ دل يأخذ باحلسباف عند رمسو للسياسة االجتماعية للمؤسسة ظركؼ ىذه األخَتة‬
‫أصبحت كظيفة ادلؤسسة اجتماعية أكثر منها إنتاجية‪ ،‬فغدت بذلك مركزان دلعاجلة ادلشاكل‬
‫ٍ‬ ‫االقتصادية منها كادلالية؛ كهبذا‬
‫االجتماعية للعماؿ أكثر من كوهنا مركزان إلنتاج القيم ادلضافة ‪.‬إذان تفعيل ىذا القيد االجتماعي عمق حالة" الالكفاءة" يف‬
‫و‬
‫إمكانات اقتصادية جيدة؛‬ ‫ادلؤسسات العامة‪ ،‬كمن مث أصبح عائقان أماـ ربقيقها للكفاءة رغم ما للمؤسسات العامة من‬
‫أصبحت مستهلكة لألمواؿ ال منتجة للقيم ادلضافة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أدت ىذه السياسة غَت الرشيدة إذل أف أغلب ادلؤسسات العامة‬
‫كقد ٍ‬
‫سالبة ادلردكدية ال إغلابية النتيجة‪ ،‬سلتلة ىيكليان ال متوازنة اقتصاديان ‪.‬‬

‫‪-‬د‪ -‬العوائق التكنولوجية ‪:‬فيما ؼلص اجلانب التكنولوجي دل تًتؾ الوزارات الوصية على ادلؤسسات العامة أدىن حرية‬
‫ذلذه ادلؤسسات يف اختيار مصدر كمورد التكنولوجيا اليت تستعملها‪ ،‬كؽلكن تفسَت ذلك أنو بعد اختيار ادلشركعات‬
‫االستثمارية اليت تيوكل مهمة تنفيذىا إذل ادلؤسسات العامة‪ ،‬كادلوافقة عليها من طرؼ الوزارة الوصية يأيت دكر الدكلة يف‬
‫عملية البحث عن ادلورد األجنيب للتكنولوجيا اليت تتطلبها تلك االستثمارات‪ ،‬مع التغاضي عن أم دكر للمؤسسات يف‬
‫ىذا األمر؛ كمن مث أصبحت كظيفة" البحث ‪9‬كالتطوير " ‪- D-R‬داخل ادلؤسسات غَت معتمدة شلا ش ٌك ىل بدكره قيدان‬
‫تكنولوجيان على ادلؤسسات ‪.‬كما أف ادلؤسسات العامة كانت مضطرة آنذاؾ إذل إعادة تكوين إطاراهتا ادلتخرجػة مػن‬
‫ادلعاىػد كاجلامعات اجلزائرية‪ ،‬بسبب عدـ كجود عالقة اتصاؿ بُت ادلؤسسات العامة كبػُت ىػذه ادلعاىػد كاجلامعات؛ طبعان‬
‫عملية إعادة التكوين ىذه كلفتها كثَتان من التكاليف الزمنية كادلالية شلػا زاد فػي تعميق كاقع االستهالؾ ال اإلنتاج‬
‫للتكنولوجيا‪ ،‬أم اسػتَتاد التكنولوجيػا ال إبػداعها مػن طػرؼ ادلؤسسات العامة اجلزائرية‪ ،‬كىو ما ؽلكن أف نطلق عليو"الفخ"‬
‫أك"ادلػصيدة التكنولوجيػة" كالتػي كقعت رلموعة من البلداف النامية فريسة يف شباكها‪ ،‬كمن بينها اجلزائر‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬العوائق التنظيمية ‪ :‬تتمثل العوائق التنظيمية اليت كانت تواجو ادلؤسسات العامة آنذاؾ يف إعطاء معٌت سلبيان لنظاـ‬
‫و‬
‫بشكل يسمح‬ ‫ادلراقبة‪ ،‬فبعد إعطاء مسوؤلية تنفيذ ادلشاريع للمؤسسات العامة‪ ،‬كتقسيم األدكار بينها كبُت اإلدارة ادلركزية‬
‫دبراقبة التنفيذ‪ ،‬يأيت دكر ادلراقبة ليتجلى فقط يف توضيح احًتاـ القوانُت ال القياـ دبقارنة النتائج احملققة باألىداؼ‬
‫ادلخططة‪ ،‬أم أف ادلراقبة دل تكن تنصب على القياـ بعملية التحقق من النتائج من أجل ربديد األخطاء كاالضلرافات‪،‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫كتطبيق التصحيحات ادلالئمة مثلما نادل بذلك ادلفكر الكالسيكي يف اإلدارة" ىنرم فايوؿ ‪".‬إذان ؽلكن القوؿ‪ :‬إف من‬
‫بُت عوائق ربقيق الكفاءة يف التسيَت فيما ؼلصادلؤسسات العامة قبل االستقاللية ‪ -‬من منظور تنظيمي ‪ -‬ىو عدـ القياـ‬
‫بوظيفة الرقابة العكسية ألدائها ‪.‬بعد أف استعرضنا القيود ادلتعددة اليت كانت تعيق ربقيق الكفاءة يف ادلؤسسات العامة‬
‫أسهمت بو سياسة االستقاللية يف إطار اإلصالحات‬
‫ٍ‬ ‫قبل االستقاللية‪ ،‬نتناكؿ فيما يأيت بالتحليل اجلديد الذم‬
‫عت آنذاؾ من طرؼ مقررم السياسة االقتصادية يف اجلزائر أف تبٍت ىذه ‪-‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 9 39‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬كاليت ٍ‬
‫‪264‬السياسة كتطبيقها‪ ،‬يعد دبنزلة‬ ‫اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر كإشكالية البحث عن كفاءة ادلؤسسات العامة‬
‫الكفاءة ‪.‬‬ ‫ذباكوز ذلذه العوائق‪ ،‬كمن مث يتيح فرص ربقيق‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫حماضرة بعنوان ‪:‬‬

‫التصحيحات اهليكلية يف الشياسات االقتصادية االشرتاكية‪:‬أية نتيجة ؟‪.‬‬

‫مر االقتصاد اجلزائرم بعدة مراحل منذ االستقالؿ‪ ،‬حيث اتبعت اجلزائر بعد استقالذلا على سياسة اقتصادية‬
‫اشًتاكية‪ ،‬إذ ىيمنت الدكلة على كل اجملاالت االقتصادية باستعماذلا ادلؤسسات العمومية كأداة لتنفيذ سياستها‪ .‬ككوف‬
‫اجملتمع اجلزائرم رلتمعا زراعيا‪ ،‬قامت الدكلة اجلزائرية يف تلك الفًتة بإنشاء مزارع ضخمة بعد تأميمها‪ .‬كللقياـ بذلك‪،‬‬
‫اعتمدت الدكلة اجلزائرية على إيرادات ناصبة من قطاع احملركقات اليت سبيزت باالرتفاع باستثناء سنة ‪ 1989/1986‬اليت‬
‫سبيزت باطلفاض سعر البًتكؿ‪ ،‬اجتهدت السلطات اجلزائرية يف ربسُت مستول معيشة أفرادىا‪ ،‬كربقيق مكانة معتربة للدكلة‬
‫اجلزائرية ضمن دكؿ العادل‪ .‬لتحقيق تلك األىداؼ األساسية ‪.‬‬

‫‪ -‬التصحيح اذليكلي األول (‪ )1979-1967‬اتصفت ىذه ادلرحلة بقياـ الدكلة اجلزائرية بعدة سلططات تنموية منها‪ :‬ادلخطط‬
‫الثالثي ‪ 1969-1967‬الذم يرتكز على الصناعة كاألنشطة ادلرتطبة باحملركقات بالدرجة األكذل‪".‬ىذه األفضلية مسحت‬
‫لتخصيص ‪% 2.18‬من إصبارل اإلستثمارت لسنة ‪ 1967‬مقابل ‪% 13‬سنة ‪، 1963‬كلقطاع الزراعة ‪% 5.12‬سنة‬
‫‪%‬سنة ‪."1963 i‬‬ ‫‪ 1967‬مقابل ‪5.17‬‬

‫كيظهر ادلخطط الرباعي األكؿ ( ‪ ) 1973-1970‬قياـ ادلؤسسات العمومية‪ ،‬كاجلماعات احمللية‪ ،‬كالوزارات الوصية‬
‫بتصور ادلشاريع االستثمارية كاختيارىا على أساس عدة معايَت زلددة من قبل سكرتارية الدكلة للتخطيط‪ .‬إف اذلدؼ‬
‫ادلرجو من ذلك ادلخطط‪ ،‬ىو أنشاء صناعات قاعدية تكوف دبثابة دعامة إلنشاء صناعات خفيفة فيما بعد‪.‬‬

‫يف حُت يعترب ادلخطط الرباعي الثاين ( ‪) 1977-1974‬تكملة للمخطط السابق‪ ،‬حيث اذبهت اجلهود يف سبويل‬
‫ادلشاريع االقتصادية الضخمة‪ ،‬كخاصة احلديد‪ ،‬كاحملركقات‪ ،‬كمواد البناء‪ ،‬كادليكانيك‪ ،‬كالكهرباء‪ ،‬كاأللكًتكنيك‪ ،‬ككذا‬
‫االىتماـ بالقطاعات الغَت اقتصادية‪ ،‬نتيجة ارتفاع إيرادات احملركقات‪ .‬إف إعطاء األكلوية للصناعة الثقيلة هبدؼ إنتاج‬
‫سلع إنتاجية دلختلف القطاعات‪ ،‬بغية ربقيق االستقالؿ االقتصادم يف ادلدل الطويل‪" .‬إف ىذه النتيجة يربزىا نصيب‬
‫القطاع العاـ من الناتج الوطٍت اخلاـ‪ ،‬حيث حقق ‪% 42.65‬سنة ‪ 1978‬مقابل ‪% 07.30‬سنة ‪".1969‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫كتتميز ىذه ادلرحلة على العموـ بالتخطيط التوجيهي لالستثمارات كالتنظيم التساعلي‪ .‬كانت ادلخططات السالفة‬
‫هتدؼ إذل بناء االقتصاد الوطٍت على أساس إنشاء شركات كطنية كربل ربتكر السوؽ الوطنية‪ ،‬إال أف ىذا األمر أدل إذل‬
‫كجود شلارسات بَتكقراطية‪ ،‬كزيادة مفرطة يف عدد العماؿ‪ ،‬إضافة إذل عدـ كجود توازف يف حجم االستثمارات‪.‬‬

‫‪ -‬التصحيح اذليكلي الثاين ( ‪:)1987-1979‬‬

‫تتميز ىذه ادلرحلة بقياـ السلطات اجلزائرية بعدة إجراءات تتمثل يف‪:‬عملية التنازؿ عن شلتلكات العمومية من‬
‫خالؿ صدكر القانوف ‪، 84/81‬مث القانوف ‪ 87/19‬ادلتعلق بإصالح القطاع الفالحي الذم من خاللو قسمت األراضي‬
‫الفالحية إذل مزارع فردية كمستثمرات فالحية صباعية‪ ،‬حيث كانت هتدؼ عملية إعادة تنظيم األمالؾ الزراعية للدكلة إذل‬
‫تشجيع القطاع الذم كاف مهمشا بادلقارنة بالقطاعات األخرل‪ .‬كمن أجل ضماف التسيَت احملكم كالفعاؿ للمؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬قامت السلطات اجلزائرية بإعادة نظرة عامة التحوالت االقتصادية يف اجلزائر رللة العلوـ اإلنسانية جانفي‬
‫‪5 2005‬ىيكلتها العضوية دبرسوـ ‪ 242-80‬الصادر يف ‪ 1980 - 10-04‬كطبقت يف بداية ‪ ، 1981‬حيث مت‬
‫تقسيم ‪ 50‬مؤسسة عمومية كبَتة احلجم إذل ‪ 300‬مؤسسة جديدة‪ .‬كاستمرت السلطات اجلزائرية بعد ذلك إذل إعادة‬
‫اذليكلة ادلالية ابتداء من سنة ‪ 1983‬كتتويج مع النظاـ ادلارل كادلصريف‪ .‬إف القياـ بتلك اإلجراءات‪ ،‬كانت ترمي يف‬
‫عمومها إذل التخلي التدرغلي عن ادلفاىيم العهد القدًن‪ ،‬كاالنفتاح التدرغلي للسوؽ الوطنية‪ ،‬كإعطاء مكانة للقطاع‬
‫اخلاص يف التنمية االقتصادية‪ ".‬رأت الدكلة أف تقوـ بإعادة اذليكلة للمؤسسات العمومية‪ ،‬كمت ضبط قوانُت االستثمار يف‬
‫القطاع اخلاص ‪ 11-82‬كيف إطاره مت حىت سنة ‪ 1984‬التصريح باالستثمار حلوارل ‪".1000‬‬

‫ت اإلصالحات االقتصادية يف البداية ادلؤسسة العمومية‪ ،‬بغية تغَت قانوهنا األساسي‪ ،‬كتنظيمها‪ ،‬ككيفية‬
‫استهدؼ‬
‫العمل‪ ،‬كعالقتها مع الدكلة كزليطها‪ ،‬أم كانت غايتها إزالة ‪v‬كل القيود إلرجاع مهمتها األساسية "‪.‬يفهم من ذلك‪،‬‬
‫أف نية اإلصالحات ىي جعل النظاـ االقتصادم أكثر فعالية كصلاعة‪ ،‬كىذا بإعطاء ادلؤسسات العمومية كظيفتها‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪-‬التصحيح اذليكلي الثالث (‪:)1992-1988‬‬

‫استمرت السلطات اجلزائرية يف القياـ جبملة من اإلجراءات منها على سبيل ادلثاؿ‪ :‬استقاللية ادلؤسسات العمومية‬
‫(‪ 01/88‬قانوف) ‪ ،‬حيث أصبحت اذليئات ادلسئولة عنها ذلا احلرية التامة يف ازباذ القرارات كاختيار االستثمارات كالتقييم‬
‫دكف العودة للجهة ادلركزية‪ .‬هتدؼ ىذه اإلصالحات إذل التفريق بُت تسيَت ادلؤسسات االقتصادية بواسطة جلاف إدارية‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫‪03/88‬‬ ‫سبثل اإلدراة كادلساعلُت‪ ،‬كادللكية اإلدارية اليت تبقى يف يد الدكلة عن طريق صناديق ادلساعلة‪ .‬إف قانوف ادلالية‬
‫الصادر يوـ ‪ 1988-01-12‬يعتربىا كشخص اعتبارم ؼلضع للقانوف التجارم‪ ،‬كمنبع لًتاكم رأس ادلاؿ‪ ،‬كمولد للسلع‬
‫كاخلدمات‪ .‬قد حاكؿ األستاذ بويعقوب أضبد أف يقدـ مع التحليل األىداؼ كادلربرات اليت رافقت عملية تبٍت النصوص‬
‫‪1986‬‬ ‫األكذل لإلصالحات االقتصادية ادلتعلقة باستقاللية ادلؤسسات‪ ،‬حيث أعترب التقارير (التقرير األكؿ يف ديسمرب‬
‫‪،‬الثاين يف جواف ‪، 1987‬كالثالث يف مارس ‪( 1988‬اليت ناقشت ىذا ادلوضوع ركزت على سلسلة من ادلربرات دكف‬
‫التطرؽ إذل مبادئ اقتصاد السوؽ‪ .‬كنتيجة ذلك‪ ،‬قاـ باستنتاج ثالثة ‪ vi‬مربرات أساسية انطالقا من التقرير الثاين جلواف‬
‫‪، 1987‬حيث تتمثل يف‪:‬‬

‫السعي إذل ربقيق فعالية‬ ‫‪ -‬تعترب كعملية إلعادة تكييف االقتصاد الوطٍت حسب ادلعطيات اجلديدة‪ ،‬كبالتارل‬
‫السياسة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬ربقيق تلك النتيجة السالفة الذكر‪ ،‬يتطلب أف تقوـ تلك اإلصالحات بالربط بُت التخطيط كعمل السوؽ‪ ،‬إال‬
‫أف ىذه العملية تطرح إشكالية الضبط بُت اخلطة كالسوؽ ‪.‬‬

‫‪ -‬عملية اإلصالح بدأت يف بداية الثمانيات انطالقا من إعادة ىيكلة ادلؤسسات‪ ،‬إال أهنا تعطلت عدة سنوات‬
‫االقتصاد‪.‬‬ ‫بسب االختالالت ادلوجودة بُت ادلؤسسات كالعمل احلقيقي سواء على مستول احلقوؽ أك‬

‫كما منح للبنك اجلزائر مسؤكلية ادلراقبة النقدية كادلصرفية من خالؿ القانوف الصادر ‪)10/90‬قانوف القرض كالنقد‬
‫الصادر يوـ ‪ (، 1990-04-14‬بعد ما كاف ػلمل اسم البنك ادلركزم‪ ،‬مع طرح إمكانية إنشاء بنوؾ خاصة سواء كطنية‬
‫أك أجنبية‪ .‬كما أنو يعفي ادلؤسسات العامة من الديوف األجنبية كاحمللية كادلستحقة‬

‫‪(، 1991‬كقرارات خاصة برفع األجور( ‪1991‬‬ ‫كتبٍت قانوف يهدؼ إذل تقليص احتكار الدكلة للتجارة اخلارجية(‬
‫‪(،‬كالشبكة االجتماعية ( ‪(. 1992‬قامت اجلزائر بإبراـ اتفاقيتُت ( ‪(by-Stand‬للتأكيد‪ ،‬األكذل يف ‪ 30‬مام ‪1989‬‬
‫كالثانية يف ‪ 3‬جواف ‪ 1991‬كالعلا مت اتعن طريق ادلفوضات السرية حيث كانوا يرمو ف إذل حصوؿ اجلزائر على ادلوارد‬
‫ادلالية عن طريق الصندكؽ الدكرل(قرض بػ ‪300‬مليوف ‪ DTS‬مع منح قرض ‪ 210‬مليوف ‪ DTS‬يف حالة االتفاؽ‬
‫تدىورت‬ ‫الثاين جلواف ‪، (1991‬ككذلك ربسُت الوضعية ادلزعجة للجزائر يف السوؽ الدكلية لرؤكس األمواؿ‪ ،‬حيث‬
‫التوازنات ادلالية اخلارجية ( ‪ (،) 91 - 1990‬األمر الذم فرض على السلطات اجلزائرية اللجوء إذل الصندكؽ الدكرل‬
‫كالبنك العادلي ‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫كانت هتدؼ السلطات اجلزائرية من كراء تلك االتفاقيتُت إذل تصحيح األكضاع االقتصادية على ادلستول الكلي‪.‬‬

‫كمن أىم أىداؼ اإلجراءات ادلتفق عليها ىي‪:‬‬

‫األسعار يف جويلية ‪1989‬‬ ‫‪ -‬التحرير اجلزئي لالقتصاد‪ ،‬كذلك بقياـ السلطات اجلزائرية بإصدار قانوف ضبط‬
‫‪،‬الذم يرمي إذل تطبيق األسعار احلقيقية‪ ،‬مع التخلي التدرغلي لدعمها لبعض السلع‪ ،‬كالقياـ بتغيَت السجل‬
‫التجارم للمؤسسات‬
‫كىذا بالقياـ بتعديل قانوف‬ ‫‪ .‬كضع إطار قانوين للمؤسسات الصغَتة كادلتوسطة‪ ،‬مع إعفائها من الضريبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضارئب ادلباشرة خالؿ سنيت ‪1990-1989‬‬
‫‪ -‬منح رخصة اسًتاد مباشرة للمتعاملُت اخلواص‪ ،‬شلا يعترب كبداية لتحرير التجارة اخلارجية ‪.‬ؽلكن أف نقوؿ عن‬
‫تلك اإلجراءات بأهنا كانت صارمة يف العموـ يف‪ :‬زبفيض قيمة العملة الوطنية‪ ،‬كضبط اإلنفاؽ احلكومي‪،‬‬
‫كامتصاص السيولة الزائدة‪ ،‬كربرير األسعار‪ ،‬بغية إقناع شركائها الدائنُت‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫لقد طرأت على االقتصاد اجلزائرم تغَتات جذرية منذ سنوات قليلة إذ ربوؿ من اقتصاد يًتكز على‬
‫القطاع العاـ كتسيَت حسب آلية السوؽ‪ ،‬فمنذ االطلفاض الذم عرفتو أسعار النفط سنة ‪1986‬ـ كاألزمة‬
‫االقتصادية اليت تلتو‪ ،‬شرعت آنذاؾ بإدخاؿ إصالحات ىيكلية كاليت كانت بدايتها الفعلية منذ ‪1994‬ـ عندما مت توقيع‬
‫اتفاؽ مساندة مع صندكؽ النقد الدكرل دلدة سنة كقد استمرت ىذه اإلصالحات اليت أصبحت زبص قطاعات االقتصاد‬
‫كذلك بعد توقيع اجلزائر التفاؽ ثاين مع صندكؽ النقد الدكرل يف مام ‪ 1995‬ـ لفًتة ثالث سنوات إذل غاية هناية أفريل‬
‫‪1998‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬أهم اإلصالحات االقتصادية ادلعتمدة يف اجلزائر‪:‬‬
‫عندما نربط اإلصالحات بفكرة التحرير االقتصادم فإف بداية اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر ؽلكن إرجاعها‬
‫إذل بداية الثمانينات‪ ،‬بعدما بدأت برامج إعادة ىيكلة ادلؤسسات االقتصادية كالغاية ىي إعطاء صلاعة كفعالية أكرب‬
‫للقطاع االقتصادم من خالؿ تقليص حجم الشركات الوطنية كإضافة سياسات أخرل‪ ،‬لكن لإلشارة كاف حجم ادلديونية‬
‫يف ظل جهود اجلهاز االقتصادم كاختاللو من جهة كعدـ ارتفاع أسعار إذل ادلستول الذم يسمح بإيرادات مناسبة من‬
‫الصادرات من جهة أخرل كسنتطرؽ إذل أبرز ىذه اإلصالحات اليت تبنتها اجلزائر‪.‬‬
‫أكال‪ :‬إعادة هيكلة واستقاللية ادلؤسسة العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫إف سياسة إعادة اذليكلة اليت عرفتها ادلؤسسات االقتصادية العامة منذ ‪ 1981‬ـ دل ربقق النتائج ادلرجوة آنذاؾ شلا فسح‬
‫اجملاؿ لظهور إصالح مكمل كىو ما يعرؼ بػػاستقاللية ادلؤسسة اليت تعد حلقة من حلقة اإلصالح‪.‬‬
‫أ‪ -‬إعادة اذليكلة الصناعية ‪ :‬ؽلكن تعريفها على أهنا ذبزئة الوحدات الضخمة إذل كحدات صغَتة حسب الوظائف‬
‫للتحكم أكثر يف اإلدارة كالتسيَت كالبحث عن ادلردكد األفضل كيف كاقع األمر فإف إعادة اذليكلة الصناعية ليست مفهوما‬
‫رلردا كلكن إسًتاتيجية كمن أجل الرفع من الفعالية كالكفاءة للمؤسسات االقتصادية كمن أىدافها صلد‪:‬‬
‫‪ . -‬زبليص الدكلة من الثقل ادلارل ادلتسبب يف اخلسائر الدائمة للقطاع العاـ خاصة مع ندرة ادلوارد كارتفاع التكاليف‪.‬‬
‫‪ . -‬إعادة التوازف للقطاعات القادرة على انطالؽ إعادة التنمية لتخفيض البطالة ادلتزايدة كادلقلقة‪.‬‬
‫‪. -‬تكثيف النسيج الصناعي‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫*كمن أساليب عملية إعادة اذليكلة أعلها‪:‬‬


‫‪ -‬ذبميع ادلؤسسات العامة يف صورة شركات قابضة‪.‬‬
‫‪-‬تفرغ ادلؤسسات العامة‪(Filialisation).‬‬
‫ب‪ -‬استقاللية ادلؤسسات االقتصادية العمومية ‪ :‬إف سياسة إعادة اذليكلة الصناعية اليت عرفتها ادلؤسسة االقتصادية‬
‫العامة كمنذ بداية الثمانينات دل زبرجها من األزمة اليت تتخبط فيها‪ ،‬كذلذا شرع إبتداءا من النصف الثاين لعقد الثمانينات‬
‫يف إغلاد ىيكل جديد للمؤسسات القادرة على التأقلم مع احمليط اجلديد كمن أىداؼ استقاللية ادلؤسسات يتمثل اذلدؼ‬
‫األساسي يف البحث عن فعالية أحسن للجهاز االقتصادم كمن األىداؼ النوعية صلد‪ :‬إعادة االعتبار للمؤسسة الوطنية‬
‫لتجديد شخصيتها كأىدافها‪ .‬ك منح ادلؤسسة حق إدارة األعماؿ بنفسها عرب تنظيم العالقات االقتصادية كاختيار‬
‫ادلتعاملُت‪ .‬ككذلك إعادة االعتبار لركح ادلبادرة كاالبتكار كخلق خلق نظاـ ربفيز يتماشى كأىداؼ ادلؤسسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسلوب اخلوصصة كإصالح اقتصادي جديد‪.‬‬
‫إف مفهوـ اخلوصصة يف القانوف االقتصادم اجلزائرم يعٍت التحوؿ من ادللكية العامة للدكلة لصاحل أشخاص طبيعيُت‬
‫أك معنويُت تابعة للقانوف اخلاص كىذا التحويل يف ادللكية يعٍت كل األصوؿ ادلادية أك ادلعنوية يف مؤسسة عمومية أك يف‬
‫جزء منها‪ ،‬أك يف ربويل تسيَت ادلؤسسات العمومية إذل أشخاص طبيعيُت أك معنويُت تابعة للقانوف اخلاص بواسطة صيغ‬
‫تعاقدية ربدد فيها كيفيات ربويل التسيَت كشلارستو كشركطو كذلذا تعترب اخلوصصة إحدل الدعائم ادلستعملة لالنتقاؿ إذل‬
‫اقتصاد السوؽ سعيا لتقليص حجم الدكلة كعمال على تر شيد اإلنفاؽ العاـ كرفع كفاءة ادلؤسسات‪ ،‬كينظر إليها على‬
‫أهنا كسيلة من كسائل زيادة الدؽلقراطية االقتصادية إف حتمية التوجو ضلو سياسة اخلوصصة كانت نتيجة ادلردكد السليب‬
‫الذم كصل إليو القطاع العاـ يف اجلزائر‪ .‬إف عملية اخلوصصة ذات اذباه اقتصادم يهدؼ إذل ربرير السوؽ كادلبادرات‬
‫الفردية كترقية ادلنافسة كالغاية منها تتمثل يف إصالح ادلؤسسة كربديثها مع احلفاظ على مناصب العمل كليا أك جزئيا يف‬
‫إصالح جديد يف زلاكلة اإلعادة إذل رلراىا احلقيقي كوحدة أساسية يف النسيج االقتصادم الوطٍت فيما يسمى‬
‫باالستقاللية فما ىو اجلديد يف ىذه اإلصالحات ؟‬
‫يقصد باالستقاللية ادلؤسسة قانونا أساسيا ككسائل عمل ذبعلها تأخذ حبرية ادلبادرة كالتسيَت من أجل االستغالؿ‬
‫األمثل لطاقتها كما تتيح إمكانية التعاقد كفق القانوف التجارم كلإلشارة فالتطبيق الفعلي لالستقاللية كاف سنة ‪1988‬ـ‪،‬‬
‫فمن بُت أسباب االستقاللية نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬أسباب اقتصادية‪ - :‬سلتلف ادلشاكل الناصبة عن إعادة اذليكلة كعجزىا عن التحكم يف االقتصاد الوطٍت‪.‬‬
‫ك ادلركر من ظلو اقتصادم موسع إذل ظلو اقتصادم ػلتاج إذل التكثيف ككاف يتبع ىذا تدىور إنتاجية ادلؤسسا‪ .‬باالضافة‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫اذل تداخل مهاـ الدكلة كسلطة سياسية ككقوة اقتصادية‪ ،‬ككجود رلموعة من القوانُت كاألكامر ذباكزهتا األحداث كاليت‬
‫تتناقض مع القانوف االقتصادم‬
‫‪ -‬أسباب سياسية وقانونية‪ :‬تتمثل يف تداخل مهاـ الدكلة كسلطة سياسية ككقوة اقتصادية‪.‬ك الدخوؿ يف اقتصاد السوؽ‬
‫كفتح رلاؿ ادلبادرة الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب اجتماعية‪ :‬نظرا للتحسن ادللحوظ يف مستول السكاف بعد االستقالؿ (الصحة كالتعليم) كارتفاع الطلب على‬
‫السلع كاخلدمات يف حُت بقي عرضها ثابتا شلا سبب ظاىرة الندرة كتفشي البطالة‪ ،‬كذلذا فللخوصصة آثار مباشرة سواء‬
‫على ميزانية الدكلة بتوفَت سيولة دلواجهة الدين الداخلية كاخلارجية غَت ادلدفوعة أك رفع اإلنتاج الوطٍت من جديد كزبفيض‬
‫البطالة كإعادة طرؽ التسيَت الصحيحة على االقتصاد الوطٍت عامة‪ .‬لكن تبقى عملية اخلوصصة احلالية مثَتة للجدؿ‬
‫كالنقاش‪ ،‬إذ تعًتضها رلموعة من الصعوبة ادليدانية كوهنا ‪ :‬تؤدم يف الغالب إذل تسريح عدد كبَت من العماؿ يف‬
‫ادلؤسسات اليت سبت خوصصتها شلا يفاقم من حدة البطالة دبا ذلا من انعكاسات اجتماعية غَت مرغوبة‪ .‬باالضافة اذل‬
‫صعوبة التقييم االقتصادم للمؤسسات يف ظل غياب أسواؽ مالية كفأه شلا يفتح اجملاؿ بالتالعب بادلاؿ العاـ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حترير التجارة وادلرور من اقتصاد خمطط إىل اقتصاد السوق مبين على القواعد احلرة‪:‬‬

‫كانت بداية غَت مشجعة للمستثمرين األجانب حيث تزامن ربرير التجارة دكف أف يعاد النظر يف النظاـ اجلبائي كالتعريفة‬
‫اجلمركية مسبقا‪ ،‬ففي ادلرحلة منح حرية استَتاد بضائع هبدؼ إعادة بيعها كقد سبيزت بالتقييد كوهنا زبص قطاع ذبارة‬
‫اجلملة كربرير البضائع ادلستوردة إذل جانب فرض العملة الصعبة يف تسوية العمليات التجارية أما يف ادلرحلة الثانية قد‬
‫سبيزت بتحرير تاـ للنجارة اخلارجية إال أهنا تشًتط القيد يف السجل التجارم أما يف ادلنتجات ذات االستهالؾ الواسع‬
‫يشًتط اخلضوع لدفًت األعباء الذم يعترب رلرد إجراء إدارم‪ .‬فيكن القوؿ أف سياسة احلكومة اخلارجية هتدؼ إذل ربسُت‬
‫احلساب التجارم يف ادلدل ادلتوسط كالتحرير الكامل ذلذا القطاع كالسعي لتخفيف عبء ادلديونية ‪ 22.5‬مليار دكالر‬
‫حسب البنك العادلي‪ .‬كما تسعى إذل تشجيع تنويع الصادرات خارج احملركقات‪ .‬إف ربرير التجارة اخلارجية قد أثر سلبا‬
‫على االقتصاد اجلزائرم حيث أدت إذل تدفق السلع كاخلدمات يف األسواؽ احمللية الذم أدل بدكره إذل هتديد السلع‬
‫احمللية‪ ،‬كاليوـ إف ادلؤسسات االقتصادية سبر دبرحلة إصالحات ىيكلية كضلاكؿ من خالذلا إعادة تنظيم آلياهتا اإلنتاجية من‬
‫أجل ربقيق التوازنات ادلالية‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫حماضرة بعنوان ‪:‬‬

‫احلر‬
‫الشياسات االقتصادية يف ظل االنتقال حنو االقتصاد ‪:‬‬

‫وافع االنتقال‪:‬‬

‫لقد كاف االنتقاؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ ضركرة أفرزهتا إختالالت منظومة االنتاج كتقادـ أداهتا كعدـ تكيفها‬
‫مع متطلبات التنمية حسب االحتياجات االقتصاد الوطٍت ‪ ،‬كالنقص احلاد يف السيولة النقدية بالعملة الصعبة حيث دل‬
‫يعد يطرح للنقاش إال ىدا العنصر االخَت االمر الذم الذم غلزـ بأف مسألة التوازنات العامة لالقتصاد كاالنتعاش‬
‫االقتصادم ترتبط إرتباط كثيقا دبعاجلة أزمة الدين اليت يعرفها االقتصاد اجلزائرل كعليو كاف البد من معاجلة أزمة ادلديونية‬
‫اليت فرضت التحوؿ االقتصادم ‪ ،‬كإعادت ىيكلتها إف إنعكاسات ادلرحلة االكرل قد كضعت اجلزائر ربت رلموعة من‬
‫القيود أعلها الوضعية ادلالية اليت دفعت بالوضع االقتصادم كاالجتماعي اذل التدىور كأجربت السلطات العمومية اجلزائرية‬
‫علي البحث عن عالج خارجي للوضع ادلارل كمنو فإف عملية إعادة بناء االقتصاد اجلزائرم ال يتحقق بقرار سياسي‬
‫سيد كمستقل كبالتارل االنتقاؿ ارل البحث عن التنمية يف إطار إقتصاد السوؽ ؽلر عرب برامج ىيكلية شلالة مقًتح من‬
‫طرؼ البنك العادلى كصندكؽ النقد الدكرل يف افاؽ أخر عشرية القرف ادلاضي‪.‬‬

‫دل يكن االنتقاؿ من تنظيم إقتصادم مبٍت على أساس التخطيط ادلركزل اذل نظاـ إقتصاد السوؽ مقتصرا على‬
‫اجلزائر فحسب بل مشل دكال عديدة كبلداف كسط كشرؽ أكربا ‪،‬الصُت مصر كغَتىا من الدكؿ‪ .‬يف احلقيقة ىناؾ من‬
‫يعترب ىذه اخلطوة عودة اذل إقتصاد السوؽ بعد ما كاف التحوؿ منو اذل االقتصاد ادلخطط إبتداء من سنة ‪ 1917‬هبدؼ‬
‫بناء إقتصاد إجتماعي مغاير سباما للمنظومة االقتصادية اليت كانت سائدة يف ىذه الدكؿ دبافيها االرباد السوفياتى لدل دل‬
‫يكن يف كسع ىذه الدكؿ سول العودة اذل إقتصاد السوؽ آلنو يف اجلوىر مازالت البلداف الرأمسالية تتحكم يف دكاليب‬
‫االقتصاد العادلي من خالؿ ادلؤسسات ادلالية كالنقدية الدكلية ربت غطاء اجمللس االقتصادم كاالجتماعي لالمم‬
‫ادلتحدة‪ .‬كبتارل فإف ربوؿ ىذه الدكؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ مرتبط بأفكار خرباء صندكؽ النقد الدكرل كالبك العادلي‪.‬‬

‫حيث يعترب رئيس البنك العادلي ‪ james D.wolfensohn‬يف تقدًن تصدر تقرير البنك لسنة ‪ 1996‬أف‬
‫االنتقاؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ يعد ضركرة حتمية فالعادل اليوـ يعرؼ ربوال سريعا يف حجم ادلبادالت الدكلية‬
‫كاالستثمارات اخلاصة الذم فتح أفاؽ كاسعة للنمو كالتشغيل كربقيق مداخيل مرتفعة رفعت مستويات ادلعيشة بفضل‬
‫حرية حركية اليات السوؽ‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫طبيعة التحول‪:‬‬

‫يعًتؼ رئيس البنك بصعوبة مرحلة االنتقاؿ بإعتبار أف ىذه التحوالت ذلا تأثَت مباشر كعميق يف مستول معيشة‬
‫شعوب ىذه البلداف كيقًتح معاينة مفصلة دلسار البلداف اليت توجد يف طور التحوؿ كما قدـ رلموعة من ادلالحظات‬
‫للبداف اليت إنطلقت يف إصالح إقتصادياهتا كأكدعلى إحًتاـ بعض ادلبادئ منها ‪:‬‬
‫‪ -‬فتح االسواؽ كمضاعفة التبادؿ ك إزباذ إجراءات تضمن االندماج يف االقتصاد العادلي ‪.‬‬
‫‪ -‬ربقيق االستقرار االقتصادم من خالؿ تقليص نسبة التضخم كإتباع سياسة مالية تقشفية ‪.‬‬
‫‪-‬إصالح ادلؤسسات االنتاجية كتنمية القطاع اخلاص بتعميم ادللكية اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعلة اذليئات العمومية يف إصلاح االنتقاؿ اذل إقتصاد السوؽ كاجلهاز القضائي كإصالح منظوميت التعليم كالصحة ك‬
‫إعادة ىيكلة شبكات احلماية االجتماعية ككذا التقليل من سلاطر الرشوة كالفساد‪ .‬معا تثمُت رأس ادلاؿ البشرم‪.‬‬
‫‪-‬توزيع ادلوارد بالكيفية اليت تضمن ربقيق النمو ‪.‬‬
‫إف مسار التحوؿ اذل نظاـ إقتصاد السوؽ ليس متطابق بالنسبة جلميع البلداف فكل بلد لو زلاكالت ملموسة على‬
‫حدة ‪.‬ككل لو اكلوياتو فاجلزائر اعطت عملية إعادة ىيكلة الصناعة طابعا خاص ‪.‬فأداة االنتاج الصناعي كانت غَت ناجعة‬
‫كتتميز بإنطوائها علي السوؽ الداخلي ‪.‬‬

‫كتفتقر دلنافذ خارجية‪ .‬مع ضركرة مراجعة اسعار االنتاج كالبحث عن الكيفية اليت يتم هبا فتح رأس ادلاؿ العمومي‬
‫اذل ادلساعلُت اخلواص خاصتا منهم االجانب ‪ ,‬كما لعبت فًتة التحوؿ الشامل اىتماما طرحو منظرك إقتصاد السوؽ يف‬
‫اجلزائر‪ :‬ىل نسرع يف عملية االنتقاؿ لنتوصل اذل نتيجة غَت مرضية كما أثبتت ذبربة ‪ . 1991-1990‬اـ نتبع طريقة‬
‫التدرج فيما ؼلص مسألة االنتقاؿ كىي الطريقة االصلع كما ناقش ادلنظركف دكر الدكلة يف احلياة االقتصادية كاعتربك اف‬
‫تسَت شؤكف العامة للبلد كربقق العدالة االجتماعية ال يتحققاف بطريقة الية كما اكدك علي ضركرة استمرارالدكلة يف امتالؾ‬
‫عدد زلدد من ادلؤسسات اك اشًتاكها يف نسبة معينة من اصوؿ مؤسسة ما ‪ ,‬كما أف حضور الدكلة البد أف يظهر يف‬
‫بعض الوضائف كالوضيفة النقدية كجباية الضرائب تنظيم احلوار االقتصادم ‪.‬‬

‫مراحل االنتقال ‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة التسيري الرأمسايل (احلر) لالقتصاد اجلزائري‪ .‬ككانت عذه ادلرحلة يف ظل األزمة اليت عاشها االقتصاد اجلزائرم‬
‫سنة ‪ 1986‬ـ كاليت كانت ظاىرة خطَتة على االقتصاد الوطٍت حيث اطلفض سعر برميل البًتكؿ كتدىورت قيمتو‪،‬‬
‫باإلضافة إذل التسيَت السيئ للمؤسسة كألجل ىذه النتائج سعت اجلزائر إذل البحث أحسن السبل لبناء اقتصاد كطٍت‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫عصرم كإخراج ادلؤسسة الوطنية من البَتكقراطية كإعطائها احلرية الالزمة إلصدار قراراهتا اخلاصة لتسيَت مواردىا ادلالية‬
‫كادلادية كمن شبة مت مناقشة قضية النظاـ الرأمسارل أم استقاللية ادلؤسسة‪ ،‬كيف بداية ‪1988‬ـ بدأت مرحلة تطبيق بعد‬
‫دراسة مشاريع كقوانُت حددت احلكومة شركطها كسلططاهتا‪.‬‬
‫كالنظاـ الرأمسارل ىو النظاـ الذم يقوـ على أساس ادللكية الفردية لوسائل اإلنتاج كاحلرية االقتصادية كالتنافس‬
‫كتتبناه كثَت من الدكؿ كمن خصائصو‪ :‬ادللكية الفردية لعناصر اإلنتاج كحافز الربح كسيادة ادلستهلك كادلنافسة احلرة كىي‬
‫تعمل على زيادة الكفاءة االقتصادية كزيادة عدد أكثر من ادلستهلكُت كجهز الثمن‪.‬‬
‫كاالستقاللية تعٍت حرية اإلدارة يف التصرؼ دكف اخلضوع إذل أم إجراء من اإلجراءات البَتكقراطية كما ربرر‬
‫الضغوطات كالتدخالت ادلختلفة للسلطات كيًتتب عليها حرية إدارة ادلؤسسة بتمتع ىذه األخَتة بالذمة ادلالية‬
‫كاالستقالؿ ادلارل كمن ىنا فاالستقاللية ترمي أساسا إذل خلق ركح ادلسؤكلية كمن أىدافها‪:‬‬
‫‪-‬الالمركزية يف السلطة القرار‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء ادلؤسسة ادلسؤكلية ادلباشرة يف القياـ بعملياهتا االقتصادية التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬تسيَت مواردىا ادلادية كالبشرية ككذلك اختيار مسؤكلياهتا‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة اقتصاد السوق ‪ :‬عرفت العشرية األخَتة من القرف ادلاضي مرحلة خطَتة‪ ،‬دل تعرؼ أبدا البالد إنزالقات كاليت‬
‫عرفتها خالؿ ىذه احلقبة‪ ،‬فاألكضاع السياسية غَت ادلستقرة أثرت بصورة سلبية على كل األكضاع االقتصادية‬
‫كاالجتماعية‪ .‬لػػقد عاش االقتصاد الوطٍت خالؿ ىذه ادلرحلة ىزات عدة جاءت نتيجة زبريب العديد من شلتلكات الدكلة‬
‫كحرؽ ادلصانع‪ ،‬ىجرة اإلطارات كالكوادر من جهة‪ ،‬كإفالس ادلؤسسات كغلقها‪ ،‬ككذا تسريح عماذلا من جهة أخرل‪،‬‬
‫التدىور يف قيمة العملة‪ ،‬كلكن رغم ىذا كذاؾ بقيت الدكلة صامدة أماـ ىذا الوضع كاستمر مسئورل القطاعات‬
‫االقتصادية يف إتباع أنظمة جديدة زبرج البالد من األزمة‪.‬‬
‫كيف سنة ‪1990‬ـ أصدرت الدكلة قانوف ‪ 10/90‬اخلاص بالقرض كالنقد كدبوجبو أنشئ رللس النقد كالقركض‬
‫كالذم يعترب رللس إدارة البنك‪ ،‬فمن خالؿ ىذا القانوف (كاف أكؿ قانوف صدر يف تلك ادلرحلة) أدركت الدكلة أف السَت‬
‫األفضل للتنمية كالنهوض باقتصادىا ىو االنتقاؿ إذل ربرير االقتصاد الوطٍت بإتباع سياسة السوؽ احلرة كرفع يد الدكلة عن‬
‫العديد من األمور االقتصادية كإبراز نية توجهها السياسي ضلو ما يسمى بػ‪" :‬اقتصاد السوؽ‪".‬‬

‫دور الدولة يف ظل اقتصاد السوق‪:‬‬


‫‪ -‬ففي اقتصاد السوؽ تصبح الدكلة تلعب دكر ادلتحكم يف االقتصاد كادلوجو سواءا للقطاع اخلاص كالعاـ كضركرة‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫تفضيل القطاع اخلاص ألنو صاحب القوة احملركة ضمن اقتصاد السوؽ‪.‬‬
‫‪ -‬أف تتجو ضلو ادلهاـ العادية للدكلة كتوفَت قوة عمومية كتتحكم يف ادلوارد ادلالية اليت تتميز بالندرة ادلستمرة يف تطلعات‬
‫اجملتمعات كالنمو الدؽلغرايف كما يصاحبو من حاجيات إذل العدؿ كالتطور‪.‬‬
‫‪ -‬األداء التاـ لدكر الدكلة اجلديدة‪ ،‬الذم يفرض دخوؿ اقتصادىا يف تفاعل مع اقتصاديات أخرل‪ ،‬كتتميز حاليا‬
‫العالقات بالتكتالت على ادلستول اجلهوم كما ػلدث من تغَتات يف سلتلف جهات العادل‪.‬‬
‫‪ -‬كعلى الدكلة أف ربدد دكرىا يف اقتصاد السوؽ اذباه ادلؤسسات العمومية إذ دل يبقى دكرىا ادلتمثل يف ادلالك كادلوجو‬
‫كادلنتج الذم أثبت فشلو يف مراحل سابقة‪.‬‬
‫كلقد ربسنت ادلؤشرات ادلالية كاالقتصادية اجلزائرية منذ منتصف التسعينات‪ ،‬كذلك يعود إذل السياسيات اإلصالحية‬
‫ادلعتمدة كادلدعومة من صندكؽ النقد الدكرل‪ ،‬إضافة إذل إعادة جدكلة ديوف اجلزائر من قبل نادم باريس‪ ،‬كلقد ساىم‬
‫عامالف يف إخراج اجلزائر ثاين أكرب بلد إفريقي من االختناؽ االقتصادم ضلو آفاؽ استثمار كاعدة‪.‬‬
‫كمن ادلالحظ أف مالية اجلزائر استفادت كثَتا من الفوائض التجارية اليت استطاعة ربقيقها خالؿ السنوات‬
‫‪2003‬ـ‪ 2005-‬ـ‪ ،‬كأيضا من الرقم القياسي الذم سبكنت من ربقيقو فيما يتعلق باحتياطي النقد األجنيب‪ ،‬إضافة إذل‬
‫زبفيض الديوف اخلارجية‪ ،‬كما أف اجلزائر أعطت انتباىا كبَتا للنشاط السياحي الذم بات يشهد ظلوا كاضحا كاستقطابا‬
‫كبَتا للسواح‪ .‬كنذكر أىم ادلؤشرات االقتصادية ‪2003‬ـ‪2004-‬ـ‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫حماضرة بعنوان ‪:‬‬

‫قطاعية‬
‫‪.‬‬ ‫احلر معطيات‬
‫االقتصاد اجلزائري يف ظل االقتصاد ‪:‬‬

‫الطاقة‪:‬‬
‫تعترب اجلزائر موردان رئيسيان للطاقة للصناعة كادلستهلكُت يف مناطق أخرل من العادل‪ ،‬كبالتارل فهي قادرة مبدئيان على‬
‫ربوؿ مصايف البًتكؿ يف اجلزائر النفط اخلاـ إذل منتجات يتم استخدامها يف النقل‬
‫إنتاج كل الطاقة اليت ربتاجها لتطورىا‪ٌ .‬‬
‫كالتدفئة كالطبخ كتطبيقات أخرل‪.‬‬
‫الغاز الطبيعي ىو مصدر ىاـ للكهرباء للشبكة الوطنية‪ .‬ارتبطت معظم ادلشاكل اليت شهدهتا إمدادات الطاقة احمللية‬
‫على مر السنُت بصعوبات توسيع شبكة توزيع الكهرباء كصيانتها‪ .‬كما كانت تتم تغذية الشبكة من خالؿ زلطات‬
‫كهركمائية بنيت يف مناطق جبلية مثل منطقة القبائل‪ .‬كيف العقد األكؿ من األلفية الثالثة‪ ،‬أدل ربسن االقتصاد إذل ارتفاع‬
‫الطلب على الكهرباء بنسبة تساكم ‪ %50‬تقريبان‪.‬‬
‫يف ادلستقبل القريب‪ ،‬قد تصبح الطاقة الشمسية أكثر أعلية‪ .‬كمع تزايد عدد السكاف كتضاؤؿ احتياطات النفط‪ ،‬فإف‬
‫الطاقة الشمسية بديل ىاـ‪ ،‬سيوفر استخداـ ىذا ادلصدر ادلتجدد للطاقة كمية أكرب من النفط كالغاز للتصدير أك إنتاج‬
‫ادلواد الكيميائية‪ .‬كعالكة على ذلك‪ ،‬قد يفيد التطبيق األكسع للطاقة الشمسية يف معاجلة تلوث اذلواء كاحلد من انبعاث‬
‫غازات الدفيئة اليت تساىم يف االحًتار العادلي‪.‬‬
‫كرغم كجود العديد من ادلشاكل اليت يتوجب حلها‪ ،‬قد يؤدم إنتاج الطاقة الشمسية على نطاؽ كاسع إذل تصدير‬
‫الكهرباء إذل أكركبا‪ .‬تشارؾ اجلزائر يف مشركع ‪ DESERTEC‬كاسع النطاؽ‪ ،‬كالذم يهدؼ إذل إنتاج الطاقة الشمسية‬
‫يف مشاؿ إفريقيا كتوزيعها يف األسواؽ األكركبية ‪.‬كفق اتفاقية مربمة بُت الشركة الوطنية للكهرباء كالغاز ”‪“SONELGAZ‬‬
‫كمؤسسة”‪ ، ” DESERTEC‬تنوم اجلزائر إنتاج ‪ 650‬ميغاكاط من الطاقة الشمسية عاـ ‪ 2015‬ك ‪ 22‬جيجاكاط مع‬
‫حلوؿ عاـ ‪ .2030‬كدل يتأكد مستقبل ىذا ادلشركع‪ ،‬الذم يشمل شركات كدكؿ كثَتة أعلها الشريك االدلاين ‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫الصناعة‪:‬‬
‫ىي من النفط كالغاز الطبيعي على الصناعة اجلزائرية من ناحيتُت‪ .‬فمن الناحية األكذل‪ ،‬يعد قطاع النفط‬
‫كالغاز أكرب قطاع صناعي‪ .‬كمن الناحية الثانية‪ ،‬كانت اإليرادات الناصبة عن تصدير النفط كالغاز كادلنتجات ذات الصلة‬
‫ادلصدر الرئيسي للرأمساؿ االستثمارم للصناعات األخرل‪ ،‬باإلضافة إذل قركض ىائلة من السوؽ الرأمسالية الدكلية اليت‬
‫سبثل رىنان على ىذه االحتياطات‪.‬‬
‫يتم نقل النفط كالغاز الطبيعي من أىم مواقع اإلنتاج يف الصحراء الكربل إذل ساحل البحر ادلتوسط‪ .‬كتعترب‬
‫ادلناطق الصناعية احمليطة بادلدف الكربل‪ ،‬مثل اجلزائر ككىراف كعنابة‪ ،‬موطن مصانع التكرير كاجملمعات البًتككيميائية‬
‫الضخمة كمصانع إسالة الغاز الطبيعي الذم يتم نقلو عرب الناقالت إذل األسواؽ األجنبية‪.‬‬
‫كهيئة رئيسية مسؤكلة عن قطاع النفط كالغاز‪ ،‬غالبان ما تعترب شركة النفط الوطنية “سوناطراؾ” (الشركة الوطنية‬
‫للبحث كاإلنتاج كالنقل كالتحويل كتسويق احملركقات) دكلة ضمن الدكلة‪،‬بعد تأسيس الشركة عاـ ‪ ،1963‬ظلت يف احلجم‬
‫كاألعلية مع تأميم ادلصاحل األجنبية يف قطاع النفط خالؿ العقد التارل‪ .‬كيدير العاملوف البالغ عددىم ‪ 120,000‬سلسلة‬
‫يغَت إلغاء مركزية أجزاء زلددة من الشركة كالتعاكف ادلتزايد مع‬
‫اإلنتاج بالكامل‪ ،‬من التنقيب إذل البيع للمستهلك‪ .‬دل ٌ‬
‫شركات نفط أجنبية من مكانة شركة "سوناطراؾ" كمركز قوة‪ .‬كيعزز ذلك اتصاؿ كتبادؿ العماؿ مع أطراؼ أخرل يف‬
‫أجهزة الدكلة‪ ،‬خاصة كزارة النفط كالطاقة‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫يف السبعينيات‪ ،‬استثمرت احلكومة مليارات من أمواؿ البًتكؿ (باإلضافة إذل أمواؿ قركض من األسواؽ الدكلية) يف‬
‫إنشاء الصناعات الثقيلة – خاصة صناعة الفوالذ – ادلزكدة خباـ احلديد اجلزائرم‪ .‬كإذل جانب صناعات أساسية أخرل‬
‫(مثل معامل اإلمسنت)‪ ،‬كاف اذلدؼ من مصانع الفوالذ أف تكوف قاعدة تنمية صناعية مكثفة كتوفر مدخوالن للصناعات‬
‫اخلفيفة اليت تنتج السلع االستهالكية‪ .‬كدل ربقق مقاربة “تصنيع ادلصانع” النتائج ادلخطط ذلا‪ ،‬كيعود ذلك بشكل جزئي‬
‫إذل العوامل السياسية ادلتأصلة يف االقتصاد الريعي‪ .‬كبقي عدد كبَت من ادلصانع غَت فعالة‪ ،‬كبدت كمولٌد كظائف ألتباع‬
‫النظاـ من عماؿ كمدراء كمراكز بَتكقراطية للوزارات التابعة ذلا‪.‬‬
‫مع تضاؤؿ ادلوارد كارتفاع الدين األجنيب‪ ،‬يبدك أف عملية إعادة ىيكلة قطاع الصناعة كخصخصة جزء منو مسألة‬
‫ملحة‪ .‬يف الثمانينيات‪ ،‬مت تقسيم عدد كبَت من شركات الدكلة‪ .‬كبعد مركر عقد من الزمن‪ ،‬انتقل الًتكيز على سياسة‬
‫استقطاب االستثمار األجنيب يف قطاعات الصناعة اجلزائرية‪ .‬دل تتٌبع ىذه السياسة بكامل مداىا‪ ،‬حيث أف بعض‬
‫األنشطة كانت ال تزاؿ تعترب ذات أعلية اسًتاتيجية للدكلة‪ .‬كاألىم من ذلك‪ ،‬دل يشجع العجز اذليكلي كعدـ الكفاءة‬
‫اللذين يعاين منهما عدد كبَت من الشركات يف قطاع الدكلة الشركات األجنبية على عدـ االستثمار يف البالد‪ ،‬كما‬
‫فعلت احلرب األىلية ‪.‬‬
‫الصناعات اخلفيفة أكثر تنوعان كطادلا مشلت شركات خاصة كربل‪ .‬كفيما يتعلق بالصناعة الثقيلة‪ ،‬تتواجد غالبية‬
‫ادلصانع بالقرب من ادلراكز احلضرية الرئيسية يف الشماؿ‪ ،‬مع أف إلغاء ادلركزية يف الثمانينيات أدل إذل إنشاء ادلزيد من‬
‫الصناعات اخلفيفة يف منطقة اذلضاب العليا ادلكتظة بالسكاف كبعض مدف الواحات‪ .‬كيشمل قطاع الصناعات اخلفيفة‬
‫تصنيع األغذية كاألجهزة ادلنزلية كبعض السلع الكمالية ‪ .‬كلكن يف حاالت كثَتة‪ ،‬يفضل ادلستهلكوف السلع ادلستوردة اليت‬
‫سبنحهم مكانة اجتماعية أعلى‪.‬‬

‫الزراعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةـ‪:‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫كما يف العصور القدؽلة‪ ،‬ال يزاؿ القمح ادلنتج الرئيسي‪ ،‬إذل جانب احلمضيات كالتمر‪ .‬بعد حرب االستقالؿ كمغادرة‬
‫ادلستعمرين‪ ،‬تدىور النظاـ الزراعي االستعمارم بشكل كبَت‪ .‬كسعى العماؿ اجلزائريوف إذل استمرار عمل الشركات قدر‬
‫اإلمكاف؛ شلا شكل الحقان أساس السياسة الرمسية للمزارع “ذات اإلدارة الذاتية”‪ .‬كيف عهد الرئيس قكارم‬
‫بومدين)‪ ، (1965-1978‬أصبحت ىذه ادلزارع ربت سيطرة احلكومة‪ .‬كمن أجل زيادة إنتاج ادلواد الغذائية‪ ،‬أطلقت‬
‫احلكومة ثورة زراعية يف السبعينيات‪.‬‬

‫مع توفر ادلزيد من ادلوارد على مر السنُت‪ ،‬كذلك بفضل االزدىار االقتصادم ادلتنامي‪ ،‬تأخر القطاع الزراعي عن‬
‫الصناعات ادلتنامية كدل يتمكن من تأمُت ادلواد الغذائية األساسية الكافية لسكاف ادلدف‪ .‬كلسد الثغرة بُت الطلب كالعرض‪،‬‬
‫بقيت البالد معتمدة بشكل كبَت على الواردات‪ ،‬األمر الذم دل يؤد سول إذل تفاقم العجز التجارم‪ .‬ربسن الوضع يف‬
‫السنوات األخَتة‪ .‬حىت أف كزارة الزراعة ت ٌدعي أف أكثر من ‪ %70‬من إصبارل احملاصيل الغذائية مزركعة زلليان‪ .‬كعلى الرغم‬
‫من زلاكالت التحديث‪ ،‬ال تزاؿ الزراعة تعتمد بشكل كبَت على ىطوؿ األمطار‪ ،‬الذم قد ؼلتلف كثَتان من سنة إذل‬
‫أخرل‪ .‬كال ينتج عن ادلدخالت غَت الكافية أك اخلارجية – مثل األمسدة كالبذكر – سول القليل من النتائج ادلثلى‪.‬‬
‫تشتهر اجلزائر بنوعية التمور اليت تنمو يف الواحات‪ ،‬كاليت سبثل ادلنتج ادلص ٌدر األكؿ بعد النفط كالغاز الطبيعي ‪.‬‬
‫كالسوؽ الرئيسية لصنف “دقلة نور”‪ ،‬ادلزركع بشكل أساسي يف اجلزائر كتونس‪ ،‬ىي أكركبا اجلنوبية‪.‬‬

‫السياحة‪:‬‬
‫تتمتع اجلزائر بإمكانيات سياحية ىائلة غَت مستغلة إذل حد كبَت‪ .‬كخالفان للمغرب كتونس اجملاكرتُت‪ ،‬دل تستثمر‬
‫اجلزائر يف إنشاء رلمعات سياحية كاسعة النطاؽ سلصصة للسياح األجانب‪ .‬كتزامنت احلركة السياحة اجلماىَتية مع‬
‫ظهور الطفرة النفطية‪ ،‬كبالتارل دل ذبد الدكلة ضركرة ملحة تدعوىا إذل اللجوء إذل ىذا ادلصدر احملتمل للدخل‪ .‬لذلك‪ ،‬فإف‬
‫السياح الذين يزكركف معظم ادلواقع السياحية ىم بغالبيتهم من السياح اجلزائريُت كالعائالت اجلزائرية ادلهاجرة‪ .‬كىناؾ عدد‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫أقل من ادلسافرين األمريكاف كاألكركبيُت الذين يأتوف الكتشاؼ ىذا البلد غَت ادلعركؼ كثَتان‪ .‬كبشكل خاص‪ ،‬استقطبت‬
‫الصحراء الكربل األجانب لزيارة أماكن مثل سبنراست كجباؿ ىقار كطاسيلي ناجر كتيميموف‪ .‬كما عرب البعض منهم‬
‫دركب الصحراء بسيارات أكركبية مستعملة بيعت يف غرب إفريقيا‪ .‬يف التسعينيات‪ ،‬أدل تأزـ الوضع األمٍت يف اجلزائر‬
‫كبلداف الساحل اإلفريقي يف اجلنوب إذل هناية معظم سياحة ادلغامرات ىذه‪ .‬لكن حىت يف أسوأ أياـ احلرب األىلية يف‬
‫التسعينيات‪ ،‬سافر عدد قليل من السياح (أكثرىم من الفرنسيُت) على منت طائرات إذل سبنراست للقياـ برحالت‬
‫صحراكية‪ .‬كمن بُت األماكن الرئيسية األخرل ادلستقطبة للسياح‪ :‬اآلثار الركمانية يف تيمقاد كتيبازة كصبيلة كاألحياء القدؽلة‬
‫من ادلدف‪ ،‬مثل قصبة اجلزائر‪.‬‬
‫قطاع البناء‪:‬‬
‫بفضل ارتفاع عائدات النفط كالغاز‪ ،‬أدت زيادة اإلنفاؽ العاـ إذل إنعاش قطاع البناء‪ .‬كما أدت الربامج احلكومية‬
‫لتجديد البنية التحتية ادلادية إذل بناء طرؽ سريعة كمرافق جديدة للنقل العاـ‪ ،‬مثل السكك احلديدية كالًتاـ يف ادلناطق‬
‫احلضرية‪ ،‬إضافة إذل برامج دلعاجلة أزمة السكن‪ .‬كما سيتم تشييد مدارس جديدة كمباف حكومية أخرل من بينها ادلشركع‬
‫الضخم للمسجد الكبَت يف مدينة اجلزائر‪.‬‬
‫تقوـ الشركات األجنبية من دكؿ عربية أخرل (مثل لبناف كدكؿ اخلليج) كأكركبا‪ ،‬باإلضافة إذل الصُت كتركيا (اللتُت‬
‫شيدتا مباف سكنية جديدة يف ضواحي ادلدف الرئيسية) دبعظم أعماؿ البناء‪ .‬تلتزـ صبيع الشركات األجنبية بالدخوؿ يف‬
‫مشاريع مشًتكة مع شركات بناء جزائرية‪ .‬كمن ادلتوقع أف يستمر ىذا القطاع يف التطور‪ ،‬ألف ىناؾ حاجة مستمرة لبناء‬
‫مساكن جديدة ككوف برنامج احلكومة لالستثمار يف البنية التحتية دل يكتمل بعد ‪.‬لكن على غرار النشاطات االقتصادية‬
‫األخرل‪ ،‬يعتمد قطاع البناء بشكل كبَت على استمرار استثمارات الدكلة اليت تعتمد بدكرىا على تطورات يف أسواؽ‬
‫الطاقة الدكلية‪.‬‬

‫القطاع غري الرمسي(السوق السوداء ادلوازية)‪:‬‬


‫دل توفر الصناعات ادلهيمنة ادلعتمدة على النفط كالغاز فرص عمل كافية‪ .‬فمعظمها مشاريع ذات تقنية عالية‬
‫تتطلب عددان قليالن من العماؿ‪ .‬كما عجزت الصناعات اخلفيفة كقطاع التجارة الرمسي عن استيعاب عدد الداخلُت اجلدد‬
‫إذل سوؽ العمل‪ .‬يف الوقت ذاتو‪ ،‬كاف ىناؾ نقص ىيكلي يف السلع االستهالكية ادلصنٌعة يف اجلزائر‪ ،‬بينما السلع‬
‫ادلستوردة أعلى كلفة يف الغالب أك أقل توفران‪ .‬كقبل التسعينيات‪ ،‬ساعلت القيود اليت فرضتها الدكلة على االستَتاد يف تأزـ‬
‫الوضع‪.‬‬
‫ذلذه األسباب‪ ،‬تطورت سوؽ سوداء كبَتة يف مرحلة مبكرة من االستقالؿ‪ .‬قابل احتكار الدكلة الرمسي للتجارة‬
‫‪ %40‬من القوة العاملة‬ ‫اخلارجية انتشار أعماؿ االذبار بالسلع غَت ادلشركعة‪ .‬يوظف االقتصاد غَت الرمسي ضلو‬
‫اجلزائرية‪ .‬كال يشمل ذلك ادلعامالت ادلرتبطة بالسلع االستهالكية فحسب‪ ،‬كإظلا أيضان‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫ادلدخالت الصناعية للمشاريع الصغَتة كادلتوسطة‪ .‬كلطادلا كاف القطاع غَت الرمسي موازيان – كيف الواقع مدرلان يف‬
‫– لالقتصاد الرمسي الذم تسيطر عليو الدكلة‪ ،‬حيث تتدفق السلع يف كال االذباىُت‪ .‬أحيانان يسلك إنتاج‬
‫الشركات احلكومية مسارات ملحوظة قبل أف ينتهي بو ادلطاؼ كمدخالت يف نشاطات اقتصادية أخرل‪ .‬يؤثر‬
‫االقتصاد غَت الرمسي على رلموعة من القطاعات االقتصادية‪ ،‬دبا يف ذلك البناء كالزراعة‪ ،‬نظران إذل أف اإلنتاج‬
‫الصناعي ال يتحوؿ إذل أنشطة رمسية كاألسعار تنخفض نتيجة االستَتاد غَت القانوين ‪.‬‬

‫بيد أف السوؽ السوداء ليست خفية على الدكلة‪ ،‬كغالبان ما يعًتؼ ادلسؤكلوف احلكوميوف بالدكر الذم تلعبو‪.‬‬
‫يضر كجود قطاع غَت رمسي كبَت دبصلحة‬‫فلديهم أسباهبم للتعايش معها‪ ،‬مع أف ىناؾ إمكانية الستئصاذلا‪ .‬كقد ٌ‬
‫الدكلة على صعيد إيرادات الضرائب‪ ،‬إال أهنا أيضان زبفف من مسؤكلية الدكلة لتوفَت فرص العمل كالسلع‬
‫‪.‬‬ ‫االستهالكية‪ .‬كقد يؤدم ىذا الوضع إذل إضعاؼ مصداقية احلكومة كشرعيتها‬

‫العمالة‬
‫‪:‬‬ ‫‪-‬اليد العاملة وهجرة‬
‫بفضل تطوير التعليم‪ ،‬يعترب سكاف اجلزائر من ذكم الكفاءات ادلهنية الرفيعة نسبيان‪ .‬كعلى الرغم من إعادة‬
‫اذليكلة كاالقتطاعات يف ادلوازنة‪ ،‬ال تزاؿ الدكلة “رب العمل” الرئيسي‪ .‬يعمل الكثَت من اجلزائريُت يف شركات‬
‫الدكلة كالدكائر احلكومية ‪ .‬يوفر القطاع اخلاص فرص عمل كثَتة يف شركات صغَتة كمتوسطة‪ ،‬إال أهنا دكف‬
‫ضمانات كثَتة‪ .‬غَت أف القطاعات الرمسية غَت قادرة على استيعاب الذين يدخلوف سوؽ العمل كل سنة‪ ،‬إضافة‬
‫القطاع غَت الرمسي ‪.‬‬ ‫إذل الكثَت من العاطلُت عن العمل؛ لذلك ػلاكؿ الكثَتكف إغلاد عمل يف‬

‫منذ فًتة االستعمار‪ ،‬عاش الكثَت من العماؿ اجلزائريُت يف فرنسا كبلداف أكركبية أخرل‪ .‬كقد كفركا يدان عاملة‬
‫رخيصة للقطاع الصناعي‪ ،‬كما ساعلوا يف إعادة بناء االقتصادات األكركبية بعد احلرب العادلية الثانية‪ .‬كيعيش يف‬
‫فرنسا حاليان حوارل ‪ 1,5‬مليوف جزائرم‪ ،‬دبن فيهم اليهود اجلزائريُت كذريتهم أك احلركيُت ( جنود جزائريوف سابقوف‬
‫يف اجليش الفرنسي كعائالهتم)‪ .‬كما يعيش يف فرنسا الكثَت من “األقداـ السوداء” (ادلستعمرين السابقُت)‬
‫كذريتهم‪ .‬باجملموع‪ ،‬ىناؾ حوارل ‪ 4‬ماليُت شخص يف فرنسا يرتبطوف باجلزائر بطريقة أك بأخرل ‪.‬‬

‫منذ األزمة االقتصادية يف الثمانينيات كاحلرب األىلية يف العقد التارل‪ ،‬ىاجر الكثَتكف من اجلزائريُت سعيان‬
‫كراء فرص جديدة‪ .‬لكن احلصوؿ على حياة أفضل كاف أمران صعبان‪ ،‬نظران إذل كضع االقتصادات األكركبية كالقيود‬
‫على اذلجرة يف عدد كبَت من الدكؿ الغربية‪ .‬ينجح القليل من ادلهاجرين يف احلصوؿ على تراخيص عمل كبناء‬
‫حياة جديدة يف اخلارج‪ ،‬كال يزاؿ عدد ىائل منهم يعمل يف القطاعات غَت الرمسية ‪.‬‬
‫مقياس الشياســـات االقتصاديــــة يف اجلزائـــــر‬
‫‪:‬‬

‫منذ بداية الطفرة النفطية يف الثمانينيات‪ ،‬انتقل كثَت العماؿ إذل اجلزائر‪ ،‬كلو بأعداد أقل شلا شهدتو ليبيا أك‬
‫دكؿ اخلليج‪ .‬كيف كقت الحق‪ ،‬استقر يف اجلزائر موظفو شركات أكركبية كأمريكية‪ ،‬كالحقان صينية‪ ،‬كاليت نشطت‬
‫يف بناء ادلصانع كالبيوت كغَتىا من البٌت التحتية ‪ .‬كيف السنوات األخَتة‪ ،‬أتى مهاجركف من غرب إفريقيا إذل‬
‫االرباد األكركيب‪ ،‬بقي الكثَت‬ ‫اجلزائر على أمل العبور إذل أكركبا‪ .‬كنتيجة لسياسات اذلجرة الصارمة اليت يتبعها‬
‫منهم يف اجلزائر كحاكلوا احلصوؿ على عمل فيها‬

You might also like