Professional Documents
Culture Documents
المعلم معايير الاختيار وبرامج الإعداد
المعلم معايير الاختيار وبرامج الإعداد
قسـم /
فرقة /ـ
اسم الطالب
رقم الجلوس
عنوان البحث
تحت إشراف
1
مقدمة
يلعب المعلم دورا بالغ األهمية في عملية التعلم والتعليم ،ويتعدى دوره ذلك إلى العملي ة التربوي ة
كلها ،وبالتالي إلى عمليات التنشئة االجتماعية ،ومن هنا تأتي أهمية المعلم في المجتمع ،وتبرز العناي ة
ونظراً للتطور المعرفي الهائل و لظهور كثير من نظري ات التعلم و التعليم؛ أص بح التعليم مهن ة له ا
أصولها وقواعدها ومناهجها العلمية ،فقد ظهرت كثير من االتجاهات المتطورة في مجال إع داد المعلم
والتي تؤكد ضرورة مجاراة العص ر ومالحق ة التط ورات العلمي ة والتربوي ة والتقني ة ،ومنه ا متابع ة
تطورات المناهج وتحديد مب ادئ وأس س إع داد المعلم مث ل :اإلع داد الع ام ،والتخصص ي ،وال تربوي
والتربية العملية والتدريب قبل وأثناء الخدمة .كما تتطلب التطورات التقنية الحالية أن يلم المعلم بطرق
التعامل مع الوسائل التعليمية الحديثة كالحاس ب وبرامج ه واالن ترنت ،وكيفي ة اس تخدامها بفاعلي ة م ع
طالبه.
ولذلك أصبح تطوير برامج إعداد المعلم ضرورة أساسية لتلبية احتياجات المجتم ع التنموي ة ،وتماش يا ً
2
موضوع البحث
نجاح العملية التعليمية يتوقف على كثير من العوامــل ،إال أن المختصــين بالتربيــة العمليــة ،يؤكــدون أن المعلم هــو
العنصــر الــرئيس في العمليــة التعليميــة التعلميــة كلهــا ،وأكــثر المنــاهج والكتب والنشــاطات التعليميــة والــبرامج
المدرسية تطوراً قـد ال تحقــق أهـدافها إذا لم يكن المعلم معــداً إعــدادا جيــداً ذا كفايـة .عاليــة ،يمكن أن يعــوض أي
نقص أو تقصير محتمل في المناهج والنشاطات والبرامج المدرسية واإلمكانات الماديــة األخــرى .فــالمعلم هــو أحــد
العناصر األساسية التي فرض عليها التغير بمــا يتالءم مــع الواقــع الجديــد للعمليــة التعليميــة من تغــير في الفلســفة
التربوية ،وتغير أدوار كل من المعلم والمتعلم ،وتطوير السياسـات التربويـة ،وتطــوير المنـاهج الدراسـية ،وإدخـال
وبمــا أن تكنولوجيــا المعلومــات واالتصــاالت فرضــت بعض المتغــيرات على خصــائص المعلم ،وعلى دوره
التعليمي داخل غرفة الصف ،وعلى تربيته وتأهيله حتى يصبح عنصرا فعاال يؤدي وظائفه التعليميــة بشــكل يتســق
مع متطلبات عصر المعلومات واالتصاالت؛ فان إعداد المعلم وتأهيله قبل الخدمة وتدريبه أثناء الخدمة باتت قضية
مهمة في إنجاح العملية التعليمية ،فالمعلم هو في الوقت نفسه متعلم ،وال يستطيع أن يكون مرشــدا وموجهــا جيــدا
إن الدور الذي كان المعلم يمارسه سابقا ،والمتمثل في كونه المصدر الوحيد للمعلومة ،قد تغير في هذا
العصر ،ليصبح الميسر للعملية التعليمية ،والمرشد والمصمم للتدريس ،والموجه ،والمساعد للطلبة في الوصول
إلى المعلومة بأنفسهم بأقصر الطرق،بحيث يتعلم المتعلم كيف يتعلم والشك أن االستعانة بالوسائل التكنولوجية
3
الحديثة ووضعها موضع التطبيق سوف يؤدي إلى تحسين جميع مناحي العملية التعليمية.
وإذا كان التأثير الحقيقي لثورة المعلومات واالتصاالت يوجد أمامنا وليس خلفنا فعلى المعلم أن يأخذ دورا جديدا
يتجاوز دوره التقليدي الحالي ،بحيث ينتقل إلى منحى استقصائي ينصب على تعليم الطلبة كيفية االتصال
سيظل للمعلم مكانه ومكانته في منظومة التعليم ،كما سيظل في موقع القلب منها وحجر الزاوية فيها ،إذ من
الممكن أن يبنى منهج في غاية من الجودة واإلتقان ،ويظل مجرد حبر على ورق ما لم يأت المعلم الحصيف الذي
ينفخ فيه من روحه ،ويحوله إلى واقع يرى رأي العين ويلمس لمس اليد.
إن قضية إعداد المعلم واحدة من أخطر قضايا المجتمع على اإلطالق ،ولذلك تجمع المنظمات العالمية وفي
مقدمتها اليونسكو ،والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،والمنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة على
ضرورة النظر إلى قضية اإلعداد الجيد للمعلم على أنها المدخل األساس لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر.
وفي سبيل العناية بالمعلم وإعداده وتكوينه عقدت ندوات وأقيمت مؤتمرات ونظمت حلقات ،ومن ثم فهي
قضية قديمة متجددة فمع بداية عام 1957نظمت جامعةـ الدول العربية حلقة عن إعداد المعلمـ في بيروت ،وفي
1972قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومـ بتنظيمـ مؤتمر إعداد وتدريب المعلم العربي في القاهرة،
وفي عام 1984عقدت في قطر ندوة إعداد المعلم بدول الخليج التي نظمها مكتب التربية العربي لدول الخليج،
وفي عام 1995عقد بالقاهرة المؤتمر القومي لتطوير إعداد المعلم وتدريبه الذي نظمه المركز القومي للبحوث
التربوية ،وفي عام 1999عقدت باإلمارات ندوة المعلمـ في دولة اإلمارات :تحديات الواقع ورؤى المستقبل،
وفي عام 2004عقد بسلطنة عمان المؤتمر الدولي الثالث نحو إعداد أفضل لمعلم المستقبلـ الذي نظمته كلية
4
السادس عشر عن تكوين المعلمـ الذي نظمته الجمعيةـ المصرية للمناهج وطرق التدريس ،يضاف إلى هذا عشرات
من يتابع الممارسات التي يعج بها المشهد التربوي المعاصر فإننا لن نعدمـ من بعض التوجهات التي يمكننا
االستعانة بها باعتبارها بوصالت هادية أفادت منها بعض الدول العربية في كثير من األحيان.
في ضوء التجارب وباالطالع على األدب التربوي ،يمكن تقسيم معايير اختيار المعلمين إلى المجموعات التالية:
5
• أن يكون إلمامه جيدً ا بتخصصه وأساليب تعليمه.
يستطيع المعلمـ أن يظهر القيادة المهنية داخلـ المدرسة والمجتمع ومهنة التعليم ،من أجلـ تحقيق التعلم الجيد
للتالميذ ورضاهم.
يتمكن المعلم من وضع تصميمات وخططـ للتعليم التي تحسن من قدرات التالميذ في استخدامـ مهارات االتصال،
وتطبيق المفاهيم الرئيسة ،وتحقيق االكتفاء الذاتي ،وأن يصبحوا أعضاء مسؤولين في جماعة ،ويفكرواـ في حل
يقوم المعلمـ بإيجاد مناخ جيد للتعلم الذي يدعم تنمية قدرات التالميذ في استخدامـ مهارات االتصال ،وتطبيق
المفاهيم الرئيسة ،وتحقيق االكتفاءـ الذاتي ،وأن يصبحوا مسؤولين في فريق ،والتفكيرـ في حل المشكالت،
والتكاملـ المعرفي.
6
يتمكن المعلم من تطبيق التعليم وإدارته بحيث تنمي قدرات التالميذ في استخدامـ مهارات االتصال ،وتطبيق
المفاهيم الرئيسة ،وتحقيق االكتفاءـ الذاتي ،وأن يصبحوا مسؤولين في فريق ،والتفكيرـ في حل المشكالت،
والتكاملـ المعرفي.
يقوم المعلمـ بتقييم التعلم وإبالغ نتائجه إلى التالميذ وغيرهم مع احترامـ قدرات التالميذ في استخدامـ مهارات
االتصال ،وتطبيق المفاهيم الرئيسة ،وتحقيقـ االكتفاءـ الذاتي ،وأن يصبحوا مسؤولين في فريق ،والتفكيرـ في حل
يحاول المعلمـ التوصل إلى نتائج تقييمـ عملية التعليم والتعلم ،وانعكاساتها.ـ
يتعاون المعلمـ مع الزمالء واآلباء والوكاالت األخرى من تقييم وتنفيذ وتدعيم برامج التعليم التي تنمي قدرات
التالميذ في استخدامـ مهارات االتصال ،وتطبيق المفاهيمـ الرئيسة ،وتحقيق االكتفاء الذاتي ،وأن يصبحوا
يقيم المعلم أداءه الخاص بشكل عام فيما يتصل بأهداف المتعلمين في والية كنتاكي ،وينفذ خطة التنمية
المهنية.
يستعمل المعلم التكنولوجية في دعم التعليم ،ويتعامل مع البيانات ،ويعزز النمو المهني وإنتاجيته ،ويتواصلـ
7
ثال ًثا :وضع المعايير لجودة الممارسة المهنيةـ للمعلم.
أوالً :يتمكن من المفاهيم األساسية وبنية العلوم التي يتخصص في تدريسها ،ويتقن مهارات.
ثال ًثا :يبتكر مواقف ويخلق فرصا تعليمية تتالءم مع تنوع المتعلمين وتباينهم.
خامسا :يوفر بيئة تعلم تحفز التفاعل االجتماعي اإليجابي ،واالندماج النشط في التعلم.ـ
ً
سا :يعزز البحث اإليجابي واالستقصاء النشط والتعاون والتفاعل الصفي الداعم في غرفة الصف من خالل
ساد ً
إلمامه بأساليب التواصل اللفظية وغير اللفظيةـ وتوظيفهاـ بفاعلية في تحقيق ذلك.
ساب ًعا :يخطط للتعليم معتم ًدا على معرفته بمحتوىـ المادة الدراسية ،والطلبة والمجتمع المحلي وأهداف
المنهج.
ثام ًنا :يستخدمـ بفاعلية األساليب واالستراتيجيات التقويمية المناسبة لتقويمـ وتأمين النمو العقليـ واالجتماعي
تاس ًعا :يمارس التفكر والتأمل على نحو مستمر في ممارساته ،ليقومـ آثار اختياراته وأفعاله على اآلخرين،
عاشرا :ينمي عالقات مع الزمالء في المدرسة ومع أولياء أمور وأسر الطلبة والهيئات األخرى في المجتمع
ً
8
يرجع أسلوب الكفايات في جوهرة إلى النظرية السلوكيةـ في علم النفس التعليمي ،ومن أهم مالمحه االرتباط
وتتطلب عملية بناء البرنامج القائمـ على الكفايات تحلياًل دقي ًقا ومفصاًل لألدوار التي يتعين على الطالب المعلم
القيامـ بها؛ وذلك لتحديد المعارف والمهارات والقدرات التي يحتاجها ،ليقوم بأداء تلك األدوار على أكمل وجه،
كما يتطلب األمر وضع معايير لقياس مدى التقدم في األداء ؛ بحيث يستطيع الطالب المعلم تقويم عمله على
أساسها .
توجد ثالث خواص مهمة لتربية الطالب المعلم على أساس الكفايات وهي:
• وجود أهداف تعليمية محددة ومعرفة بأسلوب إجرائي ومعروفة لدى كل من المتعلم والمعلم.
• تحديد المسؤولية ،بمعنى أن يعرف المتعلم أنه مسؤول عن أداء الكفايات المعنية بالمستوى المطلوب وفق
المعايير المحددة.
• تفريد التعليم ،بمعنى أن كل متعلم له نوع من الحق في اختيار األهداف ،وفي اختيار األنشطة التعليمية ،ويسير
في هذه األنشطةـ بسرعته الخاصة؛ ولذلك فإن الوقت الذي يستغرق في تنفيذ هذه األنشطة له داللته.
• أن التركيز سواء في التقويم أو في المسؤولية قد انتقلـ إلى الفرد ،فلم يعد تقويمـ الفرد منسو ًبا إلى موقعه بين
أقرانه أو إلى اختبار جمعي ،ولكن يقارن أداؤهـ بمجموعة أهداف ومعايير.
• أن التقنية هي محور تفريد التعليمـ في تربية المعلم على أساس الكفايات ؛ إذ من خاللها يستطيع المتعلم
التخلص من االعتماد الكلي على المعلم ،وكذلك زيادة فرص التعلم (محمود شوق ،محمد مالك.)126 :200 ،
9
يعد أسلوب النظم حجر األساس الذي قامت عليه هندسة العملية التربوية (إن صح التعبير) خالل العقد األخير
من القرن العشرين ،فقد جاء استجابة لتأثيرات الثورة العلمية التكنولوجيةـ في الحقل التربوي .ويتعاملـ هذا
األسلوب مع أية ظاهرة أو نشاط تعليمي على أنه يشكل نظا ًما متكاماًل له عناصره ومكوناته وعالقاته وعملياته
• المدخالت :وهي أسس ومتطلبات محددة ،وتشمل جميع العناصر التي تدخل من أجل تحقيق أهداف محددة .وفي
نظام إعداد المعلم ،فإن المدخالت تتضمن :الفلسفة التي يجب أن نتبناها كإطار مرجعي لعملية إعداد المعلم،
واألهداف العامة التي يجب تحقيقها ،ومعايير الجودة واالعتماد التي يجب أن تراعى في نظام القبول واإلعداد
• العمليات :وهي مجموعة العالقات والتفاعالت التي تحدث بين مكونات النظام ،وتشمل االستراتيجيات والخطط
• المخرجات :وهي النتائج النهائية التي يحققها النظام ،ومخرجات برنامج إعداد المعلم هنا إنما تتمثل في أجيال
من المعلمين المؤهلين للقيام بواجباتهم في تربية األجيال على النحو المنشود ،في ضوء األهداف المحددة
سل ًفا.
• التغذية الراجعة :ويمثل هذا الجزء مجموعة المعلومات التي تأتي نتيجة تحليل المخرجات في ضوء األهداف
الخاصة الموضوعة للنظام ،وهي تقدمـ مؤشرات عن مدى تحقيق األهداف وإنجازها ،وتبين مراكز القوة
والضعفـ في أيـ جزء من األجزاء األخرى ،ومن خالل ذلك يمكن تطوير النظام (برنامج اإلعداد) في ضوء تلك
المراجعات ،باإلضافة إلى ذلك ،فإن التغذية الراجعةـ تمكن من القيام بمراقبة سير كل عملية من عمليات النظام،
والتحقق من مدى تنفيذ المتعلمـ للعمليات المكلف بأدائها (جبرائيل بشارة.)55-54 :1986 ،
10
وهكذا يالحظ أن برنامج إعداد المعلمـ وفق هذا األسلوب يكتسب إيجابيات كثيرة من أهمها :النظر إلى عملية
إعداد المعلم قبل الخدمة وخاللها ،يعد عملية واحدةـ متكاملة ال انفصامـ فيها ،كما أنه يتخلص من صورة المادة
التقليدية ،ليحل مكانها سلسلة من المعارف والقدرات والمهارات التعليمية التي تالئم معايير األداء الجيد ،كما
يعمل هذا األسلوب على تفريد التعليم ،ويساعد المتعلمين على التعلمـ الذاتي ،كما أنه يضمن -في بنائه -عملية
ينطلق هذا األسلوب من نظرية غالبرن ،التي تتلخص في أن معرفة نشاط المتعلم ،هي الطريقة الوحيدة التي
تمكننا من توجيه عملية التعلمـ والتحكمـ بها ،كما تساعدنا في الحصول على توعية المعارف والقدرات والمهارات
التي نرغبها ،بشرط أن ينفذ المتعلم نظا ًما مشاب ًها من األفعال النفسية الداخلية.
األولى :أن تكون األفعال العقليةـ التي يتألف منها النشاط العقلي هي الوسيلة الضرورية الستيعاب المعارف
والقدرات والمهارات.
صا لالستيعاب.
الثانية :أن تشكلـ تلك األفعال نفسها موضو ًعا خا ً
• تحديد األهداف التعليمية لبرنامج اإلعداد اعتما ًد ا على تحليل األدوار التي يرغب في قيام المعلم بها.
• تحديد المعارف والقدرات والمهارات األساسية التي تشكل بمجموعها هيكل المادة الدراسية التي تعد أحد
مدخالت البرنامج.
مساو للمعارف
ٍ • اختيار نظام أفعال األساليب للنشاط العقلي كأفعال التعرف والتذكر ،وإدراك العالقات والتفكير،
والقدرات والمهارات المحددة ،بحيث تشكل هذه األفعال موضوعات لالستيعاب ،كما أنها في الوقت ذاته تعد
11
• ضبط وتوجيهـ سير تشكل أساليب النشاط العقلي ،وذلك بوضع معايير تحدد النوعية التي نرغب في الحصولـ
عليها .
رؤية مستقبلية لتطوير برامج إعداد المعلمين واختيارهم في ضوء االتجاهات العالمية المعاصرة:
• فلسفة اإلعداد:
إن حاجتنا إلى تبني فلسفة تربوية واضحة المعالمـ إلعداد المعلمـ هي اللبنة األولى في عملية اإلعداد ،بحيث
تنطلق هذه الفلسفةـ من رؤية شاملة للتصور اإلسالمي لأللوهية والكون واإلنسان والحياة وما ينبثق عنها من
وهنا نود أن نشير إلى بعض التقارير الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومـ عام 1995التي
ورؤاه التربوية.
وفي هذا السياق لنا أن نرفع أصواتنا مؤكدين خطورة استنساخ النمط الغربي في التربية عامة ،وفي
لقد نجمـ عن زيادة المعرفة وتدفق المعلومات زيادة الحاجة إلى استخدامـ المعلومات وتنظيمها واختزانها
إلكترون ًي ا ،فما دامت المعلومات تتضاعف كل فترة وجيزة ،وما دام اإلنسان ليس في مقدوره أن يسيطر على كل
هذا الزخمـ من المعلومات بمنطق ثقافة الذاكرة ،وما دامت هذه المعلومات يمكن استردادها إلكترون ًيا نيابة عن
ذاكرة اإلنسان ،إ ًذ ا هي مفاتيح المعرفة نقدمها للمتعلم ،إ ًذا فليكن االتجاه بالمعلمـ صوب ثقافة اإلبداع.
كما يتضح أن االنفتاح الثقافي واإلعالمي من أهم مالمح عصر المعرفة ،حيث الحرية كاملة في انتقالـ اآلراء
واألفكار والثقافات ،بل أصبح من الصعوبة بمكان ،التحكم في ذلك أو السيطرة عليه ففي ظل عولمة الثقافة
12
يتحول تركيز اإلنسان من المحلية إلى العالمية ،وفي هذا السياق يثار الجدل حول قضية الهوية ،والمواطنةـ
على أن االنفتاح الثقافي واإلعالمي بال حدود أو قيود أو ضوابط ،تكتنفه بعض المخاطر من أهمها المحاوالت
الرامية إلى طمس هوية الشعوب ،والقضاء على خصوصيتها الحضارية ،والتأثير على مفاهيم الوالء واالنتماء
إننا ال نريد التسرع في إصدار األحكام حيال قضية االنفتاح الثقافي أو عدمه ،لكننا في نهاية المطاف في
حاجة إلى أصالة بال جمود ،وانفتاح بال ذوبان ،نحن في حاجة إلى أن تهب علينا رياح الثقافات من كل جانب،
• مساعدة الطالب على التمييز بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي.
• تدريب الطالب على إدارة الحوار والقبول بفكرة حوار الحضارات.
توصيــات:
13
من خالل المحاور التي ت ّم استعراضها ،والمتعلقة ببرنامج إعداد المعلمـ بكليات التربية في سلطنة عمان ،يمكن
• وجود هيئة على المستوى الوطني ،تكون مهمتها تضافر القوى ،وتوحيد الجهود ،وتعبئة الطاقات ،بهدف
وضع فلسفة وطنية واضحة المعالم ،محددة الخطوات،ـ تتسق مع التصور اإلسالمي لأللوهية والكون واإلنسان
والحياة ،مع وضع معايير لبناء برامج إعداد المعلم وتأهيله وتدريبه ،مع األخذ باالعتبار التوجيهات المستقبلية
لتطوير برامج إعداد المعلم،ـ بما ينسجم مع المواصفات المحلية والعالمية لمعلم الغد.
• تطـويـر سيـاسـة الـقبـولـ فيـ كـليـاتـ اـلترـبيـة،ـ لتـتمـ في ضوءـ مـعاـييـر الـجوـدةـ واـالـعتـماـد،ـ بحـيثـ يتـم اسـتخـالـصـ
الـعنـاصـر الـمتـميـزة،ـ مـمنـ لدـيهـمـ اـلرغـبةـ وـاالـسـتعـداـدـ وـالـقدـراـتـ للـوفـاء باـستـحقـاقـاتـ مـهنـة الـتدـريسـ ،واـلنـهوـض
بهـا ،وذـلكـ بإـخضـاعـ منـ يـتقـدمـونـ لهـا الـخـتبـارـاتـ مـقنـنةـ،ـ وـمقـابـالـت شخـصيـةـ جـادـة ،تحـددـ مـدىـ صالـحيـتهـمـ لمـهنـة
الـتدـريسـ.
• االهتمام بتطبيق سياسة الترخيص لمزاولة مهنة التدريس ،فليس كل من يخرج من كليات التربية يصلح لمهنة
التدريس ،فال بد من اختبارات تثبت صالحيته أو عدم صالحيته ،فإن ثبتت صالحيته أخذ رخصة التدريس لفترة
• العناية بالتربية العملية باعتبارها رك ًنا جوهر ًي ا في برنامج إعداد المعلم ،وذلك من خالل:
• البحث عن آليات جديدة لزيادة التنسيق بين كليات التربية والمدارس المتعاونة.
• إنشاء مدارس تجريبية ملحقةـ بكليات التربية «مدرسة لكل كلية» بما يساعد على تجاوز الصعوبات الخاصة
• التفكير في األخذ بنموذج البعثة الداخلية ،حيث يلحق الطالب بمدرسة للتدريب ،ويعمل فيها تحت إشراف أحد
المعلمين األكفاء ،بالتعاون مع مشرف من الكلية ،لمدة طويلة ،يتدرب من خاللها على تطبيق طرائق التدريس
14
ومهاراته ،ويعايش أجواء المهنة ،ويطلق على هذا البرنامج «برنامج تدريب المعلم المقيم بالمدرسة» ،حيث
• النظر إلى التربية العملية بوصفها نظا ًما متكامالً ،يضم الجوانب المختلفةـ إلعداد المعلم ،ويهدف إلى إتقان كل
من مهارات التدريس ،ومادة التخصص األكاديمي ،وكذلك المشاركة الفعالة في ممارسات وأنشطة العملية
• االتجاه إلى تكامل سياسات اإلعداد قبل الخدمة مع سياسات التدريب أثناء الخدمة.
• االتجاه إلى إتاحة الفرص للتدريب المستمر ،على فترات زمنية متقاربة لجميع المعلمين ،بحيث يتم التمييز بين
المعلمـ المبتدئ ،والمعلم ذي الخبرة ،على أن يجري التدريب ،وتتنوع أشكاله في ضوء أحدث االتجاهات
• االهتمام بتضافر القوى ،وحشد القوىـ في عملية إعداد المعلمين وتدريبهم ،بحيث يتم االستفادة في ذلك من
جهود منظمات المجتمع المدني والمؤسسات االقتصادية ،إلى جانب جهود مؤسسات الدولة.
• االهتمام بتنمية مهارات اإلرشاد األكاديمي في برامج إعداد المعلمين ،بحيث يتم تدريبهم من خالل مقررات في
رخصة المعلمـ
يعد الترخيص لمزاولة مهنة التعليم أحد أهم المتطلبات األساسية لضمان جودة أداء المعلم ،وضمان نوعية
• الحرص على أال يلتحق بهذه المهنة إال معلمون قادرون على الممارسة المهنية الفاعلة.
15
• ترسيخ مكانة للمهنة تليق بها مما قد يزيد من دافعية العناصر الجيدة لاللتحاق بها والحرص على االستمرار
التعاون والديمقراطية.ـ
الصبر والتحمل.
الثبات في السلوك.
16
الحماسة.
الخبرة في التعليم.
استخدام المنظمات التقدمية ( أي تزويدـ الطلبة بالمعلومات والمراجعات والقراءات القصيرة ،ألنها
تقوم .بتجسير الفجوة بين معلومات الطلبة السابقة والمعلومات الجديدة والتي تنطوي عليها المادة
17
الدراسية موضوع االهتمام).
القدوة الحسنة.
التساهل مع الطلبة.
الصدق.
الثقة بالنفس.
التحضير الجيد.
معرفة جيدة بطرق وأساليب التدريس المختلفة /استخدام أساليب تدريسيةـ متنوعة.ـ
19
ملخص البحث
إن النقاش والجدل الدائر حول فعالية المعلمين وخصائصهم ومهاراتهم وكفاياتهم لم ينقطع منذ وجدت المدرسة ووجد
المدرسون ،وذلك بقصد تحسين العملية التعليمية وتطويرها وتجديدها .وبما أنه يتوقع من المعلم القيام بأدوار متميزة
ومتنوعة أنه يجب عليه أن يكون خبيراً وماهراً في ميدان تخصصه ،وال يتم ذلك إال بتأهيله تأهيالً عالياً .ولذا شرعت
العديد من دول العالم بتطوير العملية التربوية وتجديدها والتركيز بشكل خاص على عملية إعداد المعلم وتأهيله للوصول
إن غالبية المؤسسات التربوية تسعى إلى توفير وتهيئة بيئة مناسبة للتعلم ،ألن توفير مثل هذه البيئة هو في صالح المعلم
والمتعلم على حد سواء ،ولكن قبل أن يحصل ذلك يجب أن يع َد المعلم إعداداً جيداً يتناسب مع المتغيرات والتطورات
لقد أملت التحوالت والتغيرات العالمية على معلم المستقبل أن ينمي لدى تالمذته المهارات الذهنية كاالستنتاج واالستنباط
واالستقراء والتحليل والتركيب عالوة على مهارات التواصل وتشجيع طلبته على روح المبادرة والتفكير النقدي المبدع
والعمل الجماعي والتعلم الذاتي والحوار وقبول اآلخر والمساهمة في بناء المجتمع أكثر من تركيزه على المعلومات
وحفظها واسترجاعها.
وخالصة القول إن عملية التعليم نشاط مركب ينطوي على العديد من المتغيرات المتفاعلة على نحو ديناميكي ،فهناك
المتغيرات الخاصة بالمعلم والمتعلم والمادة الدراسية وطريقة التدريس والظروف أو األوضاع التعليمية .لهذا ،ال يمكن
تحديد أو تعريف فاعلية المعلم في ضوء مجموعة بسيطة من السمات أو الخصائص الشخصية ،أو في ضوء مجموعة
من اإلجراءات األكاديمية الرامية إلى وضع معايير محددة لتأهيل المعلم وتدريبه.
20
المصادر
1 - www.ekb.eg
2- https://scholar.google.com/
3- www.researchgate.net
4- http://www.mandumah.com/
21
فهرس البحث
الموضوع الصفحة
المقدمة 2
المصادر 21
الفهرس 22
22
23