الجوانة الاقتصادية في كتاب تاج المفرق في تحلية علماء المشرق

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .

‬محيد حممد علي‬

‫اجلوانة االقتصادية يف كتاب تاج املفرق يف حتلية علماء املشرق‬


‫ألتي الثقاء الثلوي (ت تعذ ‪767‬هـ)‬
‫م‪.‬م‪.‬محيذ حممذ علي‬
‫املذيرية العامة لرتتية االنثار‬
‫املستخلص‬
‫أبو البقاء البموي االديب والقاضي من فضالء عصره في األندلس ‪ ,‬كانت إقامتو في‬
‫قنتورية التي شغل منصب قاضييا‪ ,‬فضال عن اماكن عدة من االندلس الذي شغل بيا‬
‫منصب القاضي ‪ ,‬والذي يعد من أشير قضاة األندلس خالل القرن الثامن اليجري‪ ,‬ثم حج‬
‫وجال في بالد المغرب والمشرق‪ ,‬وصنف رحمتو "تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق" التي‬
‫الفيا باسموب ادبي نثري جميل ودقيق الوصف‪.‬‬
‫لقد سجل البموي في كتابو تاج المفرق الكثير من جوانب الحياة االقتصادية في‬
‫المدن والقصبات التي زارىا من خالل ذكر االسواق والمحالت التجارية والحرف والصناعات‬
‫فضال عن الجانب الزراعي في القصبات والقرى ونجد كل ذلك مفصال خالل طيات ذلك‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Abu Albalaa Al-Balawi is a writer and judge, and one of the‬‬
‫‪virtues of his time in Andalusia, his residence was in Kentorya who‬‬
‫‪served as its judge, as well as several places of Andalusia who he‬‬
‫‪served as a judge. He is one of the most famous judges of Andalusia‬‬
‫‪during the eighth century AH. Then he went to the west and east‬‬
‫‪countries, he classified his journey "Taj Mafraq in the Desalination of‬‬
‫‪Oriental Scholars", which he wrote it in a beautiful literary style and‬‬
‫‪precise description.‬‬
‫‪In his book "Taj Mafraq", Al-Balawi recorded many aspects of‬‬
‫‪economic life in the cities and governorates which he visited through‬‬
‫‪mentioning the markets, the shops, the crafts and the industries as‬‬
‫)‪) 501‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫‪well as the agricultural side in the provinces and villages. All of these‬‬
‫‪are detailed in the body of that book.‬‬

‫أبو البقاء البموي االديب والقاضي من فضالء عصره في األندلس ‪ ,‬كانت إقامتو في‬
‫قنتورية التي شغل منصب قاضييا‪ ,‬فضال عن اماكن عدة من االندلس الذي شغل بيا‬
‫منصب القاضي ‪ ,‬والذي يعد من أشير قضاة األندلس خالل القرن الثامن اليجري‪ ,‬ثم حج‬
‫وجال في بالد المغرب والمشرق‪ ,‬وصنف رحمتو "تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق" التي‬
‫الفيا باسموب ادبي نثري جميل ودقيق الوصف‪.‬‬
‫يعد ابو البقاء البموي من ابرز كتاب القرن الثامن اليجري‪ ,‬واسمو خالد ابن عيسى‬
‫البموي القتوري ولد بقتورية من إعمال المرية باألندلس‪ ,‬حوالي (سنة ‪357‬ىـ‪ 5757 -‬م)‬
‫وتوفي قبل سنة ( ‪ 380‬ىـ‪ 5738 -‬م) وتمقى تعميمو أوال بالمغرب بفاس‪ ,‬وأتمو بالمشرق اذ‬
‫أصبح بعد ذلك من أبرز رجال الفقو واألدب باألندلس كما اشتغل بالعمم والتأليف‪ ,‬فقد تمقى‬
‫أبو البقاء البموي العموم الدينية واألدبية أوال عن أبيو‪ ,‬ثم عن شيوخ مغاربة وأندلسيين منيم عبد‬
‫الرحمن الجزولي من عمماء فاس (ت ‪345‬ىـ) وجعفر بن صفوان (ت ‪347‬ىـ) من عمماء‬
‫غرناطة‪.,‬‬
‫لقد سجل البموي في كتابو تاج المفرق الكثير من جوانب الحياة االقتصادية في‬
‫المدن والقصبات التي زارىا من خالل ذكر االسواق والمحالت التجارية والحرف والصناعات‬
‫فضال عن الجانب الزراعي في القصبات والقرى ونجد كل ذلك مفصال خالل طيات ذلك‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫تناول البحث ثالث مباحث تضمن المبحث االول حياة ابو البقاء البموي وتضمن‬
‫المبحث الثاني رحمة ابو البقاء من بدايتيا الى نيايتيا‪ ,‬ثم تضمن المبحث الثالث اىم المدن‬
‫الرئيسية التي جابيا البموي وكيف كانت الحياة االقتصادية فييا‪.‬‬

‫)‪) 501‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫المبحث االول‪ :‬حياة ابو البقاء البموي‪:‬‬


‫اوال‪ :‬اسمه ولقبه وكنيته‪.‬‬
‫ىو أبو البقاء خالد بن عيسى بن إبراىيم بن أحمد البموي القنتوري‪( ,5‬وقيل القنطوري‬
‫االندلسي)‪ ,2‬نسبة إلى قنتورية وىي بمدة من أعمال ألمرية‪ ,7‬كانت والدتو فييا سنة ‪357‬ىـ‬
‫وصار مسقط رأسو ونشاتو فييا‪ ,‬ولقب بالبموي نسبة إلى بمي التي ىي فرع من قضاعة‪.4‬‬
‫ّ‬
‫الرحالة أبو البقاء البموي مع والده الذي اخذ العمم عنو فيما‬
‫عاش األديب والقاضي ّ‬
‫بعد‪ ,‬يقول المقري‪ 1‬في ترجمتو‪ " :‬القاضي أبو البقاء ‪ ,....‬وىو خالد بن عيسى بن أحمد بن‬
‫إبراىيم بن أبي خالد‪ ,‬البموي‪ ,... ,‬صاحب الرحمة المسماة‪ " :‬تاج المفرق في تحمية أىل‬
‫المشرق‪. "...‬‬
‫ونسب بعضيم القاضي ابو البقاء إلى انتحال ما كتبو كمال العماد في البرق الشامي‬
‫من نثر وسجع‪ ,‬ألن ابو البقاء أكثر في رحمتو من األسجاع التي لمعماد‪ ,‬فمذا قال لسان الدين‬
‫ابن الخطيب فيو‪:1‬‬
‫قوال لو قوالً ولن تعدوا الحّقا‬
‫خميمي إن يقض اجتماعٌ بخالد‬
‫ّ‬
‫وكيف ترى في شاعر سرق الرقا‬ ‫سرقت العماد األصبياني برقو‬
‫ّ‬
‫ويبدوا ان ما ُنسب البي البقاء غير صحيح وربما ىذه االبيات موضوعة عمى ابن‬
‫الخطيب بدليل لقاىما بود ومحبة فضال عن ثناء ابن الخطيب عمى ابو البقاء كما سياتي‬
‫االن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ثناء العمماء عميه‪:‬‬
‫لقد توسع العمماء في ذكر البموي وترجمتو والثناء عميو وىذا ان دل عمى شيء انما‬
‫يدل عمو منزلتو ومكانتو العممية واالدبية وخاصة عند لسان الدين ابن الخطيب الذي فصل‬

‫)‪) 503‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫في ترجمة أبي البقاء البموي في مواضع عديدة في كتبو ومؤلفاتو فقال‪ ....( :‬ىذا الرجل من‬
‫ذمة التّخّمق‪ ,‬نابو الييئة‪ ,‬حسن األخالق‪,‬‬
‫ط في ّ‬
‫أىل الفضل والسذاجة‪ ,‬كثير التواضع‪ ,‬منح ّ‬
‫محب في األدب‪.‬‬
‫جميل العشرة‪ّ ,‬‬
‫وقد قال ابن الخطيب‪" :‬إنو ارتسم في حزب القضاء وفريقو‪ ,‬وأن أدبو يشتمل عمى‬
‫شعر ونثر"‪ ,‬وذكر في "اإلحاطة في أخبار غرناطة" أنو التقى بأبي البقاء البموي بعد عودتو‬
‫من المشرق‪ ,‬وكان البموي قد زار األرض الحرام‪ ,‬وأدى مناسك الحج‪ ,‬وجال في األقطار‬
‫‪3‬‬
‫المشرقية‪.‬‬
‫لما رجع أبو البقاء إلى األندلس استعد لكتابة ما راه وعاشو خالل رحمتو‪ ,‬وفي سنة‬
‫‪857‬ىـ أخرج خالد بن دمحم بن خالد حفيد أبي البقاء الرندي رحمة جده‪ ,‬وعرفت باسم "تاج‬
‫‪8‬‬
‫المفرق في تحمية عمماء المشرق"‪ ,‬فجاءت بمثابة بيان عممي وأدبي وجغرافي وعمراني‪..‬‬
‫وقال عنو ابن القاضي‪" :‬خالد بن عيسى بن أحمد بن أبي خالد البموي صاحب‬
‫الرحمة‪ ,‬رحل ولقي أعالما وأخذ عنيم‪ ,‬ورحمتو كانت سنة سبع وثالثين وسبعمائة (‪373‬ىـ)‪,‬‬
‫أخذ عن الصفدي وغيره‪ "...‬ونقل لو المقري فقرات من رحمتو ووصفيا بأنيا "مشحونة بالفوائد‬
‫والفرائد‪ ,‬وفييا من العموم واآلداب ما يتجاوزه الرائد"‪.7‬‬
‫وقال ابن القاضي في "جذوة االقتباس فيمن حل من األعالم مدينة فاس"‪" :‬أن خالد‬
‫بن عيسى بن أحمد بن أبي خالد البموي كان من أىل الفضل كثير التواضع‪.50‬‬
‫وقال عنو ابن مخموف ِ‬
‫(اإلمام العالم الكامل المتفنن الفاضل الكاتب الرحمة األريب‬
‫المطمع األديب)‪.55‬‬
‫ثالثا‪ :‬من شعر ابو البقاء‪:‬‬
‫الناس ّأنك فاني‬
‫حتى أشاع ّ‬ ‫النوى دمعي دماً‬‫ولقد جرى يوم ّ‬
‫‪52‬‬
‫النوى وكفاني‬
‫لكففت عن ذكر ّ‬ ‫الزمان بقربنا‬
‫وهللا إن عاد ّ‬

‫)‪) 508‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫ومن نظم أبي البقاء ايضا‪:57‬‬


‫المتيم قد بانوا‬
‫ببعض وأحباب ّ‬ ‫األحبة بعضيم‬
‫ّ‬ ‫أتى العيد واعتاد‬
‫وما لديو سوى حمر المدامع قربان‬ ‫ضحوا بقربانيم‬
‫وأضحى وقد ّ‬
‫وقال في رحمتو‪ّ :‬إنو قال ىذين البيتين بديي ًة بمصمّى تونس في عيد النحر من سنة‬
‫‪373‬ى ـ‪.54‬‬
‫ومن شعره أيضاً قولو‪:51‬‬
‫الشبيبة من غصني‬
‫جف إيناع ّ‬
‫وال ّ‬ ‫الصبا‬
‫ومستنكر شيبي وما ذىب ّ‬
‫وان كنت ابن عشرين من سني‬ ‫لألحبة مؤذن بشيبي‬
‫ّ‬ ‫فقمت فراقي‬
‫وكان شعر أبي البقاء البموي قويا ومعب ار ورقيقا؛ يقول رحمو هللا في رحمتو حينما‬
‫وصل مكة ‪ ( :‬وحين حمدنا السرى‪ ,‬ووصمنا إلى أم القرى وعممنا أننا أضياف هللا فدخمنا منو‬
‫بأحسن القرى وتبدت لنا الكعبة الغراء في أستارىا‪ ,‬وتجمت لنا المميحة في حمل أنواره‪ ,‬قمت‪:51‬‬
‫أساريرىـ ــا مني ــا وزاد سرورىـ ــا‬ ‫وضعنا جباى ــا في الثرى قد تيممت‬
‫عمى خائف مثمي أتى يستجيرىـا‬ ‫وطفنـ ــا بيـ ــا سبعــا وزفت ظالليا‬
‫وحين وقع نظري عمييا‪ ,‬ومثمت لدييا‪ ,‬أنشدت مرتجال بمسان الخضوع‪ ,‬وكتبت خجال بماء‬
‫الدموع‪.53‬‬
‫وعـادة رب البيت أن يكرم الضيفا‬ ‫إليـ ــي ىذا البيت بيتك جئت ـ ــو‬
‫من النار خوفي فمتؤمني الخوفـا‬ ‫فيب لي قرى فيو رضــاك وأننـي‬
‫رابعا‪ :‬لقاء ابن الخطيب مع ابو البقاء البموي‪:‬‬
‫لقد تحدث ابن الخطيب عن البموي في رحمتو المسماة بـ"خطرة الطيف في رحمة‬
‫‪58‬‬
‫الشتاء والصيف" التي كتبيا في محرم سنة ‪ 348‬ىـ‪ ,‬وىي رحمة إلى األندلس‪.‬‬

‫)‪) 507‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫وذكر ابن الخطيب في "خطرة الطيف في رحمة الشتاء والصيف" لقائو بأبي‬
‫البقاء البموي قائال‪" :‬حتى إذا الفجر تبمج‪ ,‬والصبح من باب المشرق تولج‪ ,‬سرنا وتوفيق هللا‬
‫قائد‪ .... ,‬إلى قنتوريو‪ ,‬حرسيا هللا‪ ,.... ,‬وقد برز أىميا في العديد والعدة‪ "...,‬وكانوا محتفمين‬
‫بمقدم ابن الخطيب ومن ميو‪ ,‬وحضر ابو البقاء لمقاءه فدون ابن الخطيب لحظة المقاء قائال‬
‫"‪ ....‬وركب قاضييا ابن أبي خالد (البموي)‪ ,‬وقد شيرتو النزعة الحجازية‪ ,‬ولبس من حسن‬
‫الحجى زيو‪ .... ,‬وصبغ لحيتو بالحناء والكتم‪ ,‬والث عمامتو واختتم‪ .... ,‬فداعبتو مداعبة‬
‫‪57‬‬
‫األديب لألديب‪"..,‬‬
‫وقد نظم ابن الخطيب في مدحو مقطوعة شعرية قال فييا‪:20‬‬
‫قـ ــاري الضيـ ــوف بطارف وبتالد‬ ‫قال ـ ـ ـوا وقد عظمت مبرة خالـ ــد‬
‫قطعـ ــت بك ــل مجــادل ومجالـد‬ ‫مـ ـ ــاذا أتمت بـ ــو فجئت بحجــة‬
‫أدب أقمن ـ ـ ـ ــاه مقـ ـ ــام الوالد‪.‬‬ ‫إن يفت ــرق نسب يؤل ــف بينن ـ ــا‬

‫خامسا‪ :‬شيوخه‬
‫تمقى أبو البقاء البموي العموم الدينية واألدبية أوال عن أبيو‪ ,‬ثم عن شيوخ مغاربة‬
‫وأندلسيين منيم جعفر بن صفوان (تـ ‪347‬ىـ) من عمماء غرناطة‪ ,25‬والعارف عبد الرحمن‬
‫الجزولي من عمماء فاس (تـ ‪345‬ىـ)‪.22‬‬
‫وذكر ابن مخموف جممة ممن اخذ عنيم واخذوا عنو وىم‪ :‬عبد العزيز الغوري وابن‬
‫ُرشيد وعبد المؤمن الجاناتي وعبد الرحمن الجزولي وابنو دمحم وأبي موسى ابن اإلمام وأبي‬
‫عمران المشذالي وابن عبد السالم وابن ىارون وابن ّبدال وابن البراء وقد ترجم ليم في رحمتو‪,‬‬
‫وأطال الثناء عمييم وغالبيم إجازة عامة وأخذ أيضا عن ابن الستار وعيسى بن مخموف‬

‫)‪) 550‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫المقيمي وابن عمر وغيرىم مما ىو كثير‪ ,27‬وذكر البموي بعض العمماء الذين التقى بيم‬
‫كالمغوي والمحدث أبو حيان األندلسي (ت ‪341‬ىـ) نزيل مصر‪ ,‬وقد أخذ عنو في القاىرة‪,‬‬
‫وفي طريق العودة انتدبو ممك تونس المتوكل عمى هللا أبو بكر الثاني (تـ ‪343‬ىـ) لمكتابة في‬
‫‪24‬‬
‫ديوان اإلنشاء لمدة يسيرة‪.‬‬
‫وقد ذكر البموي في بعض ما كتبو ىو انو ق أر بفاس عمى عبد العزيز بن دمحم الغوري‬
‫الفقيو الصالح وعمى أبي العباس بن شعيب الجزنائي وعبد المؤمن الجناتي وعبد الرحمن‬
‫الجزولي كثي ار وأخذ بتممسان عن أبي موسى بن اإلمام والقاضي منصور بن ىدية وعن‬
‫موسى المشارك والقاضي أبي عبد هللا عبد النور وذكر من أشياخو األندلسيين منيم بغرناطة‬
‫دمحم بن عاصم القيسي‪ ,‬وكانت أكثر روايتو عن جده ألمو اإلمام الحافظ عبد المنعم بن‬
‫‪21‬‬
‫سماك‪."..,‬‬
‫سادسا‪ :‬مع شيوخه‪:‬‬
‫وكان من زىد البموي وخمقو عندما يذكر مآثر شيوخو بعد ان يترجم ليم وفاءا منو ليم‬
‫رحمو هللا تعالى فقد ذكر في ترجمة الولي نجم الدين الحجازي‪ ,‬رضي هللا تعالى عنو‪ ,‬ما‬
‫وصى بو الجد األكبر أبو الحجاج سيدي يوسف بن عبد الرحيم األقصري‬ ‫مما ّ‬
‫نصو‪ :‬قال‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫اصو وأصدقاءه‪ ,‬قال‪ :‬إذا‬
‫القطب الغوث رضي هللا تعالى عنو‪ ,‬وأعاد عمينا من بركاتو خو ّ‬
‫أدركتكم الضرورة والفاقة فقولوا‪ :‬حسبي هللا‪ ,‬ربي هللا يعمم ّأنني في ضيق‪ ,21‬وذكر ابو البقاء‬
‫ان ىذا الولي الصالح رأى النبي صمى هللا عميو وسّمم في النوم‪ ,‬بعد أن سأل هللا تعالى ذلك‪,‬‬
‫ّ‬
‫نتيجة ما اصابو من فقر شديد‪ ,‬فشكا إلى النبي صمى هللا عميو وسّمم‪ ,‬فقال لو رسول هللا صمى‬
‫ّ‬
‫تول أمري أحداً‬
‫هللا عميو وسمّم‪ " :‬قل يا ّبر يا رحيم‪ ,‬يا ّبر يا رحيم‪ ,‬الطف بي في قضائك‪ ,‬وال ّ‬
‫فمما قاليا أذىب هللا تعالى عنو فقره‪ .‬فكان البموي رحمو هللا تعالى‬
‫سواك‪ ,‬حتى ألقاك "‪ّ ,‬‬
‫يوصي بيا أصحابو وأحبابو‪.23‬‬

‫)‪) 555‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫سابعا‪ :‬وفاته ‪:‬‬


‫لم يحدد تاريخ وفاة ابو البقاء البموي رحمو هللا فقيل انو توفي بعد ‪ 313‬ه‪,28‬‬
‫وقيل كان بالحياة سنة ‪ 311‬ىـ‪ .27‬ويقول المحقق ابو الحسن السائح انو توفي قبل سنة‬
‫‪380‬ىـ‪..70‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬رحمة ابو البقاء البموي‪:‬‬
‫كانت رحمة ابو البقاء من سمسمة الرحالت التي عرف بيا المغاربة واألندلسيين‬
‫عل مر العصور االسالمية‪ ,‬فيي التقل شأنا في جوانبيا الجغرافية والتاريخية واألدبية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية عن رحالت ابن فضالن وابن بطوطة‪ ,‬وابن جبير‪ ,‬وغيرىم‪ ,‬فقد‬
‫كتبيا البموي أثناء رحمتو إلى المشرق متضمنة وصف ما شاىد من األقطار والمدن‪ ,‬وما التقى‬
‫بيم من الرجال‪ ,‬وكتب مؤلفو ىذا أثناء رحمتو ىذه‪ ,‬فمما عاد إلى األندلس نقحيا واطمع عمييا‬
‫‪75‬‬
‫اىل المعرفة وافادىم منيا‪.‬‬
‫ويعتبر ىذا العصر ( القرن الثامن اليجري)‪ ,‬من ألمع العصور اإلسالمية شيدت‬
‫فيو األندلس والمغرب في عيد بني مرين مجدىا الثقافي والتنوع المعرفي‪ ,‬وشيدت القاىرة‬
‫والشام في عيد الناصر بن قالوون استق ار ار نسبيا من الناحية السياسة واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ,‬مما شجع عمى التاليف والرحالت بأمان وحرية‪.‬‬
‫تعد رحمة ابو البقاء البموي التي كتبيا والفيا باسموب النثر واحيانا يميل الى السجع‬
‫نموذجا ذو اثر واضح وكبير في تطور اسموب االدب والنثر عمى حد سواء فيي تحاكي‬
‫‪72‬‬
‫فقال‪( :‬‬ ‫وتناغم المدن واالسواق والحارات بنفس االسموب‪ ,‬مثال ذكر البموي مدينة مرسى‬
‫وفوق ذلك اعطى‬ ‫‪77‬‬
‫وأسواق موفورة‪ ,‬ومساجد معمورة‪ ,‬ولقربيا من األندلس ىي مذكورة)‬
‫انطباعا اقتصاديا منتعشا لتمك المدينة وتشترك ىذه الرحمة بكثير من احواليا محاكاتا وتاث ار‬

‫)‪) 552‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫برحمة ابن بطوطة البموي‪ ,‬استمرت ىذه الرحمة أربع سنوات من ‪373‬ىـ إلى ‪340‬ىـ‪ ,‬وقد‬
‫وصف األقطار التي زارىا وىي المغرب ومصر وفمسطين والحجاز‪.74‬‬
‫‪71‬‬
‫وقيد رحمتو‬ ‫قال ابن الخطيب عن رحمة البموي ومسارىا"‪ ...‬قضى ببمده وبغيره‪ّ ,‬‬
‫وحج ّ‬
‫في سفر‪ ,‬وصف فيو البالد ومن لقي‪ .... ,‬وقفل إلى األندلس‪ ,‬وارتسم في تونس في الكتابة‬
‫عن أميرىا زمانا يسيرا‪ ."...‬واشار المقري الى ان ىذه الرحمة المسماة بتاج المفرق مشحونة‬
‫بالفوائد ‪ ,‬وفييا من العموم واآلداب ما ال يتجاوزه المؤلفون في ىذا المجال‪.71‬‬
‫قام البموي خالل حياتو العممية الحافمة بثالث رحالت‪ ,‬كانت أوالىا لمدينة فاس طمبا‬
‫لمعمم واإلجازة في رحاب القرويين المبارك‪ ,‬والثانية إلى المشرق لحج بيت هللا الحرام‪ ,‬وبحثا‬
‫عن السند العالي في الحديث ولمحصول عمى اإلجازات العممية‪ ,‬والثالثة كانت داخل األندلس‬
‫‪73‬‬
‫خصوصا في المنطقة الشرقية منيا‪.‬‬
‫أن رحمة ابو البقاء تبتدئ من خروج البموي من قتورية إلى المرية يوم األحد ‪3‬‬
‫جمادى األولى سنة ( ‪ 371‬ىـ‪ 5774 -‬م) فوصل ىنين وتممسان والجزائر فبجاية فقسطنطينة‬
‫‪78‬‬
‫ذلك بقولو (‪....‬وقيد رحمتو في سفره ووصف‬ ‫فالعناب فبونة‪ ,‬ثم تونس‪ ,‬وذكر ابن الخطيب‬
‫فييا البالد ومن لقي وكتب بتونس عن أميرىا قميال‪ , )...,‬ثم انتقل إلى قوسرة ومالطة وقبرص‬
‫واإلسكندرية فالقاىرة ومنيا إلى مدينة عنزة فالخميل فبيت المقدس‪ ,‬فالكرك فتبوك‪ ,‬واقفا عمى‬
‫وصف تمك االماكن والمشاىد وصفا دقيقا ثم توجية إلى (المدينة المنورة) ثم خرج البموي من‬
‫المدينة في ‪ 27‬ذي القعد إلى إلى مكة التي دخميا في ‪ 1‬ذي الحجة عام ‪ 373‬ىـ‪ ,‬ثم قفل‬
‫راجعا إلى وادي العتيق فالمدينة في ‪ 27‬ذي الحجة عام ‪ 373‬ىـ‪ ,‬ثم عقبة ايميو‪ ,‬وصل إلييا‬
‫في ‪ 51‬محرم عام ‪ 378‬ىـ‪ ,‬ثم واصل السير إلى القدس‪ ,‬ثم الرممة‪ ,‬وعسقالن‪ ,‬والى مصر‪,‬‬
‫فاإلسكندرية‪ ,‬التي غادرىا في أول شوال سنة ‪ 378‬ىـ ما ار بطبرق وتونس‪,‬ـ (سنة ‪ 340‬ىـ)‬
‫وقسطنطينة‪ ,‬وبجاية‪ ,‬وجبل الزاب‪ ,‬والجزائر وتممسان‪ ,‬اذ ركب منيا إلى (المرية) ثم الى‬

‫)‪) 557‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫قتورية مسقط راسو ومن ىناك جاب بعض المدن والقصبات المجاورة لمتعريف برحمتو‪.77‬‬

‫وقد قام البموي بعد عودتو عمى مراجعة رحمتو التي وضعيا أثناء حجو وأضاف إلييا‬
‫تقريط العمماء واألدباء الذين أطمعوا عمييا‪ ,‬ثم أخرجيا حفيده خالد بن احمد بن خالد المؤلف‬
‫بعد أن انتسخيا من مبيضة جده وأتميا ببرشالة في الحادي والعشرين من شير صفر سنة (‬
‫‪ 857‬ىـ‪ 5451 -‬م(‪ ,‬وىذه رحمة قد اعطت سمة الفيرسة التي تشكل أحد أىم عناصر الثقافة‬
‫العممية ببالد المغرب واألندلس ذلك أن البموي افاد في رحمتو حول شيوخ العمم الذين اخذ‬
‫عنيم‪ ,‬والكتب المقررة في التدريس‪ ,‬والمؤلفات‪ ,‬وأحوال حمقات العمم والتدريس‪ ,‬والبيئية الثقافية‬
‫‪40‬‬
‫ىناك‪.‬‬
‫البموي يتحدث عن رحمته وسبب القيام بها‪:‬‬
‫ذكر البموي في مقدمة رحمتو عن سبب القيام بالرحمة والقصد منيا فقال‪" :‬ىذا‬
‫تقييد‪ ,‬أطمعو عون من هللا وتأييد‪ ,‬قصدت بو ضبط موارد الرحمة الحجازية‪ ,‬وذكر معاىد‬
‫الوجية المشرقية‪ ,‬جعميا هللا تعالى في ذاتو‪ ,‬وابتغاء مرضاتو‪ ,‬بمنو وكرمو‪ .45"...,‬ثم يذكر‬
‫لقاءه بشيوخو ووصفو ليم بإجمل العبارات‪ ,‬اذ يقول‪ ..." :‬وألممت مع ذلك بذكر بعض الشيوخ‬
‫من العمماء الفضالء الذين يطئون ذيول البالغة‪ ,‬ويجرون فضول البراعة‪ ,‬وليم كالم يتألق‬
‫منو شعاع الشرق‪ ,‬ويترقرق عميو صفاء العقل‪ ,‬وينبث فيو فرند الحكمة‪ ,.... ,‬ويخجل نور‬
‫الشمس والبدر‪ ,‬وألمعت بذكر نبذ من فوائدىم‪ ,‬واختيار طرف من أناشيدىم‪ ,‬ومزجتيا بما‬
‫جرت إليو العبارة‪ ,‬وحسنت فيو اإلشارة‪ ,‬من قطع الشعر المناسبة قطع النور‪ ,‬المنتظمة من‬
‫جواىر المفظ‪.42,... ,‬‬
‫واسترسل يقول عن جمعو لمرحمة وتبويبيا "‪ ....‬ولما بوبت ما ألفت‪ ,‬ورصعت‬
‫ما جمعت‪ ,... ,‬فجاء كما تراه حسن الزي‪ ,‬عذب الري‪ ,‬عالي القدر‪ ,.... ,‬فيو لممسمع مراد‪,‬‬

‫)‪) 554‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫ولمفكر معاد‪ .... ,‬سميتو‪ :‬بتاج المفرق‪ ,‬في تحمية عمماء المشرق‪ .‬ثم يختم بالدعاء عمى ان‬
‫ينتفع بو الناس‪ ... " ,‬ودعوت هللا تعالى في مواطن اإلجابة‪ ,‬أن يوفقني فيو لإلجادة‬
‫واإلصابة‪ ,‬وأن ينفع بو كل من يمتمس النفع بو في المطالعة أو الكتابة‪ ,‬وىو سبحانو سميع‬
‫‪47‬‬
‫الدعاء‪ ,‬مجيب النداء‪ ,‬محقق الرجاء‪ ,‬وىو حسبي ونعم الوكيل‪."...‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬الجوانب االقتصادية في كتاب تاج المفرق‪:‬‬


‫لقد تناولت رحمة البموي وبشكل واضح وشيء من التفصيل عن الجوانب االقتصادية‬
‫لكل المدن التي جابيا فيو يذكر االسواق والمحال التجارية والحرف والصناعات فضال عن‬
‫الجانب الزراعي ويدقق البموي عادة في وضع احصائية حسابية عن المحال واالسواق والحرف‬
‫كما سنبين في ىذا المبحث الذي ىو مضمون واساس ومحور ىذا البحث‪.‬‬
‫‪1‬ــــ َم َّكةُ‪:‬‬
‫بيت هللا الحرام‪ ,‬قال بطميموس‪ :‬طوليا من جية المغرب ثمان وسبعون درجة‪,‬‬
‫وعرضيا ثالث وعشرون درجة‪ ,‬وقيل إحدى وعشرون‪ ,‬تحت نقطة السرطان‪ ,‬طالعيا الثرّيا‪,‬‬
‫الجبارين أي‬
‫تمك ّ‬ ‫بيت حياتيا الثور‪ ,‬وىي في اإلقميم الثاني‪ ,‬أما اشتقاقيا‪ ,‬سميت مكة ألنيا ّ‬
‫تذىب نخوتيم‪ ,‬ويقال إنما سميت مكة الزدحام الناس بيا‪ ,‬وسميت بكة الزدحام الناس بيا‪,‬‬
‫‪44‬‬
‫ويقال‪ :‬مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت‪.‬‬
‫لقد أورد البموي في رحمتو نصا يبين فيو الجانب االقتصادي التي تتمتع بمكة‬
‫المكرمة من خالل زيارتو ليا في ذلك الوقت اذ يقول فيو بشأن مكة المكرمة‪" :‬ومكة شرفيا هللا‬
‫تعالى ىي بمدة قد وضعيا هللا تعالى بين جبال محدقة بيا وىي بطن واد مقدس كبيرة مستطيمة‬
‫تسع من الخالئق عددا ال يحصييم إال هللا عز وجل وىي البمد المباركة التي سبقت ليا‬
‫وألىميا الدعوة الخميمية اإلبراىيمية‪ ,‬قال هللا عز وجل‪" :‬أو لم نمكن ليم حرما امنا تجبى إليو‬
‫‪41‬‬
‫فبرىان ذلك فييا ظاىر إلى يوم القيامة‪ ,‬وذلك أن أفئدة الناس تيوى إلييا‬ ‫ثمرات كل شيء"‬
‫من األصقاع النائية‪ ,‬واألقطار الشاحطة‪ ,‬فالطريق إلييا ممتقى الصادر والوارد ممن بمغتو‬

‫)‪) 551‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫الدعوة المباركة والثمرات تجبى إلييا من كل مكان‪ ,‬فيي أكثر البالد نعما وفواكو ومنافع‬
‫ومرافق ومتاجر‪ ,‬ولو لم يكن ليا من المتاجر إال أوان الموسم‪ ,‬ففيو مجتمع أىل المشرق‬
‫والمغرب فيباع فييا ف ي يوم واحد فضال عما يتبعو من األيام من البر إلى الدر‪ ,‬ومن الذخائر‬
‫النفيسة كالجواىر والياقوت وسائر األحجار من أنواع الطيب كالمسك والكافور والعنبر‬
‫والعقاقير اليندية إلى غير ذلك من جمب اليند والحبشة إلى األمتعة العراقية واليمانية إلى‬
‫السمع الخرسانية‪ ,‬والبضائع المغربية‪ ,‬إلى ما ال ينحصر وال ينضبط‪ ,‬ما لو فرق عمى البالد‬
‫كميا ال قام ليا األسواق النافقة‪ ,‬وعم جميعيا بالمنفعة التجارية حاشا ما يط أر بيا مع طول‬
‫العام من اليمن وسواىا فما عمى األرض سمعة من السمع وال ذخيرة من الذخائر إال وىي‬
‫موجودة فييا وىي تغص بالنعم والفواكو والخضر عمى اختالفيا وال تنقطع منيا مع طول العام‬
‫ولكل نوع من ىذه األنواع فضيمة موجودة في حاسة الذوق فيفضل فييا أنواعو الموجودة في‬
‫‪41‬‬
‫سائر البالد فيذه بركة ال خفاء ليا"‪.‬‬
‫الم ِرَّيةُ‪:‬‬
‫‪2‬ــــ َ‬
‫وىي مدينة كبيرة من كورة البيرة من مدن األندلس‪ ,‬وكانت باب الشرق منيا يركب‬
‫التجار وفييا تحل مراكب التجار وفييا مرفأ ومرسى لمسفن والمراكب‪ ,‬يضرب ماء البحر‬
‫سورىا‪ ,‬ويعمل بيا الديباج فيجاد عممو‪ ,‬فمم ُيرى في األندلس من يجيد عمل الديباج مثل أىل‬
‫المرية‪ ,‬ودخميا الفرنجة‪ ,‬في سنة ‪142‬ى ـ ثم استرجعيا المسممون سنة ‪112‬ى ـ‪ ,‬وفييا يكون‬
‫ترتيب األسطول الذي لممسممين ومنيا يخرج إلى غزو األفرنج‪.43‬‬
‫وتحدث ابو البقاء عن المرية ذاك ار اسواقيا ونشاطيا االقتصادي وحجميا والحرف‬
‫الصناعية فييا قائال"‪ ....‬وسرنا في أطيب ىواء‪ ,‬واحسن استواء‪ ,‬إلى أن وافينا‪ ,‬مرسى ىنين‬
‫فنزلنا بيا ضحوة يوم الثالثاء‪ ,‬التاسع لجمادى األولى المذكور‪ ,‬فرأيت بميدة نضيرة‪ ,‬ال كبيرة‬
‫وال صغيرة‪ ,‬جميمة المنظر‪ ,‬متوسطة بين الصغر والكبر‪ ,‬موضوعة أسفل جبمين‪ ,‬بين بحر‬
‫‪48‬‬
‫وشجر‪ ,‬يخفضيا ارتفاع قمعة‪ ,‬دار صنعة‪ ,‬وأسواق موفورة‪ ,‬ومساجد معمورة‪."...‬‬

‫)‪) 551‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫الكْر ُك‪:‬‬
‫‪3‬ــــ َ‬
‫بسكون الراء‪ ,‬وآخره كاف‪ :‬قرية في أصل جبل لبنان‪ ,47‬وصل إلييا ابو البقاء البموي‬
‫في ضحوة يوم األحد الثالث والعشرين لشوال من سنة ‪373‬ى ـ‪10‬ـ‪ ,‬فيقول عنيا" ‪ ....‬فرأيت‬
‫مدينة عظيمة الجرم‪ ,‬سامية الرسم‪ ,‬كأنيا عمى مرقب النجم‪ .‬يحصر دونيا الناظر ‪,....‬‬
‫متناىية في الحصانة‪ ,‬موصوفة بالوثاقة‪ ,‬ممتنعة عمى الطمب والطالب‪ ,‬مختصة بكثرة‬
‫الحراس وشدة الحجاب‪ .15....‬وقال البموي عنيا شع ار‬
‫تحسب النجم في دجى الميل زى ار ‪ ...‬في رباىا وتحسب الزىر نجما‬
‫‪ ....‬وفتحت أبوابيا أنقابا في وسط الحجر الصمد‪ ,‬والعجب كل العجب أنيا عمى بعد‬
‫مرقاىا‪ ,‬وسمو مرتقاىا‪ ,‬قد اينعت في أعالىا الثمار وتفجرت منيا العيون واألنيار فكمما ىب‬
‫فييا النسيم غردت األطيار‪ ,12"....‬ويتعجب البموي كما في النص اعاله من مكان مدينة‬
‫الكرك فعمى الرغم من الحجر والمرتفع التي ىي عميو فقد انتشرت في اعالىا االشجار المثمرة‬
‫وانفجرت العيون واالنيار جارية فييا مما يشجع عمى الزراعة واالنتاج فضال عن كثرة االمطار‬
‫وخاصة في شير اذار كما يقول البموي‪ 17‬في ىذا البيت‬
‫فيي ال تسئل الغما ‪ ...‬م وال تشتاق كاألرض كميا آذار‬
‫‪4‬ــــــ االسكندرية‪:‬‬
‫مدينة قديمة جميمة عظيمة وكانت في القديم أكبر مما ىي اآلن وأعظم في كثرة األىل‬
‫والبنيان‪ ,‬بناىا االسكندر ذو القرنين عمى شاطىء البحر الرومي‪ ,‬والمشيورة بيذا االسم‬
‫اإلسكندرية العظمى فى بالد مصر‪ ,14‬وقد دخميا ابو البقاء البموي في ليمة الجمعة الثالث‬

‫)‪) 553‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫عشر لجمادى األخرى من عام ( ‪373‬ىــ)‪ ,11‬ودون في رحمتو ما اخبروه ان عمرو بن العاص‬
‫لما فتح اإلسكندرية وجد فييا أثنى عشر ألف بقال يبيعون البقل األخضر‪ ,11‬وىذا يدل عمى‬
‫ان االسكندرية كانت عامرة باالسواق وبيع البقالة قبل الفتح االسالمي عمى يد عمر بن‬
‫العاص في زمن الخميفة الراشد عمر بن الخطاب سنة ‪20‬ىـ‪ ,13‬وذكر البموي انو التقى في ىذه‬
‫المدينة احد شيوخو بأحدى الحوانيت ويعرف بحانوت الوثيقية اذ يقول البموي "‪ ....‬كمال الدين‬
‫أبى عبد هللا دمحم بن دمحم عبد الرحمن القرشي اإلسكندري لقيتو بحانوت الوثيقية"‪.18‬‬
‫ِ‬
‫القاهَرُة‪:‬‬ ‫‪4‬ـــــــ‬
‫مدينة بجنب الفسطاط يجمعيا سور واحد وىي لمدينة عظيمة وبيا دار الممك‬
‫معد بن إسماعيل الممّقب‬
‫المعز أبي تميم ّ‬
‫ّ‬ ‫ومساكن الجند‪ ,‬وكان أول من أحدثيا جوىر غالم‬
‫المعز أنفذه في‬
‫ّ‬ ‫بالمنصور بن أبي القاسم‪ ,‬وكان السبب في استحداث ىذه المدينة‪ ,‬أن‬
‫الجيوش من أرض إفريقية لالستيالء عمى الديار المصرية في سنة ‪718‬ىـ ـ فسار في جيش‬
‫كثيف حتى قدم مصر‪ ,‬وبعد دخولو اشترط عميو أىل مصر ّأال يساكنيم‪ ,‬فنزل تمقاء الشام‬
‫بموضع القاىرة اليوم‪ ,‬وكان ىذا الموضع اليوم تبرز إليو القوافل إلى الشام‪ ,‬وشرع فبنى فيو‬
‫استمرت الحال إلى‬
‫المعز وبنى لمجند حولو فصار ذلك المكان أعظم من مصر و ّ‬ ‫ّ‬ ‫قص ار لمواله‬
‫اآلن‪ ,17‬يذكر ابو البقاءء الحياة االقتصادية في القاىرة‪ ,‬فيقول‪ " :‬فرأيت فييا من المباني‬
‫اليائمة واألسواق الحفمة والمساجد العتيقة والمدارس األنيقة والمرابع البارعة والمصانع الناصعة‬
‫‪10‬‬
‫وىذا يعني ان اسواق القاىرة فييا رواج لمسمع فيي عمى‬ ‫واألزىار واألشجار الباىرة‪"...... ,‬‬
‫وصفو حافمة بالمتبضعين وتوفر انواع السمع وكثرة الطمب مما يؤدي الى االنتعاش‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫)‪) 558‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫ويسترسل البموي القول عن تمك المدينة‪ ....." ,‬القاىرة وما أدراك ما القاىرة‬
‫الظالل الوارفة والمياه اليامرة واألرض األريضة والروضات العاطرة‪ ,....‬إلى أغصان عقدت‬
‫الجداول خالخل بسوقيا‪ ,‬ولئالئ مثمت من الرياض بسوقيا‪ ,‬فمن حيث استقبمت تمك المدينة‬
‫أشرقت وكيفما لمحت أساريرىا برقت ومعموم أنيا قاعدة المشرق وأم المدائن ومقر المموك ودار‬
‫الطمأنينة‪ ,15....‬وىو يتناول الحديث عن الجانب الزراعي لممدينة كخصوبة االرض ووفرة‬
‫المياة السطحية وتنوع المحاصيل الزراعية التي تعمر بيا االسواق ونتيجة لذلك يذكر البموي‬
‫قائال "‪ ...‬قد كمل هللا حضرتيا‪ ,‬وجمل نضرتيا بأن قمد بيا أمور المسممين‪ ,‬وخمد فييا العزو‬
‫والتمكين لمسمطان الناصر الدنيا والدين أبى المعالي دمحم بن السمطان الممك المنصور قالوون‬
‫الصالحي قسيم الممك أمير المؤمنين أبى الربيع سميمان بن الخمفاء العباسيين فاستمرت‬
‫سمطنتو اآلن مدة من خمسين سنة فجاءت الدنيا في أيامو غضة‪ ,‬وزىرة األيام بيجة‪ ,‬لما منح‬
‫وىذا امر طبيعي‬ ‫‪12‬‬
‫هللا عمى يديو من األمن والسكون والدعة وظالل المسرة واليدنة ‪."...‬‬
‫فعندما تستقر االحوال االقتصادية تستقر االحوال السياسية خاصة اذا الحاكم قوي الشخصية‬
‫ومركزي الحكم‪ ,‬ثم إن القاىرة تقع عمى نير النيل وىذا مورد اقتصادي طبيعي عذب ساعد‬
‫عمى االستقرار واالستيطان المجتمعي واقامة العمران وعن ىذا يقول البموي" ‪ .....‬وما ظنك‬
‫‪17‬‬
‫بمدينة عذب فييا البحر وفاض عمييا من الجنة واستقبل بيا النيي واألمر‪."...‬‬
‫ثم ينتقل البموي الى وضع احصائية حسابية عن المراكب والسفن التي تحمل وتسوق‬
‫المحاصيل الزراعية من مناطق زراعتيا الى اسواقيا إذ يقول "‪ ...‬وأحصوا المراكب الجارية في‬
‫ىذا النيل المعدة ال يساق الزرع خاصة‪ ,‬فألفوىا تنيف عمى مائة ألف مركب ماعدا الزواريق‬
‫‪14‬‬
‫وأحصى‬ ‫الصغار التي لمصيد والركوب‪ ,‬وغير ذلك فكأنيا أكثر من أن تحصى ‪."....‬‬
‫الجمال الداخمة إلى القاىرة بالماء في كل يوم فبمغت مائتي ألف جمل ما عدا البغال والحمير‬
‫‪ ....‬وىذه الجمال المذكورة تحط بالمدينة في كل يوم من أيام الصيف سبع آالف وفي الشتاء‬

‫)‪) 557‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫أقل من ذلك‪ ,‬وأحصى دكاكين السقائين المعدة لمسقي بالقاىرة فبمغت ستين ألف دكان ما عدا‬
‫‪11‬‬
‫السقائين الذين باألكواز واألكواب في الطريق واألسواق وغيرىا‪."....‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد ظل كتاب تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ألبي البقاء البموي‪ ,‬من أىم كتب‬
‫الرحالت عمى اإلطالق‪ ,‬ودرة من درر األدب العربي‪ ,‬سجل فييا البموي المظاىر الحضارية‬
‫والثقافية والعممية واالجتماعية لمبالد التي مر بيا‪ ,‬والعمماء واألدباء الذين لقييم‪ ..‬وقد اشتيرت‬
‫ىذا الرحمة في المغرب والمشرق‪ ,‬وتداولتيا األيدي‪ ,‬وكانت مصدر لكثير من رجال التراجم‬
‫واألعالم‪ ,‬وقد كتبيا مؤلفيا أثناء رحمتو إلى المشرق‪ ,‬فوصف ما شاىده من األقطار‪.‬‬
‫وتحدث عمن اتصل بيم من الرجال‪ ,‬وقيد مذكراتو‪ ,‬وكتب مؤلفو ىذا أثناء‬
‫رحمتو‪ ,‬فمما عاد إلى األندلس نقحيا‪ ,‬وأطمع عمييا رجال الفكر والثقافة‪ .‬وكان رحيل البموي في‬
‫نفس السنوات التي رحل فييا ابن بطوطة‪ ,‬وذكر البموي تفصيل المدن والقصبات التي مر بيا‬
‫اثناء رحمتو وتناول احواليا االقتصادية من زراعة واسواق وصناعة‪.‬‬
‫وقد ركز ىذا البحث عن الجوانب االقتصادية ألىم المدن التي جابيا ابو البقاء البموي‬
‫إذ تناول االسواق والمحال التجارية والصناعة والحرف وتناول الجانب الزراعي لتمك المدن‬
‫بوصفو لمصادر المياة السطحية ( االنيار والبحار ) والواحات والينابيع وخصوبة االرض‬
‫الصالحة الزراعية وال تخمو رحمة ابو البقاء البموي من تدوين االحصاءات الحسابية لممحالت‬
‫والحوانيت والبقالة والتعامالت النقدية والمقايضات التجارية‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ .5‬لسان الدين ابن الخطيب‪ ,‬دمحم بن عبد هللا بن سعيد الغرناطي( ت ‪ ,)331‬اإلحاطة في أخبار‬
‫غرناطة‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪5424 5‬ه‪281 /5 ,‬؛ كحالة‪ ,‬عمر بن رضا بن دمحم‪( ,‬ت‬
‫‪5408‬ه)‪ ,‬معجم المؤلفين‪ ,‬مكتبة المثنى‪ ,‬بيروت‪.73 /4 ,‬‬
‫‪ .2‬ابن مخموف‪ ,‬دمحم بن دمحم بن عمر بن عمي (ت ‪5710‬ىـ)‪ ,‬شجرة النور الزكية في طبقات‬
‫المالكية‪ ,‬عبد المجيد خيالي‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬لبنان ط‪ 5424 ,5‬ىـ ‪ 2007 -‬م‪.727 /5 ,‬‬

‫)‪) 520‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫‪ . 7‬ابن الخطيب‪ ,‬معيار االختيار في ذكر المعاىد والديار‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬القاىرة ‪5427‬ىـ ‪,‬‬
‫‪ 501 /‬ـ ‪.501‬‬
‫‪ .4‬ابن حزم‪ ,‬عمي ابن احمد بن سعيد بن حزم االندلسي‪( ,‬ت ‪411‬ه)‪ ,‬جميرة أنساب العرب‪,‬‬
‫تحقيق لجنة من العمماء‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت ‪5787‬م‪442 /5 ,‬؛ السمعاني‪ ,‬عبد الكريم بن‬
‫دمحم بن منصور التميمي‪( ,‬ت‪112‬ه)‪ ,‬االنساب‪ ,‬تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعممي‪ ,‬دائرة‬
‫المعارف العثمانية‪ ,‬ط‪5712 5‬م‪721/2 ,‬؛ ابن االثير‪ ,‬دمحم بن دمحم بن عبد الكريم‪( ,‬ت‪170‬ه)‪,‬‬
‫المباب في تيذيب االنساب‪ ,‬دار صادر بيروت‪.533/5 ,‬‬
‫‪ .1‬المقري‪ ,‬شياب الدين احمد بن دمحم المقري‪(,‬ت‪ ,)5045‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪,‬‬
‫تحقيق احسان عباس‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بيروت ط‪5718 ,5‬م‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .1‬لسان الين ابن الخطيب‪ ,‬اإلحاطة في أخبار غرناطة (‪447 /4‬؛ ينظر‪ :‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من‬
‫غصن االندلس الرطيب‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .3‬لسان الدين ابن الخطيب‪ ,‬الكتيبة الكامنة في من لقيناه باألندلس من شعراء المائة الثامنة‪.574 ,‬‬
‫‪ .8‬السائح‪ ,‬الحسن‪ ,‬أبو البقاء البموي‪( ,‬مجمة البحث العممي‪ ,‬العدد‪.570/ ,5714 ,5 :‬‬
‫‪ .7‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .50‬السائح‪ ,‬الحسن‪ ,‬أبو البقاء البموي‪.570/ ,‬‬
‫‪ .55‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪727 /5 ,‬؛ وينظر‪ :‬ابو العباس‪ ,‬احمد بابا بن احمد بن‬
‫عمر بن دمحم التكروري التنبكتي السوداني‪(,‬ت ‪ 5071‬ىـ)‪ ,‬نيل االبتياج بتطريز الديباج‪ ,‬تقديم‪:‬‬
‫الدكتور عبد الحميد عبد هللا اليرامة‪ ,‬دار الكاتب‪ ,‬طرابمس – ليبيا‪ ,‬ط‪ 2000 ,2‬م‪.537 / ,‬‬
‫‪ .52‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .57‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.177 /2 ,‬‬
‫‪ .54‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.174 /2 ,‬‬
‫‪ .51‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.174 /2 ,‬‬
‫‪ .51‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.7 /,‬‬
‫‪ .53‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.7 /,‬‬
‫‪ .58‬ابن الخطيب‪ ,‬خطرة الطيف في رحمة الشتاء والصيف‪7 / ,‬؛ السائح‪ ,‬الحسن‪ ,‬أبو البقاء البموي‪,‬‬
‫‪.575/‬‬
‫‪ .57‬ابن الخطيب‪ ,‬ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب‪ ,‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد هللا عنان‪ ,‬مكتبة الخانجي –‬
‫القاىرة‪ ,‬ط‪5780 ,5‬م‪.211 /2 ,‬‬

‫)‪) 525‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫‪ .20‬ابن الخطيب‪ ,‬ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب‪.211 /2 ,‬‬


‫‪ .25‬لسان الدين ابن الخطيب‪ ,‬االحاطة في اخبار غرناطة‪202 /5 ,‬؛ ابن مخموف‪ ,‬شجرة النور‬
‫الزكية‪727/ 5 ,‬؛‬
‫‪ .22‬الزركمي‪ ,‬االعالم‪.751 /7 ,‬‬
‫‪ .27‬شجرة النور الزكية‪727/ 5 ,‬؛ ابو العباس‪ ,‬نيل االبتياج بتطريز الديباج‪.537 / ,‬‬
‫‪ .24‬الزركمي‪ ,‬االعالم‪.751 /7 ,‬‬
‫‪ .21‬السائح‪ ,‬الحسن‪ ,‬أبو البقاء البموي‪.570/ ,,‬‬
‫‪ .21‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .23‬المقري‪ ,‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .28‬الزركمي‪ ,‬األعالم‪.273 /2 ,‬‬
‫‪ .27‬ابن مخموف‪ ,‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪.727 /5 ,‬‬
‫‪ .70‬تاج المفرق‪ ,‬مقدمة المحقق‪.7 / ,‬‬
‫‪ .75‬السائح‪ ,‬دمحم ‪ ,‬تاج المفرق‪ ,‬مقدمة الكتاب‪ ,‬ص ‪.1‬‬
‫‪ .72‬مرسى‪ ,‬مدينة قرب ابونة في افريقيا عمى الساحل فييا مرسى لمسفن وسوق‪ .‬ياقوت الحموي‪,‬‬
‫معجم البمدان‪.501 /1 ,‬‬
‫‪ .77‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ص‪.7 :‬‬
‫‪ .74‬السائح‪ ,‬الحسن‪ ,‬أبو البقاء البموي‪.570/ ,‬‬
‫‪ .71‬اإلحاطة في أخبار غرناطة ‪281 /5‬؛ كحالة‪ ,‬معجم المؤلفين‪.73 /4 ,‬‬
‫‪ .71‬نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪.172 /2 ,‬‬
‫‪ .73‬الزركمي‪ ,‬االعالم‪.751 /7 ,‬‬
‫‪ .78‬اإلحاطة في أخبار غرناطة ‪281 /5‬؛ كحالة‪ ,‬معجم المؤلفين‪.73 /4 ,‬‬
‫‪ .77‬الزركمي‪ ,‬االعالم‪751 /7 ,‬؛ ابن مخموف‪ ,‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪.727 /5 ,‬‬
‫‪ .40‬السائح‪ ,‬الحسن‪ ,‬أبو البقاء البموي‪.575/ ,,‬‬
‫‪ .45‬البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.5 /,‬‬
‫‪ .42‬البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.2 /,‬‬
‫‪.47‬البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.7 /,‬‬
‫‪ .44‬ياقوت الحموي‪ ,‬شياب الدين عبد هللا بن ياقوت (ت‪121‬ه)‪ ,‬معجم البمدان‪ ,‬دار صادر‪,‬‬
‫بيروت‪.585 /1 ,‬‬
‫)‪) 522‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫‪ .41‬سورة القصص‪ ,‬االية‪.13 ,‬‬


‫‪ .41‬ابو البقاء البموي‪ ,‬تاج المفرق‪.31 ,31 ,32 / ,‬‬
‫‪ .43‬ياقوت الحموي‪ ,‬معجم البمدان ‪.557 /1‬‬
‫‪ .48‬ابو البقاء البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ‪.7 /‬‬
‫‪ .47‬ياقوت الحموي‪ ,‬معجم البمدان ‪.412 /4‬‬
‫‪ .10‬ابو البقاء البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ‪.10 /‬‬
‫‪ .15‬ابو البقاء البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ‪.10 /‬‬
‫‪ .12‬ابو البقاء البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ‪.10 /‬‬
‫‪ .17‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ‪.10 /‬‬
‫‪ .14‬ياقوت الحموي‪ ,‬معجم البمدان‪582 /5 ,‬؛ صفي الدين‪ ,‬عبد المؤمن بن عبد الحق‪ ,‬ابن شمائل‬
‫ّ‬
‫االبغدادي‪ ,‬الحنبمي‪( ,‬ت ‪377‬ىـ)‪ ,‬مراصد االطالع عمى اسماء االمكنة والبقاع‪ ,‬دار الجيل‪ ,‬بيروت‪,‬‬
‫ط‪ 5452 ,5‬ىـ‪31 /5 ,‬؛ شياب الدين‪ ,‬أحمد بن يحيى بن فضل هللا القرشي العدوي العمري‪( ,‬ت‬
‫‪347‬ىـ)‪ ,‬مسالك األبصار في ممالك األمصار‪ ,‬المجمع الثقافي‪ ,‬أبو ظبي‪ ,‬ط‪ 5427 ,5‬ه‪/7 ,‬‬
‫‪.470‬‬
‫‪ .11‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.27 / ,‬‬
‫‪ .11‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.24 / ,‬‬
‫‪ .13‬ابن عبد الحكم‪ ,‬عبد الرحمن بن عبد هللا بن عبد الحكم‪ ,‬أبو القاسم المصري (ت ‪213‬ىـ)‪ ,‬فتوح‬
‫مصر والمغرب‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ 5451 ,‬ىـ‪208/ ,‬؛ ان الجوزي‪ ,‬اجمال الدين أبو الفرج عبد‬
‫الرحمن بن عمي بن دمحم الجوزي (ت ‪173‬ىـ)‪ ,‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪ ,‬مصطفى عبد القادر‬
‫عطا‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪ 5452 ,5‬ىـ ‪ 5772 -‬م‪.275 / ,‬‬
‫‪ .18‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.27 / ,‬‬
‫‪ .17‬ياقوت الحموي‪ ,‬معجم البمدان ‪.705 /4‬‬
‫‪ .10‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.72 / ,‬‬
‫‪ .15‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.72 / ,‬‬
‫‪ .12‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.72 / ,‬‬
‫‪ .17‬ابو القاء البموي‪ ,‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق ‪.72 /‬‬
‫‪ .14‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.72 / ,‬‬
‫‪ .11‬تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪.72 / ,‬‬

‫)‪) 527‬‬
‫العدد (‪)3‬‬
‫جملة جامعة األنبار للعلوم اإلنسانية‬
‫(كانون االول) ‪1027‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ القران الكريم‪.‬‬
‫ابن االثير‪ ,‬دمحم بن دمحم بن عبد الكريم‪( ,‬ت‪170‬ه)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ المباب في تيذيب االنساب‪ ,‬دار صادر بيروت‪.‬‬
‫ابو البقاء البموي‪ ,‬خالد بن عيسى البموي (ت بعد ‪313‬ى ـ )‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ تاج المفرق في تحمية عمماء المشرق‪ ,‬تحقيق الحسن السائح‪,‬‬
‫ابن الجوزي‪ ,‬اجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عمي بن دمحم الجوزي (ت ‪173‬ىـ)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ المنتظم في تاريخ المموك واالمم‪ ,‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪ ,‬مصطفى عبد القادر عطا‪,‬‬
‫دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪ 5452 ,5‬ىـ ‪ 5772 -‬م‪.275 / ,‬‬
‫ابن حزم‪ ,‬عمي ابن احمد بن سعيد بن حزم االندلسي‪( ,‬ت ‪411‬ه)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ جميرة أنساب العرب‪ ,‬تحقيق لجنة من العمماء‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت ‪5787‬م‪.‬‬
‫الزركمي‪ ,‬خيري الدين بن محمود بن دمحم‪( ,‬ت‪5771‬ه)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ االعالم‪ ,‬دار العمم لمماليين‪ ,‬ط‪2002 ,51‬م‪.‬‬
‫السائح‪ ,‬الحسن‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ أبو البقاء البموي‪( ,‬مجمة البحث العممي‪ ,‬العدد‪.5714 ,5 :‬‬
‫السمعاني‪ ,‬عبد الكريم بن دمحم بن منصور التميمي‪( ,‬ت‪112‬ه)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ االنساب‪ ,‬تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعممي‪ ,‬دائرة المعارف العثمانية‪ ,‬ط‪5712 5‬م‪.‬‬
‫شياب الدين‪ ,‬أحمد بن يحيى بن فضل هللا القرشي العدوي العمري‪( ,‬ت ‪347‬ىـ)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ مسالك األبصار في ممالك األمصار‪ ,‬المجمع الثقافي‪ ,‬أبو ظبي‪ ,‬ط‪ 5427 ,5‬ه‪,‬‬
‫صفي الدين‪ ,‬عبد المؤمن بن عبد الحق‪ ,‬ابن شمائل االبغدادي‪ ,‬الحنبمي‪( ,‬ت ‪377‬ىـ)‪,‬‬
‫ّ‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ مراصد االطالع عمى اسماء االمكنة والبقاع‪ ,‬دار الجيل‪ ,‬بيروت‪ ,‬ط‪ 5452 ,5‬ىـ‪,‬‬
‫ابو العباس‪ ,‬احمد بابا بن احمد بن عمر بن دمحم التكروري السوداني‪(,‬ت ‪ 5071‬ىـ)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ نيل االبتياج بتطريز الديباج‪ ,‬تقديم‪ :‬الدكتور عبد الحميد عبد هللا اليرامة‪ ,‬دار الكاتب‪,‬‬
‫طرابمس – ليبيا‪ ,‬ط‪ 2000 ,2‬م‪.‬‬
‫ابن عبد الحكم‪ ,‬عبد الرحمن بن عبد هللا بن عبد الحكم‪ ,‬أبو القاسم المصري (ت ‪213‬ىـ)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ فتوح مصر والمغرب‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ 5451 ,‬ىـ‪.‬‬
‫)‪) 524‬‬
‫اجلوانب االقتصادية يف كتاب تاج املشرق‬ ‫م‪.‬م‪ .‬محيد حممد علي‬

‫كحالة‪ ,‬عمر بن رضا بن دمحم‪( ,‬ت ‪5408‬ه)‪,‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ معجم المؤلفين‪ ,‬مكتبة المثنى‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫لسان الدين ابن الخطيب‪ ,‬دمحم بن عبد هللا بن سعيد الغرناطي( ت ‪,)331‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ اإلحاطة في أخبار غرناطة‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب‪ ,‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد هللا عنان‪ ,‬مكتبة الخانجي – القاىرة‪,‬‬
‫ط‪5780 ,5‬م‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ الكتيبة الكامنة في من لقيناه باألندلس من شعراء المائة الثامنة‪ ,‬تحقيق احسان عباس‪ ,‬دار‬
‫الثقافة‪ ,‬بيروت ط‪5717 5‬م‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ معيار االختيار في ذكر المعاىد والديار‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ,‬القاىرة ‪5427‬ىـ‪.‬‬
‫ابن مخموف‪ ,‬دمحم بن دمحم بن عمر بن عمي (ت ‪5710‬ىـ)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ ,‬عبد المجيد خيالي‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬لبنان ط‪,5‬‬
‫‪ 5424‬ىـ ‪ 2007 -‬م‪.‬‬
‫المقري‪ ,‬شياب الدين احمد بن دمحم المقري‪(,‬ت‪,)5045‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ نفح الطيب من غصن االندلس الرطيب‪ ,‬تحقيق احسان عباس‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بيروت ط‪,5‬‬
‫‪5718‬م‪.‬‬
‫ياقوت الحموي‪ ,‬شياب الدين عبد هللا بن ياقوت (ت‪121‬ه)‪,‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ معجم البمدان‪ ,‬دار صادر‪ ,‬بيروت‪.‬‬

‫)‪) 521‬‬

You might also like