‫إصالح التعليم القائم على المعايير في الواليات المتحدة‬

‫إصالح التعليم القائم على المعايير في الواليات المتحدة‪ ‬عملية قادتها الواليات المتحدة األمريكية‪ ‬إلصالح‬
‫التعليم‪ ‬منذ الثمانينيات من القرن العشرين عن طريق إعداد معايير أكاديمية عما ينبغي على الطالب‬
‫معرفته وما يجب أن يكونوا قادرين على أدائه‪ .‬ويمكن استخدام هذه المعايير لتوجيه كل مكونات النظام‬
‫األخرى‪ .‬تنادي حركة إصالح التعليم القائم على المعايير (‪ )SBE‬بمعايير واضحة وقابلة للقياس لجميع‬
‫طالب المدارس‪ .‬وبخالف التصنيفات معيارية المرجع يقيس النظام القائم على المعايير كل طالب مقابل‬
‫مقياس ثابت‪ .‬ويجب أن يتماشى المنهج الدراسي والتقييمات والتطور المهني مع هذه المعايير‪.‬‬

‫النتائج[عدل]‬ ‫لتعليم القائم على‬

‫المعايير هي تطور لما يعرف باسم التعليم القائم على النتائج (‪ )OBE‬والذي كان مرفوضً ا بشكل كبير‬
‫في الواليات المتحدة وغير معمول به في تسعينيات القرن العشرين وما زال معموالً به من قبل بعض‬
‫الحكومات ولكن تركته بعض الحكومات في أستراليا من خالل التغيير الكامل لبنية التعليم وتصحيح‬
‫الدرجات عن طريق تخصيص التوجيه واإلرشاد‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬يقتصر إصالح أقل "المعايير" على‬
‫األهداف الرئيسية لبرامج التعليم القائم على النتائج‪:‬‬
‫إنشاء إطار عمل للمنهج الدراسي والتي تحدد معرفة أو مهارات معينة يجب أن يكتسبها الطالب‬
‫تأكيد على التقييمات معيارية المرجع بما يتماشى مع أطر العمل‬
‫فرض بعض االختبارات عالية المخاطر مثل اختبارات التخرج التي تتطلب مستوى عاليًا من األداء‬
‫للحصول على دبلومة‪.‬‬
‫في عملية ترسيخ المعايير لكل منهج دراسي فردي‪ ،‬مثل الرياضيات والعلوم‪ ،‬يمكن تنفيذ إصالحات‬
‫كثيرة أخرى مثل العلوم القائمة على االستفسار ولكن هذه ليست النواحي الرئيسية لبرنامج المعايير‪.‬‬
‫يمكن تتبع حركة المعايير وصوالً إلى جهود المركز الوطني للتعليم واالقتصاد (‪ )NCEE‬لمارك توكر‬
‫والتي تبنت جوانب حركة التعليم القائم على النتائج لويليام سبيدي في نظام قائم على المعايير والتقييمات‬
‫من أجل الحصول على شهادة اإلتقان األولية‪ .‬وقد تخلت عن هذه الشهادة كل والية طبقت أوالً هذا المبدأ‬
‫بما فيها واشنطن وأوريجون وتم استبداله على نطاق واسع باختبارات التدرج‪ .‬وقامت منظمته بالتعاقد‬
‫مع واليات ومقاطعات تغطي نحو نصف طالب المدارس األمريكية بنا ًء على طلبهم‪ .‬وقامت واليات‬
‫كثيرة بتفعيل قانون إصالح التعليم في بداية التسعينيات من القرن العشرين بنا ًء على هذا النموذج والذي‬
‫عرف في ذلك الوقت باسم "التعليم القائم على األداء " نظرً ا ألن التعليم القائم على النتائج (وتم التسويق‬
‫معه إلجراء إصالحات متطورة للتعليم غير القائم على النتائج) قد تمت مهاجمته على نطاق واسع بحيث‬
‫يتعذر ترويجه بهذا االسم‪ .‬بالرغم من تمتع حركة المعايير بدعم قوي من المحافظين أكبر من التعليم‬
‫القائم على النتائج عن طريق اعتماد برنامج يعمل على رفع معايير أكاديمية أعلى‪ ،‬اعتقد محافظون‬
‫آخرون أنه مجرد إعادة تنظيم لرؤية فاشلة وغير واقعية‪ .‬ويُعتقد أنها المكافئ التعليمي القتصاد مخطط‬
‫والذي يتطلب أن يؤدي جميع الطالب بمستوى متقدم فقط من خالل رفع توقعات وفرض عقوبات‬
‫وجزاءات على المدارس والطالب الذين يخفقون في تحقيق المعايير الجديدة‪.‬‬
 ‫الرؤية[عدل]‬
‫إن رؤية حركة إصالح التعليم القائم على المعايير هي أن كل مراهق سيتلقى دبلومة ثانوية هادفة والتي‬
‫تعمل أسا ًسا كضمان عام بأن هذا الطالب يمكنه القراءة والكتابة والقيام بالعمليات الحسابية األساسية‬
‫(وخصوصًا‪ ‬الجبر‪ ‬خالل العام األول) عند مستوى يتيح له إمكانية العمل كموظف‪ .‬ولتجنب الفشل‬
‫المفاجئ في نهاية المدرسة الثانوية‪ ،‬يتم تعميم المعاييرعلى كافة الصفوف األقل عن طريق تقييمات‬
‫منتظمة بوسائل متنوعة‪.‬‬
‫لن يتم استبعاد أي طالب بسبب‪ ‬فقرة‪ ‬أو عمره أو نوعه أو ساللته أو ثقافته أو خلفيته العائلية أو إعاقاته‬
‫أو وضعه العائلي نهائيًا من تعلم المواد المطلوبة بالرغم من أن الطالب الفرديين يمكنهم التعلم بطرق‬
‫مختلفة وبمعدالت مختلفة‪.‬‬
‫يتم اختيار المعايير من خالل مناقشات سياسية تركز على ما يلزم تعليمه للطالب ليكونوا على مستوى‬
‫المنافسة في سوق العمل‪ ،‬بدالً من وضعها على يد ناشري الكتب المدرسية أو أساتذة التربية أو التقاليد‪.‬‬
‫يتم نشر المعايير بشكل عادي وتكون متاحة بحرية لآلباء ودافعي الضرائب والمعلمين المحترفين‬
‫ومؤلفي الكتب‪.‬‬
‫ُتركز المعايير على هدف تخريج قوى عاملة متعلمة لديها القدرة على المنافسة في السوق االقتصادية‪.‬‬
‫تحدد المعايير‪ ‬ما يحتاج الطالب لمعرفته وفهمه والقدرة على عمله‪.‬‬
‫يجب أن تكون المعايير مناسبة تنمويًا ومناسبة للتوظيف في المستقبل واحتياجات التعليم‪ ]1[.‬يجب أن‬
‫تكون المعايير مكتوبة بشكل عام لكي يتمكن جميع الطالب من تحقيقها ولكي يجتازها الطالب‬
‫الموهوبون‪.‬‬
‫من المعتقد أن كل الطالب قادرون على التعلم وتحقيق توقعات عالية‪ .‬يستطيع كل من الطالب المتقدمين‬
‫والضعاف أن يتعلموا أشيا ًء جديدة بطرقهم الخاصة وبمعدالتهم الخاصة‪.‬‬
‫يتم التأكيد على وضع إرشادات تساعد الطالب على تعلم المعلومات والمهارات المدرجة ضمن المعايير‪.‬‬
‫ويتم تقدير كل من‪ ‬التميز والمساواة‪ .‬ويتم قياس المجموعات الصغيرة بحرص للتعريف‬
‫وتقليل‪ ‬العنصرية‪ ‬واالنحياز‪ ‬المنهجي وطغيان التوقعات المنخفضة‪.‬‬
‫يتم تمكين المعلمين المحترفين من اتخاذ القرارات األساسية للتعليم الفعال بدالً من استخدام أسلوب‬
‫تدريس مطبق من نماذج تعليم تقليدية‪.‬‬
‫ال يتم تشجيع االرتقاء االجتماعي‪ .‬بل يعتمد تطوير الطالب أو احتفاظهم بهذا التطوير على إنجازاتهم‬
‫التعليمية الواقعية بدالً من اعتماده على أعمارهم أو إنجازات أصدقائهم أو التقاليد‪.‬‬

‫المكونات[عدل]‬
‫هذه بعض المكونات الشائعة إلصالح التعليم القائم على المعايير‪:‬‬
‫إنشاء معايير محددة وثابتة وقابلة للقياس في إطار منهج دراسي علمي متكامل‪ .‬ويتم تطبيق هذه المعايير‬
‫على كل المدارس في الوالية أو القرية بغض النظر عن النوع أو الثروة‪.‬‬
‫تقوم االختبارات معيارية المرجع على هذه المعايير بدالً من التصنيفات المتعلقة بمعيارية المرجع (التي‬
‫ً‬
‫تلميذا بآخر)‪.‬‬ ‫تقارن‬
‫هناك تأكيد على أن المعايير الجديدة أعلى من توقعات ما قبل اإلصالح لطالب الفصول المتوسطة أو‬
‫المتوسطة العليا‪.‬‬
‫الحاجة لالنتباه من أجل تضييق الفجوات األكاديمية بين المجموعات مثل النوع والدخل والجنس‪.‬‬
‫امتحان التخرج من المدرسة الثانوية‪ ،‬والذي يعد أحد أشكال االختبارات عالي الخطورة التي ترفض منح‬
‫شهادات الدبلومة للطالب الذين لم يحققوا المعايير المقررة مثل القدرة على القراءة في مستوى الصف‬
‫الثامن أو حل رياضيات ما قبل مادة الجبر‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يعد اختبار ريجنتس في والية نيويورك‪،‬‬
‫الذي تم إجراؤه ألول مرة في عام ‪ ،1878‬أقدم اختبار تخرج من مدرسة ثانوية في الواليات المتحدة‪.‬‬
‫في معظم األنظمة التعليمية‪ ،‬فإن الطالب الذين لم يستطيعوا اجتياز االختبار يتم إعطاؤهم شهادة حضور‬
‫بدالً من الدبلومة العادية‪.‬‬

‫معلومات تاريخية[عدل]‬
‫بدأ إصالح التعليم القائم على المعايير في الواليات المتحدة من خالل نشر تقرير بعنوان‪ ‬أمة في‬
‫خطر‪ ‬في العام ‪]2[.1983‬‬
‫في عام ‪ ،1989‬أدى انعقاد مؤتمر تعليمي شمل كل حكام الخمسين والية والرئيس جورج دابليو بوش‬
‫إلى تبني أهداف تعليمية قومية للعام ‪2000‬؛ حيث كانت األهداف تشمل معايير المحتوى‪ ]2[.‬وفي نفس‬
‫العام‪ ،‬نشر المجلس الوطني لمعلمي الرياضيات‪ ‬منهج ومعايير التقييم لرياضيات المدرسة‪ ،‬وهي وثيقة‬
‫قائمة على المعايير‪]2[.‬‬
‫وتم تفعيل الرؤية القائمة على المعايير خالل إدارة كلينتون عام ‪ .1994‬وتم إقرار قانون إعادة تفويض‬
‫التعليم االبتدائي والثانوي للتأكيد على أن كل الواليات بها معايير دقيقة لكل جوانب المادة ومستويات‬
‫التقييم‪ .‬وتم تنفيذ هذه الرؤية خالل والية بوش عام ‪ 2001‬بتمرير قانون "ال يتخلف طفل عن التعليم"‪[.‬‬
‫‪]3‬‬
‫أصبح إصالح التعليم القائم على المعايير قضية مهيمنة تواجه المدارس العامة‪ .‬ففي عام ‪ 1996‬وخالل‬
‫عضوا مشار ًكا من المديرين التنفيذيين بوضع األولويات‬
‫ً‬ ‫قمة التعليم الوطني قام ‪ 44‬حاكم والية و‪50‬‬
‫(تحقق ‪]4[.)1998‬‬
‫وضع معايير وتوقعات أكاديمية عالية لجميع الطالب‪.‬‬
‫وضع اختبارات تكون أكثر صرامة وصعوبة لقياس إذا ما كان الطالب يمكنه الوفاء بهذه المعايير‪.‬‬
‫توفير أنظمة محاسبية تقدم حوافز وجوائز للمتعلمين والطالب واآلباء ليعملوا سويًا من أجل مساعدة‬
‫الطالب للوصول لهذه المستويات‪.‬‬
‫في عام ‪ ،1998‬طبقت كل والية تقريبًا أو كانت في عملية تطبيق المعايير األكاديمية لطالبها في أسس‬
‫الرياضيات والقراءة‪ .‬واستلم المعلمون والمديرون هدايا أو تم طردهم‪ ،‬وتمت ترقية الطالب أو أبقوا في‬
‫صفهم الحالي‪ ،‬وتم تمرير القانون حتى يتمكن طالب المدارس الثانوية من التخرج أو أخرجوا من‬
‫الدبلومة بنا ًء على نجاح الطالب في اجتياز المعايير أم ال‪ ،‬والتي ُتقاس في العادة بواسطة اختبار‬
‫معياري المرجع‪.‬‬
‫وضع الكونجرس األمريكي أهداف التعليم الوطني القائم على المعايير (أهداف ‪ )2000‬خالل تسعينيات‬
‫القرن العشرين‪ .‬اعتمدت الكثير من هذه األهداف على مبادئ التعليم القائم على النتائج‪ ،‬ولم يتم تحقيق‬
‫كل هذه األهداف عام ‪ 2000‬كما كان مقررً ا‪ .‬أسفرت الحركة عن تمرير قانون ال يتخلف طفل عن‬
‫التعليم عام ‪ ،2001‬والذي استمر كتفويض قومي نشط في الواليات المتحدة حتى العام ‪.2009‬‬

‫االنتقادات[عدل]‬
‫أصبحت بعض جوانب اإلصالح القائم على المعايير تحت التدقيق‪ .‬فلم يوافق بعض الباحثين‪ ،‬مثل‬
‫المحاضر بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس جاري أورفيلد‪ ،‬على أنه من الواجب على جميع الطالب‬
‫اجتياز اختبار صارم لمجرد الحصول على دبلوم المدرسة الثانوية‪ .‬وشكك آخرون مثل الموقع‬
‫اإللكتروني ‪ Mathematically Correct‬بنهج معايير المجلس الوطني لمعلمي الرياضيات في تعليم‬
‫الرياضيات‪ .‬تم انتقاد بعض معايير الوالية ألنها لم تكن محددة كمحتوى أكاديمي‪ ،‬أو ألنها ال تتضمن‬
‫مناهج دراسية تتبع المعايير الجديدة‪ .‬يعتقد مناصرو التعليم التقليدي أنه ليس واقعيًا أن نتوقع أن جميع‬
‫الطالب سوف يقدمون أدا ًء بنفس مستوى أفضل الطالب أو ال نعاقب الطالب لمجرد أنهم ال يؤدون‬
‫بمستوى أفضل طالب موهوب أكاديميًا‪.‬‬