Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 19

‫الجامعة األردنية‬

‫عمادة كلية الدراسات العليا‬


‫مركز دراسات المرأة‬

‫النوع االجتماعي األطهر‪ :‬دراسة ميدانية في مدينة عمان‬

‫اعداد الطالبة‪ :‬ديمة نعيم أبوشرخ‬


‫باشراف الدكتورة‪ :‬أمل العواودة‬
‫‪2021‬‬
‫النوع االجتماعي األطهر‪ :‬دراسة ميدانية في مدينة عمان‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ,‬و الصالة و السالم على الرسول* االمين‪ ,‬سيدنا* محمد صلى هللا عليه و سلم‪ ,‬اما‬
‫بعد‪ ,‬الوعاء الذي يحوي و يحتوي الجنين و يغذيه حتى يخرج للحياة و الذي فيه ينفخ هللا الروح في االجنة‬
‫حتى تتخلق يوصم* بالنجاسة‪ ,‬و يوصم بان هللا اختاره كعذاب للمرأة بسبب خطيئتها االولى و انزالها ادم من‬
‫الجنة‪ .‬اسرائيليات* و خرافات اجتاحت عقولنا و بتنا نعمل بها و نستنبطها دونما* ادراك و ليس هذا فحسب بل‬
‫توارثناها و سنقوم بتوريثها الوالدنا‪ *.‬اما ان لنا ان نصحو من هذه الخرافات؟ ان قمنا بعملية مقارنة بين‬
‫المحافظة على نظافة الجسد بين الجنسين سوف ترجح كفة االنثى بالحفاظ على صحة الفم و االسنان‪ ,‬بازالة‬
‫الشعر الغير مرغوب فيه‪ ,‬باستخدام مستحضرات* النظافة الشخصية و ما الى ذلك‪ ,‬ثم تأي الثقافة المجتمعية‬
‫لتضرب بهذا عرض الحائط و تفرض طهارة الذكر بسبب النفاس و الدورة الشهرية‪ .‬تأتي هذه الدراسة‬
‫لتفكيك سبب هذه الرؤى و الوقوف* على بعض االفكار* التي تختص االنثى بالدنس‪.‬‬

‫الفصل االول‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫من خالل النظرة الحديثة للجدر ونظرة المجتمع للمراة على أنها الجنس األضعف‪ ,‬والجنس العاطفي‬
‫واألمومي* الذي يقوم بوضع األطفال و رعايتهم‪....‬الى آخره ‪ .‬قامت الباحثة بسؤال النساء المتقدمات بالسن‬
‫في عائلتها عن نظرتهن بكونهن نساء عن أنفسهن و عن أجسادهن بشكل خاص‪ ,‬حيث قامت بسؤالهن‬
‫بسؤال بسيط‪ :‬من هو الجنس أو الجسد األطهر‪ ,‬و قمن باالجابة دون تردد بأن الجسد األطهر هو جسد الذكر‬
‫ألن المرأة تحيض‪ ,‬و تلد األطفال‪ .‬و عليه فقد قامت الباحثة بعمل هذا البحث عن الجنس األطهر في نظر‬
‫المجتمع األردني‪*.‬‬
‫على الرغم من تأكد هؤالء النسوة بأنهن يتمتعن بالنظافة الشخصية اال أن نظرتهن ألجسادهن كانت دونية‬
‫ففي دراسة قامت بها وزارة الصحة والخدمات اإلنسانية األمريكية ‪ ، PBS ،‬الرابطة الوطنية لفقدان الشهية‬
‫العصبي واالضطرابات المرتبطة به ظهر أن ‪ %91‬بالمئة من النساء غير راضيات عن أجسادهن‪ .‬و قد‬
‫جمعت الجمعية األسترالية لعلم النفس إحصاءات عن صورة الجسم للذكور ‪ ،‬بما في ذلك معلومات عن‬
‫عادات المصابين باضطراب* تشوه الجسم‪ .‬ووف ًقا للدكتوره هيلين فوكنر* ‪ ،‬تؤكد األبحاث أنه في السنوات‬
‫األخيرة ‪ ،‬زاد عدد الرجال الذين يلتمسون العالج من عدم الرضا عن صورة الجسد‪.‬اليوم* ‪ ،‬يبدو* أن الرجال‬
‫يشعرون بالحاجة إلى إظهار* القوة واألمان والذكورة من خالل المظهر الجسدي‪ .‬اإلحصاءات مثيرة للقلق ‪-‬‬
‫فقد تضاعف عدم الرضا عن صورة الجسد لدى الذكور ثالث مرات في السنوات الخمس والعشرين‬
‫الماضية ‪ ،‬من ‪ %15‬من السكان إلى ‪.%45‬‬
‫هذا ما قالت ماري دوغالس في كتابها الطهر و الخطر‪1966,‬عن الطبيعة البشرية‪ .‬يفهم البشر العالم من‬
‫حولهم من خالل تقسيمه إلى فئات ثنائية‪ .‬ذكر و أنثى‪ ,‬طاهر و نجس‪ ,‬نظيف وغير نظيف‪ *,‬مقبول و غير‬
‫مقبول‪ ...‬الخ‬
‫في المجتمع االردني الفالحي بشكل خاص عند والدة الرضيع فان بول الرضيعة األنثى نجس و بول‬
‫الرضيع الذكر طاهر‪ ,‬و منذ الوالدة يتم االمضاء على جسد األنثى على انه يحمل صفة النجاسة‪ ,‬و يتم‬
‫األمضاء على جسد الذكر بانه يحمل صفة الطارة؟‬
‫وقد كشفت دراسة أنثروبولوجية للباحث حسني عبدالعظيم* أن الجسد األنثوي – وفقا ً للمعتقد الشعبي العربي‬
‫– هو جسد مدنس ‪ Profane‬وترتبط* تلك الدناسة بدخول األنثى مرحلة النضج والبلوغ‪ ،‬وما يرتبط بذلك‬
‫من ظواهر* عضوية متعلقة بالدم كالحيض والنفاس‪ .‬أما الجسد األنثوي قبل تلك المرحلة ‪-‬الطفولة‪ -‬وبعدها‪-‬‬
‫وهو ما يعرف بسن اليأس‪ -‬فهو جسد طاهر نقي برئ‪ .‬فكأن الدناسة مرتبطة بدم الحيض والنفاس‪ ،‬فالمعتقد‬
‫الشعبي ال يرى ذلك عرضا ً طبيعياً‪ ،‬وإنما يراه مصدراً* للنجاسة‪.‬‬
‫واستناداً إلى ذلك‪ ،‬فإن ممارسة المرأة – أثناء فترة الحيض‪ -‬ألنشطة معينة‪ ،‬وفق المعتقد الشعبي – في‬
‫مناطق الدراسة – تؤدي إلى فسادها‪ ،‬ولذلك ال ينبغي للمرأة الحائض أن تمارس تلك األنشطة‪ ،‬بل يجب أن‬
‫تعزل تماما ً عن فضاءات تلك األنشطة‪ ،‬فال يجب على المرأة أن تقترب من صناعة المربى – مثال – ألنها‬
‫ستسبب عدم تخمرها؛ ألن وجودها* يستدعي مخلوقات* «جنية» ‪-‬شيطانية‪ -‬تفسد إتمام العملية‪ ،‬كما عليها أال‬
‫تجلس في الحديقة أو حتى تمر عليها؛ ألنها ستعرض المزروعات للتلف والتدمير‪ ،‬إنها ستفسد كل‬
‫الخضروات والفواكه التي تمر بها‪ ،‬وتترك الحديقة خاوية على عروشها‪،‬وال ينبغي للمرأة أن تجلب المياه‬
‫من البئر؛ ألن المياه سوف* تجف‪ ،‬أو على األقل ستفسد حيث يمتلئ البئر الديدان‪ .‬كما تمنع المرأة من حلب‬
‫البقرة أو غيرها من الحيوانات؛ ألنها قد تسبب انقطاع اللبن من البقرة‬
‫فما هو الجسد األطهر و األنظف في نظر الدين و المجتمع‪ .‬و هل تصل نظرة األنثى لجسدها على انه غير‬
‫طاهرمقارنة بجسد الذكر؟‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تأتي هذه الدراسة لتوضيح دور* الثقافة المجتمعية و الدين في تشكيل و اعادة تشكيل نظرة الفرد الى جسده‪ ,‬و‬
‫هل كان للحداثة دور* في صياغة و اعادة صياغة نظرتنا ألنفسنا و ألجسادنا‪ *.‬في المجتمع االردني الفالحي‬
‫بشكل خاص عند والدة الرضيع فان بول الرضيع األنثى نجس و بول الرضيع الذكر طاهر‪ ,‬و منذ الوالدة‬
‫يتم االمضاء على جسد األنثى على انه يحمل صفة النجاسة‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫نظرة االديان الى طهارة المرأة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تحديد الفرق بين الطهارة و النظافة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تحديد الجنس األطهر‬ ‫‪.3‬‬

‫تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫هل ترى االديان المرأة طاهرة؟‬ ‫‪.1‬‬
‫هل الطهارة و النظافة يحمالن نفس المعنى؟‬ ‫‪.2‬‬
‫هل هناك جنس أطهر من جنس اخر؟‬ ‫‪.3‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫العتوم‪ ,‬ميسون‪ ,2013 ,‬جسد المرأة والدالالت الرمزيّة‪ : ‬دراسة أنثروبولوجية بمدينة عمّان‬ ‫‪)1‬‬
‫(األردن)‪ ,‬انطلقت هذه الدراسة من فرضيّة أنّ جسد المرأة ليس معطى‪ ‬بيولوجيّا‪ ‬أو طبيعيّا بقدر ما‬
‫تاريخي وثقافيّ واجتماعي‪ ‬صنعته قوى الهيمنة المتصارعة في المجتمع‪ .‬وبناء على ذلك‪،‬‬ ‫ّ*‬ ‫هو بناء‬
‫تناولت هذه الدراسة السوسيولوجيّة موضوع* جسد المرأة في مدينة عمّان كرهان للصراع‪ ‬بين قوى‬
‫شرعي أو جسد‬ ‫التقليد وقوى* الحداثة‪ .‬فت ّم رصد ثالثة‪ ‬أنماط رئيسية لهذا الجسد‪ ،‬وهي‪ ‬أوّ الً الجسد ال ّ‬
‫شرف‪ ‬أو‪ ‬االقتصاد المحلّي‪ .‬وثانيا‪،‬‬ ‫الجماعة في الفرد‪ ،‬وهو الجسد الحامل لكل معاني اقتصاد* ال ّ‬
‫الجسد الفتيش الذي يعبّر على منطق اقتصاد السّوق وعلى ثقافة االستهالك‪ .‬وأخيرا وليس آخرا ما‬
‫عبّرنا عنه بالجسد المتحرّ ر* الذي يسعى جاهدا‪ ‬إلى تحويل نفسه من‪ ‬إنتاج للقوى االجتماعية الخارجة‬
‫على إرادته‪ ‬إلى ملكيّة خاصّة يمكن التح ّكم فيها وإخضاعها شيئا فشيئا‪ ‬إلى سلطته وقرارته‬
‫واختياراته كفرد قادر*‪ ‬أن ي ّتخذ مسافته من الجماعة التي ينتمي إليها‪ .‬ولقد أشرنا إثر رسمنا*‪ ‬إلى هذا‬
‫األطلس الى ندارة وجود هذا الجسد المتحرّر وخاصّة في األحياء الشعبيّة وإلى هيمنة الجسد‬
‫شرعيّ على فضاء المدينة حيث‪ ‬أ ّنه الجسد األكبر واألوسع* انتشاراً بين جميع الطبقات والفئات‬ ‫ال ّ‬
‫على اإلطالق وخاصّة عند الفقراء والمستضعفين‪ .‬وهو وإن اختلفت درجة وطريقة حمل معانيه‬
‫ّ‬
‫وتمثالته وتجليّاته على مستوى* الممارسة‪ ‬فأنه يبقى ال ّنمط السائد دون منازع‪,‬‬
‫فال ّتقسيم الرّمزي بين ال ّنظيف والوسخ على ح ّد عبارة ماري دوجالس يساعد القوى االجتماعيّة على‬
‫تصنيف سلوكيّاتهم من خالل إ ّتباع منظومة من القواعد تح ّدد لهم ما هو مسموح وما هو ممنوع‪ ،‬ما‬
‫هو محمود وما هو مكروه‪ ،‬ما هو صالح وما هو فاسد‪ ،‬ما هو حالل وما هو حرام‪ ،‬ما هو خير وما‬
‫هو شرّ ‪..‬ك ّل هذه اآلليات تحتشد في الحدود* بين الجنسين لتوسّم األجساد وتضع وسمة عار وسقوط‬
‫ووسخ على جبين ك ّل من تح ّدثه نفسه بالخروج ولو بنسبة ضئيلة عن القوانين واألعراف العامّة‬
‫للجماعة‪ .‬وهي بذلك تؤ ّكد* على أنّ ال ّتهاون بمسألة خطيرة كالعذريّة من جهة المرأة يعني تدنيسا‬
‫كامال لجسد الجماعة وم ّسا* في شرف العشيرة وتطاوال على جاهها وحرمتها* واالنحطاط* بها وجرّها‬
‫إلى بؤرة المزابل واألوساخ‪ *.‬وهي مشكلة تقتضي إجراء سريعا* يهدف إلى تنظيف هذا الجسد‬
‫الجماعي وتطهيره وتنقية شرفه مما أصابه من فوضى و تدنيس‪ .‬وقد* يتم اللّجوء إلى القتل ال بل إلى‬
‫حروب ال تنتهي من أجل االنتقام واألخذ بالثأر والعمل على بتر هذا الجزء من الجسد الكبير‬
‫والتخلّص نهائيا مما قد يعتريه من خلل كما بيّنا ذلك سلفا‪ .‬إنّ االعتداء على هذا الجسد وفقا لهذه‬
‫دق طبول‬‫الفلسفة يعني اعتداء على الجسد الكامل للجماعة قبيلة كانت أم عشيرة‪ ،‬وهو يعني بالتالي ّ‬
‫شرف القعود والسّكوت على من داس األرض أو العرض في رؤية المجتمع‬ ‫الحرب‪ .‬فليس من ال ّ‬
‫المحلّي األردنيّ ‪ ،‬فهما معنيان متالزمان تنطبق* عليهما كل معاني الحرمة والشرف‪ .‬وغالبا ما‬
‫شرف‬ ‫ُتختزل ك ّل هذه المعاني في جسد المرأة‪ .‬ومن هنا يصبح لزاما على الجماعة ال ّدفاع عن ال ّ‬
‫بال ّدم إن لزم أألمر إذ " ال يسلم الشرف الرفيع من األذى حتى يُراق على جوانبه ال ّدم "على ح ّد‬
‫الزمن ال ّراهن في المجتمع األردنيّ على الرّ غم من أ ّنها قيلت‬
‫عبارة المتنبّي التي ما زالت فاعلة في ّ‬
‫منذ أكثر من ألف عام‪.‬‬

‫عبدالعظيم‪ ,‬حسني‪ ,2019 ,‬الجسد األنثوي وجدلية الطهارة والدناسة‪ ,‬ثمة تصورات عديدة عن‬ ‫‪)2‬‬
‫الجسد األنثوي* في الوعي الشعبي العربي – وفي* معظم المجتمعات التقليدية – أحد هذه التصورات*‬
‫وأوسعها* انتشارً ا – وأكثرها* قسوة بطبيعة الحال – هو االعتقاد بأن الجسـد األنثوي جسد مدنس‪،‬‬
‫يعيش بمنأى عن عالم القداسة والطهر والسمو‪ *.‬والحقيقة أن ذلك التصور* يحمل في طياته ظلمًا‬
‫وهضمًا بالغين للمرأة‪ ،‬فالمنظور السوسيولوجي* يؤكد أن القداسة والدناسة ال جنس لهما‪ ،‬أي أنهما‬
‫ليستا سمة (حصرية) ألحد الجنسين‪ ،‬بل هما في الواقع مجرد تصنيفات ثقافية ترتبط* بالسياق‬
‫التاريخي واالجتماعي لكل مجتمع‪.‬‬
‫كشف البحث األنثروبولوجي* أن تلك النظرة للمرأة ككيان دنس ترتبط* ارتباطا ً مباشراً بالظواهر*‬
‫العضوية الطبيعية التي تكابدها* كالحمل والوالدة والحيض والنفاس‪ ،‬وقد* الحظت عالمة‬
‫األنثروبولوجيا* الكبيرة «ماري دوجالس» ‪ Mary Douglas‬بعد فحصها لثقافات مختلفة أن‬
‫الحيض يوحي بالموت والدنس والخوف‪ :‬الخوف خصوصاً* مما يمثله دم الحيض من توقف*‬
‫الخصوبة أو انتهائها‪ ،‬من هنا تأتي ضرورة أن تبتعد الحائض عن كل ما يمثل التكاثر أو االختمار‪.‬‬
‫إن جسد المرأة إذن هو األكثر خضوعا لمسألة الطهارة‪ ،‬مقارنة بالرجل‪ ،‬إذ أن تكوينها* البيولوجي*‬
‫يجعلها في حاالت تدنيس يدعوها إلى التطهر كي تصبح جديرة بممارسة طقوسها الدينية‪ ،‬وتعد‬
‫المرأة مدنسة مؤقتا* نظرً ا للدم الذي يسيل منها‪.‬‬

‫دوغالس‪ ,‬ماري‪ ,1966,‬الطهر و الخطر‪ ,‬يقدم هذا الكتاب تفسير رمزي* لقواعد الطهر و التلوث ‪,‬‬ ‫‪)3‬‬
‫فتوضح ان فحص ما يعتبر غير نظيف في أي ثقافة هو القاء نظرة ممحصة على النظام الذي تسعى‬
‫هذه الثقافة جاهدة لتأسيسه‪ ,‬مثل هذا النهج يمكننا من فهم قواعد الطهارة التي تنطبق* بالتساوي على‬
‫الحياة العلمانية و الدينية و كذلك على المجتمعات البدائية‪.‬‬

‫عقل‪ ,‬جمال‪ ,2001 ,‬رسائل التطهير‪ ,‬الطهارة هي ازالة القذر‪ ,‬و هي تحصل بكل مزيل لها من‬ ‫‪)4‬‬
‫وسائل التطهير المختلفة ولكل حالة طريقتها الخاصة بها و حكمها الشرعي الخاص بها‪ .‬لذلك كانت‬
‫أهداف البحث هي‪ :‬ابراز االحكام الشرعية المبثوثة في ثنايا الكتب الفقهية بترتيب و تنظيم جديدين‬
‫ليسهل الرجوع* اليها‪ .‬و يلتزم بها الناس في حياتهم و يتعرفوا منها على أمور دينهم في ظل العبودية‬
‫الخالصة هلل عز و جل‪ .‬و بيان وسيلة التطهير* المناسبة من أي نجاسة تصيب االنسان او يتعرض‬
‫لها في حياته في الملبس و المطعم و الدواء و الشراب و التنقل على ظهر هذه البسيطة‪ ,‬للحكم على‬
‫صحة العبادات كالصالة و قراءة القرآن و بيان وسائل التطهير* في المطعومات* و المشروبات‪ *,‬و‬
‫المكان الذي يحيط باالنسان و بخاصة ان العصر الذي نعيشة هو عصر الصناعات المختلفة و‬
‫بعضها يقوم على االحالة‪ ,‬فكانت الحاجة ماسة الى معرفة حكم الشريعة فيها‪ ,‬و خاصة استعمالها* في‬
‫الحياة‪ ,‬و بذلك يصبح المسلم طاهرا في كل شيء في حياته في صورة الطهارة الشاملة لكل جوانب‬
‫الحياة سواء ما كان منها يختص بالعبادات او غيرها؛ الن الطهارة ليست مقصورة على موضوع‬
‫الصالة و هي أبعد و أعمق بكثير* من هذا األمر لتشمل كل شيء في حياة االنسان‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫االطار النظري‪:‬‬
‫النظافة و الطهارة نسبة لألديان و المجتمعات المختلفة لهما معنيان مختلفان و لكن يلتبس االمر عند‬
‫مجتماعتنا‪ .‬ففي دين االسالم اذا كان االنسان متوضئ* و لكنه ال يعتني بنظافة اسنانه يعتبر طاهرا‪ .‬تتكون‬
‫فكرتنا عن االوساخ بشيئين‪ ,‬النظام و احترام األعراف‪ ,‬تتغير قواعد النظافة بالطبع مع تغيرات المعرفة‪ .‬و‬
‫نسبة للعرف السائد عن تجنب االوساخ‪ ,‬قد تتغير* هذه القوانين و توضع جانبا من خالل الصداقة‪ .‬في حالة‬
‫أكثر سموا للروح‪ ,‬قيل ان القديسة كاثرين من سيينا‪ ,‬عندما شعرت باالشمئزاز* من الجروح التي كانت‬
‫تعالجها‪ ,‬وبخت نفسها بمرارة‪ ,‬حيث كانت النظافة الصحية ال تتوافق مع األعمال الخيرية‪ ,‬و لذلك قامت‬
‫بشرب وعاء من القيح‪ .‬بالنسبة لنا‪ ,‬يجب ان نحمي األشياء و األماكن المقدسة من الدنس‪ .‬القداسة و النجاسة‬
‫أقطاب متضادة‪ .‬و مع ذلك‪ ,‬فمن المفترض أن يكون من سمات الدين البدائي عدم التمييز بوضوح* بين‬
‫القداسة و النجاسة‪ .‬القداسة و عدم القداسة في النهاية ال يجب ان يكونا دائما متضادين مطلقين‪ ,‬قد يكونا‬
‫متقاربين نسبيا‪ .‬ما خو طاهر لشيء قد يكون نجسا بالنسبة لشيء اخر‪ ,‬و العكس صحيح‪ .‬فالسلوك* الذي‬
‫يؤدي عادة الى التلوث يكون أحيانا مقصودا من أجل اظهار االحترام بفعل يكون ‪-‬تحت ظروف* أخرى‪-‬‬
‫تدنيسا‪ ,‬و يظهر الفرد خالله موضعيته الدونية‪ .‬مثل خضوع الزوجة تجاه زوجها في مجتمع الهافيك* في‬
‫مانالند عبر طقوس معينة و أكلها من صحن زوجها* بعد أن ينتهي من طعامه‪( .‬دوغالس‪.)1966 ,‬‬
‫" مرعلى الحاضرين باناء فضي خاص يستخدم* فقط للعبادة‪ ,‬و سكب في اليد اليمنى ليشرب كشراب مقدس‬
‫مشيرا انها كانت بحالة اله بدال من كونها بشرا‪ ...‬الشيء االكثر لفتا للنظر و التعبير االكثر شيوعا في‬
‫احترام‪-‬التلوث هو استخدام* روث البقر كاداة للتنظيف‪ *.‬تعبد نساء الهافيك األبقار يوميا والرجال يعبدونها في‬
‫بعض المناسبات االحتفالية‪ ...‬و يقال ان االبقار الهة‪ ,‬او اكثر من الف اله يعيشون في اجسادها‪ .‬االوساخ‬
‫البسيطة تزال بالماء‪ ,‬لكن الدنس يزال بالماء و روث االبقار‪ .‬روث البقر كروث اي حيوان اخر غير طاهر‬
‫و يسبب النجاسة – حتى انه يدنس اله‪ ,‬ولكنه مقدس لبشر فان‪ .‬ادنس جزء من البقرة يعتبر نقيا حتى لكاهن‬
‫براهيمي ليزيل فيه هذا االخير الدناسة‪( ".‬دوغالس‪)1966 ,‬‬

‫صورة جسد المرأة في الديانة اليهودية ‪ ..‬تأنيث الخطيئة األولى‪ ,‬تحاول هذه الدراسة أن تبين نقط التالقي‬
‫بين األديان السماوية في تناولها* للجسد بشكل عام‪ ،‬وللجسد* األنثوي بشكل خاص‪ .‬ولن تقتصر هذه الدراسة‬
‫على الكتب المقدسة فقط‪ ،‬والتي هي التوراة واإلنجيل والقرآن‬
‫"ترجع كل أعمال الرجل الالأخالقية في الديانة اليهودية إلى المرأة‪ ،‬فقد جاء في سفر التكوين ما يلي‪“ :‬قال‬
‫آدم‪ :‬المرأة التي جعلتها معي هي التي أعطتني من الشجرة فأكلت‪ .‬بمعنى أن كل فعل سيء يقوم به الرجل‬
‫المرأة هي التي تدفعه إليه‪ .‬وبطبيعة الحال فإن كل خطيئة تستلزم* تكفيرا‪ ..‬وسيتحدد تكفير حواء في شيئين‬
‫أساسيين هما‪ :‬الوالدة والحيض‪ .‬فاآلالم* التي تنزل بجسد المرأة أثناء الوضع هي الثمن الذي ينبغي لها أن‬
‫تدفعه كقربان إلرضاء اإلله الغاضب‪ .‬جاء في سفر التكوين‪“ :‬سأزيد من أتعاب حملك بالوجع تلدين أوالدا‪،‬‬
‫وإلى رجلك يكون اشتياقك‪ ،‬وهو يسود عليك”‪ .‬بيد أن األمر ال يقتصر على حواء فقط‪ ،‬وإنما يشمل بناتها‬
‫جميعهن‪ ،‬من حيث أن كل امرأة عند الوالدة ال بد أن تتوحد مع أمها (حواء)‪.‬‬

‫بعد الوالدة تكون المرأة اليهودية “نجسة” سبعة أيام إذا هي ولدت ذكرا‪ ،‬ثم تبقى ثالثا وثالثين يوما بعد ذلك‬
‫في دم تطهيرها‪ .‬وقبل إتمام هذه المدة يكون محرما عليها لمس أي شيء مقدس‪ ،‬وكل شيء لمسته يصير* هو‬
‫اآلخر نجسا‪ .‬أما إذا كان المولود أنثى فتكون مدة النجاسة مضاعفة‪ ،‬إذ تصل إلى أسبوعين‪ ،‬كما تكون المدة‬
‫التي تقضيها هذه المرأة في دم تطهيرها مضاعفة أيضا‪ ،‬إذ تبلغ ستة وستين يوما!‪ .‬ال تعتبر المرأة اليهودية‬
‫نجسة خالل فترة الوالدة فقط‪ ،‬وإنما خالل أيام حيضها كذلك‪ .‬وكل ما تلمسه وهي حائض‪ ،‬سواء أكان إنسانا‬
‫أو طعاما أو حيوانا… ينجس‪ .‬كما يحرم* عليها كذلك خالل هذه الفترة الولوج إلى أماكن العبادة‪ .‬ويترافق*‬
‫تحريم دم الحيض في التوراة بتحريم آخر يتعلق بشرب الدم‪ .‬إن هذا الموقف* من جسد المرأة‪ ،‬والذي هو إن‬
‫صح القول نتيجة طبيعية لتأنيث الخطيئة األولى‪ ،‬يقابله موقف إيجابي من جسد الرجل الذي يصير نجسا‬
‫بممارسة الجنس مع هذه المرأة‪ .‬وفي هذه الحالة يلزم الرجل أن يتطهر بغسل بدنه كله‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فهو يبقى‬
‫نجسا إلى المغيب‪ .‬ويالحظ بشكل خاص أن هناك تقديس في التوراة للعضو الجنسي الذكري‪ ،‬الذي يخضع‬
‫لعملية الختان في اليوم السابع بعد الوالدة‪ ،‬وقيل* اليوم الثامن‪ .‬ويبقى الرجل ذو القضيب السليم والمتميز*‬
‫بالفحولة الجنسية هو المعني بأمر هذا التقديس‪ ،‬أما “الرجل ذو الخصيتين المسحوقتين أو القضيب المقطوع‬
‫فلن يكون مقبوال في مجلس الرب‪ .‬احتقار المرأة وازدراء جسدها‪ .‬ويبرز هذا االحتقار جليا في الصلوات‬
‫التي يتعلمها األطفال (الذكور) اليهود منذ صغرهم‪ ،‬والمتمثلة في القول‪“ :‬مبارك أنت أيها الرب إلهنا ملك‬
‫الكون الذي لم يخلقني أنثى”‪( .‬قيمة‪)2017 ,‬‬
‫صورة جسد المرأة في المسيحية ‪ ..‬قرون وثنية وتقاليد بالية‪ ,‬اول هذا المقال أن يقف على استمرارية‬
‫المنظور األسطوري* للجسد‪ ،‬وعلى وجود* تراتبية بين جسد المرأة وجسد* الرجل‪ ،‬وعلى الرفع من قيمة‬
‫الروح مقابل الحط من قيمة الجسد في المسيحية‪.‬‬
‫إن االقتراب من المرأة في المسيحية هو اقتراب من الخطر‪ ..‬إن لها قدرة عجيبة على اإلغواء‪ ،‬وال يبزها‬
‫فيها أحد‪ .‬والمسيحي* المتقي يجب أن يبتعد عنها قدر اإلمكان حتى ال يقع في حبالها الشيطانية؛ ولهذا تقدس‬
‫المسيحية العذرية‪ ،‬وتدعو إلى الزهد في النساء‪ ،‬وبالموازاة مع ذلك ترفع من قيمة حياة التقشف القائمة على‬
‫االمتناع عن أكل اللحوم؛ وهي ال تكف عن غرس اإلحساس بالذنب في المؤمنين بها تجاه أجسادهم‪ ،‬التي‬
‫هي سبب كل البالء ما دامت هي التي كانت وراء السقوط من الجنة إلى األرض ‪.‬وعلى العكس من هذا‬
‫الموقف السلبي من جسد المرأة‪ ،‬فإن الموقف* من جسد الرجل إيجابي إلى حد ما‪ .‬يقول القديس أوغسطين‪ :‬إن‬
‫الرجل هو الروح السامية‪ ،‬وإن األنثى أدنى منه مرتبة‪ ،‬فهي ذات جسد وشهوة جنسية ‪.‬وفي* الصدد نفسه‬
‫يضيف القديس توما األكويني‪ُ :‬خلقت المرأة دون الرجل كماال‪ ،‬وهي ملزمة بطاعته‪ ،‬ألنه أكثر منها تبصّرا*‬
‫وتع ّقال‪ .‬وفي* رأي هذا القديس ال يوجد في الواقع إال جنس واحد هو جنس المذكر‪ ،‬وما المرأة إال ذكر‬
‫ناقص؛ لذلك يتعين عليها أن تظل تحت وصاية الرجل‪( .‬قمية‪)2017 ,‬‬

‫وان القينا نظرة الى المسيحية في العهد الجديد‪ ،‬ال نجد آدابا تتبعها المرأة في فترة الحيض والنفاس‪ .‬أما العهد‬
‫القديم‪ ،‬فنجد أنه يعد الحيض والنفاس جرائم* شنيعة يعاقب عليها المرأة‪ ،‬فنالحظ أن العهد القديم يعد المرأة‬
‫الحائض نجسة وأن من يمسها يصير نجسا مثلها وكل ما تجلس أو تضطجع عليه يكون نجسا وكل من مس‬
‫فراشها يتنجس وعليه أن يغتسل ويغسل ثيابه إلى آخر العقوبات‪ .‬ففي العهد القديم نقرأ‪:‬‬
‫َّام َت ُكونُ فِي َطمْ ِث َها‪َ .‬و ُك ُّل َمنْ َم َّس َها َي ُكونُ‬ ‫َ‬ ‫ت ام َْرأَةٌ لَ َها َس ْيلٌ‪َ ،‬و َك َ‬
‫ان َس ْيلُ َها َدمًا فِي َلحْ ِم َها‪َ ،‬ف َس ْب َع َة أي ٍ‬ ‫"وإِ َذا َكا َن ِ‬ ‫َ‬
‫َن ِج ًسا إِلَى ْال َم َسا ِء‪َ .‬و ُك ُّل َما َتضْ َط ِج ُع َعلَ ْي ِه فِي َط ْم ِث َها َي ُكونُ َن ِج ًسا‪َ ،‬و ُك ُّل َما َتجْ لِسُ َعلَ ْي ِه َي ُكونُ َن ِجسً ا‪َ .‬و ُك ُّل َمنْ‬
‫َمسَّ ف َِرا َش َها َي ْغسِ ُل ِث َيا َب ُه َو َيسْ َت ِح ُّم ِب َما ٍء‪َ ،‬و َي ُكونُ َن ِج ًسا إِلَى ْال َم َسا ِء‪َ .‬و ُك ُّل َمنْ َمسَّ َم َتاعً ا َتجْ لِسُ َعلَ ْيهِ‪َ ،‬ي ْغسِ ُل ِث َيا َب ُه‬
‫ِي َجالِ َس ٌة َعلَ ْي ِه عِ ْندَ َما‬ ‫اع الَّذِي ه َ‬ ‫ْ‬ ‫ان َعلَى ْالف َِر ِ َ‬ ‫َو َيسْ َت ِح ُّم ِب َما ٍء‪َ ،‬و َي ُكونُ َن ِج ًسا إِلَى ْال َم َسا ِء‪َ .‬وإِنْ َك َ‬
‫اش أ ْو َعلَى ال َم َت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َي َم ُّسهُ‪َ ،‬ي ُكونُ َن ِجسً ا إِلَى ْال َم َسا ِء‪َ .‬وإِ ِن اضْ َط َج َع َم َع َها َر ُج ٌل َف َك َ‬
‫اش‬‫َّام‪َ .‬و ُك ُّل ف َِر ٍ‬ ‫ان َطمْث َها* َعلَ ْي ِه َي ُكونُ َن ِجسًا َس ْب َع َة أي ٍ‬
‫َيضْ َط ِج ُع َعلَ ْي ِه َي ُكونُ َن ِجسً ا"‪( .‬الويين ‪)24-19:15‬‬
‫أما النفاس‪ ،‬فالعهد القديم يعد المرأة النفساء نجسة كالحائض‪ ،‬فال تمس أي شيء مقدس وال تذهب إلى‬
‫المقدس‪ ،‬وتزداد نجاسة المرأة النفساء إذا ولدت أنثى‪ ،‬وألن النفاس جريمة في نظر العهد القديم‪ ،‬فالمرأة‬
‫النفساء بحاجة إلى التكفير عنه‪ .‬ففي العهد القديم نقرأ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ت ام َْرأَةٌ َو َولَدَ ْ‬
‫َّام‪َ .‬ك َما‬ ‫ت َذ َكرً ا‪َ ،‬ت ُكونُ َن ِج َس ًة َس ْب َع َة أي ٍ‬ ‫َو َكلَّ َم الرَّ بُّ مُو َسى َقا ِئالً‪َ « :‬كلِّ ْم َبنِي إِسْ َرائِي َل َقا ِئالً‪ :‬إِ َذا َح ِبلَ ِ‬
‫ِين َي ْومًا فِي ِ‬
‫دَم‬ ‫ِن ي ُْخ َتنُ لَحْ ُم ُغرْ لَ ِتهِ‪ُ .‬ث َّم ُتقِي ُم َثالَ َث ًة َو َثالَث َ‬ ‫الثام ِ‬ ‫ث عِ لَّ ِت َها َت ُكونُ َن ِج َس ًة‪َ .‬وفِي ْال َي ْوم َّ‬
‫ِ‬ ‫فِي أَي َِّام َط ْم ِ‬
‫ت أ ُ ْن َثى‪َ ،‬ت ُكونُ‬ ‫ير َها‪َ .‬وإِنْ َولَدَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِس الَ َت ِجئْ َح َّتى َت ْك ُم َل أيَّا ُم َتط ِه ِ‬ ‫س الَ َت َمسَّ ‪َ ،‬وإِلَى ْال َم ْقد ِ‬ ‫ير َها‪ُ .‬ك َّل َشيْ ٍء ُم َق َّد ٍ‬ ‫ْ‬
‫َتط ِه ِ‬
‫ير َها ألَجْ ِل‬ ‫ْ‬ ‫ين َي ْومًا فِي دَم َت ْط ِهير َها‪َ .‬و َم َتى َك ُملَ ْ َ‬ ‫ْن َك َما فِي َط ْم ِث َها‪ُ .‬ث َّم ُتقِي ُم سِ َّت ًة َوسِ ِّت َ‬ ‫ُ‬
‫ت أيَّا ُم َتط ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ِج َس ًة أسْ بُو َعي ِ‬
‫اع‪ ،‬إِلَى‬ ‫ب َخ ْي َم ِة االجْ ِت َم ِ‬ ‫يح َة َخطِ َّي ٍة إِلَى َبا ِ‬ ‫ف َح ْولِيٍّ مُحْ َر َق ًة‪َ ،‬و َفرْ ِخ َح َما َم ٍة أَ ْو َي َما َم ٍة َذ ِب َ‬ ‫ْن أَ ِو ا ْب َنةٍ‪َ ،‬تأْتِي ِب َخرُو ٍ*‬ ‫اب ٍ‬
‫يع ُة الَّتِي َتلِ ُد َذ َكرً ا أَ ْو أ ُ ْن َثى‪َ .‬وإِنْ ل ْمَ‬ ‫ُوع َد ِم َها‪ .‬ه ِذ ِه َش ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ِن‪َ ،‬ف ُي َق ِّد ُم ُه َما* أ َما َم الرَّ بِّ َو ُي َكف ُر َعن َها‪َ ،‬ف َتط ُه ُ*ر مِنْ َينب ِ‬ ‫ْال َكاه ِ‬
‫ْن أَ ْو َفرْ َخيْ َح َم ٍام‪ْ ،‬ال َوا ِح َد مُحْ َر َق ًة‪َ ،‬و َ‬ ‫ْ‬
‫يح َة َخطِ َّيةٍ‪َ ،‬ف ُي َك ِّف ُر َع ْن َها ْال َكاهِنُ‬ ‫اآلخ َر َذ ِب َ‬ ‫َت َن ْل َي ُد َها ِك َفا َي ًة لِ َشا ٍة َتأ ُخ ُذ َي َما َم َتي ِ‬
‫َف َت ْط ُهرُ»‪( .‬الالويين ‪)8-1:12‬‬
‫أما االستحاضة‪ ،‬فهي في العهد القديم كالحيض من حيث نجاسة المرأة المستحاضة وحاجتها* إلى التكفير عن‬
‫جريمة لم ترتكبها‪ ،‬إال أن معاناة المستحاضة أطول وأقسى* من النفساء‪ .‬ففي العهد القديم نقرأ‪:‬‬
‫ت َط ْم ِث َها‪ ،‬أَ ْو إِ َذا َسا َل َبعْ دَ َطمْ ِث َها‪َ ،‬ف َت ُكونُ ُك َّل أَي َِّام‬ ‫امْرأَةٌ يَسِ ي ُل َس ْي ُل َد ِم َها أَيَّامًا َكث َ‬
‫ِير ًة فِي َغي ِْر َو ْق ِ‬ ‫ت َ‬ ‫«وإِ َذا َكا َن ِ‬
‫َ‬
‫اش‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اش َتضْ ط ِج ُع َعل ْي ِه ك َّل أي َِّام َس ْيلِ َها َيكونُ ل َها َكف َِر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس ِت َها َك َما فِي أي َِّام ط ْم ِث َها‪ .‬إِن َها َن ِج َسة‪ .‬ك ُّل ف َِر ٍ‬ ‫َس َيالَ ِن َن َج َ‬
‫َ‬
‫َط ْم ِث َها‪َ .‬و ُك ُّل األ ْم ِت َع ِة الَّتِي َتجْ لِسُ َعلَ ْي َها َت ُكونُ َن ِج َس ًة َك َن َجا َس ِة َطمْ ِث َها‪َ .‬و ُك ُّل َمنْ َم َّسهُنَّ َي ُكونُ َن ِج ًسا‪َ ،‬ف َي ْغسِ ُل ِث َيا َب ُه‬
‫َّام ُث َّم َت ْط ُهرُ‪َ .‬وفِي ْال َي ْو ِم‬ ‫َ‬
‫ت مِنْ َس ْيلِ َها َتحْ سُبُ ‪ ،‬لِ َن ْفسِ َها َسب َْع َة أي ٍ‬ ‫َو َيسْ َت ِح ُّم ِب َما ٍء‪َ ،‬و َي ُكونُ َن ِج ًسا إِلَى ْال َم َسا ِء‪َ .‬وإِ َذا َطه َُر ْ‬
‫ْ‬ ‫الثام ْ‬
‫اع‪َ .‬ف َيعْ َم ُل ْال َكاهِنُ ‪:‬‬ ‫ب َخ ْي َم ِة االجْ ِت َم ِ‬ ‫ِن إِلَى َبا ِ‬ ‫ْن أَ ْو َفرْ َخيْ َح َم ٍام‪َ ،‬و َتأتِي ِب ِه َما إِلَى ْال َكاه ِ‬ ‫ِن َتأ ُخ ُذ لِ َن ْفسِ َها َي َما َم َتي ِ‬
‫َّ ِ‬
‫اس ِت َها‪َ .‬ف َتعْ ِزالَ ِن َبنِي إِسْ َرائِي َل‬ ‫اآلخ َر مُحْ َر َق ًة‪َ .‬و ُي َك ِّف ُر َع ْن َها ْال َكاهِنُ أَ َما َم الرَّ بِّ مِنْ َسي ِْل َن َج َ‬
‫يح َة َخطِ َّيةٍ‪َ ،‬و َ‬ ‫ْال َوا ِح َد َذ ِب َ‬
‫يع ُة ذِي ال َّسي ِْل‪َ ،‬والَّذِي‬ ‫َعنْ َن َجا َست ِِه ْم لِ َئالَّ َيمُو ُتوا* فِي َن َجا َست ِِه ْم ِب َت ْن ِجيسِ ِه ْ*م َمسْ َكن َِي الَّذِي فِي َوسَطِ ِه ْم»‪« .‬ه ِذ ِه َش ِر َ‬
‫الذ َك ِر َواأل ُ ْن َثى‪َ ،‬والرَّ ج ُِل الَّذِي‬
‫ث ِم ْن ُه اضْ طِ َجا ُع َزرْ ع َف َي َت َنجَّ سُ ِب َها‪َ ،‬و ْال َعلِيلَ ِة فِي َطمْ ِث َها‪َ ،‬والسَّائ ِِل َس ْيلُهُ‪َّ :‬‬
‫ٍ‬ ‫َيحْ ُد ُ‬
‫َيضْ َط ِج ُع َم َع َن ِج َسةٍ»‪( .‬الويين ‪)33-25:15‬‬
‫إننا ال نجد أوامر صريحة بتنظيف* الشعر واألظافر* في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد‪ ،‬وكل ما ورد‬
‫في الكتاب المقدس بخصوص الشعر إما لألمر بتربية الشعر أو حلقه دون الحديث عن نظافته أو االهتمام‬
‫به‪ .‬في العهد الجديد‪ ،‬على الرغم من شيوع األمر بالطهارة والتطهر إال أنهما ال يقصد بهما الطهارة أو‬
‫التطهر الحسيين وإنما المعنويين ‪.‬أما في العهد القديم‪ ،‬فيتكرر األمر بالطهارة الحسية بمعنى االستحمام من‬
‫النجاسة أو للعبادة‪ ،‬ولكن بدون تحديد حد أدنى لهذه الطهارة التي هي من باب النظافة الشخصية‪( .‬بشارة‬
‫المسيح‪)2020 ,‬‬

‫و هنا يجدر بالذكر* أن النبيُّ محمد صلَّى هللاُ عليه وسلَّم والمرأةُ من نسائِه‪( ‬يَغتسِ ِ‬
‫الن من إنا ٍء واحدٍ)‬
‫(البخاري‪ .)264 *:‬تصف السيدة عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬كيف كان النبي صلى هللا عليه وسلم يتكئ وينام‬
‫آن»‪[ ‬البخاري ‪. ]297‬‬ ‫ان َي َّت ِك ُئ فِي حِجْ ِري َوأَ َنا َحا ِئضٌ ‪ُ ،‬ث َّم َي ْق َرأ ُ ْالقُرْ َ‬
‫على حِجْ رها وهي حائض‪ ،‬فتقول‪َ « :‬ك َ‬
‫اولُه النبيَّ ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪،‬ف َي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ض ُع فاه على‬ ‫كنت أشربُ وأنا حائضٌ ‪ ،‬ثم أ َن ِ‬ ‫وفي حديث آخر تروي لنا‪« ‬‬
‫ُ‬
‫ض ُع فاه على‬ ‫اولُه النبيَّ صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ف َي َ‬ ‫موضِ ِع فيَّ ‪ ،‬فيشرب‪ ،‬وأَ َت َعرَّ ُ*ق ال َع َر َق وأنا حائضٌ ‪ ،‬ثم أ َن ِ‬
‫مَوضِ ِع فيَّ ‪ .‬ولم َي ْذ ُكرْ ُز َه ْي ٌر ‪:‬ف َي ْش َربُ »‪[ ‬مسلم‪ .]300 :‬تقول السيدة عائشة‪ُ  :‬ك ْن ُ‬
‫ت أَ َنا ُم َبي َْن َيدَيْ َرس ِ*‬
‫ُول هَّللا ِ‬
‫ت ِرجْ لَيَّ ‪َ ،‬فإِ َذا َقا َم َب َس ْط ُت ُه َم‪(  *.‬البخاري‪*:‬‬
‫ي فِي قِ ْبلَ ِتهِ‪َ ،‬فإِ َذا َس َج َد َغ َم َزنِي‪َ ،‬ف َق َبضْ ُ‬
‫ورجْ الَ َ*‬
‫ﷺ‪ِ ،‬‬
‫‪)513‬‬
‫إن الحيض والنفاس في اإلسالم ليسا من األمور التي تدعو إلى التنفير من المرأة أو هجرها أو عزلها‪ ،‬بل‬
‫تقتضي التخفيف عن المرأة ومواساتها والتلطف* بها فال ينهى اإلسالم إال عن جماعها المنطوي على اإليالج‬
‫في الفرج فقط ويبيح ما دون ذلك‪ .‬ففي كتاب الحيض بصحيح البخاري‪ ،‬نجد أن النبي محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم كان يواسي زوجاته عند الحيض والنفاس ويتلطف* بهن ويتعامل معهن تعامال طبيعيا‪ ،‬فكان صلى هللا‬
‫عليه وسلم يقرأ القرآن في حجر إحداهن وهي حائض‪ ،‬وكن يغسلن رأسه الشريف‪ ،‬وكان يضطجع معهن‬
‫ويباشرهن بدون إيالج‪.‬‬
‫وللحائض والنفساء أحكام مخففة في اإلسالم‪ ،‬فللحائض والنفساء ترك صوم* أيام حيضها أو نفاسها في‬
‫رمضان وقضاؤه بعد رمضان كما أن لهما ترك الصالة بدون قضاء‪ ،‬ويسن لهما شهود صالة العيدين‪.‬‬
‫أما االستحاضة‪ ،‬فليس عليها سوى التطهر بالوضوء لكل صالة في غير وقت حيضها* المعتاد‪ .‬فعن عائشة‬
‫أنها قال‪ :‬قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول هللا يا رسول هللا إني ال أطهر أفأدع الصالة‪ ،‬فقال رسول هللا‪:‬‬
‫إنما ذلك عرق وليس بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصالة فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي*‬
‫(رواه البخاري)‬
‫النسبة لشعر الرأس‪ ،‬أمر النبي محمد صلى هللا عليه وسلم بإكرام* الشعر أي تنظيفه والعناية به‪ .‬فعن أبي‬
‫ان لَ ُه َشعْ ٌر َف ْل ُي ْك ِرمْ هُ" (رواه أبو داود)‬
‫هريرة رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم* قال‪َ " :‬منْ َك َ‬
‫ولقد نهى النبي محمد عن إهمال نظافة الشعر والعناية به‪ .‬فعن جابر بن عبد هللا رضي* هللا عنهما أَ َّن ُه َقا َل‪:‬‬
‫س َف َقا َل‪" :‬أَ َما َي ِج ُد َه َذا َما ي َُس ِّكنُ ِب ِه َشعْ َرهُ" (رواه أحمد‬ ‫ْ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ :‬ف َرأَى َر ُجاًل َثائ َِر الرَّ أ ِ‬
‫أَ َتا َنا ال َّن ِبيُّ َ‬
‫وأبو داود والنسائي)‬
‫ال يخفى على أحد ما أعطاه اإلسالم من عناية واهتمام لنظافة األبدان وطهارة األجسام‪ ,‬بحيث أصبحت‬
‫الطهارة بهذا المعنى عنوا ًنا على هذا الدين‪ ,‬وسمة يتميز بها المسلمون‪.‬‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم‪ ‬في الحديث الذي‬ ‫وفي الداللة على ما للطهارة من مكانة سامقة في ديننا ورد عن‪ ‬النبي َ‬
‫ان"‪ ‬مسلم‪.‬‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪" :‬ال ُّط ُهو ُر َ‬
‫ش ْط ُر اإْل ِي َم ِ‬ ‫أخرجه مسلم في صحيحه قوله َ‬
‫وقد ارتبطت الطهارة في حياة المسلم بأعمال ال ينفك عنها في يومه وليلته‪ ,‬فهو* ال يستغني عن قضاء‬
‫حاجته‪ ,‬كما أنه ال يستغني عن عبادة خالقه‪ ,‬وقد أمره اإلسالم إذا قضى* حاجته أن يدفع عنه األذى بالتطهر‬
‫من النجاسة‪ ,‬وإذا أقبل على عبادة خالقه أن يكون طاهر البدن والثياب والمكان‪ ,‬وأن يسبق صالته بطهارة‬
‫أعضائه الظاهرة باالغتسال من الجنابة إن وجدت‪ ,‬وبالوضوء* إن لم يكن جنبًا‪.‬‬
‫س ُحوا‬ ‫ام َ‬ ‫اغسِ لُوا ُو ُجو َه ُك ْم َوأَ ْي ِد َي ُك ْ‪A‬م إِلَى ا ْل َم َراف ِِق َو ْ‬ ‫صاَل ِة َف ْ‬ ‫يقول رب العزة‪َ { :‬يا أَ ُّي َها الَّذِينَ آَ َم ُنوا إِ َذا قُ ْم ُت ْم إِلَى ال َّ‬
‫اء أَ َح ٌد ِّمن ُكم‬‫س َف ٍر أَ ْو َج َ‬ ‫ضى أَ ْو َعلَى َ‬ ‫ِب ُر ُءوسِ ُك ْم َوأَ ْر ُجلَ ُك ْم إِلَى ا ْل َك ْع َب ْي ِن َوإِن ُكن ُت ْم ُج ُن ًبا َفا َّط َّه ُروا َوإِن ُكن ُتم َّم ْر َ‬
‫س ُحوا ِب ُو ُجو ِه ُك ْم َوأَ ْيدِي ُكم‪ِّ A‬م ْن ُه َما ُي ِري ُد‬ ‫ام َ‬ ‫صعِيدًا َط ِّي ًبا َف ْ‬ ‫اء َف َت َي َّم ُموا َ‬ ‫سا َء َفلَ ْم َت ِجدُوا َم ً‬ ‫ِّمنَ ا ْل َغائِطِ أَ ْو اَل َم ْس ُت ُم ال ِّن َ‬
‫ج َولَكِن ُي ِري ُد لِ ُي َط ِّه َر ُك ْم َولِ ُيتِ َّم ن ِْع َم َت ُه َعلَ ْي ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم َت ْ‬ ‫هَّللا‬
‫ش ُك ُرونَ }(المائدة‪.)6:‬‬ ‫ُ لِ َي ْج َعل َ َعلَ ْي ُكم ِّمنْ َح َر ٍ‬
‫ومع ما فرضه اإلسالم من غسل عند الجنابة ووضوء عند كل حدث إذا أراد المرء الصالة‪ ,‬فإن اإلسالم لم‬
‫يقف عند هذا الحد‪ ,‬فقد رغب اإلسالم في االغتسال للعبادات التي تقتضي اجتماع الناس كالجمعة والعيدين‬
‫ب َعلَى ُكل ِّ ُم ْح َتل ٍِم"‪ .‬والمحتلم هو البالغ‪,‬‬ ‫وغيرهما؛ ففي الحديث الذي رواه الشيخان‪ُ " :‬غ ْسل ُ ا ْل ُج ُم َع ِة َوا ِج ٌ‬
‫وقوله‪" :‬واجب"‪ ‬أي أن سُنية هذا الغسل متأكدة كتأكد الواجب‪.‬‬
‫وفي الوقت ذاته رغب اإلسالم في السواك‪ ,‬وجعله مطهرة للفم‪ ,‬ومرضاة للرب‪ ,‬كما ندب اإلسالم أتباعه إلى‬
‫تعهد النظافة المتعلقة بكل األعضاء‪ ,‬فدعا إلى تقليم األظفار ونتف اإلبط وحلق العانة وغسل البراجم –وهي‬
‫األماكن التي يمكن أن يتجمع فيها الوسخ‪ ,‬كما بين األصابع وغيرها‪ -‬إضافة إلى خصال أخرى ب َين اإلسالم‬
‫أنها من خصال الفطرة‪ ,‬ودعا إليها وحث عليها‪.‬‬
‫وقد جاء في القرآن الكريم الثناء من‪ ‬هللا‪ ‬على من يحبون الطهارة ويحافظون عليها‪ ,‬حيث يقول رب‬
‫ْ‬
‫س َعلَى ال َّتق َوى‬
‫س َ‬‫ِب ا ْل ُم َت َط ِّه ِرينَ }(البقرة‪ .)222:‬ويقول سبحانه‪{ :‬لَ َم ْس ِج ٌد أ ُ ِّ‬ ‫العزة‪{ :‬إِنَّ هَّللا َ ُيح ُّ‬
‫ِب ال َّت َّو ِابينَ َو ُيح ُّ‬
‫ِب ا ْل ُم َّط ِّه ِرينَ }(التوبة‪ )108:‬وفي*‬ ‫مِنْ أَ َّو ِل َي ْو ٍم أَ َح ُّق أَنْ َتقُو َم فِي ِه فِي ِه ِر َجال ٌ ُي ِح ُّبونَ أَن َي َت َط َّه ُروا َوهَّللا ُ ُيح ُّ‬
‫ار ا ْل ُوضُوءِ "‪.‬‬ ‫الحديث الذي رواه الشيخان‪" :‬إِنَّ أ ُ َّمتِي ُيدْ َع ْونَ َي ْو َم ا ْلقِ َيا َم ِة ُغ ًّرا ُم َح َّجلِينَ مِنْ آ َث ِ‬
‫والذي نؤكد عليه هنا هو أن الطهارة –وضدها النجاسة‪ -‬ال تقتصر في استعماالت القرآن الكريم على‬
‫الجانب المادي فحسب‪ ,‬فإن طهارة األبدان ما لم ترافقها طهارةُ القلوب واألرواح تصبح شكاًل بال مضمون‪.‬‬
‫ومن هنا ساق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الكثير من األدلة على ضرورة عناية المسلم بطهارة قلبه‬
‫مع قالبه‪ ,‬ونظافة مخبره مع مظهره‪ ,‬بحيث ال يهتم بأحدهما دون اآلخر‪.‬‬
‫وفيما يلي نتعرف على بعض هذه األدلة‪:‬‬
‫س َكنٌ لَّ ُه ْم}‬
‫صاَل َت َك َ‬
‫صل ِّ َعلَ ْي ِه ْم إِنَّ َ‬ ‫أ‪-‬يقول رب العزة‪ُ ( :‬خ ْذ مِنْ أَ ْم َوالِ ِه ْ‪A‬م َ‬
‫ص َد َق ًة ُت َط ِّه ُر ُه ْم َو ُت َز ِّكي ِه ْم ِب َها َو َ‬
‫(التوبة‪.103:‬‬
‫ساهَا}‬ ‫اب َمن َد َّ‬ ‫ورهَا َو َت ْق َواهَا‪َ .‬قدْ أَ ْفلَ َح َمن َز َّكاهَا‪َ .‬و َقدْ َخ َ‬
‫س َّواهَا‪َ .‬فأ َ ْل َه َم َها ُف ُج َ‬ ‫{و َن ْف ٍ‬
‫س َو َما َ‬ ‫ب‪-‬ويقول ربنا‪َ  :‬‬
‫س ُي َج َّن ُب َها اأْل َ ْت َقى‪ .‬الَّذِي ُي ْؤتِي َمالَ ُه َي َت َز َّكى}‬ ‫(الشمس‪ )9-7:‬وقال‪َ {:‬قدْ أَ ْفلَ َح َمنْ َت َز َّكى}(األعلى‪ )14:‬وقال‪َ  :‬‬
‫{و َ‬
‫(الليل‪ )18-17:‬والمراد* بالتزكية في كل هذه اآليات إنما هو تطهير النفس من أدرانها‪ *,‬والبعد* بها عن‬
‫آثامها‪.‬‬
‫سلَّ َم صالته‪" :‬اللَّ ُه َّم‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫جـ‪-‬وفي الحديث الذي رواه الشيخان فيما كان يستفتح به‪ ‬رسول هللا َ‬
‫اي َك َما ُي َن َّقى ال َّث ْو ُ‬
‫ب‬ ‫ب اللَّ ُه َّم َن ِّقنِي مِنْ َخ َطا َي َ‬
‫ش ِر ِق َوا ْل َم ْغ ِر ِ‬
‫اعدْ َت َب ْينَ ا ْل َم ْ‬ ‫َبا ِعدْ َب ْينِي َو َب ْينَ َخ َطا َي َ‬
‫اي َك َما َب َ‬
‫اي بِال َّث ْل ِج َوا ْلمَاءِ َوا ْل َب َردِ"‪ ‬مسلم‪.‬‬‫اغسِ ْلنِي مِنْ َخ َطا َي َ‬ ‫س اللَّ ُه َّم ْ‬ ‫اأْل َ ْب َي ُ‬
‫ض مِنْ ال َّد َن ِ‬
‫وقوله‪َ " :‬ن ِّقنِي" وقوله‪ْ :‬‬
‫"اغسِ ْلنِي"‪ ‬يدالن على المعنى الذي نقصده‪ ,‬وهو أن الطهارة ال تقتصر* على الجانب‬
‫المادي فحسب‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه ورد* في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ما يدلنا على أن النجاسة –وهي ضد‬
‫الطهارة‪ -‬ال يقتصر إطالقها على الجانب المادي فحسب‪ ,‬بل ينسحب أيضً ا على األفكار واألعمال‪.‬‬
‫س َفاَل َي ْق َر ُبوا ا ْل َم ْس ِج َد ا ْل َح َرا َم َب ْعدَ َعا ِم ِه ْم ه ََذا}‬ ‫يقول رب العزة‪َ { :‬يا أَ ُّي َها ا َّلذِينَ آَ َم ُنوا إِ َّن َما ا ْل ُم ْ‬
‫ش ِر ُكونَ َن َج ٌ‬
‫(التوبة‪ )28:‬والمراد بنجاسة المشرك* هنا نجاسة اعتقاده وتصوره‪ ,‬فإن أجسام المشركين ليست نجسة بذاتها‪.‬‬
‫ضا أشارت اآلية الكريمة األخرى في قوله تعالى‪{ :‬إِ ْذ َقال َ هَّللا ُ َيا عِ َ‬
‫يسى إِ ِّني ُم َت َو ِّفي َك‬ ‫وإلى هذا المعنى أي ً‬
‫َو َرافِ ُع َك إِلَ َّي َو ُم َط ِّه ُر َك مِنَ الَّذِينَ َك َف ُروا َو َجا ِعل ُ الَّذِينَ ا َّت َب ُعو َك َف ْو َق الَّذِينَ َك َف ُروا‪(}...‬آل عمران‪ )55:‬أي‪:‬‬
‫مخرجك من جملتهم‪ ,‬ومنزهك* أن تفعل فعلهم‪.‬‬
‫س"‪ ‬وكذلك ورد في السنة تسمية الذنوب والمعاصي‬ ‫وورد في الحديث المتفق عليه‪" :‬إِنَّ ا ْل ُم ْؤمِنَ اَل َي ْن ُج ُ‬
‫بالقاذورات‪ ,‬ففي الحديث الذي رواه مالك في الموطأ في قصة رجل أصاب ذن ًبا يستوجب الحد‪ ,‬فجاء إلى‬
‫اب مِنْ َه ِذ ِه ا ْل َقا ُذ َ‬
‫ورا ِ‬
‫ت‬ ‫ص َ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫سلَّ َم‪َ " :‬منْ أَ َ‬ ‫سلَّ َم ليقيمه عليه‪ ,‬فقال النبي َ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫النبي َ‬
‫اب ِ" موطأ مالك‪ .‬وورد في غير هذه‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صف َح َت ُه ُنقِ ْم َعل ْي ِه ِك َت َ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫ش ْي ًئا َف ْل َي ْس َتت ِْر ِبسِ ْت ِر ِ فإِ َّن ُه َمنْ ُي ْبدِي ل َنا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سلَّ َم قائاًل له‪ :‬طهرني يا رسول هللا‪.‬‬ ‫هَّللا‬
‫صلَّى ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬ ‫الرواية أن فاعل الذنب كان يأتي إلى النبي َ‬
‫سلَّ َم لشاب جاء يستأذنه في الزنا‪ ,‬فبعد أن نصحه ووجهه قال‪" :‬اللهم طهر‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬‫ودعا النبي َ‬
‫قلبه‪ ,‬وحصن فرجه" فلم يكن شيء أبغض إليه من الزنا بعد‪.‬‬
‫ونخلص من هذا كله إلى أن الطهارة الحسية –وإن كانت مطلوبة‪ -‬فإن طهارة القلوب من النفاق والرياء‪,‬‬
‫وطهارة النفوس من الشح والعجب‪ ,‬وطهارة األعين من الخيانة‪ ,‬وطهارة األيدي من الحرام‪ ,...‬هذه كلها‬
‫أمور أشد ضرورة وأكثر طلبًا‪ ,‬وأن اإلنسان لن يفيده أن يكون طاهر الثوب‪ ,‬نظيف البدن‪ ,‬طيب الريح‪ ,‬في‬
‫حين أنه يحوي قلبًا أسود‪ ,‬أو نف ًسا أمارة بالسوء‪ ,‬ال يحل حرامًا‪ ,‬وال يحرم حالاًل ‪.‬‬
‫فما أجمل أن يترسم* المسلم هذه الخطى‪ ,‬فيحرص على نظافة مظهره ومخبره‪ ,‬ويعتني* بحسن صورته‬
‫وحسن سريرته‪.‬‬
‫(الجمعية الشرعية‪)2020 ,‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الطريقة و االجراءات‪:‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫في هذه الدراسة اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي‪ ,‬باستخدام* اسلوب البحث النوعي و الكمي من‬
‫خالل اجراء مقابالت و استبيان الكتروني تم اطالقه على مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫مجتمع الدراسة و عينتها‪:‬‬


‫اعتمدت الباحثة جمع المعلومات من مصادر مباشرة أما عينة الدراسة فكانت عينة عرضية تمت بالصدفة‬
‫عن طريق مواقع التواصل االجتماعي‬
‫بالنسبة للمقابالت فكان المدروسون عبارة عن سبع أشخاص تتراوح أعمارهم* من ‪ 31‬الى ‪ 85‬عاما‬
‫يتكونون من ثالثة اناث و اربع ذكور* منهم من هم متقاعد‪ ,‬و من هن ربات منازل‪ ,‬و من هم على رأس‬
‫عملهم‪ .‬منهم من هو متعلم و من هم غير مكملون لدراستهم الجامعية‪.‬‬
‫بالنسبة لالستبيان‪ :‬يتكون مجتمع الدراسة من مواطنين أردنيين تتراوح* أعمارهم من ‪ 60 – 20‬فأكثر*‬
‫من ‪ 227‬ذكر و ‪ 137‬أنثى و كانت الشريحة االكبر عمريا هي من ‪ 39 – 30‬عاما‬
‫أما عينة الدراسة فكانت عينة عرضية تمت بالصدفة عن طريق* مواقع* التواصل االجتماعي‬

‫أدوات الدراسة‪:‬‬
‫من أجل الوصول* الى نتائج الدراسة اعتمدت الباحثة على المقابالت شبه المقننة و على االستبيان و‬
‫المالحظة البسيطة‪ .‬فقد صممت الباحثة استمارة للمقابلة غير المقننة تحتوي على أسئلة استرشادية و لكنها‬
‫طرحت اسئلة اخرى عندما اقتضى االمر‪ .‬و تكون االستبيان من ثالثة محاور‪ *:‬النظافة الشخصية و عالقتها‬
‫بالنوع االجتماعي‪ ,‬الدورة الشهرية و النفاس ان كانت توصم المرأة بالنجاسة‪ ,‬و ان كانت النجاسة تقتصر‬
‫على نوع اجتماعي اكثر من االخر‪.‬‬

‫الصدق‪:‬‬
‫لغايات التحقق من صدق االداة تم عرضها على خمسة محكمين و تم مناقشتها و اصدروا حكمهم على‬
‫سالمة االداة من ناحية لغوية و مناسبة المقاييس المستخدمة و سالمة العبارات‪ ,‬ووافقوا على مالئمة االداة‬
‫لتحقيق الغرض منها‪.‬‬

‫الثبات‪:‬‬
‫تم التحقق من ثبات االداة (االستبيان) من خالل االختبار و اعادة االختبار‪ ,‬بحيث تم التأكد من ثبات نتائج‬
‫االجابة على تساؤالت االداة في المرة ة االولى و مواءمتها مع اعادة االختبار لالداة في المرة الثانية! مع‬
‫ترك فترة زمنية بين االختبارين مدتها عشرة ايام‪ .‬و بعد اجراء اختبار كرومباخ* الفا لقياس ما إذا كانت‬
‫النتيجة موثوقة أم ال كانت نسبة االختالف ‪%3‬‬

‫تحليل النتائج و مناقشتها‪:‬‬


‫من خالل تحليل االجابات على سؤال عالقة الطهارة بالنظافة كانت االجابات على لسان المبحوثين كالتالي‪:‬‬
‫محمد‪ 31 ,‬عاما‪ ,‬يعمل بمجال التسويق قال‪" :‬مش كل نظيف طاهر‪ ,‬الطهارة الها عالقة بالنظافة بس ممكن‬
‫تكون الطهارة بالقلب‪ ".‬سهى‪ 35 ,‬عاما‪ ,‬معلمة‪ ,‬قالت‪" :‬النظافة الها عالقة بالطهارة واالثنين بكملوا بعض‪,‬‬
‫ممكن أكون طاهرة بس مش نظيفة‪ ,‬يعني خلصت الدورة و طاهرة بس مش نضيفة و بدي حمام‪ ,‬مش كل‬
‫طاهر نضيف و ال كل نضيف* طاهر!" باسمة ‪ 65 ,‬عاما‪ ,‬ربة منزل‪ ,‬قالت‪" :‬طبعا للطهارة عالقة بالنضافة‪,‬‬
‫الن الوضوء* فيه طهارة و بخلي الواحد جسمه نضيف‪ .‬الطهارة ما الها دخل بكترة الغسيل‪ ,‬ممكن تكون‬
‫الطهارة من الحيض و من النجاسة‪ ,‬او طهارة القلب من اآلثام‪ ,‬او طهارة اللسان من الكالم البذيء‪ ".‬نعيم ‪,‬‬
‫‪ 82‬عام‪ ,‬مهندس مدني‪ ,‬قال‪" :‬نعم للطهارة عالقة بالنظافة‪ ,‬و النظافة هي العنوان الواضح للطهارة فانا ال‬
‫يمكن ان اثق بطهارة شخص دونما يكون نظيف في كالمه و في لسانه‪ ".‬فردوس‪ 85 ,‬عام‪ ,‬ربة منزل‪,‬‬
‫"الطهارة الها عالقة بالنضافة‪ ,‬و كل اشي نضيف طاهر‪ ".‬فراس ‪ 36 ,‬عام‪ ,IT Director ,‬قال‪" :‬الطهارة‬
‫كمفهوم أكبر من النظافة‪ ,‬الطهارة طهارة روح و جسد و نضافة و تفكير‪ .‬موضوع* الطهارة مختلف عن‬
‫النضافة‪ ,‬النضافة جزء من الطهارة‪ .‬و مش كل نضيف طاهر‪ ".‬محمد ‪ 40 ,‬عام‪ ,‬مستشار اداري‪" ,‬الطهارة‬
‫و النضافة ما الهم نفس المعنى‪ ,‬بس هم ‪ ,mentally wise‬مربوطين* ببعض بس مش كل نضيف طاهر‬
‫الن الطهارة فيها ‪ details‬اكتر من النظافة‪".‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬ترميز اجابات سؤال عالقة الطهارة بالنظافة‬

‫النسبة‬ ‫التكرارات‬ ‫الترميز‬ ‫الرقم‬


‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كل نظيف طاهر‬ ‫‪1‬‬
‫‪86%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ليس كل نظيف طاهر‬ ‫‪2‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الطهارة لها عالقة بالنظافة‬ ‫‪3‬‬
‫‪43%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫النظافة جزء من الطهارة‬ ‫‪4‬‬
‫‪43%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الطهارة فقط جسدية‬ ‫‪5‬‬
‫‪57%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الطهارة جسدية و روحية‬ ‫‪6‬‬
‫‪42%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الطهارة مفهوم ديني‬ ‫‪7‬‬
‫‪42%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الطهارة فكرية‬ ‫‪8‬‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ ) 1‬ترميز اجابات سؤال عالقة الطهارة بالنظافة حيث أن جميع المبحوثين وافقوا على ان الطهارة لها‬
‫عالقة بالنظافة و جاءت اجابة وحيدة تقول بان كل نظيف طاهر بنسبة ‪ %14‬و الست االجابات المتبقية خالفتها الرأي و اكدت‬
‫انه ليس كل نظيف طاهر بنسبة ‪, % 86‬و لكن ثالثة منهم فقط قالوا ان النظافة جزء من الطهارة وان الطهارة كمفهوم أوسع‬
‫من النظافة بنسبة ‪ %43‬وافق ثالثة من المبحوثين على ان الطهارة مفهوم جسدي بنسبة ‪ %43‬بالمقارنة مع اربعة آخرين‬
‫اضافوا ان الطهارة جسدية و روحية بنسبة ‪ %57‬باالضافة الى ‪ 3‬أشخاص نوهوا على ان الطهارة مفوم ديني بنسبة ‪%42‬‬
‫وثالثة آخرين نوهوا على ان الطهارة هي طهارة فكرية بنسبة ‪.%43‬‬

‫و عند سؤالهم عن النوع االجتماعي االطهر كانت االجابات كالتالي‪:‬‬


‫محمد‪ " :‬بالنسبة الي مافي جنس اطهر من التاني" اما سهى فقالت‪ " :‬انا برأيي مافي جنس اطهر النه كبشر‬
‫و كبني ادمين ما بنتصنف* على اساس مين هو االطهر كجنس ذكر او انثى‪ .‬ربنا خلقنا سواسية بالنسبة لهادا‬
‫الموضوع* بس االختالفات بتكون بيولوجية‪ .‬التنين اجسادهم طاهرة ليش بدها تكون نجسة؟ مافي حدا نجس‪.‬‬
‫ال الذكر نجس وال االنثى نجسة‪ ".‬باسمة قالت‪ :‬الذكر اطهر النه ما عنده دورة لحتى تنتهي دورة االنثى‬
‫بتكون اطهر و هادا بكون بسن االمل‪ ".‬نعيم‪" :‬الطهارة تتعلق بالطرفين بنفس المستوى" فردوس* قالت‪" :‬‬
‫الطهارة ما الها دخل بالجنسين التنين الزم يتطهروا مشان الصالة‪ ".‬فراس‪" :‬فش واحد اطهر من التاني‪".‬‬
‫محمد قال‪" :‬مفهوم الطهارة بالدين ما اله دخل بالجنسين بس بالعقل اله دخل‪( .‬و كان يقصد ان الذكر‬
‫اطهر)"‬
‫الجدول رقم (‪ :)2‬ترميز اجابات سؤال النوع االجتماعي االطهر‬

‫النسبة‬ ‫التكرارات‬ ‫الترميز‬ ‫الرقم‬


‫‪86%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ال يوجد نوع اجتماعي أطهراكثر من االخر‬ ‫‪1‬‬
‫‪28%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الذكر أطهر من االنثى‬ ‫‪2‬‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )2‬ترميز اجابات سؤال النوع االجتماعي االطهر بحيث يظهر أن ‪ 6‬أشخاص من أصل ‪ 7‬أجابوا انه ال‬
‫عالقة بين النوع االجتماعي و الطهارة بنسبة ‪ %86‬و لكن اثنان نوهوا بان الذكر أطهر لعدم وجود دورة شهرية و نفاس لديه‬
‫بنسبة ‪.%28‬‬

‫و في النهاية تم سؤالهم* ان كان هناك عمر تكون فيه األنثى أطهر من عمر اخر‪:‬‬
‫كانت االجابات كالتالي‪ :‬محمد و سهى و نعيم و فراس اتفقوا على انه ال يوجد عمر معين تكون فيه المرأة‬
‫أطهر‪ .‬أما باسمة فقالت‪" :‬في سن األمل‪ " .‬فردوس* قالت‪" :‬بعد قطع العادة الشهرية بتصير أطهر مما تكون‬
‫لما تجيها العادة‪ ".‬محمد‪ " :‬لما تكون صغيرة بتكون ‪ less educated‬كيف تكون طاهرة و ما بتعرف*‬
‫تدير بالها على طهارتها* زي لما تكون ‪".mature‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3‬ترميز اجابات سؤال ان كان هناك عمر تكون فيه األنثى أطهر من عمر اخر‬

‫النسبة‬ ‫التكرارات‬ ‫الترميز‬ ‫الرقم‬


‫‪47%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال يوجد عمر تكون فيه االنثى أطهر من عمر آخر‬ ‫‪1‬‬
‫‪28%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تكون المرأة أطهر في سن األمل‬ ‫‪2‬‬
‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تكون االنثى أطهر عندما تنضج‬ ‫‪3‬‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )3‬ترميز اجابات سؤال ان كان هناك عمر تكون فيه المرأة أطهر من عمر آخر فقد وافق ‪ 4‬من‬
‫المبحوثين بانه اليوجد عمر معين تكون فيه االنثى أطهر بنسبة بلغت ‪ %47‬بالمقارنة مع ‪ 3‬آخرين أكدوا ان االنثى تكون‬
‫اطهر عندما تكون في عمر أكبر‪ ,‬شخصان منهم قاال ان المرأة أطهر في سن األمل بنسبة ‪ %28‬و شخص قال عندما تنضج‬
‫و تعرف كيف تهتم بنفسها بنسبة ‪%14‬‬

‫أما بالنسبة لتحليل نتائج االستبيان‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ )4‬يمثل الخصائص النوعية الفراد عينة الدراسة‪:‬‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫المتغير‬ ‫الرقم‬


‫الجنس‬ ‫‪1‬‬
‫‪62.4%‬‬ ‫‪227‬‬ ‫ذكر‬
‫‪37.6%‬‬ ‫‪137‬‬ ‫أنثى‬
‫العمر‬ ‫‪2‬‬
‫‪31.6%‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪29 - 20‬‬
‫‪43.4%‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪39 - 30‬‬
‫‪18.4%‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪49 - 40‬‬
‫‪4.1%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪59 – 50‬‬
‫‪2.5%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ 60‬فما أكثر‬
‫يوضح جدول رقم (‪ ) 4‬و الذي يمثل الخصائص النوعية الفراد عينة الدراسة أن نسبة الذكور هي األعلى من االناث اذ بلغت‬
‫نسبة الذكور ‪ %62.4‬مقابل ‪ %37.6‬من نسبة النساء كما تشير البيانات ان اكبر شريحة من المبحوثين كانت تتراوح بين‬
‫عمر ال ‪ 30‬الى ‪ 39‬عاما بنسبة ‪ %43.4‬يتبعها شريحة عمال ‪ 29 – 20‬عاما بنسبة ‪ %31.6‬و يتبعها شريحة عمر ‪40‬‬
‫الى ‪ 49‬عاما بنسبة ‪ %18.4‬ثم شريحة عمر ‪ 59 – 50‬عاما بنسبة ‪ %4.1‬و كانت اقل شريحة هي شريحة عمر من ‪60‬‬
‫فما فوق بنسبة ‪%2.5‬‬

‫المحور االول‪ :‬ممارسة العادات الصحية‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ )5‬ممارسة العادات الصحية‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫المتغير‬ ‫الرقم‬


‫من يمارس العادات الصحية أكثر؟‬ ‫‪1‬‬
‫‪10.4%‬‬ ‫‪38‬‬ ‫الذكر‬
‫‪44.2%‬‬ ‫‪161‬‬ ‫االنثى‬
‫‪45.3%‬‬ ‫‪165‬‬ ‫كالهما‬
‫من يستخدم مسحضرات نظافة الجسم أكثر؟‬ ‫‪2‬‬
‫‪2.5%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الذكر‬
‫‪77.5%‬‬ ‫‪282‬‬ ‫االنثى‬
‫‪20.1%‬‬ ‫‪73‬‬ ‫كالهما‬
‫من يهتم بصحته الفموية أكثر؟‬ ‫‪3‬‬
‫‪5.2%‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الذكر‬
‫‪50.3%‬‬ ‫‪183‬‬ ‫االنثى‬
‫‪44.5%‬‬ ‫‪162‬‬ ‫كالهما‬
‫من يستحم أكثر؟‬ ‫‪4‬‬
‫‪35.2%‬‬ ‫‪128‬‬ ‫الذكر‬
‫‪25.3%‬‬ ‫‪92‬‬ ‫االنثى‬
‫‪39.6%‬‬ ‫‪144‬‬ ‫كالهما‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )5‬اجابات المبحوثين على محور ممارسة العادات الصحية لدى الجنسين فقد وافق ‪ 165‬شخص من‬
‫المبحوثين بما نسبته ‪ %45,3‬أن كال الجنسين يمارسان العادات الصحية بالمقارنة مع اتفاق ‪ 161‬شخص من مجتمع البحث‬
‫و بما نسبته ‪ %44,2‬على ان االنثى تمارس العادات الصحية أكثر و ‪ 38‬شخص منهم بنسبة ‪ %10.4‬قالوا ان الذكر‬
‫يمارس العادات الصحية أكثر‪ .‬و بالنسبة الستخدام مستحضرات النظافة الشخصية فاتفق‪ 282‬شخص من مجتمع الدراسة‬
‫بنسبة ‪ %77.5‬على أن االنثى تستخدم مستحضرات نظافة الجسم أكثر من الذكر نسبة الى ‪ 73‬مبحوثا بنسبة ‪ %20.1‬قالوا‬
‫ان كال الجنسين يستخدمون المستحضرات بالتساوي و ‪ 9‬آخرين بنسبة ‪ %2.5‬قالوا ان الذكر يستخدم مستحضرات النظافة‬
‫أكثر‪ .‬أما بالنسبة للصحة الفموية و العناية باالسنان فقد اتفق ‪ 183‬شخصا و بنسبة ‪ %50.3‬ان االنثى تحافظ اكثر على‬
‫صحتها الفموية مقارنة ب ‪ 162‬شخصا و بنسبة ‪ %44.5‬قالوا ان كال الجنسين يحافظون على صحتهم الفموية بالتساوي و‬
‫‪ 19‬شخصا بما نسبته ‪ % 5.2‬اكدوا على ان الذكر يحافظ اكثر على صحته الفموية‪ .‬و في اخر سؤال من المحور االول و‬
‫الذي تكلم عن االستحمام‪ ,‬و من من النوعين االجتماعيين يستحم اكثر كانت االجابات كالتالي‪ 144 ,‬شخصا و بنسبة ‪%39.6‬‬
‫أجابوا ان كالالجنسين يستحمون بنفس الدرجة‪ ,‬في الوقت الذي أجاب ‪ 128‬آخرون و بنسبة ‪ %35.2‬أن الذكر يستحم أكثر و‬
‫‪ 92‬شخصا آخرين و بنسبة ‪ %25,3‬أجابوا ان االنثى تستحم أكثر‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬وصم األنثى بالنجاسة بسبب الدورة الشهرية و النفاس‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ )6‬وصم األنثى بالنجاسة بسبب* الدورة الشهرية و النفاس‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫المتغير‬ ‫الرقم‬


‫باعتقادك هل الدورة الشهرية لألنثى و مرحلة النفاس يوصمانها بالنجاسة؟‬ ‫‪1‬‬
‫‪24.5%‬‬ ‫‪89‬‬ ‫نعم‬
‫‪75.5%‬‬ ‫‪275‬‬ ‫ال‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )6‬أن ‪ 89‬مبحوثا وافقوا على ان الدورة الشهرية و النفاس يوصمان المرأة بالنجاسة و بنسبة ‪%24.5‬‬
‫بالمقارنة مع ‪ 275‬مبحوثا خالفوهم الرأي و لم يوافقوا على ان التفاس و الدورة الشهرية يوصمان االنثى بالنجاسة و بنسبة‬
‫‪%75.5‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬النجاسة و عالقتها بالنوع االجتماعي‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ )7‬النجاسة و عالقتها بالنوع االجتماعي‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫المتغير‬ ‫الرقم‬


‫هل االنثى نجسة؟‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.8%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫نعم‬
‫‪85.4%‬‬ ‫‪311‬‬ ‫ال‬
‫‪13.7%‬‬ ‫‪50‬‬ ‫أحيانا‬
‫هل الذكر نجس؟‬ ‫‪2‬‬
‫‪1.1%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نعم‬
‫‪82.4%‬‬ ‫‪300‬‬ ‫ال‬
‫‪16.5%‬‬ ‫‪60‬‬ ‫أحيانا‬
‫باعتقادك ما هو النوع االجتماعي االطهر؟‬ ‫‪3‬‬
‫‪14.8%‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الذكر‬
‫‪8.8%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫االنثى‬
‫‪76.4%‬‬ ‫‪278‬‬ ‫كالهما‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )7‬أن ‪ 311‬مبحوثا رفضوا فكرة أن المرأة نجسة بنسبة ‪ %85.4‬مقارنة مع ‪ 50‬مبحوثا قالوا انها في‬
‫بعض االحيان نجسة و بنسبة ‪ %13.7‬و ‪ 3‬آخرين وصموها بالنجاسة بنسبة ‪ .%0.8‬أما بالنسبة للذكر فقد رفض ‪300‬‬
‫مبحوثا رفضوا فكرة ان الذكر نجس و بنسبة ‪ %82.4‬مقارنة مع ‪ 60‬مبحوثا قالوا انه في بعض االحيان نجس و ‪ 4‬آخرين‬
‫وصمون بالنجاسة بنسبة ‪ .%1.1‬و في آخر سؤال في االستبيان فقد أجاب‪ 278‬من مجتمع البحث و بنسبة ‪ %76.4‬ان كال‬
‫النوعين االجتماعيين طاهرين بالتساوي نسبة الى ‪ 54‬شخصا و بنسبة ‪ %14.8‬اعزوا الطهارة للذكر فقط‪ ,‬و ‪ 32‬آخرين و‬
‫بنسبة ‪ %8.8‬اعزوا الطهارة لألنثى فقط‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫مناقشة النتائج و التوصيات‪:‬‬
‫توصلت الباحثة ان هناك صلة بين مفهوم طهارة االنثى و العمر و الجنس‪ .‬حيث ان النساء المتقدمات بالعمر‬
‫هم أكثر من وصموا االنثى بالنجاسة نسبة الى الدورة الشهرية و النفاس و انها تطهر فقط عند تبلغ سن‬
‫االمل‪ .‬مع ان الدين االسالمي لم يوصم المؤمن ذكرا كان ام انثى بالنجاسة‪ ,‬و هذا يعود للثقافة المجتمعية‬
‫السائدة قي الماضي نسبة الى ندرة هذه الفكرة لدى الذكورو الجيل الذي يمتد من ‪ 50‬عاما فما اقل‪ .‬وصلت‬
‫الباحثة في هذه الدراسة ان بعضا من االسرائيليات تم استبطانها و االخذ بها كمسلمات عند الكثير من‬
‫الشعوب‪ .‬فها نحن بالقرن العشرين وال زلنا نسمع خرافات* كان بول الصبي الرضيع طاهر في وقت أن بول‬
‫الرضيعة االنثى نجس‪ ,‬و الزلنا نسمع بخرافات ان المراة اللتي تمر بفترة الدورة الشهرية ال يجب ان تقترب‬
‫من عمل المخلالت او المربيات النها تفسدها‪ .‬و ان المرأة النفساء يمنع ان تزور* نفساء اخرى الن هذا‬
‫سيؤدي الى مرضهن‪ .‬و نرى أيضا في مجتمع البيمبا في افريقيا‪ ,‬ان االطفال الذين ياكلون من طعام اعدته‬
‫انثى مارست العالقة الحميمة مع زوجها ولم تتطهر قبل اعداده‪ ,‬او طعام طبخ على نار ملوثة اشعلتها انثى‬
‫لم تتطهر من ممارسة العالقة الحميمة‪ ,‬يموتون بعد االكل‪ .‬و ان المرأة التي تمر بفترة العادة الشهرية يمنع‬
‫ان تصنع الطعام لزوجها او تشعل النار‪( .‬دوغالس‪)1966 ,‬‬
‫هل من الممكن ان ينفخ هللا الروح في رضيع في رحم االنثى ان كان هذا المكان يوصم بالنجاسة؟‬
‫و توصلت الباحثة أيضا ان هناك لبس لدى المجتمع بتحديد معنى كلمة الطهارة فقل عدد من ذكروا ان هناك‬
‫طهارة تتعدى طهارة الجسد‪ .‬حيث أن الطهارة الحسية مطلوبة فإن طهارة القلوب من النفاق والرياء‪,‬‬
‫وطهارة النفوس من الشح والعجب‪ ,‬وطهارة األعين من الخيانة‪ ,‬وطهارة األيدي من الحرام‪ ,...‬هذه كلها‬
‫أمور أشد ضرورة وأكثر طلبًا‪ ,‬وأن اإلنسان لن يفيده أن يكون طاهر الثوب‪ ,‬نظيف البدن‪ ,‬طيب الريح‪ ,‬في‬
‫حين أنه يحوي قلبًا أسود‪ ,‬أو نف ًسا أمارة بالسوء‪ ,‬ال يحل حرامًا‪ ,‬وال يحرم حالاًل ‪.‬‬
‫فما أجمل أن يترسم* المسلم هذه الخطى‪ ,‬فيحرص على نظافة مظهره ومخبره‪ ,‬ويعتني* بحسن صورته‬
‫وحسن سريرته‪( .‬الجمعية الشرعية‪)2020 ,‬‬
‫و مع أن النسب التي أعطاها مجتمع الدراسة بالنوع االجتماعي الذي يستخدم مستحضرات العناية‬
‫الشخصية‪ ,‬او العناية باالسنان‪ ....‬الى اخره كانت تميل الى االنثى اكثر اال ان البعض ال يزال يرى ان‬
‫التغيرات التي تحصل لجسد االنثى خالل الدورة و النفاس توصمانها بالنجاسة‪.‬‬
‫وقد كشفت دراسة أنثروبولوجية للباحث حسني عبد العظيم حسني أن الجسد األنثوي – وفقا ً للمعتقد الشعبي‬
‫العربي – هو جسد مدنس ‪ Profane‬وترتبط* تلك الدناسة بدخول األنثى مرحلة النضج والبلوغ‪ ،‬وما يرتبط‬
‫بذلك من ظواهر عضوية متعلقة بالدم كالحيض والنفاس‪ .‬أما الجسد األنثوي قبل تلك المرحلة ‪-‬الطفولة‪-‬‬
‫وبعدها‪ -‬وهو ما يعرف بسن اليأس‪ -‬فهو جسد طاهر نقي برئ‪ .‬فكأن الدناسة مرتبطة بدم الحيض والنفاس‪،‬‬
‫فالمعتقد الشعبي ال يرى ذلك عرضا ً طبيعياً‪ ،‬وإنما يراه مصدراً* للنجاسة‪.‬‬
:‫التوصيات‬
‫ و عمل ندوات و لقاءات حوارية اللقاء‬,‫توصي الباحثة بنشر الوعي عن طريق مواقع التواصل االجتماعي‬
‫ وال ضير من‬.‫الضوء على هذه االفكار و البنى المغلوطة و مدى تأثيرها اجتماعيا و نفسيا على النساء‬
.‫زيارة المدارس و الحديث مع الطلبة و زرع االفكار* االيجابية فيهم‬

Abstract
By the Name of Allah the Most Merciful, the Most Passionate, and peace be
upon our prophet Muhammad’s soul. The organ that carries the infant and nourishes
it till it sees the light and in which Allah blows the soul into the baby’s body is called
defiled, and is stamped with impurity and that God has chosen it for females as a
punishment for Eve’s sin of telling Adam to eat the forbidden fruit in the Garden of
Eve, and as a result being banished to Earth. A lot of Israeli ideas and false
conceptions has roamed our minds and we have believed those superstitions, and
they became built in our mind sets. We’ve inherited them from our ancestors and we
are passing them to our descendants. Isn’t time to wake up? If we compare the body
cleanness between the sexes, the female will prevail. She is the one that takes more
care of her oral health, by removing unpleased hair, and by using cleanness
products… and so on. Yet, our social cultures come to take over and throw all of this
aside and impose the male as the purest sex because of menstruation blood. This
study comes to look thoroughly at the origin of these beliefs, and to focus on some
ideas that categorizes females as a defiled gender.

:‫المراجع و المصادر‬
‫دوغالس‪ ,‬ماري‪Purity and Danger, ,1966 ,‬دراسة منشورة‪ ,‬طبعة الكترونية‪ ,‬نيويورك‪*:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تايلور و فرانسيس جروب‬
‫العتوم‪ ,‬ميسون‪ ,2013 ,‬جسد المرأة والدالالت الرمزيّة‪ : ‬دراسة أنثروبولوجية بمدينة عمّان‬ ‫‪-‬‬
‫(األردن)‪ ,‬دراسة منشورة ‪ ,‬انسانيات‪ 23 ,‬نوفمبر* ‪ :2020‬الساعة ‪ 10‬و نصف مساء‬
‫عقل‪ ,‬جمال‪ ,2001 ,‬وسائل التطهير‪ ,‬رسالة ماجستير* منشورة‪ ,‬نابلس‪ :‬جامعة النجاح‬ ‫‪-‬‬
‫عبدالعظيم‪ ,‬حسني‪ ,2019,‬الجسد األنثوي* وجدلية الطهارة والدناسة‪ ,‬دراسة منشورة‪ ,‬معنى‪23 ,‬‬ ‫‪-‬‬
‫نوفمبر* ‪ :2020‬الساعة ‪ 10‬مساءا‬
‫قمية‪ ,‬مصطفى‪ ,2017 ,‬صورة جسد المرأة في المسيحية قرون وثنية وتقاليد بالية‪ ,‬بريسهيس‪5 ,‬‬ ‫‪-‬‬
‫ديسمبر ‪ 9 ,2020‬مساء‬
‫قمية‪ ,‬مصطفى‪ ,2017 ,‬صورة جسد المرأة في الديانة اليهودية تأنيث الخطيئة األولى‪ ,‬بريسهيس‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 6‬ديسمبر ‪ 9 ,2020‬مساءا‬
‫كاتب‪ ,2019 ,‬مفاهيم قرآنية الطهارة و النجاسة في ضوء القرآن الكريم‪ ,‬الجمعية الشرعية‪1 ,‬‬ ‫‪-‬‬
‫يناير ‪ ,2021‬الساعة ‪ 6‬مساء‬
‫كاتب‪ ,2017 ,‬النظافة الشخصية بين اإلسالم والمسيحية‪ ,‬بشارة المسيح‪ 25 ,‬ديسمبر* ‪:2020‬‬ ‫‪-‬‬
‫الساعة ‪ 8‬مساءا‬

You might also like