Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 12

‫الجامعة األردنية‬

‫عمادة كلية الدراسات العليا‬


‫مركز دراسات المرأة‬

‫تلخيص كتاب الطهارة و الخطر‬


‫للكاتبة ماري دوجالس ‪1966‬‬

‫اعداد الطالبة‪ :‬ديمة نعيم أبوشرخ‬


‫باشراف الدكتورة‪ :‬ميسون العتوم‬
‫‪2021‬‬
‫المقدمة‬

‫ال نستطيع أبدا أن نكتفي من ترديد مقولة لوسيان ملسون‪":‬ان االنسان ليست له‬
‫طبيعة بل له تاريخ‪ ".‬أي أن الطبيعة االنسانية كمجموعة من االمكانيات و االستعدادات‬
‫ال يمكن لها ان تتحقق و أن تصبح موجودة بالفعل اال بواسطة الثقافة كفضاء زمكاني‬
‫عام للتربية و التنشئة‪ .‬لقد بينت بحوث االنثروبولوجيا و علم االجتماع كيف ان الكثير‬
‫من الظواهر المتعلقة باالنسان و التي نتعامل معها على انها موجودة بفعل الطبيعة هي‬
‫بالواقع ال تمت للطبيعة بصلة و انما تصارعت أطراف اجتماعية كثيرة لكي تلبسها‬
‫لباس الطبيعة‪ ,‬و انه قد جرى تطبيعها لتبدو و كأنها طبيعة طبيعية‪( .‬العتوم‪)2012 >,‬‬

‫فالثقافة هي اذن سلطة رمزية طاغية كما رأى بورديو‪ ,‬فهي التي تتولى مهمة‬
‫الحمل على االعتقاد و االقناع‪ ,‬و اقرار رؤية ما دون غيرها‪ ,‬و هي تمتلك قوة شبه‬
‫سحرية و قدرة هائلة على التعبئة‪ ,‬اذا ما تحقق شرطها االساسي و هو ذلك المتعلق‬
‫باالعتراف بها و االعتراف بسلطة من ينطق بها‪ ,‬الن ذلك هو مايعطي للكلمات قوتها‬
‫و يجعلها قادرة على حفظ السالم و استمراره‪ ,‬فليست سلطة الكالم اال السلطة الموكولة‬
‫لمن فوض اليهم امر التكلم و النطق بلسان جهة معينة‪( .‬العتوم‪)2012 >,‬‬

‫يكشف كتاب ماري دوجالس الطهارة والخطر عن‪ :‬تحليل مفاهيم التلوث‬
‫والمحرمات والمفهوم الثقافي للدنس ومعانيه الرمزية‪ .‬فقد تتبعت نهج إميل دوركهايم‬
‫في تعريف األوساخ على أنها ليست اشياء في مكانها (كاتشب جيد في الزجاجة أو على‬
‫الطبق ‪ ،‬ولكن ليس على قميصي)‪ .‬ما تفعله دوجالس هو ربط هذا التمييز بالتمييز بين‬
‫الخوف والقذارة (مصلحة طويلة األمد لألنثروبولوجيا البنيوية)‪ >.‬وترى أن القذارة هي‬
‫مسألة ثقافية تحددها هياكل السلطة الفعلية والرمزية‪ .‬و لها في هذا الكتاب تصورات‬
‫جريئة و بصيرة جول بناء الثقافة‪.‬‬
‫"الطهارة والخطر" هو تحقيق في مفاهيم مختلفة عن األوساخ في ثقافات مختلفة‬
‫‪ ،‬مما يدل على الطبيعة العرضية والمحددة اجتماعيا ً لما هو نظيف وما هو غير نظيف‪.‬‬
‫ال تكاد القذارة ان تكون في حد ذاتها تمثيال‪ ,‬و تغرق في خوف محدد يمنع‬
‫االنعكاس‪ :‬مع الدنس ندخل في عهد الرعب‪( >.‬دوجالس‪)1966 ,‬‬
‫تجادل دوجالس كذلك أنه ‪ ،‬على عكس المفاهيم السابقة في األنثروبولوجيا ‪ ،‬لم‬
‫يختف التمييز بين الخائفين والمدنسين في العصر الحديث ‪ ،‬بل تجلى في مصطلحات‬
‫"علمانية '' أخرى من النظيفة وغير النظيفة؛ تصورنا لما يشكل التلوث‪ >.‬تعتقد دوجالس‬
‫ضا أن هذه المفاهيم تحمل شكاًل مشابهًا للنظام االجتماعي المحدد للمجموعة‪ .‬وما‬
‫أي ً‬
‫يجعل "القذارة" هو ما يعتبر ً‬
‫شاذا ومخال ًفا للحدود الطبيعية‪ .‬هذا يجعل المعاني الرمزية‬
‫للتلوث مرتبطة اجتماعيا وبالتالي نسبية‪)Cultural Reader, 2017( .‬‬

‫تجادل ماري دوجالس أن جميع الثقافات الحديثة لديها مفاهيم لما هو نقي وغير‬
‫نقي ونظيف ومحظور‪ .‬وكتاب الطهارة و الخطر يمثل حجة أنثروبولوجية حول كيفية‬
‫إنشاء هذه المفاهيم‪ .‬مبينة كيف أن الثقافات المختلفة لها عتبات النظافة الخاصة بها‪.‬‬
‫وف ًقا لدوجالس ‪ ،‬فإن تطور األنماط الثقافية هو مثال على كيفية قيام علماء‬
‫األنثروبولوجيا الغربيين بتأسيس نهج تنازلي تجاه الثقافات األخرى ‪ ،‬والتعبير عن‬
‫مركزيتهم األوروبية وتعزيز التمييز بين الثقافات كمراقببين للصحة العامة‪.‬‬
‫عمل دوجالس في الكتاب واسع النطاق ويتطرق إلى عدد من الثقافات واألمثلة‬
‫المختلفة‪ .‬حجتها األساسية هي أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها المجتمعات هي أن‬
‫العديد من األحداث يُنظر إليها على أنها غامضة وشاذة وأن هذه المادة يصعب تفسيرها‬
‫معرفيًا واجتماعيًا‪( .‬ليديا‪)2017 ,‬‬

‫ماري دوجالس و االنثروبولوجيا الثقافية‪:‬‬


‫وضع برينسالف مالينوفسكي التقاليد البريطانية لالنثروبولوجيا الثقافية و نفذها‬
‫بعض الشخصيات البارزة‪ .‬تعد ماري دوجالس واحدة ممن تولوا ريادة النظريات‬
‫البريطانية التقليدية في االنثروبولوجيا الثقافية و قد تناولت أعمالها قضايا الترتيب‬
‫االجتماعي‪ ,‬و اعتمدت الى حد كبير على المعلومات الخاصة بالجماعات البدائية و‬
‫شكلت منظورا لمناقشة الشعائر و دراستها‪ ,‬و االنحراف الرمزي في الحدود‬
‫االجتماعية و الدراسات الكوزمولوجية المقارنة عن الكون‪( .‬وشنو و آخرون‪)2009 ,‬‬
‫التلوث و النظام االخالقي‪:‬‬
‫“ ‪The whole universe is harnessed to men’s attempts to force one‬‬
‫‪another into good citizenship. Thus, we find that certain moral values are‬‬
‫‪upheld and certain social rules defined by beliefs in dangerous contagion,‬‬
‫‪as when the glance or touch of an adulterer is held to bring illness to his‬‬
‫)‪neighbors or his children.” (Page.3‬‬
‫"قد يبدو أنه في ثقافة غنية باالفكار عن التلوث و الطهارة يكون الفرد قبضة أفكار‬
‫حديدية محصنة بشدة بقوانين العقاب و التجاهل‪ .‬و كلما تعمقنا باألديان البدائية‪ ,‬كلما ظهر جليا‬
‫لنا ان في هيكلها الرمزي نطاق تأمالت في األلغاز العظيمة للدين و الفلسفة‪ ،‬فما ينعكس على‬
‫التلوث ينعكس على العالقة بين النظام والالنظام‪ ،‬الوجود والالوجود‪ ،‬الشكل و الالشكل‪ ،‬الحياة و‬
‫الموت‪( ".‬صفحة ‪)5‬‬

‫القذارة هي جريمة ضد النظام المثالي للمجتمع وتعتبر خطرا يؤدي إلى العدوى‪.‬‬
‫رأت دوجالس أن القذارة هي مادة في غير مكانها وضد التمييز بين البدائيين والحديثين‬
‫‪ ،‬والحظت أننا جمي ًعا خاضعون لنفس القواعد‪( >.‬ليديا‪)2017 ,‬‬

‫ما القذارة و ما اسباب االشمئزاز منها و االسراع لتنظيف االشياء؟و قد يبدو من الوهلة‬
‫االولى ان االشياء القذرة تبدو قذرة في ذاتها و بذاتها‪ ,‬فنحن نعرف ان االحذية قذرة حينما‬
‫نراها كذلك‪ ,‬كما نعرف ان ايدينا تحتاج الى غسيل‪ .‬كما نرى بقايا الطعام على السجاد‪ ,‬و نرى‬
‫البقع على القمصان‪ ,‬و السؤال الملح هنا هو لماذا نعتبر هذه االشياء قذرة؟ و لماذا نعتبر بقايا‬
‫طعام العشاء قذارة اذا ما سقطت على االرض؟ و ان من النظافة ان نضعها في سلة المهمالت‬
‫التي توضع بدورها على االرض فقط‪ .‬ألو بمعنى أفضل و أوضح لماذا تعتبر االحذية قذارة‬
‫اذا وضعت على المنضدة و لكنها ال تعد قذارة و هي موضوعة على االرض؟ و اذا فكرنا في‬
‫هذه االمثلة فسوف يتضح لنا ان المسألة ليست بقايا الطعام او االتربة في ذاتها هي التي تستثير‬
‫االستجابة للقذارة و لكن موقع او مكان بقايا الطعام هو الذي يثير هذه االستجابة‪.‬‬
‫و يجب التوضيح اننا نجد انفسنا امام التعريف القديم للقذارة من انها اشياء في غير‬
‫موضعها‪ ,‬و هذا مدخل يثير كثيرا من التساؤالت فهو يتضمن حالتين؛ االولى هي مجموعة من‬
‫العالقات المنظمة و الثانية عكس هذا النظام‪ .‬فالقذارة ال يمكن ان تكون واقعة معزولة عن بقية‬
‫االشياء أو شيئا ال نظير له‪ ،‬حيث توجد القذارة فال بد ان يكون هناك نسق معين يحيط بها؛‬
‫فالقذارة هي نتاج لحالة من التنظيم و التصنيف الرتيب لالشياء على اعتبار ان التنظيم يستبعد‬
‫العناصر الغير مناسبة‪.‬‬
‫و من وجهة النظر تلك تكون القذارة نسبية فالغبار ليس قذارة في ذاته و لكن القذارة‬
‫هي الغبار على السجادة‪ .‬و كذلك ليس رماد السجائر في ذاته قذارة و لكن القذارة وجوده على‬
‫المقاعد؛ فالنظافة و القذارة يتوقفان على نسق تصنيف االشياء و مواقعها داخل هذا النسق‪ .‬و‬
‫تؤكد دوجالس على ذلك قائلة "انها فكرة نسبية فاالحذية ليست قذارة في حد ذاتها و لكنها‬
‫قذارة اذا وضعت فوق مائدة الطعام‪ .‬كما ان الطعام ليس قذارة في حد ذاته و لكن القذارة ان‬
‫نترك أواني الطعام في حجرة النوم او حين يلوث الطعام المالبس‪ ،‬و بالمثل حين نرى أدوات‬
‫الحمام داخل حجرة الجلوس فهي قذارة‪ .‬كذلك حين نضع االشياء داخل البيت و يجب ان‬
‫نتركها خارجه او حين تظهر المالبس الداخلية مكان المالبس الخارجية و ما الى ذلك‪ .‬و‬
‫باختصار يمكن القول ان سلوكنا ازاء التلوث ليس اال استجابة ألي فكرة تتعارض مع‬
‫التصنيفات الراسخة في الذهن‪.‬‬
‫فالتصنيفات الالنهائية و النعوت و التعريفات التي تدخل في تسمية االشياء‪ ،‬و تحويل‬
‫الوجود غير المتشكل للخبرات غير المنظمة الى واقع اجتماعي له معنى و كلها أشياء تبدو‬
‫متزامنة تصب داخل المغزى االخالقي‪ :‬و المسألة هذه ليست مجرد القول "بان هذا الشيء هو‬
‫هذا الشيء" وان "ذاك الشيء هو ذاك الشيء" ولكن المسألة هي أن ذلك الشيء يوجد في‬
‫مكانه الصحيح و المالئم‪ .‬فالواقع االجتماعي يحدد نفسه من خالل الوجود المطلق و االعتماد‬
‫على مجموعة كبيرة من القواعد و االساطير أو المعتقدات الدينية الرسمية‪.‬‬
‫فالنظافة او القذارة ليست فقط حالة في مكان او موقع محدد‪ ،‬وال هي مجرد فرض أو‬
‫فكرة ادراكية خالصة كما انها ليست مجرد فضالت الطعام التي تعتبر نظيفة حينما تكون في‬
‫الطبق و تعتبر قذارة حينما توضع على المائدة‪ ،‬و لكن النظافة و القذارة هي التي تجعلنا نقول‬
‫ان تلك الفضالت يجب ان تكون في الطبق و ليس على المائدة‪ .‬فهناك اذا بعد اخالقي للواقع‬
‫هو الذي يثير السؤال المتعلق بالتصنيف و سوء التصنيف‪ .‬كما انه يضع سؤاال عن الصواب و‬
‫الخطأ؛ فالتنظيم االخالقي له حدود مشتركة مع الواقع االجتماعي و تلك الحدود المشتركة لكل‬
‫منها وجود أخالقي وواقعي و حينما نقول ان هذا هو واقع االمور التي تكون بها االشياء‪ ،‬فاننا‬
‫ال نصدر حكما واقعيا على التالؤم االلي للطبيعةو انما نصدر تقييما أخالقيا عن ذلك النظام‪.‬‬
‫فالنظام االخالقي متغلغل اذا في تنظيم الواقع و ترتيبه لدرجة ان االنشطة المختلفة‬
‫كالتصنيف و التنظيم ووضع االشياء في مكانها بصفة عامة تعمل كلها على تقوية البناء و‬
‫الواقع االجتماعي و المشاعر االخالقية أيضا؛ فهذا المكون االخالقي الذي يحدد الواقع داخل‬
‫التصنيفات المختلفة يصبح واضحا بصفة خاصة حين تكون االشياء في غير موضعها و في‬
‫هذه الحالة نكون مضطرين العادة ترتيب بنية االشياء و بالتالي نعمل على تقوية بنية الترتيب‬
‫االجتماعي و االخالقي‪ .‬و من الواضح ان الشعائر الدينية التقليدية لها القدرة على دعم الترتيب‬
‫االجتماعي‪ ،‬و لذا فهي تعتبر جزءا اساسيا من الذخيرة االجتماعية للشعائر و هذا يصدق على‬
‫اعمال مثل ترتيب المكتب او تنظيف المعطف او التنظيم بصفة عامة‪ ،‬فمثل هذه االنشطة‬
‫الحياتية تحمل بداخلها معنى شعائرها‪ .‬فالترتيب االخالقي يدعم نسق التصنيف المعرفي‪ -‬كما‬
‫هو الحال فيما يتعلق بوضع االمور في مواضعها‪ -‬و يعمل على تجديد ميكانزم الشعائر و هذا‬
‫هو ما أدركته دوجالس‪ .‬و نالحظ في النظرية أيضا ان اي نشاط يتطلب قدرا من الترتيب الذي‬
‫غالبا ما يكون شيئا من الشعائر االجتماعية ذلك الن الفعل الذي يستخدم في اعادة تشكيل‬
‫الترتيب يعد وسيلة العادة تشكيل المجتمع و تكوينه؛ حيث ان المجتمع في حد ذاته ال يعني‬
‫شيئا غير العالقات االجتماعية المنظمة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالطهارة و الخطر فلقد نظرت الى هذه النقطة من خالل اتجاه التقابل‬
‫الذي يرى ان النظافة هي حالة من صحة تماثل شعائر التطهير في المجتمعات البدائية و التي‬
‫تظهر في الدين و السحر‪ .‬و يجب ان نالحظ ان ممارستنا تعتمد بقوة وصالبة على الصحة و‬
‫هي كلها مرتبطة بالرموز‪ ،‬فنحن نقتل الجراثيم‪ :‬بينما تقوم المجتمعات البدائية بابعاد االروتح‬
‫الضارة‪ ،‬ووجهة نظر دوجالس هنا تعني ان التلوث في عصرنا الحديث يسبب الخوف و القلق‬
‫لنا كما يخيف السحر و الشعائر االهالي في المجتمعات البدائية‪ .‬ونالحظ أن االتجاه المعاصر‬
‫لتصنيف شعائر التلوث و ربطها بالصحة تعكس استخداماتنا لبعض المفهومات و التصورات>‬
‫المتعلقة بالواقع المطلق او الالمحدوج (العلم و الطب) و ذلك لكي نقنن و نبرر الترتيب‬
‫االجتماعي‪( .‬وشنو و آخرون‪)2009 ,‬‬

‫و لكن في بعض االحيان توضع هذه القوانين جانبا الظهار الصداقة‪ ,‬فالسلوك الذي‬
‫يؤدي عادة الى التلوث او الالنظافة يكون أحيانا مقصودا من اجل اظهار االحترام – تحت‬
‫ظروف محددة يظهر الفرد به موضعيته الدونية‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬نرى خضوع الزوجة تجاه‬
‫زوجها عبر طقوس و اكلها من صحن زوجها بعد أن ينتهي من الطعام في مجتمع الهافيك‪.‬‬
‫فما هو بالنسبة لشيء قد يكون ملوثا نسبة الخر و العكس‪.‬‬
‫"فالقداسة و عدم القداسة في النهاية ال يجب أن تكونا متضادين مطلقين"‬
‫" مرعلى الحاضرين باناء من فضة خاص يستخدم فقط للعبادة‪ ,‬و سكب في اليد اليمنى‬
‫ليشرب كشراب مقدس مشيرا انها كانت بحالة اله بدال من كونها بشرا‪ >...‬الشيء االكثر لفتا‬
‫للنظر و التعبير االكثر شيوعا في احترام‪ -‬التلوث هو استخدام روث البقر كاداة للتنظيف‪ .‬تعبد‬
‫نساء الهافيك األبقار يوميا والرجال يعبدونها في بعض المناسبات االحتفالية‪ >...‬و يقال ان‬
‫االبقار الهة‪ ,‬او اكثر من الف اله يعيشون في اجسادها‪ .‬االوساخ البسيطة تزال بالماء‪ ,‬لكن‬
‫الدنس يزال بالماء و روث االبقار‪ .‬روث البقر كروث اي حيوان اخر غير طاهر و يسبب‬
‫النجاسة – حتى انه يدنس اله‪ ,‬ولكنه مقدس لبشر فان‪ .‬ادنس جزء من البقرة يعتبر نقيا حتى‬
‫لكاهن براهيمي ليزيل فيه هذا االخير الدناسة‪".‬‬

‫دوجالس و جسد االنثى‪:‬‬

‫و لو توقفنا لبرهة و فكرنا بطريقة تحليلية منطقية فال يمكن ان يخلق هللا االنسان الذي‬
‫كرمه عن جميع المخلوقات من نجاسة‪ .‬الوعاء الذي يحوي و يحتوي الجنين و يغذيه حتى‬
‫يخرج للحياة و الذي فيه ينفخ هللا الروح في االجنة حتى تتخلق يوصم بالنجاسة‪ ,‬و يوصم بان‬
‫هللا اختاره كعذاب للمرأة بسبب خطيئتها االولى و انزالها ادم من الجنة‪ .‬اسرائيليات و خرافات‬
‫اجتاحت عقولنا و بتنا نعمل بها و نستنبطها دونما ادراك و ليس هذا فحسب بل توارثناها و‬
‫سنقوم بتوريثها الوالدنا‪ .‬اما ان لنا ان نصحو من هذه الخرافات؟‬
‫وفقا لروبرتسون سميث فان الثقافة االنسانية تتوارث و تستمر و تجدد كينونتها‬
‫ووجودها عبر الزمن‪ .‬فأفكار المجتمع القديم تتغلغل في أرواح األجيال المتتالية و تبقى‬
‫معتقداتهم و يبقون متمسكين بها‪ .‬ان شيئا مما زلنا نفعله و نؤمن به متحجر‪fossil‬؛ ال معنى له‪,‬‬
‫في أعمال حياتنا اليومية‪ .‬و سأعطي مثاال من مجتمعنا‪ :‬مثل اللعب بالمقص او االحذية‬
‫المقلوبة‪.‬‬

‫ترى «دوجالس» أن الجسد هو تمثيل مجازي ‪ Metaphor‬للمجتمع ككل‪ ،‬ويعني ذلك‬


‫تبعا ً أن المرض في الجسد يناظر رمزيا ً االضطراب في المجتمع‪ ،‬واتزان الجسد واستقراره‬
‫مؤشر على التنظيم االجتماعي وسالمة العالقات االجتماعية‪ ،‬إن انشغالنا بالمخاطرة والاليقين‬
‫في العالقات االجتماعية يمكن أن يفهم من خالل نظريات النظام الجسدي‪ .‬إن مفاهيم الطهارة‬
‫والنظام‪ ،‬النجاسة‪ ،‬والقداسة ال توجد في جوهر الظواهر أو الممارسات‪ ،‬وإنما في عالقتها‬
‫بإدراكنا لواقعنا االجتماعي‪ .‬إن األمر «الدنس» إذاً هو اضطراب أو خلل في العالقات‬
‫التصنيفية‪.‬‬

‫ولكن بمراجعة كثير من النصوص – وبمراجعة تأويالتها الفقهية – يختلف األمر‪ ،‬إذ‬
‫نجد أنفسنا أمام نصوص وتمثالت تجعل المرأة في حالة دونية بسبب عدم طهارتها أو فتنتها‬
‫الجسدية‪ ،‬فهي دائمة التأرجح بين حالة الطهر‪  Purity‬والالطهر ‪ Impurity‬على عكس‬
‫الرجل‪ .‬وهذان المفهومان – كما نعلم – أساسيان في المنظومة الدينية وعالم القداسة‪ .‬كما أن‬
‫المرأة تظل مصدر الفتنة الشيطانية من منظور المعتقدات الدينية الشعبية السائدة‪.‬‬
‫وقد أوضحت العديد من الدراسات األنثروبولوجية أن دونية وضع األنثى مقارنة بوضع‬
‫الذكر تنتشر على نطاق واسع في معظم المجتمعات‪ ،‬فقد كشف التراث األنثروبولوجي أن‬
‫الذكور في ثقافات كثيرة يعتقدون أنهم أعلى مقاما ً ومنزلة من الناحية الروحية من اإلناث‪ ،‬وأن‬
‫اإلناث كائنات خطرة ودنسة وضعيفة‪ ،‬وأنهن غير جديرات بالثقة‪ ،‬ونتيجة لذلك تظل األنثى‬
‫خاضعة ومستعبدة‪ ،‬وغالبا ما تقبل األنثى مكرهة المبررات التي يسوغها الذكور للمحافظة‬
‫على ذلك الوضع‪.‬‬
‫وكان السؤال المحوري الذي حاول علماء االجتماع واألنثروبولوجيا اإلجابة عنه هو‪:‬‬
‫لماذا يُنظر للمرأة في معظم المجتمعات تلك النظرة العنصرية التمييزية؟ وقد بذل العلماء جهدا‬
‫مشكورا لسبر أغوار تلك القضية وإجالء أبعادها المختلفة‪.‬‬
‫كشف البحث األنثروبولوجي أن تلك النظرة للمرأة ككيان دنس ترتبط ارتباطا ً مباشراً‬
‫بالظواهر العضوية الطبيعية التي تكابدها كالحمل والوالدة والحيض والنفاس‪ ،‬وقد الحظت‬
‫عالمة األنثروبولوجيا الكبيرة «ماري دوجالس» ‪ Mary Douglas‬بعد فحصها لثقافات‬
‫مختلفة أن الحيض يوحي بالموت والدنس والخوف‪ :‬الخوف خصوصا ً مما يمثله دم الحيض من‬
‫توقف الخصوبة أو انتهائها‪ ،‬من هنا تأتي ضرورة أن تبتعد الحائض عن كل ما يمثل التكاثر أو‬
‫االختمار‪.‬‬
‫إن جسد المرأة إذن هو األكثر خضوعا لمسألة الطهارة‪ ،‬مقارنة بالرجل‪ ،‬إذ أن تكوينها‬
‫البيولوجي يجعلها في حاالت تدنيس يدعوها إلى التطهر كي تصبح جديرة بممارسة طقوسها‬
‫الدينية‪ ،‬وتعد المرأة مدنسة مؤقتا نظرً ا للدم الذي يسيل منها‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن للدم في المعتقد الشعبي في معظم المجتمعات‬
‫اإلنسانية بنية رمزية عميقة وثرية‪ ،‬فقد حثت كثي ٌر من المعتقدات الشعبية على تجنب أماكن‬
‫الدم‪ ،‬وسواء أكان الدم آدميًا أو حيوانيًا‪ ،‬فهو مصدر لقوى غيبية شريرة‪ ،‬ويعد الدم اآلدمي ذا‬
‫حمولة رمزية أسطورية أكثر من غيره‪ ،‬فالدم قرين بالحياة والموت‪ ،‬ورؤيته التدع أح ًدا في‬
‫موقف الحياد‪ ،‬وتعكس األساطير والتمثالت حول الدم في الثقافات اإلنسانية قيمة هذا الدم‬
‫الرمزية الخطيرة‪ ،‬فنالحظ أحيا ًنا أن الدم حين يتعلق األمر بالرجل فهو مرتبط بالشرف‬
‫والقرابة األبوية والتضحية وعقد العهود‪ ،‬أما حين يتم الحديث عن دم النساء فإنه يحيل مباشرة‬
‫إلى عالم الدنس‪.‬‬
‫إن عدم إحاضة المرأة في موعدها الشهري يعد إيذانا بالخصوبة والحياة عبر الحمل‬
‫بمولود جديد بالنسبة إلى المرأة المتزوجة‪ ،‬بينما يكون األمر عكس ذلك في الحالة األخرى‪ ،‬إذ‬
‫أن استمرار حيضها يعني أن الدم السائل عقيم‪ ،‬وهو دليل على فشل عملية اإلخصاب الطبيعية؛‬
‫فهو لذلك يعد دمًا فاس ًدا‪ .‬وعلى المجتمع أن يعمل على إبعاد المرأة – في تلك الحالة – عن‬
‫ممارسة حياتها العادية‪ ،‬باالختفاء عن األنظار وانتظار طهارتها‪ ،‬إذ يجب سجنها في مكان بعيد‬
‫وإبعادها عن الجماعة كي ال تدنسها‪ ،‬وال تعود إلى ممارسة نشاطها إال بعد أن تصبح كائ ًنا‬
‫اجتماعيًا من جديد‪.‬‬
‫إن ثمة صالت رمزية وثيقة تنسج بين جسد المرأة وبيئتها‪ ،‬وتؤثر على العمليات‬
‫الطبيعية أو على أعمالها المعتادة‪ ،‬كما لو كان للجسد الحائض القدرة على االنتشار خارج‬
‫حدوده‪ ،‬لكي يغير أيضا ً ترتيب أمور الحياة‪« :‬خالل دورتها – تالحظ األنثروبولوجية> الفرنسية‬
‫فيردييه – أن المرأة لكونها غير خصبة‪ ،‬فإنها تعطل كل عملية تحوّ ل تستدعي اإلخصاب»‪.‬‬
‫وقد كشفت دراسة أنثروبولوجية> للباحث أن الجسد األنثوي – وفقا ً للمعتقد الشعبي‬
‫العربي – هو جسد مدنس ‪ Profane‬وترتبط تلك الدناسة بدخول األنثى مرحلة النضج‬
‫والبلوغ‪ ،‬وما يرتبط بذلك من ظواهر عضوية متعلقة بالدم كالحيض والنفاس‪ >.‬أما الجسد‬
‫األنثوي قبل تلك المرحلة ‪-‬الطفولة‪ -‬وبعدها‪ -‬وهو ما يعرف بسن اليأس‪ -‬فهو جسد طاهر نقي‬
‫برئ‪ .‬فكأن الدناسة مرتبطة بدم الحيض والنفاس‪ ،‬فالمعتقد الشعبي ال يرى ذلك عرضا ً طبيعياً‪،‬‬
‫وإنما يراه مصدراً للنجاسة‪.‬‬
‫واستناداً إلى ذلك‪ ،‬فإن ممارسة المرأة – أثناء فترة الحيض‪ -‬ألنشطة معينة‪ ،‬وفق‬
‫المعتقد الشعبي – في مناطق الدراسة – تؤدي إلى فسادها‪ ،‬ولذلك ال ينبغي للمرأة الحائض أن‬
‫تمارس تلك األنشطة‪ ،‬بل يجب أن تعزل تماما ً عن فضاءات تلك األنشطة‪ ،‬فال يجب على‬
‫المرأة أن تقترب من صناعة المربى – مثال – ألنها ستسبب عدم تخمرها؛ ألن وجودها‬
‫يستدعي مخلوقات «جنية» ‪-‬شيطانية‪ -‬تفسد إتمام العملية‪ ،‬كما عليها أال تجلس في الحديقة أو‬
‫حتى تمر عليها؛ ألنها ستعرض المزروعات للتلف والتدمير‪ ،‬إنها ستفسد كل الخضروات‬
‫والفواكه التي تمر بها‪ ،‬وتترك الحديقة خاوية على عروشها‪،‬وال ينبغي للمرأة أن تجلب المياه‬
‫من البئر؛ ألن المياه سوف تجف‪ ،‬أو على األقل ستفسد حيث يمتلئ البئر الديدان‪ .‬كما تمنع‬
‫المرأة من حلب البقرة أو غيرها من الحيوانات؛ ألنها قد تسبب انقطاع اللبن من البقرة‪.‬‬
‫(عبدالعظيم‪)2019 ,‬‬

‫التلوث و الخوف‪:‬‬
‫الخوف من التلوث يماثل الخوف من االنحراف االخالقي فاالحذية ال يجب ان توضع‬
‫فوق المنضدة‪ >,‬و بالمثل يجب تحريم االتصال الجنسي بين الوالدين و االوالد اذ كل من هذين‬
‫النمطين من انماط السلوك يتضمن قواعد سلوكية في غير موضعها المناسب‪ ،‬كما انها تشكل‬
‫تهديدا للبناء االخالقي االكبر داخل المكان الذي حدد تلك االنماط السلوكية‪ ،‬و لالنحراف و‬
‫القذارة جانبان أحدهما وظيفي و االخر معياري‪ ،‬و الطريقة التي نستجيب بها لهما تعتبر أساسا‬
‫من أهم أسس الميكاتيزمات االجتماعية التي تعمل على تجديد و اعادة تصنيف الحدود و‬
‫القواعد االخالقية‪ .‬و نالحظ في مبادئنا االخالقية وجود ردود فعل بداخلنا و بداخل االخرين‬
‫لخرق القواعد االجتماعية‪.‬‬

‫"يأتي الدنس من سوائل الجماع‪ ,‬الحيض‪ ,‬والدة الطفل‪ ,‬و من الجثث‪ ,‬و من دم العدو‪.‬‬
‫كل ما ذكر يعتبر مثيرا لالشمئزاز و خاصة سوائل الجماع التي تعتبر خطيرة على طفل‬
‫رضيع‪( ".‬الصفحة ‪)177‬‬
‫االتصال بدم الحيض خطير للرجل‪ ،‬خاصة ان كان محاربا‪ ،‬وصوال الى المنع من اعداد‬
‫الطعام للرجل في فترة الحيض‪.‬‬

‫الخاتمة‪E:‬‬
‫ُنشرت ‪ ،‬الطهارة والخطر ‪ ،‬بقلم ماري دوغالس ‪ ،‬في األصل عام ‪1966‬‬
‫وهي رسالة عن مفاهيم الطهارة والنجاسة في مجتمعات وثقافات مختلفة‪ .‬يعتبر على‬
‫نطاق واسع من الكالسيكيات في مجال األنثروبولوجيا الثقافية‪ .‬دوغالس (‪-1921‬‬
‫‪ ، )2007‬عالمة أنثروبولوجيا بريطانية مهتمة بمقارنة األديان ‪ ،‬ناقشت فكرة أن‬
‫األوساخ مقيتة بالنسبة لنا ألنها "مسألة في غير محلها"‪ .‬و درست القواعد الغذائية‬
‫والطقوس الدينية والمحرمات االجتماعية والجنسية في مجموعة متنوعة من الثقافات‬
‫البدائية والحديثة على حد سواء إلظهار كيف يعبرون عن معتقدات المجتمع حول نفسه‬
‫والنظام الكوني‪.‬‬

‫وف ًقا لدوغالس ‪ ،‬فإن معتقداتنا حول األوساخ تدور في األساس حول النظام ؛‬
‫أنها تنطوي على تصنيف منهجي للمادة‪ .‬تتجنب المجتمعات أطعمة أو حيوانات أو مواد‬
‫معينة ألنها شذوذ ‪ -‬أشياء تقع خارج النظام‪ .‬تكمن ممارسة نبذ األشياء الشاذة أو‬
‫الغامضة وراء القواعد الغذائية القديمة لليهودية باإلضافة إلى العديد من عادات النقاء‬
‫للشعوب األصلية في األمريكتين وإفريقيا وأوقيانوسيا‪.‬‬

‫يشير "خطر" العنوان إلى الشر المتأصل في األشياء غير النقية ‪ ،‬وبالتالي ‪،‬‬
‫العواقب السيئة التي يعتقد أنها ستنجم عن خرق القانون األخالقي‪ .‬يمكن أن يؤدي‬
‫االقتراب من أشياء أو مواد أو فئات من الناس غير النقية إلى تدنيس الشخص أو‬
‫مجتمعه‪ .‬السحر يتضمن معتقدات حول القوى الروحية التي يمكن أن تتحرر بفعل‬
‫اإلنسان‪ .‬في الواقع ‪ ،‬تركز العديد من المعتقدات البدائية على القوى الموجودة في الكون‬
‫والتي ترتبط بالسلوك البشري‪.‬‬

‫حللت دوغالس هذه المعتقدات والممارسات بعيون متعاطفة ‪ ،‬ووضحت كيفية‬


‫ارتباطها بالرؤى البشرية العالمية‪ .‬ووصلت إلى أن عادات النقاء البدائية والحديثة تعبر‬
‫عن نفس األفكار األساسية‪ .‬يمكن أن تساعدنا دراسة األديان والطقوس البدائية على فهم‬
‫الثقافة بشكل أفضل وتقودنا إلى التأمل في األلغاز العظيمة للدين والفلسفة‪.‬‬

‫تمت كتابة الطهارة والخطر بأسلوب أكاديمي وموجه قبل كل شيء نحو الزمالء‬
‫المتخصصين في هذا المجال‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يُشرك الكتاب أيضًا القراء العاديين المهتمين‬
‫باألنثروبولوجيا أو الدين المقارن أو فلسفة العلم‪ >.‬تساعد الطهارة والخطر القارئ على‬
‫رؤية العادات العادية في ضوء جديد والتساؤل عن "طقوسنا" اليومية للنظافة ‪ ،‬مع‬
‫االستنتاج بأن السعي إلى النقاء هو أمر عالمي‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫دوغالس‪ ,‬ماري‪Purity and Danger, ,1966 ,‬دراسة منشورة‪ ,‬طبعة الكترونية‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫نيويورك‪ :‬تايلور و فرانسيس جروب‬
‫العتوم‪ ,‬ميسون‪ ,2012 ,‬حفريات في ذاكرة النساء‪ ،‬الطبعة االولى‪ ,‬عمان‪ :‬مطابع‬ ‫‪-‬‬
‫الدستور التجارية‬
‫عبدالعظيم‪ ,‬حسني‪ ,2019,‬الجسد األنثوي> وجدلية الطهارة والدناسة‪ ,‬دراسة منشورة‪ ,‬معنى‪23 ,‬‬ ‫‪-‬‬
‫نوفمبر> ‪ :2020‬الساعة ‪ 10‬مساءا‬
‫وشنو‪ ,‬هنتر‪ ,‬وآخرون‪ ,2009 ,‬التحليل الثقافي‪ ,‬الطبعة االولى‪ ,‬مصر‪ :‬مكتبة االسرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪Curti, Lidia, (2017), The Intimacy of Strangers, Journal of Global‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Culture, December 9th 2020, 6:.. P.M‬‬
‫‪Author, (2017), Great Short Summary of Purity and Danger by‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.Marry Douglas, Cultural Reader, January 1st 2020, 2:00 P.M‬‬
‫‪-‬‬

You might also like