Professional Documents
Culture Documents
حسني عبدالعظيم
حسني عبدالعظيم
بحث عن
تابعنا
اإلثنين ,نوفمبر 2020 23
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
تسجيل الدخول
التسجيل
صفحة الكتاب
الرئيسية/مقاالت*/الجسد األنثوي وجدلية الطهارة والدناسة – د.حسني إبراهيم عبدالعظيم
مقاالت
دقائق 7
FacebookTwitter
يمثل الجسد اإلنساني واحدًا من الموضوعات* الحديثة في علم االجتم**اع ،وق**د ب**دأت دراس**ات الجس**د تتخ**ذ منزل**ة
مرموقة ومتنامية في علم االجتماع – وفي غيره من العلوم االجتماعية واإلنسانية – منذ ثمانينات القرن الماض**ي،
وق**د أدى ذل**ك االهتم**ام بالجس**د إلى ظه**ور ف**رع جدي**د من ف**روع علم االجتم**اع يس**مى علم اجتم**اع الجس**د أو
Sociology of the Body.سوسيولوجيا الجسد
فالمالحظ أن االهتمام السوسيولوجي بالجسد يعد أمراً حديثا ً نس**بياً ،فح**تى ح**دود الس**تينات من الق**رن الماض**ي لم
يكن الجسد كموضوع* معرفة سوسيولوجية يحظى بمكانة «الموضوع المحوري أو األساسي» ب**ل على العكس من
ذل**ك ك**ان حض**وره ،ال يتج**اوز مس**توى الحض**ور المض**مر االفتراض**ي ،أو مس**توى مح**ور ض**من المح**اور
كان الجسد مادة » Jean M. Berthelotالمدروسة ،أو كما يقول عالم االجتماع الفرنسي «جون ميشيل بيرتلو
Le Corps est un objet sociologique eclipse.سوسيولوجية خافتة
والحق أن ثمة أسبابًا عديدة إلقصاء الجسد عن التحليل السوسيولوجي لعل من أهمها – وأطرفها في ذات الوقت –
ما يمكن أن نطلق عليه «النشأة الذكورية لعلم االجتماع» فتأسيس علم االجتماع كان مشروعا ً اجتماعيا ً – معرفي *اً،
كما كان مشروعا ً أنجزه «رجال» .فربما كان للمخاطر التي تواجهها المرأة أثناء الحمل ،عدد النساء الالئي ي ُم ْتـن
أثناء الوالدة ،نسب وفيات المواليد الكبيرة التي ميزت الثورة الصناعية أن تتضح عبر اهتمام أكبر بالجسد لو ك**ان
.اآلباء المؤسسون لعلم االجتماع – ماركس وسيمل ،وفيبر ودوركايم – نسا ًء
وقد تأخر االهتمام بالجسد في الفضاء األكاديمي العربي كثيرًا ،نظ ًرا لتلك التصورات العميقة الكامنة في الوج**دان
الشعبي والديني بارتباط الجسد بالشهوانية والخطيئة واالنحطاط ،خاص**ة عن**دما يتم مقارنت**ه بمفه**وم ال**روح حيث
الطهر والسمو والنقاء ،فكل المقاربات الش**عبية – والفقهي**ة أيض**ا – تُعلي من قيم**ة ال**روح كمس**تودع للقيم العلي**ا،
.وتحط من قيمة الجسد بوصفه مصد ًرا للشهوات والرذائل
وإذا كان األمر كذلك بالنسبة للجسد بوجه عام ،فإن تلك النظرة تتجلى في أوضح صورها فيما يتعلق بجسد الم**رأة
.باعتباره مصدر الغواية والشهوانية ،وطريق الرجل لسوء السلوك وسوء الخاتمة أيضا
وثمة تصورات عديدة عن الجسد األنثوي في الوعي الشعبي العربي – وفي معظم المجتمعات التقليدية – أحد ه**ذه
التصورات وأوسعها انتشا ًرا – وأكثرها قسوة بطبيعة الحال – هو االعتقاد بأن الجسـد األنثوي جسد مدنس ،يعيش
.بمنأى عن عالم القداسة والطهر والسمو
والحقيقة أن ذلك التصور يحمل في طياته ظل ًما وهض ًما بالغين للمرأة ،فالمنظور السوس**يولوجي يؤك**د أن القداس**ة
والدناسة ال جنس لهما ،أي أنهما ليستا سمة (حصرية) ألحد الجنسين ،بل هم**ا في الواق**ع مج**رد تص**نيفات ثقافي**ة
.ترتبط بالسياق التاريخي واالجتماعي لكل مجتمع
ولكن بمراجعة كثير من النصوص – وبمراجعة تأويالتها الفقهية – يختل**ف األم**ر ،إذ نج**د أنفس**نا أم**ام نص**وص
وتمثالت تجع**ل الم**رأة في حال**ة دوني**ة بس**بب ع**دم طهارته**ا أو فتنته**ا الجس**دية ،فهي دائم**ة الت**أرجح بين حال**ة
على عكس الرجل .وهذان المفهومان – كما نعلم – أساسيان في المنظومة ImpurityوالالطهرPurity الطهر
.الدينية وعالم القداسة .كما أن المرأة تظل مصدر الفتنة الشيطانية من منظور المعتقدات الدينية الشعبية السائدة
وقد أوضحت العديد من الدراسات األنثروبولوجية أن دونية وضع األنثى مقارنة بوضع ال**ذكر تنتش**ر على نط**اق
واسع في معظم المجتمعات ،فقد كش**ف ال**تراث األن**ثروبولوجي أن ال**ذكور في ثقاف**ات كث**يرة يعتق**دون أنهم أعلى
مقاما ً ومنزلة من الناحية الروحية من اإلناث ،وأن اإلناث كائن*ات خط*رة ودنس**ة وض**عيفة ،وأنهن غ*ير ج*ديرات
بالثقة ،ونتيجة لذلك تظل األنثى خاضعة ومستعبدة ،وغالبا ما تقبل األنثى مكرهة المبررات ال*تي يس*وغها ال*ذكور
.للمحافظة على ذلك الوضع
وكان السؤال المحوري الذي حاول علماء االجتماع واألنثروبولوجيا اإلجابة عنه هو :لماذا يُنظر للمرأة في معظم
المجتمعات تلك النظرة العنصرية التمييزية؟ وق**د ب**ذل العلم**اء جه**دا مش**كورا لس**بر أغ**وار تل**ك القض**ية وإجالء
.أبعادها المختلفة
كشف البحث األنثروبولوجي أن تلك النظرة للمرأة ككيان دنس ترتبط ارتباطا ً مباشراً بالظواهر العضوية الطبيعية
»التي تكابدها كالحمل والوالدة والحيض والنفاس ،وقد الحظت عالم**ة األنثروبولوجي**ا الكب**يرة «م**اري دوجالس
بعد فحصها لثقافات مختلفة أن الحيض يوحي بالموت والدنس والخوف :الخوف خصوصا ً مما Mary Douglas
يمثله دم الحيض من توقف الخصوبة أو انتهائها ،من هنا تأتي ضرورة أن تبتعد الحائض عن كل ما يمث**ل التك**اثر
.أو االختمار
إن جسد المرأة إذن هو األكثر خض**وعا لمس**ألة الطه**ارة ،مقارن**ة بالرج**ل ،إذ أن تكوينه**ا ال**بيولوجي يجعله**ا في
حاالت تدنيس يدعوها إلى التطهر كي تصبح جديرة بممارسة طقوسها الدينية ،وتعد المرأة مدنسة مؤقتا نظرًا للدم
.الذي يسيل منها
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن للدم في المعتقد الشعبي في معظم المجتمع*ات اإلنس*انية بني*ة رمزي*ة عميق*ة
وثرية ،فقد حثت كث*ي ٌر من المعتق*دات الش*عبية على تجنب أم*اكن ال*دم ،وس*واء أك*ان ال*دم آدميً*ا أو حيوانيً*ا ،فه*و
مصدر لقوى غيبية شريرة ،ويع**د ال**دم اآلدمي ذا حمول**ة رمزي**ة أس**طورية أك**ثر من غ**يره ،فال**دم ق**رين بالحي**اة
والموت ،ورؤيته التدع أحدًا في موقف الحياد ،وتعكس األساطير والتمثالت حول الدم في الثقافات اإلنس*انية قيم*ة
هذا الدم الرمزية الخطيرة ،فنالحظ أحيانًا أن الدم حين يتعلق األمر بالرجل فهو مرتبط بالش**رف والقراب**ة األبوي**ة
.والتضحية وعقد العهود ،أما حين يتم الحديث عن دم النساء فإنه يحيل مباشرة إلى عالم الدنس
إن عدم إحاضة المرأة في موعدها الشهري يعد إي**ذانا بالخص**وبة والحي**اة ع**بر الحم**ل بمول**ود جدي**د بالنس**بة إلى
المرأة المتزوجة ،بينما يكون األمر عكس ذلك في الحالة األخ**رى ،إذ أن اس**تمرار حيض**ها يع**ني أن ال**دم الس**ائل
عقيم ،وهو دليل على فشل عملية اإلخصاب الطبيعية؛ فهو لذلك يعد د ًما فاسدًا .وعلى المجتمع أن يعمل على إبع**اد
المرأة – في تلك الحالة – عن ممارسة حياتها العادية ،باالختف*اء عن األنظ*ار وانتظ*ار طهارته*ا ،إذ يجب س*جنها
في مكان بعيد وإبعادها عن الجماعة كي ال تدنسها ،وال تعود إلى ممارسة نشاطها إال بعد أن تصبح كائنًا اجتماعيًا
.من جديد
إن ثم**ة ص**الت رمزي**ة وثيق**ة تنس**ج بين جس**د الم**رأة وبيئته**ا ،وت**ؤثر على العملي**ات الطبيعي**ة أو على أعماله**ا
المعتادة ،كما لو كان للجسد الحائض القدرة على االنتش**ار خ**ارج ح**دوده ،لكي يغ**ير أيض*ا ً ت**رتيب أم**ور الحي**اة:
«خالل دورتها – تالحظ األنثروبولوجية الفرنسية فيردييه – أن المرأة لكونها غير خصبة ،فإنها تعطل كل عملي**ة
».تح ّول تستدعي اإلخصاب
وقد كشفت دراسة أنثروبولوجية للب**احث أن الجس**د األنث**وي – وفق*ا ً للمعتق**د الش**عبي الع**ربي – ه**و جس**د م**دنس
وترتبط تلك الدناسة بدخول األنثى مرحلة النضج والبلوغ ،وما يرتبط بذلك من ظواهر عضوية متعلقة Profane
بالدم كالحيض والنفاس .أما الجسد األنثوي قبل تلك المرحلة -الطفولة -وبعدها -وهو ما يع**رف بس**ن الي**أس -فه**و
جسد طاهر نقي برئ .فكأن الدناسة مرتبطة بدم الحيض والنفاس ،فالمعتقد الش**عبي ال ي**رى ذل**ك عرض*ا ً طبيعي*اً،
.وإنما يراه مصدراً للنجاسة
واستناداً إلى ذلك ،فإن ممارسة المرأة – أثناء ف*ترة الحيض -ألنش*طة معين*ة ،وف*ق المعتق**د الش**عبي – في من*اطق
الدراسة – تؤدي إلى فسادها ،ولذلك ال ينبغي للمرأة الحائض أن تمارس تل**ك األنش**طة ،ب**ل يجب أن تع**زل تمام*ا ً
عن فض*اءات تل*ك األنش*طة ،فال يجب على الم**رأة أن تق**ترب من ص**ناعة الم**ربى – مثال – ألنه*ا ستس*بب ع**دم
تخمرها؛ ألن وجودها يستدعي مخلوقات «جنية» -شيطانية -تفسد إتمام العملية ،كم**ا عليه**ا أال تجلس في الحديق**ة
أو حتى تمر عليها؛ ألنها ستعرض المزروعات للتلف والتدمير ،إنها ستفسد ك**ل الخض**روات والفواك**ه ال**تي تم**ر
بها ،وتترك الحديقة خاوية على عروشها،وال ينبغي للمرأة أن تجلب المي*اه من الب*ئر؛ ألن المي*اه س*وف تج*ف ،أو
على األقل ستفسد حيث يمتلئ البئر الديدان .كما تمن**ع الم**رأة من حلب البق**رة أو غيره**ا من الحيوان**ات؛ ألنه**ا ق**د
.تسبب انقطاع اللبن من البقرة
إن القراءة المتعمقة لمجموعة «المحرمات» السابقة تكشف عن وجود أفكار راسخة في الوعي الشعبي تدور حول
دناسة الجسد األنثوي ،وامتداد تأثيره إلى ما يحيط به ،حيث يفس*د ك*ل م*ا يالمس*ه ،ول*ه الق*درة على تغي*ير طب*ائع
.األشياء
والحقيقة أن تلك الصورة النمطية للجسد األنث**وي – كجس*د م*دنس – ال تقتص**ر على المجتمع*ات العربي**ة بطبيع*ة
الحال ،وإنما تنتشر في كل الثقافات التقليدية ،بل إنها كانت سائدة في المجتمعات الغربية حتى القرن الثامن عش**ر،
.وبدايات القرن التاسع عشر
وقد حاول الباحثون في السوسيولوجيا واألنثروبولوجيا تفسير تلك األفكار المتعلقة بدناسة الجسد األنثوي ،والبحث
عن مصادرها التاريخية والفكرية ،وكشفت معظم الدراسات أن هذه األفكار ترتد في ج**انب كب**ير منه**ا إلى تع**اليم
«.تـوراتـيـة» قديمة تعود بدورها إلى «ميثولوجيا» وأفكار بعض الحضارات القديمة التي عاصرها بنو إسرائيل
وه*و أح*د أعالم سوس*يولوجيا الجس*د – أن بعض اإلش*كاليات –» (Bryan Turner ) يعتقد «ب**راين ت**يرنر
المعاصرة للجسد األنثوي تمثل ميراثا ً للخط**اب ال*ديني الق*ديم المتعل*ق بالجس*د ،خاص**ة م**ا ورد في العه**د الق**ديم،
وبعض مرويات العهد الجديد من تحامل شديد على المرأة ،ووصف الجسد اإلنساني – وخاصة الجسد األنث**وي –
.بأنه رمز للخطيئة والشر والضعف مما أدى إلى سقوط آدم وخروجه من الجنة
ومن الجدير بالذكر في هذا اإلطار أن كل األفكار المتعلقة بدناسة المرأة في الفكر اإلس**المي ق**د تس**ربت إلي**ه من
نصوص العهد القديم ،وال أساس لها في اإلسالم .فالقرآن الك**ريم – وه**و النص المهيمن في الفك**ر اإلس**المي – لم
يقر مطلقا ً فكرة دناس*ة الم**رأة أو دونيته*ا ،ويص**ف الحيض بأن*ه «أذى» أي مس*ألة عض*وية ق*د ينتج عنه*ا بعض
األضرار الصحية ،أما الجسد اإلنساني بصفة عامة – سواء أكان ذكراً أم أنثى – فهو وفق التصور الق**رآني جس**د
طاهر نقي ،ألن به نفحة من روح هللا تعالى ،فقد ورد في القرآن الكريم «وإذ ق**ال رب**ك للمالئك**ة إني خ**الق بش**راً
من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين» سورة ص()72 –71
لقد ذكرت في صدر المقال أن معظم الدراسات كش*فت عن أن األفك*ار المتعلق*ة بدوني*ة الم*رأة ودناس*تها ترت*د في
جانب كبير منها إلى تعاليم «تـوراتـيـة» تعود بدورها إلى «الميثولوجيا» الموجودة في بعض الحض**ارات القديم**ة
التي عاصرها بنو إسرائيل .فنالحظ أن الديانات الفارسية – الزرادشتية والمانوية والمزدكي**ة – رغم أنه**ا لم تل**ق
بتهمة الخطيئة األولى على المرأة ،أال أنها اعتبرتها كائنًا غير مقدس ،عليها أن تربط عصابة على فمها وأنفها كي
ال تدنس أنفاسها النار المقدسة ،أما الديانات الهندية – الفيدية والبراهمية والبوذية – فقـد اعتقدت أن المب**دع اإللهي
حين خلق المرأة خلقها من قصاصات وجذاذات المواد الصلبة التي زادت لدي*ه بع*د عملي*ة خل*ق الرج*ل .وأوجبت
.على الزوجة أن تخدم سيدها (زوجها) كما لو كان إلها ،و ُحرمت المرأة من دراسة كتب الحكمة والفلسفة والدين
أما وضع المرأة في الحضارة المصرية القديمة فقد كان مختلفًا عن غيرها من الحضارات األخرى ،فقد ك**انت له**ا
منزلة خاصة رفيعة في المجتمع ،تختلف عن منزلتها في باقي المجتمعات القديمة ،فكانت تملك وترث ،وتنزل إلى
األسواق لتمارس التجارة ،ولم يكن غريبًا والحال**ة هك**ذا أن نج**د في النق**وش التاريخي**ة أس**ماء كث**يرة لنس**اء مث**ل
كليوباترا ونفرتي*تي* وحتشبس*وت ،وأن نج*د رمس*يس الث*الث يتب**اهى ب*المرأة في مملكت**ه (فهي ت*ذهب حيث تش*اء
مكشوفة األذنين فال يتعرض لها أحد) كما لم يكن غريبًا أن يعلق ماكس ميللر على ذلك قائال(:ليس ثمة شعب ق**ديم
.أو حديث رفع منزلة المرأة مثلما رفعها سكان وادي النيل)
ونلفت االنتباه في هذا الصدد إلى أن ثمة مصد ًرا آخر أسهم بقوة في تهميش دور المرأة وانتقاص مكانتها وقيمته**ا،
هذا المصدر هو (المعلم األول) أرسطو .،وخطورة أرسطو تكمن في أنه نظـًر ووض*ع األس*اس الفلس*في المته*ان
.المرأة والتقليل من شأنها ،وكلنا يعرف مدى التأثير الذي تركه أرسطو على الفكر اإلنساني
لقد زعم أرسطو أن المرأة من الرجل كالعبد من الس**يد ،وك**البربري من اليون**اني ،والم**رأة رج**ل ن**اقص ،تُ**ركت
واقفة على درجة دنيا من سلم التطور ،وال**ذكر متف**وق بالطبيع**ة ،والم**رأة دون*ه بالطبيع*ة ،الرج**ل ح*اكم والم**رأة
محكوم**ة ،وه**ذا المب**دأ ينطب**ق على جمي**ع الجنس البش**ري ،إن الم**رأة ض**عيفة اإلرادة ،وب**ذلك فهي ع**اجزة عن
االستقالل في المرتبة والخلق ،وأفضل مكان لها هو حياة بيتي**ة هادئ**ة ،تك**ون له**ا الس**يادة المنزلي**ة بينم**ا يحكمه**ا
الرجل في شئونها الخارجية ،يجب أال تتساوى النساء مع الرج**ال كم**ا في جمهوري**ة أفالط**ون ،وال ب**د من زي**ادة
الفوارق بينهما .ال شيء أشد جاذبية من االختالف ،ليست شجاعة المرأة متماثلة مع شجاعة الرج**ل ،كم**ا اف**ترض
.سقراط ،شجاعة الرجل في القيادة وشجاعة المرأة في الطاعة ،أو كما يقول الشاعر صمت المرأة مجد لها
وال يكتفي أرس**طو به**ذا الق**در من االنتق**اص من الم**رأة ،ب**ل يض**يف إليه**ا ع**دم ق**درتها على ممارس**ة الفض**ائل*
األخالقية المختلفة على نحو ما يفعل الرجل ،وعدم قدرتها على شغل أي منصب اجتماعي أو ثقافي ،أو حتى قيادة
المنزل ،إن مهمتها تقتصر فقط على اإلنجاب ،ب*ل إنه*ا مس*ئولة مس*ئولية كامل*ة عن إنج*اب األن*ثى ،والرج*ل ه*و
.المسئول عن إنجاب الذكور ،وهي فكرة كانت وربما ما زالت شائعة جدا في مجتمعنا العربي