Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫من ادلصائب الَّيت بليت هبا ىذه َّ‬

‫األمة‪ ،‬فأزالت عنها النِّعمة‪ ،‬وجلبت ذلا النِّقمة‪ ،‬تشبُّو كثَت من أبنائها بأعدائها من اليهود‬
‫أخص مظاىر التَّشبُّو‬
‫السلوؾ واألخالؽ وادلعامالت‪ ،‬ومن ِّ‬
‫والنَّصارى‪ ،‬ومشل ىذا التَّشبُّو مجيع اجملاالت‪ :‬يف العادات والعبادات‪ ،‬و ُّ‬
‫مشاركتهم يف أعيادىم‪ ،‬ومشاهبتم يف موامسهم‪ ،‬السيما عيد ميالد ادلسيح عليو السالـ ػ والَّذي يصادؼ اليوـ اخلامس والعشرين من‬
‫كثَتا من ادلسلمُت إذا صادفوا ىذين‬
‫األوؿ من شهر جانفي ػ‪ ،‬فًتى ً‬ ‫السنة اجلديدة ػ والذي يصادؼ َّ‬‫شهر ديسمرب ػ‪ ،‬وعيد ميالد َّ‬
‫اليومُت سارعوا إىل إقامة االحتفاالت‪ ،‬وإظهار ادلهرجانات‪ ،‬وقد عظمت الفتنة‪ ،‬واشتدَّت احملنة‪ ،‬حيث يسافر بعضهم إىل الدُّوؿ‬
‫الغربيَّة لشهود تلك األعياد الفاجرة‪ ،‬ومشاركة الكفَّار يف شعائرىم الكفرية‪ ،‬رغم ما حيدث فيها من ادلنكرات‪ :‬من شرب اخلمور‪،‬‬
‫وفعل الفجور‪ ،‬وغَت ذلك من أنواع الشُّرور‪.‬‬

‫الربَّانيُِّت يف حتذير ادلسلمُت من ادلشاركة يف أعياد ادلشركُت‪ ،‬دلا يف ذلك من‬‫وقد تعالت صيحات ادلصلحُت‪ ،‬وظهرت فتاوى العلماء َّ‬
‫الفذ الَّذي مل تر‬
‫لعل خَت من تناوؿ ىذا ادلوضوع بالتَّفصيل والتَّأصيل‪ :‬شيخ اإلسالـ ابن تيمية رمحو اهلل يف كتابو ِّ‬ ‫الفساد يف الدِّين؛ و َّ‬
‫اخلاصة‪ ،‬ومجع النُّصوص من‬‫الصراط ادلستقيم سلالفة أصحاب اجلحيم»‪ ،‬وقد حشد لذلك األدلَّة العامة و َّ‬ ‫العيوف مثلو‪« :‬اقتضاء ِّ‬
‫األمة‪ ،‬واألدلَّة من االعتبار والنَّظر شلَّا ال جتدىا يف غَته‪ ،‬فصل فيها الكالـ‪ ،‬وأزاؿ هبا اللِّثاـ‪،‬‬
‫السلف وإمجاع َّ‬
‫السنَّة وأقواؿ َّ‬
‫الكتاب و ُّ‬
‫الزيادات واإلضافات‪ ،‬لعلَّها هتدي احليارى‪ُّ ،‬‬
‫وتفك األسارى من ربقة‬ ‫وميَّز احلالؿ عن احلراـ‪ ،‬وىا أنا أختصر ما ذكره مع بعض ِّ‬
‫التَّشبُّو باليهود والنَّصارى‪.‬‬

‫َّوأأ ًال‪ :‬األدلَّوة من الكتاب‪:‬‬


‫وب َعلَي ِه ْم َأ َ الضَّوالِّين﴾ ‪ ،‬ووجو ال ّداللة من‬
‫ض ِ‬ ‫صرا َ َّو ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫مت َعلَي ِه ْم غَي ِر َ‬
‫المغ ُ‬ ‫َنع َ‬
‫ين أ َ‬
‫ط الذ َ‬ ‫المستَقيم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫الص َرا َ‬
‫﴿اهدنَا ِّ‬ ‫قاؿ تعاىل‪:‬‬
‫ُت‬ ‫أف اهلل تعاىل أمر عباده ادلؤمنُت أف يسألوه يف مجيع صلواهتم اذلداية إىل سبيل الَّذين أنعم عليهم من النَّبِيُِّت و ِّ ِ‬ ‫اآلية َّ‬
‫الصدِّيق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫األمة الغضبيَّة ىم اليهود‪ ،‬و َّأمة الضَّالؿ ىم النَّصارى‪ ،‬كما قاؿ‬ ‫ُت‪ ،‬وأف جينِّبهم سبيل ادلغضوب عليهم والضَّالُِّت‪ ،‬و َّ‬ ‫والشُّه َداء و َّ ِِ‬
‫الصاحل َ‬ ‫َ َ َ‬
‫وب َعلَْي ِه ْم َأ َ‬
‫([‪)]1‬‬
‫اللَّوص َار ُ َّو ٌب » ‪ ،‬وىذا يقتضي حترمي اتِّباع سبيلهم‪ ،‬وأعيادىم من‬ ‫ض ٌب‬
‫ود َمغْ ُ‬
‫َّيب صلى اهلل عليو وسلم‪« :‬اليََي ُه ُ‬ ‫الن ُّ‬
‫سبيلهم‪.‬‬
‫َّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اك َعلَى َش ِر َيعة ِّم َن األ َْم ِر فَاتَّوب ْع َها َأ َ تََيتَّوب ْع أ َْه َواء الذ َ‬
‫ين َ يََي ْعلَ ُمون﴾ [اجلاثية‪ ،]18:‬فأخرب سبحانو أنَّو‬ ‫وقاؿ سبحانو‪﴿ :‬ثُ َّوم َج َعلْلَ َ‬
‫زلم ًدا صلى اهلل عليو وسلم على شريعة شرعها لو‪ ،‬وأمره باتِّباعها‪ ،‬وهناه عن اتِّباع أىواء الَّذين ال يعلموف‪ ،‬وقد دخل يف ذلك‬ ‫جعل َّ‬
‫خيتصوف بو من دينهم وأعيادىم‪،‬‬ ‫كل من خالف شريعتو من اليهود والنَّصارى وغَتىم‪ ،‬وأىواؤىم‪ :‬ىو ما يهوونو؛ ومتابعتهم فيما ُّ‬ ‫ُّ‬
‫اتِّباع ألىوائهم‪.‬‬
‫ت‬‫اللَّوص َار َحتَّوى تََيتَّوبِ َع ِملَّوتََي ُه ْم قُ ْل إِ َّون ُه َد الل ِّه ُه َو ال ُْه َد َألَئِ ِن اتَّوَيبََي ْع َ‬
‫ود َأ َ َ‬ ‫لك الْيََي ُه ُ‬
‫﴿ألَن تََي ْر َ ى َع َ‬‫ونظَته قولو تعاىل‪َ :‬‬
‫ك ِمن الل ِّه ِمن ألِ ٍّي أ َ نَ ِ‬ ‫اءهم بَي ْع َد الَّو ِذي ج َ ِ ِ‬
‫لألمة عن‬ ‫صير﴾ [البقرة‪ ]120:‬ففيو هتديد‪ ،‬ووعيد شديد َّ‬ ‫َ َ‬ ‫اءك م َن الْعل ِْم َما لَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْه َو ُ َ‬
‫السنَّة‪ ،‬ومتابعتهم يف بعض ما ىم عليو من الدِّين واألعياد‪ ،‬متابعة ذلم فيما‬ ‫اتِّباع طرائق اليهود والنَّصارى‪ ،‬بعد ما َعلِموا من القرآف و ُّ‬
‫يهوونو‪.‬‬
‫ض َأَمن يََيتََي َولَّو ُهم ِّمل ُك ْم فَِإنَّوهُ ِم ْلَي ُه ْم إِ َّون‬
‫ض ُه ْم أ َْألِيَاء بََي ْع ٍ‬
‫اللَّوص َار أ َْألِيَاء بََي ْع ُ‬
‫ود َأ َ‬
‫وقاؿ عز وجل‪﴿ :‬يا أَيَيُّها الَّو ِذين آملُواْ َ تََي ِ‬
‫تَّوخ ُذأاْ الْيََي ُه َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اللّهَ َ يََي ْه ِدي الْ َق ْو َم الظَّوالِ ِمين﴾ [ادلائدة‪.]51:‬‬
‫‪3‬‬
‫وإظهار أعيادىم‪ ،‬وىم مأموروف بإخفائها يف بالد ادلسلمُت‪ ،‬فإذا فعلها ادلسلم معهم‪ ،‬فقد‬
‫ُ‬ ‫قا العلماء‪ :‬ومن مواالهتم التَّشبُّو هبم‪،‬‬
‫أعاهنم على إظهارىا ([‪.)]2‬‬
‫تأوؿ غَت و ٍ‬ ‫وقاؿ تعاىل‪َّ :‬و ِ‬
‫السلف أنَّو أعياد ادلشركُت‪ ،‬كما قالو أبو العالية‬
‫احد من َّ‬ ‫أر﴾ [الفرقاف‪ ،]72:‬فقد َّ ُ‬ ‫الز َ‬
‫ين َ يَ ْش َه ُدأ َن ُّ‬ ‫﴿أالذ َ‬‫َ‬
‫([‪)]3‬‬
‫زورا‪ ،‬وحضورىا شهودىا‪،‬‬ ‫فسمى أعيادىم ً‬ ‫مروي عن ابن عبَّاس ‪َّ ،‬‬ ‫الضحاؾ وغَتىم‪ ،‬وىو ٌّ‬ ‫الربيع بن أنس و َّ‬ ‫ورلاىد وابن سَتين و َّ‬
‫احتج هبذه اآلية كما سيأيت‪ ،‬ووجو ال ّداللة من اآلية َّ‬
‫أف اهلل تعاىل‬ ‫نص أمحد على أنَّو ال جيوز شهود أعياد النَّصارى واليهود‪ ،‬و َّ‬ ‫وقد َّ‬
‫مساع؛ فكيف مبن يوافقهم يف‬ ‫برؤية أو ٍ‬ ‫رلرد احلضور‪ٍ ،‬‬ ‫الرمحن يف تركهم شهود ىذه األعياد الَّذي ىو َّ‬ ‫أثٌت على ادلؤمنُت الَّذين ىم عباد َّ‬
‫ذلك باالحتفاؿ؟‬

‫ثانيا‪ :‬األدلَّوة من ُّ‬


‫السلَّوة‪:‬‬
‫فدؿ ىذا‬
‫ّ‬
‫([‪)]4‬‬
‫شبَّوهَ بَِق ْوٍم فََي ُه َو ِم ْلَي ُه ْم»‬
‫عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‪َ « :‬م ْن تَ َ‬
‫فإهنا من جنس أعماذلم الَّيت ىي دينهم أو شعار دينهم الباطل‪.‬‬ ‫احلديث على حترمي التَّشبُّو هبم مطل ًقا‪ ،‬ومنو االحتفاؿ بأعيادىم‪َّ ،‬‬
‫وعن أنس بن مالك رضي اهلل عنو قاؿ‪« :‬قدم رسو اهلل صلى اهلل عليه أسلم المديلة ألهم يومان يلعبون فيهما فقا ‪َ « :‬ما‬
‫ان؟» قالوا‪ :‬كلَّوا نلعب فيهما في الجاهلية فقا رسو اهلل صلى اهلل عليه أسلم‪« :‬إِ َّون اللَهَ قَ ْد أَبْ َدلَ ُك ْم بِ ِه َما َخ ْيَي ًالرا‬ ‫ان الْيَيوم ِ‬
‫ِ‬
‫َه َذ َ ْ َ‬
‫يقرمها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وال تركهم‬ ‫أف اليومُت اجلاىليُت مل ّ‬ ‫ِم ْلَي ُه َما يََي ْو َم ْاألَ ْ َ ى َأيََي ْو َم الْ ِ ْ ِر» ([‪ ،)]5‬فوجو ال ّداللة َّ‬
‫آخ َريْ ِن ‪ ،‬واإلبداؿ من الشَّيء‪ ،‬يقتضي ترؾ ادلبدؿ منو‪ ،‬إذ ال‬ ‫يلعبوف فيهما على العادة‪ ،‬بل قاؿ‪ :‬إِ َّون اهللَ قَ ْد أَبْ َدلَ ُك ْم بِ ِه َما يََي ْوَم ْي ِن َ‬
‫أيضا‪ ،‬فقولو ذلم‪« :‬إِ َّون اللَه قَ ْد أَبْ َدلَ ُك ْم»‪ ،‬دلا‬ ‫جيمع بُت البدؿ وادلبدؿ منو‪ ،‬وذلذا ال تستعمل ىذه العبارة َّإال فيما ترؾ اجتماعهما‪ ،‬و ً‬
‫اعتياضا بيومي اإلسالـ‪ ،‬إذ لو‬ ‫دليل على أنَّو هناىم عنهما‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫سأذلم عن اليومُت فأجابوه‪ :‬بأهنما يوماف كانوا يلعبوف فيهما يف اجلاىلية‪ٌ ،‬‬
‫مل يقصد النَّهي مل يكن ذكر ىذا اإلبداؿ مناسبًا‪ ،‬إذ أصل شرع اليومُت اإلسالميَّػ ُْت كانوا يعلمونو‪ ،‬ومل يكونوا ليًتكوه ألجل يومي‬
‫اجلاىلية ([‪.)]6‬‬
‫يدا َأ َه َذا ِعي ُدنَا» ([‪.)]7‬‬ ‫ٍ‬
‫عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪« :‬يَا أَبَا بَ ْك ٍر إِ َّون لِ ُك ِّل قََي ْوم ِع ًال‬
‫اختصوا بعيدىم ال يشاركوننا فيو‪،‬‬ ‫أف ادلسلمُت قد ُّ‬ ‫اختصت بعيدىا‪ ،‬ال يشاركها فيو غَتىا‪ ،‬و َّ‬ ‫كل َّأم ٍة قد َّ‬ ‫فدؿ ىذا احلديث على َّ‬
‫أف َّ‬ ‫َّ‬
‫سلتصُت بو‪ ،‬فال نشركهم فيو‪.‬‬ ‫فإذا كاف لليهود عيد وللنَّصارى عيد‪ ،‬كانوا ِّ‬
‫الرخصة ال‬ ‫ُّؼ والغناء‪ ،‬معلِّالً بأنَّو عيد ادلسلمُت‪ ،‬وىذا يقتضي َّ‬
‫بأف ُّ‬ ‫رخص يف اللَّعب بالد ِّ‬ ‫َّيب صلى اهلل عليو وسلم َّ‬ ‫فإف الن َّ‬ ‫أيضا‪َّ ،‬‬
‫و ً‬
‫تتعدَّى إىل أعياد اليهود والنَّصارى‪ ،‬وىذا فيو داللة على النَّهي عن التَّشبُّو هبم يف اللَّعب وضلوه‪.‬‬
‫الج ُم َع ِة َم ْن َكا َن قََي ْبَيلَلَا فَ َكا َن‬
‫وعن أيب ىريرة وحذيفة رضي اهلل عنهما قاال‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪« :‬أَ َ َّول اهللُ َع ِن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت أَكا َن لِللَّوصار يَيوم ْاأل ِ‬ ‫ود يَيوم َّو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َد‬
‫ت َأ ْاأل َ‬ ‫الس ْب َ‬
‫الج ُم َعةَ َأ َّو‬ ‫اء اهللُ بِلَا فََي َه َدانَا اهللُ ليََي ْوم ُ‬
‫الج ُم َعة فَ َج َع َل ُ‬ ‫َحد فَ َج َ‬
‫َ َ َْ ُ َ‬ ‫الس ْب َ‬ ‫ل ْليََي ُه َ ْ ُ‬
‫ض ُّي لَ ُه ْم قََي ْب َل ال َخ َ ِ ِ » ([‪ ،)]8‬فأخرب‬ ‫الدنَْييا أ ْاأل َّوَألُو َن يَيوم ال ِْقيام ِة الم ْق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َأَك َذلِ َ‬
‫َْ َ َ َ َ‬ ‫ك ُه ْم تََيبَ ٌبع لَلَا يََي ْو َم الْقيَ َامة نَ ْ ُن ْااخ ُرأ َن م ْن أ َْه ِل ُّ َ َ‬
‫كل َّأمة‬
‫السبت لليهود واألحد للنَّصارى‪ ،‬وىذا يقتضي اختصاص ّ‬ ‫أف َّ‬ ‫أف يوـ اجلمعة عيد للمسلمُت‪ ،‬كما َّ‬ ‫َّيب صلى اهلل عليو وسلم َّ‬ ‫الن ُّ‬
‫السبت‪ ،‬أو النَّصارى يوـ األحد‪ ،‬فقد شاركناىم يف عيدىم‪ ،‬وإذا كاف ىذا يف العيد األسبوعي‪،‬‬ ‫بعيدىا‪ ،‬فإ َذا ضلن شاركنا اليهود يوـ َّ‬
‫السنوي‪ ،‬إذ ال فرؽ؛ بل إذا كاف ىذا يف عيد يعرؼ باحلساب العريب‪ ،‬فكيف بأعياد الكافرين العجميَّة؟‬ ‫فاألوىل واألحرى يف العيد َّ‬
‫الرومي القبطي أو الفارسي أو العِ ْربي وضلو ذلك‪.‬‬ ‫الَّيت ال تعرؼ َّإال باحلساب ُّ‬

‫‪4‬‬
‫اعا بِ ِذ َر ٍاع َحتَّوى لَ ْو َسلَ ُكوا‬
‫َّيب صلى اهلل عليو وسلم قاؿ‪« :‬لَتَتَّوبِعُ َّون َسلَ َن َم ْن قََي ْبَيلَ ُك ْم ِش ْبَي ًالرا بِ ِش ْب ٍر َأ ِذ َر ًال‬ ‫وعن أيب سعيد اخلدري َّ‬
‫أف الن َّ‬
‫اللَّوص َار ؟ قَا َ ‪ :‬فَ َم ْن؟!» ([‪.)]9‬‬ ‫ب لَسلَ ْكتُموهُ قَُيلْلَا‪ :‬يا رسو َ ِ‬
‫ود َأ َ‬
‫اهلل الْيََي ُه َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُج ْ َر َ ٍّ َ ُ‬
‫أف َّأمتو ستتَّبع َسنَ َن األمم قبلها من اليهود والنَّصارى شلَّا أحدثوه من البدع واألىواء‪ ،‬و َّأهنا تقتدي‬ ‫َّيب صلى اهلل عليو وسلم َّ‬ ‫فأخرب الن ُّ‬
‫ذـ من يفعل ذلك‪ ،‬وىذا َعلَ ٌم‬ ‫وذمو‪ ،‬مع احلرص الشَّديد على موافقتهم يف ذلك؛ وىذا يقتضي ّ‬ ‫كل شيء شلَّا هنى عنو الشَّارع َّ‬ ‫هبم يف ِّ‬
‫من أعالـ النَّبوة‪ ،‬ومعجزةٌ ظاىرة لرسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬فقد وقع ما أخرب بو صلى اهلل عليو وسلم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األدلَّوة من األثر‪:‬‬


‫الصحابة عن مشاركة الكفَّار يف أعيادىم أو شهودىا أو الدُّخوؿ عليهم فيها‪ ،‬وضلو ذلك‪.‬‬
‫َّأما من األثر فقد هنى كثَت من َّ‬
‫السخ ة‬ ‫قاؿ عمر رضي اهلل عنو‪ « :‬تعلَّوموا َرطَانَة ([‪ )]10‬األعاجم أ تدخلوا على المشركين في كلا سهم يوم عيدهم َّو‬
‫فإن َّو‬
‫تلز عليهم» ([‪.)]11‬‬
‫أيضا‪« :‬اجتلبوا أعداء اهلل في عيدهم» ([‪.)]12‬‬
‫وقاؿ ً‬
‫رلرد دخوؿ الكنيسة عليهم يوـ عيدىم‪ ،‬فكيف بفعل بعض أفعاذلم أو بفعل ما ىو‬ ‫فهذا عمر رضي اهلل عنو هنى عن لساهنم‪ ،‬وعن َّ‬
‫من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم يف العمل أعظم من ادلوافقة يف اللُّغة؟ أو ليس بعض أعماؿ عيدىم أعظم من َّ‬
‫رلرد الدُّخوؿ‬
‫تعرض‬
‫السخط ينزؿ عليهم يوـ عيدىم بسبب عملهم‪ ،‬فمن يشركهم يف العمل أو بعضو أليس قد َّ‬
‫عليهم يف عيدىم؟ وإذا كاف َّ‬
‫لعقوبة ذلك‪ ،‬مثَّ قولو‪« :‬اجتلبوا أعداء اهلل في عيدهم» أليس هنيًا عن لقائهم واالجتماع هبم فيو؟ فكيف مبن عمل عيدىم؟ ([‪.)]13‬‬
‫وقاؿ عبد اهلل بن عمرو رضي اهلل عنو‪ « :‬من بلى بب د األعاجم فصلع نيرأزهم أمهرجانهم أتشبَّوه بهم حتى يموت َي أهو‬
‫كذلك َي ُح ِش َر معهم يوم القيامة » ([‪ ،)]14‬وىذا يقتضي أنَّو جعل ذلك من الكبائر ادلوجبة للنَّار‪.‬‬
‫زلمد بن سَتين قاؿ‪ « :‬أُتِ َي علي ر ي اهلل عله بهديَّوة اللَّوَي ْيَي ُرأز فقا ‪ :‬ما هذه؟ قالوا‪ :‬يا أمير المؤملين! هذا يوم اللَّويرأز‬
‫وعن َّ‬
‫نيرأزا » ([‪.)]15‬‬
‫ًال‬ ‫نيرأزا قا أبو أسامة‪ :‬كره ر ي اهلل عله أن يقو‬ ‫كل يوم ًال‬
‫قا ‪ :‬فاصلعوا َّو‬
‫فكره موافقتهم يف اسم يوـ العيد الَّذي ينفردوف بو‪ ،‬فكيف مبوافقتهم يف العمل؟‬

‫ابعا‪َّ :‬و‬
‫الدليل من اإلجماع‪:‬‬ ‫ر ًال‬
‫َّأما من اإلمجاع فقد شارط عمر بن اخلطَّاب رضي اهلل عنو أىل الكتاب َّأال يظهروا شيئًا من شعائرىم بُت ادلسلمُت‪ ،‬ال األعياد وال‬
‫فسره اإلماـ أمحد يف رواية ابنو صاحل فقاؿ‪ « :‬يخرجون‬‫فأما الباعوث فقد َّ‬
‫؛ َّ‬
‫([‪)]16‬‬
‫غَتىا‪ ،‬فقاؿ‪« :‬أأ َّو نخرج بَاعُوثًالا أ َش َعانِين»‬
‫([‪)]17‬‬
‫وسائر‬
‫ُ‬ ‫حابة‬‫الص‬
‫َّ‬ ‫ُّروط‬
‫الش‬ ‫ىذه‬ ‫على‬ ‫َّفق‬
‫ت‬ ‫ا‬ ‫وقد‬ ‫؛‬ ‫أيضا‬
‫الشعانُت فهي أعياد ذلم ً‬ ‫كما نخرج في ال ر أاأل ى»‪ .‬و َّأما ّ‬
‫الفقهاء‪ ،‬كما حكاه شيخ اإلسالـ ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم رمحة اهلل عليهما‪.‬‬
‫شك َّ‬
‫أف فعلو ذلا أش ّد من إظهار الكافر‬ ‫فإذا كاف ادلسلموف قد اتَّفقوا على منعهم من إظهارىا‪ ،‬فكيف يسوغ للمسلم فعلها؟ وال َّ‬
‫ذلا‪.‬‬
‫األئمة األربعة يف‬
‫صرح بو الفقهاء من أتباع َّ‬
‫أيضا فقد أمجع العلماء على حترمي حضور أعياد الكفَّار ومساعدهتم يف ذلك‪ ،‬وقد َّ‬
‫و ً‬
‫كتبهم‪.‬‬
‫َّوأأ ًال‪ :‬مذهب ال ل ية‪:‬‬
‫قاؿ ابن ُصليم احلَنفي يف بياف أنواع الكفر‪ « :‬أبخرأجه إلى نيرأز المجوس أالموافقة معهم فيما ي علون في ذلك اليوم‬
‫‪5‬‬
‫أالشرب أبإهدا ه ذلك اليوم للمشركين ألو‬ ‫تعظيما لللَّويرأز لألكل ُّ‬
‫أبشرا ه يوم اللَّويرأز شيئًالا لم يكن يشتريه قبل ذلك ًال‬
‫([‪.)]18‬‬
‫مجوسي حل رأس ألده أبت سين أمر الك َّو ار اتِّ اقا »‬
‫ٍّ‬ ‫تعظيما لذلك اليوم بإجابته دعوة‬ ‫بيضة ًال‬

‫ثانيًالا‪ :‬مذهب المالكية‪:‬‬


‫الس ن الَّوتي تركب فيها اللَّوصار إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة‬
‫الركوب في ُّ‬
‫قاؿ عبد ادللك بن حبيب‪ « :‬سئل ابن القاسم عن ُّ‬
‫السخ ة عليهم بشركهم الَّوذي اجتمعوا عليه قا ‪ :‬أكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى اللَّوصراني في عيده مكافأة‬
‫نزأ َّو‬
‫له أرآه من تعظيم عيده أعونًالا له على ك ره؛ أ تر أنَّوه ي ُّل للمسلمين أن يبيعوا من اللَّوصار شيئًالا من مصل ة عيدهم‬
‫ألن ذلك من تعظيم شركهم أعونهم على‬ ‫أدما أ ثوبًالا أ يعارأن دابَّوة أ يعانون على شيء من عيدهم؛ َّو‬
‫ل ًالما أ ًال‬
‫للس طين أن يلهوا المسلمين عن ذلك أهو قو مالك أغيره لم أعلمه اختلف فيه » ([‪.)]19‬‬ ‫ك رهم أيلبغي َّو‬
‫أن اللَّوعب في يوم اللَّويرأز أهو َّوأأ يوم من َّو‬
‫السلة القب ية‬ ‫الرجل‪« :‬ألعب نيرأز» أي َّو‬
‫وقاؿ الشَّيخ الدَّردير فيما جيرح شهادة َّ‬
‫الشهادة أهو من فعل الجاهليَّوة أاللَّوصار أيقع في بعض الب د من رعاع اللَّواس » ([‪.)]20‬‬ ‫مانع من قَبو َّو‬‫ٌب‬

‫ثالثًالا‪ :‬مذهب َّو‬


‫الشافعيَّوة‪:‬‬
‫قاؿ أبو القاسم ىبة اهلل بن احلسن بن منصور الطَّربي الفقيو الشَّافعي‪ « :‬أ يجوز للمسلمين أن ي ضرأا أعيادهم؛ ألنَّوهم على‬
‫ُم ْل َك ٍر َأُزأٍر أإذا خالط أهل المعرأف أهل الملكر بغير اإلنكار عليهم كانوا َّو‬
‫كالرا ين به المؤثرين له؛ فلخشى من نزأ‬
‫فيعم الجميع نعوذ باهلل من سخ ه » ([‪.)]21‬‬
‫سخط اهلل على جماعتهم ّ‬
‫الدخو على أهل ِّ‬
‫الذ َّومة في كلا سهم أالتَّوشبُّه بهم يوم نيرأزهم‬ ‫السنن الكربى» (‪« :)234/9‬باب كراهيَّوة ُّ‬
‫وقاؿ البيهقي يف « ُّ‬
‫أمهرجانهم»‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬مذهب ال لابلة‪:‬‬


‫ر ًال‬
‫قاؿ اإلماـ أبو احلسن اآلمدي ادلعروؼ بابن البغدادي يف كتابو «عمدة احلاضر وكفاية ادلسافر» ‪« :‬فصل‪ :‬يجوز شهود أعياد‬
‫أر﴾ [ال رقان‪ ]72:‬قا ‪:‬‬ ‫أاحتج بقوله تعالى‪َّ :‬و ِ‬
‫الز َ‬
‫ين َ يَ ْش َه ُدأ َن ُّ‬
‫﴿أالذ َ‬ ‫َ‬ ‫َّو‬ ‫نص عليه أحمد في رأاية مهلا‬
‫اللَّوصار أاليهود َّو‬
‫الشعانين أأعيادهم» ([‪.)]22‬‬
‫َّو‬

‫ابعا‪َّ :‬و‬
‫الدليل من ا عتبار‪:‬‬ ‫ر ًال‬
‫و َّأما من حيث االعتبار والنَّظر فمن وجوه‪:‬‬
‫أىم اخلصائص الَّيت ُّ‬
‫اختصوا بو‪.‬‬ ‫اختصوا بو‪ ،‬واألعياد من ِّ‬ ‫كل ما ُّ‬ ‫الشريعة اإلسالميَّة سلالفة الكفَّار يف ِّ‬ ‫أحدها‪ :‬أنَّو قد َّ‬
‫استقر يف َّ‬
‫لس ًالكا ُه ْم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الشرائع الَّيت تتميَّز هبا ُّ‬ ‫الوجه الثَّواني‪َّ :‬‬
‫كل َّأمة‪ ،‬لقولو تعاىل‪﴿ :‬ل ُك ِّل أ َّوُمة َج َعلْلَا َم َ‬ ‫أف األعياد من مجلة َّ‬
‫اس ُكوهُ﴾ [احلج‪ ،]67:‬ومشاركة ادلسلمُت النَّصارى يف أعيادىم‪ ،‬مشاركة ذلم يف شعائر دينهم الباطلة‪.‬‬ ‫نَ ِ‬
‫﴿أَرْهبَانِيَّوةًال‬
‫أف ىذه األعياد ىي زلدثة يف دين النَّصارى‪ ،‬وقد عُ ِرؼ القوـ باإلحداث يف الدِّين‪ ،‬كما قاؿ تعاىل‪َ :‬‬ ‫الوجه الثَّوالث‪َّ :‬‬
‫ان اللَّو ِه فَ َما َر َع ْو َها َح َّو ِر َعايَتِ َها﴾ [احلديد‪ ،]27:‬وما أحدث من ادلواسم واألعياد‬
‫اها َعلَْي ِهم إِ َّو ابتِغَاء ِر ْ و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫وها َما َكتَْبَيلَ َ‬
‫ابَْيتَ َدعُ َ‬
‫بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة؛ ولو أحدث ادلسلموف بدعة لكانت ضاللة‪ ،‬فكيف ما أحدثو ىؤالء َّ‬
‫الضالؿ؟!‬ ‫ّ‬

‫‪6‬‬
‫الرابع‪َّ :‬‬
‫أف ىذه األعياد البدعيَّة صارت مضاىاة دلا شرعو اهلل من األعياد الشَّرعيَّة‪.‬‬ ‫الوجه َّو‬
‫للسنن‪.‬‬ ‫فضل ُّ‬‫يبق فيها ٌ‬ ‫القلوب البدع مل َ‬ ‫ُ‬ ‫تعودت‬ ‫فمىت َّ‬
‫ألف ادلشاهبة وادلشاكلة يف األمور‬ ‫أف مشاركتهم يف أعيادىم ذريعة إىل مشاهبتهم يف أخالقهم وأعماذلم ادلذمومة؛ َّ‬ ‫الوجه الخامس‪َّ :‬‬
‫الذرائع قاعدة‬ ‫أمر زلسوس‪ ،‬وس ّد َّ‬ ‫اخلفي‪ ،‬وىذا ٌ‬ ‫َّ‬
‫الظاىرة توجب مشاهبة ومشاكلة يف األمور الباطنة على وجو ادلسارقة والتَّدريج ّ‬
‫عظيمة من قواعد الشَّرع‪ ،‬بل ىو أحد أرباع الدِّين‪.‬‬
‫َّو ِ‬ ‫السادس‪َّ :‬‬
‫أف االحتفاؿ بأعيادىم توجب زلبَّتهم ومواالهتم‪ ،‬واحملبَّة وادلواالة ذلم تنايف اإلدياف‪ ،‬كما قاؿ تعاىل‪﴿ :‬يَا أَيَيُّ َها الذ َ‬
‫ين‬ ‫الوجه َّو‬
‫ض َأَمن يََيتََي َولَّو ُهم ِّمل ُك ْم فَِإنَّوهُ ِم ْلَي ُه ْم إِ َّون اللّهَ َ يََي ْه ِدي الْ َق ْو َم‬
‫ض ُه ْم أ َْألِيَاء بََي ْع ٍ‬
‫اللَّوص َار أ َْألِيَاء بََي ْع ُ‬
‫ود َأ َ‬
‫آملُواْ َ تََي ِ‬
‫تَّوخ ُذأاْ الْيََي ُه َ‬ ‫َ‬
‫الظَّوالِ ِمين﴾ [ادلائدة‪.]51:‬‬
‫تبعا ذلم يف أمور دنياىم‪،‬‬ ‫يودوف أف يروا ادلسلمُت ً‬ ‫ألهنم ُّ‬ ‫العزة؛ َّ‬ ‫أف مشاركتهم يف االحتفاؿ بأعيادىم توجب ذلم َّ‬ ‫السابع‪َّ :‬‬ ‫الوجه َّو‬
‫فكيف ادلتابعة يف أمور دينهم؟!‬
‫وينبٍت على ىذا أنَّو ال جيوز للمسلم أف يتشبَّو هبم يف أعيادىم وال يعُت من يتشبَّو هبم‪ ،‬وال إجابة دعوهتم‪ ،‬وال أكل طعامهم‪ ،‬وال‬
‫قبوؿ ىديَّتهم‪ ،‬وال بيع ما يستعينوف بو على أعيادىم‪.‬‬
‫الوجه الثَّوامن‪َّ :‬‬
‫أف مشاركتهم يف أعيادىم إقرار ذلم على ما ىم عليو من الباطل‪ ،‬وتكثَت لسوادىم‪.‬‬
‫ىذه بعض مظاىر الفساد يف مشاهبتهم ومشاركتهم يف أعيادىم‪َّ ،‬‬
‫وإال فهي أكثر من أف حتصر‪.‬‬
‫وينبٍت على ما تقدَّـ ذكره أنَّو حيرـ حضور أعياد الكفار‪ ،‬أو مشاركتهم فيها‪ ،‬أو إعانتهم على إقامتها‪ ،‬أو بيع ما يستعينوف بو على‬
‫إظهارىا‪ ،‬أو الدُّخوؿ معهم يف كنائسهم‪ ،‬أو إىداء ذلم أو قبوؿ ىديتهم‪ ،‬أو إجابة دعوهتم‪ ،‬أو هتنئتهم هبذا العيد‪ ،‬أو ِّاختاذ ىذا‬
‫الصنائع‪ ،‬والتِّجارات‪ ،‬أو ِحلَ ِق العلم‪ ،‬أو طبخ طعاـ سلصوص أو توزيع‬ ‫الراتبة‪ :‬من َّ‬ ‫اليوـ يوـ راحة وفرح وسرور‪ ،‬وذلك بًتؾ الوظائف َّ‬
‫ألف يف ذلك إعانة على‬ ‫الشوارع وادلباين والقصور‪ ،‬وغَت ذلك من األمور؛ َّ‬ ‫احللويات‪ ،‬أو إيقاد الشُّموع وتبخَت البخور‪ ،‬وتزيُت َّ‬
‫ان﴾ [ادلائدة‪.]2:‬‬ ‫ْبر أالتَّوَي ْقو أ َ تََيعاأنُواْ َعلَى ا ِإلثْ ِم أالْع ْدأ ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫﴿أتََي َع َاأنُواْ َعلَى ال ِّ َ َ َ َ َ‬‫ادلنكرات‪ ،‬واهلل تعاىل يقوؿ‪َ :‬‬
‫يوما كسا ر األيَّوام‪.‬‬ ‫أالضَّوابط في ذلك‪ :‬أنَّوه يُ َدث فيه ٌب‬
‫أمر أص ًال بل يُجعل ًال‬

‫الصلباف‪،‬‬
‫ذرة من اإلدياف‪ ،‬يف حترمي مشاهبة عبَّاد ُّ‬
‫يشك من يف قلبو َّ‬ ‫الصرحية‪ ،‬فهل ُّ‬
‫الصحيحة والدَّالئل َّ‬‫وبعد عرض ىذه النُّصوص َّ‬
‫كل زماف ومكاف‪ ،‬وىو يعلم ما تكتنفو ىذه األعياد من الكفر والفسوؽ والعصياف؟! أفما َوج ْدت يا‬ ‫ومشاركتهم يف أعيادىم يف ِّ‬
‫الرمحن‪ ،‬ويُرضي الشَّيطاف‪ ،‬وىو شعار أىل الكفر والطُّغياف؟! فهل ُّ‬
‫يصح يف األذىاف أف تقلِّد دينًا‬ ‫مسلم ما حتتفل بو َّإال ما يُسخط َّ‬
‫الرىباف؟! واهلل ادلستعاف‪ ،‬وعليو التُّكالف‪ ،‬وال حوؿ وال َّقوة َّإال باهلل ِّ‬
‫العلي العظيم‪.‬‬ ‫شرعوُ األحبار و ُّ‬
‫صرؼ قلوبنا إىل طاعتك‪ ،‬واتِّباع شرعك‪ ،‬وسنَّة نبيِّك‪،‬‬ ‫مصرؼ القلوب ِّ‬ ‫هم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك‪ ،‬اللَّ َّ‬
‫هم يا ِّ‬ ‫اللَّ َّ‬
‫وجنِّبنا االبتداع‪ ،‬واتِّباع األىواء‪.‬‬
‫رب العادلُت‪.‬‬
‫آمُت‪ ،‬واحلمد هلل ِّ‬

‫‪7‬‬
‫وصححو الشَّيخ األلباين‪ :‬يف‬
‫([‪ )]1‬ىو طرؼ من حديث طويل أخرجو الًتمذي ( ‪ )2953‬عن عدي بن حامت رضي اهلل عنو‪َّ ،‬‬
‫الًتمذي»‪.‬‬
‫«صحيح ِّ‬
‫([‪« )]2‬تشبيو اخلسيس بأىل اخلميس» (‪.)23‬‬
‫الصراط ادلستقيم» (‪« ،)479/1‬أحكاـ‬
‫ُّر ادلنثور» (‪« ،)282/6‬اقتضاء ِّ‬ ‫([‪ )]3‬انظر‪« :‬تفسَت ابن أيب حامت» ( ‪« ،)15454‬الد ّ‬
‫أىل ِّ‬
‫الذ َّمة» (‪.)156/1‬‬
‫الصراط ادلستقيم» ( ‪ ،)240/1‬وكذا يف‬
‫وجود إسناده شيخ اإلسالـ ابن تيميَّة يف «اقتضاء ِّ‬
‫([‪ )]4‬أخرجو أبو داود (‪َّ ،)4031‬‬
‫وصححو احلافظ العراقي يف «ختريج أحاديث‬
‫وحسنو احلافظ يف «الفتح» (‪َّ ،)271/10‬‬ ‫«رلموع الفتاوى» (‪َّ ،)331/25‬‬
‫اإلحياء» (‪ ،)342/1‬والشَّيخ األلباين يف «اإلرواء» ( ‪.)1269‬‬
‫وصححو احلافظ يف «الفتح» (‪ ،)442/2‬والشَّيخ األلباين يف «صحيح‬
‫([‪ )]5‬رواه أبو داود (‪ ،)1134‬والنَّسائي (‪َّ ،)1556‬‬
‫السنن‪ ،‬وزاد شيخ اإلسالـ ابن تيمية يف «االقتضاء» (‪ )486/1‬على شرط مسلم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫([‪ )]6‬قالو شيخ اإلسالـ يف «االقتضاء» ( ‪.)488/1‬‬
‫قصة معروفة‪.‬‬
‫([‪ )]7‬أخرجو البخاري (‪ ،)909‬ومسلم (‪ ،)892‬وفيو َّ‬
‫([‪ )]8‬رواه مسلم (‪.)856‬‬
‫([‪ )]9‬أخرجو البخاري (‪ ،)3269‬ومسلم (‪.)2669‬‬
‫الرطانة وادلراطنة‪ :‬التَّكلُّم باألعجميَّة‪ ،‬من َرطَ َن العجمي يػَ ْرطُ ُن رطنًا‪ ،‬تكلَّم بلغتو‪ ،‬انظر‪« :‬لساف‬
‫أيضا‪ِّ :‬‬
‫الرطَانَة» ويقاؿ ً‬
‫([‪َّ « )]10‬‬
‫ُ‬
‫العرب» (مادة‪ :‬رطن)‪.‬‬
‫وصححو شيخ اإلسالـ يف‬
‫السنن الكربى» (‪َّ ،)234/9‬‬
‫الرزَّاؽ يف «مصنَّفو» (‪ ،)411/1‬والبيهقي يف « ُّ‬
‫([‪ )]11‬رواه عبد َّ‬
‫«االقتضاء» (‪ ،)511/1‬وابن القيِّم يف «أحكاـ أىل ِّ‬
‫الذ َّمة» ( ‪.)156/1‬‬
‫([‪ )]12‬أخرجو البيهقي يف «الكربى» (‪ ،)234/9‬وكذا يف «شعب اإلدياف» ( ‪.)9385‬‬
‫([‪ )]13‬قالو شيخ اإلسالـ ابن تيميَّة يف «االقتضاء» ( ‪.)515/1‬‬
‫أيضا شيخ اإلسالـ يف «االقتضاء» ( ‪ ،)513/1‬وابن القيِّم يف‬
‫وصححو ً‬
‫البيهقي يف «الكربى» (‪َّ ،)234/9‬‬
‫ّ‬ ‫([‪ )]14‬أخرجو‬
‫«أحكاـ أىل ِّ‬
‫الذ َّمة» (‪.)157/1‬‬
‫([‪ )]15‬أخرجو البيهقي يف «الكربى» (‪ )235/9‬بسند صحيح‪.‬‬
‫([‪ )]16‬أخرجو البيهقي (‪ ،)202/9‬وعزاه شيخ اإلسالـ ابن تيميَّة يف «االقتضاء» ( ‪ )326/1‬إىل حرب‪ ،‬وابن القيِّم يف «أحكاـ‬
‫وجود إسناده ابن تيميَّة‪ ،‬وقاؿ‬
‫اخلالؿ يف كتاب «أحكاـ أىل ادللل»‪َّ ،‬‬ ‫الذ َّمة» (‪ )657/2‬إىل عبد اهلل ابن اإلماـ أمحد‪ ،‬وعنو َّ‬
‫أىل ِّ‬
‫األئمة تلقَّوىا بال َقبوؿ‪ ،‬وذكروىا يف كتبهم‪ ،‬وقد أنفذىا بعده اخللفاء‪،‬‬
‫فإف َّ‬‫ابن القيِّم‪« :‬وشهرة ىذه الشُّروط تغٍت عن إسنادىا‪َّ ،‬‬
‫وعملوا مبوجبها»‬
‫السابق لعيد الفصح‪ ،‬حيتفل فيو بذكرى دخوؿ ادلسيح بيت القدس‪ ،‬انظر‪« :‬ادلعجم‬ ‫([‪ )]17‬ىو عيد نصراين‪ ،‬يقع يوـ األحد َّ‬
‫الوسيط» (‪.)486/1‬‬
‫ُّر ادلختار» (‪« ،)754/6‬الفتاوى اذلنديَّة» (‪« ،)446/6‬رلمع األهنر يف شرح‬
‫الرائق» (‪ ،)133/5‬وانظر‪« :‬الد ّ‬‫([‪« )]18‬البحر َّ‬
‫ملتقى األحبر» (‪.)491/4‬‬

‫‪8‬‬
‫([‪ )]19‬نقلو عنو شيخ اإلسالـ ابن تيميَّة يف «االقتضاء» ( ‪ ،)19/1‬وابن القيِّم يف «أحكاـ أىل ِّ‬
‫الذ َّمة» ( ‪.)157/1‬‬
‫([‪« )]20‬الشَّرح الكبَت» (‪ ،)181/4‬وانظر‪« :‬التَّاج واإلكليل» (‪« ،)175/6‬مواىب اجلليل» (‪.)529/4‬‬
‫([‪ )]21‬نقلو ابن القيِّم يف «أحكاـ أىل ِّ‬
‫الذمة» ( ‪.)156/1‬‬
‫([‪ )]22‬نقلو شيخ اإلسالـ يف «االقتضاء» (‪ ،)516/1‬وابن القيِّم يف «أحكاـ أىل ِّ‬
‫الذ َّمة» ( ‪ ،)157/1‬وانظر‪« :‬الفروع» البن‬
‫مفلح (‪.)235/5‬‬

‫‪9‬‬

You might also like