Professional Documents
Culture Documents
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري
لجنة المناقشة:
رئيسا -1جباري فتيحة أستاذ مساعد أ جامعة أم البواقي
مشرفاومقرر جامعة أم البواقي -2وهاب حمزة أستاذ مساعد أ
عضوا ممتحنا -3زغالمي حسيبة أستاذ مساعد ب جامعة أم البواقي
يشرفني بأن أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير واإلمتنان والعرف ان
بالجميل إلى أستادي وهاب حمزة على قبوله اإلشراف على مذكرتي
أسأل اهلل العلي القدير أن يثيبه خير الثواب إنه سميع مجيب الدعاء
إلى األساتدة الدين قبلوا مناقشة هذا البحث كما أشكر كل من أعانني في إنجاز هذا
أو بعيد
إهداء
والدي
وشكرا
قائمة المختصرات
:صفحة ص
:عدد ع
:طبعة ط
مقدمة
أ-تقديم الموضوع:
يتولى كل من المهندس المعماري والمقاول بمناسبة ممارسة نشاطه المهني في مجال أعمال التشييد
والبناء القيام بمهام معينة ،تدخل في دائرة تخصصه ونطاق خبرته ،وتتميز فوق كل شيىء بخطورة األضرار
التي يمكن أن تترتب على أي خطأ أو إهمال أو عدم إتخاذ اإلحتياطات الالزمة في تأديتها ،سواء بالنسبة
ألصحاب العمل أنفسهم ،أو بالنسبة لغيرهم من األشخاص اآلخرين الدين يمكن أن يتضرروا إثر تهـ ـ ـ ـدم
()1
إضافة إلى تدخل أشخاص آخرين وهذا مثل المرقي البنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء( كالسكان والجيران والمارة) في الطريق العام
()2
العقاري
ويعد عقد المقاولة من أهم الوسائل القانونية التي تستعمل في نشاط البناء ،بحيث يخضع عقد المقاولة
العمومية وفقا للمرسوم الرئاسي رقم 632 -01المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية.
فأثناء تنفيذ البناء ،أو المنشأة الثابتة األخرى ،فهناك مسؤوليات قانونية يمكن أن يخضع لها كل من
-1محمد ناجي يقوت ،مسؤولية المعماريين ،توزيع منشأة المعارف باإلسكندرية ،دار وهدان للطباعة والنشر ،دون سنة نشر ،ص . 7
-2
ويسمى أيضا المتعاملين في الترقية العقارية حسب المادة 13من المرسوم التشريعي رقم 13 -33المؤرخ في 0333-10-13المتعلق
بالنشاط العقاري ،ج ،ر عدد 01ملغى بالقانون رقم 11 -00مؤرخ في فبراير سنة 6100يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية
العقارية،باستثناء المادة.67
-3
أمر رقم 75 -77المؤرخ في 62سبتمبر 0377يتضمن التقنين المدني الجزائري ،معدل ومتمم.األمانة العامة
للحكومةwww.joradp.dz.
-1وذلك بمفهوم المادة 6من المرسوم الرئاسي رقم 632 – 01مؤرخ في 17أكتوبر يتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،ج ر ،عدد ،75
1
مقدمــــــــــة
فالمسؤولية الجنائية تثور في حالة قيام المهندس المعماري بأفعال تشكل جريمة عمدية أو من قبيل
الخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأ ،ومن المقرر أن الخطأ الجنائي له عدة صور ،تتمثل في اإلهمال والرعونة وعدم اإلحتراز وعدم مراعاة
القوانين والق اررات واللوائح واألنظمة ،وبالتالي يكون المهندس المعماري معرضا للعقوبة الجنائية المقررة والمناسبة
للجرم المرتكب ،وتتولى النيابة العامة بحسب األصل ،تحريك الدعوى الجنائية ضد المهندس المعماري وتقديمه
كما أن المهندس هو المسؤول عن التصاميم واعداد الرسومات وفي حالة مخالفته لها ،وأدى ذلك إلى
()2
إنهيار البناء أو إصابة أو موت أحد األشخاص تعرضه إلى عقوبة جنائية
أما المسؤولية التأديبية اإلدارية تكون بالنسبة للمهندس العامل في اإلدارة العمومية أو القطاع
الخاص ،مثل العزل من الوظيفة ،مثلما ينص عليه األمر رقم 13-12المؤرخ في 07يوليو 6112المتضمن
4 ()3
على النظام التأديبي والعقوبات التأديبية في الباب السابع من هذا القانون القانون األساسي للوظيفة العمومية
()5
تكون من طرف المجلس الوطني لنقابة المهندسين المعماريين أما المسؤولية التأديبية النظامية من المادة 67
السلطة التأديبية إتجاه أعضائه عن أي خطأ مهني وأية مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية التي يخضع لها
-1محمدحسين منصور ،المسؤولية المعمارية ،بدون دار نشر ،6113 ،ص .00
-2محمد حسين منصور ،مرجع نفسه ،ص . 30
-3أنظر أمر رقم 13 -12مؤرخ في 07يوليو سنة 6112يتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية ج ،ر عدد .3
-1ماجدة شهيناز بودوح ،شهرزاد بوسطلة ،المسؤولية الجنائية للمهندس المعماري عن تهدم والبناء ،مجلة المنتدى القانوني ،العدد
الخامس ،قسم الكفاءة المهنية للمحاماة ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،دون سنة ،ص .063
-5المرسوم التشريعي رقم 17 -31المؤرخ في 05ماي 0331والمتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسته مهنة المهندس المعماري
ج ر ص 7و . 5عدد.36
2
مقدمــــــــــة
والمسؤولية المدنية التي هي موضوع دراستنا تتمثل في تعويض المضرور عما أصابه من أضرار سواء
كانت مادية أو أدبية ،وهذا عن طريق رفع دعوى مدنية من طرف المضرور ،وفي حالة وجود دعويان جنائية
مدنية ،فيحق للمضرور الخيار إما اإللتجاء إلى القضاء المدني أو اإلدعاء بالحق المدني أمام المحكمة الجنائية
()1
من أجل النظر في الدعوى.
في حين نجد أن المشرع الجزائري قد نص على مسؤولية المهندس المعماري بسبب عيب في التشييد وفقا
ولقد أعتمدت في دراسة في تحديد نطاق دراسة موضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري على
المسؤولية المدنية فقط ،نظ ار لما تتمتع به المسؤولية المدنية في هذا المجال الموحد بالذات دو ار أساسيا في
االرتقاء بمستوى العناية مبذولة في تأدية أعمال البناء يفوق دور المسؤولية الجنائية،3.وأيضا بالتوافق مع
التخصص الدي أدرس فيه وهو قانون األعمال،مما أدى بي إلى دراسة هذه المسؤولية من الناحية المدنية فقط.
ب-أهمية الدراسة:
وتتمثل أهمية دراسة هذا الموضوع ،في أنه موضوع تقل فيه الدراسات القانونية ،على عكس الناحية
التقنية أين يحض بدراسة وافرة ،والشيء الذي يجعل رجال القانون يلقون صعوبات في كيفية تفسيير وتطبيق
القانون المعماري ، 4أيضا لما له من أهمية في الحياة االقتصادية واالجتماعية من خالل تشييد المباني وحاجة
-1مدوري زايدي ،مسؤولية المقاول والمهندس المعماري في القانون الجزائري ،مذكرة ماجيستير ،فرع عقود ومسؤولية ،تحت إشراف إقلولي
3
مقدمــــــــــة
إن إختياري لموضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري مبني على دوافع شخصية تكمن في معرفة
مختلف جزئيات هذا الموضوع ،وهذا من حيث تحديد مسؤولية كل من المقاول والمهندس المعماري سواء قبل
التنفيذ أو بعد التنفيذ ،أما الدوافع العلمية التي أدت بي إلى إختياري لهذا الموضوع تكمن في قلة الدراسات من
قبل الباحثين في الجزائر ،باإلضافة إلى األهمية البالغة لهذا الموضوع ،من خالل معرفة كل من يهمه األمر من
ث-أهداف الدراسة:
إن بحثنا لموضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري يهدف إلى الوصول في النهاية إلى تحقيق
أهداف عملية وأخرى علمية ،هي أهداف علمية تتمثل في تحديد المسؤوليات التي يمكن أن يتعرض لها كل من
مقاول البناء والمهندس المعماري سواء قبل التنفيذ ،أو بعد التنفيذ.
وأهداف عملية تتمثل في السعي إلى القضاء على األخطار التي يتسبب فيها كل من مقاول البناء
والمهندس المعماري كالخطأ في التصميم ،التهدم الجزئي ،والكلي للبناء ،أو المنشآت الثابتة األخرى ،أو على
األقل محاولة التقليل من األضرار عن طريق توعية أفراد المجتمع بالقوانين الموجودة في هذا المجال ،وتوفير
حماية أكثر ألرباب العمل والمنتفعين بالمباني و المنشأة والسعي مستقبال إلى مواكبة التطورات الحاصلة في هذا
الميدان .وأيضا من أجل فتح المجال للغير من الدارسين والباحثين إلجراء مزيد من البحوث في هذا
الموض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع ،في ظل قلة الدراسات والبحوث القانونية في الوقت الحالي ،وأيضا من أجل إثراء رصيد المكتبة
بهذا العمل المتواضع.
ج-اإلشكالية:
وقد يتعرض مقاول ل البناء والمهندس المعماري للمسؤولية المدنية سواء قبل التنفيذ أو بعد التنفيذ وهذا
نتيجة األضرار التي يمكن أن يتسببا فيها للغير ،مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي :ما هي الطبيعةالقانونية
لمسؤولية كل من مقاول البناء والمهندس المعماري ؟ ويتفرع على هذه اإلشكالية العامة إشكالية فرعية وهي كما
يلي:
4
مقدمــــــــــة
5
الفصل األول
مسؤولية المق اول والمهندس
المعماري قبل التنفيذ
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
الفصل األول
مسؤولية المقاول و المهندس المعماري قبل التنفيذ
تمهيد وتقسيم:
يرتبط رب العمل مع المقاول والمهندس المعماري بعقد مقاولة من أجل إنجاز المشروع الدي يرغب في
تشييده ،مما يؤدي إلى نشوء إلتزامات في حق كل من المقاول والمهندس المعماري ،فيلتزمان بتنفيذ ما تم اإلتفاق
عليه في العقد وهذا باحترام األجال والشروط المنصوص عليها في العقد ،وان اإلخالل بأي إلتزام عقدي يرتب
المسؤولية العقدية ،غير أنه قد يقصر مقاول البناء والمهندس المعماري في أداء مهامهما بالشكل المطلوب مما
يؤدي إلى اإلضرار برب العمل وهنا يمكن أن تعرض فيها للمسؤولية التقصيرية ،ويمكن أن تتعدى المسؤولية إلى
أشخاص أخرين لهم صلة بعملية البناء( كالعاملين والمقاول والمهندس) أو تمتد إلى أشخاص أجانب ليس لهم
صلة بعملية البناء (كالجيران والمارة)،مما يثير مسؤوليتهما عن ذلك،،1كما يتطلب ضرورة إكتتاب عقد تامين
لتغطية مسؤوليتهما المدنية ،وللتوضيح أكثر نقسم هذا الفصل إلى مبحثين ،نتطرق في المبحث األول إلى ماهية
المقاول والمهندس المعماري عند التنفيذ ،وفي المبحث الثاني إلى إلزامية التأمين بالنسبة لكل من المقاول
والمهندس المعماري.
المبحـــــــــــــــــث األول
ماهية المقاول والمهندس المعماري
إن إقامة المباني والمنشآت يتطلب وجود دوي الخبرة واالختصاص ،وهما كل من المقاول والمهندس
المعماري ،ويلزم لدلك وجود عقد مقاولة من أجل إبرام العقد بين الطرفين (المقاول ورب العمل) ،وبذلك سوف
في هذا المبحث على مفهوم المقاول والمهندس المعماري في مطلب أول ،وتعريف عقد المقاولة نتعرف
قانون أعمال ،تحت إشراف دنوني -1بلمختار سعاد ،المسؤولية المدنية للمهندس المعماري ومقاول البناء ،مذكرة ماجيستير،
هجيرة 8002/8002،كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.
6
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
المطـلـــــــــــــــب األول
تختلف وتتعدد تعاريف المقاول والمهندس المعماري سواء لغة أو اصطالحا أو في القانون المدني
الجزائري ،وهذا ما سنبرزه في هذا المطلب.
الفـــــــــــــــرع األول
لغة :إن أصل كلمة مقاولة مأخوذ من فعل :قاول ،مقاولة في األمر ،أي باحثه وجادله.1
اصطالحا :هو الشخص الذي يعهد إليه بتشييد المباني ،أو إقامة المنشآت الثابتة األخرى بناء على ما يقدم له
()2
من تصميمات وذلك في مقابل أجر ودون أن يخضع في عمله إلشراف أو إدارة.
يعرف المقاول وفقا للقانون الجزائري على أنه »:3كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل
التجاري بعنوان أشغال البناء بصفته حرفيا أو مؤسسة تملك المؤهالت المهنية «
ويعرف المقاول في القانون المصري بأنه »:4كل شخص تعهد لرب العمل بإقامة بناء أو منشآت ثابتة
-1منجد اللغة واإلعالم ،الطبعة السادسة والعشرين ،دون سنة نشر ،دار المشرق ،بيروت ،لبنان ،ص020.
-2عبد الرزاق حسيين ،المسؤولية الخاصة بالمهندس المعماري ومقاول البناء ،شروطها ،نطاق تطبيقها ،الطبعة األولى ،1221 ،كلية
الحقوق ،جامعة أسيوط ،ص .080
-3قانون رقم 00-11المؤرخ في 11فبراير ،8011يحدد القواعد العامة التي تنظم نشاط الترقية العقارية،ج.ر،10.مؤرخة في -00-00
.8011
-4قرة فتيحة ،أحكام عقد المقاولة ،منشأت المعارف ،اإلسكندرية ، 1221 ،ص.101
7
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
نالحظ من خالل هذين التعريفين أنه في القانون الجزائري أشترط التسجيل في السجل التجاري ،على عكس
عرفه المشرع الجزائري المهندس المعماري في المادة 02من المرسوم التشريعي 01-20المتعلق
بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري المعدل والمتمم بأنه »:يقصد بـ ( صاحب العمل)
في الهندسة المعمارية ،كل مهندس معماري معتمد ،يتولى تصور إنجاز البناء ومتابعته «
وعرفته الئحة مزاولة مهنة الهندسة المعمارية في مصر بأنه »:1الشخص المتميز بقدرته على التخطيط
والتصميم المعماري والتطبيق اإلبتكاري والتنفيذ ،وله إلمام تام بفن وعلوم البناء حسب ظروف البيئة
ومقتضياتها ويسهم في التعمير والتشييد في نطاق التخطيط العام ،ويتمتع بالمادة القانونية التي تتطلبها
مهنته ،وأيضا من الشروط الواجب توافرها فيه هو أن يكون حائ از على بكالوريوس في الهندسة المعمارية أو
وعرفه الفقه بأنه »2كل شخص وضع التصميم الهندسي والفني ونموذج المنشآت بصرف النظر عن
نستخلص من هذه التعاريف أن الئحة مزاولة الهندسة المعمارية في مصر أشترطت المؤهل العلمي
لممارسة مهنة المهندس المعماري؛ أما المشرع الجزائري من خالل تعريفه للمهندس المعماري أطلق عليه صاحب
العمل ،وأشترط أن يكون معتمداً لممارسة مهنة المهندس المعماري ،في حين اشترط الفقه قدرة الشخص على
-2نقال عن؛ سميحة القليوبي ،مجلة القانون و اإلقتصاد ،كلية الحقوق ،العدد الرابع ،جامعة القاهرة ،8002 ،ص 10
8
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
الفــــــــرع الثاني
سوف أتناول في هذا الفرع دور المهندس في عملية التنفيذ ،و كذلك المقاول في عملية التنفيذ.
يتمثل دور المهندس المعماري في عملية التشييد في وضع التصميم والرسومات والمقاسات وأحيانا
1
اإلدارة واإلشراف.
كما نصت المادة )2( 0من القرار الوزاري المشترك 1222/00/10التي حددت دور المهندس المعماري
على مايلي »:المهام التي تتكون منها اإلشارة الفنية في ميدان البناء :مهمة المشروع التمهيدي ،مهمة
المساعدة في إختيار المقاول ،مهمة متابعة األشغال ومراقبتها وتنفيذها ،مهمة عرض إقتراحات التسديد «.
ومما سبق يتبين لنا أن الدور األساسي الذي يقوم به المهندس المعماري هو وضع التصميم والرسومات
(. )3
وعمل المقايسة ،كما تمكن له القيام بتوريد المواد أو األيدي العاملة ،ويطلق عليه في هذه الحالة المقاول
ومما تجدر االشارة إليه أن المشرع الجزائري لم يفصل في مهام المهندس المعماري عن غيره من
المهندسين ،سواء كان مهندس مدني أو إستشاري لما تحمله من أهمية في الميدان المعماري وأمام القضاء.
ويتمثل دوره في تنفيذ محتوى ومضمون العقد ،وهذا وفقا للتصميمات والنماذج والرسوم التي وضعها
()4
المهندس المعماري أو رب العمل.
باإلضافة إلى قيامه بكافة األعمال التي تسمح بتنفيذ إلتزامه هذه .كقيامه بإدارة األعمال التي يقوم
بتنفيذها ،وحراسة أدوات ومواد البناء التي تقدم لهذا الغرض ،كما يكون من واجب المقاول إضافة إلى ما سبق
إعالم رب العمل والمهندس بكل األخطار التي تكون في التصاميم والرسومات والنماذج التي تقدم له سواء كان
عالما بها أو من المفروض أن يعلم بها ،وأن يعلمه بكل العيوب التي تكون في التربة التي سيقام عليها البناء في
الوقت المناسب لتدارك أي ضرر قد يقع عن تلك األخطاء والعيوب ،كما عليه حراسة المكان أو الورشة التي
()1
يقام عليها المشروع وهذا لتجنب حدوث أي ضرر.
المطلــــــــــب الثاني
يعتبر عقد المقاولة من العقود المسماة التي خصها المشرع الجزائري بتنظيم قانوني مستقل في الفصل
األول من الباب التاسع من القانون المدني ،وبذلك أصبح له كيان قانوني يميزه عن غيره من العقود ،كما أن عقد
المقاولة يبرم بين طرفين(المقاول ورب العمل) ،وللتوضيح أكثر نقسم هذا المطلب إلى فرعين ،نتناول في الفرع
األول تعريف عقد المقاولة وفي الفرع الثاني نتطرق إلى تمييز عقد المقاولة عن غيره من العقود.
الــــــفـــــــرع األول
عرف المشرع الجزائري عقد المقاولة في القانون المدني الجزائري ،علما أن تعريف المصطلحات
القانونية من إختصاص الفقه القانوني وليس المشرع ،حيث سنتطرق في هذا الفرع إلى تعريف عقد المقاولة وفقا
ألحكام القانون الجزائري ووفقا ألحكام القانون الفرنسي.
()1
في المادة 002من الق ـ ـ ـ ـ ـانون الـ ـمدني الجزائري ،والتي تنص عرف المشرع الجزائري عقد المقاولة
على أن ـ ـ ـه »:المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به
المتعاقد األخر « .
أما بالنسبة للقانون المدني الفرنسي ،لم يعرف عقد المقاولة بهذا اإلسم) (contrat d’entrepriseوانما
نوعا من إجارة األعمال » « louage d’ouvrageمتأثر بالقانون الروماني في هذا الخصوص فنص في
المادة 1110منه على أن عقد إجارة األعمال » « louage d’ouvrageهو »:2ذلك العقد الذي عن طريقه
يتعهد أحد األطراف بعمل شيء لحساب األخر لقاء أجر متفق عليه بينهما « ؛ والذي يالحظ على هذا
التعريف التشريعي في القانون الفرنسي أنه لم يجمع خصائص عقد المقاولة وهذا ما يؤدي إلى الخلط بين عقد
كما عرفه المشرع الفرنسي في المادة 000من القانون المدني المصري 4بأنه » :عقد يتعهد بمقتضاه
أحد العاقدين أن يصنع شيئا أو أن يؤدي عمال لقاء أجر يتعهد به المتعاقد األخر « .
تجدر المالحظة أنه هناك فرق بين عقد المق ـ ـاولة ،والمقاولة فعقد المقاولة هو عقد وارد على عمل
مادي ،هذا العمل ينفذه المقاول باستقاللية ،أما المقاولة فلها مدلول إقتصادي ،ويراد بها كل تنظيم يكون غرضه
تزويد اإلنتاج أو التبادل أو التداول بالسلع أو الخدمات ،فالمقاولة هي الوحدة اإلقتصادية والقانونية التي تجتمع
فيها العناصر البشرية والمادية للنشاط اإلقتصادي.5
-5أنظر ،ولد رابح صافية ،المركز القانوني للمقاولة الخاصة في القانون الجزائري ،رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،كلية الحقوق ،ص-18ص ،12نقال عن؛ مدوري زايدي ،مسؤولية المقاول والمهندس المعماري في القانون الجزائري،
مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون ،فرع قانون المسؤولية المهنية ،تحت إشراف ،إقلولي رابح صافية ،ص10
11
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
وبالرجوع للفقه 1نجد أنه وضع ل ـ ـ ـه تع ـ ـ ـ ـريف لعقد المقاولة ومن بينهم( ،هنري ،ليون وجون و وجيالر)
بأن ـ ـ ـه »:العقد الدي عن طريقه ،يتعهد شخص يقال له المقاول أو مؤجر العمل في مواجهة شخص أخر يقال
له رب العمل أو العميل ،بأن ينفد له عمال مقابل أجر ،مستقال عنه ودون أن تكون له صفة تمثيلية «
نالحظ من خالل ما سبق نفس التعريف لعقد المقاولة في كل من القانون الجزائري والقانون المصري أما
في القانون الفرنسي عرفها بأنها نوع من إجارة األعمال ،في حين نجد مفهوم أوسع للفقه من خالل تحديد
المتعاقدين إال أن المادة 002من القانون المدني الجزائري لم تبين لنا خاصية اساسية لعقد المقاولة وهو أن
نستخلص من التعريفات التي وضعها كل من التشريع الجزائري ،المصري والفرنسي لعقد المقاولة ،أنه
يتميز بمجموعة من الخصائص ،فعقد المقاولة عقد رضائي ،وهو من عقود المعاوضة ،كما أنه ملزم للجانبين
،فضال على أنه من العقود الواردة على العمل.
ال يشترط إلنعقادها شكال خاصا ،ولذلك فهي تنعقد بمجرد تراضي طرفيها عليها ،وقد يتم ذلك كتابة أو
شفاهة أومن خالل اإلشارة.2
حيث أن المقاول يقوم بالعمل وتقديم المواد الالزمة ورب العمل يدفع له األجر نظير ذلك العمل .3
-2محمد لبيب شنب ،شرح أحكام عقد المقاولة في ضوء الفقه والقضاء ،الطبعة الثانية ،منشأة المعارف اإلسكندرية ،8002 ،ص.10
أي تبادلي ،بمعنى أنه يرتب إلتزامات على كال الطرفين منذ إنعقاده.1
فاألداء الرئيسي في العقد مطلوب من المقاول وهو القيام بالعمل معين ،رغم أن هذا يتم في مقابل
أج ـ ـ ـ ـ ــر ،وهذا األجر قد يكون عبارة عن نقل ملكية شئ مثلي أو قيم إلى المقاول.2
نالحظ مما سبق أن عقد المقاولة يتميز بالقصور في بعض المسائل ،من أبرزها عدم تحديد خاصـ ـ ـ ـ ــية
مه ـ ـ ـ ـ ـ ــمة ،وهو أن المقاول له إستقاللية في تنفيد العمل من غير خضوع إلدارة واشراف رب العمل.
()1
وسبب قانوني يكمن في أن جهة ثانية ،فالسبب التاريخي يتمثل في تأثير الشرائع القديمة في الشرائع الحديثة
(.)2
القوانين الحديثة حددت مفهوم المقاولة ،على الرغم من الغموض الذي يسوده في المفهوم التشريعي
يختلف عقد المقاولة عن عقد العمل من حيث أنه ينفسخ عقد العمل بوفـ ـ ـ ـاة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامل بقـ ـ ـ ـ ـوة الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون
(م ،)1/021أما عقد المقاولة فال ينقضي من تلقاء نفسه بوفاة المقاول ،إال إذا كانت مؤهالته الشخصية محل
إعتبار في التعاقد (م )000وكذا من حيث التقادم ،حيث تسقط بالتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد العمل إال
بمضي خمس عشرة سنة وفقا للقواعد العامة.3
إذا كان العقدين يتشابهان في أن كل منهما يرد على عمل ،فإنهما يختلفان من حيث الموضوع ،حيث
أن األداء المطلوب في العقد يكون ماديا بالنسبة للمقاول في عقد المقاولة ،بينما يكون عمال قانونيا في عقد
الوكالة يقوم به الوكيل لحساب موكله ،أما من حيث الشخص فتكون الصفة التمثيلية بين الموكل ووكيله ،بينما
()4
ال توجد بين المقاول ورب العمل.
الفـــــــــرع الثالث
تحدد إلتزامات المهندس المعماري ومقاول البناء بناءاً على العقد الخاص الذي يبرمانه مع صاحب
المشروع ،فيلتزمان أساسا بتنفيذ العمل الموكول إليهما حسب مقتضيات العقد متبعين في ذلك قواعد وأحكام
خاصة لمهنتهما ،فإذا تم التنفيذ التزاما بتسليمه إلى رب العمل على أن يكون مطابقا للمقاييس ولرغباته ،عادة
هذه االلتزامات ال يمكن حصرها ألن مبدأ سلطان اإلرادة يجيز للمتعاقدين إنشاء ما يريدانه من إلتزامات ،ولذلك
1
ستقتصر دراستنا في هذا الفرع على االلتزامات التي يرتبها عقد المقاولة من التزامات أصلية وتبعية.
أوالً :اإللتزامـــــــات األصلية
إن إلتزامات مقاول البناء والمهندس المعماري تختلف عن بعضهما البعض ،غير أن الواقع أثبت عكس
ذلك ،من خالل قيام مقاول البناء بعمل المهندس المعماري والعكس صحيح ،وبذلك تكون المسؤولية حسب
2
طبيعة العمل.
-1إلتزامات المهندس المعماري
يتولى المهندس المعماري مهمة صاحب العمل ،كما أن القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 10ماي
3
1222المعدل والمتمم.
كماعرف المهندس المعماري باعتباره مستشار فني في المادة 0منه على أنه »:4كل شخص طبيعي أو
معنوي تتوفر فيه الشروط والمؤهالت المهنية والكفاءات التقنية والوسائل الالزمة الفنية في مجال البناء
وأجل محدد ومقاييس لصالح رب العمل ،وذلك بإلتزامه إزاء هذا األخير على أساس الغرض المطلوب
نوعـــــــــــية . « ..............
واالستشارة الفنية في مفهوم هذا القرار وظيفة شاملة لمهام التصميم والدراسات والمساعدة والمتابعة
والمراقبة ،وانجاز المباني مهما تكن طبيعتها ووجهتها ،باستثناء المباني المخصصة لالستعمال الصناعي(. )5
كما ألزم المشرع الجزائري ضرورة اللجوء إلى المهندس المعماري فيما يخص المشاريع الخاضعة لرخصة
البناء ،حسب نص المادة 00المعدلة من القانون 82-20المتعلق بالتهيئة والتعمير 6على أنه » :يجب أن يتم
إعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء من طرف مهندس معماري ومهندس في إطار عقد تسيير
المشروع. « ....
إحترام رغبة صاحب المشروع :إن المهندس المعماري من أجل إنجاز المهمات المسندة إليه ،عليه أن
1
يراعي دائما رغبة صاحب المشروع وذلك بتنفيذ تعليماته.
اإللتزام بمراعاة طبيعة األرض ومدى قابليتها للبناء :إن المهندس المعماري عند وضعه للتصميمات
والمقايسات ،عليه أن يأخذ في إعتباره حالة المكان المزمع إقامة البناء عليه من جميع جوانبه سواء منها ما تعلق
بالتربة أو المناخ ،وبذلك يجب على المهندس المعماري أن يضع كل إمكانياته من أجل ضمان متانة وصالبة
البناء ،ومواجهة كل التغيرات التي يمكن أن تحدث وال يمكن توقعها ،مما تعد من من قبيل السبب األجنبي
()2
المعفي من المسؤولية
يلتزم المهندس المعماري أثناء عملية اإلعداد بتحضير مشروع البناء الذي يكون جـ ـ ـ ـ ـوهر وأسـ ـاس
مهمته ،وأيضا مساعدة صاحب المشروع من أجل الحصول على رخصة البناء ،وكذلك في إختيار المقاول
()3
األنسب لتنفيذ تلك التصاميم ،و إختيار مواد البناء.
إعداد مشروع البناء :إن عملية وضع التصميم تمثل أساس مهمة المهندس المعماري ،وهذه األهمية جعلت
القضاء الفرنسي يتجه في أحكامه إلى الحكم بإقتصار مهمة المهندس المعماري على وضع التصميم فقط في
()4
حالة سكوت العقد في هذا الصدد.
كما أن المشرع الجزائري نفسه قد إعترف بهذا اإلتجاه القضائي عندما فرض على أرباب العمل واجب
(.)5
اإلستعانة بمهندس معماري فيما يتعلق بإعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء
من خالل المادة 08من القانون 82 -20المعدل والمتمم التي تشترط رخصة البناء من أجل القيام
()1
بالبناء أو إعادة تشييد أو بخصوص أي عمل من أعمال البناء.
تتمثل مهمة المهندس المعماري أثناء عملية إنجاز المشروع في متابعة األشغال ومراقبتها ،إذ يعتبر هو
الضمان لتطابق اإلنجاز مع الدراسة التي صممها ،فيعمل على إحترام كل اإللتزامات القانونية والمهنية واألصول
الفنية والتقنية التي تفرضها عليها القوانين المنظمة لمهنته ( )2؛ إال أن التطور الكبير الدي عرفته تقنيات البناء
يؤدي إلى التفكير في إيجاد الحلول بضرورة مواكبة التطور الحاصل من خالل تحديد إلتزامات المهندس
المعماري وفصلها عن المهندسين األخرين.
() 3
يقوم بتنفيذ األعمال طبقا للتصميمات المقاول هو ذلك الشخص سواء كان طبيعيا أو معنويا
الموضوعة من قبل المهندس المعماري ،وطبقا للمواصفات واشتراطات الصفقة ويتعهد مع صاحب المشروع
لتنفيذ كل المشروع أو جزء منه في مدة محددة .كما يمكن في صفقات األشغال العمومية لصاحب المشروع أن
يسند مشروعا ما إلى عدة مقاولين سواء كانوا مشتركين أو منفردين ،فهم يلتزمون باإلشتراك والتضامن في إنجاز
()4
المشروع.
يلتزم المقاول بأداء العمل المعهود إليه بالطريقة المناسبة والمتبعة في العمل ،من خالل بدل العناية
الالزمة ،وأداء العمل المتفق عليه ،ويعد مخالفة العمل خطأ في حق المقاول ،ومن أجل إتمام المقاول لألعمال
المكلف بإنجازها عليه إحضار المعدات و اآلالت الالزمة والصناع الالزمين وهذا على نفقته مالم يتم اإلتفاق
-1أشترطت المادة 08من القانون رقم 82-20المعدل والمتمم ،انف الذكر رخصة البناء من أجل تشييد البنايات الجديدة مهما كانت كان
إستعمالها ومهما كان صاحبها ،ولم تستثني المادة 00من نفس القانون سوى البنايات التي لها طابع سري.
-2بلمختار سعاد ،مرجع سابق ،ص .81
-3المادة 10من المرسوم الرئاسي 800 -08المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي رقم 001 -00المؤرخ
في 11سبتمبر 8000والمرسوم الرئاسي رقم 002 -02المؤرخ في 80أكتوبر 8002ج ،ر،ع 08 ،لسنة 8002تبين الطبيعة القانونية
لشخصية المقاول على »:أنه يمكن أن يكون شخصا أو عدة أشخاص طبيعيين ،كما يمكن أن يكون شخصا معنويا ،يلتزمون بمقتضى عقد
المقاولة إما فرادى أو مشتركين « .
-4المادة 11من المرسوم الرئاسي 800 -08المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل والمتمم السابق الذكر.
17
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
على خالف دلك في عقد المقاولة ،كما يجب على المقاول أداء العمل المتفق عليه في األجل المحدد بالعقد أو
وفقا للعرف فيما يخص طبيعة األعمال المسندة إليه ،وعدم اإللتزام بدلك ال يعفي المقاول إال بإثبات السبب
األجنبي في حالة وجود قوة قاهرة أو فعل الغير ،وفي حالة ثبوت خطأ المقاول يمكن لرب العمل طلب التنفيذ
العيني على نفقة المقاول ،كما يلتزم المقاول بتسليم العمل الدي تم إنجازه إلى رب العمل ،ويجب أن يتم التسليم
في الميعاد المتفق عليه ،وفي حالة اإلخالل بدلك يرتب مسؤولية المقاول إتجاه رب العمل ،ومن إلتزامات
المقاول أيضا اإللتزام بالضمان ،وهذا بضمان سالمة المواد التي قدمها وضمان جودتها ،وفي حالة عدم
صالحيتها عليه إخطار رب العمل بدلك واال كان مسؤوال عن ذلك نتيجة إهماله ، 1كما نص في التشريع
الجزائري على إلتزامات المقاول وهذا في المواد 000إلى 000ق،م،ج إضافة إلى المادتين 2و 10من
المرسوم التشريعي 00 – 20المؤرخ في 01مارس 1220المتعلق بالنشاط العقاري.
يجب على المقاول عند تنفيد األشغال التقيد الحرفي بشروط العقد واحترامها وتنفيذها بالشكل الكامل ،فقد
()2
تتعلق بالتنفيذ أو اإلنجاز ،وعادة ما يتم إدراجها دفتر الشروط
ب -التنفيذ المطابق ألوامر الخدمة :ينفذ المقاول عمله طبقاً ألوامر الخدمة التي يصدرها المهندس ،و التي
()3
يأمر بموجبها ببداية العمل أو بتغيير طريقة العمل أو الزيادة في األشغال.
ت -اإللتزام بإحترام أصول الفن :المقاول مثل المهندس المعماري يجب عليه تنفيذ إلتزاماته طبقا ألصول
()4
الفن.
تحديد قيمة األجر على أساس سعر جزافي ،في حالة اإلتفاق على أجر إجمالي للتصميم ،فعلى المقاول
إحترام هذا السعر ،و أن يقوم بإنجاز عمله في حدود هذا السعر ،و إذا كـ ـلف اإلنجاز نفق ـ ـ ـ ـ ـات أكبر يتحملها
هو ،ما عدا إذا كانت الزيادة ناتجة عن تعديل أو إضافة للتصميم يعود لخطأ من طرف رب العمل أو مأذون به
1
مـ ـ ـ ـ ـنه.
يلتزم المقاول بتسليم البناء محل العقد إذا انتهت األشغال به و تم وضع كل عناصر التجهيز من كهرباء
()2
و في حال عدم النص على أي أجل فعلى المقاول و غاز و ماء ...إلخ ،و ذلك في اآلجال المحددة بالعقد،
إنجاز العمل و تسليمه لصاحب المشروع في المدة المعقولة و مقدار ما يقتضيه من دقة و حسب عرف المهنة
و ما يعرفه رب العمل من مقدره المقاول ووسائله 3،كما أعتبر القضاء أن ذلك يكون ضمن إلتزامه بحسن النية
في إتمام العمل4.غير أننا نرى في الوقع عدم إتمام المقاول للبناء باالشكل الالزم نظ ار إلعتماد فئة من المقاولين
ثانيا :اإللتزامات التبعي إن إلتزامات المهندس المعماري و مقاول البناء ال تتوقف عند تلك اإللتزامات التي
يرتبها حيا لهما عقد المقاولة ،إذ يقع عليهما إلتزام تبعي و معنوي بإعالم و توجيه صاحب المشروع في مختلف
()5
مراحل عملية التشييد بإعتبارهما محترفين في مجال البناء و مفترض فيهما اإللمام بأصول المهنة و خباياها.
التي يجب ذكرها في العقد النموذجي ،و من هذه البيانات أجال التسليم إذ أن المدة يجب أن تكون محددة.
و جاءت المادة الثالثة من العقد النموذجي المرفق بالمرسوم 02 – 20المؤرخ في 01مارس 1220المتعلق بنموذج عقد البيع بناء على
التصاميم الذي يطبق في مجال الترقية العقارية ،ج ،ر ،ع.10 .لسنة.1220
-3قــــــــــــرة فتيحة ،مرجع سابق ،ص.12
-4محمد لبيب شنب ،مرجع سابق،ص.18
-5بلمختار سعاد ،مرجع سابق ،ص02
19
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
()1
صاحب المشروع يقوم باإللتزام باإلعالم هو ما بما أن المهندس المعماري هو المدافع عن مصالح
يميز مهمته .في حالة تخصص رب العمل يمكن أن يقوم بتعويض النقص من حيث المعلومات التي يدلي بها
()2
مؤجر العمل.
-8مضمون إلتزام المهندس المعماري باإلعالم و اإلرشاد :يجب تحديد مضمون اإلعالم و اإلرشاد ألنه
()4 ()3
إذ يعتبر المهندس المعماري مرشد يثق صاحب المشروع في تقنيته و خبرته. يختلف من حالة إلى أخرى.
المطلـــــب الثالث
قد يقتصر مقاول البناء أو المهندس المعماري قبل التنفيد أو أثناءه على تنفيد مهامه على الوجه
المطلوب مما يؤدي الى حدوث ضرر لرب العمل ،ويمكن أن يتعدى للغير ممن لهم صلة بعملية البناء ،أو
أشخاص أجانب كالمارة والجيران ،مما يؤدي إلى إثارة مسؤوليتهما عن ذلك ،وتكون وفقا للقواعد العامة ،أو وفقا
للقواعد الخاصة ،حيث شدد المشرع من مسؤوليتهما وفق ما جاءت به المادة 000ق.م.ج وما بعدها ،كما
يخضع مقاول البناء والمهندس المعماري في مسؤوليتهما عن األضرار للقواعد العامة باستثناء ما ورد بنص
حيث نقسم هذا الفرع إلى شقين ،نتكلم أوالً عن المسؤوليـ ـ ـ ـة التعاقدية لمقاول البن ـ ـ ـ ـاء والمهندس
الفــــــــــــرع األول
المسؤولية التعاقدية لمقاول البناء والمهندس المعماري
ال يمكن لرب العمل أن يرفع اال دعوى المسؤولية العقدية ،على اعتبار أن عالقته بالمقاول والمهندس
المعماري تكون على أساس العقد ،بمعنى أنه يمكن لصاحب المشروع اللجوء الى رفع دعوى المسؤولية العقدية
على اعتبار توفر عناصر المسؤولية العقدية ،وما يترتب عن دلك من اهدار لنصوص العقد ويخل بالقوة الملزمة
1
له.
وتـ ـ ـ ـقام المسؤولية العقدية لمقاول البناء والمهندس المعماري من خالل إيضاح أرك ـ ـ ـ ـ ـان هـ ـ ــذه
المسؤوليـ ـ ـ ـ ـة ،وتخلف أحد هده األركان يؤدي إلى عدم إمكانية مساءلة مقاول البنـ ـ ـ ـ ـاء والمهندس المعماري
عقدي ـ ـ ـ ـا ،مما يؤدي أيضا إلى ضرورة تحديد مجال هده المسؤولية سواء في مرحلة االنجاز أو التشييد أو بعد
تسليم العمل وتقوم المسؤولية العقدية على ثالثة أركان وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية.
أ -الخطـــــــــــأ:
أي اإلخالل بالتزام عقدي ،من خالل وجوب تنفيذ مقاول البناء والمهندس المعماري لاللتزامات التي
2
تربطهما برب العمل.
ب -الـــــــــضرر:
يعتبر الضرر ركن أساسي في المسؤولية العقدية ففي حالة عدم توفره تنتفي المسؤولية ،ف ـ ـ ـ ـوقوع الخطأ
وحده غير كافي بل يجب حدوث ضرر عن ذلك ،كما يشترط أن يكون الضرر محققا ومباش ار ومتوقعا ،بمعنى
يمكن توقعه وقت التعاقد وهذا ما جاءت به نص المادة 128في الفقرة الثانية من ق .م .ج بأنه..... »:بشرط
أن يكون نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالتزام أو للتأخر في الوفاء به ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية اذا لم يكن
في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول « ،و بذلك يكون المشرع الجزائري أخد بفكرة السبب المنتج
في العالقة السببية ،ويكون السبب منتج في احداث الضرر حسب مجرى األمور ،مما قد يؤدي الى نتيجة من
3
نفس طبيعة النتيجة التي حصلت.
ج -العــــــــــالقة السببية:
إ ن تخلف مقاول البناء أو المهندس المعماري في تنفيد التزام عقدي ال يؤدي إلحداث المسؤولية العقدية ما
لم تكن هناك عالقة سببية بين الخطأ والضرر ،وتكون العالقة سببية بسبب وجود عالقة مباشرة بين الخطأ
المرتكب من طرف المهندس والضرر الدي أصاب رب العمل ،كما أن الضرر يقع لعدة أسباب ،وقد جاء في
نص المادة 128ق.م.ج التي تنص على أنه..... »:بشرط أن يكون نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالتزام أو
للتأخر في الوفاء به ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية اذا لم يكن في استطاعة الدائن أن«. ....
الفــــــرع الثاني
المسؤولية التقصيرية
المسؤولية التقصيرية هي اإلخالل بأي إلتزام ال يكون عقديا ،وبدلك يمكن لرب العمل أن يرجع على
المقاول والمهندس المعماري إستنادا ألحكام المسؤولية التقصيرية في حالة كون الضرر المدعى به خارج
عن إلتزاماتهما العقدية ،وان المسؤولية التقصيرية للمقاول أو المهندس المعماري يمكن إثارتها باإلستناد إلى
خطئه الشخصي أو أخطاء تابعيه أو المسؤولية عن األشياء،1مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي ماهي
المسؤولية التي يمكن للمضرور اإلستناد إليها؟
يمكن للمضرور أن يستند في مسؤوليته إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء أو
المسؤولية عن الفعل الشخصي.
في األصل أن األضرار الناتجة عن عملية البناء أثناء فترة التنفيذ يسأل عنها كل من المقاول والمهندس
المعماري سواء بوصفه حارسا للبناء أو حارسا لآلالت ،أما الغير المصاب أي األجنبي عن عملية البناء
كالجيران والمارة ،أو يكون له صلة بعملية البناء وهذا كالمستأجر والقائمين بالتنفيذ ،على اعتبار ارتباط هؤالء
بعقد مقاولة سواء مع المالك أو المقاول ،كما يجب على المقاول والمهندس المعماري اكتتاب تأمين من أجل
تغطية مسؤوليتهما.2
تنعقد الحراسة أثناء البناء إلى المقاول أو المهندس على حساب األصول أي مرتبط بالمالك بعقد مقاولة،
وهو ما أستقر عليه القضاء الفرنسي 3والمصري ،4كما يعتبر الحارس هو صاحب السيطرة على الشيء و له
حق التصرف في شؤونه ،و أيضا المقاول هو من يقوم بالحراسة أثناء فترة التشييد بإعتباره مستقل في عمله عن
()1
رب العمل ،كما له الحرية في إتخاذ ما يراه مالئما.
-2الحراسة للمالك:و تنتقل الحراسة إلى المالك بعد تسلمه للبناء ،إال أنه يمكن أن يحتفظ بالحراسة أثناء فترة
البناء طالما كانت له السيطرة الفعلية و التوجيه بالنسبة لعملية التشييد ،فهو الذي يشرف و يوجه العاملين لديه،
()2
و الذين تربطهم به أو بمن يعملون لديه رابطة التبعية ،و بالتالي يسأل عنهم مسؤولية المتبوع عن عمل التابع.
كما أن األصل أن تكون الحراسة للمالك ما لم يثبت إنتقالها إلى الغير بتصرف قانوني كالبيع أو
المقاولة ،و كان من المقرر في القانون أن يشترك في أعمال الهدم و البناء ال يسأل إال عن نتائج خطئه
()3
الشخصي.
و يحدث أيضا أن يتعاقد المالك مع عدة فنيين و عمال ،فهنا تكون العالقة معهم عالقة عمل و ليست
4
عالقة مقاولة ،و بالتالي تكون الحراسة للمالك.
يمكن أن يشترك أكثر من مقاول في عملية التشييد في نفس الوقت أو في أوقات متقاربة ،فهنا توزع
عليهم الحراسة لكل منهم فيما يخصه من أعمال ،كما يمكن الضرر نتيجة خطأ مشترك بين عدة مقاولين5فهنا
يطبق حكم المادة 180ق ،م ،ج التي تنص على أنه »:إذا تعدد المسؤولون عن فعل ضار كانوا متضامنين
-1محمد حسين منصور ،المؤتمرات العلمية لجامعة بيروت العربية ،الجزء الثاني ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان ص .110 ،110
-2محمد حسين منصور ،مصادر اإللتزام ،الفعل الضار ،الفعل النافع ،القانون ،الدار الجامعية للطباعة و النشر ،سنة ،8000ص.112
-3إبراهيم سيد أحمد ،مسؤولية المهندس و المقاول فقها و قضاءا ،الطبعة األولى ،سنة ،8000المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية
ص.00
-4محمد حسين منصور ،مرجع سابق ،ص.00
في إلتزامهم بتعويض الضرر ،و تكون المسؤولية فيها بينهم بالتساوي إال إذا عين القاضي نصيب كل منهم
1
في اإللتزام بالتعويض « .
و بذلك يمكن للمضرور الرجوع على أي منهم بطلب التعويض كامل و يمكن لمن دفع التعويض أن
2
يرجع على المقاولين األخرين و هذا بحسب نصيب كل منهم أو يتم ذلك بالتساوي فيها بينهم.
كما يمكن لرب العمل أن يعهد إلى عدة مقاولين بالعمل و هذا كأن يعهد إلى مقاول بوضع األساس و
إلى آخر بأعمال التجارة ،فكل من هؤالء يكون مقاوال في حدود األعمال التي يقوم بها ،كما يكون ملتزما في هذه
3
الحدود.
أثناء القيام بأعمال البناء ،يكون المبنى في القانون المصري خاضعا أيضا لحراسة المقاول ،تلك الحراسة
التي تستثير مسؤوليته عن الضرر الذي يحدث للغير من جراء تهدمه و لو جزئيا ،ما لم يثبت المقاول أن
حيث تنص المادة( 111مدني مصري)()5بأنه »:كما يمكن أن ()4
الحادث ال يرجع سببه إلى عيب في هذا المبنى
تكون مسؤولية المقاول عما يمكن أن تحدثه األشياء الخطرة التي يتم إستخدامها في عملية التشييد من
أضرار لآلخرين ،بصفته حارسا أو بمعنى آخر حارسا لموقع العمل « .
كما أن القانون الفرنسي والجزائري يلتقيان في تحميل المالك المسؤولية و هذا على عكس القانون
()6
المصري الذي تحمل فيه الحارس المسؤولية من تهدم البناء.
أما في مصر استقرت محكمة النقض 1على تطبيق المادة 111الخاصة بمسؤولية حارس البناء وليست
المادة 112الخاصة بحراسة األشياء في حالة نشوء ضرر ناتج عن تهدم البناء.
تنص الماد 180ق.م.ج على أنه »:كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه ،يسبب ضر ار للغير يلز م
من كان سببا في حدوثه بالتعويض« ؛ يفهم من خالل هده المادة أن المسؤولية التقصيرية تقوم على ثالثة
أركان وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية ،ولكي تتحقق المسؤولية التقصيرية في حق كل من المقاول أو
المهندس المعماري يجب إثبات وجود خطأ تقصيري من طرفهما يؤدي إلى حدوث ضرر للغير ،والبد من توفر
العالقة السببية بين كل من الخطأ الدي أرتكبه المقاول أو المهندس المعماري والضرر الدي أصاب الغير ،وهذا
ال يمنع بطبيعة الحال حق المضرور في اإلستناد إلى القواعد العامة في المسؤولية على أساس الخطأ أي
()2
مدني مصري التي تقضي بأن »:كل خطأ يسبب المسؤولية عن األعمال الشخصية طبقا لنص المادة 100
و مما ال شك فيه أن المضرور لن يحدد اإلستناد إلى هذه المسؤولية ،على إعتبار أن عبئ اإلثبات يقع
على عاتقه على عكس المسؤولية الشخصية ،و بما أن المضرور يمكنه اإلستناذ إلى المادة 100مدني مصري
()3
و التي ال تحتوي على المسؤولية عن األشياء فيلزم عليه إثبات الخطأ و كدلك الضرر و العالقة السببية.
و يمكن للمضرور اإلستناد إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء أو أحكام المسؤولية عن
الفعل الشخصي ،و الشك أن المضرور لن يفضل اللجوء إلى المسؤولية األخيرة إال إذا تخلفت شروط تطبيق
المسؤولية عن األشياء ألن الخطأ في األولى واجب اإلثبات ،بينما في الثانية يكون مفترضا ،و المسؤولية عن
حراسة اآلالت و األشياء أفضل للمضرور ألن الخطأ المفترض فيها ال يقبل إثبات العكس ،بينما في المسؤولية
-1نقض جنائي مصري ،1202/11/0س ،12ص ،200مشار إليه ،محمد حسين منصور ،مرجع سابق ،ص.00
-8تقابلها المادة 180ق ،م ،ج( ،قانون رقم 10 – 00مؤرخ في 80يونيو .)8000و التي تنص على":كل فعل أي كان يرتكبه الشخص
يخطئه ،و يسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض".
. -3محمد حسين منصور ،المسؤولية المعمارية ،مرجع سابق ،ص.08
25
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
()1
و قدمه ،و يستقر قضاء عن البناء يستطيع الحارس إثبات عدم وجود إهمال في صيانة المبنى أو تعيبه
النقض 2على وجوب إهمال المسؤولية عن حراسة البناء إذا ما نشأ الضرر عن تهدم البناء أثناء أعمال التشييد
أو الهدم
إن األضرار الناتجة عن عملية التشييد يمكن أن تصيب األفراد العاملين في مجال البناء أو من لهم
()4
صلة به ،و لكنها يمكن أن تصيب كذلك الغير األصلي عن العملية تماما كالجيران و المارة له.
كما تجدر اإلشارة إليه في هذا الشأن ما تقضي به المادة 00من الالئحة التنفيذية لقانون 100لسنة
1210م في مصر أنه »:5على من يقوم باألعمال المنصوص عليها بالمادة 4من هذا القانون ،و هي
إنشاء المباني أو توسيعها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها أو هدمها أو إجراء آية تشطيبات خارجية به.
إتخاد إجراءات األمن الالزمة لوقاية و سالمة الجيران و أمالكهم ،و المارة ،و الشوارع ،و ما قد يكون
أ -الــــــــــــمارة:
-1محمد حسين منصور ،مصادر اإللت ازم ،الفعل الضار ،الفعل النافع ،القانون ،الدار الجامعية للطباعة و النشر ،سنة ،8000ص-112
.120
-2نقض جنائي مصري ،1202/11/0ش ،12ض ،200نقض ،1201/11/0مجموعة القواعد القانونية لربع قرن ،ص ،210مشار إليه،
محمد حسين منصور ،المجموعة المتخصصة في المسؤولية القانونية للمهنيينن ،ص .121
-3محمد حسين منصور ،مصادر اإللتزام ،مرجع سابق ،ص.120
-4محمد حسين منصور ،المسؤولية المعمارية ،مرجع سابق ،ص.00
-5محمد شكري سرور ،مرجع سابق ،ص.020
26
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
قد يصاب أحد المارة جراء عمليات البناء ،كأن يسقط عليه شيء مما يستخدم في التشييد أو بسبب
إحدى أدواته ،و الضرر قد يصيب الغير في جسمه أو في ماله (كسيارة عابرة أو واقفة مثال بالقرب من البناء)
في هذه الحالة يستطيع الغير أن يرجع على الحارس سواء كان المالك أو المهندس أو المقاول؛ أي من تتعقد له
()1
قدرة السيطرة و التوجيه و اإلدارة على أعمال البناء أو األدوات المستعملة.
() 2
فيما يخص مسؤولية المقاول عن الحادث الذي و من التطبيقات القضائية ما حكم به في فرنسا
كما يمكن أن يرتكب المار المضرور خطأ يعادل خطأ الحارس و بالتالي يكون هو المسؤول أو يرتكب
نفس الخطأ الذي إرتكبه الحارس على نحو يخفف من تلك المسؤولية ،مما يؤدي إلى تخفيض مقدار التعويض و
()3
هذا مثال عندما يضع الحارس الفتة ،غير أن المار ال يلتزم بذلك.
ب -الـــــــــجيران:
قد تتعدد و تتنوع المضار التي تصيب الجيران بمناسبة عمليات البناء ،إذ يمكن أن تمس األضرار
مصالحهم المادية (تلف ،األموال ،تهدم المنازل أو تشرخها ،إصابات بدنية ،)....أو مصالحهم األدبية ،كاإلزعاج
()4
بسبب الضجيج و األتربة أو كحجب الرؤية.
و ال يمكن للجار أن يستند إلى إقامة البناء من غير ترخيص بالبناء ألن عدم وجود ذلك إلى إقامة ال
يسبب أي ضرر له ،كما يجب على المهندس أن مراعاة حقوق االرتفاق الخاصة بالجيران كما يجب عليه أن
-1محمد حسين منصور ،المؤتمرات العلمية لجامعة بيروت العربية ،المجموعة المتخصصة في المسؤولية القانونية للمهندسين ،الجزء
2
- Cass, civ 17/01/1962, Cité par BRICMONT, p 184, not n° 12.
يعلم رب العمل بالمسافة المحددة قانونا و التي تفصل المبنى عن ملك الجار و كذا ضرورة الحصول على
()1
موافقة الجار قبل البدء في أي عمل.
كما أن الجار يمكنه اإلستناذ إلى المسؤولية المدنية ،باإلضافة إلى المادة 021ق ،م ،ج التي تنص
على أنه » :يجب على المالك أال يتعسف في إستعمال حقه إلى حد يضر بملك الجار ،و ليس للجار أن
يرجع على جاره في مضار الجوار المألوفة ،غير أنه يجوز له أن يطلب إزالة هذه المضار إذا تجاوزت الحد
المألوف و على القاضي أن يراعي في ذلك العرف ،و طبيعة العقارات و موقع كل منها بالنسبة إلى األخرين
()2
و الغرض الذي خصصت له « .
كما يستطيع الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار أن يطالب بالتعويض عما أصابه من أضرار إستناذا إلى المسؤولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
التقصيرية ،وأيضا له حق الرجوع على كل من المهندس أو المقاول بسبب الخطأ الشخصي ،كما يجب تعويض
الجار عما أصابه من أضرار وفقا ألحكام المسؤولية عن األشياء ،و من األنسب للمضرور أن يحتكم إلى
()3
مضار الجوار غير المألوفة.
غير أنه في حالة تهدم البناء و قتل أحد الجيران أو جرحهم ،فإن المضرور أو ورثته ال يمكنهم الرجوع
على كل من المقاول و المهندس بطلب التعويض إستنادا للمسؤولية التقصيرية ،و لكن عليه إثبات الخطأ وفقا
للقواعد العامة و هذا قبل تسلم البناء ،كما أن المقاول تثبت مسؤوليته في حالة تهدم البناء بإعتباره هو
الح ـ ـ ـ ـ ـارس ،و تتقادم دعوى الغير ضد كل من المهندس و المقاول بمضي ثالث سنوات من اليوم الذي يعرف
فيه المضرور بحدوث الضرروالشخص المسؤول عن ذلك ،تسقط بإنقضاء خمسة عشرة سنة من يوم حدوث فعل
()4
غير مشروع.
28
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
وتعتبر أول صورة من صور التعسف ،و األكثر وضوحا ،ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلو أن المالك أثناء إستعمال ح ـ ـ ـ ـق
الملكية ،كان الغرض من دلك هو إحداث ضرر للجار دون أن يهدف إلى تحقيق منفعة من ذلك ،يكون
()1
إستعماله لحق الملكية على هذا النحو تعسفا يستوجب مسؤوليته.
كما إتجه رأي بعض الفقهاء 2إلى أن مسؤولية المالك نحو جاره عن مضار الجوار غير المألوفة ،تقوم
على إلتزام فرضية القانون على الجار بأال يلحق بجاره ضر ار غير مألوف.
ويتعلق األمر با لعاملين في البناء أو القائمين عليه (مهندس أو مقاول) ،أو كالمالك أو أحد أبنائه ،أو
المستأجر ،إذا كان المضرور تربطه بالمسؤول عالقة تعاقدية ،و كان الضرر ناشئا عن اإلخالل بأحد
االلتزامات الداخلية في مضمون العقد ،تكون المسؤولية عقدية ،كالعمال مثال .غير أنه في أغلب الحاالت ،تكون
األضرار الناجمة عن عمليات البناء و التي تصيب األشخاص المشار إليهم ال ترتبط بالضرورة بااللتزامات
الداخلية في مضمون العقد ،كإصابة المالك أو المستأجر المستقبل أثناء مشاهدة عمليات البناء ،و ال يوجد عقد
()3
في األصل و تطبق حينئذ أحكام المسؤولية التقصيرية.
كما أن أساس التعويض الذي يستحقه المستأجر في حالة تعريض المؤجر له بما يخل بانتفاعه بالعين
المؤجرة هو المسؤولية العقدية التي تقض قواعدها بتعويض الضرر المباشر المتوقع الحصول إال أنه إذا كان
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،صف الملكية مع شرح مفصل لألشياء واألموال ،الجزء الثامن دإر إحياء -1
29
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
المؤجر قد إرتكب غشا أو خطأ جسيما فيعوض المستأجر عندئد عن جميع األضرار المباشرة ولو كانت غير
1
متوقعة الحصول.
يقوم المالك عادة بإبرام عقود إيجار مع مستأجر أو أكثر للوحدات السكنية قبل إتمام عمليات البناء ،فهنا
يكون محل العقد غير موجود و لكنه قابل للوجود ،و األضرار التي قد تصيب المستأجر تكون بعد تسلمه للوحدة
السكنية أو قبل ذلك ،ففي حالة إصابة المستأجر بأضرار بسبب تهدم البناء كليا أو جزئيا بعد تسلمه للوحدة
السكنية المستأجرة ،تطبق مسؤولية المالك كحارس للبناء ،إال أنه نظ ار للعقد القائم بين المالك و المستأجر فإن
أحكام هذا العقد هي التي تطبق ،مما يعني ذلك أن المستأجر يمكنه أن يستند إلى أحكام المسؤولية العقدية ألن
وجود العقد يمنع على المستأجر من أنه يلجأ إلى أحكام المسؤولية التقصيرية ،أما قبل تسلم الوحدة السكنية من
طرف المستأجر ،ففي حالة تعرضها إلى ضرر فتعتبر هذه الحالة من الغير بمعنى أنه يمكنه االستناد إلى
المسؤولية التقصيرية على أساس الخطأ المفترض أو الثابت اتجاه حارس البناء أو األشياء الخطيرة ،و بالتالي ال
يمكن االحتجاج بالعقد ألنه ال يقوم بين المستأجر و كل من المقاول و المهندس بل بين المالك الذي يفترض أنه
()2
هو الحارس ،فظال على الضرر الدي يجب تعويضه نتيجة عن اإلخالل بواجب الحراسة.
إن األضرار التي تحدث أثناء أعمال البناءو تصيب العمال و الفنيين من جهة ،و قد تصيب القائمين
على تلك األعمال أنفسهم ،كالمقاول أو المهندس ،و العمال الفنيون تربطهم عقود عمل مع المهندس أو المقاول
أو المالك ،و المهندس أو المقاول يرتبط بعقد مقاولة أو عقد عمل مع المالك ،إال أنه ال تقوم عالقة تعاقدية في
-1الطعن حكم قضائي مصري 000لسنة 00ق-جلسة 1200/11/11س ،10مشار إليه عند ،إبراهيم سيد أحمد ،مسؤولية المهندس
30
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
مواجهة بعضهم البعض مما يمكن إعتبارهم من الغير ،و بالتالي تطبق أحكام المسؤولية التقص ـ ـ ـيرية
عليهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م ،إضافة إلى أنه في حالة تعدد المسؤولون عن فعل ضار ،فتقسم المسؤولية بالتساوي فيما بينهم أو
حسب حصة كل واحد منهم ،وبالتالي يمكن للمضرور الرجوع عليهم جميعا أو على أحدهم بالتعويض على أن
يرجع على الباقي و هذا مثال في حالة رجوع المضرور على كل من المقاول أو المهندس فيحق لهذا األخير
()1
الرجوع على المسؤولين اآلخرين كل حسب نصيبه في حدوث الضرر.
أما في حالة إستعانة المقاول بشخص يساعده في إنجاز العمل ،فتطبق مسؤولية المتبوع عن أعمال
تابعه ،و ال تعتبر المسؤولية تقصيرية و إنما هي مسؤولية عقدية ،و بذلك يكون المقاول مسؤوال تعاقديا سواء
أنجز العمل بنفسه أو بواسطة أشخاص آخرين يتم استخدامهم بمقتضى عقد عمل ،كما يكون مشيد البناء مسؤوال
إتجاه رب العمل في حالة القيام بالعمل بواسطة مقاول ثانوي اختاره المقاول األصلي ،و أيضا في حالة ما إذا
أخل المقاول الفرعي بالتزاماته فيكون المقاول األصلي هو المسؤول عن ذلك .واألمر نفسه بالنسبة للمهندس
المعماري حيث يكون هذا األخير المسؤول عن األعمال التقنية التي يقوم بها المهندس المدني على إعتبار أنه
يحمل صفة رب العمل ،و بذلك يبقى المهندس المدني الذي يعمل في مكتب الدراسات تحت مسؤولية المهندس
()2
المعماري.
نصت المادة 100ق،م،ج في فقرتها األولى على أن المتبوع هو المسؤول في مواجهة المضرور عن
الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع ،كما جاء في الفقرة الثانية من نفس المادة أن رابطة التبعية تقوم
-1محمد حسين منصور ،نقال عن المجموعة المتخصصة في المسؤولية القانونية للمهنيين ،مرجع سابق ،ص – 800ص.800
31
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
حتى ولم يكون المتبوع ح ار في اختيار تابعه ،و حتى تثبت مسؤول المقاول و المهندس المعماري كمتبوع عن
قيام عالقة التبعية :و هذا من خالل إثبات السلطة الفعلية للمتبوع اتجاه التابع ،و التي تتمثل في الرقابة و
()1
التوجيه لعمل معين يقوم به التابع لحساب المتبوع.
حدوث الضرر بخطأ التابع أثناء أداء العمل أو بسببه :إلحداث مسؤولية المتبوع البد من وقوع الخطأ من التابع
()2
أثناء تأدية مهامه.
و في حالة كون المضرور تابعا لحارس البناء ،كان القضاء يرى في البداية أن العقد ال يتضمن إلتزاما
بسالمة المتبوع بكفالة سالمة التابع ،نظ ار لعدم وجود عالقة مباشرة بين اإللتزام و الفعل الضار ،ففي حالة ما إذا
أصيب العامل من جراء تهدم البناء أو أحد األشياء الخطرة تكون المسؤولية وفقا لمبادئ المسؤولية التقصيرية،
ويكون السبب في إستبعاد القضاء للمسؤولية العقدية هو إعفاء العامل المصاب بحوادث العمل من إثبات خطأ
رب العمل ،غير أن القضاء الحديث في ظل تزايد التشريعات التي تفرض الحماية و السالمة للعامل أقر وجود
()3
إلتزام عام بسالمة العمال يقع على عاتق رب العمل.
فهذا من خالل توفير وسائل السالمة و الصحة المهنية في أماكن العمل من أجل درء مخاطر العمل و
أض ارره ،و من أهم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها نذكر ما يلي :
-1المخاطر الميكانيكية :و هذا كمخاطر المباني و اإلنشاءات و مخاطر األجهزة و اآلالت.
-8المخاطر الطبيعية :و هو كل ما يؤثر على صحة العمل نتيجة خطر أو ضرر طبيعي.
-1اليشترط عالقة التبعية وجود عالقة عقدية أو دفع أجر للتابع ،بل يكفي لقيامها خضوع التابع لرقابة وتوجيه المتبوع ،وذلك يسأل المعماري
عن الخطأ الصادر من تابعيه من عمال وفنيين ،حتى لو كان رب العمل هو الذي يمده بهم
-2للمزيد حول الشروط الخاصة بمسؤولية المتبوع عن عمل تابعيه ،راجع عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص.1088
32
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
-0المخاطر الكيماوية :و هي تأثير المواد الكيماوية و تسربها في محيط العمل ،و ما قد ينجم عن ذلك من
-0المخاطر السلبية :و هي عدم توفر الوسائل الضرورية لحماية العامل كوسائل اإلنقاذ و اإلسعافات و وسائل
النظافة و التغذية.
و أيضا من حقوق العامل في قانون التأمين اإلجتماعي هي الحق في العالج و الرعاية الطبية ،و الحق
()1
في تعويض األجر ،و الحق في الحصول على المعاش و التعويض.
و تتكون العالقة التأمينية من ثالثة أطراف هم المؤسسة العامة للضمان اإلجتماعي و العامل و صاحب
العمل ،حيث تتكون مؤسسة الضمان اإلجتماعي من إشتراكات أصحاب العمل و المبالغ التي يمكن أن تفرض
عليهم نتيجة التأخير ،أما الطرف الثاني في العالقة ،فيقصد به كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بإستخدام
عامل أو أكثر مقابل أجر ،حيث الطرف الثالث يكون هو المستفيد من خالل حصوله على تعويضات من
وبصفة عامة فإن مختلف دول العالم أخذت بنظام الضمان اإلجتماعي و قامت بتطبيقه بإعتباره نظام
إلزامي من النظام العام ،يهدف من وراء ذلك إلى تحقيق الحماية اإلجتماعية و اإلقتصادية للعامل وتحسين
ظروف و شروط العمل ،غير أنه ما يعاب عليه هو عدم تحقيق الهدف الذي قام من أجله ،مما يؤدي إلى زيادة
الفقر بين أفراد المجتمع ،و تقليص حجم اإلدخار ،فضال عن زيادة النفقات العامة ،و إنخفاض حجم
()2
اإلستثمارات.
-2بشير هدفي ،الوجيز في شرح قانون العمل ،جسور للنشر و التوزيع ،الطبعة الثانية 1000هـ 8002 -م ،ص.100-100
33
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
المبحـــــــــــــــــث الثاني
تنص المادة 110من االمر 01-20المتعلق بالتأمينات المعدل والمتمم بأنه »:على كل مهندس معماري
ومقاول ومراقب تقني وأي متدخل شخصا طبيعيا كان أو معنويا ،أن يكتتب تأمينا لتغطية مسؤوليته المدنية
وتنص كذلك المادة 112من األمر نفسه بأنه »:يجب على المهندسين المعماريين والمقاولين وكذا
المراقبين التقنيين اكتتاب عقد لتامين مسؤوليتهم العشرية المنصوص عليها في المادة 944من القانون
المدني.« ....
ونستخلص من قراءتنا لهده المواد أن التامين إلزامي على كل من مقاول البناء والمهندس المعماري.
وبدلك نرى ىأن التامين يأخذ نص القاعدة اآلمرة التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها .بما إن المادة 120من
نفس األمر تعاقب على عدم الخضوع لإللزامية بغرامة مالية ما بين 0.000دج و100.000دج إضافة إلى
1
العقوبات األخرى التي يمكن أن تطبق.
ومن الطبيعة اإللزامية للتأمين يتضح تعلقه بالنظام العام .لدلك يتعين على صاحب المشروع أن يشترط
عند إبرام العقد على المتدخلين في نفس المشروع ضرورة اكتتاب عقد لتامين مسؤوليتهم عند نفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس
2
المؤمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ،والتحقق من تنفيذ هذا الشرط.
إال أنه في حالة ما أمكن ألي طرف بعد إجراء التامين فسخ العقد أو تعديل فترة الضمان ،يؤدي دلك
إلى إمكانية فقد الطبيعة اإللزامية للتامين من قيمتها ،وتكون الحقوق إلي يهدف إلى حمايتها معرضة لخطر عدم
3
التعويض.
34
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
كما نص المشرع في الفقرة الثانية من المادة110مناألمر 01-20بأنه »:يعد كل عقد تأمين اكتتب
بموجب هذه المادة متضمنا لشرط يضمن سريان العقد لمدة المسؤولية الملقاة على عاتق األشخاص
من خالل استقرائنا لنص المادة 128من األمر01-20المعدل والمتمم ،نجد أن إلزامية التأمين
-و كذا األشخاص الطبيعيين عندما يبنون مساكن خاصة لالستعمال العائلي.
ومن خالل هده المادة نرى أن هناك ثالث حاالت مستثناة من إلزامية التأمين ،وسوف نتعرض لكل حالة على
حدى :
أوالً :الدولة والجماعات المحلية التابعة لها :وهذا من خالل طبيعة المشاريع المنجزة من طرف الدولة
1
والمخصصة للمنفعة العامة .ويمكن أن تكون متعلقة بسرية الدفاع الوطني.
ثانياً :األشخاص الطبيعيون عندما يبنون مساكن خاصة لالستعمال العائلي :وهذا من خالل صغر حجم
2
المشروع بالمقارنة مع المشاريع الكبرى ذات الطابع االقتصادي العام.
3
ثالثاً :من خالل المادة 128من األمر 01-20صدر مرسوم تنفيذي رقم 02 -20بتاريخ11يناير1220
يحدد قائمة المباني العمومية والتي يمكن ألصحابها سواء الطبيعيون أو المعنويون االستفادة من اإلعفاء من
إلزامية التأمين المسؤولية المهنية والعشرية .وحسب نص المادة 8من نفس المرسوم تستفيد من اإلعفاء من
إلزامية التامين في ما يخص البناء مايلي :اإلنفاق ،السدود ،الجسور ،الطرق السريعة ،الموانئ ،الحواجز المائية،
قنوات نقل المياه ،مدرجات هبوط الطائرات وخطوط السكك الحديدية.
-0الجريدة الرسمية العدد ،0لسنة .1220يحدد قائمة المباني العمومية المعفاة من إلزامية تأمين المسؤولية المهنية والعشرية.
35
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
الفـــــــــرع األول
المسؤوليات الواجب التامين عليها
لقد اوجب القانون على كل من مقاول البناء والمهندس المعماري اكتتاب عقود من أجل تغطية
1
مسؤوليتهما المدنية والعشرية.
-1التأمين على المسؤولية المدنية والمهنية
يجب التمييز أوال بين تامين األشغال والبناية والتامين على المسؤولية المدنية المهنية ،فيرد األول على
اآلالت والمعدات ومواد البناء الموجودة في الورشة ،وتعد تأمينا على األضرار وهذا ما جاءت به المادة 82من
األمر 01-20بأنه »:تخول لكل شخص له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في حفظ مال لــــــــــو في عدم
وقوع خطر ،أن يؤمنه ،أما التامين على المسؤولية المدنية المهنية تكمن في األضرار الجسدية والمادية التي
تصيب الغير خالل تنفيذ المشروع « .
-2التأمين على المسؤولية العشرية
يلتزم مقاول البناء والمهندس المعماري باكتتاب عقد لتامين مسؤوليتهما العشرية المنصوص عليها في
المادة 000ق ،م،ج ،ويبدأ التأمين من تاريخ االستالم النهائي للمشروع وضرورة أن يستفيد منه كل من صاحب
المشروع والمالكين المتتاليين.
جز ال
ويغطي هذا التامين كل األضرار المتعلقة بصالبة العناصر الخاصة بتجهيز بناية والدي تعتبر أ
2
يتجز من اإلنجاز ودون إتالف أو حذف مادة من مواد االنجاز.
أ
الفــــــــــــــرع الثاني
أثــــــــــــــــــــر التأمين
إن أثر التأمين يخص كل من االلتزامات التي تكون للمؤمن له والحقوق التي يتحصل عليها ،وهو ما
سنتطرق له فيمايلي:
-1التزامات المؤمن له
إن عقد التأمين الذي يقوم المقاول بإبرامه من أجل تغطية مسؤوليته المدنية والعشرية ينتج إلتزامات
متبادلة بين أطرافه ،ومن إلتزامات المؤمن له هو إتخاذ بعض اإلحتياطات الالزمة لتجنب وقوع الحوادث وهذا
-1بن خروف عبدالرزاق ،التامينات الخاصة في التشريع الجزائري ،جزء ،1ط ،0مطبعة ردكول ،الجزائر ،8008 ،ص.800-801
36
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
كحسن اختيار اليد العاملة وحسن سير اآلالت المعدات ،وأيضا ضرورة مراعاة األصول والمقاييس الفنية من
خالل مراعاة القواعد اإلدارية المتعلقة بإنجاز البناية ،كما يجب عليه االلتزام بجميع ما حددته المادة 10من
1
األمر 01-20المعدل والمتمم.
كما جاء في نص المادة 00من األمر نفسه بأنه »:يضمن المؤمن التبعات المالية المترتبة على
ويمكن أن تكون مسؤولية عقدية أو تقصيرية سواء بفعل المؤمن له أو تابعيه كما أن المادة 110من
نفس األمر ألزمت كل من مقاول البناء والمهندس المعماري بضرورة اكتتاب التامين من اجل تغطية مسؤوليتهما
2
المدنية التي يمكن أن يتعرض لها .هذا بين فترة فتح الورشة إلى غاية التسليم النهائي لألشغال.
كما جاء المرسوم 3010 -20بضرورة التامين على المسؤولية الناشئة عن الدراسات والتصاميم في
الهندسة المعمارية وكذا الدراسات والتصورات الهندسية ،وأيضا مسؤولية تنفيذ األشغال بمختلف أنواعها وكذا
يغطي التامين المسؤولية الناشئة عن المراقبة المستمرة لنوعية مواد البناء وتصميم المنشات ومتابعة وترميم
4
المباني.
يهدف التأمين من المسؤولية إلى تامين المؤمن له من الرجوع عليه بالتعويض سواء فيما يخص
المسؤولية المدنية أو العشرية ،وأيضا من اجل ضمان حصول المضرور على تعويض من جراء إصابته بأضرار
أثناء عملية البناء ،كما يجب على المؤمن تعيين خبير في ظرف سبعة أيام من تاريـ ـ ـ ـ ـخ اإلخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار
-0مرسوم تنفيدي رقم 010-20مؤرخ في 2ديسمبر ،1220يتعلق بالزامية التأـمين في البناء من مسؤولية المتدخلين المدنية المهنية ،ج.
37
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
بالحـ ـ ـ ـ ـ ـادث ،وضرورة دفع التعويض المستحق خالل ثالثة أشهر من تاريخ المعاينة من طرف الخبير لألضرار
الناتجة ،وهذا في حالة وقوع أتفاق بين كل من المؤمن والمستفيد على مبلغ التأمين المحدد من قبل الخبير ،وفي
حالة عدم الموافقة في أجل ثالثة أشهر فيجب على المستفيد انتظار حكم المحكمة في النزاع وتحديد المبلغ
1
الواجب التعويض.
38
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد الفصـــــل األول
نستخلص من دراستنا لهذا الفصل بأن مسؤولية مقاول البناء و المهندس المعماري تختلف بحسب ما إذا
كانت الحراسة للمقاول أو المهندس المعماري ،أو الحراسة للمالك و تكون المسؤولية على أساس مسؤولية المتبوع
عن عمل التابع ،كما يمكن أن تنعقد الحراسة لعدة مقاولين فتكون المسؤولية تضامنية فيما بينهم في تعويض
الضرر ،و أيضا يمكن للمضرور اإلستناذ إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء او أحكام
المسؤولية عن الفعل الشخصي ،و مما ال شك فيه أن المضرور ال يفضل اللجوء إلى المسؤولية الشخصية إال
في حالة عدم توفر شروط المسؤولية الشيئية بل تكون المسؤولية عن حراسة اآلالت و األشياء أفضل للمضرور
على إعتبار أن الخطأ مفترض ال يقبل إثبات العكس ،أما فيما يخص المسؤولية عن البناء ترجع إلى قدرة
الحارس في إثبات عدم وجود إهمال أو تعيب في المبنى ،و إن قيام مقاول البناء بإنجاز مبنى يمكن أن يؤدي
إلى إلحاق الضرر سواء بالجيران أو المارة ،و لذلك نرى ضرورة إتخاذ اإلحتياطات الالزمة من أجل أمن و
سالمة الجيران و المارة ،كما قد يصاب بالضرر ممن لهم صلة بعملية البناء و هذا كالعاملين أو القائمين عليه
(المقاول و المهندس المعماري) ،و كذا المستأجر ،و في األخير يجب إحترام المسافة المحددة قانونا التي تفصل
المباني أو المنشآت الثابتة عن الجار ،و أخذ جميع اإلحتياطات الالزمة لحماية المارة ،و ضرورة تفعيل القوانين
الموجودة لحماية العمال ،و مواكبة التطورات الحاصلة في هذا الميدان،وأيضا إلى ضرورة التأمين على مسؤولية
39
الفصل الثاني
مسؤلية المق اول والمهندس
المعماري بعد التنفيذ
الفصــــــــــل الثاني
تمهـــــــيد وتقســــــــــيم:
ينتهي عقد المقاولة من خالل تسلم رب العمل لمحل العقد ،فإذا لحق محل العقد ضرر بعد التسلم ،فال
يمكن لرب العمل الرجوع على المقاول بالتعويض إال على أساس المسؤولية التقصيرية بإثباته لخطأ المقاول
والضرر والعالقة السببية ،باعتبار أنه لم يعد يربط بينهماأي عقد تطبيقا للقواعد العامة للمسؤولية1واإلخالل بدلك
يثير المسؤولية العقدية في جانب المالك ،كما يثير مسؤولية المقاول والمهندس المعماري ،في حالة تهدم البناء
والمنشآت وما قد يظهر عليها من عيوب ،وقد أوردت المادة 555من القانون المدني الجزائري أحكام المسؤولية
الخاصة بالمقاول والمهندس المعماري ،حيث تعددت اإلتجاهات بشأن الطبيعة القانونية لهما ،كما شدد المشرع
من مسؤولية المقاول والمهندس المعماري والتي هي من خصائص المسؤولية العشرية ،كما تتحقق المسؤولية
الخاصة بتوافر مجموعة من الشروط التي تتعلق بعقد المقاولة أو تهدم أو عيب في البناء ،وبالتالي تقتصر
دراستنا في هذا الفصل على النطاق الشخصي للمسؤولية العشرية وخصائصها كمبحث أول ،والطبيعة القانونية
للمسؤولية العشرية وشروط قيامها كمبحث ثاني.
المبحــــــــــث األول
في الضمان الخاص يلتزم المقاول والمهندس المعماري على إعتبار أن كل واحد منهما يرتبط مع رب
2
العمل بعقد مقاولة بالضمان الخاص والمنصوص عليه في المادة 555ق م .ج .
المطلــــــــــــــب األول
يرتبط الضمان بوجود عقد مقاولة يرد على مبان أو منشآت ثابتة ومن ثم فإن أطراف هذا العقد هم
أطراف الضمان ،المهندس المعماري والمقاول من جهة وصاحب العمل من جهة أخرى كما يتم إبرام عقد
المقاولة المباني والمنشآت األخرى بين كل من الدائن بالضمان ومن جهة ثانية لكل من المقاول والمهندس
3
المعماري باعتبارهما المدينين بالضمان.
الفـــــــــــــــــــرع األول
تنقسم إلى قسمين ،أولهما األشخاص التقليديون المسؤولون تطبيقا ألحكام القانون المدني ،وهم
المهندسون المعماريون والمقاولون ،وثانيها أشخاص اخرون أضافهم المشرع في نصوص خاصة نظ ار لدورهم
من خالل الرجوع إلى أحكام المادة 555من التقنين المدني الجزائري المعدل والمتمم نالحظ أنها تقرر
بعبارات قاطعة أن الدين يخضعون ألحكام المسؤولية العشرية ،هم فقط المهندسون المعماريون ومقاولوا البناء.
يعتبر المهندس المعماري أحد األطراف الملتزمون بالضمان العشري وفق نص المادة 555من القانون
المدني الجزائري المعدل والمتمم ،كما أن العبرة في تطبيق أحكام المسؤولية الخاصة ليس من خالل الصفة
القانونية للمهندس المعماري وانما بطبيعة األعمال 1التي يقوم بها ،وبالتالي يكون ملزما بالضمان أي مهندس ولو
ب -مقاول البناء :يعتبر المقاول أحد أطراف المسؤولية العشرية وفق ما جاءت به أحكام المادة 555ق.م.ج
غير أنه إذا أقتصر دور أحد المقاولين على القيام بعمل ال يؤثر على صالحية البناء وسالمته ،فإنه ال يخضع
ألحكام المسؤولية الخاصة 2ولكن يسأل وفقا لقواعد المسؤولية العقدية على إعتبار أنه أخل بإلتزام عقدي ،كما
أن القانون أجاز للمقاول أن يوكل شخصا أخر بتنفيذ جزءا أو كل العمل محل العقد مقاولة البناء 3.غير أن
السؤال المطروح هو هل يجوز مساءلة المقاول من الباطن وفق قواعد المسؤولية العشرية ؟
أجاب على ذلك المشرع الجزائري في المادة 335فقرة 3من ق.م.ج والتي تقضي بمايلي » :وال
تسري هده المادة على ما قد يكون للمقاول من حق الرجوع على المقاولين الفرعيين « ،وهو ذات اإلتجاه
الدي دهب إليه كل من المشرعين الفرنسي والمصري من خالل الحجج التالية :
-1ال يعتبر المقاول الفرعي مسؤول عن سوء تنفيد األعمال الدي كلف بإنجازها ،بينما المقاول األصلي هو
المسؤول الوحيد إتجاه صاحب المشروع عن إخالل المقاول الفرعي ،ويسأل هذا األخير قبل المقاول األصلي
مسؤولية عقدية وبدلك ال يمكن للمقاول األصلي الرجوع على المقاول من الباطن ،وفقا لقواعد المسؤولية
4
العشرية.
-2بما أن المقاول الفرعي والمقاول من الباطن يعتب ارن من رجال الفن والخبرة فيكتفي بالقواعد العامة لحماية
حقوق المقاول ،وهذا من خالل ما أكدته لجنة الشؤون التشريعية لمجلس النواب بقولها" أما المقاول األصلي
والمقاول من الباطن فهما متساويان من الناحية الفنية فليس هناك حاجة إذن إلستحداث مسؤولية
5
إستثنائية"
ويتعلق األمر بالمراقبون التقنيون والمرقون العقاريون،وهذا نظ ار للدور الدي يقومون به في تنفيد األعمال.
-0المراقب التقني:
نظم المشرع الجزائري الرقابة التقنية في مجال البناء ألول مرة بموجب األمر رقم 55/71المؤرخ في
1471/12/24من خالل إحداث هيئة المراقبة التقنية وتحديد قانونها األساسي ،وبعدها بموجب المرسوم
رقم 205-56المؤرخ في 1456/05/14المتضمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء في السبعينيات ،إال أنه لم
يتعرض لمسؤولية المراقب التقني 1إال بموجب القانون رقم 07/45المعدل والمتمم في المادة 175والتي تنص
على مايلي »:يجب على المهندسين المعماريين والمقاولين ،وكذا المراقبين التقنيين إكتتاب عقد تأمين
لتغطية مسؤوليتهم العشرية المنصوص عليها في المادة 555من القانون المدني الجزائري على أن يبدأ
سريان هذا العقد من اإلستالم النهائي للمشروع « ،ومن أجل ذلك وجب التطرق للدور الدي يقوم به المراقب
طبقا للفقرة األولى من المادة الثالثة من المرسوم 205-56المتضمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء
أن تدخل المراقب التقني يكون على مرحلتين ،المرحلة األولى تكون على مستوى المشروع التمهيدي من خالل
قيام المراقب التقني بدراسة إنتقادية لكل الترتيبات التقنية على تصميم األعمال ،من أجل التأكد من مطابقتها
لقواعد البناء خاصة رقابة تصميم األعمال الكبرى ،اما المرحلة الثانية فتكون على مستوى اإلنجاز من خالل
2
السهر على حسن إتمام المخططات المعتمدة وكيفية التنفيذ.
-1هناك من يرى العكس دلك ألن المشرع في المادة 10/3من المرسوم 205-56والدي يقضي بأنه »:يمكن للهيئة أن تبرم أي عقد أو إتفاق
-2الفقرة الثانية والثالثة من المادة 3من المرسوم التنظيمي ،205/56المؤرخ في 1456/05/14المتظمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء.
43
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
إن المادة 15من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 1455-05-15والمتعلق بكيفية ممارسة تنفيد
األشغال في ميدان البناء المعدل والمتمم ،تفرض على رب العمل أن يبرم إتفاقية مع الهيئة المكلفة بالمراقبة
التقنية للبناء فيما يخص البنايات التي تدخل ضمن إختصاصاتها ،وعلى المهندس المعماري أو مكتب الدراسات
تقديم يد المساعدة إلى رب العمل عند إبرام هده اإلتفاقية ،غير أن مجال تطبيق هدا القرار الوزاري يقتصر غلى
1
البنايات التي تتم لحساب اإلدارات التابعة للدولة والجماعات المحلية والهيئات العمومية ذات الطابع اإلداري.
ثانيا:المتعامل في الترقية العقارية :تعتبر مهنة المتعامل في الترقية العقارية من المهن الحرة التي ظهرت حديثا
في الجزائر ،حيث نظمها المشرع بموجب أحكام المرسوم التشريعي 03/43المعدل والمتمم المتعلق بالنشاط
العقاري.
هو كل شخص طبيعي أو معنوي يساهم في إنجاز أو تحديد األمالك العقارية المخصصة للبيع أو
اإليجار أو تلبية حاجات خاصة ، 2ويعتبر المتعامل في الترقية العقارية تاج ار يخضع ألحكام القانون التجاري
ويستثني من دلك في حالة ما إدا كان الغرض من عمله تلبية حاجاته الخاصة أو حاجة المشاركين في دلك. 3
تقضي المادة الثامنة من المرسوم التشريعي 03/43المتعلق بالنشاط العقاري على مايلي »:تظل
المعامالت التجارية التي تتعلق ببناية أو جزء من بناية خاضعة للتشريع المعمول به ،وال سيما أحكام القانون
المدني في هذا المجال ،كما يتعين على المتعامل في الترقية العقارية أن يطلب من المهندس والمقاولين
-1
المادة األولى من القرار الوزاري ،1455السابق الذكر"يحدد هدا القرار كيفيات ممارسة اإلستشارة الفنية في البناء وأجرها لحساب اإلدارات
-2المادة الثانية والثالثة من المرسوم التشريعي 03/43المتعلق بالنشاط العقاري المعدل والمتمم،السابق الذكر.
-3
المادة الثالثة ،الفقرة الثانية من نفس المرسوم.
44
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
المكلفين بإنجاز المنشآت شهادة تأمين تحملهم المسؤولية المدنية العشرية المنصوص عليها في أحكام
القانون المدني ال سيما المادة 555منه وطبقا للقانون المتعلق بالتأمينات ال سيما المواد 45إلى.44
تبلع نسبة التأمين المذكورة في الفقرة السابقة إلى المشترين ويوم حيازة ملكية البناية كأقصى أجل
وان لم يكن دلك ،يحمل المتعامل في الترقية العقارية المسؤولية المدنية زيادة على األحكام الدي ينص عليها
و يترتب في ذمة المهندس المعماري و المقاول اإللتزام بالضمان طبقا للمادة 555ق ،م ،ج ،فما دام
الشخص يقوم بمهمة المهندس المعماري فهو ملتزم بالضمان ،بل أن المقاول الذي ال يملك أي مؤهل أو أي
شخص آخر غير مؤهل إذا وضع التصميم فإنه بذلك يكون قد قام بمهمة المهندس المعماري ،و من ثم يكون
ملتزم بالضمان و إذا تعدد المهندسون المعماريون كان كل منهم ملزم بالضمان في حدود العمل الذي قام به.
كما يلتزم المقاول بالضمان العشري طبقا للمادة 555ق ،م ،ج ،و أيضا ليس من الضروري أن
يكون مقاول البناء واحدا فقد يكون عدة مقاولين و بالتالي يكون كل واحد فيهم ملتزم بالضمان العشري 1.كما
تنص المادة 651من القانون المدني المصري على أن عبئ الضمان يقع على عاتق كل من المهندس
2
المعماري و المقاول و بالتالي تكون المسؤولية بينهما بالتضامن.
الفرع الثاني
-0الدائن بالضمان
نقصد بالدائن بالضمان األشخاص الذين تحميهم قواعد الضمان العشري ،بحيث تقررت
لصالحهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م ،و األصل أن صاحب الحق في الضمان أو المستفيد األول هو رب العمل ،و بعد وفاته ينتقل
الحق في الضمان و إذا تصرف في العقار أنتقل إلى خلفه الخاص.
45
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
كما يعتبر رب العمل هو الذي يتعرض للضرر بسبب تهدم البناء أو نتيجة ظهور عيب فيه و بالتالي
فرب العمل هو الشخص الذي يشيد البناء أو المنشأة الثابتة لحسابه سواء كان شخص طبيعيا أو
-2المدين بالضمان
و يقصد بالمدين بالضمان العشري األشخاص المسؤولون و هذا نظ ار إلرتباطهم بعقد مقاولة مع رب
1
العمل و يتعلق األمر بكل من المهندس المعماري و المقاول.
كما أنه في األصل أن صاحب الحق في الضمان هو رب العمل بإعتباره طرفا في عقد المقاولة مع
2
كل من المهندس أو المقاول.
كما أن اإللتزام بالضمان الذي تقره المادة 651من قانون مدني مصري على كل من المهندس و
المقاول يكون رب العمل هو صاحب الحق في الضمان و في حالة وفاته فلورثته التمسك بالمادة 651ضد
3
هؤالء األشخاص.
المطـلــــــــــــــــب الثاني
شدد المشرع من مسؤولية المقاول والمهندس المعماري في عالقتهما برب العمل ،ومن مظاهر هذا
التشديد والتي تعتبر من خصائص المسؤولية العشرية ،هي أنها مسؤولية مفترضة والتي سندرسها في (الفرع
46
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
الفــــــــــــــرع األول
يمكن لرب العمل أن يثبت المسؤولية العشرية على كل من المقاول والمهندس المعماري وهذا عن
طريق إثبات أوال وجود عقد المقاولة المبرم بينه وبين كل منهما ،وأيضا أن يكون موضوعه هو إقامة منشآت
ثابتة هذا من جهة، ،ومن جهة أخرى هو حدوث التهدم سواء كليا أو جزئيا أو ظهور عيب في البناء وهذا يؤدي
إلى طرح اإلشكال التالي :هل يمكن أن يعفى هذا األخير من عبئ اإلثبات؟ وكما سنبين في هذا الفرع مدى
1
وجود قرينة تعفي المقاول والمهندس من المسؤولية ؟وما هي قوتها الثبوتية؟
أوال :إثبات المسؤولية :نظ ار لتعدد الفنيين الذين يشاركون بعملهم في إقامة البناء أو المنشأ الواحد من مقاولين
ومهندسين وغيرهم من المهنيين ،وبذلك يصعب على رب العمل إثبات الخطأ الشخصي في جانب كل واحد
منهما على حده واثبات العالقة السببية بين الخطأ والضرر. 2
فخاصية هذه القرينة أنها تمتد لتطبق على جميع المعماريين الذين ساهموا بعملهم في األعمال الالزمة
إلقامة المنشآت ،فيسأل المهندس بمقتضاها عن أخطاء المقاول في تنفيذ العم ـ ـ ـ ــل ،وكذا عن عي ـ ـ ـ ـ ـ ــوب
التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيم ،ويسأل المقاول عن أخطاء المهندس في التصميم ،غير أنه ال يسأل أحدهما في حالة عدم
وجود قرنية إال عن خطئه الشخصي فقط.3
كما تنص المادة 1742من القانون الفرنسي التي تقيم قرينة لمسؤولية كل من المهندسين والمقاولين
في الصفق ات الجزافية ،ويهدف المشرع إلى حماية رب العمل من المخاطر التي يمكن أن تصيبه ،بحيث أن
تقرير األجر جزافا يؤدي بالمقاول إلى الخوض في االتفاق على األعمال ليحقق أكبر دخل ولو على حساب
4
جودة العمل وبذلك أدى بالمشرع إلى إفتراض مسؤولية بقوة القانون.
47
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
على العكس من ذلك بالنسبة للمقاوالت األخرى غير الجزافية حيث إشترطت المادة 2227من القانون
الفرنسي إثبات خطأ المعماري كشرط جوهري للرجوع عليه بالمسؤولية طبقا للقواعد العامة1غير أن هذه التفرقة
وجهت لها عدة إنتقادات ،مما أدى بالمشرع الفرنسي بموجب قانون 1467/01/03للتدخل ليضع حد لتلك
التفرقة المنتقدة ،غير أن القضاء أمام عدم وضوح النص أبدى ترددا واضحا في تطبيق قرينة المسؤولية في كثير
من الحاالت.2
وبالرجوع إلى نص المادة 555من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم نجد أن المشرع إستعمل
كلمة الضمان للداللة على مسؤولية المقاول والمهندس المعماري ونفس التعبير فيما يخص ضمان التعرض. 3
يتجه الفقه الحديث 4إلى إعتبار أن قرينة المسؤولية المعمارية هي قرينة قاطعة ال تسقط إال بإثبات السبب
األصلى ،هذا ما أكده المشرع الفرنسي بصريح العبارة في المادة 1742بعد تعديل القانون المدني الفرنسي
أن القرنية المنصوص عليها في المادة بموجب قانون 1475والتي تنص على ما يلي»:
وبالرجوع إلى القانون المدني الجزائري ال نجد نص يقابل نص المادة 1742من القانون المدني
الفرنس ـ ــي ،ولكن من إستقراء نص المادة ،555يمكن أن تستخلص ذلك ضمنيا ،وهذا من خالل إستعمال كلمة
الضمان للداللة على مسؤولية المقاول والمهندس المعماري ،حيث أنه من المعلوم أن الضمان ال يسقط إال
-3المادة 571من ق م ج " يضمن البائع عدم تعرض المشتري في االنتفاع بالمبيع كله أو بعضه سواء كان هذا التعرض من فعله أو
من فعل الغير ،يكون له وقت البيع حق على المبيع يعارض به المشتري ،ويكون البائع ملزما بالضمان ولو كان حق ذلك الغير قد ثبت بعد
كما نشير إلى أن مسؤولية المقاول أو المهندس ال تنتهي بنفي سبب التهدم أو العيب ،فالتهدم الذي
يمكن إثبات سببه يفترض أن ذلك راجع إلى عيب في الصنعة يسأل عنه المقاول. 1
الفــــــــــرع الثاني
مسؤولية تضامنية
2
وفقا للقاعدة العامة ،فإن التضامن ال يكون مفترضا ،ولكن يكون بناءا على إتفاق ،أو نص قانوني.
كما نص المشرع الجزائري في المادة 126ق .م .ج على التضامن في المسؤولية التقصيرية ،أما فيما
يخص المسؤولية العقدية وااللتزامات الناشئة عنها ،يكون التضامن غير مفترض في حالة عدم وجود إتفاق أو
نص قانوني يقضي على عكس ذلك 3وأيضا المشرع حرص على تشديد مسؤولية كل من المقاول والمهندس
المعماري ،وهذا من خالل جعلهما مسؤولين مسؤولية تامة بالتضامن عن كل خطأ يحدث خالل مدة عشرسنوات
بعد تسليم األعمال ، 4وان تضامن المهندس المعماري والمقاول في مسؤوليتهما عن العيب الذي يهدد البناء،غير
5
مانع لرب العمل من الرجوع على أحدهما دون األخر.
المبــــــــــــــــحث الثاني
ينقضي اإللتزام بالضمان وفقا للقواعد العامة في عقد المقاولة بعد تنفيد البناء وتسليمه مقبوال من رب
العمل ،فلم يكتف المشرع الجزائري بالقواعد العامة في المسؤولية المدنية في مجال البناء والتشييد ،حين قرر
ضرورة ضمان المقاول والمهندس المعماري لمتانة البناء والمنشآت الثابتة حتى بعد التنفيذ وتسليمه إلى رب
العمل ،مما يؤدي بنا إلى التساؤل حول الطبيعة القانونية للمقاول والمهندس المعماري كمطلب أول ،كما تتميز
المسؤولية العشرية بمجموعة من الشروط ،فما هي شروط هده المسؤولية كمطلب ثاني.
المطلــــــــــب األول
تعددت اإلتجاهات و اآلراء الفقهية بشأن الطبيعة القانونية الخاصة بالمهندس المعماري و مقاول
البن ـ ـ ـ ـ ـاء ،فيما شيداه من مبان و منشآت ثابتة أخرى ،فهناك من يقول أن مصدر هذه المسؤولية عقد المقاولة
(مس ؤولية عقدية) ،نظ ار إلرتباط أطراف العقد بموجب عقد المقاولة فال تترتب المسؤولية إال إذا حصل تهدم أو
عيب ،أي اإلخالل بإلتزام عقدي ،لذلك فإن مسؤولية المهندس المعماري و المقاول طبقا لنص المادة 555من
القانون المدني الجزائري هي مسؤولية عقدية بحثة ،غير أن هناك من يرى أنها مسؤولية عقدية قررها القانون
لكل عقد مقاولة سواء نص عليها في العقد أم ال 1،و هناك إتجاه ثالث يرى أن مسؤولية المقاول و المهندس
2
المعماري هي مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل و الضار.
الفـــــــــرع األول
يرى أصحاب هذا اإلتجاه 3أن مسؤولية المهندس المعماري و مقاول البناء بعد تسلم األعمال تكون ذات
طبيعة عقدية ،كما يمكن أن تقوم دعوى الضمان العشري على المسؤولية العقدية و هذا على إعتبار أنها تكون
-3أنور العمروسي ،العقود الواردة على العمل في القانون المدني( المقاولة ،إلتزام المرافق العامة ،عقد العمل ،عقد الوديعة ،عقد العارية)
معلقا على نصوصها بالفقه وأحكام النقض ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،2003،ص.54
50
اتلاترتبة عن عقد اتلاقاوتلة و أساس ذتلك أن اتلتسلم ال يغطي إال اتلعيوب اتلظاهرة ،أاا نتيجة اإلخالل باإلتلتاااا
2
اتلعيوب اتلخفية فال تغطى باتلتسلم 1بحيث يبقى اتلاقاول اسؤوال عنها طوال اتلادة اتلاحددة قانونا.
غير أن جانب أخر 3يرى أو يؤكد اتلطبيعة اتلعقدية تللاسؤوتلية اتلعشرية تلاا ترتبه ان آثار قانونية ،إال
أنه ال يغير ان طبيعة اتلعالقة اتلعقدية بين كل ان اتلاقاول أو اتلاهندس و رب اتلعال و هذا ألن اتلتسلم واقعة و
الفــــــــــــرع الثاني
يترتب على اتلتسلم اتلنهائي بدء سريان ادة اتلضاان اتلعشري باوجب نص اتلقانون 4،على أن ياتد هذا
اتلضاان إتلى اا بعد تسلم اتلاباني ،خالفا تللابدأ اتلعام في عقد اتلاقاوتلة اتلذي يقضي بإنقضاء اإلتلتاام باتلضاان
احكاة اتلنقض اتلاصرية بأن "عقد إستئجار اتلصنع تلعال اعين باتلاقاوتلة على اتلعال بتسليم اتلبناء 5،كاا أكد
كله أو بأجرة اعينة على حساب اتلاان اتلذي يعال فيه أو اتلعال اتلذي يقوم به يعتبر بحسب األصل انتهيا
6
اتلاتوتلدة عنه على اتلصانع و رب اتلعال ،تسليم اتلعال اقبوال و قيام رب اتلعال بدفع ثانه. بإنقضاء اإلتلتاااا
كاا خرج اتلاشرع عن هذا األصل و هذا ان خالل جعله اتلاقاول و اتلاهندس اتضاانين عن اتلخلل
7
اتلذي يصيب اتلبناء في ادة عشر سنوا .
به احكاة اتلنقض اتلفرنسية في قرارها اتلصادر بتاريخ 5690-50-50 هو نفس اإلتجاه اتلدي قض
-2عبد الرزاق أحمد السنهوري ،العقود الواردة على العمل ،ارجع سابق ،ص.511
و الذي يقضي »1أن المقاول يكون مسؤوال عن أية خسارة في البناء بمقتضى نص المادة 0492من
القانون المدني الذي ال يطبق إال على األشخاص المرتبطين مباشرة بعقد مع رب العمل « ،غير أن هذا
اإلتجاه انتقد على أساس أن قبول التسليم ال يضع حدا نهائيا للعقد على إعتبار أنه ال يعفي المقاول و المهندس
الفـــــــــرع الثالث
إن المسؤولية المبنية على القواعد العامة التي تطبق في حالة تخلف شروط المسؤولية الخاصة
للمهندس المعماري والمقاول تشمل المسؤولية التقصيرية فضال عن المسؤولية التعاقدية ،ورغم أن ما تقدم من
الحديث حول المهندس والمقاول يقتصر بالضرورة على نطاق العقد ،فإن اإلطار العقدي لدور المهندس والمقاول
ال ينفي مسؤوليتهما التقصيرية فإذا كان نطاق المسؤولية التعاقدية يقتصر على حالة اإلخالل بإلتزام تعاقدي فإن
كما قضت محكمة النقض المصرية في أحد أحكامها بأن :3مسؤولية المقاول والمهندس المعماري عن
خلل البناء بعد تسليمه ال يمكن إعتبارها مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل الضار .
وفي األخير ال يمكن إعتبار مسؤولية المقاول والمهندس المعماري عما يلحق البناء من تهدم أو عيوب
هي مسؤولية تقصيرية ،وهذا ما قضت به محكمة النقض المصرية في أحد أحكامها بقولها أن» مسؤزلية
52
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
المقاول والمهندس المعماري عن خلل البناء بعد تسليمه ال يمكن إعتبارها مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل
الضار « .1
ووفقا لما سبق ال يمكن القول بأن مسؤولية المقاول والمهندس المعماري عقدية بحثة وهذا نظ ار لعدم
إمكانية تطبيق أحكام القواعد العامة لهذا الضمان ،كما ال يمكن إعتبارها تقصيرية لعدم إمكانية إنكار طبيعة
العالقة بين كل من المقاول والمهندس المعماري مع رب العمل التي تظهر فيها الطبيعة التعاقدية ،في المقابل
يرى الفقه أن الرأي الراجح لمسؤولية المقاول والمهندس المعماري من طبيعة إستثنائية خاصة.
المطلــــــــب الثاني
تكون المسؤولية الخاصة لمقاول البناء والمهندس المعماري بتوافر مجموعة من الشروط تتعلق بعقد
المقاولة ،والبعض األخر يتعلق بضرورة وقوع التهدم أو العيب ،ولدلك وجب تقسيم هذا المطلب إلى فرعين،
نتناول في الفرع األول الشروط الموضوعية وفي الفرع الثاني الشروط الشكلية.
الفـــــــــــــــــرع األول
ويتطلب دلك ضرورة وجود عقد المقاولة ،و أيضا وقوع التهدم أو وجود عيب.
أوال :ضرورة وجود عقد مقاولة مباني أو منشآت ثابتة أخرى مع رب العمل
يشترط المشرع الجزائري مجموعة من الشروط من أجل تطبيق أحكام المسؤولية العشرية لمقاول البناء
والمهندس المعماري المنصوص عليها في المادة 555من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم وهذا بوجود
عقد مقاولة بين المقاول أو المهندس المعماري ورب العمل ،وال يمكن إثارة هذا الضمان إال في حالة توفر هذا
-1الطعن رقم 57لسنة 5ق-جلسة ،1434/1/5مشار إليه ،إبراهيم سيد أحمد ،مسؤولية المهندس والمقاول فقها وقضاءا ،مرجع
سابق،ص.41
53
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
ووفقا إلرتباط الضمان بالمسؤولية العقدية ،فإنه ال تقوم مسؤولية المقاول في حالة عالقته برب العمل
على اساس المجاملة أو في حالة كون العقد باطال أو حكم بإبطاله ،ففي هده الحاالت تطبق القواعد العامة في
1
المسؤولية التقصيرية بين األطراف.
إن رجوع رب العمل على المشيد وفقا ألحكام الضمان العشري في حالة وجود عقد مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاولة غير
كاف ،بل يشترط أن يكون هذا العقد مبرم مع رب العمل ،وهذا من خالل ما جاء به المشرع الجزائري في نص
المادة 550من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم والتي تنص على مايلي »:يجوز للمقاول أن يقتصر
على التعهد بتقديم عمله فحسب ،على أن يقدم رب العمل المادة التي يستخدمها. « .......
وتنص المادة 551من القانون المدني الجزائري على أنه» إدا قام المقاول بتقديم مادة العمل كلها أو
وتنص المادة 555من القانون المدني الجزائري على أنه» عندما يتم المقاول العمل ويضعه تحت
إن هذه النصوص القانونية تؤكد أن الطرف الثاني في عقد المقاولة هو رب العمل ،وبدلك فإن المقاولين
الفرعيين وغيرهم الدين لم يتعاقدوا بصفة مباشرة مع رب العمل على الرغم من مشاركتهم في عملية البناء ال
يخضعون لمسؤولية القواعد الخاصة في عالقتهم مع رب العمل األصلي 2،إال أنه ال يجوز لهدا األخير الرجوع
3
عليه بمقتضى قواعد المسؤولية التقصيرية.
-2محمد ناجي ياقوت ،مرجع سابق،ص– 31عبد الرزاق حسين يسن ،مرجع سابق،ص.135
55
العقد ،ولهذا قبل القول أن أحد األشخاص مسؤوال وفقا لهذا النظام ،البد أوال من التأكد من صحة التكييف
1
وعلى إعتبار إرتباط الضمان بالمسؤولية العقدية (عقد المقاولة) القانوني للعقد المبرم بينه وبين رب العمل،
فإنه ال تقوم مسؤولية المقاول إذا كانت عالقته مع رب العمل من عالقات المجاملة أو كان العقد باطال أو حكم
2
بإبطاله ،وبذلك تطبق القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية بين األطراف
إال أنه يمكن أن يكون العقد المبرم مع المهندس المعماري يجمع بين األعمال المادية والتصرفات
القانونية ،فف يما يخص مسؤولية المهندس المعماري مثل وضع التصميم والرسوم وعمل المقايسات ،وبين
مسؤوليته عن التصرفات القانونية كأن يتعاقد مع المقاولين المنفذين للمشروع ومراجعة حساباتهم ،فالدور الدي
ويمكن أن يتولى المقاول بنفسه عملية التشييد لحسابه الخاص وعلى أرض مملوكة له وبعدها يقوم
ببيعها للغير ،وبالتالي ال نكون بصدد عقد مقاولة إلستحالة نشوء هذا العقد-،المقاولة-بين كل من الشخص
4
ونفسه يمكن القول بأن المقاول قصد بأن يجمع بين صفته هده وصفته كرب العمل في نفس الوقت.
أما المشتري ال يمكنه الرجوع على البائع إال بمقتضى ضمان العيوب الخفية وفقا لنص المادة 973
5
وما بعدها من القانون المدني الجزائري.
54
كما ال يجوز للمقاول األصلي الرجوع على المقاولين من الباطن وفقا لقواعد الضمان المعماري بالرغم
1
من تواجد المقاول األصلي في مركز رب العمل في مواجهة المقاول الفرعي.
ثالثا :أن يكون موضوع عقد المقاولة إقامة مباني أو منشات ثابتة
فال يمكن مساءلة المقاول والمهندس المعماري وفقا ألحكام هذا الضمان ،إال إذا كانت األعمال التي
2
قام بتأديتها وردت على المباني أو المنشآت ثابتة األخرى.
-1تعريف المباني :يقصد بالمباني كل ما يرتفع فوق سطح األرض من منشآت ثابتة من صنع اإلنسان بحيث
يستطيع الفرد أن يتحرك بداخلها وأن يكون من شأنها توفير الحماية له،ولو جزئية ضد المخاطر الناتجة عن
3
المؤشرات الخارجية.
-2المنشآت الثابتة األخرى :يتجه الفقه الحديث 4إلى إعتبار أن أعمال البناء التي تغطيها المسؤولية الخاصة
للمهندس المعماري والمقاول يمكن أن تتعلق بغير المباني من المنشآت األخرى ،وهذا لتوفر صفة الثبات فيها.
كما يقصد بالمنشآت الثابتة كل عمل أقامته يد اإلنسان ثابتا في حيز من األرض متصال بها إتصال
القرار من خالل الربط بين مجموعة من المواد ،أيا كان نوعها غير قابل للفك بحيث يسهل على اإلنسان إنتقاله
5
أو سبيل معاشه.
ومن أجل تحديد مدى جسامة تهدم البناء والمنشآت الثابتة األخرى كليا أو جزئيا يقتضي األمر نذب
-1هذا ما أكده المشرع الجزائري في المادة 555من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم "وال تسري هده المادة على ما قد يكون للمقاول
من حق الرجوع على المقاولين الفرعيين".
-2محمد شكري سرور ،مرجع سابق ،ص.212
-3مدوري زايدي ،مرجع سابق ،ص.161
-4عبد الرزاق أحمد السنهوري ،مرجع سابق ،ص -.111محمد لبيب شنب ،مرجع سابق ،ص.162
56
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
1
خبير لفحص المبنى وهذا تحت السلطة التقديرية لقاضي الموضوع.
العيب هو دلك الخلل الدي يصيب المباني أو المنشآت الثابتة والدي تقتضي أصول الصنعة وقواعد
الفن خلوها منه 2كما نصت المادة 23من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 15ماي 1455المعدل والمتمم
على أنه» ....كل عيب في المواد أو المنتوجات ،أو عمل غير متقن من شأنه أن يهدد فو ار أو بعد مدة
وقد عرفته محكمة إستئناف ليون في فرنسا على أنه »3النقيصة التي تشوب الشئ عرضا ،وال تتواجد
كما قرر المشرع المصري ضمانا مشددة لكل من المهندس والمقاول لعيوب اإلنشاءات والبناء بنص
المادة 1/651مدني بأنه »:يضمن المهندس المعماري والمقاول متضامنين ما يحدث خالل عشر سنوات من
تهدم كلي أو جزئي فيما شيدوه من مباني أو أقاموه من منشآت ثابتة أخرى ،ودلك لو كان العيب في األرض
ذاتها ،أو كان رب العمل قد أجاز إقامة المشات المعيبة ،ما لم يكن المتعاقدان في هده الحالة قد أرادوا أن
وان إعذار المقاول بتعديل طريقة التنفيذ المعيب أو المنافي للعقد ،عدم وجوبه إذا كان إصالح العيب
مستحيال ،هذا وفقا لنص المادة 650مدني مصري ،4في حين تنص المادة 165من القانون المدني الجزائري
-5نقض 1475/1/21طعن رقم 4303لسنة50 ،ق ،مشار إليه ،عن إبراهيم سيد أحمد مسؤولية المهندس والمقاول فقها وقضاءا،
مرجع سابق،ص.47
57
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
المعدل والمتمم على أنه» يجبر المدين بعد إعذاره طبقا للمادتين 081و 080على تنفيد إلتزامه تنفيذا
وأيضا األضرار الداع ية للضمان هو ما يوجد في المباني والمنشآت من عيوب يترتب عليها تهديد متانة
البناء وسالمته ،كما يتبين أن الضمان في عقود مقاولة وتشييد مباني ومنشآت ثابتة يلحق فقط المقاول
والمهندس المعماري.1
الفــــــــــــــرع الثاني
يتعلق األمر هنا بالمدة الزمنية التي يجب خاللها السبب الموجب للضمان ،وجزاء الضمان من جهة ،وما مدى
تبدأ مدة الضمان العشري منذ تاريخ إعذار رب العمل باإلستالم وانهاء األعمال ،كما يجوز إثبات دلك
بك افة طرق اإلثبات ،كما تتعلق مدة الضمان العشري بالنظام العام في جانب حماية رب العمل وبالتالي ال يجوز
اإلتفاق على اإلقالل منها(المادة )653مدني مصري ،غير أنه يجوز اإلتفاق على مد مدة الضمان في حق كل
من المقاول والمهندس المعماري،كما حدد المشرع مدة ثالث سنوات ليمكن رب العمل من الرجوع بدعوى
2
الضمان العشري تبدأ من تاريخ إكتشاف العيب.
و في نطاق القانون المدني المصري كانت المادة 500/504من القانون الملغى "بأن المهندس
المعماري و المقاول مسؤوالن مع التضامن من خالل البناء في مدة عشر سنين ،و على ذات المنوال نهجت
58
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
المادة 651من القانون الحالي فنصت على أن »:يضمن المهندس المعماري و المقاول متضامنين ،ما يحدث
1
خالل عشر سنوات « .
كما يجب التفرقة بين مدة الضمان و مدة دعوى الضمان ،فمدة الضمان هي مدة صالحية و سالمة
البناء و خلوه من أي عيوب ،أما عن مدة دعوى الضمان فهي المدة التي منحها المشروع إلى رب العمل من
أجل رفع دعواه أمام القضاء إذا حدث عيب في المباني أو المنشآت سواء كان تهدم كلي أو جزئي ،و إذا ظهر
العيب خالل مدة الضمان و لم يبادر رب العمل برفع دعواه حتى نهاية المدة يسقط حقه في طلب إصالح
2
العيب أو التعويض.
كما يتحقق الضمان العشري خالل حدوثه في مدة عشر سنوات من وقت تسلم العمل و هي المدة
3
المحددة قانونا.
كما كانت تقضي القواعد العامة بأن الضمان ينتهي بتسليم رب العمل للمباني في حالة عدم وجود غش
من طرف المقاول و أن الضمان يكون قبل التسليم غير أن المشرع لخطورة المباني حدد فترة الضمان بعشر
4
سنوات.
فيشترط إذا إلثارة مسؤولة المقاول و المهندس المعماري أن يحدث الضرر الذي يضمناه في خالل عشر
سنوات ،تبدأ من وقت قبول العمل ،أي من وقت معاينة رب العمل للبناء و إقرار بمطالبته لما هو متفق
عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ،فإذا حرر محضر بالقبول بدأت المدة من تاريخ هذا المحضر ،أما إذا لم يحرر المحضر ،و أمكن
إستخالص القبول ضمنا من تسلم رب العمل للبناء من غير أي تحفظ ،فإن المدة تحتسب من تاريخ تسوية
1
المعمـ ـ ـ ــاري ،كما يقع عبئ اإلثبات على رب العمل بإعتباره هو من يدعي الضمان الخاص.
نصت المادة 555من القانون المدني الجزائري ،على أن مدة العشر سنوات تبدأ من وقت تسلـ ـ ـ ــم
العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ،وبما أن المقاول أو المهندس المعماري لديهما مصلحة في إتمام التسلم ولذلك يسعى للقيام به بالوفاق
ولهذا أعتبر المشرع الجزائري تسلم العمل إلتزام يقع على رب العمل أو من يمثله 3كما أن المشرع
الجزائري نص بصريح العبارة على أن مدة الضمان العشري تبدأ من وقت تسلم العمل نهائيا ،وضع بذلك حدا
ألي نزاع يمكن أن ينشأ بين األطراف فيما يخص تحديد نقطة بداية الضمان العشري.4
-2سمير عبد السميع األوذن ،ضمان العيوب الخفية التي تقع على عاتق بائع العقار ومشيدي البناء ،مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر
-9هذا ما نصت عليه المادة 555من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بأنه ":عندما يتم المقاول العمل ويضعه تحت تصرف رب
العمل،وجب على هذا األخير أن يبادر إلى تسلمه في أقب وقت ممكن بحسب ما هو جاري في المعامالت،فإذا إمتنع دون سبب مشروع عن
التسلم رغم دعوته إلى ذلك بإنذار رسمي،أعتبر أن العمل قد سلم إليه ويتحمل كل ما بترتب عن ذلك دون أثر".
-5وهذا خالفا للمشرع الفرنسي الذي جعل نقطة سريان مدة العشر سنوات من تاريخ تقبل رب العمل للعمل وهذا بموجب المادة 21/1132
التي تقضي بمايلي ":التسلم هو ذلك التصرف،الدي عن طريقه أو بواسطته يعلن رب العمل أنه قبل العمل سواء بتحفظ او بدون
تحفظ،ويحدث التسلم بناءا على طلب الطرف األكثر حرصا ،إما وديا ،واذا تعدر ذلك فبموجب حكم نهائي ،ويجب في جميع األحوال أن يتم
النطق به بحضور الطرفين ،أنظر محمد ناجي ياقوت ،مرجع سابق ،ص.15
60
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
لقد ذكر المشرع لفظ التسلم في المادة 555من ق.م.ج التي تقضي بأنه» عندما يتم المقاول العمل
ويضعه تحت تصرف رب العمل وجب على هذا األخير أن يبادر إلى تسلمه في أقرب وقت ممكن بحسب ما
هو جاري في المعامالت ،فإذا إمتنع دون سبب مشروع عن التسلم رغم دعوته إلى دلك بإنذار رسمي أعتبر
-2التعريف الفقهي :يختلف تعريف التسلم في كل من الفقه الفرنسي والفقه المصري والفقه الجزائري.
أ -الفقه الفرنسي :عرف الفقه الفرنسي تسلم العمل بأنه » هو التصرف الذي بواسطته رب العمل بأن
التنفيذ قد كان صحيحا «؛ وعرفه الفقيه" البان" بأنه» 2عملية حضورية موضوعها التحقق من إكتمال
األعمـــال ،ومن حسن تنفيذها طبقا إلشتراطات الصفقة« ؛ كما عرفه األستاد "" MALAURIE et AYNES
بأنه »3تصرف قانوني من جانب واحد يجري حضوريا والذي بواسطته يقرر رب العمل بالعمل « .
ب-تعريف الفقه المصري :عرف التسلم لدى الفقهاء العرب وبشكل خاص المصريون بأنه اإلستيالء المادي
للعمل المنجز ووضع اليد عليه من طرف رب العمل ،ووضعه تحت تصرفه بطريقة تمكنه من اإلستيالء
عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ،ويشمل أيضا معنى أخر ،وهو تقبل العمل والموافقة عليه وهذا للطبيعة الخاصة الدي يتميز بها عقد
المقاولة باعتباره يقع على عمل لم يتم البدء فيه بعد إبرام العقد ،ومن المعلوم أنه غير موجود في هذا
التاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخ ،لذلك كان من الضروري فحص ومعاينة رب العمل للعمل المنجز لفائدته والتأكد من تطابقه للشروط
المتفق عليها في العقد ،وأيضا لقواعد الفن وأصول الصنعة ،وبعدها يتم الموافقة عليه،4والقبول بهذا الشكل هو
-1
عكو فاطمة الزهرة ،مرجع سابق ،ص106
-5
عبد الرزاق أحمد السنهوري ،العقود الواردة على العمل ،الجزء السابع ،مرجع سابق ،ص.174
61
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
إقرار رب العمل بما قام به المقاول والمهندس من عمل بعد المعاينة واإلعتراف بأنه تم مطابقا لما هو متفق عليه
1
ووفقا لألصول الفنية
ج -تعريف التسلم في الفقه الجزائري :لقد عرف البعض التسلم بأنه »2التصرف الدي بواسطته المتعاقد-
صاحب العمل-يتقبل العمل المنجز بتحفظات أو بدونها ،وبصفة أخرى يوجد التسلم عندما يتقبل رب العمل
تسلم العمل الدي تم تسليمه إياه ،وذلك بعد إنتهائه من فحص توفر شروط المقاولة النوعية والقيمية
هي شروط موضوعية تتعلق بموضوع التسلم وشروط شكلية لضمان إتمام عملية التسلم.
-0الشروط الموضوعية :تتعلق هده الشروط بالعمل الدي سوف يتم تسليمه ،باإلضافة إلى وجوب إتمام
إنجـ ـ ـ ـ ــازه ،فال بد أن يكون مطابقا لما هو متفق عليه في العقد ولما تتطلبه أصول الصنعة
أ-إنجاز العمل محل العقد :بعد إنجاز العمل محل التعاقد فإن اإللتزام األساسي الدي يرتبه عقد المقاولة في ذمة
المقاول ،باعتبار أن عملية التسلم ال تتم إال بعد اإلنتهاء من إنجاز العمل محل عقد المقاولة ،وان عملية التسلم
ال تتم إال بعد إتمام وانجاز المقاول للعمل محل العقد ،وبالتالي ال يقصد بإنجاز العمل عملية التنفيذ ذاتها وانما
يقصد به إتمام العمل من طرف المقاول ،أي اإللتزام بتحقيق نتيجة ويتمثل في إقامة البناء بالنسبة للمقاول
ووضع التصميم بالنسبة للمهندس المعماري ،كما يجب على المقاول من الناحية العملية إخطار رب العمل
بصفة رسمية ،ولرب العمل مهلة عشرين يوما من أجل تحديد يوم التسلم واعالم كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافة األطراف المعنية
باألمر ،باإلضافة إلى ضرورة تحرير محضر تسليم مؤقت بقبول األعمال ومن غير تحفظات ،وفي حالة
وجودها تسجل في محضر مع إعطاء مهلة إلصالحها.3
-2
عكو فاطمة الزهرة ،مرجع سابق ،ص.105
62
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
ب-المطابقة :وهو أن يكون العمل مطابق لما هو متفق ومنصوص عليه في العقد وأيضا لقواعد الفن وأصول
الصنعة 1وفي حالة وجود خالف بين رب العمل والمقاول حول ما إذا كان العمل موافقا أو غير مطابق لشروط
العقد وأصول الفن يحق ألي منهما نذب خبير فني مختص وذلك على حسابه من أجل معاينة العمل واعطاء
تقرير أو تحرير محضر بدلك ،غير أن رأي الخبير مجرد رأي إستشاري بالنسبة للقاضي ،كما يمكن للقاضي أن
-2الشروط الشكلية :لم يتم تحديد شكل التسلم من قبل المشرع الجزائري في المادة 555من القانون المدني
الجزائري ،غير انه فيما يخص مقاوالت البناء قد إشترط القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 1455-05-15
ضرورة التسلم عن طريق تحرير محضر مؤقت يؤكد حصول عملية التسلم ويسجل فيها قبول األعمال بتحفظها
أو بدونها 3وكذا محضر نهائي يوقع عليه األطراف المعنية 4غير أن المشرع الفرنسي أوجب أن يكون التسلم
حضوريا بموجب المادة 6/1742المعدلة ،من خالل حضور كافة األطراف المعنيين باألمر ،وذلك ألسباب
مختلفة منها سرعة إتمام عملية التسلم ورعاية مصلحة المقاول في حالة وجود تحفظات من قبل رب العمل
5
واعطاه الفرصة إلبداء رأيه فيها
رابعا:شكل التسلم :يكون التسلم إما صريح أو ضمني ،فإذا كان صريحا قد يكون رضائيا وهو القاعدة العامة،
ويكون بناءا على طلب صاحب المصلحة وبرضاء أطرافه ،سواء كان الرضا شفاهة أو كتابة ،وقد يكون التسلم
ضمنيا ،بمعنى إتخاد موقف ال يدع للشك في أنه يعبر عن إرادة واعيـ ـ ـ ـ ــة في تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وتقبـ ـ ـ ـ ـ ــله.6
-1
عبد الرزاق حسين يس ،مرجع سابق ،ص.155
-6عبد الرزاق حسين يس ،مرجع سابق ،ص - .231محمد شكري سرور ،مرجع سابق ،ص.251
63
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
أ-التسليم المؤقت :بعد إنتهاء المقاول من إنجاز العمل محل المقاولة يقوم بإخطار رب العمل رسميا ،ويكون
لهذا األخير مدة عشرين يوما من أجل تحديد يوم التسلم ،وكذا إعالم كافة األطراف المعنية بدلك وتحرير
محضر تسليم مؤقت مع إبداء تحفظات إن وجدت 1كما يمنح لهما ضمان خاص وهو ضمان إتمام األعمال
ب-التسلم النهائي :بعد إنتهاء مدة ضمان األعمال واصالح المقاول كافة العيوب محل تحفظات في محضر
التسليم المؤقت ،يتم التسلم النهائي بنفس طريقة التسلم المؤقت ،ويتم تحرير محضر كما هو مبين في المادة
10/10من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ،1455/05/15أما في حالة عدم إنتهاء المقاول من إصالح
كافة العيوب مع إنتهاء مدة ضمان حسن اإلنجاز ،فال يتم التسليم النهائي ،ويظل مكان العمل حتى إنتهاء عملية
إصالح العيوب من طرف المقاول ،بعد اإلتفاق على على تمديد المدة بين األطراف على مقاول ثاني ويكون
سندرس في هذا الفرع جزاء الضمان العشري من حيث نوع التعويض و مداه .و التعويض هو ما للدائن
4
أي رب العمل من حق في الحصول على تعويض جب ار للضرر.
-2
عبد الرزاق حسين يس ،مرجع سابق ،ص.573
-3
عبد الرزاق حسين يس ،مرجع نفسه ،ص.252
-5عصام أنور سليم ،أسس الثقافة اإلسالمية في نظريات القانون و الحق و العقد ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية سنة 1554م ،ص.557
64
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
و تقضي القواعد العامة طبقا للمادة 203ق ،م 1،مصري بأنه »:يجبر المدين بعد إعذاره على تنفيذ
إلتزامه تنفيذا عينيا ،متى كان ذلك ممكنا ،على أنه إذا كان في التنفيذ العيني إرهاق للمدين جاز له أن
يقتصر على دفع تعويض نقدي ،إذا كان ذلك ال يلحق بالدائن ضر ار جسيما « .
كما أن الضمان العشري يخضع للقواعد العامة و بالتالي يقع على عاتق كل من المقاول و المهندس
المعماري و ذلك باإللتزام بتسليم البن اء سليما بحيث أن ظهور العيب فيه يعد إخالال باإللتزام مما يؤدي ذلك إلى
2
تعويض رب العمل.
أ-التنفيذ العيني
يعرف التعويض العيني بأنه إعادة الحالة إلى ما كانت عليه و هو األصل في الشريعة اإلسالمية التي
3
تقضي بأنه إذا كان الشيء الذي تلف أو أعدم مثليا وجب تعويضه بمثله ،و إذا قيما فنثمنه.
و األصل في التعويض أن يأخذ صورة التنفيذ العيني كأن يقوم الملتزم بالضمان بإعادة بناء الجزء
المتهدم أو إصالح العيب التي تهدد سالمة البناء ،بل قد يقتضي األمر إعادة تشييد البناء بأكمله و بعض
األجزاء السليمة التي ترتبط باألجزاء المعيبة إذا اقتضت ذلك طبيعة الفن المعماري.
كما أن جزاء إخالل بااللتزام بالضمان هو تطبيق المسؤولية العقدية و يعتبر عقد المقاولة خير تطبيق
لذلك،و كل هذا ال يعني أن هذا التعويض يكون فقط على المسؤولية العقدية ولكن يكون في جميع االلتزامات بما
كما نستق أر من نص المادة 171ق ،م ،مصري بأنه يمكن للقاضي بناء على طلب المضرور أن يأمر
-1تقابلها المادة 165ق ،م ،ج ،حيث تنص على أنه :يجبر المدين بعد إعداره طبقا للمادتين 081و 080على تنفيذ إلتزامه تنفيذا
عينيا ،متى كان ذلك ممكنا""
-2محمد حسين منصور ،المسؤولية المعمارية ،مرجع سابق ،ص.157
-3المقدم السعيد ،التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية (دراسة مقارنة) ط ،1دار الحداثة للطباعة و النشر و التوزيع،
65
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
1
بإرجاع األمر إلى ما كانت عليه في السابق أو أن يأمر بأداء معين يكون على سبيل التعويض.
كما تنص المادة 132الفقرة الثانية من القانون المدني الجزائؤي على أنه »:ويقدر التعويض بالنقد،على
أنه يجوز للقاضي،تبعا للظروف وبناء على طلب المضرور،أن يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه،أو أن
وأيضا إن إنتهاء الحكم إلى ثبوت إستحالة إصالح ما وقع من عيب في طريقة تنفيد عقد المقاولة ،فإن
2
قضاؤه يكون بالتعويض ،ومفاد دلك أنه لم ير محال للتنفيد العيني.
ب-التنفيذ بمقابل
ال يمكن للقاضي الحكم بالتعويض النقدي إذا طلب المالك التنفيذ العيني وكان ذلك ممكنا دون إرهاق
للمهندس أو المقاول ،وللمالك أن يطلب التنفيذ بمقابل إذا تعرض الملتزم بالضمان القيام بالتنفيذ
العين ـ ـ ـ ـ ــي،والقاضـ ـ ــي ليس ملزما أن يحكم بالتنفيذ العيني ،ولكن يتعين عليه أن يقضي به إذا كان ممكنا وطالب
به الدائن أو عرضه المدين ،ويستجيب القاضي لطلب المالك بالحكم بالتعويض النقدي حتى يقوم بنفسه أو من
خالل مقاول آخر باإلصالح الالزم للبناء المعيب ،في حالة الشك حول قدرة وصدق المقاول األصلي من أجل
القيام بالتنفيذ العيني ،3كما أن األصل في التعويض التنفيذي هو أن يكون مبلغا من المال.4
وفي حالة عدم قيام المقاول أو المهندس بإصالح الجزء العيب فإن ذلك يمكن المالك من االلتجاء
للقضاء بطلب ترخيص من أجل إصالح العيب على نفقة المدين وهذا في حالة ما إذا كان التنفيذ ممكنا.5
-2نقض مصري -1475/1/21الطعن رقم ،2034لسنة 50ق .مشار إليه ،إبراهيم سيد أحمد ،مسؤولية المهندس والمقاول فقها
ج-التعويض اإلضافي
1
ويشمل التعويض وفقا للقواعد العامة ما لحقه من خسارة وما فاته من كسب المادة 221ق م مصري
وبالتالي يشمل التعويض النفقات الالزمة إلعادة البناء إذا كان قد تهدم كله ،أو إلعادة بناء الجزء المتهدم ،أو
إلصالح العيب واذا كانت إعادة البناء أو اإلصالح لم تؤد إلى إصالح كل الضرر كأن ترتب عليها تشويه
منظر المبنى ،أو اإلخالل من منفعته ،مما خفض من قيمته اإليجارية ،كان لرب العمل الحق في التعويض
كما تنص المادة 152الفقرة األولى من القانون المدني الجزائري على أنه »:إذا لم يكن التعويض مقد ار
في العقد ،أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره ،ويشمل التعويض ما لحق من خسارة وما فاته من
كسب. « .......
وأيضا كما يمكن القاضي الحكم بالتعويض باستطاعته كذلك أن يحكم بتعويض إضافي للمالك نتيجة
اإلخالل بالضمان من قبل المقاول أو المهندس المعماري ،ويستحق ذلك نتيجة نقص في قيمة البناء أي عدم
3
إعادته إلى الحالة التي كانت عليه ولم يقم بإصالح العيب بشكل تام.
تسقط دعاوي الضمان بإنقضاء ثالث سنوات من وقت حصول التهدم أو إكتشاف العيب4؛ و عليه
فإن حصل التهدم أو ظهر العيب 5في السنة العاشرة ،يمكن لرب العمل رفع دعوى خالل ثالث سنوات من وقت
-1تقابله المادة 152ف 1ق م ج التي تنص على " :إذا لم يكن التعويض مقد ار في العقد ،أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره،
ويتمثل التعويض ما لحقه وما فاته من كسب"...
-2فتيحة قوة ،مرجع سابق ،ص .172
-3محمد حسيين منصور ،مرجع سابق ،ص.155
-4المادة 557من القانون المدني الجزائري المعدل و المتمم.
و يستثنى من ذلك حالة إتخاد المهندس و المقاول طرقا إحتيالية إلخفاء العيب ،بحيث إذا اكتشف رب العمل أن المقاول و المهندس -5
أستعمل طرق إحتيالية أو غش حمله لتسلم العمل دون التنبيه لهذا العيب فإن مدة دعوى الضمان ال تسقط إال بمرور مدة التقادم الطويل ،أنظر
عبد الرزاق حسين يس ،مرجع سابق ،ص..265
67
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
حصول التهدم أو ظهور العيب 1على عكس ما ذهب إليه المشرع الفرنسي الذي جعل مدة رفع دعوى الضمان
مرتبطة بمدة الضمان و بالتالي تنتهي بإنقضاء مدة الضمان ذاتها .و أيضا من حيث مدى سقوط الضمان مند
2
تاريخ البدء.
و بما أن مدة رفع الضمان تعتبر مدة تقادمها من خالل الرد عليها و هذا مثال كالمطالبة
القضائي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة 3،أو من خالل المعنيين بالضمان، 4أما في ما يخص الوقت فإن مدة التقادم فال تكون معرضة
5
للوقت أكثر من خمس سنوات.
تنص المادة 556من ق .م.ج على أنه »:يكون باطال كل شرط يقصد به إعفاء المهندس المعماري
و المقاول من الضمان أو الحد منه « ،كما تنص المادة 15من المرسوم 03/43المعدل و المتمم على أن
كل بند في العقد يكون الغرض منه إلغاء أو تحديد المسؤولية أو الضمانات المنصوص عليها في المادتين 1و
15و في المواد المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل ،أو تحديد مدتها إما عن طريق إبعاد تضامن
المقاولين من الباطن أو تحديده ،كما أنه من مبررات أحكام الضمان العشري ترجع ألهمية الضمان ،سواء لألمن
6
أو حماية السالمة العالمة لألشخاص من جميع المخاطر المترتبة على إنهيار المباني.
-5المادة 351من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم"ال يسري التقادم الدي تنقضي مدته عن خمس سنوات في حق عديمي األهلية
والغائبين والمحكوم عليهم بعقوبات جنائية إذا لم يكن لهم نائب قانونيا
-6محمد ناجي ياقوت ،مرجع سابق ،ص42
68
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
إن إعفاء المقاول و المهندس المعماري من الضمان تعتبر باطلة و هذا حسب نص المادة 556من
القانون المدني الجزائري ،و اإلعفاء هو كل شرط في العقد مقتضاه اإلتفاق على عدم الضمان مطلقا أو من
69
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ الفصـــــل الثاني
نستخلص من دراستنا لهذا الفصل أن مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد إتمام عملية البناء من
طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام أخر وهذا حسب ما نصت عليه المادة 555من القانون
المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية أو كما يطلق عليه بالضمان العشري ،حيث أنه من الشروط الواجب
توافرها فيها على إعتبار أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو شرط يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان
العشري ،والدي من صوره هو ضرورة وجود عقد مقاولة ،وأن ينعقد مع رب العمل ،وشرط أخر يخص األعمال
موضوع الضمان العشري والدي يتعلق بتشييد المباني أو إقامة منشآت ثابتة أخرى ،وأيضا ضرورة توافر شرط
أخر وهو يتعلق باألضرار الناتجة عن البناء من تهدم كلي أو جزئي أو وجود عيب في البناء ،يهدد صالبة
ومتانة وسالمة البناء ،كما يجب أيضا إحترام مدة الضمان العشري ،كما نالحظ من نص المادة 556من
القانون المدني الجزائري بأن الضمان العشري من النظام العام وبالتالي ال يجوز مخالفته ،والهدف من دلك هو
حماية فئة من المجتمع ال يعرفون في مسائل البناء ،كما جعل المشرع الجزائري هذه المسؤولية تبدأ من تاريخ
التسلم النهائي للعمل من قبل رب العمل ،ويمتد لعشر سنوات غير قابلة لإلنقطاع بما أنها مدة ضمان وليست
مدة تقادم.1
-1
مدوري زايدي ،مرجع سابق ،ص.256
70
الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـة
خاتمة
خاتمة
إن مسؤولية مقاول البناء و المهندس المعماري تختلف بحسب ما إدا كانت الحراسة للمقاول أو المهندس
المعماري ،أو الحراسة للمالك و تكون المسؤولية على أساس مسؤولية المتبوع عن عمل التابع ،كما يمكن أن
تنعقد الحراسة لعدة مقاولين فتكون المسؤولية تضامنية فيما بينهم في تعويض الضرر ،و أيضا يمكن للمضرور
االستناد إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء او أحكام المسؤولية عن الفعل الشخصي ،و مما ال
شك فيه أن المضرور ال يفضل اللجوء إلى المسؤولية الشخصية إال في حالة عدم توفر شروط المسؤولية عن
األشياء بل تكون المسؤولية عن حراسة اآلالت و األشياء أفضل للمضرور على اعتبار أن الخطأ مفترض ال
يقبل إثبات العكس ،أما فيما يخص المسؤولية عن البناء ترجع إلى قدرة الحارس في إثبات عدم وجود إهمال أو
في المبنى ،و إن قيام مقاول البناء بإنجاز مبنى يمكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالجيران أو المارة ،كما
أن مسؤولية المهندس أو المقاول مسؤولية قانونية أوجبها القانون حماية لمصالح صاحب العمل
غير الخبير بأمور البناء ,وحماية للمصلحة العامة ,لذا فان لها إحكاما ً خاصة ومشددة تختلف
عن المسؤولية العقدية أو التقصيرية .فهذه المسؤولية لها نطاق خاص بها من حيث األضرار
واألشخاص والمدة ففي حين أن المسؤولية العقدية تنطبق على كل األشخاص الذين يقومون
باإلخالل بعقودهم ,وتنطبق المسؤولية على كل األضرار التي قد تقع .
كما أنه بعد إتمام عملية البناء من طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام أخر وهذا حسب
ما نصت عليه المادة 555من القانون المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية أو كما يطلق عليه بالضمان
حيث أنه من الشروط الواجب توافرها فيها على اعتبار أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو شرط العشري،
يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان
71
خاتمة
كما أنه بعد إتمام عملية البناء من طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام
أخر وهذا حسب ما نصت عليه المادة 555من القانون المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية
أو كما يطلق عليه بالضمان العشري ،حيث أنه من الشروط الواجب توافرها فيها على اعتبار
أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو شرط يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان
العشـري ،والدي من صوره هو ضرورة وجود عقد مقاولة ،وأن ينعقد مع رب العمل ،وشرط أخر
يخص األعمال موضوع الضمان العشري والدي يتعلق بتشييد المباني أو إقامة منشآت ثابتة
أخرى ،وأيضا ضرورة توافر شرط أخر وهو يتعلق باألضرار الناتجة عن البناء من تهدم كلي أو
جزئي أو وجود عيب في البناء ،يهدد صالبة ومتانة وسالمة البناء ،كما يجب أيضا احترام مدة
الضمان العشري ،كما نالحظ من نص المادة 555من القانون المدني الجزائري بأن الضمان
العشري من النظام العام وبالتالي ال يجوز مخالفته ،والهدف من دلك هو حماية فئة من المجتمع
ال يعرفون في مسائل البناء ،كما نالحظ من خالل دراستنا في هذا البحث أن المشرع الجزائري
أخد على نهج كل من القانون المدني الفرنسي ،والقانون المدني المصري في نص المادة 555
من القانون المدني الجزائري حيث أكد على مبدأ المسؤولية العشرية ولذلك نضع االقتراحات
التالية:
-1إن تطور تقنيات البناء يدعو إلى ضرورة تعديل قانون مهنة المهندس المعماري من
خالل تحديد مهام المهندس المعماري وفصلها عن المهندسين األخرين وهذا من أجل
تسهيل تطبيق النصوص القانونية في الميدان المعماري ،وأيضا من أجل سهولة تحديد
التكييف القانوني للمهندس المعماري أمام القضاء ،كما نالحظ في الواقع العملي أنه
72
خاتمة
يكفي لكل شخص أن يكون له إمكانيات مالية كبيرة لممارسة مهنة مقاول البناء ،والدي
-2يتضح لنا بأن عقد المقاولة يشوبه القصور في بعض المسائل ،والنصوص القانونية نرى
ضروه تعديلها ،وهذا في نص المادة 555من القانون المدني الجزائري ،حيث لم يبين
خاصية أساسية تميز عقد المقاولة عن غيره من العقود ،وهي أن المقاول ينفد العمل محل
-3نرى ضرورة اتخاذ االحتياطات الالزمة من أجل أمن و سالمة الجيران و المارة ،كما قد
يصاب بالضرر ممن لهم صلة بعملية البناء و هذا كالعاملين أو القائمين عليه (المقاول و
المهندس المعماري) ،و كذا المستأجر ،و في األخير نطلب ضرورة احترام المسافة المحددة
قانونا التي تفصل المباني أو المنشآت الثابتة عن الجار ،و أخذ جميع االحتياطات الالزمة
لحماية المارة.
-5ضرورة تفعيل القوانين الموجودة لحماية العمال ،و مواكبة التطورات الحاصلة في هذا
الميدان ،وأيضا إلى ضرورة التأمين على مسؤولية كل من المقاول والمهندس المعماري ،كما تقوم
المسؤولية المدنية لمقاول البناء والمهندس المعماري على أساس ازدواج التنظيم التشريعي ،فإلى
جانب المسؤولية وفقا للقواعد العامة التي يمكن أن تنعقد وفقا ألحكام المسؤولية العقدية أو وفقا
73
خاتمة
-5كما يتوجب إدخال خبراء مختصين في هدا الميدان من أجل التقليل من أخطار تهدم البناء
وتعيبها ،وأيضا ضرورة إحداث التوا زن بين كل من مصالح رب العمل والمضرور والمقاول أو
المهندس المعماري.
-5كما يجدر من المشرع تعديل نص المادة 555ق.م ج في ظل تطور النشاط المعماري ،فمن
غير المقبول أن تظل المسؤولية عن األخطاء المهنية في النشاط المعماري محصورة وفق ما
استقرت عليه قوانيننا دون مواكبة تطور مهنة البناء واإلعمار .
-0يتعين على المشرع تعديل نص المادة 555من القانون المدني الجزائري ،من خالل توسيع
نطاق الضمان العشري من حيث األشخاص المسؤولين بأحكامه ،ليشمل باإلضافة إلى المقاول
والمهندس المعماري ،كل من يساهم في عملية البناء والتشييد ،خصوصا إذا كان مرتبطا مع رب
-5وأيضا ال بد من تمديد مدة الضمان العشري من عشر سنوات إلى عشرين سنة ألن مدة عشر
سنوات غير كافية إلختبار متانة البناء وسالمته في ظل عصر تشديد المنشآت والمباني
1
متطورة. الحديثة وما تتطلبه من إمكانيات الية كبيرة وتقنيات
74
قائمة المراجـــــــع
أوال :المصادر
قانون رقم 75-57مؤرخ في 62سبتمبر 5557يتضمن القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم
قانون 65-59المتعلق بالتهيئة والتعمير ،المعدل والمتمم بالقانون رقم 97-90المؤرخ في
50أوت،6990ج.ر.ع75
قانون رقم 90-55المؤرخ في 55فبراير 6955م ،يحدد القواعد التي تنظم لنشاط الترقية العقارية ،ج
المرسوم التشريعي رقم 75-50المؤرخ في 95مارس 5550المتعلق بنمودج عقد بيع بناء على
المرسوم التشريعي 95-50المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري،
اوت ،6990ج.ر.ع.75
المرسوم الرئاسي 679-96المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي رقم
،3331/33/31ج.ر،ع.33
75
مرسوم تنفيدي رقم 050-57المؤرخ في 5ديسمبر 5557يتعلق بإلزامية التأمين في البناء من
أمر رقم 90-92مؤرخ في 57يوليو سنة 6992يتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية
،ج.ر.ع.0
قرار وزاري مشترك مؤرخ في 65رمضان 5595الموافق ل 57مايو سنة 5555يتضمن كيفية
ممارسة اإلستشارة الفنية في ميدان البناء وأجر دلك،ج.ر.ع ،00المؤرخة في 62أكتوبر ،5552المعدل
ثانــيا :القوامـــــــــــــيس:
منجد اللغة واإلعالم ،الطبعة السادسة والعشرين ،دون سنة نشر ،دار المشرق ،بيروت ،لبنان
ثالثا :الكتب
د .إبراهيم سيد أحمد ،مسؤولية المهندس و المقاول فقها و قضاءا ،الطبعة األولى ،دار الكتاب
الجامعي الحديث ،االسكندرية ،سنة .3331
د .أنور العمروسي ،العقود الواردة على العمل في القانون المدني(المقاولة ،إلتزام المرافق
العامــــــــــــة ،عقد العمـــــــــــــــل ،عقد الوديعة ،عقد العارية) معلقــــــــــــا على نصوصـــــــها
المعارف،اإلسكندرية،مصر،3331، بالفقـــــــــــــه وأحكام النقض ،منشأة
د .أنور طلبة ،الوسيط في شرح القانون المدنــــــي ،الجــــــــــــــــــزء الرابــــع (العاريـــــــــــة،
المقاولـــــــــة ،الوكالــــــــــــة ،الحراسة) ،دار الفكر الجامعي اإلسكندرية مصر،3991 ،
د .بشير هدفي ،الوجيز في شرح قانون العمل ،جسور للنشر و التوزيع ،الطبعة الثانية 3313هـ -
3339م.
د .بن خروف عبدالرزاق ،التأمينات الخاصة في التشريع الجزائري ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة،
مطبعة ردكول ،الجزائر.3333،
76
د .سمير عبد السميع األوذن ،ضمان العيوب الخفية التي تقع على عاتق بائع العقار ومشيدي البناء،
مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية ،سنة. 3333
د .عبد الرزاق أحمد السنهو ري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،صف الملكية مع شرح مفصل
لألشياء واألموال ،الجزء الثامن دإر إحياء الثراث العربي بيروت ،لبنان.3993 ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسيط في شرح القانون المدني ،القود الواردة على العمـــــــل ،المقاولة و
الوكالة و الوديعة و الحراسة ،الجزء السابع دار أحياء التراث العربـــــــــــي ،بيروت لبنان3993 ،
د .عبد الرزاق حسيين ،المسؤولية الخاصة بالمهندس المعماري ومقاول البناء ،شروطها ،نطاق
تطبيقها ،الطبعة األولى ،القاهرة.3919 ،
د .عصام أنور سليم ،أسس الثقافة اإلسالمية في نظريات القانون و الحق و العقد ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية سنة. 3119 ،
د .غنية قري ،نظرية اإللتزام ،الطبعة األولى ،دار قرطبة للنشر و التوزيع 3331هـ 3339 -م.
د .قرة فتيحة ،أحكام عقد المقاولة ،منشأت المعارف ،اإلسكندرية.3919 ،
د .محمد حسين منصور ،المسؤولية المعمارية ،بدون دارنشر3331. ،
د .محمد حسين منصور ،أحكام اإللتزام ،الفعل الضار ،الفعل النافع ،القانون ،الدار الجامعية للطباعة
و النشر ،سنة 3333
د .محمد شكري سرور ،مسؤولية مهندسي و مقاولي البناء و المنشأة الثانية األضـــــــــــرار ،دار
الفكر العربي.3919 ،
د .محمد صبري سعدي،شرح القانون المدني الجزائري ،مصادر االلتزام ،الجزء الثاني الطبعة
الثانية. 3333،
د .محمد لبيب شنب ،شرح أحكام عقد المقاولة في ضوء الفقه والقضاء ،الطبعة الثانية ،منشأة
المعارف اإلسكندرية.3333 ،
د .محمد ناجي ياقوت ،مسؤولية المعماريين ،توزيع منشأة المعارف باإلسكندرية ،دار وهدان
للطباعة والنشر ،سنة نشر.
د .معوض عبد التواب ،المرجع في التعليق على نصوص القانون المدني ،المجلد السابع (اإليجار-
العارية-عقد المقاولة -إلتزام المرافق العامة -عقد العمل -الوكالة) ،الطبعة السادســـة ،مكتبة عالم الفكر
والقانون للنشر والتوزيع ،مصر. 3333 ،
77
د .المقدم السعيد ،التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية (دراسة مقارنة) ط ،3دار
الحداثة للطباعة و النشر و التوزيع ،بيروت ،لبنان.3111 ،
رابعا :المذكــــــرات
بلمختار سعاد ،المسؤولية المدنية للمهندس المعماري ومقاول البناء ،مذكرة ماجيستير ،تخصص
قانون العقود والمسؤولية ،تحت إشراف دنوني هجيرة .كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان،
.6995/6995
مدوري زايدي ،مسؤولية المهندس والمقاول في القانون الجزائري ،مذكرة ماجيستير ،فرع عقود
ومسؤولية ،تحت إشراف إقلولي ولد رابح صافية ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
.6995/6995
عكو فاطمة الزهرة ،إلتزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء ،مذكرة ماجيستير .فرع عقود
ومسؤولية ،تحت إشراف الغوتي بن ملحة ،كلية الحقوق بن عكنون ،حامعة الجزائر.6997/6990 ،
خامسا :المقاالت
ماجدة شاهيناز بودوح ،شهرزاد بوسطلة ،المسؤولية الجنائية للمهندس المعماري عن تهدم البناء،
مجلة المنتدى القانوني ،العدد الخامس ،قسم الكفاءة المهنية للمحاماة ،جامعة محمد خيضر بسكرة،
.6959
د .محمد حسين منصور ،المؤتمرات العلمية لجامعة بيروت العربية ،الجزء الثاني ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان
د .سميحة القليوبي ،الطبيعة القانونية لعقد األشغال(عقد المقاولة)،أستادة القانون التجاري ،مجلة
78
أحكام محكمة النقض الفرنسية.
أحكام محكمة النقض المصرية
79
الفهرس
-1فهرس المصطلحات القانونية
79
-1فهرس المصطلحات القانونية
80
-2فهرس الموضوعات
الصفحة العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان
5-1 مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
10 الفصل األول:مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيذ
10 المبحث األول :ماهية المقاول والمهندس المعماري عند التنفيذ
11 المطلب األول :مفهوم المقاول والمهندس المعماري
11 الفرع األول:تعريف المقاول لغة واصطالحا
11 أوال :تعريف المقاول في القانون المدني الجزائري
08 ثانيا تعريف المهندس المعماري
10 الفرع الثاني :دور المقاول والمهندس المعماري في عملية التنفيذ
10 أوال -دور المقاول في عملية التنفيذ
10 ثانيا :دور المهندس المعماري في عملية التشييد:
11 المطلب الثاني :مفهوم عقد المقاولة وتمييزها عن غيرها من العقود
11 الفرع األول :تـ ــعري ـ ــف عقد المقاولة وخصائصها
10 أوالً :تع ـ ـ ـريف عقد المقاولة
12 ثانيا :خصائص عقد المقاولة وتكوينه
12 -1خصائص عقد المقاولة:
81
11 المطلب الثالث :الطبيعة القانونية لمسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري
20 الفـ ـ ـ ـ ـ ــرع األول :المسؤولية التعاقدية لمقاول البناء والمهندس المعماري
11 الفـ ـ ــرع الثاني :المسؤولية التقصيرية
11 أوال :الحراسة أثناء فترة التنفيذ
22 -1الحراسة للمقاول أو المهندس
11 -1الحراسة للمالك
23 -1الحراسة لعدة مقاولين
14 ثانيا :نوع المسؤولية التي يستند إليها المضرور:
14 -1استناد المضرور إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء
15 -1استناد المضرور إلى أحكام المسؤولية عن الفعل الشخصي :
10 المضرور بمناسبة عمليات البناء ثالثا:
10 -1الغير المضرور ،األجنبي عن عملية البناء
10 -1الغير المضرور ،ممن لهم صلة بعملية البناء
14 المبح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث الثاني :ظوابط التامين على مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري
10 الف ـ ـ ـ ــرع األول:المسؤوليات الواجب التامين عليها
10 -1التأمين على المسؤولية المدنية والمهنية :
10 -1التامين على المسؤولية العشرية
36 الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع الثاني :أثر التامين
36 -1التزامات المؤمن له
37 -1حقوق المؤمن له
10 خالصة الفصل األول
41 الفصـ ـ ـ ـ ــل الثاني :مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ
41 المبحـ ـ ـ ـ ــث األول :الضمان العشري ( النطاق الشخصي للمسؤولية
العشريةوخصائصهاا)
41 المطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب األول :أطراف الضمان العشري
82
44 -1تعريف المراقب العقاري
45 الفرع الثاني:صاحب الحق في الضمان (األشخاص المستفيدون)
45 -1الدائن بالضمان
40 -1المدين بالضمان :
40 المطـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الثاني:خصائص المسؤولية العشرية
41 الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع األول:مسؤولية مفترضة بقوة القانون
41 أوال :إثبات المسؤولية
44 ثانيا:قوة القرينة
40 الفرع الثاني:مسؤولية تضامنية
40 المبحث الثاني:الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية وشروط قيامها
51 المطلب األول:الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية
51 الفرع األول:مسؤولية عقدية بحثة
51 الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع الثاني :مسؤولية عقدية قررها القانون
51 الفرع الثالث:مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل الضار
51 المطلب الثاني:شروط قيام المسؤولية العشرية
51 الفرع األول:الشروط الموضوعية لقيام المسؤولية العشرية
51 أوال:ضرورة وجود عقد مقاولة مباني أو منشآت ثابتة أخرى
55 ثانيا:أن يكون عقد المقاولة مع رب العمل
50 ثالثا:أن يكون موضوع عقد المقاولة إقامة مباني أو منشآت ثابتة
50 -1تعريف المباني
50 -1المنشآت الثابتة األخرى
51 رابعا:وجود العيب
54 الفرع الثاني:الشروط الشكلية(شرط المدة)
54 أوال:مدة الضمان العشري
01 ثانيا:نقطة بداية سريان مدة الضمان العشري
01 -1تعريف التسلم
01 -1التعريف الفقهي
01 ثالثا:شروط التسلم
01 -1الشروط الموضوعية
83
01 -1الشروط الشكلية
01 رابعا:شكل التسلم
04 -1التسليم المؤقت والتسليم النهائي
04 -1جزاء الضمان العشري
01 -1تقادم دعوى الضمان
11 خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفصل الثاني
11 خاتمة
15 قائمة المراجع
80 فهرس المصطلحات القانونية
81 فهرس الموضوعات
84
ملخص:
نتناول في هذا الملخص دراسة موضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري،حيث يتولى كل من المقاول
والمهندس المعماري أثناء ممارسة نشاطهما المهني في مجال أعمال التشييد والبناء القيام بمهام معينة،تدخل في
دائرة تخصصهما وخبرتهما،ويعد عقد المقاولة من أهم الوسائل القانونية التي تستعمل في نشاط البناء والتي
ترتبط بين كل من رب العمل والمقاول أو المهندس المعماري,
فأثناء تنفيد البناء،هناك مسؤوليت قانونية يمكن ن يخضع لها كل من مقاول البناء والمهندس المعماري،فقد
تكون جنائية وهذا في حالة قيام المهندس المعماري بأفعال تشكل جريمة عمدية أو من قبيل الخطأ،وقد تكون
مسؤولية تأديبية ‘إدارية والتي تكون بالنسبة للمهندس العامل في اإلدارة العمومية أو القطاع الخاص مثل
العزل من الوظيفة،مثلماينص عليه األمر رقم 60-60المؤرخ في 51يوليو 6660المتظمن القانون األساسي
للوظيفة العمومية،وقد تكون مسؤولية تأديبية نظامية والتي تكون من طرف المجلس الوطني لنقابة المهندسين
المعماريين حيث تمارس السلطة التأديبية إتجاه أعضائه نتيجة إرتكاب أي خطأ مهني أو أية مخالفة لألحكام
التشريعية والتنضيمية ،كما يمكن أن يتعرض كل من مقاول البناء والمهندس المعماري إلى المسؤولية المدنية
أصابه من أضرار سواء كانت مادية والتي هي موضوع دراستنا والتي تتمثل في تعويض المضرور عما
أو أدبية ،كما أعتمدت في دراسة هذا الموضوع على المجال المدني فقط ،نظرا لما تتمتع به المسؤولية المدنية
في هذا المجال المحدد بالذات دورا أساسيا في اإلرتقاء بمستوى العناية في تأدية أعمال البناء يفوق دور
المسؤولية الجنائية،كما يحتل هذا الموضوع أهمية كبيرة من الناحية العلمية حيث أنه تقل فيه الدراسات
القانونية،وله أهمية عملية في الحياة اإلقتصادية وحاجة المجتمع إلى السكن،كما يتعرض مقاول البناء والمهندس
المعماري للمسؤولية المدنية سواء قبل التنفيذ أو بعد التنفيذ،مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي:ماهي
الطبيعة القانونية لمسؤولية كل من مقاول البناء والمهندس المعماري؟ويتفرع عن هذه اإلشكالية إشكالية فرعية
وهي كمايلي:ماهي مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري قبل التنفيذ؟وماهي مسؤولية مقاول البناء
والمهندس المعماري
ولإلجابة على اإلشكالية والتساؤالت الفرعية أرتأينا إتباع المنهج اإلستقرائي التحليلي لنصوص أحكام القانون
المدني الجزائري والنصوص األخرى التي تنظم النشاط المعماري في الجزائر،وهذا دون التخلص من المنهج
المقارن بين الفنية واألخرى لكل من القانون المدني الجزائري والقانون المدني المصري والقانون المدني
الفرنسي،ولإلجابة على تلك اإلشكالية وفقا للمنهج المتبع نقسم دراستنا إللى فصلين،يتضمن الفصل األول
مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيذ،والذي قسم إلى مبحثين،تضمن المبحث األول ماهية المقاول
والمهندس المعماري قبل التنفيذ,
كما تطرقنا في المبحث الثاني إلى إلزامية التأمين على مسؤولية مقاول البتاء والمهندس المعماري،حيث أن
التأمين إلزامي على كل من مقاول البناء والمهندس المعماري من أجل تغطية مسؤوليتهما المدنية المهنية
والعشرية،وهذا حسب ما جاءت به المواد 571و 578من األمر 67-51المتعلق بالتأمينات المعدل والمتمم،كما
يتضح لنا من خالل المادة 586من األمر 67-51المعدل والمتمم أن إلزامية التأمين ال يسري على كل من
الدولة والجماعات المحلية،واألشخاص الطبيعيين عندما يبنون مساكن خاصة لإلستعمال العائلي،والمباني
العمومية التي يمكن ألصحابها سواء الطبيعيون أو المعنويون اإلستفادة من اإلعفاء من إلزامية التأمين على
المسؤولية المهنية والعشرية،أما فيما يخص المسؤوليات الواجب التأمين عليها هي كل من المسؤولية المدنية
والمهنية وفق ما جاءت به المادة 65من األمر ،67-51وكذا التأمين على المسؤولية العشرية المنصوص عليها
في المادة 115من ق,م,ج,مما يرتب التأمين إلتزامات تقع على عاتق المؤمن له،وهي إتخاذ بعض اإلحتياطات
الالزمة لتجنب وقوع الحوادث من خالل حسن إختيار اليد العاملة ومراعاة األصول والمقاييس الفنية المتعلقة
باإلنجاز،وأيضا اإللتزام بجمبع ما حددته المادة 51من األمر 67-51المعدل والمتمم،وحقوق يتحصل عليها
المؤمن له من خالل تأمين المؤمن له من الرجوع بالتعويض سواء فيما يخص المسؤولية المدنية
والعشرية،وكذا منأجل ضمان حصول المضرور على تعويض من جراء إصابته بأضرار أثناء عملية البناء.
أما بعد إتمام عملية البناء،نتطرق إلى مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ،حيث نكون مام نظام
أخروهو مانصت عليه المادة 115ق,م,ج ,وهوالمسؤولية العشرية أو كما يطلق عليها بالضمان العشري والذي
سنتناوله في المبحث األول باإلضافة إلى شروط قيامها ،وهذا من خالل تحديد أطراف الضمان العشري وهم
كل من المقاول والمهندس المعماري من جهة وصاحب العمل من جهة أخرى،مما ينبغي تحديد األشخاص
المسؤولين بالضمان ،فوفقا ألحكام المادة 115ق,م,ج ,نجد أنها أقرت أن الذين يخضعون ألحكام المسؤولية
العشرية هم كل من المهندسون المعماريون ومقاولوا البناء فقط،وثانيا أشخاص أخرون أضافهم المشرع في
نصوص خاصة نظرا لدورهم الفعال في عملية التشييد،وهم المراقبون التقنيون والمرقون العقاريون ،في حين
تنص المادة 015من القانون المدني المصري على أن عبئ الضمان يقع على عاتق كل من المقاول والمهندس
المعماري وبالتالي تكون المسؤولية بينهما بالتضامن وبذلك يكون األشخاص المستفيدون من ذلك هم كل من
الدائن بالضمان وهم األشخاص الذين تحميهم قواعد الضمان العشري،لكن األصل أن المستفيد األول هو رب
العمل نظرا إلرتباطهم بعقد مقاولة مع المقاول أو المهندس المعماري،وبعد وفاته ينتقل الحق في الضمان وإذا
تم التصرف في العقار أنتقل إلى خلفه الخاص.
كما تتحقق المسؤولية الخاصة بتوافر مجموعة من الشروط التي تتعلق بعقد المقاولة أو تهدم أو عيب في البناء
وهي شروط موضوعية،باإلضافة إلى شروط شكلية تتعلق بالمدة الزمنية التي يجب خاللها السبب الموجب
للضمان،والتي تبدأ منذ تاريخ إعذار رب العمل باإلستالم النهائي للعمل،كما حدد المشرع المصري مدة ثالث
سنوات ليتمكن رب العمل من الرجوع بدعوى الضمان العشري والتي يبدأ من تاريخ إكتشاف العيب ،ويتحقق
الضمان العشري خالل حدوثه في مدة عشر سنوات من وقت تسلم العمل ،في حين نجد أن المادة 115من
القانون المدني الجزائري نصت على أن مدة العشر سنوات تبدأ من وقت تسلم العمل يقع على عاتق رب العمل
أو من يمثله،واضعا بذلك حدا ألي نزاع يمكن أن ينشأ بين األطراف فيما يخص تحديد نقطة بداية الضمان
العشري،ولقد تم ذكر لفظ التسلم في المادة 118ق,م,ج،باإلضافة إلى المواد
6/115ق,م,ج،و115ق,م,ج،و108ق,م,ج.
إن مسؤولية مقاول البناء و المهندس المعماري تختلف بحسب ما إدا كانت الحراسة للمقاول أو المهندس
المعماري ،أو الحراسة للمالك و تكون المسؤولية على أساس مسؤولية المتبوع عن عمل التابع ،كما يمكن أن
تنعقد الحراسة لعدة مقاولين فتكون المسؤولية تضامنية فيما بينهم في تعويض الضرر ،أما فيما يخص
المسؤولية عن البناء ترجع إلى قدرة الحارس في إثبات عدم وجود إهمال أو تعيب في المبنى ،و إن قيام مقاول
البناء بإنجاز مبنى يمكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالجيران أو المار،كما أنمسؤولية المهندس أو
المقاول مسؤولية قانونية أوجبها القانون حماية لمصالح صاحب العمل غير الخبير بأمور البناء ,وحماية
للمصلحة العامة ,لذا فان لها إحكاما ً خاصة ومشددة تختلف عن المسؤولية العقدية أو التقصيرية .فهذه
المسؤولية لها نطاق خاص بها من حيث األضرار واألشخاص والمدة ففي حين أن المسؤولية العقدية تنطبق
على كل األشخاص الذين يقومون باإلخالل بعقودهم ,وتنطبق المسؤولية على كل األضرار التي قد تقع
كما أنه بعد إتمام عملية البناء من طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام أخر وهذا حسب ما
نصت عليه المادة 115من القانون المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية أو كما يطلق عليه بالضمان
العشري ،حيث أنه من الشروط الواجب توافرها فيها على اعتبار أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو
شرط يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان العشـري ،والدي من صوره هو ضرورة وجود عقد مقاولة
،وأن ينعقد مع رب العمل ،وشرط أخر يخص األعمال موضوع الضمان العشري والدي يتعلق بتشييد المباني
أو إقامة منشآت ثابتة أخرى ،وأيضا ضرورة توافر شرط أخر وهو يتعلق باألضرار الناتجة عن البناء من
تهدم كلي أو جزئي أو وجود عيب في البناء ،يهدد صالبة ومتانة وسالمة البناء ،كما يجب أيضا احترام مدة
الضمان العشري
Résumé:
Pour répondre à ce problème et les questions sous nous avons décidé de suivre les textes analytiques
approche inductive des dispositions du Code civil de dispositions algériens et d'autres qui régissent
l'activité de l'architecture en Algérie, et ce, sans se débarrasser de l'approche comparative entre la
technique et l'autre pour chaque du Code civil de la loi civile algérienne et égyptienne et le droit civil
français, et la réponse à ce problème, selon approche de diviser notre étude qui a utilisé deux
chapitres, le premier chapitre comprend la responsabilité de l'entrepreneur et l'architecte avant
l'exécution, qui a été divisé en deux sections, la première section de ce assure l'entrepreneur et
l'architecte avant la mise en œuvre,
Comme nous avons parlé dans la deuxième partie de l'assurance obligatoire de la responsabilité de
l'entrepreneur Albta et architecte, que l'assurance est obligatoire pour tous de l'entrepreneur en
construction et l'architecte afin de couvrir la responsabilité du point décimal civile et professionnelle,
et c'est en fonction de ce que lui apporta des articles 175 et 178 de l'ordonnance 95-07 relative aux
assurances, modifiée et complétée , comme le montre clairement à nous par l'article 182 de
l'ordonnance 95-07 modifiée et complétée que l'assurance obligatoire ne s'applique pas à toutes les
communautés nationales et locales, et des personnes physiques quand ils construisent des
logements spéciaux pour l'utilisation des bâtiments privés et publics qui pourraient être à leurs
propriétaires, qu'il s'agisse de personnes physiques ou morales pour profiter de l'exonération de
obligatoire assurance et décimal de responsabilité professionnelle, ce qui concerne les
responsabilités d'être assuré est à la fois la responsabilité civile et professionnelle selon ce qui est
venu par l'article 29 de l'ordonnance 95-07, ainsi que décimal d'assurance de responsabilité prévu à
l'article 554 de la S, M C, qui organise obligations d'assurance incombe à l'assuré, qui est de prendre
des précautions nécessaires pour éviter les accidents par bon choix pour le travail et une procédure
régulière et normative réalisation technique, ainsi que l'obligation Bdjemba comme spécifié à l'article
15 de l'ordonnance 95-07 modifiée et complétée, et les droits obtenus par l'assuré de en
garantissant à l'assuré de se référer à une indemnisation à la fois en termes de responsabilité civile et
de décimales, ainsi que veiller à ce que la rémunération Crochets blessés à la suite de son
endommagés pendant le processus de construction.