مسؤولية المقاول والمهندس المعماري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 100

‫جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬أم البواقي‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم ‪:‬الحقوق‬

‫مسؤولية المقاول والمهندس‬


‫المعماري‬
‫مذكـــرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‬
‫شعبة الحقوق‪ -‬تخصص ‪ :‬قانون أعمال‬
‫الطالب ‪:‬حسام الدين بورنان‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫‪ -1‬جباري فتيحة أستاذ مساعد أ جامعة أم البواقي‬
‫مشرفاومقرر‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫‪ -2‬وهاب حمزة أستاذ مساعد أ‬
‫عضوا ممتحنا‬ ‫‪ -3‬زغالمي حسيبة أستاذ مساعد ب جامعة أم البواقي‬

‫السنة الجامعية‪2112-2113 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫أول الشكر وآخره هلل العلي القدير الذي منحنا الصحة والقوة والعزم‬

‫إلنجاز هذا العمل وإتمامه‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل ‪....‬وبعد‬

‫يشرفني بأن أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير واإلمتنان والعرف ان‬

‫بالجميل إلى أستادي وهاب حمزة على قبوله اإلشراف على مذكرتي‬

‫ولما لمسته من صدر رحب وتوجيه سديد ونصائح قيمة ومثمرة‬

‫كان لها األثر البالغ‬

‫في إنجاز هذا العمل‬

‫أسأل اهلل العلي القدير أن يثيبه خير الثواب إنه سميع مجيب الدعاء‬

‫إلى األساتدة الدين قبلوا مناقشة هذا البحث كما أشكر كل من أعانني في إنجاز هذا‬

‫البحث سواء من قريب‬

‫أو بعيد‬
‫إهداء‬

‫إلى من تغمده اهلل في واسع رحمته‬

‫والدي‬

‫إلى والدتي أطال اهلل في عمرها‬

‫إلى إخوتي األعزاء‬

‫وإلى أستادي وهاب حمزه‬

‫وإلى كل طالب علم وكل من مد لي يد العون والمساعدة‬

‫وشكرا‬
‫قائمة المختصرات‬

‫جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫جر‬

‫‪:‬صفحة‬ ‫ص‬

‫‪:‬من الصفحة ‪.....‬إلى الصفحة‪......‬‬ ‫ص‪-‬ص‬

‫‪:‬قانون مدني جزائري‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫‪:‬عدد‬ ‫ع‬

‫‪:‬طبعة‬ ‫ط‬

‫‪:‬القانون المدني الفرنسي‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ف‬


‫م ـ ـقدمـ ـ ـة‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫مقدمة‬

‫أ‪-‬تقديم الموضوع‪:‬‬

‫يتولى كل من المهندس المعماري والمقاول بمناسبة ممارسة نشاطه المهني في مجال أعمال التشييد‬

‫والبناء القيام بمهام معينة‪ ،‬تدخل في دائرة تخصصه ونطاق خبرته‪ ،‬وتتميز فوق كل شيىء بخطورة األضرار‬

‫التي يمكن أن تترتب على أي خطأ أو إهمال أو عدم إتخاذ اإلحتياطات الالزمة في تأديتها‪ ،‬سواء بالنسبة‬

‫ألصحاب العمل أنفسهم‪ ،‬أو بالنسبة لغيرهم من األشخاص اآلخرين الدين يمكن أن يتضرروا إثر تهـ ـ ـ ـدم‬

‫(‪)1‬‬
‫إضافة إلى تدخل أشخاص آخرين وهذا مثل المرقي‬ ‫البنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاء( كالسكان والجيران والمارة) في الطريق العام‬

‫(‪)2‬‬
‫العقاري‬

‫ويعد عقد المقاولة من أهم الوسائل القانونية التي تستعمل في نشاط البناء‪ ،‬بحيث يخضع عقد المقاولة‬

‫وفقا لقواعد التهيئة والتعمير وقد تلجأ الدولةإليه في إطار(‪)4‬الصفقات‬ ‫(‪)3‬‬


‫على المباني ألحكام القانون المدني‬

‫العمومية وفقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 632 -01‬المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫فأثناء تنفيذ البناء‪ ،‬أو المنشأة الثابتة األخرى‪ ،‬فهناك مسؤوليات قانونية يمكن أن يخضع لها كل من‬

‫مقاول البناء والمهندس المعماري‪ ،‬فقد تكون جنائية أو مدنية أو تأديبية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد ناجي يقوت‪ ،‬مسؤولية المعماريين‪ ،‬توزيع منشأة المعارف باإلسكندرية ‪ ،‬دار وهدان للطباعة والنشر‪ ،‬دون سنة نشر‪ ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪-2‬‬
‫ويسمى أيضا المتعاملين في الترقية العقارية حسب المادة ‪ 13‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 13 -33‬المؤرخ في ‪ 0333-10-13‬المتعلق‬

‫بالنشاط العقاري ‪ ،‬ج‪ ،‬ر عدد ‪ 01‬ملغى بالقانون رقم ‪ 11 -00‬مؤرخ في فبراير سنة ‪ 6100‬يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية‬

‫العقارية‪،‬باستثناء المادة‪.67‬‬

‫‪-3‬‬
‫أمر رقم ‪ 75 -77‬المؤرخ في ‪ 62‬سبتمبر ‪ 0377‬يتضمن التقنين المدني الجزائري ‪،‬معدل ومتمم‪.‬األمانة العامة‬

‫للحكومة‪www.joradp.dz.‬‬

‫‪ -1‬وذلك بمفهوم المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 632 – 01‬مؤرخ في ‪ 17‬أكتوبر يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪،75‬‬

‫المعدلة بالمرسوم الرئاسي رقم‪ 13-03‬المؤرخ في ‪،6103/10/03‬ج‪.‬ر‪،‬ع‪ ،16‬ص‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫فالمسؤولية الجنائية تثور في حالة قيام المهندس المعماري بأفعال تشكل جريمة عمدية أو من قبيل‬

‫الخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأ‪ ،‬ومن المقرر أن الخطأ الجنائي له عدة صور‪ ،‬تتمثل في اإلهمال والرعونة وعدم اإلحتراز وعدم مراعاة‬

‫القوانين والق اررات واللوائح واألنظمة‪ ،‬وبالتالي يكون المهندس المعماري معرضا للعقوبة الجنائية المقررة والمناسبة‬

‫للجرم المرتكب‪ ،‬وتتولى النيابة العامة بحسب األصل‪ ،‬تحريك الدعوى الجنائية ضد المهندس المعماري وتقديمه‬

‫للمحاكمة وطلب توقيع العقوبة المقررة عليه(‪.)1‬‬

‫كما أن المهندس هو المسؤول عن التصاميم واعداد الرسومات وفي حالة مخالفته لها‪ ،‬وأدى ذلك إلى‬

‫(‪)2‬‬
‫إنهيار البناء أو إصابة أو موت أحد األشخاص تعرضه إلى عقوبة جنائية‬

‫أما المسؤولية التأديبية اإلدارية تكون بالنسبة للمهندس العامل في اإلدارة العمومية أو القطاع‬

‫الخاص‪ ،‬مثل العزل من الوظيفة‪ ،‬مثلما ينص عليه األمر رقم ‪ 13-12‬المؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ 6112‬المتضمن‬

‫‪4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫على النظام التأديبي والعقوبات التأديبية في الباب السابع من هذا القانون‬ ‫القانون األساسي للوظيفة العمومية‬

‫(‪)5‬‬
‫تكون من طرف المجلس الوطني لنقابة المهندسين المعماريين‬ ‫أما المسؤولية التأديبية النظامية من المادة ‪67‬‬

‫السلطة التأديبية إتجاه أعضائه عن أي خطأ مهني وأية مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية التي يخضع لها‬

‫المهندس المعماري في ممارسة مهنته ال سيما‪:‬‬

‫‪ -‬خرق التشريع في نطاق المسؤولية‬

‫‪ -‬خرق القواعد المهنية والمساس بقواعد شرف ممارسة المهنة‬

‫‪ -1‬محمدحسين منصور ‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،6113 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪ -3‬أنظر أمر رقم ‪ 13 -12‬مؤرخ في ‪ 07‬يوليو سنة ‪ 6112‬يتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية ج‪ ،‬ر عدد ‪.3‬‬

‫‪ -1‬ماجدة شهيناز بودوح‪ ،‬شهرزاد بوسطلة‪ ،‬المسؤولية الجنائية للمهندس المعماري عن تهدم والبناء‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد‬

‫الخامس‪ ،‬قسم الكفاءة المهنية للمحاماة ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.063‬‬

‫‪ -5‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 17 -31‬المؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ 0331‬والمتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسته مهنة المهندس المعماري‬

‫ج ر ص ‪7‬و‪ . 5‬عدد‪.36‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫‪ -‬عدم إحترام النظام الداخلي لنقابة المهندسين المعماريين ‪.‬‬

‫والمسؤولية المدنية التي هي موضوع دراستنا تتمثل في تعويض المضرور عما أصابه من أضرار سواء‬

‫كانت مادية أو أدبية‪ ،‬وهذا عن طريق رفع دعوى مدنية من طرف المضرور‪ ،‬وفي حالة وجود دعويان جنائية‬

‫مدنية‪ ،‬فيحق للمضرور الخيار إما اإللتجاء إلى القضاء المدني أو اإلدعاء بالحق المدني أمام المحكمة الجنائية‬

‫(‪)1‬‬
‫من أجل النظر في الدعوى‪.‬‬

‫في حين نجد أن المشرع الجزائري قد نص على مسؤولية المهندس المعماري بسبب عيب في التشييد وفقا‬

‫لنص المادة ‪ 771‬من القانون المدني الجزائري (‪.)2‬‬

‫ولقد أعتمدت في دراسة في تحديد نطاق دراسة موضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري على‬

‫المسؤولية المدنية فقط ‪ ،‬نظ ار لما تتمتع به المسؤولية المدنية في هذا المجال الموحد بالذات دو ار أساسيا في‬

‫االرتقاء بمستوى العناية مبذولة في تأدية أعمال البناء يفوق دور المسؤولية الجنائية‪،3.‬وأيضا بالتوافق مع‬

‫التخصص الدي أدرس فيه وهو قانون األعمال‪،‬مما أدى بي إلى دراسة هذه المسؤولية من الناحية المدنية فقط‪.‬‬

‫ب‪-‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫وتتمثل أهمية دراسة هذا الموضوع‪ ،‬في أنه موضوع تقل فيه الدراسات القانونية‪ ،‬على عكس الناحية‬

‫التقنية أين يحض بدراسة وافرة‪ ،‬والشيء الذي يجعل رجال القانون يلقون صعوبات في كيفية تفسيير وتطبيق‬

‫القانون المعماري‪ ، 4‬أيضا لما له من أهمية في الحياة االقتصادية واالجتماعية من خالل تشييد المباني وحاجة‬

‫المجتمع إلى السكن‪.‬‬

‫‪ -1‬ماجدة شهيناز بودوح ‪ ،‬وشهرزاد بوسطلة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪066‬‬

‫‪ -2‬أنظر إلى المواد ‪ 771‬وما بعدها من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪ -3‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 1‬هامش ‪.6‬‬

‫‪ -1‬مدوري زايدي‪ ،‬مسؤولية المقاول والمهندس المعماري في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬فرع عقود ومسؤولية‪ ،‬تحت إشراف إقلولي‬

‫رابح ولد صافية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬ص‪3‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫ت‪-‬أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن إختياري لموضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري مبني على دوافع شخصية تكمن في معرفة‬

‫مختلف جزئيات هذا الموضوع ‪ ،‬وهذا من حيث تحديد مسؤولية كل من المقاول والمهندس المعماري سواء قبل‬

‫التنفيذ أو بعد التنفيذ‪ ،‬أما الدوافع العلمية التي أدت بي إلى إختياري لهذا الموضوع تكمن في قلة الدراسات من‬

‫قبل الباحثين في الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى األهمية البالغة لهذا الموضوع‪ ،‬من خالل معرفة كل من يهمه األمر من‬

‫قانونيين وأفراد المجتمع بمسؤولية كل من المقاول والمهندس المعماري‪.‬‬

‫ث‪-‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫إن بحثنا لموضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري يهدف إلى الوصول في النهاية إلى تحقيق‬
‫أهداف عملية وأخرى علمية ‪،‬هي أهداف علمية تتمثل في تحديد المسؤوليات التي يمكن أن يتعرض لها كل من‬
‫مقاول البناء والمهندس المعماري سواء قبل التنفيذ ‪ ،‬أو بعد التنفيذ‪.‬‬

‫وأهداف عملية تتمثل في السعي إلى القضاء على األخطار التي يتسبب فيها كل من مقاول البناء‬
‫والمهندس المعماري كالخطأ في التصميم ‪،‬التهدم الجزئي ‪،‬والكلي للبناء‪ ،‬أو المنشآت الثابتة األخرى ‪،‬أو على‬
‫األقل محاولة التقليل من األضرار عن طريق توعية أفراد المجتمع بالقوانين الموجودة في هذا المجال ‪ ،‬وتوفير‬
‫حماية أكثر ألرباب العمل والمنتفعين بالمباني و المنشأة والسعي مستقبال إلى مواكبة التطورات الحاصلة في هذا‬
‫الميدان‪ .‬وأيضا من أجل فتح المجال للغير من الدارسين والباحثين إلجراء مزيد من البحوث في هذا‬
‫الموض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوع‪ ،‬في ظل قلة الدراسات والبحوث القانونية في الوقت الحالي‪ ،‬وأيضا من أجل إثراء رصيد المكتبة‬
‫بهذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫ج‪-‬اإلشكالية‪:‬‬
‫وقد يتعرض مقاول ل البناء والمهندس المعماري للمسؤولية المدنية سواء قبل التنفيذ أو بعد التنفيذ وهذا‬
‫نتيجة األضرار التي يمكن أن يتسببا فيها للغير‪ ،‬مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي‪ :‬ما هي الطبيعةالقانونية‬
‫لمسؤولية كل من مقاول البناء والمهندس المعماري ؟ ويتفرع على هذه اإلشكالية العامة إشكالية فرعية وهي كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫‪ -0‬ماهي مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري قبل التنفيذ؟‬


‫‪ -6‬ماهي مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري بعد التنفيذ؟‬
‫ح‪-‬المنهج المتبع ‪:‬‬
‫من أجل اإلجابة على اإلشكالية والتساؤالت الفرعية‪،‬يرى الباحث إتباع المنهج االستقرائي و التحليلي‬
‫لنصوص أحكام القانون المدني الجزائري ‪ ،‬والنصوص األخرى التي تنظم النشاط المعماري في الجزائر وبذلك ال‬
‫يعني التخلص من المنهج المقارن بين الفنية واألخرى لكل من القانون المدني الجزائري والقانون المدني المصري‬
‫والقانون المدني الفرنسي ‪.‬‬
‫خ‪-‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لم يحض موضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بالدراسة الكافية من قبل الباحثين في‬
‫الجزائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‪ ،‬حيث سجلنا أثناء إعدادنا لهذا البحث قلة المراجع الجزائرية بشأن هذا الموضوع‪ ،‬كما سجلنا قلة‬
‫الدراسات في هذا الموضوع إذ نجد في مذكرة الماجيستير لمدوري زايدي لم ينظر لمسؤولية المقاول والمهندس‬
‫المعماري من الوجهة المقارنة‪ ،‬وهذا ما سوف أسعى إليه في هذه المذكرة ‪،‬كما نجد في مذكرة عكو فاطمة الزهرة‬
‫أنها تناولت موضوع عقد المقاولة بشكل كامل‪ ،‬في حين تطرقت في هذه المذكرة لعقد المقاولة كأحد عناصر‬
‫الموضوع‪ ،‬أما في مذكرة بلمختار سعاد نجدها أنها تطرقت لمسؤولية المقاول والمهندس المعماري في ضوء‬
‫القواعد العامة والخاصة ‪ ،‬في حين تطرقت في هذه المذكرة إلى مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيذ‬
‫أو بعد التنفيذ‪.‬‬
‫ولالجابة على تلك االشكالية‪ ،‬وفقاً للمنهج المتبع نقسم دراستنا الى فصلين‪ ،‬حيث يتضمن الفصل االول‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيذ‪ ،‬الذي قسم الى مبحثين تضمن المبحث األول ماهية المقاول‬
‫والمهندس المعماري عند التنفيذ‪ ،‬أما المبحث الثاني إلزامية التأمين على مسؤولية مقاول البناء والمهندس‬
‫المعماري‪ .‬أما بالنسبة للفصل الثاني الذي تضمن مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‪ ،‬الذي تضمن‬
‫مبحثين في المبحث االول تطرقنا الى الضمان العشري‪ ،‬و الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية وخصائصها في‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫مسؤولية المق اول والمهندس‬
‫المعماري قبل التنفيذ‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫الفصل األول‬
‫مسؤولية المقاول و المهندس المعماري قبل التنفيذ‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫يرتبط رب العمل مع المقاول والمهندس المعماري بعقد مقاولة من أجل إنجاز المشروع الدي يرغب في‬

‫تشييده‪ ،‬مما يؤدي إلى نشوء إلتزامات في حق كل من المقاول والمهندس المعماري‪ ،‬فيلتزمان بتنفيذ ما تم اإلتفاق‬

‫عليه في العقد وهذا باحترام األجال والشروط المنصوص عليها في العقد‪ ،‬وان اإلخالل بأي إلتزام عقدي يرتب‬

‫المسؤولية العقدية‪ ،‬غير أنه قد يقصر مقاول البناء والمهندس المعماري في أداء مهامهما بالشكل المطلوب مما‬

‫يؤدي إلى اإلضرار برب العمل وهنا يمكن أن تعرض فيها للمسؤولية التقصيرية ‪،‬ويمكن أن تتعدى المسؤولية إلى‬

‫أشخاص أخرين لهم صلة بعملية البناء( كالعاملين والمقاول والمهندس) أو تمتد إلى أشخاص أجانب ليس لهم‬

‫صلة بعملية البناء (كالجيران والمارة)‪،‬مما يثير مسؤوليتهما عن ذلك‪،،1‬كما يتطلب ضرورة إكتتاب عقد تامين‬

‫لتغطية مسؤوليتهما المدنية‪ ،‬وللتوضيح أكثر نقسم هذا الفصل إلى مبحثين ‪،‬نتطرق في المبحث األول إلى ماهية‬

‫المقاول والمهندس المعماري عند التنفيذ ‪ ،‬وفي المبحث الثاني إلى إلزامية التأمين بالنسبة لكل من المقاول‬

‫والمهندس المعماري‪.‬‬

‫المبحـــــــــــــــــث األول‬
‫ماهية المقاول والمهندس المعماري‬
‫إن إقامة المباني والمنشآت يتطلب وجود دوي الخبرة واالختصاص ‪،‬وهما كل من المقاول والمهندس‬

‫المعماري‪ ،‬ويلزم لدلك وجود عقد مقاولة من أجل إبرام العقد بين الطرفين (المقاول ورب العمل)‪ ،‬وبذلك سوف‬

‫في هذا المبحث على مفهوم المقاول والمهندس المعماري في مطلب أول‪ ،‬وتعريف عقد المقاولة‬ ‫نتعرف‬

‫وخصائصها وتمييزها عن غيرها من العقود في مطلب ثاني‪.‬‬

‫قانون أعمال‪ ،‬تحت إشراف دنوني‬ ‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬المسؤولية المدنية للمهندس المعماري ومقاول البناء‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪،‬‬
‫هجيرة‪ 8002/8002،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫المطـلـــــــــــــــب األول‬

‫مفهوم المقاول والمهندس المعماري‬

‫تختلف وتتعدد تعاريف المقاول والمهندس المعماري سواء لغة أو اصطالحا أو في القانون المدني‬
‫الجزائري ‪ ،‬وهذا ما سنبرزه في هذا المطلب‪.‬‬

‫الفـــــــــــــــرع األول‬

‫تعريف المقاول لغة واصطالحا‬

‫لغة‪ :‬إن أصل كلمة مقاولة مأخوذ من فعل‪ :‬قاول‪ ،‬مقاولة في األمر‪ ،‬أي باحثه وجادله‪.1‬‬

‫اصطالحا‪ :‬هو الشخص الذي يعهد إليه بتشييد المباني‪ ،‬أو إقامة المنشآت الثابتة األخرى بناء على ما يقدم له‬

‫(‪)2‬‬
‫من تصميمات وذلك في مقابل أجر ودون أن يخضع في عمله إلشراف أو إدارة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المقاول في القانون المدني الجزائري‬

‫يعرف المقاول وفقا للقانون الجزائري على أنه‪ »:3‬كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل‬

‫التجاري بعنوان أشغال البناء بصفته حرفيا أو مؤسسة تملك المؤهالت المهنية «‬

‫ويعرف المقاول في القانون المصري بأنه‪ »:4‬كل شخص تعهد لرب العمل بإقامة بناء أو منشآت ثابتة‬

‫أحرى في مقابل أجر‪،‬دون أن يخضع في عمله إلشراف أو إدارة «‬

‫‪ -1‬منجد اللغة واإلعالم‪ ،‬الطبعة السادسة والعشرين‪ ،‬دون سنة نشر‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص‪020.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق حسيين‪ ،‬المسؤولية الخاصة بالمهندس المعماري ومقاول البناء‪ ،‬شروطها‪ ،‬نطاق تطبيقها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1221 ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 00-11‬المؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪،8011‬يحدد القواعد العامة التي تنظم نشاط الترقية العقارية‪،‬ج‪.‬ر‪،10.‬مؤرخة في ‪-00-00‬‬
‫‪.8011‬‬
‫‪ -4‬قرة فتيحة‪ ،‬أحكام عقد المقاولة‪ ،‬منشأت المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 1221 ،‬ص‪.101‬‬
‫‪7‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫نالحظ من خالل هذين التعريفين أنه في القانون الجزائري أشترط التسجيل في السجل التجاري‪ ،‬على عكس‬

‫القانون المصري الذي إشترط ضرورة التعهد بإنجاز المباني والمنشآت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف المهندس المعماري‬

‫عرفه المشرع الجزائري المهندس المعماري في المادة ‪ 02‬من المرسوم التشريعي ‪ 01-20‬المتعلق‬

‫بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري المعدل والمتمم بأنه ‪ »:‬يقصد بـ ( صاحب العمل)‬

‫في الهندسة المعمارية‪ ،‬كل مهندس معماري معتمد ‪ ،‬يتولى تصور إنجاز البناء ومتابعته «‬

‫وعرفته الئحة مزاولة مهنة الهندسة المعمارية في مصر بأنه‪ »:1‬الشخص المتميز بقدرته على التخطيط‬

‫والتصميم المعماري والتطبيق اإلبتكاري والتنفيذ‪ ،‬وله إلمام تام بفن وعلوم البناء حسب ظروف البيئة‬

‫ومقتضياتها ويسهم في التعمير والتشييد في نطاق التخطيط العام‪ ،‬ويتمتع بالمادة القانونية التي تتطلبها‬

‫مهنته‪ ،‬وأيضا من الشروط الواجب توافرها فيه هو أن يكون حائ از على بكالوريوس في الهندسة المعمارية أو‬

‫ما يعادلها « ‪.‬‬

‫وعرفه الفقه بأنه‪ »2‬كل شخص وضع التصميم الهندسي والفني ونموذج المنشآت بصرف النظر عن‬

‫المؤهالت العلمية الحاصل عليها أو التخصص الدقيق الذي يلحق به « ‪.‬‬

‫نستخلص من هذه التعاريف أن الئحة مزاولة الهندسة المعمارية في مصر أشترطت المؤهل العلمي‬

‫لممارسة مهنة المهندس المعماري؛ أما المشرع الجزائري من خالل تعريفه للمهندس المعماري أطلق عليه صاحب‬

‫العمل‪ ،‬وأشترط أن يكون معتمداً لممارسة مهنة المهندس المعماري‪ ،‬في حين اشترط الفقه قدرة الشخص على‬

‫التصميم دون األخذ باعتبار العلمي ‪ -‬المؤهل العلمي ‪. -‬‬

‫‪ -1‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.413‬‬

‫‪ -2‬نقال عن؛ سميحة القليوبي‪ ،‬مجلة القانون و اإلقتصاد‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،8002 ،‬ص ‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫الفــــــــرع الثاني‬

‫دور المهندس المعماري والمقاول في عملية التنفيذ‬

‫سوف أتناول في هذا الفرع دور المهندس في عملية التنفيذ‪ ،‬و كذلك المقاول في عملية التنفيذ‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬دور المهندس المعماري في عملية التشييد‬

‫يتمثل دور المهندس المعماري في عملية التشييد في وضع التصميم والرسومات والمقاسات وأحيانا‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارة واإلشراف‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ )2( 0‬من القرار الوزاري المشترك ‪ 1222/00/10‬التي حددت دور المهندس المعماري‬
‫على مايلي‪ »:‬المهام التي تتكون منها اإلشارة الفنية في ميدان البناء‪ :‬مهمة المشروع التمهيدي‪ ،‬مهمة‬
‫المساعدة في إختيار المقاول‪ ،‬مهمة متابعة األشغال ومراقبتها وتنفيذها‪ ،‬مهمة عرض إقتراحات التسديد «‪.‬‬

‫ومما سبق يتبين لنا أن الدور األساسي الذي يقوم به المهندس المعماري هو وضع التصميم والرسومات‬

‫(‪. )3‬‬
‫وعمل المقايسة‪ ،‬كما تمكن له القيام بتوريد المواد أو األيدي العاملة‪ ،‬ويطلق عليه في هذه الحالة المقاول‬

‫ومما تجدر االشارة إليه أن المشرع الجزائري لم يفصل في مهام المهندس المعماري عن غيره من‬

‫المهندسين‪ ،‬سواء كان مهندس مدني أو إستشاري لما تحمله من أهمية في الميدان المعماري وأمام القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المقاول في عملية التنفيذ‬


‫ً‬

‫ويتمثل دوره في تنفيذ محتوى ومضمون العقد‪ ،‬وهذا وفقا للتصميمات والنماذج والرسوم التي وضعها‬

‫(‪)4‬‬
‫المهندس المعماري أو رب العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق حسيين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬


‫‪ -2‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 82‬رمضان عام ‪ 1202‬الموافق لـ ‪ 10‬مايو سنة ‪ ،1222‬يتضمن كيفيات ممارسة اإلستشارة الفنية فـــي‬
‫ميدان البناء وأجر ذلك ‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪ ، 00‬ص ‪.1212‬‬
‫‪ -0‬عـــــكو فاطمة الزهرة‪ ،‬إلتزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجيستير‪ ،‬فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬تحت إشراف‬
‫الغوتي بن ملحة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،8000/8000،‬ص ‪.10‬‬

‫‪ -4‬عبد الرزاق حسيين يس‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.081‬‬


‫‪9‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫باإلضافة إلى قيامه بكافة األعمال التي تسمح بتنفيذ إلتزامه هذه‪ .‬كقيامه بإدارة األعمال التي يقوم‬

‫بتنفيذها‪ ،‬وحراسة أدوات ومواد البناء التي تقدم لهذا الغرض‪ ،‬كما يكون من واجب المقاول إضافة إلى ما سبق‬

‫إعالم رب العمل والمهندس بكل األخطار التي تكون في التصاميم والرسومات والنماذج التي تقدم له سواء كان‬

‫عالما بها أو من المفروض أن يعلم بها‪ ،‬وأن يعلمه بكل العيوب التي تكون في التربة التي سيقام عليها البناء في‬

‫الوقت المناسب لتدارك أي ضرر قد يقع عن تلك األخطاء والعيوب‪ ،‬كما عليه حراسة المكان أو الورشة التي‬

‫(‪)1‬‬
‫يقام عليها المشروع وهذا لتجنب حدوث أي ضرر‪.‬‬

‫المطلــــــــــب الثاني‬

‫مفهوم عقد المقاولة وتمييزها عن غيرها من العقود‬

‫يعتبر عقد المقاولة من العقود المسماة التي خصها المشرع الجزائري بتنظيم قانوني مستقل في الفصل‬

‫األول من الباب التاسع من القانون المدني‪ ،‬وبذلك أصبح له كيان قانوني يميزه عن غيره من العقود‪ ،‬كما أن عقد‬

‫المقاولة يبرم بين طرفين(المقاول ورب العمل)‪ ،‬وللتوضيح أكثر نقسم هذا المطلب إلى فرعين‪ ،‬نتناول في الفرع‬

‫األول تعريف عقد المقاولة وفي الفرع الثاني نتطرق إلى تمييز عقد المقاولة عن غيره من العقود‪.‬‬

‫الــــــفـــــــرع األول‬

‫تــــعريـــــف عقد المقاولة وخصائصها‬

‫عرف المشرع الجزائري عقد المقاولة في القانون المدني الجزائري‪ ،‬علما أن تعريف المصطلحات‬
‫القانونية من إختصاص الفقه القانوني وليس المشرع‪ ،‬حيث سنتطرق في هذا الفرع إلى تعريف عقد المقاولة وفقا‬
‫ألحكام القانون الجزائري ووفقا ألحكام القانون الفرنسي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعــــــريف عقد المقاولة‬

‫‪ -1‬عـــكو فاطمة الزهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18،10‬‬


‫‪10‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫في المادة ‪ 002‬من الق ـ ـ ـ ـ ـانون الـ ـمدني الجزائري‪ ،‬والتي تنص‬ ‫عرف المشرع الجزائري عقد المقاولة‬
‫على أن ـ ـ ـه‪ »:‬المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به‬
‫المتعاقد األخر « ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون المدني الفرنسي‪ ،‬لم يعرف عقد المقاولة بهذا اإلسم)‪ (contrat d’entreprise‬وانما‬

‫نوعا من إجارة األعمال » ‪ « louage d’ouvrage‬متأثر بالقانون الروماني في هذا الخصوص فنص في‬

‫المادة ‪ 1110‬منه على أن عقد إجارة األعمال » ‪ « louage d’ouvrage‬هو‪ »:2‬ذلك العقد الذي عن طريقه‬

‫يتعهد أحد األطراف بعمل شيء لحساب األخر لقاء أجر متفق عليه بينهما « ؛ والذي يالحظ على هذا‬

‫التعريف التشريعي في القانون الفرنسي أنه لم يجمع خصائص عقد المقاولة وهذا ما يؤدي إلى الخلط بين عقد‬

‫العمل والوكالة (‪. )3‬‬

‫كما عرفه المشرع الفرنسي في المادة ‪ 000‬من القانون المدني المصري‪ 4‬بأنه‪ » :‬عقد يتعهد بمقتضاه‬

‫أحد العاقدين أن يصنع شيئا أو أن يؤدي عمال لقاء أجر يتعهد به المتعاقد األخر ‪« .‬‬

‫تجدر المالحظة أنه هناك فرق بين عقد المق ـ ـاولة‪ ،‬والمقاولة فعقد المقاولة هو عقد وارد على عمل‬
‫مادي‪ ،‬هذا العمل ينفذه المقاول باستقاللية‪ ،‬أما المقاولة فلها مدلول إقتصادي‪ ،‬ويراد بها كل تنظيم يكون غرضه‬
‫تزويد اإلنتاج أو التبادل أو التداول بالسلع أو الخدمات‪ ،‬فالمقاولة هي الوحدة اإلقتصادية والقانونية التي تجتمع‬
‫فيها العناصر البشرية والمادية للنشاط اإلقتصادي‪.5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 945‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Art , 1710 , code civil f.r‬‬

‫‪ -3‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪. 20 ،28‬‬


‫سميحة القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪1‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -5‬أنظر‪ ،‬ولد رابح صافية ‪،‬المركز القانوني للمقاولة الخاصة في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬ص‪-18‬ص‪ ،12‬نقال عن؛ مدوري زايدي‪ ،‬مسؤولية المقاول والمهندس المعماري في القانون الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في القانون‪ ،‬فرع قانون المسؤولية المهنية‪ ،‬تحت إشراف‪ ،‬إقلولي رابح صافية‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫وبالرجوع للفقه‪ 1‬نجد أنه وضع ل ـ ـ ـه تع ـ ـ ـ ـريف لعقد المقاولة ومن بينهم‪( ،‬هنري‪ ،‬ليون وجون و وجيالر)‬

‫بأن ـ ـ ـه‪ »:‬العقد الدي عن طريقه‪ ،‬يتعهد شخص يقال له المقاول أو مؤجر العمل في مواجهة شخص أخر يقال‬

‫له رب العمل أو العميل‪ ،‬بأن ينفد له عمال مقابل أجر‪ ،‬مستقال عنه ودون أن تكون له صفة تمثيلية «‬

‫نالحظ من خالل ما سبق نفس التعريف لعقد المقاولة في كل من القانون الجزائري والقانون المصري أما‬

‫في القانون الفرنسي عرفها بأنها نوع من إجارة األعمال‪ ،‬في حين نجد مفهوم أوسع للفقه من خالل تحديد‬

‫المتعاقدين إال أن المادة ‪ 002‬من القانون المدني الجزائري لم تبين لنا خاصية اساسية لعقد المقاولة وهو أن‬

‫المقاول ينجز عمله باستقاللية من غير خضوعه ألوامر رب العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص عقد المقاولة وتكوينه‬


‫‪ -1‬خصائص عقد المقاولة‬

‫نستخلص من التعريفات التي وضعها كل من التشريع الجزائري‪ ،‬المصري والفرنسي لعقد المقاولة‪ ،‬أنه‬
‫يتميز بمجموعة من الخصائص‪ ،‬فعقد المقاولة عقد رضائي‪ ،‬وهو من عقود المعاوضة ‪،‬كما أنه ملزم للجانبين‬
‫‪،‬فضال على أنه من العقود الواردة على العمل‪.‬‬

‫أ‪ -‬عقد المقاولةعقد رضائي‪:‬‬

‫ال يشترط إلنعقادها شكال خاصا‪ ،‬ولذلك فهي تنعقد بمجرد تراضي طرفيها عليها‪ ،‬وقد يتم ذلك كتابة أو‬
‫شفاهة أومن خالل اإلشارة‪.2‬‬

‫ب‪ -‬عقد المقاولة هو عقد معاوضة‪:‬‬

‫حيث أن المقاول يقوم بالعمل وتقديم المواد الالزمة ورب العمل يدفع له األجر نظير ذلك العمل ‪.3‬‬

‫ج‪ -‬عقد المقاولة عقد ملزم للجانبين‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الـــــــرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪20‬‬

‫‪ -2‬محمد لبيب شنب‪ ،‬شرح أحكام عقد المقاولة في ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،8002 ،‬ص‪.10‬‬

‫‪ -3‬فتيحة قرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81‬‬


‫‪12‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫أي تبادلي‪ ،‬بمعنى أنه يرتب إلتزامات على كال الطرفين منذ إنعقاده‪.1‬‬

‫د‪ -‬عقد المقاولة من العقود الواردة على العمل‪:‬‬

‫فاألداء الرئيسي في العقد مطلوب من المقاول وهو القيام بالعمل معين‪ ،‬رغم أن هذا يتم في مقابل‬
‫أج ـ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬وهذا األجر قد يكون عبارة عن نقل ملكية شئ مثلي أو قيم إلى المقاول‪.2‬‬

‫نالحظ مما سبق أن عقد المقاولة يتميز بالقصور في بعض المسائل‪ ،‬من أبرزها عدم تحديد خاصـ ـ ـ ـ ــية‬
‫مه ـ ـ ـ ـ ـ ــمة ‪،‬وهو أن المقاول له إستقاللية في تنفيد العمل من غير خضوع إلدارة واشراف رب العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬تكويــــــن عقــــد المقاولــــــــة‬


‫يشترط إلنعقاد عقد المقاولة توافر األركان العامة الالزمة لإلنعقاد وهي توافر التراضي والدي هو عبارة‬
‫عن إيجاب وقبول في وتراضي الطرفين في جميع شروط العقد‪ ،3‬ولكي يكون التراضي صحيحا يجب أن يكون‬
‫خاليا من جميع عيوب اإلرادة‪ ،‬كالغلط والتدليس واإلكراه والغبن واإلستغالل‪ ،4‬وأيضا من أركان عقد المقاولة هو‬
‫المحل وهو األداء الدي يجب على المدين القيام به‪ ،‬حيث يكون المحل بالنسبة للمقاول في عقد المقاولة العمل‬
‫الذي تم التعاقد من أجله‪ ،‬وبالنسبة لرب العمل يكون األجر الذي تعهد به للمقاول والذي هو عبارة عن مبلغ‬
‫مالي يلتزم رب العمل بإعطائه للمقاول في مقابل تأدية هذا األخير للعمل المعهود به إليه‪ ،‬والذي يشترط أن‬
‫يكون األجر موجوداً‪ ،‬ومعيناً‪ ،‬أو قابالً للتعيين‪ ،‬ومشروعاً‪.5‬‬
‫ومن الشروط التي يجب توفرها في عقد العمل أن يكون ممكنا‪ ،‬معينا‪ ،‬أو قابال للتعيين‪ ،‬وأن يكون قابل‬
‫للتعامل فيه‪ ،‬بمعنى أن يكون مشروعا‪.6‬‬
‫الفـــــــــرع الثاني‬
‫تمييز عقد المقاولة عن العقود المشابهة له‬
‫يختلف عقد المقاولة عن غيره من العقود الواردة العمل مما يؤدي إلى صعوبة تكييف العقد المبرم بين‬
‫كل من المقاول البناء والمهندس المعماري‪ ،‬ويرجع ذلك إلى سبب تاريخي من جهة أولى‪ ،‬وسبب قانوني من‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 20‬‬


‫‪ -2‬محمد لبيب شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬سميحة القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪8‬‬
‫‪ -4‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪01‬‬
‫‪ -5‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪00‬‬
‫‪ -0‬معوض عبد التواب‪ ،‬المرجع في التعليق على نصوص القانون المدني‪ ،‬المجلد السابع (اإليجار‪-‬العارية‪-‬عقد المقاولة‪-‬إلتزام المرافق‬
‫العامة‪-‬عقد العمل‪-‬الوكالة)‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬مكتبة عالم الفكر والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ، 8000،‬ص‪. 822-822‬‬
‫‪13‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫وسبب قانوني يكمن في أن‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬فالسبب التاريخي يتمثل في تأثير الشرائع القديمة في الشرائع الحديثة‬
‫(‪.)2‬‬
‫القوانين الحديثة حددت مفهوم المقاولة‪ ،‬على الرغم من الغموض الذي يسوده في المفهوم التشريعي‬

‫أوال‪ :‬التمييز بين عقد المقاولة وعقد العمل‬

‫يختلف عقد المقاولة عن عقد العمل من حيث أنه ينفسخ عقد العمل بوفـ ـ ـ ـاة العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـامل بقـ ـ ـ ـ ـوة الق ـ ـ ـ ـ ـ ـانون‬
‫(م ‪ ،)1/021‬أما عقد المقاولة فال ينقضي من تلقاء نفسه بوفاة المقاول‪ ،‬إال إذا كانت مؤهالته الشخصية محل‬
‫إعتبار في التعاقد (م‪ )000‬وكذا من حيث التقادم‪ ،‬حيث تسقط بالتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد العمل إال‬
‫بمضي خمس عشرة سنة وفقا للقواعد العامة‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمييز بين عقد المقاولة وعقد الوكالة‬

‫إذا كان العقدين يتشابهان في أن كل منهما يرد على عمل‪ ،‬فإنهما يختلفان من حيث الموضوع‪ ،‬حيث‬

‫أن األداء المطلوب في العقد يكون ماديا بالنسبة للمقاول في عقد المقاولة‪ ،‬بينما يكون عمال قانونيا في عقد‬

‫الوكالة يقوم به الوكيل لحساب موكله‪ ،‬أما من حيث الشخص فتكون الصفة التمثيلية بين الموكل ووكيله‪ ،‬بينما‬

‫(‪)4‬‬
‫ال توجد بين المقاول ورب العمل‪.‬‬

‫الفـــــــــرع الثالث‬

‫إلتزامات المهندس المعماري ومقاول البناء‬

‫تحدد إلتزامات المهندس المعماري ومقاول البناء بناءاً على العقد الخاص الذي يبرمانه مع صاحب‬
‫المشروع‪ ،‬فيلتزمان أساسا بتنفيذ العمل الموكول إليهما حسب مقتضيات العقد متبعين في ذلك قواعد وأحكام‬
‫خاصة لمهنتهما‪ ،‬فإذا تم التنفيذ التزاما بتسليمه إلى رب العمل على أن يكون مطابقا للمقاييس ولرغباته‪ ،‬عادة‬

‫‪ -1‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 11 ،10‬‬


‫‪ -2‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -0‬فتيحة قـــــرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪ -0‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22 ،22‬‬


‫‪14‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫هذه االلتزامات ال يمكن حصرها ألن مبدأ سلطان اإلرادة يجيز للمتعاقدين إنشاء ما يريدانه من إلتزامات ‪،‬ولذلك‬
‫‪1‬‬
‫ستقتصر دراستنا في هذا الفرع على االلتزامات التي يرتبها عقد المقاولة من التزامات أصلية وتبعية‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬اإللتزامـــــــات األصلية‬
‫إن إلتزامات مقاول البناء والمهندس المعماري تختلف عن بعضهما البعض‪ ،‬غير أن الواقع أثبت عكس‬
‫ذلك‪ ،‬من خالل قيام مقاول البناء بعمل المهندس المعماري والعكس صحيح‪ ،‬وبذلك تكون المسؤولية حسب‬
‫‪2‬‬
‫طبيعة العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬إلتزامات المهندس المعماري‬
‫يتولى المهندس المعماري مهمة صاحب العمل‪ ،‬كما أن القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 10‬ماي‬
‫‪3‬‬
‫‪ 1222‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫كماعرف المهندس المعماري باعتباره مستشار فني في المادة ‪ 0‬منه على أنه‪ »:4‬كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي تتوفر فيه الشروط والمؤهالت المهنية والكفاءات التقنية والوسائل الالزمة الفنية في مجال البناء‬
‫وأجل محدد ومقاييس‬ ‫لصالح رب العمل‪ ،‬وذلك بإلتزامه إزاء هذا األخير على أساس الغرض المطلوب‬
‫نوعـــــــــــية ‪. « ..............‬‬

‫واالستشارة الفنية في مفهوم هذا القرار وظيفة شاملة لمهام التصميم والدراسات والمساعدة والمتابعة‬
‫والمراقبة‪ ،‬وانجاز المباني مهما تكن طبيعتها ووجهتها‪ ،‬باستثناء المباني المخصصة لالستعمال الصناعي(‪. )5‬‬

‫كما ألزم المشرع الجزائري ضرورة اللجوء إلى المهندس المعماري فيما يخص المشاريع الخاضعة لرخصة‬
‫البناء‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 00‬المعدلة من القانون ‪ 82-20‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ 6‬على أنه‪ » :‬يجب أن يتم‬
‫إعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء من طرف مهندس معماري ومهندس في إطار عقد تسيير‬
‫المشروع‪. « ....‬‬

‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫‪ -2‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ 1222‬يتضمن كيفيات ممارسة اإلستشارة الفنية في ميدان البناء وأجر ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 00‬المؤرخة‬
‫في ‪ 80‬أكتوبر ‪ .1220‬المعدل والمتمم بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪0‬جويلية ‪ ،8001‬ج ر‪.‬ع ‪ 00 ،‬لسنة ‪.8001‬‬
‫‪ -4‬المادة الثالثة‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ -5‬المادة ‪ 2‬من القرار‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -6‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪.8000‬ج‪ .‬ر‪.‬ع‪ 01 ،‬لسنة ‪ ،8000‬ص‪.0‬‬
‫‪15‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫أ‪ -‬إحترام معطيات المشروع‬

‫إحترام رغبة صاحب المشروع‪ :‬إن المهندس المعماري من أجل إنجاز المهمات المسندة إليه ‪ ،‬عليه أن‬
‫‪1‬‬
‫يراعي دائما رغبة صاحب المشروع وذلك بتنفيذ تعليماته‪.‬‬

‫ب‪ -‬االلتزام بإحترام المعطيات التقنية للمشروع‬

‫اإللتزام بمراعاة طبيعة األرض ومدى قابليتها للبناء‪ :‬إن المهندس المعماري عند وضعه للتصميمات‬
‫والمقايسات‪ ،‬عليه أن يأخذ في إعتباره حالة المكان المزمع إقامة البناء عليه من جميع جوانبه سواء منها ما تعلق‬
‫بالتربة أو المناخ‪ ،‬وبذلك يجب على المهندس المعماري أن يضع كل إمكانياته من أجل ضمان متانة وصالبة‬
‫البناء‪ ،‬ومواجهة كل التغيرات التي يمكن أن تحدث وال يمكن توقعها‪ ،‬مما تعد من من قبيل السبب األجنبي‬
‫(‪)2‬‬
‫المعفي من المسؤولية‬

‫ت‪ -‬المراحل التي يمر بها إلتزامات المهندس المعماري‬

‫*‪ -‬إلتزامات المهندس المعماري أثناء عملية اإلعداد‬

‫يلتزم المهندس المعماري أثناء عملية اإلعداد بتحضير مشروع البناء الذي يكون جـ ـ ـ ـ ـوهر وأسـ ـاس‬
‫مهمته‪ ،‬وأيضا مساعدة صاحب المشروع من أجل الحصول على رخصة البناء‪ ،‬وكذلك في إختيار المقاول‬
‫(‪)3‬‬
‫األنسب لتنفيذ تلك التصاميم‪ ،‬و إختيار مواد البناء‪.‬‬

‫إعداد مشروع البناء ‪ :‬إن عملية وضع التصميم تمثل أساس مهمة المهندس المعماري‪ ،‬وهذه األهمية جعلت‬
‫القضاء الفرنسي يتجه في أحكامه إلى الحكم بإقتصار مهمة المهندس المعماري على وضع التصميم فقط في‬
‫(‪)4‬‬
‫حالة سكوت العقد في هذا الصدد‪.‬‬

‫كما أن المشرع الجزائري نفسه قد إعترف بهذا اإلتجاه القضائي عندما فرض على أرباب العمل واجب‬
‫(‪.)5‬‬
‫اإلستعانة بمهندس معماري فيما يتعلق بإعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء‬

‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪ -8‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -0‬نظمت هذه المهام في المواد ‪ 0،1،2،2‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 10‬ماي ‪ ،1222‬المعدل والمتمم‪ ،‬السابق الذكر ‪.‬‬

‫‪ -0‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬


‫‪ -0‬المادة ‪ 99‬من القانون ‪ 82 ، 20‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر‪،1220‬يتعلق بالتهيئة والتعمير‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪،08.‬لسنة‪،1220‬المعدل والمتمم بقانون‬
‫رقم‪ 00-00‬المؤرخ في ‪ 10‬أوت‪،8000‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.01‬لسنة‪.8000‬‬
‫‪16‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫مساعدة رب العمل في تحضير الملف المتعلق برخصة البناء‬

‫من خالل المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 82 -20‬المعدل والمتمم التي تشترط رخصة البناء من أجل القيام‬
‫(‪)1‬‬
‫بالبناء أو إعادة تشييد أو بخصوص أي عمل من أعمال البناء‪.‬‬

‫*‪ -‬إلتزامات المهندس المعماري أثناء عملية اإلنجاز‬

‫تتمثل مهمة المهندس المعماري أثناء عملية إنجاز المشروع في متابعة األشغال ومراقبتها‪ ،‬إذ يعتبر هو‬
‫الضمان لتطابق اإلنجاز مع الدراسة التي صممها‪ ،‬فيعمل على إحترام كل اإللتزامات القانونية والمهنية واألصول‬
‫الفنية والتقنية التي تفرضها عليها القوانين المنظمة لمهنته (‪ )2‬؛ إال أن التطور الكبير الدي عرفته تقنيات البناء‬
‫يؤدي إلى التفكير في إيجاد الحلول بضرورة مواكبة التطور الحاصل من خالل تحديد إلتزامات المهندس‬
‫المعماري وفصلها عن المهندسين األخرين‪.‬‬

‫‪-2‬إلتزامات مقاول البناء‬

‫(‪) 3‬‬
‫يقوم بتنفيذ األعمال طبقا للتصميمات‬ ‫المقاول هو ذلك الشخص سواء كان طبيعيا أو معنويا‬
‫الموضوعة من قبل المهندس المعماري‪ ،‬وطبقا للمواصفات واشتراطات الصفقة ويتعهد مع صاحب المشروع‬
‫لتنفيذ كل المشروع أو جزء منه في مدة محددة‪ .‬كما يمكن في صفقات األشغال العمومية لصاحب المشروع أن‬
‫يسند مشروعا ما إلى عدة مقاولين سواء كانوا مشتركين أو منفردين‪ ،‬فهم يلتزمون باإلشتراك والتضامن في إنجاز‬
‫(‪)4‬‬
‫المشروع‪.‬‬

‫يلتزم المقاول بأداء العمل المعهود إليه بالطريقة المناسبة والمتبعة في العمل‪ ،‬من خالل بدل العناية‬
‫الالزمة‪ ،‬وأداء العمل المتفق عليه‪ ،‬ويعد مخالفة العمل خطأ في حق المقاول‪ ،‬ومن أجل إتمام المقاول لألعمال‬
‫المكلف بإنجازها عليه إحضار المعدات و اآلالت الالزمة والصناع الالزمين وهذا على نفقته مالم يتم اإلتفاق‬

‫‪ -1‬أشترطت المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 82-20‬المعدل والمتمم‪ ،‬انف الذكر رخصة البناء من أجل تشييد البنايات الجديدة مهما كانت كان‬
‫إستعمالها ومهما كان صاحبها‪ ،‬ولم تستثني المادة ‪ 00‬من نفس القانون سوى البنايات التي لها طابع سري‪.‬‬
‫‪ -2‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 10‬من المرسوم الرئاسي ‪ 800 -08‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 001 -00‬المؤرخ‬
‫في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 8000‬والمرسوم الرئاسي رقم ‪ 002 -02‬المؤرخ في ‪ 80‬أكتوبر ‪ 8002‬ج‪ ،‬ر‪،‬ع‪ 08 ،‬لسنة ‪ 8002‬تبين الطبيعة القانونية‬
‫لشخصية المقاول على‪ »:‬أنه يمكن أن يكون شخصا أو عدة أشخاص طبيعيين‪ ،‬كما يمكن أن يكون شخصا معنويا‪ ،‬يلتزمون بمقتضى عقد‬
‫المقاولة إما فرادى أو مشتركين « ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي ‪ 800 -08‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل والمتمم السابق الذكر‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫على خالف دلك في عقد المقاولة‪ ،‬كما يجب على المقاول أداء العمل المتفق عليه في األجل المحدد بالعقد أو‬
‫وفقا للعرف فيما يخص طبيعة األعمال المسندة إليه‪ ،‬وعدم اإللتزام بدلك ال يعفي المقاول إال بإثبات السبب‬
‫األجنبي في حالة وجود قوة قاهرة أو فعل الغير‪ ،‬وفي حالة ثبوت خطأ المقاول يمكن لرب العمل طلب التنفيذ‬
‫العيني على نفقة المقاول‪ ،‬كما يلتزم المقاول بتسليم العمل الدي تم إنجازه إلى رب العمل ‪،‬ويجب أن يتم التسليم‬
‫في الميعاد المتفق عليه‪ ،‬وفي حالة اإلخالل بدلك يرتب مسؤولية المقاول إتجاه رب العمل‪ ،‬ومن إلتزامات‬
‫المقاول أيضا اإللتزام بالضمان ‪،‬وهذا بضمان سالمة المواد التي قدمها وضمان جودتها‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫صالحيتها عليه إخطار رب العمل بدلك واال كان مسؤوال عن ذلك نتيجة إهماله‪ ، 1‬كما نص في التشريع‬
‫الجزائري على إلتزامات المقاول وهذا في المواد ‪ 000‬إلى ‪ 000‬ق‪،‬م‪،‬ج إضافة إلى المادتين ‪ 2‬و ‪ 10‬من‬
‫المرسوم التشريعي ‪ 00 – 20‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1220‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬

‫أ‪-‬التنفيد المطابق للشروط التعاقدية‪:‬‬

‫يجب على المقاول عند تنفيد األشغال التقيد الحرفي بشروط العقد واحترامها وتنفيذها بالشكل الكامل‪ ،‬فقد‬

‫(‪)2‬‬
‫تتعلق بالتنفيذ أو اإلنجاز‪ ،‬وعادة ما يتم إدراجها دفتر الشروط‬

‫ب‪ -‬التنفيذ المطابق ألوامر الخدمة‪ :‬ينفذ المقاول عمله طبقاً ألوامر الخدمة التي يصدرها المهندس‪ ،‬و التي‬

‫(‪)3‬‬
‫يأمر بموجبها ببداية العمل أو بتغيير طريقة العمل أو الزيادة في األشغال‪.‬‬

‫ت‪ -‬اإللتزام بإحترام أصول الفن‪ :‬المقاول مثل المهندس المعماري يجب عليه تنفيذ إلتزاماته طبقا ألصول‬

‫(‪)4‬‬
‫الفن‪.‬‬

‫ث‪ -‬اإللتزام بإحترام السعر و األجل المحدد‪:‬‬

‫‪ -1‬سميحة القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.10-2‬‬


‫‪ -8‬يتم إعداد هذا الدفتر من قبل المقاول ويتضمن شروط المقاولة بالتفصيل وكيفية التنفيذ و مواعيد إنجاز األعمال المختلفة‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫الشروط التي يتم اإلتفاق عليها بين رب العمل و المقاول و التي يتم بناء عليها إبرام عقد المقاولة‪ ،‬نصت عليها المادة‪ 10‬و من المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 800-08‬المعدل و المتمم ‪ ،‬السابق الذكر‬
‫‪ -3‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -0‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪18‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫تحديد قيمة األجر على أساس سعر جزافي‪ ،‬في حالة اإلتفاق على أجر إجمالي للتصميم‪ ،‬فعلى المقاول‬

‫إحترام هذا السعر‪ ،‬و أن يقوم بإنجاز عمله في حدود هذا السعر‪ ،‬و إذا كـ ـلف اإلنجاز نفق ـ ـ ـ ـ ـات أكبر يتحملها‬

‫هو‪ ،‬ما عدا إذا كانت الزيادة ناتجة عن تعديل أو إضافة للتصميم يعود لخطأ من طرف رب العمل أو مأذون به‬

‫‪1‬‬
‫مـ ـ ـ ـ ـنه‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإللتزام بإحترام األجل المحدد‪:‬‬

‫يلتزم المقاول بتسليم البناء محل العقد إذا انتهت األشغال به و تم وضع كل عناصر التجهيز من كهرباء‬

‫(‪)2‬‬
‫و في حال عدم النص على أي أجل فعلى المقاول‬ ‫و غاز و ماء ‪ ...‬إلخ‪ ،‬و ذلك في اآلجال المحددة بالعقد‪،‬‬

‫إنجاز العمل و تسليمه لصاحب المشروع في المدة المعقولة و مقدار ما يقتضيه من دقة و حسب عرف المهنة‬

‫و ما يعرفه رب العمل من مقدره المقاول ووسائله‪ 3،‬كما أعتبر القضاء أن ذلك يكون ضمن إلتزامه بحسن النية‬

‫في إتمام العمل‪4.‬غير أننا نرى في الوقع عدم إتمام المقاول للبناء باالشكل الالزم نظ ار إلعتماد فئة من المقاولين‬

‫على اإلمكانيات المالية دون المؤهالت العلمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإللتزامات التبعي إن إلتزامات المهندس المعماري و مقاول البناء ال تتوقف عند تلك اإللتزامات التي‬

‫يرتبها حيا لهما عقد المقاولة‪ ،‬إذ يقع عليهما إلتزام تبعي و معنوي بإعالم و توجيه صاحب المشروع في مختلف‬

‫(‪)5‬‬
‫مراحل عملية التشييد بإعتبارهما محترفين في مجال البناء و مفترض فيهما اإللمام بأصول المهنة و خباياها‪.‬‬

‫‪ -1‬أساس اإللتزام باإلعالم و اإلرشاد اتجاه صاحب المشروع‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 961‬فقرة ‪ ،1‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪.‬‬


‫إن المرسوم التشريعي رقم ‪ 00 – 20‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1220‬المتعلق بالنشاط العقاري في مادته العاشرة أشار إلى البيانات الجوهرية‬ ‫‪- 2‬‬

‫التي يجب ذكرها في العقد النموذجي‪ ،‬و من هذه البيانات أجال التسليم إذ أن المدة يجب أن تكون محددة‪.‬‬
‫و جاءت المادة الثالثة من العقد النموذجي المرفق بالمرسوم ‪ 02 – 20‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1220‬المتعلق بنموذج عقد البيع بناء على‬
‫التصاميم الذي يطبق في مجال الترقية العقارية‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ع‪.10 .‬لسنة‪.1220‬‬
‫‪ -3‬قــــــــــــرة فتيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬محمد لبيب شنب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -5‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪19‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫صاحب المشروع يقوم باإللتزام باإلعالم هو ما‬ ‫بما أن المهندس المعماري هو المدافع عن مصالح‬
‫يميز مهمته‪ .‬في حالة تخصص رب العمل يمكن أن يقوم بتعويض النقص من حيث المعلومات التي يدلي بها‬
‫(‪)2‬‬
‫مؤجر العمل‪.‬‬
‫‪ -8‬مضمون إلتزام المهندس المعماري باإلعالم و اإلرشاد‪ :‬يجب تحديد مضمون اإلعالم و اإلرشاد ألنه‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫إذ يعتبر المهندس المعماري مرشد يثق صاحب المشروع في تقنيته و خبرته‪.‬‬ ‫يختلف من حالة إلى أخرى‪.‬‬

‫المطلـــــب الثالث‬

‫الطبيعة القانونية لمسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري‬

‫قد يقتصر مقاول البناء أو المهندس المعماري قبل التنفيد أو أثناءه على تنفيد مهامه على الوجه‬

‫المطلوب مما يؤدي الى حدوث ضرر لرب العمل‪ ،‬ويمكن أن يتعدى للغير ممن لهم صلة بعملية البناء‪ ،‬أو‬

‫أشخاص أجانب كالمارة والجيران‪ ،‬مما يؤدي إلى إثارة مسؤوليتهما عن ذلك‪ ،‬وتكون وفقا للقواعد العامة ‪،‬أو وفقا‬

‫للقواعد الخاصة ‪،‬حيث شدد المشرع من مسؤوليتهما وفق ما جاءت به المادة ‪ 000‬ق‪.‬م‪.‬ج وما بعدها ‪،‬كما‬

‫يخضع مقاول البناء والمهندس المعماري في مسؤوليتهما عن األضرار للقواعد العامة باستثناء ما ورد بنص‬

‫خاص ينص على ذلك‪.‬‬

‫حيث نقسم هذا الفرع إلى شقين‪ ،‬نتكلم أوالً عن المسؤوليـ ـ ـ ـة التعاقدية لمقاول البن ـ ـ ـ ـاء والمهندس‬

‫المعماري‪ ،‬وثانياً نتكلم عن المسؤولية التقصيرية لمقاول البناء والمهندس المعماري‪.‬‬

‫الفــــــــــــرع األول‬
‫المسؤولية التعاقدية لمقاول البناء والمهندس المعماري‬
‫ال يمكن لرب العمل أن يرفع اال دعوى المسؤولية العقدية‪ ،‬على اعتبار أن عالقته بالمقاول والمهندس‬
‫المعماري تكون على أساس العقد‪ ،‬بمعنى أنه يمكن لصاحب المشروع اللجوء الى رفع دعوى المسؤولية العقدية‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 14‬من المرسوم التشريعي ‪ 01 – 20‬المعدل و المتمم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪08‬‬
‫‪ -3‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪. 00‬‬
‫‪ -4‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪. 00‬‬
‫‪20‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫على اعتبار توفر عناصر المسؤولية العقدية‪ ،‬وما يترتب عن دلك من اهدار لنصوص العقد ويخل بالقوة الملزمة‬
‫‪1‬‬
‫له‪.‬‬

‫وتـ ـ ـ ـقام المسؤولية العقدية لمقاول البناء والمهندس المعماري من خالل إيضاح أرك ـ ـ ـ ـ ـان هـ ـ ــذه‬
‫المسؤوليـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬وتخلف أحد هده األركان يؤدي إلى عدم إمكانية مساءلة مقاول البنـ ـ ـ ـ ـاء والمهندس المعماري‬
‫عقدي ـ ـ ـ ـا‪ ،‬مما يؤدي أيضا إلى ضرورة تحديد مجال هده المسؤولية سواء في مرحلة االنجاز أو التشييد أو بعد‬
‫تسليم العمل وتقوم المسؤولية العقدية على ثالثة أركان وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الخطـــــــــــأ‪:‬‬
‫أي اإلخالل بالتزام عقدي‪ ،‬من خالل وجوب تنفيذ مقاول البناء والمهندس المعماري لاللتزامات التي‬
‫‪2‬‬
‫تربطهما برب العمل‪.‬‬
‫ب‪ -‬الـــــــــضرر‪:‬‬
‫يعتبر الضرر ركن أساسي في المسؤولية العقدية ففي حالة عدم توفره تنتفي المسؤولية‪ ،‬ف ـ ـ ـ ـوقوع الخطأ‬
‫وحده غير كافي بل يجب حدوث ضرر عن ذلك‪ ،‬كما يشترط أن يكون الضرر محققا ومباش ار ومتوقعا‪ ،‬بمعنى‬
‫يمكن توقعه وقت التعاقد وهذا ما جاءت به نص المادة ‪ 128‬في الفقرة الثانية من ق‪ .‬م‪ .‬ج بأنه‪..... »:‬بشرط‬
‫أن يكون نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالتزام أو للتأخر في الوفاء به ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية اذا لم يكن‬
‫في استطاعة الدائن أن يتوقاه ببذل جهد معقول « ‪ ،‬و بذلك يكون المشرع الجزائري أخد بفكرة السبب المنتج‬
‫في العالقة السببية‪ ،‬ويكون السبب منتج في احداث الضرر حسب مجرى األمور‪ ،‬مما قد يؤدي الى نتيجة من‬
‫‪3‬‬
‫نفس طبيعة النتيجة التي حصلت‪.‬‬
‫ج‪ -‬العــــــــــالقة السببية‪:‬‬
‫إ ن تخلف مقاول البناء أو المهندس المعماري في تنفيد التزام عقدي ال يؤدي إلحداث المسؤولية العقدية ما‬
‫لم تكن هناك عالقة سببية بين الخطأ والضرر‪ ،‬وتكون العالقة سببية بسبب وجود عالقة مباشرة بين الخطأ‬
‫المرتكب من طرف المهندس والضرر الدي أصاب رب العمل‪ ،‬كما أن الضرر يقع لعدة أسباب‪ ،‬وقد جاء في‬
‫نص المادة ‪128‬ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص على أنه‪..... »:‬بشرط أن يكون نتيجة طبيعية لعدم الوفاء بالتزام أو‬
‫للتأخر في الوفاء به ويعتبر الضرر نتيجة طبيعية اذا لم يكن في استطاعة الدائن أن‪«. ....‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬


‫‪ -2‬المادة‪ 100‬الفقرة األولى ق‪.‬م‪.‬ج "المدين ملزم بتنفيد ما تعهد به"‬
‫‪ -3‬خالفا للسبب العارض والدي وجوده أو غيابه ال يغير من النتيجة شيئا‬
‫‪21‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫الفــــــرع الثاني‬
‫المسؤولية التقصيرية‬
‫المسؤولية التقصيرية هي اإلخالل بأي إلتزام ال يكون عقديا‪ ،‬وبدلك يمكن لرب العمل أن يرجع على‬

‫المقاول والمهندس المعماري إستنادا ألحكام المسؤولية التقصيرية في حالة كون الضرر المدعى به خارج‬
‫عن إلتزاماتهما العقدية‪ ،‬وان المسؤولية التقصيرية للمقاول أو المهندس المعماري يمكن إثارتها باإلستناد إلى‬
‫خطئه الشخصي أو أخطاء تابعيه أو المسؤولية عن األشياء‪،1‬مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي ماهي‬
‫المسؤولية التي يمكن للمضرور اإلستناد إليها؟‬

‫يمكن للمضرور أن يستند في مسؤوليته إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء أو‬
‫المسؤولية عن الفعل الشخصي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الحراسة أثناء فترة التنفيذ‬

‫في األصل أن األضرار الناتجة عن عملية البناء أثناء فترة التنفيذ يسأل عنها كل من المقاول والمهندس‬

‫المعماري سواء بوصفه حارسا للبناء أو حارسا لآلالت‪ ،‬أما الغير المصاب أي األجنبي عن عملية البناء‬

‫كالجيران والمارة‪ ،‬أو يكون له صلة بعملية البناء وهذا كالمستأجر والقائمين بالتنفيذ‪ ،‬على اعتبار ارتباط هؤالء‬

‫بعقد مقاولة سواء مع المالك أو المقاول‪ ،‬كما يجب على المقاول والمهندس المعماري اكتتاب تأمين من أجل‬

‫تغطية مسؤوليتهما‪.2‬‬

‫‪ -1‬الحراسة للمقاول أو المهندس‬

‫تنعقد الحراسة أثناء البناء إلى المقاول أو المهندس على حساب األصول أي مرتبط بالمالك بعقد مقاولة‪،‬‬

‫وهو ما أستقر عليه القضاء الفرنسي‪ 3‬والمصري‪ ،4‬كما يعتبر الحارس هو صاحب السيطرة على الشيء و له‬

‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45 ،47‬‬


‫‪-2‬محمد حسين منصور ‪،‬المسؤولية المعمارية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪33‬‬
‫‪0- Cass, Civl, 10, des 1970, b, c, p, 50.‬‬
‫مشار إليه‪ ،‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -4‬نقض مصري ‪ 1222/0/18‬طعن رقم ‪ 8201‬س‪ 00،‬ق‪ .‬والنقض ‪ ،1201/11/0‬رقم ‪ 0‬س‪ 1 ،‬ق‪ .‬مشار اليه‪ ،‬محمد حسين منصور‪،‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪22‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫حق التصرف في شؤونه‪ ،‬و أيضا المقاول هو من يقوم بالحراسة أثناء فترة التشييد بإعتباره مستقل في عمله عن‬

‫(‪)1‬‬
‫رب العمل‪ ،‬كما له الحرية في إتخاذ ما يراه مالئما‪.‬‬

‫‪-2‬الحراسة للمالك‪:‬و تنتقل الحراسة إلى المالك بعد تسلمه للبناء‪ ،‬إال أنه يمكن أن يحتفظ بالحراسة أثناء فترة‬

‫البناء طالما كانت له السيطرة الفعلية و التوجيه بالنسبة لعملية التشييد‪ ،‬فهو الذي يشرف و يوجه العاملين لديه‪،‬‬

‫(‪)2‬‬
‫و الذين تربطهم به أو بمن يعملون لديه رابطة التبعية‪ ،‬و بالتالي يسأل عنهم مسؤولية المتبوع عن عمل التابع‪.‬‬

‫كما أن األصل أن تكون الحراسة للمالك ما لم يثبت إنتقالها إلى الغير بتصرف قانوني كالبيع أو‬

‫المقاولة‪ ،‬و كان من المقرر في القانون أن يشترك في أعمال الهدم و البناء ال يسأل إال عن نتائج خطئه‬

‫(‪)3‬‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫و يحدث أيضا أن يتعاقد المالك مع عدة فنيين و عمال‪ ،‬فهنا تكون العالقة معهم عالقة عمل و ليست‬

‫‪4‬‬
‫عالقة مقاولة‪ ،‬و بالتالي تكون الحراسة للمالك‪.‬‬

‫‪-3‬الحراسة لعدة مقاولين‬

‫يمكن أن يشترك أكثر من مقاول في عملية التشييد في نفس الوقت أو في أوقات متقاربة‪ ،‬فهنا توزع‬

‫عليهم الحراسة لكل منهم فيما يخصه من أعمال‪ ،‬كما يمكن الضرر نتيجة خطأ مشترك بين عدة مقاولين‪5‬فهنا‬

‫يطبق حكم المادة ‪ 180‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج التي تنص على أنه‪ »:‬إذا تعدد المسؤولون عن فعل ضار كانوا متضامنين‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المؤتمرات العلمية لجامعة بيروت العربية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان ص ‪.110 ،110‬‬
‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬مصادر اإللتزام‪ ،‬الفعل الضار‪ ،‬الفعل النافع‪ ،‬القانون ‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة و النشر‪ ،‬سنة ‪ ،8000‬ص‪.112‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬مسؤولية المهندس و المقاول فقها و قضاءا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،8000‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ -4‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪ -5‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫‪23‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫في إلتزامهم بتعويض الضرر‪ ،‬و تكون المسؤولية فيها بينهم بالتساوي إال إذا عين القاضي نصيب كل منهم‬

‫‪1‬‬
‫في اإللتزام بالتعويض « ‪.‬‬

‫و بذلك يمكن للمضرور الرجوع على أي منهم بطلب التعويض كامل و يمكن لمن دفع التعويض أن‬

‫‪2‬‬
‫يرجع على المقاولين األخرين و هذا بحسب نصيب كل منهم أو يتم ذلك بالتساوي فيها بينهم‪.‬‬

‫كما يمكن لرب العمل أن يعهد إلى عدة مقاولين بالعمل و هذا كأن يعهد إلى مقاول بوضع األساس و‬

‫إلى آخر بأعمال التجارة‪ ،‬فكل من هؤالء يكون مقاوال في حدود األعمال التي يقوم بها‪ ،‬كما يكون ملتزما في هذه‬
‫‪3‬‬
‫الحدود‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نــــــوع المسؤولية التي يستند إليها المضرور‬

‫‪ -1‬استناد المضرور إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء‬

‫أثناء القيام بأعمال البناء‪ ،‬يكون المبنى في القانون المصري خاضعا أيضا لحراسة المقاول‪ ،‬تلك الحراسة‬
‫التي تستثير مسؤوليته عن الضرر الذي يحدث للغير من جراء تهدمه و لو جزئيا‪ ،‬ما لم يثبت المقاول أن‬
‫حيث تنص المادة(‪ 111‬مدني مصري)(‪)5‬بأنه‪ »:‬كما يمكن أن‬ ‫(‪)4‬‬
‫الحادث ال يرجع سببه إلى عيب في هذا المبنى‬
‫تكون مسؤولية المقاول عما يمكن أن تحدثه األشياء الخطرة التي يتم إستخدامها في عملية التشييد من‬
‫أضرار لآلخرين‪ ،‬بصفته حارسا أو بمعنى آخر حارسا لموقع العمل « ‪.‬‬

‫كما أن القانون الفرنسي والجزائري يلتقيان في تحميل المالك المسؤولية و هذا على عكس القانون‬
‫(‪)6‬‬
‫المصري الذي تحمل فيه الحارس المسؤولية من تهدم البناء‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 10 – 00‬مؤرخ في ‪ 80‬يونيو ‪8000‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪-0‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬القود الواردة على العمل‪ ،‬المقاولة و الوكالة و الوديعة و الحراسة‪ ،‬الجزء‬
‫السابع دار أحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -4‬محمد شكري سرور‪ ،‬مسؤولية مهندسي و مقاولي البناء و المنشأة الثانية األضرار‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1221 ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 111‬من القانون المدني المصري‪.‬‬
‫‪-6‬غنية قري‪ ،‬نظرية اإللتزام‪ ،‬دار قرطبة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،8001 ،‬ص‪.101‬‬
‫‪24‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫أما في مصر استقرت محكمة النقض‪ 1‬على تطبيق المادة ‪111‬الخاصة بمسؤولية حارس البناء وليست‬
‫المادة‪ 112‬الخاصة بحراسة األشياء في حالة نشوء ضرر ناتج عن تهدم البناء‪.‬‬

‫‪ -2‬استناد المضرور إلى أحكام المسؤولية عن الفعل الشخصي‬

‫تنص الماد ‪ 180‬ق‪.‬م‪.‬ج على أنه ‪»:‬كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه‪ ،‬يسبب ضر ار للغير يلز م‬

‫من كان سببا في حدوثه بالتعويض« ؛ يفهم من خالل هده المادة أن المسؤولية التقصيرية تقوم على ثالثة‬

‫أركان وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية‪ ،‬ولكي تتحقق المسؤولية التقصيرية في حق كل من المقاول أو‬

‫المهندس المعماري يجب إثبات وجود خطأ تقصيري من طرفهما يؤدي إلى حدوث ضرر للغير‪ ،‬والبد من توفر‬

‫العالقة السببية بين كل من الخطأ الدي أرتكبه المقاول أو المهندس المعماري والضرر الدي أصاب الغير‪ ،‬وهذا‬

‫ال يمنع بطبيعة الحال حق المضرور في اإلستناد إلى القواعد العامة في المسؤولية على أساس الخطأ أي‬

‫(‪)2‬‬
‫مدني مصري التي تقضي بأن‪ »:‬كل خطأ يسبب‬ ‫المسؤولية عن األعمال الشخصية طبقا لنص المادة ‪100‬‬

‫ضر ار للغير يلزم من إرتكبه بالتعويض « ‪.‬‬

‫و مما ال شك فيه أن المضرور لن يحدد اإلستناد إلى هذه المسؤولية‪ ،‬على إعتبار أن عبئ اإلثبات يقع‬

‫على عاتقه على عكس المسؤولية الشخصية‪ ،‬و بما أن المضرور يمكنه اإلستناذ إلى المادة ‪ 100‬مدني مصري‬

‫(‪)3‬‬
‫و التي ال تحتوي على المسؤولية عن األشياء فيلزم عليه إثبات الخطأ و كدلك الضرر و العالقة السببية‪.‬‬

‫و يمكن للمضرور اإلستناد إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء أو أحكام المسؤولية عن‬
‫الفعل الشخصي‪ ،‬و الشك أن المضرور لن يفضل اللجوء إلى المسؤولية األخيرة إال إذا تخلفت شروط تطبيق‬
‫المسؤولية عن األشياء ألن الخطأ في األولى واجب اإلثبات‪ ،‬بينما في الثانية يكون مفترضا‪ ،‬و المسؤولية عن‬
‫حراسة اآلالت و األشياء أفضل للمضرور ألن الخطأ المفترض فيها ال يقبل إثبات العكس‪ ،‬بينما في المسؤولية‬

‫‪ -1‬نقض جنائي مصري ‪ ،1202/11/0‬س‪ ،12‬ص‪ ،200‬مشار إليه‪ ،‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -8‬تقابلها المادة ‪ 180‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪( ،‬قانون رقم ‪ 10 – 00‬مؤرخ في ‪ 80‬يونيو ‪ .)8000‬و التي تنص على‪":‬كل فعل أي كان يرتكبه الشخص‬
‫يخطئه‪ ،‬و يسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه بالتعويض"‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪25‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫و قدمه‪ ،‬و يستقر قضاء‬ ‫عن البناء يستطيع الحارس إثبات عدم وجود إهمال في صيانة المبنى أو تعيبه‬
‫النقض‪ 2‬على وجوب إهمال المسؤولية عن حراسة البناء إذا ما نشأ الضرر عن تهدم البناء أثناء أعمال التشييد‬
‫أو الهدم‬

‫ثالثا‪ :‬المضرور بمناسبة عمليات البناء‬


‫المضرور بمناسبة عمليات البناء يكون عادة من الغير‪ ،‬و األصل في الغير هو الشخص الذي ال تكون‬
‫له صلة بعمليات البناء‪ ،‬أي يكون أجنبيا عنها‪ ،‬كالجيران و المارة‪ ،‬و لكنه يمكن أن يكون طرفا في ه ـ ـ ـ ـذه‬
‫العملية‪ ،‬كالعاملين في مجال البناء أو ممن لهم صلة به‪ ،‬إال أنه يأخذ حكم الغير بالنسبة لألضرار التي أصابته‬
‫(‪)3‬‬
‫و يعوض عنها طبقا للمسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫‪ -1‬الغير المضرور ‪ -‬األجنبي عن عملية البناء ‪-‬‬

‫إن األضرار الناتجة عن عملية التشييد يمكن أن تصيب األفراد العاملين في مجال البناء أو من لهم‬

‫(‪)4‬‬
‫صلة به‪ ،‬و لكنها يمكن أن تصيب كذلك الغير األصلي عن العملية تماما كالجيران و المارة له‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إليه في هذا الشأن ما تقضي به المادة ‪ 00‬من الالئحة التنفيذية لقانون ‪ 100‬لسنة‬

‫‪ 1210‬م في مصر أنه‪ »:5‬على من يقوم باألعمال المنصوص عليها بالمادة ‪ 4‬من هذا القانون‪ ،‬و هي‬

‫إنشاء المباني أو توسيعها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها أو هدمها أو إجراء آية تشطيبات خارجية به‪.‬‬

‫إتخاد إجراءات األمن الالزمة لوقاية و سالمة الجيران و أمالكهم‪ ،‬و المارة‪ ،‬و الشوارع‪ ،‬و ما قد يكون‬

‫في باطن األرض من أجهزة و منشأة المرافق العامة و غيرها‪« .‬‬

‫أ‪ -‬الــــــــــــمارة‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬مصادر اإللت ازم‪ ،‬الفعل الضار‪ ،‬الفعل النافع‪ ،‬القانون‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة و النشر‪ ،‬سنة ‪ ،8000‬ص‪-112‬‬
‫‪.120‬‬
‫‪ -2‬نقض جنائي مصري ‪ ،1202/11/0‬ش‪ ،12‬ض‪ ،200‬نقض‪ ،1201/11/0‬مجموعة القواعد القانونية لربع قرن‪ ،‬ص‪ ،210‬مشار إليه‪،‬‬
‫محمد حسين منصور‪ ،‬المجموعة المتخصصة في المسؤولية القانونية للمهنيينن‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬مصادر اإللتزام ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫‪ -4‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -5‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.020‬‬

‫‪26‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫قد يصاب أحد المارة جراء عمليات البناء‪ ،‬كأن يسقط عليه شيء مما يستخدم في التشييد أو بسبب‬

‫إحدى أدواته‪ ،‬و الضرر قد يصيب الغير في جسمه أو في ماله (كسيارة عابرة أو واقفة مثال بالقرب من البناء)‬

‫في هذه الحالة يستطيع الغير أن يرجع على الحارس سواء كان المالك أو المهندس أو المقاول؛ أي من تتعقد له‬

‫(‪)1‬‬
‫قدرة السيطرة و التوجيه و اإلدارة على أعمال البناء أو األدوات المستعملة‪.‬‬

‫(‪) 2‬‬
‫فيما يخص مسؤولية المقاول عن الحادث الذي‬ ‫و من التطبيقات القضائية ما حكم به في فرنسا‬

‫تعرض له صبي نتيجة لمخلفات الحفر‪.‬‬

‫كما يمكن أن يرتكب المار المضرور خطأ يعادل خطأ الحارس و بالتالي يكون هو المسؤول أو يرتكب‬
‫نفس الخطأ الذي إرتكبه الحارس على نحو يخفف من تلك المسؤولية‪ ،‬مما يؤدي إلى تخفيض مقدار التعويض و‬
‫(‪)3‬‬
‫هذا مثال عندما يضع الحارس الفتة‪ ،‬غير أن المار ال يلتزم بذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬الـــــــــجيران‪:‬‬
‫قد تتعدد و تتنوع المضار التي تصيب الجيران بمناسبة عمليات البناء‪ ،‬إذ يمكن أن تمس األضرار‬
‫مصالحهم المادية (تلف‪ ،‬األموال‪ ،‬تهدم المنازل أو تشرخها‪ ،‬إصابات بدنية‪ ،)....‬أو مصالحهم األدبية‪ ،‬كاإلزعاج‬
‫(‪)4‬‬
‫بسبب الضجيج و األتربة أو كحجب الرؤية‪.‬‬
‫و ال يمكن للجار أن يستند إلى إقامة البناء من غير ترخيص بالبناء ألن عدم وجود ذلك إلى إقامة ال‬

‫يسبب أي ضرر له‪ ،‬كما يجب على المهندس أن مراعاة حقوق االرتفاق الخاصة بالجيران كما يجب عليه أن‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المؤتمرات العلمية لجامعة بيروت العربية‪ ،‬المجموعة المتخصصة في المسؤولية القانونية للمهندسين‪ ،‬الجزء‬

‫الثاني‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.120،120‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Cass, civ 17/01/1962, Cité par BRICMONT, p 184, not n° 12.‬‬

‫مشار إليه‪ ،‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.394‬‬

‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬مصادر اإللتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪ -4‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.120‬‬


‫‪27‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫يعلم رب العمل بالمسافة المحددة قانونا و التي تفصل المبنى عن ملك الجار و كذا ضرورة الحصول على‬

‫(‪)1‬‬
‫موافقة الجار قبل البدء في أي عمل‪.‬‬

‫كما أن الجار يمكنه اإلستناذ إلى المسؤولية المدنية‪ ،‬باإلضافة إلى المادة ‪ 021‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج التي تنص‬

‫على أنه‪ » :‬يجب على المالك أال يتعسف في إستعمال حقه إلى حد يضر بملك الجار‪ ،‬و ليس للجار أن‬

‫يرجع على جاره في مضار الجوار المألوفة‪ ،‬غير أنه يجوز له أن يطلب إزالة هذه المضار إذا تجاوزت الحد‬

‫المألوف و على القاضي أن يراعي في ذلك العرف‪ ،‬و طبيعة العقارات و موقع كل منها بالنسبة إلى األخرين‬

‫(‪)2‬‬
‫و الغرض الذي خصصت له « ‪.‬‬

‫كما يستطيع الج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار أن يطالب بالتعويض عما أصابه من أضرار إستناذا إلى المسؤولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫التقصيرية‪ ،‬وأيضا له حق الرجوع على كل من المهندس أو المقاول بسبب الخطأ الشخصي‪ ،‬كما يجب تعويض‬

‫الجار عما أصابه من أضرار وفقا ألحكام المسؤولية عن األشياء‪ ،‬و من األنسب للمضرور أن يحتكم إلى‬

‫(‪)3‬‬
‫مضار الجوار غير المألوفة‪.‬‬

‫غير أنه في حالة تهدم البناء و قتل أحد الجيران أو جرحهم‪ ،‬فإن المضرور أو ورثته ال يمكنهم الرجوع‬

‫على كل من المقاول و المهندس بطلب التعويض إستنادا للمسؤولية التقصيرية‪ ،‬و لكن عليه إثبات الخطأ وفقا‬

‫للقواعد العامة و هذا قبل تسلم البناء‪ ،‬كما أن المقاول تثبت مسؤوليته في حالة تهدم البناء بإعتباره هو‬

‫الح ـ ـ ـ ـ ـارس‪ ،‬و تتقادم دعوى الغير ضد كل من المهندس و المقاول بمضي ثالث سنوات من اليوم الذي يعرف‬

‫فيه المضرور بحدوث الضرروالشخص المسؤول عن ذلك‪ ،‬تسقط بإنقضاء خمسة عشرة سنة من يوم حدوث فعل‬

‫(‪)4‬‬
‫غير مشروع‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ – 021‬ص‪.020‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 00 – 01‬المؤرخ في ‪ 10‬مايو سنة ‪ 8001‬م عدد‪.12‬‬
‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 ،01 ،00‬‬
‫‪ -4‬فتيحة قرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110،‬‬

‫‪28‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫وتعتبر أول صورة من صور التعسف‪ ،‬و األكثر وضوحا‪ ،‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلو أن المالك أثناء إستعمال ح ـ ـ ـ ـق‬

‫الملكية‪ ،‬كان الغرض من دلك هو إحداث ضرر للجار دون أن يهدف إلى تحقيق منفعة من ذلك‪ ،‬يكون‬

‫(‪)1‬‬
‫إستعماله لحق الملكية على هذا النحو تعسفا يستوجب مسؤوليته‪.‬‬

‫كما إتجه رأي بعض الفقهاء‪ 2‬إلى أن مسؤولية المالك نحو جاره عن مضار الجوار غير المألوفة‪ ،‬تقوم‬

‫على إلتزام فرضية القانون على الجار بأال يلحق بجاره ضر ار غير مألوف‪.‬‬

‫‪ -2‬الغير المضرور ممن لهم صلة بعملية البناء‬

‫ويتعلق األمر با لعاملين في البناء أو القائمين عليه (مهندس أو مقاول)‪ ،‬أو كالمالك أو أحد أبنائه‪ ،‬أو‬

‫المستأجر‪ ،‬إذا كان المضرور تربطه بالمسؤول عالقة تعاقدية‪ ،‬و كان الضرر ناشئا عن اإلخالل بأحد‬

‫االلتزامات الداخلية في مضمون العقد‪ ،‬تكون المسؤولية عقدية‪ ،‬كالعمال مثال‪ .‬غير أنه في أغلب الحاالت‪ ،‬تكون‬

‫األضرار الناجمة عن عمليات البناء و التي تصيب األشخاص المشار إليهم ال ترتبط بالضرورة بااللتزامات‬

‫الداخلية في مضمون العقد‪ ،‬كإصابة المالك أو المستأجر المستقبل أثناء مشاهدة عمليات البناء‪ ،‬و ال يوجد عقد‬

‫(‪)3‬‬
‫في األصل و تطبق حينئذ أحكام المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫كما أن أساس التعويض الذي يستحقه المستأجر في حالة تعريض المؤجر له بما يخل بانتفاعه بالعين‬

‫المؤجرة هو المسؤولية العقدية التي تقض قواعدها بتعويض الضرر المباشر المتوقع الحصول إال أنه إذا كان‬

‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬صف الملكية مع شرح مفصل لألشياء واألموال‪ ،‬الجزء الثامن دإر إحياء‬ ‫‪-1‬‬

‫الثراث العربي بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪100‬‬

‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫‪29‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫المؤجر قد إرتكب غشا أو خطأ جسيما فيعوض المستأجر عندئد عن جميع األضرار المباشرة ولو كانت غير‬

‫‪1‬‬
‫متوقعة الحصول‪.‬‬

‫أ‪ -‬األضرار التي تصيب المستأجر أثناء عمليات البناء‬

‫يقوم المالك عادة بإبرام عقود إيجار مع مستأجر أو أكثر للوحدات السكنية قبل إتمام عمليات البناء‪ ،‬فهنا‬

‫يكون محل العقد غير موجود و لكنه قابل للوجود‪ ،‬و األضرار التي قد تصيب المستأجر تكون بعد تسلمه للوحدة‬

‫السكنية أو قبل ذلك‪ ،‬ففي حالة إصابة المستأجر بأضرار بسبب تهدم البناء كليا أو جزئيا بعد تسلمه للوحدة‬

‫السكنية المستأجرة‪ ،‬تطبق مسؤولية المالك كحارس للبناء‪ ،‬إال أنه نظ ار للعقد القائم بين المالك و المستأجر فإن‬

‫أحكام هذا العقد هي التي تطبق‪ ،‬مما يعني ذلك أن المستأجر يمكنه أن يستند إلى أحكام المسؤولية العقدية ألن‬

‫وجود العقد يمنع على المستأجر من أنه يلجأ إلى أحكام المسؤولية التقصيرية‪ ،‬أما قبل تسلم الوحدة السكنية من‬

‫طرف المستأجر‪ ،‬ففي حالة تعرضها إلى ضرر فتعتبر هذه الحالة من الغير بمعنى أنه يمكنه االستناد إلى‬

‫المسؤولية التقصيرية على أساس الخطأ المفترض أو الثابت اتجاه حارس البناء أو األشياء الخطيرة‪ ،‬و بالتالي ال‬

‫يمكن االحتجاج بالعقد ألنه ال يقوم بين المستأجر و كل من المقاول و المهندس بل بين المالك الذي يفترض أنه‬

‫(‪)2‬‬
‫هو الحارس‪ ،‬فظال على الضرر الدي يجب تعويضه نتيجة عن اإلخالل بواجب الحراسة‪.‬‬

‫ب‪ -‬األضرار التي تصيب القائمين بأعمال البناء (المهندس و المقاول)‬

‫إن األضرار التي تحدث أثناء أعمال البناءو تصيب العمال و الفنيين من جهة‪ ،‬و قد تصيب القائمين‬

‫على تلك األعمال أنفسهم‪ ،‬كالمقاول أو المهندس ‪ ،‬و العمال الفنيون تربطهم عقود عمل مع المهندس أو المقاول‬

‫أو المالك‪ ،‬و المهندس أو المقاول يرتبط بعقد مقاولة أو عقد عمل مع المالك‪ ،‬إال أنه ال تقوم عالقة تعاقدية في‬

‫‪ -1‬الطعن حكم قضائي مصري ‪ 000‬لسنة ‪ 00‬ق‪-‬جلسة ‪ 1200/11/11‬س‪ ،10‬مشار إليه عند‪ ،‬إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬مسؤولية المهندس‬

‫والمقاول عن عيوب البناء فقها وقضاءا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ – 02‬ص‪.00‬‬

‫‪30‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫مواجهة بعضهم البعض مما يمكن إعتبارهم من الغير‪ ،‬و بالتالي تطبق أحكام المسؤولية التقص ـ ـ ـيرية‬

‫عليهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م‪ ،‬إضافة إلى أنه في حالة تعدد المسؤولون عن فعل ضار‪ ،‬فتقسم المسؤولية بالتساوي فيما بينهم أو‬

‫حسب حصة كل واحد منهم‪ ،‬وبالتالي يمكن للمضرور الرجوع عليهم جميعا أو على أحدهم بالتعويض على أن‬

‫يرجع على الباقي و هذا مثال في حالة رجوع المضرور على كل من المقاول أو المهندس فيحق لهذا األخير‬

‫(‪)1‬‬
‫الرجوع على المسؤولين اآلخرين كل حسب نصيبه في حدوث الضرر‪.‬‬

‫أما في حالة إستعانة المقاول بشخص يساعده في إنجاز العمل‪ ،‬فتطبق مسؤولية المتبوع عن أعمال‬

‫تابعه‪ ،‬و ال تعتبر المسؤولية تقصيرية و إنما هي مسؤولية عقدية‪ ،‬و بذلك يكون المقاول مسؤوال تعاقديا سواء‬

‫أنجز العمل بنفسه أو بواسطة أشخاص آخرين يتم استخدامهم بمقتضى عقد عمل‪ ،‬كما يكون مشيد البناء مسؤوال‬

‫إتجاه رب العمل في حالة القيام بالعمل بواسطة مقاول ثانوي اختاره المقاول األصلي‪ ،‬و أيضا في حالة ما إذا‬

‫أخل المقاول الفرعي بالتزاماته فيكون المقاول األصلي هو المسؤول عن ذلك‪ .‬واألمر نفسه بالنسبة للمهندس‬

‫المعماري حيث يكون هذا األخير المسؤول عن األعمال التقنية التي يقوم بها المهندس المدني على إعتبار أنه‬

‫يحمل صفة رب العمل‪ ،‬و بذلك يبقى المهندس المدني الذي يعمل في مكتب الدراسات تحت مسؤولية المهندس‬

‫(‪)2‬‬
‫المعماري‪.‬‬

‫ج‪ -‬األضرار التي تصيب التابع لحراسة عملية البناء‬

‫‪ -‬االلتزام بسالمة التابع ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 100‬ق‪،‬م‪،‬ج في فقرتها األولى على أن المتبوع هو المسؤول في مواجهة المضرور عن‬

‫الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع‪ ،‬كما جاء في الفقرة الثانية من نفس المادة أن رابطة التبعية تقوم‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬نقال عن المجموعة المتخصصة في المسؤولية القانونية للمهنيين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ – 800‬ص‪.800‬‬

‫‪ -2‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08-01‬‬

‫‪31‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫حتى ولم يكون المتبوع ح ار في اختيار تابعه‪ ،‬و حتى تثبت مسؤول المقاول و المهندس المعماري كمتبوع عن‬

‫انحراف تابعه البد من وجود شرطين ‪:‬‬

‫قيام عالقة التبعية‪ :‬و هذا من خالل إثبات السلطة الفعلية للمتبوع اتجاه التابع‪ ،‬و التي تتمثل في الرقابة و‬

‫(‪)1‬‬
‫التوجيه لعمل معين يقوم به التابع لحساب المتبوع‪.‬‬

‫حدوث الضرر بخطأ التابع أثناء أداء العمل أو بسببه‪ :‬إلحداث مسؤولية المتبوع البد من وقوع الخطأ من التابع‬

‫(‪)2‬‬
‫أثناء تأدية مهامه‪.‬‬

‫و في حالة كون المضرور تابعا لحارس البناء‪ ،‬كان القضاء يرى في البداية أن العقد ال يتضمن إلتزاما‬

‫بسالمة المتبوع بكفالة سالمة التابع‪ ،‬نظ ار لعدم وجود عالقة مباشرة بين اإللتزام و الفعل الضار‪ ،‬ففي حالة ما إذا‬

‫أصيب العامل من جراء تهدم البناء أو أحد األشياء الخطرة تكون المسؤولية وفقا لمبادئ المسؤولية التقصيرية‪،‬‬

‫ويكون السبب في إستبعاد القضاء للمسؤولية العقدية هو إعفاء العامل المصاب بحوادث العمل من إثبات خطأ‬

‫رب العمل‪ ،‬غير أن القضاء الحديث في ظل تزايد التشريعات التي تفرض الحماية و السالمة للعامل أقر وجود‬

‫(‪)3‬‬
‫إلتزام عام بسالمة العمال يقع على عاتق رب العمل‪.‬‬

‫حماية العامل في قانون العمل و التأمين اإلجتماعي‪:‬‬

‫فهذا من خالل توفير وسائل السالمة و الصحة المهنية في أماكن العمل من أجل درء مخاطر العمل و‬

‫أض ارره‪ ،‬و من أهم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها نذكر ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬المخاطر الميكانيكية‪ :‬و هذا كمخاطر المباني و اإلنشاءات و مخاطر األجهزة و اآلالت‪.‬‬

‫‪ -8‬المخاطر الطبيعية‪ :‬و هو كل ما يؤثر على صحة العمل نتيجة خطر أو ضرر طبيعي‪.‬‬

‫‪ -1‬اليشترط عالقة التبعية وجود عالقة عقدية أو دفع أجر للتابع‪ ،‬بل يكفي لقيامها خضوع التابع لرقابة وتوجيه المتبوع‪ ،‬وذلك يسأل المعماري‬

‫عن الخطأ الصادر من تابعيه من عمال وفنيين‪ ،‬حتى لو كان رب العمل هو الذي يمده بهم‬

‫‪ -2‬للمزيد حول الشروط الخاصة بمسؤولية المتبوع عن عمل تابعيه‪ ،‬راجع عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1088‬‬

‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 – 08‬‬

‫‪32‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫‪ -0‬المخاطر الكيماوية‪ :‬و هي تأثير المواد الكيماوية و تسربها في محيط العمل‪ ،‬و ما قد ينجم عن ذلك من‬

‫مخاطر تهدد صحة العامل‪.‬‬

‫‪ -0‬المخاطر السلبية‪ :‬و هي عدم توفر الوسائل الضرورية لحماية العامل كوسائل اإلنقاذ و اإلسعافات و وسائل‬

‫النظافة و التغذية‪.‬‬

‫و أيضا من حقوق العامل في قانون التأمين اإلجتماعي هي الحق في العالج و الرعاية الطبية‪ ،‬و الحق‬

‫(‪)1‬‬
‫في تعويض األجر‪ ،‬و الحق في الحصول على المعاش و التعويض‪.‬‬

‫و تتكون العالقة التأمينية من ثالثة أطراف هم المؤسسة العامة للضمان اإلجتماعي و العامل و صاحب‬

‫العمل‪ ،‬حيث تتكون مؤسسة الضمان اإلجتماعي من إشتراكات أصحاب العمل و المبالغ التي يمكن أن تفرض‬

‫عليهم نتيجة التأخير‪ ،‬أما الطرف الثاني في العالقة‪ ،‬فيقصد به كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بإستخدام‬

‫عامل أو أكثر مقابل أجر‪ ،‬حيث الطرف الثالث يكون هو المستفيد من خالل حصوله على تعويضات من‬

‫طرف صندوق الضمان اإلجتماعي‪.‬‬

‫وبصفة عامة فإن مختلف دول العالم أخذت بنظام الضمان اإلجتماعي و قامت بتطبيقه بإعتباره نظام‬

‫إلزامي من النظام العام‪ ،‬يهدف من وراء ذلك إلى تحقيق الحماية اإلجتماعية و اإلقتصادية للعامل وتحسين‬

‫ظروف و شروط العمل‪ ،‬غير أنه ما يعاب عليه هو عدم تحقيق الهدف الذي قام من أجله‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة‬

‫الفقر بين أفراد المجتمع‪ ،‬و تقليص حجم اإلدخار‪ ،‬فضال عن زيادة النفقات العامة‪ ،‬و إنخفاض حجم‬

‫(‪)2‬‬
‫اإلستثمارات‪.‬‬

‫‪ - -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00 – 00‬‬

‫‪ -2‬بشير هدفي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1000‬هـ ‪ 8002 -‬م‪ ،‬ص‪.100-100‬‬

‫‪33‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫المبحـــــــــــــــــث الثاني‬

‫ظوابط التأمين على مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري‬

‫تنص المادة ‪110‬من االمر‪ 01-20‬المتعلق بالتأمينات المعدل والمتمم بأنه‪ »:‬على كل مهندس معماري‬

‫ومقاول ومراقب تقني وأي متدخل شخصا طبيعيا كان أو معنويا‪ ،‬أن يكتتب تأمينا لتغطية مسؤوليته المدنية‬

‫المهنية التي قد يتعرض لها بسبب أشغال البناء‪. « ....‬‬

‫وتنص كذلك المادة‪ 112‬من األمر نفسه بأنه‪ »:‬يجب على المهندسين المعماريين والمقاولين وكذا‬

‫المراقبين التقنيين اكتتاب عقد لتامين مسؤوليتهم العشرية المنصوص عليها في المادة ‪ 944‬من القانون‬

‫المدني‪.« ....‬‬

‫ونستخلص من قراءتنا لهده المواد أن التامين إلزامي على كل من مقاول البناء والمهندس المعماري‪.‬‬
‫وبدلك نرى ىأن التامين يأخذ نص القاعدة اآلمرة التي ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪ .‬بما إن المادة ‪ 120‬من‬
‫نفس األمر تعاقب على عدم الخضوع لإللزامية بغرامة مالية ما بين ‪0.000‬دج و‪100.000‬دج إضافة إلى‬
‫‪1‬‬
‫العقوبات األخرى التي يمكن أن تطبق‪.‬‬
‫ومن الطبيعة اإللزامية للتأمين يتضح تعلقه بالنظام العام‪ .‬لدلك يتعين على صاحب المشروع أن يشترط‬
‫عند إبرام العقد على المتدخلين في نفس المشروع ضرورة اكتتاب عقد لتامين مسؤوليتهم عند نفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـس‬
‫‪2‬‬
‫المؤمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن‪ ،‬والتحقق من تنفيذ هذا الشرط‪.‬‬
‫إال أنه في حالة ما أمكن ألي طرف بعد إجراء التامين فسخ العقد أو تعديل فترة الضمان‪ ،‬يؤدي دلك‬

‫إلى إمكانية فقد الطبيعة اإللزامية للتامين من قيمتها‪ ،‬وتكون الحقوق إلي يهدف إلى حمايتها معرضة لخطر عدم‬

‫‪3‬‬
‫التعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 112‬من االمر ‪ 01-20‬المعدل والمتمم‪.‬المتعلق بالتأمينات‪ ،‬السابق الدكر‪.‬‬

‫‪ -3‬محمد حسين منصور‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬مرجع سابق‪.‬ص‪.828‬‬

‫‪34‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫كما نص المشرع في الفقرة الثانية من المادة‪110‬مناألمر‪ 01-20‬بأنه‪ »:‬يعد كل عقد تأمين اكتتب‬

‫بموجب هذه المادة متضمنا لشرط يضمن سريان العقد لمدة المسؤولية الملقاة على عاتق األشخاص‬

‫الخاضعين إللزامية التأمين ولو اتفق على خالف ذلك « ‪.‬‬

‫من خالل استقرائنا لنص المادة ‪128‬من األمر‪01-20‬المعدل والمتمم‪ ،‬نجد أن إلزامية التأمين‬

‫المنصوص عليها في المادتين‪110‬و‪ 112‬ال تسري على‪:‬‬

‫‪ -‬الدولة و الجماعات المحلية‬

‫‪ -‬و كذا األشخاص الطبيعيين عندما يبنون مساكن خاصة لالستعمال العائلي‪.‬‬

‫‪-‬على أن تحدد قائمة المباني المعفاة من إلزامية التامين بنص تنظيمي‬

‫ومن خالل هده المادة نرى أن هناك ثالث حاالت مستثناة من إلزامية التأمين‪ ،‬وسوف نتعرض لكل حالة على‬
‫حدى ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الدولة والجماعات المحلية التابعة لها ‪:‬وهذا من خالل طبيعة المشاريع المنجزة من طرف الدولة‬
‫‪1‬‬
‫والمخصصة للمنفعة العامة‪ .‬ويمكن أن تكون متعلقة بسرية الدفاع الوطني‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األشخاص الطبيعيون عندما يبنون مساكن خاصة لالستعمال العائلي ‪:‬وهذا من خالل صغر حجم‬
‫‪2‬‬
‫المشروع بالمقارنة مع المشاريع الكبرى ذات الطابع االقتصادي العام‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثالثاً‪ :‬من خالل المادة ‪128‬من األمر ‪ 01-20‬صدر مرسوم تنفيذي رقم‪ 02 -20‬بتاريخ‪11‬يناير‪1220‬‬
‫يحدد قائمة المباني العمومية والتي يمكن ألصحابها سواء الطبيعيون أو المعنويون االستفادة من اإلعفاء من‬
‫إلزامية التأمين المسؤولية المهنية والعشرية‪ .‬وحسب نص المادة ‪ 8‬من نفس المرسوم تستفيد من اإلعفاء من‬
‫إلزامية التامين في ما يخص البناء مايلي‪ :‬اإلنفاق‪ ،‬السدود‪ ،‬الجسور‪ ،‬الطرق السريعة‪ ،‬الموانئ‪ ،‬الحواجز المائية‪،‬‬
‫قنوات نقل المياه‪ ،‬مدرجات هبوط الطائرات وخطوط السكك الحديدية‪.‬‬

‫‪ -1‬بلمختا رسعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪ -‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪02‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -0‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،0‬لسنة ‪.1220‬يحدد قائمة المباني العمومية المعفاة من إلزامية تأمين المسؤولية المهنية والعشرية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫الفـــــــــرع األول‬
‫المسؤوليات الواجب التامين عليها‬
‫لقد اوجب القانون على كل من مقاول البناء والمهندس المعماري اكتتاب عقود من أجل تغطية‬
‫‪1‬‬
‫مسؤوليتهما المدنية والعشرية‪.‬‬
‫‪ -1‬التأمين على المسؤولية المدنية والمهنية‬
‫يجب التمييز أوال بين تامين األشغال والبناية والتامين على المسؤولية المدنية المهنية‪ ،‬فيرد األول على‬
‫اآلالت والمعدات ومواد البناء الموجودة في الورشة‪ ،‬وتعد تأمينا على األضرار وهذا ما جاءت به المادة ‪ 82‬من‬
‫األمر ‪ 01-20‬بأنه‪ »:‬تخول لكل شخص له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في حفظ مال لــــــــــو في عدم‬
‫وقوع خطر‪ ،‬أن يؤمنه‪ ،‬أما التامين على المسؤولية المدنية المهنية تكمن في األضرار الجسدية والمادية التي‬
‫تصيب الغير خالل تنفيذ المشروع « ‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمين على المسؤولية العشرية‬
‫يلتزم مقاول البناء والمهندس المعماري باكتتاب عقد لتامين مسؤوليتهما العشرية المنصوص عليها في‬
‫المادة‪ 000‬ق‪ ،‬م‪،‬ج‪ ،‬ويبدأ التأمين من تاريخ االستالم النهائي للمشروع وضرورة أن يستفيد منه كل من صاحب‬
‫المشروع والمالكين المتتاليين‪.‬‬
‫جز ال‬
‫ويغطي هذا التامين كل األضرار المتعلقة بصالبة العناصر الخاصة بتجهيز بناية والدي تعتبر أ‬
‫‪2‬‬
‫يتجز من اإلنجاز ودون إتالف أو حذف مادة من مواد االنجاز‪.‬‬
‫أ‬
‫الفــــــــــــــرع الثاني‬
‫أثــــــــــــــــــــر التأمين‬
‫إن أثر التأمين يخص كل من االلتزامات التي تكون للمؤمن له والحقوق التي يتحصل عليها‪ ،‬وهو ما‬
‫سنتطرق له فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التزامات المؤمن له‬
‫إن عقد التأمين الذي يقوم المقاول بإبرامه من أجل تغطية مسؤوليته المدنية والعشرية ينتج إلتزامات‬

‫متبادلة بين أطرافه‪ ،‬ومن إلتزامات المؤمن له هو إتخاذ بعض اإلحتياطات الالزمة لتجنب وقوع الحوادث وهذا‬

‫‪ -1‬بن خروف عبدالرزاق‪ ،‬التامينات الخاصة في التشريع الجزائري‪ ،‬جزء‪ ،1‬ط‪ ،0‬مطبعة ردكول‪ ،‬الجزائر‪ ،8008 ،‬ص‪.800-801‬‬

‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 121‬من االمر‪.01-20‬المعدل والمتمم‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫كحسن اختيار اليد العاملة وحسن سير اآلالت المعدات‪ ،‬وأيضا ضرورة مراعاة األصول والمقاييس الفنية من‬

‫خالل مراعاة القواعد اإلدارية المتعلقة بإنجاز البناية‪ ،‬كما يجب عليه االلتزام بجميع ما حددته المادة‪ 10‬من‬

‫‪1‬‬
‫األمر ‪01-20‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫كما جاء في نص المادة ‪ 00‬من األمر نفسه بأنه‪ »:‬يضمن المؤمن التبعات المالية المترتبة على‬

‫مسؤولية المؤمن له المدنية بسبب األضرار الالحقة بالغير « ‪.‬‬

‫ويمكن أن تكون مسؤولية عقدية أو تقصيرية سواء بفعل المؤمن له أو تابعيه كما أن المادة ‪ 110‬من‬

‫نفس األمر ألزمت كل من مقاول البناء والمهندس المعماري بضرورة اكتتاب التامين من اجل تغطية مسؤوليتهما‬

‫‪2‬‬
‫المدنية التي يمكن أن يتعرض لها ‪.‬هذا بين فترة فتح الورشة إلى غاية التسليم النهائي لألشغال‪.‬‬

‫كما جاء المرسوم ‪ 3010 -20‬بضرورة التامين على المسؤولية الناشئة عن الدراسات والتصاميم في‬

‫الهندسة المعمارية وكذا الدراسات والتصورات الهندسية‪ ،‬وأيضا مسؤولية تنفيذ األشغال بمختلف أنواعها وكذا‬

‫يغطي التامين المسؤولية الناشئة عن المراقبة المستمرة لنوعية مواد البناء وتصميم المنشات ومتابعة وترميم‬

‫‪4‬‬
‫المباني‪.‬‬

‫‪ -8‬حقوق المؤمن له‬

‫يهدف التأمين من المسؤولية إلى تامين المؤمن له من الرجوع عليه بالتعويض سواء فيما يخص‬

‫المسؤولية المدنية أو العشرية‪ ،‬وأيضا من اجل ضمان حصول المضرور على تعويض من جراء إصابته بأضرار‬

‫أثناء عملية البناء‪ ،‬كما يجب على المؤمن تعيين خبير في ظرف سبعة أيام من تاريـ ـ ـ ـ ـخ اإلخطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار‬

‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.00‬‬

‫‪ -8‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬ص‪.02‬‬

‫‪ -0‬مرسوم تنفيدي رقم‪ 010-20‬مؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر‪ ،1220‬يتعلق بالزامية التأـمين في البناء من مسؤولية المتدخلين المدنية المهنية‪ ،‬ج‪.‬‬

‫ر‪ .‬ع‪ 10.‬لسنة ‪.1220‬‬

‫المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيدي ‪، 010-20‬مرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪37‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫بالحـ ـ ـ ـ ـ ـادث‪ ،‬وضرورة دفع التعويض المستحق خالل ثالثة أشهر من تاريخ المعاينة من طرف الخبير لألضرار‬

‫الناتجة‪ ،‬وهذا في حالة وقوع أتفاق بين كل من المؤمن والمستفيد على مبلغ التأمين المحدد من قبل الخبير‪ ،‬وفي‬

‫حالة عدم الموافقة في أجل ثالثة أشهر فيجب على المستفيد انتظار حكم المحكمة في النزاع وتحديد المبلغ‬

‫‪1‬‬
‫الواجب التعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪120‬من االمر‪ 01-20‬المعدل والمتمم‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيد‬ ‫الفصـــــل األول‬

‫خالصة الفصل األول‬

‫نستخلص من دراستنا لهذا الفصل بأن مسؤولية مقاول البناء و المهندس المعماري تختلف بحسب ما إذا‬

‫كانت الحراسة للمقاول أو المهندس المعماري‪ ،‬أو الحراسة للمالك و تكون المسؤولية على أساس مسؤولية المتبوع‬

‫عن عمل التابع‪ ،‬كما يمكن أن تنعقد الحراسة لعدة مقاولين فتكون المسؤولية تضامنية فيما بينهم في تعويض‬

‫الضرر‪ ،‬و أيضا يمكن للمضرور اإلستناذ إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء او أحكام‬

‫المسؤولية عن الفعل الشخصي‪ ،‬و مما ال شك فيه أن المضرور ال يفضل اللجوء إلى المسؤولية الشخصية إال‬

‫في حالة عدم توفر شروط المسؤولية الشيئية بل تكون المسؤولية عن حراسة اآلالت و األشياء أفضل للمضرور‬

‫على إعتبار أن الخطأ مفترض ال يقبل إثبات العكس‪ ،‬أما فيما يخص المسؤولية عن البناء ترجع إلى قدرة‬

‫الحارس في إثبات عدم وجود إهمال أو تعيب في المبنى‪ ،‬و إن قيام مقاول البناء بإنجاز مبنى يمكن أن يؤدي‬

‫إلى إلحاق الضرر سواء بالجيران أو المارة‪ ،‬و لذلك نرى ضرورة إتخاذ اإلحتياطات الالزمة من أجل أمن و‬

‫سالمة الجيران و المارة‪ ،‬كما قد يصاب بالضرر ممن لهم صلة بعملية البناء و هذا كالعاملين أو القائمين عليه‬

‫(المقاول و المهندس المعماري)‪ ،‬و كذا المستأجر‪ ،‬و في األخير يجب إحترام المسافة المحددة قانونا التي تفصل‬

‫المباني أو المنشآت الثابتة عن الجار‪ ،‬و أخذ جميع اإلحتياطات الالزمة لحماية المارة‪ ،‬و ضرورة تفعيل القوانين‬

‫الموجودة لحماية العمال‪ ،‬و مواكبة التطورات الحاصلة في هذا الميدان‪،‬وأيضا إلى ضرورة التأمين على مسؤولية‬

‫كل من المقاول والمهندس المعماري‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫مسؤلية المق اول والمهندس‬
‫المعماري بعد التنفيذ‬
‫الفصــــــــــل الثاني‬

‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬

‫تمهـــــــيد وتقســــــــــيم‪:‬‬

‫ينتهي عقد المقاولة من خالل تسلم رب العمل لمحل العقد‪ ،‬فإذا لحق محل العقد ضرر بعد التسلم ‪،‬فال‬
‫يمكن لرب العمل الرجوع على المقاول بالتعويض إال على أساس المسؤولية التقصيرية بإثباته لخطأ المقاول‬
‫والضرر والعالقة السببية‪ ،‬باعتبار أنه لم يعد يربط بينهماأي عقد تطبيقا للقواعد العامة للمسؤولية‪1‬واإلخالل بدلك‬
‫يثير المسؤولية العقدية في جانب المالك ‪،‬كما يثير مسؤولية المقاول والمهندس المعماري‪ ،‬في حالة تهدم البناء‬
‫والمنشآت وما قد يظهر عليها من عيوب ‪،‬وقد أوردت المادة ‪555‬من القانون المدني الجزائري أحكام المسؤولية‬
‫الخاصة بالمقاول والمهندس المعماري‪ ،‬حيث تعددت اإلتجاهات بشأن الطبيعة القانونية لهما‪ ،‬كما شدد المشرع‬
‫من مسؤولية المقاول والمهندس المعماري والتي هي من خصائص المسؤولية العشرية‪ ،‬كما تتحقق المسؤولية‬
‫الخاصة بتوافر مجموعة من الشروط التي تتعلق بعقد المقاولة أو تهدم أو عيب في البناء‪ ،‬وبالتالي تقتصر‬
‫دراستنا في هذا الفصل على النطاق الشخصي للمسؤولية العشرية وخصائصها كمبحث أول‪ ،‬والطبيعة القانونية‬
‫للمسؤولية العشرية وشروط قيامها كمبحث ثاني‪.‬‬

‫المبحــــــــــث األول‬

‫الضمان العشري ( النطاق الشخصي للمسؤولية العشرية (‬

‫في الضمان الخاص يلتزم المقاول والمهندس المعماري على إعتبار أن كل واحد منهما يرتبط مع رب‬

‫‪2‬‬
‫العمل بعقد مقاولة بالضمان الخاص والمنصوص عليه في المادة ‪555‬ق م ‪.‬ج ‪.‬‬

‫‪-1‬المواد من ‪ 555‬إلى ‪557‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم‬


‫‪ -2‬المادة ‪555‬ق م ‪.‬ج‪ »:‬يضمن المهندس المعماري والمقاول متضامنين ما يحدث خالل عشر سنوات من تهدم كلي أو جزئي فيما‬
‫شيداه من مبان أو أقاماه من منشآت ثانية أخرى ولو كان التهدم ناشئا عن عيب في األرض ويتمثل الضمان المنصوص عليها في الفقرة‬
‫السابقة ما يوجد في المباني والمنشآت من عيوب يترت ب عليها تهديد متانة البناء وسالمته وتبدأ مدة السنوات العشر(‪ )01‬من وقت تسليم‬
‫العمل نهائيا وال تسري هذه المادة على ما قد يكون للمقاول من حق الرجوع على المقاولين الفرعيين‪« .‬‬
‫‪40‬‬
‫وبذلك نقسم هذا المبحث إلى مطلبين ‪ ،‬نتناول في المطلب األول أطراف الضمان العشري‪ ،‬وفي المطلب‬

‫الثاني إلى خصائص المسؤولية العشرية‪.‬‬

‫المطلــــــــــــــب األول‬

‫أطراف الضمان العشري‬

‫يرتبط الضمان بوجود عقد مقاولة يرد على مبان أو منشآت ثابتة ومن ثم فإن أطراف هذا العقد هم‬

‫أطراف الضمان‪ ،‬المهندس المعماري والمقاول من جهة وصاحب العمل من جهة أخرى كما يتم إبرام عقد‬

‫المقاولة المباني والمنشآت األخرى بين كل من الدائن بالضمان ومن جهة ثانية لكل من المقاول والمهندس‬

‫‪3‬‬
‫المعماري باعتبارهما المدينين بالضمان‪.‬‬

‫الفـــــــــــــــــــرع األول‬

‫األشخاص المسؤولين بالضمان‬

‫تنقسم إلى قسمين‪ ،‬أولهما األشخاص التقليديون المسؤولون تطبيقا ألحكام القانون المدني‪ ،‬وهم‬

‫المهندسون المعماريون والمقاولون‪ ،‬وثانيها أشخاص اخرون أضافهم المشرع في نصوص خاصة نظ ار لدورهم‬

‫الفعال في عملية التشييد ‪،‬وهم المراقبون التقنيون و المرقون العقاريون‪.‬‬

‫أوال ‪:‬األشخاص المسؤولون تطبيقا ألحكام القانون المدني ‪:‬‬

‫من خالل الرجوع إلى أحكام المادة ‪ 555‬من التقنين المدني الجزائري المعدل والمتمم نالحظ أنها تقرر‬

‫بعبارات قاطعة أن الدين يخضعون ألحكام المسؤولية العشرية‪ ،‬هم فقط المهندسون المعماريون ومقاولوا البناء‪.‬‬

‫أ‪ -‬المهندس المعماري‪:‬‬

‫يعتبر المهندس المعماري أحد األطراف الملتزمون بالضمان العشري وفق نص المادة ‪ 555‬من القانون‬

‫المدني الجزائري المعدل والمتمم‪ ،‬كما أن العبرة في تطبيق أحكام المسؤولية الخاصة ليس من خالل الصفة‬

‫‪ -3‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫‪41‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫القانونية للمهندس المعماري وانما بطبيعة األعمال‪ 1‬التي يقوم بها‪ ،‬وبالتالي يكون ملزما بالضمان أي مهندس ولو‬

‫كان ميكانيكيا أو عمرانيا بما أنه مهنة المهندس المعماري‪.‬‬

‫ب‪ -‬مقاول البناء‪ :‬يعتبر المقاول أحد أطراف المسؤولية العشرية وفق ما جاءت به أحكام المادة ‪555‬ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫غير أنه إذا أقتصر دور أحد المقاولين على القيام بعمل ال يؤثر على صالحية البناء وسالمته‪ ،‬فإنه ال يخضع‬

‫ألحكام المسؤولية الخاصة‪ 2‬ولكن يسأل وفقا لقواعد المسؤولية العقدية على إعتبار أنه أخل بإلتزام عقدي‪ ،‬كما‬

‫أن القانون أجاز للمقاول أن يوكل شخصا أخر بتنفيذ جزءا أو كل العمل محل العقد مقاولة البناء‪ 3.‬غير أن‬

‫السؤال المطروح هو هل يجوز مساءلة المقاول من الباطن وفق قواعد المسؤولية العشرية ؟‬

‫أجاب على ذلك المشرع الجزائري في المادة ‪335‬فقرة ‪ 3‬من ق‪.‬م‪.‬ج والتي تقضي بمايلي‪ » :‬وال‬

‫تسري هده المادة على ما قد يكون للمقاول من حق الرجوع على المقاولين الفرعيين « ‪ ،‬وهو ذات اإلتجاه‬

‫الدي دهب إليه كل من المشرعين الفرنسي والمصري من خالل الحجج التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يعتبر المقاول الفرعي مسؤول عن سوء تنفيد األعمال الدي كلف بإنجازها‪ ،‬بينما المقاول األصلي هو‬
‫المسؤول الوحيد إتجاه صاحب المشروع عن إخالل المقاول الفرعي‪ ،‬ويسأل هذا األخير قبل المقاول األصلي‬
‫مسؤولية عقدية وبدلك ال يمكن للمقاول األصلي الرجوع على المقاول من الباطن‪ ،‬وفقا لقواعد المسؤولية‬
‫‪4‬‬
‫العشرية‪.‬‬
‫‪ -2‬بما أن المقاول الفرعي والمقاول من الباطن يعتب ارن من رجال الفن والخبرة فيكتفي بالقواعد العامة لحماية‬
‫حقوق المقاول‪ ،‬وهذا من خالل ما أكدته لجنة الشؤون التشريعية لمجلس النواب بقولها" أما المقاول األصلي‬
‫والمقاول من الباطن فهما متساويان من الناحية الفنية فليس هناك حاجة إذن إلستحداث مسؤولية‬
‫‪5‬‬
‫إستثنائية"‬

‫‪-1‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬


‫‪-2‬المادة‪ 555‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 565‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -5‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.553‬‬
‫‪42‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المسؤولون وفقا لألحكام الخاصة‬

‫ويتعلق األمر بالمراقبون التقنيون والمرقون العقاريون‪،‬وهذا نظ ار للدور الدي يقومون به في تنفيد األعمال‪.‬‬

‫‪-0‬المراقب التقني‪:‬‬

‫نظم المشرع الجزائري الرقابة التقنية في مجال البناء ألول مرة بموجب األمر رقم‪ 55/71‬المؤرخ في‬

‫‪ 1471/12/24‬من خالل إحداث هيئة المراقبة التقنية وتحديد قانونها األساسي‪ ،‬وبعدها بموجب المرسوم‬

‫رقم‪ 205-56‬المؤرخ في‪ 1456/05/14‬المتضمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء في السبعينيات‪ ،‬إال أنه لم‬

‫يتعرض لمسؤولية المراقب التقني‪ 1‬إال بموجب القانون رقم ‪ 07/45‬المعدل والمتمم في المادة ‪ 175‬والتي تنص‬

‫على مايلي ‪ »:‬يجب على المهندسين المعماريين والمقاولين‪ ،‬وكذا المراقبين التقنيين إكتتاب عقد تأمين‬

‫لتغطية مسؤوليتهم العشرية المنصوص عليها في المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري على أن يبدأ‬

‫سريان هذا العقد من اإلستالم النهائي للمشروع « ‪ ،‬ومن أجل ذلك وجب التطرق للدور الدي يقوم به المراقب‬

‫التقني ثم كيفية تدخله في مجال البناء‪.‬‬

‫أ‪-‬الدور الدي يقوم به المراقب التقني ‪:‬‬

‫طبقا للفقرة األولى من المادة الثالثة من المرسوم ‪ 205-56‬المتضمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء‬

‫أن تدخل المراقب التقني يكون على مرحلتين‪ ،‬المرحلة األولى تكون على مستوى المشروع التمهيدي من خالل‬

‫قيام المراقب التقني بدراسة إنتقادية لكل الترتيبات التقنية على تصميم األعمال‪ ،‬من أجل التأكد من مطابقتها‬

‫لقواعد البناء خاصة رقابة تصميم األعمال الكبرى‪ ،‬اما المرحلة الثانية فتكون على مستوى اإلنجاز من خالل‬

‫‪2‬‬
‫السهر على حسن إتمام المخططات المعتمدة وكيفية التنفيذ‪.‬‬

‫‪-1‬هناك من يرى العكس دلك ألن المشرع في المادة‪ 10/3‬من المرسوم‪ 205-56‬والدي يقضي بأنه‪ »:‬يمكن للهيئة أن تبرم أي عقد أو إتفاق‬

‫في مجال عملها « ‪.‬‬

‫‪ -2‬الفقرة الثانية والثالثة من المادة ‪ 3‬من المرسوم التنظيمي‪ ،205/56‬المؤرخ في‪ 1456/05/14‬المتظمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫ب‪-‬كيفية تدخل الهيئة المكلفة بالمراقبة التقنية ‪:‬‬

‫إن المادة ‪ 15‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 1455-05-15‬والمتعلق بكيفية ممارسة تنفيد‬

‫األشغال في ميدان البناء المعدل والمتمم‪ ،‬تفرض على رب العمل أن يبرم إتفاقية مع الهيئة المكلفة بالمراقبة‬

‫التقنية للبناء فيما يخص البنايات التي تدخل ضمن إختصاصاتها‪ ،‬وعلى المهندس المعماري أو مكتب الدراسات‬

‫تقديم يد المساعدة إلى رب العمل عند إبرام هده اإلتفاقية‪ ،‬غير أن مجال تطبيق هدا القرار الوزاري يقتصر غلى‬

‫‪1‬‬
‫البنايات التي تتم لحساب اإلدارات التابعة للدولة والجماعات المحلية والهيئات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬المتعامل في الترقية العقارية ‪:‬تعتبر مهنة المتعامل في الترقية العقارية من المهن الحرة التي ظهرت حديثا‬

‫في الجزائر‪ ،‬حيث نظمها المشرع بموجب أحكام المرسوم التشريعي‪ 03/43‬المعدل والمتمم المتعلق بالنشاط‬

‫العقاري‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف المراقب العقاري‬

‫هو كل شخص طبيعي أو معنوي يساهم في إنجاز أو تحديد األمالك العقارية المخصصة للبيع أو‬

‫اإليجار أو تلبية حاجات خاصة‪ ، 2‬ويعتبر المتعامل في الترقية العقارية تاج ار يخضع ألحكام القانون التجاري‬

‫ويستثني من دلك في حالة ما إدا كان الغرض من عمله تلبية حاجاته الخاصة أو حاجة المشاركين في دلك‪. 3‬‬

‫أ‪-‬حدود مسؤولية المراقب العقاري‬

‫تقضي المادة الثامنة من المرسوم التشريعي ‪ 03/43‬المتعلق بالنشاط العقاري على مايلي‪ »:‬تظل‬

‫المعامالت التجارية التي تتعلق ببناية أو جزء من بناية خاضعة للتشريع المعمول به‪ ،‬وال سيما أحكام القانون‬

‫المدني في هذا المجال‪ ،‬كما يتعين على المتعامل في الترقية العقارية أن يطلب من المهندس والمقاولين‬

‫‪-1‬‬
‫المادة األولى من القرار الوزاري‪ ،1455‬السابق الذكر"يحدد هدا القرار كيفيات ممارسة اإلستشارة الفنية في البناء وأجرها لحساب اإلدارات‬

‫التابعة للدولة والجماعات المحلية والهيئات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.".....‬‬

‫‪ -2‬المادة الثانية والثالثة من المرسوم التشريعي ‪ 03/43‬المتعلق بالنشاط العقاري المعدل والمتمم‪،‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪-3‬‬
‫المادة الثالثة ‪،‬الفقرة الثانية من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫المكلفين بإنجاز المنشآت شهادة تأمين تحملهم المسؤولية المدنية العشرية المنصوص عليها في أحكام‬

‫القانون المدني ال سيما المادة ‪ 555‬منه وطبقا للقانون المتعلق بالتأمينات ال سيما المواد‪ 45‬إلى‪.44‬‬

‫تبلع نسبة التأمين المذكورة في الفقرة السابقة إلى المشترين ويوم حيازة ملكية البناية كأقصى أجل‬

‫وان لم يكن دلك‪ ،‬يحمل المتعامل في الترقية العقارية المسؤولية المدنية زيادة على األحكام الدي ينص عليها‬

‫القانون في هذا المجال « ‪.‬‬

‫و يترتب في ذمة المهندس المعماري و المقاول اإللتزام بالضمان طبقا للمادة ‪ 555‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪ ،‬فما دام‬

‫الشخص يقوم بمهمة المهندس المعماري فهو ملتزم بالضمان‪ ،‬بل أن المقاول الذي ال يملك أي مؤهل أو أي‬

‫شخص آخر غير مؤهل إذا وضع التصميم فإنه بذلك يكون قد قام بمهمة المهندس المعماري‪ ،‬و من ثم يكون‬

‫ملتزم بالضمان و إذا تعدد المهندسون المعماريون كان كل منهم ملزم بالضمان في حدود العمل الذي قام به‪.‬‬

‫كما يلتزم المقاول بالضمان العشري طبقا للمادة ‪ 555‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪ ،‬و أيضا ليس من الضروري أن‬

‫يكون مقاول البناء واحدا فقد يكون عدة مقاولين و بالتالي يكون كل واحد فيهم ملتزم بالضمان العشري‪ 1.‬كما‬

‫تنص المادة ‪ 651‬من القانون المدني المصري على أن عبئ الضمان يقع على عاتق كل من المهندس‬

‫‪2‬‬
‫المعماري و المقاول و بالتالي تكون المسؤولية بينهما بالتضامن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫صاحب الحق في الضمان ‪( :‬األشخاص المستفيدون)‬

‫‪ -0‬الدائن بالضمان‬

‫نقصد بالدائن بالضمان األشخاص الذين تحميهم قواعد الضمان العشري‪ ،‬بحيث تقررت‬
‫لصالحهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م‪ ،‬و األصل أن صاحب الحق في الضمان أو المستفيد األول هو رب العمل‪ ،‬و بعد وفاته ينتقل‬
‫الحق في الضمان و إذا تصرف في العقار أنتقل إلى خلفه الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪-2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫‪45‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫كما يعتبر رب العمل هو الذي يتعرض للضرر بسبب تهدم البناء أو نتيجة ظهور عيب فيه و بالتالي‬

‫يرجع بالضمان على كل من المهندس المعماري و المقاول أو عليهما متضامنين‪.‬‬

‫فرب العمل هو الشخص الذي يشيد البناء أو المنشأة الثابتة لحسابه سواء كان شخص طبيعيا أو‬

‫معنويا‪ ،‬خاصا أو عاما‪.‬‬

‫‪ -2‬المدين بالضمان‬

‫و يقصد بالمدين بالضمان العشري األشخاص المسؤولون و هذا نظ ار إلرتباطهم بعقد مقاولة مع رب‬

‫‪1‬‬
‫العمل و يتعلق األمر بكل من المهندس المعماري و المقاول‪.‬‬

‫كما أنه في األصل أن صاحب الحق في الضمان هو رب العمل بإعتباره طرفا في عقد المقاولة مع‬

‫‪2‬‬
‫كل من المهندس أو المقاول‪.‬‬

‫كما أن اإللتزام بالضمان الذي تقره المادة ‪ 651‬من قانون مدني مصري على كل من المهندس و‬

‫المقاول يكون رب العمل هو صاحب الحق في الضمان و في حالة وفاته فلورثته التمسك بالمادة ‪ 651‬ضد‬

‫‪3‬‬
‫هؤالء األشخاص‪.‬‬

‫المطـلــــــــــــــــب الثاني‬

‫خصائص المسؤولية العشرية‬

‫شدد المشرع من مسؤولية المقاول والمهندس المعماري في عالقتهما برب العمل‪ ،‬ومن مظاهر هذا‬

‫التشديد والتي تعتبر من خصائص المسؤولية العشرية‪ ،‬هي أنها مسؤولية مفترضة والتي سندرسها في (الفرع‬

‫األول) وتضامنية بين كل من المهندس المعماري والمقاول في ( الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫‪ -1‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬

‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪ -3‬محمد لبيب شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.161‬‬

‫‪46‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫الفــــــــــــــرع األول‬

‫مسؤولية مفترضة بقوة القانون‬

‫يمكن لرب العمل أن يثبت المسؤولية العشرية على كل من المقاول والمهندس المعماري وهذا عن‬

‫طريق إثبات أوال وجود عقد المقاولة المبرم بينه وبين كل منهما‪ ،‬وأيضا أن يكون موضوعه هو إقامة منشآت‬

‫ثابتة هذا من جهة‪، ،‬ومن جهة أخرى هو حدوث التهدم سواء كليا أو جزئيا أو ظهور عيب في البناء وهذا يؤدي‬

‫إلى طرح اإلشكال التالي‪ :‬هل يمكن أن يعفى هذا األخير من عبئ اإلثبات؟ وكما سنبين في هذا الفرع مدى‬

‫‪1‬‬
‫وجود قرينة تعفي المقاول والمهندس من المسؤولية ؟وما هي قوتها الثبوتية؟‬

‫أوال‪ :‬إثبات المسؤولية‪ :‬نظ ار لتعدد الفنيين الذين يشاركون بعملهم في إقامة البناء أو المنشأ الواحد من مقاولين‬

‫ومهندسين وغيرهم من المهنيين‪ ،‬وبذلك يصعب على رب العمل إثبات الخطأ الشخصي في جانب كل واحد‬

‫منهما على حده واثبات العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪. 2‬‬

‫فخاصية هذه القرينة أنها تمتد لتطبق على جميع المعماريين الذين ساهموا بعملهم في األعمال الالزمة‬
‫إلقامة المنشآت‪ ،‬فيسأل المهندس بمقتضاها عن أخطاء المقاول في تنفيذ العم ـ ـ ـ ــل ‪ ،‬وكذا عن عي ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬
‫التص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيم‪ ،‬ويسأل المقاول عن أخطاء المهندس في التصميم‪ ،‬غير أنه ال يسأل أحدهما في حالة عدم‬
‫وجود قرنية إال عن خطئه الشخصي فقط‪.3‬‬
‫كما تنص المادة ‪1742‬من القانون الفرنسي التي تقيم قرينة لمسؤولية كل من المهندسين والمقاولين‬
‫في الصفق ات الجزافية‪ ،‬ويهدف المشرع إلى حماية رب العمل من المخاطر التي يمكن أن تصيبه‪ ،‬بحيث أن‬
‫تقرير األجر جزافا يؤدي بالمقاول إلى الخوض في االتفاق على األعمال ليحقق أكبر دخل ولو على حساب‬
‫‪4‬‬
‫جودة العمل وبذلك أدى بالمشرع إلى إفتراض مسؤولية بقوة القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176،177‬‬

‫‪ -2‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع نفسه‪،‬ص‪.175‬‬

‫‪ -3‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.174‬‬

‫‪ -4‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.152‬‬

‫‪47‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫على العكس من ذلك بالنسبة للمقاوالت األخرى غير الجزافية حيث إشترطت المادة ‪ 2227‬من القانون‬
‫الفرنسي إثبات خطأ المعماري كشرط جوهري للرجوع عليه بالمسؤولية طبقا للقواعد العامة‪1‬غير أن هذه التفرقة‬
‫وجهت لها عدة إنتقادات‪ ،‬مما أدى بالمشرع الفرنسي بموجب قانون ‪ 1467/01/03‬للتدخل ليضع حد لتلك‬
‫التفرقة المنتقدة‪ ،‬غير أن القضاء أمام عدم وضوح النص أبدى ترددا واضحا في تطبيق قرينة المسؤولية في كثير‬
‫من الحاالت‪.2‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم نجد أن المشرع إستعمل‬
‫كلمة الضمان للداللة على مسؤولية المقاول والمهندس المعماري ونفس التعبير فيما يخص ضمان التعرض‪. 3‬‬

‫ثانيا‪ :‬قوة القرنية‪:‬‬

‫يتجه الفقه الحديث ‪4‬إلى إعتبار أن قرينة المسؤولية المعمارية هي قرينة قاطعة ال تسقط إال بإثبات السبب‬

‫األصلى‪ ،‬هذا ما أكده المشرع الفرنسي بصريح العبارة في المادة ‪ 1742‬بعد تعديل القانون المدني الفرنسي‬

‫أن القرنية المنصوص عليها في المادة‬ ‫بموجب قانون ‪ 1475‬والتي تنص على ما يلي‪»:‬‬

‫‪ 10/12/10/0492‬ال تسقط إال بإثبات السبب األصلي « ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون المدني الجزائري ال نجد نص يقابل نص المادة ‪ 1742‬من القانون المدني‬

‫الفرنس ـ ــي ‪ ،‬ولكن من إستقراء نص المادة ‪ ،555‬يمكن أن تستخلص ذلك ضمنيا‪ ،‬وهذا من خالل إستعمال كلمة‬

‫الضمان للداللة على مسؤولية المقاول والمهندس المعماري‪ ،‬حيث أنه من المعلوم أن الضمان ال يسقط إال‬

‫بإثبات السبب األصلي وفق القواعد العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬نقالعن محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪257‬‬

‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 571‬من ق م ج " يضمن البائع عدم تعرض المشتري في االنتفاع بالمبيع كله أو بعضه سواء كان هذا التعرض من فعله أو‬

‫من فعل الغير‪ ،‬يكون له وقت البيع حق على المبيع يعارض به المشتري‪ ،‬ويكون البائع ملزما بالضمان ولو كان حق ذلك الغير قد ثبت بعد‬

‫البيع أو آل إليه هذا الحق من البائع نفسه"‬

‫‪-4‬نقال عن‪ ،‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪213‬و‪.215‬‬


‫‪48‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫كما نشير إلى أن مسؤولية المقاول أو المهندس ال تنتهي بنفي سبب التهدم أو العيب‪ ،‬فالتهدم الذي‬

‫يمكن إثبات سببه يفترض أن ذلك راجع إلى عيب في الصنعة يسأل عنه المقاول‪. 1‬‬

‫الفــــــــــرع الثاني‬

‫مسؤولية تضامنية‬
‫‪2‬‬
‫وفقا للقاعدة العامة‪ ،‬فإن التضامن ال يكون مفترضا ‪ ،‬ولكن يكون بناءا على إتفاق‪ ،‬أو نص قانوني‪.‬‬

‫كما نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 126‬ق‪ .‬م‪ .‬ج على التضامن في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬أما فيما‬

‫يخص المسؤولية العقدية وااللتزامات الناشئة عنها‪ ،‬يكون التضامن غير مفترض في حالة عدم وجود إتفاق أو‬

‫نص قانوني يقضي على عكس ذلك‪ 3‬وأيضا المشرع حرص على تشديد مسؤولية كل من المقاول والمهندس‬

‫المعماري‪ ،‬وهذا من خالل جعلهما مسؤولين مسؤولية تامة بالتضامن عن كل خطأ يحدث خالل مدة عشرسنوات‬

‫بعد تسليم األعمال‪ ، 4‬وان تضامن المهندس المعماري والمقاول في مسؤوليتهما عن العيب الذي يهدد البناء‪،‬غير‬
‫‪5‬‬
‫مانع لرب العمل من الرجوع على أحدهما دون األخر‪.‬‬

‫المبــــــــــــــــحث الثاني‬

‫الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية وشروط قيامها‬

‫ينقضي اإللتزام بالضمان وفقا للقواعد العامة في عقد المقاولة بعد تنفيد البناء وتسليمه مقبوال من رب‬

‫العمل‪ ،‬فلم يكتف المشرع الجزائري بالقواعد العامة في المسؤولية المدنية في مجال البناء والتشييد‪ ،‬حين قرر‬

‫ضرورة ضمان المقاول والمهندس المعماري لمتانة البناء والمنشآت الثابتة حتى بعد التنفيذ وتسليمه إلى رب‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.154‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 217‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم التي تنص على أن" التضامن بين الدائنين أو بين الدائنين ال يفترض ‪ ،‬وانما‬
‫يكون بناءا على إتفاق أو نص قانوني"‬
‫‪ -3‬على خالف المسائل التجارية‪ ،‬فإن التضامن يكون مفترضا‪.‬‬
‫‪ -4‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪ -5‬نقض ‪ 1475/1/21‬الطعن رقم ‪ 2034‬لسنة‪50‬ق‪ .‬نقال عن إبراهيم سيد أحمد ‪،‬مسؤولية المهندس والمقاول فقها وقضاءا‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪47‬‬
‫‪49‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫العمل‪ ،‬مما يؤدي بنا إلى التساؤل حول الطبيعة القانونية للمقاول والمهندس المعماري كمطلب أول‪ ،‬كما تتميز‬

‫المسؤولية العشرية بمجموعة من الشروط ‪ ،‬فما هي شروط هده المسؤولية كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلــــــــــب األول‬

‫الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية‬

‫تعددت اإلتجاهات و اآلراء الفقهية بشأن الطبيعة القانونية الخاصة بالمهندس المعماري و مقاول‬

‫البن ـ ـ ـ ـ ـاء‪ ،‬فيما شيداه من مبان و منشآت ثابتة أخرى‪ ،‬فهناك من يقول أن مصدر هذه المسؤولية عقد المقاولة‬

‫(مس ؤولية عقدية)‪ ،‬نظ ار إلرتباط أطراف العقد بموجب عقد المقاولة فال تترتب المسؤولية إال إذا حصل تهدم أو‬

‫عيب‪ ،‬أي اإلخالل بإلتزام عقدي‪ ،‬لذلك فإن مسؤولية المهندس المعماري و المقاول طبقا لنص المادة ‪ 555‬من‬

‫القانون المدني الجزائري هي مسؤولية عقدية بحثة‪ ،‬غير أن هناك من يرى أنها مسؤولية عقدية قررها القانون‬

‫لكل عقد مقاولة سواء نص عليها في العقد أم ال‪ 1،‬و هناك إتجاه ثالث يرى أن مسؤولية المقاول و المهندس‬

‫‪2‬‬
‫المعماري هي مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل و الضار‪.‬‬

‫الفـــــــــرع األول‬

‫مسؤولية عقدية بحثة‬

‫يرى أصحاب هذا اإلتجاه‪ 3‬أن مسؤولية المهندس المعماري و مقاول البناء بعد تسلم األعمال تكون ذات‬

‫طبيعة عقدية‪ ،‬كما يمكن أن تقوم دعوى الضمان العشري على المسؤولية العقدية و هذا على إعتبار أنها تكون‬

‫‪ -1‬فتيحة قرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.165‬‬

‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪ -3‬أنور العمروسي‪ ،‬العقود الواردة على العمل في القانون المدني( المقاولة‪ ،‬إلتزام المرافق العامة‪ ،‬عقد العمل‪ ،‬عقد الوديعة‪ ،‬عقد العارية)‬

‫معلقا على نصوصها بالفقه وأحكام النقض‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003،‬ص‪.54‬‬

‫‪50‬‬
‫اتلاترتبة عن عقد اتلاقاوتلة و أساس ذتلك أن اتلتسلم ال يغطي إال اتلعيوب اتلظاهرة‪ ،‬أاا‬ ‫نتيجة اإلخالل باإلتلتاااا‬

‫‪2‬‬
‫اتلعيوب اتلخفية فال تغطى باتلتسلم‪ 1‬بحيث يبقى اتلاقاول اسؤوال عنها طوال اتلادة اتلاحددة قانونا‪.‬‬

‫غير أن جانب أخر‪ 3‬يرى أو يؤكد اتلطبيعة اتلعقدية تللاسؤوتلية اتلعشرية تلاا ترتبه ان آثار قانونية‪ ،‬إال‬

‫أنه ال يغير ان طبيعة اتلعالقة اتلعقدية بين كل ان اتلاقاول أو اتلاهندس و رب اتلعال و هذا ألن اتلتسلم واقعة و‬

‫تليس تصرف قانوني‪.‬‬

‫الفــــــــــــرع الثاني‬

‫مسؤولية عقدية قررها القانون‬

‫يترتب على اتلتسلم اتلنهائي بدء سريان ادة اتلضاان اتلعشري باوجب نص اتلقانون‪ 4،‬على أن ياتد هذا‬
‫اتلضاان إتلى اا بعد تسلم اتلاباني‪ ،‬خالفا تللابدأ اتلعام في عقد اتلاقاوتلة اتلذي يقضي بإنقضاء اإلتلتاام باتلضاان‬
‫احكاة اتلنقض اتلاصرية بأن "عقد إستئجار اتلصنع تلعال اعين باتلاقاوتلة على اتلعال‬ ‫بتسليم اتلبناء‪ 5،‬كاا أكد‬
‫كله أو بأجرة اعينة على حساب اتلاان اتلذي يعال فيه أو اتلعال اتلذي يقوم به يعتبر بحسب األصل انتهيا‬
‫‪6‬‬
‫اتلاتوتلدة عنه على اتلصانع و رب اتلعال‪ ،‬تسليم اتلعال اقبوال و قيام رب اتلعال بدفع ثانه‪.‬‬ ‫بإنقضاء اإلتلتاااا‬
‫كاا خرج اتلاشرع عن هذا األصل و هذا ان خالل جعله اتلاقاول و اتلاهندس اتضاانين عن اتلخلل‬
‫‪7‬‬
‫اتلذي يصيب اتلبناء في ادة عشر سنوا ‪.‬‬
‫به احكاة اتلنقض اتلفرنسية في قرارها اتلصادر بتاريخ ‪5690-50-50‬‬ ‫هو نفس اإلتجاه اتلدي قض‬

‫‪-1‬محمد شكري سرور‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.570‬‬

‫‪ -2‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.511‬‬

‫‪-3‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.560‬‬

‫‪ -4‬أنور العمروسي‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.06‬‬


‫‪-5‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.575‬‬
‫‪ -6‬قرار احكاة اتلنقض اتلاصري اؤرخ في ‪5616-55-50‬اشار إتليه‪ ،‬عن محمد شكري سرور‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.570‬‬
‫‪-7‬د‪ ،‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬ارجع سابق‪ ،‬ص‪.501‬‬
‫‪51‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫و الذي يقضي‪ »1‬أن المقاول يكون مسؤوال عن أية خسارة في البناء بمقتضى نص المادة ‪ 0492‬من‬

‫القانون المدني الذي ال يطبق إال على األشخاص المرتبطين مباشرة بعقد مع رب العمل « ‪ ،‬غير أن هذا‬

‫اإلتجاه انتقد على أساس أن قبول التسليم ال يضع حدا نهائيا للعقد على إعتبار أنه ال يعفي المقاول و المهندس‬

‫المعماري إال بالنسبة للعيوب الظاهرة‪.‬‬

‫الفـــــــــرع الثالث‬

‫مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل الضار‬

‫إن المسؤولية المبنية على القواعد العامة التي تطبق في حالة تخلف شروط المسؤولية الخاصة‬

‫للمهندس المعماري والمقاول تشمل المسؤولية التقصيرية فضال عن المسؤولية التعاقدية‪ ،‬ورغم أن ما تقدم من‬

‫الحديث حول المهندس والمقاول يقتصر بالضرورة على نطاق العقد‪ ،‬فإن اإلطار العقدي لدور المهندس والمقاول‬

‫ال ينفي مسؤوليتهما التقصيرية فإذا كان نطاق المسؤولية التعاقدية يقتصر على حالة اإلخالل بإلتزام تعاقدي فإن‬

‫المسؤولية التقصيرية تقوم عند اإلخالل بأي إلتزام ال يكون عقديا‪.2‬‬

‫كما قضت محكمة النقض المصرية في أحد أحكامها بأن‪ :3‬مسؤولية المقاول والمهندس المعماري عن‬

‫خلل البناء بعد تسليمه ال يمكن إعتبارها مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل الضار ‪.‬‬

‫وفي األخير ال يمكن إعتبار مسؤولية المقاول والمهندس المعماري عما يلحق البناء من تهدم أو عيوب‬

‫هي مسؤولية تقصيرية‪ ،‬وهذا ما قضت به محكمة النقض المصرية في أحد أحكامها بقولها أن» مسؤزلية‬

‫‪-1‬نقال عن عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.153‬‬


‫‪ -2‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75،75‬‬

‫‪ -3‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪275‬‬

‫‪52‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫المقاول والمهندس المعماري عن خلل البناء بعد تسليمه ال يمكن إعتبارها مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل‬

‫الضار « ‪.1‬‬

‫ووفقا لما سبق ال يمكن القول بأن مسؤولية المقاول والمهندس المعماري عقدية بحثة وهذا نظ ار لعدم‬

‫إمكانية تطبيق أحكام القواعد العامة لهذا الضمان‪ ،‬كما ال يمكن إعتبارها تقصيرية لعدم إمكانية إنكار طبيعة‬

‫العالقة بين كل من المقاول والمهندس المعماري مع رب العمل التي تظهر فيها الطبيعة التعاقدية‪ ،‬في المقابل‬

‫يرى الفقه أن الرأي الراجح لمسؤولية المقاول والمهندس المعماري من طبيعة إستثنائية خاصة‪.‬‬

‫المطلــــــــب الثاني‬

‫شـــــروط قيام المسؤولية العشرية‬

‫تكون المسؤولية الخاصة لمقاول البناء والمهندس المعماري بتوافر مجموعة من الشروط تتعلق بعقد‬
‫المقاولة‪ ،‬والبعض األخر يتعلق بضرورة وقوع التهدم أو العيب‪ ،‬ولدلك وجب تقسيم هذا المطلب إلى فرعين‪،‬‬
‫نتناول في الفرع األول الشروط الموضوعية وفي الفرع الثاني الشروط الشكلية‪.‬‬

‫الفـــــــــــــــــرع األول‬

‫الشروط الموضوعية لقيام المسؤولية العشرية‬

‫ويتطلب دلك ضرورة وجود عقد المقاولة‪ ،‬و أيضا وقوع التهدم أو وجود عيب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ضرورة وجود عقد مقاولة مباني أو منشآت ثابتة أخرى مع رب العمل‬

‫يشترط المشرع الجزائري مجموعة من الشروط من أجل تطبيق أحكام المسؤولية العشرية لمقاول البناء‬

‫والمهندس المعماري المنصوص عليها في المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم وهذا بوجود‬

‫عقد مقاولة بين المقاول أو المهندس المعماري ورب العمل‪ ،‬وال يمكن إثارة هذا الضمان إال في حالة توفر هذا‬

‫‪-1‬الطعن رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 5‬ق‪-‬جلسة ‪ ،1434/1/5‬مشار إليه‪ ،‬إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬مسؤولية المهندس والمقاول فقها وقضاءا‪ ،‬مرجع‬

‫سابق‪،‬ص‪.41‬‬

‫‪53‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫ووفقا إلرتباط الضمان بالمسؤولية العقدية ‪،‬فإنه ال تقوم مسؤولية المقاول في حالة عالقته برب العمل‬

‫على اساس المجاملة أو في حالة كون العقد باطال أو حكم بإبطاله‪ ،‬ففي هده الحاالت تطبق القواعد العامة في‬

‫‪1‬‬
‫المسؤولية التقصيرية بين األطراف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون عقد المقاولة مع رب العمل‬

‫إن رجوع رب العمل على المشيد وفقا ألحكام الضمان العشري في حالة وجود عقد مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاولة غير‬

‫كاف‪ ،‬بل يشترط أن يكون هذا العقد مبرم مع رب العمل ‪،‬وهذا من خالل ما جاء به المشرع الجزائري في نص‬

‫المادة ‪ 550‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم والتي تنص على مايلي‪ »:‬يجوز للمقاول أن يقتصر‬

‫على التعهد بتقديم عمله فحسب‪ ،‬على أن يقدم رب العمل المادة التي يستخدمها‪. « .......‬‬

‫وتنص المادة ‪ 551‬من القانون المدني الجزائري على أنه» إدا قام المقاول بتقديم مادة العمل كلها أو‬

‫بعضها كان مسؤوال عن جودتها وعليه ضمانها لرب العمل‪« .‬‬

‫وتنص المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري على أنه» عندما يتم المقاول العمل ويضعه تحت‬

‫تصرف رب العمل وجب على هذا األخير‪. «.........‬‬

‫إن هذه النصوص القانونية تؤكد أن الطرف الثاني في عقد المقاولة هو رب العمل‪ ،‬وبدلك فإن المقاولين‬

‫الفرعيين وغيرهم الدين لم يتعاقدوا بصفة مباشرة مع رب العمل على الرغم من مشاركتهم في عملية البناء ال‬

‫يخضعون لمسؤولية القواعد الخاصة في عالقتهم مع رب العمل األصلي‪ 2،‬إال أنه ال يجوز لهدا األخير الرجوع‬

‫‪3‬‬
‫عليه بمقتضى قواعد المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪ -2‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪– 31‬عبد الرزاق حسين يسن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.135‬‬

‫‪-3‬محمد لبيب شنب‪ ،‬أحكام عقد المقاولة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.123‬‬

‫‪55‬‬
‫العقد‪ ،‬ولهذا قبل القول أن أحد األشخاص مسؤوال وفقا لهذا النظام‪ ،‬البد أوال من التأكد من صحة التكييف‬

‫‪1‬‬
‫وعلى إعتبار إرتباط الضمان بالمسؤولية العقدية (عقد المقاولة)‬ ‫القانوني للعقد المبرم بينه وبين رب العمل‪،‬‬

‫فإنه ال تقوم مسؤولية المقاول إذا كانت عالقته مع رب العمل من عالقات المجاملة أو كان العقد باطال أو حكم‬

‫‪2‬‬
‫بإبطاله‪ ،‬وبذلك تطبق القواعد العامة في المسؤولية التقصيرية بين األطراف‬

‫إال أنه يمكن أن يكون العقد المبرم مع المهندس المعماري يجمع بين األعمال المادية والتصرفات‬

‫القانونية‪ ،‬فف يما يخص مسؤولية المهندس المعماري مثل وضع التصميم والرسوم وعمل المقايسات‪ ،‬وبين‬

‫مسؤوليته عن التصرفات القانونية كأن يتعاقد مع المقاولين المنفذين للمشروع ومراجعة حساباتهم ‪،‬فالدور الدي‬

‫يقوم به هنا تسري عليه أحكام عقد المقاولة‪.3‬‬

‫ويمكن أن يتولى المقاول بنفسه عملية التشييد لحسابه الخاص وعلى أرض مملوكة له وبعدها يقوم‬

‫ببيعها للغير‪ ،‬وبالتالي ال نكون بصدد عقد مقاولة إلستحالة نشوء هذا العقد‪-،‬المقاولة‪-‬بين كل من الشخص‬

‫‪4‬‬
‫ونفسه يمكن القول بأن المقاول قصد بأن يجمع بين صفته هده وصفته كرب العمل في نفس الوقت‪.‬‬

‫أما المشتري ال يمكنه الرجوع على البائع إال بمقتضى ضمان العيوب الخفية وفقا لنص المادة ‪973‬‬

‫‪5‬‬
‫وما بعدها من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪-1‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.62‬‬

‫‪-2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93‬‬

‫‪ -3‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.101‬‬

‫‪ -‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.66‬‬

‫‪ -4‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.161‬‬


‫‪ -9‬إال أنه بإمكان المشتري الرجوع بدعوى الصمان المعماري بوصفه خلفا على من شيد البناء‪ ،‬فإذا كان البائع هو الدي شيده فإن الرجوع عليه‬

‫بوصفه مقاوال ال بائعا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫كما ال يجوز للمقاول األصلي الرجوع على المقاولين من الباطن وفقا لقواعد الضمان المعماري بالرغم‬

‫‪1‬‬
‫من تواجد المقاول األصلي في مركز رب العمل في مواجهة المقاول الفرعي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون موضوع عقد المقاولة إقامة مباني أو منشات ثابتة‬

‫فال يمكن مساءلة المقاول والمهندس المعماري وفقا ألحكام هذا الضمان‪ ،‬إال إذا كانت األعمال التي‬

‫‪2‬‬
‫قام بتأديتها وردت على المباني أو المنشآت ثابتة األخرى‪.‬‬

‫ولكن السؤال المطروح ما هو المقصود بالمباني أوالمنشآت الثابتة األخرى؟‬

‫‪-1‬تعريف المباني‪ :‬يقصد بالمباني كل ما يرتفع فوق سطح األرض من منشآت ثابتة من صنع اإلنسان بحيث‬

‫يستطيع الفرد أن يتحرك بداخلها وأن يكون من شأنها توفير الحماية له‪،‬ولو جزئية ضد المخاطر الناتجة عن‬

‫‪3‬‬
‫المؤشرات الخارجية‪.‬‬

‫‪-2‬المنشآت الثابتة األخرى‪ :‬يتجه الفقه الحديث‪ 4‬إلى إعتبار أن أعمال البناء التي تغطيها المسؤولية الخاصة‬

‫للمهندس المعماري والمقاول يمكن أن تتعلق بغير المباني من المنشآت األخرى‪ ،‬وهذا لتوفر صفة الثبات فيها‪.‬‬

‫كما يقصد بالمنشآت الثابتة كل عمل أقامته يد اإلنسان ثابتا في حيز من األرض متصال بها إتصال‬

‫القرار من خالل الربط بين مجموعة من المواد‪ ،‬أيا كان نوعها غير قابل للفك بحيث يسهل على اإلنسان إنتقاله‬

‫‪5‬‬
‫أو سبيل معاشه‪.‬‬

‫ومن أجل تحديد مدى جسامة تهدم البناء والمنشآت الثابتة األخرى كليا أو جزئيا يقتضي األمر نذب‬

‫‪-1‬هذا ما أكده المشرع الجزائري في المادة‪ 555‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم "وال تسري هده المادة على ما قد يكون للمقاول‬
‫من حق الرجوع على المقاولين الفرعيين"‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -3‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.161‬‬

‫‪ -4‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -.111‬محمد لبيب شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162‬‬

‫‪ -5‬عبد الزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.676‬‬

‫‪56‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫خبير لفحص المبنى وهذا تحت السلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬وجود العيب‬

‫العيب هو دلك الخلل الدي يصيب المباني أو المنشآت الثابتة والدي تقتضي أصول الصنعة وقواعد‬

‫الفن خلوها منه‪ 2‬كما نصت المادة ‪ 23‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 15‬ماي ‪ 1455‬المعدل والمتمم‬

‫على أنه» ‪....‬كل عيب في المواد أو المنتوجات ‪،‬أو عمل غير متقن من شأنه أن يهدد فو ار أو بعد مدة‬

‫إستقرار المشروع وعمله في ظروف طبيعية « ‪.‬‬

‫وقد عرفته محكمة إستئناف ليون في فرنسا على أنه ‪ »3‬النقيصة التي تشوب الشئ عرضا‪ ،‬وال تتواجد‬

‫بالضرورة في كل شيء من نفس النوع « ‪.‬‬

‫كما قرر المشرع المصري ضمانا مشددة لكل من المهندس والمقاول لعيوب اإلنشاءات والبناء بنص‬

‫المادة ‪ 1/651‬مدني بأنه‪ »:‬يضمن المهندس المعماري والمقاول متضامنين ما يحدث خالل عشر سنوات من‬

‫تهدم كلي أو جزئي فيما شيدوه من مباني أو أقاموه من منشآت ثابتة أخرى‪ ،‬ودلك لو كان العيب في األرض‬

‫ذاتها‪ ،‬أو كان رب العمل قد أجاز إقامة المشات المعيبة‪ ،‬ما لم يكن المتعاقدان في هده الحالة قد أرادوا أن‬

‫تبقى هده المنشآت مدة أقل من عشر سنوات « ‪.‬‬

‫وان إعذار المقاول بتعديل طريقة التنفيذ المعيب أو المنافي للعقد‪ ،‬عدم وجوبه إذا كان إصالح العيب‬

‫مستحيال‪ ،‬هذا وفقا لنص المادة ‪ 650‬مدني مصري‪ ،4‬في حين تنص المادة ‪ 165‬من القانون المدني الجزائري‬

‫‪ -1‬بلمختار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪155،156‬‬

‫‪ -2‬محمد ياقوت ناجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪ -3‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.705‬‬

‫‪ -5‬نقض ‪ 1475/1/21‬طعن رقم ‪ 4303‬لسنة‪50 ،‬ق‪ ،‬مشار إليه‪ ،‬عن إبراهيم سيد أحمد مسؤولية المهندس والمقاول فقها وقضاءا‪،‬‬

‫مرجع سابق‪،‬ص‪.47‬‬

‫‪57‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫المعدل والمتمم على أنه» يجبر المدين بعد إعذاره طبقا للمادتين ‪ 081‬و‪ 080‬على تنفيد إلتزامه تنفيذا‬

‫عينيا‪،‬متى كان ذلك ممكنا « ‪.‬‬

‫وأيضا األضرار الداع ية للضمان هو ما يوجد في المباني والمنشآت من عيوب يترتب عليها تهديد متانة‬

‫البناء وسالمته‪ ،‬كما يتبين أن الضمان في عقود مقاولة وتشييد مباني ومنشآت ثابتة يلحق فقط المقاول‬

‫والمهندس المعماري‪.1‬‬

‫الفــــــــــــــرع الثاني‬

‫الشروط الشكلية( شـــــرط المدة)‬

‫يتعلق األمر هنا بالمدة الزمنية التي يجب خاللها السبب الموجب للضمان ‪،‬وجزاء الضمان من جهة‪ ،‬وما مدى‬

‫تعلق مدة الضمان بالنظام العام من جهة ثانية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدة الضمان العشري‬

‫تبدأ مدة الضمان العشري منذ تاريخ إعذار رب العمل باإلستالم وانهاء األعمال‪ ،‬كما يجوز إثبات دلك‬

‫بك افة طرق اإلثبات‪ ،‬كما تتعلق مدة الضمان العشري بالنظام العام في جانب حماية رب العمل وبالتالي ال يجوز‬

‫اإلتفاق على اإلقالل منها(المادة‪ )653‬مدني مصري‪ ،‬غير أنه يجوز اإلتفاق على مد مدة الضمان في حق كل‬

‫من المقاول والمهندس المعماري‪،‬كما حدد المشرع مدة ثالث سنوات ليمكن رب العمل من الرجوع بدعوى‬

‫‪2‬‬
‫الضمان العشري تبدأ من تاريخ إكتشاف العيب‪.‬‬

‫و في نطاق القانون المدني المصري كانت المادة ‪ 500/504‬من القانون الملغى "بأن المهندس‬

‫المعماري و المقاول مسؤوالن مع التضامن من خالل البناء في مدة عشر سنين‪ ،‬و على ذات المنوال نهجت‬

‫‪ -1‬سميحة القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪12‬و‪. 13‬‬

‫‪ -2‬سميحة القليوبي ‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪15‬و‪.15‬‬

‫‪58‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫المادة ‪ 651‬من القانون الحالي فنصت على أن‪ »:‬يضمن المهندس المعماري و المقاول متضامنين‪ ،‬ما يحدث‬

‫‪1‬‬
‫خالل عشر سنوات « ‪.‬‬

‫كما يجب التفرقة بين مدة الضمان و مدة دعوى الضمان‪ ،‬فمدة الضمان هي مدة صالحية و سالمة‬

‫البناء و خلوه من أي عيوب‪ ،‬أما عن مدة دعوى الضمان فهي المدة التي منحها المشروع إلى رب العمل من‬

‫أجل رفع دعواه أمام القضاء إذا حدث عيب في المباني أو المنشآت سواء كان تهدم كلي أو جزئي‪ ،‬و إذا ظهر‬

‫العيب خالل مدة الضمان و لم يبادر رب العمل برفع دعواه حتى نهاية المدة يسقط حقه في طلب إصالح‬

‫‪2‬‬
‫العيب أو التعويض‪.‬‬

‫كما يتحقق الضمان العشري خالل حدوثه في مدة عشر سنوات من وقت تسلم العمل و هي المدة‬

‫‪3‬‬
‫المحددة قانونا‪.‬‬

‫كما كانت تقضي القواعد العامة بأن الضمان ينتهي بتسليم رب العمل للمباني في حالة عدم وجود غش‬

‫من طرف المقاول و أن الضمان يكون قبل التسليم غير أن المشرع لخطورة المباني حدد فترة الضمان بعشر‬

‫‪4‬‬
‫سنوات‪.‬‬

‫فيشترط إذا إلثارة مسؤولة المقاول و المهندس المعماري أن يحدث الضرر الذي يضمناه في خالل عشر‬

‫سنوات‪ ،‬تبدأ من وقت قبول العمل‪ ،‬أي من وقت معاينة رب العمل للبناء و إقرار بمطالبته لما هو متفق‬

‫عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬فإذا حرر محضر بالقبول بدأت المدة من تاريخ هذا المحضر‪ ،‬أما إذا لم يحرر المحضر‪ ،‬و أمكن‬

‫إستخالص القبول ضمنا من تسلم رب العمل للبناء من غير أي تحفظ‪ ،‬فإن المدة تحتسب من تاريخ تسوية‬

‫‪-1‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256‬‬

‫‪ -2‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.241 - 240‬‬

‫‪ -3‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪ -4‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130‬‬


‫‪59‬‬
‫الحساب مع المقاول‪ ،‬في حالة قيام رب العمل بالتسوية هو شخصيا‪ ،‬أو ينوب عنه في ذلك المهندس‬

‫‪1‬‬
‫المعمـ ـ ـ ــاري‪ ،‬كما يقع عبئ اإلثبات على رب العمل بإعتباره هو من يدعي الضمان الخاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نقطة بداية سريان مدة الضمان العشري‬

‫نصت المادة‪ 555‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬على أن مدة العشر سنوات تبدأ من وقت تسلـ ـ ـ ــم‬

‫العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ‪،‬وبما أن المقاول أو المهندس المعماري لديهما مصلحة في إتمام التسلم ولذلك يسعى للقيام به بالوفاق‬

‫مع المستفيد‪ ،‬غير أنه قد يرفض ذلك‪.2‬‬

‫ولهذا أعتبر المشرع الجزائري تسلم العمل إلتزام يقع على رب العمل أو من يمثله‪ 3‬كما أن المشرع‬

‫الجزائري نص بصريح العبارة على أن مدة الضمان العشري تبدأ من وقت تسلم العمل نهائيا‪ ،‬وضع بذلك حدا‬

‫ألي نزاع يمكن أن ينشأ بين األطراف فيما يخص تحديد نقطة بداية الضمان العشري‪.4‬‬

‫‪ -1‬تعريف التسلم‪ :‬سوف أتطرق إلى التعريف التشريعي ثم التعريف الفقهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التعريف التشريعي للتسلم‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد لبيب شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 – 111‬‬

‫‪ -2‬سمير عبد السميع األوذن‪ ،‬ضمان العيوب الخفية التي تقع على عاتق بائع العقار ومشيدي البناء‪ ،‬مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة ‪ ،2222‬ص‪.39‬‬

‫‪ -9‬هذا ما نصت عليه المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم بأنه‪ ":‬عندما يتم المقاول العمل ويضعه تحت تصرف رب‬

‫العمل‪،‬وجب على هذا األخير أن يبادر إلى تسلمه في أقب وقت ممكن بحسب ما هو جاري في المعامالت‪،‬فإذا إمتنع دون سبب مشروع عن‬

‫التسلم رغم دعوته إلى ذلك بإنذار رسمي‪،‬أعتبر أن العمل قد سلم إليه ويتحمل كل ما بترتب عن ذلك دون أثر"‪.‬‬

‫‪ -5‬وهذا خالفا للمشرع الفرنسي الذي جعل نقطة سريان مدة العشر سنوات من تاريخ تقبل رب العمل للعمل وهذا بموجب المادة ‪21/1132‬‬

‫التي تقضي بمايلي‪ ":‬التسلم هو ذلك التصرف‪،‬الدي عن طريقه أو بواسطته يعلن رب العمل أنه قبل العمل سواء بتحفظ او بدون‬

‫تحفظ‪،‬ويحدث التسلم بناءا على طلب الطرف األكثر حرصا‪ ،‬إما وديا‪ ،‬واذا تعدر ذلك فبموجب حكم نهائي‪ ،‬ويجب في جميع األحوال أن يتم‬

‫النطق به بحضور الطرفين‪ ،‬أنظر محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪60‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫أ‪ -‬التعريف التشريعي للتسلم‪:‬‬

‫لقد ذكر المشرع لفظ التسلم في المادة ‪ 555‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي تقضي بأنه» عندما يتم المقاول العمل‬

‫ويضعه تحت تصرف رب العمل وجب على هذا األخير أن يبادر إلى تسلمه في أقرب وقت ممكن بحسب ما‬

‫هو جاري في المعامالت‪ ،‬فإذا إمتنع دون سبب مشروع عن التسلم رغم دعوته إلى دلك بإنذار رسمي أعتبر‬

‫أنه قد سلم إليه « ‪ ،‬وأيضا تم ذكره في المواد ‪2/555‬ق‪.‬م‪.‬ج‪554،‬ق‪.‬م‪.‬ج‪565،‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.1‬‬

‫‪-2‬التعريف الفقهي‪ :‬يختلف تعريف التسلم في كل من الفقه الفرنسي والفقه المصري والفقه الجزائري‪.‬‬

‫أ‪ -‬الفقه الفرنسي‪ :‬عرف الفقه الفرنسي تسلم العمل بأنه » هو التصرف الذي بواسطته رب العمل بأن‬

‫التنفيذ قد كان صحيحا «؛ وعرفه الفقيه" البان" بأنه‪» 2‬عملية حضورية موضوعها التحقق من إكتمال‬

‫األعمـــال‪ ،‬ومن حسن تنفيذها طبقا إلشتراطات الصفقة« ؛ كما عرفه األستاد "‪" MALAURIE et AYNES‬‬

‫بأنه‪ »3‬تصرف قانوني من جانب واحد يجري حضوريا والذي بواسطته يقرر رب العمل بالعمل « ‪.‬‬

‫ب‪-‬تعريف الفقه المصري‪ :‬عرف التسلم لدى الفقهاء العرب وبشكل خاص المصريون بأنه اإلستيالء المادي‬

‫للعمل المنجز ووضع اليد عليه من طرف رب العمل‪ ،‬ووضعه تحت تصرفه بطريقة تمكنه من اإلستيالء‬

‫عليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ‪،‬ويشمل أيضا معنى أخر ‪،‬وهو تقبل العمل والموافقة عليه وهذا للطبيعة الخاصة الدي يتميز بها عقد‬

‫المقاولة باعتباره يقع على عمل لم يتم البدء فيه بعد إبرام العقد‪ ،‬ومن المعلوم أنه غير موجود في هذا‬

‫التاري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخ‪ ،‬لذلك كان من الضروري فحص ومعاينة رب العمل للعمل المنجز لفائدته والتأكد من تطابقه للشروط‬

‫المتفق عليها في العقد‪ ،‬وأيضا لقواعد الفن وأصول الصنعة‪ ،‬وبعدها يتم الموافقة عليه‪،4‬والقبول بهذا الشكل هو‬

‫‪-1‬‬
‫عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪106‬‬

‫‪ -2‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬


‫‪ -3‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬

‫‪-5‬‬
‫عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬العقود الواردة على العمل‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174‬‬

‫‪61‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫إقرار رب العمل بما قام به المقاول والمهندس من عمل بعد المعاينة واإلعتراف بأنه تم مطابقا لما هو متفق عليه‬

‫‪1‬‬
‫ووفقا لألصول الفنية‬

‫ج‪ -‬تعريف التسلم في الفقه الجزائري‪ :‬لقد عرف البعض التسلم بأنه‪ »2‬التصرف الدي بواسطته المتعاقد‪-‬‬

‫صاحب العمل‪-‬يتقبل العمل المنجز بتحفظات أو بدونها‪ ،‬وبصفة أخرى يوجد التسلم عندما يتقبل رب العمل‬

‫تسلم العمل الدي تم تسليمه إياه‪ ،‬وذلك بعد إنتهائه من فحص توفر شروط المقاولة النوعية والقيمية‬

‫وموافقته على العمل « ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شــــــروط التسلم‬

‫هي شروط موضوعية تتعلق بموضوع التسلم وشروط شكلية لضمان إتمام عملية التسلم‪.‬‬

‫‪-0‬الشروط الموضوعية‪ :‬تتعلق هده الشروط بالعمل الدي سوف يتم تسليمه‪ ،‬باإلضافة إلى وجوب إتمام‬

‫إنجـ ـ ـ ـ ــازه ‪،‬فال بد أن يكون مطابقا لما هو متفق عليه في العقد ولما تتطلبه أصول الصنعة‬

‫أ‪-‬إنجاز العمل محل العقد‪ :‬بعد إنجاز العمل محل التعاقد فإن اإللتزام األساسي الدي يرتبه عقد المقاولة في ذمة‬
‫المقاول‪ ،‬باعتبار أن عملية التسلم ال تتم إال بعد اإلنتهاء من إنجاز العمل محل عقد المقاولة ‪،‬وان عملية التسلم‬
‫ال تتم إال بعد إتمام وانجاز المقاول للعمل محل العقد ‪،‬وبالتالي ال يقصد بإنجاز العمل عملية التنفيذ ذاتها وانما‬
‫يقصد به إتمام العمل من طرف المقاول‪ ،‬أي اإللتزام بتحقيق نتيجة ويتمثل في إقامة البناء بالنسبة للمقاول‬
‫ووضع التصميم بالنسبة للمهندس المعماري‪ ،‬كما يجب على المقاول من الناحية العملية إخطار رب العمل‬
‫بصفة رسمية‪ ،‬ولرب العمل مهلة عشرين يوما من أجل تحديد يوم التسلم واعالم كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافة األطراف المعنية‬
‫باألمر‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة تحرير محضر تسليم مؤقت بقبول األعمال ومن غير تحفظات‪ ،‬وفي حالة‬
‫وجودها تسجل في محضر مع إعطاء مهلة إلصالحها‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪105‬‬

‫‪-2‬‬
‫عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪ -3‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.210‬‬

‫‪62‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫ب‪-‬المطابقة‪ :‬وهو أن يكون العمل مطابق لما هو متفق ومنصوص عليه في العقد وأيضا لقواعد الفن وأصول‬

‫الصنعة ‪ 1‬وفي حالة وجود خالف بين رب العمل والمقاول حول ما إذا كان العمل موافقا أو غير مطابق لشروط‬

‫العقد وأصول الفن يحق ألي منهما نذب خبير فني مختص وذلك على حسابه من أجل معاينة العمل واعطاء‬

‫تقرير أو تحرير محضر بدلك‪ ،‬غير أن رأي الخبير مجرد رأي إستشاري بالنسبة للقاضي ‪،‬كما يمكن للقاضي أن‬

‫يحيل الموضوع ألى خبير أخر أو أكثر‪.2‬‬

‫‪-2‬الشروط الشكلية‪ :‬لم يتم تحديد شكل التسلم من قبل المشرع الجزائري في المادة ‪ 555‬من القانون المدني‬

‫الجزائري ‪ ،‬غير انه فيما يخص مقاوالت البناء قد إشترط القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪1455-05-15‬‬

‫ضرورة التسلم عن طريق تحرير محضر مؤقت يؤكد حصول عملية التسلم ويسجل فيها قبول األعمال بتحفظها‬

‫أو بدونها‪ 3‬وكذا محضر نهائي يوقع عليه األطراف المعنية‪ 4‬غير أن المشرع الفرنسي أوجب أن يكون التسلم‬

‫حضوريا بموجب المادة ‪ 6/1742‬المعدلة‪ ،‬من خالل حضور كافة األطراف المعنيين باألمر ‪،‬وذلك ألسباب‬

‫مختلفة منها سرعة إتمام عملية التسلم ورعاية مصلحة المقاول في حالة وجود تحفظات من قبل رب العمل‬

‫‪5‬‬
‫واعطاه الفرصة إلبداء رأيه فيها‬

‫رابعا‪:‬شكل التسلم ‪:‬يكون التسلم إما صريح أو ضمني‪ ،‬فإذا كان صريحا قد يكون رضائيا وهو القاعدة العامة‪،‬‬

‫ويكون بناءا على طلب صاحب المصلحة وبرضاء أطرافه‪ ،‬سواء كان الرضا شفاهة أو كتابة‪ ،‬وقد يكون التسلم‬

‫ضمنيا‪ ،‬بمعنى إتخاد موقف ال يدع للشك في أنه يعبر عن إرادة واعيـ ـ ـ ـ ــة في تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وتقبـ ـ ـ ـ ـ ــله‪.6‬‬

‫‪-1‬‬
‫عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬

‫‪ -2‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117-116‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 5/10‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ ،1455/05/15‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪-4‬المادة ‪ 4/10‬من نفس القرار‪.‬‬

‫‪ -5‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫‪ -6‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - .231‬محمد شكري سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.251‬‬

‫‪63‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫ويكون التسليم بطرق مختلفة ‪،‬قد يكون مؤقتا أو نهائيا‪.‬‬

‫‪-1‬التسليم المؤقت والتسليم النهائي‪ :‬يتخذ صورتين هما‪:‬‬

‫أ‪-‬التسليم المؤقت‪ :‬بعد إنتهاء المقاول من إنجاز العمل محل المقاولة يقوم بإخطار رب العمل رسميا‪ ،‬ويكون‬

‫لهذا األخير مدة عشرين يوما من أجل تحديد يوم التسلم‪ ،‬وكذا إعالم كافة األطراف المعنية بدلك وتحرير‬

‫محضر تسليم مؤقت مع إبداء تحفظات إن وجدت‪ 1‬كما يمنح لهما ضمان خاص وهو ضمان إتمام األعمال‬

‫على الوجه األكمل‪.2‬‬

‫ب‪-‬التسلم النهائي‪ :‬بعد إنتهاء مدة ضمان األعمال واصالح المقاول كافة العيوب محل تحفظات في محضر‬

‫التسليم المؤقت‪ ،‬يتم التسلم النهائي بنفس طريقة التسلم المؤقت‪ ،‬ويتم تحرير محضر كما هو مبين في المادة‬

‫‪ 10/10‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪،1455/05/15‬أما في حالة عدم إنتهاء المقاول من إصالح‬

‫كافة العيوب مع إنتهاء مدة ضمان حسن اإلنجاز‪ ،‬فال يتم التسليم النهائي‪ ،‬ويظل مكان العمل حتى إنتهاء عملية‬

‫إصالح العيوب من طرف المقاول‪ ،‬بعد اإلتفاق على على تمديد المدة بين األطراف على مقاول ثاني ويكون‬

‫تحت مسؤولية المقاول األول وعلى نفقته‪.3‬‬

‫‪ -2‬جزاء الضمان العشري‬

‫سندرس في هذا الفرع جزاء الضمان العشري من حيث نوع التعويض و مداه‪ .‬و التعويض هو ما للدائن‬

‫‪4‬‬
‫أي رب العمل من حق في الحصول على تعويض جب ار للضرر‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 07/10‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ ،1455/05/15‬السابق الذكر‬

‫‪-2‬‬
‫عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.573‬‬

‫‪-3‬‬
‫عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.252‬‬

‫‪ -5‬عصام أنور سليم‪ ،‬أسس الثقافة اإلسالمية في نظريات القانون و الحق و العقد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية سنة ‪ 1554‬م‪ ،‬ص‪.557‬‬

‫‪64‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫و تقضي القواعد العامة طبقا للمادة ‪ 203‬ق‪ ،‬م‪ 1،‬مصري بأنه ‪ »:‬يجبر المدين بعد إعذاره على تنفيذ‬

‫إلتزامه تنفيذا عينيا‪ ،‬متى كان ذلك ممكنا‪ ،‬على أنه إذا كان في التنفيذ العيني إرهاق للمدين جاز له أن‬

‫يقتصر على دفع تعويض نقدي‪ ،‬إذا كان ذلك ال يلحق بالدائن ضر ار جسيما « ‪.‬‬

‫كما أن الضمان العشري يخضع للقواعد العامة و بالتالي يقع على عاتق كل من المقاول و المهندس‬

‫المعماري و ذلك باإللتزام بتسليم البن اء سليما بحيث أن ظهور العيب فيه يعد إخالال باإللتزام مما يؤدي ذلك إلى‬

‫‪2‬‬
‫تعويض رب العمل‪.‬‬

‫أ‪-‬التنفيذ العيني‬

‫يعرف التعويض العيني بأنه إعادة الحالة إلى ما كانت عليه و هو األصل في الشريعة اإلسالمية التي‬

‫‪3‬‬
‫تقضي بأنه إذا كان الشيء الذي تلف أو أعدم مثليا وجب تعويضه بمثله‪ ،‬و إذا قيما فنثمنه‪.‬‬

‫و األصل في التعويض أن يأخذ صورة التنفيذ العيني كأن يقوم الملتزم بالضمان بإعادة بناء الجزء‬

‫المتهدم أو إصالح العيب التي تهدد سالمة البناء‪ ،‬بل قد يقتضي األمر إعادة تشييد البناء بأكمله و بعض‬

‫األجزاء السليمة التي ترتبط باألجزاء المعيبة إذا اقتضت ذلك طبيعة الفن المعماري‪.‬‬

‫كما أن جزاء إخالل بااللتزام بالضمان هو تطبيق المسؤولية العقدية و يعتبر عقد المقاولة خير تطبيق‬

‫لذلك‪،‬و كل هذا ال يعني أن هذا التعويض يكون فقط على المسؤولية العقدية ولكن يكون في جميع االلتزامات بما‬

‫في ذلك المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫كما نستق أر من نص المادة ‪ 171‬ق‪ ،‬م‪ ،‬مصري بأنه يمكن للقاضي بناء على طلب المضرور أن يأمر‬

‫‪ -1‬تقابلها المادة ‪ 165‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪ ،‬حيث تنص على أنه‪ :‬يجبر المدين بعد إعداره طبقا للمادتين ‪ 081‬و ‪ 080‬على تنفيذ إلتزامه تنفيذا‬
‫عينيا‪ ،‬متى كان ذلك ممكنا""‬
‫‪ -2‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ -3‬المقدم السعيد‪ ،‬التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية (دراسة مقارنة) ط‪ ،1‬دار الحداثة للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ ،1555‬ص‪.221‬‬

‫‪65‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫بإرجاع األمر إلى ما كانت عليه في السابق أو أن يأمر بأداء معين يكون على سبيل التعويض‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 132‬الفقرة الثانية من القانون المدني الجزائؤي على أنه‪ »:‬ويقدر التعويض بالنقد‪،‬على‬

‫أنه يجوز للقاضي‪،‬تبعا للظروف وبناء على طلب المضرور‪،‬أن يأمر بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه‪،‬أو أن‬

‫يحكم وذلك على سبيل التعويض‪. « .........‬‬

‫وأيضا إن إنتهاء الحكم إلى ثبوت إستحالة إصالح ما وقع من عيب في طريقة تنفيد عقد المقاولة‪ ،‬فإن‬

‫‪2‬‬
‫قضاؤه يكون بالتعويض‪ ،‬ومفاد دلك أنه لم ير محال للتنفيد العيني‪.‬‬

‫ب‪-‬التنفيذ بمقابل‬

‫ال يمكن للقاضي الحكم بالتعويض النقدي إذا طلب المالك التنفيذ العيني وكان ذلك ممكنا دون إرهاق‬

‫للمهندس أو المقاول‪ ،‬وللمالك أن يطلب التنفيذ بمقابل إذا تعرض الملتزم بالضمان القيام بالتنفيذ‬

‫العين ـ ـ ـ ـ ــي‪،‬والقاضـ ـ ــي ليس ملزما أن يحكم بالتنفيذ العيني‪ ،‬ولكن يتعين عليه أن يقضي به إذا كان ممكنا وطالب‬

‫به الدائن أو عرضه المدين‪ ،‬ويستجيب القاضي لطلب المالك بالحكم بالتعويض النقدي حتى يقوم بنفسه أو من‬

‫خالل مقاول آخر باإلصالح الالزم للبناء المعيب‪ ،‬في حالة الشك حول قدرة وصدق المقاول األصلي من أجل‬

‫القيام بالتنفيذ العيني‪ ،3‬كما أن األصل في التعويض التنفيذي هو أن يكون مبلغا من المال‪.4‬‬

‫وفي حالة عدم قيام المقاول أو المهندس بإصالح الجزء العيب فإن ذلك يمكن المالك من االلتجاء‬

‫للقضاء بطلب ترخيص من أجل إصالح العيب على نفقة المدين وهذا في حالة ما إذا كان التنفيذ ممكنا‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156 - 155‬‬

‫‪ -2‬نقض مصري‪ -1475/1/21‬الطعن رقم ‪ ،2034‬لسنة ‪ 50‬ق‪ .‬مشار إليه‪ ،‬إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬مسؤولية المهندس والمقاول فقها‬

‫وقضاءا‪ ،‬ص‪. 45-47‬‬

‫‪ -3‬نقال عن؛ محمد حسيين منصور‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.157 -156‬‬


‫‪ -4‬محمد صبري سعدي‪ ،‬شرح القانون الدني الجزائري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ، 2005 ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -5‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪66‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫ج‪-‬التعويض اإلضافي‬

‫‪1‬‬
‫ويشمل التعويض وفقا للقواعد العامة ما لحقه من خسارة وما فاته من كسب المادة ‪ 221‬ق م مصري‬

‫وبالتالي يشمل التعويض النفقات الالزمة إلعادة البناء إذا كان قد تهدم كله‪ ،‬أو إلعادة بناء الجزء المتهدم‪ ،‬أو‬

‫إلصالح العيب واذا كانت إعادة البناء أو اإلصالح لم تؤد إلى إصالح كل الضرر كأن ترتب عليها تشويه‬

‫منظر المبنى ‪ ،‬أو اإلخالل من منفعته‪ ،‬مما خفض من قيمته اإليجارية‪ ،‬كان لرب العمل الحق في التعويض‬

‫عن ذلك أيضا ‪.2‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 152‬الفقرة األولى من القانون المدني الجزائري على أنه‪ »:‬إذا لم يكن التعويض مقد ار‬

‫في العقد‪ ،‬أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره‪ ،‬ويشمل التعويض ما لحق من خسارة وما فاته من‬

‫كسب‪. « .......‬‬

‫وأيضا كما يمكن القاضي الحكم بالتعويض باستطاعته كذلك أن يحكم بتعويض إضافي للمالك نتيجة‬

‫اإلخالل بالضمان من قبل المقاول أو المهندس المعماري ‪ ،‬ويستحق ذلك نتيجة نقص في قيمة البناء أي عدم‬

‫‪3‬‬
‫إعادته إلى الحالة التي كانت عليه ولم يقم بإصالح العيب بشكل تام‪.‬‬

‫‪-0‬تقادم دعوى الضمان العشري‬

‫تسقط دعاوي الضمان بإنقضاء ثالث سنوات من وقت حصول التهدم أو إكتشاف العيب‪4‬؛ و عليه‬

‫فإن حصل التهدم أو ظهر العيب‪ 5‬في السنة العاشرة‪ ،‬يمكن لرب العمل رفع دعوى خالل ثالث سنوات من وقت‬

‫‪ -1‬تقابله المادة ‪ 152‬ف‪ 1‬ق م ج التي تنص على‪ " :‬إذا لم يكن التعويض مقد ار في العقد‪ ،‬أو في القانون فالقاضي هو الذي يقدره‪،‬‬
‫ويتمثل التعويض ما لحقه وما فاته من كسب‪"...‬‬
‫‪ -2‬فتيحة قوة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -3‬محمد حسيين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 557‬من القانون المدني الجزائري المعدل و المتمم‪.‬‬
‫و يستثنى من ذلك حالة إتخاد المهندس و المقاول طرقا إحتيالية إلخفاء العيب‪ ،‬بحيث إذا اكتشف رب العمل أن المقاول و المهندس‬ ‫‪-5‬‬

‫أستعمل طرق إحتيالية أو غش حمله لتسلم العمل دون التنبيه لهذا العيب فإن مدة دعوى الضمان ال تسقط إال بمرور مدة التقادم الطويل‪ ،‬أنظر‬
‫عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪..265‬‬
‫‪67‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫حصول التهدم أو ظهور العيب ‪1‬على عكس ما ذهب إليه المشرع الفرنسي الذي جعل مدة رفع دعوى الضمان‬

‫مرتبطة بمدة الضمان و بالتالي تنتهي بإنقضاء مدة الضمان ذاتها‪ .‬و أيضا من حيث مدى سقوط الضمان مند‬

‫‪2‬‬
‫تاريخ البدء‪.‬‬

‫و بما أن مدة رفع الضمان تعتبر مدة تقادمها من خالل الرد عليها و هذا مثال كالمطالبة‬

‫القضائي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ 3،‬أو من خالل المعنيين بالضمان‪، 4‬أما في ما يخص الوقت فإن مدة التقادم فال تكون معرضة‬

‫‪5‬‬
‫للوقت أكثر من خمس سنوات‪.‬‬

‫أ‪-‬مدى تعلق مدة الضمان بالنظام العام‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 556‬من ق‪ .‬م‪.‬ج على أنه‪ »:‬يكون باطال كل شرط يقصد به إعفاء المهندس المعماري‬

‫و المقاول من الضمان أو الحد منه « ‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 15‬من المرسوم ‪ 03/43‬المعدل و المتمم على أن‬

‫كل بند في العقد يكون الغرض منه إلغاء أو تحديد المسؤولية أو الضمانات المنصوص عليها في المادتين ‪ 1‬و‬

‫‪ 15‬و في المواد المنصوص عليها في التشريع الجاري به العمل‪ ،‬أو تحديد مدتها إما عن طريق إبعاد تضامن‬

‫المقاولين من الباطن أو تحديده‪ ،‬كما أنه من مبررات أحكام الضمان العشري ترجع ألهمية الضمان‪ ،‬سواء لألمن‬

‫‪6‬‬
‫أو حماية السالمة العالمة لألشخاص من جميع المخاطر المترتبة على إنهيار المباني‪.‬‬

‫ب‪-‬عدم جواز اإلتفاق على اإلعفاء و الحد من الضمان‬

‫‪-1‬مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪105‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاق حسين يس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪303‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 317‬من القانون المدني الجزائري ‪" :‬ينقطع التقادم بالمطالبة القضائية و لو رفعت الدعوى إلى محكمة غير مختصة بالتنبيه أو‬
‫الحجز و بالطلب الذي يقدم به في نفسية المدين أو توزيع أو بأي عمل يقوم به"‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 315‬من القانون المدني الجزائري"ينقطع التقادم إذا أقر المدين بحق الدائن إق ار ار صريحا أو ضمنيا ويعتبر إق ار ار ضمنيا أن يترك‬
‫المدين تحت يد الدائن ماال له مرهونا رهنا حيازيا‪ ،‬تأمين الدين"‬

‫‪-5‬المادة ‪ 351‬من القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم"ال يسري التقادم الدي تنقضي مدته عن خمس سنوات في حق عديمي األهلية‬
‫والغائبين والمحكوم عليهم بعقوبات جنائية إذا لم يكن لهم نائب قانونيا‬
‫‪ -6‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪42‬‬
‫‪68‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫إن إعفاء المقاول و المهندس المعماري من الضمان تعتبر باطلة و هذا حسب نص المادة ‪ 556‬من‬

‫القانون المدني الجزائري‪ ،‬و اإلعفاء هو كل شرط في العقد مقتضاه اإلتفاق على عدم الضمان مطلقا أو من‬

‫خالل إستبعاد التضامن في مواجهة رب العمل أو من يحل محله‬

‫‪69‬‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬ ‫الفصـــــل الثاني‬

‫خالصــــــــــــــــة الفصل الثاني‬

‫نستخلص من دراستنا لهذا الفصل أن مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد إتمام عملية البناء من‬

‫طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام أخر وهذا حسب ما نصت عليه المادة ‪ 555‬من القانون‬

‫المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية أو كما يطلق عليه بالضمان العشري‪ ،‬حيث أنه من الشروط الواجب‬

‫توافرها فيها على إعتبار أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو شرط يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان‬

‫العشري‪ ،‬والدي من صوره هو ضرورة وجود عقد مقاولة ‪،‬وأن ينعقد مع رب العمل‪ ،‬وشرط أخر يخص األعمال‬

‫موضوع الضمان العشري والدي يتعلق بتشييد المباني أو إقامة منشآت ثابتة أخرى‪ ،‬وأيضا ضرورة توافر شرط‬

‫أخر وهو يتعلق باألضرار الناتجة عن البناء من تهدم كلي أو جزئي أو وجود عيب في البناء‪ ،‬يهدد صالبة‬

‫ومتانة وسالمة البناء‪ ،‬كما يجب أيضا إحترام مدة الضمان العشري‪ ،‬كما نالحظ من نص المادة ‪ 556‬من‬

‫القانون المدني الجزائري بأن الضمان العشري من النظام العام وبالتالي ال يجوز مخالفته ‪،‬والهدف من دلك هو‬

‫حماية فئة من المجتمع ال يعرفون في مسائل البناء‪ ،‬كما جعل المشرع الجزائري هذه المسؤولية تبدأ من تاريخ‬

‫التسلم النهائي للعمل من قبل رب العمل‪ ،‬ويمتد لعشر سنوات غير قابلة لإلنقطاع بما أنها مدة ضمان وليست‬

‫مدة تقادم‪.1‬‬

‫‪-1‬‬
‫مدوري زايدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256‬‬
‫‪70‬‬
‫الخ ـ ـ ـ ـ ـ ـات ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬

‫إن مسؤولية مقاول البناء و المهندس المعماري تختلف بحسب ما إدا كانت الحراسة للمقاول أو المهندس‬

‫المعماري‪ ،‬أو الحراسة للمالك و تكون المسؤولية على أساس مسؤولية المتبوع عن عمل التابع‪ ،‬كما يمكن أن‬

‫تنعقد الحراسة لعدة مقاولين فتكون المسؤولية تضامنية فيما بينهم في تعويض الضرر‪ ،‬و أيضا يمكن للمضرور‬

‫االستناد إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء او أحكام المسؤولية عن الفعل الشخصي‪ ،‬و مما ال‬

‫شك فيه أن المضرور ال يفضل اللجوء إلى المسؤولية الشخصية إال في حالة عدم توفر شروط المسؤولية عن‬

‫األشياء بل تكون المسؤولية عن حراسة اآلالت و األشياء أفضل للمضرور على اعتبار أن الخطأ مفترض ال‬

‫يقبل إثبات العكس‪ ،‬أما فيما يخص المسؤولية عن البناء ترجع إلى قدرة الحارس في إثبات عدم وجود إهمال أو‬

‫في المبنى‪ ،‬و إن قيام مقاول البناء بإنجاز مبنى يمكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالجيران أو المارة‪ ،‬كما‬

‫أن مسؤولية المهندس أو المقاول مسؤولية قانونية أوجبها القانون حماية لمصالح صاحب العمل‬

‫غير الخبير بأمور البناء ‪ ,‬وحماية للمصلحة العامة ‪ ,‬لذا فان لها إحكاما ً خاصة ومشددة تختلف‬
‫عن المسؤولية العقدية أو التقصيرية ‪ .‬فهذه المسؤولية لها نطاق خاص بها من حيث األضرار‬
‫واألشخاص والمدة ففي حين أن المسؤولية العقدية تنطبق على كل األشخاص الذين يقومون‬
‫باإلخالل بعقودهم ‪ ,‬وتنطبق المسؤولية على كل األضرار التي قد تقع ‪.‬‬

‫كما أنه بعد إتمام عملية البناء من طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام أخر وهذا حسب‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية أو كما يطلق عليه بالضمان‬
‫حيث أنه من الشروط الواجب توافرها فيها على اعتبار أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو شرط العشري‪،‬‬
‫يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان‬

‫‪71‬‬
‫خاتمة‬

‫األشخاص الذين يقومون باإلخالل بعقودهم ‪ ,‬وتنطبق المسؤولية على كل األضرار‬


‫التي قد تقع ‪.‬‬

‫كما أنه بعد إتمام عملية البناء من طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام‬

‫أخر وهذا حسب ما نصت عليه المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية‬

‫أو كما يطلق عليه بالضمان العشري‪ ،‬حيث أنه من الشروط الواجب توافرها فيها على اعتبار‬

‫أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو شرط يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان‬

‫العشـري‪ ،‬والدي من صوره هو ضرورة وجود عقد مقاولة ‪،‬وأن ينعقد مع رب العمل‪ ،‬وشرط أخر‬

‫يخص األعمال موضوع الضمان العشري والدي يتعلق بتشييد المباني أو إقامة منشآت ثابتة‬

‫أخرى‪ ،‬وأيضا ضرورة توافر شرط أخر وهو يتعلق باألضرار الناتجة عن البناء من تهدم كلي أو‬

‫جزئي أو وجود عيب في البناء‪ ،‬يهدد صالبة ومتانة وسالمة البناء‪ ،‬كما يجب أيضا احترام مدة‬

‫الضمان العشري ‪ ،‬كما نالحظ من نص المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري بأن الضمان‬

‫العشري من النظام العام وبالتالي ال يجوز مخالفته ‪،‬والهدف من دلك هو حماية فئة من المجتمع‬

‫ال يعرفون في مسائل البناء‪ ،‬كما نالحظ من خالل دراستنا في هذا البحث أن المشرع الجزائري‬

‫أخد على نهج كل من القانون المدني الفرنسي ‪،‬والقانون المدني المصري في نص المادة ‪555‬‬

‫من القانون المدني الجزائري حيث أكد على مبدأ المسؤولية العشرية ولذلك نضع االقتراحات‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن تطور تقنيات البناء يدعو إلى ضرورة تعديل قانون مهنة المهندس المعماري من‬

‫خالل تحديد مهام المهندس المعماري وفصلها عن المهندسين األخرين وهذا من أجل‬

‫تسهيل تطبيق النصوص القانونية في الميدان المعماري‪ ،‬وأيضا من أجل سهولة تحديد‬

‫التكييف القانوني للمهندس المعماري أمام القضاء‪ ،‬كما نالحظ في الواقع العملي أنه‬

‫‪72‬‬
‫خاتمة‬

‫يكفي لكل شخص أن يكون له إمكانيات مالية كبيرة لممارسة مهنة مقاول البناء‪ ،‬والدي‬

‫يؤدي إلى عدم وجود الكفاءة في إنجاز المباني‬

‫‪-2‬يتضح لنا بأن عقد المقاولة يشوبه القصور في بعض المسائل ‪،‬والنصوص القانونية نرى‬

‫ضروه تعديلها‪ ،‬وهذا في نص المادة ‪ 555‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬حيث لم يبين‬

‫خاصية أساسية تميز عقد المقاولة عن غيره من العقود‪ ،‬وهي أن المقاول ينفد العمل محل‬

‫المقاولة باستقاللية دون أن يخضع إلدارة واشراف رب العمل‪.‬‬

‫‪-3‬نرى ضرورة اتخاذ االحتياطات الالزمة من أجل أمن و سالمة الجيران و المارة ‪ ،‬كما قد‬

‫يصاب بالضرر ممن لهم صلة بعملية البناء و هذا كالعاملين أو القائمين عليه (المقاول و‬

‫المهندس المعماري)‪ ،‬و كذا المستأجر‪ ،‬و في األخير نطلب ضرورة احترام المسافة المحددة‬

‫قانونا التي تفصل المباني أو المنشآت الثابتة عن الجار‪ ،‬و أخذ جميع االحتياطات الالزمة‬

‫لحماية المارة‪.‬‬

‫‪ -5‬ضرورة تفعيل القوانين الموجودة لحماية العمال‪ ،‬و مواكبة التطورات الحاصلة في هذا‬

‫الميدان‪ ،‬وأيضا إلى ضرورة التأمين على مسؤولية كل من المقاول والمهندس المعماري‪ ،‬كما تقوم‬

‫المسؤولية المدنية لمقاول البناء والمهندس المعماري على أساس ازدواج التنظيم التشريعي ‪،‬فإلى‬

‫جانب المسؤولية وفقا للقواعد العامة التي يمكن أن تنعقد وفقا ألحكام المسؤولية العقدية أو وفقا‬

‫ألحكام المسؤولية التقصيرية ‪،‬يخضع كل من المقاول والمهندس المعماري لمسؤولية خاصة‬

‫وضعت خصيصا من أجلهما وهذا على خالف ما تقضي به القواعد العامة‪.1‬‬

‫‪-1‬باقوت محمد ناجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪08‬‬

‫‪73‬‬
‫خاتمة‬

‫‪-5‬كما يتوجب إدخال خبراء مختصين في هدا الميدان من أجل التقليل من أخطار تهدم البناء‬

‫وتعيبها‪ ،‬وأيضا ضرورة إحداث التوا زن بين كل من مصالح رب العمل والمضرور والمقاول أو‬

‫المهندس المعماري‪.‬‬

‫‪-5‬كما يجدر من المشرع تعديل نص المادة ‪ 555‬ق‪.‬م ج في ظل تطور النشاط المعماري‪ ،‬فمن‬

‫غير المقبول أن تظل المسؤولية عن األخطاء المهنية في النشاط المعماري محصورة وفق ما‬

‫استقرت عليه قوانيننا دون مواكبة تطور مهنة البناء واإلعمار ‪.‬‬

‫‪-0‬يتعين على المشرع تعديل نص المادة‪ 555‬من القانون المدني الجزائري ‪،‬من خالل توسيع‬

‫نطاق الضمان العشري من حيث األشخاص المسؤولين بأحكامه‪ ،‬ليشمل باإلضافة إلى المقاول‬

‫والمهندس المعماري‪ ،‬كل من يساهم في عملية البناء والتشييد‪ ،‬خصوصا إذا كان مرتبطا مع رب‬

‫العمل بعقد مقاولة‪.‬‬

‫‪-5‬وأيضا ال بد من تمديد مدة الضمان العشري من عشر سنوات إلى عشرين سنة ألن مدة عشر‬

‫سنوات غير كافية إلختبار متانة البناء وسالمته في ظل عصر تشديد المنشآت والمباني‬

‫‪1‬‬
‫متطورة‪.‬‬ ‫الحديثة وما تتطلبه من إمكانيات الية كبيرة وتقنيات‬

‫‪ -1‬بلمحتار سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪152‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمة المراجـــــــع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫‪ ‬قانون رقم ‪ 75-57‬مؤرخ في ‪ 62‬سبتمبر‪ 5557‬يتضمن القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم‬

‫‪ ‬قانون ‪ 65-59‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون رقم‪ 97-90‬المؤرخ في‬

‫‪50‬أوت‪،6990‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪75‬‬

‫‪ ‬قانون رقم ‪ 90-55‬المؤرخ في ‪ 55‬فبراير ‪6955‬م‪ ،‬يحدد القواعد التي تنظم لنشاط الترقية العقارية‪ ،‬ج‬

‫‪.‬ر‪ .‬مؤرخة في ‪6955-90-92‬‬

‫‪ ‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 90-50‬المؤرخ في ‪ 95‬مارس ‪5550‬المتعلق بالنشاط العقاري‬

‫‪ ‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 75-50‬المؤرخ في ‪ 95‬مارس ‪ 5550‬المتعلق بنمودج عقد بيع بناء على‬

‫التصاميم الدي يطبق في مجال الترقية العقارية ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.50‬‬

‫‪ ‬المرسوم التشريعي ‪ 95-50‬المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري‪،‬‬

‫الصادر في ‪55‬ماي ‪،5550‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪06‬لسنة‪،5550‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 92-90‬المؤرخ في ‪50‬‬

‫اوت ‪،6990‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.75‬‬

‫‪ ‬المرسوم الرئاسي ‪ 679-96‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي رقم‬

‫‪ 095-90‬المؤرخ في ‪ 55‬سبتمبر‪ ،‬المعدل بالمرسوم رئاسي رقم ‪ 602-59‬مؤرخ في ‪ 95‬أكتوبر يتضمن‬

‫تنظيم الصفقات العمومية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ 75‬المعدلة‪ ،‬بالمرسوم الرئاسي رقم‪ 31-31‬المؤرخ في‬

‫‪،3331/33/31‬ج‪.‬ر‪،‬ع‪.33‬‬

‫‪ ‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 005-95‬المؤرخ في ‪ 62‬أكتوبر‪،6995‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.26‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ ‬مرسوم تنفيدي رقم ‪ 050-57‬المؤرخ في ‪ 5‬ديسمبر ‪ 5557‬يتعلق بإلزامية التأمين في البناء من‬

‫مسؤولية المتدخلين المدنية المهنية‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.52‬‬

‫‪ ‬المرسوم التنظيمي‪،697/52‬المؤرخ في‪ 5552/95/55‬المتظمن تغيير هيئة المراقبة التقنية للبناء‬

‫‪ ‬أمر رقم ‪ 90-92‬مؤرخ في ‪ 57‬يوليو سنة ‪ 6992‬يتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية‬

‫‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.0‬‬

‫‪ ‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 65‬رمضان ‪ 5595‬الموافق ل‪ 57‬مايو سنة‪ 5555‬يتضمن كيفية‬

‫ممارسة اإلستشارة الفنية في ميدان البناء وأجر دلك‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،00‬المؤرخة في ‪ 62‬أكتوبر ‪،5552‬المعدل‬

‫والمتمم بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ ، 6995‬ج‪ .‬ر‪.‬ع‪0.‬‬

‫ثانــيا‪ :‬القوامـــــــــــــيس‪:‬‬

‫‪ ‬منجد اللغة واإلعالم‪ ،‬الطبعة السادسة والعشرين‪ ،‬دون سنة نشر‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫ثالثا‪ :‬الكتب‬

‫‪ ‬د‪ .‬إبراهيم سيد أحمد‪ ،‬مسؤولية المهندس و المقاول فقها و قضاءا‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬سنة ‪.3331‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬أنور العمروسي‪ ،‬العقود الواردة على العمل في القانون المدني(المقاولة‪ ،‬إلتزام المرافق‬
‫العامــــــــــــة‪ ،‬عقد العمـــــــــــــــل‪ ،‬عقد الوديعة‪ ،‬عقد العارية) معلقــــــــــــا على نصوصـــــــها‬
‫المعارف‪،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪،3331،‬‬ ‫بالفقـــــــــــــه وأحكام النقض‪ ،‬منشأة‬
‫‪ ‬د‪ .‬أنور طلبة‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدنــــــي‪ ،‬الجــــــــــــــــــزء الرابــــع (العاريـــــــــــة‪،‬‬
‫المقاولـــــــــة‪ ،‬الوكالــــــــــــة‪ ،‬الحراسة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية مصر‪،3991 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬بشير هدفي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل ‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 3313‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 3339‬م‪.‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬بن خروف عبدالرزاق‪ ،‬التأمينات الخاصة في التشريع الجزائري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫مطبعة ردكول‪ ،‬الجزائر‪.3333،‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬سمير عبد السميع األوذن‪ ،‬ضمان العيوب الخفية التي تقع على عاتق بائع العقار ومشيدي البناء‪،‬‬
‫مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬سنة‪. 3333‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبد الرزاق أحمد السنهو ري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬صف الملكية مع شرح مفصل‬
‫لألشياء واألموال‪ ،‬الجزء الثامن دإر إحياء الثراث العربي بيروت‪ ،‬لبنان‪.3993 ،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬القود الواردة على العمـــــــل‪ ،‬المقاولة و‬
‫الوكالة و الوديعة و الحراسة‪ ،‬الجزء السابع دار أحياء التراث العربـــــــــــي‪ ،‬بيروت لبنان‪3993 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبد الرزاق حسيين‪ ،‬المسؤولية الخاصة بالمهندس المعماري ومقاول البناء‪ ،‬شروطها‪ ،‬نطاق‬
‫تطبيقها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪.3919 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عصام أنور سليم‪ ،‬أسس الثقافة اإلسالمية في نظريات القانون و الحق و العقد‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية سنة‪. 3119 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬غنية قري‪ ،‬نظرية اإللتزام‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار قرطبة للنشر و التوزيع‪ 3331‬هـ ‪ 3339 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬قرة فتيحة‪ ،‬أحكام عقد المقاولة‪ ،‬منشأت المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.3919 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد حسين منصور‪ ،‬المسؤولية المعمارية‪ ،‬بدون دارنشر‪3331. ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد حسين منصور‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬الفعل الضار‪ ،‬الفعل النافع‪ ،‬القانون ‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة‬
‫و النشر‪ ،‬سنة ‪3333‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد شكري سرور‪ ،‬مسؤولية مهندسي و مقاولي البناء و المنشأة الثانية األضـــــــــــرار ‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪.3919 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد صبري سعدي‪،‬شرح القانون المدني الجزائري‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الجزء الثاني الطبعة‬
‫الثانية‪. 3333،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد لبيب شنب‪ ،‬شرح أحكام عقد المقاولة في ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف اإلسكندرية‪.3333 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬محمد ناجي ياقوت‪ ،‬مسؤولية المعماريين‪ ،‬توزيع منشأة المعارف باإلسكندرية ‪ ،‬دار وهدان‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬سنة نشر‪.‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬معوض عبد التواب‪ ،‬المرجع في التعليق على نصوص القانون المدني‪ ،‬المجلد السابع (اإليجار‪-‬‬
‫العارية‪-‬عقد المقاولة ‪ -‬إلتزام المرافق العامة‪ -‬عقد العمل‪ -‬الوكالة)‪ ،‬الطبعة السادســـة‪ ،‬مكتبة عالم الفكر‬
‫والقانون للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪. 3333 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬المقدم السعيد‪ ،‬التعويض عن الضرر المعنوي في المسؤولية المدنية (دراسة مقارنة) ط‪ ،3‬دار‬
‫الحداثة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.3111 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬المذكــــــرات‬
‫‪ ‬بلمختار سعاد‪ ،‬المسؤولية المدنية للمهندس المعماري ومقاول البناء‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬تخصص‬

‫قانون العقود والمسؤولية ‪،‬تحت إشراف دنوني هجيرة‪ .‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان‪،‬‬

‫‪.6995/6995‬‬

‫‪ ‬مدوري زايدي‪ ،‬مسؤولية المهندس والمقاول في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ ،‬فرع عقود‬

‫ومسؤولية‪ ،‬تحت إشراف إقلولي ولد رابح صافية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬

‫‪.6995/6995‬‬

‫‪ ‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬إلتزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء‪ ،‬مذكرة ماجيستير‪ .‬فرع عقود‬

‫ومسؤولية‪ ،‬تحت إشراف الغوتي بن ملحة‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬حامعة الجزائر‪.6997/6990 ،‬‬

‫خامسا‪ :‬المقاالت‬

‫‪ ‬ماجدة شاهيناز بودوح‪ ،‬شهرزاد بوسطلة‪ ،‬المسؤولية الجنائية للمهندس المعماري عن تهدم البناء‪،‬‬

‫مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬قسم الكفاءة المهنية للمحاماة‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬

‫‪.6959‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬محمد حسين منصور‪ ،‬المؤتمرات العلمية لجامعة بيروت العربية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‬
‫‪ ‬د‪ .‬سميحة القليوبي‪ ،‬الطبيعة القانونية لعقد األشغال(عقد المقاولة)‪،‬أستادة القانون التجاري‪ ،‬مجلة‬

‫القانون واإلقتصاد‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.6995 ،‬‬

‫سادسا‪ :‬األحكام القضائية‬

‫‪78‬‬
‫‪ ‬أحكام محكمة النقض الفرنسية‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام محكمة النقض المصرية‬

‫‪79‬‬
‫الفهرس‬
‫‪ -1‬فهرس المصطلحات القانونية‬

‫الصفحة‬ ‫المصطلح باللغة الفرنسية‬ ‫المصطلح باللغة العربية‬ ‫الرقم‬


‫‪11 entrepreneur du bâtiment‬‬ ‫مقاول البناء‬ ‫أ‬
‫‪08 architecte‬‬ ‫المهندس المعماري‬ ‫ب‬
‫‪11 les ouvrage du bâtiment‬‬ ‫أعمال البناء‬ ‫ج‬
‫‪08 le plan‬‬ ‫التصميم‬ ‫د‬
‫‪09 le devis‬‬ ‫المقايسة‬ ‫ه‬
‫‪11 contrat d’entreprise‬‬ ‫عقد المقاولة‬ ‫و‬
‫‪11 la responsabilité contractuel‬‬ ‫المسؤولية العقدية‬ ‫ز‬
‫‪12 La responsabilité intellectuel‬‬ ‫المسؤولية التقصيرية‬ ‫ح‬
‫‪11 le préjudice‬‬ ‫الضرر‬ ‫ط‬
‫‪41 le contrôleur technique‬‬ ‫المراقب الفني‬ ‫ي‬
‫‪44 Promotion immobilière‬‬ ‫الترقية العقارية‬ ‫ك‬

‫‪79‬‬
‫‪ -1‬فهرس المصطلحات القانونية‬

‫الصفحة‬ ‫المصطلح باللغة الفرنسية‬ ‫المصطلح باللغة العربية‬ ‫الرقم‬


‫‪11 entrepreneur du bâtiment‬‬ ‫مقاول البناء‬ ‫أ‬
‫‪08 architecte‬‬ ‫المهندس المعماري‬ ‫ب‬
‫‪11 les ouvrage du bâtiment‬‬ ‫أعمال البناء‬ ‫ج‬
‫‪08 le plan‬‬ ‫التصميم‬ ‫د‬
‫‪09 le devis‬‬ ‫المقايسة‬ ‫ه‬
‫‪11 contrat d’entreprise‬‬ ‫عقد المقاولة‬ ‫و‬
‫‪11 la responsabilité contractuel‬‬ ‫المسؤولية العقدية‬ ‫ز‬
‫‪12 La responsabilité intellectuel‬‬ ‫المسؤولية التقصيرية‬ ‫ح‬
‫‪11 le préjudice‬‬ ‫الضرر‬ ‫ط‬
‫‪41 le contrôleur technique‬‬ ‫المراقب الفني‬ ‫ي‬
‫‪44 Promotion immobilière‬‬ ‫الترقية العقارية‬ ‫ك‬

‫‪80‬‬
‫‪ -2‬فهرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬
‫‪5-1‬‬ ‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل األول‪:‬مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيذ‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية المقاول والمهندس المعماري عند التنفيذ‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المقاول والمهندس المعماري‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪:‬تعريف المقاول لغة واصطالحا‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف المقاول في القانون المدني الجزائري‬
‫‪08‬‬ ‫ثانيا تعريف المهندس المعماري‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور المقاول والمهندس المعماري في عملية التنفيذ‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ -‬دور المقاول في عملية التنفيذ‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دور المهندس المعماري في عملية التشييد‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم عقد المقاولة وتمييزها عن غيرها من العقود‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تـ ــعري ـ ــف عقد المقاولة وخصائصها‬
‫‪10‬‬ ‫أوالً‪ :‬تع ـ ـ ـريف عقد المقاولة‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬خصائص عقد المقاولة وتكوينه‬
‫‪12‬‬ ‫‪-1‬خصائص عقد المقاولة‪:‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪-1‬تكوين عقد المقاولة‪:‬‬


‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬تمييز عقد المقاولة عن العقود المشابهة‬
‫‪14‬‬ ‫أوال‪ :‬التمييز بين عقد المقاولة وعقد العمل‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التمييز بين عقد المقاولة وعقد الوكالة‬
‫‪14‬‬ ‫الف ـ ـ ـ ــرع الثالث‪ :‬التزامات المهندس المعماري ومقاول البناء‬
‫‪15‬‬ ‫أوال ‪:‬اإللتزامات األصلية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -1‬إلتزامات المهندس المعماري‬
‫‪11‬‬ ‫‪-1‬إلتزامات مقاول البناء‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإللتزامات التبعية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1‬أساس اإللتزام باإلعالم و اإلرشاد اتجاه صاحب المشروع ‪:‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬مضمون إلتزام المهندس المعماري باإلعالم و اإلرشاد‬

‫‪81‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية لمسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري‬
‫‪20‬‬ ‫الفـ ـ ـ ـ ـ ــرع األول‪ :‬المسؤولية التعاقدية لمقاول البناء والمهندس المعماري‬
‫‪11‬‬ ‫الفـ ـ ــرع الثاني ‪:‬المسؤولية التقصيرية‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬الحراسة أثناء فترة التنفيذ‬
‫‪22‬‬ ‫‪-1‬الحراسة للمقاول أو المهندس‬
‫‪11‬‬ ‫‪-1‬الحراسة للمالك‬
‫‪23‬‬ ‫‪-1‬الحراسة لعدة مقاولين‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نوع المسؤولية التي يستند إليها المضرور‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪-1‬استناد المضرور إلى أحكام مسؤولية حارس البناء أو حارس األشياء‬
‫‪15‬‬ ‫‪-1‬استناد المضرور إلى أحكام المسؤولية عن الفعل الشخصي ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫المضرور بمناسبة عمليات البناء‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪-1‬الغير المضرور‪ ،‬األجنبي عن عملية البناء‬
‫‪10‬‬ ‫‪-1‬الغير المضرور‪ ،‬ممن لهم صلة بعملية البناء‬
‫‪14‬‬ ‫المبح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث الثاني ‪:‬ظوابط التامين على مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري‬
‫‪10‬‬ ‫الف ـ ـ ـ ــرع األول‪:‬المسؤوليات الواجب التامين عليها‬
‫‪10‬‬ ‫‪-1‬التأمين على المسؤولية المدنية والمهنية ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪-1‬التامين على المسؤولية العشرية‬
‫‪36‬‬ ‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع الثاني ‪:‬أثر التامين‬
‫‪36‬‬ ‫‪-1‬التزامات المؤمن له‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -1‬حقوق المؤمن له‬
‫‪10‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪41‬‬ ‫الفصـ ـ ـ ـ ــل الثاني ‪:‬مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‬
‫‪41‬‬ ‫المبحـ ـ ـ ـ ــث األول ‪:‬الضمان العشري ( النطاق الشخصي للمسؤولية‬
‫العشريةوخصائصهاا)‬
‫‪41‬‬ ‫المطلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب األول‪ :‬أطراف الضمان العشري‬

‫‪41‬‬ ‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع األول‪ :‬األشخاص المسؤولين بالضمان‬


‫‪41‬‬ ‫أوال ‪:‬األشخاص المسؤولون تطبيقا ألحكام القانون المدني‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا ‪:‬األشخاص المسؤولون وفقا لألحكام الخاصة‬
‫‪41‬‬ ‫‪-1‬المراقب التقني‬

‫‪82‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪-1‬تعريف المراقب العقاري‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬صاحب الحق في الضمان (األشخاص المستفيدون)‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -1‬الدائن بالضمان‬
‫‪40‬‬ ‫‪-1‬المدين بالضمان ‪:‬‬
‫‪40‬‬ ‫المطـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الثاني‪:‬خصائص المسؤولية العشرية‬
‫‪41‬‬ ‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع األول‪:‬مسؤولية مفترضة بقوة القانون‬
‫‪41‬‬ ‫أوال‪ :‬إثبات المسؤولية‬
‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪:‬قوة القرينة‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬مسؤولية تضامنية‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية وشروط قيامها‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب األول‪:‬الطبيعة القانونية للمسؤولية العشرية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪:‬مسؤولية عقدية بحثة‬
‫‪51‬‬ ‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع الثاني‪ :‬مسؤولية عقدية قررها القانون‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬مسؤولية تقصيرية أساسها الفعل الضار‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬شروط قيام المسؤولية العشرية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪:‬الشروط الموضوعية لقيام المسؤولية العشرية‬
‫‪51‬‬ ‫أوال‪:‬ضرورة وجود عقد مقاولة مباني أو منشآت ثابتة أخرى‬
‫‪55‬‬ ‫ثانيا‪:‬أن يكون عقد المقاولة مع رب العمل‬
‫‪50‬‬ ‫ثالثا‪:‬أن يكون موضوع عقد المقاولة إقامة مباني أو منشآت ثابتة‬
‫‪50‬‬ ‫‪-1‬تعريف المباني‬
‫‪50‬‬ ‫‪-1‬المنشآت الثابتة األخرى‬
‫‪51‬‬ ‫رابعا‪:‬وجود العيب‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬الشروط الشكلية(شرط المدة)‬
‫‪54‬‬ ‫أوال‪:‬مدة الضمان العشري‬
‫‪01‬‬ ‫ثانيا‪:‬نقطة بداية سريان مدة الضمان العشري‬
‫‪01‬‬ ‫‪-1‬تعريف التسلم‬
‫‪01‬‬ ‫‪-1‬التعريف الفقهي‬
‫‪01‬‬ ‫ثالثا‪:‬شروط التسلم‬
‫‪01‬‬ ‫‪-1‬الشروط الموضوعية‬

‫‪83‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪-1‬الشروط الشكلية‬
‫‪01‬‬ ‫رابعا‪:‬شكل التسلم‬
‫‪04‬‬ ‫‪-1‬التسليم المؤقت والتسليم النهائي‬
‫‪04‬‬ ‫‪-1‬جزاء الضمان العشري‬
‫‪01‬‬ ‫‪-1‬تقادم دعوى الضمان‬
‫‪11‬‬ ‫خالصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفصل الثاني‬
‫‪11‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪15‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪80‬‬ ‫فهرس المصطلحات القانونية‬
‫‪81‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪84‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫نتناول في هذا الملخص دراسة موضوع مسؤولية المقاول والمهندس المعماري‪،‬حيث يتولى كل من المقاول‬
‫والمهندس المعماري أثناء ممارسة نشاطهما المهني في مجال أعمال التشييد والبناء القيام بمهام معينة‪،‬تدخل في‬
‫دائرة تخصصهما وخبرتهما‪،‬ويعد عقد المقاولة من أهم الوسائل القانونية التي تستعمل في نشاط البناء والتي‬
‫ترتبط بين كل من رب العمل والمقاول أو المهندس المعماري‪,‬‬
‫فأثناء تنفيد البناء‪،‬هناك مسؤوليت قانونية يمكن ن يخضع لها كل من مقاول البناء والمهندس المعماري‪،‬فقد‬
‫تكون جنائية وهذا في حالة قيام المهندس المعماري بأفعال تشكل جريمة عمدية أو من قبيل الخطأ‪،‬وقد تكون‬
‫مسؤولية تأديبية ‘إدارية والتي تكون بالنسبة للمهندس العامل في اإلدارة العمومية أو القطاع الخاص مثل‬
‫العزل من الوظيفة‪،‬مثلماينص عليه األمر رقم ‪ 60-60‬المؤرخ في ‪ 51‬يوليو ‪ 6660‬المتظمن القانون األساسي‬
‫للوظيفة العمومية‪،‬وقد تكون مسؤولية تأديبية نظامية والتي تكون من طرف المجلس الوطني لنقابة المهندسين‬
‫المعماريين حيث تمارس السلطة التأديبية إتجاه أعضائه نتيجة إرتكاب أي خطأ مهني أو أية مخالفة لألحكام‬
‫التشريعية والتنضيمية ‪ ،‬كما يمكن أن يتعرض كل من مقاول البناء والمهندس المعماري إلى المسؤولية المدنية‬
‫أصابه من أضرار سواء كانت مادية‬ ‫والتي هي موضوع دراستنا والتي تتمثل في تعويض المضرور عما‬
‫أو أدبية ‪،‬كما أعتمدت في دراسة هذا الموضوع على المجال المدني فقط ‪،‬نظرا لما تتمتع به المسؤولية المدنية‬
‫في هذا المجال المحدد بالذات دورا أساسيا في اإلرتقاء بمستوى العناية في تأدية أعمال البناء يفوق دور‬
‫المسؤولية الجنائية‪،‬كما يحتل هذا الموضوع أهمية كبيرة من الناحية العلمية حيث أنه تقل فيه الدراسات‬
‫القانونية‪،‬وله أهمية عملية في الحياة اإلقتصادية وحاجة المجتمع إلى السكن‪،‬كما يتعرض مقاول البناء والمهندس‬
‫المعماري للمسؤولية المدنية سواء قبل التنفيذ أو بعد التنفيذ‪،‬مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤل التالي‪:‬ماهي‬
‫الطبيعة القانونية لمسؤولية كل من مقاول البناء والمهندس المعماري؟ويتفرع عن هذه اإلشكالية إشكالية فرعية‬
‫وهي كمايلي‪:‬ماهي مسؤولية مقاول البناء والمهندس المعماري قبل التنفيذ؟وماهي مسؤولية مقاول البناء‬
‫والمهندس المعماري‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية والتساؤالت الفرعية أرتأينا إتباع المنهج اإلستقرائي التحليلي لنصوص أحكام القانون‬
‫المدني الجزائري والنصوص األخرى التي تنظم النشاط المعماري في الجزائر‪،‬وهذا دون التخلص من المنهج‬
‫المقارن بين الفنية واألخرى لكل من القانون المدني الجزائري والقانون المدني المصري والقانون المدني‬
‫الفرنسي‪،‬ولإلجابة على تلك اإلشكالية وفقا للمنهج المتبع نقسم دراستنا إللى فصلين‪،‬يتضمن الفصل األول‬
‫مسؤولية المقاول والمهندس المعماري قبل التنفيذ‪،‬والذي قسم إلى مبحثين‪،‬تضمن المبحث األول ماهية المقاول‬
‫والمهندس المعماري قبل التنفيذ‪,‬‬
‫كما تطرقنا في المبحث الثاني إلى إلزامية التأمين على مسؤولية مقاول البتاء والمهندس المعماري‪،‬حيث أن‬
‫التأمين إلزامي على كل من مقاول البناء والمهندس المعماري من أجل تغطية مسؤوليتهما المدنية المهنية‬
‫والعشرية‪،‬وهذا حسب ما جاءت به المواد ‪571‬و‪ 578‬من األمر ‪ 67-51‬المتعلق بالتأمينات المعدل والمتمم‪،‬كما‬
‫يتضح لنا من خالل المادة ‪ 586‬من األمر ‪ 67-51‬المعدل والمتمم أن إلزامية التأمين ال يسري على كل من‬
‫الدولة والجماعات المحلية‪،‬واألشخاص الطبيعيين عندما يبنون مساكن خاصة لإلستعمال العائلي‪،‬والمباني‬
‫العمومية التي يمكن ألصحابها سواء الطبيعيون أو المعنويون اإلستفادة من اإلعفاء من إلزامية التأمين على‬
‫المسؤولية المهنية والعشرية‪،‬أما فيما يخص المسؤوليات الواجب التأمين عليها هي كل من المسؤولية المدنية‬
‫والمهنية وفق ما جاءت به المادة ‪ 65‬من األمر ‪،67-51‬وكذا التأمين على المسؤولية العشرية المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 115‬من ق‪,‬م‪,‬ج‪,‬مما يرتب التأمين إلتزامات تقع على عاتق المؤمن له‪،‬وهي إتخاذ بعض اإلحتياطات‬
‫الالزمة لتجنب وقوع الحوادث من خالل حسن إختيار اليد العاملة ومراعاة األصول والمقاييس الفنية المتعلقة‬
‫باإلنجاز‪،‬وأيضا اإللتزام بجمبع ما حددته المادة ‪ 51‬من األمر ‪ 67-51‬المعدل والمتمم‪،‬وحقوق يتحصل عليها‬
‫المؤمن له من خالل تأمين المؤمن له من الرجوع بالتعويض سواء فيما يخص المسؤولية المدنية‬
‫والعشرية‪،‬وكذا منأجل ضمان حصول المضرور على تعويض من جراء إصابته بأضرار أثناء عملية البناء‪.‬‬

‫أما بعد إتمام عملية البناء‪،‬نتطرق إلى مسؤولية المقاول والمهندس المعماري بعد التنفيذ‪،‬حيث نكون مام نظام‬
‫أخروهو مانصت عليه المادة ‪115‬ق‪,‬م‪,‬ج‪ ,‬وهوالمسؤولية العشرية أو كما يطلق عليها بالضمان العشري والذي‬
‫سنتناوله في المبحث األول باإلضافة إلى شروط قيامها ‪،‬وهذا من خالل تحديد أطراف الضمان العشري وهم‬
‫كل من المقاول والمهندس المعماري من جهة وصاحب العمل من جهة أخرى‪،‬مما ينبغي تحديد األشخاص‬
‫المسؤولين بالضمان ‪،‬فوفقا ألحكام المادة ‪ 115‬ق‪,‬م‪,‬ج‪ ,‬نجد أنها أقرت أن الذين يخضعون ألحكام المسؤولية‬
‫العشرية هم كل من المهندسون المعماريون ومقاولوا البناء فقط‪،‬وثانيا أشخاص أخرون أضافهم المشرع في‬
‫نصوص خاصة نظرا لدورهم الفعال في عملية التشييد‪،‬وهم المراقبون التقنيون والمرقون العقاريون ‪،‬في حين‬
‫تنص المادة ‪ 015‬من القانون المدني المصري على أن عبئ الضمان يقع على عاتق كل من المقاول والمهندس‬
‫المعماري وبالتالي تكون المسؤولية بينهما بالتضامن وبذلك يكون األشخاص المستفيدون من ذلك هم كل من‬
‫الدائن بالضمان وهم األشخاص الذين تحميهم قواعد الضمان العشري‪،‬لكن األصل أن المستفيد األول هو رب‬
‫العمل نظرا إلرتباطهم بعقد مقاولة مع المقاول أو المهندس المعماري‪،‬وبعد وفاته ينتقل الحق في الضمان وإذا‬
‫تم التصرف في العقار أنتقل إلى خلفه الخاص‪.‬‬

‫كما تتحقق المسؤولية الخاصة بتوافر مجموعة من الشروط التي تتعلق بعقد المقاولة أو تهدم أو عيب في البناء‬
‫وهي شروط موضوعية‪،‬باإلضافة إلى شروط شكلية تتعلق بالمدة الزمنية التي يجب خاللها السبب الموجب‬
‫للضمان‪،‬والتي تبدأ منذ تاريخ إعذار رب العمل باإلستالم النهائي للعمل‪،‬كما حدد المشرع المصري مدة ثالث‬
‫سنوات ليتمكن رب العمل من الرجوع بدعوى الضمان العشري والتي يبدأ من تاريخ إكتشاف العيب ‪،‬ويتحقق‬
‫الضمان العشري خالل حدوثه في مدة عشر سنوات من وقت تسلم العمل ‪،‬في حين نجد أن المادة ‪ 115‬من‬
‫القانون المدني الجزائري نصت على أن مدة العشر سنوات تبدأ من وقت تسلم العمل يقع على عاتق رب العمل‬
‫أو من يمثله‪،‬واضعا بذلك حدا ألي نزاع يمكن أن ينشأ بين األطراف فيما يخص تحديد نقطة بداية الضمان‬
‫العشري‪،‬ولقد تم ذكر لفظ التسلم في المادة ‪ 118‬ق‪,‬م‪,‬ج‪،‬باإلضافة إلى المواد‬
‫‪6/115‬ق‪,‬م‪,‬ج‪،‬و‪115‬ق‪,‬م‪,‬ج‪،‬و‪108‬ق‪,‬م‪,‬ج‪.‬‬
‫إن مسؤولية مقاول البناء و المهندس المعماري تختلف بحسب ما إدا كانت الحراسة للمقاول أو المهندس‬
‫المعماري‪ ،‬أو الحراسة للمالك و تكون المسؤولية على أساس مسؤولية المتبوع عن عمل التابع‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫تنعقد الحراسة لعدة مقاولين فتكون المسؤولية تضامنية فيما بينهم في تعويض الضرر‪ ،‬أما فيما يخص‬
‫المسؤولية عن البناء ترجع إلى قدرة الحارس في إثبات عدم وجود إهمال أو تعيب في المبنى‪ ،‬و إن قيام مقاول‬
‫البناء بإنجاز مبنى يمكن أن يؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالجيران أو المار‪،‬كما أنمسؤولية المهندس أو‬
‫المقاول مسؤولية قانونية أوجبها القانون حماية لمصالح صاحب العمل غير الخبير بأمور البناء ‪ ,‬وحماية‬
‫للمصلحة العامة ‪ ,‬لذا فان لها إحكاما ً خاصة ومشددة تختلف عن المسؤولية العقدية أو التقصيرية ‪ .‬فهذه‬
‫المسؤولية لها نطاق خاص بها من حيث األضرار واألشخاص والمدة ففي حين أن المسؤولية العقدية تنطبق‬
‫على كل األشخاص الذين يقومون باإلخالل بعقودهم ‪ ,‬وتنطبق المسؤولية على كل األضرار التي قد تقع‬
‫كما أنه بعد إتمام عملية البناء من طرف المقاول والمهندس المعماري نكون أمام نظام أخر وهذا حسب ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 115‬من القانون المدني الجزائري وهو المسؤولية العشرية أو كما يطلق عليه بالضمان‬
‫العشري‪ ،‬حيث أنه من الشروط الواجب توافرها فيها على اعتبار أنها مسؤولية مفترضة بقوة القانون وهو‬
‫شرط يتعلق باألشخاص المسؤولين عن الضمان العشـري‪ ،‬والدي من صوره هو ضرورة وجود عقد مقاولة‬
‫‪،‬وأن ينعقد مع رب العمل‪ ،‬وشرط أخر يخص األعمال موضوع الضمان العشري والدي يتعلق بتشييد المباني‬
‫أو إقامة منشآت ثابتة أخرى‪ ،‬وأيضا ضرورة توافر شرط أخر وهو يتعلق باألضرار الناتجة عن البناء من‬
‫تهدم كلي أو جزئي أو وجود عيب في البناء‪ ،‬يهدد صالبة ومتانة وسالمة البناء‪ ،‬كما يجب أيضا احترام مدة‬
‫الضمان العشري‬
Résumé:

Être décrit dans cette étude sommaire du problème de la responsabilité de l'entrepreneur et


l'architecte, dont il est à la fois l'entrepreneur et l'architecte dans l'exercice de leurs activités
professionnelles dans le domaine de la construction et du bâtiment à faire certaines tâches relevant,
le plus en entrepreneuriat de la main sur les instruments juridiques les plus importants qui sont
utilisés dans l'activité de construction et associés entre l'employeur et l'entrepreneur ou un
architecte,

Au cours de l'exécution de la construction, il ya une responsabilité juridique peut n gouverner tout de


l'entrepreneur en construction et l'architecte, peut être pénale et dans ce cas, les actes de
l'architecte constitue le crime de intentionnelle ou une erreur, et peut être responsable de
disciplinaire »administrative et qui sont pour l'ingénieur travaillant dans l'administration publique ou
le secteur privé, comme la suppression de son poste, concernant par l'ordonnance no 06-03 du 15
Juillet, 2006 portant la loi fondamentale de la fonction publique, peut être responsable de
systémique disciplinaire et qui sont parties au Conseil national de l'Union des Architectes, où le
pouvoir est exercé direction disciplinaire de ses membres à la suite de toute faute violation
professionnel ou l'une des dispositions de la législation, de réglementation, et peuvent être exposés
à tous de l'entrepreneur en construction et l'architecte de la responsabilité civile, qui est l'objet de
notre étude, qui est de compenser le quel mal blessé souffert, qu'elle soit physique ou morale, a
également adopté à l'étude de ce sujet sur le terrain de la société civile Seulement , en raison de sa
responsabilité civile dans ce domaine spécifique, en particulier jouer un rôle clé dans l'élévation du
niveau de soins dans l'exécution des travaux de construction sur le rôle de la responsabilité pénale,
occupe également l'objet d'une grande importance sur le plan scientifique où il est moins que les
études juridiques, et a une importance pratique dans la vie économique et nécessité logements
communautaires, comme exposé entrepreneur en construction et l'architecte de la responsabilité
civile soit avant la mise en œuvre ou après la mise en œuvre, ce qui nous amène à poser la question
suivante: Quelle est la nature juridique de la responsabilité de chacun de l'entrepreneur en
construction et l'architecte ramifié dans ce sous-ensemble problématique problématique qui suit:
Quelle est la responsabilité de l'entrepreneur construction et l'architecte avant la mise en œuvre?
Quels sont la responsabilité de l'entrepreneur en construction et l'architecte

Pour répondre à ce problème et les questions sous nous avons décidé de suivre les textes analytiques
approche inductive des dispositions du Code civil de dispositions algériens et d'autres qui régissent
l'activité de l'architecture en Algérie, et ce, sans se débarrasser de l'approche comparative entre la
technique et l'autre pour chaque du Code civil de la loi civile algérienne et égyptienne et le droit civil
français, et la réponse à ce problème, selon approche de diviser notre étude qui a utilisé deux
chapitres, le premier chapitre comprend la responsabilité de l'entrepreneur et l'architecte avant
l'exécution, qui a été divisé en deux sections, la première section de ce assure l'entrepreneur et
l'architecte avant la mise en œuvre,

Comme nous avons parlé dans la deuxième partie de l'assurance obligatoire de la responsabilité de
l'entrepreneur Albta et architecte, que l'assurance est obligatoire pour tous de l'entrepreneur en
construction et l'architecte afin de couvrir la responsabilité du point décimal civile et professionnelle,
et c'est en fonction de ce que lui apporta des articles 175 et 178 de l'ordonnance 95-07 relative aux
assurances, modifiée et complétée , comme le montre clairement à nous par l'article 182 de
l'ordonnance 95-07 modifiée et complétée que l'assurance obligatoire ne s'applique pas à toutes les
communautés nationales et locales, et des personnes physiques quand ils construisent des
logements spéciaux pour l'utilisation des bâtiments privés et publics qui pourraient être à leurs
propriétaires, qu'il s'agisse de personnes physiques ou morales pour profiter de l'exonération de
obligatoire assurance et décimal de responsabilité professionnelle, ce qui concerne les
responsabilités d'être assuré est à la fois la responsabilité civile et professionnelle selon ce qui est
venu par l'article 29 de l'ordonnance 95-07, ainsi que décimal d'assurance de responsabilité prévu à
l'article 554 de la S, M C, qui organise obligations d'assurance incombe à l'assuré, qui est de prendre
des précautions nécessaires pour éviter les accidents par bon choix pour le travail et une procédure
régulière et normative réalisation technique, ainsi que l'obligation Bdjemba comme spécifié à l'article
15 de l'ordonnance 95-07 modifiée et complétée, et les droits obtenus par l'assuré de en
garantissant à l'assuré de se référer à une indemnisation à la fois en termes de responsabilité civile et
de décimales, ainsi que veiller à ce que la rémunération Crochets blessés à la suite de son
endommagés pendant le processus de construction.

Après l'achèvement du processus de construction, nous abordons la responsabilité de l'entrepreneur


et l'architecte après la mise en œuvre, où nous MAM système Okhroho Manst à l'article 554 S, M, C,
et Houalemsúlah décimale ou comme on les appelle la sécurité décimal et que nous allons dans la
première section, en plus des conditions de l'établissement, et ce à travers identifier les parties à
garantir la décimale Ils sont à la fois l'entrepreneur et l'architecte d'une part et l'employeur d'autre
part, qui doit identifier les personnes de la sécurité responsable, conformément aux dispositions de
l'article 554 S, M, C, nous trouvons qu'il a confirmé que ceux qui sont soumis aux dispositions de la
décimale de responsabilité sont les deux architectes et l'entrepreneur construction uniquement, et
d'autre part d'autres personnes qui les ont déposé législateur dans les textes, en particulier en raison
de leur rôle efficace dans le processus de construction, et ils observateurs techniciens et Almrkon
Immobilier, tandis que l'article 651 du Code civil égyptien que le fardeau de la sécurité est la
responsabilité de l'entrepreneur et l'architecte et sera donc de la responsabilité de leur solidarité
Ainsi, les personnes qui en bénéficient sont chacun de la garantie des créanciers Ce sont les gens qui
sont protégés par les règles de la sécurité décimal, mais le principe de base est que le premier
bénéficiaire est l'employeur en raison des liens de détenir un contrat avec l'entrepreneur ou un
architecte, et après sa mort, se déplace à droite en dépôt et si l'aliénation du bien de se tourner vers
votre successeur.

Il a également obtenu la responsabilité particulière de la disponibilité d'un ensemble de conditions


qui sont liées à la tenue de contracter ou détruits ou défauts dans la construction où les conditions
objectives, en plus des termes de formalité relatives à la durée de temps qui doit et c'est pourquoi la
sécurité positive, qui commence à partir de la date de dispenser l'employeur de réception œuvre
finale, législateur identifiée période égyptienne de trois ans pour être en mesure d'employeur de
référence, affirmant décimal de sécurité, qui commence à partir de la date de découverte du défaut,
et atteint la sécurité décimal par sa présence dans une période de dix ans à compter de la date de
réception des travaux, alors que nous constatons que l'article 554 du Code civil du algérienne dispose
que d'un délai de dix ans à compter à partir du moment dela réception de l'œuvre tombe à
l'employeur ou son représentant, et de mettre ainsi fin à tout différend qui pourrait surgir entre les
parties en ce qui concerne la détermination de la sécurité des points de départ décimal, et cela a été
mentionné réception totale à l'article 558 S, M, C, en plus des articles 554 / 2 de la loi civile
algérienne, et 559 du Code civil algérien, et 568 du Code civil de l'Algérien
La responsabilité de l'entrepreneur en construction et l'architecte varient en fonction de ce Ida était
un garde de l'entrepreneur ou un architecte, ou mise sous séquestre du propriétaire et être une
responsabilité sur la base de la responsabilité suivie par le travail de, comme vous pouvez vous
asseoir garde pour plusieurs entrepreneurs sont à la charge de la solidarité entre eux pour
compenser les dommages, avec rapport à la responsabilité de la construction en raison de la capacité
de la garde à prouver l'absence de négligence ou de déshonorer dans le bâtiment, et que
l'entrepreneur en construction pour compléter un bâtiment peut entraîner des dommages aux deux
voisins ou passant, comme Onmsúlah ingénieur ou entrepreneur responsabilité enjoint la loi pour
protéger les intérêts de l'employeur est matière de construction, d'experts et la protection de
l'intérêt public, ont donc un compact spécial et différent serré de la responsabilité délictuelle ou
Streptococcus. Celles-ci ont une gamme de responsabilité particulière en termes de dommages et les
personnes et la durée alors que le Streptococcus responsabilité s'applique à toutes les personnes qui
ne respectent pas leurs contrats, et s'applique toute la responsabilité sur les dommages qui
pourraient se produire

Il est également à l'issue du processus de construction par l'entrepreneur et l'architecte d'être en


face d'un autre système et ce tel que stipulé à l'article 554 du Code civil de l'Algérie est de la
responsabilité décimale ou comme on l'appelle décimal de sécurité, où ce sont les conditions qui
doivent être remplies par le considérant de la responsabilité assumée force de loi une exigence pour
les personnes responsables de la sécurité décimal, les parents de l'image est la nécessité de
l'existence d'un contrat, et qui a lieu avec l'employeur, et une autre condition pour le sujet des
affaires de la sécurité décimal mon père avec la construction de bâtiments ou d'autres installations
fixes, et aussi la nécessité d'une autre condition est liée aux dommages causés pour la construction
de l'ensemble démoli ou en partie, ou de l'existence d'un défaut dans le bâtiment, menaçant de
dureté, durabilité et sécurité de la construction, doit également respecter la période de garantie de
dix ans

You might also like