Professional Documents
Culture Documents
أحكام الالتزام والإثبات
أحكام الالتزام والإثبات
دكتور
_ ‚{{Ã{‰à{{Û{è
أﺳﺘﺎذ اﻟﻘـﺎﻧـﻮن اﻟـﻤـﺪﻧـﻰ
ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘـﻮق -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘـﺎﻫﺮة
واﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻨﻘﺾ@ @
٢٠١٣
] l^èçj
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ
ك ﻤﻘدﻤﺔ...........................................................
١ ﻤﺒﺤث ﺘﻤﻬﻴدي :ﺘﻌرﻴف اﻻﻝﺘزام وأﻨواﻋﻪ...........................
١ ﺘﻌرﻴف........................................................
١ أﻨواع اﻻﻝﺘزاﻤﺎت...............................................
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ
ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
٥ ﺘﻤﻬﻴد...........................................................
٧ اﻝﻔﺼل اﻷول :اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻻﺨﺘﻴﺎري ﻝﻼﻝﺘزام...........................
٧ ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم.................................................
٨ اﻝﻤﺒﺤث اﻷول :اﻝوﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء.....................................
٨ ﺘﻌرﻴف وﺘﻘﺴﻴم............................................
٨ اﻝﻤطﻠب اﻷول :طرﻓﺎ اﻝوﻓ ـ ـ ــﺎء..............................
١٢ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝـوﻓ ـ ـ ــﺎء.............................
١٩ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول.........................
١٩ ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم..........................................
٢٠ اﻝﻔرع اﻷول :ﺤﺎﻻت اﻝوﻓـ ــﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول.................
٢٤ اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ :آﺜ ــﺎر اﻝوﻓــﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول...................
٢٧ اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜـﺎﻨﻲ :اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام ﺒﻤﺎ ﻴﻌﺎدل اﻝوﻓﺎء..............
٢٧ ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم.............................................
٢٧ اﻝﻤطﻠب اﻷول :اﻝـوﻓ ـ ـ ــﺎء ﺒﻤﻘ ــﺎﺒـل...........................
أحكام االلتزام واإلثبات د
٢٩ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘﺠ ـ ــدﻴــد..................................
٣٣ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :اﻹﻨـﺎﺒـﺔ ﻓﻲ اﻝـوﻓ ـ ـ ــﺎء .........................
٣٤ اﻝﻤطﻠب اﻝراﺒﻊ :اﻝﻤـﻘ ـ ــﺎﺼـ ـ ــﺔ................................
٤٠ اﻝﻤطﻠب اﻝﺨﺎﻤس :اﺘﺤـ ـ ــﺎد اﻝذﻤ ـ ــﺔ...........................
٤٢ اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث :وﺴﺎﺌل ﺤث اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء.................
٤٢ ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم.............................................
٤٣ اﻝﻤطﻠب اﻷول :اﻹﻜ ـراﻩ اﻝﺒــدﻨـﻲ.............................
٤٣ ﺘﻌرﻴف.................................................
٤٥ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﻐ ـ ارﻤـﺔ اﻝﺘﻬدﻴـدﻴــﺔ.........................
٤٩ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :ﺤﺒس ﻤﺎل اﻝﻤدﻴن.........................
٦٠ اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠﺒري ﻝﻼﻝﺘزام.............................
٦٠ ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم.................................................
٦٠ اﻝﻤﺒﺤث اﻷول :اﻹﻋـ ـ ــذار.....................................
٦٠ اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻹﻋذار واﻝﺤﻜﻤﺔ ﻤن ﻤﺸروﻋﻴﺘﻪ..................
٦٢ اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﻻ ﻀرورة ﻹﻋذار اﻝﻤدﻴن ﻓﻴﻬﺎ.................
٦٤ اﻵﺜــﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒــﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻋ ــذار.............................
٦٥ اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام.........................
٦٥ ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم.............................................
٦٦ اﻝﻤطﻠب اﻷول :ﺸروط اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام.................
٧٠ اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام .................
٨٠ اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث :اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ...........................
٨٧ اﻝﻤﺒﺤث اﻝراﺒﻊ :اﻝﺘﻌوﻴض اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ )اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ(............
٨٧ اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ...................................
٨٩ ﺘﻜﻴﻴف اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ وﺨﺼﺎﺌﺼﻪ.........................
ھـ أحكام االلتزام واإلثبات
íÚ‚ÏÚ
ﺘﻌــد اﻝﻨظرﻴــﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻼﻝﺘ ـزام أﻫــم ﻨظرﻴــﺔ ﻓ ــﻲ ﻋﻠــم اﻝﻘــﺎﻨون؛ ﺤﻴــث ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ
ﻗواﻋ ــدﻫﺎ ﻤﻌظ ــم اﻝﺘطﺒﻴﻘ ــﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻜﺎﻓ ــﺔ ﻓ ــروع اﻝﻘ ــﺎﻨون ،وﻻﺴ ــﻴﻤﺎ اﻝﻘ ــﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ.
وﺘﺘﻜون ﻫذﻩ اﻝﻨظرﻴﺔ ﻤن ﻗﺴﻤﻴن أﺴﺎﺴﻴﻴن؛ اﻷول :ﻤـﺼﺎدر اﻻﻝﺘـزام ،واﻝﺜـﺎﻨﻰ:
أﺤﻜــﺎم اﻻﻝﺘـزام .ﺤﻴــث ﻴﺘﻨــﺎول اﻷول د ارﺴــﺔ اﻝوﻗــﺎﺌﻊ واﻷﺤــداث اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘــؤدى
إﻝﻰ ﻨﺸوء اﻻﻝﺘزام .وﻴﺘﻨﺎول اﻝﺜﺎﻨﻰ دراﺴﺔ اﻻﻝﺘزام ﻓـﻲ ذاﺘﻪ ﻤﻨذ ﻨﺸﺄﺘﻪ إﻝﻰ اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ.
ﻓﺄﺤﻜﺎم اﻻﻝﺘزام إذن ﺘﻌﻨﻰ ﺒدراﺴﺔ اﻝﻘواﻋد اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻻﻝﺘـزام ﻓــﻲ ﻜﺎﻓـﺔ ﺠواﻨﺒـﻪ
ﺒﻌد أن وﻝد ﻤن أﺤد ﻤﺼﺎدر اﻻﻝﺘزام إﻝﻰ ﻴوم اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ.
وﺴــوف ﻨﺘﻨــﺎول ﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻝﻜﺘــﺎب ﺒﺎﻝــﺸرح ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﻤوﻀــوﻋﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﺄﺤﻜــﺎم
اﻻﻝﺘزام ﻓـﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري وﻤﺠﻤل ﻗواﻋد اﻹﺜﺒﺎت.
وﻋﻠﻰ اﷲ ﻗﺼد اﻝﺴﺒﻴل ،وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻴﺘوﻜل اﻝﻤؤﻤﻨون
] ÌÖö¹
_ ‚Éàµ
١ أحكام االلتزام واإلثبات
ë‚éã³ovfÚ
äÂ]çÞ_æÝ]ˆjÖ÷]Ìè†Ãi
ﺘﻌرﻴف:
ﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴف اﻻﻝﺘزام ﺒﺄﻨﻪ واﺠب ﻗـﺎﻨوﻨﻲ ﻴﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺘق ﺸـﺨص ﻤﻌـﻴن وﻫـو
اﻝﻤدﻴن ﺒﺄن ﻴﻘوم ﺒﻌﻤل أو ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋن ﻋﻤل ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨص آﺨر وﻫو اﻝداﺌن.
واﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻬــذا اﻝﻤﻌﻨــﻰ ﻫــو اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﻤــدﻨﻲ وﻫــو اﻝــذي ﻴﻤﻜــن ﻝﻠــداﺌن أن ﻴﺠﺒــر
اﻝﻤ ــدﻴن ﻋﻠ ــﻰ اﻝوﻓ ــﺎء ﺒ ــﻪ ﺒواﺴ ــطﺔ اﻝﻘ ــﻀﺎء إذا اﻤﺘﻨ ــﻊ اﻷﺨﻴ ــر ﻋ ــن اﻝوﻓ ــﺎء ﺒ ــﻪ ﺤـ ـ اًر
ﻤﺨﺘﺎ اًر .وﻫو ﻴﺨﺘﻠف ﻋن اﻝواﺠب اﻷدﺒﻲ واﻻﻝﺘزام اﻝطﺒﻴﻌﻲ.
أﻨواع اﻻﻝﺘزاﻤﺎت:
ﺘﺘﻨوع اﻻﻝﺘزاﻤﺎت )اﻝواﺠﺒﺎت( ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر اﻝﻘﺎﻨون إﻝﻰ ﺜﻼﺜﺔ أﻨواع :اﻻﻝﺘزام
اﻝﻤدﻨﻲ ،اﻻﻝﺘـزام اﻝطﺒﻴﻌـﻲ ،اﻻﻝﺘـزام اﻝﺨﻠﻘـﻰ .واﻝﻨـوع اﻷول ﻤـن اﻻﻝﺘـزام ﻫـو :اﻻﻝﺘـزام
اﻝﻤدﻨﻲ ،ﻓﻬو ذﻝك اﻻﻝﺘزام اﻝذي ﻴﻤﻜن ﻝﻠـداﺌن ﺒـﻪ أن ﻴﺠﺒـر اﻝﻤـدﻴن ﺒواﺴـطﺔ اﻝﻘـﻀﺎء
ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﻝو اﻤﺘﻨﻊ اﻷﺨﻴر ﻋن ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﺤ ًار ﻤﺨﺘﺎ ًار.
واﻻﻝﺘ ـ ـزام اﻝﻤـ ــدﻨﻲ ﻫـ ــو اﻝـ ــذي ﻴﺠﺘﻤـ ــﻊ ﻓﻴـ ــﻪ ﻋﻨـ ــﺼ ار اﻻﻝﺘ ـ ـزام وﻫﻤـ ــﺎ اﻝﻤدﻴوﻨﻴـ ــﺔ
واﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ؛ أﻤــﺎ اﻝﻤدﻴوﻨﻴــﺔ ﻓﻬــﻲ اﻝواﺠــب اﻝﻤﻠﻘــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺘق اﻝﻤــدﻴن ﻤــن ﻋﻤــل أو
اﻤﺘﻨــﺎع ﻋــن ﻋﻤــل .وأﻤــﺎ اﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ ﻓﻬــﻰ ﻗــدرة اﻝــداﺌن ﻋﻠــﻰ اﻗﺘــﻀﺎء ﺤﻘــﻪ ﺠﺒـ ًار ﻋــن
اﻝﻤدﻴن ﺒواﺴطﺔ اﻝﻘﻀﺎء إذا ﻝم ﻴﻘم ﺒﺘﻨﻔﻴذﻩ ﺤ ًار ﻤﺨﺘﺎ ًار.
واﻝﻘــﺎﻨون ﻴﻌﻨــﻰ ﻜﻘﺎﻋــدة ﻋﺎﻤــﺔ ﻓ ــﻲ ﻨــﺼوﺼﻪ ﺒﺎﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت اﻝﻤدﻨﻴــﺔ ،وﻝــذﻝك إذا
أطﻠـ ــق اﺼ ـ ــطﻼح اﻻﻝﺘـ ـ ـزام ﻓـ ـ ــﻲ ﻜﺘـ ــب اﻝﻔﻘﻬ ـ ــﺎء أو أﺤﻜ ـ ــﺎم اﻝﻘ ـ ــﻀﺎء أو اﻝﻨ ـ ــﺼوص
اﻝﺘ ــﺸرﻴﻌﻴﺔ ﻓﺎﻝﻤﻘ ــﺼود ﺒ ــﻪ ﻫ ــو اﻻﻝﺘـ ـزام اﻝﻤ ــدﻨﻲ؛ ﻷﻨ ــﻪ ﻫ ــو اﻝﻘﺎﻋ ــدة ﻓـ ــﻲ اﻻﻝﺘ ازﻤ ــﺎت
اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﺒواﺴطﺔ اﻝﻘﺎﻨون.
وﻤـن أﻤﺜﻠــﺔ اﻻﻝﺘـزام اﻝﻤــدﻨﻲ :اﻝﺘـزام اﻝﺒـﺎﺌﻊ ﺒﺘــﺴﻠﻴم اﻝﻤﺒﻴــﻊ إﻝـﻰ اﻝﻤــﺸﺘرى ،واﻝﺘـزام
ـﻀﺎ اﻝﺘ ـزام
اﻝﻤــﺸﺘرى ﺒــدﻓﻊ اﻝــﺜﻤن إﻝــﻰ اﻝﺒــﺎﺌﻊ اﻝﻤﺘوﻝــد ﻤــن ﻋﻘــد اﻝﺒﻴــﻊ .وﻤــن أﻤﺜﻠﺘــﻪ أﻴـ ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٢
اﻝﻤــؤﺠر ﺒﺘــﺴﻠﻴم اﻝﻌــﻴن اﻝﻤــؤﺠرة إﻝــﻰ اﻝﻤــﺴﺘﺄﺠر وﺘﻤﻜﻴﻨــﻪ ﻤــن اﻻﻨﺘﻔــﺎع ﺒﻬــﺎ ،واﻝﺘ ـزام
اﻝﻤﺴﺘﺄﺠر ﻓـﻲ ﻤﻘﺎﺒل ذﻝك ﺒدﻓﻊ اﻷﺠرة ﻓـﻲ ﻤﻴﻌﺎدﻫﺎ إﻝﻰ اﻝﻤؤﺠر.
أﻤﺎ اﻝﻨوع اﻝﺜﺎﻨﻰ ﻤن اﻻﻝﺘزام :ﻓﻬـو اﻻﻝﺘـزام اﻝﺨﻠﻘـﻲ :وﻫـو ذﻝـك اﻻﻝﺘـزام اﻝـذي ﻻ
ﻴﻤﻜــن ﺠﺒــر اﻝﻤــدﻴن ﺒواﺴــطﺔ اﻝﻘــﻀﺎء ﻋﻠــﻰ اﻝﻘﻴــﺎم ﺒــﻪ إذا ﻝــم ﻴﻘــم ﺒــﻪ ﺤ ـ ًار ﻤﺨﺘــﺎ ًار.
ﻓﺎﻝﻤدﻴن ﺒﻪ ﻫو اﻝوﺤﻴد اﻝذي ﻴﻘدر ﻫل ﻴﻨﻔذ ﻫذا اﻻﻝﺘزام أم ﻻ؟.
وﻫذا اﻻﻝﺘزام ﻴﺘواﻓر ﻓﻴﻪ أﺤـد ﻋﻨﺎﺼـر اﻻﻝﺘـزام وﻫـو ﻋﻨـﺼر اﻝﻤدﻴوﻨﻴـﺔ اﻝﻤﺘﻤﺜـل
ﻓــﻲ اﻝﻌﻤــل أو اﻻﻤﺘﻨــﺎع ﻋــن ﻋﻤــل ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ ﺸــﺨص آﺨــر دون ﻋﻨــﺼر اﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ
اﻝذي ﻫو ﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ.
وﻤن أﻤﺜﻠﺘﻪ اﻝﺘزام اﻝـﺼدق وﻋـدم اﻝﻜـذبٕ ،واﻋطـﺎء اﻝﻐﻨـﻲ اﻝﻘـﺎدر ﺼـدﻗﺔ ﻝﻠﻔﻘﻴـر
اﻝﻤﺤﺘﺎج ،وواﺠب إﻜـرام اﻝـﻀﻴف ،وواﺠـب ﻤـﺴﺎﻋدة اﻝﻤﺤﺘـﺎج ﻋﻨـدﻤﺎ ﻻ ﻴﻜـون ﻫﻨـﺎك
واﺠب ﻗﺎﻨوﻨﻰ ﺒﻤﺴﺎﻋدﺘﻪ.
أﻤــﺎ اﻝﻨــوع اﻝﺜﺎﻝــث ﻤــن اﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت :ﻓﻬــو اﻻﻝﺘ ـزام اﻝطﺒﻴﻌــﻲ ،ﻓﻬــو ﻤﻨزﻝــﺔ وﺴــطﻰ
ﺒﻴن اﻻﻝﺘزاﻤﻴن اﻝﺴﺎﺒﻘﻴن ،وﻫو واﺠب ﺨﻠﻘﻰ رﺘب ﻋﻠﻴـﻪ اﻝﻘـﺎﻨون ﺒﻌـض اﻵﺜـﺎر؛ ﻷﻨـﻪ
اﻗﺘرب ﻤن اﻻﻝﺘزام اﻝﻤدﻨﻲ دون أن ﻴﺼل إﻝﻴـﻪ ،وﻤـن أﻤﺜﻠﺘـﻪ وﻓـﺎء ﻤـدﻴن ﺒـدﻴن ﻋﻠﻴـﻪ
ﺴﻘط ﺒﺎﻝﺘﻘﺎدم واﻝﺘزم أب ﺒﺘﺠﻬﻴز اﺒﻨﺘﻪ ﻝﻠزواج.
٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ë‚éãÛjÖ]ovf¹]“~×Ú
ﻋــﺎﻝﺞ ﻫــذا اﻝﻤﺒﺤــث ﻤﺎﻫﻴــﺔ اﻻﻝﺘ ـزام ﻓﺒــﻴن أن اﻻﻝﺘ ـزام واﺠــب ﻴﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺘق
ﺸﺨص ﻤﻌﻴن ﻴﻠزﻤﻪ ﺒﺘﻘدﻴم أداء ﻝﺸﺨص آﺨر.
وأن اﻻﻝﺘزاﻤﺎت ﺘﺘﻨوع إﻝﻰ ﺜﻼﺜﺔ أﻨواع ﻤدﻨﻲ وﺨﻠﻘﻲ وطﺒﻴﻌﻲ.
وأن اﻻﻝﺘـزام اﻝﻤــدﻨﻲ ﻫــو اﻝــذي ﻴﺘـواﻓر ﻓﻴــﻪ ﻋﻨــﺼر اﻝﻤدﻴوﻨﻴــﺔ واﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ ﺒﻴﻨﻤــﺎ
اﻻﻝﺘزام اﻝﺨﻠﻘﻲ ﻴﺘواﻓر ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼر اﻝﻤدﻴوﻨﻴﺔ دون اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ.
أﻤﺎ اﻻﻝﺘزام اﻝطﺒﻴﻌﻲ ﻓﻬو منزلة وﺴطﻰ ﺒﻴن اﻻﻝﺘزام اﻝﻤدﻨﻲ واﻻﻝﺘزام اﻝطﺒﻴﻌﻲ
وﻝذﻝك ﻨظﻤﻪ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري.
أحكام االلتزام واإلثبات ٤
_ ë‚éãÛjÖ]ovf¹]î×Âí×ò‰
] Ùæù]h^{{{fÖ
Ý]ˆjÖ÷]„éËßi
األھداف:
يھدف ھذا الباب إلى إلمام الدارس بالقواعد المنظمة لتنفيذ االلتزام سواء
أكان بطريقة اختيارية أي باختيار المدين نفسه وبإرادته أم بطريقة إجبارية عند
امتناع المدين عن التنفيذ االختياري لاللتزام.
العناصر:
) (١التنفيذ االختياري لاللتزام.
أ -الوفاء.
ب -قضاء االلتزام بما يعادل الوفاء.
ج -وسائل حث المدين على الوفاء.
) (٢التنفيذ الجبري لاللتزام.
أ -األعذار.
ب -التنفيذ العيني.
ج -التعويض القضائي.
د -الشرط الجزائي.
ھـ -التعويض القانوني.
ﺘﻤﻬﻴد:
اﻷﺜر اﻝﻤﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻻﻝﺘزام ﻫو وﺠـوب ﺘﻨﻔﻴـذﻩ واﻝـذى ﻴﻘـوم ﺒﺘﻨﻔﻴـذﻩ ﻫـو اﻝﻤـدﻴن
وذﻝك ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝداﺌن.
أحكام االلتزام واإلثبات ٦
واﻝﻤ ــدﻴن إﻤ ــﺎ أن ﻴﻨﻔ ــذ اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ ﺒﺎﺨﺘﻴ ــﺎرﻩ وﻫ ــذا ﻫ ــو اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﺨﺘﻴ ــﺎري ﻝﻼﻝﺘـ ـزام،
واﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ﺴــﻌﻴﻪ ﻝﻠﺤــﺼول ﻋﻠــﻰ ﺤﻘــﻪ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﻝــﻪ أن ﻴــﺴﺘﺨدم ﻋــدة وﺴــﺎﺌل
وﻀﻌﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﺘﺤت ﻴدﻩ ﻝﺤث ﻫذا اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء اﻻﺨﺘﻴﺎري ﻝﻼﻝﺘزام.
ﻝﻜ ــن اﻝﻤ ــدﻴن إذا ﻗﻌ ــد ﻋ ــن اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﺨﺘﻴ ــﺎري ﻝﻼﻝﺘـ ـزام ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــرﻏم ﻤ ــن ذﻝ ــك
اﺴﺘطﺎع اﻝداﺌن أن ﻴطﻠب ﻤـن اﻝﻘـﻀﺎء ﺠﺒـرﻩ ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻔﻴـذﻩ ،وﻫـذا ﻫـو اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﺠﺒـري
ﻝﻼﻝﺘزام .وﺴواء أﻜﺎن اﻝوﻓﺎء ﺒﺈرادة اﻝﻤدﻴن أم ﺠﺒ اًر ﻋﻨﻪ ﻓـﺈن أول ﻤـﺎ ﻴﻌـرض ﻝﺘﻨﻔﻴـذﻩ
ﻫو اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ،ﻓﺈذا ﻓﺸل اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﺴـﺘﺤق
ﺘﻌوﻴﻀﺎ ﻋن ﻋدم اﻝﺘﻨﻔﻴذ أو اﻝﺘﺄﺨر ﻓﻴﻪ. ً
وﺴـ ـ ـواء أﻜ ـ ــﺎن اﻝﺘﻨﻔﻴ ـ ــذ ﺘﻨﻔﻴ ـ ــذاً ﻋﻴﻨﻴ ـ ــﺎً أم ﻋ ـ ــن طرﻴ ـ ــق اﻝﺘﻌ ـ ــوﻴض ﻓ ـ ــﺈن اﻝ ـ ــداﺌن
ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ إﻻ ﺒﻌد إﻋذارﻩ.
ٕواذا ﻜــﺎن اﻝوﻓــﺎء اﻻﺨﺘﻴــﺎري ﻫــو طرﻴﻘــﺔ ﻤــن طــرق ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ﻓــﺈن اﻷﻨظﻤــﺔ
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤﺤل اﻝﺒﺤث ﻗد ﻨظﻤﺘﻪ ﻀﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘـﻀﺎء اﻻﻝﺘـزام وﻝـﻴس ﻀـﻤن ﺘﻨﻔﻴـذ
اﻻﻝﺘزام .وﻝﻜﻨﻨﺎ ﻨرى أن د ارﺴـﺔ اﻝوﻓـﺎء اﻻﺨﺘﻴـﺎري ﻝﻼﻝﺘـزام اﻷﻓـﻀل أن ﺘﻜـون ﻀـﻤن
ﻤوﻀـ ــوﻋﺎت ﺘﻨﻔﻴـ ــذ اﻻﻝﺘ ـ ـزام وﻝـ ــﻴس ﻀـ ــﻤن ﻤوﻀـ ــوﻋﺎت اﻨﻘـ ــﻀﺎء اﻻﻝﺘ ـ ـزام ،وﻝـ ــذﻝك
ﺴﻨﺒﺤث ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﺒﺎب ﻤوﻀوﻋﺎت ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام اﻻﺨﺘﻴـﺎري واﻹﺠﺒـﺎري وذﻝـك ﻋﻠـﻰ
اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
اﻝﻔﺼـــل اﻷول :اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻻﺨﺘﻴﺎري ﻝﻼﻝﺘزام.
اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠﺒري ﻝﻼﻝﺘزام.
٧ أحكام االلتزام واإلثبات
] Ùæù]Ø’ËÖ
]Ý]ˆjÖøÖë…^éj}÷]„éËßjÖ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﺨﺘﻴــﺎري ﻝﻼﻝﺘ ـزام ﻴﻌﻨــﻲ أن اﻝﻤــدﻴن ﻴﻘــوم ﺒﺎﺨﺘﻴــﺎرﻩ ﺒﺘﻨﻔﻴــذ ﻤــﺎ اﻝﺘــزم ﺒــﻪ
ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝداﺌن دون ﻤﻤﺎطﻠﺔ أو ﺘـﺄﺨﻴر ،وذﻝـك أًﻴـﺎ ﻜـﺎن ﻤﺤـل اﻻﻝﺘـزام ،ﺴـواء أﻜـﺎن
دﻓــﻊ ﻤﺒﻠــﻎ ﻤــن اﻝﻨﻘــود أم اﻝﻘﻴــﺎم ﺒﻌﻤــل أم اﻻﻤﺘﻨــﺎع ﻋــن ﻋﻤــل أم اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﺈﻋطــﺎء.
واﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻻﺨﺘﻴﺎري درج اﻝﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻻﻝﺘزام.
ﻝﻜــن ﻗــد ﻴــﺘﺨﻠص اﻝﻤــدﻴن ﻤــن اﻝوﻓــﺎء ،وذﻝــك ﺒــﺄن ﻴــؤدى ﻝﻠــداﺌن ﻤــﺎ ﻴﻌــﺎدل ﻫــذا
اﻝوﻓﺎء إﻤﺎ ﻋن طرﻴق اﻝﺘﺠدﻴد أو اﻝوﻓﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒل أو اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ أو اﺘﺤﺎد اﻝذﻤﺔ.
وﻝﻘــد وﻀــﻊ اﻝﻘــﺎﻨون ﺘﺤــت ﻴــد اﻝــداﺌن ﻋــدة وﺴــﺎﺌل ﻝﺤــث اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ
اﻻﺨﺘﻴﺎري ﻝﻼﻝﺘزام .اﻝﻐرض ﻤـن ﺘﻨظـﻴم ﻫـذﻩ اﻝوﺴـﺎﺌل ﺘﻬدﻴـد اﻝﻤـدﻴن وﺘﺨوﻴﻔـﻪ ﻝدﻓﻌـﻪ
ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻝوﻓ ــﺎء إذا ﻝ ــم ﻴﻘ ــم ﺒ ــﻪ ﺒﺎﺨﺘﻴ ــﺎرﻩ .وﺘﻨﺤ ــﺼر ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــﺴﺎﺌل ﻓـ ــﻲ اﻝﻘ ــﺎﻨون
اﻝوﻀــﻌﻲ ﻓ ــﻲ اﻹﻜ ـراﻩ اﻝﺒــدﻨﻲ ،واﻝﻐ ارﻤــﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴــﺔ ،وﺤــﺒس ﻤــﺎل اﻝﻤــدﻴن ،وأﻀــﺎف
إﻝﻴﻬﺎ اﻝﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻰ وﺴﻴﻠﺔ أﺨرى وﻫﻰ ﻤﻨﻊ اﻝﻤدﻴن ﻤن اﻝﺴﻔر.
ﺘﻠك إذن اﻝﻤوﻀوﻋﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤوﻀوع اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻻﺨﺘﻴـﺎري ﻝﻼﻝﺘـزام ﺴـﻨﻌﺎﻝﺠﻬﺎ
ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﻔﺼل وﻓﻘﺎً ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻰ:
اﻝﻤﺒﺤـــث اﻷول :اﻝـوﻓـ ـ ـ ــﺎء.
اﻝﻤﺒﺤـث اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻗﻀﺎء اﻻﻝﺘزام ﺒﻤﺎ ﻴﻌﺎدل اﻝوﻓ ــﺎء.
اﻝﻤﺒﺤـث اﻝﺜﺎﻝث :وﺴﺎﺌل ﺤث اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓــﺎء.
أحكام االلتزام واإلثبات ٨
] Ùæù]ovf¹
] ð^{Êç{Ö
ﺘﻌرﻴف وﺘﻘﺴﻴم:
اﻝوﻓﺎء ﻫو ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻤدﻴن ﻝذات ﻤﺎ اﻝﺘزم ﺒـﻪ ﺘﺠـﺎﻩ اﻝـداﺌن أًﻴـﺎ ﻜـﺎن ﻤﺤـل ﻫـذا اﻻﻝﺘـزام،
اﻤﺘﻨﺎﻋﺎ ﻋن ﻋﻤل أو دﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﻤن اﻝﻨﻘود أو ﻨﻘل ﺤق ﻋﻴﻨﻰ.
ً ﺴواء ﻜﺎن ﻋﻤﻼً أو
ﻓﺎﻝوﻓﺎء ﻝﻴس ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺒﺎدر ﻝﻠذﻫن ﻷول وﻫﻠﺔ ﻤن أﻨﻪ دﻓـﻊ ﻤﺒﻠـﻎ ﻤـن اﻝﻨﻘـود ﻓﻘـط،
إﻨﻤﺎ ﻫو اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻻﺨﺘﻴﺎري ﻝﻼﻝﺘزام ًأﻴﺎ ﻜﺎن ﻤﺤﻠﻪ.
وﺴوف ﻨﻌﺎﻝﺞ ﻤوﻀوع اﻝوﻓﺎء ﻓـﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﻤطﺎﻝب ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
اﻝﻤطﻠـــب اﻷول :طرﻓــﺎ اﻝـوﻓ ـ ـ ــﺎء.
اﻝﻤطـﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝوﻓـ ـ ــﺎء.
اﻝﻤطـﻠب اﻝﺜﺎﻝث :اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول.
] Ùæù]gת¹
†ð^ÊçÖ]^Ê
أوﻻً -اﻝﻤوﻓـﻲ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٢٣ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ -١» :ﻴﺼﺢ اﻝوﻓﺎء
ﻤن اﻝﻤدﻴن أو ﻤن ﻨﺎﺌﺒﻪ أو ﻤن أى ﺸﺨص آﺨر ﻝـﻪ ﻤـﺼﻠﺤﺔ ﻓــﻲ اﻝوﻓـﺎء وذﻝـك ﻤـﻊ
ﻤراﻋﺎة ﻤﺎ ﺠﺎء ﺒﺎﻝﻤﺎدة .٢٨٠
أﻴﻀﺎ ﻤﻊ اﻝﺘﺤﻔظ اﻝﺴﺎﺒق ﻤﻤن ﻝﻴﺴت ﻝـﻪ ﻤـﺼﻠﺤﺔ ﻓــﻲ ﻫـذا -٢وﻴﺼﺢ اﻝوﻓﺎء ً
اﻝوﻓــﺎء وﻝــو ﻜــﺎن ذﻝــك دون ﻋﻠــم اﻝﻤــدﻴن أو رﻏــم إرادﺘــﻪ ،ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ ﻴﺠــوز
ﻝﻠــداﺌن أن ﻴـرﻓض اﻝوﻓــﺎء ﻤــن اﻝﻐﻴــر إذا اﻋﺘــرض اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ ذﻝــك وأﺒﻠــﻎ
اﻝداﺌن ﻫذا اﻻﻋﺘراض«.
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذا اﻝ ــﻨص أن اﻷﺼ ــل ﻓـ ــﻲ اﻝﻤوﻓـ ــﻲ أن ﻴﻜ ــون ﻫ ــو اﻝﻤ ــدﻴن أو ﻤ ــن
٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻴﻨوب ﻋﻨﻪ ﻝﻜن اﺴﺘﺜﻨﺎء ﻤن ﻫـذا اﻝـﻨص ﻗـد ﻴﻘـوم ﺸـﺨص ﻏﻴـر اﻝﻤـدﻴن ﺒوﻓـﺎء اﻝـدﻴن
ﺴواء أﻜﺎﻨت ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓـﻲ ذﻝك ﻤﺜل ﻜﻔﻴل اﻝﻤدﻴن أو ﻤﺸﺘرى اﻝﻌﻘﺎر اﻝﻤرﻫون ﻤن
اﻝﻤدﻴن اﻝﻤرﺘﻬن أم ﻝﻴﺴت ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓــﻲ اﻝوﻓـﺎء أي ﻻ ﺘﻌـود ﻋﻠﻴـﻪ ﻤﻨﻔﻌـﺔ ﻤـن ﻫـذا
اﻝوﻓﺎء ﻜﺎﻝﻤﺘﺒرع واﻝﻔﻀوﻝﻰ.
واﻝﻘﺎﻋــدة أن اﻝــداﺌن ﻴﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ ﻗﺒــول اﻝوﻓــﺎء ﻤــن اﻝﻐﻴــر إﻻ ﻓــﻲ ﺤــﺎﻝﺘﻴن ﻝــﻪ أن
ﻴرﻓض ﻫذا اﻝوﻓﺎء وﻴطﻠﺒﻪ ﻤن اﻝﻤدﻴن ﻨﻔﺴﻪ .ﻫﺎﺘﺎن اﻝﺤﺎﻝﺘﺎن ﻫﻤﺎ:
ط ــﺎ ﺒ ــﺸﺨص اﻝﻤ ــدﻴن :ﻓ ــﺈذا ﻜﺎﻨ ــت ﺸﺨ ــﺼﻴﺔ -١إذا ﻜ ــﺎن ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﻝﺘـ ـزام ﻤرﺘﺒ ً
طـﺎ ﺒـﻪ؛ ﻷن ﺸﺨـﺼﻴﺘﻪ اﻝﻤدﻴن ﺘؤﺜر ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘـزام ،وﻜـﺎن اﻻﻝﺘـزام ﻤرﺘﺒ ً
ﺘــﻨﻌﻜس ﻋﻠﻴــﻪ ﻤﺜــل اﻝﺘ ـزام ﻓﻨــﺎن ﺒﺈﺤﻴــﺎء ﺤﻔــل ،أو ﻤﺤـ ٍـﺎم ﻓ ــﻲ اﻝﺘ ارﻓــﻊ ﻓ ــﻲ
ﻗــﻀﻴﺔ ،أو ﺠ ـراح ﻓ ــﻲ إﺠ ـراء ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺠراﺤﻴــﺔ .ﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻝﻨــوع ﻤــن اﻻﻝﺘ ـزام
ﻝﻠداﺌن أن ﻴرﻓض ﻗﺒول اﻝوﻓﺎء ﻤن ﻏﻴر اﻝﻤدﻴن.
-٢إذا ﻜ ـ ـﺎن اﻝوﻓـ ــﺎء ﻤـ ــن اﻝﻐﻴـ ــر اﻝـ ــذي ﻝـ ــﻴس ﻝـ ــﻪ ﻤـ ــﺼﻠﺤﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻝوﻓـ ــﺎء )اﻝﻤﺘﺒ ـ ــرع
أو اﻝﻔﻀوﻝﻰ( واﻋﺘرض اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝوﻓـﺎء وأﺒﻠـﻎ اﻋﺘ ارﻀـﻪ ﻝﻠـداﺌن ﻓﻠﻠـداﺌن
ﻀـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ﻓﻴﺠـوز ﻝـﻪ ﻓــﻲ
ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﻴرﻓض اﻝوﻓﺎء .ﻝﻜن اﻷﻤـر ﻝـﻴس ﻓر ً
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﻴﻘﺒل اﻝوﻓﺎء رﻏم اﻋﺘراض اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝوﻓﺎء.
ٕواذا وﻓ ــﻲ اﻝﻐﻴــر ﻝﻠــداﺌن وﻗﺒــل اﻝــداﺌن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻓــﺈن ﻫــذا اﻝﻤوﻓ ــﻲ ﻴﺤــق ﻝــﻪ
ﻋﻨدﺌذ اﻝرﺠوع ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن ﻻﺴـﺘﻴﻔﺎء ﻤـﺎ دﻓﻌـﻪ ﻋﻨـﻪ ،وذﻝـك ﺤـﺴب ﺼـﻔﺔ اﻝﻐﻴـر ﻓــﻲ
اﻝوﻓــﺎء .ﻓــﺈذا وﻓــﻲ اﻝﻐﻴــر دون اﻋﺘـراض ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﻴﺤــق ﻝــﻪ اﻝرﺠــوع ﻋﻠﻴــﻪ ﺒــدﻋوى
اﻝﻔﻀﺎﻝﺔٕ .واذا وﻓـﻲ ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن اﻋﺘراض اﻝﻤدﻴن ﻴﺤـق ﻝـﻪ اﻝرﺠـوع ﻋﻠﻴـﻪ ﺒـدﻋوى
اﻹﺜراء ﺒﻼ ﺴﺒب.
ووﻓﻰ ﺒﻨﻴﺔ اﻝﺘﺒرع ﻓﻼ ﻴﺤق ﻝﻪ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﺒﺸﺊ.
أﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﻤﺘﺒرًﻋﺎ ّ
ـﻀﺎ إذا أﺜﺒـت أن ﻝـﻪ
وﻝﻠﻤدﻴن أن ﻴﻤﻨﻊ رﺠـوع اﻝﻤوﻓــﻲ ﺒﻤـﺎ وﻓـﺎﻩ ﻋﻨـﻪ ُﻜـﻼً أو ﺒﻌ ً
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓـﻲ اﻻﻋﺘـراض ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻝوﻓـﺎء ،وﺒـﺸرط أن ﻴﻜـون ﻫـذا اﻝوﻓـﺎء ﻗـد ﺤـﺼل
ﺒﻐﻴر إرادﺘﻪ) ،ﻤﺎدة ٢/٣٢٤ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٠
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ ﻫـذا اﻝـﺼدد أن ﻴﻜـون اﻝـدﻴن ﻤﺘﻨﺎزﻋـﺎً ﻓﻴـﻪ ﺒـﻴن
اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن ﺤــول ﻤﻘــدارﻩ ،وﻤــﻊ ذﻝــك ﻴوﻓ ــﻲ اﻝﻐﻴــر ﺒﻤﻘــدار اﻝــدﻴن اﻝــذي ﻴطﻠﺒــﻪ
اﻝ ــداﺌن .ﻓﻔ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ ﻴﺤ ــق ﻝﻠﻤ ــدﻴن أن ﻴـ ـرﻓض رﺠ ــوع اﻝﻐﻴ ــر ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻤ ــﺎدام أﻨ ــﻪ
اﻋﺘرض ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝوﻓﺎء.
وﻴﺸﺘرط ﻝﺼﺤﺔ اﻝوﻓﺎء ﺴواء أﻜﺎن ﻤـن اﻝﻤـدﻴن أم ﻤـن اﻝﻐﻴـر أن ﻴﻤﻠـك اﻝﻤوﻓــﻲ
اﻝــﺸﻲء ﻤﺤــل اﻝوﻓــﺎء ،ﻷن اﻝﻐــرض ﻤــن اﻝوﻓــﺎء ﻫــو ﻨﻘــل ﻤﻠﻜﻴــﺔ ﻤﺤــل اﻝوﻓــﺎء إﻝــﻰ
اﻝداﺌن ٕواذا ﻜﺎن اﻝﻤوﻓـﻲ ﻻ ﻴﻤﻠك ﻫذا اﻝﻤﺤل ﻓﺒداﻫﺔ أﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺘﻪ
ﻝﻠداﺌن وﻜﻤـﺎ ﺘﻘـﻀﻰ اﻝﻘﺎﻋـدة اﻝﻤﻌروﻓـﺔ أﻨـﻪ ﻻ ﻴﺠـوز ﻝـﺸﺨص أن ﻴـدﻝﻰ ﻝﻐﻴـرﻩ ﺒـﺄﻜﺜر
ـﻴﺌﺎ ﻻ ﻴﻤﻠﻜـﻪ ﻝﻠـداﺌن ،اﺴـﺘطﺎع اﻝﻤﺎﻝـك اﻝﺤﻘﻴﻘـﻰ
ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻠك ،وﻝذﻝك إذا ﺴﻠم اﻝﻤوﻓــﻲ ﺸ ً
أن ﻴﺴﺘردﻩ ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤوﻓـﻲ ﻨﻔﺴﻪ اﺴﺘردادﻩ وﻝﻠداﺌن أن ﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒﺸﺊ ﻴﻤﻠﻜﻪ.
وﻴﻌــد اﻝوﻓــﺎء ﺘــﺼرًﻓﺎ ﻗﺎﻨوﻨًﻴــﺎ ﻴﺠــرى ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن اﻷﺤﻜــﺎم ﻤــﺎ ﻴﺠــرى ﻋﻠــﻰ ﺴــﺎﺌر
اﻝﺘﺼرﻓﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻓﻼﺒد ﻓﻴﻪ ﻤن ﺘراﻀﻰ اﻝطرﻓﻴن ﻋﻠﻰ وﻓﺎء اﻻﻝﺘزام وﻴـﺸﺘرط ﻓــﻲ
ﻫــذا اﻝﺘ ارﻀــﻰ أن ﻴﻜــون ﺨﺎﻝًﻴــﺎ ﻤــن ﻋﻴــوب اﻹرادة .ﻓــﺈذا ﻜﺎﻨــت إرادة أﺤــد اﻝط ـرﻓﻴن
ﻤﻌﻴﺒــﺔ ﻜــﺎن ﺘــﺼرﻓﻪ ﻗــﺎﺒﻼً ﻝﻺﺒطــﺎل ﻝﻤــﺼﻠﺤﺘﻪ ،ﻜﻤــﺎ ﻴــﺸﺘرط أن ﻴﻜــون اﻝﻤوﻓــﻲ أﻫــﻼً
ﻝﻠوﻓﺎء ،وأن ﻴﻜون اﻝﻤوﻓـﻲ ﻝﻪ أﻫﻼً ﻝﻼﺴﺘﻴﻔﺎء.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﻤــوﻓــــﻰ ﻝــﻪ:
ً
ـﺼﺎ ذا ﺼـﻔﺔ ﻓــﻲ اﺴـﺘﻴﻔﺎء
اﻷﺼل أن ﻴﻜون اﻝﻤوﻓﻰ ﻝﻪ اﻝـداﺌن أو ﻨﺎﺌﺒـﻪ أو ﺸﺨ ً
اﻝدﻴن ،وﻓـﻲ ﺒﻌـض اﻷﺤﻴـﺎن ﺘﺒـ أر ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن إذا وﻓـﻰ ﻝـﺸﺨص ﻏﻴـر ﻫـؤﻻء ،وذﻝـك
طﺒﻘﺎ ﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨون ،وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
ً
) (١اﻝوﻓﺎء ﻝﻠداﺌن أو ﻝﻨﺎﺌﺒﻪ أو ﻝﻤن ﻝﻪ ﺼﻔﺔ ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝدﻴن:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٣٢ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻴﻜــون اﻝوﻓــﺎء
ﻝﻠــداﺌن أو ﻝﻨﺎﺌﺒــﻪ ،وﻴﻌﺘﺒــر ذا ﺼــﻔﺔ ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء اﻝــدﻴن ﻤــن ﻴﻘــدم ﻝﻠﻤــدﻴن ﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ
ﺸﺨﺼﻴﺎ«.
ً ﻤﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻝوﻓﺎء ﻴﻜون ﻝﻠداﺌن
ﺼﺎدرة ﻤن اﻝداﺌن ،إﻻ إذا ﻜﺎن ً
ﻤﻘﺘـﻀﻰ ﻫـذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن اﻷﺼـل أن ﻴﻜــون اﻝﻤـوﻓﻰ ﻝــﻪ ﻫـو اﻝــداﺌن ،وﻴﻘـوم ﻤﻘــﺎم
١١ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝــداﺌن ﻨﺎﺌﺒــﻪ أو وﻜﻴﻠــﻪ ،وﻴﻘــوم ﻤﻘــﺎم اﻝوﻜﻴــل ﻜــل ﻤــن ﻝــﻪ ﺼــﻔﺔ ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء اﻝــدﻴن،
وﻴﻜـ ــون ذﻝـ ــك إذا ﻗـ ــدم ﻤﺨﺎﻝـ ــﺼﺔ ﺒﺎﻝـ ــدﻴن ﻝﻠﻤـ ــدﻴن اﻝﻤوﻓ ـ ــﻲ ،وﻤـ ــن أﺒـ ــرز أﻤﺜﻠـ ــﺔ ﻫـ ــذا
اﻝــﺸﺨص ﺤــﺎرس أو ﻤــدﻴر اﻝﻌﻘــﺎر اﻝــذي ﻴــﺴﺘوﻓـﻲ ﻤﺒﻠــﻎ اﻹﻴﺠــﺎر ﻤــن اﻝﻤــﺴﺘﺄﺠر ﻓــﻲ
ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ إﻴﺼﺎل اﻹﻴﺠﺎر اﻝﺼﺎدر ﻤن اﻝﻤﺎﻝك واﻝﻤﺜﺒت ﻓﻴﻪ ﻫذا اﻝﻤﺒﻠﻎ.
ـﺼﻴﺎ إذا ﻜ ــﺎن اﻻﺘﻔ ــﺎق ﻴﻘ ــﻀﻰ
وﻻ ﻴﺠ ــوز ﻝﻠﻤ ــدﻴن أن ﻴوﻓـ ــﻲ ﻝﻐﻴ ــر اﻝ ــداﺌن ﺸﺨ ـ ً
ﺒذﻝك ،وﻴﺠب أن ﻴﻜون اﻝﻤوﻓـﻲ ﻝﻪ أﻫﻼً ﻝﻼﺴـﺘﻴﻔﺎء ﺒـﺄن ﻴﻜـون ﺒﺎﻝ ًﻐـﺎ ﺴـن اﻝرﺸـد ﻓـﺈذا
ﻜﺎن ﻨﺎﻗص اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻜﺎن ﻫـذا اﻝوﻓـﺎء ﻗـﺎﺒﻼً ﻝﻺﺒطـﺎل ﻝﻤـﺼﻠﺤﺘﻪ ،وﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺠﻴـزﻩ
ﺒﻌد ﺒﻠوﻏﻪ ﺴن اﻝرﺸد.
) (٢اﻝـوﻓـــﺎء ﻝﻠـﻐــــﻴر:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٣٣ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا ﻜــﺎن اﻝوﻓــﺎء
ﻝـﺸﺨص ﻏﻴــر اﻝـداﺌن أو ﻨﺎﺌﺒــﻪ ،ﻓـﻼ ﺘﺒـ أر ذﻤـﺔ اﻝﻤــدﻴن إﻻ إذا أﻗـر اﻝــداﺌن ﻫـذا اﻝوﻓــﺎء
أو ﻋﺎدت ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻤﻨﻪ ،وﺒﻘـدر ﻫـذﻩ اﻝﻤﻨﻔﻌـﺔ ،أو ﺘـم اﻝوﻓـﺎء ﺒﺤـﺴن ﻨﻴـﺔ ﻝـﺸﺨص
ﻜﺎن اﻝدﻴن ﻓـﻲ ﺤﻴﺎزﺘﻪ«.
ﻤﻘﺘ ـ ــﻀﻰ ﻫ ـ ــذﻩ اﻝﻤ ـ ــﺎدة أن اﻷﺼ ـ ــل أن اﻝﻤ ـ ــدﻴن ﻻ ﺘﺒـ ـ ـ أر ذﻤﺘ ـ ــﻪ إذا وﻓ ـ ــﻰ ﻝﻠﻐﻴ ـ ــر،
واﻝﻤﻘﺼود ﺒﺎﻝﻐﻴر ﻫﻨﺎ ﻫو ﻜل ﺸﺨص ﻏﻴر اﻝداﺌن ﻝﻴس ﻝﻪ اﻝﺼﻔﺔ ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝدﻴن.
ﻝﻜن اﻝﻘﺎﻨون ﻗد أورد ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻘﺎﻋدة اﺴﺘﺜﻨﺎءات ﻤﺤددة ﻋﻠﻰ ﺴـﺒﻴل اﻝﺤـﺼر
ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن إذا وﻓﻰ ﻝﻠﻐﻴر ،وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
ـﻤﻨﺎ ﻓــﺈن
أ -إﻗـرار اﻝــداﺌن ﻝﻠوﻓــﺎء :إذا أﻗــر اﻝــداﺌن اﻝوﻓــﺎء ﻝﻠﻐﻴــر ﺼـراﺤﺔ أو ﻀـ ً
ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻴﺒــرئ اﻝﻤــدﻴن ،وﻗــد ﻴﻜــون اﻝﻬــدف ﻤﻨــﻪ ﻫــو ﺘوﻜﻴﻠــﻪ ﻓــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء
اﻝدﻴن ،وﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻷﺨﻴرة ﻴﻠﺘزم اﻝﻐﻴر ﻓـﻲ أن ﻴرد ﻤﺎ اﺴﺘوﻓﺎﻩ إﻝﻰ اﻝـداﺌن،
أﻴﻀﺎ ﺒﺘﻘدﻴم ﺤﺴﺎب ﺒﻤﺎ اﺴﺘوﻓﺎﻩ ﻝﻬذا اﻝداﺌن.
ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘزم ً
ب -أن ﺘﻌــود ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن ﻤﻨﻔﻌــﺔ ﻤــن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء :ﻓﺎﻝﻤــدﻴن ﺘﺒـ أر ذﻤﺘــﻪ إذا أدى
ﻝﻠﻐﻴــر ﺒﻤﻘــدار ﻤــﺎ ﻋــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن ﻤــن ﻤﻨﻔﻌــﺔ ﻤــن ﺠـراء ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ،ﻜﻤــﺎ إذا
أوﻓﻰ اﻝﻤدﻴن ﻝداﺌن اﻝداﺌن ،وﻜﻤﺎ إذا أدى اﻝﻤدﻴن ﻝﻠﻐﻴر ﺜم أوﻓﻰ اﻝﻐﻴر ﻝﻠداﺌن.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٢
ج -الوف#اء ﺒﺤـﺴن ﻨﻴـﺔ ﻝﻠـداﺌن اﻝظـﺎﻫر :إذا أوﻓـﻰ اﻝﻤـدﻴن ﺒﺤـﺴن ﻨﻴـﺔ ﻝﻠـداﺌن
اﻝظــﺎﻫر اﻝــذي ﻜــﺎن ﺴــﻨد اﻝــدﻴن ﻓــﻲ ﺤﻴﺎزﺘــﻪ ﺒرﺌــت ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﻤ ارﻋــﺎة ﻤــن
اﻤﺎ ﻝﻠوﻀﻊ اﻝظﺎﻫر ،واﺴﺘﻘرار اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت. اﻝﻘﺎﻨون ﻝﺤﺴن ﻨﻴﺘﻪ واﺤﺘر ً
واﻝﻤدﻴن ﺤـﺴن اﻝﻨﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻫـذا اﻝـﺼدد ﻫـو اﻝﻤـدﻴن اﻝـذي ﻴﻌﺘﻘـد وﻗـت اﻝوﻓـﺎء أﻨـﻪ
ﻴوﻓـﻲ ﻝﻠداﺌن اﻝﺤﻘﻴﻘﻰ.
أﻤﺎ اﻝداﺌن اﻝظﺎﻫر Créancier apparentﻓﻬـو ﺸـﺨص ﻴظﻬـر أﻤـﺎم اﻝﻨـﺎس
ﻋﻠﻰ ﻏﻴر اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ اﻝداﺌن ،وﻴﺤﺴﺒﻪ اﻝﻨﺎس ﻜذﻝك ،ﻜﻤـﺎ ﻫـﻰ اﻝﺤـﺎل ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ
إﻝﻰ اﻝوارث اﻝظﺎﻫر.
ٕواذا ﻜــﺎن اﻝﻘــﺎﻨون ﻗــد ارﻋــﻰ ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻝوﻀــﻊ اﻝظــﺎﻫر ﻓﺈﻨــﻪ ﻝــم ﻴﻐﻔ ـل
ﺠﺎﻨــب اﻝــداﺌن اﻝﺤﻘﻴﻘــﻰ ﻓﻬــو ﻤــﺴﻤوح ﻝــﻪ وﻓﻘًــﺎ ﻝﻠﻘواﻋــد اﻝﻌﺎﻤــﺔ أن ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن
اﻝظﺎﻫر ،ﺴواء أﻜﺎن ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺤﺴن اﻝﻨﻴﺔ أم ﺴﺊ اﻝﻨﻴﺔ .أﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﺤـﺴن اﻝﻨﻴـﺔ
ﻓﻬو ﻴرﺠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺒدﻋوى اﻹﺜراء ﺒﻼ ﺴﺒب ،وأﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﺴﺊ اﻝﻨﻴـﺔ ﻓﻬـو ﻴرﺠـﻊ ﻋﻠﻴـﻪ
ﺒــدﻋوى اﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘــﺼﻴرﻴﺔ ،ﻷﻨــﻪ ﻗــد ارﺘﻜــب ﺨطــﺄ ﺴــﺒب ﻝــﻪ ﻀــرًار ﻤﺘﻤــﺜﻼً ﻓ ــﻲ
ﻀﻴﺎع ﺤﻘﻪ ﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤدﻴن ،وﻝذا ﻴﻠﺘزم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض.
] êÞ^nÖ]gת¹
ð^ÊçÖ]íéËéÒ
أوﻻً -ﻤﺤـل اﻝوﻓـــﺎء:
ﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٤١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺴﺘﺤق
أﺼﻼً ﻫو اﻝذي ﺒﻪ ﻴﻜون اﻝوﻓﺎء ،ﻓﻼ ﻴﺠﺒر اﻝداﺌن ﻋﻠﻰ ﻗﺒول ﺸﻲء ﻏﻴرﻩ ،وﻝو ﻜﺎن
ﻫذا اﻝﺸﻲء ﻤﺴﺎوﻴﺎً ﻝﻪ ﻓـﻲ اﻝﻘﻴﻤﺔ أو ﻜﺎﻨت ﻝﻪ ﻗﻴﻤﺔ أﻋﻠﻰ«.
ﻗﻀﻰ ﻫذا اﻝﻨص ،أن اﻝﻤدﻴن ﻴﻠﺘزم أن ﻴوﻓـﻲ ﺒﻌﻴن ﻤﺎ اﻝﺘـزم ﺒـﻪ ،ﻻ ﻴزﻴـد ﻋﻠﻴـﻪ
وﻻ ﻴﻨﻘص ﻋﻨﻪ ،ﻓﻤن ﺠﻬﺔ ﻻ ﻴﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒـﺄﻜﺜر ﻤـﺎ ﻫـو ﻤﺘﻔـق ﻋﻠﻴـﻪ،
١٣ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﻻ ﻴﺠﺒر اﻝداﺌن ﻋﻠﻰ ﻗﺒول وﻓﺎء ﺒﺸﺊ أﻗل ﻤﻤﺎ ﻫـو ﻤـﺴﺘﺤق ،ﻝﻜـن
ﻫــذﻩ اﻝﻘﺎﻋــدة ﻤﻜﻤﻠــﺔ ﻴﺠــوز ﻝﻠــداﺌن واﻝﻤــدﻴن اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬــﺎ .وﺘﻨطﺒــق ﻫــذﻩ
اﻝﻘﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻻﻝﺘزام ًأﻴﺎ ﻜﺎن ﻤﺤﻠﻪ.
ﻓﺈذا ﻜﺎن ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام دﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﻤن اﻝﻨﻘود ﻓﺎﻝﻤـدﻴن ﻴﻠﺘـزم ﺒـدﻓﻊ اﻝﻤﺒﻠـﻎ اﻝﻤﺘﻔـق
ﻋﻠﻴﻪ دون زﻴﺎدة أو ﻨﻘﺼﺎن ،ﻜﻤﺎ أن اﻝﻤدﻴن ﻴﻠﺘزم ﺒدﻓﻊ اﻝﻤﺒﻠﻎ ﺒﻨﻔس اﻝﻌﻤﻠـﺔ اﻝﻤﺘﻔـق
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺒﻨﻔس اﻝﻤﺒﻠﻎ اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ دون ﻨظر إﻝﻰ ﺘﻐﻴﻴر ﺴﻌر اﻝﻌﻤﻠـﺔ ﻓــﻲ اﻝﻔﺘـرة ﻤـﺎ
ﺒﻴن اﻻﺘﻔﺎق واﻝوﻓﺎء.
ـدا،
ﻨﻘدﻴﺎ ،ﻓﻼ ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤـدﻴن ﺒـدﻓﻊ ﻫـذا اﻝﻤﺒﻠـﻎ ﻨﻘ ً
ﻤﺒﻠﻐﺎ ً
ٕواذا ﻜﺎن ﻤﺤل اﻝوﻓﺎء ً
وﻻ ﺘﺒ أر ذﻤﺘﻪ ﺒﻤﺠرد إرﺴﺎﻝﻪ ﺤواﻝﺔ ﺒرﻴدﻴﺔ ﺒﻘﻴﻤﺔ اﻝدﻴن إﻝﻰ اﻝداﺌن ،ﺒل ﺒﻘﺒض اﻝداﺌن
ﻗﻴﻤﺔ ﻫذﻩ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓﻌﻼً .وﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن إذا ادﻋﻰ ﺒراءة ذﻤﺘﻪ ﻤن اﻝدﻴن إﺜﺒﺎت ذﻝك.
وﻓﺎء ﻤﺒرًءا ﻝذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻤﺠرد ﺴﺤب ﺸﻴكٕ ،واﻋطﺎؤﻩ ﻝﻠـداﺌن، وﻜذﻝك ﻻ ﻴﻌﺘﺒر ً
إذ إن اﻻﻝﺘ ـ ـزام اﻝﻤﺘرﺘـ ــب ﻓ ـ ــﻲ ذﻤـ ــﺔ اﻝﻤـ ــدﻴن ﻻ ﻴﻨﻘـ ــﻀﻰ إﻻ ﺒﻘﻴـ ــﺎم اﻝﻤـ ــﺴﺤوب ﻋﻠﻴـ ــﻪ
ﺒﺼرف ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺸﻴك ﻝﻠﻤﺴﺘﻔﻴد.
ٕواذا ﻜﺎن ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام آداء ﻋﻤل ﻤﻌﻴن ﻓﻌﻠﻰ اﻝﻤدﻴن أن ﻴـؤدى اﻝﻌﻤـل اﻝﻤﺘﻔـق
اﻋﻴﺎ ﻓـﻲ ذﻝك وﻗـت اﻝﻌﻤـل وﻜﻴﻔﻴﺘـﻪ ،ﻻ ﻴزﻴـد ﻋﻠﻴـﻪ ،وﻻ ﻴـﻨﻘص ﻋﻨـﻪ ،إﻻ إذا
ﻋﻠﻴﻪ ﻤر ً
اﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك ،وﻜذﻝك إذا ﻜﺎن ﻤﺤـل اﻻﻝﺘـزام اﻤﺘﻨﺎ ًﻋـﺎ ﻋـن ﻋﻤـل وﺠـب ﻋﻠـﻰ
اﻝﻤدﻴن اﻻﻤﺘﻨﺎع ﻋن ﻫذا اﻝﻌﻤل.
ٕواذا ﻜ ــﺎن ﻤﺤ ــل اﻻﻝﺘـ ـزام ﻨﻘ ــل ﻤﻠﻜﻴ ــﺔ ﺸ ــﻲء أو إﻨ ــﺸﺎء ﺤ ــق ﻋﻴﻨ ــﻰ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻝﺘ ــزم
اﻝﻤــدﻴن ﺒﻨﻘــل اﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ أو ﻨﻘــل اﻝﺤــق اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺘﻔــق ﻋﻠﻴــﻪ .ﻓــﺈذا ﻜــﺎن
اﻝــﺸﻲء ﻤﻌﻴًﻨــﺎ ﺒــﺎﻝﻨوع اﻝﺘــزم ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﺒــﺎﻝﻨوع اﻝﻤﺘﻔــق ﻋﻠﻴــﻪ ،ﻓــﺈن ﻝــم ﻴﻜــن ﻫﻨــﺎك اﺘﻔــﺎق
اﻋﻴﺎ ﻨﻔس اﻝﻜﻤﻴﺔ اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻋﻠﻰ اﻝﻨوع اﻝﺘزم ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒﺼﻨف ﻤﺘوﺴط ﻤر ً
إذا ﻜ ــﺎن اﻝ ــﺸﻲء ﻤﻌﻴًﻨ ــﺎ ﺒﺎﻝ ــذات ﻓﻌﻠﻴ ــﻪ أن ﻴوﻓـ ــﻲ ﺒ ــﻪ دون زﻴ ــﺎدة أو ﻨﻘ ــﺼﺎن.
وﻻ ﻴﺠــوز ﻝﻠﻤــدﻴن أن ﻴﺠــزئ اﻝوﻓــﺎء ،ﺒﻤﻌﻨــﻰ أﻨــﻪ ﻻ ﻴﺠــوز ﻝــﻪ أن ﻴوﻓ ــﻲ ﺒﺠــزء ﻤــن
ﻤﺤ ــل اﻻﻝﺘـ ـزام دون اﻝﺠ ــزء اﻵﺨ ــر .وﻫ ــذﻩ اﻝﻘﺎﻋ ــدة ﺘﻨطﺒ ــق ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــداﺌن واﻝﻤ ــدﻴن،
أحكام االلتزام واإلثبات ١٤
ﻓﺎﻝﻤ ــدﻴن ﻻ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺠﺒ ــر اﻝ ــداﺌن ﻋﻠ ــﻰ وﻓ ــﺎء ﺠزﺌ ــﻰ ،وﻻ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝ ــداﺌن أن
ﻴﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء اﻝﺠزﺌﻰ ،ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻝﻘﺎﻋدة ﻤﻜﻤﻠﺔ ﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ
ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬﺎ )اﻝﻤﺎدة ١/٣٤٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ـﺘﺜﻨﺎء ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻘﺎﻋــدة ،إذا ﻜــﺎن اﻝــدﻴن ﻤﺘﻨﺎز ًﻋـ ﺎ ﻓ ــﻲ ﺠــزء ﻤﻨــﻪ ،وﻗﺒــل
واﺴـ ً
اﻝــداﺌن أن ﻴــﺴﺘوﻓـﻲ اﻝﺠــزء اﻝﻤﻌﺘــرف ﺒــﻪ ،ﻓﻠــﻴس ﻝﻠﻤــدﻴن أن ﻴــرﻓض اﻝوﻓــﺎء ﺒﻬــذا
اﻝﺠزء )ﻤﺎدة ٢/٣٤٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻴﻼﺤــظ أن اﻝﻤﻘــﺼود ﺒﺎﻝﻤﻨﺎزﻋــﺔ ﻓ ــﻲ اﻝﻤــﺎدة اﻝــﺴﺎﺒﻘﺔ ﻫــﻰ اﻝﻤﻨﺎزﻋــﺔ اﻝﻘــﻀﺎﺌﻴﺔ
اﻝﺘــﻲ ﺘﻜــون أﻤــﺎم اﻝﻘﺎﻀــﻰ ﺒــﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن ﺤــو ﻤﻘــدار اﻝــدﻴن ،ﻓــﻼ ﻴﻘــوم ﻤﻘﺎﻤﻬــﺎ
اﻝﻤﻨﺎزﻋــﺔ ﻏﻴــر اﻝﻘــﻀﺎﺌﻴﺔ أي اﻝﺨــﻼف اﻝــذي ﻴﺜــور ﺒــﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن ﺤــول ﻤﻘــدار
اﻝدﻴن وﻜﻴﻔﻴﺔ أداﺌﻪ ،ﻤﺎدام ﻫذا اﻝﺨﻼف ﻝم ﻴﺼل إﻝﻰ أروﻗﺔ اﻝﻘﻀﺎء.
ﺨﺼم اﻝﻤدﻓوﻋﺎت:
ﻫــذﻩ ﺤﺎﻝــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ ﻝﻠوﻓــﺎء اﻝﺠزﺌــﻰ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﻝﻠــداﺌن ،ﻓــﺈذا وﻓــﻲ اﻝﻤــدﻴن ﺠــزًءا
ﻤن اﻝدﻴن ﻝﻠداﺌن ،وﻗﺒل ﻫـذا اﻷﺨﻴـر ﻫـذا اﻝوﻓـﺎء ،ﻓـﻼ ﻴﻌﻨـﻲ ذﻝـك أﻨـﻪ ﻗـد ﺘﻨـﺎزل ﻋـن
اﻝﺠــزء اﻵﺨــر ﻤــن اﻝــدﻴن اﻝــذي ﻝــم ﻴــوف ،وﻝــذا ﺘﺜــور اﻝﻤــﺸﻜﻠﺔ أي ﺠــزء ﻤــن اﻝــدﻴن
ﻴــﺴﻘط ﻤــن ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﻤــن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء اﻝﺠزﺌــﻰ ،وأي ﺠــزء ﻤــن اﻝــدﻴن ﻴﺒﻘــﻰ ﻓ ــﻲ
ذﻤﺘﻪ؟ أﺠﺎب ﻋﻠﻰ ﻫـذا اﻝـﺴؤال اﻝﺘﻘﻨـﻴن اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻓــﻲ اﻝﻤـواد ﻤـن ٣٤٣وﻤـﺎ
ﺒﻌدﻫﺎ وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
اﺤدا:دﻴﻨﺎ و ً ﻤﻠزﻤﺎ ﺒﺄن ﻴوﻓـﻲ ً
) (١إذا ﻜﺎن اﻝﻤدﻴن ً
ﻓﻴﺨــﺼم ﻤﻤــﺎ أداﻩ ،أوﻻً ﻤــﺼروﻓﺎت اﻝــدﻴن ﺜــم ﺜﺎﻨًﻴــﺎ ﻓواﺌــدﻩ وأﺨﻴـ ًار أﺼــل اﻝــدﻴن.
ﻜل ﻫذا ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك )اﻝﻤﺎدة ٣٤٣ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻴطﻠــق ﻋﻠــﻰ ﻤــﺼروﻓﺎت اﻝــدﻴن وﻓواﺌــدﻩ اﺼــطﻼح ﻤﻠﺤﻘــﺎت اﻝــدﻴن .وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ
ﻤﺼروﻓﺎت اﻝدﻴن ﻨﻔﻘﺎت اﻝﺤواﻝﺔ اﻝﺘﻲ ﻴدﻓﻌﻬﺎ اﻝﻤدﻴن ﻝﺘﺤوﻴل ﻤﺒﻠﻎ ﻨﻘدي ﻤـن ﻤﻜـﺎن إﻝـﻰ
آﺨــر ﻝــﺼﺎﻝﺢ اﻝــداﺌن ،أﻤــﺎ اﻝﻔواﺌــد ﻓﺎﻝﻤﻘــﺼود ﺒﻬــﺎ ﻤــﺎ ﻴــدرﻩ اﻝﻘــرض ﻤــن زﻴــﺎدة أو ﻤﻨﻔﻌــﺔ
ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝداﺌن طوال ﻤدﺘﻪ ،وﻫﻰ اﻝﻔواﺌد اﻝرﺒوﻴﺔ.
١٥ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻗد ﺒﻴﻨت اﻝﻤﺎدة ٣٤٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻜﻴﻔﻴـﺔ ﺨـﺼم اﻝﻤـدﻓوﻋﺎت
ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ إذا ﻝم ﻴﺘم ﺘﻌﻴـﻴن اﻝـدﻴن اﻝﻤﺨـﺼوم ﺒواﺴـطﺔ اﻻﺘﻔـﺎق أو اﻝﻤـدﻴن ،ﻓﻘـد
ﻨــﺼت ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا ﻝــم ﻴﻌــﻴن اﻝــدﻴن ﻋﻠــﻰ اﻝوﺠــﻪ اﻝﻤﺒــﻴن ﻓ ــﻲ اﻝﻤــﺎدة
اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻜﺎن اﻝﺨﺼم ﻤن ﺤﺴﺎب اﻝدﻴن اﻝذي ﺤل ،ﻓﺈذا ﺘﻌددت اﻝدﻴون اﻝﺤﺎﻝﺔ ،ﻓﻤـن
ﺤــﺴﺎب أﺸــدﻫم ﻜﻠﻔــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ،ﻓــﺈذا ﺘــﺴﺎوت اﻝــدﻴون ﻓ ــﻲ اﻝﻜﻠﻔــﺔ ﻓﻤــن ﺤــﺴﺎب
اﻝدﻴن اﻝذي ﻴﻌﻴﻨﻪ اﻝداﺌن«.
وﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ ﻓــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ ﺘﻌــدد اﻝــدﻴون وﻋــدم ﺘﺤدﻴــد اﻝﻤــدﻴن ﻝﻠــدﻴون
اﻝﺘ ــﻲ ﻴﺠ ــب أن ﺘﺨ ــﺼم ﻤ ــن اﻝوﻓ ــﺎء ،ﻓ ــﺈن اﻝﻘ ــﺎﻨون ﻫ ــو اﻝ ــذي ﻴﻘ ــوم ﺒﻬ ــذا اﻝﺘﺤدﻴ ــد،
ﻓﻴﺨﺼم أوﻻً اﻝوﻓﺎء ﻤن ﺤﺴﺎب اﻝـدﻴن اﻝﻤـﺴﺘﺤق اﻷداء ،ﻓـﺈذا ﺘﻌـددت اﻝـدﻴون اﻝﺤﺎﻝـﺔ
ﻓﻴﺨﺼم اﻝوﻓﺎء ﻤن ﺤﺴﺎب أﺸد اﻝدﻴون ﻜﻠﻔﺔ ،ﻜﺎﻝدﻴون اﻝﻤـﻀﻤوﻨﺔ ﺒـرﻫن أو اﻤﺘﻴـﺎز،
أو اﻝﺘــﻲ ﺘــدر ﻓواﺌــد ،أو اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﺤﻤــل اﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ وﻓﺎﺌﻬــﺎ ﻤــﺼروﻓﺎت ﺒﺎﻫظــﺔ ،ﻓــﺈذا
ﺘﺴﺎوت اﻝدﻴون ﻓـﻲ اﻝﻜﻠﻔﺔ ﻓﺈن اﻝداﺌن ﻫو اﻝذي ﻴﺤدد ﺠﻬـﺔ اﻝﺨـﺼم أي ﻴﻌـﻴن اﻝـدﻴن
اﻝذي ﻴﺨﺼم ﻤن ﺒﻴن اﻝدﻴون اﻝﺘﻲ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﻤﻜﺎن اﻝوﻓـــــﺎء:
ً
اﻷﺼل :أن اﻻﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن ﻫو ﺸرﻴﻌﺘﻬم ﻓـﻲ ﺘﺤدﻴد ﻤﻜﺎن اﻝوﻓﺎء.
ﻓﺈن ﻝم ﻴوﺠد اﺘﻔﺎق ﻓﺈن ﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨون ﻫﻰ اﻝﺘﻲ ﺘﺤدد ﻤﻜﺎن اﻝوﻓﺎء وذﻝك ﺤـﺴب
طﺒﻴﻌﺔ ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
أحكام االلتزام واإلثبات ١٦
ﻤﻌﻴﻨﺎ ﺒﺎﻝذات:
ﺸﻴﺌﺎ ً
) (١إذا ﻜﺎن ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ً
وﻤﺜﺎﻝﻪ :ﺘﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ أو ﻗطﻌﺔ أرض أو ﺤﺼﺎن ،ﻓﻤﺤل اﻝوﻓﺎء ﺒـﻪ ﻫـو اﻝﻤﻜـﺎن اﻝـذي
ﻤوﺠودا ﻓﻴﻪ وﻗت ﻨﺸوء اﻻﻝﺘزام )ﻤﺎدة ١/٣٤٧ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ً ﻜﺎن
) (٢اﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻷﺨرى:
وﻤﺜـﺎل اﻻﻝﺘ ازﻤـﺎت اﻷﺨـرى اﻻﻝﺘـزام ﺒـدﻓﻊ ﺘﻌـوﻴض ﻋـن اﻝﻔﻌـل اﻝـﻀﺎر أو اﻝﺘـزام
اﻷﺸــﻴﺎء اﻝﻤﻌﻴﻨــﺔ ﺒــﺎﻝﻨوع ،وﻫــﻰ اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــدر ﺒــﺎﻝوزن أو اﻝﻤﻘــﺎس ﻜــﺎﻝﺤﺒوب واﻷﻗﻤــﺸﺔ
وﻤﻜﺎن اﻝوﻓﺎء ﺒﻬذﻩ اﻻﻝﺘزاﻤﺎت ﻫو اﻝﻤﻜﺎن اﻝـذي ﻓﻴـﻪ ﻤـوطن اﻝﻤـدﻴن وﻗـت اﺴـﺘﺤﻘﺎق
اﻝــدﻴن ،أو ﻓ ــﻲ اﻝﻤﻜــﺎن اﻝــذي ﻴوﺠــد ﻓﻴــﻪ ﻤرﻜــز أﻋﻤــﺎل اﻝﻤــدﻴن )ﻤــﺎدة ٢/٣٤٧ﻤــن
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﻓﺎﻝﻘﺎﻋدة اﻝﺘﻲ أﺨذ ﺒﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري أن اﻝدﻴن ﻤطﻠوب ﻻ ﻤﺤﻤول،
ـﻀﺎء وﻻ ﻴﻨﺘظــر ﺤﺘــﻰ
وأن اﻝــداﺌن ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴــﺴﻌﻰ ﻻﻗﺘــﻀﺎء ﺤﻘــﻪ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن اﻗﺘـ ً
ﻴﺤﻤﻠﻪ اﻝﻤدﻴن إﻝﻴﻪ .ﻓﻼ ﻴﻀﻴﻊ ﺤق وراءﻩ ﻤطﺎﻝب.
ﺒﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذا اﻝــﻨص ،ﻴﻘــﻊ ﻋــبء إﺜﺒــﺎت اﻝوﻓــﺎء ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺘق اﻝﻤــدﻴن ،وﻝــذﻝك
ﻴﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﺤــرص ﻋﻠــﻰ اﻝﺤــﺼول ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﻴﻔﻴــد ﺒ ـراءة ذﻤﺘــﻪ ﻤــن اﻝــدﻴن ﺒﻌــد
اﻝوﻓﺎء .وﺒﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ ﻤﻘدار ﻤﺎ وﻓﻰ ،وﻨوع اﻝدﻴن اﻝذي وﻓﺎﻩ.
ﻓﺈذا وﻓـﻰ اﻝﻤـدﻴن ﺠـزًءا ﻤـن اﻝـدﻴن وﺠـب ﻋﻠﻴـﻪ أن ﻴﺄﺨـذ ﻤـن اﻝـداﺌن ﻤﺨﺎﻝـﺼﺔ ﺘﻔﻴـد
وﻓﺎﺌــﻪ ﺒﻬــذا اﻝﺠــزء ﻤــﻊ اﻝﺘﺄﺸــﻴر ﻋﻠــﻰ أﺼــل ﺴــﻨد اﻝــدﻴن ﺒﻤــﺎ ﻴﻔﻴــد ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء اﻝﺠزﺌــﻲ.
وﻻﻴﺤق ﻝﻪ ﺒﺎﻝطﺒﻊ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺴﻨد اﻝدﻴن ﻷن اﻝدﻴن ﻝم ﻴﻨﻘض ﺒﻌد ﻜﻠﻪ ﺒﺎﻝوﻓﺎء.
ﻓــﺈذا وﻓــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﻜــل اﻝــدﻴن ﻓﻤــن ﺤﻘــﻪ ﻋﻨدﺌــذ أن ﻴطﻠــب ﻤــن اﻝــداﺌن رد أﺼــل
ﺴﻨد اﻝـدﻴن أو إﻝﻐـﺎءﻩ إﻤـﺎ ﺒﻤﺨﺎﻝـﺼﺔ ﺘﻔﻴـد ﺒـراءة ذﻤﺘـﻪ ﻤـن ﻜـل اﻝـدﻴنٕ ،واﻤـﺎ ﺒﺎﻝﺘﺄﺸـﻴر
ﻋﻠــﻰ أﺼــل ﺴــﻨد اﻝــدﻴن ﺒﺎﺴــﺘﻴﻔﺎء ﻜﺎﻤــل اﻝــدﻴن ،وﺘوﻗﻴــﻊ اﻝــداﺌن ﻋﻠــﻰ ذﻝــكٕ ،واﻋطــﺎء
اﻝﻤدﻴن ﺴﻨد اﻝدﻴن.
وﻴﺠ ــب أن ﻴﺤ ــرص اﻝﻤ ــدﻴن أن ﺘﻜ ــون ﻋﺒ ــﺎرات اﻝﻤﺨﺎﻝ ــﺼﺔ واﻀ ــﺤﺔ ،وﻤ ــدﻝول
أﻝﻔﺎظﻬﺎ ﺘدل ﺒﺼورة ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠـﻰ ﺒـراءة ذﻤﺘـﻪ ﻤـن اﻝـدﻴن ﺤﺘـﻰ ﻴﻘطـﻊ داﺒـر ﻜـل ﻨـزاع
ﺒﻌـد ذﻝــك إذا ادﻋــﻰ اﻝــداﺌن أﻨـﻪ ﻝــم ﻴﺘــوف دﻴﻨــﻪ .وﻝﻤﺤﻜﻤـﺔ اﻝﻤوﻀــوع ﺴــﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴــﺔ
ﻓ ــﻲ ﺘﻘــدﻴر اﻝوﻓــﺎء ﻤــن ﻋدﻤــﻪ ﻤــن ﺨــﻼل اﺴــﺘﺨﻼص ذﻝــك ﻤــن ﻋﺒــﺎرات اﻝﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ
وﻤدﻝول أﻝﻔﺎظﻬﺎ وظروف ﺘﺤرﻴرﻫﺎ .وﻻ ﺸﺄن ﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض ﺒذﻝك.
ٕواذا ادﻋﻰ اﻝداﺌن ﻀﻴﺎع أﺼل ﺴﻨد اﻝدﻴن ،ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن أن ﻴﺴﺘﻜﺘﺒﻪ ورﻗﺔ
ﺘﻔﻴــد ذﻝــك ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ اﻝﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ إﻝ ـﻰ ﻜﺘــﺎب اﻝــداﺌن ﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ ﺒﺎﺴــﺘﻴﻔﺎﺌﻪ ﻜﺎﻤــل
اﻝﻤﺒﻠــﻎ ،ﺤﺘــﻰ ﻻ ﻴــدﻋﻰ اﻝــداﺌن ﺒﻌــد ذﻝــك أن اﻝﻤــدﻴن ﻗــد ﺤــﺼل ﻋﻠــﻰ ﺴــﻨد اﻝ ــدﻴن
ﺒطرﻴق ﻏﻴر ﻤﺸروع .ﻓﺈذا رﻓض اﻝـداﺌن ﻤـﺴﺎﻋدة اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ إﺜﺒـﺎت ﻤـﺎ ﻗـﺎم ﺒـﻪ ﻤـن
وﻓ ــﺎء ﺒ ــﺄن رﻓ ــض ﺘ ــﺴﻠﻴم ﺴ ــﻨد اﻝ ــدﻴن أو إﻝﻐ ــﺎءﻩ ﻓـ ــﻲ ﺤﺎﻝ ــﺔ اﻝوﻓ ــﺎء اﻝﻜﻠ ــﻲ أو ﻜﺘﺎﺒ ــﺔ
اﻝﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ واﻝﺘﺄﺸــﻴر ﻋﻠــﻰ أﺼــل ﺴــﻨد اﻝــدﻴن ﻓ ــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ اﻝوﻓــﺎء اﻝﺠزﺌــﻲ ،أو اﻹﻗ ـرار
ﻜﺘﺎﺒــﺔ ﺒــﻀﻴﺎع ﺴــﻨد اﻝــدﻴن ﻓ ــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ ﻀــﻴﺎﻋﻪ ،ﻓــﺈن ﻝﻠﻤــدﻴن أن ﻴــودع ﻤﺒﻠــﻎ اﻝــدﻴن
وﺘﺄﻤﻴﻨﺎ ﻝﻪ ﻤن أن ﻴدﺨل ﻓــﻲ أي ﻨـزاع ﻤـﺴﺘﻘﺒﻼً ً ﺨزاﻨﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ،وذﻝك ﺒراءة ﻝذﻤﺘﻪ،
ﺤول ﻫذا اﻝوﻓﺎء.
١٩ أحكام االلتزام واإلثبات
] oÖ^nÖ]gת¹
]Ùç×£]ÄÚð^ÊçÖ
Subrogation personnelle
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول ﻨوع ﺨﺎص ﻤن اﻝوﻓﺎء ﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴﻔﻪ ﺒﺄﻨﻪ وﻓﺎء ﺸﺨص ﻏﻴـر
اﻝﻤدﻴن ﻝﻠداﺌن وﺤﻠوﻝﻪ ﻤﺤل ﻫذا اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن.
ﻓﻘــد ﻴوﻓ ــﻲ ﺸــﺨص ﻏﻴــر ﻤﻠــزم ﺒﺎﻝــدﻴن ﻝﻠــداﺌن ،وﻴﻘﺒــل اﻝــداﺌن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻤﻤــﺎ
ﻴؤدي إﻝﻰ ﺒراءة ذﻤﺔ اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝـداﺌن ،ﻝﻜـن ذﻤﺘـﻪ ﺘـﺸﻐل ﺒـدﻴن آﺨـر ﻫـو
ﺤق اﻝﻐﻴر اﻝذي وﻓﻰ ﻝﻠداﺌن.
ﻫذا اﻝﻐﻴر ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴرﺠﻊ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن ﻝﻤطﺎﻝﺒﺘـﻪ ﺒﻤـﺎ وﻓـﺎﻩ ،إﻤـﺎ ﻋـن طرﻴـق
دﻋــوى اﻝﻔــﻀﺎﻝﺔ أو دﻋــوة اﻹﺜ ـراء ﺒــﻼ ﺴــﺒب ﺤــﺴب اﻷﺤ ـوال ،وﻫﻤــﺎ ﻤــن اﻝــدﻋﺎوي
اﻝﺸﺨـﺼﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴرﻓﻌﻬـﺎ اﻝﻐﻴــر ﺒﺎﺴـﻤﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن ﻤﺒﺎﺸـرة .وﻗـد ﻴﺘﻌـرض اﻝﻐﻴــر إذا
اﺴــﺘﺨدم ﻫــذﻩ اﻝــدﻋﺎوي ﻝﺨطــر إﻋــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن ،أو ﻝﺘ ـزاﺤم داﺌﻨــﻴن آﺨ ـرﻴن ﻤﺘﻤﻴ ـزﻴن
ﻴﺘﻘدﻤون ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ اﻝﻤرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﻤـوال اﻝﻤـدﻴن ﻤﻤـﺎ ﻴﻌرﻀـﻪ ﻝﻌـدم اﺴـﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘـﻪ ﻜﻠـﻪ
أو ﻝﻀﻴﺎع ﺠزء ﻤﻨﻪ.
ﻝذﻝك ﻨظم اﻝﻤﺸرع دﻋوى أﺨرى ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻐﻴر اﻝذي وﻓﻰ ﻝﻠداﺌن أن ﻴرﺠﻊ ﺒﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ،ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻫـﻰ دﻋـوى اﻝوﻓـﺎء ﻤـﻊ اﻝﺤﻠـول ،وﻓﻴﻬـﺎ ﻴﺤـل اﻝﻐﻴـر اﻝـذي
وﻓــﻰ ﻤﺤــل اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴــﺴﺘﺨدم ﻓـ ــﻲ
رﺠوﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﺒواﺴطﺔ ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻜل ﻤﺎ ﻜﺎن ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺴﺘﺨدﻤﻪ اﻝداﺌن
اﻷﺼﻠﻲ ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ،ﻓﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺴﺘﺨدم ﻤﺎ ﻝﻠداﺌن ﻤن دﻓﺎع ودﻓـوع
وﻀﻤﺎﻨﺎت ﺘﻤﻴزﻩ ﻋن ﻏﻴرﻩ ﻤن اﻝداﺌﻨﻴن وﺘﻘدﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬم ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ.
وﻗد ﻨظم اﻝﻤـﺸرع اﻝﻤـﺼري ﺤـﺎﻻت اﻝوﻓـﺎء ﻤـﻊ اﻝﺤﻠـول ﻀـﻤن اﻝﻨـﺼوص اﻝﺘـﻲ
ﺘظﻤت اﻝوﻓﺎء ﺒوﺠﻪ ﻋﺎم ،وأﺠﺎز وﻗوع ﻫذا اﻝﺤﻠول إﻤﺎ ﺒﻨص اﻝﻘﺎﻨون ٕواﻤﺎ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق،
وﺴوف ﻨﺒﺤث ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﻤطﻠب ﺤﺎﻻت اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول ،وذﻝك ﻓــﻲ اﻝﻔـرع اﻷول،
ﺜم ﻨﻌرض ﻓـﻲ اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ آﺜﺎر اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٠
] Ùæù]ņËÖ
Ùç×£]ÄÚð^{{{{ÊçÖ]l÷^u
ﺘﻤﻬﻴد:
ﻴﻘـ ــﻊ اﻝوﻓـ ــﺎء ﻤـ ــﻊ اﻝﺤﻠـ ــول ﺒﺎﺘﻔـ ــﺎق ﻤـ ــﻊ اﻝـ ــداﺌن واﻝﻤوﻓ ـ ــﻲ ،أو ﺒﺎﺘﻔـ ــﺎق ﺒـ ــﻴن اﻝﻤـ ــدﻴن
واﻝﻤوﻓــﻲ .ﻝﻜــن اﻝﻤـﺸرع ﻨظــم ﺤـﺎﻻت ﺤﻠــول ﻗـﺎﻨوﻨﻲ ﺘﻘــﻊ ﺒـﻨص اﻝﻘــﺎﻨون دون ﺤﺎﺠـﺔ إﻝــﻰ
وﺜﺎﻨﻴﺎ ﻝﻠﺤول اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ.
ﻤواﻓﻘﺔ اﻝداﺌن أو اﻝﻤدﻴن ،وﺴوف ﻨﻌرض أوﻻً ﻝﻠﺤﻠول اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲً ،
أوﻻً -اﻝﺤﻠول اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ:
ﻴﻘﺼد ﺒﺤـﺎﻻت اﻝﺤﻠـول اﻝﻘـﺎﻨوﻨﻲ ﺤـﺎﻻت ورد اﻝـﻨص ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻝﻘـﺎﻨون ﻴﺤـل ﻓﻴﻬـﺎ
اﻝﻤوﻓـﻲ ﻤﺤل اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن دون ﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﻤواﻓﻘﺔ اﻝداﺌن أو اﻝﻤدﻴن.
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻻت واردة ﻓــﻲ اﻝﻘـﺎﻨون ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴل اﻝﺤـﺼر ﻷﻨﻬـﺎ ﻤﺨﺎﻝﻔـﺔ ﻝﻸﺼـل ،وﻫـو
أن اﻝﺤﻠول ﻴﻘﻊ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق ،وﻝذﻝك ﻻ ﻴﺠوز اﻝﻘﻴﺎس ﻋﻠﻴﻬﺎ أو اﻝﺘوﺴﻊ ﻓـﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻫﺎ.
وﻗـد ﻨــﺼت اﻝﻤــﺎدة ٣٢٦ﻤـن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري اﻝﺘـﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ:
»ﻗﺎم ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺸﺨص ﻏﻴر اﻝﻤدﻴن ،ﺤل اﻝﻤوﻓـﻲ ﻤﺤل اﻝداﺌن اﻝذي اﺴﺘوﻓﻰ ﺤﻘﻪ ﻓـﻲ
اﻷﺤوال اﻵﺘﻴﺔ:
ﻤﻠزﻤﺎ ﺒوﻓﺎﺌﻪ ﻋﻨﻪ.
ﻤﻠزﻤﺎ ﺒﺎﻝدﻴن ﻤﻊ اﻝﻤدﻴن أو ً
أ -إذا ﻜﺎن اﻝﻤوﻓـﻲ ً
ـدﻤﺎ ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﻤﺎﻝــﻪ ﻤــن ﺘــﺄﻤﻴن
ب -إذا ﻜــﺎن اﻝﻤوﻓ ــﻲ داﺌًﻨــﺎ ووﻓــﻰ داﺌًﻨــﺎ آﺨــر ﻤﻘـ ً
ﻋﻴﻨﻲ ،وﻝو ﻝم ﻴﻜن ﻝﻠﻤوﻓـﻲ أي ﺘﺄﻤﻴن.
اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺜﺎﻝﺜــﺔ -وﻓــﺎء ﻤــﺸﺘري اﻝﻌﻘــﺎر ﺒﺜﻤﻨــﻪ إﻝــﻰ اﻝــداﺌﻨﻴن اﻝــذﻴن ﺨــﺼص
اﻝﻌﻘﺎر ﻝﻀﻤﺎن ﺤﻘوﻗﻬم:
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ أن ﻤـﺸﺘري اﻝﻌﻘـﺎر اﻝـذي ﺨـﺼص ﻝـﻀﻤﺎن ﺤﻘـوق ﺒﻌـض
اﻝداﺌﻨﻴن وﻫو ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﺤﺎﺌز اﻝﻌﻘﺎر ﺒﺴﺒب اﻝﺸراء إذا أراد أن ﻴﺘﺠﻨب اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻋﻠـﻰ
اﻝﻌﻘﺎر اﻝﻤرﻫون اﻝذي اﺸﺘراﻩ ﻓﺈﻨﻪ ﻴوﻓـﻲ ﻝﻠداﺌن اﻝﻤرﺘﻬن ﺒدﻴﻨﻪ ﻓﻴﺤل ﺒذﻝك ﻤﺤﻠﻪ ﻓــﻲ
ﻜﺎﻓﺔ ﺤﻘوﻗﻪ ،ﻓﺈذا ﻜﺎن اﻝداﺌن اﻝذي ﺤل ﻤﺤﻠﻪ ﻤﺘﻘدم ﻓـﻲ اﻝﻤرﺘﺒـﺔ وأراد داﺌـن ﺘـﺎل ﻝـﻪ
اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻘﺎر .وﻜﺎن ﺜﻤن اﻝﻌﻘﺎر ﻻ ﻴﻜﻔﻲ إﻻ ﺒوﻓﺎء اﻝدﻴن اﻝﻤﺘﻘدم ،ﻓﺈن اﻝداﺌن
اﻝﺘــﺎﻝﻲ ﺴــﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋــن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻷن اﻝــﺜﻤن اﻝــذي ﺴﻴﺤــﺼل ﻤــن اﻝﺒﻴــﻊ ﻝــن ﻴﺤــﺼل ﻤﻨــﻪ
ـﻴﺌﺎ ﻷﻨــﻪ ﺴــﻴذﻫب ﻜﻠــﻪ ﻝﻠﺤــﺎﺌز اﻝــذي ﺤــل ﻤﺤــل اﻝــداﺌن اﻝﻤﺘﻘــدم وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴﺘﺠﻨــب
ﺸـ ً
اﻝﺤﺎﺌز اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرﻩ.
اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝراﺒﻌﺔ -أن ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﻨص ﺨﺎص ﻴﻘرر اﻝﺤﻠول:
ﻗد ﻴﻘرر ﻨص ﺨﺎص ﺤﺎﻝﺔ ﻤن ﺤﺎﻻت اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول اﻝﻘـﺎﻨوﻨﻲ وﻤـن أﻤﺜﻠـﺔ
ذﻝ ــك اﻝﻤ ــﺎدة ٧٧١ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري اﻝﺘ ــﻲ ﺘ ــﻨص ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻴﺤ ــل
ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﺒﻤﺎ دﻓﻌﻪ ﻤن ﺘﻌوﻴض ﻋن اﻝﺤرﻴق ﻓـﻲ اﻝـدﻋﺎوي اﻝﺘـﻲ ﺘﻜـون ﻝﻠﻤـؤﻤن
اﻝﻤؤﻤن ً
ﻝﻪ ﻗﺒل ﻤن ﺘﺴﺒب ﺒﻔﻌﻠﻪ ﻓـﻲ اﻝﻀرر اﻝذي ﻨﺠﻤت ﻋﻨﻪ ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤؤﻤن ،ﻤﺎﻝم ﻴﻜـن
ﻤ ــن أﺤ ــدث اﻝ ــﻀرر ﻗرﻴًﺒ ــﺎ أو ﺼ ــﻬ ًار ﻝﻠﻤ ــؤﻤن ﻝ ــﻪ ﻤﻤ ــن ﻴﻜوﻨ ــون ﻤﻌ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻤﻌﻴ ــﺸﺔ
واﺤدة ،أو ﺸﺨﺼﺎً ﻴﻜون اﻝﻤؤﻤن ﻝﻪ ﻤﺴﺌوﻻ ﻋن أﻓﻌﺎﻝﻪ«.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﺤــﻠول اﻻﺘﻔــﺎﻗﻲ:
ً
اﻝﺤﻠــول اﻻﺘﻔــﺎﻗﻲ ﻴﻘــﻊ أﻤــﺎ ﺒﺎﺘﻔــﺎق اﻝﻤوﻓ ــﻲ ﻤــﻊ اﻝــداﺌن ،أو ﺒﺎﺘﻔــﺎق اﻝﻤوﻓ ــﻲ ﻤــﻊ
اﻝﻤدﻴن.
) (١اﻝﺤﻠول ﺒﺎﻻ ﺘﻔﺎق ﻤﻊ اﻝداﺌن:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٢٧ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻝﻠــداﺌن اﻝــذي
اﺴﺘوﻓﻰ ﺤﻘﻪ ﻤن ﻏﻴر اﻝﻤدﻴن أن ﻴﺘﻔق ﻤﻊ ﻫذا اﻝﻐﻴر ﻋﻠﻰ أن ﻴﺤل ﻤﺤﻠـﻪ ،وﻝـو ﻝـم
ﻴﻘﺒل اﻝﻤدﻴن ذﻝك ،وﻻ ﻴﺼﺢ أن ﻴﺘﺄﺨر ﻫذا اﻻﺘﻔﺎق ﻋن وﻗت اﻝوﻓﺎء«.
٢٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أﻨـﻪ ﻴﺠـوز أن ﻴﻌﻘـد اﺘﻔـﺎق ﺒـﻴن ﺸـﺨص ﻤـن اﻝﻐﻴـر واﻝـداﺌن
ﻋﻠــﻰ أن ﻴــﺴدد اﻝﻐﻴــر ﻝﻠــداﺌن دﻴــن اﻝﻤــدﻴن ،وﻋﻠــﻰ أن ﻴﺤــل اﻝﻐﻴــر ﻤﺤــل اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ
اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن.
ﻫذا اﻻﺘﻔﺎق ﺘﺼرف ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻴﺠب أن ﻴﺘواﻓر ﻓﻴﻪ ﻜﺎﻓﺔ ﺸروط اﻝﻌﻘـد ﻜﻤـﺎ ﻴﺠـب
أن ﻴﺘواﻓر ﻓـﻲ اﻝﻐﻴر واﻝداﺌن اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻝﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻹﺒراﻤﻪ.
وﻴﺠــب أن ﻴﻘــﻊ ﻫــذا اﻻﺘﻔــﺎق وﻗــت اﻝوﻓــﺎء ،أو ﻗﺒــل وﻗــت اﻝوﻓــﺎء ،وﻻ ﻴــﺼﺢ أن
ﺘﺠﻨﺒﺎ ﻝﺘواطؤ اﻝـداﺌن اﻷﺼـﻠﻲ ﻤـﻊﻴﺘﺄﺨر ﻫذا اﻻﺘﻔﺎق ﺒﻌد ﺤﻠول أﺠل اﻝوﻓﺎء .وذﻝك ً
اﻝﻤـدﻴن ﻋﻠـﻰ إﻓــﺎدة ﺸـﺨص ﻤـن اﻝﻐﻴــر ﻋﻠـﻰ ﺤــﺴﺎب اﻝـداﺌﻨﻴن اﻵﺨـرﻴن ﻜﻤــﺎ ﻝـو ﻜــﺎن
اﻝداﺌن اﻷﺼﻠﻲ ﻤﺘﻘدم ﻓـﻲ اﻝﻤرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴرﻩ ﻤن اﻝداﺌﻨﻴن ،ﻓﻘـد ﻴـﺴﺘوﻓﻲ ﻫـذا اﻝـداﺌن
ﺤﻘﻪ ﺜم ﻴﻘﺒل ﺤﻠول ﺸﺨص ﻤن اﻝﻐﻴر ﻤﺤﻠﻪ ﻝﻜﻲ ﻴﺤرم اﻝداﺌن اﻝﻤﺘﺄﺨر اﻝـذي ﺼـﻌد
ﻤﺤﻠﻪ وذﻝك ﺒﺎﻝﺘواطؤ ﻤـﻊ اﻝﻤـدﻴن .ﻜـذﻝك ﻻ ﻴﺠـوز اﻻﺘﻔـﺎق ﻋﻠـﻰ اﻝوﻓـﺎء ﻤـﻊ اﻝﺤﻠـول
ﺒﻌد اﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝداﺌن ﺤﻘﻪ؛ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز ﻝﻪ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤق ﺴﺒق اﺴﺘﻴﻔﺎؤﻩ ﻤن ﻗﺒل.
وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻻﺘﻔــﺎق آﺜــﺎرﻩ ﻓ ــﻲ ﺤﻠــول اﻝﻤوﻓـ ـﻲ ﻤﺤــل اﻝــداﺌن ﻓــﻲ اﻝرﺠــوع
ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن دون ﺤﺎﺠﺔ إﻝـﻰ إﻋـﻼم اﻝﻤـدﻴن ﺒـﻪ أو اﻝﺤـﺼول ﻋﻠـﻰ ﻗﺒوﻝـﻪ .ﺒـل ﺤﺘـﻰ
ﻴﻨﻔذ ﻫذا اﻻﺘﻔﺎق ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن ﺤﺘﻰ وﻝو ﻝم ﻴﻘﺒﻠﻪ.
) (٢اﻝﺤﻠول ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق ﻤﻊ اﻝﻤدﻴن:
ـﻀﺎ
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٢٨ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻴﺠــوز أﻴـ ً
ﻝﻠﻤ ــدﻴن إذا اﻗﺘ ــرض ﻤ ــﺎﻻً وﻓ ــﻰ ﺒ ــﻪ اﻝ ــدﻴن أن ﻴﺤ ــل اﻝﻤﻘ ــرض ﻤﺤ ــل اﻝ ــداﺌن اﻝ ــذي
اﺴــﺘوﻓﻰ ﺤﻘــﻪ ،وﻝــو ﺒﻐﻴــر رﻀــﺎء ﻫــذا اﻝــداﺌن ،ﻋﻠــﻰ أن ﻴــذﻜر ﻓ ــﻲ ﻋﻘــد اﻝﻘــرض أن
اﻝﻤــﺎل ﻗــد ﺨــﺼص ﺒﺎﻝوﻓــﺎء .وﻓ ــﻲ اﻝﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ أن اﻝوﻓــﺎء ﻜــﺎن ﻤــن ﻫــذا اﻝﻤــﺎل اﻝــذي
أﻗرﻀﻪ اﻝداﺌن اﻝﺠدﻴد«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ ﻴﺠــوز اﻻﺘﻔــﺎق ﻤــﻊ اﻝﻤــدﻴن واﻝﻐﻴــر ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﻤــﻊ
اﻝﺤﻠ ــول .ﻝﻜ ــن ﻫ ــذا اﻻﺘﻔ ــﺎق ﺤ ــﺼرﻩ اﻝﻘ ــﺎﻨون ﻓـ ــﻲ ﺼ ــورة ﻤﻌﻴﻨ ــﺔ وﻫ ــﻲ أن ﻴﻘﺘ ــرض
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٤
اﻝﻤــدﻴن ﻤــﺎﻻً ﻤــن اﻝﻐﻴــر ﻝﻴــوﻓﻰ ﺒــﻪ ﺤــق اﻝــداﺌن ،وﻴﺘﻔــق اﻝﻤــدﻴن ﻤــﻊ اﻝﻤﻘــرض ﻋﻠــﻰ
ﺤﻠوﻝﻪ ﻤﺤل اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻴﻪ وذﻝك دون ﺤﺎﺠﺔ ﻝرﻀﺎء ﻫذا اﻝداﺌن.
وﻝﻜن ﻴﺠب ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺘﺞ ﻫذا اﻻﺘﻔﺎق أﺜرﻩ ﻤن ﺘواﻓر ﺸروط ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻫﻲ ،أوﻻً :أن
ﻴﻜــون ﻫﻨــﺎك ﻗــرض ﺒــﻴن اﻝﻘــرض واﻝﻤــدﻴن ﻤﺤﻠــﻪ ﻨﻘــود أو أﺸــﻴﺎء ﻤﺜﻠﻴــﺔ ،ﺜﺎﻨًﻴــﺎ :أن
ﻴﺴﺘﺨدم ﻫذا اﻝﻘرض ﻓـﻲ وﻓﺎء دﻴن ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن ،ﺜﺎﻝﺜـﺎً :أن ﻴـذﻜر ﻓــﻲ ﻋﻘـد اﻝﻘـرض
أن ﻤﺒﻠــﻎ اﻝﻘــرض ﻤﺨــﺼص ﻝوﻓــﺎء اﻝﻤــدﻴن ،راﺒ ًﻌــﺎ :أن ﻴــذﻜر ﻓ ــﻲ اﻝﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ اﻝﺘــﻲ
ﺴﻴﺤــﺼﻠﻬﺎ اﻝﻤــدﻴن ﻤــن اﻝــداﺌن ﻜوﺴــﻴﻠﺔ إﺜﺒــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء أن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻜــﺎن ﻤــن
اﻝﻤﺎل اﻝذي أﻗرﻀﻪ اﻝداﺌن اﻝﺠدﻴد ﻝﻠﻤدﻴن.
واﻝﺤﻜﻤﺔ ﻤن ﺘﻨظﻴم ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻫو ﺘﺸﺠﻴﻊ اﻝﻤﻘرض ﻋﻠﻰ اﻝﻘرض ﻷﻨﻪ ﺴﻴﺤل
ﻤﺤل اﻝداﺌن وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤن ﻀﻤﺎﻨﺎت ﺤﻘﻪ وﻤﻤﻴزاﺘﻪ إذا ﻜﺎن ﺤﻘﻪ ﻤﻤﻴ ًاز.
] êÞ^nÖ]ņËÖ
Ùç×£]ÄÚð^{{ÊçÖ]…^{{{ma
ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﻤــﻊ اﻝﺤﻠــول آﺜــﺎر أًﻴــﺎ ﻜﺎﻨــت ﺼــورﺘﻪ وﺴ ـواء أﻜــﺎن ﺤﻠــوﻻً
اﺘﻔﺎﻗﻴﺎ.
ً ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ أم ﺤﻠوﻻً
ً
ﺴﺒﺒﺎ ﻻﻨﻘﻀﺎء ﺤق اﻝداﺌن اﻷﺼﻠﻰ:
) (١إذا ﻜﺎن وﻓﺎء اﻝداﺌن اﻝﺠدﻴد ً
ﻓﻘــد ﻨــﺼت اﻝﻤــﺎدة ٣٢٩ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻤــن ﺤــل
اﺘﻔﺎﻗﺎ ﻤﺤل اﻝداﺌن اﻝداﺌن ﻜﺎن ﻝﻪ ﺤﻘﻪ ﺒﻤﺎ ﻝﻬذا اﻝﺤق ﻤن ﺨﺼﺎﺌص ،وﻤﺎ ﻗﺎﻨوﻨﺎ أو ً
ً
ﻴﻠﺤﻘــﻪ ﻤــن ﺘواﺒــﻊ ،وﻤــﺎ ﻴﻜﻔﻠــﻪ ﻤــن ﺘﺄﻤﻴﻨــﺎت ،وﻤــﺎ ﻴــرد ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن دﻓــوع ،وﻴﻜــون ﻫــذا
اﻝﺤﻠول ﺒﺎﻝﻘدر اﻝذي أداﻩ ﻤن ﻤﺎل ﻤن ﺤل ﻤﺤل اﻝداﺌن«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن اﻝﻤـ ِ
ـوﻓﻰ إذا أوﻓــﻰ ﻝﻠــداﺌن ﺤﻘــﻪ ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﺤــل ﻤﺤﻠــﻪ ﻓ ــﻲ
وﻓﺎء ﺠز ًﺌﻴﺎ
اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﺒﻤﻘدار ﻤﺎ أوﻓﻰ .وﻫذا ﻴﻌﻨﻲ أن اﻝداﺌن إذا ارﺘﻀﻰ ً
اﻝوﻓﻰ ﻴﺤل ﻤﺤﻠﻪ ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ِ ﺴﺒﺒﺎ ﻻﻨﻘﻀﺎء اﻝدﻴن ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ،ﻓﺈن ِ
اﻝﻤوﻓﻰ واﻋﺘﺒرﻩ ً ﻤن
ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﺒﻤﻘــدار ﻤــﺎ أوﻓــﻰ ﻓﻘــط ،وﻝــﻴس ﺒﻤﻘــدار ﺤــق اﻝــداﺌن ﻜﻠــﻪ .وﻫﻨــﺎ ﺨــﻼف
٢٥ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺠــوﻫري ﺒــﻴن اﻝوﻓــﺎء ﻤــﻊ اﻝﺤﻠــول اﻝﺘــﻲ اﻝﻐــرض ﻤــن ﺘــﺸرﻴﻌﻬﺎ ﺘــﺸﺠﻴﻊ اﻝﻐﻴــر ﻋﻠــﻰ
ﻨوﻋﺎ ﻤن اﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ. اﻝوﻓﺎء ،وﺒﻴن ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق إذا ﻜﺎﻨت ﺒﻌوض ﺤﻴث ﺘﻜون ً
اﻝﻤوﻓﻰ ﺒﻜﺎﻤل ﺤق اﻝـداﺌن ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﺤـل ﻤﺤﻠـﻪ ﻓــﻲ اﻝرﺠـوع ﻋﻠـﻰ ِ وﻜذﻝك إذا أوﻓﻰ
اﻝﻤدﻴن .وﻤﻌﻨﻰ ﺤﻠوﻝـﻪ ﻤﺤـل اﻝـداﺌن أﻨـﻪ إذا اﺴـﺘﻌﻤل دﻋـوى اﻝوﻓـﺎء ﻤـﻊ اﻝﺤﻠـول ﻓــﻲ
ـدﻨﻴﺎ أو
اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ،ﻓﺈﻨــﻪ ﻴــﺴﺘﻔﻴد ﻤــن ﺨــﺼﺎﺌص ﺤــق اﻝــداﺌن إذا ﻜــﺎن ﻤـ ً
ﺘﺠﺎرًﻴــﺎ ،وﻤــﺎ ﻴﻠﺤﻘــﻪ ﻤــن ﺘواﺒــﻊ ،ﻓﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﻔواﺌــدﻩ إذا ﻜــﺎن ﻴــدر ﻓواﺌــد،
وﻤــﺼروﻓﺎﺘﻪ إذا ﻜــﺎن ﻝــﻪ ﻤــﺼروﻓﺎت .وﻴــﺴﺘﻔﻴد ﻤــن ﻀــﻤﺎﻨﺎت اﻝــدﻴن إذا ﻜﺎﻨــت ﻝــﻪ
ﻀﻤﺎﻨﺎت ﺘﻤﻴزﻩ ﻤﺜل:
ـﻀﻤوﻨﺎ ﺒــرﻫن رﺴــﻤﻲ أو ﺤﻴــﺎزي ،وﻜــذﻝك ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴــﺴﺘﺨدم ﻤــﺎ
ً أن ﻴﻜــون ﻤـ
ﻝﻠداﺌن ﻤن دﻓوع ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن.
وﻝــﻴس ﻤﻌﻨــﻰ ﺤﻠــول اﻝــداﺌن اﻝﺠدﻴــد ﻤﺤــل اﻝــداﺌن اﻷﺼــﻠﻲ ﻓ ــﻲ اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ
اﻝﻤدﻴن أﻨﻪ ﻗد ﻓﻘد اﻝدﻋوى اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﺒـل إﻨـﻪ ﻴﻜـون ﻤﺨﻴـ ًار
ﺒﻴن اﻝدﻋوﻴﻴن اﻝﺨﺼﻴﺔ ،أو اﻝوﻓﺎء ﻤﻊ اﻝﺤﻠول ﻴﺨﺘﺎر أﻴﺘﻬﻤﺎ أﺼﻠﺢ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻴﻪ.
ﺴﺒﺒﺎ ﻻﻨﻘﻀﺎء ﺤق اﻝداﺌن اﻷﺼﻠﻲ:
) (٢إذا ﻜﺎن وﻓﺎء اﻝداﺌن اﻝﺠدﻴد ﻝﻴس ً
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٣٠ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا وﻓــﻰ
ﻏﻴر اﻝﻤدﻴن اﻝداﺌن ﺠزًءا ﻤن ﺤﻘﻪ وﺤل ﻤﺤﻠـﻪ ﻓﻴـﻪ ،ﻓـﻼ ﻴـﻀﺎر اﻝـداﺌن ﺒﻬـذا اﻝوﻓـﺎء،
ـدﻤﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤـن وﻓــﺎﻩ ،ﻤـﺎ ﻝـم ﻴوﺠـد اﺘﻔــﺎق
وﻴﻜـون ﻓــﻲ اﺴـﺘﻴﻔﺎء ﻤــﺎ ﺒﻘـﻰ ﻝـﻪ ﻤـن ﺤــق ﻤﻘ ً
ﻴﻘﻀﻰ ﺒﻐﻴر ذﻝك.
-٢ﻓﺈذا ﺤـل ﺸـﺨص آﺨـر ﻤﺤـل اﻝـداﺌن ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻘـﻰ ﻝـﻪ ﻤـن ﺤـق رﺠـﻊ ﻤـن ﺤـل
أﺨﻴـ ًار ﻫــو وﻤــن ﺘﻘدﻤـﻪ ﻓــﻲ اﻝﺤﻠــول ﻜـل ﺒﻘــدر ﻤــﺎ ﻫـو ﻤــﺴﺘﺤق ﻝــﻪ وﺘﻘﺎﺴـ ًـﻤﺎ
ﻗﺴﻤﺔ ﻏرﻤﺎء«.
ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺘﻌـﺎﻝﺞ ﺤﺎﻝـﺔ ﻗﺒـول اﻝـداﺌن ﻝوﻓـﺎء ﺠزﺌـﻲ ﻤـن اﻝﻤوﻓــﻲ ﻤـﻊ ﻋـدم إﺒ ارﺌـﻪ
ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﻤــن اﻝﺠــزء اﻝﺒــﺎﻗﻲ ،ﻓﻔــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻴﺤــل اﻝﻤوﻓ ــﻲ ﻤﺤــل اﻝــداﺌن ﻓﻴﻤــﺎ
ـدﻤﺎ
وﻓﻰ ،وذﻝك ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤـدﻴن .أﻤـﺎ ﻤـﺎ ﺘﺒﻘـﻰ ﻤـن اﻝـدﻴن ﻓﻴﻜـون اﻝـداﺌن ﻤﻘ ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٦
ﻋﻠﻰ اﻝﻤوﻓﻰ ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎؤﻩ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺠـوز أن ﻴـﻀﺎر اﻝـداﺌن ﺒﻘﺒـول وﻓـﺎء ﺠزﺌـﻲ ﻤـن
اﻝﻐﻴر ﺒﻤﺎ ﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﺄﺨرﻩ ﻋن اﻝداﺌن اﻝﺠدﻴد ﻓـﻲ اﻻﺴﺘﻴﻔﺎء.
ﻫــذا اﻝﺤﻜــم ﻴﻌــد ﺘﻔــﺴﻴًار ﻹرادة اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن ﻓ ــﻲ ﻋــدم ﺘﻘــدم اﻝــداﺌن اﻝﻤوﻓ ــﻲ ﻋﻠــﻰ
اﻝــداﺌن اﻷﺼــﻠﻲ ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء ﻤــﺎ ﺘﺒﻘــﻰ ﻝــﻪ ﻤــن ﺤــق ﻝﻠﻤــدﻴن ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴﺠــوز اﻻﺘﻔــﺎق
ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻫذا اﻝﺤﻜم ﺒﺄن ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ أن ﻴﺘﻘدم اﻝﻤوﻓـﻲ ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻻﺴﺘﻴﻔﺎء.
وﻫذا اﻝﺤﻜم ﺨﺎص ﺒﺎﻝداﺌن اﻷﺼﻠﻲ ،وﻝذﻝك إذا ﺤل ﺸﺨص آﺨر ﻤﺤل اﻝداﺌن
ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻘﻲ ﻝـﻪ ﻤـن ﺤـق ﻓـﺈن اﻝﻤوﻓــﻲ اﻝﺜـﺎﻨﻲ ﻻ ﻴﺘﻘـد ﻋﻠـﻰ اﻝﻤوﻓــﻲ اﻷول ٕواﻨﻤـﺎ ﻴﻘﻔـون
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻝﻤﺴﺎواة أﻤﺎم أﻤوال اﻝداﺌن وﻴﻘﺘﺴﻤوﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم ﻗﺴﻤﺔ ﻏرﻤﺎء. ً
وﻗــد ﻨــص اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ ﺤﺎﻝــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ ﻝﻠوﻓــﺎء اﻝﺠزﺌــﻲ ﺤﻴﻨﻤــﺎ
ﻤﻌﺎ.
ﻴﺼدر اﻝوﻓﺎء ﻤن أﺤد اﻝﻤﻠزﻤﻴن ﺒﺎﻝدﻴن ً
ﻓﻘ ـد ﻨــﺼت اﻝﻤــﺎدة ٣٣١ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا وﻓــﻰ
ﺤــﺎﺌز اﻝﻌﻘــﺎر اﻝﻤرﻫــون ﻜــل اﻝــدﻴن وﺤــل ﻤﺤــل اﻝــداﺌﻨﻴن ،ﻓــﻼ ﻴﻜــون ﻝــﻪ ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذا
اﻝﺤﻠــول أن ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠــﻰ ﺤــﺎﺌز ﻝﻌﻘــﺎر آﺨــر ﻤرﻫــون ﻓــﻲ ذات اﻝــدﻴن إﻻ ﺒﻘــدر ﺤــﺼﺔ
ﻫذا اﻝﺤﺎﺌز ﺒﺤﺴب ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺎ ﺤﺎزﻩ ﻤن ﻋﻘﺎر«.
ﻫذﻩ اﻝﻤـﺎدة ﺘﺘﻌﻠـق ﺒﺤﺎﻝـﺔ ﻤـﺎ إذا ﻜﺎﻨـت ﻫﻨـﺎك ﻋﻘـﺎرات ﻤﺘﻌـددة ﻤرﻫوﻨـﺔ ﺒـﻀﻤﺎن
دﻴن واﺤد ﺜم اﻨﺘﻘﻠت ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻌﻘﺎرات إﻝـﻰ أﺸـﺨﺎص ﻤﺘﻌـددﻴن ،ﻓﻔـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ
ﻴﻠﺘزم ﻜل ﻤﻨﻬم ﺒوﻓـﺎء اﻝـدﻴن ﻋـن اﻝﻤـدﻴن ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻝﻠـرﻫن اﻝـذي ﻴﺜﻘـل ﻋﻘـﺎرﻩ ،ﻓـﺈذا وﻓـﻰ
أﺤدﻫم ﺒﻜل اﻝـدﻴن ﺤـل ﻤﺤـل اﻝـداﺌن ﻓــﻲ اﻝرﺠـوع ﻋﻠـﻰ اﻝﺒـﺎﻗﻴن )اﻝﺤـﺎﺌزﻴن اﻵﺨـرﻴن(
وذﻝك ﺒﻌد اﺴﺘﻨزال ﻗدر ﻨﺼﻴﺒﻪ ﻓـﻲ اﻝـدﻴن ﺒﺤـﺴب ﻗﻴﻤـﺔ ﻤـﺎ ﺤـﺎزﻩ ﻤـن ﻋﻘـﺎر .ﻓﺎﻝـدﻴن
ﻴﻘﺴم ﺒﻴﻨﻬم ﺤﺴب ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻌﻘﺎرات اﻝﺘﻲ ﻴﺤوزوﻨﻬﺎ.
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺘﻨطﺒق ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓـﺔ اﻝﺤـﺎﻻت اﻝﺘـﻲ ﻴوﻓــﻲ ﻓﻴﻬـﺎ أﺤـد اﻝﻤﻠـزﻤﻴن ﺒﺎﻝـدﻴن
ﻜﻠــﻪ إﻝــﻰ اﻝــداﺌن ،وﻴﺤــل ﻤﺤﻠــﻪ ﻓ ــﻲ اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ اﻝﺒــﺎﻗﻴن ﻤﺜــل اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤن
أو أﺤد اﻝﻜﻔﻼء اﻝﻤﺘﻌددﻴن.
٢٧ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^{nÖ]ovf¹
] ð^ÊçÖ]Ù^Ãè^²Ý]ˆjÖ÷]ð^–ÏÞ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﻫﻨﺎك أﺴﺒﺎب ﺘؤدي إﻝﻰ اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام ،ﻝـﻴس ﺒوﻓـﺎء اﻝﻤـدﻴن ﺒﻬـذا اﻻﻝﺘـزام
ٕواﻨﻤﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﻌﺎدل أو ﻴﻘوم ﻤﻘﺎم اﻝوﻓﺎء ،وﻝذﻝك ﻨظﻤﻬﺎ اﻝﻤﺸرع ﻓـﻲ اﻝﺒﺎب اﻝﺨـﺎص
ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﺘﺤــت ﻋﻨ ـوان اﻨﻘ ـﻀﺎء اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻤــﺎ ﻴﻌــﺎدل اﻝوﻓــﺎء .وﺴــوف ﻨﺒﺤﺜﻬــﺎ وﻓــق
اﻝﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﻤطﻠـــــــــب اﻷول :اﻝوﻓﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒل.
اﻝﻤطﻠـــــــب اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘﺠدﻴد.
اﻝﻤطﻠـــــــب اﻝﺜﺎﻝث :اﻹﻨــﺎﺒ ـ ــﺔ.
اﻝﻤطﻠـــــــــب اﻝراﺒﻊ :اﻝﻤﻘـ ـ ــﺎﺼ ــﺔ.
اﻝﻤطﻠب اﻝﺨﺎﻤس :اﺘﺤ ـ ــﺎد اﻝذﻤﺔ
] Ùæù]gת¹
]Øe^ϲð^ÊçÖ
اﻝﺘﻌرﻴف:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٥٠ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا ﻗﺒــل اﻝــداﺌن
ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ ﻤﻘﺎﺒﻼً اﺴﺘﻌﺎض ﺒﻪ ﻋن اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺴﺘﺤق ﻗﺎم ﻫذا ﻤﻘﺎم اﻝوﻓﺎء«.
ـﻴﺌﺎ
وﻴﻤﻜــن ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة ﺘﻌرﻴــف اﻝوﻓــﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒــل ﺒﺄﻨــﻪ ﻗﺒــول اﻝــداﺌن ﺸـ ً
ﻗدﻤﻪ اﻝﻤدﻴن ﻏﻴر اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ،وﺒراءة ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻝك.
وﻤﺜﺎل اﻝوﻓﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒل أن ﻴﻜـون اﻝﻤـدﻴن ﻤﻠزًﻤـﺎ ﺒـدﻓﻊ ﻤﺒﻠـﻎ ﻨﻘـدي ،ﺜـم ﻋﺠـز ﻋـن
اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﻝﻨدرة ﺴﻴوﻝﺔ اﻝﻤـﺎل ﺒـﻴن ﻴدﻴـﻪ ،ﻓﻴـؤدي ﺒـدﻻً ﻤﻨـﻪ ﻝﻠـداﺌن ﻋﻘـﺎ ًار ﻴﻤﻠﻜـﻪ ﻓﻴﻘﺒـل
ﺘﺒﻌﺎ ﻝذﻝك.
اﻝداﺌن وﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٨
واﻝوﻓﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒل ﺴـﺒﺒب ﻤـن أﺴـﺒﺎب اﻨﻘـﻀﺎء اﻻﻝﺘـزام ﺒطرﻴﻘـﺔ ﺘﻌـﺎدل اﻝوﻓـﺎء ﻝﻜﻨـﻪ
ﻴﺨﺎﻝف اﻷﺼل اﻝذي ﻫـو اﻝﺘـزام اﻝﻤـدﻴن ﺒﺘﻨﻔﻴـذ ﻋـﻴن ﻤـﺎ اﻝﺘـزم ﺒـﻪ ،وﻝـذﻝك ﻻ ﻴﻘـﻊ إﻻ
ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن .وﺴﺒب ﺘﻨظﻴم اﻝﻤﺸرع ﻝﻪ ﻫو ﺘﺴﻬﻴل ﺴﺒل اﻝوﻓﺎء أﻤـﺎم
اﻝﻤدﻴن ٕواﻨﻬﺎء اﻝﻌﻼﻗـﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﺒﻴﻨـﻪ وﺒـﻴن اﻝـداﺌن ﺤﺘـﻰ ﻻ ﺘظـل ﻤﻌﻠﻘـﺔ ﻓﺘـرة طوﻴﻠـﺔ
وﻤــﺎ ﻴــؤدي ذﻝــك ﻤــن ﻨ ازﻋــﺎت ﺘرﻫــق اﻝﻤﺘﻌــﺎﻤﻠﻴن واﻝﻘــﻀﺎء ،وﻴــﺴﻤﻰ اﻝوﻓــﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒــل
أﻴﻀﺎ )اﻻﻋﺘﻴﺎض(.
ً
ﺨﺼﺎﺌص اﻝوﻓﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒل:
ﺘــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٣٥١ﻤــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨــﻪ» :ﻴ ــﺴري ﻋﻠ ــﻰ
اﻝوﻓــﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒــل ،ﻓﻴﻤــﺎ إذا ﻜــﺎن ﺒﻨﻘــل ﻤﻠﻜﻴــﺔ ﺸــﻲء أﻋطــﻲ ﻓ ــﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠــﻪ اﻝــدﻴن ،أﺤﻜــﺎم
اﻝﺒﻴــﻊ ،وﺒــﺎﻷﺨص ﻤــﺎ ﺘﻌﻠــق ﻤﻨﻬــﺎ ﺒﺄﻫﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن وﻀــﻤﺎن اﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق وﻀــﻤﺎن
اﻝﻌﻴوب اﻝﺨﻔﻴﺔ .وﻴﺴري ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﺤﻴث أﻨﻪ ﻴﻘﻀﻲ اﻝدﻴن أﺤﻜﺎم اﻝوﻓﺎء ،وﺒﺎﻷﺨص
ﻤﺎ ﺘﻌﻠق ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺘﻌﻴﻴن ﺠﻬﺔ اﻝدﻓﻊ واﻨﻘﻀﺎء اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت«.
ﻴﺘﺒﻴن ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺨﺼﺎﺌص اﻝوﻓﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒل وﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ:
-١اﻝوﻓ ــﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒ ــل ﻨ ــوع ﻤ ــن أﻨـ ـواع اﻝﺘﺠدﻴ ــد ﻨﺎﺸ ــﺊ ﻋ ــن ﺘﻐﻴ ــر ﻤﺤ ــل اﻝ ــدﻴن
اﻷﺼﻠﻲ واﺴﺘﺒداﻝﻪ ﺒﻤﺤل ﺠدﻴد ﺒﺎﻝﺘﺎﻓق ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺤل اﻝدﻴن اﻝﺠدﻴد ﻤﺤل
اﻝـدﻴن اﻝﻘــدﻴم ،ﻓﻴــؤدي ذﻝــك إﻝــﻲ اﻨﻘــﻀﺎء اﻝــدﻴن اﻝﻘــدﻴم ﺒﻤﻠﺤﻘﺎﺘــﻪ وﻀــﻤﺎﻨﺎﺘﻪ
وﺘواﺒﻌﻪ ،وﻴﺤل ﻤﺤﻠﻪ اﻝدﻴن اﻝﺠدﻴد ﺒﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻪ وﻀﻤﺎﻨﺎﺘﻪ وﺘواﺒﻌﻪ.
-٢إذا ﺘﻌذر ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن اﺴـﺘﻴﻔﺎء اﻝـدﻴن اﻝﺠدﻴـد ﺒﻌـد ﻗﺒوﻝـﻪ ﻝوﻓـﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒـل ﻓﺈﻨـﻪ
ﻴﻌود ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض وﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝﺒـﻪ ﺒﺘﻨﻔﻴـذ اﻝـدﻴن اﻝﻘـدﻴم،
ﻷن ﻫــذا اﻻأﺨﻴــر ﻗــد اﻨﻘــﻀﻰ ﺒﻤﺠــرد اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒــل ،وﻝــذﻝك
ﻴــﺴري ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒــل ﻓﻴﻤــﺎ إذا ﻜــﺎن ﺒﻨﻘــل ﻤﻠﻜﻴــﺔ ﺸــﻲء ﻓ ــﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠــﺔ
اﻝــدﻴن أﺤﻜــﺎم اﻝﺒﻴــﻊ وﺒــﺎﻷﺨص ﻤــﺎ ﺘﻌﻠــق ﻤﻨﻬــﺎ ﺒﺄﻫﻠﻴــﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن وﻀــﻤﺎن
اﻻﺴﺘﺤﻘﺎق وﻀﻤﺎن اﻝﻌﻴوب اﻝﺨﻔﻴﺔ.
٢٩ أحكام االلتزام واإلثبات
-٣ﻴﺘرﺘـب ﻋﻠــﻰ أن اﻝوﻓـﺎء ﺒﻤﻘﺎﺒــل ﺴـﺒب ﻤــن أﺴـﺒﺎب اﻨﻘــﻀﺎء اﻝـدﻴن اﻷﺼــﻠﻲ
ـﺎء ﺠزﺌًﻴــﺎ ﻋــن
أﻨــﻪ إذا ﺘﻌــددت اﻝــدﻴون ﺒــﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن وﻗﺒــل اﻝــداﺌن وﻓـ ً
طرﻴق اﻻﻋﺘﻴﺎض وﻝم ﻴﺒريء ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻤن اﻝﺠـزء اﻝﻤﺘﺒﻘـﻲ ،طﺒﻘـت ﻓــﻲ
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﻘواﻋد اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم ﺘﻌﻴﻴن ﺠﻬﺔ اﻝدﻓﻊ واﻨﻘﻀﺎء اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت اﻝﺘـﻲ
ﺴﺒق أن ﻋرﻀﻨﺎﻫﺎ ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل.
] êÞ^nÖ]gת¹
]‚{{{{{{è‚{{{{rjÖ
اﻝﺘﻌرﻴف:
اﻝﺘﺠدﻴ ــد ﻫ ــو اﺘﻔ ــﺎق ﻴ ــﺘم ﺒ ــﻴن اﻝ ــداﺌن واﻝﻤ ــدﻴن ﻋﻠ ــﻰ ﺤﻠ ــول اﻝﺘـ ـزام ﺠدﻴ ــد ﻤﺤ ــل
اﻻﻝﺘ ـزام اﻷﺼــﻠﻲ .وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ ذﻝــك أن ﻴﺘﻔــق اﻝــداﺌن ﻤــﻊ اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ ﺤﻠــول دﻴــن
ﺠدﻴــد ﻤﺤــل اﻝــدﻴن اﻝﻘــدﻴم ﺒﺘﻐﻴﻴــر أﺤــد أط ارﻓــﻪ أو ﺒﺘﻐﻴﻴــر ﻤﺤﻠــﻪ أو ﺒﺘﻐﻴﻴــر ﻤــﺼدرﻩ.
داﺌﻤﺎ ﻤﺼدرﻩ اﻻﺘﻔﺎق. ﻓﺎﻝﺘﺠدﻴد ﺼﻪ ﺼور ﻜﺜﻴرة ﻴﺠﻤﻌﻬﺎ أﻨﻪ ً
وﻗـد ﻨظــم اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤـﺼري ﻤوﻀــوع اﻝﺘﺠدﻴــد ﻓــﻲ اﻝﻤـواد ﻤــن ٣٥٢إﻝــﻰ ٣٥٨
ﻓـﻲ اﻝﻔﺼل اﻝﺨﺎص ﺒﺎﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام ﺒﻤﺎ ﻴﻌﺎدل اﻝوﻓﺎء.
ﺸروط اﻝﺘﺠدﻴد:
ﻴﺸﺘرط ﻝوﻗوع اﻝﺘﺠدﻴد ﺜﻼﺜﺔ ﺸروط ﻫﻲ:
-١وﺠود اﻝﺘزام ﻗدﻴم.
-٢وﺠود اﻝﺘزام ﺠدﻴد.
-٣اﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ ﺤﻠول اﻻﻝﺘزام اﻝﺠدﻴد ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام اﻝﻘدﻴم.
أوﻻً -اﻝﺘزام ﻗدﻴم:
ﻴﺠب ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻊ اﻝﺘﺠدﻴـد وﺠـود اﻝﺘـزام ﻗـدﻴم ﻝﺤظـﺔ اﻻﺘﻔـﺎق ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﺠدﻴـد وﻝـذﻝك
إذا اﻨﻘــﻀﻰ اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﻘــدﻴم ﺒــﺄي ﺴــﺒب ﻤــن أﺴــﺒﺎب اﻻﻨﻘــﻀﺎء ﻝــم ﻴﻘــﻊ اﻝﺘﺠدﻴــد ﻨظ ـ ًار
ﻤطﻠﻘﺎ ﻓـﺈن اﻝﺘﺠدﻴـد ﻻﻴﻘـﻊ ً ﺒطﻼﻨﺎ
ً ﻻﻨﻌدام ﺴﺒﺒﻪ .ﻜذﻝك ﻝو ﻜﺎن اﻻﻝﺘزام اﻝﻘدﻴم ﺒﺎطﻼً
أحكام االلتزام واإلثبات ٣٠
آﺜـــﺎر اﻝﺘﺠــدﻴد:
ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﺠدﻴــد أن ﻴﻨﻘــﻀﻲ اﻻﻝﺘـزام اﻷﺼــﻠﻲ ﺒﺘواﺒﻌــﻪ وﺼــﻔﺎﺘﻪ وﺘﺄﻤﻴﻨﺎﺘــﻪ
وأن ﻴﻨﺸﺄ ﻤﻜﺎﻨﻪ اﻝﺘزام ﺠدﻴد )ﻤﺎدة .(١/٣٥٦
وﻻ ﻴﻨﺘﻘــل إﻝــﻰ اﻻﻝﺘـزام اﻝﺠدﻴــد اﻝﺘﺄﻤﻴﻨــﺎت اﻝﺘــﻲ ﻜﺎﻨــت ﺘــﻀﻤن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘـزام
اﻷﺼــﻠﻲ ﻤــﺎﻝم ﻴوﺠــد ﻨــص أو اﺘﻔــﺎق أو اﺴــﺘﺨﻠص ﻤــن ﻨﻴــﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن ﺨــﻼف
)ﻤﺎدة .(٢/٣٥٦
أﻤﺎ اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت اﻝﻌﻴﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻗدﻤﻬﺎ اﻝﻐﻴر ﻝﻠﻤـدﻴن ﻜﺎﻝﺘﺄﻤﻴﻨـﺎت اﻝﺘـﻲ ﻗـدﻤﻬﺎ اﻝﻜﻔﻴـل
اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻀﻤﺎن اﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن ﻓﻘد ﻨﺼت ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻤﻬﺎ اﻝﻤﺎدة ٣٥٧واﻝﺘﻲ ﺠﺎء ﻓﻴﻬﺎ:
» -١إذا ﻜﺎﻨت ﻫﻨﺎك ﺘﺄﻤﻴﻨﺎت ﻋﻴﻨﻴﺔ ﻗدﻤﻬﺎ اﻝﻤـدﻴن ﻝﻜﻔﺎﻝـﺔ اﻻﻝﺘـزام اﻷﺼـﻠﻲ ،ﻓـﺈن اﻻﺘﻔـﺎق
ﻋﻠﻰ ﻨﻘل ﻫذﻩ اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت إﻝﻰ اﻻﻝﺘزام اﻝﺠدﻴد ﺘراﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺤﻜﺎم اﻵﺘﻴﺔ:
أ -إذا ﻜـﺎن اﻝﺘﺠدﻴـد ﺒﺘﻐﻴﻴـر اﻝـدﻴن ،ﺠـﺎز ﻝﻠـداﺌن واﻝﻤـدﻴن أن ﻴﺘﻔﻘـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻨﺘﻘـﺎل
اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت ﻝﻼﻝﺘزام اﻝﺠدﻴد ﻓـﻲ اﻝﺤدود اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻠﺤق ﻀرًار ﺒﺎﻝﻐﻴر.
ب -إذا ﻜــﺎن اﻝﺘﺠدﻴــد ﺒﺘﻐﻴﻴــر اﻝﻤــدﻴن ،ﺠــﺎز ﻝﻠــداﺌن واﻝﻤــدﻴن اﻝﺠدﻴــد أن ﻴﺘﻔﻘــﺎ
ﻋﻠﻰ اﺴﺘﺒﻘﺎء اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت اﻝﻌﻴﻨﻴﺔ ،دون ﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ رﻀﺎء اﻝﻤدﻴن اﻝﻘدﻴم.
ج -إذا ﻜـﺎن اﻝﺘﺠدﻴــد ﺒﺘﻐﻴﻴــر اﻝــداﺌن ،ﺠـﺎز ﻝﻠﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن ﺜﻼﺜــﺘﻬم أن ﻴﺘﻔﻘـوا ﻋﻠــﻰ
اﺴﺘﺒﻘﺎء اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت.
-٢وﻻ ﻴﻜون اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻨﻘـل اﻝﺘﺄﻤﻴﻨـﺎت اﻝﻌﻴﻨﻴـﺔ ﻨﺎﻓ ًـذا ﻓــﻲ ﺤـق اﻝﻐﻴـر إﻻ أذا ﺘـم
ﻤﻊ اﻝﺘﺠدﻴد ﻓـﻲ وﻗت واﺤد ،ﻫذا ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﺘﺴﺠﻴل«.
أﻤــﺎ اﻝﻜﻔﺎﻝــﺔ اﻝﺸﺨــﺼﻴﺔ واﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻓﻬــﻲ ﻻ ﺘﻨﺘﻘــل ﻤــن اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﻘــدﻴم إﻝــﻰ
اﻻﻝﺘـ ـزام اﻝﺠدﻴ ــد إﻻ ﺒﻤواﻓﻘ ــﺔ اﻝﻜﻔ ــﻼء واﻝﻤ ــدﻴﻨون اﻝﻤﺘ ــﻀﺎﻤﻨون )ﻤ ــﺎدة ٣٥٨ﻤ ــن
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
٣٣ أحكام االلتزام واإلثبات
] oÖ^nÖ]gת¹
]ð^{{{{{{{Êç{Ö]»í{e^{Þý
اﻝﺘﻌرﻴف:
اﻹﻨﺎﺒــﺔ ﻓ ــﻲ اﻝوﻓــﺎء اﺘﻔــﺎق ﺜﻼﺜــﻲ ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴن واﻝــداﺌن وﺸــﺨص أﺠﻨﺒــﻲ ﻋﻠــﻰ
ﺤﻠول ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻤﺤل اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﻝﻠداﺌن.
وﻗد ﻨظم اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري اﻹﻨﺎﺒﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤواد .٣٦١ :٣٥٩
واﻹﻨﺎﺒﺔ ﺘﻔﺘرض وﺠود اﺘﻔﺎق ﺒﻴن أﺸﺨﺎص ﺜﻼﺜﺔ ﻫم:
-١اﻝﻤﻨﻴب وﻫو اﻝﻤدﻴن اﻝذي ﻴﻨﻴب اﻝﺸﺨص اﻷﺠﻨﺒﻲ ﻝﻴﻔﻲ اﻝدﻴن إﻝﻰ اﻝداﺌن.
-٢اﻝﻤﻨﺎب وﻫو ﻫذا اﻝﺸﺨص اﻷﺠﻨﺒﻲ اﻝذي ﻴﻨﻴﺒﻪ اﻝﻤدﻴن ﻝﻴﻔﻲ إﻝﻰ اﻝداﺌن.
-٣اﻝﻤﻨﺎب ﻝدﻴﻪ وﻫو اﻝداﺌن اﻝذي ﻴﻨﻴب اﻝﻤدﻴن اﻝﺸﺨص اﻷﺠﻨﺒﻲ ﻝدﻴﻪ ﻝﻴﻔﻲ
ﻝﻪ اﻝدﻴن.
واﻹﻨﺎﺒﺔ ﻓــﻲ اﻝوﻓـﺎء ﻗﻠﻴﻠـﺔ اﻝوﻗـوع ﻓــﻲ اﻝﺤﻴـﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻷن ﻗﺒـول ﺸـﺨص أﺠﻨﺒـﻲ
اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ أﻤـر ﻏﻴـر ﻤـﺄﻝوف ﻓــﻲ اﻝواﻗـﻊ وﻝﻜـن ﻗـد ﺘﺤﻘـق اﻹﻨﺎﺒـﺔ
أﻏـراض ﻤﻌﻴﻨــﺔ ،وﻝــذا ﻨظﻤﻬــﺎ اﻝﻘــﺎﻨون .ﻤــن ﻀــﻤن ﻫــذﻩ اﻷﻏـراض أن ﺘﻜــون وﺴــﻴﻠﺔ
ﻝﻘــﻀﺎء دﻴــن ﺒــﻴن اﻝﻤﻨﻴــب واﻝﻤﻨــﺎب ،أو أن ﺘﻜــون ﺘﺒــرع اﻝﻤﻨــﺎب إﻝــﻰ اﻝﻤﻨﻴــب ،وﻗــد
ﺘﻜون ﻓـﻲ ﺼورة ﻗرض ﻤن اﻝﻤﻨﺎب إﻝﻰ اﻝﻤﻨﻴب.
اﻹﻨـﺎﺒﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ واﻹﻨﺎﺒﺔ اﻝﻨﺎﻗﺼﺔ:
»ﻗد ﺘﻨطوي اﻹﻨﺎﺒﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓوق ذﻝك ﻋﻠﻰ ﺘﺠدﻴـد آﺨـر ﺒﺘﻐﻴﻴـر اﻝـداﺌن ،إذا
ﻤدﻴﻨﺎ ﻝﻠﻤﻨﻴب وﺠدد ﻫو اﻵﺨـر دﻴﻨـﻪ ﻓﺠﻌـل داﺌﻨـﻪ ﻫـو اﻝﻤﻨـﺎب ﻝدﻴـﻪ
ﻜﺎن اﻝﻤﻨﺎب ً
ﺒدﻻً ﻤن اﻝﻤﻨﻴب.
وﻫ ــذﻩ اﻹﻨﺎﺒ ــﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺘ ــﻀﻤن ﺘﺠدﻴ ـ ًـدا ﺒﺘﻐﻴﻴ ــر اﻝﻤ ــدﻴن وﺘﺠدﻴ ـ ًـدا ﺒﺘﻐﻴﻴ ــر
اﻝ ــداﺌن ﻫ ــﻲ اﻝﺘ ــﻲ ﺘ ــرد إﻝﻴﻬ ــﺎ اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻝﻔﻘ ــﻪ اﻹﺴ ــﻼﻤﻲ ﻓـ ــﻲ ﻤ ــذاﻫب اﻝﻤﺎﻝﻜﻴ ــﺔ
واﻝﺸﺎﻓﻌﻴﺔ واﻝﺤﻨﺎﺒﻠﺔ.
ﺘﺠدﻴدا ﺒﺘﻐﻴﻴر اﻝﻤدﻴن ،ﻜﺎﻨت إﻨﺎﺒﺔ ﻗﺎﺼرة ،ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﺘﺒ أر ً ٕواذا ﻝم ﺘﺘﻀﻤن اﻹﻨﺎﺒﺔ
ـدﻴﻨﺎ ﻝﻠﻤﻨ ــﺎب ﻝدﻴ ــﻪ إﻝ ــﻰ ﺠﺎﻨ ــب
ذﻤ ــﺔ اﻝﻤﻨﻴ ــب ﻨﺤ ــو اﻝﻤﻨ ــﺎب ﻝدﻴ ــﻪ ،ﻓﻴﺒﻘ ــﻰ اﻝﻤﻨﻴ ــب ﻤ ـ ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٣٤
اﻝﻤﻨﺎب ،وﻴﺼﻴر ﻝﻠﻤﻨﺎب ﻝدﻴﻪ ﻤدﻴﻨﺎن ﺒدﻻً ﻤن ﻤـدﻴن واﺤـد ،وﻫـذﻩ اﻹﻨﺎﺒـﺔ ﻫـﻲ اﻝﺘـﻲ
ﻴﻐﻠب وﻗوﻋﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻌﻤل«.
اﻝﺘزام اﻝﻤﻨﺎب اﻝﺘزام ﻤﺠرد:
ﺘــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٣٦١ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻴﻜ ــون اﻝﺘـ ـزام
ﺼﺤﻴﺤﺎ وﻝو ﻜﺎن اﻝﺘ ازﻤـﻪ ﻗﺒـل اﻝﻤﻨﻴـب ﺒـﺎطﻼً أو ﻜـﺎن ﻫـذا
ً اﻝﻤﻨﺎب ﻗﺒل اﻝﻤﻨﺎب ﻝدﻴﻪ
اﻻﻝﺘـزام ﺨﺎﻀـ ًـﻌﺎ ﻝــدﻓﻊ ﻤــن اﻝــدﻓوع ،وﻻ ﻴﺒــق ﻝﻠﻤﻨــﺎب إﻻ ﺤــق اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻨﻴــب،
ﻜل ﻫذا ﻤﺎ ﻝم ﻴوﺠد اﺘﻔﺎق ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴرﻩ«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن اﻝﺘزام اﻝﻤﻨﺎب ﻗﺒل اﻝﻤﻨﺎب ﻝدﻴﻪ اﻝﺘزام ﻤﺠرد ﻤن اﻝـﺴﺒب
ﻓﻬو ﻤﺴﺘﻘل ﻋن اﻝﺘزام اﻝﻤﻨﺎب ﻗﺒل اﻝﻤﻨﻴب وﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ذﻝك.
] Äe]†Ö]gת¹
]í{{{{{{‘^{{{{{Ï{¹
اﻝﺘﻌرﻴف:
اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻫﻲ ﺘﻘﺎﺒل دﻴﻨﺎن ﻝﺸﺨﺼﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔـﻴن ﻜـل ﻤﻨﻬﻤـﺎ داﺌـن وﻤـدﻴن ﻝﻶﺨـر
ﻓﻴﻨﻘﻀﻲ اﻝدﻴﻨﺎن ﺒﻘدر اﻷﻗل ﻤﻨﻬﻤﺎ.
داﺌﻨﺎ ﻝ ـ ب ﺒﻤﺒﻠـﻎ ٥٠٠ﺠﻨﻴـﻪ ،ﺜـم ﻴـﺼﺒﺢ ب داﺌًﻨـﺎ ﻝ ـ أ
وﻤﺜﺎل ﻝﻠﻤﻘﺎﺼﺔ أن ﻴﻜون أ ً
ﺒﻤﺒﻠﻎ ٤٠٠ﺠﻨﻴﻪ ،ﻓﺈذا طﺎﻝـب أﻴﻬﻤـﺎ اﻵﺨـر اﻝوﻓـﺎء ﺒﺎﻝﺘ ازﻤـﻪ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤطﺎﻝـب أن ﻴـدﻓﻊ
ﺒﻤﻘﺎﺼــﺔ ﻤﺎﻝــﻪ ﻤــن ﺤــق ﻓ ــﻲ ﻤﻘﺎﺒــل ﻤــﺎ ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن دﻴــن ،ﻓﻴﻨﻘــﻀﻲ اﻝــدﻴﻨﺎن ﺒﻘــدر اﻷﻗــل
ﻤﻨﻬﻤﺎ وﻫو ﻤﺒﻠﻎ ٤٠٠ﺠﻨﻴﻪ ،وﻴﺒﻘﻰ ﻓـﻲ ذﻤﺔ ب ﻤﺒﻠﻎ ١٠٠ﺠﻨﻴﻪ ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ أ.
ﻓﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺴــﺒب ﻤــن أﺴــﺒﺎب اﻨﻘــﻀﺎء اﻻﻝﺘـزام ﺒﻤــﺎ ﻴﻌــﺎدل اﻝوﻓــﺎء .وﻫــﻲ طرﻴﻘــﺔ
ﺴرﻴﻌﺔ ﻻﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام ﻜﺜﻴـرة اﻝوﻗـوع ﻓــﻲ اﻝﺤﻴـﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻷﻨﻬـﺎ ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ أﻨﻬـﺎ
وﺴــﻴﻠﺔ وﻓــﺎء ﻓﻬــﻲ أداة ﻀــﻤﺎن ﻝﻠــداﺌن ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﻤــن ﺨﻼﻝﻬــﺎ أن ﻴــﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘــﻪ دون
دﺨــول ﻓ ــﻲ ﺼ ـراﻋﺎت ﻤــﻊ ﻤدﻴﻨــﻪ ،ودون ﻤزاﺤﻤــﺔ اﻝــداﺌﻨﻴن اﻵﺨ ـرﻴن ﻝــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎل
اﻝﻤدﻴن ﻤﺤل اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ.
٣٥ أحكام االلتزام واإلثبات
واﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ أﻨواع ،ﻤﻘﺎﺼـﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴـﺔ وأﺨـرى اﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ،وﺜﺎﻝﺜـﺔ ﻗـﻀﺎﺌﻴﺔ،
وﺴوف ﻨﺘﻨﺎول ﻜل ﻨوع ﻤن أﻨواع اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻓـﻲ اﻝﻔﻘرات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
أوﻻً -اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ:
اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺒﻘوة اﻝﻘﺎﻨون دون ﺤﺎﺠـﺔ ﻝرﻀـﺎء أي اﻝطـرﻓﻴن
ﺒﻬــﺎ وذﻝــك إذا ﺘ ـواﻓرت ﺸــروطﻬﺎ ،وﺴــوف ﻨﺒﺤــث ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ أوﻻً ﺸــروطﻬﺎ،
ﺜﺎﻨﻴﺎ اﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ وﻗوﻋﻬﺎ.
ً
) (١ﺸروط اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٦٢ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :ﻝﻠﻤــدﻴن
ﺤق اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ ﺒـﻴن ﻤـﺎ ﻫـو ﻤـﺴﺘﺤق ﻋﻠﻴـﻪ ﻝداﺌﻨـﻪ ،وﻤـﺎ ﻫـو ﻤـﺴﺘﺤق ﻝـﻪ ﻗﺒـل ﻫـذا
ـودا أو ﻤﺜﻠﻴـﺎت
اﻝداﺌن ،وﻝو اﺨﺘﻠﻔﺎ ﺴﺒب اﻝدﻴﻨﻴن ،إذا ﻜﺎن ﻤوﻀوع ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻨﻘ ً
ﺨﺎﻝﻴ ـ ﺎ ﻤــن اﻝﻨ ـزاع ﻤــﺴﺘﺤق اﻷداء
ﻤﺘﺤــدة ﻓ ــﻲ اﻝﻨ ـوع واﻝﺠــودة ،وﻜــﺎن ﻜــل ﻤﻨﻬﻤــﺎ ً
ﻗﻀﺎء .
ً ﺼﺎﻝﺤﺎ ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﻪ
ً
-٢وﻻ ﻴﻤﻨﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ أن ﻴﺘﺄﺨر ﻤﻴﻌﺎد اﻝوﻓﺎء ﻝﻤﻬﻠـﺔ ﻤﻨﺤﻬـﺎ اﻝﻘﺎﻀـﻲ أو ﺘﺒـرع
ﺒﻬﺎ اﻝداﺌن«.
ـروطﺎ إذا ﺘـ ـواﻓرت وﻗﻌ ــت اﻝﻤﻘﺎﺼ ــﺔ ﺒﻘ ــوة
ﻴﺘﺒ ــﻴن ﻤ ــن ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة أن ﻫﻨ ــﺎك ﺸ ـ ً
اﻝﻘــﺎﻨون ﺒﻤﻌﻨــﻰ أﻨــﻪ إذا ﺘﻤــﺴك ﺒﻬــﺎ ﻤــن ﻝــﻪ ﻤــﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬــﺎ وﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ أن
ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻬﺎ وﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝطرف اﻵﺨر أن ﻴرﻓض وﻗوﻋﻬﺎ ،ﻫـذﻩ اﻝـﺸروط ﻫـﻲ ﻋﻠـﻰ
اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
أ -ﺘﻼﻗﻲ اﻝدﻴﻨﻴن:
ﻴﺠب أن ﻴﻜون ﻜل ﻤن طرﻓﻲ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ داﺌن وﻤدﻴن ﻝﻶﺨر ﻓـﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗـت،
وﻻﺒد أن ﻴﺘواﻓر ﻫـذا اﻝـﺸرط ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻜـل ﻤـن اﻝﺸﺨـﺼﻴن ﺒـﻨﻔس اﻝدرﺠـﺔ ،ﻓﺎﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ
ﺘﻘﻊ إذا ﻜـﺎن ﻜـل ﻤﻨﻬﻤـﺎ داﺌـن وﻤـدﻴن ﺒـدﻴن ﺸﺨـﺼﻲ .أﻤـﺎ إذا ﻜـﺎن أﺤـدﻫﻤﺎ ﻝـﻪ دﻴـن
ﺸﺨــﺼﻲ واﻵﺨــر ﻝــﻪ ﺤــق ﻨــﺸﺄ ﺒــﺼﻔﺔ أﺨــرى ،ﻓــﻼ ﺘﻘــﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒــﻴن ﺸــﺨص ﻜــﺎن
وداﺌﻨﺎ ﺒﺼﻔﺘﻪ وﻜﻴﻼً.
ﻤدﻴﻨﺎ ﺒﺼﻔﺘﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ً
ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٣٦
ﻨﻘودا أو ﻤﺜﻠﻴﺎت ﻤﺘﺤدة ﻓـﻲ اﻝﻨوع واﻝﺠودة:
ب -ﻤﺤل اﻝدﻴﻨﻴن ً
ﺤﺘﻰ ﺘﻘﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ ﻴﺠـب أن ﻴﻜـون ﻤﺤـل ﻜـل ﻤـن اﻝـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻘـﺎﺒﻠﻴن
ـودا أو ﻤﺜﻠﻴــﺎت ﻤﺘﺤــدة ﻓ ــﻲ
ﻤﺘﻤــﺎﺜﻠﻴن ،وﻫــﻲ ﺘﻜــون ﻜــذﻝك إذا ﻜــﺎن ﻤﺤــل اﻝــدﻴﻨﻴن ﻨﻘـ ً
اﻝﻨوع واﻝﺠودة ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﺘﻘﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ إذا ﻜﺎن ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﻋﻤل أو اﻤﺘﻨﺎع ﻋن
ﻋﻤل أو إﻋطﺎء ﻋﻘﺎرات أو ﻤﻨﻘوﻻت ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺎﻝذات.
وﻫــذا ﺸــرط ﺒــدﻴﻬﻲ ﻷن اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ ﺘﻘــﻊ دون ﺤﺎﺠــﺔ ﻝرﻀــﺎء ﻜــل ﻤــن
اﻝطرﻓﻴن ﺒﺎﻋﺘﺒﺎر أﻨﻬﺎ ﺘﻔﺴﻴر ﻹرادة ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓـﻲ رﻏﺒﺘﻪ ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ.
ج -ﻗوة اﻝدﻴﻨﻴن:
ﻴﺠـب أن ﻴﻜــون ﻜـل ﻤــن اﻝــدﻴﻨﻴن ﺨﺎﻝًﻴـﺎ ﻤــن اﻝﻨـزاع؛ واﻝﻤﻘـﺼود ﺒــذﻝك أﻻ ﻴﻜــون
ﻫﻨﺎك ﻨزاع ﺠدي أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﺤول وﺠود اﻝﺤق أو ﻤﻘدارﻩ.
وﻴﺠب أن ﻴﻜون ﻜل ﻤن اﻝدﻴﻨﻴن ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء ،ﻓـﺈذا ﻜـﺎن أﺤـدﻫﻤﺎ ﻤﻌﻠـق ﻋﻠـﻰ
ﺸــرط أو ﻤــﻀﺎف إﻝــﻰ أﺠــل ﻓــﻼ ﺘﻘــﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ،وﻻ ﺘﻤﻨــﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ إذا ﻜــﺎن إﻀــﺎﻓﺔ
اﻻﻝﺘزام ﺒﺴﺒب ﻨظرة اﻝﻤﻴﺴرة اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻨﺤﻬﺎ اﻝﻘﺎﻀﻲ أو ﻴﺘﺒرع ﺒﻬﺎ اﻝداﺌن ﻝﻠﻤدﻴن.
ـﻀﺎء ﻓــﻼ ﺘﻘ ــﻊ
وﻴﺠــب أن ﻴﻜــون ﻜــل ﻤــن اﻝــدﻴﻨﻴن ﺼــﺎﻝﺤﻴن ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﻬﻤــﺎ ﻗـ ً
اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ ﺒـﻴن ﺤــق ﻤـدﻨﻲ وآﺨـر طﺒﻴﻌــﻲ ﻷﻨـﻪ ﻻ ﻴﻤﻜـن إﺠﺒــﺎر ﺸـﺨص ﻋﻠـﻰ اﻝوﻓــﺎء
ﺒﺎﻝﺘزام طﺒﻴﻌﻲ ،واﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻨوع ﻤن اﻝوﻓﺎء اﻝﺠﺒري.
د -أن ﻴﻜون ﻜل ﻤن اﻝدﻴﻨﻴن ﻗﺎﺒﻼً ﻝﻠﺤﺠز:
اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ وﻓــﺎء ﻗﻬــري ﻝﻠــدﻴن ﺒــﻨص اﻝﻘــﺎﻨون وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون
ﻤﺤل ﻜل ﻤن اﻝدﻴﻨﻴن ﻤﺎﻻً ﻴﻤﻜن اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻴﻪ ﺠﺒ ًار أي ﻤﺎﻻً ﻗـﺎﺒﻼً ﻝﻠﺤﺠـز ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ
ﻻ ﺘﻘــﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﻋﻠــﻰ دﻴــن اﻝﻨﻔﻘــﺔ أو اﻝﻤرﺘــب ﻓ ــﻲ اﻝﺤــدود اﻝﺘــﻲ ﻻ ﻴﺠــوز اﻝﺤﺠــز
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻨص اﻝﻘﺎﻨون.
ﻫـ -أﻻ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺄﺤد اﻝدﻴﻨﻴن ﺤق ﻝﻠﻐﻴر ﻴﻤﻨﻊ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ:
ﻻ ﺘﻘﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ إذا ﺘﻌﻠق ﺒﺄﺤد اﻝدﻴﻨﻴن ﺤق ﻝﻠﻐﻴر ﻴﻤﻨﻊ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﻜﻤﺎ ﻝو ﻜﺎن
أﺤ ــد اﻝﻤ ــﺎﻝﻴﻴن ﻤﺤﺠ ــوًاز ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺒواﺴ ــطﺔ ﺸ ــﺨص ﻤ ــن اﻝﻐﻴ ــر ﻗﺒ ــل وﻗ ــوع اﻝﻤﻘﺎﺼ ــﺔ،
٣٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻓــﻼ ﻴﺠــوز ﻝﻠــداﺌن اﻵﺨــر أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒــﻴن ﻫــذا اﻝﻤــﺎل ،وﻤــﺎل ﻝﻠﻤــدﻴن ﻓــﻲ
ذﻤﺘﻪ )اﻝﻤﺎدة ٣٦٧ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﻤطﻠوﺒـﺎ ردﻩ
ً ﺸﻴﺌﺎ ﻨزع دون ﺤق ﻤن ﻤﺎﻝﻜـﻪ وﻜـﺎن
و -أﻻ ﻴﻜون أﺤد اﻝدﻴﻨﻴن ً
)ﻤﺎدة /٣٦٤أ ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(:
ﻻ ﻴﺠــوز أن ﺘﻘــﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒــﻴن ﻤــﺎل اﻏﺘــﺼب ،وﻤــﺎل آﺨــر ،ﻓﻤــﺜﻼً إذا ﺴــرق
ﺸﺨص ﻤﺎﻻً وأﻨﻔق ﻓـﻲ ﺴـﺒﻴل ﺤﻔظـﻪ ﻤـﺎﻻً آﺨـر ﻓـﻼ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﻤـﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ
ﺒﻴن ﻤﺎ أﻨﻔق وﻤﺎ ﺴرق ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺸﺠﻊ اﻝﺴﺎرق ﻋﻠﻰ ﺴرﻗﺘﻪ.
ﻜذﻝك ﻝو اﻏﺘﺼب ﺸﺨص ﻤﺎﻻً وﻨﺸﺄ ﻝـﻪ ﺤـق ﻓــﻲ ذﻤـﺔ ﺼـﺎﺤب ﻫـذا اﻝﻤـﺎل ﻻ
ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤــﺎل اﻝﻤﻐﺘــﺼب وﺤﻘــﻪ وذﻝــك ﺤﺘــﻰ ﻻ ﻴــﺸﺠﻊ
ﻋﻠﻰ اﻗﺘﻀﺎء ﺤﻘﻪ ﺒﻴدﻩ.
ﻤودﻋــﺎ أو ﻤﻌــﺎ ًار ﻋﺎرﻴــﺔ اﺴــﺘﻌﻤﺎل وﻜــﺎن
ً ـﻴﺌﺎ
ز -أﻻ ﻴﻜــون أﺤــد اﻝــدﻴﻨﻴن ﺸـ ً
ﻤطﻠوﺒﺎ ردﻩ )ﻤﺎدة /٣٦٤ب ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(: ً
ـﻴﺌﺎ
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذا اﻝ ــﺸرط أن اﻝﻤﻘﺎﺼ ــﺔ ﻻ ﺘﻘ ــﻊ إذا ﻜ ــﺎن ﻤﺤ ــل أﺤ ــد اﻝ ــدﻴﻨﻴن ﺸ ـ ً
ﻤود ًﻋــﺎ أو ﻤﻌــﺎ ًار ﻋﺎرﻴــﺔ اﺴــﺘﻌﻤﺎل وطﺎﻝــب اﻝﻤــودع أو اﻝﻤﻌﻴــر اﺴــﺘردادﻩ ﻤــن اﻝﻤــودع
ﻝدﻴﻪ أو اﻝﻤـﺴﺘﻌﻴر ﻓـﻼ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ ﻜـل ﻤﻨﻬﻤـﺎ أن ﻴـدﻓﻊ ﻫـذﻩ اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒـﺄن ﻝـﻪ ﺤﻘًـﺎ ﻓــﻲ
ذﻤﺔ اﻝﻤﻌﻴـر أو اﻝﻤـودع ﻜﻤـﺎ أو أﻨﻔـق ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـﺎل اﻝﻤـودع أو اﻝﻤﻌـﺎر ﻨﻔﻘـﺎت ﻝﺤﻔظـﻪ
وذﻝــك ﻷن ﻫــذﻩ اﻝﻌﻘــود ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻝﺜﻘــﺔ واﻷﻤﺎﻨــﺔ ﺒــﻴن اﻝطـرﻓﻴن واﻝﺘﻤــﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ
ﻴﺨل ﺒﻬذﻩ اﻝﺜﻘﺔ ﻷن ﻓﻴﻪ ﻤﻔﺎﺠﺄة ﻷﺤد اﻝطرﻓﻴن ﻝم ﻴدﺨﻠﻬﺎ ﻓـﻲ اﻋﺘﺒﺎرﻩ وﻗت اﻝﺘﻌﺎﻗد.
ﻫذﻩ ﻫـﻲ ﺸـروط وﻗـوع اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ وﻻ ﻴـﺸﺘرط ﻝوﻗوﻋﻬـﺎ أﻜﺜـر ﻤـن ذﻝـك،
ﻓــﻼ ﻴــﺸﺘرط ﻝوﻗوﻋﻬــﺎ اﺘﺤــﺎد ﻤﻜ ـﺎن اﻝوﻓــﺎء ﻓ ــﻲ اﻝــدﻴﻨﻴن ﻝﻜــن ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﻴﻌوض اﻝداﺌن ﻋﻤﺎ ﻝﺤﻘﻪ ﻤن ﻀرر ﻝﻌد ﺘﻤﻜﻨﻪ ﺒﺴﺒب اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ ﻤـن
اﺴــﺘﻴﻔﺎء ﻤﺎﻝــﻪ ﻤــن ﺤــق أو اﻝوﻓــﺎء ﺒﻤــﺎ ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن دﻴــن ﻓــﻲ اﻝﻤﻜــﺎن اﻝــذي ﻋــﻴن ﻝــذﻝك
)ﻤﺎدة ٣٦٣ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
أحكام االلتزام واإلثبات ٣٨
) (٢اﻵﺜـﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ:
أ -وﺠوب اﻝﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ:
ﺘـ ــﻨص اﻝﻤـ ــﺎدة ١/٣٦٥ﻤـ ــن اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ اﻝﻤـ ــﺼري ﻋﻠـ ــﻰ أﻨـ ــﻪ» :ﻻ ﺘﻘـ ــﻊ
اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ إﻻ إذا ﺘﻤﺴك ﺒﻬﺎ ﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻻ ﻴﺠـوز اﻝﻨـزول ﻋﻨﻬـﺎ ﻗﺒـل
ﺜﺒوت اﻝﺤق ﻓﻴﻬﺎ«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أﻨﻪ ﻴﺠب ﺤﺘﻰ ﺘﻘﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﺒﻌد ﺘواﻓر ﺸروطﻬﺎ
أن ﻴﺘﻤﺴك ﺒﻬﺎ ﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻴﻬﺎ .وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﻤﻜـن ﻝﻠﻘﺎﻀـﻲ أن ﻴﺤﻜـم ﺒﻬـﺎ ﻤـن
ﺘﻠﻘــﺎء ﻨﻔــﺴﻪ ،ﻷن اﻝﺤﻜــم ﺒﻬــﺎ ﻻ ﻴﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻝﻨظــﺎم اﻝﻌــﺎم ،وﻝــذﻝك ﻴﺠــوز اﻝﺘﻨــﺎزل ﻋــن
اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻌد ﺘواﻓر ﺸروطﻬﺎ ،وﻻ ﻴﺠوز اﻝﺘﻨـﺎزل ﻋـن اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ ﻗﺒـل ﺘـواﻓر ﺸـروطﻬﺎ
ـرطﺎ ﺘﻌ ــﺴﻔًﻴﺎ ﻴﻤﻨ ــﻊ ﻤ ــن اﻝﺘﻤ ــﺴك
وذﻝ ــك ﺤﺘ ــﻰ ﻻ ﻴ ــدرج أﺤ ــد اﻝطـ ـرﻓﻴن ﻓـ ــﻲ اﻝﻌﻘ ــد ﺸ ـ ً
ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﻗﺒــل ﺘﺤﻘــق ﺸــروطﻬﺎ ﺤﺘــﻰ ﻴﻐﻠــق اﻝطرﻴــق أﻤــﺎم اﻝطــرف اﻵﺨــر ﻻﺴــﺘﻴﻔﺎء
ﺤﻘﺎ ﻴﻨﺸﺄ ﻝﻪ ﻓـﻲ ذﻤﺘﻪ. ً
واﻝذي ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺒﺎﻝﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻫو اﻝﻤدﻴن وﻜﻔﻴﻠﻪ اﻝﺸﺨﺼﻲ أو اﻝﻌﻴﻨﻲ
وﺤــﺎﺌز اﻝﻌﻘــﺎر اﻝﻤرﻫــون ﻝــﻪ أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒــﻴن ﺤــق اﻝﺒــﺎﺌﻊ ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ اﻝــداﺌن
اﻝﻤرﺘﻬن ودﻴن ﻫذا اﻷﺨﻴـر اﻝﻤـﻀﻤون ﺒـﺎﻝرﻫن ،ﻜﻤـﺎ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤـدﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤن أن
ﻴﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝـداﺌن ﺒـﻴن ﺤـق ﻨـﺸﺄ ﻝزﻤﻴﻠـﻪ وﺤـق اﻝـداﺌن وﻝﻜـن ﻓــﻲ
ﺤدود ﺤﺼﺔ زﻤﻴﻠﻪ.
ب -اﻨﻘﻀﺎء اﻝدﻴﻨﻴن ﺒﻘدر اﻷﻗل ﻤﻨﻬﻤﺎ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة /٣٦٥ب ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻴﺘرﺘــب
ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤﻘﺎﺼ ــﺔ اﻨﻘـ ـﻀﺎء اﻝ ــدﻴﻨﻴن ﺒﻘ ــدر اﻷﻗ ــل ﻤﻨﻬﻤ ــﺎ ،ﻤﻨ ــذ اﻝوﻗ ــت اﻝ ــذي
ﻴﺼﺒﺤﺎن ﻓﻴﻪ ﺼﺎﻝﺤﻴن ﻝﻠﻤﻘﺎﺼﺔ ،وﻴﻜـون ﺘﻌﻴـﻴن ﺠﻬـﺔ اﻝـدﻓﻊ ﻓــﻲ اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ
ﻜﺘﻌﻴﻴﻨﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء«.
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة أﻨ ــﻪ إذا ﻜ ــﺎن اﻝ ــدﻴﻨﺎن ﻏﻴ ــر ﻤﺘ ــﺴﺎوﻴﺎن وﺘـ ـواﻓرت ﺸ ــروط
اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ وﺘﻤﺴك ﻤن ﻝـﻪ ﻤـﺼﻠﺤﺔ ﺒﻬـﺎ ،ﻓـﺈن اﻝـدﻴﻨﺎن ﻴﻨﻘـﻀﻴﺎن ﺒﻘـدر اﻷﻗـل
ﻤﻨﻬﻤــﺎ وﺒــذﻝك ﻴﻨﻘــﻀﻲ أﺤــد اﻝــدﻴﻨﺎن وﻴﺒﻘــﻰ ﺠــزء ﻤــن اﻝــدﻴن اﻵﺨــر ﻓــﻲ ذﻤــﺔ اﻝﻤﻠﺘــزم
٣٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺘﻌﺎﻝﺞ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﻤﺴﺄﻝﺔ وﻓﺎء اﻝﻤدﻴن ﺒدﻴن ﻋﻠﻴﻪ رﻏم أن ﻝﻪ ﺤق ﻓـﻲ ذﻤﺔ اﻝداﺌن
ﻴﺠــوز أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒﻨــﺎء ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒﻴﻨــﻪ وﺒــﻴن دﻴﻨــﻪ .وﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن
اﻝﻤــدﻴن إذا وﻓــﻰ ﺠــﺎﻫﻼً ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﻓﺈﻨــﻪ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺒﻌــد ذﻝــك وأن
ﻴﺴﺘرد ﻤﺎ ﺴﺒق ﻝﻪ أن دﻓﻌﻪ ﻝﻠداﺌن وذﻝك ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ دﻋوى اﺴﺘرداد ﻤﺎ دﻓﻊ ﺒﻐﻴر ﺤق.
أﻤـ ــﺎ إذا ﻜ ـ ــﺎن اﻝﻤ ـ ــدﻴن ﻗ ـ ــد وﻓ ـ ــﻰ وﻫ ـ ــو ﻴﻌﻠـ ــم وﻗ ـ ــت اﻝوﻓ ـ ــﺎء ﺒوﺠ ـ ــود اﻝﻤﻘﺎﺼ ـ ــﺔ ﻓﺈﻨ ـ ــﻪ
ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﺴﺘرداد ﻤﺎ وﻓﻰ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒر ﻗد ﺘﻨﺎزل ﻋن اﻝﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٤٠
وﻫـﻰ ﺘﻘــﻊ ﺒﺎﺘﻔــﺎق اﻝطـرﻓﻴن إذا ﻜــﺎن اﻝـﺸرط ﻏﻴــر اﻝﻤﺘــوﻓر ﻗــد ﻗــرر ﻝﻤــﺼﺤﻠﺘﻬﻤﺎ
ﻤﻌﺎ ﻓﻴﺠوز ﻝﻬﻤﺎ أن ﻴﺘﻨﺎزﻻ ﻋن ﻫذا اﻝﺸرط وﻴﺘﻤﺴﻜﺎ ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ رﻏم ﻋدم ﺘوﻓرﻩ.
ً
وﻫﻲ ﺘﻘﻊ ﺒﺈرادة أﺤدﻫﻤﺎ إذا ﻜـﺎن اﻝـﺸرط ﻏﻴـر اﻝﻤﺘـوﻓر ﻤﻘـرر ﻝﻤـﺼﻠﺤﺘﻪ وﺘﻨـﺎزل ﻋﻨـﻪ
ﻤﻀﺎﻓﺎ إﻝﻰ أﺠل.
ً ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺸرط أو
ﻜﻤﺎ ﻝو ﻜﺎن ﺤﻘﻪ ﻨﺎﺠًاز وﺤق اﻝطرف اﻵﺨر ً
واﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ﺘﺘرﺘـب آﺜﺎرﻫـﺎ ﻋﻨـد اﻝﺘﻤـﺴك ﺒﻬـﺎ ﻓﻬـﻲ ﻝـﻴس ﻝﻬـﺎ أﺜـر رﺠﻌـﻲ
ﻜﻤﺎ ﻓـﻲ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ.
واﻝﻤﻘﺎﺼﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺒﻌد اﻝﺤﻜم ﺒﻬﺎ ﺘﻌﺘﺒـر ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ ﻤﻘﺎﺼـﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴـﺔ ﻤﺘـواﻓرة ﻓﻴﻬـﺎ
ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺸروط ،وﻫﻲ ﺘرﺘب آﺜﺎرﻫﺎ ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻝﺤﻜم ﺒﻬﺎ.
] ‹Ú^¤]gת¹
]{{{{{{^]í{{{{{Ú„Ö
اﻝﺘﻌرﻴف:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٧٠ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا اﺠﺘﻤــﻊ
ﻓـﻲ ﺸﺨص واﺤد ﺼﻔﺘﺎ اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻰ دﻴن واﺤـد ،اﻨﻘـﻀﻰ ﻫـذا اﻝـدﻴن
ﺒﺎﻝﻘدر اﻝذي اﺘﺤدت ﻓﻴﻪ اﻝذﻤﺔ.
٤١ أحكام االلتزام واإلثبات
ٕ -٢واذا زال اﻝــﺴﺒب اﻝــذي أدى ﻻﺘﺤــﺎد اﻝذﻤــﺔ ،وﻜــﺎن ﻝزواﻝــﻪ أﺜــر رﺠﻌــﻲ ،ﻋــﺎد
اﻝــدﻴن إﻝــﻰ اﻝوﺠــود ﻫــو وﻤﻠﺤﻘﺎﺘــﻪ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ إﻝــﻰ ذوي اﻝــﺸﺄن ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ وﻴﻌﺘﺒــر
اﺘﺤﺎد اﻝذﻤﺔ ﻜﺄن ﻝم ﻴﻜن«.
ﻴﺘﺒﻴن ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن اﺘﺤﺎد اﻝذﻤـﺔ ﻫـو اﺠﺘﻤـﺎع ﺼـﻔﺘﻲ اﻝـداﺌن واﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ
ﺸﺨص واﺤد وﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝـﻰ دﻴـن واﺤـد .ﻓـﺎﻻﻝﺘزام ﻴﻘﺘـﻀﻲ وﺠـود ﺸﺨـﺼﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔـﻴن
ـدﻴﻨﺎ ،واﻝراﺒطــﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴ ــﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ ﺘ ــدور ﺤ ــول
أﺤــدﻫﻤﺎ ﻴﻜ ــون داﺌًﻨــﺎ واﻵﺨ ــر ﻴﻜــون ﻤ ـ ً
ﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝداﺌن ﻝﻠﻤدﻴن ﺒﺘﻘدﻴم اﻷداء اﻝﻤﻨوط ﺒﻪ ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﺤﺘـﻰ ﻴـﺼﺢ اﻻﻝﺘـزام ﻓﻼﺒـد
أن ﻴﻜون ﺸﺨص اﻝداﺌن ﻤﺨﺘﻠف ﻋـن ﺸـﺨص اﻝﻤـدﻴن ﻷن أﺤـدﻫﻤﺎ ﻴطﺎﻝـب اﻵﺨـر،
ﻓــﺈذا اﺠﺘﻤﻌــت ﺼــﻔﺔ اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ ﺸــﺨص واﺤــد ﻷي ﺴــﺒب ﻤــن اﻷﺴــﺒﺎب
وﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻰ دﻴن واﺤـد اﻨﻘـﻀﻰ ﻫـذا اﻻﻝﺘـزام ﺒـﺴﺒب ﻗﻴـﺎم ﻋﻘﺒـﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴـﺔ ﺘﺤـول دون
ﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﺸﺨص ﻝﻨﻔﺴﻪ ﺒﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام.
واﻝﻐﺎﻝب أن ﻴﻘﻊ اﺘﺤﺎد اﻝذﻤﺔ ﺒﺴﺒب اﻝوﻓﺎء ﻜﻤـﺎ ﻝـو ﺘوﻓــﻲ اﻝـداﺌن وورﺜـﻪ اﻝﻤـدﻴن
ﻓﺘﺘﺤدد ذﻤﺔ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓـﻲ ﺸﺨص واﺤد ﻫو ﺸﺨص اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ اﻝـذي ﻴـﺼﺒﺢ
ﻤدﻴﻨﺎ.
داﺌﻨﺎ وﻻ ً
ﺒﻌد اﺘﺤﺎد اﻝذﻤﺔ ﻻ ً
وﻗــد ﻴﻘــﻊ اﺘﺤــﺎد اﻝذﻤــﺔ ﻓــﻲ ﺤــﺎل اﻝﺤﻴــﺎة ﻤﺜــل أن ﺘــﺸﺘري ﺸــرﻜﺔ أﺴــﻬﻤﻬﺎ اﻝﺘــﻲ
ﺴﺒق ﻝﻬﺎ ﺒﻴﻌﻬﺎ ﻝﻠﺠﻤﻬور .وﻜﻤـﺎ ﻴﻘـﻊ اﺘﺤـﺎد اﻝذﻤـﺔ ﻓــﻲ اﻝﺤﻘـوق اﻝﺸﺨـﺼﻴﺔ ﻗـد ﻴﻘـﻊ
ﻓ ــﻲ اﻝﺤﻘــوق اﻝﻌﻴﻨﻴــﺔ ﻜﻤــﺎ إذا ورث ﺼــﺎﺤب اﻝﻌﻘــﺎر اﻝﻤرﺘﻔــق اﻝﻌﻘــﺎر اﻝﻤرﺘﻔــق ﺒــﻪ
ﻋﻨدﺌذ ﻴﻨﻘﻀﻲ ﺤق اﻻرﺘﻔﺎق ﺒـﺴﺒب اﺘﺤـﺎد ذﻤـﺔ ﺼـﺎﺤب اﻝﻌﻘـﺎر اﻝﺨـﺎدم وﺼـﺎﺤب
اﻝﻌﻘﺎر اﻝﻤﺨدوم.
وﻴﺨﺘﻠــف اﺘﺤــﺎد اﻝذﻤــﺔ ﻋــن اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﻓ ــﻲ أن اﺘﺤــﺎد اﻝذﻤــﺔ ﻓﻴــﻪ ﺘﺠﺘﻤــﻊ ﺼــﻔﺔ
اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ ﺸﺨص واﺤد وﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝـدﻴن واﺤـد ،أﻤـﺎ ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﻘﺎﺼـﺔ ﻓﺈﻨﻬـﺎ
ﺘﻘﺘﻀﻲ وﺠود ﺨﺼﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔﻴن ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ داﺌن وﻤـدﻴن ﻝﻶﺨـر ﻓــﻲ دﻴﻨـﻴن ﻤﺘﻘـﺎﺒﻠﻴن
ﻓﻴﻨﻘﻀﻴﺎن ﺒﺎﻝﻘدر اﻷﻗل ﻤﻨﻬﻤﺎ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٤٢
آﺜـــــﺎرﻩ:
ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﺘﺤــﺎد ذﻤــﺔ اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن اﻨﻘــﻀﺎء اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻤــﺎ ﻴﻌــﺎدل اﻝوﻓــﺎء،
ﺤﻴث ﻻ ﻴﻤﻜن أن ﻴطﺎﻝب اﻝﺸﺨص ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزاﻤﻪ.
وﻴﻨﻘــﻀﻲ ﻫــذا اﻻﻝﺘـزام ﺒﺎﻝﻘــدر اﻝــذي اﺘﺤــدت ﻓﻴــﻪ اﻝذﻤــﺔ ،ﻓﻠــو أن اﻝــداﺌن ﺘوﻓــﻲ،
وورﺜــﻪ أﺤــد ﻤدﻴﻨﻴــﻪ اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓــﺈن اﻝــدﻴن ﻴﻨﻘــﻀﻲ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻬــذا اﻝﻤــدﻴن ﺒﻘــدر ﻤــﺎ
ورث وﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﺒﻌــد ذﻝــك أن ﻴﻌــود ﻋﻠــﻰ ﺒــﺎﻗﻲ اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻤﻌــﻪ ﺒﺒــﺎﻗﻲ
اﻝدﻴن ﺒﻌد اﺴﺘﻨزال ﺤﺼﺘﻪ ﻤﻨﻪ.
ٕواذا زال اﻝﺴﺒب اﻝذي أدى إﻝﻰ اﺘﺤـﺎد اﻝذﻤـﺔ ﻋـﺎد اﻝـدﻴن ﻝﻠظﻬـور ﻤـ ةر أﺨـرى وذﻝـك ﺒـﺄﺜر
رﺠﻌــﻲ ﻜﻤــﺎ ﻝــو أوﺼــﻰ اﻝــداﺌن ﻝﻠﻤــدﻴن ﺒــﺎﻝﺤق ،ﺜــم ﺘﺒــﻴن ﺒﻌــد ذﻝــك ﺒطــﻼن اﻝوﺼــﻴﺔ ،ﻓــﺈن
ﻤدﻴﻨﺎ ﻤ ةر أﺨرى وذﻝك ﺒﺄﺜر رﺠﻌﻲ.
اﻝﻤوﺼﻲ ﻝﻪ ﻴﻌود ً
] oÖ^nÖ]ovf¹
ð^ÊçÖ]î×Âà肹]ouØñ^‰æ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻷﺼــل أن ﻴﻘــوم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﺒﺎﻝﺘ ازﻤــﻪ ﻋــن ﺒﻴﻨــﺔ واﺨﺘﻴــﺎر ،ﻝﻜﻨــﻪ ﻤــﻊ ذﻝــك،
وﺨﻼﻓﺎً ﻝﻬذا اﻷﺼل ﻗد ﻴﻤﺎطل اﻝداﺌن ﻓـﻲ ﻫذا اﻝوﻓﺎء ﻤـﻊ ﻗدرﺘـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻝـذﻝك وﻀـﻊ
اﻝﻘــﺎﻨون ﺘﺤــت ﻴــد ﻫــذا اﻝــداﺌن ﻋــدة وﺴــﺎﺌل اﻝﻐــرض ﻤﻨﻬــﺎ ﺤــث أو دﻓــﻊ اﻝﻤــدﻴن دﻓ ًﻌــﺎ
إﻝﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ.
واﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ أن اﻝﻔﻘــﻪ اﻹﺴــﻼﻤﻰ ﻗــد أﺒــدع ﻓ ـﻲ ﺘﻨظــﻴم ﻫــذﻩ اﻝوﺴــﺎﺌل ،وﻋــدد ﺼــورﻫﺎ
ﺒطرﻴﻘــﺔ ﺴــﺒق ﻓﻴﻬــﺎ ﻋــﺼرﻩ ،ﻓــﻲ ﺤــﻴن أن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝوﻀــﻌﻲ ﻗــد اﻗﺘــﻀب ﻓــﻲ ﺘﻨظﻴﻤــﻪ
ﻝﻬذﻩ اﻝوﺴﺎﺌل واﺨﺘزﻝﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﻻ ﺘؤﺘﻰ ﺜﻤرﺘﻬﺎ اﻝﻤرﺠوة ﻓـﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴﺎن.
ﻝــذﻝك ﺴ ــﻨﻌرض ﻝﻬ ــذﻩ اﻝوﺴ ــﺎﺌل ﺘﺒﺎﻋ ــﺎً ﻤﻘــﺎرﻨﻴن ﻓـ ــﻲ ذﻝ ــك ﺒ ــﻴن ﻤوﻗ ــف اﻝﻘ ــﺎﻨون
اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤـ ــﺼري واﻝﻔﻘـ ــﻪ اﻹﺴـ ــﻼﻤﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﻤﻌﺎﻝﺠـ ــﺔ ﻫـ ــذا اﻝﻤوﻀـ ــوع ،وﺴﻨﻘـ ــﺴم ﻫـ ــذا
اﻝﻤﺒﺤث ﻋﻠﻰ اﻝوﺠﻪ اﻝﺘﺎﻝﻰ:
٤٣ أحكام االلتزام واإلثبات
] Ùæù]gת¹
]ê{Þ‚{{fÖ]å]†{{Òý
ﺘﻌرﻴف:
اﻹﻜراﻩ اﻝﺒدﻨﻲ ﻴﻌﻨﻲ ﺤﺒس اﻝﻤدﻴن ﻝﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ.
وﻗــد ﺘطــور ﻤوﻀــوع اﻹﻜ ـراﻩ اﻝﺒــدﻨﻲ ﻓ ــﻲ ظــل أﺤﻜــﺎم اﻝﻘــﺎﻨون اﻝوﻀــﻌﻲ ﺘطــو اًر
ﻜﺒﻴـ اًر ﻴﺘﻔــق ﻤــﻊ ﺘطــور اﻝــﺴﻠوك اﻝﺒــﺸرى وﺤــﻀﺎرﺘﻪ .ﻓﺒﻌــد أن ﻜــﺎن اﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ ظــل
أﺤﻜﺎم اﻝﻘﺎﻨون اﻝروﻤﺎﻨﻲ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻋﺒد أو أﺴﻴر ﻝﻠداﺌن ﻴﺤق ﻝﻬذا اﻷﺨﻴـر إذا ﻝـم ﻴـوف
اﻷول ﺒدﻴﻨــﻪ أن ﻴــﺴﺘرﻗﻪ ،أو ﺤﺘــﻰ ﻴﻘﺘﻠــﻪ .ﺘطــورت ﻫــذﻩ اﻝــﺼورة اﻝﻘﺎﺴــﻴﺔ وﺘﺤــﺴﻨت
وﺘﺤول اﻝـداﺌن إﻝـﻰ ﺼـﺎﺤب ﺴـطوة ﻝـﻴس ﻋﻠـﻰ ﻨﻔـس اﻝﻤـدﻴن أو ﺠـﺴﻤﻪٕ ،واﻨﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ
أﻤواﻝــﻪ ﻓﺤــﺴب ،وأﺼــﺒﺢ ﻤــن ﺤﻘــﻪ أن ﻴﻌــود ﻋﻠــﻰ أﻤواﻝــﻪ ﻝﻴﻨﻔــذ ﻋﻠﻴﻬــﺎ إذا ﻝــم ﻴــوف
اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﺈرادﺘﻪ.
واﺨﺘﻔــت ﺼــورة اﻹﻜـراﻩ اﻝﺒــدﻨﻲ ﻓــﻲ ظــل اﻝﻘـواﻨﻴن اﻝوﻀــﻌﻴﺔ اﻝﻼﺘﻴﻨﻴــﺔ اﻝﻤــﺴﺘﻤدة
ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝروﻤــﺎﻨﻲ ﻜﺎﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻔرﻨــﺴﻲ ،اﻝﺘــﻲ اﻗﺘــﺼر اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ظــل
ﻨــﺼوﺼﻬﺎ اﻝﺤﺎﻝﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻋﻠــﻰ أﻤ ـوال اﻝﻤــدﻴن دون ﺠــﺴﻤﻪ ،وﻻ ﻴﺤــق ﻝــﻪ أن
ﻴطﻠب ﻤن اﻝﻘﻀﺎء ﺤﺒﺴﻪ ﺒﺄي ﺤﺎل ﻤن اﻷﺤوال.
أﻤﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﻘﻪ اﻹﺴـﻼﻤﻲ ،ﻓﻤﺎ ازﻝـت ﺼـورة اﻹﻜـراﻩ اﻝﺒـدﻨﻲ ﻜوﺴـﻴﻠﺔ ﻝﺤـث اﻝﻤـدﻴن
ﻋﻠ ــﻰ اﻝوﻓ ــﺎء ﻤوﺠ ــودة وﻝﻜ ــن ﺒ ــﺸروط ﻤﻌﻴﻨ ــﺔ وﻝ ــذا ﻴﻠ ــزم أن ﻨﺒ ــﻴن اﻝﻤ ــﺴﺄﻝﺔ أوﻻً ﻓـ ــﻲ
ﺜﺎﻨﻴﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ.
اﻝﻘﺎﻨون اﻝوﻀﻌﻲ ﺜم ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٤٤
وﻗد أدى ﻫذا اﻝوﻀﻊ إﻝﻰ اﺤﺘﻴﺎل اﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻝداﺌﻨﻴن – اﻝـذﻴن ﺘـﻀﻴﻊ ﺤﻘـوﻗﻬم
ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻤﻤﺎطﻠــﺔ اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤوﺴــر ،وﻋــدم وﻓﺎﺌــﻪ ﺒﺎﻝﺘزاﻤﺎﺘــﻪ ﻷﻨــﻪ ﻴﺜــق أﻨــﻪ ﻝــن ﻴﺘﻌــرض
ﻷي ﻋﻘوﺒﺔ ﺒدﻨﻴﺔ – ﻫذا اﻻﺤﺘﻴﺎل ﺘﻤﺜل ﻓـﻲ ﻝﺠوء اﻝداﺌن إﻝﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ دﻴﻨﻪ ﻓـﻲ ﺼورة
ﺸــﻴك ،أو ﻓ ــﻲ ﺼــورة إﻴــﺼﺎل أﻤﺎﻨــﺔ ﺤﺘــﻰ ﻴﻜــون ﺒﻴــدﻩ وﺴــﻴﻠﺔ ﻴﻬــدد ﺒﻬــﺎ اﻝﻤــدﻴن إذا
ﻤﺎطﻠﻪ ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒدﻴﻨﻪ ﺒﺄن ﻴﺤول ﻫذا اﻝدﻴن اﻝﻤدﻨﻲ إﻝﻰ ﺠرﻴﻤﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴـﺔ ﺘﺘﻤﺜـل ﻓــﻲ
ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺸﻴك ﺒدون رﺼﻴد ،أو ﺠﻨﺤﺔ ﺨﻴﺎﻨﺔ أﻤﺎﻨﺔ .وﺒذﻝك ﻴرﻀﺦ اﻝﻤدﻴن ﻝﻠوﻓﺎء ﺒدﻴن
ﻫذا اﻝداﺌن ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﺤرك اﻝدﻋوى اﻝﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻀدﻩ.
وﻫــذا اﻝطرﻴــق اﻝﻤﻠﺘــوي اﻝــذي ﻴﻠﺠــﺄ إﻝﻴــﻪ اﻝــداﺌن ﻻ ﻴﻤﻴــز ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﻤﺎطــل
اﻝﻤوﺴر ،واﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر ،وﻫو ﺒذﻝك ﻴﻔﻘد اﻹﻜراﻩ اﻝﺒـدﻨﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘـﻪ ﻓــﻲ ﺤـث اﻝﻤـدﻴن
ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء.
] êÞ^nÖ]gת¹
]í{{è‚{è‚ãjÖ]í{Ú]†{{ÇÖ
ﺘﻌرﻴف:
إذا ارﺘــﺒط ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘـزام ﺒــﺸﺨص اﻝﻤــدﻴن واﻤﺘﻨــﻊ ﻋــن ﻫــذا اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﺒﺈرادﺘــﻪ ﺠــﺎز
ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴـذﻩ ﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ ﺘوﻗﻴـﻊ ﻏ ارﻤـﺔ ﻋﻠﻴـﻪ ﻴﻬـددﻩ ﺒﻬـﺎ ،ﺒﺄﻨـﻪ ﻝـو ﻝـم
ﻴﻨﻔــذ ﻋــﻴن ﻤــﺎ اﻝﺘــزم ﺒــﻪ ﻓــﺴوف ﻴﻘــرر ﺘﻌوﻴــﻀﺎً ﻝﻠــداﺌن ﻴ ارﻋــﻲ ﻓﻴــﻪ ،ﻝــﻴس ﻤــﺎ أﺼــﺎب
اﻝداﺌن ﻤن ﺨﺴﺎرة وﻤﺎ ﻓﺎﺘﻪ ﻤن ﻜﺴب ﻓﻘطٕ ،واﻨﻤﺎ أﻴـﻀﺎً ﻤﻘـدار ﺘﻌﻨـت اﻝﻤـدﻴن وﻋـدم
اﻤﺘﺜﺎﻝﻪ ﻝﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ واﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ.
ﻓﺎﻝﻐ ارﻤـﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴـﺔ ﻴﻌﻨـﻲ ﺒﻬـﺎ ﻤﺒﻠـﻎ ﻤـن اﻝﻨﻘـود ﻴﺤﻜـم ﺒـﻪ اﻝﻘﺎﻀـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤــدﻴن
ﻴـرﺘﺒط ﺒﻤـدة زﻤﻨﻴــﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ،وﻴزﻴــد ﺒﻤﻘـدار زﻴــﺎدة ﻫـذﻩ اﻝﻤــدة ،وذﻝـك ﻤــن ﺘـﺎرﻴﺦ اﻷﺠــل
اﻝذي ﻀرﺒﻪ اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻝﻠﻤدﻴن ﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام.
ﻓﺎﻝﻘﺎﻀﻲ ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻴﺄﻤر اﻝﻤدﻴن ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻴن ﻤﺎ اﻝﺘـزم ﺒـﻪ
وﻴﺤدد ﻝﻪ أﺠﻼً ﻤﻌﻴﻨﺎً ﻝﻬذا اﻝﺘﻨﻔﻴـذ وﻴﻬـددﻩ أﻨـﻪ إذا ﺘـﺄﺨر ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴـذﻩ ﻋـن ﻫـذا اﻷﺠـل
ﺴﻴﻠﺘزم ﺒدﻓﻊ ﻏراﻤﺔ ﺘزﻴد ﻜﻠﻤﺎ زادت ﻤدة اﻝﺘﺄﺨﻴر ﺒﺤﻴث ﺘرﺘﺒط اﻝزﻴﺎدة ﺒﻤﻘدار اﻝﻤدة،
أحكام االلتزام واإلثبات ٤٦
ﻓﺎﻝﻘﺎﻀﻲ ﻴﺤدد ﻤﺒﻠﻎ اﻝﻐراﻤﺔ ﻜوﺤدة ﺘزﻴد ﺒﻤﻘدار اﻝﻤدة .ﻓﻬـو ﻴﺤـدد ﻤـﺜﻼً أﻝـف ﺠﻨﻴـﻪ
ـﺒوﻋﺎ
ﻋــن ﻜــل أﺴــﺒوع ﺘــﺄﺨﻴر ﺒﻌــد اﻷﺠــل اﻝــذي ﻀـرﺒﻪ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴــذ ﻓــﺈذا ﺘــﺄﺨر اﻝﻤــدﻴن أﺴـ ً
ﻜﺎﻨت اﻝﻐراﻤﺔ أﻝف ﺠﻨﻴﻪٕ ،واذا ﺘﺄﺨر أﺴﺒوﻋﻴن ﻜﺎﻨت أﻝﻔﻴنٕ ،واذا ﺘﺄﺨر ﺜﻼﺜﺔ أﺴﺎﺒﻴﻊ
ﻜﺎﻨت ﺜﻼﺜﺔ آﻻف ...وﻫﻜذا.
وﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﺤﻜم ﺘﻬدﻴدي ﻻ ﻴﻘﺼد ﺒﻪ إﻝزام اﻝﻤدﻴن ﺒـدﻓﻊ
ﻫذﻩ اﻝﻐراﻤﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﻴﻘﺼد ﺒﻪ ﺘﺨوﻴﻔﻪ ،ﺒﺤﻴث إن اﻝﻘﺎﻀﻲ )وﻜﺄﻨﻪ ﻴﻘول ﻝﻠﻤدﻴن إذا ﻝم
ﺘﺤﺘرم ﺤﻜﻤﻲ ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﺴﺂﺨذ ذﻝك ﻓـﻲ اﻋﺘﺒﺎري ﻋﻨـد ﺘﻘـدﻴري ﻝﻠﺘﻌـوﻴض ﻷﻨـك
ﺴﺘﻜون ﻤﺘﻌﻨﺘﺎً وﺴﺄﺤﺴب ﻤﻘدار ﺘﻌﻨﺘك ﺒﻤﻘدار ﻤﺎ ﻋﻠﻴك ﻤن ﻏراﻤﺔ(.
ﻓﺎﻝﻘﺎﻀـ ــﻲ وظﻴﻔﺘ ـ ــﻪ ﻝـ ــﻴس ﻓﻘ ـ ــط إﻗـ ـ ـرار اﻝﺤـ ــق ٕواﻨﻤ ـ ــﺎ ﺘـ ــﺄﻤﻴن إﻴ ـ ــﺼﺎل اﻝﺤﻘ ـ ــوق
ﻷﺼﺤﺎﺒﻬﺎ وﻫو ﻤﺎ ﻴﺘﺤﻘق ﻓـﻲ اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ.
ﺸروط اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ:
ﻨظم اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤواد .٢١٤ ،٢١٣
وﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ١/٢١٣ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ (١)» :إذا
ﻜــﺎن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ﻋﻴﻨــﺎً ﻏﻴــر ﻤﻤﻜــن أو ﻏﻴــر ﻤﻼﺌــم إﻻ إذا ﻗــﺎم ﺒــﻪ اﻝﻤــدﻴن ﻨﻔــﺴﻪ،
ﺠﺎز ﻝﻠداﺌن أن ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺤﻜم ﺒـﺈﻝزام اﻝﻤـدﻴن ﺒﻬـذا اﻝﺘﻨﻔﻴـذ وﺒـدﻓﻊ ﻏ ارﻤـﺔ ﺘﻬدﻴدﻴـﺔ
إن اﻤﺘﻨﻊ ﻋن ذﻝك«.
ﻤن ﻫذا اﻝﻨص ﻴﺘﺒﻴن ﺸروط اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻰ:
) (١ارﺘﺒﺎط ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ﺒﺸﺨص اﻝﻤدﻴن:
ﻻ ﻤﺠــﺎل ﻝﻠﺤﻜــم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤــﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴــﺔ إﻻ إذا ﻜــﺎن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘ ـزام ﻏﻴــر
ﻤﻤﻜــن وﻏﻴــر ﻤﺠــد إﻻ إذا ﻗــﺎم ﺒــﻪ اﻝﻤــدﻴن ﺒﻨﻔــﺴﻪ .وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ ﻫــذﻩ اﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت اﻝﺘـزام
ﻤطرب ﺒﺈﺤﻴﺎء ﺤﻔل ،واﻝﺘزام أﺴﺘﺎذ ﺒﺈﻝﻘﺎء ﻤﺤﺎﻀـرات ،واﻝﺘـزام ﺠـراح ﺒـﺈﺠراء ﻋﻤﻠﻴـﺔ،
واﻝﺘزام ﻤﺤ ٍـﺎم ﺒـﺎﻝﺘراﻓﻊ ﻓــﻲ ﻗـﻀﻴﺔ ،واﻝﺘـزام رﺴـﺎم ﺒرﺴـم ﻝوﺤـﺔ .وﻫـذﻩ ﻤﺠـرد أﻤﺜﻠـﺔ ﻷن
اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﻤ ـرﺘﺒط ﺒــﺸﺨص اﻝﻤــدﻴن إﻤــﺎ أن ﻴﺘﺤــدد ﺒــﻨص اﻝﻘــﺎﻨون أو ﺒﺎﻻﺘﻔــﺎق؛ ﻜﻤــﺎ
ﺴﺒق أن رأﻴﻨﺎ.
٤٧ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻴ ــﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤ ــن ﻫ ــذﻩ اﻻﻝﺘ ازﻤ ــﺎت اﻝﺘـ ـزام اﻝﻤؤﻝ ــف ﺒﺘ ــﺄﻝﻴف ﻤ ــﺼﻨف ﻤﻌ ــﻴن .ﻓﻬ ــذا
اﻻﻝﺘ ـزام ﻻ ﻴﻤﻜــن إﺠﺒــﺎر اﻝﻤؤﻝــف ﻋﻠــﻰ ﺘﻨﻔﻴــذﻩ ﺤﺘــﻰ وﻝــو ارﺘــﺒط ﺒﺎﺘﻔــﺎق ﻤــﺎﻝﻲ ﻤــﻊ
ﺸــﺨص آﺨــر ﻜﺎﻝﻨﺎﺸــر ،ﻻ ﻴﻤﻜــن ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺤﻜــم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤــﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ
ذﻝــك اﻝﻤؤﻝــف ﻝﺘﻬدﻴــدﻩ ٕواﺠﺒــﺎرﻩ ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﺤﺘــﻰ ﻝــو أﺼــﻴب اﻝﻨﺎﺸــر ﺒــﻀرر ﻤــن
ﺠراء ﻋدم اﻝﺘﻨﻔﻴذ أو اﻝﺘﺄﺨر ﻓﻴﻪ؛ ﻷن اﻝﻤؤﻝف وﺤدﻩ ﻫو اﻝذي ﻴﻘدر ﻨـﺸر اﻝﻤـﺼﻨف
ﻤن ﻋدﻤﻪ ،وﻝﻪ وﺤدﻩ ﺘﻠك اﻝﺴﻠطﺔ وﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أﺤد إﺠﺒﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ.
وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻻ ﻤﺠــﺎل ﻝﻠﺤﻜــم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤــﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴــﺔ إذا ﻜــﺎن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘـزام ﻋﻴﻨــﺎً ﻏﻴــر
ﻤرﺘﺒط ﺒﺸﺨص اﻝﻤدﻴن ،أو ﻜﺎن ﻴﻤﻜن أن ﻴﻘوم ﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻤﻘﺎم ﻫذا اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
) (٢أن ﻴﻜون اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻴﻨﺎً ﻤﺎ زال ﻤﻤﻜﻨﺎً:
ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ﻤــﺎزال ﻤﻤﻜﻨــﺎً ﻷن اﻝﺤﻜــم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤــﺔ اﻝﺘﻬــد ﻴــد
ﻴ ـﺔ اﻝﻬــدف ﻤﻨــﻪ ﻫــو ﺤــث اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ،وﻝــذﻝك إذا أﺼــﺒﺢ ﻫــذا اﻝﺘﻨﻔﻴــذ
ﻤﺴﺘﺤﻴﻼً ﺒﻔﻌل اﻝﻤدﻴن أو ﺒﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ،ﻻ ﻴﺠوز أن ﻨﻠﺠﺄ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ إﻝـﻰ اﻝﻐ ارﻤـﺔ
اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔٕ ،واﻨﻤﺎ ﻝﻠداﺌن أن ﻴﻠﺠﺄ ﻝﻠﺘﻌوﻴض ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻷوﻝﻰ ،وﻴـﺴﻘط اﻝﺘـزام اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ
اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ وﻻ ﻴﻠﺘـزم ﺒــﺄي ﺘﻌــوﻴض .وﻤﺜــﺎل ﻝﻠﺤﺎﻝــﺔ اﻷوﻝــﻰ :ﻋــدم ﻗﻴــﺎم ﻤﺤــﺎم ﺒــﺎﻝطﻌن
ﻓـﻲ ﺤﻜم ﺨﻼل اﻝﻤدة اﻝﻤﻘررة ﻝذﻝك ،وﻤﺜﺎل ﻝﻠﺤﺎﻝﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻋدم ﻗﻴﺎم ﻤـودع ﻋﻨـدﻩ ﺒﺘـﺴﻠﻴم
ﺴﻴﺎرة ﻤودﻋﺔ ﻝدﻴﻪ ﺒﺴﺒب ﺴﻴل اﺠﺘﺎح اﻝﻤﻜﺎن اﻝﻤودﻋﺔ ﻓﻴﻪ ﺘﻠك اﻝﺴﻴﺎرة ﻓﺄﻫﻠﻜﻬﺎ.
وﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذا اﻝﺸرط أﻨـﻪ ﻻ ﻤﺠـﺎل ﻝﻠﺤﻜـم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤـﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺤﺎﻝـﺔ ﻤـﺎ إذا
اﻤﺘﻨﺎﻋﺎ ﻋن ﻋﻤل إذا ﻗﺎم اﻝﻤدﻴن ﺒﻬذا اﻝﻌﻤل؛ ﻷن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ
ً ﻜﺎن ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام
ﻝﻬذا اﻻﻝﺘزام أﺼﺒﺢ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼً.
) (٣طﻠب اﻝداﺌن ﻤن اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ:
ﺤﺘﻰ ﻴﺤﻜـم اﻝﻘﺎﻀـﻲ ﺒﺎﻝﻐ ارﻤـﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴـﺔ ﻻﺒـد أن ﻴطﻠـب ﻤﻨـﻪ اﻝـداﺌن ذﻝـك ،ﻓـﺈذا
طﻠــب اﻝــداﺌن ﺠــﺎز ﻝﻠﻘﺎﻀــﻲ أن ﻴﺤﻜــم ﺒﻬــﺎ أو ﻴـرﻓض اﻝﺤﻜــم ﺒﻬــﺎ ،ﻓــﺴﻠطﺘﻪ ﻓــﻲ ﻫــذا
اﻝﺸﺄن ﺘﻘدﻴرﻴﺔ ،ﻴراﻋﻲ ﻋﻨد ﺤﻜﻤﻪ ظروف اﻝﻤدﻴن ﻤـن ﻨﺎﺤﻴـﺔ ﻴـﺴﺎرﻩ أو إﻋـﺴﺎرﻩ ﻜﻤـﺎ
ﻴراﻋﻲ ﻤﻘدار ﺘﻌﻨﺘﻪ .وﻝﻴس ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﻤن ﺘﻠﻘـﺎء ﻨﻔـﺴﻬﺎ
أحكام االلتزام واإلثبات ٤٨
ٕواﻻ أﺼﺒﺤت ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﻝﻤﺒدأ أﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺤﻜم ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔﺴﻪ.
ﺨﺼﺎﺌص اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ:
) (١اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﺤﻜم ﺘﻘدﻴري:
ﻓﻤﻘ ــدار اﻝﻐ ارﻤ ــﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴ ــﺔ ﻴﺤ ــددﻩ اﻝﻘﺎﻀ ــﻲ وﺤ ــدﻩ وﻓ ــق ﺴ ــﻠطﺘﻪ اﻝﺘﻘدﻴرﻴ ــﺔ وﻻ
ﻴﺨﻀﻊ ﻓـﻲ ﺘﻘدﻴرﻩ ﻫذا ﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻤﺤﻜﻤـﺔ اﻝـﻨﻘض ،ﻓﻠـﻪ أن ﻴﺒـﺎﻝﻎ ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻐ ارﻤـﺔ ،وﻝـﻪ
أن ﻴﻘــص ﻤﻨﻬــﺎ ،ﺤــﺴب ظــروف اﻝﻤــدﻴن وﺤﺎﻝﺘــﻪ اﻝﻤﺎﺜﻠــﺔ أﻤﺎﻤــﻪ ،ﻓﻤــﺎ ﻴﻨﺎﺴــب اﻝﻤــدﻴن
اﻝﺜـري ﻤــن ﻏ ارﻤـﺔ ﻻ ﻴﻨﺎﺴــب اﻝﻤـدﻴن اﻝﻔﻘﻴــر ،وﻴﺠـب أن ﻴــﻀﻊ اﻝﻘﺎﻀـﻲ ﻓــﻲ اﻋﺘﺒــﺎرﻩ
أن اﻝﻐرض ﻤن اﻝﻐراﻤﺔ ﻫو اﻝﺘﻬدﻴد وأن اﻝﻤﺒﺎﻝﻐﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘﻬدﻴد إذا ﻝم ﺘﻜن ﻓــﻲ ﻤﺤﻠﻬـﺎ
ﻻ ﺘؤﺘﻲ ﺜﻤﺎرﻫﺎ ،وﻝذﻝك اﻝﻤﺒﺎﻝﻐﺔ ﻓـﻲ اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤـﺔ دون ﻤﺒـرر ﻗـد ﺘﻜـون ﻨو ًﻋـﺎ ﻤـن
اﻝﻠﻐو اﻝذي ﻴﺠب أن ﻴﺘرﻓﻊ ﻋﻨﻪ اﻝﻘﺎﻀﻲ.
) (٢اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﺤﻜم ﺘﺤﻜﻤﻲ:
وﻗــد ﻨــﺼت ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻝﺨﺎﺼــﻴﺔ اﻝﻤــﺎدة ٢/٢١٣اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا
رأى اﻝﻘﺎﻀﻲ أن ﻤﻘدار اﻝﻐراﻤﺔ ﻝﻴس ﻜﺎﻓﻴـﺎً ﻹﻜـراﻩ اﻝﻤـدﻴن اﻝﻤﻤﺘﻨـﻊ ﻋـن اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﺠـﺎز
ﻝﻪ أن ﻴزﻴد ﻓـﻲ اﻝﻐراﻤﺔ ﻜﻠﻤﺎ رأى داﻋﻴﺎً ﻝذﻝك«.
اﻝﻤﻘﺼود ﺒﺄﻨﻪ ﺤﻜم ﺘﺤﻜﻤﻲ أن اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻴـﺘﺤﻜم ﻓــﻲ اﻝﻐ ارﻤـﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴـﺔ ﺒﺎﻝزﻴـﺎدة
ـﺼر ﻋﻠــﻰ
أو اﻝﻨﻘــﻀﺎن ﺤﺘــﻰ ﺒﻌــد اﻝﺤﻜــم ﺒﻬــﺎ ،ﻓﻠــﻪ أن ﻴزﻴــدﻫﺎ إذا رأى أن اﻝﻤــدﻴن ﻤـ ّ
ﻋــدم اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ،وﻝــﻪ أن ﻴﻨﻘــﺼﻬﺎ أو ﻴﻠﻐﻴﻬــﺎ إذا رﻀــﺦ اﻝﻤــدﻴن ﻝﺤﻜﻤــﻪ واﻤﺘﺜــل ﻝــﻪ وﻗــﺎم
ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻓﻘﺎﻀــﻲ اﻝﻤوﻀــوع ﻫــو اﻝــذي ﻴــﺘﺤﻜم ﻓــﻲ ﺘﻠــك اﻝﻐ ارﻤــﺔ ،وﻻ رﻗﺎﺒــﺔ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓــﻲ
ذﻝك ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.
) (٣اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ ﺤﻜم وﻗﺘﻰ:
اﻝﻤﻘﺼود ﺒﺘﻠك اﻝﺨﺎﺼﻴﺔ أن اﻝﺤﻜـم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤـﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴـﺔ ﺤﻜـم وﻗﺘـﻲ ﻻ ﻴﺠـوز ﺘﻨﻔﻴـذﻩ
ﺠﺒ ـ اًر ﻋــن اﻝﻤــدﻴن .وﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻘﺎﻀــﻲ أن ﻴﻘــﻀﻲ ﺒــﻪ ﻓ ــﻲ ﻜــل ﻤ ارﺤــل اﻝــدﻋوى ﻤﺎﻋــدا
ﻤرﺤﻠﺔ اﻝﻨﻘض ،ﻓﻴﻤﻜن ﻝﻤﺤﻜﻤﺔ أول درﺠﺔ أن ﺘﻘﻀﻲ ﺒـﻪ ،وﻴﻤﻜـن ﻝﻠﻤﺤﻜﻤـﺔ اﻹﺴـﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ
أن ﺘﻘــﻀﻰ ﺒــﻪ ،وﺴـواء ﺼــدر ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ أو ﺘﻠــك ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴطﻠــب
٤٩ أحكام االلتزام واإلثبات
] oÖ^nÖ]gת¹
à肹]Ù^Ú‹fu
Droit de rétention
ﺘﻌرﻴف:
ﺤﺒس ﻤﺎل اﻝﻤدﻴن وﺴﻴﻠﺔ ﻤن وﺴﺎﺌل ﺤث اﻝداﺌن ﻝﻠﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘ ازﻤـﻪ،
وﻫو ﻴﻌﻨﻲ ﺤق اﻝداﺌن اﻝذي ﻴﺤوز ﺸﻴﺌﺎً ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺴﻠﻤﻪ ﻝﻠﻤدﻴن ﻓـﻲ أن ﻴﻤﺘﻨﻊ
ﻋن ﻫذا اﻝﺘﺴﻠﻴم ﻝﻴﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزام ﻤرﺘﺒط ﺒﻬذا اﻝﺸﻲء.
وﻗ ــد ﻨظﻤ ــت اﻷﻨظﻤ ــﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴ ــﺔ ﻤﺤ ــل اﻝﺒﺤ ــث اﻝﺤ ــق ﻓـ ــﻲ اﻝﺤ ــﺒس ﺒطرﻴﻘ ــﺔ
ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر.
أحكام االلتزام واإلثبات ٥٠
ﻓﻘد ورد ﻫذا اﻝﺘﻨظﻴم ﻓـﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻓـﻲ اﻝﻤواد ﻤن .٢٤٨ :٢٤٦
ﻓﻘد ورد ﻓـﻲ اﻝﻤﺎدة ٢٤٦ﻤن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻤـﺎ ﻨـﺼﻪ -١» :ﻝﻜـل
ﻤن اﻝﺘزم ﺒﺄداء ﺸﻲء أن ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋن اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﻤﺎدام اﻝداﺌن ﻝم ﻴﻌرض اﻝوﻓﺎء ﺒـﺎﻝﺘزام
ﻤﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ ﺒـﺴﺒب اﻝﺘـزام اﻝﻤـدﻴن وﻤـرﺘﺒط ﺒـﻪ ،أو ﻤـﺎدام ﻝـم ﻴﻘـم ﺒﺘﻘـدﻴم ﺘـﺄﻤﻴن ﻜـﺎف
ﻝﻠوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ﻫذا.
-٢وﻴﻜــون ذﻝــك ﺒوﺠــﻪ ﺨــﺎص ﻝﺤــﺎﺌز اﻝــﺸﻲء أو ﻤﺤــرزﻩ ،إذا ﻫــو أﻨﻔــق ﻋﻠﻴــﻪ
ﻤ ــﺼروﻓﺎت ﻀ ــرورﻴﺔ أو ﻨﺎﻓﻌ ــﺔ ،ﻓ ــﺈن ﻝ ــﻪ أن ﻴﻤﺘﻨ ــﻊ ﻋ ــن رد ﻫ ــذا اﻝ ــﺸﻲء
ﺤﺘﻰ ﻴـﺴﺘوﻓـﻲ ﻤـﺎ ﻫـو ﻤـﺴﺘﺤق ﻝـﻪ ،إﻻ أن ﻴﻜـون اﻻﻝﺘـزام ﺒـﺎﻝرد ﻨﺎﺸـﺌﺎً ﻋـن
ﻋﻤل ﻏﻴر ﻤﺸروع«.
واﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻴﺨﺘﻠف ﻋن اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻷﻨﻪ ﻝﻴس وﺴﻴﻠﺔ ﻤن وﺴﺎﺌل اﻨﻘـﻀﺎء
اﻻﻝﺘ ـزام ﻜﺎﻝﻤﻘﺎﺼــﺔٕ ،واﻨﻤــﺎ ﻫــو وﺴــﻴﻠﺔ ﻝﺤــث اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﺒﺎﻝﺘ ازﻤــﻪ .واﻝــداﺌن
ﻴﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس إذا ﻝم ﺘﺘوﻓر ﻓـﻲ ﺸﺄﻨﻪ ﺸـروط وﻗـوع اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ؛ ﻷﻨﻬـﺎ إذا
ﺘواﻓرت ﻓﻤن اﻝﻤﻨطﻘـﻲ أن ﻴﺘﻤـﺴك ﺒﻬـﺎ وﻴـﺴﺘوﻓـﻲ ﻋـن طرﻴﻘﻬـﺎ ﺤﻘـﻪ دون ﺤﺎﺠـﺔ إﻝـﻰ
اﻝﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس.
واﻝﺤ ــق ﻓـ ــﻲ اﻝﺤ ــﺒس ﻜﺜﻴ ــر اﻝوﻗ ــوع ﻓـ ــﻲ اﻝﺤﻴ ــﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴ ــﺔ واﻷﻤﺜﻠ ــﺔ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻜﺜﻴـ ـرة
وﻤﺘﻨوﻋﺔ ،وﻫو وﺴﻴﻠﺔ ﻨﺎﺠﻌﺔ ﻝﺤث اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ.
واﻝﻤﺒــرر ﻻﺴــﺘﺨدام ﻫــذا اﻝﺤــق ﻫــو ﻓﻜ ـرة اﻝﻌداﻝــﺔ؛ إذ ﻝــﻴس ﻤــن اﻝﻌــدل أن ﻴﻘــوم
اﻝــداﺌن ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﺒﺎﻝﺘ ازﻤــﻪ ﺒﺘــﺴﻠﻴم ﺸــﻲء ﻴﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ ﺘــﺴﻠﻴﻤﻪ ﻝﻠﻤــدﻴن ﻓــﻲ ﺤــﻴن أن ﻫــذا
اﻝﻤدﻴن ﻴﻘﻌد ﻋن اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ اﻝﻤرﺘﺒط ﺒﻬذا اﻝﺸﻲء ﺘﺠـﺎﻩ ﻫـذا اﻝـداﺌن .ﻓﻤـﺜﻼً ﻝـﻴس
ﻤــن اﻝﻌــدل أن ﻴــﺴﻠم اﻝﺒــﺎﺌﻊ اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺒﻴــﻊ ﻝﻠﻤــﺸﺘرى دون أن ﻴﻘــوم اﻝﻤــﺸﺘرى ﺒــدﻓﻊ
ﺜﻤﻨــﻪ .وﻝــﻴس ﻤــن اﻝﻌــدل أن ﻴﻘــوم اﻝﻤــودع ﻋﻨــدﻩ ﺒﺘــﺴﻠﻴم اﻝــﺸﻲء اﻝﻤــودع اﻝــذي أﻨﻔــق
ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝﻘﺎﻨون ﻝﻴﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻴﻪ دون أن ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﻤن اﻝﻤودع ﻤـﺎ أﻨﻔﻘـﻪ .وﻝـﻴس
ﻤــن اﻝﻌــدل أن ﻴﻘــوم ﻤﻴﻜــﺎﻨﻴﻜﻰ ﺴــﻴﺎرات أﺼــﻠﺢ ﺴــﻴﺎرة ﺒﺘــﺴﻠﻴﻤﻬﺎ إﻝــﻰ ﻤﺎﻝﻜﻬــﺎ دون أن
ﻴﺴﺘوﻓـﻲ أﺠرﺘﻪ.
٥١ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺼﺤﻴﺢ أن اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﺼورة ﻤـن ﺼـور اﻗﺘـﻀﺎء اﻝـداﺌن ﺤﻘـﻪ
ﺒﻴــدﻩ وﻫــو اﻝﻤﺒــدأ اﻝــذي ﻋﻤﻠــت اﻝﺘﻘﻨﻴﻨــﺎت اﻝﻤدﻨﻴــﺔ اﻝﺤدﻴﺜــﺔ ﻋﻠــﻰ إﻗــﺼﺎﺌﻪ ﻓــﻲ اﻝﺤﻴــﺎة
اﻝﻤﻌﺎﺼرة ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺸﻴﻊ اﻝﻔوﻀﻰ ﺒﻴن اﻝﻨﺎس ،وﻝﻜن اﻋﺘﺒﺎرات اﻝﻌداﻝﺔ ﻗررت ﺘﻨظﻴم
اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس؛ ﻷن اﻝﻌدل ﻴﻘدم ﻋﻠﻰ اﻝﻨظﺎم.
ﻨطﺎق اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس:
ﻴﻤﻜــن ﺘطﺒﻴــق اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻓ ــﻲ ﻜــل ﺤﺎﻝــﺔ ﻴوﺠــد ﻓﻴﻬــﺎ ارﺘﺒــﺎط ﺒــﻴن اﻝﺘ ـزام
اﻝﺤﺎﺒس ﺒـرد اﻝـﺸﻲء واﻝﺘـزام اﻝﻤـدﻴن ﺒـﺂداء ﻤﻌـﻴن ﻝﻠﺤـﺎﺒس ،ﺒﻐـض اﻝﻨظـر ﻋـن وﺠـود
ﻋﻘد ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن ﻤن ﻋدﻤﻪ.
ﻓﻘــد ﻴطﺒــق اﻝﺤــق ﻓــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻓــﻲ ﻨطــﺎق اﻝﻌﻘــود اﻝﻤﻠزﻤــﺔ ﻝﻠﺠــﺎﻨﺒﻴن ﻜﻌﻘــد اﻝﺒﻴــﻊ
واﻹﻴﺠﺎر واﻝﻤﻘﺎوﻝﺔ ،وﻋﻨدﺌـذ ﻴﻌـد اﻝﺤـق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس دﻓﻌـﺎً ﺒﻌـدم اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻴدﻓﻌـﻪ اﻝـداﺌن
ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘــﻪ ،ﻓﻤــﺜﻼً ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻹﻴﺠــﺎر ﻴﺤــق ﻝﻠﻤــﺴﺘﺄﺠر
أن ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋن ﺘﺴﻠﻴم اﻝﻌﻴن اﻝﻤؤﺠرة ﺒﻌد اﻨﺘﻬﺎء ﻋﻘد اﻹﻴﺠﺎر ﺤﺘـﻰ ﻴـﺴﺘوﻓـﻲ اﻝﻨﻔﻘـﺎت
اﻝــﻀرورﻴﺔ اﻝﺘــﻲ أﻨﻔﻘﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺘﻠــك اﻝﻌــﻴن واﻝﺘــﻰ ﻫــﻲ ﺒﺤــﺴب أﺼــﻠﻬﺎ واﺠﺒــﺔ ﻋﻠ ــﻰ
اﻝﻤــؤﺠر .وﻓــﻰ ﻋﻘــد اﻝﻤﻘﺎوﻝــﺔ ﻴﻤﻜــن ﻝﻠﻤﻘــﺎول أن ﻴــدﻓﻊ ﺒﻌــدم ﺘــﺴﻠﻴﻤﻪ اﻝــﺸﻲء اﻝــذي
اﻨﺼب ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ إﻝﻰ ﺼﺎﺤب اﻝﻌل ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘوﻓﻰ ﻤﻨﻪ أﺠرﺘﻪ.
وﻗ ــد ﻴطﺒ ــق اﻝﺤ ــق ﻓـ ــﻲ اﻝﺤ ــﺒس ﻋﻨ ــد اﻨﺤ ــﻼل ﻋﻘ ــد ﻤﻠ ــزم ﻝﻠﺠ ــﺎﻨﺒﻴن ﺒﺎﻝﻔ ــﺴﺦ أو
اﻝــﺒطﻼن ﻋﻨدﺌــذ ﻴﺤــق ﻝﻠــداﺌن أن ﻴطﺎﻝــب اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﺴــﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘــﻪ ﻗﺒــل أن ﻴــرد ﻝــﻪ ﻤــﺎ
ﻴﺴﺘﺤﻘﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﻌودا إﻝﻰ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒل اﻝﺘﻌﺎﻗد.
وﻗــد ﻴطﺒــق اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻓ ــﻲ اﻝﻌﻘــود اﻝﻤﻠزﻤــﺔ ﻝﺠﺎﻨــب واﺤــد ،وﻤﺜﺎﻝــﻪ ﻋﻘــد
اﻝودﻴﻌـﺔ إذا ﻗــﺎم اﻝﻤـودع ﻋﻨــدﻩ ﺒﺈﻨﻔــﺎق ﻤـﺼروﻓﺎت ﻀــرورﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظـﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝــﺸﻲء
اﻝﻤودع ﻓﺈن ﻝﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﺤـق ﺤـﺒس اﻝـﺸﻲء اﻝﻤـودع ﺤﺘـﻰ ﻴـﺴﺘوﻓـﻲ ﻤـﺎ أﻨﻔﻘـﻪ
ﻗﺒــل أن ﻴــرد اﻝــﺸﻲء إﻝــﻰ اﻝﻤــودع .وﻴﺤــق أﻴــﻀﺎً ﻝﻠوﻜﻴــل أن ﻴﺤــﺒس اﻝــﺸﻲء اﻝ ــذي
اﺸﺘراﻩ ﻝﺤﺴﺎب ﻤوﻜﻠﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ أﻨﻔﻘﻪ ﻤن ﻤﺼروﻓﺎت ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
وﻗــد ﻴﻤﺘــد ﻨطــﺎق اﻝﺤــق ﻓــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻓــﻲ ﻏﻴــر ﻤﺠــﺎل اﻝﻌﻘــود ﻜﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻝﻔــﻀﺎﻝﺔ
أحكام االلتزام واإلثبات ٥٢
واﻹﺜـ ـراء ﺒ ــﻼ ﺴ ــﺒب ﻓﻴﺤ ــق ﻝﻠﻔ ــﻀوﻝﻲ أن ﻴﺤ ــﺒس اﻝ ــﺸﻲء اﻝ ــذي ﺤ ــﺎﻓظ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻗﺒ ــل
ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻤل ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺎ أﻨﻔﻘﻪ ﻓـﻲ اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﻤﻨــﺎط اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻝــﻴس وﺠــود ﻋﻘــد ﺒــﻴن اﻝﺤــﺎﺒس )اﻝــداﺌن( وﺒــﻴن ﻤــن
ﻴﺤــﺘﺞ اﻝﺤــﺒس ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ )اﻝﻤــدﻴن( ٕواﻨﻤــﺎ وﺠــود ارﺘﺒــﺎط ﺒــﻴن ﺤــق اﻝﺤــﺎﺒس وﺒــﻴن
ـﺴروﻗﺎ ﺒﺤـﺴن ﻨﻴـﺔ أي ﻻ
ـﻴﺌﺎ ﻤ ً اﻝﺘزام اﻝﻤـدﻴن ،وﻝـذﻝك ﻴﺤـق ﻝﻠـﺸﺨص اﻝـذي اﺸـﺘرى ﺸ ً
ﻴﻌﻠم أﻨﻪ ﻤﺴروق أن ﻴﺤﺒﺴﻪ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﻤـﺎ أﻨﻔﻘـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤـن
ﻤﺼروﻓﺎت ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺸروط اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس:
أوﻻً -وﺠود ﺸﻲء ﻓـﻲ ﻴد اﻝداﺌن:
ﻴﻘوم اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أن اﻝداﺌن ﻗد وﻀﻊ ﻴدﻩ ﻋﻠﻰ ﺸﻲء ﺒﺴﺒب
ﻤﺸروع .ﺼﺤﻴﺢ أن اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس وﺴﻴﻠﺔ ﻝﻠﻀﻐط ﻋﻠﻰ إرادة اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء
ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ﻝﻜن ﻴﺠـب أﻻ ﻴﻜـون وﻀـﻊ اﻝـداﺌن ﻋﻠـﻰ اﻝـﺸﻲء ﺒـﺴﺒب ﻏﻴـر ﻤـﺸروع ﺤﺘـﻰ
ﻻ ُﻴﺸﺠﻊ اﻝداﺌن ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺄﻋﻤﺎل ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻻﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ.
ﻓ ــﻼ ﻴﺠ ــوز أن ﻴ ــﺴرق اﻝ ــداﺌن اﻝـ ــﺸﻲء ﻤﺤ ــل اﻝﺤ ــﺒس اﻝﻤﻤﻠ ــوك ﻝﻠﻤ ــدﻴن ﺤﺘـ ــﻰ
ﻴﻀﻐط ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن وﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒﺤﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺸﻲء .ﻜﻤـﺎ ﻻ ﻴﺠـوز ﺤـﺒس اﻷﺸـﻴﺎء
اﻝﺘـ ــﻲ اﺴ ـ ــﺘﺜﻨﻴت ﺒﻨ ـ ــﺼوص ﺨﺎﺼ ـ ــﺔ ﻤﺜ ـ ــل اﻷﺸـ ــﻴﺎء ﻏﻴ ـ ــر اﻝﻘﺎﺒﻠ ـ ــﺔ ﻝﻠﺤﺠ ـ ــز ﻜﺎﻝﻨﻔﻘ ـ ــﺔ
واﻝﻤرﺘﺒﺎت ﻓـﻲ ﺤدود ﻤﻌﻴﻨﺔ.
وﻫﻨــﺎك ﺘطﺒﻴــق ﻫــﺎم ﻴﺠــب أن ﻨــذﻜرﻩ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝــﺼدد ﻨــص ﻋﻠﻴــﻪ ﻗــﺎﻨون ﺘﻨظــﻴم
اﻝﻤﺤﺎﻤــﺎﻩ رﻗــم ١٧ﻝــﺴﻨﺔ ١٩٨٣ﻓــﻲ اﻝﻤــﺎدة ٩٠ﻤﻨــﻪ اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻋﻨــد
وﺠـ ــود اﺘﻔـ ــﺎق ﻜﺘـ ــﺎﺒﻲ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﺘﻌـ ــﺎب ﻴﺤـ ــق ﻝﻠﻤﺤـ ــﺎﻤﻲ ﺤـ ــﺒس اﻷوراق واﻝﻤـ ــﺴﺘﻨدات
اﻝﻤﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺒﻤوﻜﻠ ــﻪ ،أو ﺤ ــﺒس اﻝﻤﺒ ــﺎﻝﻎ اﻝﻤﺤ ــﺼﻠﺔ ﻝﺤ ــﺴﺎﺒﻪ ﺒﻤ ــﺎ ﻴﻌ ــﺎدل ﻤطﻠوﺒ ــﻪ ﻤ ــن
اﻷﺘﻌﺎب اﻝﺘﻲ ﻴﺘم ﺴدادﻫﺎ ﻝﻪ وﻓق اﻻﺘﻔﺎق.
ٕواذا ﻝــم ﻴﻜ ــن ﻫﻨــﺎك اﺘﻔ ــﺎق ﻜﺘ ــﺎﺒﻲ ﻋﻠــﻰ اﻷﺘﻌ ــﺎب ﻜــﺎن ﻝﻠﻤﺤ ــﺎﻤﻲ أن ﻴ ــﺴﺘﺨرج
ﺼو اًر ﻤن ﻫذﻩ اﻷوراق واﻝﻤﺴﺘﻨدات اﻝﺘـﻲ ﺘـﺼﻠﺢ ﺴـﻨداً ﻝـﻪ ﻓــﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ وذﻝـك ﻋﻠـﻰ
٥٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻨﻔﻘــﺔ ﻤوﻜﻠــﻪ ،وﻴﻠﺘــزم ﺒــرد اﻝــﺼورة اﻝرﺴــﻤﻴﺔ ﻝﻬــذﻩ اﻷوراق ﻤﺘــﻰ اﺴــﺘوﻓﻰ ﻤــن ﻤوﻜﻠــﻪ
ﻤﺼروﻓﺎت اﺴﺘﺨراﺠﻬﺎ.
ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺠﻤﻴ ـ ـ ــﻊ اﻷﺤ ـ ـ ـوال ﻴﺠ ـ ـ ــب أن ﻴ ارﻋ ـ ـ ــﻲ أﻻ ﻴﺘرﺘـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺤ ـ ـ ــﺒس اﻷوراق
واﻝﻤــﺴﺘﻨدات ﺘﻔوﻴــت أي ﻤﻴﻌــﺎد ﻤﺤــدد ﻻﺘﺨــﺎذ أي إﺠ ـراء ﻗــﺎﻨوﻨﻲ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ﻋــدم
ﻤراﻋﺎة ﺴﻘوط اﻝﺤق ﻓﻴﻪ«.
ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺘﻌطﻲ اﻝﻤﺤﺎﻤﻲ اﻝﺤـق ﻓــﻲ ﺤـﺒس اﻝﻤـﺴﺘﻨدات أو اﻝﻤﺒـﺎﻝﻎ اﻝﻤﺤـﺼﻠﺔ
ﻝﻤوﻜﻠــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘوﻓـﻲ أﺘﻌﺎﺒــﻪ ،وذﻝــك إذا ﻜــﺎن ﻫﻨــﺎك اﺘﻔــﺎق ﻤﻜﺘــوب ﺒــﻴن اﻝﻤﺤــﺎﻤﻲ
وﻤوﻜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻠك اﻷﺘﻌﺎب ،ﻝﻜﻨﻬـﺎ ﻻ ﺘﻌطـﻲ ﻝـﻪ ﻫـذا اﻝﺤـق إذا ﻝـم ﻴﻜـن ﻫﻨـﺎك اﺘﻔـﺎق
ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻠك اﻷﺘﻌﺎب .وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻴﻠﺘـزم ﺒـرد اﻝﻤـﺴﺘﻨدات اﻷﺼـﻠﻴﺔ ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ
اﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ إﻝــﻰ ﻤوﻜﻠــﻪ ﻤــﺎدام ﻗــد اﺴــﺘوﻓﻰ ﻤﻨــﻪ ﻤــﺼروﻓﺎت اﺴــﺘﺨراﺠﻬﺎ وﻻ ﻴﺤــق ﻝــﻪ أن
اﺴﺘﻴﻔﺎء ﻷﺘﻌﺎﺒﻪ.
ً ﻴﺤﺒﺴﻬﺎ
وﻫــذﻩ ﺘﻔرﻗــﺔ ﻤﻬﻤــﺔ ﺒــﻴن ﺤﺎﻝــﺔ وﺠــود اﺘﻔــﺎق ﻜﺘــﺎﺒﻲ ﻋﻠــﻰ اﻷﺘﻌــﺎب وﻋــدم وﺠــودﻩ
رﻏــب اﻝﻤــﺸرع ﻓﻴﻬــﺎ ،ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﻴﺒــدو ،ﻋﻠــﻰ ﺤــث اﻝﻤﺤــﺎﻤﻴن ﻋﻠــﻰ ﻋﻤــل ﻤﺜــل ﻫــذا
اﻻﺘﻔــﺎق اﻝﻜﺘــﺎﺒﻲ ﻷﺘﻌــﺎﺒﻬم وذﻝــك ﺤﻔﺎظــﺎً ﻝﺤﻘــوﻗﻬم وﺤــﺴﻤﺎً ﻝﻠﻤﻨﺎزﻋــﺎت ﻤــﻊ ﻤــوﻜﻠﻴﻬم
ﺤول ﻤﻘدارﻫﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻔظ ﻫﻴﺒﺔ اﻝﻤﺤﺎﻤﻴن ،وﻜراﻤﺘﻬم.
وﻓﻰ ﺠﻤﻴﻊ اﻷﺤوال ﻻ ﻴﺤق ﻝﻠﻤﺤﺎﻤﻲ أن ﻴﺤﺒس اﻷوراق واﻝﻤﺴﺘﻨدات إذا ﻜـﺎن
ﻤــن ﺸــﺄن ﻫــذا اﻝﺤــﺒس ﺘﻔوﻴــت أي ﻤﻴﻌــﺎد ﻤﺤــدد ﻻﺘﺨــﺎذ إﺠ ـراء ﻗــﺎﻨوﻨﻲ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ
اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ ﺴﻘوط ﺤق ﻤوﻜﻠﻪ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -أن ﻴﻜون ﺤق اﻝداﺌن ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء وﻤﺤﻘق اﻝوﺠود:ً
ﻴﺠب أن ﻴﻜون ﺤق اﻝداﺌن ﻤـﺴﺘﺤق اﻷداء أي واﺠـب اﻷداء ﺒـﻪ ﺤـﺎل اﻝﺘﻤـﺴك
ﻤﻀﺎﻓﺎ إﻝﻰ أﺠـل ﻓـﻼ
ً ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺸرط أو
ﺒﺎﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ،ﻓﺈذا ﻜﺎن ﺤق اﻝداﺌن ً
ﻴﺤق ﻝﻪ أن ﻴﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﻤدﻴﻨﻪ.
ﻜﻤــﺎ ﻻ ﻴﺠــوز ﻝﻠــداﺌن أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒــﺎﻝﺤق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس إذا ﻜــﺎن دﻴﻨــﻪ ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ
اﻝﻤدﻴن ﻤﺘﻨﺎزًﻋﺎ ﻓﻴﻪ أي ﻏﻴر ﻤﺤﻘق اﻝوﺠود .واﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻝﻤﻘﺼودة ﻫﻨﺎ ﻫﻰ اﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ
أحكام االلتزام واإلثبات ٥٤
اﻝﺠدﻴــﺔ أي وﺠــود دﻋــوى ﺒــﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن أﻤــﺎم اﻝﻘــﻀﺎء ﺤــول اﺴــﺘﺤﻘﺎق ﺤــق
اﻝــداﺌن ﻗﺒــل اﻝﻤــدﻴن أﻤــﺎ ﻤﺠــرد ﻤﻨﺎزﻋــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ ﻤﻘــدار ﻫــذا اﻝﺤــق دون وﺠــود
دﻋــوى أﻤــﺎم اﻝﻘــﻀﺎء ﻻ ﻴﻤﻨــﻊ ﺘﻤــﺴك اﻝــداﺌن ﺒــﺎﻝﺤق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس ﺤﺘــﻰ ﻻ ﻴــﺘﺤﺠﺞ
اﻝﻤدﻴن ﺒﺄﻋذار واﻫﻴﺔ ﻏﻴر ﺠدﻴﺔ ﻝﻤﻨﻊ اﻝﻤدﻴن ﻤن ﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻫذا اﻝﺤق.
ـدﻨﻴﺎ وﻝــﻴس طﺒﻴﻌﻴــﺎً
ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون اﻝﺘـزام اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﻝﻠــداﺌن اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﻤـ ً
ﻷن اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس وﺴــﻴﻠﺔ ﻝﺤﻤــل اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ وﻻ ﻴﺠــوز ﺤﻤــل
اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام اﻝطﺒﻴﻌﻲ.
وﻻ ﻴﺸﺘرط اﻝﺘﻨﺎﺴب ﺒﻴن ﺤق اﻝداﺌن وﻗﻴﻤﺔ اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ﻓﻴﻤﻜن ﻝﻠـداﺌن أن
ﺤﻘﺎ ﻴﺴﻴ ًار ﻝﻪ ﻴرﺘﺒط ﺒﻬذا اﻝﺸﻲء.
ﻴﺤﺒس ﺸﻴﺌﺎً ﺜﻤﻴﻨﺎً ﻻﺴﺘﻴﻔﺎء ً
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻻرﺘﺒﺎط ﺒﻴن ﺤق اﻝﺤﺎﺒس واﻝﺘزاﻤﻪ ﺒرد اﻝﺸﻲء:
ً
ﻻ ﻴﻌﻨـﻲ اﻻرﺘﺒــﺎط ﻫﻨــﺎ ﻓﻘــط أن ﻴﻜــون اﻝﺘـزام اﻝﺤــﺎﺒس ﺒــﺎﻝرد ﺴــﺒﺒﻪ اﻝﺘـزام اﻝﻤــدﻴن
ﺒـﺄداء ﺸــﻲء ﻝﻠﺤــﺎﺒس ،ﻜﻤــﺎ ﻴﺒــدو ﻝﻠوﻫﻠــﺔ اﻷوﻝــﻰ ﻤــن ﻨــص اﻝﻤــﺎدة ٢٤٦ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون
اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري .ﻓﻌﻼﻗ ــﺔ اﻝ ــﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒ ــﻴن اﻝﺘـ ـزام اﻝﺤ ــﺎﺒس ﺒ ــﺄداء اﻝ ــﺸﻲء وﺤﻘ ــﻪ ﻗﺒ ــل
اﻝﻤدﻴن ﻤﺠﺎﻝﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻌﻘود اﻝﻤﻠزﻤﺔ ﻝﻠﺠﺎﻨﺒﻴن ﻝﻜﻨﻨﺎ رأﻴﻨـﺎ أن ﻨطـﺎق اﻝﺤـق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس
أوﺴــﻊ ﻤــن ذﻝــك ﺒﻜﺜﻴــر ﻓﻬــو ﻴــﺸﻤل اﻝﻌﻘــود اﻝﻤﻠزﻤــﺔ ﻝﺠﺎﻨــب واﺤــد ﺒــل ﻴــﺸﻤل أﻴــﻀﺎً
ﺤــﺎﻻت ﻨــص ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻝﻘــﺎﻨون ﻻ ﻴﻜــون ﻓﻴﻬــﺎ ﺜﻤــﺔ ﻋﻼﻗــﺔ ﺴــﺒﺒﻴﺔ ﺒــﻴن اﻝﺘ ـزام اﻝﺤــﺎﺒس
وﺤﻘﻪ ،ﻓﺎﻝﻤطﻠوب أن ﻴﻜون اﻻﻝﺘزاﻤﺎن ﻤﺘﻘﺎﺒﻠﻴن وﻤرﺘﺒطﻴن وﻻ ﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜـون ﻜـل
ﺴﺒﺒﺎ ﻝﻶﺨر.
ﻤﻨﻬﻤﺎ ً
آﺜـــﺎر اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٤٧ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ (١)» :ﻤﺠرد اﻝﺤـق
ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻻ ﻴﺜﺒت ﺤق اﻤﺘﻨﺎز ﻋﻠﻴﻪ (٢) .وﻋﻠﻰ اﻝﺤﺎﺒس أن ﻴﺤﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻝـﺸﻲء
وﻓﻘــﺎً ﻷﺤﻜــﺎم رﻫــن اﻝﺤﻴــﺎزة وﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﻘــدم ﺤــﺴﺎﺒﺎً ﻋــن ﻏﻠﺘــﻪ (٣) .إذا ﻜــﺎن اﻝــﺸﻲء
اﻝﻤﺤﺒ ــوس ﻴﺨ ــﺸﻰ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻝﻬ ــﻼك أو اﻝﺘﻠ ــف ،ﻓﻠﻠﺤ ــﺎﺒس أن ﻴﺤ ــﺼل ﻋﻠ ــﻰ إذن ﻤ ــن
وﻓﻘﺎ ﻝﻸﺤﻜﺎم اﻝﻤﻨﺼوص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻤﺎدة ،١١١٩وﻴﻨﺘﻘل اﻝﺤق
اﻝﻘﻀﺎء ﻓـﻲ ﺒﻴﻌﻪ ً
ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻤن اﻝﺸﻲء إﻝﻰ ﺜﻤﻨﻪ«.
٥٥ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻨﺼوص أن اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس وﻓﻘًـﺎ ﻝﻠﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري
ﻻ ﻴﻤ ــﻨﺢ ﺼ ــﺎﺤﺒﻪ ﺤ ــق اﻤﺘﻴ ــﺎز ،ﻓﺎﻝﺤ ــﺎﺒس ﻻ ﻴﺤ ــق ﻝ ــﻪ أن ﻴﺘﻘ ــدم ﻋﻠ ــﻰ ﻏﻴـ ـرﻩ ﻤ ــن
اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘــﻪ ﻤــن اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس ،ﻜﻤــﺎ ﻻ ﻴﺤــق ﻝــﻪ أن ﻴﺘﺘﺒــﻊ ﻫــذا
اﻝﺸﻲء إذا ﺨرج ﻤن ﻴدﻴـﻪ ﺒﺈرادﺘـﻪ ﻓــﻲ أي ﻴـد ﺘﻜـون ،ﻓـﺎﻝﺤق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس طﺒﻘًـﺎ ﻝﻬـذﻩ
اﻝﻨﺼوص ﺤق ﺸﺨﺼﻲ ﻻ ﻋﻴﻨﻲ ،وﻝﻜﻨﻪ ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻴﻤـﻨﺢ اﻝﺤـﺎﺒس ﻤرﻜـ ًاز
ﻤﺘﻤﻴ ًاز ﻋـن ﻏﻴـرﻩ ﻤـن اﻝـداﺌﻨﻴن اﻝﻌـﺎدﻴﻴن؛ ﻷن أًﻴـﺎ ﻤـﻨﻬم ﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺤﺠـز ﻋﻠـﻰ
اﻝﻤــﺎل اﻝﻤﺤﺒ ــوس وﻴﻤ ــﺎرس ﻋﻠﻴــﻪ إﺠـ ـراءات اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﺠﺒــرى إﻻ إذا ﺘﺨﻠ ــص ﻤ ــن ﻴ ــد
اﻝﺤﺎﺒس ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ ﻴﺘـﺄﺘﻰ ﻝـﻪ ذﻝـك إﻻ إذا وﻓـﻰ ﻝـﻪ ﺤﻘـﻪ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝﻤـدﻴن ،ﺒﺤﻴـث
ﻴﺤل اﻝﺤﺎﺠز ﺒﻬذﻩ اﻝطرﻴﻘﺔ ﻤﺤل اﻝﺤﺎﺒس ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﺤـﺎﺒس أن ﻴﺤـﺒس اﻝـﺸﻲء ﺤﺘـﻰ ﻴـﺴﺘوﻓـﻲ أﺼـل اﻝـدﻴن وﻤـﺼروﻓﺎﺘﻪ
وﻓواﺌدﻩ وﻫـو ﺤـق ﻻ ﻴﻘﺒـل اﻝﺘﺠزﺌـﺔ ﺒﻤﻌﻨـﻰ أن اﻝﻤـدﻴن ﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝـﺘﺨﻠص ﻤﻨـﻪ إﻻ
إذا وﻓﻰ ﻝﻠداﺌن ﻜﺎﻤل ﺤﻘﻪ .أﻤﺎ إذا وﻓﻰ ﻝﻪ ﺒﺠزء ﻤﻨﻪ ﻓﻠﻠداﺌن أن ﻴرﻓض ﻫذا اﻝوﻓﺎء
أو أن ﻴﻘﺒﻠــﻪ ﻤــﻊ ﺘﻤــﺴﻜﻪ ﺒﺤﻘــﻪ ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘوﻓـﻲ ﺒــﺎﻗﻰ ﺤﻘــﻪ ،ﻝﻜــن ﻴﺠــب
ﻋﻠﻴﻪ أﺜﻨﺎء ﻤﻤﺎرﺴﺘﻪ ﻝﻬذا اﻝﺤق أﻻ ﻴﺘﻌﺴف ﻓـﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪٕ ،واﻻ اﻨطﺒﻘت ﻋﻠﻴﻪ ﻗواﻋد
اﻝﺘﻌﺴف ﻓـﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺤق ،واﻝﺘﻰ ﻤؤداﻫـﺎ أن اﻝـداﺌن إذا اﺴـﺘوﻓﻰ ﻤﻌظـم ﺤﻘـﻪ وﻝـم
ﻴﺒق ﻓـﻲ ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن ﺘﺠﺎﻫـﻪ ﺴـوى ﻗـدر ﻴـﺴﻴر ﻤـن اﻝـدﻴن ﻓﻌﻨدﺌـذ ﻴﺠـب ﻋﻠـﻰ اﻝـداﺌن
أن ﻴــرد ﻝﻠﻤــدﻴن اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس ﻷن اﻝﻤﻨﻔﻌــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌــود ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ
اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻻ ﺘﺘﻨﺎﺴب أﻝﺒﺘﺔ ﻤﻊ اﻝﻤﻀرة اﻝﺘﻲ ﺘﺼﻴب اﻝﻤدﻴن.
وﻻ ﻴﺠوز ﻝﻠﺤﺎﺒس أن ﻴﻨﺘﻔﻊ ﺒﺎﻝـﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒـوس ﺒـل ﻋﻠﻴـﻪ أن ﻴﺤـﺎﻓظ ﻋﻠﻴـﻪ ﻜﻤـﺎ
ﻴﺤــﺎﻓظ اﻝــداﺌن اﻝﻤ ـرﺘﻬن رﻫــن ﺤﻴــﺎزة ﻋﻠــﻰ اﻝــﺸﻲء ﻤﺤــل اﻝــرﻫن ،وﻻ ﻴﺠــوز ﻝــﻪ ﺘﻤﻠــك
ـﺸﻔﺎ
اﻝﺜﻤــﺎر اﻝﻨﺎﺘﺠــﺔ ﻤــن ﻫــذا اﻝــﺸﻲء – إذا ﻜــﺎن ﻴﻤﻠــك ﺜﻤــﺎ ًار – ﺒــل ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﻘــدم ﻜـ ً
ﻋــن ﻫــذﻩ اﻝﺜﻤــﺎر إﻝــﻰ اﻝﻤــدﻴن .ﻓﺎﻝﺤــﺎﺒس ﺤــﺎرس ،وﻝــﻴس ﻤﻨﺘﻔ ًﻌــﺎ ﺒﺎﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس؛
ﻷن اﻝﻬــدف ﻤــن اﻝﺤــﺒس ﻫــو ﻤﻤﺎرﺴــﺔ ﻀــﻐط ﻋﻠــﻰ إرادة اﻝﻤــدﻴن ﻝﻜــﻰ ﻴﻨﻔــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ
ﻻ أن ﻴﺄﺨذ اﻝﺤﺎﺒس ﺤﻘﻪ ﺒﻴدﻩ ﻤن اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس.
أحكام االلتزام واإلثبات ٥٦
ﻝﻜ ــن إذا اﻗﺘ ــﻀت اﻝ ــﻀرورة ﺒﻴ ــﻊ اﻝ ــﺸﻲء ﺨ ــﺸﻴﺔ ﻫﻼﻜ ــﻪ أو ﺘﻠﻔ ــﻪ ﻓﻠﻠﺤ ــﺎﺒس أن
ﻴﺤــﺼل ﻋﻠــﻰ إذن ﻤــن اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻝﺒﻴﻌــﻪ وﻓﻘًــﺎ ﻝﻸﺤﻜــﺎم اﻝﻤﻘــررة ﻓ ــﻲ اﻝــرﻫن اﻝﺤﻴــﺎزى،
وﻋﻨدﺌذ ﻴﻨﺘﻘل اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس إﻝﻰ ﺜﻤن اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس اﻝذي ﺒﻴﻊ.
ٕواذا ﻫﻠـ ــك اﻝـ ــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒـ ــوس أو ﺘﻠـ ــف ﻷي ﺴـ ــﺒب ﻤـ ــن اﻷﺴـ ــﺒﺎب ﺒﺨطـ ــﺄ ﻤـ ــن
اﻝﺤﺎﺒس ﺘﺤﻤل اﻝﺤﺎﺒس ﺘﺒﻌﺔ ﻫذا اﻝﻬﻼك ،أﻤﺎ إذا ﻫﻠك ﺒـﺴﺒب أﺠﻨﺒـﻲ ﻓـﺈن اﻝـدﻴن ﻻ
ﻴﻨﻘﻀﻲ وﻴﻠﺘزم اﻝﻤدﻴن ﺤﻴﻨﺌذ ﺒﺂداﺌﻪ ﻝﻠﺤﺎﺒس،
وﻝﻜن اﻝﺴؤال اﻝذي ﻴﻔرض ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺎذا ﻝو ﺤل ﻤﺎل ﻤﺤل اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ﻓــﻲ
ﺤﺎﻝﺔ اﻝﻬﻼك أو اﻝﺘﻠف ﺒﻐﻴر ﺨطـﺄ اﻝﺤـﺎﺒس؟ ﻫـل ﻴﻨﺘﻘـل اﻝﺤـق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس إﻝـﻰ ﻫـذا
ﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻝﻤﺒدأ اﻝﺤﻠول اﻝﻌﻴﻨﻲ؟
ً اﻝﻤﺎل
ﻝم ﻴوﻀﺢ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﺤﻼً ﻝﻬذﻩ اﻝﻤﺴﺄﻝﺔ ﻓـﻲ ﻨﺼوﺼﻪ.
وأرى أن اﻝﺤــق ﻓــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻴﻨﺘﻘــل إﻝــﻰ اﻝﻤــﺎل اﻝــذي ﻴﺤــل ﻤﺤــل اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس
ﻓ ــﻲ ﺤــﺎل اﻝﻬــﻼك أو اﻝﺘﻠــف ﻓ ــﻲ ظــل ﻨــﺼوص اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــﺼري إذا ﻜــﺎن اﻝﻬــﻼك أو
ـﻀﺎ ﻋــن ﺨطــﺄ
اﻝﺘﻠــف ﺒــﺴﺒب أﺠﻨﺒــﻲ وﻝــﻴس ﺒﺨطــﺄ اﻝﺤــﺎﺒس ،ﻜــﺄن ﻴﻜــون ﻫــذا اﻝﻤــﺎل ﺘﻌوﻴـ ً
اﻝﻐﻴ ــر ،أو ﻤﺒﻠ ــﻎ ﺘـ ـﺄﻤﻴن ،وذﻝ ــك ﺘطﺒﻴﻘً ــﺎ ﻝﻤﺒ ــدأ اﻝﺤﻠ ــول اﻝﻌﻴﻨ ــﻲ ،وذﻝ ــك أﺴ ــوة ﺒﺎﻷﺤﻜ ــﺎم
ـﺸﺎﺒﻬﺎ ﺒـﻴن اﻝﺤـق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس،
اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒرﻫن اﻝﺤﻴﺎزة ،ﻤـﺎدام اﻝﻘـﺎﻨون ﻗـد ذﻜـر ﺼـراﺤﺔ ﺘ ً
ورﻫن اﻝﺤﻴﺎزة ﻗﻰ اﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ .وﻤﻊ ذﻝك ﻨدﻋو اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري إﻝـﻰ اﻝـﻨص
ـﺼﺎوﻤﻨﻌﺎ ﻝﻜل ﺨـﻼف ،ﺒﺤﻴـث ﻴـﻀﻴف ﻨ ً ﻓﻌﺎ ﻝﻜل ﻝﺒس ً ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻤﺒدأ ﺼراﺤﺔ وذﻝك ر ً
إﻝﻰ اﻝﻨﺼوص اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻝﻠﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس وأﻗﺘرح أن ﻴﻜون ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻵﺘﻰ:
»إذا ﻫﻠــك اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس أو ﺘﻠــف ﺒــﺴﺒب أﺠﻨﺒــﻲ ﻻ ﻴــد ﻝﻠﺤــﺎﺒس ﻓﻴــﻪ اﻨﺘﻘــل
اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس إﻝﻰ ﻤﺎ ﻴﺤل ﻤﺤﻠﻪ.
وﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﺤــﺎﺒس أن ﻴﺤــﺘﺞ ﺒﺤــق اﻝﺤــﺒس ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝﻤــدﻴن وﺨﻠﻔــﻪ اﻝﻌــﺎم
واﻝﺨـﺎص واﻝﻐﻴــر اﻝــذي اﻨﺘﻘــل إﻝﻴــﻪ ﻤﻠﻜﻴــﺔ اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس أو أي ﺤــق ﻋﻴﻨــﻲ ﺒﻌــد
ﻤﻨﻌﺎ ﻝﺘواطؤ اﻝﻤدﻴن ﻤـﻊ اﻝﻐﻴـر إﻫـدا ًار ﻝﺤـق اﻝﺤـﺎﺒس. ﻨﺸوء اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس وذﻝك ً
أﻤــﺎ إذا ﻨــﺸﺄ ﺤــق اﻝﻐﻴ ــر ﻗﺒــل ﻨــﺸوء ﺤــق اﻝﺤ ــﺒس ﻓــﻼ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﺤــﺎﺒس أن ﻴﺤ ــﺘﺞ
٥٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺒﺎﻝﺤﺒس ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ وﻝﻨﻀرب ﻤﺜﻼً ﻴوﻀﺢ اﻝﻔرق ﺒـﻴن اﻝﺤـﺎﻝﺘﻴن :ﻓﻠـو أن ﺼـﺎﺤب
ﺴــﻴﺎرة أﺼــﻠﺢ ﺴــﻴﺎرﺘﻪ ﻝــدى ورﺸــﺔ إﺼــﻼح ﺜــم ﻗــﺎم ﺒﺒﻴــﻊ ﻫــذﻩ اﻝــﺴﻴﺎرة ﺒﻌــد إﺼــﻼﺤﻬﺎ
دون أن ﻴــﺴدد ﻝﻠورﺸــﺔ ﺤــق اﻹﺼــﻼح ﻓﻌﻨدﺌــذ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﺼــﺎﺤب اﻝورﺸــﺔ أن ﻴﺤــﺘﺞ
ﺒﺤﻘــﻪ ﺒﺤــﺒس اﻝــﺴﻴﺎرة ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝﻤــدﻴن وﻓــﻰ ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝﻐﻴــر اﻝــذي اﻨﺘﻘﻠــت إﻝﻴــﻪ
ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﺴﻴﺎرة؛ ﻷن ﻤﻠﻜﻴﺘﻪ ﻨﺸﺄت ﺒﻌد ﻨﺸؤ ﺤق اﻝﺤﺒس.
أﻤــﺎ إذا ﺒــﺎع اﻝﻤــدﻴن اﻝــﺴﻴﺎرة ﻗﺒــل إﺼــﻼﺤﻬﺎ وذﻫــب ﺒﻌــد ذﻝــك ﻹﺼــﻼﺤﻬﺎ ﻓــﻼ
ﻴﺴﺘطﻴﻊ ﺼﺎﺤب ورﺸﺔ اﻹﺼﻼح أن ﻴﺤﺒس اﻝﺴﻴﺎرة ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ ﻤﺎﻝﻜﻬـﺎ ﻤـن اﻝﻐﻴـر
ﻷن ﺤق اﻝﻐﻴر ﻗد ﻨﺸﺄ ﻗﺒل ﻨﺸوء اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس.
اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس:
ﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ :ﻓــﻲ اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﺘـﻨص اﻝﻤـﺎدة ٢٤٨ﻤﻨـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎ
ﻴﻠﻰ -١» :ﻴﻨﻘﻀﻰ اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﺒﺨروج اﻝﺸﻲء ﻤن ﻴد ﺤﺎﺌزﻩ أو ﻤﺤرزﻩ.
-٢وﻤﻊ ذﻝك ﻴﺠوز ﻝﺤﺎﺒس اﻝﺸﻲء ،إذا ﺨرج اﻝﺸﻲء ﻤن ﻴدﻩ ﺨﻔﻴﺔ أو ﺒﺎﻝرﻏم
ﻤـ ــن ﻤﻌﺎرﻀـ ــﺘﻪ ،أن ﻴطﻠـ ــب اﺴـ ــﺘردادﻩ ،إذا ﻫـ ــو ﻗـ ــﺎم ﺒﻬـ ــذا اﻝطﻠـ ــب ﺨـ ــﻼل
ﺜﻼﺜــﻴن ﻴو ًﻤــﺎ ﻤــن اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻋﻠــم ﻓﻴــﻪ ﺒﺨــروج اﻝــﺸﻲء ﻤــن ﻴــدﻩ ،وﻗﺒــل
اﻨﻘﻀﺎء ﺴﻨﺔ ﻤن وﻗت ﺨروﺠﻪ.
ـﺒﺎﺒﺎ ﺘـؤدى إﻝـﻰ اﻨﻘـﻀﺎء اﻝﺤـق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس،
ﻤن ﻫذا اﻝﻨص ﻴﺘﺒﻴن أن ﻫﻨـﺎك أﺴ ً
وﻫﻰ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻰ:
) (١اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام اﻝﻤﻀﻤون:
ﻝﻤﺎ ﻜﺎن اﻝﺤق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس ﺤﻘًـﺎ ﺘﺒﻌًﻴـﺎ ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﻨﻘـﻀﻲ ﺒﺎﻨﻘـﻀﺎء اﻻﻝﺘـزام اﻷﺼـﻠﻲ
اﻝﺘﺎﺒﻊ ﻝﻪ ،ﻓﺈذا اﻨﻘﻀﻰ اﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن ﺒﺄي ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام اﻨﻘﻀﻰ
ﺘﺒ ًﻌــﺎ ﻝــﻪ اﻝﺤــق ﻓــﻲ اﻝﺤــﺒس؛ ﻷن اﻝﻬــدف ﻤــن اﻝﺤــق ﻓــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻫــو اﻝــﻀﻐط ﻋﻠــﻰ
إرادة اﻝﻤدﻴن ﺤﺘﻰ ﻴوﻓﻰ ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎء ﻫذا اﻻﻝﺘـزام ﻻ ﻴﻜـون ﻫﻨـﺎك
ﻤﺒرر ﻝﻠﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس.
وﻴﻨﺒﻐﻰ أن ﻴﻼﺤظ أﻨﻪ إذا اﻨﻘﻀﻰ اﻻﻝﺘزام اﻷﺼﻠﻰ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﻓﻼ ﻴﻨﻘـﻀﻲ اﻝﺤـق
ـﺎﻤﻼ ،ﻷن اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس ﻜﻤــﺎ ﺴــﺒق أن
ﻓ ــﻲ اﻝﺤــﺒس إﻻ إذا ﻜــﺎن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻜـ ً
رأﻴﻨﺎ ﺤق ﻻ ﻴﻘﺒل اﻝﺘﺠزﺌﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٥٨
ﻜﻤﺎ ﻴﺠب أن ﻴﻼﺤظ أن وﺠود اﻝﺸﻲء ﻓـﻲ ﻴد اﻝداﺌن ﻤن ﺸﺄﻨﻪ أن ﻴﻘطﻊ ﺘﻘﺎدم
ﺤﻘﻪ ﻷن اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ إﻗرار ﻀﻤﻨﻲ ﻤن اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝدﻴن.
) (٢ﻫﻼك اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس:
ﻜﻠﻴﺎ اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ،أﻤﺎ إذا ﻫﻠـك ﺠزﺌًﻴـﺎ
ﻴﻨﻘﻀﻰ اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس إذا ﻫﻠك ً
ﻓﺈن اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻴﻨﺘﻘل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻨﻪ.
وﻴﻨﺒﻐﻰ أن ﻴﻼﺤظ – ﻜﻤﺎ ﺴﺒق أن رأﻴﻨﺎ – أن ﻫﻼك اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ﺒـﺴﺒب
أﺠﻨﺒﻲ ﻴؤدى إﻝﻰ اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق ﻓــﻲ اﻝﺤـﺒس ،وﻝﻜـن اﻝﻤـدﻴن ﻫـو اﻝـذي ﻴﺘﺤﻤـل ﺘﺒﻌـﺔ
ﻫــذا اﻝﻬــﻼك .أﻤــﺎ إذا ﻫﻠــك اﻝــﺸﻲء ﺒﻔﻌــل اﻝﺤــﺎﺒس ،ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﺘﺤﻤــل ﺘﺒﻌــﺔ ﻫــذا اﻝﻬــﻼك.
ٕواذا ﺤــل ﻤﺤــل اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒــوس ﻤــﺎل آﺨــر ﻜﺘﻌــوﻴض أن ﺘــﺄﻤﻴن ﻓــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ اﻝﻬــﻼك
طﺒﻘﺎ ﻝﻤﺒدأ اﻝﺤﻠول اﻝﻌﻴﻨﻲ.ﺒﻔﻌل أﺠﻨﺒﻰ اﻨﺘﻘل اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس إﻝﻰ ﻫذا اﻝﻤﺎل ً
) (٣إﺨﻼل اﻝﺤﺎﺒس ﺒواﺠب اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس:
إذا أﺨل اﻝﺤﺎﺒس ﺒواﺠﺒﻪ ﻓـﻲ اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝـﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒـوس ﻜﻤـﺎ ﻴﺤـﺎﻓظ اﻝـداﺌن
اﻝﻤـ ـرﺘﻬن رﻫ ــن ﺤﻴ ــﺎزة ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــﺸﻲء اﻝﻤرﻫ ــون ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤ ــدﻴن ﻋﻨدﺌ ــذ أن ﻴطﻠ ــب ﻤ ــن
ﺘطﺒﻴﻘﺎ ﻝﻤﺒدأ ﻋدم اﻝﺘﻌﺴف ﻓـﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝﺤق. ً اﻝﻘﻀﺎء إﻨﻬﺎء ﺤق اﻝﺤﺒس ،وذﻝك
ادﻴﺎ:
ﺨروﺠﺎ إر ً
ً ) (٤ﺨروج اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ﻤن ﻴد اﻝﺤﺎﺒس
ﻴﻨﻘﻀﻲ اﻝﺤق ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس إذا ﺨرج اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ﻤن ﻴـد اﻝﺤـﺎﺒس ﺒﺎﺨﺘﻴـﺎرﻩ
أو ﻨﺘﻴﺠ ــﺔ إﻫﻤﺎﻝ ــﻪ ،أﻤ ــﺎ ﺒﺎﺨﺘﻴ ــﺎرﻩ ﻓﺘﺤ ــدث إذا ﺴ ــﻠم اﻝﺤ ــﺎﺒس اﻝ ــﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒ ــوس إﻝ ــﻰ
ﺼﺎﺤﺒﻪ ،وأﻤﺎ إﻫﻤﺎﻝﻪ ﻓﻴﻤﻜن أن ﻴﺤـدث ﻓــﻲ ﺤﺎﻝـﺔ إﻫﻤـﺎل اﻝﺤـﺎﺒس اﻝـدﻓﺎع ﻋـن ﺤﻘـﻪ
ﻓـﻲ اﻝﺤﺒس ﻜﻤـﺎ ﻝـو ﺼـدر ﻀـدﻩ ﺤﻜـم ﻏﻴـر واﺠـب اﻝﻨﻔـﺎذ ﻴﺘﻌﻠـق ﺒﺎﻝﻤـﺎل اﻝﻤﺤﺒـوس،
ﻨﺎﻓذا.
وأﻫﻤل ﻓـﻲ اﻝطﻌن ﻓﻴﻪ ﺤﺘﻰ أﺼﺒﺢ ً
ﻏﺼﺒﺎ ﻓﻠﻪ أن ﻴﺴﺘردﻩً أﻤﺎ إذا ﺨرج اﻝﺸﻲء اﻝﻤﺤﺒوس ﻤن ﻴد اﻝﺤﺎﺒس ﺨﻠﺴﺔ أو
ﻴوﻤﺎ ﻤن وﻗت ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺨروﺠﻪ أو ﺨﻼل ﺴﻨﺔ ﻤـن وﻗـت ﺨروﺠـﻪ أﻴﻬﻤـﺎ ﺨﻼل ﺜﻼﺜﻴن ً
ﻻ ،وﻻ ﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ أﻗرب ،وﻴﻨطﺒق ﻫذا اﻝﺤﻜم ﺴواء أﻜﺎن اﻝﺸﻲء ﻋﻘﺎ ًار أو ﻤﻨﻘو ً
ﻫ ــذا اﻝ ــﺼدد ﻗﺎﻋ ــدة اﻝﺤﻴ ــﺎزة ﻓـ ــﻲ اﻝﻤﻨﻘ ــول ﺴ ــﻨد اﻝﺤ ــﺎﺌز ﻷن اﻷﻤ ــر ﻴﺘﻌﻠ ــق ﺒ ــﺴرﻗﺔ
ﻀﻤﺎن ،وﻝذﻝك ﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻨص اﻝﻤﺎدة ٩٧٧ﻤن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري اﻝﺘـﻲ
٥٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺘﺠﻴز ﻝﻤﺎﻝـك اﻝﻤﻨﻘـول أو ﺤـﺎﺌزﻩ إذا ﻓﻘـدﻩ أو ﺴـرق ﻤﻨـﻪ أن ﻴـﺴﺘردﻩ ﻤﻤـن ﻴﻜـون ﺤـﺎﺌ ًاز
ﻝﻪ ﺒﺤﺴن ﻨﻴﺔ.
وﻝﻜن إذا ﻜﺎن اﻝﺤﺎﺌز ﻗد اﺸﺘرى اﻝـﺸﻲء اﻝﻤـﺴروق أو اﻝـﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤـﺴن ﻨﻴـﺔ ﻓــﻲ
ﺴوق أو ﻤزاد ﻋﻠﻨﻲ أو اﺸﺘراﻩ ﻤﻤن ﻴﺘﺠر ﻓـﻲ ﻤﺜﻠـﻪ ﻓـﺈن ﻝـﻪ أن ﻴطﻠـب ﻤـن اﻝﺤـﺎﺒس
أن ﻴﻌﺠل ﻝﻪ اﻝﺜﻤن اﻝذي دﻓﻌﻪ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٦٠
] êÞ^nÖ]Ø’ËÖ
]Ý]ˆjÖøÖë¢]„éËßjÖ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻷﺼــل ﻓ ــﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻫــو اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ،ﻓــﺈذا اﺴــﺘﺤﺎل أو ﺼــﻌب ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن
اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻪ ﻝﺠﺄ إﻝـﻰ ﻤطﺎﻝﺒـﺔ اﻝﻤـدﻴن ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻋـن طرﻴـق اﻝﺘﻌـوﻴض ،واﻝﺘﻌـوﻴض
ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ.
ً اﺘﻔﺎﻗﻴﺎ )اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ( ،أو
ً ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ أو
ً إﻤﺎ أن ﻴﻜون
وﺴواء أﻜﺎن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠﺒري ﺘﻨﻔﻴذاً ﻋﻴﻨﻴﺎً أم ﺒطرﻴـق اﻝﺘﻌـوﻴض ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﺠـب ﻋﻠـﻰ
اﻝداﺌن ﻗﺒل اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﻪ أن ﻴﻘوم ﺒﺈﻋذار اﻝﻤدﻴن.
وﻝذﻝك ﺴوف ﻨﻘﺴم ﻫذا اﻝﻔﺼل إﻝﻰ اﻝﻤﺒﺎﺤث اﻵﺘﻴﺔ:
اﻝﻤﺒﺤــــــــث اﻷول :اﻹﻋذار.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨـــــــﻲ :اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝــــــث :اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝراﺒـــــــــﻊ :اﻝﺘﻌوﻴض اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ )اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻰ(.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺨﺎﻤس :اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ.
] Ùæù]ovf¹
]La mise on demewe …]„{{{{{{Âý
اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻹﻋذار واﻝﺤﻜﻤﺔ ﻤن ﻤﺸروﻋﻴﺘﻪ:
اﻹﻋــذار :ﻫــو وﻀــﻊ اﻝﻤــدﻴن ﻤوﻀــﻊ اﻝﻤﺘــﺄﺨر ﻓ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ ،وذﻝــك ﻋــن
طرﻴق طﻠب اﻝداﺌن ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ﺒورﻗﺔ رﺴﻤﻴﺔ أو ﺒﻤﺎ ﻴﻘوم ﻤﻘﺎﻤﻬﺎ.
واﻹﻋذار واﺠب ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻴﻰ ،وﻜذﻝك ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋن طرﻴق اﻝﺘﻌوﻴض.
ﻫــذا اﻹﺠ ـراء ﻨظﻤــﻪ اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻓ ــﻲ ﻤوﻀــﻌﻴن ﻤﺨﺘﻠﻔــﻴن ،اﻝﻤوﻀــﻊ
٦١ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻴﻌد إﻋـﻼن اﻝـداﺌن اﻝﻤـدﻴن ﻝـﺼﺤﻴﻔﺔ اﻝـدﻋوى اﻝﺘـﻲ ﻴطﻠـب ﻓﻴﻬـﺎ ﻤﻨـﻪ اﻝوﻓـﺎء ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ
إﻋذار ﺒﺸرط اﺸـﺘﻤﺎل ﻫـذﻩ اﻝـﺼﺤﻴﻔﺔ ﻋﻠـﻰ ﺘﻜﻠﻴـف اﻝـداﺌن اﻝﻤـدﻴن ﺘﻨﻔﻴـذ اﻻﻝﺘـزام ،وﺘﻘـدﻴر
اﺸ ــﺘﻤﺎل ﻫ ــذﻩ اﻝ ــﺼﺤﻴﻔﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻝﺘﻜﻠﻴ ــف ﻤ ــن اﻝﻤ ــﺴﺎﺌل اﻝﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺨ ــﻀﻊ
ﻝــﺴﻠطﺔ ﻗﺎﻀــﻰ اﻝﻤوﻀــوع دون رﻗﺎﺒــﺔ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓـ ــﻲ ذﻝــك ﻤــن ﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻝــﻨﻘض ﻤﺘــﻰ أﻗ ــﺎم
ﻗﻀﺎءﻩ ﻋﻠﻰ أﺴﺒﺎب ﺴﺎﺌﻐﺔ ﺘﻜﻔﻲ ﻝﺤﻤﻠﻪ.
وﻻ ﻴﺠ ــوز وﻓﻘ ــﺎً ﻝﻠﻨ ــﺼوص اﻝ ــﺴﺎﺒﻘﺔ أن ﻴ ــﺘم اﻹﻋ ــذار ﻓـ ــﻲ ﻨط ــﺎق اﻝﻤﻌ ــﺎﻤﻼت
اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﺒورﻗﺔ ﻋرﻓﻴـﺔ ﻤﺜـل أن ﻴرﺴـل اﻝﻤـدﻴن ﺨطﺎﺒـﺎً ﻋﺎدﻴـﺎً أو ﺤﺘـﻰ ﻤـﺴﺠﻼً أو ﻋـن
طرﻴق اﻝﻔﺎﻜس أو اﻹﻴﻤﻴل ﻴطﻠب ﻓﻴﻪ ﻤن اﻝﻤدﻴن ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام.
ـﺘﺜﻨﺎء ﻤـن اﻝﻘﺎﻋـدة اﻝـﺴﺎﺒﻘﺔ ﻴﺠـوز اﻻﺘﻔـﺎق ﺒـﻴن اﻝـداﺌن واﻝﻤـدﻴن ﻋﻠـﻰ أن واﺴ ً
ﻴ ــﺘم اﻹﻋ ــذار ﺒورﻗ ــﺔ ﻏﻴ ــر رﺴ ــﻤﻴﺔ أو ﺤﺘ ــﻰ ﺸ ــﻔﺎﻫﻴﺎً .ﻓﺎﻝﻘواﻋ ــد اﻝﻤﻨظﻤ ــﺔ ﻝﻜﻴﻔﻴ ــﺔ
اﻹﻋ ــذار ﻗواﻋ ــد ﻤﻜﻤﻠـ ـﺔ ﻴﺠ ــوز اﻻﺘﻔ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬ ــﺎ .وﻜ ــذﻝك ﻴﻤﻜ ــن أن ﻴ ــﺘم
اﻹﻋ ــذار ﺒورﻗ ــﺔ ﻏﻴ ــر رﺴ ــﻤﻴﺔ وذﻝ ــك ﻓـ ــﻲ ﻨط ــﺎق اﻝﻤﻌ ــﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴ ــﺔ وﻓﻘ ــﺎً ﻝﻤ ــﺎ
ﻴﻘﻀﻰ ﺒﻪ اﻝﻌرف اﻝﺘﺠﺎرى.
اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﻻ ﻀرورة ﻹﻋذار اﻝﻤدﻴن ﻓﻴﻬﺎ:
ﻫــذﻩ اﻝﺤــﺎﻻت ﻨــﺼت ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻨــﺼوص اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري وذﻝــك ﻋﻠــﻰ
اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
) (١إذا ﻨص اﻝﻘﺎﻨون أو اﺘﻔق اﻝطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻝزوم اﻹﻋذار:
وﻗ ــد ﻨ ــﺼت ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ اﻝﻤ ــﺎدة ٢١٨ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري،
وﻴﻤﻜــن وﻓﻘــﺎً ﻝﻠﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري أن ﻴــﺘم ﻫــذا اﻻﺘﻔــﺎق ﺼـراﺤﺔ أو ﻀــﻤﻨﺎً ﻝﻜــن
ﻴــﺸﺘرط ﺤﻴﻨﻤــﺎ ﻴﻜــون ﻀــﻤﻨﻴﺎً أن ﻴﻜــون اﻻﺘﻔــﺎق واﻀــﺤﺎً ﻻ ﻴــدع ﻤﺠــﺎﻻً ﻝﻠــﺸك ﻓ ــﻲ
إﻋﻔﺎء اﻝداﺌن ﻤن اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻹﻋذار.
وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ اﻝﺤــﺎﻻت اﻝﺘــﻲ ﻨــص ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻝﻘــﺎﻨون واﻝﺘــﻰ ﻴﻌﻔــﻰ ﻓﻴﻬــﺎ اﻝــداﺌن ﻤــن
ﻋﻤل اﻹﻋـذار ﻤـﺎ ﺘـﻨص ﻋﻠﻴـﻪ اﻝﻤـﺎدة ٢/٧٠٦ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري واﻝﺘـﻰ
ﺘﻠ ــزم اﻝوﻜﻴ ــل اﻝ ــذي ﻴ ــﺴﺘﻌﻤل ﻤ ــﺎل ﻤوﻜﻠ ــﻪ ﻝ ــﺼﺎﻝﺢ ﻨﻔ ــﺴﻪ ﺒ ــدﻓﻊ ﻓواﺌ ــد اﻝﻤﺒ ــﺎﻝﻎ اﻝﺘ ــﻲ
٦٣ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ إذا اﺸﺘرى ﺒﺎﺌﻊ ﻤﺠوﻫرات ﺒﻌض اﻝﻤﺠوﻫرات ﻤـن ﺴـﻴدة
وﻫ ــو ﻴﻌﻠ ــم أﻨﻬ ــﺎ ﺴ ــﺎرﻗﺔ ﻝﻬ ــﺎ ﻓ ــﺈن ﺼ ــﺎﺤب ﻫ ــذﻩ اﻝﻤﺠ ــوﻫرات اﻷﺼ ــﻠﻰ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ أن
ﻴطﺎﻝـب ﻫـذا اﻝــﺼﺎﺌﻎ ﺒـرد ﻤــﺎ اﺸـﺘراﻩ دون ﺤﺎﺠــﺔ إﻝـﻰ إﻋــذار ﻷﻨـﻪ ﺴــﻲء اﻝﻨﻴـﺔ وﻴﻌﻠــم
أﻨﻬﺎ ﻤﺴروﻗﺔ ،وﻴﻘﻊ ﻋبء إﺜﺒﺎت ذﻝك ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق ﺼﺎﺤب اﻝﻤﺠوﻫرات اﻷﺼﻠﻰ.
أوﻝﻬﻤــﺎ :أن اﻝــداﺌن ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﻤــن وﻗــت اﻹﻋــذار ﻤطﺎﻝﺒــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض
ﻋن اﻝﺘﺄﺨر ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ:
ﻓﺒﻌـد اﻹﻋـذار ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝـداﺌن ﺒواﺴـطﺔ اﻝﻘــﻀﺎء أن ﻴطﺎﻝـب اﻝﻤـدﻴن ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض
ﻋن اﻝﺘﺄﺨر ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻤن وﻗت اﻹﻋذار وﻝـﻴس ﻤـن وﻗـت اﺴـﺘﺤﻘﺎق دﻴﻨـﻪ .ذﻝـك أن
اﻹﻋــذار ﻫــو اﻝﺤــد اﻝﻔﺎﺼــل ﺒــﻴن ﺘــﺴﺎﻤﺢ اﻝــداﺌن ﻤــﻊ اﻝﻤــدﻴن وﻋــدم ﺘــﺴﺎﻤﺤﻪ ﻤﻌــﻪ.
)اﻝﻤﺎدة ٢١٨ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
٦٥ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]ovf¹
] Ý]ˆjÖøÖéÃÖ]„éËßjÖ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ﻴﻌﻨﻰ ﻗﻴﺎم اﻝﻤدﻴن ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻴن ﻤﺎ اﻝﺘزم ﺒﻪ.
واﻷﺼل أن ﻴﻘوم اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﻌﻴﻨـﻲ ﻻﻝﺘ ازﻤـﻪ ،وذﻝـك ﺒﻤﺤـض إرادﺘـﻪ .ﻓـﺈذا
ﻤﻤﻜﻨﺎ ،ﻓﻠﻠداﺌن أن ﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒـﻪ ،وأن ﻴﺠﺒـرﻩ
ً ﻗﻌد ﻋن ﻫذا اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن ﻜوﻨﻪ
ﻋﻠﻴــﻪ ﺒواﺴــطﺔ اﻝﻘــﻀﺎء إذا ﻝــم ﻴﻜــن ﻓ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذﻩ إرﻫــﺎق ﻝﻠﻤــدﻴن ﺒــﺸرط ﻋــدم إﺼــﺎﺒﺔ
اﻝداﺌن ﺒﻀرر ﺠﺴﻴم.
أحكام االلتزام واإلثبات ٦٦
وﺘﺨﺘﻠف ﺼور اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ﺒﺤﺴب ﻤﺤل ﻫذا اﻻﻝﺘزام ،وﻝﻬذا ﺴﻨﻘﺴم
ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث إﻝﻰ ﻤطﻠﺒﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﻤطـــﻠب اﻷول :ﺸروط اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام.
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام.
] Ùæù]gת¹
†Ý]ˆjÖøÖéÃÖ]„éËßjÖ]½æ
ﻨﺼوص ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ:
ﻨــﺼت ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻝــﺸروط اﻝﻤــﺎدة ٢٠٣ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري اﻝﺘــﻲ
ﺘﻨص ﻋﻠﻰ أﻨﻪ (١)» :ﻴﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﺒﻌـد إﻋـذارﻩ طﺒﻘـﺎً ﻝﻠﻤـﺎدﺘﻴن ٢٢٠ ،٢١٩ﻋﻠـﻰ
ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ ﺘﻨﻔﻴــذاً ﻋﻴﻨﻴـ ًـﺎ ،ﻤﺘــﻰ ﻜــﺎن ﻤﻤﻜﻨــﺎً (٢) .ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ إذا ﻜــﺎن ﻓ ــﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ
اﻝﻌﻴﻨﻲ إرﻫـﺎق ﻝﻠﻤـدﻴن ﺠـﺎز ﻝـﻪ أن ﻴﻘﺘـﺼر ﻋﻠـﻰ دﻓـﻊ ﺘﻌـوﻴض ﻨﻘـدي ،إذا ﻜـﺎن ذﻝـك
ﺠﺴﻴﻤﺎ«.
ً ﻻ ﻴﻠﺤق ﺒﺎﻝداﺌن ﻀر اًر
ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻨــﺼوص ﻴﺘﺒــﻴن أن ﺸــروط اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘ ـزام ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ
اﻹﻋ ــذار اﻝﺘ ــﻲ ﺴ ــﺒق ﺒﻴﺎﻨ ــﻪ ﺒﺎﻝﺘﻔ ــﺼﻴل ،ﻫ ــﻰ أن ﻴﻜ ــون اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﻌﻴﻨ ــﻲ ﻤﻤﻜًﻨ ــﺎ ،وأن
ﻴطﻠﺒﻪ اﻝداﺌن أو ﻴﺘﻘدم ﺒﻪ اﻝﻤدﻴن ،وأﻻ ﻴﻜون ﻓﻴﻪ إرﻫﺎق ﻝﻠﻤـدﻴن ﺒـﺸرط ﻋـدم إﺼـﺎﺒﺔ
اﻝداﺌن ﺒﻀرر ﺠﺴﻴم وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﺸرط اﻷول -أن ﻴﻜون اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻤﻤﻜﻨﺎً:
ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون ﻓــﻲ
ﻤﻘــدور اﻝﻤــدﻴن اﻝﻘﻴــﺎم ﺒــﻪ ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻰ إذا ﻜــﺎن ﻫــذا اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻤــﺴﺘﺤﻴﻼً ﺒــﺴﺒب أﺠﻨﺒــﻰ أو
ﺤﺘﻰ ﺒﺴﺒب اﻝﻤدﻴن ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻴﻜون ﻤن ﺤق اﻝداﺌن ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ أن ﻴطﺎﻝـب ﺒـﻪ،
ٕواﻨﻤــﺎ ﻴــﺴﻘط ﺤﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻷوﻝــﻰ ،وﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض
ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ.
وﻤﺜﺎل اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨـﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ﺒـﺴﺒب ﻗـوة ﻗـﺎﻫرة ﻻ دﺨـل ﻝﻠﻤـدﻴن ﻓﻴﻬـﺎ،
٦٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻜﻤﺎ ﻝو أودع ﺼـﺎﺤب ﺴـﻴﺎرة ﺴـﻴﺎرﺘﻪ ﻓــﻲ ﺠـراج ﺜـم ﻏـرق ﻫـذا اﻝﺠـراج ﺒـﺴﺒب ﺴـﻴول
وأﻤط ــﺎر ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــرﻏم ﻤ ــن اﺘﺨ ــﺎذ ﺼ ــﺎﺤب اﻝﺠـ ـراج اﻝوﺴ ــﺎﺌل اﻝﻼزﻤ ــﺔ ﻝﻠﺤﻔ ــﺎظ ﻋﻠ ــﻰ
اﻝــﺴﻴﺎرات اﻝﻤودﻋــﺔ ﻓﻴــﻪ ،ﻓﻌﻨدﺌــذ ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن )ﺼــﺎﺤب اﻝــﺴﻴﺎرة( أن ﻴطﺎﻝــب
اﻝﻤ ــدﻴن )ﺼ ــﺎﺤب اﻝﺠـ ـراج( ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﻌﻴﻨ ــﻲ ﻻﻝﺘ ازﻤ ــﻪ )ﺘ ــﺴﻠﻴم ﺴ ــﻴﺎرﺘﻪ ﺴ ــﻠﻴﻤﺔ( ،وﻻ
ﻴﺴﺘطﻴﻊ أﻴﻀﺎً أن ﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒﺘﻌوﻴض ﻷن اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻓــﻲ ﻫـذا اﻝﻤﺜـﺎل ﻴرﺠـﻊ إﻝـﻰ
ﻗوة ﻗﺎﻫرة ﻻ دﺨل ﻝﻠﻤدﻴن ﻓﻴﻬﺎ.
وﻤﺜﺎل ﻝﻠﺤﺎﻝﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ،وﻫﻰ اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﺒﺴﺒب ﻴرﺠﻊ إﻝﻰ اﻝﻤـدﻴن أن ﻴﻔـوت
ﻤﺤﺎم ﻤﻴﻌﺎد اﻝطﻌن ﺒﺎﻻﺴﺘﺌﻨﺎف ﻋﻠﻰ ﻤوﻜﻠﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻪ ﺨﺴراﻨﻪ ﻝﻘﻀﻴﺘﻪ .ﻓـﻲ
ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝـ ــﺔ ﻻ ﻴـ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝـ ــداﺌن )اﻝﻤوﻜ ــل( ﺴـ ــوى أن ﻴطﺎﻝـ ــب اﻝﻤـ ــدﻴن )اﻝﻤﺤـ ــﺎﻤﻰ(
ﺒﺘﻌوﻴض ﻨﻘدى.
طــﺎ ﺒــﺸﺨص اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻻﺘﻔــﺎق أو ﺒــﻨص اﻝﻘ ــﺎﻨون ٕواذا ﻜــﺎن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ﻤرﺘﺒ ً
وﻤﺜﺎﻝــﻪ ،اﻝﺘ ـزام اﻝﺠ ـراح ﺒﻌﻤﻠﻴــﺔ ﺠراﺤﻴــﺔ ،أو ﻤطــرب ﺒﺈﺤﻴــﺎء ﺤﻔــل ،أو أﺴــﺘﺎذ ﺒﺎﻝﻌﻤــل
ﻓ ــﻲ اﻝﺠﺎﻤﻌــﺔ .وﻗﻌ ــد اﻝﻤــدﻴن ﻋ ــن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ ﻓــﺈن اﻝ ــداﺌن ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺠﺒـ ـرﻩ
ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﺤرﻴﺘﻪ اﻝﺸﺨـﺼﻴﺔ .ﻜﻤـﺎ ٌ ﺒواﺴطﺔ اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ،ﻷن ﻓـﻲ ذﻝك
أن ﻗﻴــﺎم اﻝﻤــدﻴن ﻤﺠﺒ ـ اًر ﺒﺘﻨﻔﻴــذ ﻤﺜــل ﻫــذﻩ اﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت ﻻ ﻴﻜــون ﻋﻠــﻰ اﻝوﺠــﻪ اﻝﻤرﺠــو،
ﻷن ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﻻ ﻴؤﺘﻲ ﺜﻤـﺎرﻩ إﻻ إذا ﻨﻔـذﻫﺎ اﻝﻤـدﻴن ﺒﺤرﻴـﺔ ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻰ ﻝـﻴس أﻤـﺎم اﻝـداﺌن
ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺴوى اﻝﻀﻐط ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﺒواﺴطﺔ اﻝﻐراﻤﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴﺔ .ﻓـﺈذا ﻝـم ﺘﻔﻠـﺢ
ﻫذﻩ اﻝوﺴﻴﻠﺔ ﻓـﻲ ﺘﻬدﻴد اﻝﻤدﻴن ،ﻓﻠﻴس أﻤﺎم اﻝداﺌن ﺴوى اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض.
داﺌﻤﺎ ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻰ ﻻ
ﻋﻴﻨﺎ ً
وﻴﻼﺤظ أن اﻻﻝﺘزام ﺒدﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﻤن اﻝﻨﻘود ﻴﻤﻜن ﺘﻨﻔﻴذﻩ ً
ﻤﺠـﺎل ﻝﻠﺤـدﻴث ﻋـن اﻝﺘﻌـوﻴض ﻓــﻲ ﻫــذا اﻻﻝﺘـزام إﻻ إذا ﻜـﺎن اﻝﻘـﺎﻨون ﻴـﻨظم ﺘﻌوﻴــﻀﺎً
ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎً ﻋن اﻝﺘﺄﺨر ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻻﻝﺘزام.
اﻝﺸرط اﻝﺜﺎﻨﻲ -أن ﻴطﻠب اﻝداﺌن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ أو ﺘﻘدم ﺒﻪ اﻝﻤدﻴن:
اﻷﺼل ﻫـو اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﻌﻴﻨـﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ،وﻻ ﻴـﺼﺎر إﻝـﻰ اﻝﺘﻌـوﻴض إﻻ إذا اﺴـﺘﺤﺎل
ﺒدﻝﻴﺎ ﺒﺠﺎﻨب اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ.
اﻤﺎ ﺘﺨﻴﻴرًﻴﺎ أو ً
ذﻝك اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﻓﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻘدي ﻝﻴس اﻝﺘز ً
وﻝ ــذﻝك إذا ﻝﺠ ــﺄ اﻝ ــداﺌن إﻝ ــﻰ طﻠ ــب اﻝﺘﻌ ــوﻴض ،وﻋ ــرض اﻝﻤ ــدﻴن ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ
أحكام االلتزام واإلثبات ٦٨
ﻤﻤﻜﻨﺎ – ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴرﻓض ﻫذا اﻝﻌرض. ً ﻋﻴﻨﺎ– ﻤﺘﻰ ﻜﺎن ذﻝك ً
وﻤــن ﺠﻬــﺔ أﺨــرى ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤــدﻴن أن ﻴــﺴﺘﺒدل دﻓــﻊ ﺘﻌــوﻴض ﻨﻘــدي ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــذ
ـﻀﺎ ،وطﻠـب اﻝـداﺌن ﻤﻨـﻪ
اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ،ﻓـﺈذا ﻋـرض ﻋﻠـﻰ اﻝـداﺌن أن ﻴـدﻓﻊ ﻝـﻪ ﺘﻌوﻴ ً
أن ﻴﻨﻔذ اﻝﺘزاﻤﻪ ﻋﻴﻨﺎً ﻓﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺴﺘﺠﻴب ﻝﻌرض اﻝداﺌن.
ﻓــﻼ ﻴــﺼرف ﻋــن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ إﻝــﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﺒطرﻴــق اﻝﺘﻌــوﻴض إﻻ إذا ﺘﻌــذر
اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ.
وﻴﻤﻜن أن ﻴﺘﺤول اﻝﻤدﻴن ﻤن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ إﻝﻰ دﻓـﻊ ﺘﻌـوﻴض وذﻝـك ﺒﺎﻻﺘﻔـﺎق
ـﻤﻨﺎ .وﻴﻘـﻊ اﻻﺘﻔـﺎق اﻝـﻀﻤﻨﻲ إذا ﻋـرض اﻝﻤـدﻴن ﻋﻠـﻰ ﻤﻊ اﻝـداﺌن إﻤـﺎ ﺼـراﺤﺔ أو ﻀ ً
ـﻀﺎ ﺒــدﻻً ﻤــن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘ ـزام ﻓﻴﻘﺒﻠــﻪ اﻝــداﺌن وﻻ ﻴطﺎﻝــب ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــذ
اﻝــداﺌن ﺘﻌوﻴـ ً
ـدﻴﺎ ﺒـدﻻً ﻤــن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ
ـﻀﺎ ﻨﻘـ ً
اﻝﻌﻴﻨـﻲ ،أو اﻝﻌﻜــس ،ﺒـﺄن ﻴطﻠــب اﻝـداﺌن ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﺘﻌوﻴ ً
اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻓﻴدﻓﻌﻪ اﻝﻤدﻴن وﻻ ﻴﻌرض ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ.
اﻝــﺸرط اﻝﺜﺎﻝــث -أﻻ ﻴﻜــون ﻓـــﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ إرﻫــﺎق ﺒﺎﻝﻤــدﻴن ﺒــﺸرط ﻋــدم
إﺼﺎﺒﺔ اﻝداﺌن ﺒﻀرر ﺠﺴﻴم:
ﻤــن ﺸــروط اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘ ـزام ﺒﺎﻹﻀــﺎﻓﺔ إﻝــﻰ ﻜوﻨــﻪ ﻤﻤﻜًﻨــﺎ أﻻ ﻴﻜــون ﻫــذا
اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻤرﻫﻘــﺎً ﻝﻠﻤــدﻴن ﺒﻤﻌﻨــﻰ أﻻ ﻴــﺼﺎب اﻝﻤــدﻴن أﺜﻨــﺎء ﺘﻨﻔﻴــذﻩ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ﺒﻌﻨــت
ﺸــدﻴد ،ﻓﻤﻌﻨــﻰ اﻹرﻫــﺎق أن ﻴﻠﺤــق اﻝﻤــدﻴن ﺨــﺴﺎرة ﻓﺎدﺤــﺔ ﻤــن ﺠ ـراء اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ،
وﻝذﻝك ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻤﺠرد اﻝـﺼﻌوﺒﺔ اﻝﻌﺎدﻴـﺔ أو اﻝﺘﻜﻠﻔـﺔ اﻝﻤﻌﺘـﺎدة ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴـذ اﻻﻝﺘـزام ﻝﻜـﻲ
ﻴﻤﺘﻨﻊ اﻝﻤدﻴن ﻋﻨﻪ.
ﻓــﺈذا ﻜــﺎن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘ ـزام ﻤرﻫﻘــﺎً ﻝﻠﻤــدﻴن ،ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﺘﺤــول ﻋﻨــﻪ إﻝــﻰ دﻓــﻊ
ﺘﻌــوﻴض ،وﻝﻜــن ﺒــﺸرط أﻻ ﻴــﺼﺎب اﻝــداﺌن ﺒــﻀرر ﺠــﺴﻴم ﻤــن ﺠ ـراء ﻫــذا اﻝﺘﺤــول.
)ﻤﺎدة ٢/٢٠٣ﻤﺼري(.
وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ ذﻝــك ،إذا اﺘﻔــق ﻤﺎﻝــك ﻋﻤــﺎرة ﻤــﻊ اﻝﻤــﺴﺘﺄﺠرﻴن ﻝــﺸﻘق ﻫــذﻩ اﻝﻌﻤــﺎرة
ﻋﻠــﻰ ﺘرﻜﻴــب ﻤــﺼﻌد ﻴﺨــدم ﺴــﻜﺎن اﻝﻌﻤــﺎرة ﺜــم وﺠــد اﻝﻤــدﻴن أن ﻨﻔﻘــﺎت ﺘرﻜﻴــب ﻫــذا
اﻝﻤﺼﻌد ﻴﻔوق ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻌﻤﺎرة ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﺤول ﻋن ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻻﻝﺘزام ﺒدﻓﻊ ﺘﻌوﻴض
ﻝﻠﻤﺴﺘﺄﺠرﻴن ﺒﺸرط ﻋدم إﺼـﺎﺒﺘﻬم ﺒـﻀرر ﺠـﺴﻴم ،وﻻﺴـﻴﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨـت اﻝﻌﻤـﺎرة ﻤﻜوﻨـﺔ
٦٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻤن أدوار ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﻴﻀﻴر ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ اﺴﺘﺨدام اﻝﺴﻠم ﻓـﻲ اﻝوﺼول ﻝﻤﺴﺎﻜﻨﻬم.
ـودا ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﺘﺤـد ﻤـن ﺤـق ﻤﺎﻝـك اﻝﻌﻘـﺎر
أﻴﻀﺎ إذا ﻓـرض اﻝﻘـﺎﻨون ﻗﻴ ً
وﻤن أﻤﺜﻠﺘﻬﺎ ً
ﻓـﻲ اﻝﺒﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺄن ﻴﻤﻨﻊ ﻤن ﺘﺠﺎوز ﺤد ﻤﻌﻴن ﻓـﻲ اﻻرﺘﻔﺎع ﺒﺎﻝﺒﻨﺎء أو ﻓـﻲ ﻤﺴﺎﺤﺔ
رﻗﻌﺘ ــﻪ ،ﻓ ــﺈن ﻫ ــذﻩ اﻝﻘﻴ ــود ﻴﻘررﻫ ــﺎ اﻝﻘ ــﺎﻨون ﻝﻔﺎﺌ ــدة اﻝﻌﻘ ــﺎرات اﻝﻤﺠ ــﺎورة .واﻷﺼ ــل أن
ﻤﺨﺎﻝﻔــﺔ ﻫــذﻩ اﻝﻘﻴــود ﺘﺠﻴــز ﻝﻠﻤــﻀرور اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﺈﺼــﻼﺤﻬﺎ ﻋﻴًﻨــﺎ أي اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﺈ ازﻝــﺔ
اﻝﺒﻨـ ــﺎء اﻝﻤﺨـ ــﺎﻝف وﻤـ ــﻊ ذﻝـ ــك إذا ﻜـ ــﺎن ﻓ ـ ــﻲ إ ازﻝـ ــﺔ ﻫـ ــذا اﻝﺒﻨـ ــﺎء ﻻ ﻴـ ــﺼﻴب اﻝﻤـ ــدﻴن
)اﻝﻤﺨﺎﻝف( ﺒﺨﺴﺎرة ﻓﺎدﺨﺔ ﻤـﻊ ﻋـدم إﺼـﺎﺒﺔ اﻝـداﺌن )اﻝﻤـﻀرور( ﺒـﻀرر ﺠـﺴﻴم ﻓﺈﻨـﻪ
ﻴﺠــوز اﻻﻗﺘــﺼﺎر ﻋﻠــﻰ اﻝﺤﻜــم ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض إذا رأت اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ ﻤــﺎ ﻴﺒــرر ذﻝــك) .ﻤــﺎدة
١٠١٨ﻤدﻨﻰ ﻤﺼرى(.
وﻴﻨﺒﻐﻰ أن ﻴﻼﺤظ أن اﻝذي ﻴـوازن ﺒـﻴن ﻤـﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤـدﻴن وﻤـﺼﻠﺤﺔ اﻝـداﺌن ﻓــﻲ
وﻴﻌــد ﻫــذا اﻷﻤــر ﻤــن إطﻼﻗ ـﺎت ﺴــﻠطﺘﻪ ﻻ ﻴﺠــوز ﻷﺤــد ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻫــو اﻝﻘﺎﻀــﻲُ ،
ـدﻨﻴﺎ أن ﻴﺠﺒـ ـرﻩ ﻋﻠ ــﻰ اﻝﺤﻜ ــم ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﻌﻴﻨ ــﻲ أو ﺒ ــﺎﻝﺘﻌوﻴض
ﺴـ ـواء أﻜ ــﺎن داﺌًﻨ ــﺎ أم ﻤ ـ ً
اﻝﻨﻘدي ﻓﻬو رﺨﺼﺔ ﻤﻨﺤﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﻝﻪ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻬﺎ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻤدﻴن.
وﻴﻼﺤظ أن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻗد ﻨص ﻋﻠﻰ أﻨﻪ إذا ﻜﺎن ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ
اﻝﻌﻴﻨــﻲ إرﻫﺎﻗً ـﺎ ﻝﻠﻤــدﻴن )ﺠــﺎز ﻝــﻪ( أن ﻴﻘﺘــﺼر ﻋﻠــﻰ دﻓــﻊ )ﺘﻌــوﻴض ﻨﻘــدى( ﺒﻤــﺎ
ﻴوﺤﻲ أن اﻝﻤدﻴن ﻫو اﻝذي ﻴﻘرر ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﺤول ﻤن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ إﻝﻰ
اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻨﻘدي.
واﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ ﻏﻴــر ذﻝــك ،ﻓﺎﻝﻘﺎﻀــﻰ وﺤــدﻩ ﻫــو اﻝــذي ﻴﻘــرر ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺴﺄﻝﺔ دون رﻗﺎﺒــﺔ
ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن ﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻝــﻨﻘض ،ﻜﻤــﺎ ﺘــوﺤﻲ اﻝﻤــﺎدة أن اﻝﺘﻌــوﻴض ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻴﻜــون
ﻋﻴﻨﻴﺎ.
ﻨﻘدﻴﺎ أو ًﺘﻌوﻴﻀﺎً ﻨﻘدﻴﺎً ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن أن اﻝﺘﻌوﻴض ﻗد ﻴﻜون ً
ﻓﻴﻨﺒﻐﻰ أن ﻴﻼﺤظ أن ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﺘﻘـدم
ﻋﻠــﻰ ﻤ ــﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤ ــدﻴن إذا ﻜ ــﺎن اﻝ ــداﺌن ﺴﻴ ــﺼﺎب ﺒ ــﻀرر ﺠ ــﺴﻴم ﻓـ ــﻲ ﻋ ــدم اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ
اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ﺤﺘﻰ وﻝـو ﻜـﺎن ﻫـذا اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻤرﻫﻘًـﺎ ﻝﻠﻤـدﻴن ﻷن اﻝـداﺌن ﻋﻨـدﻤﺎ ﻴطﺎﻝـب
ﺒﺎﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ إﻨﻤــﺎ ﻴطﺎﻝــب ﺒﺤﻘــﻪ وﻫــو اﻷﺼــل وﻻ ﻴﺠــوز أن ﻴــﻀﺎر ﺼــﺎﺤب ﺤــق
أحكام االلتزام واإلثبات ٧٠
ـﺴﻴﻤﺎ ،ﻓـﺎﻷوﻝﻰ
ﺒﺤﻘﻪ )ﻓـﺈذا ﻜـﺎن ﻻﺒـد ﻤـن إرﻫـﺎق اﻝﻤـدﻴن أو ﺘﺤﻤﻴـل اﻝـداﺌن ﻀـرًار ﺠ ً
ﺒﺎﻝرﻋﺎﻴﺔ ﻫو اﻝداﺌن ،ﻷﻨﻪ إﻨﻤﺎ ﻴطﺎﻝب ﺒﺤﻘﻪ ﻓـﻲ ﻏﻴر ﺘﻌﺴف(.
ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝداﺌن أن ﻴﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﻌﻴﻨـﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﺠـب
أن ﻴــﺴﺠل ﻋﻠﻴــﻪ ﺘــﺄﺨرﻩ أو ﻋــدم ﺘﻨﻔﻴــذﻩ اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﺎﺨﺘﻴــﺎرﻩ وذﻝــك ﺒطرﻴﻘــﺔ رﺴــﻤﻴﺔ ﻋــن
طرﻴــق إﻋــذارﻩ وﻗــد ﺴــﺒق أن ﺒﻴﻨــﺎ اﻝﻤﻘــﺼود ﺒﺎﻹﻋــذار وﺸــروطﻪ وآﺜــﺎرﻩ وﻴﻨطﺒــق ﻫﻨــﺎ
ﻨﻔس ﻤﺎ ﺴﺒق أن ﻋرﻀﻨﺎﻩ.
] êÞ^nÖ]gת¹
Ý]ˆjÖøÖéÃÖ]„éËßjÖ]íéËéÒ
ﺘﻘﺴﻴم:
ﺘﺨﺘﻠــف ﺼــورة اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام وﺠﺒــر اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ ﺤــﺴب ﻤﺤــل ﻫــذا
اﻻﻝﺘزام ،وﻴﻤﻜن ﺘﻘـﺴﻴم اﻻﻝﺘـزام ﺒﺤـﺴب ﻤﺤﻠـﻪ إﻝـﻰ ﺜﻼﺜـﺔ أﻨـواع :اﻝﺘـزام ﺒﻨﻘـل اﻝﻤﻠﻜﻴـﺔ
أو ﺤق ﻋﻴﻨﻲ آﺨر ،واﻝﺘزام ﺒﻌﻤل ،واﻝﺘزام ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎع ﻋن ﻋﻤل.
وﺴﻨﻌرض ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل ﻜﻴﻔﻴﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻜل ﻨوع ﻤن ﻫذﻩ اﻻﻝﺘزاﻤﺎت.
أوﻻً -اﻻﻝﺘزام ﺒﻨﻘل اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ أو ﺤق ﻋﻴﻨﻲ آﺨر:
ﻴطﻠــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﺈﻋطــﺎء Obligation de donnerوﻴﺨﺘﻠــف
ﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻻﻝﺘزام ﺤﺴب ﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﻤﻨﻘوﻻً أو ﻋﻘﺎ اًر .ﻜﻤـﺎ ﻴﺨﺘﻠـف ﺤـﺴب ﻤـﺎ
إذا ﻜــﺎن اﻻﻝﺘ ـزام ﻴﻨــﺼب ﻋﻠــﻰ ﻨﻘــل ﻤﻠﻜﻴــﺔ أو إﻨــﺸﺎء ﺤــق ﻋﻴﻨــﻲ ﺘﺒﻌــﻲ آﺨــر وذﻝــك ﻋﻠــﻰ
اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
) (١ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ﺒﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺸﻲء ﻤﻌﻴن ﺒﺎﻝذات:
اﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٠٤ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻨﻘــل
اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ أو ﺤق ﻋﻴﻨﻲ آﺨر ﻴﻨﻘل ﻤن ﺘﻠﻘﺎء ﻨﻔـﺴﻪ ﻫـذا اﻝﺤـق ،إذا ﻜـﺎن ﻤﺤـل اﻻﻝﺘـزام
ﺸﻴﺌﺎً ﻤﻌﻴﻨﺎً ﺒﺎﻝذات ﻴﻤﻠﻜﻪ اﻝﻤﻠﺘزم وذﻝك دون إﺨﻼل ﺒﺎﻝﻘواﻋد اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﺘﺴﺠﻴل«.
٧١ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻨــﺼوص أن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻤــدﻴن ﻻﻝﺘ ازﻤــﻪ ﺒﻨﻘــل ﻤﻠﻜﻴــﺔ ﻤﻨﻘــول ﻤﻌــﻴن
ﺒﺎﻝــذات ﻴــﺘم ﺒﻤﺠــرد إﺒ ـرام ﻋﻘــد ﻨﻘــل اﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ دون ﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ أي إﺠ ـراء آﺨــر ،ﺤﺘــﻰ
ﺘﺴﻠﻴم ﻫذا اﻝـﺸﻲء إﻝـﻰ اﻝـداﺌن؛ ﻷن اﻝﺘـﺴﻠﻴم اﻝﺘـزام ﻤﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ ﻨﻘـل اﻝﻤﻠﻜﻴـﺔ؛ ﺤﻴـث
إن ﻫذﻩ اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ ﺘﻨﺘﻘل ﻤن اﻝﻤدﻴن إﻝﻰ اﻝداﺌن ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﺤﺘـﻰ إذا ﺴـﻠم اﻝﻤـدﻴن
اﻝــﺸﻲء إﻝــﻰ ﺸــﺨص آﺨــر ﻏﻴــر اﻝــداﺌن ،وﻓــﻰ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴﻌــود
ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﻹﺠﺒﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ﺒﺎﻝﺘﺴﻠﻴم.
ﻝﻜــن ﻗــد ﻴــﺼطدم اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﺒﻌﻘﺒــﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴــﺔ ﺘﺤــول دون ﺤــﺼوﻝﻪ
ﻋﻠﻰ اﻝﺸﻲء ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام وذﻝـك إذا ﻜـﺎن ﻨﻘـل اﻝﻤﻠﻜﻴـﺔ ﻤﻨـﺼﺒﺎً ﻋﻠـﻰ ﻤﻨﻘـول آل إﻝـﻰ
ﺸﺨص آﺨر وﻜـﺎن ﺤـﺴن اﻝﻨﻴـﺔ ،ﻓﻴـﺴﺘطﻴﻊ ﻫـذا اﻷﺨﻴـر أن ﻴﺤـﺘﺞ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ ﻫـذا
اﻝداﺌن ﺒﺄﻨﻪ ﻗد ﺘﻤﻠك ﻫذا اﻝﻤﻨﻘول ﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ ﻗﺎﻋـدة اﻝﺤﻴـﺎزة ﻓــﻲ اﻝﻤﻨﻘـول ﺴـﻨد اﻝﺤـﺎﺌز
وﻓــﻰ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻗــد ﻻ ﻴﻜــون أﻤــﺎم اﻝــداﺌن ﺴــوى ﻤطﺎﻝﺒــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض ،وﻤــن
أﻤﺜﻠﺔ اﻝﻤﻨﻘوﻻت اﻝﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻝذات ﺘﺤﻔﺔ ﻓﻨﻴﺔ أو ﺤﺼﺎن أو ﺴﻴﺎرة ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ.
أﻤــﺎ إذا اﻨــﺼب اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻨﻘــل اﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻋﻘــﺎر ﻤﻌــﻴن ﺒﺎﻝــذات ﻓــﺈن اﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ
ﺘﻨﺘﻘــل ﺒﻤﺠــرد إﺒ ـرام اﻝﻌﻘــد ﻝﻜــن ﻗــد ﻴﺘطﻠــب اﻝﻘــﺎﻨون ﻝﻨﻔــﺎذ ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ
اﻝﻐﻴــر أن ﻴــﺴﺠل ﻋﻘــد اﻝﺒﻴــﻊ ﻓــﻲ اﻝــﺸﻬر اﻝﻌﻘــﺎرى ،وﻋﻨدﺌــذ ﻴﺠــب أن ﻴــﺴﺎﻋد اﻝﻤــدﻴن
)اﻝﺒــﺎﺌﻊ( اﻝــداﺌن )اﻝﻤــﺸﺘرى( ﻓ ــﻲ إﺘﻤــﺎم إﺠ ـراءات اﻝﺘــﺴﺠﻴل وﻻﺴــﻴﻤﺎ ﻤــﺎ ﻴﺘﻌﻠــق ﻤﻨﻬــﺎ
ﺒﺘوﻗﻴﻊ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ أﻤﺎم اﻝﻤوظف اﻝﻤﺨﺘص ﺒﺈﺘﻤﺎم إﺠراءات اﻝﺸﻬر.
ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ ﻏﻴـر ﺼـﺎﺤﺒﻪ اﻝﻘﻴـﺎم ﺒـﻪ ،ﻓﺈﻨـﻪ إذا ً وﻝﻤﺎ ﻜﺎن اﻝﺘوﻗﻴﻊ ﻋﻤﻼً
اﻤﺘﻨــﻊ اﻝﻤــدﻴن ﻋــن ﻤــﺴﺎﻋدة اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ إﺘﻤــﺎم إﺠ ـراءات اﻝﺘــﺴﺠﻴل وﻝــم ﻴوﻗــﻊ أﻤــﺎم
اﻝﻤوظف اﻝﻤﺨﺘص ﺒذﻝك ﻓﺈن اﻝداﺌن ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﻠﺠﺄ إﻝﻰ اﻝﻘﻀﺎء،
وﻴرﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻤدﻴﻨﻪ دﻋوى ﺘﺴﻤﻰ دﻋوى ﺼﺤﺔ وﻨﻔﺎد ﻋﻘد اﻝﺒﻴﻊ ،ﻴﻜون اﻝﻐرض ﻤﻨﻬﺎ
ﺤﺼول اﻝداﺌن ﻋﻠﻰ ﺤﻜم ﺒﺄن ﻋﻘد اﻝﺒﻴﻊ ﺼﺤﻴﺢ وﻨﺎﻓذ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝﻤـدﻴن ،وﻴﻘـوم
ﺘــﺴﺠﻴل اﻝﺤﻜــم ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝــدﻋوى ﻤﻘــﺎم ﺘــﺴﺠﻴل ﻋﻘــد اﻝﺒﻴــﻊ ﻓــﻲ ﻨﻔــﺎذ ﺤــق اﻝــداﺌن ﻓــﻲ
ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻐﻴر.
أحكام االلتزام واإلثبات ٧٢
) (٢ﻓﺈذا ﻝم ﻴﻘم اﻝﻤدﻴن ﺒﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزاﻤﻪ ،ﺠﺎز ﻝﻠداﺌن أن ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺸﻲء ﻤـن
اﻝﻨــوع ذاﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻨﻔﻘــﻪ اﻝﻤــدﻴن ﺒﻌــد اﺴــﺘﺌذان اﻝﻘﺎﻀــﻲ أو دون اﺴــﺘﺌذاﻨﻪ ﻓ ــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ
اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠوز ﻝﻪ أن ﻴطﺎﻝـب ﺒﻘﻴﻤـﺔ اﻝـﺸﻲء ﻤـن ﻏﻴـر إﺨـﻼل ﻓــﻲ اﻝﺤـﺎﻝﺘﻴن
ﺒﺤﻘﻪ ﻓـﻲ اﻝﺘﻌوﻴض«.
ﻤﻘﺘـﻀﻰ ﻫـذﻩ اﻝﻨـﺼوص أن ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘـزام ﺒﻨﻘـل ﻤﻠﻜﻴـﺔ ﺸــﻲء ﻤﻌـﻴن ﺒﻨوﻋـﻪ )ﺸــﻲء
ﻤﺜﻠ ــﻲ( وﻫ ــﻰ ﺘﻠ ــك اﻷﺸ ــﻴﺎء اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺤ ــدد ﺒﻨوﻋﻬ ــﺎ وﻤﻘ ــدارﻫﺎ ووﺼ ــﻔﻬﺎ -ﻤﺜ ــل اﻝﺤﺒ ــوب
واﻝﺨﻀروات واﻝﺴﻴﺎرات اﻝﺠدﻴدة ﺒﻨﻔس اﻝﻤواﺼﻔﺎت -ﻴﺘم ﺘﻨﻔﻴذ ﻫـذا اﻻﻝﺘـزام ﻋـن طرﻴـق
ﻗﻴـﺎم اﻝﻤـدﻴن ﺒﻌﻤﻠﻴــﺔ ﺘﺤوﻴــل ﻫـذﻩ اﻷﺸــﻴﺎء ﻤــن أﺸــﻴﺎء ﻤﺜﻠﻴــﺔ إﻝـﻰ أﺸــﻴﺎء ﻗﻴﻤﻴــﺔ وذﻝــك ﻋــن
طرﻴــق ﻓرزﻫــﺎ وﺘﺠﻨﻴﺒﻬــﺎ ﻋــن ﻤﺜﻴﻼﺘﻬــﺎ ،ﻓﻤــﺜﻼً ﺒــﺎﺌﻊ اﻝﺨــﻀروات ﻴﻨﻔــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ ﺒﻨﻘــل ﻤﻠﻜﻴــﺔ
ﺠــزء ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﺨــﻀروات ﻝﻠﻤــﺸﺘرى ﻋــن طرﻴــق وزﻨﻬــﺎ ،ووﻀــﻌﻬﺎ ﻓ ــﻲ ﺤﻴــز ﻴﺠﻌﻠﻬــﺎ
ﺘﺘﻤﻴ ــز ﻋ ــن ﻏﻴرﻫ ــﺎ ﻤ ــن اﻝﺨ ــﻀروات اﻝﻤﻤﺎﺜﻠ ــﺔ .ﻋﻨدﺌ ــذ ﺘﻨﺘﻘ ــل اﻝﻤﻠﻜﻴ ــﺔ ﻤ ــن اﻝﺒ ــﺎﺌﻊ إﻝ ــﻰ
اﻝﻤﺸﺘرى وﻝو ﻗﺒل اﻝﺘﺴﻠﻴم.
ٕواذا اﻤﺘﻨﻊ اﻝﻤدﻴن ﻋن ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﺎﻝﻔرز واﻝﺘﺠﻨﻴب ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝـداﺌن ﻓــﻲ ﻫـذﻩ
اﻝﺤﺎﻝﺔ أن ﻴطﻠـب إذﻨـﺎً ﻤـن اﻝﻘـﻀﺎء ﻜـﻲ ﻴﺤـﺼل ﻋﻠـﻰ ﺸـﻲء ﻤـن اﻝﻨـوع ذاﺘـﻪ اﻝﻤﺘﻔـق
ﻋﻠﻴ ــﻪ وذﻝ ــك ﻋﻠ ــﻰ ﻨﻔﻘ ــﺔ اﻝﻤ ــدﻴن ،وﻓ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ ﻴﺘﺤﻤ ــل اﻝﻤ ــدﻴن ﻜﺎﻓ ــﺔ اﻝﻨﻔﻘ ــﺎت
اﻝﻼزﻤــﺔ ﻝﺤــﺼول اﻝــداﺌن ﻋﻠــﻰ ﻤﺜــل اﻝــﺸﻲء ﻤــن ﺜﻤــن وﻤــﺼروﻓﺎت وأﻴــﻀﺎً ﺘﻌــوﻴض
ﻋن اﻝﺘﺄﺨﻴر ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝداﺌن ﻓـﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل أن ﻴﺤﺼل ﻋﻠـﻰ ﺸـﻲء ﻤـن ﻨﻔـس اﻝﻨـوع
٧٣ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﻤﺘﻔــق ﻋﻠﻴــﻪ وذﻝــك ﻋﻠــﻰ ﻨﻔﻘــﺔ اﻝﻤــدﻴن دون ﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ اﻝﺤــﺼول ﻤــﺴﺒﻘﺎً ﻋﻠــﻰ إذن
ﻤ ــن اﻝﻘ ــﻀﺎء وﻝ ــﻪ أن ﻴﻌ ــود ﻜ ــذﻝك ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤ ــدﻴن ﺒﻜﺎﻓ ــﺔ ﻨﻔﻘ ــﺎت ﺤ ــﺼوﻝﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا
اﻝﺸﻲء ،ﻝﻪ أن ﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻋن اﻝﺘﺄﺨﻴر ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
وﻝﻠداﺌن ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺘﻴن -أي ﻓـﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻻﺴﺘﻌﺠﺎل ،أو ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﻌﺎدﻴﺔ –
ﻋﻴﻨﻴـ ﺎ ﻋﻠـﻰ ﻨﻔﻘـﺔ
أن ﻴﺴﺘﻌﻴض ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﺒـدﻻً ﻤـن أن ﻴﻘـوم ﻫـو ﺒﺘﻨﻔﻴـذ اﻻﻝﺘـزام ً
اﻝﻤدﻴن ﻓﻬو اﻝذي ﻴﻘدر ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ،وﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤدﻴن أن ﻴﺠﺒرﻩ
ﻋﻴﻨـ ﺎ ﻋﻠـﻰ ﻨﻔﻘﺘـﻪ .ﻓـذﻝك اﻝﺘـزام اﻝﻤـدﻴن وﻝـﻴس اﻝﺘـزام
ﻋﻠﻰ أن ﻴﻘوم ﺒﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ً
اﻝداﺌن.
اﻻﻝﺘزام اﻝذي ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻤﻨﻪ إذا ﺒذل ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﻋﻨﺎﻴﺔ اﻝـﺸﺨص اﻝﻤﻌﺘـﺎد ﺤﺘـﻰ
وﻝو ﻝم ﻴﺤﻘق اﻝﻨﺘﻴﺠﺔ اﻝﻤرﺠوة ﻤﻨﻪ.
وﻤــن أﻤﺜﻠﺘــﻪ ،اﻝﺘ ـزام اﻝطﺒﻴــب ﺒــﺎﻝﻌﻼج ،واﻝﺘ ـزام اﻝﻤﺤــﺎﻤﻰ ﺒﺎﻝــدﻓﺎع ﻋــن اﻝﻤــﺘﻬم،
واﻝﺘ ـزام اﻝﻤــودع ﻋﻨــدﻩ ﺒﺎﻝﻤﺤﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝــﺸﻲء اﻝﻤــودع ﻝدﻴــﻪ .ﻫــذﻩ اﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت ﺘﺒــدأ
اﻝﺘزاﻤﺎت ﺒﺒذل ﻋﻨﺎﻴﺔ وﺘﻨﺘﻬﻰ ﻜذﻝك.
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ اﻻﻝﺘزام ﺒﺒذل ﻋﻨﺎﻴﺔ واﻝﺘﻰ ﻨص ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻘـﺎﻨون ﻤـﺎ ﻗـﻀت ﺒـﻪ اﻝﻤـﺎدة
٧٠٤ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري اﻝﺘـﻲ ﺘـﻨص ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ (١)» :إذا ﻜﺎﻨـت اﻝوﻜﺎﻝـﺔ
ﺒـﻼ أﺠــر وﺠـب ﻋﻠــﻰ اﻝوﻜﻴــل أن ﻴﺒـذل ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴـذﻫﺎ اﻝﻌﻨﺎﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺒـذﻝﻬﺎ ﻓــﻲ أﻋﻤﺎﻝــﻪ
اﻝﺨﺎﺼﺔ ،دون أن ﻴﻜﻠف ﻓــﻲ ذﻝـك أزﻴـد ﻤـن ﻋﻨﺎﻴـﺔ اﻝرﺠـل اﻝﻤﻌﺘـﺎد (٢) .ﻓـﺈذا ﻜﺎﻨـت
داﺌﻤﺎ ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذﻫﺎ ﻋﻨﺎﻴﺔ اﻝرﺠل اﻝﻤﻌﺘﺎد«.
ﺒﺄﺠر وﺠب ﻋﻠﻰ اﻝوﻜﻴل أن ﻴﺒذل ً
وﺘﻔﻴــد ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ ﻓ ــﻲ اﻷﺼــل ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن أن ﻴﺘﺨــذ ﻓ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذﻩ
ﻻﻝﺘ ازﻤــﻪ ﻋﻨﺎﻴــﺔ اﻝرﺠــل اﻝﻤﻌﺘــﺎد ،وﻫــو ذﻝــك اﻝــﺸﺨص اﻝــذي ﻴﻌــد ﻤــن أواﺴــط اﻝﻨــﺎس،
وﻏﺒﺎءٕ ،واﻨﻤﺎ ﻫو ﺒﻴن ذﻝك ﻗواﻤﺎ.
ً وذﻜﺎء ،وﻻ أﻜﺜرﻫم ﻨزﻗﺎً
ً ﺤرﺼﺎ
ً ﻓﻠﻴس ﻫو أﺸدﻫم
وﻴﻤﻜن اﻝﻘول ﺒﺄن اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻌﺘـﺎد ﻫـو ﺤـﺎل أﻏﻠـب اﻝﻨـﺎس ،وﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن أن
ﻴﺘﺨــذ ﻓ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذﻩ ﻻﻝﺘ ازﻤــﻪ اﻝﺤﻴطــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﺨــذﻫﺎ أﻏﻠــب اﻝﻨــﺎس ﺤﻴﻨﻤــﺎ ﻴﻘــوم أﺤــدﻫم
ﺒﺘﻨﻔﻴذ ﻫذا اﻻﻝﺘزام.
وﻝﻜ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون أو اﻻﺘﻔ ــﺎق ﻗ ــد ﻴ ــﺸدد أو ﻴﺨﻔ ــف ﻤ ــن درﺠ ــﺔ اﻝﻌﻨﺎﻴ ــﺔ اﻝﻤطﻠ ــوب
اﺘﺨﺎذﻫــﺎ أﺜﻨــﺎء ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ،ﻓﻴﺠﻌــل ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ﻴﺘﺤﻘــق إذا ﺒــذل اﻝﻤــدﻴن ﻋﻨﺎﻴــﺔ
اﻝﺸﺨص اﻝﺤرﻴص .أو ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻜس ﻴﺘﺤﻘق إذا ﺒـذل اﻝﻤـدﻴن ﻋﻨﺎﻴـﺔ اﻝـﺸﺨص اﻷﻗـل
ﻤن اﻝﻤﻌﺘﺎد ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌل ﻓـﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝوﻜﻴل ﺒدون أﺠر.
ﻝﻜــن اﻝﻤــدﻴن وأﻴــﺎً ﻜﺎﻨــت درﺠــﺔ اﻝﻌﻨﺎﻴــﺔ اﻝﻤطﻠــوب ﻤﻨــﻪ أن ﻴﺘﺨــذﻫﺎ ﻓ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذﻩ
ﻻﻝﺘ ازﻤــﻪ ﻴﺒﻘــﻰ ﻓ ــﻲ ﻜــل ﺤــﺎل ﻤــﺴؤوﻻً ﻋﻤــﺎ ﻴﺄﺘﻴــﻪ ﻤــن ﻏــش أو ﺨطــﺄ ﺠــﺴﻴم )اﻝﻤــﺎدة
٢/٢١١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤﺼري(.
أحكام االلتزام واإلثبات ٧٨
وﻴﻘﻊ ﻓـﻲ ﻫذا اﻻﻝﺘـزام ﻋـبء إﺜﺒﺎﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺘق اﻝـداﺌن وﺘﺒـ أر ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن إذا أﺜﺒـت
أﻨﻪ ﻗد ﻗﺎم ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻌﺘﺎد ،وﻝم ﻴرﺘﻜب ﻏﺸﺎً أو ﺨطﺄ ﺠﺴﻴﻤﺎً.
أﻤﺎ اﻻﻝﺘزام ﺒﺘﺤﻘﻴـق ﻨﺘﻴﺠـﺔ Obligation de resultﻓـﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴﻔـﻪ ﺒﺄﻨـﻪ :ذﻝـك
اﻻﻝﺘزام اﻝذي ﻻ ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻤﻨﻪ إﻻ إذا ﺤﻘق اﻝﻐﺎﻴﺔ اﻝﻤرﺠوة ﻤن ﺘﻨﻔﻴذﻩ.
وﻤ ــن أﻤﺜﻠ ــﺔ ﻫ ــذا اﻻﻝﺘـ ـزام ،اﻝﺘـ ـزام اﻝﻨﺎﻗ ــل ﺒﺘوﺼ ــﻴل ارﻜ ــب إﻝ ــﻰ ﺠﻬ ــﺔ ﻤﻌﻴﻨ ــﺔ ،ﻓﻬ ــذا
اﻻﻝﺘزام ﻻ ﻴﺘﺤﻘق إﻻ إذا ﻗﺎم اﻝﻨﺎﻗل ﺒﺘوﺼﻴل اﻝراﻜب إﻝﻰ اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻠﻴﻤﺎً.
وﻻ ﺘرﺘﻔﻊ ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ ﻫذا اﻻﻝﺘزام إﻻ إذا أﺜﺒت أن ﻋدم ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺘﺤﻘﻴق
اﻝﻨﺘﻴﺠﺔ اﻝﻤرﺠوة ﻤن وراء ﻫذا اﻻﻝﺘزام ﻫو اﻝﻘوة اﻝﻘـﺎﻫرة أو ﺨطـﺄ اﻝﻤـﻀرور أو ﺨطـﺄ
ﻤــن اﻝﻐﻴــر وأﻨــﻪ ﻗــد ﺒــذل اﻻﺤﺘﻴﺎطــﺎت اﻝﻜﻔﻴﻠــﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴــق ﺘﻠــك اﻝﻨﺘﻴﺠــﺔ .ﻓﻌــبء إﺜﺒــﺎت
ﺘﺤﻘق اﻝﻨﺘﻴﺠﺔ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻝﻤدﻴن ،وﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن ﻓﻘط إﻻ أن ﻴﺜﺒت اﻻﻝﺘزام.
وﻝــﻴس ﻫﻨــﺎك ﻤــﺎ ﻴﻤﻨــﻊ ﻤــن اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ أن ﻴﺘﺤــول اﻝﺘ ـزام ﺒﺤــﺴب أﺼــﻠﻪ ﺒﺒــذل
ﻋﻨﺎﻴﺔ إﻝﻰ اﻝﺘزام ﺒﺘﺤﻘﻴق ﻨﺘﻴﺠـﺔ ،وﻤـن أﻤﺜﻠـﺔ ذﻝـك ،اﺘﻔـﺎق اﻝﻤوﻜـل ﻤـﻊ ﻤﺤﺎﻤﻴـﻪ ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ
ﻻ ﻴﺴﺘﺤق أﺠرة إﻻ إذا ﻜـﺴب اﻝﻘـﻀﻴﺔ .ﻓﻔـﻰ ﻫـذا اﻝﻤﺜـﺎل اﻝﺘـزام اﻝﻤﺤـﺎﻤﻲ ﺒﺤـﺴب أﺼـﻠﻪ
ﻜوﻜﻴل ﺒﺄﺠر اﻝﺘزام ﺒﺒذل ﻋﻨﺎﻴﺔ ،ﻝﻜن اﻻﺘﻔﺎق ﺤوﻝﻪ إﻝﻰ اﻝﺘزام ﺒﺘﺤﻘﻴق ﻨﺘﻴﺠﺔ.
ﺜﺎﻝﺜﺎً -اﻻﻝﺘزام ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎع ﻋن ﻋﻤل ﻤﻌﻴن:
Obligation de ne pas faire
ﻨﺼوص ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢١٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :إذا اﻝﺘـزم اﻝﻤـدﻴن
ﺒﺎﻻﻤﺘﻨ ــﺎع ﻋ ــن ﻋﻤ ــل وأﺨ ــل ﺒﻬ ــذا اﻻﻝﺘـ ـزام ،ﺠ ــﺎز ﻝﻠ ــداﺌن أن ﻴطﻠ ــب إ ازﻝ ــﺔ ﻤ ــﺎ وﻗ ــﻊ
ﻤﺨﺎﻝﻔﺎً ﻝﻼﻝﺘزام ،وﻝﻪ أن ﻴطﻠب ﻤن اﻝﻘﻀﺎء ﺘرﺨﻴﺼﺎً ﻓـﻲ أن ﻴﻘوم ﺒﻬذﻩ اﻹ ازﻝـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻨﻔﻘﺔ اﻝﻤدﻴن«.
ﻴﻤﻜــن ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذﻩ اﻝﻨــﺼوص ﺘﻌرﻴــف اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﺎﻻﻤﺘﻨــﺎع ﻋــن ﻋﻤــل ﺒﺄﻨــﻪ
اﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن ﺒﻌدم اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻌﻤل ﻤﻌﻴن ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝداﺌن ﺒﺤﻴث ُﻴﻌد ﻤﺨـﻼً ﺒﺎﻝﺘ ازﻤـﻪ إذا
٧٩ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻴﺘﺤﻘــق ﺘﻨﻔﻴــذ ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام ﻤــﺎ دام اﻝﻤــدﻴن ﻝــم ﻴﻘــم ﺒﺎﻝﻌﻤــل اﻝﻤﺤظــور ،وﻴﻌﺘﺒــر
ﻤﺨﻼً ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ إذا ﻗﺎم ﺒﻬذا اﻝﻌﻤل ،ﻓﺎﻝواﺠب اﻝذي ﻴﻘﻊ ﻋﻠـﻰ ﻋﺎﺘﻘـﻪ ﻓــﻲ ﻫـذا اﻻﻝﺘـزام
ﻫو واﺠب ﺴﻠﺒﻰ ﻴﻘﺘﻀﻰ ﻋدم اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻌﻤل ﻤﻌﻴن.
ٕواذا أﺨل اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﺎﻻﻤﺘﻨﺎع وﻗﺎم ﺒﺎﻝﻌﻤل اﻝﻤﺤظور ،ﺠﺎز ﻝﻠـداﺌن أن ﻴطﻠـب
ﻤــن اﻝﻘــﻀﺎء إ ازﻝــﺔ اﻝﻌﻤــل اﻝﻤﺨــﺎﻝف إذا ﻜــﺎن ذﻝــك ﻤﻤﻜﻨــﺎً .ﻤﺜــﺎل :إذا ﺘﺠــﺎوز اﻝﺠــﺎر ﻓ ــﻲ
ﻗﺎﻨوﻨﺎ ،ﺤق ﻝﺠﺎرﻩ أن ﻴطﻠب إزاﻝﺔ اﻝﺒﻨـﺎء اﻝﻤﺨـﺎﻝف إذا ﻜـﺎن ذﻝـك
ً ﺒﻨﺎءﻩ اﻝﺤدود اﻝﻤﻘررة ﻝﻪ
ﻤﻤﻜًﻨــﺎ .وﻝــﻴس ﻓﻴــﻪ إرﻫــﺎق ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﺒــﺸرط ﻋــدم إﺼــﺎﺒﺔ اﻝــداﺌن ﺒــﻀرر ﺠــﺴﻴم وﻫــذﻩ
اﻹزاﻝﺔ ُﺘﻌد ﻤن ﻗﺒﻴل اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻠداﺌن.
وﻴﻌـد اﻝﺘﻌــوﻴض اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﺨﻴـر أﻨـواع اﻝﺘﻌــوﻴض ،وﻫـو ﻴﻔــﻀل اﻝﺘﻌــوﻴض اﻝﻨﻘــدي
ُ
ﺒل إن اﻷﺼل أن ﻴﻜون اﻝﺘﻌوﻴض ﺘﻌوﻴـﻀﺎً ﻋﻴﻨﻴ ًـﺎ ،وﻻ ﻴﻌـﺎد إﻝـﻰ اﻝﺘﻌـوﻴض اﻝﻨﻘـدي
إﻻ إذا اﺴﺘﺤﺎل اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻌﻴﻨﻲ.
ﻓﻠ ــﻴس أﻤ ــﺎم اﻝ ــداﺌن إذا أﺨ ــل اﻝﻤ ــدﻴن ﺒﺎﻝﺘ ازﻤ ــﻪ ﺒﺎﻻﻤﺘﻨ ــﺎع ﻋ ــن ﻋﻤ ــل ﺴ ــوى أن
ـدﻴﺎ ،أو ﻋﻴﻨﻴــﺎً ﺒﺈ ازﻝــﺔ اﻝﻤﺨﺎﻝﻔــﺔ اﻝﺘــﻲ
ﻴطﻠ ـب اﻝﺘﻌــوﻴض ،واﻝﺘﻌــوﻴض إﻤــﺎ أن ﻴﻜــون ﻨﻘـ ً
وﻗﻌت إﺨﻼﻻً ﺒﺎﻻﻝﺘزام.
ﻜﻤــﺎ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴطﻠــب ﻤــن اﻝﻘــﻀﺎء اﻝﺤﻜــم ﺒﺎﻝﻐ ارﻤــﺔ اﻝﺘﻬدﻴدﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ
اﻝﻤدﻴن ﻋﻨد إﺨﻼﻝﻪ ﺒﺎﻻﻝﺘزام ﺤﺘﻰ ﻴزﻴل اﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺔ ﺒﻨﻔﺴﻪ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٨٠
] oÖ^nÖ]ovf¹
]êñ^–ÏÖ]˜èçÃjÖ
ﺤﺎﻻت اﻝﻠﺠوء إﻝﻰ اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ:
اﻷﺼل أن اﻝداﺌن ﻴﺴﻌﻰ أول ﻤﺎ ﻴﺴﻌﻰ ﻓـﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻤﻊ اﻝﻤدﻴن إﻝـﻰ اﻝﺤـﺼول
ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ،ﻓﻠـﻴس ﻫدﻓـﻪ ﻓــﻲ اﻷﺼـل ﻫـو اﻝﺤـﺼول ﻋﻠـﻰ ﺘﻌـوﻴض
ﻨﻘدي أو ﺤﺘﻰ ﻋﻴﻨﻲ ،وﻝﻜﻨﻪ إذا ﻓﺸل ﻓـﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠـﻰ ﻋـﻴن ﻤـﺎ اﻝﺘـزم ﺒـﻪ اﻝﻤـدﻴن
ﻓﻼ ﻴﻜون أﻤﺎﻤﻪ ﻤﻨﺎص ﺴوى ﻤطﺎﻝﺒﺘـﻪ ﺒـﺎﻝﺘﻌوﻴض .ﻓﺎﻝـداﺌن ﻴطﺎﻝـب ﺒـﺎﻝﺘﻌوﻴض إذن
ﻋﻨد ﺘﻌذر اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ.
وﻗد أﺸﺎرت اﻝﻤﺎدة ٢١٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري إﻝـﻰ ﻫـذا اﻝﻤﻌﻨـﻰ واﻝﺘـﻰ
ﺘ ــﻨص ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :إذا اﺴ ــﺘﺤﺎل ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤ ــدﻴن أن ﻴﻨﻔ ــذ اﻻﻝﺘـ ـزام ﻋﻴًﻨ ــﺎ ﺤﻜ ــم ﻋﻠﻴ ــﻪ
ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻝﻌدم وﻓﺎﺌﻪ ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ،ﻤﺎﻝم ﻴﺜﺒت أن اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻗـد ﻨـﺸﺄت ﻋـن ﺴـﺒب
أﺠﻨﺒﻲ ﻻﺒد ﻝﻪ ﻓﻴﻪ ،وﻴﻜون اﻝﺤﻜم ﻜذﻝك إذا ﺘﺄﺨر اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزاﻤﻪ«.
ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻨــﺼوص ﻴﺘﺒــﻴن أن اﻝــداﺌن ﻴﻠﺠــﺄ ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻓ ــﻲ ﺤــﺎﻻت
ﺘﻌذر اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ وﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
ﻋﻴﻨﺎ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼً ﺒﻔﻌل اﻝﻤدﻴن.
-١إذا أﺼﺒﺢ ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ً
-٢إذا ﻜــﺎن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ ﻝﻼﻝﺘـزام ﻤﻤﻜًﻨــﺎ وﻝﻜﻨــﻪ ﻓﻴــﻪ إرﻫــﺎق ﻝﻠﻤــدﻴن ﻤــﻊ ﻋــدم
إﺼﺎﺒﺔ اﻝداﺌن ﺒﻀرر ﺠﺴﻴم.
-٣إذا أﺼ ــﺒﺢ ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﻝﺘـ ـزام ﻏﻴ ــر ﻤﺠ ـ ِـد أي ﻏﻴ ــر ذي ﻓﺎﺌ ــدة ﺒﺎﻝﻨ ــﺴﺒﺔ ﻝﻠ ــداﺌن
وذﻝك ﺒﻔﻌل اﻝﻤدﻴن.
-٤إذا ﻜﺎن ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ﻤـرﺘﺒط ﺒـﺸﺨص اﻝﻤـدﻴن أي ﺘـﻨﻌﻜس ﺸﺨـﺼﻴﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺘﻨﻔﻴذﻩ وأﺼر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻪ.
ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻻت ﻻ ﻴﻜون أﻤﺎم اﻝـداﺌن ﺴـوى اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒـﺎﻝﺘﻌوﻴض ،واﻝﺘﻌـوﻴض
إﻤﺎ أن ﻴﻜون ﻤﻘﺎﺒﻼً ﻝﻌدم اﻝﺘﻨﻔﻴذٕ ،واﻤﺎ أن ﻴﻜون ﻤﻘﺎﺒﻼً ﻝﻠﺘﺄﺨر ﻓﻴﻪ.
٨١ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻴﺤــل اﻝﺘﻌــوﻴض ﻤﺤــل اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻴﻨــﻲ وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻓــﺈن اﻝــﻀﻤﺎﻨﺎت اﻝﺘــﻲ ﻜﺎﻨــت
ﺘﻀﻤن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﺘﻨﺘﻘل إﻝﻰ اﻝﺘﻌوﻴض ﻝﺘﻀﻤن اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ.
وﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻴﻼﺤـظ أن ﻫﻨـﺎك ﻓرﻗًـﺎ ﺒـﻴن اﻝﺘﻌـوﻴض ﻋـن ﻋـدم اﻝﺘﻨﻔﻴـذ واﻝﺘﻌـوﻴض
ﻋـن اﻝﺘـﺄﺨر ﻓﻴــﻪ ،ﻓﺎﻝﻤﻘـﺎول اﻝــذي ﻴﻘـوم ﺒﺒﻨــﺎء ﻤدرﺴـﺔ ﻴﻠﺘــزم ﺒـدﻓﻊ ﺘﻌــوﻴض ﻋﻨـد ﻋــدم
ﺒﻨﺎﺌــﻪ ﻝﻬــذﻩ اﻝﻤدرﺴــﺔ ،وﻫــذا ﻫــو اﻝﺘﻌــوﻴض ﻋــن ﻋــدم اﻝﺘﻨﻔﻴــذ .أﻤــﺎ إذا ﻗــﺎم ﺒﺒﻨــﺎء ﻫــذﻩ
اﻝﻤدرﺴﺔ وﺴﻠﻤﻬﺎ ﻤﺘﺄﺨ ًار ﻝﺼﺎﺤب اﻝﻌﻤل ﻓـﻲ ﻏﻴر اﻝوﻗت اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﺼﺎﺤب
اﻝﻌﻤل ﻤـن ﺤﻘـﻪ أن ﻴطﺎﻝـب ﻋﻨدﺌـذ ﺒﺘﻌـوﻴض ﻋـن اﻝﺘـﺄﺨر ﻓــﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴـذ .وﻝـذﻝك ﻴﺠـوز
اﻝﺠﻤﻊ ﺒﻴن اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ وﺒﻴن طﻠب اﻝﺘﻌوﻴض ﻋن اﻝﺘﺄﺨر ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان أن ﻴﻘد ار اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻗﺒل وﻗـوع اﻝـﻀرر ،وﻫـو ﻤـﺎ
ﻴﻌ ــرف ﺒ ــﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻻﺘﻔ ــﺎﻗﻲ أو اﻝ ــﺸرط اﻝﺠ ازﺌ ــﻲ ،ﻓ ــﺈذا ﻝ ــم ﻴﻜ ــن ﻫﻨ ــﺎك اﺘﻔ ــﺎق ﻓ ــﺈن
اﻝﻘــﺎﻨون ﻫــو اﻝــذي ﻴﻘــدر اﻝﺘﻌــوﻴض إذا ﻜــﺎن ﻤﺤــل اﻻﻝﺘـزام دﻓــﻊ ﻤﺒﻠــﻎ ﻨﻘــدي وﻫــو ﻤــﺎ
ﻴﻌرف ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ )اﻝﻔواﺌـد( وﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻘﺎﻀـﻲ ﻓــﻲ ﻏﻴـر ﻫـذﻩ اﻝﺤـﺎﻻت أن
ﻴﻘـدر اﻝﺘﻌــوﻴض اﻝﻤﻨﺎﺴـب ﻝﺠﺒــر اﻝـﻀرر اﻝــذي أﺼـﺎب اﻝــداﺌن ﻤـن ﺠـراء ﻋـدم اﻝﺘـزام
ـﺴﺘرﺸدا ﺒﻌﻨﺎﺼـر ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻨـص ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻝﻘـﺎﻨون وﻫـﻲ
ً اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ أو اﻝﺘـﺄﺨر ﻓﻴـﻪ ﻤ
اﻝﺘﻲ ﺴﻨﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﻘرات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
ﻀرورة اﻹﻋذار ﻝﻠﺤﻜم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢١٨ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻻ ﻴ ــﺴﺘﺤق
اﻝﺘﻌوﻴض إﻻ ﺒﻌد إﻋذار اﻝﻤدﻴن ،ﻤﺎﻝم ﻴﻨص ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫ ــذا اﻝ ــﻨص أﻨ ــﻪ ﻴ ــﺸﺘرط ﻝﻠﺤﻜ ــم ﺒ ــﺎﻝﺘﻌوﻴض ﺒﺎﻹﻀ ــﺎﻓﺔ إﻝ ــﻰ اﻝ ــﺸروط
اﻝﺜﻼﺜﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﻘﻴﺎم اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻌﻘدﻴﺔ أو اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ وﻫﻲ اﻝﺨطﺄ واﻝﻀرر وﻋﻼﻗـﺔ
اﻝﺴﺒﺒﻴﺔ أن ﻴﻘوم اﻝداﺌن ﺒﺈﻋذار اﻝﻤدﻴن ﻗﺒل ﻤطﺎﻝﺒﺘﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻋـن ﻋـدم اﻝوﻓـﺎء أو
ﻋن اﻝﺘﺄﺨر ﻓﻴـﻪٕ .واﻋـذار اﻝﻤـدﻴن ﻤﻌﻨـﺎﻩ – ﻜﻤـﺎ ﺴـﺒق أن رأﻴﻨـﺎ – ﻫـو ﺘﻜﻠﻴـف اﻝـداﺌن
رﺴﻤﻴﺎ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ،أي ﺒﺎﻝﺘﻜﻠﻴف اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام.
ً ﺘﻜﻠﻴﻔﺎ
اﻝﻤدﻴن ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٨٢
ٕواذا ﻜــﺎن اﻝﺘﻌــوﻴض ﻴﻘــدر ﺒﻘــدر اﻝــﻀرر ،وﻝــﺌن ﻜــﺎن ﻫــذا اﻝﺘﻘــدﻴر ﻤــن اﻝﻤــﺴﺎﺌل
اﻝواﻗﻌﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﻘل ﺒﻬﺎ ﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻓﺈن ﻋﻠـﻰ اﻝﻘﺎﻀـﻲ أن ﻴﺄﺨـذ ﻓــﻲ اﻋﺘﺒـﺎرﻩ
ﻤﻘــدار اﻝــﻀرر ﻋﻨــد اﻝﺤﻜــم إذا ﻜــﺎن ﻤﺘﻐﻴـ ًار ﻓ ــﻲ اﻝﻔﺘـرة ﻤــن ﺘــﺎرﻴﺦ وﻗوﻋــﻪ إﻝــﻰ ﺤــﻴن
اﻝﺤﻜم ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ،وأن ﻴراﻋﻲ ﻫذا اﻝﺘﻐﻴر ﻓـﻲ اﻝﻀرر ذاﺘﻪ ﻤن زﻴـﺎدة ﻴرﺠـﻊ أﺼـﻠﻬﺎ
إﻝﻰ ﺨطﺄ اﻝﻤﺴؤول.
واﻝﺘﻌـ ــوﻴض ﻋـ ــن اﻝـ ــﻀرر ﻴـ ــﺸﻤل اﻝﺘﻌـ ــوﻴض ﻋـ ــن اﻝـ ــﻀرر اﻝﻤـ ــﺎدي واﻝـ ــﻀرر
اﻷدﺒ ــﻲ ،أﻤ ــﺎ اﻝ ــﻀرر اﻝﻤ ــﺎدي ﻓﻬ ــو اﻝ ــذي ﻴ ــﺼﻴب اﻹﻨ ــﺴﺎن ﻤ ــن اﻝﻨﺎﺤﻴ ــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ.
وﻴــﺸﻤل اﻝﺘﻌــوﻴض ﻋﻨــﻪ ﻋﻨــﺼرﻴن ﻨــﺼت ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ اﻝﻤــﺎدة ٢٢١ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ
اﻝﻤﺼري وﻫﻤﺎ ﻤﺎ ﻝﺤق اﻝداﺌن ﻤن ﺨﺴﺎرة ،وﻤﺎ ﻓﺎﺘﻪ ﻤن ﻜﺴب.
وﻴﻤﺘد اﻝﻌﻨﺼر اﻷول ﻤن ﻋﻨﺎﺼر اﻝﺘﻌوﻴض وﻫـو ﻤـﺎ ﻝﺤـق اﻝـداﺌن ﻤـن ﺨـﺴﺎرة
ﻋﻠﻰ ﺠﺒر اﻷﻀرار اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻝﺤﻘـت ﺒﺎﻝـداﺌن ﻓــﻲ اﻝﻤﺎﻀـﻲ .أﻤـﺎ اﻝﻌﻨـﺼر اﻝﺜـﺎﻨﻲ
وﻫو ﻤﺎ ﻓﺎت اﻝداﺌن ﻤن ﻜـﺴب ﻓﻴﺘﻌﻠـق ﺒﺎﻝﺨـﺴﺎﺌر اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺴﺘـﺼﻴب اﻝـداﺌن ﻓــﻲ
اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤن ﺠراء ﺨطﺄ اﻝﻤدﻴن.
وﻤﺜــﺎل ذﻝــك إذا ﺘﻌﺎﻗــدت وﻜﺎﻝــﺔ ﺴــﻴﺎرات ﻤــﻊ اﻝــﺸرﻜﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘورﻴــد ﻨــوع
ﻤﻌــﻴن ﻤــن اﻝــﺴﻴﺎرات ،وﻗﺎﻤــت اﻝوﻜﺎﻝــﺔ ﺒﻌﻤــل ﺤﻤﻠــﺔ إﻋﻼﻨﻴــﺔ ﻝﻠﻔــت ﻨظــر اﻝﻤــﺴﺘﻬﻠﻜﻴن
ﻝﻬذا اﻝﻨوع اﻝﺠدﻴد ﻤن اﻝﺴﻴﺎرات وﺘﺠﺸﻤت ﻓــﻲ ﺴـﺒﻴل ذﻝـك ﻤﺒـﺎﻝﻎ طﺎﺌﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻤـل أن
ﺘﻐطﻲ أرﺒﺎﺤﻬﺎ ﻤن وراء ﺒﻴﻊ ﻫذﻩ اﻝﺴﻴﺎرات ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺎ ﺘﺠـﺸﻤﺘﻪ ﻤـن ﻤﺒـﺎﻝﻎ وﺘزﻴـد ﻋﻠﻴﻬـﺎ،
ﺜم ﻗﺎﻤت اﻝـﺸرﻜﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠـﺔ ﺒﻌـدم ﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﺘزاﻤﻬـﺎ ﺒﺘورﻴـد ﻫـذا اﻝﻨـوع اﻝﺠدﻴـد ﻤـن اﻝـﺴﻴﺎرات
إﻝــﻰ اﻝوﻜﺎﻝــﺔ ،ﻓــﺈن ﻤــن ﺤــق اﻝوﻜﺎﻝــﺔ أن ﺘطﺎﻝــب ﺒﺘﻌــوﻴض ﻤــن اﻝــﺸرﻜﺔ اﻝﻤﻨﺘﺠــﺔ ﻴــﺸﻤل
ﻫــذا اﻝﺘﻌــوﻴض ﻤــﺎ ﻝﺤﻘﻬــﺎ ﻤــن ﺨــﺴﺎﺌر ﻤﺘﻤﺜﻠــﺔ ﻓ ــﻲ اﻝﻤﺒــﺎﻝﻎ اﻝطﺎﺌﻠــﺔ اﻝﺘــﻲ أﻨﻔﻘﺘﻬــﺎ ﻓ ــﻲ
ﺴــﺒﻴل ﺸ ـراء واﻹﻋــﻼن ﻋــن ﻫــذﻩ اﻝــﺴﻴﺎرة ﻜﻤــﺎ ﻴــﺸﻤل اﻝﺘﻌــوﻴض ﻤــﺎ ﻓﺎﺘﻬــﺎ ﻤــن اﻝﻜــﺴب
اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓـﻲ اﻷراح اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺴﺘﺠﻨﻴﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤن وراء ﺒﻴﻊ ﻫذﻩ اﻝﺴﻴﺎرات.
وﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع ﺴﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴﺔ ﻓـﻲ ﺘﻘـدﻴر ﻫـذﻴن اﻝﻌﻨـﺼرﻴن ﻝﻜﻨﻬـﺎ ﻻﺒـد أن
ﺘﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﺤﻜﻤﻬﺎ ٕواﻻ ﺘﻌرﻀت ﻝﻠﻨﻘض.
أحكام االلتزام واإلثبات ٨٤
واﻝﻌﺒـ ـرة ﻓـ ــﻲ ﺘﻘ ــدﻴر اﻝﺘﻌ ــوﻴض ﻫ ــﻲ ﺒﻤﻘ ــدار اﻝ ــﻀرر وﻝ ــﻴس ﺒﺠ ــﺴﺎﻤﺔ اﻝﺨط ــﺄ،
ﻓــﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون ﻤﺘﻨﺎﺴـ ًـﺒﺎ ﻤــﻊ اﻝــﻀرر ﺒﻐــض اﻝﻨظــر ﻋــن ﻤﻘــدار اﻝﺨطــﺄ،
ﻝﻜــن ﻝﺠــﺴﺎﻤﺔ اﻝﺨطــﺄ دور ﻓ ــﻲ ﺘﻘــدﻴر اﻝﺘﻌــوﻴض ﺤﻴــث ﺴــﻴﺘﺄﺜر اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﺤﺘ ًﻤــﺎ ﻓ ــﻲ
ﺘﻘــدﻴرﻩ ﻝــذﻝك اﻝﺘﻌــوﻴض ﺒدرﺠــﺔ ﺠــﺴﺎﻤﺔ اﻝﺨطــﺄ واﻝظــروف اﻝﻤﺤﻴطــﺔ ﺒــﻪ ،وﻝﻜــن ﻴﺠــب
أﻻ ﻴﺒﻴن ذﻝك ﻓـﻲ ﺤﻜﻤﻪ ٕواﻻ ﺘﻌرض ﻝﻠﻨﻘض.
أﻤﺎ اﻝﻀرر اﻷدﺒﻲ ﻓﻬو اﻝذي ﻴﺼﻴب اﻝﺸﺨص ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻤﻌﻨوﻴﺔ ﻜﺎﻝﻀرر
اﻝذي ﻴﺼﻴﺒﻪ ﺒﺎﻷﻝم اﻝﺠـﺴﻤﺎﻨﻲ أو اﻝﻨﻔـﺴﻲ ،أو اﻝـذي ﻴـﺼﻴب ﻋﺎطﻔﺘـﻪ وﻤـﺸﺎﻋرﻩ ،أو
اﻝــذي ﻴــﺼﻴب ﻜراﻤﺘــﻪ واﻋﺘﺒــﺎرﻩ ،أو اﻝــﻀرر اﻝــذي ﻴــﺼﻴب ﺸـرﻓﻪ وﻋرﻀـﻪ ،أو اﻝــذي
ﻴﺼﻴب ﻓﻜرﻩ وﻋﻘﻴدﺘﻪ.
أﻴﻀﺎ اﻝﻀرر اﻷدﺒﻲ وﻗد ﻨﺼتوﻜﻤﺎ ﻴﺸﻤل اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر اﻝﻤﺎدي ﻴﺸﻤل ً
ﻋﻠﻰ ذﻝك اﻝﻤﺎدة ٢٢٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ،واﻝﺘﻲ ﺘﻨص ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ-١» :
ـﻀﺎ ،وﻝﻜــن ﻻ ﻴﺠــوز ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ أن ﻴﻨﺘﻘــل
ﻴــﺸﻤل اﻝﺘﻌــوﻴض اﻝــﻀرر اﻷدﺒــﻲ أﻴـ ً
إﻝــﻰ اﻝﻐﻴــر إﻻ إذا ﺘﺤــدد ﺒﻤﻘﺘــﻀﻰ اﺘﻔــﺎق ،أو طﺎﻝــب اﻝــداﺌن ﺒــﻪ أﻤــﺎم اﻝﻘــﻀﺎء-٢ .
وﻤﻊ ذﻝك ﻻ ﻴﺠـوز اﻝﺤﻜـم ﺒﺘﻌـوﻴض إﻻ ﻝـﻸزواج واﻷﻗـﺎرب إﻝـﻰ اﻝدرﺠـﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴـﺔ ﻋﻤـﺎ
ﻴﺼﻴﺒﻬم ﻤن أﻝم ﻤن ﺠراء ﻤوت اﻝﻤﺼﺎب«.
وﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذا اﻝــﻨص أﻨــﻪ ﻴﺠــوز اﻝﺘﻌــوﻴض ﻋــن اﻝــﻀرر اﻷدﺒــﻲ ﻝﻜــن اﻨﺘﻘــﺎل
اﻝﺤق ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﺘﻌوﻴض إﻝﻰ اﻝﻐﻴر ﻻ ﻴﺘم إﻻ إذا ﺘواﻓر إﺤدى ﺤﺎﻝﺘﻴن :اﻷوﻝـﻰ :أن
ﻴﻜون ﻗد ﺘم اﻻﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝﻤﻀرور واﻝﻤـﺴؤول ﻋﻠـﻰ ﻤﺒـدأ اﻝﺘﻌـوﻴض وﻤﻘـدارﻩ ،وذﻝـك
ﺒﻌــد وﻗــوع اﻝﺨطــﺄ .واﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ :أن ﻴﻜــون ﻗــد ﺘــم رﻓــﻊ دﻋــوى ﻤــن ﻗﺒــل اﻝﻤــﻀرور ﻋﻠــﻰ
ﻤطﺎﻝﺒﺎ إﻴﺎﻩ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻋﻨـد ﺘﻌـذر اﻻﺘﻔـﺎق ﻋﻠﻴـﻪ ﺤﺘـﻰ ﻝـو ﻝـم
ً اﻝﻤﺴؤول أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء
ﻴﻜن ﻗد ﺼدر اﻝﺤﻜم ﻓﻴﻬﺎ.
إذا ﺘواﻓر إﺤدى ﻫﺎﺘﻴن اﻝﺤﺎﻝﺘﻴن اﻨﺘﻘل اﻝﺤق ﻓــﻲ اﻝﺘﻌـوﻴض إﻝـﻰ اﻝﻐﻴـر وﻴﺠـوز
أن ﻴﻜــون اﻝﺘﻌــوﻴض ﻋ ــن ﺨطــﺄ واﺤــد ﺴ ــﺒب اﻝﻨــوﻋﻴن ﻤ ًﻌــﺎ ﻤ ــن اﻷﻀ ـرار ،اﻝﻤ ــﺎدي
واﻷدﺒﻲ ،وﻤﺜﺎل ذﻝك ﻤﺎ ﻗﻀت ﺒﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض ﻋﻠﻰ ﺸرﻜﺔ
٨٥ أحكام االلتزام واإلثبات
إﻨﺘﺎج أﺨﻠـت ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻬـﺎ ﻓــﻲ إﻨﺘـﺎج ﻓـﻴﻠم ﺴـﻴﻨﻤﺎﺌﻲ ﻝﻤﻤﺜـل ﻤـﺸﻬور ﺒﻌـد أن أﻋﻠﻨـت ﻋـن
ظﻬورﻩ ﻜﺒطل ﻝﻬذا اﻝﻔﻴﻠم ﻤﻤﺎ أﺨـل ﺒـﺸﻬرة ﻫـذا اﻝﻤﻤﺜـل وﺴـﻤﻌﺘﻪ ،وﻫـو ﻀـرر أدﺒـﻲ،
ﺒﺎﺤﺎ ﻤﺎدﻴﺔ ﻜﺎن ﺴﻴﺠﻨﻴﻬﺎ ﻤن وراء ﻫذا اﻝﻔﻴل وﻫو ﻀرر ﻤﺎدي. ﻜﻤﺎ أﻀﺎع ﻋﻠﻴﻪ أر ً
وﻴﺠــوز ﻝﻤﺤﻜﻤ ــﺔ اﻝﻤوﻀ ــوع أن ﺘﺤﻜ ــم ﺒﻤﺒﻠ ــﻎ واﺤ ــد ﻜﺘﻌ ــوﻴض ﻴ ــﺸﻤل اﻝ ــﻀرر
ﻤﻌﺎ ﻓﻬذا ﻴدﺨل ﻓـﻲ ﺴﻠطﺘﻬﺎ اﻝﺘﻘدﻴرﻴـﺔ ،وﻝـﻴس ﻋﻠﻴﻬـﺎ أن ﺘﺒـﻴن ﻗﻴﻤـﺔ اﻝﻤﺎدي واﻷدﺒﻲ ً
اﻝﻀرر اﻝﻤﺎدي أو اﻝﻀرر اﻷدﺒﻲ اﻝﻨﺎﺸﺌﻴن ﻋن ﻜل ﻓﻌل ﻋﻠﻰ ﺤدﻩ.
اﻝﺘﻌوﻴض ﻴﺸﻤل اﻝﻀرر اﻝﻤﺒﺎﺸر ﻓﻘط:
ﻗد ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻝﺨطﺄ أﻀـرار ﻤﺘﺘﺎﻝﻴـﺔ ﺒﻌـﻀﻬﺎ ﻴﻜـون ﺒﻴﻨـﻪ وﺒـﻴن اﻝﺨطـﺄ ﻋﻼﻗـﺔ
ﺴﺒﺒﻴﺔ ،وﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺒﻌد ﻋن ﻫذا اﻝﺨطﺄ ﻓﻼ ﻴﻜون ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴﻨﻪ ﺘﻠك اﻝﻌﻼﻗﺔ ،واﻝﺘﻌوﻴض
ﻜﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ اﻝﻤﺎدة ٢٢١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻴﻜون ﻋن اﻷﻀرار اﻝﻤﺒﺎﺸرة
اﻝﺘــﻲ ﻴﻜــون ﺒﻴﻨﻬــﺎ وﺒــﻴن اﻝﺨطــﺄ ﻋﻼﻗــﺔ ﺴــﺒﺒﻴﺔ دون اﻷﻀ ـرار اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة اﻝﺘــﻲ ﻴﻜــون
ﺒﻴﻨﻬﺎ وﺒﻴن اﻝﺨطﺄ ﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ دون اﻷﻀرار ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة .واﻝﻀرر اﻝﻤﺒﺎﺸر ﻫو
اﻝــذي ﻴﻜــون ﻨﺘﻴﺠــﺔ طﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻝﻌــدم وﻓــﺎء اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝﺘ ازﻤــﻪ أو اﻝﺘــﺄﺨر ﻓ ــﻲ اﻝوﻓــﺎء ﺒــﻪ،
وﻴﻌﺘﺒــر اﻝــﻀرر ﻨﺘﻴﺠــﺔ طﺒﻴﻌﻴــﺔ إذا ﻝــم ﻴﻜــن ﻓ ــﻲ اﺴــﺘطﺎﻋﺔ اﻝــداﺌن أن ﻴﺘوﻓــﺎﻩ ﺒﺒــذل
ﺠﻬد ﻤﻌﻘول.
وﻤﻘﺘﻀﻰ ذﻝك أن اﻝﻘﺎﻨون ﻴﺤث اﻝداﺌن ﻋﻠﻰ ﺒذل ﺠﻬد ﻤﻌﻘول ﻝوﻗف اﻷﻀرار
اﻝﺘـﻲ ﺘﺘـراﻜم وﺘﺘـﺎﺒﻊ ﻤــن ﺠـراء ﺨطــﺄ اﻝﻤـدﻴن ﺒﺤﻴــث ﻻ ﻴﻜـون ﻝــﻪ اﻝﺤـق ﻓــﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ
ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض إﻻ ﻋن اﻷﻀرار اﻝﺘﻲ ﻝم ﻴﺴﺘطﻊ أن ﻴﺘوﻗﺎﻫﺎ ﺒﺒذل ﺠﻬد ﻤﻌﻘول.
اﻝﺘﻌوﻴض ﻴﻜون ﻋﻠﻰ اﻝﻀرر اﻝﻤﺘوﻗﻊ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋﻘدﻴﺔ:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢/٢٢١ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :إذا ﻜ ــﺎن
ـﺴﻴﻤﺎ إﻻ
ـﺸﺎ أو ﺨطـﺄ ﺠ ً اﻻﻝﺘزام ﻤـﺼدرﻩ اﻝﻌﻘـد ،ﻓـﻼ ﻴﻠﺘـزم اﻝﻤـدﻴن اﻝـذي ﻝـم ﻴرﺘﻜـب ﻏ ً
ﺒﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر اﻝذي ﻜﺎن ﻴﻤﻜن ﺘوﻗﻌﻪ ﻋﺎدة وﻗت اﻝﺘﻌﺎﻗد«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذا اﻝـﻨص أﻨـﻪ ﻓــﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻤـﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻌﻘدﻴـﺔ أي ﺤﻴﺜﻤـﺎ ﻴﻜـون ﻫﻨـﺎك
ﺨطــﺄ ارﺘﻜﺒــﻪ اﻝﻤــدﻴن أﺜﻨــﺎء ﺘﻨﻔﻴــذﻩ ﻻﻝﺘ ازﻤــﻪ اﻝﻌﻘــدي ﻓــﺈن اﻝﻤــدﻴن ﻻ ﻴــﺴﺄل إﻻ ﻋــن
اﻝﻀرر اﻝﻤﺘوﻗﻊ اﻝﻨﺎﺠم ﻤن وراء ﻫذا اﻹﺨﻼل دون اﻝﻀرر ﻏﻴر اﻝﻤﺘوﻗﻊ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٨٦
واﻝﻀرر اﻝﻤﺘوﻗـﻊ ﻫـو اﻝـﻀرر اﻝـذي ﻴﺘوﻗﻌـﻪ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدان ﻋـﺎدة وﻗـت إﺒـرام اﻝﻌﻘـد
واﻝﻤﻌﻴﺎر ﻓـﻲ ﺘﺤدﻴد اﻝﻀرر اﻝﻤﺘوﻗﻊ ﻫو ﻀرر ﻤوﻀوﻋﻲ ﻻ ﺸﺨﺼﻲ وﻫـو ﻤﻌﻴـﺎر
اﻝﺸﺨص اﻝﻤﻌﺘﺎد ،واﻝﻌﺒرة ﻓـﻲ ﺘوﻗﻌﻪ ﺒوﻗت اﻝﺘﻌﺎﻗد.
وﻤ ــن أﺒ ــرز أﻤﺜﻠ ــﺔ اﻷﻀـ ـرار اﻝﻤﺘوﻗﻌ ــﺔ واﻷﻀـ ـرار اﻝﻐﻴ ــر ﻤﺘوﻗﻌ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻤﺠـ ـﺎل
اﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻌﻘدﻴــﺔ ﻤــﺎ ﻴﺤــدث ﻓ ــﻲ إطــﺎر ﻋﻘــود اﻝﻨﻘــل ،ﻓــﺈن اﻝﻨﺎﻗــل ﻴﻠﺘــزم ﺒﺘوﺼــﻴل
اﻝزاﻜب وأﻤﺘﻌﺘﻪ ﺴﺎﻝﻤﺔ إﻝﻰ اﻝﻤﻜﺎن اﻝﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﺘﻠﻔت ﺤﻘﺎﺌﺒﻪ ﺒﺨطـﺄ ﻤـن اﻝﻨﺎﻗـل
ﻓــﻼ ﻴــﺴﺄل اﻝﻨﺎﻗــل إﻻ ﻋــن ﺘﻌــوﻴض اﻷﻀ ـرار اﻝﻤﺘوﻗﻌــﺔ ﻤــن ﺠ ـراء ﻫــذا اﻝﺨطــﺄ ﻓﻤــن
ـودا ﻓ ـ ــﻲ ﺤﻘﺎﺌـ ــب اﻝﻤﻼﺒـ ــس
ﻏﻴـ ــر اﻝﻤﺘوﻗـ ــﻊ ﻤـ ــﺜﻼً أن ﻴـ ــﻀﻊ اﻝ ارﻜـ ــب ﻤﺠـ ــوﻫرات وﻨﻘـ ـ ً
واﻷﻤﺘﻌــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘــوزن ﻓ ــﻲ اﻝطــﺎﺌرة ﻷن اﻝﻨﺎﻗــل اﻝﺠــوي ﻗــد ﺴــﻤﺢ ﻝﻠ ارﻜــب ﺒﺎﺼــطﺤﺎب
ﻫــذﻩ اﻷﺸــﻴﺎء اﻝﺜﻤﻴﻨــﺔ ﻤﻌــﻪ أﺜﻨــﺎء ﺼــﻌودﻩ ﻝﻠطــﺎﺌرة ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻻ ﻴــﺴﺄل اﻝﻨﺎﻗــل اﻝﺠــوي
ﻋﻨد ﻓﻘـد اﻝ ارﻜـب ﻝﺤﻘﺎﺌﺒـﻪ اﻝﺘـﻲ وزﻨـت إﻻ ن ﻗﻴﻤﺘﻬـﺎ ﻜﺤﻘﺎﺌـب أﻤﺘﻌـﺔ وﻻﺒـس ﻷن ﻫـذا
ﻫو اﻝﻀرر اﻝﻤﺘوﻗﻊ وﻗت إﺒرام اﻝﻌﻘد.
وﻴــﺴﺄل اﻝﻤــدﻴن ﻋــن ﺘﻌ ــوﻴض اﻷﻀ ـرار اﻝﻤﺘوﻗﻌــﺔ وﻏﻴ ــر اﻝﻤﺘوﻗﻌــﺔ وذﻝــك ﻓـ ــﻲ
أﻴﻀﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓـﻲ إطﺎر اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻌﻘدﻴﺔ إذا
إطﺎر اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺘﻘﺼﻴرﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺄل ً
ﺠﺴﻴﻤﺎ.
ً ﻏﺸﺎ أو ﺨطﺄً
ارﺘﻜب ً
ﻋﻴﻨﻴﺎ:
ﻤﺎدﻴﺎ أو ً
اﻝﺘﻌوﻴض ﻗد ﻴﻜون ً
دﻴﺎ أن ﻴﻠزم اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻤدﻴن ﺒدﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ
اﻝﻐﺎﻝب أن ﻴﻜون اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻨﻘ ً
ﻨﻘدي ﻝﺠﺒر اﻝﻀرر اﻝذي أﺼﺎب اﻝداﺌن ،ﻝﻜن ﻓـﻲ ﺒﻌض اﻷﺤﻴـﺎن ﻴﻜـون اﻝﺘﻌـوﻴض
ﻋﻴﻨﻴﺎ ﻤﺘﻤﺜﻼً ﻓـﻲ ﻋﻤـل ﻴﻠـزم اﻝﻘﺎﻀـﻲ اﻝﻤـدﻴن اﻝﻘﻴـﺎم ﺒـﻪ ﻤﺜـل أن ﻴﻠزﻤـﻪ ﺒﻨـﺸر اﻝﺤﻜـم
ً
ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺘﻪ ﻹزاﻝﺔ اﻝﻀرر اﻷدﺒﻲ اﻝذي أﺼﺎب اﻝداﺌن ﻤن وراء ﺴﺒﻪ أو ﻗذﻓﻪ.
٨٧ أحكام االلتزام واإلثبات
] Äe]†Ö]ovf¹
] êÎ^Ëi÷]˜èçÃjÖ
]Clause pénale êñ]ˆ¢]½†Ö
اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٢٣ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :ﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن
ـدﻤﺎ ﻗﻴﻤ ــﺔ اﻝﺘﻌ ــوﻴض ﺒ ــﺎﻝﻨص ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻝﻌﻘ ــد أو ﻓـ ــﻲ اﺘﻔ ــﺎق ﻻﺤ ــق،
أن ﻴﺤ ــددا ﻤﻘ ـ ً
وﻴراﻋﻰ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أﺤﻜﺎم اﻝﻤواد ﻤن ٢١٥إﻝﻰ .«٢٢٠
وﻓﻘﺎ ﻝﻬذﻩ اﻝﻤﺎدة ﻫو اﺘﻔﺎق ﻤﺎ ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ ﺘﻘـدﻴرﻓﺎﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ ً
اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﺴﺘﺤق ﻋﻨد ﻋدم ﻗﻴﺎم اﻝﻤدﻴن ﺒﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزاﻤﻪ أو اﻝﺘـﺄﺨر ﻓﻴـﻪ ،وذﻝـك ﻗﺒـل
إﺨﻼل اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ.
وﻴﺠــوز أن ﻴــدرج اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ ﻜﺒﻨــد ﻤــن ﺒﻨــود اﻝﻌﻘــد اﻷﺼــﻠﻲ اﻝﻤﺒــرم ﺒــﻴن
ـﻀﺎ أن ﻴﺘﻔﻘـ ــﺎ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻻﺤﻘًـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﺘﻔـ ــﺎق ﻴﻠﺤـ ــق ﺒﺎﻝﻌﻘـ ــد
اﻝـ ــداﺌن واﻝﻤ ـ ـدﻴن ،وﻴﺠـ ــوز أﻴـ ـ ً
اﻷﺼــﻠﻲ ،وﻗــد ﻴﻜــون ﻫــذا اﻻﺘﻔــﺎق اﻝﻼﺤــق ﻓــﻲ ورﻗــﺔ ﻤﻨﻔــﺼﻠﺔ ،أو ﺤﺘــﻰ ﻓــﻲ ظﻬــر
اﻝﻌﻘــد اﻷﺼــﻠﻲ ،وﻝﻜــن ﻴﺠــب أن ﻴﺒــﻴن ﻓﻴــﻪ أﻨــﻪ اﺘﻔــﺎق ﻴﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻝﻌﻘــد اﻷﺼــﻠﻲ وأن
ﻴﺸﻤل ﺘوﻗﻴﻊ اﻝطرﻓﻴن.
ﻀــﺎ أو
واﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ ﺠــﺎﺌز ﻓــﻲ ﻜــل أﻨـواع اﻝﻌﻘــود ﺴـواء ﻜــﺎن ﺒﻴ ًﻌــﺎ أو ﻤﻌﺎر ً
ﺘﺠــﺎرة أو أي ﻋﻘ ــد آﺨ ــر .وﻫ ــو ﻜﺜﻴ ــر اﻝوﻗ ــوع ﻓـ ــﻲ ﻋﻘ ــود اﻝﻤﻘ ــﺎوﻻت ،ﺤﻴ ــث ﻴ ــﺸﺘرط
ﺼـ ــﺎﺤب اﻝﻌﻤـ ــل ﻋﻠـ ــﻰ اﻝﻤﻘـ ــﺎول أﻨـ ــﻪ إذا أﺨـ ــل ﺒﺎﻝﺘ ازﻤـ ــﻪ ﻴـ ــﺴﺘﻠزم ﺒـ ــدﻓﻊ ﻤﺒﻠـ ــﻎ ﻨﻘـ ــدي
ﻜﺘﻌوﻴض ﻨظﻴر ﻫذا اﻹﺨﻼل.
وﻴﺨﺘﻠــف اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ اﺘﻔﺎﻗًــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘﻌــوﻴض ﻗﺒــل إﺨــﻼل اﻝﻤــدﻴن
ﺒﺎﻝﺘ ازﻤ ــﻪ ﻋ ــن اﻝﻌرﺒ ــون واﻝ ــﺼﻠﺢ واﻝﺘﺠدﻴ ــد .ﻓ ــﺎﻝﻌرﺒون ﻤﺒﻠ ــﻎ ﻤ ــن اﻝﻨﻘ ــود ﻴدﻓﻌ ــﻪ أﺤ ــد
اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن ﻝﻶﺨر إﻤﺎ ﺒدﻻﻝﺔ أﻨﻪ ﺘﺄﻜﻴـد ﻻﻨﻌﻘـﺎد اﻝﻌﻘـدٕ ،واﻤـﺎ ﺒدﻻﻝـﺔ أﻨـﻪ ﺜﻤـن اﻝﻌـدول
ﻋــن إﺒ ـرام اﻝﻌﻘــد ،وﻝــذﻝك إذا ﻋــدل ﻋــن إﺒ ـرام اﻝﻌﻘــد ﻤــن دﻓﻌــﻪ ﻓﻘــدﻩٕ ،واذا ﻋــدل ﻤــن
أحكام االلتزام واإلثبات ٨٨
ـدﻤﺎ ﻋـن اﻝﺘﻌـوﻴض ﻜﻤـﺎ
ﻗﺒﻀﻪ ﻋن إﺒـرام اﻝﻌﻘـد ردﻩ وﻤﺜﻠـﻪ ﻤﻌـﻪ :ﻓﻬـو ﻝـﻴس اﺘﻔﺎﻗًـﺎ ﻤﻘ ً
ﻫو اﻝﺤﺎل ﻓـﻲ اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ.
أﻤ ــﺎ اﻝ ــﺼﻠﺢ ﻓﻬ ــو اﺘﻔ ــﺎق ﺒ ــﻴن اﻝ ــداﺌن واﻝﻤ ــدﻴن ﻋﻠ ــﻰ ﻤﺒﻠ ــﻎ اﻝﺘﻌ ــوﻴض ﺒﻌ ــد إﺨ ــﻼل
اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝﺘ ازﻤــﻪ وﻫــو ﻜﺜﻴــر اﻝوﻗــوع ﻓ ــﻲ ﺤ ـوادث اﻝــﺴﻴﺎراتٕ ،وان ﻜــﺎن ﻴــﺼﻠﺢ أن ﻴﻌﻤــل
ﺒﺎﻝ ــﺼﻠﺢ ﻓـ ــﻲ ﻜﺎﻓ ــﺔ أﻨـ ـواع اﻝﺘ ــﺼرﻓﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴ ــﺔ واﻷﻋﻤ ــﺎل اﻝﻤﺎدﻴ ــﺔ ،واﻝﻔ ــرق ﺒﻴﻨ ــﻪ وﺒ ــﻴن
اﻝ ــﺸرط اﻝﺠ ازﺌ ــﻲ أن اﻝ ــﺸرط اﻝﺠ ازﺌ ــﻲ اﺘﻔ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ اﻝﺘﻌ ــوﻴض ﻗﺒ ــل اﻹﺨ ــﻼل ﺒ ــﺎﻻﻝﺘزام،
واﻝﺼﻠﺢ اﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌوﻴض ﺒﻌد اﻹﺨﻼل ﺒﺎﻻﻝﺘزام.
أﻤــﺎ اﻝﺘﺠدﻴــد ،ﻓﻬــو ﻨظــﺎم ﻗــﺎﻨوﻨﻲ ﻴﻘــﺼد ﺒــﻪ إﺤــداث ﺘﻐﻴﻴــر ﻓ ــﻲ ﻋﻨﺎﺼــر اﻝــدﻴن
ﺠدﻴدا وﻫـو ﻴﺨﺘﻠـف ﻋـن اﻝـﺸرط اﻝﺠ ازﺌـﻲ ﻓــﻲ أﻨـﻪ ﻝـﻴس
ً دﻴﻨﺎ
ﺒﺎﺘﻔﺎق اﻝطرﻓﻴن ﻝﻴﺼﺒﺢ ً
ﻤﻘدﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌوﻴض.
اﺘﻔﺎﻗﺎ ً
ً
ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤن اﻝﻨﻘود ﻴﻠﺘزم ﺒدﻓﻌـﻪ اﻝﻤـدﻴن ﻝﻠـداﺌن ﻋﻨـد
واﻝﻐﺎﻝب أن ﻴﻜون اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ ً
ـﻀﺎ ﻏﻴــرإﺨﻼﻝــﻪ ﺒﺎﻝﺘ ازﻤــﻪ .ﻝﻜــن ﻝــﻴس ﻫﻨــﺎك ﻤــﺎ ﻴﻤﻨــﻊ أن ﻴﻜــون اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ ﺘﻌوﻴـ ً
اﻝﻨﻘود .وﻤن ﻫذا )ﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎ إذا اﺘﻔـق ﻓــﻲ إﻴﺠـﺎر أرض زراﻋﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ أن ﻴـﺴﻠم اﻝﻤـﺴﺘﺄﺠر
اﻷرض ﺒﻤﺠــر اﻨﺘﻬــﺎء اﻹﻴﺠــﺎر ﺨﺎﻝﻴــﺔ ﻤــن اﻝز ارﻋــﺔ ،و ُﺸــرط ﻓــﻰ اﻝﻌﻘــد أن اﻝز ارﻋــﺔ اﻝﺘــﻲ
ـﻀﺎ ﻋــن اﻹﺨــﻼل ﺒﻬــذا ﺘﻜــون ﻗﺎﺌﻤــﺔ ﻋﻨــد اﻨﺘﻬــﺎء اﻹﻴﺠــﺎر ﺘــﺼﺒﺢ ﻤﻠ ًﻜــﺎ ﻝﻠﻤــؤﺠر ﺘﻌوﻴـ ً
أﻴﻀﺎ اﺸﺘراط ﺤﻠول ﺠﻤﻴﻊ أﻗﺴﺎط اﻝدﻴﻨن إذا ﺘـﺄﺨر اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ دﻓـﻊ اﻻﺘﻔﺎق .وﻤﺜل ذﻝك ً
ﻗﺴط ﻤﻨﻬﺎ(.
واﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻝﺸرط اﻝﺠ ازﺌـﻲ ﻝـﻪ أﻫﻤﻴـﺔ ﻜﺒﻴـرة ﻤـن اﻝﻨﺎﺤﻴـﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻓﻬـو ﻴﻌﻔـﻲ
اﻝــداﺌن ﻤــن ﻋــبء إﺜﺒــﺎت ﻝﻜــن اﻝــﻀرر ﻜــﺸرط ﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق اﻝﺘﻌــوﻴض ﻓﻴﻜﻔﻴــﻪ إﺜﺒــﺎت
ﺨطــﺄ اﻝﻤــدﻴن وﻫــو اﻝﻤﺘﻤﺜــل ﻓ ــﻲ ﻋــدم ﺘﻨﻔﻴــذﻩ ﻝﻼﻝﺘ ـزام أو ﺘــﺄﺨرﻩ ﻓﻴــﻪ ،وﻫــذا اﻹﺜﺒــﺎت
ﻴﺠﻌــل اﻝــﻀرر واﻗ ًﻌــﺎ ﻓ ــﻲ ﺘﻘــدﻴر اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن ،ﻓــﻼ ﻴﻜﻠــف اﻝــداﺌن ﺒﺈﺜﺒﺎﺘــﻪ ﻷن وﺠــود
اﻝﺨطﺄ ﻴﻘوم ﻗرﻴﻨﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻏﻴر ﻗﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻝﻀرر ،وﻴﻜـون ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن إذا
أراد ﺘﻔﺎدي اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ أن ﻴﺜﺒت ﻋدم ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط أو ﻋدم وﻗوع اﻝﻀرر.
وﻝــذﻝك ﻨــﺼت اﻝﻤــﺎدة ١/٢٢٤ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻻ ﻴﻜــون
اﻝﺘﻌوﻴض اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ ﻤﺴﺘﺤًﻘﺎ إذا أﺜﺒت اﻝﻤدﻴن أن اﻝداﺌن ﻝم ﻴﻠﺤﻘﻪ أي ﻀرر«.
٨٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻴﺴﺘﺤق اﻝﺘﻌوﻴض إﻻ إذا أﺜﺒت اﻝﻤدﻴن ﻋدم ﺘوﻓر رﻜن اﻝﻀرر ﻓـﻲ ﺠﺎﻨب
ـﻀﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن أن ﻴﺜﺒــت أﻨــﻪ ﻗــد ﻗــﺎم ﺒﺈﻋــذار اﻝﻤــدﻴن
اﻝــداﺌن .وﻴﺠــب أﻴـ ً
ﻜــﺈﺠراء واﺠــب ﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ ،واﻹﻋــذار ﻴﻌﻨــﻲ – ﻜﻤــﺎ ﺴــﺒق
أن رأﻴﻨـ ــﺎ –وﻀـ ــﻊ اﻝﻤـ ــدﻴن ﺒطرﻴﻘـ ــﺔ رﺴـ ــﻤﻴﺔ ﻤوﻀـ ــﻊ اﻝﻤﻘـ ــﺼر ﻓ ـ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴـ ــذ
اﻝﺘزاﻤﻪ.
اﺒﻌــﺎ :اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ اﻝﺘـزام ﺘــﺎﺒﻊ ﻝﻼﻝﺘـزام اﻷﺼــﻠﻲ ،إذ ﻫــو اﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﺠـزاء
رً
اﻹﺨــﻼل ﺒــﻪ ،ﻓــﺈذا ﺴــﻘط اﻻﻝﺘ ـزام اﻷﺼــﻠﻲ ﺒﻔــﺴﺦ اﻝﻌﻘــد ﺴــﻘط ﻤﻌــﻪ اﻝــﺸرط
اﻝﺠزاﺌﻲ وﻻ ﻴﻌﺘد ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﻘرر ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩٕ .واذا ﺒطل اﻻﻝﺘـزام اﻷﺼـﻠﻲ
ﺒطــل ﺘﺒ ًﻌــﺎ ﻝــﻪ اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲٕ ،واذا اﺴــﺘﺤق اﻝﺘﻌــوﻴض ﻝﻠــداﺌن ﺒﻌــد ذﻝــك
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ.
ﺘوﻝﻰ اﻝﻘﺎﻀﻰ ﺘﻘدﻴرﻩ ً
ﺴﻠطﺔ اﻝﻘﺎﻀﻲ إزاء اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٢٤ﻤــن اﻝﻘ ـﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :ﻻ ﻴﻜــون
ﻤﺴﺘﺤﻘﺎ إذا أﺜﺒت اﻝﻤدﻴن أن اﻝداﺌن ﻝم ﻴﻠﺤﻘﻪ أي ﻀرر.
ً اﻝﺘﻌوﻴض اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ
-٢وﻴﺠوز ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺨﻔـض ﻫـذا اﻝﺘﻌـوﻴض إذا أﺜﺒـت اﻝﻤـدﻴن أن اﻝﺘﻘـدﻴر ﻜـﺎن
ﻤﺒﺎﻝﻐﺎ ﻓﻴﻪ إﻝﻰ درﺠﺔ ﻜﺒﻴرة ،أو أن اﻻﻝﺘزام اﻷﺼﻠﻲ ﻗد ﻨﻔذ ﻓـﻲ ﺠزء ﻤﻨﻪ.
ً
-٣وﻴﻘﻊ ﺒﺎطﻼً ﻜل اﺘﻔﺎق ﻴﺨﺎﻝف أﺤﻜﺎم اﻝﻔﻘرﺘﻴن اﻝﺴﺎﺒﻘﺘﻴن«.
وﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٢٥ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :إذا ﺠ ــﺎوز
اﻝﻀرر ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺘﻌوﻴض اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﺎﻝب ﺒﺄﻜﺜر ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻘﻴﻤـﺔ
ﺠﺴﻴﻤﺎ«.
ً ﺨطﺄ
ﻏﺸﺎ أو ً
إﻻ أﺜﺒت أن اﻝﻤدﻴن ﻗد ارﺘﻜب ً
ﻝﻤﺎ ﻜﺎن اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ اﺘﻔﺎًﻗﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻌوﻴض ،ﻓﻘـد ﺜـﺎر اﻝﺘـﺴﺎؤل ﻫـل ﻴـﺴﺘطﻴﻊ
اﻝﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﻐﻴر ﻤن ﻫـذا اﻝـﺸرط ﺒﺎﻝزﻴـﺎدة أو اﻝﻨﻘـﺼﺎن؟ واﻝـﺴﺒب ﻓــﻲ ﻫـذا اﻝﺘـﺴﺎؤل
أن اﻝﻤﺒـدأ اﻝـذي ﻴﺤﻜـم اﻻﺘﻔـﺎق واﻝـذي ﻴﺠـب أن ﻴﺤﺘرﻤـﻪ اﻝﻘﺎﻀـﻲ وﻫـو ﻤﺒـدأ ﺴـﻠطﺎن
اﻹرادة وأن اﻝﻌﻘــد ﺸ ـرﻴﻌﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن .ﻓ ــﻲ ﺤــﻴن أن اﻝﻤﺒــدأ اﻝــذي ﻴﺤﻜــم اﻝﺘﻌــوﻴض،
٩١ أحكام االلتزام واإلثبات
ـﻀﺎ أن ﻴﻜــون
ـﻀﺎ أن ﻴﺤﺘرﻤــﻪ اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻫــو أن اﻝﺘﻌــوﻴض ﻴﺠــب أﻴـ ً
واﻝــذي ﻴﺠــب أﻴـ ً
ﻤﺘﻨﺎﺴﺒﺎ ﻤﻊ اﻝﻀرر.
ً
وﻝﻤ ـ ــﺎ ﻜ ـ ــﺎن ﻫ ـ ــذان اﻝﻤﺒ ـ ــدآن ﻤﺘﻌﺎرﻀ ـ ــﻴن ﻷن ﻤﻘﺘ ـ ــﻀﻰ ﻤﺒ ـ ــدأ اﻝﻌﻘ ـ ــد ﺸـ ـ ـرﻴﻌﺔ
اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن أن اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺤﺘرم ﻤﺎ اﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان ﺤول ﻤﻘدار
اﻝﺘﻌـوﻴض ﺤﺘـﻰ وﻝـو ﻜـﺎن ﻫـذا اﻝﺘﻌـوﻴض ﻻ ﻴﺘﻨﺎﺴـب ﻤـﻊ ﻤﻘـدار اﻝـﻀرر ،ﻓــﻲ ﺤـﻴن
أن اﻝﻤﺒ ــدأ اﻝﺜ ــﺎﻨﻲ وﻫ ــو ﻤﺒ ــدأ وﺠ ــوب ﺘﻨﺎﺴ ــب اﻝﺘﻌ ــوﻴض ﻤ ــﻊ اﻝ ــﻀرر ﻤﻘﺘ ــﻀﺎﻩ أن
اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻴﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﺘــدﺨل ﻓ ــﻲ أن ﻴﺨﻔــض اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ أو ﻴزﻴــدﻩ ﺒﺎﻝﻘــدر
اﻝﻤﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ اﻝﻀرر.
وﻝﻘد ﻤﺎل اﻝﻤﺸرع ﻓـﻲ ﻓـض ﻫـذا اﻻﺸـﺘﺒﺎك ﺒـﻴن ﻫـذﻴن اﻝﻤﺒـدﺌﻴن إﻝـﻰ ﺠﺎﻨـب أن
اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ ﺘﻌوﻴض ،وﻝﻜﻨﻪ ﻝم ﻴﻐﻔل أﻨـﻪ ﻤـن ﺠﺎﻨـب آﺨـر اﺘﻔـﺎق ﻓﻤـﻨﺢ اﻝﻘﺎﻀـﻲ
ﺴﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴﺔ ﻓـﻲ زﻴﺎدة أو ﺨﻔض اﻝﺸرط اﻝﺠزاﺌﻲ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴـب ﻤـﻊ اﻝـﻀرر ،وذﻝـك
ﻷﻨﻪ ﺘﻌوﻴض ﻝﻜن ﺤدد ﻫذﻩ اﻝﺴﻠطﺔ ﻓـﻲ ﺤﺎﻻت ﻤﻌﻴﻨﺔ اﺤﺘ ار ًﻤـﺎ إﻝـﻰ أن ﻫـذا اﻝـﺸرط
اﺘﻔﺎق وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
أوﻻً :إذا أﺜﺒ ـ ــت اﻝﻤ ـ ــدﻴن أن اﻝ ـ ــداﺌن ﻝ ـ ــم ﻴﻠﺤﻘ ـ ــﻪ أي ﻀ ـ ــرر ﻓﻌﻨدﺌ ـ ــذ ﻻ ﻴﻜ ـ ــون
ـﻼ ،ﻷن اﻝﻘﺎﻀ ــﻲ ﻻ ـﺴﺘﺤﻘﺎ أﺼ ـ ً
اﻝﺘﻌ ــوﻴض اﻻﺘﻔ ــﺎﻗﻲ )اﻝ ــﺸرط اﻝﺠ ازﺌ ــﻲ( ﻤ ـ ً
ﻴﻘــﻀﻲ ﺒﺎﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ إﻻ إذا ﺘ ـواﻓرت ﺸــروط اﺴــﺘﺤﻘﺎق اﻝﺘﻌــوﻴض ﻤــن
ﺨطﺄ وﻀرر وﻋﻼﻗﺔ ﺴﺒﺒﻴﺔ ٕواﻋذار.
ـﺎﻝﻎ ﻓﻴــﻪ ﻝدرﺠــﺔ ﻜﺒﻴـرة ﻓﻔــﻲ
ﺜﺎﻨﻴــﺎ :إذا أﺜﺒــت اﻝﻤــدﻴن أن اﻝــﺸرط اﻝﺠ ازﺌــﻲ ﻜــﺎن ﻤﺒـ ًً
ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ ﻴﻌﺘﺒ ــر ﻫ ــذا اﻝ ــﺸرط ﺒﻤﺜﺎﺒ ــﺔ ﺸ ــرط ﺘﻬ ــددي ،وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ ﻴﺠ ــوز
وﻓﻘﺎ ﻝﺴﻠطﺘﻪ اﻝﺘﻘدﻴرﻴﺔ أﻻ ﻴﻌﻤل ﻫذا اﻝﺸرط ،وأن ﻴﻘدر اﻝﺘﻌوﻴض ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ً
طﺒﻘًـ ــﺎ ﻝﻠﻘواﻋـ ــد اﻝﻌﺎﻤـ ــﺔ أي ﻴﺠـ ــوز ﻝـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝـ ــﺔ ﺘﺨﻔـ ــﻴض اﻝـ ــﺸرط
اﻝﺠزاﺌﻲ ﺒﺎﻝﻘدر اﻝذي ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ اﻝﻀرر.
ﺜﺎﻝﺜﺎ :إذا أﺜﺒت اﻝﻤدﻴن أﻨﻪ ﻗد ﻨﻔذ ﺠزًءا ﻤن اﻻﻝﺘـزام ﺒﺤﻴـث إن اﻝـﺸرط اﻝﺠ ازﺌـﻲ ً
ﺒﺎﻝﻘــدر اﻝــذي ﻴﺘﻨﺎﺴــب ﻤــﻊ اﻝــﻀرر اﻝﻤﺘرﺘــب ﻤــن إﺨــﻼل اﻝﻤــدﻴن ﺒﻤــﺎ ﺘﺒﻘــﻰ
أحكام االلتزام واإلثبات ٩٢
ﻤن اﻝﺘزاﻤﻪ .واﻝﻘﺎﻀﻲ ﻝﻪ ﺴﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝـﺸﺄن دون ﻤﻌﻘـب ﻋﻠﻴـﻪ
ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.
ـﺴﻴﻤﺎ أﺼــﺎﺒﻪ
طــﺄ ﺠـ ًـﺸﺎ أو ﺨ ً
اﺒﻌـــﺎ :إذا أﺜﺒــت اﻝــداﺌن أن اﻝﻤــدﻴن ﻗــد ارﺘﻜــب ﻏـ ً
رً
ﺒﻀرر ﻴﻔوق ﻤﻘدارﻩ ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺸرط اﻝﺠ ازﺌـﻲ ﺠـﺎز ﻝﻠﻘﺎﻀـﻲ أن ﻴزﻴـد ﻤـن ﻫـذا
اﻝﺸرط ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ اﻝﻀرر اﻝﻤﺘﺤﻘق.
وﻴﻨﺒﻐـ ــﻲ أن ﻴﻼﺤ ـ ــظ أن ﻫ ـ ــذﻩ اﻷﺤﻜ ـ ــﺎم اﻝﻤﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺒﺘﺨﻔ ـ ــﻴض اﻝ ـ ــﺸرط اﻝﺠ ازﺌ ـ ــﻲ
أو زﻴﺎدﺘﻪ ﺘﻌﺘﺒر ﻤن اﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬﺎ.
] ‹Ú^¤]ovf¹
]D‚ñ]çËÖ]EêÞçÞ^ÏÖ]˜èçÃjÖ
ﺘﻤﻬـﻴد:
إذا ﻜـﺎن ﻤﺤــل اﻝﺘـزام اﻝﻤــدﻴن دﻓــﻊ ﻤﺒﻠــﻎ ﻤـن اﻝﻨﻘــود ،وﺘــﺄﺨر اﻝﻤــدﻴن ﻋــن اﻝوﻓــﺎء
ﺒﻬــﺎ ،ﻓ ــﻲ اﻝﻤوﻋــد اﻝﻤﺘﻔــق ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﻴﻨــﻪ وﺒــﻴن اﻝــداﺌن ،ﻓــﺈن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري
أﺠــﺎز ﻝﻠــداﺌن أن ﻴﺤــﺼل ﻋﻠــﻰ ﺘﻌــوﻴض ﻋــن ﻫــذا اﻝﺘــﺄﺨر ،ﻋﺒــﺎرة ﻋــن ﻨــﺴﺒﺔ ﻤﺌوﻴــﺔ
ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺤددﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﺘﺨﺼم ﻤن أﺼل اﻝدﻴن ﺒﺼورة ﺴﻨوﻴﺔ.
ﻫذﻩ اﻝﻨﺴﺒﺔ ﺤددﻫﺎ اﻝﻘـﺎﻨون ﺒطرﻴﻘـﺔ ﺠزاﻓﻴـﺔ ،ﺒﻐـض اﻝﻨظـر ﻋـن ﻤﻘـدار اﻝـﻀرر
اﻝ ــذي أﺼ ــﺎب اﻝ ــداﺌن ﻤ ــن ﺠـ ـراء ﺘ ــﺄﺨر اﻝﻤ ــدﻴن ﻓـ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ ،ﺒ ــل إن اﻝ ــداﺌن
ﻴــﺴﺘﺤق ﻫــذا اﻝﺘﻌــوﻴض اﻝﻘــﺎﻨوﻨﻲ ﺒــﺸروط ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﺒﻐــض اﻝﻨظــر ﻋــن وﺠــود ﻀــرر
أﺼﺎﺒﻪ أو اﻨﺘﻘﺎء ﻫذا اﻝﻀرر.
ﻓﺎﻝﻘ ــﺎﻨون ﻗ ــد اﻓﺘ ــرض أن اﻝ ــداﺌن ﻤ ــﺼﺎب ﺤﺘ ًﻤ ــﺎ ﺒ ــﻀرر إذا ﻜ ــﺎن ﻤﺤ ــل اﻝﺘـ ـزام
ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤن اﻝﻨﻘود وﺘﺄﺨر ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻝﻨﻘـود ﻤﺜﻤـرة داﺌ ًﻤـﺎ، اﻝﻤدﻴن ً
وأن ﺘﺄﺨر اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﻬﺎ ﻴﺼﻴب اﻝداﺌن ﺒﻀرر ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋدم اﺴﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﻘدار اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﺴﺘﺤق ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺄﺨر
اﻝﻤ ــدﻴن ﻓـ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ إذا ﻜ ــﺎن ﻤﺤﻠ ــﻪ ﻤﺒﻠ ًﻐ ــﺎ ﻤ ــن اﻝﻨﻘ ــود ﺒ ــﺸرط أﻻ ﻴزﻴ ــد ﻫ ــذا
٩٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺴﻤﻲ ﻫذا اﻝﺘﻌوﻴض ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﺘﻌوﻴض ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺴﺒﺔ اﻝﺘﻲ ﺤددﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون ،وﻝذﻝك ّ
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ؛ ﻷن اﻝﻘـﺎﻨون ﻴﺤـددﻩ إذا ﻝـم ﻴﺤـددﻩ اﻝطرﻓـﺎنٕ ،واذا ﺤـددﻩ اﻝطرﻓـﺎن ﻴﺠـب أن
ﻴﺘﻘﻴ ــدا ﺒﺎﻝﺤ ــدود اﻝﺘ ــﻲ رﺴ ــﻤﻬﺎ اﻝﻘ ــﺎﻨون ﻓـ ــﻲ ﻫ ــذا اﻝ ــﺼدد ،وﻴطﻠ ــق ﻋﻠ ــﻰ اﻝﺘﻌ ــوﻴض
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﺼطﻼح اﻝﻔواﺌد.
واﻝﺤﻘﻴﻘ ــﺔ أن اﻝﻤ ــﺸرع اﻝﻤ ــﺼري ﻗ ــد ﺨ ــﺎﻝف ﻓـ ــﻲ ﺘﻨظﻴﻤ ــﻪ ﻝﻤوﻀ ــوع اﻝﺘﻌ ــوﻴض
اﻝﻘــﻀﺎﺌﻲ أو اﻝﻔواﺌــد أﺤﻜــﺎم اﻝــﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴــﻼﻤﻴﺔ ،ﻷن اﻝﻔواﺌــد ﺘﻌﺘﺒــر ﻤــن ﻗﺒﻴــل اﻝرﺒــﺎ
اﻝﻤﺤرم ﺸرًﻋﺎ.
وﻝــذﻝك ﺤــﺎول اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤــﺼري أن ﻴــﻀﻴق ﻤــن ﻨطـﺎق ﺘطﺒﻴــق ﺘﻠــك اﻝﻨــﺼوص
وذﻝك ﺒوﻀﻊ ﺸروط وﻗﻴود واﺴﺘﺜﻨﺎءات ﻝﺘطﺒﻴﻘﻬـﺎ ﻜ ارﻫـﺔ ﻤﻨـﻪ ﻝﻤوﻀـوع اﻝرﺒـﺎ ،وﻋﻠـﻰ
ﻤــﺎ ﻴﺒــدو أن اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤــﺼري ﻜــﺎن ﻴرﻴــد أن ﺘﻜــون ﺘﻠــك اﻝﻨــﺼوص ﻤرﺤﻠــﺔ اﻨﺘﻘﺎﻝﻴــﺔ
ﺒﻴن اﻝﻔﺘـرة اﻝـﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻴـﻪ اﻝﺘـﻰ ﻜﺎﻨـت ﺘﺒـﺎح ﻓﻴـﻪ اﻝﻔواﺌـد ﺒـﺼورة أﻜﺒـر ﻤـن ذﻝـك ﺒﻜﺜﻴـر
ﻓــﻲ ظـل أﺤﻜـﺎم اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝـﺴﺎﺒق ،وﺒـﻴن ﻤرﺤﻠــﺔ ﺘﺘﻠـو ﺘطﺒﻴـق اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ
اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻨﺘﻘل ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري إﻝﻰ ﺘﺤرﻴم اﻝرﺒﺎ ﺒﺼورة ﻤطﻠﻘﺔ.
أﻨـواع اﻝﻔواﺌد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٢٦ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا ﻜــﺎن ﻤﺤــل
ﻤﻌﻠوﻤﺎ ﻤﻘدارﻩ وﻗت اﻝطﻠب وﺘﺄﺨر اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ً ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤن اﻝﻨﻘود وﻜﺎن اﻻﻝﺘزام ً
ﺒــﻪ ،ﻜــﺎن ﻤﻠزًﻤــﺎ ﺒــﺄن ﻴــدﻓﻊ ﻝﻠــداﺌن ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴل اﻝﺘﻌــوﻴض ﻋــن اﻝﺘــﺄﺨر ﻓواﺌــد ﻗــدرﻫﺎ
أرﺒﻌـﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺎﺌـﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤـﺴﺎﺌل اﻝﻤدﻨﻴـﺔ ،وﺨﻤـﺴﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤﺎﺌـﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤـﺴﺎﺌل اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ.
وﺘــﺴري ﻫــذﻩ اﻝﻔواﺌــد ﻤــن ﺘــﺎرﻴﺦ اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ اﻝﻘــﻀﺎﺌﻴﺔ ﺒﻬــﺎ ،إن ﻝــم ﻴﺤــدد اﻻﺘﻔــﺎق أو
ﻴﺨﺎ آﺨر ﻝﺴرﻴﺎﻨﻬﺎ ،وﻫذا ﻜﻠﻪ ﻤﺎﻝم ﻴﻨص اﻝﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ ﻏﻴرﻩ«.
اﻝﻌرف اﻝﺘﺠﺎري ﺘﺎر ً
وﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٢٧ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ -١» :ﻴﺠ ــوز
ﻝﻠﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن أن ﻴﺘﻔﻘــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺴــﻌر آﺨــر ﻝﻠﻔواﺌــد ﺴ ـواء أﻜــﺎن ذﻝــك ﻓ ــﻲ ﻤﻘﺎﺒــل ﺘــﺄﺨﻴر
اﻝوﻓﺎء أم ﻓـﻲ أي ﺤﺎﻝـﺔ أﺨـرى ﺘـﺸﺘرط ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﻔواﺌـد ،ﻋﻠـﻰ أﻻ ﻴزﻴـد ﻫـذا اﻝـﺴﻌر ﻋﻠـﻰ
ﺴﺒﻌﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤﺎﺌﺔ ،ﻓﺈذا اﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻓواﺌـد ﺘزﻴـد ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻝـﺴﻌر وﺠـب ﺘﺨﻔﻴـﻀﻬﺎ إﻝـﻰ
أحكام االلتزام واإلثبات ٩٤
أﻴﻀﺎ ﻤﺎ ورد ﻓـﻲ اﻝﻤﺎدة ١٩٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري اﻝﺘﻰ ﺘﻨص ﻋﻠﻰ و ً
أﻨـﻪ» :ﻴﻌﺘﺒــر اﻝﻔــﻀوﻝﻲ ﻨﺎﺌًﺒــﺎ ﻋـن رب اﻝﻌﻤــل ،ﻤﺘـﻰ ﻜــﺎن ﻗــد ﺒــذل ﻓــﻲ إدارﺘــﻪ ﻋﻨﺎﻴــﺔ
اﻝــﺸﺨص اﻝﻌــﺎدي ،وﻝــو ﻝــم ﺘﺘﺤﻘــق اﻝﻨﺘﻴﺠــﺔ اﻝﻤرﺠــوة ،وﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻴﻜــون رب
ﻤﻠزﻤﺎ ﺒـﺄن ﻴﻨﻔـذ اﻝﺘﻌﻬـدات اﻝﺘـﻲ ﻋﻘـدﻫﺎ اﻝﻔـﻀوﻝﻲ ﻝﺤـﺴﺎﺒﻪ ،وأن ﻴﻌوﻀـﻪ ﻋـن اﻝﻌﻤل ً
اﻝﺘﻌﻬــدات اﻝﺘــﻲ اﻝﺘــزم ﺒﻬــﺎ ،وأن ﻴــرد ﻝــﻪ اﻝﻨﻔﻘــﺎت اﻝــﻀرورﻴﺔ واﻝﻨﺎﻓﻌــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺴــوﻏﺘﻬﺎ
ﻤﻀﺎﻓﺎ إﻝﻴﻬﺎ ﻓواﺌدﻫﺎ ﻤن ﻴوم دﻓﻌﻬﺎ ،وأن ﻴﻌوﻀﻪ ﻋن اﻝﻀرر اﻝذي ﻝﺤﻘﻪ ً اﻝظروف
ﺒ ــﺴﺒب ﻗﻴﺎﻤ ــﻪ ﺒﺎﻝﻌﻤ ــل ،وﻻ ﻴ ــﺴﺘﺤق اﻝﻔ ــﻀوﻝﻲ أﺠـ ـ ًار ﻋﻠ ــﻰ ﻋﻤﻠ ــﻪ إﻻ أن ﻴﻜ ــون ﻤ ــن
أﻋﻤﺎل ﻤﻬﻨﺘﻪ«.
ـﻀﺎ ﻤــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻝﻤــﺎدة ٥١٠ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري واﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ
وأﻴـ ً
أﻨــﻪ» :إذا ﺘﻌﻬــد اﻝــﺸرﻴك ﺒــﺄن ﻴﻘــدم ﺤــﺼﺘﻪ ﻓــﻲ اﻝــﺸرﻜﺔ ﻤﺒﻠ ًﻐــﺎ ﻤــن اﻝﻨﻘــود ،وﻝــم ﻴﻘــدم ﻫــذا
اﻝﻤﺒﻠ ــﻎ ،ﻝزﻤﺘ ــﻪ ﻓواﺌ ــدﻩ ﻤ ــن وﻗ ــت اﺴ ــﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﻤ ــن ﻏﻴ ــر ﺤﺎﺠ ــﺔ إﻝ ــﻰ ﻤطﺎﻝﺒ ــﺔ ﻗ ــﻀﺎﺌﻴﺔ أو
اﻋذار ،وذﻝك دون إﺨﻼل ﺒﻤﺎ ﻗد ﻴﺴﺘﺤق ﻤن ﺘﻌوﻴض ﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻋﻨد اﻻﻗﺘﻀﺎء«.
اﻝﺸرط اﻝﺜﺎﻨﻲ -ﻴﺠب أن ﻴﻜون ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﻤﻌﻠوم اﻝﻤﻘدار وﻗت اﻝطﻠب:
ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘﺤق اﻝﻔواﺌــد أن ﻴﺤــدد ﻓــﻲ ﻋرﻴــﻀﺔ دﻋـواﻩ اﻝﻤﺒﻠــﻎ
اﻝذي ﻴطﺎﻝب ﺒﻪ وﻴﺜﺒت اﺴﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ،ﻓﻴﺠب أن ﻴﻜون ﻫـذا اﻝﻤﺒﻠـﻎ ﻤﻌﻠـوم اﻝﻤﻘـدار أﻤـﺎم
اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻋﻨد طﻠب اﻝﻔواﺌد ﻋﻠﻴﻪ .وﻝﻴس ﻤن ﺸﺄن اﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ ﻓـﻲ اﺴﺘﺤﻘﺎق ﻫذا اﻝﻤﺒﻠﻎ
ﻜﻠﻪ أو ﺒﻌﻀﻪ ﻤﺎ ﻴﺼﺢ ﻤﻌﻪ اﻝﻘول ﺒﺄﻨﻪ ﻏﻴر ﻤﻌﻠوم اﻝﻤﻘدار وﻗت اﻝطﻠب.
واﻝﺤﻜﻤــﺔ ﻤــن ﻫــذا اﻝــﺸرط أن اﻝﺘﻌــوﻴض اﻻﺘﻔــﺎﻗﻲ ﻴﺤــﺴب ﺒﻨــﺴﺒﺔ ﺤــﺴﺎﺒﻴﺔ ﺜﺎﺒﺘــﺔ
ﻤــن أﺼــل اﻝــدﻴن ﺒــﺼورة ﺴــﻨوﻴﺔ ،ﻓــﺈذا ﻝــم ﻴﻜــن أﺼــل اﻝــدﻴن ﻤﻌﻠــوم اﻝﻤﻘــدار وﻗــت
اﻝطﻠـب ﻓﻠـن ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﺒﺎﻝﺘﺒﻌﻴـﺔ ﺘﺤدﻴـد ﻤﻘـدار اﻝﻔواﺌــد ﻋﻠﻴـﻪ ،وﻝـذﻝك ﻻ ﻴﻤﻜــن
ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﺎﻝب ﺒﻔواﺌد ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻋن ﻤﺒـﺎﻝﻎ ﻴـﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻝـم ﺘﻜـن ﻤﻌﻠوﻤـﺔ اﻝﻤﻘـدار وﻗـت
اﻝطﻠب ﺒﻬﺎ ﻜﺎﻝﻤﺒﺎﻝﻎ اﻝﻤـﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴل اﻝﺘﻌـوﻴض ﻝﻌـدم ﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﻤـدﻴن اﻝﺘ ازﻤـﻪ أو
ﻤﻘﺎﺒ ــل اﻝﻌﻤ ــل ﻏﻴ ــر اﻝﻤ ــﺸروع ،ﻝﻜﻨ ــﻪ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝ ــب ﺒﻔواﺌ ــد ﻫ ــذﻩ اﻝﻤﺒ ــﺎﻝﻎ ﺒﻌ ــد
٩٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺘﺤدﻴــدﻫﺎ ﺒواﺴــطﺔ اﻝﻘــﻀﺎء ﻓــﻲ دﻋــوى ﻻﺤﻘــﺔ إذا ﻗﻌــد اﻝﻤــدﻴن ﻋــن اﻝوﻓــﺎء ﺒﻬــﺎ ﻷﻨﻬــﺎ
ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻤﻌﻠوﻤﺔ اﻝﻤﻘدار.
ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻝﺤوق ﻀرر ﺒﺎﻝداﺌن ﻻﺴﺘﺤﻘﺎق اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ )اﻝﻔواﺌد(:
ﻋﻠﻰ ﺨﻼف اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻝﺘﻌوﻴض واﻝﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒوﺠوب ﻝﺤوق
ﻀــرر ﺒﺎﻝــداﺌن ﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق ذﻝــك اﻝﺘﻌــوﻴض ،ﻓــﺈن اﻝﻨــﺼوص اﻝﻤﻨظﻤــﺔ ﻝﻠﻔواﺌــد ﺘﻘــﻀﻲ
ﺒﺎﺴــﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ ﺤﺘــﻰ وﻝــو ﻝــم ﻴــﺼب اﻝــداﺌن ﺒــﺄي ﻀــرر ،وﻗــد ﻨـﺼت ﻋﻠــﻰ ذﻝــك اﻝﻤــﺎدة
٢٢٨ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري واﻝﺘـﻲ ﺘـﻨص ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :ﻻ ﻴـﺸﺘرط ﻻﺴـﺘﺤﻘﺎق
ﻓواﺌد اﻝﺘﺄﺨﻴر ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ أو اﺘﻔﺎﻗﻴﺔ أن ﻴﺜﺒت اﻝداﺌن ﻀرًار ﻝﺤﻘﻪ ﻤن ﻫذا اﻝﺘﺄﺨﻴر«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ إذا ﺘ ـواﻓر اﻝــﺸرطﺎن اﻝــﺴﺎﺒﻘﺎن ﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق اﻝﺘﻌــوﻴض
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ،ﻓﺈن ﻫذا اﻝﺘﻌوﻴض واﻗﻊ ﻻ ﻤﺤﺎﻝﺔ ﻴﺴﺘﺤﻘﻪ اﻝـداﺌن وﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤـدﻴن أن
ﻴﺘﺨﻠص ﻤﻨﻪ دون أن ﻴﺤﺘﺎج اﻝداﺌن إﻝﻰ إﺜﺒـﺎت ﻀـرر أﺼـﺎﺒﻪ ﺒـل ﻫـو ﻴـﺴﺘﺤﻘﻪ وﻝـو
أﺜﺒ ــت اﻝﻤ ــدﻴن أن اﻝ ــداﺌن ﻝ ــم ﻴ ــﺼﺒﻪ أي ﻀ ــرر ﻤ ــن ﺠـ ـراء ﺘ ــﺄﺨﻴرﻩ ﻓـ ــﻲ دﻓ ــﻊ اﻝﻤﺒﻠ ــﻎ
اﻝﻨﻘدي اﻝﻤﻠزم ﺒدﻓﻌﻪ.
وﻫذا اﻝﻨص ﺘﺄﻜﻴد ﻋﻠﻰ أﻨﻪ اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ )اﻝﻔواﺌد( ﻤن ﻗﺒﻴل اﻝرﺒﺎ اﻝﻤﺤـرم
ﺸرًﻋﺎ ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎرة زﻴﺎدة ﺜﺎﺒﺘﺔ أو ﻤﻨﻔﻌﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺘﺴﺘﺤق ﻋﻠﻰ أﺼل اﻝدﻴن ﺘـدﺨل ﺘﺤـت
ﺤدﻴث اﻝرﺴول ﺼﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم» :أن ﻜل دﻴن ﺠر ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻓﻬو رﺒﺎ«.
ـﺤﻴﺤﺎ أن ﻨﻘــول ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻔواﺌــد إﻨﻬــﺎ ﺒﻤﺜﺎﺒــﺔ ﺘﻌــوﻴض ﻷنوﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻝــﻴس ﺼـ ً
اﻝﺘﻌوﻴض ﺸرطﻪ اﻷﺴﺎﺴـﻲ اﻝـﻀرر ،واﻝـﺼﺤﻴﺢ أن ﻨطﻠـق ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﻌـوﻴض اﻝﻘـﺎﻨوﻨﻲ
اﺼــطﻼح اﻝﻔواﺌــد اﻝرﺒوﻴــﺔ ﺘﻤﻴـ ًاز ﻝﻬــﺎ ﻋــن اﻝﺘﻌــوﻴض اﻻﺘﻔــﺎﻗﻲ أو اﻝﻘــﻀﺎﺌﻲٕ ،واظﻬــﺎ ًار
ﻝﻬﺎ ﻝﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬﺎ ﻷﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
وﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻨ ــص اﻝﻤ ــﺎدة اﻝ ــﺴﺎﺒﻘﺔ أن ﻤﺒﻠ ــﻎ اﻝﺘﻌ ــوﻴض اﻝﻘ ــﺎﻨوﻨﻲ ﻓـ ــﻲ )اﻝﻔواﺌ ــد(
ﻴﻘــﻀﻲ ﺒ ــﻪ إذا ﺘ ـواﻓرت ﺸ ــروطﻪ ﺒﻐــض اﻝﻨظ ــر ﻋــن ﻤﻘ ــدار اﻝــﻀرر اﻝـ ـذي أﺼ ــﺎب
اﻝــداﺌن ،ﻓﻬ ــو ﺘﻘ ــدﻴر ﺠ ازﻓ ــﻲ ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون ﻝﻠﺘﻌــوﻴض ﻋﻨ ــد ﺘ ــﺄﺨر اﻝﻤــدﻴن ﻓـ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴ ــذ
ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻤن اﻝﻨﻘود. اﻝﺘزاﻤﻪ إذا ﻜﺎن ﻤﺤﻠﻪ ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٩٨
ﻓﺎﻝﻘﺎﻋــدة أن اﻝﻔواﺌــد ﻴﺤﻜــم ﺒﻬــﺎ إذا ﺘ ـواﻓرت ﺸــروط ذﻝــك ﺤﺘــﻰ ٕوان ﻜﺎﻨــت أﻜﺒــر ﻤــن
اﻝﻀرر أو أﻗل ﻤﻨﻪ أو ﻻ ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﻀرر أﺼﻼً أﺼﺎب اﻝداﺌن.
ـﺘﺜﻨﺎء ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻝﻘﺎﻋـدة ﻓﻘـد ﻨـﺼت اﻝﻤـﺎدة ٢٢٩ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ
وﻝﻜن اﺴ ً
اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨـﻪ» :إذا ﺘـﺴﺒب اﻝـداﺌن ،ﺒـﺴوء ﻨﻴـﺔ ،وﻫـو ﻴطﺎﻝـب ﺒﺤﻘـﻪ ،ﻓــﻲ إطﺎﻝـﺔ
أﻤد اﻝﻨزاع ،ﻓﻠﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺨﻔض اﻝﻔواﺌد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨـت أو اﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ،أو ﻻ ﻴﻘـﻀﻲ
إطﻼﻗﺎ ﻋن اﻝﻤدة اﻝﺘﻲ طﺎل ﺒﻬﺎ اﻝﻨزاع ﺒﻼ ﻤﺒرر«.ً ﺒﻬﺎ
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ إذا ﺘﻌﻤــد اﻝــداﺌن إطﺎﻝــﺔ أﻤــد اﻝﻨ ـزاع ﺒــﻼ ﻤﺒــرر ﺤﺘــﻰ
ﻴ ــﺴﺘﻔﻴد ﺒزﻴ ــﺎدة اﻝﻔواﺌ ــد اﻝﻤ ــﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﺼ ــل اﻝ ــدﻴن ﻜ ــﺄن ﻴطﻠ ــب ﺘ ــﺄﺠﻴﻼً ﻤ ــﺴﺘﻤ ًار
ﻝﻠــدﻋوى دون ﻤﺒــرر ،أو أن ﻴــﺸﻜك ﻓــﻲ ﺼــﺤﺔ ﻤــﺴﺘﻨد أو ﺘزوﻴـرﻩ ﻝﻴﺤــﺎل اﻷﻤــر إﻝــﻰ
ﺨﺒﻴر ﻓﻴطول اﻝﻨـزاع ﺒـﻼ ﻤﺒـرر ﻓﻴزﻴـد ﺒـذﻝك ﻤﻘـدار اﻝﻔواﺌـد دون ﻤﺒـرر ،ﻓﻤﻌﺎﻗﺒـﺔ ﻝﻬـذا
اﻝداﺌن ﺴﻲء اﻝﻨﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻴﺠوز ﻝﻪ إذا أﺜﺒت اﻝﻤـدﻴن ذﻝـك أن ﻴﺨﻔـض اﻝﻔواﺌـد
إطﻼﻗﺎ ﻋن اﻝﻤدة اﻝﺘﻲ طﺎل ﺒﻬﺎ اﻝﻨزاع ﺒﻼ ﻤﺒرر. ً أو ﻻ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻬﺎ
اﺴﺘﺜﻨﺎء آﺨر ﻋﻠﻰ اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻨص ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة ٢٣١ﻤن اﻝﻘـﺎﻨون ً وﻫﻨﺎك
اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري واﻝﺘ ــﻲ ﺘ ــﻨص ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻴﺠ ــوز ﻝﻠ ــداﺌن أن ﻴطﺎﻝ ــب ﺒﺘﻌ ــوﻴض
ﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻴﻀﺎف إﻝﻰ اﻝﻔواﺌد ،إذا أﺜﺒت أن اﻝﻀرر اﻝذي ﻴﺠﺎوز اﻝﻔواﺌد ﻗد ﺘﺴﺒب ﻓﻴﻪ
اﻝﻤدﻴن ﺒﺴوء ﻨﻴﺔ«.
ﻓﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن اﻝﻘـﺎﻨون ﻴﺤـﺎرب ﻤـن ﺠﻬـﺔ أﺨـرى ﺴـوء ﻨﻴـﺔ اﻝﻤـدﻴن إذا
ﺘﺴﺒب ﺒﺴوء ﻨﻴﺘﻪ ﻓـﻲ إﺼﺎﺒﺔ اﻝداﺌن ﺒﻀرر ﻴﺠﺎوز اﻝﻔواﺌد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ أو اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻜﻤﺎ
ﻝــو ﺘﻌﻤــد اﻝﻤــدﻴن ﻋــدم ﺘــﺴدﻴد ﻤﺒﻠــﻎ اﻝــدﻴن ﻓــﻲ ﻤﻴﻌــﺎدﻩ ﺒﻬــدف إﻀــﺎﻋﺔ ﺼــﻔﻘﺔ راﺒﺤــﺔ
ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن ،ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻴﺠــوز ﻝﻠــداﺌن إذا أﺜﺒــت ذﻝــك أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﺘﻌ ــوﻴض
ﺘﻜﻤﻴﻠﻰ ﻴﻀﺎف إﻝﻰ اﻝﻔواﺌد ﻝﻜﻲ ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ ﻤﻘدار اﻝﻀرر اﻝذي أﺼﺎﺒﻪ.
ﻗﻴود اﺴﺘﺤﻘﺎق اﻝﻔواﺌد:
وﻀــﻊ اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋــدة ﻗﻴ ــود ﺘﻤﻨــﻊ ﻤــن اﺴ ــﺘﺤﻘﺎق اﻝﻔواﺌــد ﻓـ ــﻲ
ﺤﺎﻻت ﻤﻌﻴﻨﺔ وذﻝك ﻜراﻫﺔ ﻤﻨﻪ ﻝﻠرﺒﺎ ،وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
-١ﻴﻘــف ﺴ ـرﻴﺎن اﻝﻔواﺌــد ﻤــن اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴرﺴــو ﻓﻴــﻪ اﻝﻤ ـزاد إذا ﺒﻴﻌــت أﻤ ـوال
٩٩ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﻤ ــدﻴن ﺒ ــﺎﻝﻤزاد اﻝﻌﻠﻨ ــﻲ ﻝﻠوﻓ ــﺎء ﺒدﻴوﻨ ــﻪ وذﻝ ــك إذا ﺘ ــﺄﺨر اﺴ ــﺘﺤﻘﺎق اﻝ ــداﺌﻨﻴن
ﻤﻠزﻤﺎ
ﻷﻨﺼﺒﺘﻬم اﻝﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﺒﻌد رﺴو اﻝﻤزاد إﻻ إذا ﻜﺎن اﻝراﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤزاد ً
ﺒدﻓﻊ ﻓواﺌد اﻝﺜﻤن أو ﻜﺎﻨت ﺨزاﻨﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻠزﻤﺔ ﺒﻬذﻩ اﻝﻔواﺌد ﺒﺴﺒب إﻴـداع
اﻝــﺜﻤن ﻓﻴﻬــﺎ ،ﻋﻠ ــﻰ أﻻ ﻴﺘﺠــﺎوز ﻤــﺎ ﻴﺘﻘﺎﻀ ــﺎﻩ اﻝــداﺌﻨون ﻤــن ﻓواﺌ ــد ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ
اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﻤـﺎ ﻫــو ﻤـﺴﺘﺤق ﻤﻨﻬــﺎ ﻗﺒـل اﻝ ارﺴــﻲ ﻋﻠﻴـﻪ اﻝﻤـزاد أو ﺨ ازﻨـﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ.
وﻫــذﻩ اﻝﻔواﺌــد ﺘﻘـﺴم ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌﻨﻴن ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ ﻗــﺴﻤﺔ اﻝﻐرﻤــﺎء )اﻝﻤــﺎدة ٢٣٠ﻤــن
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
-٢ﻻ ﻴﺠ ــوز ﺘﻘﺎﻀ ــﻲ ﻓواﺌ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﻤﺘﺠﻤ ــد اﻝﻔواﺌ ــد :ﻻ ﻴﺠ ــوز أن ﺘ ــﻀﺎف اﻝﻔواﺌ ــد
ﻋﻠﻰ أﺼل اﻝدﻴن وﻴؤﺨذ ﻤن ﻤﺠﻤوﻋﻬﻤﺎ اﻝﻔواﺌد ،ﻓﺈن اﻝﻔواﺌد ﻨـﺴﺒﺔ ﺘﺤـﺴب ﻤـن
أﺼل اﻝـدﻴن ﻓﻘـط ،وذﻝـك دون إﺨـﻼل ﺒﺎﻝﻘواﻋـد واﻝﻌـﺎدات اﻝﺘﺠﺎرﻴـﺔ )ﻤـﺎدة ٢٣٢
ﻤدﻨﻲ ﻤﺼري(.
-٣ﻻ ﻴﺠــوز ﻓ ــﻲ أي ﺤــﺎل أن ﻴﻜــون ﻤﺠﻤــوع اﻝﻔواﺌــد اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﻘﺎﻀــﺎﻫﺎ اﻝــداﺌن
ـﻀﺎ ﺨـ ــﺎص ﺒﺎﻝﻤـ ــﺴﺎﺌل اﻝﻤدﻨﻴـ ــﺔ وﻴﺠـ ــوز
أﻜﺜـ ــر ﻤـ ــن رأس اﻝﻤـ ــﺎل ،وذﻝـ ــك أﻴـ ـ ً
ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝﻤﺴﺎﺌل اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ )ﻤﺎدة ٢٣٢ﻤدﻨﻲ ﻤﺼري(.
-٤ﻗد ﻴﺼدر ﻗﺎﻨون ﺨﺎص ﻴﻤﻨـﻊ ﺘﻘﺎﻀـﻲ ﻓواﺌـد :ﻤﺜـل اﻝﻘـﺎﻨون رﻗـم ١٤ﻝـﺴﻨﺔ
١٩٨١م ،اﻝﻤ ـ ــﺎﻨﻊ ﺒﺘﻘﺎﻀـ ـ ــﻲ ﻓواﺌـ ـ ــد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻝﻘـ ـ ــروض اﻝﺨﺎﺼـ ـ ــﺔ ﺒﺎﻹﺴـ ـ ــﻜﺎن
اﻝﺘﻌﺎوﻨﻲ ﻝﻠﻌﺎﻤﻠﻴن ﺒوﺤدات اﻝﻘطﺎع اﻝﻌﺎم.
اﻝﻔواﺌد اﻝﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺤﺴﺎب اﻝﺠﺎري:
ﻴﺠوز ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﻝﻘواﻋد اﻝـﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﺘﺤدﻴـد ﻤﻘـدار اﻝﻔواﺌـد أو اﻝﻘﻴـود اﻝـواردة
ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﺤﻘﺎق ﻫــذﻩ اﻝﻔواﺌــد إذا ﻜﺎﻨــت اﻝﻔواﺌــد ﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﺘــﺴﺘﺤق ﻋﻠــﻰ ﺤــﺴﺎب ﺠــﺎري،
وذﻝــك ﻤــﺎ ﻗــﻀت ﺒــﻪ اﻝﻤــﺎدة ٢٣٣ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ
أﻨﻪ» :اﻝﻔواﺌد اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴري ﻋﻠﻰ اﻝﺤﺴﺎب اﻝﺠﺎري.
يختلف سعرھا القانوني باختالف الجھات ،ويتبع فـي طريقة حساب الفوائد
المركبة فـي الحساب الجاري ما يقضي به العرف التجاري«.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٠٠
] oÖ^nÖ]Ø’ËÖ
Ý]ˆjÖ÷]„éËßiá^Û•Øñ^‰æ
اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﻝﻠداﺌﻨﻴن وﻤﺨﺎطرﻩ:
ﺘـ ــﻨص اﻝﻤـ ــﺎدة ٢٣٤ﻤـ ــن اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ اﻝﻤـ ــﺼري ﻋﻠـ ــﻰ أن -١» :أﻤ ـ ـوال
اﻝﻤــدﻴن ﺠﻤﻴﻌﻬ ــﺎ ﻀــﺎﻤﻨﺔ ﻝﻠوﻓ ــﺎء ﺒدﻴوﻨ ــﻪ -٢ .وﺠﻤﻴــﻊ اﻝ ــداﺌﻨﻴن ﻤﺘــﺴﺎوون ﻓـ ــﻲ ﻫ ــذا
طﺒﻘﺎ ﻝﻠﻘﺎﻨون«.
اﻝﻀﻤﺎن إﻻ ﻤن ﻜﺎن ﻝﻪ ﻤﻨﻬم ﺤق اﻝﺘﻘدم ً
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫـ ـذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة أن اﻝﻤ ــدﻴن إذا ﻝ ــم ﻴ ــوف ﺒﺎﺨﺘﻴ ــﺎرﻩ اﻻﻝﺘـ ـزام ﻓ ــﺈن اﻝ ــداﺌن
ﺘﻨﻔﻴذا ﺠﺒرًﻴـﺎ ﺤﺘـﻰ
ﻻ ﻴﻜون أﻤﺎﻤﻪ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﺴوى أن ﻴﻨﻔذ ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻝﻤدﻴن ً
ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘﻪ.
وﺠﻤﻴﻊ أﻤوال اﻝﻤدﻴن ﺘﻀﻤن ﻝﻠداﺌن اﺴـﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘـﻪ ،وﻜـل اﻝـداﺌﻨﻴن اﻝﻌـﺎدﻴﻴن أي
اﻝــذﻴن ﻻ ﻴﻤﻠﻜــون ﺤﻘوﻗًــﺎ ﻋﻴﻨﻴــﺔ ﺘﻤﻴــزﻫم ﻋــن ﻏﻴــرﻫم ﻴﻜوﻨــون ﻤﺘــﺴﺎوﻴن ﻓــﻲ ﻤ ارﻜــزﻫم
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ أﻤــﺎم أﻤ ـوال اﻝﻤــدﻴن .وﻫــذا ﻫــو ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﺤــق اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم اﻝــذي ﻴﻜــون
ﻝﻠداﺌن ،ﻓﻬو ﻋﺎم ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺘﻴن ،اﻷوﻝﻰ :أن ﻜل أﻤوال اﻝﻤدﻴن اﻝﺤﺎﻀرة وﻗت اﻝﺘﻨﻔﻴذ
ﺘــﻀﻤن ﻝﻠــداﺌن اﻝوﻓــﺎء ﺒﺤﻘــﻪ إﻻ ﻤــﺎ اﺴــﺘﺜﻨﻰ ﺒــﻨص ﺨــﺎص ،اﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ :أن ﻜــل اﻝــداﺌﻨﻴن
اﻝﻌﺎدﻴﻴن ﻴﻘﻔون ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻝﻤﺴﺎواة ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘوﻗﻬم ﻤن ﻫذﻩ اﻷﻤوال.
ﻝﻜن اﻝﻤدﻴن ﻗد ﻴﻌرض ﻫذا اﻝـﻀﻤﺎن اﻝﻌـﺎم ﻝﻠﺨطـر ،ﻓﻬـو إﻤـﺎ أن ﻴﺘـﺼرف ﻓــﻲ
أﻤواﻝ ــﻪ ﻴﻤﻴًﻨ ــﺎ وﻴ ــﺴﺎ ًار ﻓـ ــﻲ اﻝﻔﺘـ ـرة ﻤ ــﺎ ﺒ ــﻴن ﻨ ــﺸوء اﻝ ــدﻴن إﻝ ــﻰ ﺤ ــﻴن اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ ،وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ
ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﻓـﻲ ﻴدﻩ ﻤﺎ ﻴﻨﻔـذ ﻋﻠﻴـﻪ اﻝـداﺌن أو ﻴﺒﻘـﻰ ﻓــﻲ ﻴـدﻩ اﻝﻘﻠﻴـل ﺒﺤﻴـث ﻴﻐـرم اﻝـداﺌﻨﻴن
اﻝﻌﺎدﻴﻴن ﻋﻨد ﺘﻨﻔﻴذﻫم ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻝﻤدﻴن ﻓﻴﻘﺘـﺴﻤون ﻫـذﻩ اﻷﻤـوال ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴـﻨﻬم ﻗـﺴﻤﺔ
ﻏرﻤـﺎء ،وﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن اﻝﻌـﺎدي أن ﻴﻤﻨــﻊ اﻝﻤــدﻴن ﻤــن اﻝﺘـﺼرف ﻓــﻲ أﻤواﻝــﻪ ﻓــﻲ
ﺘﻠــك اﻝﻔﺘ ـرة ﻜﻤــﺎ ﻻﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﺘﺒــﻊ ﺘﻠــك اﻷﻤ ـوال ﻓ ــﻲ أي ﻴــد ﺘﻜــون ﻷن ﻜــل ﻤﺎﻝــﻪ
ﻫو ﺤق ﺸﺨﺼﻲ ﻤﺤل ﻋﻤل اﻝﻤدﻴن ﻻ ﻤﺎل ﻤﻌﻴن ﻤن أﻤواﻝﻪ.
١٠١ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻓﺎﻝـ ــذي ﻴﺤـ ــدث ﻋﻤـ ــﻼً ﻋﻨـ ــد اﻝﺘﻨﻔﻴـ ــذ ﻋﻠـ ــﻰ أﻤ ـ ـوال اﻝﻤـ ــدﻴن أن اﻝـ ــداﺌﻨﻴن اﻝـ ــذﻴن
ﻴﺤﻀرون إﺠراءات ذﻝك اﻝﺘﻨﻔﻴذ ،ﻴﻨﻘﺴﻤون إﻝﻰ ﻗﺴﻤﻴن:
اﻝﻘـــﺴم اﻷول :ﻴ ــﺸﻤل اﻝ ــداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘﻤﻴـ ـزﻴن أﺼ ــﺤﺎب اﻝﺤﻘ ــوق اﻝﻌﻴﻨﻴ ــﺔ وﻫ ــؤﻻء
ﻴﻜون ﻝﻬـم ﺤـق اﻝﺘﻘـدم ﻋﻠـﻰ ﻏﻴـرﻫم ﻤـن اﻝـداﺌﻨﻴن اﻝﻌـﺎدﻴﻴن ﻓــﻲ اﺴـﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘـوﻗﻬم ﻤـن
أﻤ ـوال اﻝﻤــدﻴن ﻤﺤــل ﻀــﻤﺎﻨﻬم ،ﻜﻤــﺎ أن ﻝﻬــم ﺴــﻠطﺔ ﺘﺘﺒــﻊ ﻫــذﻩ اﻷﻤ ـوال ﻓ ــﻲ أي ﻴــد
ﺘﻜــون؛ وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ ﻓ ــﺈن ﻫ ــؤﻻء ﻴ ــﺴﺘوﻓون ﺤﻘ ــوﻗﻬم أوﻻً ﻤ ــن اﻷﻤـ ـوال ﻗﺒ ــل ﻏﻴ ــرﻫم ﻤ ــن
اﻝداﺌﻨﻴﻨﻲ اﻝﻌﺎدﻴﻴن.
وﻴﺘﻘــدم ﺒﻌــﻀﻬم ﻋﻠــﻰ ﺒﻌــض ﺤــﺴب ﺘــﺎرﻴﺦ ﻗﻴــدﻫم ﻝﺤﻘــوﻗﻬم إذا ﺘزاﺤﻤ ـوا ﻋﻠــﻰ
ﻤــﺎل واﺤــد ،أو ﺤــﺴب ﻤــﺎ ﻴــﻨص ﻋﻠﻴــﻪ اﻝﻘــﺎﻨون ،ﻓﻴﻘﻔــون ﺒﺎﻝﺘرﺘﻴــب ﻝﻴﺄﺨــذ أﺤــدﻫم ﺘﻠــو
ﺸﻴﺌﺎ ﻝﻠﻤﺘﺄﺨر ﻤﻨﻬم ﻷن اﻝﻤﺘﻘـدمﻜﺎﻤﻼ ،وﻗد ﻻ ﻴﺘﺒﻘﻰ ﻤن أﻤوال اﻝﻤدﻴن ً ً اﻵﺨر ﺤﻘﻪ
ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘﻪ ﻜﺎﻤﻼً ﻤن أﻤـوال اﻝﻤـدﻴن ،وﺒﻌـد ذﻝـك ﻴﺘـرك اﻝﺒـﺎﻗﻲ ﻝﻐﻴـرﻩ ،وﻫﻜـذا ﺤﺘـﻰ
ﻴﻨﺘﻬﻲ ﻜل اﻝداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘﻤﻴزﻴن أﺼﺤﺎب اﻝﺤﻘوق اﻝﻌﻴﻨﻴﺔ.
ﺒﻌد ذﻝك ﻴﻨﺘﻘل اﻝﺘوزﻴﻊ إﻝﻰ اﻝﻘﺴم اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻤن اﻝـداﺌﻨﻴن وﻫـم اﻝـداﺌﻨون اﻝﻌـﺎدﻴون،
وﻫؤﻻء ﻴﻘﻔون ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻝﻤﺴﺎواة أﻤـﺎم ﻤـﺎ ﺘﺒﻘـﻰ ﻤـن أﻤـوال اﻝﻤـدﻴن ،ﻻ ﻴﺘﻘـدم أﺤـدﻫم
ﻋﻠﻰ ﻏﻴرﻩ ،وﺒﻐض اﻝﻨظر ﻋن ﺘﺎرﻴﺦ ﻨﺸوء دﻴوﻨﻬم أو ﺘﺎرﻴﺦ ﺤﻠوﻝﻬﺎ ،وﻴﻘﺘﺴﻤون ﻤﺎ
ﺘﺒﻘﻰ ﻤن أﻤوال اﻝﻤدﻴن ﺒﻴﻨﻬم ﻗﺴﻤﺔ ﻏرﻤـﺎء أي أن ﻴﺄﺨـذ ﻜـل ﻤـﻨﻬم ﺠـزًء ﻤـن أﻤواﻝـﻪ
ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤـﻊ دﻴﻨـﻪ .ﻫـؤﻻء اﻝـداﺌﻨون ﻫـم اﻝـذﻴن ﻴﺘﻌرﻀـون ﻝﻠﺨطـر ،ﻓﻘـد ﻻ ﻴﺘﺒﻘـﻰ ﻝﻬـم
ﺸﻴﺌﺎ ﻤن أﻤوال اﻝﻤدﻴن ﺒﻌد اﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘﻤﻴزﻴن ﺤﻘوﻗﻬم.
ً
ﻜﻤـﺎ أﻨﻬــم ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻌون ﺘﺘﺒــﻊ ﻤــﺎل اﻝﻤــدﻴن إذا ﺘــﺼرف ﻓﻴــﻪ ﻓــﻲ أي ﻴــد ﺘﻜــون،
وﻝــذﻝك وﻀــﻊ اﻝﻘــﺎﻨون ﺘﺤــت أﻴــدﻴﻬم ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن اﻝوﺴــﺎﺌل ﺘــﻀﻤن ﻝﻬــم اﻝﺤــﺼول
ﻋﻠــﻰ ﺤﻘــوﻗﻬم وﺘﻘــﻴﻬم ﻤﺨــﺎطر ﻗﻌــود اﻝﻤــدﻴن ﻋــن اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﺤﻘوﻗــﻪ اﻝﺘــﻲ ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ
اﻵﺨرﻴن أو ﻤﺨﺎطر ﺘﺼرﻓﻪ ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ ﺒﻐﻴﺔ اﻹﻀرار ﺒﻬؤﻻء اﻝداﺌﻨﻴن.
ﻫذﻩ اﻝوﺴﺎﺌل ﺘﺘﻤﺜل ﻓــﻲ ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤـن اﻝـدﻋﺎوي ﻴﺠﻤﻌﻬـﺎ أن اﻝﻐـرض ﻤﻨﻬـﺎ ﻫـو
أحكام االلتزام واإلثبات ١٠٢
اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﻤن اﻝﻤﺨﺎطر اﻝﺘﻲ ﻗـد ُﻴﺘﻌـرض ﻝﻬـﺎ .ﻫـذﻩ اﻝوﺴـﺎﺌل ﻫـﻲ
اﻝــدﻋوى ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ،ودﻋــوى ﻋــدم ﻨﻔــﺎذ ﺘــﺼرﻓﺎت اﻝﻤــدﻴن اﻝــﻀﺎرة ﻨﺤــو اﻝــداﺌﻨﻴن
)اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ( و )دﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ( ،وﻨظﺎم ﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر.
ﺘﺒﺎﻋﺎ ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﻔﺼل وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
وﺴوف ﻨﺒﺤث ﻫذﻩ اﻝوﺴﺎﺌل ً
اﻝﻤﺒﺤـــث اﻷول :اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث :دﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ.
اﻝﻤﺒﺤـــث اﻝراﺒﻊ :ﻨظﺎم ﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر.
] Ùæù]ovf¹
]ì†^f¹]Æïç‚Ö
اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة:
ﻴﻘ ــﺼد ﺒﺎﻝ ــدﻋوى ﻏﻴ ــر اﻝﻤﺒﺎﺸـ ـرة أن ﻴ ــﺴﺘﻌﻤل اﻝ ــداﺌن ﺒﺎﺴ ــم ﻤدﻴﻨ ــﻪ ﺤﻘ ــوق ﻫ ــذا
اﻝﻤدﻴن اﻝﺘﻲ ﻝم ﻴﻘم ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ.
ﻓﺎﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة ﻫﻲ ﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝداﺌن ﻤدﻴن ﻤدﻴﻨـﻪ ﺒﺤـق ﻗﻌـد اﻝﻤـدﻴن ﻋـن
اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒــﻪ وﻫــذﻩ اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ إﻤــﺎ أن ﺘﻜــون ﻋــن طرﻴــق اﻝﻘــﻀﺎء ﻓ ــﻲ ﺼــورة دﻋــوى
ﻴرﻓﻌﻬــﺎ اﻝــداﺌن ﺒﺎﺴــم ﻤدﻴﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻤــدﻴن ﻤدﻴﻨــﻪ ﻴطﺎﻝﺒــﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ﺒﺤــق ﻤدﻴﻨــﻪ ﺤﺘــﻰ إذا
ﻜﺴب ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ذﻫـب اﻝﻤـﺎل ﻤﺤـل اﻝـدﻋوى إﻝـﻰ ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن ﻻ ذﻤـﺔ اﻝـداﺌن ،أو
أن ﺘﺄﺨذ ﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝداﺌن ﺒﺤق اﻝﻤدﻴن ﻤن ﻤدﻴن ﻤدﻴﻨـﻪ ﺼـورة اﺘﺨـﺎذ إﺠـراء أو اﻝﻘﻴـﺎم
ﺒﻌﻤــل ﻴﻬــدف إﻝــﻰ اﻝﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﺤــق ﻤدﻴﻨــﻪ ،أن إدﺨــﺎل ﻤــﺎل ﻓــﻲ ذﻤﺘــﻪ ﻗﻌــد اﻝﻤــدﻴن
ﻋن اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
واﻝﻐﺎﻝب أن ﺘﺘﺨذ اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة ﺸﻜل اﻝدﻋوى وﻝـذﻝك ﺴـﻤﻴت )دﻋـوى(
اﻋﺘﺒﺎ ًار ﻝﻠﺼورة اﻝﻐﺎﻝﺒﺔ ﻝﻬﺎ ،وﻫﻲ )ﻏﻴر ﻤﺒﺎﺸرة( ﻷن اﻝداﺌن ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨﻬـﺎ ﺒطرﻴـق
ﻤﺒﺎﺸ ــر ٕواﻨﻤ ــﺎ ﻴ ــﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨﻬ ــﺎ ﺒطرﻴ ــق ﻏﻴ ــر ﻤﺒﺎﺸ ــر ﺤﻴ ــث إذا ﻨﺠ ــﺢ ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻓ ــﺈن اﻝﻤ ــﺎل
اﻝﻤﺘﺤــﺼل ﻤﻨﻬــﺎ ﻻ ﻴــﺴﺘﺄﺜر اﻝــداﺌن ﺒــﻪٕ ،واﻨﻤــﺎ ﻴــذﻫب ﻫــذا اﻝﻤــﺎل إﻝــﻰ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم
١٠٣ أحكام االلتزام واإلثبات
أي إﻝﻰ ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻓﻴزﻴد ﻫذا اﻝـﻀﻤﺎن وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻴﺠـد اﻝـداﺌن ﻤـﺎﻻً ﻓــﻲ ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن
ﻋﻨد اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠﺒري.
وﻴﻤﻜــن ﺘﻜﻴﻴــف ﻫــذﻩ اﻝــدﻋوى ﺒﺄﻨﻬــﺎ ﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴــﺔ ﻤﻨﺤﻬــﺎ اﻝﻘــﺎﻨون ﻝﻠــداﺌن ﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة
ﺤﻘوق ﻤدﻴﻨﻪ إذا ﻗﻌد ﻫـذا اﻷﺨﻴـر ﻋـن ﻤﺒﺎﺸـرﺘﻬﺎ ،وﻝـذﻝك ﻓـﺈن اﻝـداﺌن ﻴرﻓـﻊ ﻫـذﻩ اﻝـدﻋوى
ﺒﺎﺴــم ﻤدﻴﻨــﻪ وﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻋﻨــﻪ وﻻ ﻴــﺴﺘﺄﺜر وﺤــدﻩ ﺒﺜﻤرﺘﻬــﺎ ﺒــل ﻴــﺸﺎرﻜﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ﻏﻴ ـرﻩ ﻤــن اﻝــداﺌﻨﻴن
ﻷن ﺜﻤرﺘﻬــﺎ ﺴــﺘدﺨل ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن وذﻝــك ﻤــﺎ ﻨــﺼت ﻋﻠﻴــﻪ اﻝﻤــﺎدة ٢٣٦ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري واﻝﺘﻲ ﺘﻨص ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :ﻴﻌﺘﺒر اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻘوق ﻤدﻴﻨـﻪ ﻨﺎﺌًﺒـﺎ
ﻋن ﻫذا اﻝﻤـدﻴن ،وﻜـل ﻓﺎﺌـدة ﺘﻨـﺘﺞ ﻤـن اﺴـﺘﻌﻤﺎل ﻫـذﻩ اﻝﺤﻘـوق ﺘـدﺨل ﻓــﻲ أﻤـوال اﻝﻤـدﻴن
ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻝﺠﻤﻴﻊ داﺌﻨﻴﻪ«. ً وﺘﻜون
] Ùæù]gת¹
ì†^f¹]Æïç‚Ö]Ù^ÛÃj‰]Ñ^ŞÞ
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ١/٢٣٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :ﻝﻜل داﺌن وﻝـو
ﻝم ﻴﻜن ﺤﻘﻪ ﻤﺴﺘﺤق اﻵداء أن ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺒﺎﺴم ﻤدﻴﻨﻪ ﺠﻤﻴـﻊ ﺤﻘـوق ﻫـذا اﻝﻤـدﻴن ،إﻻ
ﻤﺎ ﻜﺎن ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺘﺼﻼً ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺨﺎﺼﺔ أو ﻏﻴر ﻗﺎﺒل ﻝﻠﺤﺠز«.
ﻴﺘﺤدد ﻨطﺎق اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﺤـﺴب اﻝﻐـرض ﻤﻨﻬـﺎ ،وﻝﻤـﺎ ﻜـﺎن
اﻝﻐرض ﻤن ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ﻫو اﻝﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﻝﻠداﺌن ﻤن ﺨطر ﻗﻌود
اﻝﻤــدﻴن ﻋــن اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﺤﻘوﻗــﻪ ﻤــن ﻤدﻴﻨﻴــﻪ ،وﻝــذﻝك ﻓــﺈن ﻝﻠــداﺌن وﻓﻘًــﺎ ﻝﻠﻤــﺎدة اﻝــﺴﺎﺒﻘﺔ
اﻝﺘــﻲ ﺤــددت ﻨطــﺎق اﺴــﺘﻌﻤﺎل اﻝــدﻋوى ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة أن ﻴــﺴﺘﻌﻤل ﺠﻤﻴــﻊ اﻝﺤﻘــوق
اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻗﻌــد ﻤدﻴﻨــﻪ ﻋــن اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﻬــﺎ واﻝﺘــﻲ ﻴﺠــوز اﻝﺤﺠــز ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،ﺴ ـواء ﻓ ــﻲ
ـﻀﺎﺌﻴﺎ
ﺼــورة دﻋــوى ﺘﻘــﺎﻋس اﻝﻤــدﻴن ﻋــن إﻗﺎﻤﺘﻬــﺎ ،ﻤﺜــل أن ﻴطﺎﻝــب ﻤــدﻴن ﻤدﻴﻨــﻪ ﻗـ ً
ﺒــدﻴن ﻓ ــﻲ ذﻤﺘــﻪ ﻗﻌــد ﻤدﻴﻨــﻪ ﻋــن اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒــﻪ ،أو ﻓ ــﻲ ﺼــورة طﻌــن ﻓ ــﻲ ﺤﻜــم ﻗﻌــد
اﻝﻤــدﻴن ﻋــن اﻝطﻌــن ﻋﻠﻴــﻪ ،أو ﻓــﻲ ﺼــورة إﺠـراء ﻗﻌــد اﻝﻤــدﻴن ﻋــن اﺘﺨــﺎذﻩ وﺴــﻴؤدي
ﻗﻌــودﻩ إﻝــﻰ ﻀــﻴﺎع ﺤﻘــﻪ ،ﻜﻤــﺎ ﻓــﻲ اﺘﺨــﺎذ اﻝــداﺌن إﺠـراء ﻴﻘطــﻊ ﺒــﻪ ﺘﻘــﺎدم ﺤــق ﻝﻤدﻴﻨــﻪ
ﻋﻠـﻰ وﺸـك اﻻﻨﻘـﻀﺎء ﺒﺎﻝﺘﻘـﺎدم ،أو أن ﻴﻘـوم اﻝــداﺌن ﺒﺘـﺴﺠﻴل ﻋﻘـد ﺒـﻴن ﻝﻌﻘـﺎر ﻝﻤــدﻴن
أحكام االلتزام واإلثبات ١٠٤
ﻗﻌد ﻫذا اﻷﺨﻴر ﻋن اﻝﻘﻴﺎم ﺒﺈﺠراءات ﺘﺴﺠﻴﻠﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ اﻝﻌﻘﺎر إﻝﻰ ﻤدﻴﻨﻪ.
وﻻ ﻴﻌﻨﻰ ذﻝك أن اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﺘﻤـﻨﺢ اﻝـداﺌن ﻨﻴﺎﺒـﺔ ﻤطﻠﻘـﺔ ﻋـن ﻤدﻴﻨـﻪ
ﺘـؤدي إﻝــﻰ ﺴــﻠب ﺤرﻴﺘــﻪ ﻓــﻲ إدارة أﻤواﻝــﻪ أو ﻓــﻲ ﻤﺒﺎﺸـرة ﺤﻘوﻗـﻪ ،ﻓﻨﻴﺎﺒــﺔ اﻝــداﺌن ﻋــن
ﻤدﻴﻨﻪ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة ﻤﻘﺘﻀﺒﺔ ﺒﺎﻝﻐرض ﻤﻨﻬﺎ.
وﻝــذﻝك ﻴﺨــرج ﻤــن ﻨط ــﺎق ﻫــذﻩ اﻝــدﻋوى إدارة أﻤـ ـوال اﻝﻤــدﻴن ﻓﻬــذﻩ ﻻ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ
اﻝداﺌن أن ﻴﻘوم ﺒﻬﺎ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺨرج ﻋن ﻏرض اﻝدﻋوى.
ﻜﻤــﺎ ﻻ ﻴﺠــوز ﻝﻠــداﺌن أن ﻴــﺴﺘﻌﻤل ﻤــﺎ ﻝﻠﻤــدﻴن ﻤــن رﺨــص ،وﻫــﻲ ﺘﻠــك اﻝﻤﻜﻨــﺎت
اﻝﺘــﻲ ﻻ ﺘرﻗــﻰ إﻝــﻰ ﻤرﺘﺒــﺔ اﻝﺤﻘــوق ،وﻝﻜﻨﻬــﺎ ﺘﻌطــﻲ ﻝﻠﻤــدﻴن ﺴــﻠطﺔ أو ﻗﺒــول ﺤــق ﻤــﺎ،
طﺒﻘﺎ ﻝذﻝك أن ﻴﻨوب ﻋن ﻤدﻴﻨﻪ ﻓـﻲ ﻗﺒول ﺸـراء أو ﺒﻴـﻊ ﺸـﺊ ﻤـﺎ ﻓﻼ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝداﺌن ً
ﺤﺘــﻰ وﻝ ــو ﻜ ــﺎن ﻫ ــذا اﻝﺒﻴ ــﻊ ﻴﻤﺜ ــل ﺼــﻔﻘﺔ راﺒﺤ ــﺔ ﻝﻠﻤ ــدﻴن ،ﻜﻤ ــﺎ ﻻ ﻴﺠ ــوز ﻝﻠ ــداﺌن أن
ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻤﺎ ﻝﻠﻤدﻴن ﻤن ﺨﻴﺎرات ،ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻝﻪ أن ﻴﻘﺒل ﺒﺎﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻪ وﺼﻴﺔ.
ﻜﻤـﺎ ﻻ ﻴﺠـوز ﻝﻠـداﺌن أن ﻴطﺎﻝـب ﺒﺤﻘــوق ﻤدﻴﻨـﻪ ﻏﻴـر اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻷن ﻫـذﻩ اﻝﺤﻘــوق
ﻻ ﺘــدﺨل ﻓ ــﻲ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم ،وﻝــذﻝك ﻻ ﻴﺠ ــوز اﻝﺤﺠــز ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،ﻓــﺈذا ﻜــﺎن اﻝﻤ ــدﻴن
ﻤؤﻝﻔﺎ ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴﻨوب ﻋﻨﻪ ﻓـﻲ ﺘﻘرﻴر ﻨـﺸر أن ﺘﻌـدﻴل أو ﺴـﺤب ﻤـﺼﻨﻔﻪ ً
ﻤــن اﻝﺘــداول ،ﻜﻤــﺎ ﻻ ﻴﺠــوز ﻝــﻪ أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﻬــذﻩ اﻝﺤﻘــوق ﺤﺘــﻰ وﻝــو ﺘرﺘــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ
ﺤﻘوق ﻤﺎﻝﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺠـوز ﻝـﻪ أن ﻴﻨـوب ﻋـن ﻤدﻴﻨـﻪ ﻓــﻲ طـﻼق زوﺠﺘـﻪ ﺒﺤﺠـﺔ أن ﻫـذا
اﻝطﻼق ﺴﻴﻔﻴد اﻝداﺌن ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴـر ﻤﺒﺎﺸـرة ﺤﻴـث ﺴـﻴﺨﻔف ﻤـن ﻜﺎﻫـل اﻝﻤـدﻴن اﻝﻨﻔﻘـﺔ
اﻝﺘـﻲ ﻜﺎن ﺴﻴﻨﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ زوﺠﺘﻪ ،وﻻ ﻴﺠـوز ﻝـﻪ أن ﻴطﺎﻝـب ﻨﻴﺎﺒـﺔ ﻋـن اﻝﻤـدﻴن ﺒﺈﺜﺒـﺎت
ﻨﺴﺒﻪ ﻝﺸﺨص ﻤﺎ ﺤﺘﻰ وﻝو ﻜﺎن ﻫذا اﻝـﺸﺨص ﺜرًﻴـﺎ ،وﺴـﻴؤدي إﺜﺒـﺎت ﻨـﺴب اﻝﻤـدﻴن
ﻤﺎدﻴﺎ.
إﻝﻴﻪ إﻝﻰ اﺴﺘﻔﺎدﺘﻪ ً
وأﻴ ــﻀﺎ ﻻ ﻴﺠ ــوز ﻝﻠ ــداﺌن أن ﻴطﺎﻝ ــب ﺒﺤﻘـ ـوق اﻝﻤ ــدﻴن اﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﻻ ﻴﺠ ــوز
اﻝﺤﺠز ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﺎﻝﻤﺒﺎﻝﻎ اﻝﻤﻘـررة أو اﻝﻤرﺘﺒـﺔ ﻤؤﻗﺘًـﺎ ﻝﻠﻨﻔﻘـﺔ إﻻ ﻓــﻲ ﺤـدود اﻝرﺒـﻊ )اﻝﻤـﺎدة
٣٠٧ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤراﻓﻌﺎت( واﻷﺠور واﻝﻤرﺘﺒـﺎت إﻻ ﻓــﻲ ﺤـدود اﻝرﺒـﻊ )اﻝﻤـﺎدة ٣٠٩
ﻤن ﻗﺎﻨون اﻝﻤراﻓﻌﺎت(.
١٠٥ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]gת¹
†ì†^f¹]Æïç‚Ö]Ù^ÛÃj‰]½æ
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٣٥ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :ﻝﻜــل داﺌــن
وﻝو ﻝم ﻴﻜن ﺤﻘﻪ ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء أن ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺒﺎﺴم ﻤدﻴﻨـﻪ ﺠﻤﻴـﻊ ﺤﻘـوق ﻫـذا اﻝﻤـدﻴن
إﻻ ﻤﺎ ﻜﺎن ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺘﺼﻼً ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺨﺎﺼﺔ أو ﻜﺎن ﻏﻴر ﻗﺎﺒل ﻝﻠﺤﺠز.
-٢وﻻ ﻴﻜون اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝداﺌن ﻝﺤﻘوق ﻤدﻴﻨﻪ ﻤﻘﺒوﻻً إﻻ إذا أﺜﺒت أن اﻝﻤـدﻴن ﻝـم
ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻫذﻩ اﻝﺤﻘوق ،وأن ﻋدم اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﻬﺎ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ أن ﻴﺴﺒب إﻋﺴﺎرﻩ
أو أن ﻴزﻴد ﻓـﻲ ﻫذا اﻹﻋﺴﺎر ،وﻻ ﻴـﺸﺘرط إﻋـذار اﻝﻤـدﻴن ﻻﺴـﺘﻌﻤﺎل ﺤﻘـﻪ،
ﺨﺼﻤﺎ ﻓـﻲ اﻝدﻋوى«.
ً وﻝﻜن ﻴﺠب إدﺨﺎﻝﻪ
ﺸروطﺎ ﺜﻼﺜﺔ ﻴﻠزم ﺘواﻓرﻫـﺎ ﻻﺴـﺘﻌﻤﺎل اﻝـدﻋوى
ً ﻴﺘﻀﺢ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن ﻫﻨﺎك
ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة وﻫﻲ أن ﻴﻜون دﻴـن اﻝـداﺌن ﻤـﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻤﺤﻘﻘًـﺎ ،وأن ﻴﻜـون ﻝـﻪ ﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــب إدﺨــﺎل اﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝــدﻋوى ،وﺴــوف ﻨﻔــﺼل ﻫــذﻩ
اﻝﺸروط ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
ﻤﺤﻘﻘﺎ:
ً اﻝﺸرط اﻷول -أن ﻴﻜون دﻴن اﻝداﺌن
اﻝــداﺌن اﻝــذي ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﺴــﺘﻌﻤﺎل اﻝــدﻋوى ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة ﻫــو ذﻝــك اﻝــداﺌن اﻝــذي
ﻴﻜــون ﺤﻘــﻪ ﻗﺒــل اﻝﻤــدﻴن ﻤﺤﻘﻘًــﺎ أي ﻏﻴــر ﻤﺘﻨــﺎزع ﻓﻴــﻪ ،واﻝﻤﻨﺎزﻋــﺔ ﻫﻨــﺎ اﻝﻤﻘــﺼود ﺒﻬــﺎ
اﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴـﺸﻜك ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﻤـدﻴن أو ﻴـدﻋﻲ أن اﻝـداﺌن ﻝـﻴس ﻝـﻪ ﺤـق.ﻓــﻲ
ذﻤﺘــﻪ .أﻤــﺎ ﻤﺠــرد اﻝﻤﻨﺎزﻋــﺔ ﻏﻴــر اﻝﻘــﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓ ــﻲ وﺠــود اﻝــدﻴن ﺒــﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن
ﻻ ﺘﻤﻨﻊ ﻤن اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة.
وﺒﻨــﺎء ﻋﻠــﻰ ذﻝــك ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴــﺴﺘﻌﻤل اﻝــدﻋوى ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﻝــو ﻜــﺎن
ﺤﻘﻪ ﻤﺤﻘق اﻝوﺠود ﺤﺘﻰ ﻝو ﻨﺎزﻋـﻪ اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ ﻤﻘـدارﻩ أﻤـﺎم اﻝﻘـﻀﺎء ﻓـﻼ ﻴـﺸﺘرط أن
ﻴﻜون ﺤق اﻝداﺌن ﻤﻌﻠوم اﻝﻤﻘدار ﻝﻴﺴﺘﻌﻤل اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة.
ـﻀﺎ ﻻﺴ ــﺘﻌﻤﺎل اﻝ ــدﻋوى ﻏﻴ ــر اﻝﻤﺒﺎﺸـ ـرة أن ﻴﻜ ــون ﺤ ــق اﻝ ــداﺌن
وﻻ ﻴ ــﺸﺘرط أﻴ ـ ً
ـﻀﺎﻓﺎ إﻝـﻰ أﺠـل
ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء ،ﻓﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن إذا ﻜﺎن ﺤﻘﻪ ﻤﻌﻠﻘًـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺸـرط أو ﻤ ً
أحكام االلتزام واإلثبات ١٠٦
أن ﻴـﺴﺘﻌﻤل اﻝــدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ،ﻷﻨــﻪ ﻻ ﻴرﻤـﻲ ﻤــن وراء اﺴـﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ إﻝــﻰ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ
ﻤﺒﺎﺸـرة ﻋﻠـﻰ ﺜﻤرﺘﻬــﺎٕ ،واﻨﻤـﺎ ﻜـل ﻤــﺎ ﻴرﻤﻴـﻪ ﻫــو اﻝﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌـﺎم ،وﻝــذﻝك
ﻻ ﻴﺘﻌﺎرض ﺤﻘﻪ ﻏﻴر ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء ﻤﻊ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫذﻩ اﻝدﻋوى.
اﻝﺸرط اﻝﺜﺎﻨﻲ -أن ﻴﻜون ﻝﻠداﺌن ﻤﺼﻠﺤﺔ:
ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴــﺴﺘﻌﻤل ﺒﺎﻝﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻋــن ﻤدﻴﻨــﻪ ﺤﻘوﻗــﻪ اﻝﺘــﻲ ﻗﻌــد ﻋــن
اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة إﻻ إذا ﻋﺎدت ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻨﻔﻌﺔ ،أو ﻜﺎﻨت
ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓـﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ﻓﻘد ﻴﻘﻌد اﻝﻤدﻴن ﻋـن اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒﺤﻘوﻗـﻪ ﻝـدى اﻝﻐﻴـر،
وﻤــﻊ ذﻝــك ﻻ ﺘﺘــوﻓر ﻤــﺼﻠﺤﺔ ﻝﻠــداﺌن ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻌﻤﺎل ﺘﻠــك اﻝﺤﻘــوق ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﻜــﺎن
اﻝﻤ ــدﻴن ﻤ ــﺎ ﻴـ ـزال ﻤوﺴـ ـ ًار ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝوﻓ ــﺎء ﺒدﻴوﻨ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــرﻏم ﻤ ــن ﻗﻌ ــودﻩ ﻋ ــن
اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒدﻴوﻨﻪ ﻗﺒل اﻵﺨرﻴن.
وﺤﺘﻰ ﺘﻘﺒل اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن أن ﻴﺜﺒـت أن ﻝـﻪ ﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﻓـ ــﻲ اﺴـ ــﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وﺘﺘﺤﻘـ ــق ﻫـ ــذﻩ اﻝﻤـ ــﺼﻠﺤﺔ إذا أﺜﺒ ـ ـت اﻝـ ــداﺌن أن ﻗﻌـ ــود ﻤدﻴﻨـ ــﻪ ﻋـ ــن
اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺤﻘوﻗﻪ ﻗﺒل اﻵﺨرﻴن ﻗد أدت إﻝﻰ إﻋﺴﺎرﻩ ،أو إﻝﻰ زﻴﺎدة ﻫذا اﻹﻋﺴﺎر.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤدﻴن أن ﻴﻤﻨﻊ اﻝداﺌن ﻤـن ﻤﺒﺎﺸـرة اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة إذا أﺜﺒـت
أﻨـﻪ ﻝـﻴس ﻝـﻪ ﻤـﺼﻠﺤﺔ ﻓــﻲ اﺴـﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،ﻜﻤـﺎ ﻝـو أﺜﺒــت أﻨـﻪ ﻤوﺴـر أو أﺜﺒـت أن اﻝــداﺌن
ﻝــن ﻴــﻀﺎر أو ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘﻔﻴد ﻤــن اﺴــﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﻜــﺎن ﻤــﺎل اﻝﻤــدﻴن اﻝــذي ﻴطﺎﻝــب
اﻝداﺌن ﺒﻪ ﻤﺤﻤل ﺒرﻫون ﺘﺴﺘﻐرﻗﻪ وﻜﺎن اﻝداﺌن داﺌًﻨـﺎ ﻋﺎدًﻴـﺎ ﺒﺤﻴـث ﻝـن ﻴﺒﻘـﻰ ﻝـﻪ ﺸـﺊ
إذا ﻨﺠﺢ ﻓـﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫذﻩ اﻝدﻋوى ،وأن أﺼـﺤﺎب اﻝرﻫـون ﺴﻴـﺴﺘوﻓون ﺤﻘـوﻗﻬم ﻤـن
اﻝﻤﺎل ﻗﺒﻠﻪ وﻝم ﻴﺒق ﻝﻪ ﺸﻲء.
ﺨﺼﻤﺎ ﻓـﻲ اﻝدﻋوى:
ً اﻝﺸرط اﻝﺜﺎﻝث -ﻴﺠب إدﺨﺎل اﻝﻤدﻴن
إذا اﺘﺨذت اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﺼـورة اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒﺤـق أو اﺘﺨـﺎذ إﺠـراء ﻏﻴـر
ﻗ ــﻀﺎﺌﻲ ﻓ ــﺈن اﻝ ــداﺌن ﻤ ــﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻻ ﻴﺠ ــب ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻻﺴ ــﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ أن ﻴﻌ ــذر اﻝﻤ ــدﻴن أي
ﻻ ﻴﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴطﻠــب ﻤﻨــﻪ ﺒطرﻴﻘــﺔ رﺴــﻤﻴﺔ أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﺤﻘــﻪ أو ﻴﺘﺨــذ اﻹﺠ ـراء
ﻤﺤل اﻝدﻋوى ،ﻓﻘد أﻋﻔﺎﻩ اﻝﻘﺎﻨون ﻤن ذﻝك.
١٠٧ أحكام االلتزام واإلثبات
أﻤﺎ إذا اﺘﺨذت اﻝدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﺼـورة اﻝـدﻋوى اﻝﻘـﻀﺎﺌﻴﺔ ﻴرﻓﻌﻬـﺎ اﻝـداﺌن
ﺒﺎﺴم ﻤدﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻤدﻴن ﻤدﻴﻨﻪ ﻝﻜـﻲ ﻴطﺎﻝﺒـﻪ ﺒﺤـق ﻗﻌـد ﻤدﻴﻨـﻪ ﻋـن اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒـﻪ ،ﻓـﺈن
اﻝداﺌن ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ إدﺨﺎل ﻤدﻴﻨﻪ ﻓـﻲ اﻝدﻋوى.
واﻝدﻋوى ﺘﻜون ﻏﻴر ﻤﻘﺒوﻝﺔ أي ﻏﻴر ﺼﺤﻴﺤﺔ إذا ﻝـم ﻴﻘـم اﻝـداﺌن ﺒﻬـذا اﻹﺠـراء
دﻓﺎﻋﺎ
إﻴﺠﺎﺒﻴﺎ ،وﻴﻘدم ً
ً واﻝﻤدﻴن ﺤﻴن ﻴدﺨل ﻓـﻲ اﻝدﻋوى إﻤﺎ أن ﻴﺒﺎﺸرﻫﺎ ﺒﻨﻔﺴﻪ وﻴﻜون
ﻤﺒﺘﻐﻴﺎ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ اﻝذي ﺴﺒق أن ﻗﻌد ﻋن اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒـﻪ ،وﻓــﻲ ﻫـذﻩ
ً ودﻓوﻋﺎ
ً
اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺘﺤول دور اﻝـداﺌن ﻤـن دور إﻴﺠـﺎﺒﻲ ﻓــﻲ اﻝـدﻋوى إﻝـﻰ دور رﻗـﺎﺒﻲ ﻴ ارﻗـب ﻤـﺎ
ﻴﻔﻌﻠﻪ اﻝﻤـدﻴن ،أﻤـﺎ إذا ﻜـﺎن دور اﻝﻤـدﻴن ﺒﻌـد إدﺨﺎﻝـﻪ ﻓــﻲ اﻝـدﻋوى ﻤﺠـرد دور ﺴـﻠﺒﻰ
ﻓﺈن اﻝداﺌن ﻋﻨدﺌذ ﻫو اﻝذي ﻴﻘوم ﺒﻤﺒﺎﺸرة اﻝدﻋوى ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋن اﻝﻤدﻴن.
] oÖ^nÖ]gת¹
ì†^f¹]Æïç‚Ö]…^{{{{{{ma
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٣٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :ﻴﻌﺘﺒر اﻝداﺌن ﻓــﻲ
اﺴــﺘﻌﻤﺎل ﺤﻘــوق ﻤدﻴﻨــﻪ ﻨﺎﺌًﺒــﺎ ﻋــن ﻫــذا اﻝﻤــدﻴن ،وﻜــل ﻓﺎﺌــدة ﺘﻨــﺘﺞ ﻤــن اﺴــﺘﻌﻤﺎل ﻫــذﻩ
ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻝﺠﻤﻴﻊ داﺌﻨﻴﻪ«. ً اﻝﺤﻘوق ﺘدﺨل ﻓـﻲ أﻤوال اﻝﻤدﻴن وﺘﻜون
ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة ﺤــددت اﻵﺜــﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝــدﻋوى ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة واﻝﺘــﻲ ﺘﺘرﺘــب
ﻋﻠ ــﻰ أن اﻝ ــداﺌن ﻴﻜ ــون ﻨﺎﺌًﺒ ــﺎ ﻋ ــن ﻤدﻴﻨ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﺴ ــﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ،وأن اﻝﻐ ــرض ﻤﻨﻬ ــﺎ ﻫ ــو
اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﻝﻤﺠﻤوﻋﺔ داﺌﻨﻴن ،وﻴﻤﻜن إﺠﻤﺎل ﻫذﻩ اﻵﺜﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-١إذا ﻨﺠﺢ اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ،واﺴـﺘﻌﺎد ﻤـﺎل ﻝﻤدﻴﻨـﻪ ﻜـﺎن ﻗـد
ﻗﻌــد ﻋــن اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒــﻪ ﻓــﺈن ﻫــذا اﻝﻤــﺎل ﻴــدﺨل ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ
ظــﺎ ﺒﺤرﻴــﺔ اﻝﺘــﺼرف ﻓﻴــﻪ وﻴﻜــون ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ﻨﺎﻓـ ًـذا ﻓــﻲ ﺤــق
ﻴﺒﻘــﻰ ﻤﺤﺘﻔ ً
اﻝداﺌن إﻻ إذا ﺘﺼرف ﻓﻴﻪ ﺒﻨﺎء ﻋﻠـﻰ ﻏـش أو ﺘـواطﺊ ﻤـﻊ اﻝﻤﺘـﺼرف إﻝﻴـﻪ
ﻝﻺﻀ ـ ـرار ﺒﺤـ ــق اﻝـ ــداﺌن ،ﻓﻌﻨدﺌـ ــذ ﻴـ ــﺴﺘطﻴﻊ ﻫـ ــذا اﻷﺨﻴـ ــر أن ﻴطﻌـ ــن ﻓ ـ ــﻲ
ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٠٨
-٢ﻝﻤـ ــﺎ ﻜـ ــﺎن اﻝـ ــداﺌن ﻴﻌـ ــد ﻨﺎﺌًﺒـ ــﺎ ﻋـ ــن اﻝﻤـ ــدﻴن أﺜﻨـ ــﺎء اﺴـ ــﺘﻌﻤﺎﻝﻪ اﻝـ ــدﻋوى ﻏﻴـ ــر
اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة ،ﻓــﺈن ﺨــﺼﻤﻪ ﻓ ــﻲ اﻝــدﻋوى ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴــدﻓﻊ ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ ﺒﻜﺎﻓــﺔ
اﻝدﻓوع اﻝﺘـﻲ ﻜـﺎن ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴـدﻓﻊ ﺒﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝﻤـدﻴن ،ﻓﻬـو ﻴـﺴﺘطﻴﻊ
أن ﻴدﻓﻊ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝداﺌن ﺒﺎﻨﻘﻀﺎء اﻝدﻴن ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻴﻨﻪ وﺒـﻴن اﻝﻤـدﻴن أو
أن ﻴـدﻓﻊ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ ﺒﻌــدم ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘـزام ﻝﻌــدم ﻗﻴــﺎم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ،
ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴدﻓﻊ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘـﻪ أن اﻝراﺒطـﺔ اﻝﺘﻌﺎﻗدﻴـﺔ ﺒﻴﻨـﻪ وﺒـﻴن اﻝﻤـدﻴن
ﻗد ﻓﺴﺨت ﻗﺒل اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة ،أو أن ﻴدﻓﻊ ﺒﺒطﻼﻨﻬﺎ.
-٣ﻻ ﻴﺴﺘﺄﺜر اﻝداﺌن وﺤدﻩ – إذا ﻨﺠﺢ ﻓــﻲ اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة – ﺒﺜﻤرﺘﻬـﺎ
وﺤــدﻩ ﺒــل ﻴــﺸﺎرﻜﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ﺠﻤﻴــﻊ اﻝــداﺌﻨﻴن ﻷن اﻝﻤــﺎل اﻝﻤﺘﺤــﺼل ﻤﻨﻬــﺎ ﻴﻌــود
ﻋﻨــﺼ ًار إﻴﺠﺎﺒًﻴــﺎ ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ،أي ﻋﻨــﺼ ًار ﻓ ــﻲ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم ﻝﻜﺎﻓــﺔ
اﻝ ــداﺌﻨﻴن .وﻝ ــذﻝك ﻓ ــﺈن اﻝ ــدﻋوى ﻏﻴ ــر اﻝﻤﺒﺎﺸـ ـرة ﻝﻴ ــﺴت ذات ﻗﻴﻤ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ
ﻝﻠداﺌن راﻓﻌﻬﺎ ﻓﻬو ﻴﺘﺠﺸم ﻓـﻲ ﺴـﺒﻴل رﻓﻌﻬـﺎ ﻜﺜﻴـ ًار ﻤـن اﻝوﻗـت واﻝﻤـﺎل ﺜـم ﻻ
ﻴﺴﺘﺄﺜر وﺤدﻩ ﺒﺜﻤرﺘﻬﺎ ﺒل ﻗد ﻻ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ أي ﺜﻤرة ﻤﻨﻬـﺎ إذا ﺨـﺴرﻫﺎ أو
ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ ﺜﻤرﺘﻬﺎ.
وﻝــذﻝك ﻓــﺈن اﻝــداﺌن ﻴﻔــﻀل ﻋﻠﻴــﻪ طرﻴــق ﺤﺠــز ﻤــﺎل اﻝﻤــدﻴن ﻝــدى اﻝﻐﻴــر ﻷﻨــﻪ
ﻴﺘﺠﻨب ﺒﻪ ﺘﻠك اﻝﻤﺴﺎوئ اﻝﺘﻲ ﻴﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة.
] Äe]†Ö]gת¹
ì†^f¹]ïç‚Ö^eì†^f¹]Æïç‚Ö]íÞ…^ÏÚ
ـﺼﻴﺎ ﻻ ﺒﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ
اﻝــدﻋوى اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة ﻫــﻲ دﻋــوى ﻴرﻓﻌﻬــﺎ اﻝــداﺌن ﺒﺎﺴــﻤﻪ ﻫــو ﺸﺨـ ً
ﻨﺎﺌًﺒــﺎ ﻋــن اﻝﻤــدﻴن ﻴطﺎﻝــب ﻓﻴﻬــﺎ ﺒﺤــق ﻫــذا اﻷﺨﻴــر ﻝــدى ﻤدﻴﻨــﻪ ،ﻓﺎﻝــدﻋوى اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة
ﻴﺨﺎﺼم ﻓﻴﻬﺎ اﻝداﺌن ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻤدﻴن ﻤدﻴﻨﻪ ﻝﻜﻲ ﻴطﺎﻝب ﻝﻨﻔﺴﻪ ﺒﺤق ﻤﺒﺎﺸر ﻝﻪ ﻝﻴﻘـﻀﻲ
ﺒﻪ ﻝﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻻ ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤدﻴﻨﻪ.
ﻫذﻩ اﻝـدﻋوى ﺘﺨﺘﻠـف ﻋـن اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﻓــﻲ أن اﻝـداﺌن ﻴـﺴﺘﺄﺜر وﺤـدﻩ
١٠٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺒﻤﺜرﺘﻬـ ــﺎ ،وﻝـ ــذﻝك ﺴـ ــﻤﻴت ﻤﺒﺎﺸ ـ ـرة ﻷن اﻝـ ــداﺌن ﻴﺤـ ــﺼل ﺒﻤﻘﺘـ ــﻀﺎﻫﺎ إذا ﻨﺠـ ــﺢ ﻓﻴﻬـ ــﺎ
)ﻤﺒﺎﺸرة( ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ اﻝﻤوﺠود ﻓـﻲ ذﻤﺔ ﻤدﻴن ﻤدﻴﻨـﻪ ،ﻜﻤـﺎ ﺘﺨﺘﻠـف ﻋـن اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر
اﻝﻤﺒﺎﺸرة ﻓـﻲ أن اﻝـداﺌن ﻴرﻓﻌﻬـﺎ ﺒﺎﺴـﻤﻪ وﻝﺤـﺴﺎﺒﻪ ﻻ ﺒﺎﺴـم ﻤدﻴﻨـﻪ وﻻ ﻨﻴﺎﺒـﺔ ﻋﻨـﻪ ،ﻜﻤـﺎ
ـﻀﺎ ﻓــﻲ أن اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﻴﺠـب أن ﻴﻘررﻫـﺎ اﻝﻘـﺎﻨون ﻝﻠـداﺌن
ﺘﺨﺘﻠف ﻋﻨﻬﺎ أﻴ ً
ﺒﻨص ﺨﺎص ،وﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ دون وﺠود ﻨص ﻴﻨظﻤﻬـﺎ ،وﻤـن أﻤﺜﻠـﺔ ﻫـذﻩ
اﻝﻨﺼوص اﻝﻤﺎدة ٥٩٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري واﻝﺘـﻲ أﻋطـت اﻝﻤـؤﺠر دﻋـوى
ﻤﺒﺎﺸرة ﻗﺒل اﻝﻤﺴﺘﺄﺠر ﻤن اﻝﺒﺎطن ﻝﻜﻲ ﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﻜون ﺜﺎﺒﺘًـﺎ ﻓــﻲ ذﻤﺘـﻪ
ﻝﻠﻤﺴﺘﺄﺠر اﻷﺼﻠﻲ.
واﻝﻤﺎدة ١/٦٦٢ﻤن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري واﻝﺘـﻰ أﻋطـت ﻝﻠﻤﻘـﺎول ﻤـن اﻝﺒـﺎطن
وﻝﻠﻌﻤــﺎل اﻝــذﻴن ﻴــﺸﺘﻐﻠون ﻝﺤــﺴﺎب اﻝﻤﻘــﺎول ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﻌﻤــل دﻋــوى ﻤﺒﺎﺸـرة ﻓــﻲ ﻤطﺎﻝﺒــﺔ
ﺼﺎﺤب اﻝﻌﻤل ﺒﻤﺎ ﻴﻜون ﻓـﻲ ذﻤﺘﻪ ﻝﻠﻤﻘﺎول اﻷﺼﻠﻲ وﻗت دﻓﻊ اﻝدﻋوى.
واﻝﻤـﺎدة ٣/٧٠٨ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري واﻝﺘـﻲ أﻋطـت ﻝﻠﻤوﻜـل واﻝﻨﺎﺌــب
اﻝوﻜﻴل دﻋوى ﺒﺎﺸرة ﻓـﻲ أن ﻴرﺠﻊ ﻜﻼً ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺒﺎﺸرة ﻋﻠﻰ اﻵﺨر ،واﻝﻤﺎدة اﻝﺨﺎﻤﺴﺔ
ﻤن اﻝﻘﺎﻨون رﻗم ٦٥٢ﻝﺴﻨﺔ ١٩٥٥ﺒﺸﺄن اﻝﺘﺄﻤﻴن اﻹﺠﺒﺎري ﻤن اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﻤدﻨﻴـﺔ
اﻝﻨﺎﺸــﺌﺔ ﻋــن ﺤ ـوادث اﻝــﺴﻴﺎرات اﻝﺘــﻲ أﻋطــت ﻝﻠﻤــﻀرور ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤ ـوادث دﻋــوى
ﻤﺒﺎﺸرة ﻗﺒل اﻝﻤؤﻤن ﻓـﻲ ﻤطﺎﻝﺒﺘﻪ ﺒﺎﻝﺘﻌوﻴض اﻝﻤﺴﺘﺤق ﻝﻪ ﻓـﻲ ذﻤﺔ اﻝﻤؤﻤن ﻝﻪ.
واﻝــداﺌن ﻓــﻲ اﻝــدﻋوى اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﻴﻌــد ﻓــﻲ ﻤرﻜــز ﻤﻤﺘــﺎز ﻴــﺸﺒﻪ أﺼــﺤﺎب اﻻﻤﺘﻴــﺎز
ﻷﻨﻪ ﻴﺘﻘدم ﻋﻠﻰ ﻏﻴرﻩ ﻤن اﻝداﺌﻨﻴن ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ ﺒﻨص اﻝﻘﺎﻨون.
] êÞ^nÖ]ovf¹
]L'action paulienne íé’éÖçfÖ]ïç‚Ö
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﻝﻤﺎ ﻜﺎن اﻝﻤدﻴن ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﺼرف ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ ﺒﻌد ﻨﺸوء ﺤـق اﻝـداﺌن ﻓــﻲ ذﻤﺘـﻪ،
ﻓﻘ ــد ﻴﺘ ــﺼرف ذﻝ ــك اﻝﻤ ــدﻴن ﺘ ــﺼرًﻓﺎ ﻴ ــﻀر ﺒ ــذﻝك اﻝ ــداﺌن إذا ﻜ ــﺎن ﻓـ ــﻲ ﺘ ــﺼرﻓﻪ إﻀـ ـرار
أحكام االلتزام واإلثبات ١١٠
ﺒﺎﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﺒﺄن ﻴؤدي ﻫذا اﻝﺘـﺼرف إﻝـﻰ زﻴـﺎدة اﻝﺘ ازﻤـﺎت اﻝﻤـدﻴن أو إﻝـﻰ ﻨﻘـص ﻓــﻲ
ﺤﻘوﻗﻪ ﻤـﻊ ﻋـدم وﺠـود ﺤﺎﺠـﺔ ﻝـدى اﻝﻤـدﻴن ﻝﻠﻘﻴـﺎم ﺒﻤﺜـل ﻫـذا اﻝﺘـﺼرف ،ﺒـل اﻷدﻫـﻰ ﻤـن
ذﻝــك أن اﻝﻤــدﻴن ﻗــد ﻴﻌﻤــد إﻝــﻰ اﻝﺘــﺼرف ﻓ ــﻲ أﻤواﻝــﻪ اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﻜ ـون ﻤﻨﻬــﺎ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم
ﻴﻤﻴﻨﺎ وﻴﺴﺎًار ﺒﻘﺼد اﻹﻀرار ﺒﻪ ﻤﻊ ﻋﻠم اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ ﺒذﻝك.
ﻝﻠداﺌن ً
ﻝــذﻝك وﻀــﻊ اﻝﻘــﺎﻨون وﺤﻤﺎﻴــﺔ ﻝﻠــداﺌن ﻤــن ﺘــﺼرﻓﺎت ﻤدﻴﻨــﻪ اﻝــﻀﺎرة اﻝﺘــﻰ ﺘــﻀر
ﺒﺎﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم – وﺴــﻴﻠﺔ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﺒﻬــﺎ اﻝــداﺌن أن ﻴﺘــوﻗﻰ اﻵﺜــﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘﻠــك
اﻝﺘﺼرﻓﺎت ،ﺘﻠك اﻝوﺴﻴﻠﺔ ﻫﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
ﻓﺎﻝ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ رﺴ ــﺎﻝﺔ ﻝﻠﻤ ــدﻴن أرﺴ ــﻠﻬﺎ اﻝ ــﺸﺎرع ﻤﺤﺘواﻫ ــﺎ أﻨ ــك ﺤ ــر ﻓـ ــﻲ
اﻝﺘﺼرف ﻓـﻲ أﻤواﻝك ﻤﺎﻝم ﺘﻀر ﺒﺎﻝداﺌﻨﻴن ،وﻝذﻝك ﻫذﻩ اﻝـدﻋوى ﺘﺤﻤـﻰ اﻝـداﺌﻨﻴن ﻤـن
ﻏش اﻝﻤدﻴن وﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺤﻤـﺎﻴﺘﻬم ﻤـن اﻷﻀـرار اﻝﻨﺎﺠﻤـﺔ ﻤـن ذﻝـك اﻝﻐـش ،وﺴـوف
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
ﻨﺘﻨﺎول ﻓـﻲ ذﻝك اﻝﻤﺒﺤث اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ً
اﻝﻤطﻠـــب اﻷول :اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
اﻝﻤطـﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث :اﻵﺜﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
] Ùæù]gת¹
]íé’éÖçfÖ]ïç‚Ö^eÌè†ÃjÖ
ﺘﻌرﻴف:
اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻫﻲ دﻋوى ﻴرﻓﻌﻬﺎ اﻝـداﺌن ﻴطﺎﻝـب ﻓﻴﻬـﺎ ﻋـدم ﻨﻔـﺎذ ﺘـﺼرﻓﺎت
ﻤدﻴﻨــﻪ اﻝــﻀﺎرة ﻓ ــﻲ ﺤﻘــﻪ ،واﻷﺼــل أن ﻴرﻓــﻊ ﻫــذﻩ اﻝــدﻋوى اﻝــداﺌن ﻋﻠــﻰ ﻤدﻴﻨــﻪ ﻓ ــﻲ
ﺼــورة دﻋــوى .ﻝﻜــن ﻴﻤﻜــن أن ﺘرﻓــﻊ أﺼــﻼً ﻓ ــﻲ ﺼــورة دﻓــﻊ ﻝﻠــدﻋوى اﻝﺘــﻲ ﻴرﻓﻌﻬــﺎ
اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ ﻴطﻠــب ﻨﻔــﺎذ ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ،وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻻ ﻴﻠــزم أن ﺘرﻓــﻊ ﻓــﻲ
ﺼورة دﻋوى ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ.
١١١ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﻐرض ﻤن اﻝدﻋوى:
ﻴﻬــدف اﻝــداﺌن ﻤــن وراء اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ أن ﻴﺤــﺼل ﻋﻠــﻰ ﺤﻜــم ﺒﻌــدم ﻨﻔــﺎذ
ﺘﺼرﻓﺎت ﻤدﻴﻨﻪ اﻝﻀﺎرة اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،إذا ﻜﺎﻨت ﻫذﻩ اﻝﺘﺼرﻓﺎت ﺴﺘؤدي إﻝﻰ إﻋـﺴﺎر أو
ﺘزﻴد ﻓـﻲ إﻋﺴﺎرﻩ.
ـدﻴﺎ ﻀــﺎًار ﺼــدر ﻤـن اﻝﻤــدﻴن ،وﻫــﻲ ﺒــذﻝك
ﻓﻬـذﻩ اﻝــدﻋوى ﺘﻌــﺎﻝﺞ ﺘــﺼرًﻓﺎ إﻴﺠﺎﺒًﻴـﺎ ﺠـ ً
ـﻠﺒﻴﺎ ﻀـﺎًار ﺼـدر ﻤـن اﻝﻤـدﻴن،
ﺘﺨﺘﻠف ﻋن اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻝﺞ ﻤوﻗﻔًـﺎ ﺴ ً
وﻫﻤﻴﺎ ﻀﺎًار ﺼدر ﻤن اﻝﻤدﻴن.
وﺘﺨﺘﻠف ﻋن دﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺎﻝﺞ ﺘﺼرًﻓﺎ ً
وﻤـن أﻤﺜﻠــﺔ ﻫـذﻩ اﻝــدﻋوى ،أن ﻴﺘــﺼرف اﻝﻤـدﻴن وﻫــو ﻤﻌــﺴر ﻓــﻲ أﻤواﻝــﻪ أو ﻓــﻲ
ﺠــزء ﻤﻨﻬــﺎ وذﻝــك ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒﻴل اﻝﺘﺒــرع ،وﻫــذﻩ ﺤﺎﻝــﺔ ﻴــﻨﻘص ﻓﻴﻬــﺎ اﻝﻤــدﻴن ﻤــن ﺤﻘوﻗــﻪ
وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﻨﻘص ﻤـن اﻝـﻀﻤﺎن اﻝﻌـﺎم ﻝﻠـداﺌﻨﻴن ﻓﻴـﻀر ﺒـذﻝك ﺒﻬـم ﻓﻴـﺴﺘطﻴﻊ أﺤـدﻫم أن
ﻴطﻌن ﻓــﻲ ﻫـذا اﻝﺘـﺼرف ﺒﺎﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ ﻤطﺎﻝًﺒـﺎ ﻋـدم ﻨﻔـﺎذ ﻫـذا اﻝﺘـﺼرف ﻓــﻲ
ﺤﻘﻪ ،ﻓﺈذا ﻨﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻘﻰ ﻫذا اﻝﻤﺎل ﻓـﻲ ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن وﻜﺄﻨـﻪ ﻝـم ﻴﺨـرج ﻤﻨﻬـﺎ ،ﻜﻤـﺎ ﻗـد
ﻴﻜــون اﻝﺘــﺼرف اﻝﻤطﻌــون ﻓﻴــﻪ ﻤﻌﺎوﻀــﺔ ،ﻜﻤــﺎ ﻝــو اﺸــﺘرى اﻝﻤــدﻴن ﺴــﻴﺎرة ﻫــو ﻏﻴــر
ﻤﺤﺘــﺎج إﻝﻴﻬــﺎ ﺒــﺜﻤن ﻤﺒــﺎﻝﻎ ﻓﻴــﻪ ﻝﻠﺘ ـواطﻲء ﻤــﻊ اﻝﺒــﺎﺌﻊ ﺒﻘــﺼد اﻹﻀ ـرار ﺒﺎﻝــداﺌﻨﻴن إﻤــﺎ
ﻤﺤﺎﺒﺎة ﻝـذﻝك اﻝﺒـﺎﺌﻊٕ ،واﻤـﺎ ﻝﻤﺠـرد إﺨـراج ﻤـﺎل ﻤـن ذﻤﺘـﻪ ،وﻫـو ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﻴزﻴـد
ـﻀﺎ ﻝﻠ ــداﺌن أن ﻴطﻌ ــن ﻓـ ــﻲ ﻫ ــذا اﻝﺘ ــﺼرف
ﻤ ــن اﻝﺘزاﻤﺎﺘ ــﻪ ﺒﻐﻴ ــر ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ،ﻓﻴﺤ ــق أﻴ ـ ً
ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ،ﻓﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﺘﻬدف إﻝﻰ إﻋﺎدة اﻝﻤﺎل إﻝﻰ ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن.
ﺘﻜﻴﻴف اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ:
ﻝــﻴس ﻫﻨــﺎك ﺤﺎﺠــﺔ ﺒﻌــد ﺘﻨظــﻴم اﻝﻤــﺸرع ﻝﺘﻠــك اﻝــدﻋوى ﺒﻨــﺼوص ﻤــﺴﺘﻘﻠﺔ إﻝــﻰ
ﺘﻜﻴﻴﻔﺎ ﻴﺨرﺠﻬﺎ ﻋـن طﺒﻴﻌﺘﻬـﺎ ﻝﻴـدﺨﻠﻬﺎ ﻓــﻲ طﺒﻴﻌـﺔ دﻋـﺎوي أﺨـرى ﺸـﺒﻴﻬﺔ ﺒﻬـﺎ ً ﺘﻜﻴﻴﻔﻬﺎ
ﻤﺜل دﻋوى اﻝﺒطﻼن أو دﻋوى اﻝﺘﻌوﻴض.
ﻓﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ دﻋــوى ﻤــﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋــن ﻏﻴرﻫــﺎ ﻤــن اﻝــدﻋﺎوي ﻨظﻤﻬــﺎ اﻝﻤــﺸرع
ﺒﻨـﺼوص ﻤــﺴﺘﻘﻠﺔ وﻀـﺢ ﻓﻴﻬــﺎ أﻨﻬـﺎ دﻋــوى ﻋـدم ﻨﻔــﺎذ ﺘـﺼرﻓﺎت اﻝﻤــدﻴن اﻝـﻀﺎرة ﻓــﻲ
ﺤق اﻝداﺌن.
وﻫذا ﻫو ﺘﻜﻴﻴﻔﻬﺎ اﻝﺼﺤﻴﺢ اﻝذي ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺴﺘﻘل ﺒﻨـﺼوص ﺨﺎﺼـﺔ ،وﻗـد أﻜـدت
أحكام االلتزام واإلثبات ١١٢
ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض اﻝﻤﺼرﻴﺔ ﻫذا اﻝﺘﻜﻴﻴـف ﻓــﻲ أﻜﺜـر ﻤـن ﺤﻜـم ﻤـن أوﻀـﺤﻪ ﻤـﺎ ﻗـﻀت
ﺒﻪ ﻤن أن» :اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻝﻴـﺴت دﻋـوى ﺒطـﻼن ﺒـل ﻫـﻲ ﻓــﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬـﺎ دﻋـوى
ﺒﻌدم ﻨﻔﺎذ اﻝﺘﺼرف ﻤن اﻝﻤـدﻴن اﻝﻤﻌـﺴر إﻀـ ارًار ﺒداﺌﻨﻴـﻪ ،وﻫـﻲ ﺒـذﻝك ﺘﺘـﻀﻤن إﻗـ ارًار
ﺒﺠدﻴــﺔ ﺘــﺼرف اﻝﻤــدﻴن ﻓــﻼ ﻴــﺴوغ أن ﻴطﻠــب ﻓﻴﻬــﺎ إﻝﻐــﺎء ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ،وﻻ ﻴﻤــس
ـﺤﻴﺤﺎ ﻗﺎﺌ ًﻤــﺎ ﺒــﻴن ﻋﺎﻗدﻴــﻪ
اﻝﺤﻜــم اﻝــﺼﺎدر ﻓﻴﻬــﺎ ﺼــﺤﺘﻪ ﺒــل ﻴظــل ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ﺼـ ً
ﻤﻨﺘﺠﺎ ﻜﺎﻓﺔ آﺜﺎرﻩ ،وﻻ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻜم ﻓﻴﻬﺎ ﻝـﺼﺎﻝﺢ اﻝـداﺌن أن ﺘﻌـود ﻤﻠﻜﻴـﺔ اﻝﻌـﻴن ً
اﻝﻤﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ إﻝﻰ اﻝﻤدﻴنٕ ،واﻨﻤﺎ ﺘرﺠﻊ ﻓﻘط إﻝﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﻝﻠداﺌﻨﻴن«.
أﻫﻤـﻴﺘﻬـــﺎ:
ﺘﻌﺘﺒــر اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻤــن اﻝــدﻋﺎوي اﻝﻤﻬﻤــﺔ ﻤــن اﻝﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻨظﻤﻬــﺎ
اﻝﻘــﺎﻨون ﻝﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم ﻝﻠــداﺌن ﻤــن ﺘــﺼرﻓﺎت اﻝﻤــدﻴن اﻝــﻀﺎرة ،وﻝــذﻝك ﻨﺠــد ﻝﻬــﺎ
ﺘطﺒﻴﻘــﺎت ﻜﺜﻴ ـرة ﻓ ــﻲ أﺤﻜــﺎ ﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻝــﻨﻘض اﻝﻤــﺼرﻴﺔ ﺴﻨﻌرﻀــﻬﺎ ﺘﺒﺎ ًﻋــﺎ أﺜﻨــﺎء ﺸــرح ﻫــذﻩ
ـﺤﻴﺤﺎ – ﻜﻤـﺎ ذﻫـب اﻝـﺒﻌض – أن ﻋـبء إﺜﺒـﺎت ﺸـروط ﻫـذﻩ اﻝدﻋوى وآﺜﺎرﻫﺎ .وﻝﻴس ﺼ ً
اﻝــدﻋوى وآﺜﺎرﻫــﺎ ﺜﻘﻴــل ﻴﻨــوء اﻝــداﺌن ﺒﺤﻤﻠــﻪ ﻷن اﻝﻘــﺎﻨون ﻗــد ﺨﻔــف ﻤــن ﻫــذا اﻝﻌــبء ﺒــﺄن
وﻀﻊ ﻗراﺌن ﺘدل ﻋﻠﻰ ﺘواﻓر ﻫذﻩ اﻝﺸروط.
] êÞ^nÖ]gת¹
†íé’éÖçfÖ]ïç‚Ö]Ù^ÛÃj‰]½æ
ﺘﻤﻬﻴـد:
ﻨظًار ﻷن اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﺘـؤدي إﻝـﻰ ﻋـدم ﻨﻔـﺎذ ﺘـﺼرف ﺠـدي ﺤﻘﻴﻘـﻲ ﺼـدر
ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻓﻬــﻲ ﺘﻤــس ﻝــﻴس ﻓﻘــط ﺤرﻴــﺔ اﻝﻤــدﻴن ﻓــﻲ اﻝﺘــﺼرف ٕواﻨﻤــﺎ ﺘﻤــس
ﺤﻘوق اﻝﻐﻴر اﻝذي ﺘﺼرف إﻝﻴﻪ اﻝﻤدﻴن ،ﻓﻘد ﺘﺸدد اﻝﻤﺸرع ﻓـﻲ اﻝﺸروط اﻝـﻼزم ﺘواﻓرﻫـﺎ
ـﻨوﻓﺎ ﻤـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻝـ ــﺸروط ﺒﻌـ ــﻀﻬﺎ ﻴﺘﻌﻠـ ــق
ﻻﺴـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻝـ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـ ــﺼﻴﺔ ﻓوﻀـ ــﻊ ﺼـ ـ ً
ﺒﺎﻝﺘﺼرف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ ،وﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝداﺌن ،وﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤدﻴن.
وﻗﺒـ ــل أن ﻨﻌ ـ ــرض ﻝﻬـ ــذﻩ اﻝ ـ ــﺸروط ﺒﺎﻝﺘﻔ ـ ــﺼﻴل ﻴﻨﺒﻐـ ــﻲ أن ﻨوﻀ ـ ــﺢ أن ﺸ ـ ــروط
اﺴـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻝـ ــدﻋوى ﻏﻴـ ــر اﻝﻤﺒﺎﺸ ـ ـرة أﺨـ ــف ﺒﻜﺜﻴـ ــر ﻤـ ــن ﺸـ ــروط اﺴـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻝـ ــدﻋوى
١١٣ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻤﻊ أن ﻏرض ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ واﺤد ،وﻫو اﻝﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻝـﻀﻤﺎن اﻝﻌـﺎم .ﻝﻜـن
اﻝــدﻋوى ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸ ـرة ﻻ ﺘﻤــس ﺤرﻴــﺔ اﻝﻤــدﻴن ،وﻻ ﺤﻘــوق اﻝﻐﻴــر ﺒــل ﻋﻠــﻰ اﻝﻌﻜــس
ـﻠﺒﻴﺎ ﺼـدر ﻤـن ﻫـذا اﻝﻤـدﻴن
ﺘﻜون ﻓـﻲ ﻤﺼﺤﻠﺔ اﻝﻤـدﻴن ،وﻴﻌـﺎﻝﺞ ﺒﻬـﺎ اﻝـداﺌن ﻤوﻗﻔًـﺎ ﺴ ً
ﻓـﻲ ﻋدم اﺴﺘﻌﻤﺎﻝﻪ ﻝﺤﻘوﻗﻪ.
أﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻓــﺈن اﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ ﻋﻜــس ذﻝــك ﻗــد اﺴــﺘﻌﻤل ﺤﻘوﻗًــﺎ
ﻝﻜن ﺒطرﻴﻘﺔ ﺘـﻀر ﺒﺎﻝـداﺌﻨﻴن وﻝـذﻝك ﻓﺎﻝـداﺌن ﻓــﻲ اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة ﻴﻜـون ﻨﺎﺌًﺒـﺎ
ﻋ ــن اﻝﻤ ــدﻴن ﻴﻘ ــف ﻤﻌ ــﻪ ﺠﻨًﺒ ــﺎ إﻝ ــﻰ ﺠﻨ ــب ﻓـ ــﻲ ﻤواﺠﻬ ــﺔ اﻝﻐﻴ ــر ﺒﻴﻨﻤ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻝ ــدﻋوى
اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ اﻝداﺌن ﻴﻜون ﻓﻴﻬﺎ ﻀد اﻝﻤدﻴن وﻀد اﻝﻐﻴر ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻝﻤﺴﺎواة.
أوﻻً -اﻝﺸروط اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﺼرﻓﺎت اﻝﻤدﻴن اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﻌن ﻓﻴﻬﺎ:
اﻝﺘـ ــﺼرﻓﺎت اﻝﺘـ ــﻲ ﻴﺠـ ــوز أن ﻴطﻌـ ــن ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﻝـ ــداﺌن ﺒﺎﻝـ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـ ــﺼﻴﺔ ﻫـ ــﻲ
ﺘــﺼرﻓﺎت ﻤدﻴﻨــﻪ اﻝﻤﻔﻘ ـرة وﻝﻘــد ﻨــﺼت ﻋﻠــﻰ ذﻝــك اﻝﻤــﺎدة ٢٣٧ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ
اﻝﻤــﺼري اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻝﻜــل داﺌــن أﺼــﺒﺢ ﺤﻘــﻪ ﻤــﺴﺘﺤق اﻷداء ،وﺼــدر
ﻤن ﻤدﻴﻨﻪ ﺘﺼرف ﻀﺎر ﺒـﻪ أن ﻴطﻠـب ﻋـدم ﻨﻔـﺎذ ﻫـذا اﻝﺘـﺼرف ﻓــﻲ ﺤﻘـﻪ ،إذا ﻜـﺎن
اﻝﺘــﺼرف ﻗــد أﻨﻘــص ﻤــن ﺤﻘــوق اﻝﻤــدﻴن أو زاد ﻓ ــﻲ اﻝﺘزاﻤﺎﺘــﻪ وﺘرﺘــب ﻋﻠﻴــﻪ إﻋــﺴﺎر
اﻝﻤدﻴن أو اﻝزﻴﺎدة ﻓـﻲ إﻋـﺴﺎرﻩ ،وذﻝـك ﻤﺘـﻰ ﺘـواﻓرت اﻝـﺸروط اﻝﻤﻨـﺼوص ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓــﻲ
اﻝﻤﺎدة اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ«.
ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة ﻴﺘﺒــﻴن أﻨــﻪ ﻴﻠــزم ﺘـواﻓر ﺸــرطﻴن أﺴﺎﺴــﻴﻴن ﻓــﻲ اﻝﺘــﺼرﻓﺎت اﻝﺘــﻲ
ﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﻌن ﻓﻴﻬﻤﺎ أوﻝﻬﻤﺎ أن ﺘﻜون ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ،وﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ أن ﺘﻜون ﻤﻔﻘرة.
ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ:
ً ﺘﺼرﻓﺎ
ً ) (١أن ﻴﻜون
اﻝﺘﺼرﻓﺎت ﻤﺤل اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻫـﻲ اﻝﺘﺼرﻓﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺼدر ﻤـن
اﻝﻤدﻴن ﺴواء ﻜﺎﻨت ﻓـﻲ ﺼـورة ﻋﻘـد ﻤﻌﺎوﻀـﺔ أو ﺘﺒـرع أو ﻓــﻲ ﺼـورة ﺘـﺼرف ﻤﻠـزم
ﻓـﻲ ﺠﺎﻨب واﺤد.
ﻤﻠزﻤﺎ ﻝﻠﺠﺎﻨﺒﻴن ﻗﺎم ﺒﻪ
ﻋﻘدا ً
ﻓﻴﺠوز أن ﻴﻜون ﻤﺤل اﻝطﻌن ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ً
اﻝﻤدﻴن إﻀ ارًار ﺒداﺌﻨﻴﻪ ،ﻜﺄن ﻴﺒﻴﻊ ﻤﺎﻝﻪ ﺒﺜﻤن ﺒﺨس ،أو أن ﻴﺸﺘري ﻤﺎﻻً ﺒﺜﻤن ﻤﺒـﺎﻝﻎ
أحكام االلتزام واإلثبات ١١٤
ﻓﻴﻪ وﻫو ﻓـﻲ ﻏﻴر ﺤﺎﺠﺔ إﻝـﻰ ﻫـذا أو ذاك ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ ﺴـوء أﺤواﻝـﻪ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ،وﻗـد
ﻴﻜـون اﻝﺘـﺼرف ﻤﺤـل اﻝطﻌـن ﺘﺒرًﻋـﺎ ﻜـﺄن ﻴﻬـب اﻝﻤـدﻴن اﻝﻤﻌـﺴر ﻤـﺎﻻً ﻝﻠﻐﻴـر ﻜﻤـﺎ ﻗــد
ﻤﻠزﻤﺎ ﻝﻠﻤدﻴن ﻤـن ﺠﺎﻨـب واﺤـد ،ﻜـﺄن ﻴوﺠـﻪ وﻋ ًـدا ﺒﺠـﺎﺌزة
ﻴﻜون ﻤﺤل اﻝطﻌن ﺘﺼرًﻓﺎ ً
ﻤدﻴﻨﺎ ﻝﻪ ،أو ﺘﻨﺎزل ﻋن
ﻝﻠﺠﻤﻬور ﺒﻘﺼد اﻹﻀرار ﺒﺎﻝداﺌﻨﻴن ،أو ﻜﻤﺎ ﻝو أﺒرء اﻝﻤدﻴن ً
ﺤق ﻋﻴﻨﻲ ﻜﺎﻨﺘﻔﺎع أو رﻫن.
أﻴﻀﺎ ﻻ ﻴﺠـوز ﻝﻠـداﺌن أن ﻴطﻌـن ﺒﺎﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ ﻓــﻲ ﻋﻤـل ﻤـﺎدي ﺘـﺴﺒب ً
ﻓ ــﻲ إﻓﻘــﺎر اﻝﻤــدﻴن ،ﻜــﺄن ﻴرﺘﻜــب اﻝﻤــدﻴن ﻋﻤــﻼً ﻏﻴــر ﻤــﺸروع ﺒــﺴﺒب ﻀــرًار ﻝﻠﻐﻴــر
ﻓﻴﻠﺘــزم ﺒــﺎﻝﺘﻌوﻴض ،أو أن ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن ﺒــرد ﻤــﺎ أُﺜــري ﺒــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺤــﺴﺎب اﻝﻐﻴــر ﺒــدون
ﺴﺒب ،أو أن ﻴﻬﻤل اﻝﻤدﻴن ﻤﺎﻻً ﻝﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻠﻜﻪ اﻝﻐﻴر ﺒﺎﻝﺘﻘﺎدم.
) (٢أن ﻴﻜون اﻝﺘﺼرف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻤﻔﻘ ًار:
ﺘــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٣٧ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ ...» :إذا ﻜ ــﺎن
اﻝﺘــﺼرف ﻗــد أﻨﻘــص ﻤــن ﺤﻘــوق اﻝﻤــدﻴن أو زاد ﻓ ــﻲ اﻝﺘزاﻤﺎﺘــﻪ وﺘرﺘــب ﻋﻠﻴــﻪ إﻋــﺴﺎر
اﻝﻤدﻴن أو اﻝزﻴﺎدة ﻓـﻲ إﻋﺴﺎرﻩ .«...
وﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٣٩ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :إذا ادﻋ ــﻰ
اﻝــداﺌن إﻋــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن ﻓﻠــﻴس ﻋﻠﻴــﻪ إﻻ أن ﻴﺜﺒــت ﻤﻘــدار ﻤــﺎ ﻓ ــﻲ ذﻤﺘــﻪ ﻤــن دﻴــون،
وﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﻨﻔﺴﻪ أن ﻴﺜﺒت أن ﻝﻪ ﻤﺎﻻً ﻴﺴﺎوي ﻗﻴﻤﺔ اﻝدﻴون أو ﻴزﻴد ﻋﻠﻴﻬﺎ«.
ﻻ ﻴﻜﻔــﻲ أن ﻴﺘــﺼرف اﻝﻤــدﻴن ﻓــﻲ أﻤواﻝــﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴطﻌــن ﻓــﻲ
ﻫــذﻩ اﻝﺘــﺼرﻓﺎت ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ،ﺒــل ﻻﺒــد أن ﺘﻜــون ﻫــذﻩ اﻝﺘــﺼرﻓﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ
ﻤﻔﻘرة ﻝﻠﻤـدﻴن وﻫـﻲ ﺘﻌﺘﺒـر ﻜـذﻝك إذا أدت إﻝـﻰ إﻋـﺴﺎر اﻝﻤـدﻴن أو إﻝـﻰ زﻴـﺎدة إﻋـﺴﺎرﻩ
إذا ﻜ ــﺎن ﻤﻌ ــﺴ ًرا ،وﻴﺘﺤﻘ ــق إﻋ ــﺴﺎر اﻝﻤ ــدﻴن وﻓﻘً ــﺎ ﻝﻠﻤـ ـواد اﻝ ــﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒ ــﺄن ﺘزﻴ ــد دﻴوﻨ ــﻪ
ﺠﻤﻴﻌﺎ.
ً ﻤﺴﺘﺤﻘﺔ اﻷداء أو ﻏﻴر ﻤﺴﺘﺤﻘﺔ اﻷداء ﻋﻠﻰ أﻤواﻝﻪ ﻓﻼ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝوﻓﺎء ﺒﻬﺎ
وﺒذﻝك ﻓﺈن اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﻓـﻲ ﻤﺠﺎل اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝدﻋوي اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ )ﻓﻘد ﻓرق
ﺒﻴن اﻹﻋﺴﺎر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻝذي ﻴﻌﻨﻲ أن ﺘﻜون أﻤـوال اﻝﻤـدﻴن ﻏﻴـر ﻜﺎﻓﻴـﺔ ﻝوﻓـﺎء دﻴوﻨـﻪ
١١٥ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﻤــﺴﺘﺤﻘﺔ اﻷداء ،وﺒــﻴن اﻹﻋــﺴﺎر اﻝﻔﻌﻠــﻲ اﻝــذي اﺴــﺘﻠزم ﺘـواﻓرﻩ ﻓــﻲ دﻋــوى ﻋــدم ﻨﻔــﺎذ
اﻝﺘﺼرف ،واﺸـﺘرط ﻝﻘﻴﺎﻤـﻪ أن ﻴـؤدي اﻝﺘـﺼرف اﻝـﺼﺎدر ﻤـن اﻝﻤـدﻴن إﻝـﻰ أن ﺘـﺼﺒﺢ
أﻤواﻝـ ــﻪ ﻏﻴـ ــر ﻜﺎﻓﻴـ ــﺔ اﻝوﻓـ ــﺎء ﺒﺠﻤﻴـ ــﻊ دﻴوﻨـ ــﻪ ﺴ ـ ـواء ﻤـ ــﺎ ﻜـ ــﺎن ﻤﻨﻬـ ــﺎ ﻤـ ــﺴﺘﺤق اﻷداء
ـﻀﺎﻓﺎ إﻝ ــﻰ أﺠ ــل ،وﻤ ــؤدى ذﻝ ــك إﻝ ــﻰ أن اﻹﻋ ــﺴﺎر اﻝﻔﻌﻠ ــﻲ أوﺴ ــﻊ ﻨطﺎﻗً ــﺎ ﻤ ــن
أو ﻤ ـ ً
اﻹﻋﺴﺎر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻓﻘد ﻴﺘواﻓر اﻷول دون اﻝﺜﺎﻨﻲ(.
وﻴﻘﻊ ﻋﻠـﻰ اﻝـداﺌن ﻋـبء إﺜﺒـﺎت إﻋـﺴﺎر اﻝﻤـدﻴن ،وﻗـد ﺨﻔﻔـت ﻋﻨـﻪ اﻝﻤـﺸرع ﻫـذا
اﻝﻌبء ﻓـﻲ اﻝﻤﺎدة ،٢٣٩واﻝﺘﻲ ﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ أن» :ﺒﺤﺴب اﻝداﺌن – إذا ادﻋﻰ إﻋـﺴﺎر
اﻝﻤــدﻴن وﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﺘﻘــﻀﻲ ﺒــﻪ اﻝﻤــﺎدة ٢٣٩ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ – أن ﻴﺜﺒــت ﻤﻘــدار
ﻤﺎ ﻓـﻲ ذﻤﺔ ﻤدﻴﻨﻪ ﻤن دﻴون وﺤﻴﻨﺌذ ﻴﻜون ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن ﻨﻔـﺴﻪ أن ﻴﺜﺒـت أن ﻝـﻪ ﻤـﺎﻻً
ﻴﺴﺎوي ﻗﻴﻤﺔ ﻫذﻩ اﻝدﻴون أو ﻴزﻴد ﻋﻠﻴﻬﺎ«.
وﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن وﻓﻘًــﺎ ﻝــﻨص اﻝﻤــﺎدة اﻝــﺴﺎﺒﻘﺔ أن ﻴطﻌــن ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ
إذا رﻓ ــض اﻝﻤ ــدﻴن إﻨﻘ ــﺎص اﻝﺘزاﻤﺎﺘ ــﻪ أو زﻴ ــﺎدة ﺤﻘوﻗ ــﻪ ﻜﻤ ــﺎ إذا رﻓ ــض اﻝﻤ ــدﻴن ﻫﺒ ــﺔ
ﻋرﻀت ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﻌن ﻓـﻲ ﻫذا اﻝرﻓض.
اﻝوﻓﺎء ﺒﻘﺼد ﺘﻔﻀﻴل داﺌن ﻋﻠﻰ آﺨر )ﺤﻜم ﺨﺎص(:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٤٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ -١» :إذا ﻝم ﻴﻘﺼد
ﺒﺎﻝﻐش إﻻ ﺘﻔـﺼﻴل داﺌـن ﻋﻠـﻰ آﺨـر دون ﺤـق ،ﻓـﻼ ﻴﺘرﺘـب ﻋﻠﻴـﻪ إﻻ ﺤرﻤـﺎن اﻝـداﺌن
ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻤﻴزة.
-٢إذا وﻓﻰ اﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر أﺤد داﺌﻨﻴﻪ ﻗﺒل اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل اﻝذي ﻋﻴن أﺼـﻼً
ﻝﻠوﻓــﺎء ،ﻓــﻼ ﻴــﺴري ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻓــﻲ ﺤــق ﺒــﺎﻗﻲ اﻝــداﺌﻨﻴن ،وﻜــذﻝك ﻻ ﻴــﺴري
ﻓ ــﻲ ﺤﻘﻬــم اﻝوﻓــﺎء وﻝــو ﺤــﺼل ﺒﻌــد اﻨﻘــﻀﺎء ﻫــذا اﻷﺠــل ،إذا ﻜــﺎن ﻗــد ﺘــم
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘواطؤ ﺒﻴن اﻝﻤدﻴن واﻝداﺌن اﻝذي اﺴﺘوﻓﻰ ﺤﻘﻪ«.
ﺘﻌﺎﻝﺞ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺤـﺎﻝﺘﻴن ﺨﺎﺼـﺘﻴن ﺘﺘﻌﻠﻘـﺎن ﺒوﻓـﺎء اﻝﻤـدﻴن ﻷﺤـد داﺌﻨﻴـﻪ ،ﻓﻌﻠـﻰ
ﻤﺸروﻋﺎ ﻤن ﺤـق اﻝﻤـدﻴن أن ﻴﻘـوم ﺒـﻪ إﻻ أﻨـﻪ
ً اﻝرﻏم ﻤن أن ﻫذا اﻝوﻓﺎء ﻴﻌﺘﺒر ﻋﻤﻼً
ﻓ ــﻲ ﺒﻌــض اﻝﺤــﺎﻻت ﻗــد ﻴﻜــون ﻓﻴــﻪ ﻤﺤﺎﺒــﺎة ﻷﺤــد اﻝــداﺌﻨﻴن ﻋﻠــﻰ ﺤــﺴﺎب اﻵﺨ ـرﻴن،
أحكام االلتزام واإلثبات ١١٦
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻝﻤﺴﺎواة
ً وﻤﻨﻌﺎ ﻝﻬذﻩ اﻝﻤﺤﺎﺒﺎة وﺤﺘﻰ ﻴﻘف اﻝداﺌﻨون اﻝﻌﺎدﻴون وﻝذﻝك ً
أﻤــﺎم أﻤـوال اﻝﻤــدﻴن ﻗــرر اﻝﻤــﺸرع ﺤــق اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓــﻲ اﻝطﻌــن ﻓــﻲ اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ
ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺘﺼرﻓﺎت وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
ﺴﺒﺒﺎ ﻤن أﺴﺒﺎب اﻝﺘﻘدم: اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻷوﻝﻰ -ﻤﻨﺢ اﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر أﺤد داﺌﻨﻴﻪ ً
ـﺒﺒﺎ ﻤــن اﻷﺴــﺒﺎب ﻴﺠﻌﻠــﻪ ﻴﺘﻘــدم ﺒــﻪ
إذا ﻤـﻨﺢ اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﻌــﺴر أﺤــد داﺌﻨﻴــﻪ اﻝﻌــﺎدﻴﻴن ﺴـ ً
ﻋﻠــﻰ ﻏﻴ ـرﻩ ﻤــن اﻝــداﺌﻨﻴن ﻜــﺄن ﻤﻨﺤــﻪ رﻫًﻨــﺎ ﻋﻠــﻰ أﺤــد أﻤواﻝــﻪ ،ﻓــﺈن ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ﻴﻜــون
ﻀﺎًار ﺒﺎﻝداﺌﻨﻴن اﻝﻌﺎدﻴﻴن اﻵﺨرﻴن ﻓﻴﺴﺘطﻴﻊ أﺤدﻫم أن ﻴطﻌن ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
وﻝﻜن ﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻨﻔرق ﺒﻴن ﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﺒﻤﻘﺎﺒل أو ﺒدون ﻤﻘﺎﺒل،
ـﺒﺒﺎ ﻤــن أﺴــﺒﺎب اﻝﺘﻘــدم ﺒﻤﻘﺎﺒــل ،ﻓــﺈن ﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن
ﻓــﺈذا ﻤــﻨﺢ اﻝﻤــدﻴن أﺤــد داﺌﻨﻴــﻪ ﺴـ ً
اﻝﻤدﻴن أدﺨل ﻓـﻲ ذﻤﺘـﻪ ﻤﻘـﺎﺒﻼً ﻝﻤـﺎ أﻋطـﻲ .وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻓـﺈن ﻫـذا اﻝﺘـﺼرف ﻴﺄﺨـذ ﺤﻜـم
اﻝﻤﻌﺎوﻀﺔ ،وﻝذا ﻴﻠزم ﻝﻠطﻌن ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ أن ﻴﻜون اﻝﻤدﻴن ﺴﻲء اﻝﻨﻴـﺔ،
وأن ﻴﻘﻊ ﺘواطؤ ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝداﺌن اﻝذي ﺤﺼل ﻋﻠﻰ اﻝﻤﻴزة.
أﻤ ــﺎ إذا ﻜ ــﺎن ﺤ ــﺼول اﻝ ــداﺌن ﻋﻠ ــﻰ ﺴ ــﺒب اﻝﺘﻘ ــدم ﺒ ــدون ﻤﻘﺎﺒ ــل ﻓﻴﻌﺘﺒ ــر ﻫ ــذا
اﻝﺘــﺼرف ﺘﺒرًﻋــﺎ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﻻ ﻴــﺸﺘرط ﻝﻠطﻌــن ﻓﻴــﻪ ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻏــش ﻤــن
اﻝﻤدﻴن وﻻ وﺠود ﺘواطؤ ﻷن ﻀرر اﻝداﺌﻨﻴن ﻤﺤﻘق ﺒﻬذا اﻝﺘﺼرف.
اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ -وﻓﺎء اﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر أﺤد داﺌﻨﻴﻪ:
ـﺎء ﻜــﺎﻤﻼً ﻷن
ﻤــﺎدام اﻝﻤــدﻴن ﻤﻌــﺴ ًار ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﺠــب ﻋﻠﻴــﻪ أﻻ ﻴوﻓــﻲ ﻷﺤــد داﺌﻨﻴــﻪ وﻓـ ً
اﻝﻤﻔﺘرض أن ﻜل اﻝداﺌﻨﻴن اﻝﻌﺎدﻴﻴن ﺴﻴﻘﺘﺴﻤون ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم أﻤواﻝﻪ ﻗﺴﻤﺔ ﻏرﻤﺎء ،ﻓﺈذا
وﻓﺎء ﻜﺎﻤﻼً ﻷﺤدﻫم اﺴﺘطﺎع أي واﺤد ﻓـﻴﻬم أن ﻴطﻌـن ﻓــﻲ ﻫـذا اﻝوﻓـﺎءوﻓﻰ اﻝﻤدﻴن ًّ
ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ،ﻓﺈذا ﻜﺎن اﻝوﻓﺎء ﻗﺒل ﺤﻠول أﺠﻠﻪ أﺨذ ﻫـذا اﻝوﻓـﺎء ﺤﻜـم اﻝﺘﺒـرع،
ﻓﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن اﻝطﻌـن ﻓﻴـﻪ ﺒﺎﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ دون ﺤﺎﺠـﺔ إﻝـﻰ إﺜﺒﺎﺘـﻪ ﻏـش اﻝﻤـدﻴن
أو ﺤدوث ﺘواطؤ ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝﻤوﻓـﻰ ﻝﻪ.
أﻤ ــﺎ إذا ﻜ ــﺎن اﻝوﻓ ــﺎء ﺒﻌ ــد ﺤﻠ ــول أﺠﻠ ــﻪ ﻓ ــﺈن اﻝ ــداﺌن ﻴﺠ ــب ﻋﻠﻴ ــﻪ إذا أراد اﻝطﻌ ــن
ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء أن ﻴﺜﺒــت ﻏــش اﻝﻤــدﻴن وﺘواطــؤﻩ ﻤــﻊ اﻝﻤــوﻓﻰ ﻝــﻪ،
١١٧ أحكام االلتزام واإلثبات
أي أن اﻝوﻓﺎء ﻗﺒل ﺤﻠول اﻷﺠل ﻴﺄﺨذ ﺤﻜم اﻝﺘﺒرع وﺒﻌد ﺤﻠوﻝﻪ ﻴﺄﺨذ ﺤﻜم اﻝﻤﻌﺎوﻀﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﺸروط اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝداﺌن:
ً
ﻝﻤــﺎ ﻜﺎﻨــت اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒــر ﺒﻤﺜﺎﺒ ــﺔ ﺴــﻼح ﻴــﺸﻬرﻩ اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ وﺠ ــﻪ
اﻝﻤدﻴن ﻴﻘﻴد ﺒﻪ ﺤرﻴﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝﺘﺼرف ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ ،وﻗد ﺘﻤس ﺤﻘوق اﻝﻐﻴر ﻓﺈن اﻝﻘﺎﻨون
ـروطﺎ ﻜﺜﻴ ـرة ﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻝــداﺌن اﻝــذي ﻴﻤﻠــك ﻫــذا اﻝﺤــق ،ﻓﻠــﻴس ﻜــل داﺌــن
ﻗــد اﺸــﺘرط ﺸـ ً
ﻝﻠﻤدﻴن ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﺴﺘﻌﻤﺎل اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﻤـن ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﺴـﺘﻌﻤﺎﻝﻬﺎ ﻫـو ﻤـن
ﺘﺘواﻓر ﻓﻴﻪ اﻝﺸروط اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
) (١أن ﻴﻜون ﺤﻘﻪ ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء:
اﻝداﺌن اﻝذي ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝطﻌن ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻴﺠب أن ﻴﻜون ﺤﻘﻪ ﻤﺴﺘﺤق
اﻷداء أي ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن أن ﻴوﻓـﻲ ﺒﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝﻔـور ،ﻓـﻼ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ داﺌـن ﻤـﻀﺎف
ﺤﻘ ــﻪ إﻝ ــﻰ أﺠ ــل أو ﻤﻌﻠ ــق ﺤﻘ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺸ ــرط أن ﻴ ــﺴﺘﻌﻤل اﻝ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ ﻷن
اﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﺘرﻤــﻰ إﻝــﻰ ﻋــدم ﻨﻔــﺎذ ﺘـﺼرﻓﺎت اﻝﻤــدﻴن اﻝــﻀﺎرة ﻓــﻲ ﺤــق اﻝــداﺌن
ﺒﻐﻴﺔ اﺴﺘرﺠﺎع أﻤوال اﻝﻤـدﻴن اﻝﺘـﻲ ﺘـﺼرف ﻓﻴﻬـﺎ إﻝـﻰ ذﻤﺘـﻪ ﺤﺘـﻰ ﻴـﺘﻤﻜن اﻝـداﺌن ﻤـن
اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،ﻓﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒــر ﻤﻘدﻤــﺔ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴــذ وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون
ﺤق اﻝداﺌن ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء.
وﺘﺨﺘﻠف اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻝـﺼدد ﻋـن اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة اﻝﺘـﻲ
ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓﻴﻬﺎ أن ﻴﻜون ﺤق اﻝداﺌن ﻤـﺴﺘﺤق اﻷداء ﻷﻨﻬـﺎ ﻻ ﺘﻌﺘﺒـر ﻤﻘدﻤـﺔ ﻝﻠﺘﻨﻔﻴـذ،
ﻨﺎﺌﺒﺎ ﻋن ﻤدﻴﻨﻪ ﻴﻌﻤل ﻝﻤﺼﻠﺤﺘﻪ.
وﻻ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻝداﺌن ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺒل ﻴﻜون ً
ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺼرف اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ: ً ) (٢أن ﻴﻜون ﺤق اﻝداﺌن
ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴﻌــرف أن ﺘــﺼرف اﻝﻤــدﻴن ﻀــﺎر ﺒــﻪ إﻻ إذا ﻜــﺎن ﺤﻘــﻪ
ـﺎﺒﻘﺎ ﻋﻠــﻰ
ـﺎﺒﻘﺎ ﻋﻠــﻰ ﺼــدور ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ،وﻝــذﻝك ﻴﺠــب أن ﻴﻜــون ﺤــق اﻝــداﺌن ﺴـ ً
ﺴـ ً
اﻝﺘﺼرف اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ ،واﻝﻌﺒرة ﻓـﻲ أﺴﺒﻘﻴﺔ ﺤق اﻝداﺌن ﺒﺘﺎرﻴﺦ ﻨﺸوء ﺤﻘﻪ ﻻ ﺒﺘﺎرﻴﺦ
اﺴﺘﺤﻘﺎق أداﺌﻪ أو ﺘﺤدﻴد ﻤﻘدارﻩ أو اﻝﻔﺼل ﻓـﻲ ﻤﺎ ﺜﺎر ﺤول وﺠـودﻩ ﻤـن ﻨـزاع ،ﻜﻤـﺎ
أن اﻝﻌﺒرة ﺒﺘﺎرﻴﺦ اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺘﺼرف ﻻ ﺒﻤﻴﻌﺎد ﺸﻬرﻩ.
أحكام االلتزام واإلثبات ١١٨
وﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن ﻋبء إﺜﺒﺎت أﺴﺒﻘﻴﺔ ﻨﺸوء ﺤﻘﻪ ﺒﻜﺎﻓﺔ طرق اﻹﺜﺒﺎت.
وﻴــرى اﻝــﺒﻌض أﻨــﻪ ﻴﺠــوز ﻝﻠــداﺌن أن ﻴطﻌــن ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻓ ــﻲ ﺘــﺼرف
ﺼــدر ﻤــن ﻤدﻴﻨــﻪ ﻗﺒــل ﻨــﺸوء ﺤــق اﻝــداﺌن ،وذﻝــك إذا أﺜﺒــت اﻝــداﺌن أﻨــﻪ ﻗــد أﺼــﺎﺒﻪ
ﻀــرر ﻤــن ﺠ ـراء ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ﻜﻤــﺎ ﻝــو أﺜﺒــت اﻝــداﺌن أن اﻝﻤــدﻴن وﻫــو ﻴﻬــم ﻋﻠــﻰ
اﻝﺘــﺼرف ﻤﻌــﻪ ﻓ ــﻲ أﺜﻨــﺎء اﻝﺘﻔــﺎوض ﻋﻠــﻰ اﻝﻌﻘــد ﻤــﺜﻼً ﻗــد أﺒــرم ﺘــﺼرﻓﺎت ﻀــﺎرة ﻗــد
ـﻴﺌﺎ .وﻤﺜــﺎل ذﻝــك أن ﻴﻬــم ﺸــﺨص ﺘﺨــرج أﻤواﻝــﻪ ﻤــن ذﻤﺘــﻪ ﺒﺤﻴــث ﻻ ﻴﺒﻘــﻰ ﻝﻠــداﺌن ﺸـ ً
ﻋﻠــﻰ اﻗﺘ ـراض ﻤﺒﻠــﻎ ﻤــن اﻝﻤــﺎل وأﺜﻨــﺎء ﺘﻔﺎوﻀــﻪ ﻤــﻊ اﻝﻤﻘﺘــرض ﻋﻠــﻰ اﻝﻘــرض ﻴﻬــب
أﻤواﻝ ــﻪ أو ﻴﺒﻴﻌﻬ ــﺎ ﺤﺘ ــﻰ ﻻ ﻴﺒﻘ ــﻰ ﻓـ ــﻲ ذﻤﺘ ــﻪ ﺸ ــﻲء ﻋﻨ ــد إﺒ ارﻤ ــﻪ اﻝﻘ ــرض ،وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ
ﺸﻴﺌﺎ ﻋﻨد اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻪ. ﻻ ﻴﺠد اﻝﻤﻘرض ً
) (٣أن ﻴﻜون ﻝﻠداﺌن ﻤﺼﻠﺤﺔ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٣٩ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨـﻪ» :إذا ادﻋـﻰ اﻝـداﺌن
إﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن ﻓﻠﻴس ﻋﻠﻴـﻪ أن ﻴﺜﺒـت ﻤﻘـدار ﻤـﺎ ﻓــﻲ ذﻤﺘـﻪ ﻤـن دﻴـون ،وﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن
ﻨﻔﺴﻪ أن ﻴﺜﺒت أن ﻝﻪ ﻤﺎﻻً ﻴﺴﺎوي ﻗﻴﻤﺔ اﻝدﻴون أو ﻴزﻴد ﻋﻠﻴﻬﺎ«.
ﺘﺘﻌﻠق ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺒﺸرط اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓــﻲ اﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ واﻝـذي ﻤﻘﺘـﻀﺎﻩ أن
ﻴﺜﺒ ــت اﻝ ــداﺌن أﻨ ــﻪ ﺴﻴ ــﺼﺎب ﺒ ــﻀرر ﻤ ــن ﺠـ ـراء ﺘ ــﺼرف اﻝﻤ ــدﻴن اﻝ ــذي ﻴطﻌ ــن ﻓﻴ ــﻪ
ﺒﺎﻝ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ ،وﻫ ــذا اﻝ ــﻀرر ﻴﺘﺤﻘ ــق إذا أﺜﺒ ــت اﻝ ــداﺌن أن ﺘ ــﺼرف اﻝﻤ ــدﻴن
ﺴﻴؤدي إﻝﻰ إﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن أو ﺴﻴزﻴد ﻓـﻲ إﻋﺴﺎرﻩ إذا ﻜﺎن ﻤﻌﺴ ًار.
ٕواذا ادﻋﻰ اﻝداﺌن ذﻝك ﻓﻠﻴس ﻋﻠﻴﻪ إﻻ أن ﻤﻘدار ﻤﺎ ﻓـﻲ ذﻤﺔ ﻤدﻴﻨﻪ ﻤن دﻴوﻨﻪ،
وﺤﻴﻨﺌــذ ﻓــﺈن ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﻨﻔــﺴﻪ أن ﻴﺜﺒــت أن ﻝــﻪ ﻤــﺎﻻً ﻴــﺴﺎوي ﻗﻴﻤــﺔ اﻝــدﻴون أو ﻴزﻴــد
ـﻀﺎ ﻝﻠﻤﺘـﺼرف إﻝﻴـﻪ إﺜﺒـﺎت ذﻝـك ﺤﺘـﻰ ﻴﺜﺒـت ﻋـدم أﺤﻘﻴـﺔ اﻝـداﺌن ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺤـق أﻴ ً
ﻓـﻲ اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻝﺘﺨﻠف ﺸرط اﻝﻤﺼﻠﺤﺔ.
ـﻀﺎ ،وﺒﺎﻝﺘـ ــﺎﻝﻲ ﻻ ﻴـ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝطﻌـ ــن ﺒﺎﻝـ ــدﻋوى
وﻻ ﺘﺘﺤﻘـ ــق ﻤـ ــﺼﻠﺤﺔ اﻝـ ــداﺌن أﻴـ ـ ً
اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ إذا ﻝــم ﻴﻜــن ﻓــﻲ ﻤﻘــدورﻩ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﺎل ﻤﺤــل اﻝــدﻋوى ﺤﺘــﻰ ﻝــو أدى
ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﻓـﻴﻪ إﻝﻰ أﻋﺴﺎرﻩ أو اﻝزﻴﺎدة ﻓـﻲ إﻋﺴﺎرﻩ ،ﻓﻼ ﻴﺠوز اﻝطﻌـن ﺒﺎﻝـدﻋوى
١١٩ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘــﺼرف اﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ ﻨﻔﻘﺘــﻪ أو ﻤرﺘﺒــﻪ إذا ﻜــﺎن ﺘــﺼرﻓﻪ ﻓ ــﻲ اﻝﺠــزء
اﻝذي ﻻ ﻴﺠوز اﻝﺤﺠز ﻋﻠﻴﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠوز اﻝطﻌن ﻓــﻲ اﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ إذا ﻜـﺎن
اﻝﻤﺎل ﻤﺤل اﻝدﻋوى ﻤﺴﺘﻐرًﻗﺎ ﺒرﻫون ﻴﺴﺒق ﺤﻘﻪ ﻓـﻲ أﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﺤق اﻝداﺌن ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ
ﻝم ﻴﺒق ﻝﻪ ﺸﻲء ﺒﻌد اﺴﺘﻴﻔﺎءﻫم ﻝﺤﻘوﻗﻬم.
وﻴ ــﺴﻘط ﺤ ــق اﻝ ــداﺌن ﻓـ ــﻲ اﻝطﻌ ــن ﺒﺎﻝ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ إذا أﺜﺒ ــت اﻝﻤ ــدﻴن أﻨ ــﻪ
ـﻀﺎ أن ﻴـﺘﺨﻠص ﻤـن ﻫـذﻩ ﻤوﺴر وأﻨﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠـﻰ اﻝوﻓـﺎء ﺒدﻴﻨـﻪ ،وﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤـدﻴن أﻴ ً
اﻝـ ــدﻋوى إذا وﻓّـ ــﻰ ﻝﻠـ ــداﺌن ﻜﺎﻤـ ــل ﺤﻘـ ــﻪ ﻗﺒـ ــل اﻝﺤﻜـ ــم ﻓﻴﻬـ ــﺎ ،وﻋﻨدﺌـ ــذ ﺘﻜـ ــون اﻝـ ــدﻋوى
اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ وﺴﻴﻠﺔ ﻝﺤث اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء.
ﻜﻤــﺎ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﻤــن ﺘﻠﻘــﻲ ﺤﻘًــﺎ ﻝﻤــن ﻴــدﻓﻊ ﺜﻤﻨــﻪ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﻌــﺴر أن ﻴــﺘﺨﻠص
ﻤــن اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ إذا ﻗــﺎم ﺒﺈﻴــداع ﺜﻤﻨــﻪ ﺨ ازﻨــﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ ﺒــﺸرط أﻻ ﻴﻘــل ﻫــذا
اﻝﺜﻤن ﻋن ﺜﻤن اﻝﻤﺜل )ﻤﺎدة ٢٤١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻝﺸروط اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻤدﻴن واﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ:
ً
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٣٨ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا ﻜــﺎن
ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﺒﻌوض ،اﺸﺘرط ﻝﻌدم ﻨﻔﺎذﻩ ﻓـﻲ ﺤـق اﻝـداﺌن أن ﻴﻜـون ﻤﻨطوًﻴـﺎ ﻋﻠـﻰ
ﻏش ﻤن اﻝﻤدﻴن ،وأن ﻴﻜون ﻤن ﺼدر ﻝﻪ اﻝﺘﺼرف ﻋﻠﻰ ﻋﻠـم ﺒﻬـذا اﻝﻐـش ،وﻴﻜﻔـﻲ
ﻤﻨطوﻴﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝﻐـش أن ﻴﻜـون ﻗـد ﺼـدر ﻤـن اﻝﻤـدﻴن وﻫـو ﻋـﺎﻝم ً ﻻﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻝﺘﺼرف
ﻋﺎﻝﻤﺎ ﺒﻐش اﻝﻤـدﻴن إذا ﻜـﺎن ﻗـد ﻋﻠـم
أﻨﻪ ﻤﻌﺴر ،ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒر ﻤن ﺼدر ﻝﻪ اﻝﺘﺼرف ً
أن ﻫذا اﻝﻤدﻴن ﻤﻌﺴر.
-٢أﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻝﺘﺼرف ﺘﺒرًﻋﺎ ،ﻓﺈﻨـﻪ ﻻ ﻴﻨﻔـذ ﻓــﻲ ﺤـق اﻝـداﺌن ،وﻝـو ﻜـﺎن ﻤـن
ﻏﺸﺎ.
ﺼدر ﻝﻪ اﻝﺘﺒرع ﺤﺴن اﻝﻨﻴﺔ وﻝو ﺜﺒت أن اﻝﻤدﻴن ﻝم ﻴرﺘﻜب ً
ٕ -٣واذا ﻜ ــﺎن اﻝﺨﻠ ــف اﻝ ــذي اﻨﺘﻘ ــل إﻝﻴ ــﻪ اﻝ ــﺸﻲ ﻤ ــن اﻝﻤ ــدﻴن ﻗ ــد ﺘ ــﺼرف ﻓﻴ ــﻪ
ﺒﻌـ ــوض إﻝـ ــﻰ ﺨﻠـ ــف آﺨـ ــر ،ﻓـ ــﻼ ﻴـ ــﺼﻠﺢ ﻝﻠـ ــداﺌن أن ﻴﺘﻤـ ــﺴك ﺒﻌـ ــدم ﻨﻔـ ــﺎذ
اﻝﺘ ــﺼرف إﻻ إذا ﻜ ــﺎن اﻝﺨﻠ ــف اﻝﺜ ــﺎﻨﻲ ﻴﻌﻠ ــم ﻏ ــش اﻝﻤ ــدﻴن ،وﻋﻠ ــم اﻝﺨﻠ ــف
اﻷول ﺒﻬ ــذا اﻝﻐ ــش ،إن ﻜ ــﺎن اﻝﻤ ــدﻴن ﻗ ــد ﺘ ــﺼرف ﺒﻌ ــوض ،أو ﻜ ــﺎن ﻫ ــذا
أحكام االلتزام واإلثبات ١٢٠
اﻝﺨﻠــف اﻝﺜــﺎﻨﻲ ﻴﻌﻠــم إﻋــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن وﻗــت ﺘــﺼرﻓﻪ ﻝﻠﺨﻠــف اﻷول إن ﻜــﺎن
اﻝﻤدﻴن ﻗد ﺘﺼرف ﻝﻪ ﺘﺒرًﻋﺎ«.
ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﻓرﻗت ﻓـﻲ اﻝﺸروط اﻝﺘـﻲ ﺘﺘﻌﻠـق ﺒﺎﻝﻤـدﻴن وﺨﻠﻔـﻪ ﺒـﻴن ﺜﻼﺜـﺔ ﺤـﺎﻻت،
اﻷوﻝــﻰ :إذا ﻜــﺎن اﻝﺘــﺼرف ﻤﻌﺎوﻀــﺔ ،واﻝﺜﺎﻨﻴــﺔ :إذا ﻜــﺎن اﻝﺘــﺼرف ﺘﺒرًﻋــﺎ ،واﻝﺜﺎﻝﺜــﺔ:
إذا ﺘﺼرف ﺨﻠف اﻝﻤدﻴن إﻝﻰ ﺨﻠف آﺨر ،وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
) (١ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﻤﻌﺎوﻀﺔ:
إذا ﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر ﻤﻌﺎوﻀﺔ ﻓﺈن اﻝداﺌن ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﻌـن ﻓﻴـﻪ
ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﺜﺒــت أن ﻫــذا اﻝﺘــﺼرف ﻗــد اﻨطــوى ﻋﻠــﻰ ﻏــش ﻤــن
طرﻓﻴــﻪ أي ﻤــن اﻝﻤــدﻴن واﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ ،واﻝﻐــش ﻤﻌﻨــﺎﻩ أن ﻴﻨطــوي ﻨﻴــﺔ ﻜــل ﻤﻨﻬﻤــﺎ
ـﻌﺒﺎ ﻓﻘـد وﻀـﻊ اﻝﻘـﺎﻨون ﺘﺤـت وﻝﻤﺎ ﻜﺎن إﺜﺒﺎت اﻝﻐـش أﻤـ ًار ﺼ ً ﻋﻠﻰ اﻹﻀرار ﺒﺎﻝداﺌن ّ
ﻴــد اﻝــداﺌن ﻗرﻴﻨــﺔ إذا أﺜﺒﺘﺘﻬــﺎ ﺘﺤﻘــق اﻝﻐــش وﻝﻜﻨﻬــﺎ ﻗرﻴﻨــﺔ ﺘﻘﺒــل إﺜﺒــﺎت اﻝﻌﻜــس ،ﻫــذﻩ
اﻝﻘرﻴﻨـﺔ ﻫـﻲ أن ﻴﺜﺒـت اﻝـداﺌن أن اﻝﻤـدﻴن وﻫـو ﻴﺘـﺼرف ﻤﻌﺎوﻀـﺔ ﻜـﺎن ﻴﻌﻠـم أن ﻫـذا
اﻝﺘﺼرف ﺴوف ﻴؤدي إﻝﻰ إﻋﺴﺎرﻩ أو إﻝﻰ زﻴـﺎدة إﻋـﺴﺎرﻩ ،وأن ﻴﺜﺒـت أن اﻝﻤﺘـﺼرف
ـﻀﺎ ،وﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤــدﻴن أو اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ أن ﻴــدﺤض ﻫــذﻩ إﻝﻴــﻪ ﻜــﺎن ﻴﻌﻠــم ذﻝــك أﻴـ ً
اﻝﻘرﻴﻨــﺔ ﺒﺄﻨــﻪ ﻗــد ﺘــﺼرف ﻤﻌﺎوﻀــﺔ وﻫــو ﺤــﺴن اﻝﻨﻴــﺔ ﻜــﺄن ﻴﺜﺒــت أﻨــﻪ ﺘــﺼرف ﻝﺘﻠﺒﻴــﺔ
ﺤﺎﺠـ ـ ــﺔ ﻤﻌﻴـ ـ ــﺸﻴﺔ أو ﻤﻬﻨﻴـ ـ ــﺔ أو ﺒﻘـ ـ ــﺼد اﻝﻌـ ـ ــﻼج أو اﻝﺘﻌﻠـ ـ ــﻴم أو اﻝـ ـ ــﺴﻔر ،أو ﻴﺜﺒـ ـ ــت
اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ أﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﻠم اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻝﻠﻤـدﻴن وأﻨـﻪ ﻴﺘـﺼور أﻨـﻪ ﻤوﺴـر ،وﻋﻨدﺌـذ
ﻴﻘف اﻝﻘﺎﻨون ﺒﺠوار اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻻﺴﺘﻘرار اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝداﺌن أن ﻴﺜﺒت اﻝﻐش ﺒﻜﺎﻓﺔ طرق اﻹﺜﺒﺎت وﻝﻜن ﻴﺠب أن ﻴﻌﻠـم أﻨـﻪ
ﻻ ﻴﻜﻔـﻲ إﺜﺒـﺎت ﻏــش اﻝﻤـدﻴن ﻝﻠطﻌــن ﺒﺎﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﺒـل ﻴﺠــب ﻋﻠﻴـﻪ أن ﻴﺜﺒــت
ﻋﻠم اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ ﺒﻬذا اﻝﻐش.
وﺘﻘ ــدﻴر اﻝ ــدﻝﻴل ﻋﻠ ــﻰ اﻝﺘواط ــؤ ﻴﻌﺘﺒ ــر ﻤ ــن اﻝﻤ ــﺴﺎﺌل اﻝﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘ ــﺴﺘﻘل
ﺒﺘﻘدﻴرﻫﺎ ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع وﻻ رﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.
واﻝﻌﺒ ـرة ﻓ ــﻲ إﺜﺒــﺎت اﻝﻐــش ﺒوﻗــت ﺼــدور اﻝﺘــﺼرف ﻻ ﺒوﻗــت اﺴــﺘﻴﻔﺎءﻩ ،أي أن
ﻤوﺠودا وﻗت ﺼدور اﻝﺘﺼرف.
ً اﻝداﺌن ﻴﺜﺒت أن اﻝﻐش ﻜﺎن
١٢١ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺨﻠف اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴـﻪ ﻤﻌﺎﻤﻠـﺔ ﺨﻠـف اﻝﻤـدﻴن ﻋﻨـد اﻝﺒﺤـث ﻓــﻲ ﺘـواﻓر ﺸـروط اﻝـدﻋوى
اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ،ﻓﺈذا ﻜﺎن اﻝﺘﺼرف اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻤﻌﺎوﻀﺔ وﺠب ﻋﻠـﻰ اﻝـداﺌن أن ﻴﺜﺒـت ﺘوطـؤ
ﺨﻠـف اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ أي ﻋﻠﻤـﻪ ﺒﺈﻋــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴنٕ ،واذا ﻜـﺎن اﻝﺘــﺼرف اﻝﺜــﺎﻨﻲ ﺘﺒرًﻋــﺎ
ﻓﻼ ﻴﺤﺘﺎج اﻝداﺌن إﻝﻰ اﻝطﻌن ﻓﻴﻪ أن ﻴﺜﺒت ﻏش ﺨﻠف اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ.
] oÖ^nÖ]gת¹
íé’éÖçfÖ]ïç‚Ö]…^{{{{{ma
ﺤﺘ ــﻰ ﻨ ــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻨ ــﺘﻔﻬم اﻵﺜ ــﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ ﻻﺒ ــد أن
ﻨوﻀــﺢ أﺜــر ﻫــذﻩ اﻝــدﻋوى ﻓــﻲ اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻝــداﺌن راﻓﻌﻬــﺎ ﺒﺎﻝــداﺌﻨﻴن اﻵﺨـرﻴن ،وﻓــﻲ
اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ ،واﻝﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﺒﻴن اﻝﻤدﻴن واﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ.
أوﻻً -اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌن راﻓﻊ اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ وﺒﺎﻗﻲ اﻝداﺌﻨﻴن:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٤٠ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :ﻤﺘـﻰ ﺘﻘـرر ﻋـدم ﻨﻔـﺎذ
اﻝﺘﺼرف اﺴﺘﻔﺎد ﻤن ذﻝك ﺠﻤﻴﻊ اﻝداﺌﻨﻴن اﻝذﻴن ﺼدر ﻫذا اﻝﺘﺼرف إﻀ ارًار ﺒﻬم«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن اﻝــداﺌن ارﻓــﻊ اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻻ ﻴــﺴﺘﺄﺜر وﺤــدﻩ ﺒﺜﻤرﺘﻬــﺎ
إذا ﻨﺠــﺢ ﻓﻴﻬــﺎ وﻜــﺴﺒﻬﺎ ،ﻓﻬــﻲ دﻋــوى ﺸﺨــﺼﻴﺔ ﻻ ﻴطﺎﻝــب ﻓﻴﻬــﺎ اﻝــداﺌن ﺒﺤــق ﻋﻴﻨــﻲ ،وﻻ
ﻴــؤول ﺒﻤﻘﺘــﻀﺎﻫﺎ ﺤــق ﻋﻴﻨــﻲ إﻝﻴــﻪ أو إﻝــﻰ ﻤدﻴﻨــﻪ ،ﺒــل ﻜــل ﻤــﺎ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ أن ﺘــؤول
ﺜﻤرﺘﻬﺎ وﻫو اﻝﻤﺎل اﻝﻤﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺤل اﻝدﻋوى إﻝﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﻝﻜﺎﻓﺔ اﻝداﺌﻨﻴن.
ووﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓـﺈن أي داﺌـن ﺘﺘـواﻓر ﻓﻴـﻪ ﺸـروط اﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ
ً
أن ﻴﺘـدﺨل ﻓﻴﻬـﺎ ﻝﻴـﺴﺘﻔﻴد ﻤــن اﻝﺤﻜـم اﻝـﺼﺎدر ﺒﻬــﺎ وﺤﺘـﻰ ٕوان ﻝـم ﻴﺘــدﺨل ﻓﻴﻬـﺎ ﻓـﺈن اﻝﺤﻜــم
ﺒﻌــدم ﻨﻔــﺎذ ﺘــﺼرف اﻝﻤــدﻴن ﻴــﺴري ﻓ ــﻲ ﺤﻘــﻪ ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴﻌﺘﺒــر اﻝﻤــﺎل وﻜﺄﻨــﻪ ﻤــﺎزال ﻋﻠــﻰ
ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﺠﻤﻴﻊ اﻝداﺌﻨﻴن اﻝذﻴن ﺘﺘواﻓر ﻓﻴﻬم ﺸروط اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ:
ً
اﻝﻤﺒــدأ اﻝ ــذي ﻴﺤﻜــم ﻫ ــذﻩ اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﻫ ــو أن اﻝﻤــﺎل ﻤﺤ ــل اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ ﻴﻌﺘﺒ ــر
وﻜﺄﻨــﻪ ﻝــم ﻴﺨــرج ﻤــن ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ،وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻓــﺈن اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ اﻝــذي ﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ
١٢٣ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﻤــدﻴن ﻤﻌﺎوﻀــﺔ أو ﺘﺒرًﻋــﺎ ﻻ ﻴﻌﺘﺒــر ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ إﻝــﻰ اﻝــداﺌن ارﻓــﻊ اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ إذا
داﺌﻨﺎ ﻤﺜﻠﻪٕ ،واﻨﻤﺎ ﻴﺨرج ﻫـذا اﻝﻤﺘـﺼرف إﻝﻴـﻪ ﻤـن ﻤﺠﻤـوع اﻝـداﺌﻨﻴن ﻓـﻼ ﻴـﺸﺘرك ﻨﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ً
ﻤﻌﻬم ﻓـﻲ ﺤـﺼﻴﻠﺔ اﻝﺤـق اﻝﻤﺘـﺼرف ﻓﻴـﻪ ﻋﻨـد اﻝﺘﻨﻔﻴـذ ﻋﻠﻴـﻪ ،وﻝـﻴس ﻝـﻪ أن ﻴﻘﺘـﻀﻲ ﻤﺎﻝـﻪ
ﻤن دﻴن ﻓـﻲ ذﻤﺔ ﻤدﻴﻨﻪ إﻻ ﻤﻤﺎ ﻋﺴﻰ أن ﻴﺒﻘﻰ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﺤﺼﻴﻠﺔ ﺒﻌد اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
ٕواذا ﺘـﺼرف اﻝﻤﺘـﺼرف إﻝﻴـﻪ ﻵﺨـر ﻓﺈﻨــﻪ ﻴﺤـق ﻝﻠـداﺌن أن ﻴرﻓـﻊ ﻋﻠـﻴﻬم اﻝــدﻋوى
اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ ،وﻴﻌﺎﻤــل اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ اﻝﺜــﺎﻨﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠــﺔ اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ اﻷول
ﻜﻤﺎ ﺴﺒق أن رأﻴﻨﺎ.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝﻤدﻴن واﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ:
ً
ﻻ ﻴﻤ ــس اﻝﺤﻜ ــم اﻝ ــﺼﺎدر ﻓـ ــﻲ اﻝ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ ﺼ ــﺤﺔ اﻝﻌﻘ ــد ﺒ ــﻴن اﻝﻤ ــدﻴن
ـﺤﻴﺤﺎ وﻗﺎﺌ ًﻤـﺎ ﺒـﻴن ﻋﺎﻗدﻴـﻪ ﻤﻨﺘ ًﺠـﺎ ﻜﺎﻓـﺔ آﺜـﺎرﻩ واﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ ﺒل ﻴظـل ﻫـذا اﻝﻌﻘـد ﺼ ً
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎن ﻓﻜــل ﻤــﺎ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻫــو رﺠــوع اﻝﻤــﺎل ﻤﺤــل
اﻝـ ــدﻋوى إﻝـ ــﻰ اﻝـ ــﻀﻤﺎن اﻝﻌـ ــﺎم ﻝﻠـ ــداﺌﻨﻴن .وﻝـ ــذﻝك ﻝـ ــو ﺘﺒﻘـ ــﻰ ﺒﻌـ ــد اﺴـ ــﺘﻴﻔﺎء اﻝـ ــداﺌﻨﻴن
اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﻤـن اﻝـدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـﺼﻴﺔ ﻓـﺈن اﻝﻤﺘـﺼرف إﻝﻴـﻪ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴـﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘـﻪ
ﻤﻨﻪٕ ،واذا ﻜﺎن اﻝﺘـﺼرف ﺒﻴ ًﻌـﺎ ﻤـﺜﻼً وﻜـﺎن اﻝﻤﺘـﺼرف إﻝﻴـﻪ ﻤـﺸﺘرًﻴﺎ ﻓﺈﻨـﻪ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن
ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻴن اﻝﺒــﺎﺌﻊ ﺒــدﻋوى ﻀــﻤﺎن اﻻﺴــﺘﺤﻘﺎق أو اﻝﻔــﺴﺦ ،وﺒوﺠــﻪ ﻋــﺎم ﻓــﺈن
اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴـﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘـﻪ ﻤـن اﻝﻤـدﻴن ﺒـﺄي طرﻴﻘـﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴـﺔ ﺘﺘﻨﺎﺴـب
ﻤـ ــﻊ ﺼـ ــﺤﺔ اﻝﺘـ ــﺼرف وطﺒﻴﻌـ ــﺔ اﻝﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤـ ــﺎ ،وﺒﻤـ ــﺎ ﻻ ﻴﻤـ ــس ﺤﻘـ ــوق اﻝـ ــداﺌﻨﻴن
اﻝﻤﺴﺘﻔﻴدﻴن ﻤن اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
] oÖ^nÖ]ovf¹
íè…ç’Ö]ïçÂ
Action en declaration de sumulation
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﻗد ﻴﺘﺼرف اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ ﺘـﺼرًﻓﺎ ﻏﻴـر ﺠـﺎد ﺒﻘـﺼد اﻹﻀـرار ﺒداﺌﻨﻴـﻪ ﻝﻜـﻲ
ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻨد اﻝﺘﻨﻔﻴذ
ﻴظﻬر أﻤﺎﻤﻬم أﻨﻪ ﻗد أﺨرج أﻤواﻝﻪ ﻤن ذﻤﺘﻪ ﺒﺤﻴث ﻻ ﻴﺠدون ً
أحكام االلتزام واإلثبات ١٢٤
] Ùæù]gת¹
]íè…ç’Ö^eÌè†ÃjÖ
ﺘﻌرﻴف اﻝﺼورﻴﺔ:
اﻝــﺼورﻴﺔ ﻫــﻲ إﺨﻔــﺎء اﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ وراء ﻤظﻬــر ﻜــﺎذب ،ودﻋــوى اﻝــﺼورﻴﺔ ﻫــﻲ ﺘﻠــك
اﻝدﻋوى اﻝﺘﻲ ﻴرﻓﻌﻬﺎ اﻝداﺌن ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻴﻬدف ﻤن وراﺌﻬﺎ أن ﻴﻜـﺸف ﺒﻬـﺎ ﺤﻘﻴﻘـﺔ ﺘـﺼرف
ﺼوري ﺼدر ﻤن ﻤدﻴﻨﻪ ﻴﻀر ﺒﺎﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم.
واﻝﻤدﻴن ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﺘﺼرف ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ ﺘﺼرﻓﺎت ﺼورﻴﺔ ﻗد ﻴﻜون اﻝﻐرض ﻤـن ﻫـذﻩ
اﻝﺘﺼرﻓﺎت ﻫو اﻹﻀرار ﺒداﺌﻨﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻝـو أﺒـرم ﺒﻴ ًﻌـﺎ ﺼـورًﻴﺎ إﻝـﻰ أﺤـد ﻤـن ذوﻴـﻪ ﺒﺄﻤواﻝـﻪ
أو ﺒﺠــزء ﻤﻨﻬــﺎ ﻓ ــﻲ اﻝﻔﺘ ـرة ﻓﻴﻤــﺎ ﺒــﻴن ﻨــﺸوء اﻝــدﻴن وﺘــﺎرﻴﺦ اﺴــﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴظﻬــر أﻤــﺎم
داﺌﻨــﻪ أﻨــﻪ ﻻ ﻴﻤﻠــك ﻫــذا اﻝﻤــﺎل وﻗــت اﻝﺘﻨﻔﻴــذ وﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻋﻠﻴــﻪ ،وﻓ ــﻲ
ﺤﻘﻴﻘ ــﺔ اﻷﻤ ــر أن اﻝﻤ ــﺎل ﻤ ــﺎزال ﻓـ ــﻲ ذﻤ ــﺔ اﻝﻤ ــدﻴن ،وأن اﻝﺘ ــﺼرف اﻝظ ــﺎﻫر ﺘ ــﺼرف
ﻜﺎذب .واﻝﺤﻘﻴﻘﺔ اﻝﺒﺎطﻨﺔ ﻴﻌرﻓﻬﺎ ﻫو وﻤن ﺘﺼرف ﻤﻌﻪ ،وﻋﺎدة ﻤﺎ ﻴﻜﺘﺒﺎن ورﻗﺔ ﻴﺒﻴﻨﺎن
ﻓﻴﻬﺎ اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﻜون ﻀد اﻝﺘﺼرف اﻝظﺎﻫر اﻝﺼوري وﻝذﻝك ﺘﺴﻤﻰ )ورﻗﺔ اﻝﻀد(.
١٢٥ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻗ ــد ﻴﻜ ــون اﻝﻐ ــرض ﻤ ــن اﻝ ــﺼورﻴﺔ ﻝ ــﻴس اﻹﻀـ ـرار ﺒﺎﻝ ــداﺌﻨﻴن ٕواﻨﻤ ــﺎ ﻝﻤﺤﺎﺒ ــﺎة
اﻝﻤﺘــﺼرف إﻝﻴــﻪ ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﺘــﺼرف اﻷب ﻻﺒﻨــﻪ ﻓ ــﻲ ﺠــزء ﻤــن أﻤواﻝــﻪ ﺘــﺼرًﻓﺎ ﺼــورًﻴﺎ
ﺒﻘﺼد أن ﻴظﻬر أﻤﺎم أﺴرة ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﻤظﻬـر اﻝﺜـراء ﻝﻴﺘـزوج إﺤـدى ﺒﻨﺎﺘﻬـﺎ ﻓــﻲ ﺤـﻴن أن
اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻝﻤﺎل ﻤﺎزال ﻓـﻲ ذﻤﺔ اﻷب.
واﻝــذي ﻴﺠﻤــﻊ ﻜــل اﻝﺘــﺼرﻓﺎت اﻝــﺼورﻴﺔ ﻫــو أن اﻝــﺼورﻴﺔ ﻋﺒــﺎرة ﻋــن ﺘــﺼرف
ﻏﻴر ﺠدي ﻏﻴر ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻴﺨﻔﻰ وراءﻩ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﺨﺎﻝف ﻫذا اﻝﺘﺼرف.
واﻝﻐــرض داﺌ ًﻤــﺎ ﻤــن دﻋــوى اﻝــﺼورﻴﺔ ﻫــو ﻜــﺸف ﻫــذﻩ اﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ ﻻﺴــﺘﺒﻘﺎء اﻝﻤــﺎل
ﻤﺤل اﻝﺘﺼرف اﻝﺼوري ﻓـﻲ ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن.
ودﻋــوى اﻝ ـﺼورﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠــف ﻋــن اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ﻓ ــﻲ أن اﻝطﻌــن ﻓ ــﻲ اﻝــدﻋوى
اﻝﺒوﻝﻴ ــﺼﻴﺔ ﻴﺘ ــﻀﻤن اﻹﻗـ ـرار ﺒﺠدﻴ ــﺔ اﻝﺘ ــﺼرف ﺒﻴﻨﻤ ــﺎ دﻋ ــوى اﻝ ــﺼورﻴﺔ ﻴﺘ ــﻀﻤن إﻨﻜ ــﺎر
ﻤﻌﺎ ،وﻫو ﻋـﺎدة ﻴﺒـدأ
اﻝﺘﺼرف .وﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﻌن ﺒﺎﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ واﻝﺼورﻴﺔ ً
ﺒﺎﻝطﻌن ﺒﺎﻝﺼورﻴﺔ إﻻ أﻨﻪ ﻝﻴس ﺜﻤﺔ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ أن ﻴﺒدي اﻝطﻌﻨـﻴن ﻤ ًﻌـﺎ ﻓــﻲ دﻋـوى واﺤـدة.
وﻗد ﻨظم اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري دﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ ﻓـﻲ اﻝﻤواد ﻤن ٢٤٤إﻝﻰ .٢٤٥
أﻨواع اﻝﺼورﻴﺔ:
اﻝﺼورﻴﺔ ﻨوﻋﺎن :ﺼورﻴﺔ ﻤطﻠﻘﺔ وﺼورﻴﺔ ﻨﺴﺒﻴﺔ ،أﻤﺎ اﻝﺼورﻴﺔ اﻝﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﻠـك
اﻝــﺼورﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻨــﺼب ﻋﻠــﻰ وﺠــود اﻝﺘ ــﺼرف ذاﺘــﻪ ﺒﺤﻴــث ﻴﻜــون ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝ ــﺼورﻴﺔ
ﺘــﺼرف ظــﺎﻫر ﻜــﺎذب ﻻ ﻴﺨﻔــﻰ وراءﻩ أي ﺘــﺼرف ﻗــﺎﻨوﻨﻲ ﺤﻘﻴﻘــﻲ ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﺒــﺎع اﻝﻤــدﻴن
ﺒﻴﻌﺎ ﺼورًﻴﺎ ﻷﺤد ﻤن ذوﻴﻪ واﻝﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻝﻤﺎل ﻤﺎزال ﻓـﻲ ذﻤﺘﻪ.
ﻤﺎﻻً ﻤن أﻤواﻝﻪ ً
أﻤــﺎ اﻝــﺼورﻴﺔ اﻝﻨــﺴﺒﻴﺔ ﻓﻬــﻲ ﺘﻠــك اﻝــﺼورﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﺨﻔــﻲ وراءﻫــﺎ ﺘــﺼرًﻓﺎ ﺤﻘﻴﻘًﻴــﺎ
ﻓﻬﻲ ﺘﺨﺘﻠـف ﻋـن اﻝﺘـﺼرف اﻝظـﺎﻫر إﻤـﺎ ﻓــﻲ ﻨوﻋـﻪ أو ﻓــﻲ أﺤـد ﺒﻨـودﻩ أو ﺤﺘـﻰ ﻓــﻲ
أط ارﻓــﻪ ،ﻤﺜــل أن ﻴﺒﻴــﻊ اﻝﻤــدﻴن إﻝــﻰ ﺸــﺨص آﺨــر ﺒﻴ ًﻌــﺎ ﺼــورًﻴﺎ وﻓــﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ أﻨــﻪ ﻗــد
وﻫﺒــﻪ ﻝــﻪ ،وذﻝــك ﻫروًﺒــﺎ ﻤــن اﺘﺒــﺎع اﻝﻘواﻋــد اﻝــﺸﻜﻠﻴﺔ ﻓ ــﻲ اﻝﻬﺒــﺔ أو اﻝﻌﻜــس ،أو أن
ﻫروﺒﺎ ﻤن
ً ﻴظﻬر اﻝﻤدﻴن وﻜﺄﻨﻪ ﻗد وﻫب ﻤﺎﻝﻪ ﻵﺨر ،واﻝﺤﻘﻴﻘﺔ أﻨﻪ ﻗد ﺒﺎﻋﻪ ﻝﻪ وذﻝك
أﺤﻜﺎم اﻝﺸﻔﻌﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻨـﻊ اﻝـﺸﻔﻴﻊ ﻤـن اﻷﺨـذ ﺒﻬـﺎ ﻷن اﻝـﺸﻔﻌﺔ ﻻ ﺘـرد إﻻ ﻋﻠـﻰ ﺒﻴـﻊ.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٢٦
] êÞ^nÖ]gת¹
†íè…ç’Ö]ïçÂÙ^ÛÃj‰]½æ
أوﻻً -اﻝﺸروط اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝداﺌن:
أ -أن ﻴﻜون ﺤﻘﻪ ﻏﻴر ﻤﺘﻨﺎزع ﻓﻴﻪ:
ﻻ ﺘﻌﺘﺒــر دﻋــوى اﻝــﺼورﻴﺔ إﺠ ـراء ﻤــن إﺠ ـراءات اﻝﺘﻨﻔﻴــذ وﻻ ﻤﻘدﻤــﺔ ﻝــﻪ ﺒــل ﻫــﻲ
وﺴ ــﻴﻠﺔ ﻴﻜ ــﺸف ﺒﻬ ــﺎ اﻝ ــداﺌن ﺤﻘﻴﻘ ــﺔ ﺘ ــﺼرف ﺼ ــدر ﻤ ــن اﻝﻤ ــدﻴن ﺒﻐﻴ ــﺔ إﻨﻜ ــﺎر ﻫ ــذا
اﻝﺘﺼرف ،وﻝذﻝك ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓـﻲ ﺤـق اﻝـداﺌن اﻝـذي ﻴـﺴﺘطﻴﻊ رﻓـﻊ ﻫـذﻩ اﻝـدﻋوى ﺴـوى
ﻤﺤﻘﻘﺎ.
ً أن ﻴﻜون ﺤﻘﻪ ﻏﻴر ﻤﺘﻨﺎزع ﻓﻴﻪ أي أن ﻴﻜون
ﻓــﻼ ﻴــﺸﺘرط ﻝرﻓــﻊ دﻋــوى اﻝــﺼورﻴﺔ – ﻋﻠــﻰ ﺨــﻼف اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ – أن
ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺼرف اﻝﻤطﻌـون ﻓﻴـﻪ، ﻴﻜون ﺤق اﻝداﺌن ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء وﻻ أن ﻴﻜون ً
ﻜﻤ ــﺎ ﻻﻴ ــﺸﺘرط أن ﻴﺜﺒ ــت اﻝ ــداﺌن أن ﻫﻨ ــﺎك ﺘوطـ ـؤاً ﺒ ــﻴن اﻝﻤ ــدﻴن واﻝﻤﺘ ــﺼرف إﻝﻴ ــﻪ،
ﻓﺎﻝــﺼورﻴﺔ ﺘﻌﻨــﻲ ﻋــدم ﻗﻴــﺎم اﻝﻌﻘــد أﺼ ــﻼً ﻓ ــﻲ ﻨﻴــﺔ ﻋﺎﻗدﻴــﻪ دون ﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ وﺠ ــود
ﺘواطﻲء ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
واﻝﻤﻘﺼود ﺒﺎﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ – اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﻤن ﻗﺒـول دﻋـوى اﻝـﺼورﻴﺔ – ﻫـﻲ اﻝﻤﻨﺎزﻋـﺔ
اﻝﻘ ــﻀﺎﺌﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨ ــﻰ أن اﻝﻤ ــدﻴن ﻴﻨﻜ ــر وﺠ ــود ﺤ ــق اﻝ ــداﺌن أﻤ ــﺎم اﻝﻘ ــﻀﺎء ،أﻤ ــﺎ ﻤﺠ ــرد
اﻝﺘﺸﻜﻴك ﻓـﻲ ﻤﻘدارﻩ أو ﺤﺘﻰ اﻝﻤﻨﺎزﻋﺔ ﻓـﻲ وﺠودﻩ ﻤن ﻏﻴـر طرﻴـق اﻝﻘـﻀﺎء ﻻ ﺘﻤﻨـﻊ
اﻝداﺌن ﻤن رﻓﻊ دﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ.
ب -أن ﺘﻜون ﻝﻠداﺌن ﻤﺼﻠﺤﺔ:
اﻝﻘﺎﻋــدة اﻝﻤﻌروﻓــﺔ أﻨــﻪ ﻻ دﻋــوى ﺒــدون ﻤــﺼﻠﺤﺔ ،ﻝﻜــن اﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ ﺘﺨﺘﻠــف ﻤــن
دﻋـوى إﻝـﻰ أﺨــرى ،واﻝﻤـﺼﻠﺤﺔ ﻓــﻲ دﻋـوى اﻝــﺼورﻴﺔ ﺘﻌﻨـﻲ أن ﻴﺜﺒــت اﻝـداﺌن أن ﻤــن
ﻤ ــﺼﻠﺤﺘﻪ ﻜ ــﺸف ﺼ ــورﻴﺔ ﺘ ــﺼرف اﻝﻤ ــدﻴن ﻷن ﻤ ــن ﺸ ــﺄن اﻝﺘ ــﺼرف اﻝ ــﺼوري أن
ﻴﻀر ﺒﺎﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم.
وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝـداﺌن أن ﻴﺜﺒـت اﻝـﺼورﻴﺔ ﺒﻜﺎﻓـﺔ طـرق اﻹﺜﺒـﺎت ،ﻷﻨـﻪ ﻝـم ﻴﻜـن طرﻓًـﺎ
ﻓــﻲ اﻝﺘــﺼرف اﻝـذي ﻴرﻴــد إﺜﺒــﺎت ﺼـورﻴﺘﻪ ،ﻜﻤــﺎ ﻻ ﻴــﺸﺘرط ﻝﻠطﻌـن ﺒــدﻋوى اﻝــﺼورﻴﺔ
أحكام االلتزام واإلثبات ١٢٨
أن ﻴﺜﺒــت اﻝــداﺌن أن اﻝﺘــﺼرف اﻝــﺼوري ﻗــد أدى إﻝــﻰ إﻋــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن أو إﻝــﻰ زﻴــﺎدة
إﻋﺴﺎرﻩ ،وﻻ أن ﻴﺜﺒت ﻏش اﻝﻤدﻴن أو ﺘواطؤﻩ ﻤﻊ اﻝﻤﺘﺼرف إﻝﻴﻪ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﺸروط اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﺘﺼرف اﻝﻤطﻌون ﻓﻴﻪ:
ً
إذا ﻜﺎن ﻤوﻀوع اﻝدﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ ﻫو ﻜﺸف ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﺼرف ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﺼـدر ﻤـن
اﻝﻤدﻴن ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﻋﻘدان ﻤﺘﻌﺎﺼران أﺤـدﻫﻤﺎ ظـﺎﻫر ﻏﻴـر ﺤﻘﻴﻘـﻲ،
واﻵﺨــر ﻤــﺴﺘﺘر ﺤﻘﻴﻘــﻲ ،واﻝﻤﻘــﺼود ﺒﺎﻝﺘﻌﺎﺼــر ﻫﻨــﺎ أن ﻴﻜــون ﻜــﻼً ﻤــن اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن ﻗــد
اﻨطوى ﻋﻠـﻰ إﺒـرام ﺘـﺼرف ظـﺎﻫر ﺼـوري ،وآﺨـر ﻤـﺴﺘﺘر ﺤﻘﻴﻘـﻲ ﻓــﻲ ﻨﻔـس اﻝﻠﺤظـﺔ،
وﻻ ﻴﻤﻨــﻊ وﻗــوع اﻝــﺼورﻴﺔ أن ﻴﻨﻔــذا ﻫــذﻩ اﻝﻨﻴــﺔ ﻓ ــﻲ أوﻗــﺎت ﻤﺘﺘﺎﺒﻌــﺔ ﺒــﺄن ﻴﺒرﻤــﺎ ﻋﻘـ ًـدا ﺜــم
ﻴﺒرﻤــﺎ ﻋﻘـ ًـدا آﺨــر ﻓــﻲ وﻗــت ﻻﺤــق ،وﻴــﺸﺘرط أن ﻴﻜــون اﻝﻌﻘــدﻴن ﺒــﻴن ﻨﻔــس اﻝﺸﺨــﺼﻴن
وأن ﻴﻜون ﻫﻨﺎك اﺨﺘﻼف ﺒﻴن اﻝﻌﻘدﻴن ،وﻴﻘﻊ ﻋـبء إﺜﺒـﺎت ذﻝـك ﻜﻠـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺘق ﻤـن
ﻴدﻋﻲ اﻝﺼورﻴﺔ ،وﻫو اﻝداﺌن ،وﻝﻪ إﺜﺒﺎت ذﻝك ﺒﻜﺎﻓﺔ طرق اﻹﺜﺒﺎت.
] oÖ^nÖ]gת¹
íè…ç’Ö]ïçÂÙ^ÛÃj‰]…^ma
ﻨـص ﻗـﺎﻨـــوﻨﻲ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٤٤ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ -١» :إذا أﺒرم ﻋﻘد
ﺼوري ﻓﻠداﺌﻨﻲ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن وﻝﻠﺨﻠف اﻝﺨﺎص ،ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨوا ﺤـﺴﻨﻲ اﻝﻨﻴـﺔ ،أن ﻴﺘﻤـﺴﻜوا
ﺒﺎﻝﻌﻘــد اﻝــﺼوري ،ﻜﻤــﺎ أن ﻝﻬــم أن ﻴﺘﻤــﺴﻜوا ﺒﺎﻝﻌﻘــد اﻝﻤــﺴﺘﺘر وﻴﺜﺒﺘـوا ﺒﺠﻤﻴــﻊ اﻝوﺴــﺎﺌل
ﺼورﻴﺔ اﻝﻌﻘد اﻝذي أﻀرﺒﻬم.
ٕ -٢واذا ﺘﻌﺎرﻀـ ــت ﻤـ ــﺼﺎﻝﺢ ذوي اﻝـ ــﺸﺄن ،ﻓﺘﻤـ ــﺴك ﺒﻌـ ــﻀﻬم ﺒﺎﻝﻌﻘـ ــد اﻝظـ ــﺎﻫر
وﺘﻤﺴك اﻵﺨرون ﺒﺎﻝﻌﻘد اﻝﻤﺴﺘﺘر ،ﻜﺎﻨت اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﻝﻸوﻝﻴن«.
وﺘـ ــﻨص اﻝﻤـ ــﺎدة ٢٤٥ﻤـ ــن اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ اﻝﻤـ ــﺼري ﻋﻠـ ــﻰ أﻨـ ــﻪ» :إذا ﺴـ ــﺘر
اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدان ﻋﻘـ ًـدا ﺤﻘﻴﻘًﻴــﺎ ﺒﻌﻘــد ظــﺎﻫر ،ﻓﺎﻝﻌﻘــد اﻝﻨﺎﻓــذ ﻓﻴﻤــﺎ ﺒــﻴن اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن واﻝﺨﻠــف
اﻝﻌﺎم ﻫو اﻝﻌﻘد اﻝﺤﻘﻴﻘﻲ«.
١٢٩ أحكام االلتزام واإلثبات
] Äe]†Ö]ovf¹
…^ŠÂý]†ãÝ^¿Þ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
رأى اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري أن اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ اﻝﺘـﻲ ﻨظﻤﻬـﺎ ﻝﻜﻔﺎﻝـﺔ ﺤﻘـوق اﻝـداﺌﻨﻴن
ﻻ ﺘﻜﻔــﻲ ﻝﻠﺤﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم وﺘﺤﻘﻴــق اﻝﻤــﺴﺎواة ﺒﻴــﻨﻬم ،ﻷن ﺸـ ًـﻘﺎ ﻤــن ﻫــذﻩ
اﻝوﺴــﺎﺌل ﻴﺘﺠــﺸم ﻓﻴﻬــﺎ اﻝــداﺌن ﻋــبء اﻹﺜﺒــﺎت ،ﻜــﺎ ﻓــﻲ اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ .واﻝــﺒﻌض
١٣١ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻵﺨــر ﻻ ﻴــﺴﺘﺄﺜر اﻝ ــداﺌن وﺤــدﻩ ﺒﺜﻤرﺘﻬ ــﺎ ﺒﻌــد أن ﻴﺘﺠ ــﺸم ﻤﺒﺎﺸ ـرﺘﻬﺎ إﻤ ــﺎ ﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻋ ــن
اﻝﻤدﻴن أو ﺒﺎﻷﺼﺎﻝﺔ ﻋن ﻨﻔﺴﻪ ﻜﻤﺎ ﻓـﻲ اﻝدﻋوى ﻏﻴر اﻝﻤﺒﺎﺸرة ،واﻝدﻋوى اﻝـﺼورﻴﺔ،
ﺒــل اﻷدﻫــﻰ ﻤــن ذﻝــك أن اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ﻫــﺎﺘﻴن اﻝــدﻋوﻴﻴن ﻗــد ﻴــﻨﺠﺢ ،وﺒﻌــد أن ﻴــﻨﺠﺢ
ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻗد ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴد اﻝﺒﺘﺔ ﻤن ﺜﻤرة أي ﻤﻨﻬﻤﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻝو ﻜﺎن اﻝداﺌن ارﻓﻊ اﻝدﻋوى ﺤﻘـﻪ
ﻏﻴر ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء ﻓﻴؤدي ﻨﺠﺎﺤﻪ ﻓـﻲ إﺤدى ﻫﺎﺘﻴن اﻝدﻋوﻴﻴن إﻝﻰ إدﺨﺎل أو إﺒﻘﺎء
ﻤﺎل اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ﺜم ﻴﺄﺘﻲ ﻏﻴرﻩ ﻤن اﻝـداﺌﻨﻴن ﻤـﺴﺘﺤﻘﻲ اﻷداء ﻓﻴﻨﻔـذون
ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻷﻤـ ـوال وﻗ ــد ﻻ ﻴﺒﻘ ــﻰ ﺸ ــﻲء ﻤﻨﻬ ــﺎ ﺤ ــﻴن ﺤﻠ ــول ﺤ ــق اﻝ ــداﺌن اﻝ ــذي ﻗ ــﺎم
ﺒﻤﺒﺎﺸ ـرﺘﻬﺎ ،وﻗــد ﻴﺘــﺼرف اﻝﻤــدﻴن ﻓـ ـﻲ ﻫــذﻩ اﻷﻤ ـوال ﻗﺒــل ﺤﻠــول ﻫــذا اﻷﺠــل ،ﻝــذﻝك
وﺤرﺼﺎ ﻤن اﻝﻤﺸرع ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻝﺢ ﻜل اﻝداﺌﻨﻴن وﺘﺤﻘﻴـق اﻝﻤـﺴﺎواة ﺒﻴـﻨﻬم وﻻﺴـﻴﻤﺎ إذا ً
ﻜــﺎن اﻝﻤرﻜــز اﻝﻤــﺎﻝﻲ ﻝﻠﻤــدﻴن ﻤــﻀطرًﺒﺎ ﺒﻤــﺎ ﻴﻨــذر ﺒﻌــدم ﻗدرﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻝوﻓــﺎء ﺒﺠﻤﻴــﻊ
دﻴوﻨﻪ ،ﻓﻘد ﻨظم وﺴﻴﻠﺔ أﺨرى ﻝﻜﻔﺎﻝﺔ ﺤﻘوق ﺠﻤﻴﻊ اﻝداﺌﻨﻴن وﺘﺤﻘﻴـق اﻝﻤـﺴﺎواة ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ
ﺘراﻋﻲ اﻝﻤﺜﺎﻝب اﻝﺘـﻲ ﻗـد ﺘﻨـﺘﺞ ﻤـن اﺴـﺘﻌﻤﺎل وﺴـﺎﺌل أﺨـرى ،ﻫـذﻩ اﻝوﺴـﻴﻠﺔ ﻫـﻲ ﻨظـﺎم
ﺸﻬر إﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن.
وﻗــد ﻨظــم اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤــﺼري ﻨظــﺎم اﻹﻋــﺴﺎر ﺘﺤــت ﻋﻨـوان اﻹﻋــﺴﺎر ﻓــﻲ اﻝﻤـواد
ﻤن ٢٤٩إﻝﻰ اﻝﻤواد .٢٦٤
وﻗـد اﺴـﺘﻠﻬم اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤـﺼري ﻨظـﺎم ﺸــﻬر إﻋـﺴﺎر اﻝﻤـدﻴن ﻤــن ﻨظـﺎم ﺸـﻬر إﻓــﻼس
اﻝﻤدﻴن اﻝﺘﺎﺠر ﻝﻜﻨﻪ راﻋﻰ ﻓـﻲ ﻨﺼوﺼﻪ اﻝﻤﻨظﻤﺔ ﻝﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر ﻤﺎ ﺒﻴن اﻝﺘـﺎﺠر وﻏﻴـر
اﻝﺘﺎﺠر وﻤﺎ ﺒﻴن اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ واﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻤن ﻓروق.
وﺘﺘﻤﺜــل ﻫــذﻩ اﻝﻔــروق ﻓ ــﻲ أن اﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻝــﺴرﻋﺔ واﻝﺜﻘــﺔ
ﺒﻴﻨﻤــﺎ اﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت اﻝﻤدﻨﻴــﺔ ﺘﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻝﺘرﻴــث واﻝﺤــرص وﺴــوق ﻨﺘﻨــﺎول ﻨظــﺎم ﺸــﻬر
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻹﻋﺴﺎر ً
اﻝﻤطﻠــب اﻷول :اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻹﻋﺴﺎر.
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط ﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٣٢
] Ùæù]gת¹
]…^ŠÂý^eÌè†ÃjÖ
اﻹﻋـــﺴﺎر ﻨوﻋـــﺎن :إﻋــﺴﺎر ﻗــﺎﻨوﻨﻲ ،وﻫــو اﻝــذي ﻴــﺴﺘﻠزم ﺘ ـواﻓرﻩ ﻝــﺸﻬر إﻋــﺴﺎر
اﻝﻤدﻴن واﻝذي ﻴﺘﺤﻘق إذا ﻜﺎﻨت أﻤواﻝﻪ ﻏﻴر ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻝﻠوﻓﺎء ﺒدﻴوﻨﻪ اﻝﻤﺴﺘﺤﻘﺔ اﻷداء.
ٕواﻋﺴﺎر ﻓﻌﻠﻲ ،وﻫو اﻝـذي ﻴﺘﺤﻘـق إذا ﻜﺎﻨـت أﻤـوال اﻝﻤـدﻴن ﻻ ﺘﻜﻔـﻲ ﻝﻠوﻓـﺎء ﺒﺠﻤﻴـﻊ
دﻴوﻨــﻪ ﺴ ـواء ﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻤﻨﻬــﺎ ﻤــﺴﺘﺤق اﻷداء أو ﻏﻴــر ﻤــﺴﺘﺤق اﻷداء .وﻤــؤدى ذﻝــك أن
ﻨطﺎﻗﺎ ﻤن اﻹﻋﺴﺎر اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻓﻘد ﻴﺘواﻓر اﻷول دون اﻝﺜﺎﻨﻲ.
اﻹﻋﺴﺎر اﻝﻔﻌﻠﻲ أوﺴﻊ ً
وﻴﺸﻬر إﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن إذا ﻜﺎن إﻋﺴﺎرﻩ إﻋـﺴﺎ ًار ﻗﺎﻨوﻨًﻴـﺎ أي إذا ﻜﺎﻨـت أﻤواﻝـﻪ ﻻ
ﺘﻜﻔﻲ ﻝوﻓﺎء دﻴوﻨﻪ اﻝﻤﺴﺘﺤﻘﺔ اﻷداء )اﻝﻤﺎدة ٢٤٩ﻤدﻨﻲ ﻤﺼري(.
وﺴـ ّـﻤﻲ اﻹﻋــﺴﺎر ﺒﺎﻝﻘــﺎﻨوﻨﻲ ﻷﻨــﻪ ﻴــﺼدر ﺒــﻪ ﺤﻜــم ﻗــﻀﺎﺌﻲ وﻤــﻨظم ﺒﻨــﺼوص
ـرطﺎ ﻻزًﻤـﺎ
ﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ ،أﻤـﺎ اﻹﻋـﺴﺎر اﻝﻔﻌﻠـﻲ ﻓـﻼ ﻴـﺼدر ﺒـﻪ ﺤﻜـم ﻗـﻀﺎﺌﻲ ٕوان ﻜـﺎن ﺸ ً
ﻝﻘﺒول ﺒﻌض اﻝدﻋﺎوي ﻤﺜل اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
] êÞ^nÖ]gת¹
†…^ŠÂý]†ã½æ
ﻴﺸﺘرط ﻝﺸﻬر إﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن ﺸرطﺎن:
اﻝﺸرط اﻷول -أن ﻴطﻠب ﺒﻪ اﻝداﺌن أو اﻝﻤدﻴن:
ﻴﺠــب ﺤﺘــﻰ ﻴﺤﻜــم ﺒــﺸﻬر اﻹﻋــﺴﺎر أن ﻴطﻠــب ذﻝــك ﻤــن ﻝــﻪ ﻤــﺼﻠﺤﺔ ﻓ ــﻲ ذﻝــك
واﻝذي ﻝﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓـﻲ طﻠب ﺸﻬر إﻋﺴﺎر اﻝدﻴن ﻫو ﻓـﻲ اﻷﺼل اﻝداﺌن ﺴـواء أﻜـﺎن
دﻴﻨﻪ ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء أم ﻜﺎن دﻴﻨﻪ ﻏﻴر ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء ،ﻷن اﻝﺤﻜـم ﺒـﺸﻬر اﻹﻋـﺴﺎر
ﻴــؤدي إﻝــﻰ ﺤﻠــول ﻜــل اﻝــدﻴون اﻝﻤؤﺠﻠــﺔ ﻝﻴﻜــون اﻝــداﺌﻨون ﻋﻠــﻰ ﻗــدم اﻝﻤــﺴﺎواة ،ﻋﻨــد
١٣٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﺘﻨظر إﻝﻰ ﻤواردﻩ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﺔ وﻤﻘدرﺘـﻪ اﻝﺸﺨـﺼﻴﺔ وﻤـﺴﺌوﻝﻴﺘﻪ ﻋـن اﻷﺴـﺒﺎب
اﻝﺘﻲ أدت إﻝﻰ إﻋﺴﺎرﻩ ،وﻤﺼﺎﻝﺢ داﺌﻨﻴﻪ اﻝﻤﺸروﻋﺔ ،وﻜل ظـرف آﺨـر ﻤـن ﺸـﺄﻨﻪ أن
ﻴؤﺜر ﻓـﻲ ﺤﺎﻝﺘﻪ اﻝﻤﺎدﻴﺔ«.
وواﻀﺢ ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺴﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﻓـﻲ ﺘﻘدﻴر اﻝظروف
اﻝﺘﻲ أﺤﺎطت ﺒﺈﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن وﻓـﻲ اﻝﺤﻜم ﻓـﻲ ﺸﻬر إﻋﺴﺎرﻩ ﻤن ﻋدﻤﻪ.
إﺠراءات ﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر:
ارﻋ ــﻰ اﻝﻤ ــﺸرع ﻓـ ــﻲ ﺘﻨظﻴﻤ ــﻪ ﻹﺠـ ـراءات ﺸ ــﻬر اﻹﻋ ــﺴﺎر أن ﻴﺘ ــوﻓر ﻓـ ــﻲ ﻫ ــذﻩ
اﻹﺠـراءات اﻝﻌﻼﻨﻴـﺔ اﻝﻜﺎﻓﻴـﺔ ﻹﻋـﻼم ﻜﺎﻓـﺔ اﻝــداﺌﻨﻴن ﺒﻤوﻗـف ﻤـدﻴﻨﻬم اﻝﻤﻌـﺴر وأﻨـﻪ ﻗــد
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤن اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻰ أﻤواﻝﻪ .وﻗد ﺒﻴﻨت
ً ﺤﻜم ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻨون
ﻫذﻩ اﻹﺠراءات اﻝﻤواد ﻤن ٢٥٣و .٢٥٤
وﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝﻤﺎدة ٢٥٣أن ﻋﻠﻰ ﻜﺎﺘب اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺒﺘداﺌﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓـﻲ اﻝﻴـوم
ﺼـﺎ ،ﻴرﺘـب ﺒﺤـﺴب اﻝذي ﺘﻘﻴد ﻓﻴﻪ دﻋوى اﻹﻋﺴﺎر أن ﻴﺴﺠل ﺼﺤﻴﻔﺘﻬﺎ ﺘـﺴﺠﻴﻼً ﺨﺎ ً
أﺴــﻤﺎء اﻝﻤﻌــﺴرﻴن طﺒﻘًــﺎ ﻝﻠﺘرﺘﻴــب اﻷﺒﺠــدي ،وﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴؤﺸــر ﻓ ــﻲ ﻫــﺎﻤش اﻝﺘــﺴﺠﻴل
اﻝﻤذﻜور ﺒﺎﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﻓـﻲ اﻝـدﻋوى وﺒﻜـل ﺤﻜـم ﻴـﺼدر ﺒﺘﺄﻴﻴـدﻩ أو ﺒﺈﻝﻐﺎﺌـﻪ ،وذﻝـك
ﻜﻠــﻪ ﻴــوم ﺼــدور اﻝﺤﻜــم ،وﺒــذﻝك ﻴــﺘﻤﻜن داﺌﻨــو اﻝﻤــدﻴن ﺒﻤﺠــرد اﻹطــﻼع ﻋﻠــﻰ ﻫــذا
اﻝﺴﺠل ﺒﻤﻌرﻓﺔ وﻀﻊ ﻤدﻴﻨﻬم اﻝﻤﺎﻝﻲ ،وﻫل ﺤﻜم ﺒﺸﻬر إﻋﺴﺎرﻩ أم ﻻ.
وﻝــم ﻴﻜﺘــف اﻝﻤــﺸرع ﺒــذﻝك ﺒــل أﻝــزم ﻜﺎﺘــب اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ أن ﻴرﺴــل إﻝــﻰ ﻗﻠــم ﻜﺘــﺎب
ﻤﺤﻜﻤــﺔ ﻤــﺼر ﺼــورة ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﺘــﺴﺠﻴﻼت واﻝﺘﺄﺸــﻴرات ﻹﺜﺒﺎﺘﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﺴــﺠل ﻋــﺎم،
وﻓﻘﺎ ﻝﻘرار ﻴﺼدر ﻤن وزﻴر اﻝﻌدل ،وﻫذﻩ وﺴﻴﻠﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻝﻌﻼﻨﻴـﺔ اﻝﺤﻜـم ﻴـﺴﺘطﻴﻊ ﻴﻨظم ً
ﻤن ﺨﻼﻝﻬﺎ اﻝداﺌﻨون ﻤﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻝﺤﻜم.
وﻗد أوﺠﺒت اﻝﻤﺎدة ٢٥٤ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن إذا ﺘﻐﻴر ﻤوطﻨﻪ أن ﻴﺨطـر ﺒـذﻝك ﻜﺎﺘـب
اﻝﻤﺤﻜﻤ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﻴﺘﺒﻌﻬ ــﺎ ﻤوطﻨ ــﻪ اﻝ ــﺴﺎﺒق ،وﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻝﻜﺎﺘ ــب ﺒﻤﺠ ــرد ﻋﻠﻤ ــﻪ ﺒﺘﻐﻴﻴ ــر
اﻝﻤوطن ،ﺴواء أﺨطرﻩ اﻝﻤدﻴن أو ﻋﻠم ذﻝك ﻤن أي طرﻴق آﺨر أن ﻴرﺴل ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻘﺔ
اﻝﻤــدﻴن ﺼــورة ﻤــن ﺤﻜــم ﺸــﻬر اﻹﻋــﺴﺎر ،وﻤــن اﻝﺒﻴﺎﻨــﺎت اﻝﻤؤﺸــر ﺒﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﻫــﺎﻤش
١٣٥ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻝﺘــﺴﺠﻴل إﻝــﻰ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﺒﻌﻬــﺎ اﻝﻤــوطن اﻝﺠدﻴــد ﻝﺘﻘــوم ﺒﻘﻴــدﻫﺎ ﻓ ــﻲ ﺴــﺠﻼﺘﻬﺎ.
وﻤـدة اﻝطﻌـن ﺒﺎﻝﻤﻌﺎرﻀـﺔ ﻓــﻲ اﻷﺤﻜـﺎم اﻝـﺼﺎدرة ﺒـﺸﻬر اﻹﻋــﺴﺎر ﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ أﻴـﺎم ،وﻤــدة
اﺴﺘﺌﻨﺎﻓﻬﺎ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸرة ﻴوًﻤﺎ ،ﺘﺒدأ ﻤـن ﺘـﺎرﻴﺦ إﻋـﻼن ﺘﻠـك اﻷﺤﻜـﺎم )ﻤـﺎدة ٢٥٢ﻤـن
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
] oÖ^nÖ]gת¹
…^ŠÂý]†ãeÜÓ£]…^{{ma
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻝﺤﻜم ﺒﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎرة ﻋـدة آﺜـﺎر ﺒﻌـﻀﻬﺎ ﻴﺤﻘـق ﻤـﺼﻠﺤﺔ اﻝـداﺌن،
واﻝﺒﻌض اﻵﺨر ﻴراﻋﻲ ظروف اﻝﻤدﻴن وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
أوﻻً -ﺴﻘوط اﻷﺠل:
ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻝﺤﻜــم ﺒــﺸﻬر اﻹﻋــﺴﺎر أن ﺘﺤــل ﺠﻤﻴــﻊ اﻝــدﻴون اﻝﻤؤﺠﻠــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻋﻠــﻰ
ﻋ ــﺎﺘق اﻝﻤ ــدﻴن ﻝﻴﻘ ــف اﻝ ــداﺌﻨون ﺠﻤﻴ ًﻌ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻗ ــدم اﻝﻤ ــﺴﺎواة وﻓـ ــﻲ ﻨﻔ ــس اﻝوﻗ ــت أﻤ ــﺎم
اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻌﺎم ،وﻝﻜن ﻴﺨﺼم ﻤن ﻫذﻩ اﻝدﻴون ﻤﻘدار اﻝﻔﺎﺌدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ أو اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻋـن
اﻝﻤدة اﻝﺘﻲ ﺴﻘطت ﺒﺴﻘوط اﻷﺠل )اﻝﻤﺎدة ١/٢٥٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ أن ﺘﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ أﺠل اﻝدﻴن ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻝﻤدﻴن،
وﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ ذوي اﻝــﺸﺄن ﻤــن اﻝــداﺌﻨﻴن ،ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــوز ﻝﻬــﺎ أن ﺘﻤــد ﻫــذا اﻷﺠــل ،وأن
ﺘﻤ ــﻨﺢ اﻝﻤ ــدﻴن أﺠ ــﻼً ﺒﺎﻝﻨ ــﺴﺒﺔ إﻝ ــﻰ اﻝ ــدﻴون اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ إذا رأت أن ﻫ ــذا اﻹﺠـ ـراء ﺘﺒ ــررﻩ
اﻝظــروف وأﻨــﻪ ﺨﻴــر وﺴــﻴﻠﺔ ﺘﻜﻔــل ﻤــﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤــدﻴن واﻝــداﺌﻨﻴن ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ )ﻤــﺎدة ٢/٢٥٥
ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -إﻤﻜﺎن اﺘﺨﺎذ اﻝداﺌن إﺠراءات ﻓردﻴﺔ ﻀد اﻝﻤدﻴن:
ً
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ١/٢٥٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :ﻻ ﻴﺤول ﺸﻬر
اﻹﻋﺴﺎر دون اﺘﺨﺎذ اﻝداﺌﻨﻴن إﺠراءات ﻓردﻴﺔ ﻀد اﻝﻤدﻴن«.
ـردا إﺠ ـراءات اﻝﺘﻨﻔﻴــذ
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن ﻜــل داﺌــن ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﺨــذ ﻤﻨﻔـ ً
ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻝﻤدﻴن ،وﻻ ﻴﻤﻜن أن ﻴﻌﺘـرض ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻝﺤﻜـم ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ ﻤـﻀر ﺒﺒـﺎﻗﻲ
اﻝداﺌﻨﻴن اﻝذﻴن ﻻ ﻴﺸﺎرﻜون ﻓـﻲ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻷن اﻝﻤﺸرع ﻗد رأى أن اﻝﻌﻼﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻨظﻤﻬﺎ
أحكام االلتزام واإلثبات ١٣٦
ﻹﺠـ ـراءات ﺸ ــﻬر اﻹﻋ ــﺴﺎر ﻜﺎﻓﻴ ــﺔ ﻹﻋ ــﻼن ﻜﺎﻓ ــﺔ اﻝ ــداﺌﻨﻴن ﻝﻤوﻗ ــف ﻤ ــدﻴﻨﻬم اﻝﻤ ــﺎﻝﻲ
اﻝﻤــﻀطرب ،وﻝــذﻝك إن ﻗــﺼر أﺤــدﻫم ﻓــﻲ اﻹﺴـراع ﻓــﻲ اﺘﺨــﺎذ إﺠـراءات اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﻓــﻼ
ﻴﻠوﻤن إﻻ ﻨﻔﺴﻪ ،وﻻ ﻴﻤﻨﻌن ﺘﺒﺎطﺌﻪ اﻝداﺌﻨﻴن اﻵﺨرﻴن ﻤن اﺴﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘوﻗﻬم.
ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻻ ﻴﺠوز أن ﻴﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ اﻝداﺌﻨﻴن اﻝذﻴن ﻴﻜون ﻝﻬم ﺤﻘوق ﺴـﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺘﺴﺠﻴل ﺼﺤﻴﻔﺔ دﻋوى اﻹﻋﺴﺎر ﺒﺄي اﺨﺘﺼﺎص ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎرات اﻝﻤدﻴن ﺒﻌد ﻫذا
اﻝﺘﺴﺠﻴل )اﻝﻤﺎدة ٢/٢٥٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -ﻋدم ﻨﻔﺎذ ﺘﺼرﻓﺎت اﻝﻤدﻴن اﻝﻀﺎرة ﻓـﻲ ﺤق اﻝداﺌﻨﻴن:
ً
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٥٧ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻤﺘــﻰ ﺴــﺠﻠت
ﺼﺤﻴﻔﺔ دﻋوى اﻹﻋﺴﺎر ﻓﻼ ﻴﺴري ﻓـﻲ ﺤق اﻝداﺌﻨﻴن أي ﺘﺼرف ﻝﻠﻤدﻴن ﻴﻜون ﻤن
ﺸﺄﻨﻪ أن ﻴﻨﻘص ﻤن ﺤﻘوﻗﻪ أو ﻴزﻴد ﻓـﻲ اﻝﺘزاﻤﺎﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺴري ﻓـﻲ ﺤﻘﻬم أي وﻓﺎء
ﻴﻘوم ﺒﻪ اﻝﻤدﻴن«.
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة أﻨ ــﻪ ﻤﺘ ــﻰ ﺴ ــﺠﻠت ﺼ ــﺤﻴﻔﺔ دﻋ ــوى اﻹﻋ ــﺴﺎر ﻓ ــﺈن ﻜ ــل
ﺘﺼرﻓﺎت اﻝﻤدﻴن اﻝﻀﺎرة ﺒﺤﻘوق اﻝداﺌﻨﻴن ﻻ ﺘـﺴري ﻓــﻲ ﻤـواﺠﻬﺘﻬم ،وﺘﻌﺘﺒـر ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ
إﻝﻴﻬم ﻜﺄن ﻝم ﺘﻜن ،وﻴﺄﺨذ ﺤﻜـم ﻫـذﻩ اﻝﺘـﺼرﻓﺎت وﻓـﺎء اﻝﻤـدﻴن ﺒﻜﺎﻤـل دﻴﻨـﻪ إﻝـﻰ أﺤـد
ـﻀﺎ ﺘرﺘﻴــب اﻝﻤــدﻴن ﺤﻘًــﺎ ﻋﻴﻨًﻴــﺎ ﻋﻠــﻰ
اﻝــداﺌﻨﻴن ،ﻜﻤــﺎ ﻴﺄﺨــذ ﺤﻜــم ﻫــذﻩ اﻝﺘــﺼرﻓﺎت أﻴـ ً
أﻤواﻝﻪ ﻝﻠﻐﻴر.
وﻫــذﻩ ﺼــورة ﻤﺒــﺴطﺔ ﻤــن اﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ارﻋــﻰ اﻝﻤــﺸرع ﻓﻴﻬــﺎ أن ﻴﻌطــﻲ
ﺘﺼرﻓﺎت اﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر اﻝﺘﻲ ﺘزﻴد ﻓـﻲ اﻝﺘزاﻤﺎﺘﻪ أو ﺘﻨﻘص ﻤـن ﺤﻘوﻗـﻪ ،ﻨﻔـس ﺤﻜـم
ﺘـ ــﺼرﻓﺎت اﻝﻤـ ــدﻴن اﻝـ ــﻀﺎرة إذا طﻌـ ــن ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﺒﺎﻝـ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـ ــﺼﻴﺔ دون ﺤﺎﺠـ ــﺔ إﻝـ ــﻰ
اﺸــﺘراط اﻝــﺸروط اﻝﻼزﻤــﺔ ﻝﻠطﻌــن ﺒﺎﻝــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴــﺼﻴﺔ ،وذﻝــك ﺘﺨﻔﻴﻔًــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن
اﻝذي ﺴﺠﻠت ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺸﻬر إﻋﺴﺎر ﻤدﻴﻨﻪ.
ﻝﻜــن اﻝﻤــﺸرع ﻝــم ﻴﻐــل ﻴــد اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﻌــﺴر اﻝــذي ﺴــﺠﻠت ﺼــﺤﻴﻔﺔ ﺸــﻬر إﻋــﺴﺎرﻩ
ﻋن ﻜﺎﻓﺔ اﻝﺘﺼرﻓت ﻓﻘد أﺠﺎز ﻝﻪ اﻝﻤﺸرع أن ﻴﺘـﺼرف ﻓــﻲ أﻤواﻝـﻪ ﻤـﺎدام أن ﺘـﺼرﻓﻪ
ﻜــﺎن ﺒــﺜﻤن اﻝﻤﺜــل أو زاد ﻋﻠﻴــﻪ وأودع ﺤــﺼﻴﻠﺔ ﺘــﺼرﻓﻪ ﺨ ازﻨــﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ .وﻓ ــﻲ ذﻝــك
١٣٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٥٨ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨـﻪ -١» :ﻴﺠـوز ﻝﻠﻤـدﻴن أن
ﻴﺘــﺼرف ﻓ ــﻲ ﻤﺎﻝــﻪ ،وﻝــو ﺒﻐﻴــر رﻀــﺎء اﻝــداﺌﻨﻴن ،ﻋﻠــﻰ أن ﻴﻜــون ذﻝــك ﺒــﺜﻤن اﻝﻤﺜــل،
وﻓﻘﺎ ﻹﺠراءات اﻝﺘوزﻴﻊ.
وأن ﻴﻘوم اﻝﻤﺸﺘري ﺒﺈﻴداع اﻝﺜﻤن ﺨزاﻨﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤﺔ ﺤﺘﻰ ﻴوزع ً
-٢ﻓـﺈذا ﻜــﺎن اﻝــﺜﻤن اﻝــذي ﺒﻴــﻊ ﺒــﻪ اﻝﻤـﺎل أﻗــل ﻤــن ﺜﻤــن اﻝﻤﺜــل ،ﻜــﺎن اﻝﺘــﺼرف
ﻏﻴ ــر ﺴ ــﺎر ﻓـ ــﻲ ﺤ ــق اﻝ ــداﺌﻨﻴن ،إﻻ إذا أودع اﻝﻤ ــﺸﺘري ﻓ ــوق اﻝ ــﺜﻤن اﻝ ــذي
اﺸﺘرى ﺒﻪ ﻤﺎ ﻨﻘص ﻤن ﺜﻤن اﻝﻤﺜل«.
اﺒﻌﺎ -ﺘﻘرﻴر ﻨﻔﻘﺔ ﻝﻠﻤدﻴن:
رً
ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤـدﻴن اﻝـذي أوﻗـﻊ داﺌﻨـوﻩ اﻝﺤﺠـز ﻋﻠـﻰ إﻴراداﺘـﻪ أن ﻴطﻠـب ﻤـن رﺌــﻴس
اﻝﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ اﻝﺨﺎﺼ ـ ــﺔ ﻨﻔﻘ ـ ــﺔ ﻴﺘﻘﺎﻀ ـ ــﺎﻫﺎ ﻤ ـ ــن إﻴراداﺘ ـ ــﻪ اﻝﻤﺤﺠ ـ ــوزة وﻝـ ـ ـرﺌﻴس اﻝﻤﺤﻜﻤ ـ ــﺔ
اﻝﻤﺨﺘـﺼﺔ ﺴـﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻘـدﻴر ﻫــذﻩ اﻝﻨﻔﻘـﺔ ،وﻴـﺼدر اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻗـ اررﻩ ﺒﻨـﺎء ﻋﻠــﻰ
اﻝﻌرﻴــﻀﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻘــدﻤﻬﺎ اﻝﻤــدﻴن ،وﻴﺠــوز اﻝــﺘظﻠم ﻤــن اﻷﻤــر اﻝــذي ﻴــﺼدر ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ
اﻝﻌرﻴﻀﺔ ﻓــﻲ ﻤـدة ﺜﻼﺜـﺔ أﻴـﺎم ﻤـن ﺘـﺎرﻴﺦ ﺼـدورﻩ إن ﻜـﺎن اﻝـﺘظﻠم ﻤـن اﻝﻤـدﻴن ،وﻤـن
ﺘﺎرﻴﺦ إﻋﻼن اﻷﻤر ﻝﻠداﺌﻨﻴن إذا ﻜﺎن اﻝﺘظﻠم ﻤﻨﻬم.
ﺨﺎﻤﺴﺎ -اﻝﺤﻜم ﺒﻌﻘوﺒﺔ اﻝﺘﺒدﻴد ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ أﺤوال ﻤﻌﻴﻨﺔ:
ً
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٦٠ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻴﻌﺎﻗــب اﻝﻤــدﻴن
ﺒﻌﻘوﺒﺔ اﻝﺘﺒدﻴد ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺘﻴن اﻵﺘﻴﺘﻴن:
أ -إذا ﺤﻜﻤــت ﻋﻠﻴــﻪ دﻋــوى ﺒــدﻴن ﻓﺘﻌﻤــد اﻹﻋــﺴﺎر ﺒﻘــﺼد اﻹﻀ ـرار ﺒداﺌﻨﻴــﻪ،
واﻨﺘﻬت اﻝدﻋوى ﺒﺼدور ﺤﻜم ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻝدﻴن ،وﺸﻬر إﻋﺴﺎرﻩ.
ب -إن ﻜــﺎن ﺒﻌــد اﻝﺤﻜــم ﺒــﺸﻬر إﻋــﺴﺎرﻩ ﻗــد أﺨﻔــﻰ ﺒﻌــض أﻤواﻝــﻪ ﻝﻴﺤــول دون
ﻤﺒﺎﻝﻐﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،وذﻝك ﻜﻠﻪ ﺒﻘـﺼد
ً دﻴوﻨﺎ ﺼورﻴﺔ أو
اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أو اﺼطﻨﻊ ً
اﻹﻀرار ﺒداﺌﻨﻴﻪ«.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٣٨
] Äe]†Ö]gת¹
] …^ŠÂý]†ãð^{{ãjÞ
ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻹﻋﺴﺎر ﻓـﻲ اﻷﺤوال اﻵﺘﻴﺔ:
) (١اﻻﻨﺘﻬﺎء ﺒﻘوة اﻝﻘﺎﻨون:
ﺘﻨﺘﻬ ــﻲ ﺤﺎﻝ ــﺔ اﻹﻋ ــﺴﺎر ﺒﻘ ــوة اﻝﻘ ــﺎﻨون ﻤﺘ ــﻰ اﻨﻘ ــﻀت ﺨﻤ ــس ﺴ ــﻨوات ﻋﻠ ــﻰ ﺘ ــﺎرﻴﺦ
اﻝﺘﺄﺸﻴر ﺒﺎﻝﺤﻜم اﻝﺼﺎدر ﺒﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر )ﻤﺎدة ٢٦٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن ﺤﺎﻝــﺔ اﻹﻋــﺴﺎر ﺘﻨﺘﻬــﻲ ﺒﻘــوة اﻝﻘــﺎﻨون ﺒﻌــد ﻤــرور ﻫــذﻩ
اﻝﻤدة ﺤﺘﻰ وﻝو ﺒﻘﻲ اﻝﺴﺒب اﻝذي ﻤن أﺠﻠﻪ ﺸﻬرر اﻹﻋﺴﺎر وﻗد ارﻋـﻰ اﻝﻤـﺸرع ﻓــﻲ
ذﻝك ﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻓﻘﻀﻰ أن ﻴﺴﺘرد ﺤرﻴﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝﺘﺼرف ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ ﻷﻨﻪ ﻗد ﻗرر
أن ﻫذﻩ اﻝﻤدة ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻷي داﺌن أن ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘﻪ ﻤن اﻝﻤدﻴن اﻝﻤﻌﺴر ،وﻤﺎدام أﻨﻪ ﻝـم
ﻴطﺎﻝب ﺒﺤﻘﻪ ﻓـﻲ ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻤدة ﻓﻼ ﻴﻠوﻤن إﻻ ﻨﻔﺴﻪ وﺘﻜون ﻤـﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أوﻝﻰ ﺒﺎﻝرﻋﺎﻴﺔ.
) (٢اﻻﻨﺘﻬﺎء ﺒﺤﻜم اﻝﻘﻀﺎء:
ﺘﻨﺘﻬــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ اﻹﻋــﺴﺎر ﺒﺤﻜــم ﺘــﺼدرﻩ اﻝﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻻﺒﺘداﺌﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺘﺒﻌﻬــﺎ ﻤــوطن
اﻝﻤدﻴن ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ذي ﺸﺄن ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺘﻴن اﻵﻴﺘﻴن:
أ -ﻤﺘــﻰ ﺜﺒــت أن دﻴــون اﻝﻤــدﻴن أﺼــﺒﺤت ﻻ ﺘزﻴــد ﻋﻠــﻰ أﻤواﻝــﻪ ،وﻫــذا ﻴﺘﺤﻘــق إذا
زادت ﺤﻘـ ـ ــوق اﻝﻤـ ـ ــدﻴن ﺒـ ـ ــﺄن دﺨـ ـ ــل ﻓ ـ ـ ــﻲ ذﻤﺘـ ـ ــﻪ ﻤـ ـ ــﺎﻻً ﻋـ ـ ــن طرﻴـ ـ ــق ﻤﻴ ـ ـ ـراث
أو وﺼﻴﺔ ،أو ﻨﻘﺼت ﺒﻌض اﻝﺘزاﻤﺎﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﻝو أﺒرأﻩ ﺒﻌض داﺌﻨﻴﻪ ﻤن دﻴوﻨﻪ.
ب -ﻤﺘﻰ ﻗـﺎم اﻝﻤـدﻴن ﺒوﻓـﺎء دﻴوﻨـﻪ اﻝﺘـﻰ ﺤﻠـت دون أن ﻴﻜـون ﻝـﺸﻬر اﻹﻋـﺴﺎر
أﺜــر ﻓــﻲ ﺤﻠوﻝﻬــﺎ ،وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﺘﻌــود آﺠــﺎل اﻝــدﻴون اﻝﺘــﻲ ﺤﻠــت ﺒــﺸﻬر
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة ) ٢٦٣ﻤـﺎدة ٢ ،١/٢٦١
اﻹﻋﺴﺎر إﻝﻰ ﻤﺎﻜﺎﻨت ﻋﻠﻴﻪ ﻤن ﻗﺒل ً
ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
١٣٩ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻨﺘﻬﺎء ﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر أن ﻴﺴﺘرد اﻝﻤدﻴن ﺤرﻴﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝﺘﺼرف
ﻓـﻲ أﻤواﻝﻪ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺠـوز ﻝـﻪ ﺒﻌـد اﻨﺘﻬـﺎء ﺤﺎﻝـﺔ اﻹﻋـﺴﺎر أن ﻴطﻠـب إﻋـﺎدة اﻝـدﻴون اﻝﺘـﻲ ﻜﺎﻨـت
ﻗــد ﺤﻠــت ﺒــﺴﺒب ﺸــﻬر اﻹﻋــﺴﺎر وﻝــم ﻴــﺘم دﻓﻌﻬــﺎ إﻝــﻰ أﺠﻠﻬــﺎ ،اﻝــﺴﺎﺒق ،ﺒــﺸرط أن أن
وﻓﻰ دﻴوﻨﻪ اﻝﺘﻲ ﺤﻠت دون أن ﻴﻜون ﻝﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر أﺜر ﻓـﻲ ﺤﻠوﻝﻬﺎ.
ﻴﻜون ﻗد ّ
وبانتھاء حالة اإلعسار يعود المدين إلى سيرته األولى قبل حالة اإلعسار
ولذلك يستطيع الدائنون ،بعد انتھاء الحالة اإلعسار ،الطعن فـي تصرفات مدينھم
الضارة بالدعوى البوليصية واستعمال حقوقه التى قعد عن استعمالھا نيابة عنه
بالدعوى غير المباشرة وفقا ً للمواد من ٢٣٥إلى ) ٢٤٣مادة ٢٦٤من القانون
المدني المصري(.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٤٠
Ùæù]h^fÖ]“~×Ú
اﻷﺜر اﻝﻤﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻻﻝﺘزام ﻫو وﺠـوب ﺘﻨﻔﻴـذﻩ واﻝـذى ﻴﻘـوم ﺒﺘﻨﻔﻴـذﻩ ﻫـو اﻝﻤـدﻴن
وذﻝك ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝداﺌن.
واﻝﻤ ــدﻴن إﻤ ــﺎ أن ﻴﻨﻔ ــذ اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ ﺒﺎﺨﺘﻴ ــﺎرﻩ وﻫ ــذا ﻫ ــو اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﺨﺘﻴ ــﺎري ﻝﻼﻝﺘـ ـزام،
واﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ﺴــﻌﻴﻪ ﻝﻠﺤــﺼول ﻋﻠــﻰ ﺤﻘــﻪ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﻝــﻪ أن ﻴــﺴﺘﺨدم ﻋــدة وﺴــﺎﺌل
وﻀﻌﻬﺎ اﻝﻘﺎﻨون ﺘﺤت ﻴدﻩ ﻝﺤث ﻫذا اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء اﻻﺨﺘﻴﺎري ﻝﻼﻝﺘزام.
ﻝﻜ ــن اﻝﻤ ــدﻴن إذا ﻗﻌ ــد ﻋ ــن اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﺨﺘﻴ ــﺎري ﻝﻼﻝﺘـ ـزام ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــرﻏم ﻤ ــن ذﻝ ــك
اﺴﺘطﺎع اﻝداﺌن أن ﻴطﻠب ﻤـن اﻝﻘـﻀﺎء ﺠﺒـرﻩ ﻋﻠـﻰ ﺘﻨﻔﻴـذﻩ ،وﻫـذا ﻫـو اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﺠﺒـري
ﻝﻼﻝﺘزام .وﺴواء أﻜﺎن اﻝوﻓﺎء ﺒﺈرادة اﻝﻤدﻴن أم ﺠﺒ اًر ﻋﻨﻪ ﻓـﺈن أول ﻤـﺎ ﻴﻌـرض ﻝﺘﻨﻔﻴـذﻩ
ﻫو اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﻌﻴﻨﻲ ﻝﻼﻝﺘزام ،ﻓﺈذا ﻓﺸل اﻝداﺌن ﻓـﻲ اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﺴـﺘﺤق
ﺘﻌوﻴﻀﺎ ﻋن ﻋدم اﻝﺘﻨﻔﻴذ أو اﻝﺘﺄﺨر ﻓﻴﻪ.
ً
وﺴـ ـواء أﻜ ــﺎن اﻝﺘﻨﻔﻴ ــذ ﺘﻨﻔﻴ ــذاً ﻋﻴﻨﻴ ــﺎً أم ﻋ ــن طرﻴ ــق اﻝﺘﻌ ــوﻴض ﻓ ــﺈن اﻝ ــداﺌن ﻻ
ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺠﺒر اﻝﻤدﻴن ﻋﻠﻰ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ إﻻ ﺒﻌد إﻋذارﻩ.
١٤١ أحكام االلتزام واإلثبات
_ Ùæù]h^fÖ]î×Âí×ò‰
] êÞ^nÖ]h^{{{fÖ
_Ý]ˆjÖ÷]Í^‘æ
األھداف:
يھدف ھذا الباب إلى معالجة القواعد المنظمة ألوصاف االلتزام التي إذا
ً
موصوفا وتتعدد ھذه األوصاف، ً
التزاما دخلت على التزام بسيط عقدته وجعلته
فمنھا ما يتعلق بوقت تنفيذ االلتزام ومنھا ما يتعلق بمحل االلتزام ومنھا ما يتعلق
بأطراف االلتزام.
العناصر:
) (١تعليق االلتزام وإضافته.
) (٢تعدد محل االلتزام.
) (٣تعدد أطراف االلتزام.
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺒــﺴﻴط ﻫــو ذﻝــك اﻻﻝﺘ ـزام اﻝــذي ﻋﻨﺎﺼ ـرﻩ ﺒــﺴﻴطﺔ ﻝــم ﻴــدﺨل ﻋﻠﻴﻬــﺎ أي
ﺘﻌــدﻴل ﻴﻐﻴــر ﻤــن أﺤﻜﺎﻤﻬــﺎ ،ﻓــﺎﻻﻝﺘزام اﻝﺒــﺴﻴط واﺠــب اﻷداء ﻓــوًار وﻤﺤﻠــﻪ ﺸــﻲء واﺤــد
ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺄداﺌــﻪ إﻝــﻰ اﻝــداﺌن ،وأط ارﻓــﻪ ﺸﺨــﺼﺎن أﺤــدﻫﻤﺎ :اﻝــداﺌن ،وﻫــو اﻝــذي
ﻴﻘﺘﻀﻲ اﻻﻝﺘزام ،واﻵﺨر اﻝﻤدﻴن ،وﻫو اﻝذي ﻴﻨﻔذ اﻻﻝﺘزام.
ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺒــﺴﻴط إذا دﺨــل ﻋﻠــﻰ أﺤــد ﻋﻨﺎﺼ ـرﻩ وﺼــف ﻴﻌــدل ﻤــن اﻵﺜــﺎر
ـوﻓﺎ ،ﻓـﺎﻻﻝﺘزام اﻝﻤوﺼـوف إذن ﻫـو
اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻌﻨـﺼر أﺼـﺒﺢ اﻻﻝﺘـزام ﻤوﺼ ً
اﻝﺘزام ﺒﺴﻴط ﻝﺤق ﺒﻪ وﺼف ﻴﻌدل ﻤن آﺜﺎرﻩ.
وﻗد ﻴﻠﺤق اﻝوﺼف ﺒوﻗت ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام أو ﺒوﺠودﻩ ذاﺘﻪ ،وﻫـو ﻴﻜـون ﻜـذﻝك إذا
ﻋﻠق اﻻﻝﺘزام ﻋﻠﻰ ﺸرط أو أﻀﻴف إﻝﻰ أﺠل.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٤٤
ـﻴﺌﺎ
وﻗد ﻴدﺨل اﻝوﺼف ﻋﻠﻰ ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﻓﺒدﻻً ﻤن أن ﻴﻜـون ﻤﺤـل اﻻﻝﺘـزام ﺸ ً
واﺤـ ًـدا ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺄداﺌــﻪ ﻴﺘﻌــدد اﻝﻤﺤــل ﻓﻴﺨﺘــﺎر اﻝﻤــدﻴن ﻤــن ﺒــﻴن ﻋــدة أﺸــﻴﺎء ﺘﺒ ـ أر
ذﻤﺘــﻪ إذا وﻓّــﻰ ﺒﺄﺤــدﻫﺎ وﻫــذا ﻫــو اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺘﺨﻴــري ،أو ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن أﺼــﻼً ﺒــﺄداء
ـﻴﺌﺎ آﺨــر ﺒــدﻻً ﻤﻨــﻪ ،وﻫــذا ﻫــو اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺒــدﻝﻲ،
ﺸــﻲء ﻤﻌــﻴن ،وﺘﺒ ـ أر ذﻤﺘــﻪ إذا أدى ﺸـ ً
ﻓﺎﻝوﺼـف إذا دﺨــل ﻋﻠــﻰ ﻤﺤــل اﻻﻝﺘـزام ﺠﻌـل اﻻﻝﺘـزام اﻝﺒــﺴﻴط إﻤــﺎ اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﺘﺨﻴرًﻴــﺎ أو
ﺒدﻝﻴﺎ.
اﻤﺎ ًاﻝﺘز ً
وﻗــد ﻴــدﺨل اﻝوﺼــف ﻋﻠــﻰ أطـراف اﻻﻝﺘـزام ﻓﻴﻜــون اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﻤﺘﻌــدد اﻷطـراف إﻤــﺎ
ﻤن ﺠﺎﻨب اﻝﻤدﻴن ،وﻫذا ﻫو اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴنٕ ،واﻤﺎ ﻤـن ﺠﺎﻨـب اﻝـداﺌن ،وﻫـذا
ﻫو اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن.
وﻗد ﻴدﺨل ﻋﻠﻰ اﻻﻝﺘزام اﻝﺒﺴﻴط أﻜﺜر ﻤن وﺼف ،ﻓﻴﻜون اﻝﺘ از ًﻤـﺎ ﻤوﺼـوﻓًﺎ ﻤـن
ﻋدة ﺠواﻨب ﻜﻤﺎ ﻝو ﺘﻀﺎﻤن ﻋدة ﻤدﻴﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزام ﻤﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺸرط.
وﺴوف ﻨﺒﺤث ﻫذﻩ اﻷوﺼﺎف ﻗﺎطﺒﺔ وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
] Ùæù]Ø’ËÖ
äjÊ^•cæÝ]ˆjÖ÷]Ðé×Ãi
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻝﺘزًﻤﺎ ﻏﻴر ﻨﺎﺠز.
إذا ﻋﻠق اﻻﻝﺘزام ﻋﻠﻰ ﺸرط أو أﻀﻴف إﻝﻰ أﺠل ﻜﺎن ا
ﻓﺎﻝــﺸرط واﻷﺠــل وﺼــﻔﺎن ﻴﻠﺤﻘــﺎن ﺒــﺎﻻﻝﺘزام ﻓﻴــؤﺜران ﻋﻠــﻰ وﻗــت ﺘﻨﻔﻴــذﻩ أو ﻋﻠــﻰ
وﺠــودﻩ ذاﺘــﻪ ،وﻜــل ﻤﻨﻬﻤــﺎ واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻝﻜــن ﻴﺨﺘﻠﻔــﺎن ﻓﻴﻤــﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ ﻓــﻲ أن اﻝــﺸرط
واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻤﺤﺘﻤﻠــﺔ اﻝوﻗــوع ،ﺒﻴﻨﻤــﺎ اﻷﺠــل واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻤﺤﺘﻤــﺔ اﻝوﻗــوع ،وﻫــذا
اﻻﺨ ــﺘﻼف ﺒﻴﻨﻬﻤ ــﺎ ﻴ ــﻨﻌﻜس أﺜـ ـرﻩ ﻋﻠ ــﻰ اﻻﻝﺘـ ـزام اﻝﻤوﺼ ــوف ،ﻓﺒﻴﻨﻤ ــﺎ ﻴﻜ ــون اﻻﻝﺘـ ـزام
اﻝﻤﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺸــرط ﻤﺤــﺘﻤﻼً ﻓ ــﻲ ﻗﻴﺎﻤــﻪ أو زواﻝــﻪ إذا ﺒــﺎﻻﻝﺘزام اﻝﻤــﻀﺎف إﻝــﻰ أﺠــل
ﻤﺤﻘﻘﺎ ﻓـﻲ وﺠودﻩ ،وﻝﻜﻨﻪ ﻤؤﺠل اﻝﻨﻔﺎذ أو ﻤؤﺠل اﻻﻨﻘﻀﺎء. ً ﻴﻜون
ﺘﺒﺎﻋﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
وﺴوف ﻨﺒﺤث ﻫذﻴن اﻝوﺼﻔﻴن ﻤن أوﺼﺎف اﻻﻝﺘزام ً
اﻝﻤﺒﺤـــث اﻷول :ﺘﻌﻠﻴق اﻻﻝﺘزام ﻋﻠﻰ ﺸرط.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :إﻀﺎﻓﺔ اﻻﻝﺘزام إﻝﻰ أﺠل.
] Ùæù]ovf¹
½†î×ÂÝ]ˆjÖ÷]Ðé×Ãi
أوﻻً -اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﺸرط:
ﺘـﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٦٥ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــري اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻴﻜـون
اﻻﻝﺘـزام ﻤﻌﻠﻘًــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺸــرط إذا ﻜــﺎن وﺠــودﻩ أو زواﻝـﻪ ﻤﺘرﺘًﺒــﺎ ﻋﻠــﻰ أﻤــر ﻤــﺴﺘﻘﺒل ﻏﻴــر
ﻤﺤﻘق اﻝوﻗوع«.
ﻴﻘــﺼد ﺒﺎﻝــﺸرط ﻜوﺼــف ﻤــن أوﺼــﺎف اﻻﻝﺘـزام واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻤﺤﺘﻤﻠــﺔ اﻝوﻗــوع
ﻴﺘرﺘـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ وﻗوﻋﻬـ ــﺎ وﺠـ ــود اﻻﻝﺘ ـ ـزام أو زواﻝـ ــﻪ ،واﻝـ ــﺸرط ﻜوﺼـ ــف ﻤـ ــن أوﺼـ ــﺎف
ﻓﺎﺴﺨﺎ.
ً رطﺎ
اﻗﻔﺎ ،أو ﺸ ً
ﺸرطﺎ و ً
ً اﻻﻝﺘزام ،إﻤﺎ أن ﻴﻜون
أحكام االلتزام واإلثبات ١٤٦
أﻤــﺎ اﻝــﺸرط اﻝواﻗــف ﻓﻬــو واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻤﺤﺘﻤﻠــﺔ اﻝوﻗــوع ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ وﻗوﻋﻬــﺎ
وﺠــود اﻻﻝﺘـزام ،ﻓــﺎﻻﻝﺘزام اﻝﻤﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺸــرط واﻗــف ،اﻝﺘـزام ﻏﻴــر ﻤوﺠــود ﻗﺒــل ﺘﺤﻘــق
اﻝﺸرط ،ﻓﺈذا ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط وﺠد اﻻﻝﺘـزامٕ ،واذا ل ﻴﺘﺤﻘـق اﻝـﺸرط أﺼـﺒﺢ اﻻﻝﺘـزام ﻜـﺄن
ﻝم ﻴﻜن وذﻝك ﻤـن وﻗـت اﻹﻨﻔـﺎق وﻝـﻴس ﻤـن اﻝوﻗـت اﻝـذي ﻴﻌـرف ﻓﻴـﻪ ﻤـﺼﻴر اﻝـﺸرط
طﺒﻘﺎ ﻝﻘﺎﻋدة اﻷﺜر اﻝرﺠﻌﻲ ﻝﻠﺸرط ،ﻜﻤﺎ ﺴﻨرى ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل.
ً
ﻤﺜـل أن ﻴﻌﻠــق ﺸـﺨص ﺘﺒرﻋــﻪ ﻝـﺸﺨص آﺨــر ﺒﻌﻤـل ﻴﻘــوم ﺒـﻪ ﻫــذا اﻷﺨﻴـر ،ﻜﻤــﺎ
ﻝو ﻋﻠق أب اﻝﺘزاﻤﻪ ﺒدﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﻤن اﻝﻨﻘود ﻻﺒﻨﻪ ﻜﻤﻜﺎﻓﺄة إذا ﻨﺠﺢ ﻓـﻲ اﻻﻤﺘﺤﺎن.
أﻤــﺎ اﻝــﺸرط اﻝﻔﺎﺴــﺦ ﻓﻬــو واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻤﺤﺘﻤﻠــﺔ اﻝوﻗــوع ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ وﻗوﻋﻬــﺎ
زوال اﻻﻝﺘزام ،ﻓﺎﻻﻝﺘزام اﻝﻤﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺸرط ﻓﺎﺴﺦ اﻝﺘزام ﻤوﺠود وﻨﺎﻓـذ ﻝﻜﻨـﻪ ﻴـزول إذا
ﻨﺎﻓذا إذا ﻝم ﻴﻘﻊ اﻝﺸرط ،وﻤﺜﺎﻝﻪ أن ﻴﻬب اﻷب ﻻﺒﻨـﻪ ﻤـﺎﻻً ﻋﻠـﻰ
وﻗﻊ اﻝﺸرط ،وﻴﺒﻘﻰ ً
أن ﻴﺴﺘرد ﻫذا اﻝﻤﺎل إذا رﺴب اﻻﺒن ﻓـﻲ اﻻﻤﺘﺤﺎن.
واﻝـﺸرط اﻝــذي ﻴﻌــد وﺼـ ًـﻔﺎ ﻤـن أوﺼــﺎف اﻻﻝﺘـزام ﻴﺨﺘﻠــف ﻋــن اﻝــﺸرط اﻝــذي ﻫــو
أﺤد ﺒﻨـود اﻝﻌﻘـد ،ﻷن اﻝـﺸرط ﻴـدﺨل ﻋﻠـﻰ اﻝﺘـزام ﻤﻜﺘﻤـل اﻝﻌﻨﺎﺼـر ،أﻤـﺎ اﻝـﺸرط ﻜﺒﻨـد
ﻤن ﺒﻨود اﻝﻌﻘد ﻓﻬو أﺤد ﻋﻨﺎﺼر اﻝﻌﻘد.
وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ اﻝــﺸرط ﻜﺒﻨــد ﻤــن ﺒﻨــود اﻝﻌﻘــد ،أن ﻴــﺸﺘرط اﻝﺒــﺎﺌﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﺸﺘري أن
ﻴﻜون اﻝﺘﺴﻠﻴم ﻓـﻲ ﻤوطن اﻝﺒﺎﺌﻊ ،أو أن ﻴﻜون ﻫﻨﺎك ﺸرط ﺠزاﺌﻲ ﻓـﻲ اﻝﻌﻘد.
ﻫــذﻩ ،وﺘﻠــك ﻝﻴــﺴت أوﺼــﺎف اﻝﺘ ـزام ،وﻝــذﻝك ﻤــﺼدرﻩ داﺌ ًﻤــﺎ اﻝﺘــﺼرف اﻝﻘــﺎﻨوﻨﻲ،
وﻝــذﻝك إذا ﻜــﺎن اﻝﻘــﺎﻨون ﻫــو اﻝــذي ﻓــرض اﻝــﺸرط ،وﻋﻠــق ﻋﻠﻴــﻪ ﺤﻜ ًﻤــﺎ ﻤــن اﻷﺤﻜــﺎم،
ﻓــذﻝك ﻻ ﻴﻌــد وﺼـ ًـﻔﺎ ﻝﻼﻝﺘـزام ﺒﻤﻌﻨــﺎﻩ اﻝــﺼﺤﻴﺢ ،ﻷن اﻝــﺸرط ﻻ ﻴﻠﺤــق اﻝﺤــق إﻻ ﺒﻌــد
ﺘﻜﺎﻤــل ﻋﻨﺎﺼ ـرﻩ ،ﻓﻴــﻀﺎف إﻝﻴــﻪ وﻴﻤﻜــن ﺘــﺼور اﻝﺤــق ﺒدوﻨــﻪ ،وذﻝــك ﺒﻌﻜــس اﻝــﺸرط
اﻝذي ﻴﻜون اﻝﻘﺎﻨون ﻤـﺼدرﻩ ،ﻷﻨـﻪ ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﻴﻌـد ﻋﻨـﺼ ًار ﻤـن ﻋﻨﺎﺼـر اﻝﺤـق
ذاﺘﻪ وﻻ ﻴﺘﺼور ﻗﻴﺎم اﻝﺤق ﺒدوﻨﻪ ،وﻤن ﺜم ﻻ ﻴوﺠد اﻝﺤﻜم اﻝﻤـﺸروط ،وﻻ ﻴﺜﺒـت إﻻ
ﻋﻨد ﺘﺤﻘق ﺸرطﻪ ،وأﻤﺎ ﻗﺒل ذﻝك ﻓﻼ ﻴﺜﺒت ﻷن اﻷﺼل أن اﻷﺜر ﻻ ﻴﺴﺒق اﻝﻤؤﺜر.
١٤٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺤﻘﺎ ﻤﺤﺘﻤﻼً وﻝﻴس ﻤﺠـرد أﻤـل ،إﻨـﻪ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﺨـذ وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ أن ﻝﻠداﺌن ً
اﻹﺠـراءات اﻝﺘــﻲ ﻴﺤــﺎﻓظ ﺒﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺤﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻌــﺎم ﻤﺜــل اﺴــﺘﻌﻤﺎل اﻝــدﻋوى
ﻏﻴــر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة واﻝــدﻋوى اﻝــﺼورﻴﺔ .ﻜﻤــﺎ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﻜــذﻝك أن ﻴﺄﺨــذ ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ﺘﺄﻤﻴًﻨــﺎ
ـﺼﻴﺎ ﻝــﻀﻤﺎن اﻝوﻓــﺎء ﺒﺤﻘــﻪ وأن ﻴﻘــوم ﺒﻘﻴــد اﻝــرﻫن اﻝــذي ﻴــﻀﻤن ﺤﻘــﻪ.
ﻋﻴﻨًﻴــﺎ أو ﺸﺨـ ً
ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺘﻘل ﺤﻘﻪ اﻝﻤﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺸرط واﻗف ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝﺨﻼﻓﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ أو اﻝﺨﺎﺼﺔ.
ب -اﻝﺸرط اﻝﻔﺎﺴﺦ:
اﻻﻝﺘـزام اﻝﻤﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺸــرط ﻓﺎﺴــﺦ ﻴﻜــون ﻓــﻲ ﻓﺘ ـرة اﻝﺘﻌﻠﻴــق اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﻨﺎﻓـ ًـذا وﻝﻜﻨــﻪ
ﻗﺎﺒــل ﻝﻠــزوال ،وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ذﻝــك أن اﻝــداﺌن ﻴــﺴﺘطﻴﻊ إذا ﻜــﺎن ﻝــﻪ ﺤــق ﻤﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ
ﺸرط ﻓﺎﺴﺦ أن ﻴﺒﺎﺸر إﺠراءات اﻝﺘﻨﻔﻴـذ اﻝﺠﺒـري ﻻﻗﺘـﻀﺎء ﺤﻘـﻪ ﻤـن اﻝﻤـدﻴن ،ﻜﻤـﺎ ﻝـﻪ
أن ﻴطﺎﻝﺒﻪ ﺒﺘﻌوﻴض ﻋن ﻋـدم اﻝﺘﻨﻔﻴـذ وﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﻘـوم ﺒﺄﻋﻤـﺎل اﻹدارة واﻝﺘـﺼرف
اﻝﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺤـل ﺤﻘـﻪ ،ﻜﻤـﺎ ﻴـﺴري ﻓــﻲ ﺤﻘـﻪ اﻝﺘﻘـﺎدم ،وﻝﻜـن ﻝﻤـﺎ ﻜـﺎن ﺤﻘـﻪ ﻗـﺎﺒﻼً
ﻝﻠزوال ﻓﺈن اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻻ ﺘﻘﻊ ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن ﺤق ﺒﺎت ﻴﻜون ﻝﻠﻤدﻴن.
) (٢آﺜﺎر اﻝﺸرط ﺒﻌد ﻓﺘرة اﻝﺘﻌﻠﻴق:
ﺘﻨﺘﻬ ــﻲ ﻓﺘـ ـرة اﻝﺘﻌﻠﻴ ــق ﺒﻤﻌرﻓ ــﺔ ﻤ ــﺼﻴر اﻝ ــﺸرط ،ﻓﺈﻤ ــﺎ أن ﻴﻘ ــﻊ ﻫ ــذا اﻝ ــﺸرط ،أو
ﻴﺘﺨﻠــف .وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ وﻗوﻋــﻪ آﺜــﺎر ﻜﻤــﺎ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ﺘﺨﻠﻔــﻪ آﺜــﺎر أﺨــرى ،وﻗﺒــل أن
ﻨﺒﻴن ﻫذﻩ اﻵﺜﺎر ،ﻻﺒد أن ﻨوﻀﺢ أن ﺘﺤﻘـق اﻝـﺸرط ﻻ ﻴـؤﺘﻲ ﺜﻤـﺎرﻩ إﻻ إذا وﻗـﻊ ﻜﻤـﺎ
أرادﻩ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان ،أﻤﺎ إذا ﺘﺤﻘق أو ﺘﺨﻠف ﺒﺴﺒب ﻏش أو ﺨطﺄ أﺤـد اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدﻴن ﻓـﻼ
ﺘﺘرﺘب آﺜﺎرﻩ.
وﻤﺜﺎل ذﻝك ﻓـﻲ ﻋﻘد اﻝﺘﺄﻤﻴن ،اﻝﺘزام ﺸرﻜﺔ اﻝﺘﺄﻤﻴن ﺒدﻓﻊ اﻝﺘﻌوﻴض اﻝﺘزام ﻤﻌﻠـق
ﻋﻠــﻰ ﺸــرط واﻗــف وﻫــو وﻗــوع اﻝﺤﺎدﺜــﺔ ﻝﻠﻤــؤﻤن ﻝــﻪ ،ﻓــﺈذا ﺘــدﺨل اﻝﻤــؤﻤن ﻝــﻪ وارﺘﻜــب
ـﺸﺎ أدى إﻝ ــﻰ وﻗ ــوع اﻝﺤﺎدﺜ ــﺔ ﻓ ــﺈن اﻝ ــﺸرط ﻻ ﻴ ــؤﺘﻲ ﺜﻤ ــﺎرﻩ ،وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ ﻻ ﻴ ــﺴﺘﺤق
ﻏـ ً
ـﻀﺎ .ﻜﻤـﺎ ﻝـو ﻜـﺎن ﻤؤﻤًﻨــﺎ ﻋﻠـﻰ ﻤﻨزﻝـﻪ ﻀـد اﻝﺤرﻴــق ﺜـم أﺸـﻌل ﻤﻨزﻝـﻪ ﺒﻨﻔــﺴﻪ ،أو ﺘﻌوﻴ ً
أﻤن ﺴﻴﺎرﺘﻪ ﻀد اﻝﺤوادث وﺘﻌﻤد إﺘﻼﻓﻬﺎ أو إﻴﻘـﺎع ﺤﺎدﺜـﺔ ﺒﻬـﺎ ﺒﻐﻴـﺔ اﻝﺤـﺼول ﻋﻠـﻰ
ﺘﻌوﻴض ﻓﻔـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻻ ﻴـؤﺘﻲ ﺘﺤﻘـق اﻝـﺸرط ﺜﻤـﺎرﻩ وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻻ ﻴـﺴﺘﺤق اﻝﻤـؤﻤن
ﺘﻌوﻴﻀﺎ.
ً ﻝﻪ
أحكام االلتزام واإلثبات ١٥٢
وﺘﺨﺘﻠــف آﺜ ـﺎر اﻝــﺸرط ﺒﻌــد ﻓﺘ ـرة اﻝﺘﻌﻠﻴــق ﺤــﺴب ﻤــﺎ إذا ﻜــﺎن اﻝــﺸرط واﻗﻔًــﺎ أو
ﻓﺎﺴﺨﺎ وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
ً
أ -اﻝﺸرط اﻝواﻗف:
إذا ﻜــﺎن اﻻﻝﺘ ـزام ﻤﻌﻠﻘًــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝــﺸرط اﻝواﻗــف وﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط ،ﻓــﺈن ﺤــق اﻝــداﺌن
ﺒﻌــد ﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط ﺤﻘًــﺎ ﻤؤﻜـ ًـدا ،وذﻝــك ﺒــﺄﺜر رﺠﻌــﻲ أي ﻤــن ﻴــوم اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺘــﺼرف
وﻝــﻴس ﻤــن وﻗــت ﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط ،وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ذﻝــك أن اﻝــداﺌن ﻴــﺴﺘطﻴﻊ ﺒﻌــد ﺘﺤﻘــق
اﻝــﺸرط أن ﻴﺒﺎﺸــر إﺠ ـراءات اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺠﺒــري ،وأن ﻴﺤــﺘﻔظ ﺒﻤــﺎ وﻓّــﺎﻩ ﻝــﻪ اﻝﻤــدﻴن ،ﻜﻤــﺎ
ﻴﺒدأ ﺴرﻴﺎن اﻝﺘﻘﺎدم ﻓـﻲ ﺤﻘﻪ.
أﻤﺎ إذا ﺘﺨﻠف اﻝﺸرط ﻓﺈن اﻻﻝﺘـ از ﻴـﺼﺒﺢ ﻜـﺄن ﻝـم ﻴﻜـن ،وذﻝـك ﻤـن وﻗـت اﻨﻌﻘـﺎد
اﻝﺘﺼرف وﻝﻴس ﻤن وﻗت ﺘﺨﻠف اﻝﺸرط.
ب -اﻝﺸرط اﻝﻔﺎﺴﺦ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٦٩ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨـﻪ -١» :ﻴﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ
ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط اﻝﻔﺎﺴﺦ زوال اﻻﻝﺘزام وﻴﻜون اﻝداﺌن ﻤﻠﺘزًﻤـﺎ ﺒـرد ﻤـﺎ أﺨـذ ،ﻓـﺈذا اﺴـﺘﺤﺎل
اﻝرد ﻝﺴﺒب ﻫو ﻤﺴؤول ﻋﻨﻪ وﺠب ﻋﻠﻴﻪ اﻝﺘﻌوﻴض.
-٢ﻋﻠﻰ أن أﻋﻤﺎل اﻹدارة اﻝﺘﻲ ﺘﺼدر ﻤن اﻝداﺌن ﺘﺒﻘﻰ ﻨﺎﻓذة رﻏم ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط«.
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة أﻨ ــﻪ إذا ﻜ ــﺎن اﻻﻝﺘـ ـزام ﻤﻌﻠﻘً ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺸ ــرط ﻓﺎﺴ ــﺦ وﺘﺤﻘ ــق
اﻝﺸرط ﻓﺈن اﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن ﻴـزول وﺤـق اﻝـداﺌن ﻜـذﻝك وﻴـﺼﺒﺢ ﻜـﺄن ﻝـم ﻴﻜـن ﻤـن وﻗـت
اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺘـﺼرف وﻝـﻴس ﻤـن وﻗـت ﺘﺤﻘـق اﻝـﺸرط طﺒﻘًـﺎ ﻝﻘﺎﻋـدة اﻷﺜـر اﻝرﺠﻌـﻲ ﻝﻠـﺸرط
ﻜﻤﺎ ﺴﻨرى ،وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ذﻝك أن اﻝداﺌن ﻴﻠﺘزم ﺒرد ﻤﺎ أﺨذﻩ إﻝﻰ اﻝﻤدﻴن ،ﻓـﺈذا ﺘﻌـذر
ﻫذا اﻝرد ﺒﺴﺒب ﻴرﺠﻊ إﻝﻰ اﻝداﺌن اﻝﺘزم ﺒدﻓﻊ ﺘﻌوﻴض ﻤﻨﺎﺴب إﻝﻰ اﻝﻤدﻴن وﻻ ﺘـﺴري
ﻫ ــذﻩ اﻝﻘﺎﻋ ــدة ﻋﻠ ــﻰ ﻤ ــﺎ ﻗ ــﺎم ﺒ ــﻪ اﻝ ــداﺌن ﻤ ــن أﻋﻤ ــﺎل اﻹدارة اﻝﺨﺎﺼ ــﺔ ﺒﺎﻝﻤ ــﺎل ﻤﺤ ــل
اﻻﻝﺘزام ،وﻝﻜن ﺒﺸرط أن ﻴﻘوم ﺒﻬﺎ اﻝداﺌن ﺒﺤﺴن ﻨﻴﺔ وﺒﻌدم ﻤﺠﺎزوة اﻝﻤﺄﻝوف.
واﻝﻤﻘ ــﺼود ﺒﺤ ــﺴن اﻝﻨﻴـ ـﺔ ﻫﻨ ــﺎ أﻻ ﻴﻌﻠ ــم اﻝ ــداﺌن وﻫ ــو ﻴﻘ ــوم ﺒ ــﺎﻹدارة أن اﻝ ــﺸرط
اﻝﻔﺎﺴﺦ ﺴﻴﻘﻊ ،أﻤﺎ إذا ﺘﺨﻠف اﻝﺸرط اﻝﻔﺎﺴﺦ ﻓـﺈن اﻻﻝﺘـزام ﻴﺘﺄﻜـد وﻴـﺴﺘﻘر ﺤـق اﻝـداﺌن
١٥٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻨﻬﺎﺌًﻴ ــﺎ وذﻝ ــك ﻤ ــن وﻗ ــت اﻨﻌﻘ ــﺎد اﻝﺘ ــﺼف وﻝ ــﻴس ﻤ ــن وﻗ ــت ﺘﺨﻠ ــف اﻝﺸرط،وﻴ ــﺼﺒﺢ
ﺒﺴﻴطﺎ ﻴﺴري ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻌد ذﻝك ﻗواﻋد اﻻﻝﺘزام اﻝﺒﺴﻴط. ً اﻤﺎ
اﻻﻝﺘزام ﻋﻨدﺌذ اﻝﺘز ً
اﺒﻌﺎ -اﻷﺜر اﻝرﺠﻌﻲ ﻝﻠﺸرط:
رً
) (١ﻤﻀﻤون اﻝﻘﺎﻋدة:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٧٠ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا ﺘﺤﻘــق
اﻝـ ــﺸرط اﺴـ ــﺘﻨد أﺜ ـ ـرﻩ إﻝـ ــﻰ اﻝوﻗـ ــت اﻝـ ــذي ﻨـ ــﺸﺄ ﻓﻴـ ــﻪ اﻻﻝﺘ ـ ـزام ،إﻻ إذا ﺘﺒـ ــﻴن ﻤـ ــن إرادة
اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن أو ﻤن طﺒﻴﻌﺔ اﻝﻌﻘد أن وﺠود اﻻﻝﺘزام ،أو زواﻝـﻪ ،إﻨﻤـﺎ ﻴﻜـون ﻓــﻲ اﻝوﻗـت
اﻝذي ﺘﺤﻘق ﻓﻴﻪ اﻝﺸرط.
-٢وﻤﻊ ذﻝك ﻻ ﻴﻜون ﻝﻠﺸرط أﺜر رﺠﻌﻲ ،إذا أﺼﺒﺢ ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام ﻗﺒل ﺘﺤﻘق
اﻝﺸرط ﻏﻴر ﻤﻤﻜن ﺒﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ﻻﺒد ﻝﻠﻤدﻴن ﻓﻴﻪ«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة أن ﻝﻠــﺸرط أﺜـ ـ ًار رﺠﻌًﻴــﺎ ،واﻝﻤﻘ ــﺼود ﺒــذﻝك أن اﻝ ــﺸرط إذا
ﺘﺤﻘق أو ﺘﺨﻠف ﻓﺈن اﻵﺜـﺎر اﻝﻤﺘرﺘﺒـﺔ ﻋﻠﻴـﻪ ﺘرﺠـﻊ إﻝـﻰ وﻗـت اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺘـﺼرف وﻝـﻴس
ﻤن وﻗت ﻤﻌرﻓﺔ ﻤـﺼﻴر اﻝـﺸرط .وﻤـن أﻤﺜﻠـﺔ ذﻝـك ﻓــﻲ اﻝﺒﻴـﻊ ﺒﺎﻝﺘﻘـﺴﻴط اﻻﻝﺘـزام ﺒﻨﻘـل
ﻤﻠﻜﻴﺔ ﻤﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺸرط واﻗـف ﻫـو ﺘـﺴدﻴد ﻜﺎﻤـل اﻝـﺜﻤن ﻓـﺈذا ﺘﺤﻘـق ذﻝـك اﻝـﺸرط ﻓـﺈن
اﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ ﺘﻨﺘﻘــل ﻝــﻴس ﻤــن وﻗــت ﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط ٕواﻨﻤــﺎ ﻤــن وﻗــت اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺘــﺼرف ﻤــﺎﻝم
ﻴوﺠد اﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك.
وﻤﺜــﺎل اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﻤﻌﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺸــرط ﻓﺎﺴــﺦ إذا وﻫــب أب اﺒﻨــﻪ ﻤﺒﻠ ًﻐــﺎ ﻤــن اﻝﻤــﺎل
وﻋﻠــق ﻫــذﻩ اﻝﻬﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﻜﻤﺎل اﻻﺒــن ﻝد ارﺴــﺘﻪ ﻓــﺈن ﺘﺤﻘــق ﻫــذا اﻝــﺸرط ﺒــﺄن ﺘوﻗــف
اﻻﺒــن ﻋــن اﻝد ارﺴــﺔ ﻴﺠﻌــل ﻝــﻸب اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﺴــﺘرداد اﻝﻬﺒــﺔ وذﻝــك ﻤــن وﻗــت اﻨﻌﻘــﺎد
اﻝﺘــﺼرف وﻝــﻴس ﻤــن وﻗــت ﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط ،أي أن اﻻﺒــن ﻴﻠﺘــزم ﺒــرد ﻜﺎﻤــل اﻝﻬﺒــﺔ وﻻ
ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺤﺘﺞ أﻨﻪ أﻨﻔق ﻤﻨﻪ.
ﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ أن اﻝﺸرط ﻻ ﻴﻜون ﻝﻪ أﺜـر رﺠﻌـﻲ أي إذا ﺘﺤﻘـق أو ﺘﺨﻠـف ﻓـﺈن أﺜـرﻩ
ﻴــﺴﺘﻨد إﻝــﻰ وﻗــت ﻤﻌرﻓــﺔ ﻤــﺼﻴرﻩ وﻻ ﻴرﺠــﻊ إﻝــﻰ وﻗــت اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺘــﺼرف وذﻝــك ﻓ ــﻲ
اﻝﺤﺎﻻت اﻵﺘﻴﺔ:
أحكام االلتزام واإلثبات ١٥٤
-١إذا اﺘﻔــق اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدان ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﺒﻌﺎد اﻷﺜــر اﻝرﺠﻌــﻲ ﻝﻠــﺸرط وذﻝــك ﺒطرﻴﻘــﺔ
ﺼرﻴﺤﺔ أو ﺒطرﻴﻘﺔ ﻀﻤﻨﻴﺔ.
-٢إذا ﻜــﺎن طﺒﻴﻌــﺔ اﻻﻝﺘـزام ﺘــﺄﺒﻰ ﺘﺤﻘــق اﻷﺜــر اﻝرﺠﻌــﻲ ﻝﻠــﺸرط وذﻝــك ﻜﻤــﺎ
ﻓــﻲ اﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت اﻝﻤرﺘﺒطــﺔ ﺒﻤــدة ﻜﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻹﻴﺠــﺎر ،إذا ﻜــﺎن ﻤﻌﻠﻘًـﺎ
ﻋﻠﻰ ﺸرط ﻓﺎﺴﺦ وﺘﺤﻘق اﻝﺸرط ﻓﺈن اﻨﺘﻬﺎء ﻫذا اﻝﻌﻘد ﻴﺴﺘﻨد إﻝﻰ وﻗت
ﺘﺤﻘق اﻝـﺸرط وﻻ ﻴرﺠـﻊ إﻝـﻰ وﻗـت اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺘـﺼرف ،ﻷن ﻋﻘـد اﻹﻴﺠـﺎر
ﻋﻘــد زﻤﻨــﻲ ،وﻤــﺎ ﻤــﻀﻰ ﻤــن زﻤــن ﻻ ﻴﻤﻜــن أن ﻴﻌــود ﻓطﺒﻴﻌﺘــﻪ ﺘــﺄﺒﻰ
اﻷﺜر اﻝرﺠﻌﻲ ﻝﻠﺸرط.
-٣ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢/٢٧٠ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ» :وﻤﻊ ذﻝـك
ﻻ ﻴﻜــون ﻝﻠــﺸرط أﺜــر رﺠﻌــﻲ ،إذا أﺼــﺒﺢ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘـزام ﻗﺒــل ﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط
ﻏﻴر ﻤﻤﻜن ﻝﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ﻻ ﻴد ﻝﻠﻤدﻴن ﻓﻴﻪ«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن ﻗﺎﻋدة اﻷﺜر اﻝرﺠﻌﻲ ﻝﻠﺸرط ﻻ ﺘﻐﻴر ﻤـن اﻝﻘواﻋـد اﻝﺘـﻲ
ﺘﺤﻜــم ﺘﺒﻌــﺔ ﻫــﻼك اﻝﻤﻌﻘــود ﻋﻠﻴــﻪ ،ﻓــﺈذا ﻫﻠــك اﻝــﺸﻲء ﻤﺤــل اﻻﻝﺘ ـزام ﺒــﺴﺒب أﺠﻨﺒــﻲ،
وﻜـﺎن ﻫـذا اﻻﻝﺘـزام ﻤﻌﻠﻘًـﺎ ﻋﻠــﻰ ﺸـرط ﺜــم ﺘﺤﻘـق اﻝـﺸرط ﺒﻌــد ذﻝـك ،ﻓـﻼ ﻴﻜـون ﻝﺘﺤﻘﻘــﻪ
أﺜر رﺠﻌﻲ ﺴواء أﻜﺎن اﻝﺸرط واﻗﻔًـﺎ أو ﻓﺎﺴ ًـﺨﺎ ،ﻓـﺈذا ﻜـﺎن اﻝـﺸرط واﻗﻔًـﺎ ،وﻫﻠـك ﻤﺤـل
اﻻﻝﺘزام ﻗﺒل ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط ﻓﺈن اﻻﻝﺘزام ﻴﻨﻘﻀﻲ ﻻﻨﻌدام ﻤﺤﻠﻪ ،ﻓﻼ ﻴﻜون ﻝﻠﺸرط أﺜـر
رﺠﻌﻲ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﻐﻴر ﻓـﻲ اﻝﻘواﻋد اﻝﺘﻲ ﺘﺤدد ﻤن ﻴﺘﺤﻤل ﺘﺒﻌﺔ اﻝﻬﻼك.
أﻤــﺎ إذا ﻜــﺎن اﻝــﺸرط ﻓﺎﺴـ ًـﺨﺎ ،وﻫﻠــك ﻤﺤــل اﻻﻝﺘـزام ﻗﺒــل ﺘﺤﻘــق اﻝــﺸرط ﻓــﻼ ﻴﻌــود
ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط ﻝﻠﻤﺎﻀﻲٕ ،واﻨﻤﺎ ﺘطﺒق اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤـﺔ ﻝﻠﻌﻘـد ﻝﻤﻌرﻓـﺔ ﻤـن اﻝـذي ﻴﺘﺤﻤـل
ﺘﺒﻌﺔ اﻝﻬﻼك وذﻝك ﻗﺒل ﺘﺤﻘق اﻝﺸرط ،وﻫو ﻓـﻲ ﻋﻘد اﻝﺒﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﻤﺜﺎل اﻝﺒـﺎﺌﻊ
ﻗﺒل اﻝﺘﺴﻠﻴم ،واﻝﻤﺸﺘري ﺒﻌد اﻝﺘﺴﻠﻴم.
١٥٥ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]ovf¹
Øq_±cÝ]ˆjÖ÷]íÊ^{•c
أوﻻً -اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻷﺠل:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٧١ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ -١» :ﻴﻜـ ــون
اﻻﻝﺘزام ﻷﺠل إذا ﻜﺎن ﻨﻔﺎذﻩ أو ﻗﻀﺎؤﻩ ﻤﺘر ًﺘﺒﺎ ﻋﻠﻰ أﻤر ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤﺤﻘق اﻝوﻗوع.
-٢وﻴﻌد اﻷﻤر ﻤﺤﻘق اﻝوﻗوع ﻤﺘﻰ ﻜﺎن وﻗوﻋﻪ ﻤﺤﺘ ًﻤـﺎ ،وﻝـو ﻝـم ﻴﻌـرف اﻝوﻗـت
اﻝذي ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻪ«.
ﻴﺘﺒــﻴن ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن اﻷﺠــل ﻜوﺼــف ﻴﻠﺤــق ﺒــﺎﻻﻝﺘزام ﻫــو واﻗﻌــﺔ ﻤــﺴﺘﻘﺒﻠﺔ
ﻤﺤﺘﻤﺔ اﻝوﻗوع ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ وﻗوﻋﻬﺎ ﻨﻔﺎذ اﻻﻝﺘزام أو ﻗﻀﺎؤﻩ.
واﻷﺠل ﺒﻬذا اﻝﻤﻌﻨﻰ وﺼف ﻴرد ﻋﻠﻰ اﻝﺘزام ﻤﻜﺘﻤل اﻷرﻜﺎن ﻻ ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺼرف
اﻝﻘ ــﺎﻨوﻨﻲ ذاﺘ ــﻪ ،ﻓ ــﺎﻝﺤق اﻝﻤﻘﺘ ــرن ﺒﺄﺠ ــل ﺤ ــق ﻜﺎﻤ ــل اﻝوﺠ ــودٕ ،واﻨﻤ ــﺎ ﻴﻜ ــون ﻨﻔ ــﺎذﻩ أو
اﻨﻘﻀﺎؤﻩ ﻤﺘرﺘًﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻠول اﻷﺠل.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﺸروط اﻝواﻗﻌﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺼﻠﺢ أن ﺘﻜون أﺠﻼً:
ً
ـﻼ ،ﻻﺒــد ﻤــن ﺘ ـواﻓر ﺸــروط ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﺤﺘــﻰ
واﻝواﻗﻌــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘــﺼﻠﺢ ﻷن ﺘﻜــون أﺠـ ً
ﺘﺼﻠﺢ ﻷن ﺘﻜون أﺠﻼً ﻴﻤﻜن ﺤﺼرﻫﻤﺎ ﻓـﻲ ﺸرطﻴن ﻫﻤﺎ:
أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝواﻗﻌﺔ اﻝﻤـﻀﺎف إﻝﻴﻬـﺎ اﻝﺘ از ًﻤـﺎ ﻗـد وﻗﻌـت ﺒﺎﻝﻔﻌـل ﻜﻤـﺎ ﻝـو أﻀـﺎف
ﺸــﺨص اﻝﺘ ازﻤــﻪ إﻝــﻰ ﻤــوت ﺸــﺨص ﻤﻌــﻴن وﻜــﺎن ﻫــذا اﻷﺨﻴــر ﻗــد ﻤــﺎت ﺒﺎﻝﻔﻌــل ﻓــﺈن
اﻤﺎ ﻨﺎﺠ ًاز ﻴﺠب اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﻓوًار.
اﻝﺘزام اﻷول ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻌد اﻝﺘز ً
أحكام االلتزام واإلثبات ١٥٦
وﻫذا ﻫو اﻝـذي ﻴﻔـرق اﻷﺠـل ﻋـن اﻝـﺸرط اﻝـذي ﻫـو أﻤـر ﻤـﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻏﻴـر ﻤﺤﻘـق
اﻝوﻗــوع ،وﻝــﻴس ﻝﺤﻠــول اﻷﺠــل أﺜــر رﺠﻌــﻲ وذﻝــك ﻋﻠــﻰ ﺨــﻼف ﻗﺎﻋــدة اﻷﺜــر اﻝرﺠﻌــﻲ
ﻝﻠﺸرط اﻝذي ﺴﺒق أن رأﻴﻨﺎﻫﺎ.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -أﻨواع اﻷﺠل:
ً
) (١اﻷﺠل اﻝواﻗف واﻷﺠل اﻝﻔﺎﺴﺦ:
ﻴﻨﻘــﺴم اﻷﺠــل ﻜوﺼــف ﻤــن أوﺼــﺎف اﻻﻝﺘ ـزام ﻤــن ﺤﻴــث اﻷﺜــر اﻝﻤﺘرﺘــب ﻋﻠﻴــﻪ
إﻝﻰ أﺠل واﻗف وأﺠل ﻓﺎﺴﺦ.
أﻤﺎ اﻷﺠل اﻝواﻗف ،ﻓﻬـو أﻤـر ﻤـﺴﺘﻘﺒل ﻤﺤﻘـق اﻝوﻗـوع ﻤﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ وﻗوﻋـﻪ ﻨﻔـﺎذ
اﻻﻝﺘ ـزام ،وﻤﺜﺎﻝــﻪ إﺒ ـرام ﻋﻘــد إﻴﺠــﺎر ﻋﻠــﻰ أن ﺘﺒــدأ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ازﻤــﺎت اﻝ ـواردة ﻓﻴــﻪ ﺒﻌــد
أﺴﺒوع ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻨﻌﻘﺎدﻩ.
أﻤـﺎ اﻷﺠــل اﻝﻔﺎﺴــﺦ ،ﻓﻬــو واﻗﻌــﺔ ﻤـﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ وﻗوﻋﻬــﺎ اﻨﻘــﻀﺎء اﻻﻝﺘـزا،
وﻤﺜﺎﻝــﻪ أن ﻴﻜــون ﻋﻘــد إﻴﺠــﺎر ﻤﺤــدد اﻝﻤــدة ﺒوﻗــت ﻤﻌــﻴن ﺒﺤﻴــث ﻴﻨﻘــﻀﻲ ﻫــذا اﻝﻌﻘــد
واﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨد اﻨﺘﻬـﺎء وﻗﺘـﻪ .أو أن ﻴﺘﻌﻬـد ﺸـﺨص ﻵﺨـر ﺒـﺄن ﻴـدﻓﻊ
ﻝــﻪ ﻤرﺘًﺒــﺎ ﻤ ـدة ﺤﻴــﺎة اﻝﻤﺘﻌﻬــد ،ﻓــﺈذا ﻤــﺎت ﻫــذا اﻷﺨﻴــر اﻨﻘــﻀﻰ اﻝﺘ ازﻤــﻪ وﺘوﻗــف ﻋــن
إﻨﺘﺎج أي أﺜر.
ـﺒﺒﺎ ﻤــن أﺴــﺒﺎب اﻨﻘــﻀﺎء اﻻﻝﺘ ـزام أﻜﺜــر ﻤــن اﻋﺘﺒــﺎرﻩ وﺼـ ًـﻔﺎ
واﻷﺠــل اﻝﻔﺎﺴــﺦ ،ﻴﻌــد ﺴـ ً
ﻝﻪ ،ﻷن ﻫذا اﻷﺠل ﻴرد ﻋﻠﻰ اﻝﺘزام ﻤوﺠود وﻨﺎﻓذ ﺒﻴن طرﻓﻴﻪ ﻴﻨﻘﻀﻲ إذا ﺤل اﻷﺠل.
١٥٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻋﻠ ــﻰ أﺠ ــل ﻏﻴ ــر ﻤﻌ ــﻴن ،ﻝﻠ ــداﺌن اﻝﺤـ ـق ﻓـ ــﻲ أن ﻴ ــدﻋو اﻝﻤ ــدﻴن إﻝ ــﻰ اﻝﻘﻴ ــﺎم ﺒﺎﻝﻌﻤ ــل
اﻝﻤوﻜول ﻹرادﺘﻪ أو ﻴطﻠب ﻤن اﻝﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺤدد أﺠﻼً ﻤﻌﻘوﻻً ﻝﻠﻘﻴﺎم ﺒﻬذا اﻝﻌﻤل(.
اﺒﻌﺎ -آﺜــﺎر اﻷﺠل:
رً
ﻨص ﻗــﺎﻨوﻨﻲ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٢٧٤ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا ﻜــﺎن
اﻻﻝﺘـزام ﻤﻘﺘرًﻨــﺎ ﺒﺄﺠــل واﻗــف ،ﻓﺈﻨــﻪ ﻻ ﻴﻜــون ﻨﺎﻗـ ًـدا إﻻ ﻓــﻲ اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴﻨﻘــﻀﻲ ﻓﻴــﻪ
اﻷﺠل ،ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ ﻴﺠـوز ﻝﻠـداﺌن ﺤﺘـﻰ ﻗﺒـل اﻨﻘـﻀﺎء اﻷﺠـل أن ﻴﺘﺨـذ ﻤـن اﻹﺠـراءات
ﻤﺎ ﻴﺤـﺎﻓظ ﺒـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺤﻘوﻗـﻪ ،وﻝـﻪ ﺒوﺠـﻪ ﺨـﺎص أن ﻴطﺎﻝـب ﺒﺘـﺄﻤﻴن إذا ﺨـﺸﻲ إﻓـﻼس
اﻝﻤدﻴن أو إﻋﺴﺎرﻩ واﺴﺘﻨد ﻓـﻲ ذﻝك إﻝﻰ ﺴﺒب ﻤﻌﻘول.
-٢وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻨﻘــﻀﺎء اﻷﺠــل اﻝﻔﺎﺴــﺦ زوال اﻻﻝﺘ ـزام ،دون أن ﻴﻜــون ﻝﻬــذا
اﻝزوال أﺜر رﺠﻌﻲ«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أن ﻫﻨــﺎك آﺜــﺎ ًار ﺘﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ إﻀــﺎﻓﺔ اﻻﻝﺘ ـزام إﻝــﻰ أﺠــل،
ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺂﺜﺎر اﻷﺠل ﻗﺒل اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ ،واﻝﺒﻌض اﻵﺨر ﻴﺘﻌﻠـق ﺒﺂﺜـﺎر اﻷﺠـل ﺒﻌـد
ﺘﺒﺎﻋﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ: اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ ،وﺴوف ﻨرى ﻫذﻩ اﻵﺜﺎر ً
) (١آﺜـﺎر اﻷﺠل ﻗﺒل اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ:
أ -اﻷﺠل اﻝواﻗف:
اﻻﻝﺘـزام اﻝﻤـﻀﺎف إﻝــﻰ أﺠـل واﻗـف ﻗﺒــل ﺤﻠـول اﻷﺠـل ﻴﻌــد اﻝﺘ از ًﻤـﺎ ﻤؤﻜ ًـدا ،ﻝﻜﻨــﻪ
ﻏﻴــر ﻨﺎﻓــذٕ ،واذا ﻨظرﻨــﺎ إﻝﻴــﻪ ﻤــن ﺠﺎﻨــب اﻝــداﺌن ﻓــﺈن ﺤــق اﻝــداﺌن اﻝﻤــﻀﺎف إﻝــﻰ أﺠــل
واﻗف ﺤق ﻤؤﻜد ﻝﻜﻨﻪ ﻏﻴر ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء.
وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ ﺤــق ﻤؤﻜــد أن اﻝــداﺌن ﺒﻬــذا اﻝﺤــق ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﺨــذ ﻜﺎﻓــﺔ
اﻹﺠراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظﺔ ﻋﻠـﻰ ﺤﻘـﻪ ،ﻓﻠـﻪ أن ﻴـﺴﺘﻌﻤل اﻝـدﻋوى ﻏﻴـر اﻝﻤﺒﺎﺸـرة
واﻝدﻋوى اﻝﺼورﻴﺔ وأن ﻴطﺎﻝب اﻝﻤدﻴن ﺒﺘﺄﻤﻴن ﻋﻴﻨـﻲ أو ﺨـﺼﻲ ﻝـﻀﻤﺎن ﺤﻘـﻪ ،ﻜﻤـﺎ
أن ﻝــﻪ أن ﻴطﻠــب ﺸــﻬر إﻋــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن إذا ﺘ ـواﻓرت ﺸــروطﻪ ﺤﺘــﻰ ﻴﺤــل أﺠــل دﻴﻨــﻪ
ﺒﻤﺠرد اﻝﺤﻜم ﺒﺸﻬر اﻹﻋﺴﺎر ،ﻜﻤﺎ ﺴﺒق أن رأﻴﻨﺎ.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٦٠
ـﻀﺎ أن ﻫــذا اﻝﺤــق ﻴــﺼﻠﺢ ﻝﻠﺨﻼﻓــﺔ اﻝﻌﺎﻤــﺔ واﻝﺨﺎﺼــﺔ ﻤــن
وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ذﻝــك أﻴـ ً
ﺠﺎﻨـب اﻝﻤــدﻴن واﻝــداﺌن ،ﻓﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝــداﺌن أن ﻴﺤﻴﻠــﻪ ﺒﻤﻘﺘــﻀﻰ ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ،وﻴــﺴﺘطﻴﻊ
ـوﻓﻰ اﻝــداﺌن اﻨﺘﻘــل ﺤﻘــﻪ إﻝــﻰ ورﺜﺘــﻪ،
اﻝﻤــدﻴن أن ﻴﺤﻴﻠﻬــﺎ ﺒﻤﻘﺘــﻀﻰ ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴنٕ ،واذا ﺘـ ّ
ﺘوﻓﻰ اﻝﻤدﻴن اﻝﺘزم ورﺜﺘﻪ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒدﻴن ﻤورﺜﻬم ﻓـﻲ ﺤدود ﻤﺎ آل إﻝﻴﻬم ﻤن ﺘرﻜﺔ. ٕواذا ّ
وﻴﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ أﻨــﻪ ﺤـق ﻏﻴــر ﻤـﺴﺘﺤق اﻷداء أن اﻝــداﺌن ﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب
اﻝﻤ ــدﻴن ﺒﺎﻝوﻓ ــﺎء ﺒﺎﻝ ــدﻴن ﻗﺒ ــل ﺤﻠ ــول اﻷﺠ ــل وﻻ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﺘﺨ ــذ أي إﺠـ ـراء ﻤ ــن
إﺠراءات اﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺠﺒـري وﻻ ﺤﺘـﻰ ﻤﻘدﻤﺎﺘـﻪ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝﻤـدﻴن ،وﻝـذﻝك ﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ
أن ﻴرﻓﻊ اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤن ﻤﻘدﻤﺎت اﻝﺘﻨﻔﻴذ .وﻻ ﻴـﺴري ﻓــﻲ ﺤﻘـﻪ اﻝﺘﻘـﺎدم،
وﻻ ﺘﻘﻊ اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻴن ﻫذا اﻝﺤق ،وﺤق ﻝﻠﻤدﻴن ﻓـﻲ ذﻤﺔ اﻝداﺌن ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء.
ب -اﻷﺠل اﻝﻔﺎﺴﺦ:
اﻻﻝﺘزام اﻝﻤﻀﺎف إﻝﻰ أﺠل ﻓﺎﺴﺦ اﻝﺘزام ﻤوﺠود وﻨﺎﻓذ وﻝﻜﻨﻪ ﻤﺤﻘق اﻝزوال ﻋﻨـد
ﺤﻠول اﻷﺠل.
ﻓﻬ ــو اﻝﺘـ ـزام ﻤوﺠ ــود وﻨﺎﻓ ــذ وﻝ ــذﻝك ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝ ــداﺌن ﻓﻴ ــﻪ أن ﻴطﺎﻝ ــب اﻝﻤ ــدﻴن
ﺒﺎﻝوﻓــﺎء وأن ﻴﺘﺨــذ ﻜﺎﻓــﺔ إﺠـراءات اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺠﺒــري ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ ،ﻜﻤــﺎ أن ﻝــﻪ أن
ﻴﺘﺨـ ــذ ﻜﺎﻓـ ــﺔ اﻹﺠ ـ ـراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴـ ــﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎﻓظـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺤﻘـ ــﻪ ،وأن ﻴـ ــﺴﺘﺨدم ﻜﺎﻓـ ــﺔ
اﻝوﺴﺎﺌل واﻝدﻋﺎوي اﻝﺘﻲ ﻴﺤـﺎﻓظ ﺒﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻝـﻀﻤﺎن اﻝﻌـﺎم ،ﻓﻠـﻪ أن ﻴرﻓـﻊ اﻝـدﻋوى
ﻏﻴ ــر اﻝﻤﺒﺎﺸ ـ ـرة ،واﻝـ ــدﻋوى اﻝ ـ ـﺼورﻴﺔ ،واﻝـ ــدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴـ ــﺼﻴﺔ ،وأن ﻴطﻠـ ــب ﺸـ ــﻬر
إﻋﺴﺎر اﻝﻤدﻴن وﻴﺴري اﻝﺘﻘﺎدم ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ.
وﻝﻜن ﺤق اﻝداﺌن ﻤﺤﻘق اﻝزوال ﻋﻨد ﺤﻠول اﻷﺠل ،وﻝذﻝك ﺒﻤﺠرد ﺤﻠول اﻷﺠل
ﻴــزول ﺤــق اﻝــداﺌن ،وﻝﻜــن ﻝــﻴس ﺒــﺄﺜر رﺠﻌــﻲ أي أن ﺤﻘــﻪ ﻴــزول ﻤــن وﻗــت ﺤﻠــول
اﻷﺠل وﻝﻴس ﻤن وﻗت اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺘﺼرف.
) (٢آﺜـﺎر اﻷﺠـل ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎﺌﻪ:
أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل:
ﻴﻨﻘﻀﻲ اﻷﺠل ﺒﺜﻼﺜﺔ أﺴﺒﺎب :إﻤﺎ اﻝﺤﻠول أو اﻝﻨزول أو اﻝﺴﻘوط.
١٦١ أحكام االلتزام واإلثبات
أ -اﻝﺤﻠول:
ـﻀﺎﻓﺎ
ﻴﺤل اﻷﺠـل إذا ﺘﺤﻘـق اﻷﻤـر اﻝﻤـﻀﺎف إﻝﻴـﻪ اﻻﻝﺘـزام ﻓـﺈذا ﻜـﺎن اﻻﻝﺘـزام ﻤ ً
ـﻀﺎﻓﺎ إﻝــﻰ واﻗﻌــﺔ ﻤﻌﻴﻨــﺔ وﻗﻌــت اﻝواﻗﻌــﺔ،
إﻝــﻰ ﻤﻴﻌــﺎد ﻤﻌــﻴن ﺤــل اﻝﻤﻴﻌــﺎدٕ ،واذا ﻜــﺎن ﻤـ ً
ﻤﻀﺎﻓﺎ إﻝﻰ ﻤﻴﻌﺎد ﻤﻌﻴن ﺘطﺒق ﻗواﻋد ﺤـﺴﺎب اﻝﻤـدة اﻝﻤﻌروﻓـﺔ ﻓــﻲ
ً ٕواذا ﻜﺎن اﻻﻝﺘزام
ﻗﺎﻨون اﻝﻤراﻓﻌﺎت ﻝﻤﻌرﻓﺔ وﻗت ﺤﻠول اﻝﻤﻴﻌﺎد ،ﻓﻼ ﻴﺤﺴب أول ﻴوم ﻤن اﻝﻤدة اﻝﻤﺘﻔق
ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻴﺤﺴب اﻝﻴوم اﻷﺨﻴر إﻻ إذا ﻜﺎن ﻴوم ﻋطﻠﺔ ﻓﻴﻤﺘد إﻝﻰ اﻝﻴوم اﻝذي ﻴﻠﻴﻪ.
ب -اﻝﻨزول:
ﻴﻘــﺼد ﺒــﺎﻝﻨزول ﻜــﺴﺒب ﻤــن أﺴــﺒﺎب اﻨﻘــﻀﺎء اﻷﺠــل ﻨــزول ﻤــن ﺘﻘــرر اﻷﺠــل
ﻝﻤــﺼﻠﺤﺘﻪ ﺒﺈرادﺘــﻪ ﻋــن ﻫــذا اﻷﺠــل ،ﻓﺎﻷﺠــل ﻗــد ﻴﺘﻘــرر ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ اﻝــداﺌن ،ﻜﻤــﺎ ﻓ ــﻲ
اﻝودﻴﻌــﺔ ﺒــدون أﺠــر ،واﻷﺠــل ﻗــد ﻴﺘﻘــرر ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤــدﻴن ﻜﻤــﺎ ﻓ ــﻲ اﻝﻘــرض ﺒــدون
ﻓﺎﺌــدة ،واﻷﺠــل ﻗــد ﻴﺘﻘــرر ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ اﻝط ـرﻓﻴن ﻤ ًﻌــﺎ ﻜﻤــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻘــد اﻹﻴﺠــﺎر وﻜﻤــﺎ ﻓ ــﻲ
اﻝﻘرض ﺒﻔﺎﺌدة.
ﻓ ــﺈذا ﻜ ــﺎن اﻷﺠ ــل ﻤﻘ ــرًار ﻝﻤ ــﺼﻠﺤﺔ اﻝ ــداﺌن أو اﻝﻤ ــدﻴن ﻓ ــﺈن ﻤ ــن ﺘﻘ ــرر اﻷﺠ ــل
ﻝﻤــﺼﻠﺤﺘﻪ ﻫــو اﻝــذي ﻴﻤﻠــك اﻝﻨــزول ﻋﻨــﻪٕ ،واذا ﻜــﺎن ﻤﻘــرًار ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ اﻝط ـرﻓﻴن ﻤ ًﻌــﺎ
ﻓﻼﺒد ﻤن اﺘﻔﺎﻗﻬم ﺤﺘﻰ ﻴﻨﺘﺞ اﻝﻨزول ﻋـن اﻷﺠـل آﺜـﺎرﻩ ،وﻋﻨـد اﻝـﺸك ﺤـول ﻤـن ﺘﻘـرر
اﻷﺠل ﻝﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻴﻔﺴر ﻫذا اﻝﺸك ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﺘﻘرر ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤدﻴن.
ج -اﻝﺴﻘــوط:
ﻴﻘﺼد ﺒﺴﻘوط اﻷﺠـل ﺴـﻘوط ﺤـق اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ اﻷﺠـل اﻝـذي ﻀـرب ﻝﻤـﺼﻠﺤﺘﻪ،
وذﻝ ــك ﻓـ ــﻲ ﺤ ــﺎﻻت ﻤﻌﻴﻨ ــﺔ ﺒ ــﻨص اﻝﻘ ــﺎﻨون ،ﻓﻘ ــد ﻨظﻤ ــت اﻝﻤ ــﺎدة ٢٧٣ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون
اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﺤــﺎﻻت ﺴــﻘوط اﻷﺠــل وذﻝــك ﺒﻨــﺼﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ ﻴﻠــﻲ» :ﻴــﺴﻘط ﺤــق
اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻷﺠل:
وﻓﻘﺎ ﻝﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨون.
-١إذا أﺸﻬر إﻓﻼﺴﻪ أو إﻋﺴﺎرﻩ ً
-٢إذا أﻀﻌف ﺒﻔﻌﻠﻪ إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر ﻤﺎ أﻋطﻰ اﻝداﺌن ﻤن ﺘـﺄﻤﻴن ﺨـﺎص ،وﻝـو
أحكام االلتزام واإلثبات ١٦٢
ﻜــﺎن ﻫــذا اﻝﺘــﺄﻤﻴن ﻗــد أﻋطــﻰ ﺒﻌﻘــد ﻻﺤــق أو ﺒﻤﻘﺘــﻀﻰ اﻝﻘــﺎﻨون ،ﻫــذا ﻤــﺎﻝم
ﻴــؤﺜر اﻝــداﺌن أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﺘﻜﻤﻠــﺔ اﻝﺘــﺄﻤﻴن ،أﻤــﺎ إذا ﻜــﺎن أﻀــﻌﺎف اﻝﺘــﺄﻤﻴن
ﻴرﺠﻊ إﻝﻰ ﺴﺒب ﻻ دﺨـل ﻹرادة اﻝﻤـدﻴن ﻓﻴـﻪ ،ﻓـﺈن اﻷﺠـل ﻴـﺴﻘط ﻤـﺎﻝم ﻴﻘـدم
ﻜﺎﻓﻴﺎ.
ﻀﻤﺎﻨﺎ ً
ً اﻝﻤدﻴن ﻝﻠداﺌن
-٣إذا ﻝم ﻴﻘدم اﻝداﺌن ﻤﺎ وﻋد ﻓـﻲ اﻝﻌﻘد ﺒﺘﻘدﻴﻤﻪ ﻤن اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت«.
ﺤــددت ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة ﺤــﺎﻻت ﺴــﻘوط اﻷﺠــل ،وﺤرﻤــﺎن اﻝﻤــدﻴن ﻤﻨــﻪ ﻓ ــﻲ ﺜــﻼث
ﺤﺎﻻت وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
-١إذا أﺸـﻬر إﻓــﻼس اﻝﻤــدﻴن إذا ﻜــﺎن ﺘــﺎﺠ ًرا ،أو أﺸــﻬر إﻋــﺴﺎرﻩ إذا ﻜــﺎن ﻏﻴــر
ﺘـﺎﺠر ،ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﺘﺤــل ﻜﺎﻓــﺔ اﻝـدﻴون اﻝﻤؤﺠﻠــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻓــﻲ ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن
ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﺎوى اﻝداﺌﻨون ،وﻻ ﻴﻀﺎر ﻤـﻨﻬم اﻝﻤـﻀﺎﻓﺔ ﺤﻘـوﻗﻬم إﻝـﻰ أﺠـل ﻷﻨـﻪ
ﻝم ﻴﻌد ﻫﻨﺎك ﻤﺒـرر ﻹﺒﻘـﺎء اﻷﺠـل ﺒﻌـد ﺸـﻬر إﻋـﺴﺎر اﻝﻤـدﻴن ﻤـﻊ ﻤﻼﺤظـﺔ
ﺸروط ﺘطﺒﻴق ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ،وﺴﻠطﺔ اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﺘﻘدﻴرﻴﺔ إزاءﻫـﺎ ،واﻝﺘـﻲ ﺴـﺒق
أن ﻋرﻀﻨﺎﻫﺎ ﺒﺎﻝﺘﻔﺼﻴل.
-٢إﻀــﻌﺎف اﻝﺘﺄﻤﻴﻨــﺎت :إذا ﻜــﺎن اﻝــدﻴن اﻝﻤــﻀﺎف إﻝــﻰ أﺠــل ﻤــﻀﻤون ﺒﺘــﺄﻤﻴن
ﺸﺨﺼﻲ أو ﻋﻴﻨﻲ ،وأﻀﻌﻔت ﻫذﻩ اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر ﺒﺤﻴث أﺼﺒﺤت
ﺘﻘل ﻋن ﻗﻴﻤﺔ اﻝدﻴن ،ﻓﺈن اﻷﺠل ﻴﺴﻘط ﻷﻨﻪ ﻝم ﻴﻌد ﻫﻨﺎك ﻤﺒرر ﻝﺒﻘﺎﺌﻪ.
وﺘﻨطﺒق ﻫذﻩ اﻝﻘﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت أًﻴـﺎ ﻜﺎﻨـت ﻤـﺼدرﻫﺎ ﺴـواء أﻜـﺎن ﻤـﺼدرﻫﺎ
اﻻﺘﻔﺎق ﻜﺎﻝرﻫن ،أو اﻝﻘﻀﺎء ﻜﺤق اﻻﺨﺘﺼﺎص أو اﻝﻘﺎﻨون ﻜﺤق اﻻﻤﺘﻴﺎز.
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ إﻀﻌﺎف اﻝﺘﺄﻤﻴﻨﺎت إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر ﺒﻔﻌل اﻝﻤـدﻴن ،أن ﻴﺘـﺴﺒب اﻝﻤـدﻴن
ﺒﻔﻌﻠﻪ ﻓـﻲ ﻫدم اﻝﻌﻘﺎر اﻝﻤرﻫون أو إﺘﻼﻓﻪ إﻝﻰ ﺤد ﻜﺒﻴر .أﻤـﺎ إذا ﻜـﺎن اﻹﻀـﻌﺎف ﻝـم
ﻴﺼل إﻝﻰ درﺠﺔ ﻤن اﻝﺠﺴﺎﻤﺔ ﺒﺤﻴث ﻴﺠﻌل ﻗﻴﻤـﺔ اﻝﺘـﺄﻤﻴن ﺘﻘـل ﻋـن ﻗﻴﻤـﺔ اﻝـدﻴن ﻓـﻼ
ﻴــﺴﻘط اﻷﺠــل ،ﻷن وﺠــود ﺘــﺄﻤﻴن ﻴــﻀﻤن اﻝــدﻴن ﻴزﻴــد ﻗﻴﻤﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻗﻴﻤــﺔ اﻝــدﻴن ﻫــو
اﻝﻤﺒرر ﻝﺒﻘﺎء اﻷﺠل.
١٦٣ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻴ ــﺴﻘط اﻷﺠ ــل إذا أﻀ ــﻌف اﻝﺘ ــﺄﻤﻴن ﺒﻔﻌ ــل اﻝﻤ ــدﻴن أو ﺒ ــﺴﺒب أﺠﻨﺒ ــﻲ ،وﻝﻜ ــن
ﻴﺨﺘﻠف ﻤوﻗف اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺘﻴن:
ﻓﻔـﻲ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻷوﻝﻰ ،إذا ﻜﺎن إﻀﻌﺎف اﻝﺘـﺄﻤﻴن ﺒﻔﻌـل اﻝﻤـدﻴن ﻓـﺈن اﻝـداﺌن ﻴﺨﻴـر
ﺒﻴن إﺴﻘﺎط اﻷﺠل أو طﻠب ﺘﺄﻤﻴن إﻀﺎﻓﻲ ﻤن اﻝﻤدﻴن ﻴﻜﻤل اﻝذي أﻀﻌف ﻤﻊ ﺒﻘﺎء
اﻷﺠل ،وﻓــﻲ اﻝﺤﺎﻝـﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴـﺔ ،إذا ﻜـﺎن إﻀـﻌﺎف اﻝﺘـﺄﻤﻴن ﺒـﺴﺒب أﺠﻨﺒـﻲ ،ﻓـﺈن اﻝﻤـدﻴن
ﻫــو اﻝــذي ﻴﺨﺘــﺎر ﺒــﻴن إﺴــﻘﺎط اﻷﺠــل ،وﺒــﻴن ﺘﻘــدﻴم ﺘــﺄﻤﻴن ﻝﻠــداﺌن ﻴﻜﻤــل ﺒــﻪ اﻝﺘــﺄﻤﻴن
اﻝذي أﻀﻌف ﻤﻊ إﺒﻘﺎء اﻷﺠل.
-٣ﺘﺨﻠف اﻝﻤدﻴن ﻋن ﺘﻘدﻴم ﻤﺎ وﻋد ﺒﻪ ﻓـﻲ اﻝﻌﻘد ﻤن ﺘﺄﻤﻴﻨﺎت:
ﻗد ﻴﻤﻨﺢ اﻝداﺌن اﻝﻤدﻴن أﺠﻼً ﻝﺘﻨﻔﻴذ اﻝﺘزاﻤﻪ ،وذﻝـك ﻷن اﻝﻤـدﻴن ﻗـد وﻋـدﻩ ﺒﺘﻘـدﻴم
ﺘﺄﻤﻴن ﻴﻀﻤن ﻝﻪ اﺴﺘﻴﻔﺎء دﻴﻨﻪ ،ﻓﺈذا ﻗﻌد اﻝﻤدﻴن ﻋن ﺘﻨﻔﻴذ ﻤﺎ وﻋد ﺒﻪ ﻓـﻲ اﻝﻌﻘد ﻤن
ﺘﺄﻤﻴﻨﺎت ﻓﺈﻨﻪ ﻝﻴس ﻫﻨﺎك ﻤﺒرر ﻝﺒﻘﺎء اﻷﺠـل ﻷن ﻋﻠﺘـﻪ ﻗـد اﻨﺘﻔـت وﻝـذﻝك ﻴـﺴﻘط ﺒﻘـوة
اﻤﺎ ﻨﺎﺠ ًاز ﻴﺠب ﻋﻠﻴﻪ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﻓوًار.
اﻝﻘﺎﻨون وﻴﺼﺒﺢ اﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن اﻝﺘز ً
آﺜﺎر اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل اﻝواﻗف:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ١/٢٧٤ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ-١» :إذا ﻜــﺎن
اﻻﻝﺘـزام ﻤﻘﺘرًﻨــﺎ ﺒﺄﺠــل واﻗــف ،ﻓﺈﻨــﻪ ﻻ ﻴﻜــون ﻨﺎﻓـ ًـذا إﻻ ﻓــﻲ اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴﻨﻘــﻀﻲ ﻓﻴــﻪ
اﻷﺠل ،ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ ﻴﺠـوز ﻝﻠـداﺌن ﺤﺘـﻰ ﻗﺒـل اﻨﻘـﻀﺎء اﻷﺠـل أن ﻴﺘﺨـذ ﻤـن اﻹﺠـراءات
ﻤﺎ ﻴﺤـﺎﻓظ ﺒـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺤﻘوﻗـﻪ ،وﻝـﻪ ﺒوﺠـﻪ ﺨـﺎص أن ﻴطﺎﻝـب ﺒﺘـﺄﻤﻴن إذا ﺨـﺸﻲ إﻓـﻼس
اﻝﻤدﻴن أو إﻋﺴﺎرﻩ واﺴﺘﻨد ﻓـﻲ ذﻝك إﻝﻰ ﺴﺒب ﻤﻌﻘول«.
ـﻀﺎﻓﺎ إﻝـﻰ أﺠـل واﻗـف ،ﻓـﺈن اﻻﻝﺘـزام
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن اﻻﻝﺘـزام إذا ﻜـﺎن ﻤ ً
ﻴﻌﺘﺒــر ﻨﺎﻓـ ًـذا ﻓــﻲ اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴﻨﻘــﻀﻲ ﻓﻴــﻪ اﻷﺠــل .وﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن ﻴــﺼﺒﺢ اﻻﻝﺘـزام
ﻤﺴﺘﺤق اﻷداء ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﻓوًار ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل ،وﻴﺤق ﻝﻠداﺌن
أن ﻴطﺎﻝـ ــب ﺒﺘﻨﻔﻴـ ــذﻩ ،وأن ﻴﺘﺨـ ــذ ﻜﺎﻓـ ــﺔ اﻝوﺴـ ــﺎﺌل ﻝﻠﺤـ ــﺼول ﻋﻠـ ــﻰ ﺤﻘـ ــﻪ ،وﻻ ﻴﻜـ ــون
ﻻﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل أﺜر رﺠﻌﻲ.
وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠـل اﻝواﻗـف ﻋﻜـس اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻝﺘـﻲ رأﻴﻨﺎﻫـﺎ ﻗﺒـل اﻨﻘـﻀﺎء
أحكام االلتزام واإلثبات ١٦٤
ﻫذا اﻷﺠل ،ﻓﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل ﻴﺴري اﻝﺘﻘﺎدم ﻓـﻲ ﺤـق اﻝـداﺌن ،وﻴﺠـوز ﻝﻠﻤـدﻴن أن
ﻴﺘﻤﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼﺔ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ ،وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝداﺌن أن ﻴرﻓﻊ اﻝدﻋوى اﻝﺒوﻝﻴﺼﻴﺔ.
آﺜﺎر اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل اﻝﻔﺎﺴﺦ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢/٢٧٤ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :وﻴﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ
اﻨﻘﻀﺎء اﻷﺠل اﻝﻔﺎﺴﺦ زوال اﻻﻝﺘزام ،دون أن ﻴﻜون ﻝﻬذا اﻝزوال أﺜر رﺠﻌﻲ«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن اﻻﻝﺘزام اﻝﻤﻀﺎف إﻝﻰ أﺠل ﻓﺎﺴﺦ ﺒﻌد اﻨﻘﻀﺎء ﻫذا
اﻷﺠل ﻴزول ،وذﻝك ﺒدون أﺜر رﺠﻌﻲ .ﻓﻤﺜﻼً ﻓـﻲ ﻋﻘد اﻹﻴﺠﺎر ﻓـﻲ ﻤدة ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﻌد
اﻨﺘﻬﺎء ﻫذﻩ اﻝﻤدة ﻴﻨﻘﻀﻲ اﻝﺘزام اﻝﻤﺴﺘﺄﺠر ﺒدﻓﻊ اﻷﺠرة ،وﻴﻨﻘﻀﻲ اﻝﺘزام اﻝﻤؤﺠر
ﺒﺘﻤﻜن اﻝﻤﺴﺘﺄﺠر ﻤن اﻻﻨﺘﻔﺎع ﺒﺎﻝﻌﻴن اﻝﻤؤﺠرة وذﻝك ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ اﻨﺘﻬﺎء ﻤدة اﻝﻌﻘد
دون أن ﻴﻜون ﻝﻬذا اﻻﻨﻘﻀﺎء أﺜر رﺠﻌﻲ.
١٦٥ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]Ø’ËÖ
Ý]ˆjÖ÷]ئ‚Ãi
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام اﻝﺒﺴﻴط ﺸﻲء واﺤـد ﻴﻠﺘـزم اﻝﻤـدﻴن ﺒﺄداﺌـﻪ ﻝﻠـداﺌن ،ﻓـﺈذا ﺘﻌـدد ﻤﺤـل
ﻤوﺼوﻓﺎ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻤﺤﻠﻪ.ً اﻤﺎ
اﻻﻝﺘزام ،ﻓﺎﻻﻝﺘزام ﻴﺼﺒﺢ اﻝﺘز ً
وﻗد ﺘﻜون ﺼورة اﻝﺘﻌدد ﻋﺒﺎرة ﻋـن أﺸـﻴﺎء ﻤﺘﻌـددة ﺘﺒـ أر ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن ﺒـراءة ﺘﺎﻤـﺔ
اﺤدا ﻤﻨﻬﺎ ،وﻫذا ﻫو اﻻﻝﺘزام اﻝﺘﺨﻴﻴرى.
إذا أدى و ً
وﻗ ــد ﺘﻜ ــون ﺼ ــورة اﻝﺘﻌ ــدد ﻋﺒ ــﺎرة ﻋ ــن ﺸ ــﻲء واﺤ ــد ﻴﻜ ــون ﻓـ ــﻲ اﻷﺼ ــل ﻤﺤ ــل
ـﻴﺌﺎ آﺨ ــر ،وﻫــذا ﻫ ــو اﻻﻝﺘـ ـزام
اﻻﻝﺘ ـزام وﻝﻜ ــن ﺘﺒ ـ أر ذﻤ ــﺔ اﻝﻤــدﻴن إذا أدى ﺒ ــدﻻً ﻤﻨ ــﻪ ﺸـ ً
اﻝﺒدﻝﻲ ،وﺴوف ﻨوﻀﺢ ﺼورﺘﻲ اﻝﺘﻌدد ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﻔﺼل ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﻤﺒﺤـــث اﻷول :اﻻﻝﺘ ازم اﻝﺘﺨﻴﻴري.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻻﻝﺘزام اﻝﺒدﻝﻲ.
] Ùæù]ovf¹
]÷ëé~jÖ]Ý]ˆjÖ
L'oligation alternative
ﺘﻌرﻴـف:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٧٥ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻴﻜ ــون اﻻﻝﺘـ ـزام
ﺘﺨﻴﻴرًﻴﺎ إذا ﺸﻤل ﻤﺤﻠـﻪ أﺸـﻴﺎء ﻤﺘﻌـددة ﺘﺒـ أر ذﻤـﺔ اﻝﻤـدﻴن ﺒـراءة ﺘﺎﻤـﺔ إذا ادى واﺤـد ﻤﻨﻬـﺎ،
وﻴﻜون اﻝﺨﻴﺎر ﻝﻠﻤدﻴن ﻤﺎﻝم ﻴﻨص اﻝﻘﺎﻨون أو ﻴﺘﻔق اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذا اﻝــﻨص أن اﻻﻝﺘـزام ﻴﻜــون ﺘﺨﻴﻴرًﻴــﺎ ،إذا ﻜــﺎن ﻤﺤﻠــﻪ أﺸــﻴﺎء ﻤﺘﻌــددة
ﺘﺒـ ـ أر ذﻤ ــﺔ اﻝﻤ ــدﻴن إذا أدى واﺤ ـ ًـدا ﻤﻨﻬ ــﺎ اﻝ ــداﺌن ،وﻤﺜ ــﺎل ذﻝ ــك أن ﺘﻜ ــون ﻗﻴﻤ ــﺔ اﻝﺘـ ـزام
اﻝﻤدﻴن ١٠٠٠٠٠ﺠﻨﻴﻪ ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن إذا اﺨﺘﺎر ﻤن ﺒﻴن ﻋدة أﺸﻴﺎء ﻴﻘـدم واﺤ ًـدا
ﻨﻘدا أو ﻴﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺴﻴﺎرةﻤﻨﻬﺎ ﻝﻠداﺌن ﻤﺜل أن ﻴﺨﺘﺎر إﻤﺎ أن ﻴدﻓﻊ ١٠٠٠٠٠ﺠﻨﻴﻪ ً
إﻝﻰ اﻝداﺌن ﺒﻨﻔس اﻝﻘﻴﻤﺔ ،أو ﻴﻘدم ﻝﻪ ﺸﻘﺔ ﺒﻨﻔس اﻝﻘﻴﻤﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٦٦
ﻓﺎﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﺜﻼﺜﺔ ﺘوﻀﻊ ﻝﻤن ﻝﻪ ﺤـق اﻝﺨﻴـﺎر ﻋﻠـﻰ ﻗـدم اﻝﻤـﺴﺎواة ،وﺘﺒـ أر ذﻤـﺔ
اﻝﻤدﻴن إذا ﻗﺎم ﺒﺄداء اﻝﺸﻲء اﻝذي اﺨﺘﺎرﻩ ﺼﺎﺤب اﻻﺨﺘﻴﺎر.
وﻓــﻲ اﻻﻝﺘـزام اﻝﺘﺨﻴﻴــري ﺘﻜــون اﻷﺸــﻴﺎء ﻤﺤــل اﻻﻝﺘ ـزام ﻋﻠــﻰ ﻗــدم اﻝﻤــﺴﺎواة ﻝــﻴس
ـﻴﺌﺎ
ﺒﻴﻨﻬــﺎ ﻤﺤــل اﻻﻝﺘ ـزام اﻷﺼــﻠﻲ آﺨــر ﺘﺒﻌــﻲ ﺤﺘــﻰ إذا اﺨﺘــﺎر ﺼــﺎﺤب اﻻﺨﺘﻴــﺎر ﺸـ ً
ﺒﺴﻴطﺎ ﻤﺤﻠﻪ ﻫذا اﻝﺸﻲء ،ﺒﺤﻴث ﺘﺘﺤدد طﺒﻴﻌـﺔ ً اﻤﺎ
ﻤﻨﻬﺎ اﻨﻘﻠب اﻻﻝﺘزام اﻝﺘﺨﻴﻴري اﻝﺘز ً
اﻻﻝﺘـزام وﻗﻴﻤﺘــﻪ ﺒﻌـد اﻻﺨﺘﻴــﺎر ،وﻝـم ﻴوﻀــﺢ اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻫــل ﻝﻼﺨﺘﻴــﺎر
أﺜ ــر رﺠﻌ ــﻲ أم ﻻ .وأرى أن ﻝ ــﻪ أﺜـ ـ ًار رﺠﻌًﻴ ــﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒ ــﺎر أن ﻫ ــذا ﻤ ــﺎ اﺘﺠﻬ ــت إﻝﻴ ــﻪ ﻨﻴ ــﺔ
اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن وﻗت اﻝﺘﻌﺎﻗد ،وﻤﻌﻨﻰ ذﻝك أن اﻻﺨﺘﻴﺎر ﻴﺴﺘﻨد أﺜرﻩ إﻝـﻰ وﻗـت إﺒـرام اﻝﻌﻘـد
وﻝﻴس ﻤن وﻗت اﻻﺨﺘﻴﺎر.
ﺼﺎﺤب ﺤق اﻻﺨﺘﻴﺎر:
اﻷﺼــل أن اﻝﻤــدﻴن ﻫــو ﺼــﺎﺤب ﺤــق اﻻﺨﺘﻴــﺎر ﻤــﺎﻝم ﻴوﺠــد ﻨــص ﻓ ــﻲ اﻝﻘــﺎﻨون
أو ﻴﺘﻔق اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك.
ﻓﻘد ﻴﻨص اﻝﻘﺎﻨون ﻋﻠـﻰ أن ﺤـق اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﻴﻜـون ﻝﻠـداﺌن ،ﻜﻤـﺎ ﻓــﻲ ﻨـص اﻝﻤـﺎدة
٢/٢٧٣ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا أﻀــﻌف ﺒﻔﻌﻠــﻪ
)اﻝﻤدﻴن( ﻤﺎ أﻋطﻰ اﻝداﺌن ﻤن ﺘﺄﻤﻴن ﺨﺎص ،وﻝو ﻜﺎن ﻫذا اﻝﺘﺄﻤﻴن ﻗد أﻋطﻲ ﺒﻌﻘد
ﻻﺤق أو ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝﻘﺎﻨون ،ﻫذا ﻤﺎﻝم ﻴؤﺜر اﻝداﺌن أن ﻴطﺎﻝب ﺒﺘﻜﻤﻠﺔ اﻝﺘﺄﻤﻴن«.
ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺘوﻀﺢ أن اﻝداﺌن ﻴﺨﺘﺎر ﻓـﻲ ﺤﺎﻝـﺔ إﻀـﻌﺎف اﻝﻤـدﻴن ﺒﻔﻌﻠـﻪ إﻝـﻰ ﺤـد
ﻜﺒﻴر – ﻤﺎ ﺴـﺒق أن أﻋطـﺎﻩ اﻝـداﺌن ﻤـﺎ ﺘـﺄﻤﻴن ﺨـﺎص – ﺒـﻴن أن ﻴـﺴﻘط ﺤـق اﻝﻤـدﻴن
ﻓـﻲ اﻷﺠل أو ﻴطﺎﻝب ﺒﺘﻜﻤﻠﺔ اﻝﺘﺄﻤﻴن اﻝذي أﻀﻌف.
وﻗد ﻴﺘﻔق اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان أن ﺤق اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﻴﻜـون ﻝﻠـداﺌن أو ﻝـﺸﺨص ﻤـن اﻝﻐﻴـر ،وﻓــﻲ
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺴري اﺘﻔـﺎق اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدﻴن ﺤﻴـث إن ﻨـص اﻝﻤـﺎدة ٢٧٥ﻨـص ﻤﻜﻤـل ﻻ ﻴطﺒـق
إﻻ ﻋﻨ ــد ﻋ ــدم وﺠ ــود اﺘﻔ ــﺎق أو ﻨ ــص ﻴﻘ ــﻀﻲ ﺒﻐﻴ ــر ذﻝ ــك ،وﻝ ــم ﻴﺒ ــﻴن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ
اﻝﻤﺼري ﻤدى اﻨﺘﻘﺎل ﺤق اﻝﺨﻴﺎر إﻝﻰ اﻝورﺜﺔ وﻨرى أن ﻫذا اﻝﺤق ﻴﻨﺘﻘل ﻝﻠورﺜﺔ.
١٦٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺠﻴدا أن ﻜل ﻤن ﻴدﺨل ﻫذﻩ اﻝﺴﺎﺤﺎت إﻤﺎ أن ﻴﺨﺴر دﻋواﻩٕ ،واﻤﺎ أن ﻴﻜـﺴﺒﻬﺎ وﻝﻜﻨـﻪ ً
وﻗﺘﺎ طوﻴﻼً وﻤﺎﻻً وﻓﻴ ًار.
ﻴﺨﺴر ﻓـﻲ ﻤﻘﺎﺒل ذﻝك ً
وﻝـم ﻴﺒـﻴن ﻨـص اﻝﻘـﺎﻨون ﻋـن ﺤﻜـم اﻤﺘﻨـﺎع ﺼـﺎﺤب اﻻﺨﺘﻴـﺎر ﻋـن اﻻﺨﺘﻴـﺎر إذا
ﻜــﺎن ﻤــن اﻝﻐﻴــر ،وأرى أن ﺤﻜﻤــﻪ ﻫــو ﻨﻔــس ﺤﻜــم اﻝــداﺌن إذا ﻜــﺎن ﺼــﺎﺤب اﻝﺨﻴــﺎر
ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أن اﻝﻤدﻴن ﻫو ﺼﺎﺤب اﻝﺤق اﻷﺼﻴل ﻓـﻲ اﻝﺨﻴﺎر ﻤﺎﻝم ﻴﻨص أو ﻴﺘﻔـق
ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك.
اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ ﺘﻨﻔﻴذ اﻷﺸﻴﺎء ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام اﻝﺘﺨﻴﻴري:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٧٧ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :إذا ﻜـﺎن اﻝﺨﻴـﺎر
ﻝﻠﻤ ــدﻴن ،ﺜـ ـم اﺴ ــﺘﺤﺎل ﺘﻨﻔﻴ ــذ ﻜ ــل ﻤ ــن اﻷﺸ ــﻴﺎء اﻝﻤﺘﻌ ــددة اﻝﺘ ــﻲ اﺸ ــﺘﻤل ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻤﺤ ــل
اﻻﻝﺘزام ،وﻜﺎن اﻝﻤدﻴن ﻤﺴؤوﻻً ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺴﺘﺤﺎﻝﺔ وﻝو ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـق ﺒواﺤـدة ﻤـن ﻫـذﻩ
ﻤﻠزﻤﺎ ﺒﺄن ﻴدﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ آﺨر ﺸﻲء اﺴﺘﺤﺎل ﺘﻨﻔﻴذﻩ«. اﻷﺸﻴﺎء ﻜﺎن ً
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ إذا ﻫﻠــك ﺸــﻲء ﻤــن اﻷﺸــﻴﺎء ﻤﺤــل اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺘﺨﻴﻴــري
ﻴﻨﺤــﺴر اﻻﺨﺘﻴــﺎر ﻓ ــﻲ اﻷﺸــﻴﺎء اﻝﺒﺎﻗﻴــﺔ ،ﻓــﺈذا ﻫﻠﻜــت وﻝــم ﻴﺒــق ﻤﻨﻬــﺎ إﻻ ﺸــﻲء واﺤــد
ﺘﺤول اﻻﻝﺘزام اﻝﺘﺨﻴﻴري إﻝﻰ اﻝﺘزام ﺒﺴﻴط ﻤﺤﻠﻪ اﻝﺸﻲء اﻝذي ﺒﻘﻲ.
أﻤــﺎ إذا ﻫﻠﻜــت ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ وﻜــﺎن ﺴــﺒب ﻫــﻼك أﺤــدﻫﺎ اﻝﻤــدﻴن ،ﻓــﺈن اﻝﻤــدﻴن ﻴﻠﺘــزم
ﺒدﻓﻊ ﻗﻴﻤﺔ آﺨر ﺸﻲء اﺴﺘﺤﺎل ﺘﻨﻔﻴذﻩ.
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺒﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ﻻ ﻴد ﻝﻠﻤدﻴن ﻓﻴﻪ اﻨﻘﻀﻰ اﻻﻝﺘزام.
ً ﻓﺈذا ﻫﻠﻜت
] êÞ^nÖ]ovf¹
]÷L'oligation facultative êÖ‚fÖ]Ý]ˆjÖ
ﺘﻌرﻴـف:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٧٨ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ -١» :ﻴﻜـ ــون
اﺤدا وﻝﻜن ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن إذا أدى ﺒـدﻻً
ﺸﻴﺌﺎ و ً
ﺒدﻝﻴﺎ إذا ﻝم ﻴﺸﻤل ﻤﺤﻠﻪ إﻻ ً
اﻻﻝﺘزام ً
ﺸﻴﺌﺎ آﺨر.
ﻤﻨﻪ ً
-٢واﻝ ــﺸﻲء اﻝ ــذي ﻴ ــﺸﻤﻠﻪ ﻤﺤ ــل اﻻﻝﺘـ ـزام ،ﻻ اﻝﺒ ــدﻴل اﻝ ــذي ﺘﺒـ ـ أر ذﻤ ــﺔ اﻝﻤ ــدﻴن
١٦٩ أحكام االلتزام واإلثبات
] oÖ^nÖ]Ø’ËÖ
Ý]ˆjÖ÷]Í]†_‚Ãi
ﺘﻤﻬﻴد:
داﺌﻨﺎ واﺤ ًـدا،
اﻻﻝﺘزام اﻝﺒﺴﻴط ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ أطراﻓﻪ ﻫو اﻝذي ﻴﻜون طرﻓﻪ اﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ً
اﺤدا ،ﻓﺈذا دﺨـل وﺼـف ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻝﻌﻨـﺼر ﻤـن اﻻﻝﺘـزام ﺒـﺄن
ﻤدﻴﻨﺎ و ً
وطرﻓﻪ اﻝﺴﻠﺒﻲ ً
ﺘﻌــدد أﺤــد أط ارﻓــﻪ أو طرﻓﻴــﻪ ﻤ ًﻌــﺎ ﺒــﺄن ﺘﻌــدد طــرف اﻝــداﺌن أو ﺘﻌــدد طــرف اﻝﻤــدﻴن
أو ﺘﻌــدد اﻝط ـرﻓﻴن ﻤ ًﻌــﺎ ﻤــﻊ ﺘــﻀﺎﻤن ﻜــل طــرف ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝطــرف اﻵﺨــر ،ﻓــﺈن
ﻤوﺼوﻓﺎ ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ أطراﻓﻪ.
ً اﻻﻝﺘزام ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺼﺒﺢ
ﻓــﺈذا ﺘﻌــدد اﻝــداﺌﻨون وﺤــدث ﺒﻴــﻨﻬم ﺘــﻀﺎﻤن ﻓــﺈن ﻫــذا ﻫــو اﻝﺘــﻀﺎﻤن اﻹﻴﺠــﺎﺒﻲ،
ٕواذا ﺘﻌدد اﻝﻤدﻴﻨون وﺤدث ﺒﻴﻨﻬم ﺘﻀﺎﻤن ﻓﺈن ﻫذا ﻫو اﻝﺘﻀﺎﻤن اﻝﺴﻠﺒﻲ.
ﻓﻘــد ﻨظــم اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒﻨوﻋﻴــﻪ اﻹﻴﺠــﺎﺒﻲ واﻝــﺴﻠﺒﻲ ﻓ ــﻲ
اﻝﻤواد ﻤن ٢٩٩ :٢٧٩ﺘﺤت ﻋﻨوان اﻝﺘﻀﺎﻤن.
ﺜم ﻨظم ﻤوﻀوع ﻋدم اﻝﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﻝﻼﻨﻘﺴﺎم ﻻرﺘﺒﺎطﻪ ﺒﻤوﻀـوع ﺘﻌـدد أطـراف اﻻﻝﺘـزام
ﻋﻘــب ﻤوﻀــوع اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻤﺒﺎﺸ ـرة وذﻝــك ﻓ ــﻲ اﻝﻤ ـواد ﻤــن ،٣٠٢ :٣٠٠وﺠرًﻴــﺎ ﻋﻠــﻰ
اﻝﺨطﺔ اﻝﺘـﻲ اﺘﺒﻌﻬﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺴﻨﻘﺴم ﻫذا اﻝﻔﺼل إﻝﻰ اﻝﻤﺒﺤﺜﻴن اﻝﺘﺎﻝﻴﻴن:
اﻝﻤﺒﺤــث اﻷول :اﻝﺘﻀــﺎﻤـن.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﻋدم ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻝدﻴن ﻝﻼﻨﻘﺴﺎم.
] Ùæù]ovf¹
]à{{{{{Ú^{{{{–jÖ
ﺘﻤﻬﻴد:
اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻴﻌﻨــﻲ وﺠــود اﻝﺘ ـزام واﺤــد ﻤــﻊ ﺘﻌــدد أﺤــد طرﻓﻴــﻪ أو ﻤــﻊ ﺘﻌــدد طرﻓﻴــﻪ
ـﻀﺎﻤﻨﺎ إﻴﺠﺎﺒًﻴــﺎٕ .واذا ﺘﻌــدد
ً ﻤ ًﻌــﺎ ،ﻓــﺈذا ﺘﻌــدد أطـراف اﻻﻝﺘـزام ﻤــن ﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝــداﺌن ﻜــﺎن ﺘـ
أحكام االلتزام واإلثبات ١٧٢
ﺴﻠﺒﻴﺎ.
ﺘﻀﺎﻤﻨﺎ ً
ً ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻤدﻴن ﻜﺎن
واﻝﺘــﻀﺎﻤن أًﻴــﺎ ﻜــﺎن ﻨوﻋــﻪ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت اﻝﻤدﻨﻴــﺔ ﻴﺨــﺎﻝف اﻷﺼــل ﻷن
اﻷﺼل أﻨﻪ إذا ﺘﻌدد أطراف اﻻﻝﺘزام اﻨﻘـﺴم اﻻﻝﺘـزام ﺒﻴـﻨﻬم ،وﻝﻜـن ﻗـد ﻴﺘﻔـق أو ﻴـﻨص
اﻝﻘــﺎﻨون ﻋﻠــﻰ ﺨــﻼف ﻫــذا اﻷﺼــل ﻓﻴﺤــدث ﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن اﻝــداﺌﻨﻴن أو ﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن
ـﺎء
اﻝﻤدﻴﻨﻴن .وﻷن اﻝﺘﻀﺎﻤن ﻴﺨﺎﻝف اﻷﺼل ﻓﺈﻨﻪ ﺒﻨوﻋﻴﻪ ﻻ ﻴﻔﺘرضٕ ،واﻨﻤـﺎ ﻴﻜـون ﺒﻨ ً
ﻋﻠﻰ اﺘﻔﺎق أو ﻨص ﻓـﻲ اﻝﻘﺎﻨون )ﻤﺎدة ٢٧٩ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻗــد ﻴﻜــون اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒﺎﺘﻔــﺎق ﺼـرﻴﺢ أو ﻀــﻤﻨﻲ ،وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻷﺨﻴـرة
ﻴﺠــب أن ﺘــدل اﻝوﻗــﺎﺌﻊ ﺒــﺼورة ﻗﺎطﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ وﻗوﻋــﻪ ،ﻓــﺈن ﻗــﺎم ﺸــك ﺤــو وﺠــود
اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻓــﺈن اﻝــﺸك ﻴﻔــﺴر ﺒﻌــدم وﺠــودﻩ ﻷن ﻫــذا ﻫــو اﻷﺼــل ،وﺴــوف ﻨﺒﺤــث
ﺘﺒﺎﻋﺎ ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺘﻀﺎﻤن اﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﺒـﻴن اﻝـداﺌﻨﻴن ﺜـم ﺒﻌـد ذﻝـك اﻝﺘـﻀﺎﻤن
ً
اﻝﺴﻠﺒﻲ ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن.
] Ùæù]gת¹
]Dêe^«ý]àÚ^–jÖ]E°ßñ]‚Ö]°eàÚ^–jÖ
اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن:
ﻴﻘ ــﺼد ﺒﺎﻝﺘ ــﻀﺎﻤن ﺒ ــﻴن اﻝ ــداﺌﻨﻴن أن ﻴﺘﺤ ــد ﻋ ــدة داﺌﻨ ــﻴن ﺒﺎﻻﺘﻔ ــﺎق ﺒﻴ ــﻨﻬم ﻓـ ــﻲ
ﻤواﺠﻬــﺔ اﻝﻤــدﻴن إذا ﻜــﺎن ﻤﺤــل اﻝﺘ ازﻤــﻪ واﺤـ ًـدا ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ إﻝــﻴﻬم ﺒﺤﻴــث ﻴﺤــق ﻝﻜــل واﺤــد
ﻓــﻴﻬم أن ﻴطﺎﻝﺒــﻪ ﺒﻜــل اﻝــدﻴنٕ ،واذا وﻓّــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝــدﻴن ﻜﻠــﻪ ﻷﺤــدﻫم ﺘﺒـ أر ذﻤﺘــﻪ ﻗﺒــل
اﻝداﺌﻨﻴن اﻵﺨرﻴن.
واﻝﺘـﻀﺎﻤن ﻤﺨـﺎﻝف ﻝﻸﺼــل؛ ﻷن اﻝﻘﺎﻋـدة أﻨـﻪ إذا ﺘﻌــدد اﻝـداﺌﻨون ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝــدﻴن
واﺤد ﻓﺈن ﻫذا اﻝدﻴن ﻴﻨﻘﺴم ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴـﻨﻬم؛ ﺒﺤﻴـث ﻴﺨـص ﻜـل ﻤـﻨﻬم ﺤـﺼﺔ ﻓــﻲ اﻝﺤـق،
ﺤﻘﺎ ﻝورﺜﺘﻪ ﻓــﻲ
ﻤﻨﻔردا اﻝﻤدﻴن .ﻜﻤﺎ ﻝو ﺘوﻓـﻲ ﺸﺨص وﺘرك ً ً ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝب ﺒﻬﺎ
ﻤواﺠﻬــﺔ ﻤــدﻴن واﺤــد ،ﻓــﺈن ﻜــل داﺌــن ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ،ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب اﻝﻤــدﻴن
ﺒﺤﺼﺘﻪ ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﺤق.
١٧٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻝﻜن ﻓـﻲ ﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻀﺎﻤن ﻗد ﻴﺘﻔق ﻫؤﻻء اﻝورﺜﺔ )اﻝداﺌﻨون( ﻋﻠـﻰ اﻝﺘـﻀﺎﻤن ﻓﻴﻤـﺎ
ﺒﻴـﻨﻬم ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ ﻫــذا اﻝﻤـدﻴن ،ﺒﺤﻴـث ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أي واﺤــد ﻤـﻨﻬم أن ﻴطﺎﻝـب اﻝﻤــدﻴن
ﺒﻜل اﻝدﻴن ،ﺜم ﻴﻌود ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻌد ذﻝك ﺒﺎﻗﻲ اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﺄﺨذ ﻜل واﺤد ﻤﻨﻬم ﺤﻘﻪ.
ﻓﺎﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒـﻴن اﻝــداﺌﻨﻴن ﻨــوع ﻤــن أﻨـواع اﻻﺘﺤــﺎد ﺒــﻴن اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓــﻲ اﻝﺘـزام واﺤــد
ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن ،وﻫو ﻴﺨﺘﻠـف ﻋـن ﻨظـﺎم اﻝوﻜﺎﻝـﺔ ﺤـﻴن ﻴوﻜـل ﻤﺠﻤوﻋـﺔ اﻝـداﺌﻨﻴن
ﺸــﺨص ﻤــن اﻝﻐﻴــر اﺴــﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘﻬــم ﻤــن اﻝﻤــدﻴن ،ﻷﻨــﻪ ﻓ ــﻲ اﻝوﻜﺎﻝــﺔ ،اﻝوﻜﻴــل ﺤﻴﻨﻤــﺎ
ﻴﻌﻤل ،ﻴﻌﻤل داﺌ ًﻤـﺎ ﻝﺤـﺴﺎب اﻷﺼـﻴل .أﻤـﺎ ﻓــﻲ ﺤﺎﻝـﺔ اﻝﺘـﻀﺎﻤن ،ﻓﺎﻝـداﺌن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤن
اﻝذي ﻴطﺎﻝب ﺒﺎﻝﺤق ﻜﻠﻪ ﻴﻌﻤل ﻝﺤﺴﺎﺒﻪ وﻝﺤﺴﺎب ﺒﺎﻗـﻲ اﻝداﺌﻨﻴن ﻓـﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت.
واﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن ﻻ ﻴﻔﺘـرض ﻷﻨـﻪ ﻤﺨـﺎﻝف ﻝﻸﺼـل ،وﻤـﺼدرﻩ داﺌ ًﻤـﺎ ﻫـو
اﻻﺘﻔـ ــﺎق ﺒـ ــﻴن اﻝـ ــداﺌﻨﻴن اﻝـ ــﺼرﻴﺢ أو اﻝـ ــﻀﻤﻨﻲ ،وﻓ ـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝـ ــﺔ اﻷﺨﻴ ـ ـرة ﻴﺠـ ــب
اﺴــﺘﺨﻼص اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻤــن ظــروف اﻝواﻗﻌــﺔ وأن ﺘﻜ ـون ﺘﻠــك اﻝظــروف ﻗﺎطﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ
وﺠود اﻝﺘﻀﺎﻤن.
ﻓﺈذا ﻗﺎم ﺸك ﺤول وﺠود اﻝﺘﻀﺎﻤن ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻘﻊ؛ ﻷﻨﻪ ﻤﺨﺎﻝف ﻝﻸﺼـل وﻴﺘـرك
اﺴــﺘﺨﻼص اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻤــن ﺨــﻼل اﻝظــروف ﻝﻘﺎﻀــﻲ اﻝﻤوﻀــوع وﺴــﻠطﺘﻪ ﻓ ــﻲ ذﻝــك
ﻤطﻠﻘﺔ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.
واﻝﺘــﻀﺎﻤن اﻹﻴﺠــﺎﺒﻲ ﻗﻠﻴــل اﻝوﻗــوع ﻓ ــﻲ اﻝﺤﻴــﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ؛ ﻷن اﻝــداﺌﻨﻴن ﻴﻔــﻀﻠون
ﻋﻠﻴﻪ ﻨظﺎم اﻝوﻜﺎﻝﺔ ،ﺤﻴث ﻴﻤﻜن أن ﻴﺘﻌرض اﻝداﺌن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤن اﻝذي ﻴطﺎﻝب ﺒـﺎﻝﺤق
ﻝﺨطر إﻋﺴﺎرﻩ ﺒﻌد اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻴﻪ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴواﺠﻪ ﺒﺎﻗﻲ اﻝداﺌﻨﻴن ﻤـﺸﺎﻜل ﺠﻤـﺔ ﻓــﻲ
اﻝرﺠــوع ﻋﻠﻴــﻪ .أﻤــﺎ ﻓــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ اﻝوﻜﺎﻝــﺔ ﻓﻬــم ﻴــﺴﺘطﻴﻌون أن ﻴﺨﺘــﺎروا ﻤــن ﺒﻴــﻨﻬم اﻝــداﺌن
اﻝﻤوﺴر ﻝﻜﻲ ﻴﻨوب ﻋﻨﻬم ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء اﻝﺤق ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﺘﻌرﻀون ﻝﺨطـر إﻋـﺴﺎرﻩ
ﻓﻬ ــم ﻓـ ــﻲ اﻝﺘ ــﻀﺎﻤن ﻻ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻌون أن ﻴﺨﺘ ــﺎروا ﻓﻴﻤ ــﺎ ﺒﻴ ــﻨﻬم اﻝ ــداﺌن اﻝ ــذي ﻴطﺎﻝ ــب
ﺒﺎﻝﺤق ،ﻓﻜل ﻤﻨﻬم ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝب ﺒﻪ ﻓﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن إذا وﻓـﻰ ﻷﺤدﻫم ﺒﻐض
اﻝﻨظــر ﻋــن إﻋــﺴﺎرﻩ أو ﻴــﺴﺎرﻩ ،أﻤــﺎ ﻓ ــﻲ وﻜﺎﻝــﺔ أﺤــدﻫم ﻓﺎﻻﺨﺘﻴــﺎر ﻝﻬــم ﻓ ــﻲ ﺘوﻜﻴــل
أﺤدﻫم ﻓـﻲ اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٧٤
آﺜــــﺎر اﻝﺘﻀﺎﻤن:
ﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن اﻝــداﺌﻨﻴن ﻨوﻋــﺎن ﻤــن اﻝﻌﻼﻗــﺎت :أوﻝﻬــﺎ ﻋﻼﻗــﺔ ﺘﻨــﺸﺄ
ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن واﻝﻤدﻴن ،واﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻨﺸﺄ ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم.
أوﻻً -اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن واﻝﻤدﻴن:
ﺘﺤﻜم ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻗـﺔ ﻋـدة ﻗواﻋـد ﻫـﻲ وﺤـدة اﻝـدﻴن ،وﺘﻌـدد اﻝـرواﺒط ،واﻝﻨﻴﺎﺒـﺔ ﺒـﻴن
اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﻔﻊ ﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر.
) (١وﺤدة اﻝدﻴن:
ﻴﻘــﺼد ﺒوﺤــدة اﻝــدﻴن أن أي داﺌــن ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب اﻝﻤــدﻴن ﺒﻜــل اﻝــدﻴن وأن
اﻝﻤــدﻴن ﺘﺒ ـ أر ذﻤﺘــﻪ إذا وﻓ ــﻰ ﺒﺎﻝــدﻴن ﻜﻠــﻪ ﻷي داﺌــن؛ ﻷن اﻝــدﻴن ﻓ ــﻲ ﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺘــﻀﺎﻤن
اﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻴﻌد وﺤدﻩ واﺤدة ﻻ ﺘﻘﺒل اﻝﺘﺠزﺌﺔ ،وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ذﻝك اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻵﺘﻴﺔ:
أ -ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤــدﻴن أن ﻴوﻓ ــﻲ اﻝــدﻴن ﻜﻠــﻪ ﻷي داﺌــن وﺘﺒ ـ أر ذﻤﺘــﻪ ﺘﺠــﺎﻩ ﺒــﺎﻗﻲ اﻝــداﺌﻨﻴن
ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝوﻓﺎء ،إﻻ إذا اﻋﺘرض أﺤد اﻝداﺌﻨﻴن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝوﻓـﺎء وأﺒﻠـﻎ اﻝﻤـدﻴن
ﺼراﺤﺔ ﺒﻬذا اﻻﻋﺘراض ،وﻋﻨدﺌذ ﻻ ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﺘﺠـﺎﻩ ﺒـﺎﻗﻲ اﻝـداﺌﻨﻴن إﻻ ﺒﻘـدر
ﺤــﺼﺔ اﻝــداﺌن اﻝــذي ﺘــم اﻝوﻓــﺎء ﻝــﻪ ،وﻻ ﻴــﺸﺘرط أن ﻴــﺘم اﻻﻋﺘ ـراض ﺒــﺸﻜل رﺴــﻤﻲ،
وﻝــذﻝك ﻴﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺘق اﻝــداﺌن اﻝــذي ﻴــدﻋﻲ اﻻﻋﺘـراض إﺜﺒﺎﺘــﻪ ،وﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤــدﻴن
ﺒﻌـ ــد اﻋﺘ ـ ـراض أﺤـ ــد اﻝـ ــداﺌﻨﻴن أن ﻴـ ــﺘﺨﻠص ﻤـ ــن اﻝـ ــدﻴن إﻤـ ــﺎ ﺒﺎﻝوﻓـ ــﺎء ﺒـ ــﻪ ﻝﻠـ ــداﺌﻨﻴن
ﻤﺠﺘﻤﻌ ــﻴن ،أو إﻴ ــداع ﻤﺤ ــل اﻻﻝﺘـ ـزام ﺨ ازﻨ ــﺔ اﻝﻤﺤﻜﻤ ــﺔ ﻜﻤ ــﺎ ﺴ ــﺒق أن رأﻴﻨ ــﺎ )ﻤ ــﺎدة
١/٢٨٠ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ب -ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن ﻤﺠﺘﻤﻌﻴن أو ﻤﻨﻔردﻴن ﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝوﻓﺎء
ﺒﻜل اﻝدﻴن )اﻝﻤﺎدة ١/٢٨١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ج -ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤ ــدﻴن أن ﻴ ــدﻓﻊ ﻓـ ــﻲ ﻤواﺠﻬ ــﺔ اﻝ ــداﺌن اﻝ ــذي ﻴطﺎﻝﺒ ــﻪ ﺒﺎﻝ ــدﻴن ﺒﺄوﺠ ــﻪ
اﻝدﻓﺎع اﻝﻤﺸﺘرﻜﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺨـص ﻜـل اﻝـداﺌﻨﻴن ﻤﺜـل أن ﻴـدﻓﻊ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬﺘـﻪ ﺒـﺒطﻼن
اﻻﻝﺘـزام ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬــﺔ ﺠﻤﻴــﻊ اﻝــداﺌﻨﻴن ،أو ﺒﺎﻨﻘــﻀﺎﺌﻪ ﺒﺎﻝﺘﻘــﺎدم إذا ﻜــﺎن ﻗــد اﻨﻘــﻀﻰ
ﺠﻤﻴﻌﺎ )ﻤﺎدة ٢/٢٨١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ً ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻴﻬم
١٧٥ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻗﺒل ﺒﺎﻗﻲ اﻝداﺌﻨﻴن إﻻ ﺒﻘدر ﺤﺼﺔ اﻝداﺌن اﻝذي ﺒرﺌت ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻗﺒﻠﻪ«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أﻨﻪ إذا اﻨﻘﻀت راﺒطﺔ أﺤد اﻝـداﺌﻨﻴن ﻝﻠﻤـدﻴن ﺒـﺴﺒب ﺨـﺎص
ﻴرﺠــﻊ إﻝﻴ ـﻪ ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﺒ ـ أر ﻫــذا اﻝــداﺌن اﻝﻤــدﻴن ،أو اﻨﻘــﻀﻰ اﻝﺘ ـزام اﻝﻤــدﻴن ﻗﺒﻠــﻪ ﻝــﺴﺒب
ﺨــﺎص ﻴرﺠــﻊ إﻝﻴــﻪ ﻜﻤــﺎ ﻝــو أﺒ ـ أر ﻫــذا اﻝــداﺌن اﻝﻤــدﻴن ،أو اﻨﻘــﻀﻰ اﻝﺘ ـزام اﻝﻤــدﻴن ﻗﺒﻠــﻪ
ﺒﺎﻝﺘﻘﺎدم ،أو ﺤدﺜت ﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻴن اﻝﺘزام اﻝﻤدﻴن وﺤق ﻫذا اﻝداﺌن ،أو اﺘﺤدت ذﻤﺔ ﻜل
ﻤــن اﻝ ــداﺌن واﻝﻤ ــدﻴن ﻓـ ــﻲ ﺸــﺨص واﺤ ــد ،ﻫ ــذﻩ اﻷﺴ ــﺒﺎب ﻻ ﺘــؤﺜر ﻋﻠ ــﻰ ﺤ ــق ﺒ ــﺎﻗﻲ
اﻝداﺌﻨﻴن ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن ،وﻻﻴﻤﻜن ﻝﻠﻤدﻴن أن ﻴﺤﺘﺞ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻬم إﻻ ﺒﺎﻨﻘـﻀﺎء
ﺤﺼﺔ ذﻝك اﻝداﺌن.
) (٣اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﻔﻊ ﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢/٢٨٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨـﻪ» :ﻻﻴﺠـوز ﻷﺤـد
اﻝداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن أن ﻴﺄﺘﻲ ﻋﻤﻼً ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻹﻀرار ﺒﺎﻝداﺌﻨﻴن اﻵﺨرﻴن«.
ﻤﻘﺘـ ــﻀﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻝﻤـ ــﺎدة أن اﻝﻨﻴﺎﺒـ ــﺔ ﺒـ ــﻴن اﻝـ ــداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘـ ــﻀﺎﻤﻨﻴن ﺘﻘﺘـ ــﺼر ﻋﻠـ ــﻰ
اﻷﻋﻤﺎل اﻝﻨﺎﻓﻌﺔ دون اﻷﻋﻤﺎل اﻝـﻀﺎرة ،ﻓﻠـو أن أﺤـدﻫم رﺠـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻴن وطﺎﻝﺒـﻪ
ﺒﻜل اﻝدﻴن ﻓﺄﻨﻜر اﻝﻤدﻴن اﻝدﻴن ،ﻓطﺎﻝﺒﻪ اﻝداﺌن ﺒﺤﻠف اﻝﻴﻤﻴن ﻓﺈذا ﻨﻜل اﻝﻤدﻴن ﻋن
أداء اﻝﻴﻤﻴن ﺜﺒت اﻝـدﻴن ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠﺠﻤﻴـﻊ ،وﻝـﻴس ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠـداﺌن طﺎﻝـب اﻝﻴﻤـﻴن ﻷن
اﻝﻨﻴﺎﺒــﺔ ﺒــﻴن اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﻨﻔــﻊ .أﻤــﺎ إذا ﺤﻠــف اﻝﻤــدﻴن ﻓــﺈن ذﻤﺘــﻪ ﺘﺒ ـ أر ﻤــن ﺤــﺼﺔ
اﻝداﺌن اﻝذي وﺠﻪ إﻝﻴﻪ اﻝﻴﻤﻴن ،وﻻ ﺘﺒ أر ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﺒﺎﻗﻲ اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤن اﻝدﻴن،
ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﻻ ﺘﻜون ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر.
ﻤﺜــﺎل آﺨــر ،إذا أﻋــذر أﺤــد اﻝــداﺌﻨﻴن اﻝﻤــدﻴن اﺴــﺘﻔﺎد ﺒــﺎﻗﻲ اﻝــداﺌﻨﻴن ﻤــن اﻵﺜــﺎر
اﻝﻤﺘرﺘﺒ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻹﻋ ــذار ،ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒ ــﺔ ﺒﻴ ــﻨﻬم ﺘﻜ ــون ﻓﻴﻤ ــﺎ ﻴﻨﻔ ــﻊ ،أﻤ ــﺎ إذا أﻋ ــذر
اﻝﻤــدﻴن أﺤــد اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓ ــﻲ اﻷﺤ ـوال اﻝﺘــﻲ ﻴﺠــوز ﻓﻴﻬــﺎ ذﻝــك ﻓــﻼ ﻴﺤــﺘﺞ ﺒﻬــذا اﻹﻋــذار
ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ اﻝداﺌﻨﻴن ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﻻ ﺘﻜون ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﻋﻼﻗﺔ اﻝداﺌﻨﻴن ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم:
ً
إذا اﺴﺘوﻓﻰ أﺤد اﻝداﺌﻨﻴن ﻜل اﻝدﻴن ﻤـن اﻝﻤـدﻴن ﻓﺈﻨـﻪ ﻴﻌـود ﺒﻌـد ذﻝـك وﻴﻘـﺴم ﻤـﺎ
١٧٧ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]gת¹
]D׊Ö]àÚ^–jÖ]E°ß肹]°eàÚ^–jÖ
اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺎﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن:
ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﺘﺤﺎد ﻋدة ﻤدﻴﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزام واﺤـد إﻝـﻰ
اﻝداﺌن وذﻝك ﺒﺎﺘﻔﺎق ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم أو ﺒﻨص ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري.
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن أن ﻴﺸﺘري ﻋدة أﺸﺨﺎص ﻤﺎﻻً ﻋﻠﻰ اﻝﺸﻴوع
ﺒﻴﻨﻬم ،وﻴﺘﻔﻘون ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﺘﻀﺎﻤن ﻓـﻲ دﻓـﻊ ﺜﻤـن ﻫـذا اﻝﻤـﺎل ﺒﺤﻴـث ﻴـﺴﺘطﻴﻊ
اﻝداﺌن )اﻝﺒﺎﺌﻊ( أن ﻴرﺠﻊ ﻋﻠﻰ أي واﺤـد ﻤـﻨﻬم ﺒﻜﺎﻤـل اﻝـﺜﻤن وﺘﺒـ أر ذﻤـﺘﻬم ﺠﻤﻴ ًﻌـﺎ إذا
وﻓﻰ واﺤد ﻤﻨﻬم ﺒﻜﺎﻤل اﻝﺜﻤن ﻝﻠﺒﺎﺌﻊ.
ّ
واﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻻ ﻴﻔﺘرض ﻷﻨﻪ ﻴﺨﺎﻝف اﻷﺼـل ،ﻷن اﻝﻘﺎﻋـدة أﻨـﻪ إذا
ﺘﻌدد اﻝﻤدﻴﻨون ﻝداﺌن واﺤد ﺘﺘﻌدد اﻝرواﺒط ﺒﻘدر ﺘﻌدد اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻤﻊ ذﻝـك اﻝـداﺌن ،ﻓﻔـﻲ
اﻝﻤﺜـل اﻝــﺴﺎﺒق ﻝــو ﻝــم ﻴﻜـن ﻫﻨــﺎك اﺘﻔــﺎق ﺒــﻴن اﻝﻤــﺸﺘرﻴﻴن ﻋﻠـﻰ اﻝــﺸﻴوع ﻓــﺈن ﻜــل واﺤــد
ﻤﻠزﻤﺎ ﺘﺠﺎﻩ اﻝﺒﺎﺌﻊ ﺒﺄداء ﻗدر ﻤن اﻝﺜﻤن ﻴﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ ﺤﺼﺘﻪ واﻷﺼل أن
ﻤﻨﻬم ﻴﻜون ً
اﻝﺘزام ﻜل واﺤد ﻤﻨﻬم ﻤﺴﺘﻘل ﻋن اﻵﺨر.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٧٨
وﻷن اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴﻨﻴن ﻴﻌﺘﺒــر ﻤﺨــﺎﻝف ﻝﻸﺼــل ﻓﺈﻨــﻪ ﻻ ﻴﻔﺘــرضٕ ،واﻨﻤــﺎ ﻻﺒــد
ﻤن وﺠود اﺘﻔﺎق ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن أو ﻨص ﻓـﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻴﻘررﻩ.
ﻓﻤﺼدر اﻝﺘﻀﺎﻤن اﻝﺴﻠﺒﻲ اﻻﺘﻔﺎق أو اﻝﻘﺎﻨون وﻫو ﺒذﻝك ﻴﺨﺘﻠف ﻋن اﻝﺘﻀﺎﻤن
داﺌﻤﺎ اﻻﺘﻔﺎق .وﻤن أﻤﺜﻠﺔ ﻨﺼوص اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘـﻲ ﺘﻘـرر اﻹﻴﺠﺎﺒﻲ اﻝذي ﻜﺎن ﻤﺼدرﻩ ً
اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻨص اﻝﻤﺎدة ١٦٩ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري اﻝﺘـﻲ ﺘﻘـرر
اﻝﺘـ ــﻀﺎﻤن ﺒـ ــﻴن اﻝﻤـ ــﺴؤوﻝﻴن ﻋـ ــن اﻝﻌﻤـ ــل اﻝـ ــﻀﺎر إذا ﺘﻌـ ــددوا وذﻝـ ــك ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ـزاﻤﻬم
ﺒﺘﻌوﻴض اﻝﻀرر .وﻨص اﻝﻤﺎدة ٣/١٩٢ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري اﻝﺘـﻲ ﺘﻘـرر
أﻨﻪ إذا ﺘﻌدد اﻝﻔﻀوﻝﻴون ﻓـﻲ اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻌﻤل واﺤد ﻜﺎﻨوا ﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ.
وﻨــص اﻝﻤــﺎدة ٦٥١اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــرر اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن اﻝﻤﻬﻨــدس اﻝﻤﻌﻤــﺎري واﻝﻤﻘــﺎول ﻓ ــﻲ
اﻝﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋﻤــﺎ ﻴﺤــدث ﺨــﻼل ﻋــﺸر ﺴــﻨوات ﻤــن ﺘﻬــدم ﻜﻠــﻲ أو ﺠزﺌــﻲ ﻓﻴﻤــﺎ ﺸــﻴدوﻩ ﻤــن
ﻤﺒـ ٍ
ـﺎن أو أﻗــﺎﻤوﻩ ﻤــن ﻤﻨــﺸﺂت ﺜﺎﺒﺘــﺔ أﺨــرى ،وﻫــذا إذا ﻜــﺎن اﻝﺘﻬــدم ﻨﺎﺸـ ًـﺌﺎ ﻋــن ﻋﻴــب ﻓ ــﻲ
اﻷرض ذاﺘﻬـ ــﺎ ،أو ﻜ ـ ـﺎن رب اﻝﻌﻤـ ــل ﻗـ ــد أﺠـ ــﺎز إﻗﺎﻤـ ــﺔ اﻝﻤﻨـ ــﺸﺂت اﻝﻤﻌﻴﺒـ ــﺔ ،ﻤـ ــﺎﻝم ﻴﻜـ ــن
اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻗد أرادا أن ﺘﺒﻘﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﻨﺸﺂت ﻤدة أﻗل ﻤن ﻋﺸر ﺴﻨوات.
وﻤ ــﺎ ﺘـ ـﻨص ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻝﻤ ــﺎدة ١/٧٠٨اﻝﺘ ــﻲ ﺘﻘ ــرر اﻝﺘ ــﻀﺎﻤن ﻓـ ــﻲ اﻝﻤ ــﺴؤوﻝﻴﺔ ﺒ ــﻴن
اﻝوﻜﻴل وﻨﺎﺌﺒﻪ ﻓـﻲ ﺘﻨﻔﻴذ اﻝوﻜﺎﻝﺔ ،وﻤﺎ ﺘﻨص ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة ٧١٢اﻝﺘﻲ ﺘﻘـرر اﻝﺘـﻀﺎﻤن
ﺼــﺎ
ﺒــﻴن اﻝﻤــوﻜﻠﻴن اﻝﻤﺘﻌــددﻴن ﻗﺒــل اﻝوﻜﻴــل ﻓــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝوﻜﺎﻝــﺔ إذا ﻜــﺎن اﻝﻤوﻜــل أﺸﺨﺎ ً
اﺤدا.
ﺸﺨﺼﺎ و ً
ً ﻤﺘﻌددﻴن ،وﻜﺎن وﻜﻴﻠﻬم
ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻨــﺼوص ﻴﺘﺒــﻴن أن اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴﻨﻴن ﻋﻠــﻰ ﻋﻜــس اﻝﺘــﻀﺎﻤن
ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن ﻜﺜﻴر اﻝوﻗوع ﻓـﻲ اﻝﺤﻴﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ،وﻓـﻲ ﻏﻴر ﻫذﻩ اﻝﻨـﺼوص ،وﻜﺜﻴـ ًار ﻤـﺎ
اﺤدا – اﻝﺘﻀﺎﻤن ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺸﺘرط اﻝداﺌن ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻌددﻴن – إذا ﻜﺎن اﻝﺘزاﻤﻬم و ً
ﺒﻴﻨﻬم ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺠﻨب ﺨطر إﻋﺴﺎر أﺤدﻫم.
آﺜــﺎر اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن:
ﻴﻨــﺘﺞ ﻋــن اﻝﺘــﻀﺎﻤن اﻝــﺴﻠﺒﻲ ﻨوﻋــﺎن ﻤــن اﻝﻌﻼﻗــﺎت ﺘــﺸﺒﻪ اﻝﻌﻼﻗــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻨــﺘﺞ
ﻤـن اﻝﺘــﻀﺎﻤن اﻹﻴﺠـﺎﺒﻲ ﻓﻬﻨــﺎك ﻋﻼﻗـﺔ ﺒــﻴن اﻝـداﺌن واﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ،وﻋﻼﻗــﺔ
١٧٩ أحكام االلتزام واإلثبات
أﺨــرى ﺒــﻴن اﻝــداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓﻴﻤــﺎ ﺒﻴــﻨﻬم ،وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ ﻜــل ﻋﻼﻗــﺔ ﻋــدة آﺜــﺎر
ﻨوﻀﺤﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻰ:
أوﻻً -اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن:
ﺘﺤﻜ ــم ﻫ ــذﻩ اﻝﻌﻼﻗ ــﺔ ﻋ ــدة ﻤﺒ ــﺎدئ ﺸ ــﺒﻴﻬﺔ ﺒﺎﻝﻤﺒ ــﺎدئ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺤﻜ ــم اﻝﻌﻼﻗ ــﺔ ﺒ ــﻴن
اﻝــداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن واﻝﻤــدﻴن ﻓ ــﻲ اﻝﺘ ــﻀﺎﻤن اﻹﻴﺠــﺎﺒﻲ وﻫــﻲ وﺤــدة اﻝــدﻴن وﺘﻌ ــدد
اﻝرواﺒط واﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﻔﻊ ﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر.
) (١وﺤدة اﻝدﻴن:
ﻴﻘــﺼد ﺒوﺤــدة اﻝــدﻴن أن ﻜــل ﻤــدﻴن ﻤــن اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻴن ﻤﻠــزم ﺒــﺄداء ﻜــل
اﻝـدﻴن ﻝﻠـداﺌن ،وأن اﻝــداﺌن ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب أي واﺤـد ﻤﻨـﻪ ﺒﻜــل اﻝـدﻴن وذﻝــك ﻷن
ﻤﺤل اﻝﺘزاﻤﻬم واﺤد ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝداﺌن ،وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ذﻝك اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
أ -إذا وﻓّــﻰ أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﺒﻜــل اﻝــدﻴن ﻝﻠــداﺌن ﻓــﺈن ﻫــذا اﻝوﻓــﺎء ﻴﻜــون
ﻤﺒرًﺌﺎ ﻝذﻤﺔ اﻝﺒﺎﻗﻴﻴن )اﻝﻤﺎدة ٢٨٤ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ـﺎء ﺠزﺌًﻴـﺎ ﻤـن أﺤـد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓـﺈن ذﻤـﺔ اﻝﺒــﺎﻗﻴﻴن
ٕواذا ﻗﺒـل اﻝـداﺌن وﻓ ً
وﻓﻰ ﺒﻪ زﻤﻴﻠﻬم وﻴﺒﻘوا ﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺠزء اﻝﺒﺎﻗﻲ. ﺘﺒ أر ﻤن اﻝﺠزء اﻝذي ّ
ب -ﻝﻠداﺌن أن ﻴطﺎﻝب ﺒدﻴﻨﻪ ﻜﻠﻪ اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ﻤﺠﺘﻤﻌـﻴن أو ﺒﻌـﻀﻬم
أو أﺤــدﻫم ،وﻝــﻪ ﺤرﻴــﺔ اﻻﺨﺘﻴــﺎر ﻓ ــﻲ اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ أي واﺤــد ﻓــﻴﻬمٕ ،واذا ﻝــم
ﻴــﻨﺠﺢ ﻓــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘــﻪ ﻜﻠــﻪ ﻤــن أﺤــدﻫم ﻴﺤــق ﻝــﻪ أن ﻴرﺠــﻊ ﺒﻌــد ذﻝــك ﻋﻠــﻰ
اﻝﺒ ــﺎﻗﻴن ،ﻜﻤ ــﺎ ﻴﺠ ــوز ﻝ ــﻪ إدﺨ ــﺎﻝﻬم ﻓـ ــﻲ اﻝ ــدﻋوى اﻝﺘ ــﻲ ﻴﺨﺘ ــﺼم ﻓﻴﻬ ــﺎ أﺤ ــدﻫم
)اﻝﻤﺎدة ١/٢٨٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ج -ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤــدﻴن اﻝــذي ﻴطﺎﻝﺒــﻪ اﻝــداﺌن ﺒﻜــل اﻝــدﻴن أن ﻴﺤــﺘﺞ ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ
ﺒﺄوﺠﻪ اﻝدﻓﺎع اﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒـﻪ ،وﻜـذﻝك أوﺠـﻪ اﻝـدﻓﺎع اﻝﻤـﺸﺘرﻜﺔ ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤـدﻴﻨﻴن
ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ ﻤﺜــل أﺴــﺒﺎب اﻝــﺒطﻼن اﻝﻤطﻠــق أو اﻝﻨــﺴﺒﻲ وأﺴــﺒﺎب اﻨﻘــﻀﺎء اﻻﻝﺘ ـزام
واﻷوﺼــﺎف اﻝﻤــﺸﺘرﻜﺔ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ إﻝ ــﻴﻬم ﺠﻤﻴ ًﻌــﺎ )اﻝﻤــﺎدة ٢/٢٨٥ﻤــن اﻝﻘ ــﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٨٠
وﻝﻜن ﻻ ﺘﺒ أر ذﻤﺘﻬم ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن اﻝذي ﺘﺠدد اﻝدﻴن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻴﻪ ﻓﻬو ﻴﺴﺘطﻴﻊ
ﻜل ﺒﻘدر ﺤﺼﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝـدﻴن اﻝﺠدﻴـد ﻓﻌﻨدﺌـذ ﻜـل اﻝـدﻴن اﻝﺠدﻴـد ﻤﺤـل أن ﻴرﺠﻊ ﻋﻠﻴﻬم ٍ
اﻝــدﻴن اﻝﻘــدﻴم ،وﻴﻠﺤــق اﻝــدﻴن اﻝﺠدﻴــد ﻨﻔــس اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝــذي ﻜــﺎن ﻓ ــﻲ
اﻝدﻴن اﻝﻘدﻴم.
) (٢اﻝﻤﻘﺎﺼﺔ:
إذا وﻗﻌت ﻤﻘﺎﺼﺔ ﺒﻴن اﻝـداﺌن وﺒـﻴن أﺤـد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن ﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ ذﻝـك ﺒـراءة ذﻤـﺔ
ﺠﻤﻴﻊ اﻝداﺌﻨﻴن ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝداﺌن ،وﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤدﻴن اﻝذي ﻜﺎن طرًﻓﺎ ﻓــﻲ اﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ
ﻜل ﺒﻘدر ﺤﺼﺘﻪ ،وﻝﻜن اﻝذي ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﺘﻤـﺴك ﺒﺎﻝﻤﻘﺎﺼـﺔ أن ﻴﻌود ﻋﻠﻴﻬم ﺒﻌد ذﻝك ٍ
ﻫــو اﻝــذي ﺘ ـواﻓرت ﺸــروطﻬﺎ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ إﻝﻴــﻪ ،وﻻ ﻴﺠــوز ﻝﻤــدﻴن ﻤﺘــﻀﺎﻤن أن ﻴﺘﻤــﺴك
ﺒﻤﻘﺎﺼــﺔ ﺘﻘــﻊ ﺒــﻴن اﻝــداﺌن وﺒــﻴن ﻤــدﻴن ﻤﺘــﻀﺎﻤن آﺨــر إﻻ ﺒﻘــدر ﺤــﺼﺔ ﻫــذا اﻝﻤــدﻴن
)اﻝﻤﺎدة ٢٨٧ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
) (٣اﺘﺤﺎد اﻝذﻤﺔ:
إذا اﺘﺤــدت اﻝذﻤــﺔ ﺒــﻴن اﻝــداﺌن وأﺤــد ﻤدﻴﻨﻴــﻪ اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﺒــﺄن ﺘــوﻓﻰ اﻝــداﺌن
ﻓورﺜﻪ أﺤد اﻝﻤدﻴﻨﻴن ،أو ﺘوﻓﻰ أﺤد اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻓورﺜﻪ اﻝداﺌن ،ﻓﺈن اﻝدﻴن ﻻ ﻴﻨﻘﻀﻲ
ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﺒــﺎﻗﻲ اﻝﻤــدﻴﻨﻴن إﻻ ﺒﻘــدر ﺤــﺼﺔ اﻝﻤــدﻴن اﻝــذي اﺘﺤــدت ذﻤﺘــﻪ ﻤــﻊ اﻝــداﺌن
)ﻤﺎدة ٢٨٨ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
) (٤اﻹﺒـــــــــــــــراء:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ٢٨٩ﻤ ــن اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ -١» :إذا أﺒـ ـ أر
اﻝداﺌن أﺤد اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن ،ﻓﻼ ﺘﺒ أر ذﻤﺔ اﻝﺒﺎﻗﻴن إﻻ إذا ﺼرح اﻝداﺌن ﺒذﻝك.
-٢ﻓﺈذا ﻝـم ﻴـﺼدر ﻤﻨـﻪ ﻫـذا اﻝﺘـﺼرﻴﺢ ،ﻝـم ﻴﻜـن ﻝـﻪ أن ﻴطﺎﻝـب ﺒـﺎﻗﻲ اﻝﻤـدﻴﻨﻴن
اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن إﻻ ﺒﻤﺎ ﻴﺒﻘﻰ ﻤن اﻝدﻴن ﺒﻌد ﺨﺼم ﺤﺼﺔ اﻝﻤدﻴن اﻝذي أﺒـرأﻩ،
إﻻ أن ﻴﻜــون ﻗــد اﺤــﺘﻔظ ﺒﺤﻘــﻪ ﻓ ــﻲ اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻴﻬم ﺒﻜــل اﻝــدﻴن ،وﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ
اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﻴﻜـون ﻝﻬـم ﺤـق اﻝرﺠـوع ﻋﻠــﻰ اﻝﻤـدﻴن اﻝـذي ﺼـدر اﻹﺒـراء ﻝــﺼﺎﻝﺤﻪ
ﺒﺤﺼﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝدﻴن«.
وﺘﻨص اﻝﻤـﺎدة ٢٩٠ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :إذا أﺒـ أر اﻝـداﺌن
أحكام االلتزام واإلثبات ١٨٢
أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻤــن اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒﻘــﻰ ﺤﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻝرﺠــوع ﻋﻠــﻰ اﻝﺒــﺎﻗﻴن ﺒﻜــل
اﻝدﻴن ،ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك«.
وﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٢٩١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ -١» :ﻓــﻲ ﺠﻤﻴـﻊ
اء أﻜـﺎن ﻤـن اﻹﺒـراء
اﻷﺤوال اﻝﺘﻲ ﻴﺒرئ ﻓﻴﻬﺎ اﻝداﺌن أﺤد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ،ﺴـو ً
ﻤن اﻝدﻴن أو ﻤن اﻝﺘﻀﺎﻤن ،ﻴﻜـون ﻝﺒـﺎﻗﻲ اﻝﻤـدﻴﻨﻴن أن ﻴرﺠﻌـوا ﻋﻨـد اﻻﻗﺘـﻀﺎء ﻋﻠـﻰ
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة .٢٩٨
ﻫذا اﻝﻤدﻴن ﺒﻨﺼﻴﺒﻪ ﻓـﻲ ﺤﺼﺔ اﻝﻤﻌﺴر ﻤﻨﻬم ً
-٢ﻋﻠﻰ أﻨﻪ إذا أﺨﻠـﻰ اﻝـداﺌن اﻝﻤـدﻴن اﻝـذي أﺒـرأﻩ ﻤـن ﻜـل ﻤـﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋـن اﻝـدﻴن،
ﻓﺈن ﻫذا اﻝداﺌن ﻫو اﻝذي ﻴﺘﺤﻤل ﻨﺼﻴب ﻫذا اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ ﺤﺼﺔ اﻝﻤﻌﺴر«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤـواد أن اﻝـداﺌن ﻗـد ﻴﺒـرئ أﺤـد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ﻤـن اﻝـدﻴن
ذاﺘــﻪ أو ﻤــن اﻝﺘــﻀﺎﻤن ،ﻓــﺈذا أﺒ ـرأﻩ ﻤــن اﻝــدﻴن ذاﺘــﻪ وأﺒ ـ أر اﻝﺒــﺎﻗﻴن ﻓﻘــد ﺒرﺌــت ذﻤــﺘﻬم
ﺠﻤﻴﻌﺎ ،أﻤﺎ إذا أﺒ أر أﺤد اﻝﻤدﻴﻨﻴن وﻝم ﻴﺒرئ اﻝﺒﺎﻗﻴن ﻓﻴﺤق ﻝﻪ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝرﺠوع
ً
ﻋﻠﻰ اﻝﺒﺎﻗﻴن ﺒﻌد اﺴﺘﻨزال ﺤﺼﺔ اﻝﻤﺒ أر ﻤﻨﻬم.
أﻤــﺎ إذا أﺒ ـ أر اﻝﻤــدﻴن ﻤــن اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻓﺈﻨــﻪ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠﻴــﻪ ﻤطﺎﻝًﺒــﺎ إﻴــﺎﻩ
ﺒﺤﺼﺘﻪ ﻓـﻲ اﻝدﻴن وﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴرﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن ﺒﻜل اﻝدﻴن،
وﻴظــل اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﺒ ـ أر ﻤــﺴﺌوﻻ ﻋــن ﺤــﺼﺔ اﻝﻤﻌــﺴر ﻤــن زﻤﻼﺌــﻪ اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻤــﺎ ﻝــم
ﻴﺼرح اﻝداﺌن ﺒﺈﻋﻔﺎﺌﻪ ﻤن ﻜل ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ ﻋن اﻝدﻴن ،وﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺘﺤﻤـل اﻝـداﺌن
ﻨﻔﺴﻪ ﺤﺼﺔ اﻝﻤﻌﺴر ﻤﻨﻬم.
ﻜل ﻫذﻩ اﻷﺤﻜﺎم ﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻗواﻋد ﻤﻜﻤﻠﺔ.
) (٥اﻝﺘﻘــــــــــــﺎدم:
إذا اﻜﺘﻤﻠــت ﻤــدة اﻝﺘﻘــﺎدم ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻷﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن واﻨﻘــﻀﻰ اﻝﺘ ازﻤــﻪ وﻝــم ﺘﻜﺘﻤــل
ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺒﺎﻗﻴن ﻓﻼ ﻴﺴﺘﻔﻴد ﻤن ذﻝك ﻫؤﻻء اﻝﺒﺎﻗون إﻻ ﺒﻘدر ﺤﺼﺔ ﻫذا اﻝﻤدﻴن.
ٕواذا اﻨﻘطﻌت ﻤدة اﻝﺘﻘﺎدم أو وﻗف ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻰ أﺤد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓـﻼ ﻴﺠـوز
ﻝﻠداﺌن أن ﻴﺘﻤﺴك ﺒذﻝك ﻗﺒل ﺒﺎﻗﻲ اﻝﻤدﻴﻨﻴن )اﻝﻤﺎدة ٢٩٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
١٨٣ أحكام االلتزام واإلثبات
-٢إذا أﺨطــﺄ أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻓ ــﻲ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻝﺘ ازﻤــﻪ أو أﻫﻠــك اﻝــﺸﻲء
ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﺒﺨطﺌﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺄل وﺤدﻩ ﻋن ﺘﻌوﻴض اﻝـداﺌن وﻻ ﻴـﺴﺄل ﻤﻌـﻪ
ﺒﺎﻗﻲ اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﻻ ﺘﻜون ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر )ﻤﺎدة ١/٢٩٣ﻤن اﻝﻘﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
-٣إذا أﻋــذر اﻝــداﺌن أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن ﻓــﻼ ﻴﺘــﺄﺜر ﻓ ــﻲ ذﻝــك ﺒــﺎﻗﻲ اﻝﻤــدﻴﻨﻴن وذﻝــك
ﻷﻨﻪ ﻻ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر ،أﻤﺎ إذا أﻋذر أﺤـد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝـداﺌن ﻓــﻲ اﻷﺤـوال
اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز ﻝﻪ ﻓﻴﻬﺎ ذﻝك ،ﻴﺴﺘﻔﻴد ﺒذﻝك ﻜل اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒـﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﻨﻔـﻊ
)ﻤﺎدة ٢/٢٩٣ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
-٤إذا ﺘﺼﺎﻝﺢ اﻝداﺌن ﻤﻊ أﺤد اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن وﺘـﻀﻤن اﻝـﺼﻠﺢ اﻹﺒـراء
ﻤ ــن اﻝ ــدﻴن أو ﺒـ ـراءة اﻝذﻤ ــﺔ ﺒ ــﺄي وﺴ ــﻴﻠﺔ أﺨ ــرى اﺴ ــﺘﻔﺎد ﻤﻨ ــﻪ اﻝﺒ ــﺎﻗون ﻷن
اﻝﻨﻴﺎﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﻔﻊ ،أﻤﺎ إذا ﻜﺎن ﻤن ﺸﺄن ﻫذا اﻝﺼﻠﺢ أن ﻴﺘرﺘب ﻓــﻲ ذﻤـﺘﻬم
اﻤﺎ أو ﻴزﻴد ﻓﻴﻤﺎ ﻫم ﻤﻠﺘزﻤون ﺒﻪ ﻓـﻼ ﻴﻨﻔـذ ﻓــﻲ ﺤﻘﻬـم إﻻ إذا ﻗﺒﻠـوﻩ ﻷﻨـﻪ
اﻝﺘز ً
ﻻ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر )ﻤﺎدة ٢٩٤ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
-٥ﻻ ﻴﻀﺎر اﻝﻤدﻴﻨون ﻤن ﻨﻜول اﻝﻤدﻴن ﻋن أداء اﻝﻴﻤﻴن إذا طﻠﺒـﻪ اﻝـداﺌن أو
ﻤـ ــن ﺤﻠـ ــف اﻝـ ــداﺌن إذا طﻠﺒـ ــﻪ اﻝﻤـ ــدﻴن ﻷﻨـ ــﻪ ﻻ ﻨﻴﺎﺒـ ــﺔ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﻴـ ــﻀر ،ﻝﻜـ ــﻨﻬم
ﻴــﺴﺘﻔﻴدون ﻤــن ﺤﻠــف اﻝﻤــدﻴن وﻨﻜــول اﻝــداﺌن ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﻨﻔــﻊ )ﻤــﺎدة
٣ ،٢/٢٩٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٨٤
-٦إذا أﻗــر أﺤ ــد اﻝﻤ ــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘ ــﻀﺎﻤﻨﻴن ﺒﺎﻝ ــدﻴن ﻓــﻼ ﻴ ــﺴري ﻫ ــذا اﻹﻗـ ـرار ﻓـ ــﻲ ﺤ ــق
اﻝﺒﺎﻗﻴن ﻷﻨﻪ ﻻ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻀر )ﻤﺎدة ١/٢٩٥ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
-٧إذا ﺼدر ﺤﻜم ﻋﻠﻰ أﺤد اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن ،ﻓﻼ ﻴﺤﺘﺞ ﺒﻬذا اﻝﺤﻜم
ﻋﻠــﻰ اﻝﺒــﺎﻗﻴن ﻷﻨــﻪ ﻻ ﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴــﻀر ،أﻤــﺎ إذا ﺼــدر اﻝﺤﻜــم ﻝــﺼﺎﻝﺢ
ﻤﺒﻨﻴـ ـ ﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺴ ــﺒب
أﺤ ــدﻫم ،ﻓﻴ ــﺴﺘﻔﻴد ﻤﻨ ــﻪ اﻝﺒ ــﺎﻗون إﻻ إذا ﻜ ــﺎن اﻝﺤﻜ ــم ً
ﺨــﺎص ﺒﺎﻝﻤــدﻴن اﻝــذي ﺼــدر اﻝﺤﻜــم ﻝــﺼﺎﻝﺤﻪ ،ﻷن اﻝﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﻨﻔــﻊ
)ﻤﺎدة ٢٩٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘﻀﺎﻤﻨﻴن: ً
إذا وﻓّــﻰ أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﺒﻜــل اﻝــدﻴن ﻝﻠــداﺌن ﻓﺈﻨــﻪ ﻴرﺠــﻊ ﺒﻌــد ذﻝــك
ﻋﻠﻰ اﻝﺒـﺎﻗﻴن ﻜـل ﺒﻘـدر ﺤـﺼﺘﻪ ﻓــﻲ اﻝـدﻴن ،وﻴﻨﻘـﺴم اﻝـدﻴن ﺒﻴـﻨﻬم ﺒﺤـﺼص ﻤﺘـﺴﺎوﻴﺔ
ﻤ ــﺎﻝم ﻴوﺠ ــد اﺘﻔ ــﺎق أو ﻨ ــص ﻴﻘ ــﻀﻲ ﺒﻐﻴ ــر ذﻝ ــك )ﻤ ــﺎدة ٢٩٧ﻤ ــن اﻝﻘـ ـﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ
اﻝﻤﺼري اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤوﻓ ــﻲ أن ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﺒــﺎﻗﻲ إﻤــﺎ ﺒــدﻋوى ﺸﺨــﺼﻴﺔ ٕواﻤــﺎ
ﺒ ــدﻋوى اﻝوﻓ ــﺎء ﻤـ ــﻊ اﻝﺤﻠ ــول أن ﻴـ ــﺴﺘﺨدم دﻋ ــوى اﻝـ ــداﺌن ﻓـ ــﻲ اﻝرﺠـ ــوع ﻋﻠ ــﻰ ﺒـ ــﺎﻗﻲ
اﻝﻤدﻴﻨﻴن ،وﻝﻪ ﻤطﻠق اﻝﺤرﻴﺔ ﻓـﻲ اﺨﺘﻴﺎر اﻝدﻋوى اﻝﺘﻲ ﺘﻨﺎﺴب ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ.
إذا أﻋﺴر أﺤـد اﻝﻤـدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘـﻀﺎﻤﻨﻴن ﺘﺤﻤـل ﺘﺒﻌـﺔ ﻫـذا اﻹﻋـﺴﺎر اﻝﻤـدﻴن اﻝـذي
وﻓّــﻰ اﻝــدﻴن وﺴــﺎﺌر اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤوﺴـرﻴن ﻜــل ﺒﻘــدر ﺤــﺼﺘﻪ )ﻤــﺎدة ٢٩٨ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون
اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري( .ﻤــﻊ اﻷﺨــذ ﻓ ــﻲ اﻻﻋﺘﺒــﺎر ﺤﻜــم ﻨــص اﻝﻤــﺎدة ٢/٢٩١اﻝﺨﺎﺼــﺔ
ﺒــﺈﺒراء اﻝــداﺌن أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن ﻤــن ﻜــل ﻤــﺴؤوﻝﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝــدﻴن ،ﻓﻔــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻴﺘﺤﻤــل
اﻝداﺌن ﻨﺼﻴب ﻫذا اﻝﻤدﻴن ﻓـﻲ ﺤﺼﺔ اﻝﻤﻌﺴر.
إذا ﻜــﺎن أﺤــد اﻝﻤــدﻴﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن ﻫــو وﺤــدﻩ ﺼــﺎﺤب اﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ ﻓ ــﻲ اﻝــدﻴن
ﻓﻬو اﻝذي ﻴﺘﺤﻤل ﺒﻪ ﻜﻠﻪ ﻨﺤو اﻝﺒﺎﻗﻴن )ﻤﺎدة ٢٩٩ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
١٨٥ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]ovf¹
Indivisible Ý^ŠÏÞøÖàè‚Ö]íé×e^ÎÝ‚Â
اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﻌدم اﻝﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﻝﻼﻨﻘﺴﺎم:
ﻴﻘــﺼد ﺒﻌــدم اﻝﻘﺎﺒﻠﻴــﺔ ﻝﻼﻨﻘــﺴﺎم أن ﻴﻜــون ﻫﻨــﺎك اﻝﺘ ـزام ﻻ ﻴﻤﻜــن اﻝوﻓــﺎء ﺒــﻪ إﻻ
ﺠﻤﻠﺔ واﺤدة ﺤﺘﻰ ﻝو ﺘﻌدد طرﻓﺎﻩ ﻤن ﺠﻬﺔ اﻝداﺌن أو ﻤن ﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن.
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ اﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﻘﺒل اﻻﻨﻘﺴﺎم اﻝﺘزام ﺸﺨص ﺒﺘﺴﻠﻴم ﺤﺼﺎن إﻝﻰ
ﻤــﺸﺘر .واﻝﺘ ـزام اﻝﻤﻘــﺎول ﺒﺒﻨــﺎء ﻤﻨــزل ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ ﺸــﺨص ﻤﻌــﻴن ،واﻝﺘ ـزام ﺒــﺎﺌﻊ ﻗطﻌــﺔ
أرض ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤدرﺴﺔ ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻏﻴر ﻤﺠزأة إﻝﻰ اﻝﻤﺸﺘري .وﻴﺘﺸﺎﺒﻪ
ﻋــدم ﻗﺎﺒﻠﻴــﺔ اﻻﻝﺘ ـزام ﻝﻼﻨﻘــﺴﺎم ﻤــﻊ اﻝﺘــﻀﺎﻤن إذا ﺘﻌــدد أﺤــد طرﻓﻴــﻪ أو طرﻓﻴــﻪ ﻤ ًﻌــﺎ.
وﻝﻜن ﻴوﺠد ﻓروق ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ أﻫﻤﻬﺎ أن اﻝدﻴن ﻻ ﻴﻨﻘﺴم إذا ﻜﺎن ﻻ ﻴﻘﺒل اﻹﻨﻘﺴﺎم ﺒﻤوت
أﺤــد اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓﻴــﻪ ،ﺒﻴﻨﻤــﺎ ﻻ ﻴﻨﺘﻘــل اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﺒــﺎﻝﻤوت إﻝــﻰ ورﺜــﺔ اﻝــداﺌن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤن،
ﻜذﻝك ﻴﺨﺘﻠف اﻻﺜﻨﺎن ﻓـﻲ ﻤﺼﺎدر ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ.
ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ اﻝﺘﻀﺎﻤن ﻤﺼدرﻩ اﻻﺘﻔﺎق أو اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻓﺈن ﺤﺎﻻت ﻋدم
اﻝﻘﺎﺒﻠﻴــﺔ ﻝﻼﻨﻘــﺴﺎم ﺘﻨــﺸﺄ إﻤــﺎ ﻷن طﺒﻴﻌــﺔ اﻻﻝﺘ ـزام ﻻ ﺘﻘﺒــل اﻻﻨﻘــﺴﺎم ﻜــﺎﻻﻝﺘزام ﺒﺘــﺴﻠﻴم
ﺤــﺼﺎن أو إذا ﺘﺒــﻴن ﻤــن اﻝﻐــرض اﻝــذي رﻤــﻲ إﻝﻴــﻪ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدان أن اﻻﻝﺘـزام ﻻ ﻴﺠــوز
ﻤﻨﻘﺴﻤﺎ.
ً ﺘﻨﻔﻴذﻩ
ﻜﻤﺎ ﻓـﻲ ﺒﻴﻊ ﻗطﻌﺔ أرض ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻝﻤدرﺴﺔ ،أو إذا اﻨﺼرﻓت ﻨﻴـﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدﻴن
إﻝﻰ ذﻝك .وﻗﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻫو اﻝذي ﻴﻘرر ﻫـل اﺘﺠﻬـت ﻨﻴـﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدﻴن إﻝـﻰ ﻋـدم
ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ اﻻﻝﺘزام ﻝﻺﻨﻘﺴﺎم؟ وﻻ رﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ ذﻝك ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.
آﺜـــﺎر ﻋدم اﻝﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﻝﻼﻨﻘﺴﺎم:
أوﻻً -ﻋﻨد ﺘﻌدد اﻝﻤدﻴﻨﻴن:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٠١ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا ﺘﻌــدد
ﻤﻠزﻤﺎ ﺒوﻓﺎء اﻝدﻴن ﻜﺎﻤﻼً.
اﻝﻤدﻴﻨون ﺒﺎﻝﺘزام ﻏﻴر ﻗﺎﺒل ﻝﻼﻨﻘﺴﺎم ،ﻜﺎن ﻜل ﻤﻨﻬم ً
-٢وﻝﻠﻤدﻴن اﻝذي وﻓﻰ ﺒﺎﻝدﻴن ﺤق اﻝرﺠوع ﻋﻠﻰ اﻝﺒﺎﻗﻴن ﻜـل ﺒﻘـدر ﺤـﺼﺘﻪ إﻻ
أحكام االلتزام واإلثبات ١٨٦
إذا ﺘﺒﻴن ﻤن اﻝظروف ﻏﻴر ذﻝك«.
ﻋﻨد ﺘﻌدد اﻝﻤدﻴﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝﺘزام ﻏﻴر ﻗﺎﺒـل ﻝﻼﻨﻘـﺴﺎم ﻴﻨطﺒـق ﻋﻠـﻴﻬم ﻗواﻋـد ﺸـﺒﻴﻬﺔ
ﺒﺎﻝﻘواﻋد اﻝﺘﻲ ﺘطﺒق ﻓـﻲ اﻝﺘﻀﺎﻤن اﻝﺴﻠﺒﻲ ،ﻓـﻴﺤﻜم اﻝﻌﻼﻗـﺔ ﺒﻴـﻨﻬم وﺒـﻴن اﻝـداﺌن ﻤﺒـدأ
وﺤــدة اﻝــداﺌن ،وﺘﻌــد اﻝــرواﺒط واﻝﻨﻴﺎﺒــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﻨﻔــﻊ ﻻ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴــﻀر ،وﻓــﻲ اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒﻴــﻨﻬم
ﻴﻌود اﻝﻤوﻓـﻲ ﻤﻨﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﺒﺎﻗﻴن ﻜل ﺒﻘدر ﺤﺼﺘﻪ ﻓﺈن ﻝم ﻴﻜن ﻫﻨﺎك ﻨص أو اﺘﻔـﺎق
ﺠﻤﻴﻌﺎ اﻝدﻴن ﺒﺎﻝﺘﺴﺎوي.
ً ﺒﻴﻨﻬم ﻋﻠﻰ ﺘﺤدﻴد اﻝﺤﺼص ﻴﺘﺤﻤﻠون
ﻝﻜــن اﻝﺘطــﺎﺒق ﻝــﻴس ﺘﺎ ًﻤــﺎ ﺒــﻴن ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ وﺒــﻴن ﺤﺎﻝــﺔ اﻝﺘــﻀﺎﻤن اﻝــﺴﻠﺒﻲ ،ﻷن
اﻻﻝﺘ ـ ـزام إذا ﻜـ ــﺎن ﻻ ﻴﻘﺒـ ــل اﻻﻝﺘ ـ ـزام ﺒطﺒﻴﻌﺘـ ــﻪ ﻤﺜـ ــل اﻝﺘ ـ ـزام ﺒـ ــﺎﺌﻊ اﻝﺤـ ــﺼﺎن ﺒﺘـ ــﺴﻠﻴﻤﻪ
ﻝﻠﻤﺸﺘري إذا ﻜﺎن اﻝﺒﺎﺌﻊ ﻋدة أﺸﺨﺎص وﺘﺤول ﻫذا اﻻﻝﺘزام إﻝﻰ اﻝﺘزام ﻴﻘﺒل اﻻﻨﻘﺴﺎم
ﻤﺜــل أن ﻴﻬﻠــك اﻝﺤــﺼﺎن ﻗﺒــل ﺘــﺴﻠﻴﻤﻪ ﺒﺨطــﺄ ﻤــن اﻝﺒــﺎﺌﻊ ﻓﻌﻨدﺌــذ ﻴﺘﺤــول اﻝﺘ ازﻤــﻪ إﻝــﻰ
دﻓﻊ ﻤﺒﻠﻎ ﻨﻘدي ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل اﻝﺘﻌوﻴض.
ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام ﻴﻨﻘــﺴم ﺒــﻴن ﻤﺠﻤوﻋــﺔ اﻝﺒــﺎﺌﻌﻴن ،وﻻ ﻴﻨﻘــﺴم إذا ﻜــﺎﻨوا ﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن،
وﻝـ ــذﻝك ﻋـ ــﺎدة ﻴـ ــﺸﺘرط اﻝـ ــداﺌن ﻋﻠـ ــﻰ اﻝﻤـ ــدﻴﻨﻴن ﻓ ـ ــﻲ اﻝﺘ ـ ـزام ﻏﻴـ ــر ﻗﺎﺒـ ــل ﻝﻼﻨﻘـ ــﺴﺎم أن
ﻴﺘﻀﺎﻤﻨوا ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺠﻨب ﻤﺜل ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎً -ﻋﻨد ﺘﻌدد اﻝداﺌﻨﻴن:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٠٢ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :إذا ﺘﻌــدد
اﻝــداﺌﻨون ﻓــﻲ اﻻﻝﺘـزام ﻏﻴــر ﻗﺎﺒــل ﻝﻼﻨﻘــﺴﺎم ،أو ﺘﻌــدد ورﺜــﺔ اﻝــداﺌن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام،
ﺠﺎز ﻝﻜل داﺌن أو وارث أن ﻴطﺎﻝب ﺒﺄداء اﻻﻝﺘزام ﻜﺎﻤﻼً ﻓﺈذا اﻋﺘـرض أﺤـد اﻝـداﺌﻨﻴن
أو اﻝورﺜﺔ ﻋﻠﻰ ذﻝك ،ﻜـﺎن اﻝﻤـدﻴن ﻤﻠزًﻤـﺎ ﺒـﺄداء اﻻﻝﺘـزام ﻝﻠـداﺌﻨﻴن ﻤﺠﺘﻤﻌـﻴن أو إﻴـداع
اﻝﺸﻲء ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام.
-٢وﻴرﺠـﻊ اﻝـداﺌﻨون ﻋﻠـﻰ اﻝـداﺌن اﻝــذي اﺴـﺘوﻓﻰ اﻻﻝﺘـزام ،ﻜـل ﺒﻘـدر ﺤــﺼﺘﻪ«.
ﺘﻨطﺒــق ﻓـ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻝــداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘﻌ ــددﻴن ﺒــﺎﻻﻝﺘزام ﻏﻴ ــر اﻝﻘﺎﺒ ــل
ﻝﻼﻨﻘــﺴﺎم ،ﻨﻔــس اﻝﻘواﻋــد اﻝﺘــﻲ ﻜﺎﻨــت ﺘﻨطﺒــق ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌﻨﻴن اﻝﻤﺘــﻀﺎﻤﻨﻴن
ﻤﺎﻋــدا اﺨــﺘﻼف واﺤــد وﻫــو أﻨــﻪ إذا ﺘــوﻓﻰ أﺤــد اﻝــداﺌﻨﻴن ﻓــﺈن اﻝﺘــﻀﺎﻤن ﻻ
ﻴﻨﺘﻘـل إﻝـﻰ ورﺜﺘــﻪ ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻴﻨﺘﻘـل اﻝﺤــق ﻏﻴـر ﻗﺎﺒـل ﻝﻼﻨﻘــﺴﺎم إﻝـﻰ اﻝورﺜـﺔ ﺒوﻓــﺎة
اﻝداﺌن ﻓﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝوارث أن ﻴطﺎﻝب اﻝﻤدﻴن ﺒﺄداء اﻻﻝﺘزام ﻜﺎﻤﻼً.
١٨٧ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺒــﺴﻴط ﻫــو ذﻝــك اﻻﻝﺘ ـزام اﻝــذي ﻋﻨﺎﺼ ـرﻩ ﺒــﺴﻴطﺔ ﻝــم ﻴــدﺨل ﻋﻠﻴﻬــﺎ أي
ﺘﻌــدﻴل ﻴﻐﻴــر ﻤــن أﺤﻜﺎﻤﻬــﺎ ،ﻓــﺎﻻﻝﺘزام اﻝﺒــﺴﻴط واﺠــب اﻷداء ﻓــوًار وﻤﺤﻠــﻪ ﺸــﻲء واﺤــد
ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺄداﺌــﻪ إﻝــﻰ اﻝــداﺌن ،وأط ارﻓــﻪ ﺸﺨــﺼﺎن أﺤــدﻫﻤﺎ :اﻝــداﺌن ،وﻫــو اﻝــذي
ﻴﻘﺘﻀﻲ اﻻﻝﺘزام ،واﻵﺨر اﻝﻤدﻴن ،وﻫو اﻝذي ﻴﻨﻔذ اﻻﻝﺘزام.
ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺒــﺴﻴط إذا دﺨــل ﻋﻠــﻰ أﺤــد ﻋﻨﺎﺼ ـرﻩ وﺼــف ﻴﻌــدل ﻤــن اﻵﺜــﺎر
ـوﻓﺎ ،ﻓـﺎﻻﻝﺘزام اﻝﻤوﺼـوف إذن ﻫـو
اﻝﻤﺘرﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻌﻨـﺼر أﺼـﺒﺢ اﻻﻝﺘـزام ﻤوﺼ ً
اﻝﺘزام ﺒﺴﻴط ﻝﺤق ﺒﻪ وﺼف ﻴﻌدل ﻤن آﺜﺎرﻩ.
وﻗد ﻴﻠﺤق اﻝوﺼف ﺒوﻗت ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام أو ﺒوﺠودﻩ ذاﺘﻪ ،وﻫـو ﻴﻜـون ﻜـذﻝك إذا
ﻋﻠق اﻻﻝﺘزام ﻋﻠﻰ ﺸرط أو أﻀﻴف إﻝﻰ أﺠل.
ـﻴﺌﺎ
وﻗد ﻴدﺨل اﻝوﺼف ﻋﻠﻰ ﻤﺤل اﻻﻝﺘزام ﻓﺒدﻻً ﻤن أن ﻴﻜـون ﻤﺤـل اﻻﻝﺘـزام ﺸ ً
واﺤـ ًـدا ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺄداﺌــﻪ ﻴﺘﻌــدد اﻝﻤﺤــل ﻓﻴﺨﺘــﺎر اﻝﻤــدﻴن ﻤــن ﺒــﻴن ﻋــدة أﺸــﻴﺎء ﺘﺒ ـ أر
ذﻤﺘــﻪ إذا وﻓّــﻰ ﺒﺄﺤــدﻫﺎ وﻫــذا ﻫــو اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺘﺨﻴــري ،أو ﻴﻠﺘــزم اﻝﻤــدﻴن أﺼــﻼً ﺒــﺄداء
ـﻴﺌﺎ آﺨــر ﺒــدﻻً ﻤﻨــﻪ ،وﻫــذا ﻫــو اﻻﻝﺘ ـزام اﻝﺒــدﻝﻲ،
ﺸــﻲء ﻤﻌــﻴن ،وﺘﺒ ـ أر ذﻤﺘــﻪ إذا أدى ﺸـ ً
ﻓﺎﻝوﺼـف إذا دﺨــل ﻋﻠــﻰ ﻤﺤــل اﻻﻝﺘـزام ﺠﻌـل اﻻﻝﺘـزام اﻝﺒــﺴﻴط إﻤــﺎ اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﺘﺨﻴرًﻴـﺎ أو
ﺒدﻝﻴﺎ.
اﻤﺎ ًاﻝﺘز ً
وﻗــد ﻴــدﺨل اﻝوﺼــف ﻋﻠــﻰ أطـراف اﻻﻝﺘـزام ﻓﻴﻜــون اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﻤﺘﻌــدد اﻷطـراف إﻤــﺎ
ﻤن ﺠﺎﻨب اﻝﻤدﻴن ،وﻫذا ﻫو اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝﻤدﻴﻨﻴنٕ ،واﻤﺎ ﻤـن ﺠﺎﻨـب اﻝـداﺌن ،وﻫـذا
ﻫو اﻝﺘﻀﺎﻤن ﺒﻴن اﻝداﺌﻨﻴن.
ـوﻓﺎ ﻤـن
وﻗد ﻴدﺨل ﻋﻠﻰ اﻻﻝﺘزام اﻝﺒﺴﻴط أﻜﺜر ﻤن وﺼف ،ﻓﻴﻜون اﻝﺘ از ًﻤـﺎ ﻤوﺼ ً
ﻋدة ﺠواﻨب ﻜﻤﺎ ﻝو ﺘﻀﺎﻤن ﻋدة ﻤدﻴﻨﻴن ﻓـﻲ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزام ﻤﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺸرط.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٨٨
_ êÞ^nÖ]h^fÖ]î×Âí×ò‰
] oÖ^nÖ]h^{{{fÖ
]Ý]ˆjÖ÷]Ù^ÏjÞ
األھداف:
يھدف ھذا الباب إلى معالجة القواعد المنظمة النتقال االلتزام سواء من
جھة الدائن أم من جھة المدين وذلك عن طريق الحوالة.
العناصر@ @Z
) (١حوالة الحق.
) (٢حوالة الدين.
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
اﻨﺘﻘﺎل اﻻﻝﺘزام ﻴﻌﻨﻲ ﺤﻠول داﺌن ﺠدﻴد ﻤﺤل داﺌن ﻗـدﻴم ،أو ﺤﻠـول ﻤـدﻴن ﺠدﻴـد
ﻤﺤل ﻤدﻴن ﻗدﻴم ﻓـﻲ ﻨﻔس اﻻﻝﺘزام.
واﻨﺘﻘﺎل اﻻﻝﺘزام أو اﻝﺤق ﻗد ﻴﺘم ﺒﻴن اﻷﺤﻴـﺎء ،ﻓـﺈذا ﺘـم ﺒـﻴن اﻷﺤﻴـﺎء ﻤـن طـرف
اﻻﻝﺘ ـزام اﻹﻴﺠــﺎﺒﻲ وﻫــو اﻝــداﺌن اﻨﺘﻘــل ﺒﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــقٕ ،وان اﻨﺘﻘــل ﻤــن طــرف اﻻﻝﺘ ـزام
اﻝﺴﻠﺒﻲ وﻫو اﻝﻤدﻴن اﻨﺘﻘل ﺒﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن.
وﻗد ﻴﻨﺘﻘل اﻝﺤق ﻤن اﻝداﺌن إﻝﻰ ورﺜﺘﻪ ﺒوﻓﺎﺘﻪ وﻫذا اﻻﻨﺘﻘـﺎل ﻻ ﻴﺨـﻀﻊ ﻷﺤﻜـﺎم
ـوﻓﻰ اﻝﻤـدﻴن وﻋﻨدﺌـذ ﻻ ﺘـوزع ﺘرﻜﺘـﻪ إﻻ ﺒﻌـد ﺴـداد دﻴوﻨـﻪ ،وﻫـذﻩ ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق ،وﻗد ﻴﺘ ّ
ـﻀﺎ ﻻ ﺘﺨ ــﻀﻊ ﻷﺤﻜــﺎم ﺤواﻝ ــﺔ اﻝ ــدﻴن ،ﻓﺎﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﻨوﻋﻴﻬ ــﺎ ﺘﻌﻨــﻲ اﻨﺘﻘ ــﺎل اﻝﺤ ــق أوأﻴ ـ ً
اﻻﻝﺘزام ﺤﺎل ﺤﻴﺎة اﻝداﺌن أو اﻝﻤدﻴن.
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
ﺒﺎﻋﺎ أﺤﻜﺎم ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق أو أﺤﻜﺎم ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن ً
وﺴوف ﻨرى ﺘ ً
اﻝﻔﺼــل اﻷول :ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق.
اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٩٠
] Ùæù]Ø’ËÖ
У]íÖ]çu
ﺘﻘﺴﻴم:
ﺴــﻨﺒﺤث ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ﻤــن ﻜﺎﻓــﺔ ﺠواﻨﺒﻬــﺎ ،ﻤﺒﻴﻨــﻴن أوﻻً :اﻝﺘﻌرﻴــف ﺒﻬــﺎ ،وﺜﺎﻨًﻴــﺎ:
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
وﺜﺎﻝﺜﺎ :آﺜﺎرﻫﺎ وذﻝك ًﺸروطﻬﺎً ،
اﻝﻤﺒﺤـــث اﻷول :اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺤواﻝﺔ اﻝﺤق.
اﻝﻤﺒﺤـث اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث :آﺜــﺎر ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق.
] Ùæù]ovf¹
]У]íÖ]çÌè†ÃjÖ
ﺘﻌرﻴــف:
ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق ﻋﻘد ﻴﺘم ﺒﻴن طرﻓﻴن أﺤدﻫﻤﺎ ﻫو اﻝﻤﺤﻴل واﻵﺨر ﻫو اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴـﻪ
ﺒﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذا اﻝﻌﻘــد ﻴﻨﻘــل اﻝﻤﺤﻴــل إﻝــﻰ اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ ﺤﻘًــﺎ ﻗﺒــل ﺸــﺨص ﺜﺎﻝــث ﻴــﺴﻤﻰ
اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ.
ﻓﺤواﻝﺔ اﻝﺤق وﺴﻴﻠﺔ ﻝﻨﻘـل ﺤـق اﻝـداﺌن إﻝـﻰ داﺌـن ﺠدﻴـد ﻴﺤـل ﻤﺤﻠـﻪ ﻓــﻲ اﻝرﺠـوع
ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻗدرﻩ ٥٠٠٠ﺠﻨﻴـﻪ إﻝـﻰ ب ﻋﻠـﻰﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن ،وﻤﺜﺎل ذﻝك ﻝو أن أ ﻗد أﻗرض ً
أن ﻴرد ب ﻝـ أ ﻤﺒﻠﻎ اﻝﻘـرض ﺒﻌـد ﺸـﻬر ﻤـن ﺘـﺎرﻴﺦ اﻨﻌﻘـﺎدﻩ ،ﻓﻴﻘـوم أ ﻝـﺴﺒب أو ﻵﺨـر
ﺒﻨﻘــل ﺤﻘــﻪ ﻓ ــﻲ اﻝﻘ ــرض إﻝــﻰ ﺸــﺨص ﺜﺎﻝــث وﻫ ــو ج ﻓﻴرﺠــﻊ ج ﺒﻌــد ذﻝــك ﻋﻠ ــﻰ ب
وﻴﻘﺘﻀﻲ ﻤﻨﻪ اﻝﺤق وﻴﺤل ﻤﺤل أ.
وأﻤــﺎ إذا ﻜﺎﻨــت اﻝﺤواﻝــﺔ ﺘﺒرًﻋــﺎ ﻓﺎﻝﻤﺤﻴــل ﻻ ﻴﺄﺨــذ ﻓﻴﻬــﺎ ﻤﻘــﺎﺒﻼً ﻤــن اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ
ٕواﻨﺎ ﻴﺘﺒرع ﻝﻪ ﺒﺤﻘﻪ ﻗﺒل اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ ،وﺘﺘﻔـق ﻫـذﻩ اﻝﺤواﻝـﺔ ﻓــﻲ أﺤﻜﺎﻤﻬـﺎ ﻤـﻊ أﺤﻜـﺎم
اﻝﻬﺒﺔ ﺴواء ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ أو اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﺸﻜﻠﻴﺔ.
ﻨطـﺎق اﻝﺤواﻝﺔ:
ﺘﻨص اﻝﻤـﺎدة ٣٠٣ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ:
»ﻴﺠوز ﻝﻠداﺌن أن ﻴﺤول ﺤﻘـﻪ ﻝـﺸﺨص آﺨـر ،إﻻ إذا أﺤـﺎل دون ذﻝـك ﻨـص اﻝﻘـﺎﻨون
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري أو اﺘﻔـﺎق اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدﻴن أو طﺒﻴﻌـﺔ اﻻﻝﺘـزام ،وﺘـﺘم اﻝﺤواﻝـﺔ دون ﺤﺎﺠـﺔ
إﻝﻰ رﻀﺎء اﻝﻤدﻴن«.
وﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٠٤ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻻ ﻴﺠــوز ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق إﻻ ﺒﻤﻘــدار ﻤــﺎ ﻴﻜــون
ﻤﻨﻪ ﻗﺎﺒﻼً ﻝﻠﺤﺠز«.
ﻴﻘﺼد ﺒﻨطﺎق ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق ﺘﺤدﻴد اﻝﺤﻘوق اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز ﺤواﻝﺘﻬﺎ واﻝﺘﻲ ﻻ ﺘﺠـوز.
وﻤﻘﺘﻀﻰ اﻝﻨﺼوص اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ أن اﻝﻘﺎﻋدة أن ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺤﻘوق ﻴﺠوز ﺤواﻝﺘﻬﺎ أًﻴـﺎ ﻜﺎﻨـت
ﺼ ــﻔﺘﻬﺎ أو أوﺼـ ــﺎﻓﻬﺎ ،ﻓﻴﺠ ــوز ﺤواﻝـ ــﺔ اﻝﺤﻘ ــوق اﻝﻤدﻨﻴـ ــﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴ ــﺔ ،وﻴﺠـ ــوز ﺤواﻝـ ــﺔ
اﻝﺤﻘـ ــوق اﻝﺒـ ــﺴﻴطﺔ واﻝﺤﻘـ ــوق اﻝﻤوﺼـ ــوﻓﺔ ،ﻓﻤـ ــﺜﻼً ﻴﺠـ ــوز ﺤواﻝـ ــﺔ اﻝﺤﻘـ ــوق اﻝﻤﻨﺠ ـ ـزة،
أحكام االلتزام واإلثبات ١٩٢
ـدﻴﺎ أم ﻋﻤـﻼً
وﻴﺠوز ﺤواﻝﺔ اﻝﺤﻘوق ًأﻴﺎ ﻜـﺎن ﻤﺤﻠﻬـﺎ ﺴـواء أﻜـﺎن ﻤﺤﻠﻬـﺎ ﻤﺒﻠ ًﻐـﺎ ﻨﻘ ً
اﻤﺘﻨﺎﻋﺎ ﻋن ﻋﻤل.
ً أم
وﻝﻜــن ﻴــرد ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻘﺎﻋــدة ﻋــدة اﺴــﺘﺜﻨﺎءات ﻴﺨــرج ﺒﻤﻘﺘــﻀﺎﻫﺎ ﺤﻘــوق ﻤــن
ﻨطﺎق اﻝﺤواﻝﺔ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﺠوز ﺤواﻝﺘﻬﺎ وﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
) (١إذا ﻨـص اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ ﻋــدم ﺠـواز ﺤواﻝــﺔ ﺤﻘــوق ﻤﻌﻴﻨــﺔ
ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻋﻨدﺌذ اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺤواﻝﺘﻬﺎ .وﻤن أﻤﺜﻠﺔ ﻫـذﻩ اﻝﺤﻘـوق ،اﻝﺤﻘـوق
ﻏﻴــر اﻝﻘﺎﺒﻠــﺔ ﻝﻠﺤﺠــز ﻤﺜــل ﺤــق اﻝﻨﻔﻘــﺔ ﻓ ــﻲ ﺤــدود ﻤﻌﻴﻨــﺔ ،أو اﻝﻤرﺘــب ﻓ ــﻲ
ﺤــدود ﻤﻌﻴﻨــﺔ ،وﻤﺜــل ﺤــق اﻝﻤــﺴﺘﻌﻴر ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻌﺎرة اﻝــﺸﻲء اﻝﻤﻌــﺎر )اﻝﻤــﺎدة
١/٦٣٩ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
) (٢إذا اﺘﻔــق اﻝــداﺌن واﻝﻤــدﻴن ﻋﻠــﻰ ﻋــدم ﺤواﻝــﺔ ﺤــق اﻝــداﺌن إﻝــﻰ اﻝﻐﻴــر ،وﻫــذا
اﻻﺘﻔــﺎق ﻜﺜﻴــر اﻝوﻗــوع ﻓ ــﻲ اﻝﺤﻴــﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻓ ــﻲ ﻋﻘــود اﻝﻨﻘــل ﺤﻴــث ﺘــﺸﺘرط
ﺸرﻜﺔ اﻝﻨﻘل )ﺸرﻜﺔ اﻝطﻴران( أو )اﻝﻨﻘل اﻝﺒﺤري( ﻋﻠﻰ اﻝ ارﻜـب ﻋـدم ﺤواﻝـﺔ
ﺤﻘﻪ ﻗﺒل اﻝـﺸرﻜﺔ ﻓــﻲ اﻝﻨﻘـل ﻤـن ﻤﻜـﺎن إﻝـﻰ آﺨـر إﻝـﻰ ﺸـﺨص ﻤـن اﻝﻐﻴـر.
وﻝذﻝك ﻋﺎدة ﻤﺎ ﺘﻜون ﺘذاﻜر اﻝﻨﻘل اﺴﻤﻴﺔ ﻝﻴﺘﺜﺒت اﻝﻨﺎﻗـل ﻤـن ﻫوﻴـﺔ اﻝ ارﻜـب
وﻤطﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺘذﻜرة اﻝﻨﻘل.
) (٣إذا ﻜﺎﻨت ﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝداﺌن ﻤﺤل اﻋﺘﺒﺎر ﻓـﻲ اﻝﻌﻘد ،ﻓﺈن طﺒﻴﻌـﺔ اﻝﺤـق ﻓــﻲ
ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ ﺘ ــﺄﺒﻰ اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻷن اﻝﻤ ــدﻴن ﻓـ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻝﺤﺎﻝ ــﺔ ﻴـ ـرﺘﺒط اﻝﺘ ازﻤ ــﻪ
ﺒﺸﺨﺼﻴﺔ داﺌﻨـﺔ ،وﻤﺜـﺎل ذﻝـك اﻝﺘـزام اﻷﺴـﺘﺎذ اﻝﺠـﺎﻤﻌﻲ ﺒﺎﻝﻌﻤـل ﻓــﻲ ﺠﺎﻤﻌـﺔ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﺤق ﻫذﻩ اﻝﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺒل ﻫذا اﻷﺴﺘﺎذ ﻻ ﻴﻤﻜـن ﺤواﻝﺘـﻪ إﻝـﻰ ﺸـﺨص
آﺨ ــر طﺒﻴﻌ ــﻲ أو ﻤﻌﻨ ــوي ،وذﻝ ــك ﻷن ﻤﻜﺎﻨ ــﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌ ــﺔ ﻝﻬ ــﺎ اﻋﺘﺒ ــﺎر ﻝ ــدى
اﻷﺴﺘﺎذ ،ﻫذﻩ اﻝﻤﻜﺎﻨﺔ ﺘﺨﺘﻠف ﻤن ﺠﺎﻤﻌﺔ إﻝﻰ أﺨرى.
١٩٣ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]ovf¹
{{{†Ð£]íÖ]çu½æ
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﺘﻨﻌﻘد ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق ﺒﺎﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝداﺌن اﻝﻘدﻴم )اﻝﻤﺤﻴل( واﻝـداﺌن اﻝﺠدﻴـد )اﻝﻤﺤـﺎل
إﻝﻴ ــﻪ( ﻝﻜﻨﻬ ــﺎ ﻻ ﺘﻨﻔ ــذ ﻓـ ــﻲ ﺤ ــق اﻝﻤ ــدﻴن )اﻝﻤﺤ ــﺎل ﻋﻠﻴ ــﻪ( أو اﻝﻐﻴ ــر إﻻ إذا ﻋﻠ ــم ﺒﻬ ــﺎ
ﻴﻘﻴﻨﻴﺎ.
ﻋﻠﻤﺎ ًاﻝﻤدﻴن ً
وﻝذﻝك ﺘﺨﺘﻠف ﺸروط اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ ﻋـن ﺸـروط ﻨﻔﺎذﻫـﺎ ،وﺴـوف ﻨﺒﺤـث ﻋﻠـﻰ
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﺘواﻝﻲ ﺸروط اﻻﻨﻌﻘﺎد ﺜم ﺸروط اﻝﻨﻔﺎذ ً
اﻝﻤطﻠــب اﻷول :ﺸروط اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ.
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺸروط ﻨﻔﺎذ اﻝﺤواﻝﺔ.
] Ùæù]gת¹
†íÖ]ç£]^ÏÃÞ]½æ
وﻓﻘﺎ ﻝﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٠٣ﻤن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻓـﺈن ﺤواﻝـﺔ اﻝﺤـق ﻋﺒـﺎرة ً
ﻋــن ﻋﻘــد ﻴﻨﻌﻘــد ﺒــﻴن اﻝﻤﺤﻴــل )اﻝــداﺌن اﻝﻘــدﻴم( ،واﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ )اﻝــداﺌن اﻝﺠدﻴــد( دون
ﺤﺎﺠﺔ إﻝﻰ ﻤواﻓﻘﺔ اﻝﻤدﻴن )اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ(.
ﻓﺒﻤﺠرد اﺘﻔﺎق اﻝﻤﺤﻴل ﻤﻊ اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓﺈن اﻝﺤواﻝـﺔ ﺘﻨﻌﻘـد وﺘرﺘـب
أﺜﺎرﻫﺎ ﻓـﻲ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝطرﻓﻴن.
واﻝﺤواﻝﺔ ﻋﻘد ﻜﻐﻴرﻩ ﻤن اﻝﻌﻘود ﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﻜـم اﻝﻌﻘـود
ﺒوﺠـ ـﻪ ﻋ ــﺎم ،ﻓﻴ ــﺸﺘرط اﻝﺘ ارﻀ ــﻲ أي ﺘ ارﻀ ــﻲ اﻝﻤﺤﻴ ــل واﻝﻤﺤ ــﺎل إﻝﻴ ــﻪ ،واﻝ ــﺴﺒب وﻫ ــو
ـﺸروﻋﺎ ﻓــﺈذا ﻜــﺎن ﻏﻴــر ﻤــﺸروع
ً اﻝﺒﺎﻋــث اﻝــداﻓﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﺤواﻝــﺔ ،ﻓﻴﺠــب أن ﻴﻜــون ﻤـ
ﺒطﻠــت اﻝﺤواﻝــﺔ .ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﺤــول رﺠــل إﻝــﻰ اﻤـرأة ﺤﻘًــﺎ ﻝــﻪ ﻗﺒــل ﻤدﻴﻨــﻪ ﻓــﻲ ﻤﻘﺎﺒــل إﻗﺎﻤــﺔ
ﻋﻼﻗﺔ ﻏﻴر ﻤﺸروﻋﺔ ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻝﻤرأة.
أحكام االلتزام واإلثبات ١٩٤
ـدﻨﻴﺎ أم
ـوﻓﺎ ﻤ ـ ً
ـﺴﻴطﺎ أم ﻤوﺼ ـ ً
وﻤﺤــل اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻫ ــو اﻝﺤ ــق اﻝﻤﺤ ــﺎل ﺴـ ـواء أﻜ ــﺎن ﺒ ـ ً
ﺘﺠﺎرًﻴﺎ ،ﻋﻤـﻼً أم اﻤﺘﻨﺎ ًﻋـﺎ ﻋـن ﻋﻤـل ،ﻝﻜـن ﻴﺠـب أن ﻴﺘـواﻓر ﻓﻴـﻪ ﺸـروط ﻤﺤـل اﻝﻌﻘـد
ﺒوﺠﻪ ﻋﺎمٕ ،واذا ﻜﺎﻨت اﻝﺤواﻝـﺔ ﺘﺒرﻋﻴـﺔ ﻴﺠـب أن ﻴﺘـواﻓر ﻓﻴﻬـﺎ اﻝـﺸﻜﻠﻴﺔ إذا ﻜﺎﻨـت ﻓــﻲ
ﺼورة ﻫﺒﺔ.
وﺒﻤﺠ ــرد اﻨﻌﻘ ــﺎد اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻴﺤ ــل اﻝﻤﺤ ــﺎل إﻝﻴ ــﻪ ﻤﺤ ــل اﻝﻤﺤﻴ ــل ﻓـ ــﻲ اﻝرﺠ ــوع ﻋﻠ ــﻰ
اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ،ﻝﻜــن اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﻻ ﻴﻠﺘــزم ﺒﺎﻝوﻓــﺎء إﻝــﻰ اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ إﻻ ﺒﻌــد ﻨﻔــﺎذ
اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﺤﻘﻪ.
] êÞ^nÖ]gת¹
{†íÖ]ç{{£]ƒ^{{ËÞ½æ
ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤدﻴن:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٠٥ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻻ ﺘﻜــون اﻝﺤواﻝــﺔ
ﻨﺎﻓــذة ﻗﺒــل اﻝﻤــدﻴن أو ﻗﺒــل اﻝﻐﻴــر إﻻ إذا ﻗﺒﻠﻬــﺎ اﻝﻤــدﻴن أو أﻋﻠــن ﺒﻬــﺎ ،ﻷن ﻨﻔﺎذﻫــﺎ ﻗﺒ ــل
اﻝﻐﻴر ﺒﻘﺒول اﻝﻤدﻴن ﻴﺴﺘﻠزم أن ﻴﻜون ﻫذا اﻝﻘﺒول ﺜﺎﺒت اﻝﺘﺎرﻴﺦ«.
ﻝ ّﻤــﺎ ﻜﺎﻨــت ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ﺘﻨﻌﻘــد ﺒــﻴن اﻝﻤﺤﻴــل واﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ ،وﻝﻤــﺎ ﻜــﺎن اﻝﻘــﺎﻨون
ﺨﺎﺼﺎ ﻝﻬذا اﻻﺘﻔﺎق ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺠوز أن ﻴـﺘم ﻜﺘﺎﺒـﺔ أو ﺤﺘـﻰ ﺸـﻔﺎﻫﺔ، ً ﻻﻴﺸﺘرط ﺸﻜﻼً
وﻝﻤـﺎ ﻜــﺎن ﻻ ﻴــﺸﺘرط رﻀــﺎء اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝﺤواﻝــﺔ ﺤﺘــﻰ ﺘﻨﻌﻘــد ،ﻓﺈﻨــﻪ ﻤــن اﻝﻌــدل أن ﻴﻌﻠــم
ﻴﻘﻴﻨﻴﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﻨﻔذ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ ،ﻝـذﻝك اﺸـﺘرط اﻝﻘـﺎﻨون
ﻋﻠﻤﺎ ًﻫذا اﻷﺨﻴر ﺒﺘﻠك اﻝﺤواﻝﺔ ً
ووﻓﻘﺎ ﻝﻠﻤﺎدة اﻝـﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓـﺈن
اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻫذا اﻝﻌﻠم ﻝﻨﻔﺎذ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﺤق اﻝﻤدﻴنً ،
ﻋﻠم اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ ﻴﺘﺤﻘق ﺒﺄﺤد اﻝطرﻓﻴن إﻤﺎ ﻗﺒوﻝﻪ ﺒﻬﺎ أو إﻋﻼﻨﻪ ﺒﻬﺎ.
)أ( ﻗﺒول اﻝﻤدﻴن ﻝﻠﺤواﻝﺔ:
ﻴﻘﻴﻨﻴﺎ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺘﻨﻔـذ ﻓــﻲ ﺤﻘـﻪ وﻴﺤـﺘﺞ ﺒﻬـﺎ
ﻋﻠﻤﺎ ًإذا ﻗﺒل اﻝﻤدﻴن اﻝﺤواﻝﺔ ﻓﻘد ﻋﻠم ﺒﻬﺎ ً
ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ ،وﻤﻌﻨــﻰ ذﻝــك أن اﻝــداﺌن ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ إﻝﻴــﻪ ﻴــﺼﺒﺢ ﺒﻌــد ﻗﺒوﻝــﻪ اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ ﻻ
ـﻤﻨﻴﺎ ،وﻤﺜــﺎل اﻝﻘﺒــول اﻝــﻀﻤﻨﻲ
اﻝﻤﺤﻴــل ،وﻗﺒــول اﻝﻤــدﻴن ﻝﻠﺤواﻝــﺔ ﻗــد ﻴﻜــون ﺼـرﻴ ًﺤﺎ أو ﻀـ ً
١٩٥ أحكام االلتزام واإلثبات
أن ﻴﻌﻠــم اﻝﻤــدﻴن ﺒﺎﻝﺤواﻝــﺔ ﻓﻴوﻓ ــﻲ إﻝــﻰ اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ ﺠــزًءا ﻤــن اﻝــدﻴن وﻴﺘﻔــق ﻤﻌــﻪ ﻋﻠــﻰ
ﻀﻤﻨﻴﺎ ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ.
ً ﺘﻘﺴﻴط اﻝﺠزء اﻝﺒﺎﻗﻲ ،ﻓﻬذا اﻝوﻓﺎء اﻝﺠزﺌﻲ ﻤﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒر ﻗﺒوﻻً
وﻴﺠب ﺤﺘﻰ ﻴؤﺘﻲ اﻝﻘﺒول أﺜـرﻩ أن ﻴﻜـون ﺒﻌـد اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ ﻻ ﻗﺒـل ذﻝـك ﺤﺘـﻰ
وﻝو ﻜﺎن ﺒﻌد اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺘﺼرف ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن؛ ﻷن اﻝﺤﻜﻤﺔ ﻤـن اﺸـﺘراط اﻝﻘﺒـول
ﻫﻲ ﻋﻠم اﻝﻤدﻴن ﺒﺸﺨـﺼﻴﺔ اﻝﻤﺤـﺎل إﻝﻴـﻪ ﺤﺘـﻰ ﻴﻠﺘـزم ﺒﺎﻝوﻓـﺎء ﻝـﻪ ،وﻫـو ﻻ ﻴﺘﺤﻘـق إﻻ
إذا ﻜﺎن اﻝﻘﺒول ﺒﻌد اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ.
وﻗﺒــول اﻝﻤــدﻴن اﻝﺤواﻝــﺔ ﻻ ﻴﻌﻨــﻲ أﻨــﻪ أﺼــﺒﺢ طرﻓًــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ ،وﻻ ﻴﻌﻨــﻲ أﻨــﻪ ﻗــد ﺴــﻠم
ﺒﺤـق اﻝـداﺌن ،وﻝﻜـن ﻜـل اﻝــذي ﻴﻌﻨﻴـﻪ أﻨـﻪ ﻗـد ﻋﻠـم ﺒداﺌﻨــﻪ اﻝﺠدﻴـد اﻝـذي ﻗـد ﺤـل ﻤﺤــل
داﺌﻨ ــﻪ اﻝﻘ ــدﻴم وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ ﺴ ــﻴﻌﺎﻤﻠﻪ ﻤﻌﺎﻤﻠ ــﺔ داﺌﻨ ــﻪ اﻷﺼ ــﻠﻲ ،ﻓﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴ ــدﻓﻊ ﻓـ ــﻲ
ﻤواﺠﻬﺘﻪ – ﻜﻤﺎ ﺴﻨرى – ﺒﻜل اﻝدﻓوع اﻝﺘﻲ ﻜـﺎن ﻴـﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴـدﻓﻊ ﺒﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ
داﺌﻨﻪ اﻷﺼﻠﻲ ،ﺒل ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴدﻓﻊ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ ﺒـﺒطﻼن اﻻﻝﺘـزام ﻜﻠـﻪ
أو ﻋدم وﺠودﻩ.
)ب( إﻋـــﻼن اﻝﻤــدﻴن:
ـﻀﺎ ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﺘﻨﻔـذ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬﺘـﻪ ﺒﺈﻋﻼﻨـﻪ ﺒﻬــﺎ،
ﻴﺘﺤﻘـق ﻋﻠـم اﻝﻤـدﻴن ﺒﺎﻝﺤواﻝـﺔ أﻴ ً
واﻹﻋﻼن ﻴﺘم ﺒورﻗﺔ رﺴﻤﻴﺔ ﻤن أوراق اﻝﻤﺤﻀرﻴن أو ﻤﺎ ﻴﻘوم ﻤﻘﺎﻤﻬﺎ.
وﻗــد ﻗــﻀت ﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻝــﻨﻘض اﻝﻤــﺼرﻴﺔ ﺘطﺒﻴﻘًــﺎ ﻝــذﻝك ﺒﺄﻨــﻪ» :ﻝــﺌن ﻜﺎﻨــت ﺤواﻝــﺔ
اﻝﺤــق ﺘﻨﻌﻘــد ﺒﻤﺠــرد ﺘ ارﻀــﻲ اﻝﻤﺤﻴــل واﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ دون ﺤﺎﺠــﺔ إﻝــﻰ رﻀــﺎء اﻝﻤــدﻴن
اﻝ ــذي ﻴ ــﻀﺤﻲ ﻤﺤ ــﺎﻻً ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺒﻤﺠ ــرد اﻨﻌﻘ ــﺎد اﻝﺤواﻝ ــﺔ إﻻ أﻨﻬ ــﺎ ﻻ ﺘﻨﻔ ــذ ﻓـ ــﻲ ﺤﻘ ــﻪ إﻻ
ـﻤﻴﺎ ﻋﻠــﻰ ﻴ ــد ﻤﺤــﻀر ﺒ ــﺈﻋﻼن أو إﻨــذار ﻤ ــﺴﺘﻘل أو ﻓ ــﻲ ﺼ ــﺤﻴﻔﺔ ﺒﺈﻋﻼﻨــﻪ ﺒﻬــﺎ رﺴ ـ ً
اﻓﺘﺘﺎح اﻝدﻋوى اﻝﺘﻲ ﻴﻘﻴﻤﻬﺎ اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻝﻠﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺎﻝﺤق اﻝﻤﺤﺎل
ﺒــﻪ أو ﺒﺎﻝﺘﻨﺒﻴــﻪ أو اﻝﺘﻘــدم ﻓــﻲ ﺘوزﻴــﻊ أو ﺘوﻗﻴــﻊ اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ ﺤﺠـ ًاز ﺘﺤﻔظًﻴــﺎ ﺘﺤــت ﻴــد
اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ أو ﺒــﺎﻹﺠراءات اﻷﺨــرى اﻝﺘــﻲ ﻨــص اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠﻴﻬــﺎ،
أو ﺒﻘﺒوﻝﻪ ﻝﻬﺎ وﻴﻜون ﻨﻔﺎذﻫﺎ ﻓـﻲ ﺤﻘﻪ ﻤـن ﻫـذا اﻝﺘـﺎرﻴﺦ اﻝـذي ﻴﺤـﺎج ﺒـﻪ اﻨﺘﻘـﺎل اﻝﺤـق
اﻝﻤﺤﺎل ﺒـﻪ ﺒﺠﻤﻴـﻊ ﻤﻘوﻤﺎﺘـﻪ وﺨﺼﺎﺌـﺼﻪ وﺘواﺒﻌـﻪ وﻤﻨﻬـﺎ اﻝـدﻋﺎوي اﻝﺘـﻲ ﺘؤﻜـد اﻨﺘﻘﺎﻝـﻪ
أحكام االلتزام واإلثبات ١٩٦
إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ وﻜذﻝك ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻤـن دﻓـوع ﻜـﺎن ﻝﻠﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ ﻤﺠﺎﺒﻬـﺔ اﻝﻤﺤﻴـل ﺒﻬـﺎ
وﻗت إﻋﻼن اﻝﺤواﻝﺔ أو ﻗﺒوﻝﻬﺎ وﻤن ذﻝك اﻝدﻓﻊ ﺒﺎﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق اﻝﻤﺤﺎل ﺒﻪ«.
واﻝذي ﻴﻘوم ﺒﺎﻹﻋﻼن ﻫو اﻝﻤﺤﻴل أو اﻝﻤﺤـﺎل إﻝﻴـﻪ ،وﻝﻜـن ﻏﺎﻝًﺒـﺎ أن اﻝـذي ﻴﻘـوم
ﺒﺎﻹﻋﻼن ﻫو اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ؛ ﻷن ﻤن ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ أن ﺘﻨﻔذ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﺤـق اﻝﻤـدﻴن ﻓــﻲ
أﺴرع وﻗت؛ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻘر ﻝﻪ اﻝﺤق وﻻ ﻴﺘﻌرض ﻝﺨطر وﻓﺎء اﻝﻤدﻴن إﻝﻰ اﻝﻤﺤﻴل ﻓــﻲ
اﻝﻔﺘرة ﺒﻴن اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ وﻨﻔﺎذﻫﺎ.
ﺒﺎﻝﻨﺴـﺒﺔ ﻝﻠﻐﻴر:
ﺘﻨﻔذ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﺤق اﻝﻐﻴر ﺒﻨﻔس اﻝطرﻴﻘﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﻨﻔـذ ﺒﻬـﺎ ﻓــﻲ ﺤـق اﻝﻤـدﻴن ﻤـﻊ
ﻤ ارﻋــﺎة أن اﻝﻐﻴــر ﺸــﺨص ﻏﻴــر ﻤﺤــدد ﻓﻬــو ﻜــل ﺸــﺨص ﺘﺘــﺄﺜر ﻤــﺼﻠﺤﺘﻪ أو ﺘــﻀﺎر
ﺒﺤواﻝﺔ اﻝﺤق.
وﻗد راﻋﻰ اﻝﻘﺎﻨون أن اﻝﺤواﻝـﺔ ﻻ ﺘﻨﻔـذ ﻓــﻲ ﺤـق اﻝﻐﻴـر إﻻ إذا ﺘـواﻓرت ﻓﻴﻬـﺎ ﻤـن
اﻝﻌﻼﻨﻴــﺔ ﻤــﺎ ﻴﻜﻔــﻲ ﻝﻌﻠﻤــﻪ ﺒﻬــﺎ ﻓﻘــرر أن اﻝﺤواﻝــﺔ ﺘﻨﻔــذ ﻓ ــﻲ ﺤــق اﻝﻐﻴــر إذا أﻋﻠــن ﺒﻬــﺎ
اﻝﻤــدﻴن أو إذا ﻗﺒﻠﻬــﺎ ﻗﺒــوﻻً ﺜﺎﺒــت اﻝﺘــﺎرﻴﺦ .واﺸــﺘراط أن ﻴﻜــون اﻝﻘﺒــول ﺜﺎﺒــت اﻝﺘــﺎرﻴﺦ
ﻴﺘــﺴق ﻤــﻊ اﻝﻘواﻋــد اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻓ ــﻲ اﻹﺜﺒــﺎت اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــﻀﻲ ﺒــﺄن اﻝﻤــدﻴن إذا ﻗﺒــل اﻝﺤواﻝــﺔ
ﺒورﻗﺔ ﻋرﻓﻴﺔ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﺘﺞ ﺒﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻐﻴر إﻻ إذا ﻜﺎﻨت ﺜﺎﺒﺘﺔ اﻝﺘﺎرﻴﺦ.
وﻤن أﻤﺜﻠﺔ اﻝﻐﻴر اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ اﻝﺜﺎﻨﻲ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ اﻷول أو اﻝﻌﻜس إذا
أﺤﺎل اﻝداﺌن ﺤﻘﻪ ﻷﻜﺜر ﻤن ﺸﺨص ،ﻜذﻝك ﻴﻌﺘﺒر ﻤـن اﻝﻐﻴـر داﺌـن اﻝﻤـدﻴن اﻝﺤـﺎﺠز
ﻋﻠﻰ أﻤواﻝﻪ.
اﺴﺘـﺜﻨﺎءات:
ﻗــد ﻴــﻨص اﻝﻘــﺎﻨون ﻋﻠــﻰ ﻨﻔــﺎذ اﻝﺤواﻝــﺔ ﻓ ــﻲ ﺤــﺎﻻت اﺴــﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓ ــﻲ ﺤــق اﻝﻤــدﻴن
أو ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻐﻴر ﺒﻐﻴر اﻝطرﻴق اﻝذي اﺸـﺘرطﻪ وﻓﻘًـﺎ ﻝﻠﻘواﻋـد اﻝﻌﺎﻤـﺔ ﻝﻠﺤواﻝـﺔ ،وﻋﻨدﺌـذ
ﻴطﺒق ﻤﺎ اﺸﺘرطﻪ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري وﺘﻌطل اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻌﺎﻤﺔ ،ﻷن اﻝﻌﺎم ﻴظل
ﻋﻠﻰ ﻋﻤوﻤﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺨﺼص.
١٩٧ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ ذﻝــك أن ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤﻘــوق اﻝ ـواردة ﻓ ــﻲ اﻷوراق اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ اﻻﺴــﻤﻴﺔ أو
اﻹذﻨﻴــﺔ ﻜﺎﻝــﺸﻴك واﻝﻜﻤﺒﻴﺎﻝــﺔ واﻝــﺴﻨد اﻹذﻨــﻲ ﺘــﺘم ﺒــﺎﻝﺘظﻬﻴر ﺤﺘــﻰ ﻝــو ﻝــم ﻴﻌﻠــم ﺒــذﻝك
اﻝﻤــدﻴن ،وﺘــﺘم ﺤواﻝــﺔ اﻷوراق اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﻝﺤﺎﻤﻠﻬــﺎ ﻜﺎﻝــﺴﻨد ﻝﺤﺎﻤﻠــﻪ ﺒﺎﻝﺘــﺴﻠﻴم أو اﻝﻤﻨﺎوﻝــﺔ
دون ﺤﺎﺠـ ــﺔ ﻷي إﺠ ـ ـراء آﺨـ ــر ،وﻗـ ــد ارﻋـ ــﻰ اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ اﻝﻤـ ــﺼري ﻓ ـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ
اﻻﺴــﺘﺜﻨﺎءات ﻤــﺎ ﺘﻨطــوي ﻋﻠﻴــﻪ اﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت اﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﻤــن ﺴــرﻋﺔ وﻤــﺎ ﺘﻘــوم ﻋﻠﻴــﻪ ﻤــن
ﺜﻘﺔ ﻻ ﺘﺘﻨﺎﺴب ﻤﻊ اﻝﻘواﻋد اﻝرﺼﻴﻨﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق اﻝﻤدﻴﻨﺔ.
] oÖ^nÖ]ovf¹
У]íÖ]çu…^{{{{ma
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ﺘﻨــﺸﺊ آﺜــﺎ ًار ﺒﻌــﻀﻬﺎ ﻴﺘﻌﻠــق ﺒﺎﻨﺘﻘــﺎل اﻝﺤــق اﻝﻤﺤــﺎل ﺒــﻪ ،وﺒﻌــﻀﻬﺎ
ﻴﺘﻌﻠــق ﺒــﺎﻝﺘزام اﻝﻤﺤﻴــل ﺒﺎﻝــﻀﻤﺎن .وﻗﺒــل أن ﻨﺘﻨــﺎول ﻫــذﻩ اﻵﺜــﺎر ﺒﺎﻝﺘﻔــﺼﻴل ﻻﺒــد أن
ﻨوﻀـﺢ أن ﺒﻤﺠـرد اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ ﺒـﻴن اﻝﻤﺤﻴــل واﻝﻤﺤـﺎل إﻝﻴـﻪ ﻓــﺈن اﻝﺤـق اﻝﻤﺤـﺎل ﺒــﻪ
ﻴﻨﺘﻘــل ﺒــﻴن اﻝطـرﻓﻴن ،وﻫــذا ﻴــﺴﺘﺘﺒﻊ اﻝﺘـزام اﻝﻤﺤﻴــل ﺒــﺄن ﻴــﻀﻊ ﺘﺤــت ﻴــد اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ
ـﻀﺎ ﺒـﻴن ﻴـدﻩ ﻜـل
اﻝﺼك اﻝذي ﻴﺜﺒت ﺤـق اﻝﻤﺤﻴـل ﺘﺠـﺎﻩ اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ ،وأن ﻴـﻀﻊ أﻴ ً
ﻤﺎ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ أن ﻴﺴﺎﻋدﻩ ﻓـﻲ إﺜﺒﺎت ذﻝك اﻝﺤق ،ﺜم ﺒﻌد ذﻝك ﺘﺒدأ آﺜـﺎر اﻝﺤواﻝـﺔ ،وﻤـﺎ
ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤن اﻝﺘزاﻤﺎت وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﻤطﻠــب اﻷول :اﻨﺘﻘﺎل اﻝﺤق اﻝﻤﺤﺎل ﺒﻪ ﻤن اﻝﻤﺤﻴل إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﺒﻪ.
اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﻝﺘزام اﻝﻤﺤﻴل ﺒﺎﻝﻀﻤﺎن.
] Ùæù]gת¹
]äÖÙ^]±cØé]àÚäeÙ^]У]Ù^ÏjÞ
أوﻻً ﺘﺤدﻴد ﻤﺎ ﻴﻨﺘﻘل إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ:
اﻝذي ﻴﻨﺘﻘل ﻤن اﻝﻤﺤﻴل إﻝـﻰ اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ ﺒﻤﺠـرد اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ ﻫـو ذات اﻝﺤـق
اﻝذي ﻜﺎن ﻝﻠﻤﺤﻴل ﻗﺒل اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﻝو دﻓﻊ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﻤﻘﺎﺒﻼً ﻝﻬذا اﻝﺤق أﻗل
أحكام االلتزام واإلثبات ١٩٨
ﻤﻨﻪ .ﻓﺎﻝﺤواﻝﺔ ﻋﺎدة ﺘﻨطوي ﻋﻠﻰ ﻨوع ﻤن اﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ إذا ﻜﺎﻨـت ﺒﻌـوض ،واﻝﻤـﻀﺎرﺒﺔ
ﻫﻨـﺎ ﺘﻌﻨـﻲ اﺤﺘﻤـﺎل أن ﻴـرﺒﺢ اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ ﻤـن وراﺌﻬـﺎ ،واﺤﺘﻤـﺎل أن ﻴﺨـﺴر ،وﻝﻨـﻀرب
ﻝذﻝك ﻤـﺜﻼً ﻴوﻀـﺢ ﻤـﺎ ﻴﻨﺘﻘـل ﻤـن اﻝﻤﺤﻴـل إﻝـﻰ اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ ،ﻝـو أن أ ﻜـﺎن داﺌًﻨـﺎ ﻝ ـ ب
ﺒﻤﺒﻠــﻎ ﻤﻘــدارﻩ ٥٠٠٠ﺠﻨﻴــﻪ ،وﻗــﺎم أ ﺒﺤواﻝــﺔ ﺤﻘــﻪ إﻝــﻰ ج وأﺨــذ ﻤﻨــﻪ ﻓــﻲ ﻤﻘﺎﺒــل ذﻝــك
ﻤﺒﻠـﻎ ٤٠٠٠ﺠﻨﻴـﻪ ،ﻓـﺈن ج ﻴﺤــل ﻤﺤـل أ ﻓــﻲ ﻤطﺎﻝﺒــﺔ ب ﻝـﻴس ﺒﻤﺒﻠـﻎ ٤٠٠٠اﻝﺘــﻲ
دﻓﻌﻬــﺎ إﻝــﻰ إٔ ،واﻨﻤــﺎ ﻴطﺎﻝﺒــﻪ ﺒــدﻓﻊ ﻤﺒﻠــﻎ ٥٠٠٠ﺠﻨﻴــﻪ .وﻗــد ﻴﺤــﺼل ج ﻋﻠــﻰ ﻫــذا
اﻝﻤﺒﻠــﻎ ﻓﻴـرﺒﺢ ﻤــن وراء اﻝﺤواﻝــﺔ ،وﻗــد ﻴﻌــﺴر ب ﻓﻴﺤــﺼل ج ﻋﻠــﻰ ﻤﺒﻠــﻎ أﻗــل ﻤــن اﻝـ ـ
٤٠٠٠ﺠﻨﻴﻪ وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺨﺴر ﻤن وراء اﻝﺤواﻝﺔ.
ﻨوﻋﺎ ﻤن اﻝﻤـﻀﺎرﺒﺔ ﺘﺤﺘﻤـل اﻝﻤﻜـﺴب واﻝﺨـﺴﺎرة،
ﻓﺎﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﻤﺜل ﺘﻌﺘﺒر ً
وﻓـﻲ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﺤﺎﻻت ﺴواء أﻜﺎﻨـت اﻝﺤواﻝـﺔ ﺒﻌـوض أم ﺒﻐﻴـر ﻋـوض ﻓـﺈن اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ
ﻴرﺠﻊ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺒذت اﻝﺤق اﻝذي ﻜﺎن ﻝﻠﻤﺤﻴل.
وﻴﻨﺘﻘــل اﻝﺤــق ﻤــن اﻝﻤﺤﻴــل إﻝــﻰ اﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﺒﻜــل ﺼــﻔﺎﺘﻪ وأوﺼــﺎﻓﻪ وﻀــﻤﺎﻨﺎﺘﻪ
ـدﻨﻴﺎ اﻨﺘﻘــل ﻤ ـن اﻝﻤﺤﻴــل إﻝــﻰ
وﺘواﺒﻌــﻪ ،ﻓــﺈذا ﻜــﺎن اﻝﺤــق ﺒﺤــﺴب أﺼــﻠﻪ ﺘﺠﺎرًﻴــﺎ أو ﻤـ ً
ـﻀﺎﻓﺎ إﻝـﻰ أﺠــل
اﻝﻤﺤـﺎل إﻝﻴـﻪ ﺒـﻨﻔس اﻝـﺼﻔﺔٕ ،واذا ﻜـﺎن اﻝﺤـق ﻤﻌﻠﻘًـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺸـرط أو ﻤ ً
اﻨﺘﻘل ﻤن اﻝﻤﺤﻴل إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ ﺒﻨﻔس اﻝوﺼفٕ ،واذا ﻜﺎن اﻝﺤـق ﻤـﻀﻤون ﺒـرﻫن
رﺴــﻤﻲ أو ﺤﻴــﺎزي أو ﺒﺤــق اﺨﺘــﺼﺎص اﻨﺘﻘــل ﻤــن اﻝﻤﺤﻴــل إﻝــﻰ اﻝﻤﺤــﺎل إﻝﻴــﻪ ﺒــﻨﻔس
اﻝﻀﻤﺎن ﻤﻊ ﻤراﻋﺎة ﻤﺎ ﺘﻨص ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺎدة ٢/١٠٥٣ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري
ﻤﻀﻤوﻨﺎ ﺒرﻫن رﺴﻤﻲ وﺠـب اﻝﺘﺄﺸـﻴر ﺒﺤواﻝﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ
ً اﻝﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄن اﻝﺤق إذا ﻜﺎن
ﻫﺎﻤش اﻝﻘﻴد اﻷﺼﻠﻲ ﺤﺘﻰ ﻴﺤﺘﺞ ﺒﻬذﻩ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ.
وﻴﻨﺘﻘــل اﻝﺤ ــق ﻤــن اﻝﻤﺤﻴ ــل إﻝــﻰ اﻝﻤﺤ ــﺎل إﻝﻴــﻪ ﺒﺘواﺒﻌ ــﻪ ،ﻓــﺈذا ﻜ ــﺎن ﻴﻨــﺘﺞ ﻓواﺌ ــد
ﻤﻘﺴطﺎ اﻨﺘﻘل ﻜﻤﺎ ﻫو إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل إﻝﻴﻪ.
ً أو ﻜﺎن
وﻓـﻲ ﻫذا ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٠٧ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :ﺘـﺸﻤل
ﺤواﻝﺔ اﻝﺤـق ﻀـﻤﺎﻨﺎﺘﻪ ،ﻜﺎﻝﻜﻔﺎﻝـﺔ واﻻﻤﺘﻴـﺎز واﻝـرﻫن ،ﻜﻤـﺎ ﺘﻌﺘﺒـر ﺸـﺎﻤﻠﺔ ﻝﻤـﺎ ﺤـل ﻤـن
ﻓواﺌد وأﻗﺴﺎط«.
١٩٩ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻷن ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ﻻ ﺘﻨــﺸﻲء اﻝﺘ از ًﻤــﺎ ﺠدﻴـ ًـدا ﻓ ــﻲ ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن ٕواﻨﻤــﺎ ﻫــﻲ ﺘﻨﻘــل
اﻻﻝﺘزام اﻝﺜﺎﺒت أﺼﻼً ﻓـﻲ ذﻤﺘـﻪ ﻤـن داﺌـن إﻝـﻰ داﺌـن آﺨـر ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎر ﻫـذا اﻻﻝﺘـزام ﺤﻘًـﺎ
ﻝﻠــداﺌن اﻝﻤﺤﻴــل وﻴﻨﺒﻨــﻲ ﻋﻠــﻰ ذﻝــك أن ﻴظــل ﻫــذا اﻻﻝﺘ ـزام ﺒﻌــد ﺤواﻝﺘــﻪ ﻤﺤﻜــوم ﺒــذات
اﻝﻘــﺎﻨون اﻝــذي ﻨــﺸﺄ ﻓ ــﻲ ظﻠــﻪ ﻤــن ﺤﻴــث طﺒﻴﻌﺘــﻪ وﺼــﻔﺎﺘﻪ ٕواﺜﺒﺎﺘــﻪ ،وﻗﺎﺒﻠﻴﺘــﻪ ﻝﻠﺤواﻝــﺔ
واﻝﺸروط اﻝﻼزﻤﺔ ﻝذﻝك ،ﻓﺈذا ﺼـدر ﻗـﺎﻨون ﻴﻐﻴـر ﻤـن ﻫـذﻩ اﻷﺤﻜـﺎم ﻓـﻼ ﻴـﺴري ﻋﻠـﻰ
ﻫذا اﻻﻝﺘزام إﻻ ﻓـﻲ ﻨطﺎق ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤدﺜﻪ ﻤن ﻗواﻋد آﻤرة ﺘﺘﺼل ﺒﺎﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم.
واﻝﺤق اﻝﻤﺤﺎل ﺒﻪ ﻴﻨﺘﻘل ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ ﻤن اﻝﻤﺤﻴل إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﺒﻜﺎﻓﺔ دﻓوﻋـﻪ وﺘواﺒﻌـﻪ
وﻤﻨﻬﺎ اﻝدﻋﺎوي اﻝﺘﻲ ﺘؤﻜدﻩ ،واﻝدﻋﺎوي اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر ﻤن ﻀﻤﺎﻨﺎﺘﻪ ﻜدﻋوى اﻝﻔﺴﺦ.
وﻗــد أﺠــﺎز اﻝﻤــﺸرع ﻝﻠﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﺒﻤﺠــرد اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ،وﺤﺘــﻰ ﻗﺒــل ﻨﻔﺎذﻫــﺎ أن
ﻴﺘﺨــذ ﻤــن اﻹﺠ ـراءات اﻝﺘﺤﻔظﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺤــﺎﻓظ ﺒﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺤﻘــﻪ ﻗﺒــل اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ،
ﻓﻴﺠــوز ﻝــﻪ ﻗﻴــد اﻝــرﻫن اﻝــذي ﻴــﻀﻤن ﺒــﻪ ﺤﻘــﻪ ،وأن ﻴﺤﺠــز ﺘﺤــت ﻴــد اﻝﻤــدﻴن اﻝﻤﺤــﺎل
ﻋﻠﻴﻪ )اﻝﻤﺎدة ٣٠٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﺤدﻴد وﻗت اﻨﺘﻘﺎل اﻝﺤق إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ:
ً
) (١ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴن اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدﻴن:
ﻴﻨﺘﻘــل اﻝﺤــق اﻝﻤﺤــﺎل ﺒــﻪ ﺒــﻴن اﻝﻤﺘﻌﺎﻗــدﻴن ﺒﻤﺠــرد اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ،وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ
ذﻝك أن اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﻴﺤل ﻤﺤل اﻝﻤﺤﻴل ﺒﻤﺠـرد اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻴﻤﺘﻨـﻊ ﻋﻠـﻰ
ﻫذا اﻷﺨﻴر ﺒﻌد اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ أن ﻴﻘوم ﺒﺄي ﻋﻤل ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻹﻀـرار ﺒﺎﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ،
ﻓﻼ ﻴﺠوز ﻝﻪ أن ﻴﺴﺘوﻓـﻲ ﺤﻘﻪ ﻤـن اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ ،وﻻ ﻴﺠـوز ﻝـﻪ أن ﻴﺤـول ﺤﻘـﻪ ﻤـرة
أﺨرى إﻝﻰ ﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﺜﺎﻨﻲ وﻻ ﻴﺠوز ﻝﻪ أن ﻴـرﻫن ﺤﻘـﻪ ﻷﻨـﻪ أﺼـﺒﺢ ﻤـن ﺤـق اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ
وﻝﻴس ﻤن ﺤﻘﻪٕ ،واذا ﻗـﺒض اﻝﺤـق اﻝﻤﺤـﺎل ﺒـﻪ ﻓــﻲ اﻝﻔﺘـرة ﻤـﺎ ﺒـﻴن اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ وﻨﻔﺎذﻫـﺎ
ﻓﻌﻠﻴﻪ أن ﻴرد ﻫذا اﻝﺤق إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ.
ٕواذا ﻗﺎم اﻝﻤﺤﻴل ﺒﺄي ﻋﻤـل ﻤـن ﺸـﺄﻨﻪ اﻹﻀـرار ﺒﺎﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ ﻓــﻲ اﻝﻔﺘـرة ﻤـﺎ ﺒـﻴن
اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ وﻨﻔﺎذﻫــﺎ ،ﻓــﺈن اﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴرﺠــﻊ ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﺎﻝــﻀﻤﺎن – ﻜﻤــﺎ
ﺴــﻨرى – ﺤﺘــﻰ وﻝــو ﻜﺎﻨــت اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﻐﻴــر ﻋــوض؛ ﻷﻨــﻪ ﻤــﺴؤول داﺌ ًﻤــﺎ ﻋــن أﻋﻤﺎﻝــﻪ
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٠٠
اﻻﻨﻌﻘــﺎد ﻗﺒــل ﻨﻔﺎذﻫــﺎ ﻓ ــﻲ ﻤواﺠﻬﺘــﻪ ،ﻓﻴﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻝــرﻏم ﻤــن ﻋﻠﻤــﻪ! ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﻝﻠﻤﺤﻴــل
وﻝﻴس ﻝﻠﻤﺤﺎل ﻝﻪ ،ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴدور اﻝﺘﺴﺎؤل ﻫل ﻴﺼﺢ ﻫذا اﻝوﻓﺎء أم ﻻ؟
ﻻﺒــد أن ﻨﻔــرق ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻔــرض ﺒــﻴن ﺤــﺎﻝﺘﻴن :اﻝﺤﺎﻝــﺔ اﻷوﻝــﻰ :ﺤﺎﻝــﺔ ﺤــﺴن ﻨﻴــﺔ
اﻝﻤــدﻴن وﻋــدم ﺘواطــؤﻩ ﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻴــل إﻀ ـ ارًار ﺒﺎﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﻓﻔــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﺤﺎﻝــﺔ ﻓــﺈن وﻓﺎﺌــﻪ
ـﺤﻴﺤﺎ ﻤﺒرًﺌــﺎ ﻝذﻤﺘــﻪ رﻏــم ﻋﻠﻤــﻪ ﺒﺎﻝﺤواﻝــﺔ وذﻝــك ﺘطﺒﻴﻘًــﺎ ﻝﻠﻘﺎﻋــدة اﻝﻌﺎﻤــﺔ أن
ﻴﻌﺘﺒــر ﺼـ ً
اﻝﺤق اﻝﻤﺤﺎل ﺒﻪ ﻻ ﻴﻨﺘﻘل ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻴﻪ إﻻ ﻤن وﻗت ﻨﻔﺎذ اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﺤﻘﻪ.
أﻤﺎ إذا ﻜﺎن اﻝﻤدﻴن ﺴﻲء اﻝﻨﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻰ أﻨـﻪ ﻗـد وﻓّـﻰ ﺒـﺎﻝرﻏم ﻤـن ﻋﻠﻤـﻪ ﺒﺎﻝﺤواﻝـﺔ
ﻏﺸﺎ ﻤﻨﻪ وﺘواط ًؤا ﻤﻊ اﻝﻤﺤﻴل أو ﻤﻊ ﺸﺨص ﻤن اﻝﻐﻴر ،ﻓـﺈن ﻫـذا اﻝوﻓـﺎء ﻻ ﻴﺒـريء ً
ذﻤﺘﻪ؛ ﻻ ﻷن اﻝﺤق ﻗـد اﻨﺘﻘـل ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ إﻝﻴـﻪ ﻤـن ﺘـﺎرﻴﺦ ﻋﻠﻤـﻪ وﻝﻜـن؛ ﻷن وﻓﺎﺌـﻪ ﻗـﺎﺌم
ﻋﻠﻰ اﻝﻐش ،واﻝﻐش ﻴﻬدم ﻤﺎ ﻴﻘوم ﻋﻠﻴﻪ ،وﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ
أن ﻴوﻓـﻲ ﻤرة أﺨرى إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﺤﺘﻰ ﺘﺒ أر ذﻤﺘﻪ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ.
) (٣ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻐﻴر:
اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴﻨﺘﻘــل اﻝﺤــق اﻝﻤﺤــﺎل ﺒــﻪ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻠﻐﻴــر ﻫــو وﻗــت ﻨﻔــﺎذ اﻝﺤواﻝــﺔ
ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻴﻪ أي أن اﻝﺤق اﻝﻤﺤﺎل ﺒﻪ ﻴﻨﺘﻘل ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻐﻴر ﻤن ﺘﺎرﻴﺦ إﻋـﻼن اﻝﻤـدﻴن
ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ أو ﻗﺒوﻝﻪ ﺒﻬﺎ ﻗﺒوﻻً ﺜﺎﺒت اﻝﺘﺎرﻴﺦ.
وﻗﺒـل ﻨﻔـﺎذ اﻝﺤواﻝـﺔ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ اﻝﻐﻴــر اﻝـداﺌن ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ إﻝﻴـﻪ ﻴﻜـون ﻫـو اﻝﻤﺤﻴــل،
أﻤﺎ ﺒﻌد ﻨﻔﺎذﻫﺎ ﻓﺎﻝداﺌن ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ إﻝﻴﻪ ﻴﺼﺒﺢ ﻫو اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ.
وﻗد ﻴﺘﻌدد اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻬم ﻓﻴﻜون ﻜل واﺤد ﻤﻨﻬم ﻏﻴ ًار ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻶﺨر ،وﻗـد وﻀـﺢ
اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻜﻴــف ﻴــﺘم اﻝﺘﻔــﻀﻴل ﺒﻴــﻨﻬم ﻓ ــﻲ اﻝﻤــﺎدة ٣١٣اﻝﺘــﻲ ﺘــﻨص
ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :إذا ﺘﻌــدد اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﺤــق واﺤــد ﻓــﻀﻠت اﻝﺤواﻝــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘــﺼﺒﺢ ﻗﺒــل ﻏﻴرﻫــﺎ
ﻨﺎﻓذة ﻓـﻲ ﺤق اﻝﻐﻴر«.
ﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ إذا ﺘــﺼﺎرع أﻜﺜــر ﻤــن ﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻨﻔــس اﻝﺤــق
اﻝﻤﺤــﺎل ﺒــﻪ ﻓــﺈن اﻷﻓــﻀﻠﻴﺔ ﺘﻜــون ﻝﻤــن ﻨﻔــذت اﻝﺤواﻝــﺔ ﻓ ــﻲ ﺤﻘــﻪ ﻗﺒــل اﻵﺨــر ﺒﻐــض
اﻝﻨظــر ﻋــن ﺘ ـوارﻴﺦ اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ،وﻝﻜــن ﺒــﺸرط أﻻ ﻴﻜــون اﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ اﻝــذي ﻴﻘــدم
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٠٢
ـﺸﺎ وﺘ ـواطﻲء ﻤــﻊ اﻝﻤﺤﻴــل أو ﻤــﻊ اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﻝﻺﻀ ـرار ﻋﻠــﻰ ﻏﻴ ـرﻩ ﻗــد ارﺘﻜــب ﻏـ ً
ﺒﺤﻘــوق اﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ،ﻓﻌﻨدﺌــذ ﻻ ﻴﻜــون ﻝﻨﻔــﺎذ اﻝﺤواﻝــﺔ ﻓـ ـﻲ ﺤﻘــﻪ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤﺤــﺎل ﻝﻬــم
اﻵﺨرﻴن؛ ﻷن اﻝﻐش ﻴﻔﺴد ﻜل ﺸﻲء.
وﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣١٤ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪٕ -١» :واذا وﻗــﻊ
ﺘﺤــت ﻴــد اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﺤﺠــز ﻗﺒــل أن ﺘــﺼﺒﺢ اﻝﺤواﻝــﺔ ﻨﺎﻓــذة ﻓ ــﻲ ﺤــق اﻝﻐﻴــر ﻜﺎﻨــت
اﻝﺤواﻝﺔ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺤﺎﺠز ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤﺠز آﺨر.
-٢وﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ إذا وﻗـﻊ ﺤﺠـز آﺨـر ﺒﻌـد أن أﺼـﺒﺤت اﻝﺤواﻝـﺔ ﻨﺎﻓـذة ﻓــﻲ
ﺤــق اﻝﻐﻴــر ،ﻓــﺈن اﻝــدﻴن ﻴﻘــﺴم ﺒــﻴن اﻝﺤــﺎﺠز اﻝﻤﺘﻘــدم واﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ واﻝﺤــﺎﺠز
اﻝﻤﺘــﺄﺨر ﻗــﺴﻤﺔ ﻏرﻤــﺎء ،ﻋﻠــﻰ أن ﻴؤﺨــذ ﻤــن ﺤــﺼﺔ اﻝﺤــﺎﺠز اﻝﻤﺘــﺄﺨر ﻤــﺎ
ﻴﺴﺘﻜﻤل ﺒﻪ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﻗﻴﻤﺔ اﻝﺤواﻝﺔ«.
ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺘﻌـﺎﻝﺞ ﻤـﺸﻜﻠﺔ ﺘـﻀﺎرب ﻤـﺼﺎﻝﺢ اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ ﻤـﻊ اﻝﺤـﺎﺠز ﻋﻠـﻰ ﻤـﺎل
اﻝﻤدﻴن اﻝذي ﻴﻌﺘﺒر ﻏﻴ ًار ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺤواﻝﺔ.
وﻤﻘﺘــﻀﻰ ﻫــذﻩ اﻝﻤــﺎدة أﻨــﻪ إذا ﻨﻔــذت اﻝﺤواﻝــﺔ ﻗﺒــل اﻝﺤﺠــز؛ ﻓﺈﻨــﻪ ﻻ ﻴﺤــﺘﺞ ﺒﻬــذا
ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻠﻤدﻴن.
ﻤﻠﻜﺎ ﻝﻪ ﻻ ً
اﻝﺤﺠز ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ؛ ﻷن اﻝﺤق أﺼﺒﺢ ً
أﻤــﺎ إذا وﻗــﻊ اﻝﺤﺠــز ﻗﺒــل ﻨﻔــﺎذ اﻝﺤواﻝــﺔ وﻨﻔــذت اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﻌــدﻩ ،ﻓــﺈن اﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﻓ ــﻲ
ﺜﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺎل اﻝﻤـدﻴن ،واﻝﻘﺎﻋـدة أﻨـﻪ إذا ﺘﻌـدد اﻝﺤﺠـوز
ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻴﻌﺘﺒر ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤﺎﺠز ٍ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎل اﻝﻤدﻴن ﻓﺈن اﻝﺤﺎﺠزﻴن ﻴﻘﺘﺴﻤون ﻫذا اﻝﻤـﺎل ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴـﻨﻬم ﻗـﺴﻤﺔ ﻏرﻤـﺎء وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ
ﻴﻘﺘﺴم اﻝﺤﺎﺠز واﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ ﻤﺎل اﻝﻤدﻴن ﻗﺴﻤﺔ ﻏرﻤﺎء.
أﻤﺎ إذا وﻗﻌت اﻝﺤواﻝﺔ وﻨﻔذت ﺒﻴن ﺤﺠزﻴن أﺤدﻫﻤﺎ ﻤﺘﻘـدم ﻋﻠـﻰ ﻨﻔﺎذﻫـﺎ واﻵﺨـر
ﻤﺘ ــﺄﺨر ﻋﻠ ــﻰ ﻨﻔﺎذﻫ ــﺎ ،ﻓ ــﺈن اﻝﻤ ــﺎل ﻴﻘﺘ ــﺴم أوﻻً :ﺒ ــﻴن اﻝﺤ ــﺎﺠز اﻷول واﻝﻤﺤ ــﺎل ﻝـ ــﻪ،
واﻝﺤـﺎﺠز اﻝﺜـﺎﻨﻲ ﻗـﺴﻤﺔ ﻏرﻤــﺎء ﺜـم ﻴﻘـوم ﺜﺎﻨًﻴــﺎ :اﻝﺤـﺎﺠز اﻝﺜـﺎﻨﻲ ﺒﺘﻜﻤﻠــﺔ ﻤـﺎ ﻨﻘـص ﻤــن
ﺤق اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﺒﺴﺒب ﺘﻠـك اﻝﻘـﺴﻤﺔ وذﻝـك ﺤﺘـﻰ ﻴﻤﻨـﻊ اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﺘواطـؤ ﺒـﻴن اﻝﺤـﺎﺠز
اﻝﺜﺎﻨﻲ واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ.
٢٠٣ أحكام االلتزام واإلثبات
] êÞ^nÖ]gת¹
]á^{{{{Û–Ö^eØé]Ý]ˆ{jÖ
ﺘﻤﻬــﻴد:
ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق ﻗد ﺘﻜون ﺒﻌوض ،وﻗد ﺘﻜون ﺒﻐﻴر ﻋوض ،ﻓﺈذا ﻜﺎﻨت ﺒﻌوض
ﻓﺈن اﻝﻤﺤﻴل ﻴﻀﻤن ﻝﻠﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﺤﺼوﻝﻪ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻪ .أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨـت اﻝﺤواﻝـﺔ ﺒﻐﻴـر
داﺌﻤـ ﺎ ﻋــن
ـﻴﺌﺎ وﻝﻜﻨــﻪ ﻴﻜــون ﻤــﺴؤوﻻً ً
ﻋــوض ﻓــﻼ ﻴــﻀﻤن اﻝﻤﺤﻴــل ﻝﻠﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﺸـ ً
أﻓﻌﺎﻝﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ.
وﻗــد ﻨظــم اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﺘ ـزام اﻝﻤﺤﻴــل ﺒﺎﻝــﻀﻤﺎن وﺒــﻴن ﻨطــﺎق ﻫــذﻩ اﻝــﻀﻤﺎن ،وﻝﻜﻨــﻪ
أﺠﺎز ﻝﻠﻤﺤﻴل واﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ أﺤﻜﺎم اﻝﻀﻤﺎن ﺒﻘﻴود ﻤﻌﻴﻨﺔ.
وﻝـذﻝك ﺴــﻨرى أوﻻً :اﻝـﻀﻤﺎن اﻝﻘــﺎﻨوﻨﻲ ،ﺜﺎﻨًﻴـﺎ :اﻝــﻀﻤﺎن اﻻﺘﻔـﺎﻗﻲ ،وأﺨﻴـ ًار ﺤــدود
اﻝﻀﻤﺎن ،وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
أوﻻً -اﻝﻀﻤﺎن اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ:
ﻴﻘ ــﺼد ﺒﺎﻝ ــﻀﻤﺎن اﻝﻘ ــﺎﻨوﻨﻲ اﻷﺤﻜ ــﺎم اﻝﺘ ــﻲ ﻨظﻤﻬ ــﺎ اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري
ﻝﻀﻤﺎن اﻝﻤﺤﻴل ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﻤﺎدام ﻝم ﻴوﺠد اﺘﻔﺎق ﻴﺤﻜم ﻫـذا اﻝـﻀﻤﺎن ،ﻓﻘـد
ﻨﺼت اﻝﻤﺎدة ٣٠٨ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ -١» :إذا ﻜﺎﻨت اﻝﺤواﻝﺔ
ﺒﻌــوض ﻓــﻼ ﻴــﻀﻤن اﻝﻤﺤﻴــل إﻻ وﺠــود اﻝﺤــق اﻝﻤﺤــﺎل ﺒــﻪ وﻗــت اﻝﺤواﻝــﺔ ،ﻤــﺎﻝم ﻴوﺠــد
اﺘﻔﺎق ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴر ذﻝك.
ـﺎﻤﻨﺎ ﺤﺘ ــﻰ
-٢أﻤ ــﺎ إذا ﻜﺎﻨ ــت اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﺒﻐﻴ ــر ﻋ ــوض ،ﻓ ــﻼ ﻴﻜ ــون اﻝﻤﺤﻴ ــل ﻀ ـ ً
ﻝوﺠود اﻝﺤق«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫـذﻩ اﻝﻤـﺎدة أن اﻝﻤﺤﻴـل ﻴـﻀﻤن ﻝﻠﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ إذا ﻜﺎﻨـت اﻝﺤواﻝـﺔ ﺒﻌـوض
وﺠــود اﻝﺤــق اﻝﻤﺤــﺎل ﺒــﻪ وﻗــت اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ،أي أﻨــﻪ ﻴــﻀﻤن ﻝــﻪ أن ﻫــذا اﻝﺤــق
ﻴﻨﻘض ﺒﺄي ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻻﻨﻘﻀﺎء ﻗﺒل اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ. ِ ﺼﺤﻴﺤﺎ وﻝم
ً
وﻻ ﻴــﻀﻤن اﻝﻤﺤﻴــل ﻝﻠﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ أﻜﺜــر ﻤــن ذﻝــك ،ﻓــﻼ ﻴــﻀﻤن ﻝــﻪ ﻴــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن
ﻜﻤــﺎ ﻻ ﻴــﻀﻤن ﻝــﻪ اﻨﻘــﻀﺎء اﻝﺤــق ﺒﻌــد اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ﻜﻤــﺎ ﻝــو اﻨﻘــﻀﻰ ﺒﺎﻝﺘﻘــﺎدم ﻓــﻲ
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٠٤
اﻝﻔﺘرة ﺒﻴن اﻻﻨﻌﻘﺎد واﻝﻨﻔﺎذ.
أﻤــﺎ إذا ﻜﺎﻨــت اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﻐﻴــر ﻋــوض ﻓــﺈن اﻝﻤﺤﻴــل ﻻ ﻴــﻀﻤن ﻝﻠﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ أي
ﺸﻲء وﻻ ﺤﺘﻰ وﺠود اﻝﺤق وﻗـت اﻨﻌﻘـﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ؛ ﻷﻨـﻪ ﻝـم ﻴﺄﺨـذ ﻤﻘـﺎﺒﻼً ﻤـن اﻝﻤﺤـﺎل
ﻝﻪ ﻴﺒرر اﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﺎﻝﻀﻤﺎن ﻜل ﻫذﻩ اﻷﺤﻜﺎم ﻤﻜﻤﻠﺔ ﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻬﺎ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -اﻝﻀﻤﺎن اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ:
ً
ﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﻴل وﻝﻠﻤﺤﺎل ﻝﻪ أن ﻴﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ أﺤﻜـﺎم اﻝـﻀﻤﺎن اﻝﻘـﺎﻨوﻨﻲ إﻤـﺎ
ﺒﺘﺸدﻴدﻫﺎ ٕواﻤﺎ ﺒﺘﺨﻔﻴﻔﻬﺎ وذﻝك ﺒﺸرط ﻋدم ﻤﺨﺎﻝﻔﺔ اﺘﻔﺎﻗﻬم ﻝﺤدود اﻝﻀﻤﺎن.
وﻗد ﻨﺼت ﻋﻠﻰ اﻝﻀﻤﺎن اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ اﻝﻤـﺎدة ٣٠٨ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري
ﻋﻠــﻰ ﺠ ـواز ﺘﺨﻔﻴــف اﻝــﻀﻤﺎن ﺤﻴــث أﺠــﺎزت ﻝﻠط ـرﻓﻴن اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﻋــدم ﻀــﻤﺎن
اﻝﻤﺤﻴل ﺤﺘﻰ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﺤواﻝﺔ ﺒﻌوض وﺠود اﻝﺤق وﻗت اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝـﺔ ﻜﻤـﺎ ﻴﻤﻜـن
ـﻀﺎ وﻗ ــت اﻨﻌﻘـ ــﺎد
اﻻﺘﻔ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــدم ﻀ ــﻤﺎن اﻝﻤﺤ ــل ﻝوﺠ ــود ﻀ ــﻤﺎﻨﺎت اﻝﺤ ــق أﻴ ـ ً
اﻝﺤواﻝــﺔ ،ﻝﻜــن ﻴﺠــب أﻻ ﻴزﻴــد اﻻﺘﻔــﺎق إﻝــﻰ اﻝﺤــد اﻝــذي ﻴﻌﻔــﻲ ﻓﻴــﻪ اﻝﻤﺤﻴــل ﻤــن ﻜــل
ﻤﺴؤوﻝﻴﺔ وﻝو ﺤﺘﻰ ﻋن أﻓﻌﺎﻝﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻷن اﻝﺤواﻝﺔ ﻓــﻲ ﻫـذﻩ اﻝﺤﺎﻝـﺔ ﺘـﺼﺒﺢ ﻋﺒﺜًـﺎ
ﻷﻨﻬﺎ أﺼﺒﺤت ﺘﺘوﻗف ﻋﻠﻰ ﻤﺤض إرادة اﻝﻤﺤﻴل.
وﻗـد ﻴﺘﻔـق اﻝطرﻓــﺎن ﻋﻠـﻰ ﺘـﺸدﻴد اﻝــﻀﻤﺎن ،وﻗـد ﻨـﺼت ﻋﻠــﻰ ذﻝـك اﻝﻤــﺎدة ٣٠٩
ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري واﻝﺘﻲ ﺘﻨص ﻋﻠﻰ أﻨﻪ -١» :ﻻ ﻴﻀﻤن اﻝﻤﺤﻴل ﻴﺴﺎر
اﻝﻤدﻴن إﻻ إذا وﺠد اﺘﻔﺎق ﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﻀﻤﺎن.
ٕ -٢واذا ﻀــﻤن اﻝﻤﺤﻴ ــل ﻴــﺴﺎر اﻝﻤ ــدﻴن ،ﻓــﻼ ﻴﻨ ــﺼرف ﻫــذا اﻝ ــﻀﻤﺎن إﻻ إﻝ ــﻰ
اﻝﻴﺴﺎر وﻗت اﻝﺤواﻝﺔ ﻤﺎ ﻝم ﻴﺘﻔق ﻋﻠﻰ ﻏﻴر ذﻝك«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أﻨﻪ ﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﻴل واﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ اﻻﺘﻔـﺎق ﻋﻠـﻰ ﺘـﺸدﻴد أﺤﻜـﺎم
اﻝــﻀﻤﺎن ﺴ ـواء أﻜﺎﻨــت اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﻌــوض أم ﺒﻐﻴــر ﻋــوض ﻓﻴﺠــوز ﻝﻬــم اﻻﺘﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ
اﻝﺘ ـزام اﻝﻤﺤﻴــل ﺒــﻀﻤﺎن وﺠــود اﻝﺤــق وﻗــت اﻝﺤواﻝــﺔ ووﻗــت ﻨﻔﺎذﻫــﺎ .ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــوز ﻝﻬﻤــﺎ
اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻀﻤﺎن اﻝﻤﺤﻴل ﻝﻴﺴﺎر اﻝﻤدﻴن.
ﻝﻜن ﻫذا اﻻﺘﻔﺎق ﻴﻌﺘﺒر اﺴـﺘﺜﻨﺎء ﻋﻠـﻰ اﻷﺼـل ،وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﺠـوز اﻝﺘوﺴـﻊ ﻓــﻲ
٢٠٥ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺘﻔــﺴﻴرﻩ ،ﻓــﺈذا ﻗــﺎم ﺸــك ﺤــول ﺘﺤدﻴــد اﻝوﻗــت اﻝــذي ﻴــﻀﻤن ﻓﻴــﻪ اﻝﻤﺤﻴــل ﻴــﺴﺎر اﻝﻤــدﻴن
ﻓﺴر ﻫذا اﻝﺸك ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﻴﻀﻤن ﻴﺴﺎرﻩ وﻗت اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ ﻓﻘط.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -ﺤدود اﻝﻀﻤﺎن:
ً
ﻴﻘ ــﺼد ﺒﺤ ــدود اﻝ ــﻀﻤﺎن ،ذﻝ ــك اﻹط ــﺎر اﻝﻘ ــﺎﻨوﻨﻲ اﻝ ــذي ﻻ ﻴﻤﻜ ــن ﻝﻠ ــﻀﻤﺎن أن
ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻗﺎﻨوﻨًﻴـﺎ أم اﺘﻔﺎﻗًﻴـﺎ ،وﻗـد وﻀـﻊ اﻝﻘـﺎﻨون ﺤ ًـدا ﻤـن ﻓﺎﺼـﻠﻴن
ً ﻴﺘﺠﺎوزﻩ ﺴواء أﻜﺎن
ﻝﻠﻀﻤﺎن وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
)أ( إذا رﺠــﻊ اﻝﻤﺤــﺎل ﻝــﻪ ﺒﺎﻝــﻀﻤﺎن ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺤﻴــل ﺴـواء ﻓــﻲ اﻝــﻀﻤﺎن اﻝﻘــﺎﻨوﻨﻲ
أو اﻻﺘﻔﺎﻗﻲ ﻓﻼ ﻴﻠزم اﻝﻤﺤﻴل إﻻ ﺒرد ﻤﺎ اﺴﺘوﻝﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤـن اﻝﻤﺤـﺎل ﻝـﻪ ﻤـن
ﻤﺎل ﻤﻊ اﻝﻔواﺌد واﻝﻤﺼروﻓﺎت ﺤﺘﻰ وﻝو وﺠد اﺘﻔﺎق ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴر ذﻝك.
وﻤﻘﺘﻀﻰ ذﻝك أن اﻝﻤﺤﻴل ﻻ ﻴﻠﺘزم ﺒﺄن ﻴرد إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ إذا ﺘﺤﻘق اﻝـﻀﻤﺎن
ـﻀﺎﻓﺎ إﻝﻴـﻪ اﻝﻔواﺌـد واﻝﻤـﺼروﻓﺎت ﻤـن ﺘـﺎرﻴﺦ ﻗﺒـﻀﻪ ،وﻻ ﻴـﻀﻤن إﻻ ﻤـﺎ ﻗﺒـﻀﻪ ﻤﻨـﻪ ﻤ ً
ﻝــﻪ أﺒـ ًـدا ﺤــﺼوﻝﻪ ﻋﻠــﻰ ﻜﺎﻤــل اﻝﺤــق ﻤــن اﻝﻤــدﻴن إذا ﻜــﺎن اﻝــذي ﻗﺒــﻀﻪ ﻤﻨــﻪ أﻗــل ﻤــن
ذﻝــك اﻝﺤــق وذﻝــك ﻝــﺴد اﻝطرﻴــق أﻤــﺎم اﻝﻤ ـراﺒﻴن اﻝــذي ﻴــﺴﺘﻐﻠون ﺤﺎﺠــﺔ اﻝﻤﺤﻴــل إﻝــﻰ
اﻝﻨﻘـود ﻓﻴــﺸﺘرون ﺤﻘــﻪ ﻗﺒــل اﻝﻤــدﻴن ﺒـﺄﺒﺨس اﻷﺜﻤــﺎن وﻴــﺸﺘرون ﻷﻨﻔــﺴﻬم ﺤــق اﻝرﺠــوع
ﺒﻬــﺎ ﻜﺎﻤﻠــﺔ ﻋﻠــﻴﻬم إذا ﻝــم ﻴــﺴﺘوﻓوﻫﺎ ﻜﺎﻤﻠــﺔ ﻤــن اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠــﻴﻬم .ﻫــذا اﻝﺤﻜــم ﻴﺘﻌﻠــق
ﺒﺎﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻻ ﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻪ.
)ب( ﻴﻜــون اﻝﻤﺤﻴــل ﻤــﺴؤوﻻً داﺌ ًﻤــﺎ ﻋــن أﻓﻌﺎﻝــﻪ اﻝﺸﺨــﺼﻴﺔ .ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣١١ﻤــن
اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ اﻝﻤ ــﺼري ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻴﻜ ــون اﻝﻤﺤﻴ ــل ﻤ ــﺴؤوﻻً ﻋ ــن أﻓﻌﺎﻝ ــﻪ
اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ،وﻝو ﻜﺎﻨت اﻝﺤواﻝﺔ ﺒﻐﻴر ﻋوض ،أو ﻝو اﺸﺘرط ﻋدم اﻝﻀﻤﺎن«.
داﺌﻤﺎ أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎل ﻝﻬم ﺒﺎﻝﻀﻤﺎن
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة أن اﻝﻤﺤﻴل ﻴﻜون ﻤﺴؤوﻻً ً
ﻋن أﻓﻌﺎﻝﻪ اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻤﺜل إﻀ ارًار ﻝﺤﻘﻪ ﺒﻌد اﻨﻌﻘﺎد اﻝﺤواﻝﺔ ﻤﺜل أن ﻴﺤﻴل اﻝﺤق
ﺜﺎﻨﻲ .أو أن ﻴرﻫن ﻫذا اﻝﺤق أو أن ﻴﺴﺘوﻓـﻲ اﻝﺤق ﻤن ﻤرة أﺨرى إﻝﻰ ﻤﺤﺎل ﻝﻪ ٍ
أﻓﻌﺎﻻ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻝﻪ ﻤﻀرةً اﻝﻤدﻴن ،ﻓﻬو ﻴﻀﻤن ﻜل ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل وﻏﻴرﻫﺎ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒر
ﻗﺎﻨوﻨﻴﺎ
ً ﺒﺎﻝﻤﺤﺎل ﻝﻪ ﺴواء أﻜﺎﻨت اﻝﺤواﻝﺔ ﺒﻌوض أم ﺒﻐﻴر ﻋوض ،وﺴواء أﻜﺎن اﻝﻀﻤﺎن
اﺘﻔﺎﻗﻴﺎ .ﻫذا اﻝﺤﻜم ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﻨظﺎم اﻝﻌﺎم ﻻ ﻴﺠوز اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺎﻝﻔﺘﻪ.
أم ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٠٦
] êÞ^nÖ]Ø’ËÖ
àè‚{Ö]íÖ]ç{u
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن ﺘﻌﻨﻲ ﺤﻠول دﻴن ﺠدﻴد ﻤﺤل اﻝﻤدﻴن اﻝﻘدﻴم ﻓـﻲ ﻨﻔس اﻻﻝﺘزام.
ـﻀﺎ ﺘﻘــﻊ ﺒﺎﻻﺘﻔــﺎق ،ﻝﻜــن
وﻜﻤــﺎ ﺘﻘــﻊ ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ﺒﺎﻻﺘﻔــﺎق ﻓــﺈن ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن أﻴـ ً
اﻝﺨــﻼف ﺒﻴﻨﻬﻤــﺎ أن اﻻﺘﻔــﺎق ﻓ ــﻲ ﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــق ﻴﻜــون ﺒــﻴن اﻝــداﺌن اﻝﻘــدﻴم )اﻝﻤﺤﻴــل(،
واﻝ ــداﺌن اﻝﺠدﻴ ــد )اﻝﻤﺤ ــﺎل إﻝﻴ ــﻪ( .أﻤ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺤواﻝ ــﺔ اﻝ ــدﻴن ﻓ ــﺈن اﻻﺘﻔ ــﺎق اﻝ ــذي ﻴﻨ ــﺸﺊ
اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻴﺠ ــوز أن ﻴﻌﻘ ــد ﺒ ــﻴن اﻝﻤ ــدﻴن اﻝﻘ ــدﻴم )اﻝﻤﺤﻴ ــل( واﻝﻤ ــدﻴن اﻝﺠدﻴ ــد )اﻝﻤﺤ ــﺎل
ـﻀﺎ أن ﺘﻌﻘــد ﺒﺎﺘﻔــﺎق ﺒــﻴن اﻝــداﺌن )اﻝﻤﺤﻴــل( واﻝﻤــدﻴن اﻝﺠدﻴــد ﻋﻠﻴــﻪ( .ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــوز أﻴـ ً
)اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ( ،وﻝــذﻝك ﺴــﻨﺒﺤث ﺼــورﺘﻲ اﻝﺤواﻝــﺔ ﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻝﻔــﺼل ﻓ ــﻲ ﻤﺒﺤﺜــﻴن
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﻴن ﻴﺴﺒﻘﻬﻤﺎ ﺘﻌرﻴف ﺒﺘﻠك اﻝﺤواﻝﺔ وذﻝك ً
اﻝﻤﺒﺤــث اﻷول :اﻝﺘﻌرﻴف ﺒﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ :ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن ﺒﺎﺘﻔﺎق اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ.
اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث :ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن ﺒﺎﺘﻔﺎق اﻝداﺌن واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ.
] Ùæù]ovf¹
]àè‚Ö]íÖ]çÌè†ÃjÖ
ﺘﻌرﻴــف:
ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن ﻫــﻲ ﺤﻠــول ﻤــدﻴن ﺠدﻴــد ﻴﻘــﺎل ﻝــﻪ )اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ( ﻤﺤــل اﻝﻤــدﻴن
اﻷﺼﻠﻲ ﻓـﻲ اﻝوﻓـﺎء ﺒـﺎﻝﺘزام ﻫـذا اﻷﺨﻴـر ،وذﻝـك ﺒﺎﺘﻔـﺎق ﻴـﺘم ﺒـﻴن اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ وﺒـﻴن
اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ ،أو ﺒﻴن اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ واﻝداﺌن.
وﻤــن أﻤﺜﻠــﺔ ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن ،أن ﻴﻜــون ﻋﻠــﻰ أ دﻴــن ﻤﻘــدارﻩ ٥٠٠٠ﺠﻨﻴــﻪ ﻝــﺼﺎﻝﺢ
ب ،ﻓﻴﺘﻔق أ ﻤﻊ ج ،أو ﻴﺘﻔق ب ﻤﻊ ج ﻋﻠﻰ أن ﻴﺤل ج ﻤﺤـل أ ﻓــﻲ اﻝوﻓـﺎء ﺒﺎﻝـدﻴن
ﻝﺼﺎﻝﺢ ب.
٢٠٧ أحكام االلتزام واإلثبات
أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ:
وﺤواﻝﺔ اﻝـدﻴن ﻗﻠﻴﻠـﺔ اﻝوﻗـوع ﻓــﻲ اﻝﺤﻴـﺎة اﻝﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻋﻜـس ﺤواﻝـﺔ اﻝﺤـق ،ﻷﻨـﻪ
ﻴﻨدر أن ﻴﺘﺤﻤل ﺸﺨص اﻝﺘزاﻤﺎت ﺸﺨص آﺨر ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘﺤﻤﻠﻪ اﻝﺘزاﻤﺎﺘﻪ ﻫـو،
ﻓﺒــﺎﻝرﻏم ﻤــن ذﻝــك ﻓــﺈن اﻝﺤواﻝــﺔ ﻗــد ﺘﻘــﻊ ﻝﺘﺤﻘﻴــق أﻏ ـراض ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﻓﺈﻤــﺎ أن ﺘﻜــون ﻓ ــﻲ
ﺼــورة ﻗــرض وﻓﻴﻬــﺎ ﻴﻘــرض اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ اﻝﻤــدﻴن اﻷﺼــﻠﻲ ﻤﺒﻠــﻎ اﻝــدﻴن وﻝﻜﻨــﻪ ﻻ
ﻨﻘدإ ،واﻨﻤﺎ ﻴﺘﺤﻤل ﺒدﻻً ﻋﻨﻪ اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝﺘزاﻤﻪ ﺜم ﻴﻌود ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻌد
ﻴﻘرﻀﻪ ﻤﺒﻠﻎ اﻝﻘرض ً
وﻓﺎﻩ.
ذﻝك ﻓـﻲ اﺴﺘﻴﻔﺎء ﻤﺎ ّ
وﻗــد ﺘﺄﺨــذ ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن ﺸــﻜل اﻝﺘﺒــرع ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﺘﺒــرع اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﺎﻝوﻓــﺎء ﺒــدﻴن
اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ دون ﻤﻘﺎﺒل ﻜﻤﺎ ﻴﺤدث ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴوﻓــﻲ ﺸـﺨص ﻓـﺎﺘورة ﻝﻠﺨـدﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤـﺔ
ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨص آﺨر ﺘﺒرًﻋﺎ وﻤـﺴﺎﻋدة ﻤﻨـﻪ ﺤﺘـﻰ دون أن ﻴﻌﻠـم اﻝﻤـدﻴن اﻷﺼـﻠﻲ ،أو
ﺤﺘ ــﻰ ﻋﻠ ــﻰ اﻝ ــرﻏم ﻤ ــن ﻤﻌﺎرﻀ ــﺘﻪ ،وﻗ ــد ﺘﺄﺨ ــذ ﺤواﻝ ــﺔ اﻝ ــدﻴن ﺼ ــورة وﻓ ــﺎء دﻴ ــن ﻋﻠ ــﻰ
ـدﻴﻨﺎ ﻝﻠﻤــدﻴن
اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﻝﻤــﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤــدﻴن اﻷﺼــﻠﻲ ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﻜــﺎن اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﻤـ ً
اﻷﺼﻠﻲ ﻓﻴﺘﻔـق ﻤﻌـﻪ ﻋﻠـﻰ أن ﻴﺤﻴـل ﻝـﻪ دﻴﻨـﻪ ﻗﺒـل ﺸـﺨص آﺨـر ﻓﻴوﻓــﻲ اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ
ﻫذا اﻝدﻴن وﺘﺒ أر ذﻤﺘﻪ ﻓـﻲ ﻨﻔس اﻝوﻗت ﻤﻨﻪ دﻴﻨﻪ ﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ.
] êÞ^nÖ]ovf¹
äé×ÂÙ^]æêבù]à肹]Ñ^Ëi^eàè‚Ö]íÖ]çu
ﺘﻤﻬﻴد:
ﺘﻨﻌﻘــد ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻝــﺼورة ﺒﺎﺘﻔــﺎق ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴن اﻷﺼــﻠﻲ )اﻝﻤﺤﻴــل(
واﻝﻤدﻴن اﻝﺠدﻴد )اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ( وﻝﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻨﻔـذ ﻓــﻲ ﺤـق اﻝـداﺌن إﻻ ﺒـﺈﻗ اررﻩ ﺒﻬـﺎٕ .واذا
ﻨﻔــذت ﻓ ــﻲ ﺤﻘــﻪ ﺘرﺘﺒــت آﺜﺎرﻫــﺎ ﺒﺤﻠــول اﻝﻤــدﻴن اﻝﺠدﻴــد ﻤﺤــل اﻝﻤــدﻴن اﻷﺼــﻠﻲ ﻓ ــﻲ
اﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻻﻝﺘزام.
وﻝــذﻝك ﺴﻨﻔــﺼل ﻓ ــﻲ ﻫــذا اﻝﻤﺒﺤــث ،أوﻻً :اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴن واﻝﻤﺤــﺎل
ﺜﺎﻝﺜﺎ :آﺜﺎر اﻝﺤواﻝﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻨﻔﺎذ اﻝﺤواﻝﺔً .
ﻋﻠﻴﻪً .
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٠٨
ﻝﻜن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري رأى أﻨﻪ ﻗد ﻴﻜون ﻤن ﻤـﺼﻠﺤﺔ اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ أو
اﻝﻤ ــدﻴن اﻻﺼ ــﻠﻲ ﻤﻌرﻓ ــﺔ وﻗ ــف اﻝ ــداﺌن ﺘﺠ ــﺎﻩ اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻝ ــذﻝك أﺠ ــﺎز اﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ
رﺴﻤﻴﺎ
ً اﻝﻤﺼري ﻷي ﻤﻨﻬﻤﺎ أن ﻴﻌﻠن اﻝداﺌن ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ ،وﻻ ﻴﺸﺘرط أن ﻴﻜون اﻹﻋﻼن
٢٠٩ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺜم ﻴﺤدد ﻝﻪ ﻤدة ﻤﺤددة ﻤﻌﻘوﻝﺔ ،ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن أن ﻴﺒدي ﻓﻴﻬﺎ ﻤوﻗﻔﻪ إﻤﺎ ﺒﺎﻝﻘﺒول
أو ﺒ ــﺎﻝرﻓض ،ﻓ ــﺈذا ﻤ ــﻀت ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــدة دون إﺒ ــداء ﻗﺒ ــول أو رﻓ ــض اﻋﺘﺒ ــر ﺴ ــﻜوت
ﻓﻀﺎ ﻝﻠﺤواﻝﺔ )ﻤﺎدة ٢/٣١٦ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
اﻝداﺌن ر ً
ﺤدث ﺸك ﺤول ﺘﺤدﻴد اﻝﻤدة اﻝﻤﺘروﻜﺔ ﻝﻠداﺌن ﻹﺒداء ﻤوﻗﻔﻪ ﺘرك أﻤر ﺘﺤدﻴـدﻫﺎ
ﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻤوﻀوع ﻴﺤددﻫﺎ ﺒﻤدة ﻤﻌﻘوﻝﺔ.
ٕواذا رﻓض اﻝداﺌن اﻝﺤواﻝﺔ ﻻ ﺘﻨﻔذ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺘﻪ ،وﻴﺘرﺘـب ﻋﻠـﻰ ذﻝـك أن اﻝﻤـدﻴن
اﻷﺼ ــﻠﻲ ﻴظ ــل ﻤﻠﺘزًﻤ ــﺎ أﻤﺎﻤ ــﻪ ﺒﺎﻝوﻓ ــﺎء ﺒﺎﻝ ــدﻴن ،وﻻ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝ ــداﺌن أن ﻴﺒ ــدي ﻗﺒ ــوﻻً
ﻝﻠﺤواﻝﺔ ﺒﻌد ذﻝك ﻷﻨﻪ ﻻ إﻗرار ﺒﻌد اﻝرﻓض.
ﺤﺎﻝﺔ ﺨﺎﺼﺔ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ٣٢٢ﻤــن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ -١» :ﻻ ﻴــﺴﺘﺘﺒﻊ
رﺴﻤﻴﺎ اﻨﺘﻘﺎل اﻝـدﻴن اﻝﻤـﻀﻤون ﺒـﺎﻝرﻫن إﻝـﻰ ذﻤـﺔ اﻝﻤـﺸﺘري
ً ﻫﻨﺎ
ﺒﻴﻊ اﻝﻌﻘﺎر اﻝﻤرﻫون ر ً
إﻻ إذا ﻜﺎن ﻫﻨﺎك اﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻝك.
-٢ﻓــﺈذا اﺘﻔــق اﻝﺒــﺎﺌﻊ واﻝﻤــﺸﺘري ﻋﻠــﻰ ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن ،وﺴــﺠل ﻋﻘــد اﻝﺒﻴــﻊ ﺘﻌــﻴن
رﺴﻤﻴﺎ ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ أن ﻴﻘرﻫﺎ أو ﻴرﻓﻀﻬﺎ ﻓـﻲ ﻤﻴﻌﺎد ﻻ ً ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن ﻤﺘﻰ أﻋﻠن
ﻴﺘﺠــﺎوز ﺴــﺘﺔ أﺸــﻬر ،ﻓــﺈذا اﻨﻘــﻀﻰ ﻫــذا اﻝﻤﻴﻌــﺎد دون أن ﻴﺒــت ﺒ أرًﻴــﺎ اﻋﺘﺒــر
ﺴﻜوﺘﻪ إﻗ ارًار«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذا اﻝﻨص أﻨﻪ ﻓـﻲ ﺤﺎﻝﺔ ﺒﻴﻊ اﻝﻌﻘـﺎر اﻝﻤرﻫـون ،واﺘﻔـﺎق اﻝﺒـﺎﺌﻊ )اﻝﻤـدﻴن
اﻝ ـراﻫن( ﻤــﻊ ﻤــﺸﺘري اﻝﻌﻘــﺎر ﻋﻠــﻰ ﺤواﻝــﺔ اﻝــدﻴن اﻝﻤــﻀﻤون ﺒــﺎﻝرﻫن ﻤــن اﻝﺒــﺎﺌﻊ إﻝــﻰ
اﻝﻤﺸﺘري ﻓﺈن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻗد ﻴﺴر ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ اﻝﺴﺒﻴل أﻤﺎم اﻝﻤﺤﺎل
ﻋﻠﻴــﻪ ﻝﻜــﻲ ﻴﺘﺒــﻴن ﻝــﻪ ﻤوﻗــف اﻝــداﺌن ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﺤواﻝــﺔ ﻓ ــﻲ أﺴــرع وﻗــت ﺤﺘــﻰ ﺘﺠﻤــﻊ
اﻝﻤﺴؤوﻝﻴﺔ اﻝﺸﺨـﺼﻴﺔ واﻝﻌﻴﻨﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺸـﺨص واﺤـد ﻫـو ﻤـﺸﺘري اﻝﻌﻘـﺎر اﻝﻤرﻫـون ﺒـدﻻً
ﻤن ﺘﻔرﻗﻬﺎ ﺒﻴن اﻝﺒـﺎﺌﻊ واﻝﻤـﺸﺘري وﻤـﺎ ﻴـﺴﺘﺘﺒﻊ ذﻝـك ﻤـن ﺘﻌﻘﻴـد ﻓــﻲ اﻝﻤﻌـﺎﻤﻼت ﻴرﻫـق
اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن واﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝذي ﻴﻨظر اﻝﻨزاع ﻓـﻲ آن واﺤد.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢١٠
وﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذﻩ اﻝﻤ ــﺎدة ﻓ ــﺈن ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤﺤﻴ ــل أو اﻝﻤﺤ ــﺎل ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻷي ﻤﻨﻬﻤ ــﺎ ﺒﻌ ــد
رﺴﻤﻴﺎ ،وﻴﺠب ﻋﻠﻰ ً إﻋﻼﻨﺎ
ً ﺘﺴﺠﻴل ﻋﻘد ﺒﻴﻊ اﻝﻌﻘﺎر اﻝﻤرﻫون إﻋﻼن اﻝداﺌن ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ
اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ ﺨــﻼل ﻤــدة ﻻ ﺘﺘﺠــﺎوز ﺴــﺘﺔ أﺸــﻬر ﻤــن ﺘــﺎرﻴﺦ إﻋﻼﻨــﻪ إﺒــداء ﻤوﻗﻔــﻪ إزاء
ﻫــذﻩ اﻝﺤواﻝــﺔ إﻤــﺎ ﺒــﺎﻝﻘﺒول ٕواﻤــﺎ ﺒــﺎﻝرﻓض ،ﻓــﺈذا ﺴــﻜت دون أن ﻴﺒــدي أرًﻴــﺎ ﻓــﻲ ﺨــﻼل
ﻫذﻩ اﻝﻤدة اﻋﺘﺒر ﺴﻜوﺘﻪ ﻤواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺤواﻝﺔ.
وﻫذﻩ ﺘﻌﺘﺒر ﺤﺎﻝﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﺨﺘﻠف ﻋـن اﻝﻘﺎﻋـدة اﻝﻌﺎﻤـﺔ اﻝﺘـﻲ ﺘﺤﻜـم ﻨﻔـﺎذ اﻝﺤواﻝـﺔ
ﻓ ــﻲ ﺤــق اﻝــداﺌن ،وﻝــذﻝك ﺘﻌﺘﺒــر اﺴــﺘﺜﻨﺎء وارد ﻓ ــﻲ اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﻋﻠــﻰ
ﺴﺒﻴل اﻝﺤﺼر ﻻ ﻴﺠوز اﻝﺘوﺴﻊ ﻓـﻲ ﺘﻔﺴﻴرﻩ وﻻ اﻝﻘﻴﺎس ﻋﻠﻴﻪ.
ﺜﺎﻝﺜﺎً -آﺜﺎر اﻝﺤواﻝﺔ:
ﺘﻨﺸﻲء ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن اﻝﺘﻲ ﺘﻨﻌﻘد ﺒﺎﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝﻤدﻴن واﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ ﺜﻼﺜـﺔ أﻨـواع
ﻤــن اﻝﻌﻼﻗــﺎت ،ﻋﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤــدﻴن اﻷﺼــﻠﻲ واﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ،وﻋﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻝــداﺌن
واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ،وﻋﻼﻗﺔ ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ .وﺘﺨﺘﻠـف آﺜـﺎر اﻝﺤواﻝـﺔ ﺤـﺴب
ﺘﺒﺎﻋﺎ ﻓـﻲ اﻝﻔﻘرات اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ:
ﻨوع ﻫذﻩ اﻝﻌﻼﻗﺔ ،وﺴوف ﻨﺒﻴن ﺘﻠك اﻵﺜﺎر ً
) (١آﺜﺎر اﻝﺤواﻝﺔ ﻓـﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ ﺒﺎﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ:
ﺘﺨﺘﻠف ﻫذﻩ اﻵﺜﺎر ﻗﺒل إﻗرار اﻝداﺌن ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ وﻋﻨد اﻝرﻓض وﺒﻌد إﻗ اررﻩ ﻝﻬﺎ.
أ -ﻗﺒل إﻗرار اﻝداﺌن ﻝﻠﺤواﻝﺔ وﻋﻨد اﻝرﻓض:
اﻝﺤواﻝﺔ ﻋﻘد ﻴﺘم ﺒﻴن اﻝﻤﺤﻴل واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻝﺘراﻀﻲ وﺘﻨﻔذ ﻫذﻩ اﻝﺤواﻝـﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤـﺎ
ﺒﻤﺠ ــرد اﻨﻌﻘ ــﺎد اﻝﻌﻘ ــد ،وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ ﻴﻠﺘ ــزم اﻝﻤﺤ ــﺎل ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺒﻤﺠ ــرد اﻨﻌﻘ ــﺎد اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻗﺒ ــل اﻝﻤ ــدﻴن
اﻷﺼﻠﻲ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﻝﻠداﺌن ﻓـﻲ اﻝوﻗت اﻝﻤﻨﺎﺴب ﻤﺎﻝم ﻴوﺠد اﺘﻔﺎق ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴر ذﻝك.
ﻜﻤــﺎ ﻴــﺴري ﻫــذا اﻝﺤﻜــم ﺤﺘــﻰ وﻝــو رﻓــض اﻝــداﺌن اﻝﺤواﻝــﺔ )ﻤــﺎدة ١/٣١٧ﻤــن
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
وﻗــد ﺴــوى اﻝﻤــﺸرع أﺜﻨــﺎء اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤﺤﻴــل واﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﻓ ــﻲ اﻝﺤﻜــم ﻗﺒــل
إﻗـ ـرار اﻝ ــداﺌن ﻝﻠﺤواﻝ ــﺔ وﻋﻨ ــد رﻓ ــﻀﻪ ﻝﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﺴ ــﺎس اﺴ ــﺘﻘﻼل ﻫ ــذﻩ اﻝﻌﻼﻗ ــﺔ ﻋ ــن
اﻝﻌﻼﻗﺎت اﻷﺨرى.
٢١١ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻻﻋﺘﺒ ــﺎر أن اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﻻ ﺘﻨ ــﺸﺊ دﻴًﻨ ــﺎ ﺠدﻴ ـ ًـدا ٕواﻨﻤ ــﺎ ﺘﻨﻘ ــل دﻴًﻨ ــﺎ ﻜ ــﺎن ﻗﺎﺌ ًﻤ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ذﻤ ــﺔ
اﻝﻤﺤﻴل– ﻜﻤﺎ ﻫو – إﻝﻰ ذﻤﺔ اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ،وﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ذﻝك:
ـدﻨﻴﺎ أو ﺘﺠﺎرًﻴـﺎ ،وﺒﺄوﺼـﺎﻓﻪ ﻜـﺄن ﻴﻜـون
-١أن اﻝدﻴن ﻴﻨﺘﻘل ﺒﺼﻔﺘﻪ ،إذا ﻜـﺎن ﻤ ً
ﻤﻀﺎﻓﺎ إﻝﻰ أﺠل وﺘﺒﻌﺎﺘﻪ ﻤﺜـل أن ﻴﻜـون اﻝـدﻴن ﻴرﺘـب
ً ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺸرط أو
ً
ﻓواﺌد أو ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺼروﻓﺎت.
-٢ﻴﻨﺘﻘــل اﻝــدﻴن ﻤــن اﻝﻤﺤﻴــل إﻝــﻰ اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﺒــﻀﻤﺎﻨﺎﺘﻪ إﻻ اﻝﻜﻔﺎﻝــﺔ ﺴ ـواء
أﻜﺎﻨت ﻋﻴﻨﻴﺔ أم ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﺘﻨﺘﻘل ﻤن اﻝﻤﺤﻴل إﻝﻰ اﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴـﻪ ،إﻻ إذا
واﻓـق ﻋﻠـﻰ ذﻝــك اﻝﻜﻔﻴـل )ﻤــﺎدة ٣١٨ﻤـن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري( .ﻷن
اﻝﻜﻔﺎﻝــﺔ ﻋﻘــد ﻴﻘــوم ﻋﻠــﻰ اﻋﺘﺒــﺎرات ﺸﺨــﺼﻴﺔ ﺒــﻴن اﻝﻜﻔﻴــل واﻝــﺸﺨص اﻝــذي
ﻴﻜﻠﻔﻪ ،وﻗد ﻻ ﺘﻘوم ﻫذﻩ اﻻﻋﺘﺒﺎرات ﺒﻴﻨﻪ وﺒﻴن اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ،ﻝذﻝك اﺸﺘرط
اﻝﻘﺎﻨون ﻤواﻓﻘﺔ اﻝﻜﻔﻴل ﻝﻨﻘل ﻜﻔﺎﻝﺘﻪ ﻤن اﻝﻤﺤﻴل إﻝﻰ اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ.
-٣ﻝﻠﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺘﻤﺴك ﻗﺒل اﻝـداﺌن ﺒﻜﺎﻓـﺔ اﻝـدﻓوع اﻝﺘـﻲ ﻜـﺎن ﻝﻠﻤـدﻴن اﻷﺼـﻠﻲ
أن ﻴﺘﻤﺴك ﺒﻬﺎ ﻤﺜل اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘـزام ﻷي ﺴـﺒب ﻤـن أﺴـﺒﺎب اﻻﻨﻘـﻀﺎء ﻤﺎﻋـدا
ـﻤﻨﻴﺎ ﻤ ــن اﻝﻤﺤﻴ ــل ﻋﻨﻬ ــﺎ ،ﻜﻤ ــﺎ
اﻝﻤﻘﺎﺼــﺔ ﻷن اﻨﻌﻘ ــﺎد اﻝﺤواﻝ ــﺔ ﺘﻌﺘﺒ ــر ﻨ ــزوﻻً ﻀـ ً
ﻴﺠوز ﻝﻠﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺘﻤﺴك ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝداﺌن ﺒﺎﻝدﻓوع اﻝﻤﺴﺘﻤدة ﻤـن ﻋﻘـد
اﻝﺤواﻝﺔ )اﻝﻤﺎدة ٣٢٠ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري(.
ﻜﻤــﺎ ﻝــو ﻗــﺎم ﺴــﺒب ﻝــﺒطﻼن ﻋﻘــد اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒــﻴن اﻝﻤﺤﻴــل واﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ،وﺒطﻠــت
ﻫذﻩ اﻝﺤواﻝﺔ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب ﻫذا اﻷﺨﻴر ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴدﻓﻊ رﺠوع اﻝداﺌن ﻋﻠﻴﻪ
ﺒﺒطﻼن اﻝﺤواﻝﺔ.
وﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﺘﻤــﺴك ﺒﺎﻝــدﻓوع اﻝﺸﺨــﺼﻴﺔ اﻝﻤرﺘﺒطــﺔ ﺒــﺸﺨص
اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ ﻤﺜل رﺠوﻋﻪ ﻓـﻲ اﻝﻬﺒﺔ وذﻝك ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝداﺌن.
-٤وﺒﻌد إﻗرار اﻝداﺌن ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﻌدل ﻋن اﻝﺤواﻝﺔ
أو ﻴﺘﻨﺼل ﻤن اﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﺎﻝوﻓﺎء ﺒﺎﻝدﻴن ﻝﻠداﺌن دون ﺴﺒب.
٢١٣ أحكام االلتزام واإلثبات
] oÖ^nÖ]ovf¹
äé×ÂÙ^]æàñ]‚Ö]Ñ^Ëi^eàñ]‚Ö]íÖ]çu
ـﻀﺎ
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٢١ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠﻰ أﻨﻪ -١» :ﻴﺠـوز أﻴ ً
أن ﺘﺘم ﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن ﺒﺎﺘﻔﺎق ﺒﻴن اﻝداﺌن واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺘﻘرر ﻓﻴﻪ أن ﻫـذا ﻴﺤـل ﻤﺤـل
اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ ﻓـﻲ اﻝﺘزاﻤﻪ.
-٢وﺘﺴري ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻝﺔ أﺤﻜﺎم اﻝﻤﺎدﺘﻴن .«٣٢٠ ،٣١٨
ﻤﻘﺘ ــﻀﻰ ﻫ ــذا اﻝ ــﻨص أن ﺤواﻝ ــﺔ اﻝ ــدﻴن ﻴﺠ ــوز أن ﺘﻨﻌﻘ ــد ﺒﺎﺘﻔ ــﺎق ﺒ ــﻴن اﻝ ــداﺌن
ـﻀﺎ ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤـدﻴن اﻷﺼـﻠﻲ ﺒﻤﺠـرد ﺘ ارﻀـﻲ
واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴـﻪ وﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻷطراﻓﻬـﺎ ،وأﻴ ً
اﻝداﺌن واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ،وﻻ ﻴﺸﺘرط ﻝﻨﻔﺎذﻫﺎ رﻀﺎء اﻝﻤدﻴن وﻻ ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﻬﺎ.
وﻤـ ــن أﻤﺜﻠـ ــﺔ ﻫـ ــذﻩ اﻝﺤواﻝـ ــﺔ أن ﻴﻘـ ــوم ﺸـ ــﺨص ﺒـ ــدﻓﻊ ﻓ ـ ـواﺘﻴر اﻝﺨـ ــدﻤﺎت اﻝﻌﺎﻤـ ــﺔ
ﻝﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨص آﺨر ،وذﻝك ﺒﺎﻻﺘﻔﺎق ﻤﻊ ﻤﻘدم اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ دون ﺤﺎﺠﺔ ﻝﻠرﺠـوع
ﻝﻠﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ.
وﺒﻤﺠــرد اﻨﻌﻘــﺎد اﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﺎﻻﺘﻔــﺎق ﺒــﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤﺤــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﺘﺒ ـ أر ذﻤــﺔ اﻝﻤــدﻴن
اﻷﺼﻠﻲ وﻴﺤل ﻤﺤﻠﻪ اﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ ،وﻴﻨطﺒق ﻋﻠﻰ اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻪ واﻝداﺌن ﻤﺎ ﺴﺒق أن
ـﺎﺒﻘﺎ ﻤـن آﺜــﺎر ﻓــﻲ اﻝﻌﻼﻗــﺔ ﺒـﻴن اﻝــداﺌن واﻝﻤﺤـﺎل ﻋﻠﻴــﻪ ﺒﻌـد إﻗـرار اﻝــداﺌن
أوﻀـﺤﻨﺎﻩ ﺴـ ً
ﺒﺎﻝﺤواﻝﺔ إذا اﻨﻌﻘدت ﺒﺎﺘﻔﺎق اﻝﻤدﻴن اﻷﺼﻠﻲ واﻝﻤﺤﺎل ﻋﻠﻴﻪ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢١٤
oÖ^nÖ]h^fÖ]“~×Ú
اﻨﺘﻘﺎل اﻻﻝﺘزام ﻴﻌﻨﻲ ﺤﻠول داﺌن ﺠدﻴد ﻤﺤل داﺌن ﻗـدﻴم ،أو ﺤﻠـول ﻤـدﻴن ﺠدﻴـد
ﻤﺤل ﻤدﻴن ﻗدﻴم ﻓـﻲ ﻨﻔس اﻻﻝﺘزام.
واﻨﺘﻘﺎل اﻻﻝﺘزام أو اﻝﺤق ﻗد ﻴﺘم ﺒﻴن اﻷﺤﻴـﺎء ،ﻓـﺈذا ﺘـم ﺒـﻴن اﻷﺤﻴـﺎء ﻤـن طـرف
اﻻﻝﺘ ـزام اﻹﻴﺠــﺎﺒﻲ وﻫــو اﻝــداﺌن اﻨﺘﻘــل ﺒﺤواﻝــﺔ اﻝﺤــقٕ ،وان اﻨﺘﻘــل ﻤــن طــرف اﻻﻝﺘ ـزام
اﻝﺴﻠﺒﻲ وﻫو اﻝﻤدﻴن اﻨﺘﻘل ﺒﺤواﻝﺔ اﻝدﻴن.
وﻗد ﻴﻨﺘﻘل اﻝﺤق ﻤن اﻝداﺌن إﻝﻰ ورﺜﺘﻪ ﺒوﻓﺎﺘﻪ وﻫذا اﻻﻨﺘﻘـﺎل ﻻ ﻴﺨـﻀﻊ ﻷﺤﻜـﺎم
ـوﻓﻰ اﻝﻤـدﻴن وﻋﻨدﺌـذ ﻻ ﺘـوزع ﺘرﻜﺘـﻪ إﻻ ﺒﻌـد ﺴـداد دﻴوﻨـﻪ ،وﻫـذﻩ ﺤواﻝﺔ اﻝﺤق ،وﻗد ﻴﺘ ّ
ـﻀﺎ ﻻ ﺘﺨ ــﻀﻊ ﻷﺤﻜــﺎم ﺤواﻝ ــﺔ اﻝ ــدﻴن ،ﻓﺎﻝﺤواﻝــﺔ ﺒﻨوﻋﻴﻬ ــﺎ ﺘﻌﻨــﻲ اﻨﺘﻘ ــﺎل اﻝﺤ ــق أوأﻴ ـ ً
اﻻﻝﺘزام ﺤﺎل ﺤﻴﺎة اﻝداﺌن أو اﻝﻤدﻴن.
٢١٥ أحكام االلتزام واإلثبات
_ oÖ^nÖ]h^fÖ]î×Âí×ò‰
] Äe]†Ö]h^{{{fÖ
] äeð^ÊçÖ]áæÝ]ˆjÖ÷]ð^–ÏÞ
األھداف:
يھدف ھذا الباب إلى إلمام الدارس بالقواعد التي تنظم انقضاء االلتزام دون
الوفاء به وذلك عن طريق اإلبراء واستحالة التنفيذ والتقادم المسقط.
العناصر:
) (١اإلبـــــراء.
) (٢استحالة التنفيذ.
) (٣التقادم المسقط.
ﺘﻤﻬﻴد وﺘﻘﺴﻴم:
ﻴﻨﻘـ ــﻀﻲ اﻻﻝﺘ ـ ـزام دون اﻝوﻓـ ــﺎء ﺒـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻋـ ــدة أﺤ ـ ـوال ﺤـ ــددﻫﺎ اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ
اﻝﻤﺼري ،وﻓﺼل أﺤﻜﺎﻤﻬﺎ وﻫﻲ ﻜﺎﻝﺘﺎﻝﻲ :اﻹﺒراء واﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ واﻝﺘﻘﺎدم اﻝﻤﺴﻘط.
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘﺴﻴم اﻝﺘﺎﻝﻲ:
وﺴوف ﻨﺒﻴن ﻫذﻩ اﻷﺴﺒﺎب ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﺒﺎب ً
اﻝﻔﺼـــل اﻷول :اﻹﺒ ـ ـ ـ ـ ـراء.
اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ :اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻝث :اﻝﺘﻘﺎدم اﻝﻤﺴﻘط.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢١٨
] Ùæù]Ø’ËÖ
]ð]†{{{{{{{{{eý
ﺘﻌرﻴف:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٧١ﻤـن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :ﻴﻨﻘـﻀﻲ اﻻﻝﺘـزام إذا
أﺒ أر اﻝداﺌن ﻤدﻴﻨﻪ ﻤﺨﺘﺎًرا ،وﻴﺘم اﻹﺒراء ﻤﺘﻰ وﺼل إﻝﻰ ﻋﻠم اﻝﻤدﻴن وﻴرﺘد ﺒردﻩ«.
ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﻴﻤﻜن ﺘﻌرﻴف اﻹﺒراء ﺒﺄﻨﻪ ﺘﺼرف ﻗـﺎﻨوﻨﻲ ﻴـﺼدر ﺒـﺈرادة
اﻝداﺌن اﻝﻤﻨﻔردة ،ﻴﺘﻨﺎزل ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻋن ﺤﻘﻪ ﻗﺒل اﻝﻤدﻴن دون ﻤﻘﺎﺒل.
ﻤ ــن ﻫ ــذا اﻝﺘﻌرﻴ ــف ﻴﺘﺒ ــﻴن أن اﻹﺒـ ـراء ﺘ ــﺼرف ﻗ ــﺎﻨوﻨﻲ ،ﻓﻼﺒ ــد أن ﺘﺘﺠ ــﻪ إرادة
اﻝـداﺌن إﻝـﻰ اﻷﺜــر اﻝﻤﺘرﺘـب ﻋﻠﻴـﻪ وﻫــو ﺒـراءة ذﻤـﺔ اﻝﻤــدﻴن دون ﻤﻘﺎﺒـل ،وﻻ ﻴﻨـﺘﺞ ﻫــذا
اﻝﺘﺼرف أﺜرﻩ إﻻ إذا وﺼل إﻝﻰ ﻋﻠم اﻝﻤدﻴن.
ﻝﻜن اﻝﻤﺸرع راﻋﻰ أن ﻤـن اﻝﻤـدﻴﻨﻴن ﻤـن ﻴﺤـﺴﺒﻬم اﻝﺠﺎﻫـل أﻏﻨﻴـﺎء ﻤـن اﻝﺘﻌﻔـف
ﺤﻴث ﻴﺘرﻓﻌون ﻋن ﻗﺒول اﻝﺘﺒرع ﻤن اﻝداﺌن ،ﻷن ﻓﻴﻪ ﻤﺴﺎس ﺒﻜراﻤﺘﻬم .ﻝـذﻝك وﻀـﻊ
ﺼــﺎ ﻤﻘﺘــﻀﺎﻩ أن اﻹﺒـراء ﻻ ﻴﻜﺘﻤــل وﻻ ﻴﻨﻔــذ ﻓــﻲ
اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤــﺼري ﺤﻜ ًﻤــﺎ ﺨﺎ ً
ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﻤدﻴن إﻻ إذا ﻗﺒل ،ﻓﺈذا رﻓﻀﻪ ﻻ ﻴﻨﻔذ ﻓــﻲ ﻤواﺠﻬﺘـﻪ ،وﻴظـل ﻤﻠزًﻤـﺎ ﺒﺎﻝـدﻴن
ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻝداﺌن.
ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٧٢ﻤن اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ -١» :ﺘـﺴري ﻋﻠـﻰ
اﻹﺒراء اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺴري ﻋﻠﻰ ﻜل ﺘﺒرع.
-٢وﻻ ﻴــﺸﺘرط ﻓﻴــﻪ ﺸــﻜل ﺨــﺎص ،وﻝــو وﻗــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘ ـزام ﻴــﺸﺘرط ﻝﻘﻴﺎﻤــﻪ ﺘ ـواﻓر
ﺸﻜل ﻓرﻀﻪ اﻝﻘﺎﻨون أو اﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان«.
ﻴﺘﺒ ــﻴن ﻤ ــن ﻫ ــذا اﻝ ــﻨص أن ﻝﻺﺒـ ـراء ﺨ ــﺼﺎﺌص ﺘﻤﻴـ ـزﻩ ﻋ ــن ﻏﻴـ ـرﻩ ﻤ ــن أﺴ ــﺒﺎب
اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام وﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ:
٢١٩ أحكام االلتزام واإلثبات
-١اﻹﺒراء ﺘﺼرف ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻴﻨﻌﻘـد ﺒـﺈرادة ﻤﻨﻔـردة ﻫـﻲ إرادة اﻝـداﺌن ﻝﻜﻨـﻪ ﻻ ﻴﻨﻔـذ
ﻓـﻲ ﺤق اﻝﻤدﻴن إﻻ إذا ﻗﺒﻠﻪ ،ﻓـﺈذا وﺼـل إﻝـﻰ ﻋﻠﻤـﻪ اﺴـﺘطﺎع أن ﻴـردﻩ أي
ﻴرﻓــﻀﻪ ﻓ ــﻼ ﻴﻨ ــﺘﺞ أﺜـ ـ ًار ﺒﺎﻝﻨ ــﺴﺒﺔ إﻝﻴ ــﻪ وﻴﺒﻘ ــﻰ ﻤﻠزًﻤ ــﺎ ﺒﺎﻝ ــدﻴن أو ﻴﻘﺒﻠ ــﻪ ﻓﺘﺒـ ـ أر
ذﻤﺘﻪٕ ،واذا ﻤﺎت اﻝﻤدﻴن ﺒﻌد وﺼول اﻹﺒراء إﻝﻰ ﻋﻠﻤﻪ دون أن ﻴﺒدي ﻗﺒوﻻً
ﻓﻀﺎ ﻓﺈن اﻹﺒراء ﻴﻨﻔذ ،وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴرﺘﻔﻊ اﻝدﻴن ﻋن ﺘرﻜﺘﻪ.
أو ر ً
-٢اﻹﺒراء ﻻ ﻴﺼﺢ إﻻ إذا ﻜﺎن اﻝدﻴن ﻗﺎﺌًﻤﺎ ،وﻝذﻝك إذا اﻨﻘﻀﻰ اﻝﺘزام اﻝﻤـدﻴن
ﻷي ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘ از ﻓﻼ ﻴﻘﻊ اﻹﺒراء.
-٣اﻹﺒ ـراء ﻤــن اﻝﺘــﺼرﻓﺎت اﻝﺘﺒرﻋﻴــﺔ ﻓﻴﻬــﺎ ﻴﻌطــﻲ اﻝــداﺌن وﻻ ﻴﺄﺨــذ ﻤﻘــﺎﺒﻼً ﻝﻤــﺎ
أﻋطﻲ ،وﻝذﻝك ﺘﺴري اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ ﻝﻠﺘﺒرع ﻋﻠـﻰ اﻹﺒـراء ﻤﺜـل ﻝـزوم
ﺘوﻓر اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻝﻜﺎﻤﻠﺔ ﻝﻠداﺌن وﻝﻜن ﻻ ﻴﺸﺘرط ﻓﻴﻪ اﻝـﺸروط اﻝـﺸﻜﻠﻴﺔ ﻝﻠﺘﺒـرع،
ﻓــﻼ ﻴــﺸﺘرط ﻓﻴــﻪ ﺸــﻜل ﺨــﺎص وﻝــو وﻗــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﺘ ـزام ﻴــﺸﺘرط ﻝﻘﻴﺎﻤــﻪ ﺘ ـواﻓر
ﺸﻜل ﻓرﻀﻪ اﻝﻘﺎﻨون أو اﺘﻔق ﻋﻠﻴﻪ اﻝﻤﺘﻌﺎﻗدان.
-٤اﻹﺒراء ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﻨﻘـﻀﻲ ﻤﻌـﻪ ﻀـﻤﺎﻨﺎﺘﻪ
واﻻﻝﺘزاﻤﺎت اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻪ ﻤﺜل اﻝﺘزام اﻝﻜﻔﻴل.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٢٠
] êÞ^nÖ]Ø’ËÖ
] „éËßjÖ]íÖ^vj‰
ﺘﻌرﻴف:
ﺘﻨص اﻝﻤﺎدة ٣٧٣ﻤن اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري ﻋﻠـﻰ أﻨـﻪ» :ﻴﻨﻘـﻀﻲ اﻻﻝﺘـزام
إذا أﺜﺒت اﻝﻤدﻴن أن اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ أﺼﺒﺢ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼً ﻋﻠﻴﻪ ﻝﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ ﻻ ﻴد ﻝﻪ ﻓﻴﻪ«.
ﻴﻘــﺼد ﺒﺎﺴــﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ اﻨﻘــﻀﺎء اﻝﺘ ـزام اﻝﻤــدﻴن ﺒــﺴﺒب ﻋــدم ﻗدرﺘــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺘﻨﻔﻴــذ
اﻝﺘزاﻤﻪ ﻝﺴﺒب ﺨﺎرج ﻋن إرادﺘﻪ.
ﻓــﺎﻝﻘوة اﻝﻘــﺎﻫرة واﻝﺤــﺎدث اﻝﻤﻔــﺎﺠﺊ أﺴــﺒﺎب ﺘﺠﻌــل ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ﻤــﺴﺘﺤﻴﻼً دون
ﺘدﺨل ﻤن اﻝﻤدﻴن وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺘﺒ أر ذﻤﺘﻪ ﻤﻨﻪ.
ﺸروط اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام ﺒﺴﺒب اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ:
-١أن ﺘﻜون اﻻﺴﺘﺤﺎﻝﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ،وﻴﻘﺼد ﺒﺎﻻﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﻤطﻠﻘﺔ ﻋدم ﻗدرة اﻝﻤدﻴن
أو أي ﺸﺨص ﻏﻴرﻩ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻐت ﻗدرﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام.
أﻤ ــﺎ إذا ﻜﺎﻨ ــت اﻻﺴ ــﺘﺤﺎﻝﺔ ﻨ ــﺴﺒﻴﺔ ﺒ ــﺄن ﺘﻌ ــذر ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤ ــدﻴن وﺤ ــدﻩ ﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﻝﺘـ ـزام ﻤ ــﻊ
إﻤﻜﺎن ﺘﻨﻔﻴذﻩ ﻤن ﺸﺨص آﺨر ﻓﺈن اﻻﻝﺘزام ﻻ ﻴﻨﻘﻀﻲ وﻴﺘﺤول ﺘﻨﻔﻴذﻩ إﻝﻰ دﻓﻊ ﺘﻌوﻴض.
ـﺒﺒﺎ أﺠﻨﺒًﻴ ــﺎ ،وﻤﺜ ــﺎل اﻝ ــﺴﺒب اﻷﺠﻨﺒ ــﻲ اﻝﻘ ــوة
-٢أن ﻴﻜ ــون ﺴ ــﺒب اﻻﺴ ــﺘﺤﺎﻝﺔ ﺴ ـ ً
اﻝﻘﺎﻫرة أو اﻝﺤﺎدث اﻝﻤﻔﺎﺠﺊ.
أﻤــﺎ إذا ﻜﺎﻨــت اﺴــﺘﺤﺎﻝﺔ ﺘﻨﻔﻴــذ اﻻﻝﺘ ـزام ﺘرﺠــﻊ إﻝــﻰ اﻝﻤــدﻴن ﻨﻔــﺴﻪ ﻓــﺈن اﻻﻝﺘ ـزام ﻻ
ﻴﻨﻘﻀﻲ ٕواﻨﻤﺎ ﻴﻠزم اﻝﻤدﻴن ﻋﻨدﺌذ ﺒدﻓﻊ ﺘﻌوﻴض إﻝﻰ اﻝداﺌن ﻤﻘﺎﺒل ﻋدم ﺘﻨﻔﻴذ اﻻﻝﺘزام.
وﻴﺘرﺘــب ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴــذ ﺒــﺴﺒب أﺠﻨﺒــﻲ اﻨﻔــﺴﺎخ اﻝﻌﻘــد واﻨﻘــﻀﺎء اﻻﻝﺘ ـزام
ﺘﺒﻌﺎ ﻝذﻝك.
وﻴﻨﻘﻀﻲ ﻜذﻝك اﻻﻝﺘزام اﻝﻤﻘﺎﺒل ً
اﺴﺘـﺜﻨﺎءات:
ﻴﻘﺼد ﺒﻬذﻩ اﻻﺴﺘﺜﻨﺎءات أن اﻝﻤدﻴن ﻴﺘﺤﻤل ﺘﺒﻌﺔ اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻝﺴﺒب أﺠﻨﺒﻲ
٢٢١ أحكام االلتزام واإلثبات
] oÖ^nÖ]Ø’ËÖ
]¼ÏŠ¹]Ý^ÏjÖ
اﻝﺘﻌرﻴف:
اﻝﺘﻘﺎدم اﻝﻤﺴﻘط ﻴﻌﻨﻲ اﻨﻘـﻀﺎء ﺤـق اﻝـداﺌن ﺒـﺴﺒب ﻋـدم ﻤطﺎﻝﺒﺘـﻪ ﺒـﻪ ﺨـﻼل ﻤـدة
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺤددﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري وﺘﻤﺴك ﻤن ﻝﻪ ﻤﺼﺤﻠﺔ ﺒذﻝك.
وﻝﻤرور اﻝزﻤﺎن أﺜرﻩ ﻓـﻲ ﻜﺴب اﻝﺤﻘوق وﺴﻘوطﻬﺎ ﻓـﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻤدﻨﻲ اﻝﻤﺼري
اﻝوﻀــﻌﻲ ،ﻓــﺈذا ﺘﻌﻠــق اﻷﻤــر ﺒﻜــﺴب ﺤــق ﻜﻨــﺎ ﺒــﺼدد اﻝﺘﻘــﺎدم اﻝﻤﻜــﺴبٕ ،واذا ﺘﻌﻠــق
اﻷﻤ ــر ﺒ ــﺴﻘوط اﻻﻝﺘـ ـزام ﻜﻨ ــﺎ ﺒ ــﺼدد اﻝﺘﻘ ــﺎدم اﻝﻤ ــﺴﻘط ،واﻝﺘﻘ ــﺎدم ﻴ ــؤﺜر ﻋﻠ ــﻰ اﻝﺤﻘ ــوق
اﻝﻌﻴﻨﻴﺔ واﻝﺤﻘوق اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ.
واﻝ ــذي ﻴﻌﻨﻴﻨ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻤوﻀ ــوع د ارﺴ ــﺘﻨﺎ ﻫ ــو اﻝﺘﻘ ــﺎدم اﻝﻤ ــﺴﻘط ﻝﻠﺤ ــق اﻝﺸﺨ ــﺼﻲ،
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ أﺤـد أﺴـﺒﺎب اﻨﻘـﻀﺎء اﻻﻝﺘـزام ،أﻤـﺎ اﻝﺘﻘـﺎدم اﻝﻤـﺴﻘط ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠﺤﻘـوق اﻝﻌﻴﻨﻴـﺔ
وﻜــذﻝك اﻝﺘﻘــﺎدم اﻝﻤﻜــﺴب ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻠﺤﻘــوق اﻝﺸﺨــﺼﻴﺔ وﻜــذا ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻠﺤﻘــوق اﻝﻌﻴﻨﻴــﺔ
ﻓﻬو ﻴﺨرج ﻋن ﻨطﺎق دراﺴﺘﻨﺎ.
ٕواذا ﻜـﺎن ﺴـﻘوط اﻝﺤـق ﺒﻤــرور اﻝزﻤـﺎن ﺴـﺒب ﻤـن أﺴــﺒﺎب اﻨﻘـﻀﺎءﻩ ﻋﻠـﻰ اﻝــرﻏم
ﻤــن ﻋــدم اﻝوﻓــﺎء ﺒــﻪ أﻤــر ﻴﺘﻨــﺎﻓﻰ ﻤــﻊ ﺤــق اﻝــداﺌن ﻓ ــﻲ اﺴــﺘﻴﻔﺎء ﺤﻘــﻪ ،ﻝﻜــن ﻫﻨ ــﺎك
ﺴﺒﺒﺎ ﻝـﺴﻘوط اﻝﺤـق ﺤﺘـﻰ وﻝـو ﻝـم ﻴـف اﻋﺘﺒﺎرات ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺤﺘﻤت اﻋﺘﺒﺎر ﻤرور اﻝزﻤﺎن ً
ﺒﻪ اﻝﻤدﻴن ﻝﻠداﺌن.
أول ﻫذﻩ اﻻﻋﺘﺒﺎرات أن ﻤرور اﻝزﻤن دون ﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝداﺌن ﺒﺤﻘﻪ ﻗرﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻪ
ﻗد اﺴﺘوﻓﺎﻩ.
اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﺜﺎﻨﻲ أن اﻝﻨظر ﻓـﻲ ﻨزاع ﺤول ﺤق ﻗـد ﻤـﻀﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤـدة طوﻴﻠـﺔ
ﻤن اﻝزﻤن أﻤر ﻴرﻫق اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴن واﻝﻘﻀﺎء ﻓـﻲ آن واﺤد ،ﻓﺒﻌد ﻤرور ﻤدة طوﻴﻠﺔ
ﻋﻠــﻰ إﻨ ــﺸﺎء اﻝﺤــق ﻴ ــﺼﻌب إﺜﺒﺎﺘ ــﻪ ﺒــﺴﺒب ﻤ ــوت اﻝــﺸﻬود أو ﻨ ــﺴﻴﺎﻨﻬم وﺘﺨﻠ ــص
اﻝداﺌن ﻤن ﺴﻨد اﻝدﻴن.
٢٢٣ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻝﺜﺎﻝث ﻫو أن اﻝﻨظر ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﻨزاﻋﺎت ﺘرﻫق اﻝﻘﻀﺎء إﻝﻰ ﺤـد ﻜﺒﻴـر
ﺤﻴــث ﻴﻔــﺘﺢ ﻫــذا اﻷﻤــر أﺒواًﺒــﺎ ﻝﺘ ـراﻜم اﻝﻤﻨﺎزﻋــﺎت وﻜﺜرﺘﻬــﺎ أﻤــﺎم اﻝﻘــﻀﺎء؛ ﻷن اﻝــداﺌن
ﺴﻴرﻜن إﻝﻰ أن ﺤﻘﻪ ﻤﺤﻔوظ ﻤﻬﻤﺎ طﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻝزﻤن وأﻨﻪ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤطﺎﻝﺒـﺔ ﺒـﻪ ﻓــﻲ
أي وﻗت.
وﻤﻬﻤــﺎ ﻜﺜــرت اﻻﻋﺘﺒــﺎرات ﻝﺘﺒرﻴــر ﺴــﻘوط اﻝﺤــق ﺒﺎﻝﺘﻘــﺎدم ﻓﻬــو أﻤــر ﻴﺘﻨــﺎﻓﻰ ﻤــﻊ
اﻝﻀﻤﻴر أن ﻴﺴﻘط ﺤق ﻝﻤﺠرد أن ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻝم ﻴطﺎﻝب ﺒﻪ ﻝﻤدة ﻤﻌﻴﻨﺔ.
وﻨﺴﺘطﻴﻊ أن ﻨﺠزم أن ﻤوﻗف اﻝﻔﻘﻪ اﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓـﻲ ﻫذا اﻝﺼدد أدق وأﻋدل ﻤن
ﻤوﻗــف اﻝﻘــﺎﻨون اﻝوﻀــﻌﻲ ﻷﻨــﻪ ارﻋ ــﻰ اﻻﻋﺘﺒــﺎرات اﻝــﺴﺎﺒﻘﺔ وﺘﺠﻨــب ﻀــﻴﺎع ﺤﻘ ــوق
اﻝﻨﺎس ﺒﻤرور اﻝزﻤﺎن.
وﻨظ ـ اًر ﻝﺘــﺸﻌب ﻤوﻀــوﻋﺎت اﻝﺘﻘــﺎدم ﻓ ــﻲ اﻝﻘــﺎﻨون اﻝوﻀــﻌﻲ ،ﻓﻘــد ﻨظﻤــت ﻫــذﻩ
اﻝﻤواﻀــﻴﻊ ﺒــﻴن أﻜﺜــر ﻤــن ﻗــﺎﻨون .ﻓﺎﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ ﻨظــم ﺒﻌــﻀﻬﺎ وﻗــﺎﻨون اﻝﻤراﻓﻌــﺎت
ﻨظم ﺠزًء آﺨر وﺤﺘﻰ ﻻ ﻨـﺸﺘت ذﻫـن اﻝﻘـﺎريء ﻓــﻲ د ارﺴـﺔ ﻫـذا اﻝﻤوﻀـوع ﺒـﻴن أﻜﺜـر
ﻤن ﻗﺎﻨون ﻓﺴوف ﻨوﺠز اﻝﺤدﻴث ﻋﻨﻪ وﻨﻜﺘﻔﻲ ﺒذﻜر اﻝﻘواﻋد اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜﻤﻪ.
أوﻻً -ﻤدة اﻝﺘﻘﺎدم:
اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓــﻲ ﻤـدة اﻝﺘﻘـﺎدم أن اﻻﻝﺘـزام ﻴﺘﻘـﺎدم ﺒﺎﻨﻘـﻀﺎء ﺨﻤـس ﻋـﺸرة ﺴـﻨﺔ
ﻤﺎ ﻝم ﻴوﺠد ﻨص ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺨﻼف ذﻝك )ﻤﺎدة ٣٧٤ﻤدﻨﻲ(.
وﻗــد ﻗــﻀت ﺒﻌــض اﻝﻨــﺼوص ﺒﺘﻘــﺎدم ﺨﻤــﺴﻲ أي ﺒﻤــرور ﺨﻤــس ﺴــﻨوات ﻋﻠــﻰ
اﻝﺤﻘوق اﻝدورﻴﺔ اﻝﻤﺘﺠـددة ،ﺤﺘـﻰ وﻝـو أﻗـر ﺒﻬـﺎ اﻝﻤـدﻴن .واﻝﻤﻘـﺼود ﺒـﺎﻝﺤﻘوق اﻝدورﻴـﺔ
اﻝﻤﺘﺠددة اﻝﺤﻘوق اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘﺤق ﻓـﻲ ﻤواﻋﻴد ﻤﺘﺘﺎﻝﻴﺔ وﻻ ﻴﻨﺘﺞ ﻋن آداء أي ﺠزء ﻤﻨﻬﺎ
ﻓــﻲ ﻤوﻋــدﻩ إﺴــﻘﺎط ﻤــن أﺼــل اﻝﺤــق ،ﻜــﺄﺠرة اﻝﻤﺒــﺎﻨﻲ واﻝﻤﻬﺎﻴــﺎ واﻷﺠــور واﻝﻤﻌﺎﺸــﺎت
)ﻤﺎدة ٣٧٥ﻤدﻨﻲ(.
ﻜﻤــﺎ ﺘﺘﻘــﺎدم ﺒﺨﻤــس ﺴــﻨوات ﺒﻌــض ﺤﻘــوق أﺼــﺤﺎب اﻝﻤﻬــن اﻝﺤ ـرة ﻤﺜــل ﺤﻘــوق
اﻷطﺒـﺎء واﻝــﺼﻴﺎدﻝﺔ واﻷﺴــﺎﺘذة إذا ﻜﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻝﺤﻘـوق واﺠﺒــﺔ ﻝﻬــم ﺠـزاء ﻤــﺎ أدوﻩ ﻤــن
ﻋﻤل ﻤن أﻋﻤﺎل ﻤﻬﻨﺘﻬم وﻤﺎ ﺘﻜﺒدوﻩ ﻤن ﻤﺼروﻓﺎت )ﻤﺎدة ٣٧٦ﻤدﻨﻲ(.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٢٤
ـﻀﺎ
وﺘﺘﻘ ــﺎدم ﺒ ــﺜﻼث ﺴ ــﻨوات اﻝ ــﻀراﺌب واﻝرﺴ ــوم اﻝﻤ ــﺴﺘﺤﻘﺔ ﻝﻠدوﻝ ــﺔ وﻴﺘﻘ ــﺎدم أﻴ ـ ً
ﺒــﺜﻼث ﺴــﻨوت اﻝﺤــق ﻓ ــﻲ اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒــرد اﻝــﻀراﺌب واﻝرﺴــوم اﻝﺘــﻲ دﻓﻌــت ﺒﻐﻴــر ﺤــق
)ﻤﺎدة ٣٧٧ﻤدﻨﻲ(.
ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻘﺎدم ﺒﺴﻨﺔ واﺤدة ﺒﻌض اﻝﺤﻘوق ﻤﺜل ﺤﻘوق ﺒﻌـض اﻝﺘﺠـﺎر واﻝـﺼﻨﺎع
وردوﻫ ــﺎ ﻷﺸ ــﺨﺎص ﻻ ﻴﺘﺠ ــرون ﻓـ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻷﺸ ــﻴﺎء وﺤﻘ ــوق اﻝﻌﻤ ــﺎل ﻋ ــن أﺸ ــﻴﺎء
اﻷﺠ ـ راء ﻤ ــن أﺠ ــور ﻴوﻤﻴ ــﺔ وﻏﻴ ــر ﻴوﻤﻴ ــﺔ ﻤ ــن ﺜﻤ ــن ﻤ ــﺎ ﻗ ــﺎﻤوا ﺒ ــﻪ ﻤ ــن
واﻝﺨ ــدم و ُ َ
ﺘورﻴدات )ﻤﺎدة ٣٧٨ﻤدﻨﻲ(.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﻜﻴﻔﻴﺔ اﺤﺘﺴﺎب ﻤدة اﻝﺘﻘﺎدم:
ً
ﺘﺤــﺴب ﻤــدة اﻝﺘﻘــﺎدم ﺒﺎﻷﻴــﺎم ﻻ ﺒﺎﻝــﺴﺎﻋﺎت ،وﻻ ﻴﺤــﺴب اﻝﻴــوم اﻷول اﻝــذي ﺤــل
ﻓﻴــﻪ أﺠــل اﻝوﻓــﺎء ﺒــﺎﻻﻝﺘزام ،وﺘﻜﻤــل اﻝﻤــدة ﺒﺎﻨﻘــﻀﺎء آﺨــر ﻴــوم ﻤﻨﻬــﺎ إﻻ إذا ﻜــﺎن آﺨــر
ﻴوم ،ﻴوم أﺠﺎزة ﻓﺘﻤد اﻝﻤدة إﻝﻰ اﻝﻴوم اﻝـذي ﻴﻠﻴﻬـﺎ )ﻤـﺎدة ٣٨٠ﻤـدﻨﻲ( ،وﻴﺒـدأ ﺴـرﻴﺎن
اﻝﺘﻘ ــﺎدم ﻤ ــن اﻝﻴ ــوم اﻝ ــذي أﺼ ــﺒﺢ ﻓﻴ ــﻪ اﻝ ــدﻴن ﻤ ــﺴﺘﺤق اﻷداء )ﻤ ــﺎدة ٣٨١ﻤ ــدﻨﻲ(.
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺘﻘوﻴم اﻝﻤﻴﻼدي ﻤﺎﻝم ﻴوﺠد ﻨص ﺨﻼف ذﻝك. وﺘﺤﺴب ﻤدة اﻝﺘﻘﺎدم ً
ﺜﺎﻝﺜﺎ -وﻗف اﻝﺘﻘﺎدم واﻨﻘطﺎﻋﻪ:
ً
) (١وﻗف اﻝﺘﻘﺎدم:
ﻴﻘــﺼد ﺒوﻗــف اﻝﺘﻘــﺎدم وﺠــود ﻤــﺎﻨﻊ ﻴﺠﻌــل اﻝــداﺌن ﻻ ﻴــﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝــب ﺒﺤﻘــﻪ
ﻓــﺈذا زال ﻫــذا اﻝﻤــﺎﻨﻊ ﻋــﺎدت ﻤ ـدة اﻝﺘﻘــﺎدم إﻝــﻰ اﻝــﺴرﻴﺎن ﺒﺤﻴــث ﺘﺤــﺴب اﻝﻤــدة اﻝﺘــﻲ
ﺴــﺒﻘت وﺠــود ﻫــذا اﻝﻤــﺎﻨﻊ ﻤــﻊ اﻝﻤــدة اﻝﺘــﻲ ﺘﻠــت زواﻝــﻪ ﻤــﻊ ﻋــدم اﺤﺘــﺴﺎب اﻝﻤــدة اﻝﺘــﻲ
وﺠد ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﺎﻨﻊ.
ﻓﻤﺜﻼً إذا ﻜﺎﻨت ﻤدة اﻝﺘﻘﺎدم ﻗﺒل اﻝﻤـﺎﻨﻊ ﺴـﺒﻊ ﺴـﻨوات ﺜـم وﻗﻔـت اﻝﻤـدة ﺴـﻨﺔ ﻓـﺈن
اﻝﻤدة اﻝﻤﺘﺒﻘﻴﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﻝﺘﻘﺎدم اﻝﺤـق ﺒﻌـد زوال اﻝﻤـﺎﻨﻊ ﻫـﻲ ﺜﻤـﺎن ﺴـﻨوات وﻝـﻴس ﺴـﺒﻊ
ﺴﻨوات ،وأﺴﺒﺎب وﻗف اﻝﺘﻘﺎدم ﻫﻲ:
أ -وﺠود ﻤﺎﻨﻊ ﻴﻤﻨﻊ اﻝداﺌن ﻤن اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ ﺒﺤﻘﻪ ،ﻫذا اﻝﻤﺎﻨﻊ ﻗد ﻴﻜـون ﻤﺎدًﻴـﺎ ﻜوﺠـود
ﺤــرب أو زﻝ ـزال أو ﻓﻴــﻀﺎن ﻴﻤﻨــﻊ اﻝــداﺌن ﻤــن اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ ﺒﺤﻘــﻪ ،أو ﻤــﺎﻨﻊ أدﺒــﻲ
ﻴﺤول ﺒﻴن اﻝداﺌن وﻤطﺎﻝﺒﺘﻪ اﻝﻤدﻴن ﺒﺎﻝﺤق ﻜﻤﺎ ﻝو ارﺘـﺒط اﻝـداﺌن ﺒﻤدﻴﻨـﻪ ﺒﻌﻼﻗـﺔ
٢٢٥ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻻ ﺘ ــﺴﺘﻘﻴم إذا طﺎﻝ ــب اﻝ ــداﺌن ﻤدﻴﻨ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺨﻼﻝﻬ ــﺎ ﺒﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻻﻝﺘـ ـزام ﻋ ــن طرﻴ ــق
اﻝﻘﻀﺎء ﻤﺜل ﻋﻼﻗﺔ اﻝزوﺠﻴﺔ ،وﻋﻼﻗﺔ اﻹﺒن ﺒﺄﺒﻴﻪ ،واﻝطﺎﻝب ﺒﺄﺴﺘﺎذﻩ ،واﻝـﺼﺎﻨﻊ
ﺒﻤﻌﻠﻤﻪ ﻓـﻲ اﻝﺤرﻓﺔ.
ب -ﻨﻘ ــص اﻷﻫﻠﻴ ــﺔ ،ﻴﻌ ــد ﻨﻘ ــص أﻫﻠﻴ ــﺔ اﻝ ــداﺌن وﻏﻴﺎﺒ ــﻪ واﻝﺤﻜ ــم ﻋﻠﻴ ــﻪ ﺒﻌﻘوﺒ ــﺔ
ﺠﻨﺎﻴــﺔ إذا ﻝــم ﻴﻜــن ﻝــﻪ ﻨﺎﺌــب ﻴﻤﺜﻠــﻪ ﻗﺎﻨوًﻨــﺎ ﻤــن أﺴــﺒﺎب وﻗــف اﻝﺘﻘــﺎدم ،ﻷن
اﻝداﺌن ﻓـﻲ ﻫذﻩ اﻝﺤﺎﻻت ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴطﺎﻝب ﺒﺤﻘﻪ أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﺒطرﻴﻘـﺔ
ﺘﺤﻔظ ﻝﻪ ﺤﻘﻪ.
) (٢اﻨﻘطﺎع اﻝﺘﻘﺎدم:
ﻴﻘﺼد ﺒﺎﻨﻘطﺎع اﻝﺘﻘﺎدم وﺠود ﺴﺒب ﻴؤدي إﻝﻰ إﺴﻘﺎط ﻤدة اﻝﺘﻘﺎدم اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻫذا اﻝﺴﺒب وﻤﺤوﻫﺎ ﺒﺤﻴث إذا زال ﻫذا اﻝﺴﺒب ﺒدأت ﻤدة ﺠدﻴدة ﻝﻠﺘﻘـﺎدم ﻻ ﻴﺤﺘـﺴب
ﻓﻴﻬــﺎ اﻝﻤــدة اﻝــﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠــﻰ ﺴــﺒب اﻹﻨﻘطــﺎع ﻓﻤــﺜﻼً إذا ﻤــﻀت ﻤــدة ﻤــن اﻝﺘﻘــﺎدم ﻗــدرﻫﺎ
ﺨﻤس ﺴﻨوات ﺜم ﺤدث ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻻﻨﻘطﺎع ﺜم ﺒﻌد زوال ﻫذا اﻝـﺴﺒب ﻴـﺴﻘط
اﻝﺤ ــق ﺒﺎﻝﺘﻘ ــﺎدم ﺒﻤ ــرور ﺨﻤ ــس ﻋ ــﺸرة ﺴ ــﻨﺔ ﻻ ﻴؤﺨ ــذ ﻓـ ــﻲ ﺤ ــﺴﺎﺒﻬﺎ اﻝﺨﻤ ــس ﺴ ــﻨوات
اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻨﻘطﺎع ،واﻷﺴﺒﺎب اﻝﺘﻲ ﻴﻨﻘطﻊ ﺒﻬﺎ اﻝﺘﻘﺎدم ﻫﻲ:
أ -اﻝﻤطﺎﻝﺒﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ:
ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﺒﺤﻘﻪ اﻨﻘطﻊ اﻝﺘﻘﺎدم وﻫو ﻴطﺎﻝب ﺒﺤﻘﻪ ﻋـن طرﻴـق رﻓـﻊ ً إذا طﺎﻝب اﻝداﺌن
ـﻀﺎ ﻜــل ﻤــﺎ ﻴﻘــوم ﻤﻘــﺎم اﻝﻤطﺎﻝﺒــﺔ اﻝﻘــﻀﺎﺌﻴﺔ
اﻝــدﻋوى أو اﻝــدﻓﻊ ﻓﻴﻬــﺎ وﻴﻘطــﻊ اﻝﺘﻘــﺎدم أﻴـ ً
ﻜﺎﻝﺘــدﺨل ﻓ ــﻲ اﻝﺨــﺼوﻤﺔ أو طﻠــب اﻝﺤﻜــم ﻝﻜــن ﻻ ﻴﻜﻔــﻲ اﻹﻨــذار ﻝﻘطــﻊ اﻝﺘﻘــﺎدم؛ ﻷن
اﻝذي ﻴﻘطﻊ اﻝﺘﻘﺎدم ﻴﺠب أن ﻴﻜون اﻝﺘﻨﻔﻴذ أو ﻤﻘدﻤﺎﺘﻪ وﻝﻴس ﻤﻨﻬﺎ اﻹﻨذار.
ـﻀﺎ ﺒﺎﻝﺘﻨﺒﻴــﻪ واﻝﺤﺠــز إذا ﻜــﺎن ﻓــﻲ ﺤــوزة اﻝــداﺌن ﺴــﻨد ﺘﻨﻔﻴــذي
وﻴﻘطــﻊ اﻝﺘﻘــﺎدم أﻴـ ً
ﻓﻌﻨدﺌذ ﻴﻌد اﻝﺘﻨﺒﻴﻪ واﻝﺤﺠز ﻤن ﻤﻘدﻤﺎت اﻝﺘﻨﻔﻴذ.
ب -إﻗــرار اﻝﻤدﻴن:
ـﻤﻨﻴﺎ ،وﻴﻌــد إﻗ ـ اررﻩ
ﻴﻨﻘطــﻊ اﻝﺘﻘــﺎدم إذا أﻗــر اﻝﻤــدﻴن ﺒﺤــق اﻝــداﺌن ﺼ ـراﺤﺔً أو ﻀـ ً
ﻀﻤﻨﻴﺎ وﻓﺎء اﻝﻤدﻴن ﺒﺠزء ﻤن اﻝدﻴن ،أو أن ﻴطﻠب ﻤﻨﻪ ﺘﻘﺴﻴطﻪ أو أن ﻴﻘـدم ﻝﻠـداﺌن ً
ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻴﻀﻤن ﻝﻪ دﻴﻨﻪ )ﻤﺎدة ٣٨٤ﻤدﻨﻲ(.
ً ﻋﻴﻨﻴﺎ أو
ﻀﻤﺎﻨﺎ ً
ً
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٢٦
Äe]†Ö]h^fÖ]“~×Ú
ﻴﻨﻘـ ــﻀﻲ اﻻﻝﺘ ـ ـزام دون اﻝوﻓـ ــﺎء ﺒـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻋـ ــدة أﺤ ـ ـوال ﺤـ ــددﻫﺎ اﻝﻘـ ــﺎﻨون اﻝﻤـ ــدﻨﻲ
اﻝﻤﺼري ،وﻓﺼل أﺤﻜﺎﻤﻬﺎ وﻫﻲ ﻜﺎﻝﺘﺎﻝﻲ :اﻹﺒراء واﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ واﻝﺘﻘﺎدم اﻝﻤﺴﻘط.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٢٨
_ Äe]†Ö]h^fÖ]î×Âí×ò‰
س :١ﺘﻜﻠم ﻋن اﻹﺒراء ﻜﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام دون اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ.
س :٢ﺘﻜﻠم ﻋن اﺴﺘﺤﺎﻝﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذ ﻜﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام دون اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ.
س :٣ﺘﻜﻠم ﻋن اﻝﺘﻘﺎدم ﻜﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻻﻝﺘزام دون اﻝوﻓﺎء ﺒﻪ.
٢٢٩ أحكام االلتزام واإلثبات
] ‹Ú^¤]h^fÖ
]l^{{{{{{{{fmý
األھداف:
يھدف ھذا الباب إلى دراسة القواعد المنظمة لإلثبات من الناحية
الموضوعية أي كما ورد تنظيمھا في قانون إثبات المواد المدنية والتجارية
الصادر سنة ١٩٦٨م ،وذلك عن طريق دراسة القواعد العامة المنظمة لإلثبات
ثم دراسة أدلة اإلثبات.
العناصر:
) (١المبادئ العامة لإلثبات.
) (٢أدلة اإلثبات.
أ -الكتابة.
ب -شھادة الشھود.
ج -القرائن.
د -اليمين.
ھـ -اإلقرار.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٣٠
] Ùæù]Ø’ËÖ
]l^fmý]»íÚ^ÃÖ]ô^f¹
ﺘﻌرﻴف اﻹﺜﺒﺎت:
اﻹﺜﺒﺎت ﻫو إﻗﺎﻤﺔ اﻝدﻝﻴل أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ وﺠود ﺤق ﻤﺘﻨﺎزع ﻓﻴﻪ.
واﻝﻘﺎﻨون ﻫو اﻝذي ﻴﺤدد رق إﻗﺎﻤﺔ اﻝدﻝﻴل ﻋﻠﻰ وﺠود اﻝﺤـق أﻤـﺎم اﻝﻘـﻀﺎء ،ﻓـﻼ
ﻴﺘــرك أط ـراف اﻝــدﻋوى وﺸــﺄﻨﻬم ﻓــﻲ إﺜﺒــﺎت ﺤﻘــوﻗﻬم ﺒﺎﻝرﻴﻘــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘــروق ﻝﻬــم ،ﺤﺘــﻰ
ﻴﺘــﺴﺎوى اﻷﻓ ـراد أﻤــﺎم اﻝﻘــﺎﻨون ﻓــﻲ طــرق إﺜﺒــﺎت ﺤﻘــوﻗﻬم؛ ﻷن ﻋــدم ﺘﻨظــﻴم اﻝﻘــﺎﻨون
ﻝطــرق اﻹﺜﺒــﺎت ﻤــن ﺸــﺄﻨﻪ أن ﻴﺤــدث ﻓوﻀــﻰ ﻓــﻲ اﻝــدﻋﺎوى وظﻠــم ﻝــﺒﻌض أطراﻓﻬــﺎ
ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝطرف اﻝﻘوي ﻓﻲ اﻝدﻋوى إﺜﺒﺎت ﻤـﺎ ﻴدﻋﻴـﻪ ﺒﻜـل ﻤﺎﻝدﻴـﻪ ﻤـن وﺴـﺎﺌل
ﻤﺎدﻴﺔ وﻏﻴر ﻤﺎدﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻴن ﻻ ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝطـرف اﻝـﻀﻌﻴف ﻓـﻲ اﻝـدﻋوى إﺜﺒـﺎت ﺤﻘـﻪ
ﻝﻀﻌف اﻝوﺴﺎﺌل اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻠﻜﻬﺎ ﻓﻲ إﺜﺒﺎت ﻫذا اﻝﺤق.
واﻝواﻗﻊ أن إﺜﺒﺎت اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ أﻤر ﺼﻌب ﻝﻠﻐﺎﻴﺔ وﻻﺴﻴﻤﺎ ﻋﻨد إﻨﻜﺎرﻫـﺎ ،وﻝـذﻝك رأى
ـﺴﺘﺤﻴﻼ،
ً اﻝﻤﺸرع أن إﻗﺎﻤﺔ اﻝدﻝﻴل اﻝﻘطﻌﻲ ﻋﻠﻰ وﺠود ﺤق ﻤﻌـﻴن أﻤـر ﻴﻜـﺎد ﻴﻜـون ﻤ
وﻝذﻝك اﺴﺘﻌﺎض ﺒﺎﻝدﻝﻴل اﻝظﻨﻲ اﻝذي ﻴﻘـوم ﻋﻠـﻰ اﻝﺘـرﺠﻴﺢ واﻻﺴـﺘﻨﺒﺎط ﻹﺜﺒـﺎت اﻝﺤـق
ﺒــدﻻً ﻤــن اﻝــدﻝﻴل اﻝﻘطﻌــﻲ ،أي أن اﻝﻤــدﻋﻲ ﻴﺜﺒــت أن ﻤــن اﻷرﺠــﺢ أن ﻝــﻪ ﺤــق ﻋﻨــد
ﻗﺎطﻌﺎ ﻝدﻴﻪ.
ً ﺤﻘﺎ
اﻝﻤدﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ وﻻ ﻴطﻠب ﻤﻨﻪ ﻴﺜﺒت أن ﻝﻪ ً
وﻝذﻝك ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺤﻜم ﻝﻪ اﻝﻘﺎﻀﻲ ﺒﺎﻝﺤق ﻓﺈن ﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ اﻝﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠـﻰ اﻝـراﺠﺢ
ﻴﺤول اﻝظن إﻝﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻝﻜﻨﻬﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻗـد ﺘﺨـﺎﻝف اﻝﺤﻘﻴﻘـﺔ اﻝواﻗﻌﻴـﺔ ،وﻝـذﻝك
ﻫﻲ ﻝﻴﺴت ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤطﻠﻘﺔ ﻤﺜل اﻝﺤﻘﺎﺌق اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ٕواﻨﻤﺎ ﻫـﻲ ﺤﻘﻴﻘـﺔ ﻨـﺴﺒﻴﺔ ﺒـﻴن أطـراف
اﻝﺨﺼوﻤﺔ ﻻ ﺘﺘﻌداﻫﻤﺎ ،وﻫو ﻤﺎ ﻴﺼرف ﺒﺤﺠﻴﺔ اﻝﺤﻜم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻷطراﻓﻪ.
ﺘﻨظﻴم اﻹﺜﺒﺎت ﻤن اﻝﻨﺎﺤﻴﺔ اﻝﺘﺸرﻴﻌﻴﺔ:
ﺘﻨﻘ ــﺴم ﻗواﻋ ــد اﻹﺜﺒ ــﺎت إﻝ ــﻰ ﻨ ــوﻋﻴن :اﻷول ﻴﺘﻌﻠ ــق ﺒﻤوﻀ ــوع اﻹﺜﺒ ــﺎت ،وﻫ ــذﻩ
اﻝﻘواﻋ ــد ﺘﻌ ــرف ﺒ ـ ـ )اﻝﻘواﻋ ــد اﻝﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ ﻓ ــﻲ اﻹﺜﺒ ــﺎت( وﻫ ــﻲ ﺘ ــﻨظم اﻝواﻗﻌ ــﺔ ﻤﺤ ــل
٢٣١ أحكام االلتزام واإلثبات
اﻹﺜﺒــﺎت ﻤــن ﺤﻴــث ﺸــروطﻬﺎ وﻤــن ﻴﻘــﻊ ﻋﻠﻴــﻪ ﻋــبء إﺜﺒﺎﺘﻬــﺎ وﻜ ـذﻝك طــرق إﺜﺒﺎﺘﻬــﺎ،
وﻫـذﻩ اﻝﻘواﻋـد ﻜﺎﻨـت ﻤﻨظﻤــﺔ ﻀـﻤن ﻨـﺼوص اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤــدﻨﻲ اﻝﻤـﺼري اﻝﺤـﺎﻝﻲ ﻓــﻲ
اﻝﺒﺎب اﻝﺴﺎدس ﻤن اﻝﻜﺘﺎب اﻷول ﻤن اﻝﻘﺴم اﻷول ﻤﻨﻪ.
واﻝﺜﺎﻨﻴ ــﺔ :ﻗواﻋ ــد ﺘﺘﻌﻠ ــق ﺒ ــﺎﻹﺠراءات اﻝواﺠ ــب اﺘﺒﺎﻋﻬ ــﺎ أﻤ ــﺎم اﻝﻤﺤﻜﻤ ــﺔ ﻹﺜﺒ ــﺎت
اﻝواﻗﻌﺔ ﻤﺤل اﻹﺜﺒﺎت وﻫذﻩ اﻝﻘواﻋـد ﺘﻌـرف ﺒ ـ )اﻝﻘواﻋـد اﻹﺠراﺌﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻹﺜﺒـﺎت( ،وﻗـد
ﻜﺎﻨــت ﻤﻨظﻤــﺔ ﻀــﻤن ﻨــﺼوص ﺘﻘﻨــﻴن اﻝﻤراﻓﻌــﺎت اﻝﻤــﺼري ﻓــﻲ اﻝﺒــﺎب اﻝــﺴﺎﺒﻊ ﻤــن
اﻝﻜﺘﺎب اﻷول ﻤﻨﻪ.
إﻻ أن اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤ ــﺼري رأى ﺠﻤــﻊ ﻗواﻋ ــد اﻹﺜﺒــﺎت ﻗﺎطﺒ ــﺔ ﻓــﻲ ﺼ ــﻌﻴد واﺤ ــد
اﺤدا ﻫو اﻝﻘﺎﻨون رﻗم ٢٥ﻝﺴﻨﺔ ،١٩٦٨ ﻗﺎﻨوﻨﺎ و ً اﻝﻤوﻀوﻋﻴﺔ واﻹﺠراﺌﻴﺔ وأﺼدر ﺒﻬﺎ ً
ﺠﻤ ــﻊ ﻓﻴ ــﻪ اﻝﻘواﻋ ــد اﻝﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ واﻹﺠراﺌﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻹﺜﺒ ــﺎت ووﻀ ــﻊ ﻝ ــﻪ ﻋﻨواًﻨ ــﺎ ﻫـ ــو
)اﻹﺜﺒــﺎت ﻓــﻲ اﻝﻤـواد اﻝﻤدﻨﻴــﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴــﺔ( أﻝﻐــﻰ ﺒــﻪ اﻝﺒــﺎب اﻝﺨــﺎص ﺒﺎﻹﺜﺒــﺎت ﻓــﻲ ﻜــل
ﻤن اﻝﺘﻘﻨﻴن اﻝﻤدﻨﻲ وﺘﻘﻨﻴن اﻝﻤراﻓﻌﺎت.
وﻴﻘﻊ ﻫذا اﻝﺘﻘﻨﻴن اﻝﺠﺎﻤﻊ ﻝﻘواﻋد اﻹﺜﺒﺎت ﻓﻲ ) (١٦٢ﻤـﺎدة ﻤﻘـﺴﻤﺔ إﻝـﻰ ﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ
أﺒواب ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﺒﺎب اﻷول :أﺤﻜﺎم ﻋﺎﻤﺔ )م :١م.(٩
اﻝﺒﺎب اﻝﺜﺎﻨ ـ ـ ـ ـﻲ :اﻷدﻝﺔ اﻝﻜﺘﺎﺒﻴﺔ )م :١٠م.(٥٩
اﻝﺒﺎب اﻝﺜﺎﻝـ ـ ـ ـث :ﺸﻬﺎدة اﻝﺸﻬود )م :٦٠م.(٩٨
اﻝﺒﺎب اﻝراﺒ ـ ـ ـ ـ ـﻊ :اﻝﻘراﺌن وﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻝﻤﻘﻀﻲ )م :٩٩م.(١٠٢
اﻝﺒﺎب اﻝﺨﺎﻤس :اﻹﻗرار واﺴﺘﺠواب اﻝﺨﺼوم )م :١٠٣م.(١١٣
اﻝﺒﺎب اﻝﺴﺎدس :اﻝﻴﻤﻴن )م :١١٤م.(١٣٠
اﻝﺒﺎب اﻝﺴﺎﺒـ ـ ـﻊ :اﻝﻤﻌﺎﻴﻨﺔ )م :١٣١م.(١٣٤
اﻝﺒﺎب اﻝﺜﺎﻤ ـ ـ ـن :اﻝﺨﺒرة )م :١٣٥م.(١٦٢
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٣٢
وﻗــد دﻤــﺞ اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤــﺼري ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻤ ـواد اﻝﻘواﻋــد اﻝﻤوﻀــوﻋﻴﺔ ﻤــﻊ اﻝﻘواﻋــد
اﻹﺠراﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺜﺒﺎت ،ﻝﻜن اﻝﺘﻤﻴﻴز ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن ذﻝك أﻤر ﻤﻴﺴور ﻝﻠﻐﺎﻴﺔ،
ﻷن اﻝﻤــﺸرع اﻝﻤــﺼري ﺠﻤــﻊ اﻝﻘواﻋ ــد ﻤــن اﻝﺘﻘﻨــﻴن اﻝﻤ ــدﻨﻲ واﻝﻘواﻋــد اﻹﺠراﺌﻴــﺔ ﻤ ــن
ﺘﻘﻨ ــﻴن اﻝﻤراﻓﻌ ــﺎت وﻝ ــم ﻴ ــﻀف ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ إﻀ ــﺎﻓﺎت ﺘ ــذﻜر إﻻ اﻝﻨ ــذر اﻝﻴ ــﺴﻴر ،وﺴ ــوف
ﻨﻘﺘــﺼر ﻓــﻲ ﻤﻌﺎﻝﺠﺘﻨــﺎ ﻝﻘواﻋــد اﻹﺜﺒــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻝﻨــوع اﻷول ﻤــن اﻝﻘواﻋــد وﻫــو اﻝﻘواﻋــد
اﻝﻤوﻀ ــوﻋﻴﺔ ﻓ ــﻲ اﻹﺜﺒ ــﺎت ﻓﻬ ــﻲ اﻝﻤﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺒﺎﻝﻘ ــﺎﻨون اﻝﻤ ــدﻨﻲ ﺘ ــﺎرﻜﻴن ﺸ ــرح اﻝﻘواﻋ ــد
اﻹﺠراﺌﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺜﺒﺎت ﻓﻬﻲ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﻘﺎﻨون اﻝﻤراﻓﻌﺎت.
أﻫﻤﻴﺔ دراﺴﺔ ﻗواﻋد اﻹﺜﺒﺎت:
اﻝﺤـق ﻏﻴـر اﻝﻤﺜﺒـت ﻴـدﺨل ﻓـﻲ ﺤﻜـم اﻝﻌـدم ،ﻓﺎﻝﻘـﺎﻨون ﻻ ﻴﻌﺘـرف ﺒـﺎﻝﺤﻘوق اﻝﺘــﻲ
ﻴدﻋﻴﻬﺎ اﻷﻓراد وﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻌون إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ،وذﻝك ﻋﻨد إﻨﻜﺎرﻫﺎ ﻤن ﺨﺼوم ﻝﻬم.
وﻻﺸك أن دراﺴﺔ ﻗواﻋد اﻹﺜﺒﺎت ﻝﻬـﺎ أﻫﻤﻴـﺔ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺒﺎﻝﻐـﺔ ﻓﻬـﻲ ﺘﻤﻜـن ﻜـل ﺼـﺎﺤب
ﺤق ﻋﻨد ﻤﻌرﻓﺘﻬـﺎ وﻓﻬﻤﻬـﺎ ﻤـن إﺜﺒـﺎت ﺤﻘـﻪ ،ﻓﻜـم ﻤـن ﺤﻘـوق ﻀـﺎﻋت ﻷن أﺼـﺤﺎﺒﻬﺎ ﻝـم
ﻴﺴﺘطﻴﻌوا إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ أﻤﺎم اﻝﻘـﻀﺎء ،وﻜـم ﻤـن ﺤﻘـوق ﺴـﻠﺒت ﻷن أﺸـﺨﺎص اﺴـﺘطﺎﻋوا إﺜﺒـﺎت
أﻨﻬم أﺼﺤﺎﺒﻬﺎ أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﻓﺄﺨذوﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺨﻼف اﻝواﻗﻊ.
وﻋﻠﻰ اﻝرﻏم ﻤن أﻫﻤﻴﺔ دراﺴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻘواﻋد ﻓﺈن اﻝﺒراﻋﺔ أو اﻝﻀﻌف ﻓـﻲ إﺜﺒـﺎت
اﻝﺤﻘــوق أو ﻨﻔﻴﻬــﺎ وﻓــق ﻫــذﻩ اﻝﻘواﻋــد ﻗــد ﺘﺠﻌــل ﺸــﺨص ﻴﻜــﺴب دﻋــوى ﻗــﻀﺎﺌﻴﺔ أو
ﻴﺨــﺴرﻫﺎ ﻓــﻲ اﻝــدﻨﻴﺎ ﻝﻜــن ﻤــن ﻴــﺴﺘﺨدم ﻫــذﻩ اﻝﻤﻌرﻓــﺔ ﻝطﻤــس اﻝﺤﻘــﺎﺌق أو أﻜــل أﻤ ـوال
اﻝﻨﺎس ﺒﺎﻝﺒﺎطل ﻝن ﻴﻔﻠت ﻤن ﻋﻘﺎب اﷲ ﻓﻲ اﻵﺨرة وﻝذﻝك ﻗـﺎل رﺴـول اﷲ ﺼـﻠﻰ اﷲ
إﻝﻲ ،وﻝﻌل ﺒﻌﻀﻜم ﻤﺸددا ﻋﻠﻰ ذﻝك» :إﻨﻤﺎ أﻨﺎ ﺒﺸرٕ ،واﻨﻜم ﺘﺨﺘﺼﻤون ّ ً ﻋﻠﻴﻪ وﺴﻠم
أن ﻴﻜون أﻝﺤن ﺒﺤﺠﺘـﻪ ﻤـن ﺒﻌـض ،ﻓﺄﻗـﻀﻲ ﻝـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻨﺤـو ﻤـﺎ أﺴـﻤﻊ ،ﻓﻤـن ﻗـﻀﻴت
ـﻴﺌﺎ ﻓ ــﻼ ﻴﺄﺨ ــذﻩ ،ﻓﺈﻨﻤ ــﺎ أﻗط ــﻊ ﻝ ــﻪ ﻗﻌ ــﺔ ﻤ ــن اﻝﻨ ــﺎر«] ،ﺼ ــﺤﻴﺢ
ﻝ ــﻪ ﻤ ــن ﺤ ــق أﺨﻴ ــﻪ ﺸ ـ ً
اﻝﺒﺨﺎري ،ج ،٩ص ،٨٦ط اﻝﺤﻠﺒﻲ ،اﻝﻘﺎﻫرة١٣٤٥ ،ﻫـ[.
ﻤﺒدأ ﺤﻴدة اﻝﻘﺎﻀﻲ وﺤﻴﺎدﻩ:
ﻴﻘ ـﺼد ﺒﻤﺒــدأ ﺤﻴــدة اﻝﻘﺎﻀــﻲ أﻨــﻪ ﻻ ﻴﺠــوز ﻝﻠﻘﺎﻀــﻲ أن ﻴﺘﺤﻴــز ﻷﺤــد اﻝﺨــﺼوم
ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎب اﻵﺨر ،وﻫذا اﻝﻤﺒدأ ﻤﻔﺘرض ﻓﻲ ﻜل ﻗﺎﻀﻲ إذا ﺘﺨﻠـﻰ ﻋﻨـﻪ ﻓﻘـد ﺘﺨﻠـﻰ
٢٣٣ أحكام االلتزام واإلثبات
ﻋــن أﻫــم ﻤﺒﺎدﺌــﻪ اﻝﺘــﻲ ﺘﺤﻜــم ﻋﻤﻠــﺔ وﺒﺎﻝﺘــﺎﻝﻲ ﻴﻌــرض ﻨﻔــﺴﻪ ﻝﻠﻤــﺴﺎﺌﻠﺔ اﻝﺘﺄدﻴﺒﻴــﺔ وﻫــذا
اﻷﻤر ﻴﺨرج ﻋن ﻨطﺎق دراﺴﺘﻨﺎ.
أﻤــﺎ ﻤﺒــدأ ﺤﻴــﺎد اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻓﻴﻘــﺼد ﺒ ـﻪ أن اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻻ ﻴﺘــدﺨل ﺒــدور إﻴﺠــﺎﺒﻲ ﻓــﻲ
ﺼراع اﻹﺜﺒﺎت ﺒﻴن اﻝﺨﺼوم ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﻤﻨظـورة أﻤﺎﻤـﻪ ،ﻓﻜـل طـرف ﻴﻘـدم اﻷدﻝـﺔ
اﻝﻜﺎﻓﻴــﺔ ﻹﺜﺒــﺎت ﺼــﺤﺔ ﻤــﺎ ﻴدﻋﻴــﻪ ،واﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻴﺘﻠﻘــف ﻤــن ﻜــل طــرف ﻫــذﻩ اﻷدﻝــﺔ ﺜــم
ﻴــرﺠﺢ ﺒﻴﻨﻬــﺎ وﻴﺒﻨــﻲ ﻗﻨﺎﻋﺘــﻪ وﻓــق ﻤــﺎ ﻗدﻤــﻪ اﻝﺨــﺼوم ﻤــن أدﻝــﺔ دون أن ﻴــﺴﺎﻫم ﻫــو
ﺒدور ﻓﻲ ﺘﻘدﻴم دﻝﻴل ﻝم ﻴﻘدﻤﻪ اﻝﺨﺼوم.
ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤـﻪ اﻝﺸﺨـﺼﻲ
ﻓﺎﻝﻘﺎﻀﻲ ﻻ ﻴﻘﻀﻲ ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﻤﻌروﻀﺔ أﻤﺎﻤﻪ ً
ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻘدﻤﻪ اﻝﺨﺼوم ﻤن أدﻝﺔ وﻻ ﻴﻌﺘﺒر ﻤن ﻗﺒﻴل ﻋﻠﻤﻪ
ٕواﻨﻤﺎ ﻴﺼدر ﺤﻜﻤﻪ ً
اﻝﺸﺨــﺼﻲ اﻝﻌﻠــم اﻝــذي ﻴﻌﻠﻤــﻪ اﻝﻜﺎﻓــﺔ ﺒﺨــﺼوص واﻗﻌــﺔ ﻓــﻲ اﻝــدﻋوى ﻓــﺈذا اﺴــﺘﻨد إﻝــﻰ
ﻫذﻩ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﻻ ﻴﻌﺘﺒر أﻨﻪ ﻗد ﻗﻀﻰ ﺒﻌﻠﻤﻪ اﻝﺸﺨﺼﻲ.
وﻗ ــد أورد اﻝﻤ ــﺸرع اﺴ ــﺘﺜﻨﺎءات ﻗﻠﻴﻠ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻗﺎﻋ ــدة ﺤﻴ ــﺎد اﻝﻘﺎﻀ ــﻲ ﺴ ــﻤﺢ ﻓﻴﻬ ــﺎ
ﻝﻠﻘﺎﻀــﻲ ﻤــن ﺘﻠﻘــﺎء ﻨﻔــﺴﻪ ﺒﺎﻝﺘــدﺨل ﻓ ــﻲ ﺠﻤــﻊ اﻷدﻝــﺔ ،ﻻﺴــﺘﺠﻼء اﻝﺤﻘﻴﻘــﺔ ،وﻝﻜﻨﻬ ــﺎ
اﺴــﺘﺜﻨﺎءات ﻤﻨــﺼوص ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،ﻻ ﻴﺠــوز اﻝﻘﻴ ــﺎس ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،أو اﻝﺘوﺴــﻊ ﻓــﻲ ﺘﻔ ــﺴﻴرﻫﺎ،
وﻤﻨﻬﺎ أن ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ أن ﻴوﺠﻪ اﻝﻴﻤﻴن اﻝﻤﺘﻤﻤﺔ ﻷﺤد اﻝﺨﺼوم ،وﻝﻪ أن ﻴـﺄﻤر ﺒﺨـﻀور
اﻝﺨــﺼم ﻻﺴــﺘﺠواﺒﻪ ،وﻝــﻪ أن ﻴﻘــرر اﻻﻨﺘﻘــﺎل ﻝﻤﻌﺎﻴﻨــﺔ اﻝﻤﺘﻨــﺎزع ﻓﻴــﻪ ،وﻝــﻪ أن ﻴﺤﻜ ــم
ﺒﻨدب ﺨﺒﻴر ،وﻝﻪ أن ﻴﺄﻤر ﺒﺎﻝﺘﺤﻘﻴق ﻓﻲ اﻷﺤوال اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز اﻹﺜﺒﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻝﺒﻴﻨﺔ.
وﻤﺒ ــدأ ﺤﻴ ــﺎد اﻝﻘﺎﻀ ــﻲ ﻀ ــﻤﺎﻨﺔ ﻫﺎﻤ ــﺔ ﻝﺤﻘ ــوق اﻝﻤﺘﺨﺎﺼ ــﻤﻴن ﺤﻴ ــث ﻴﻜﻔ ــل ﻝﻜ ــل
ﻤﻨﻬﻤﺎ أن ﻴﻌﻠم ﺒﺎﻷدﻝﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘدﻤﻬﺎ ﻜل طرف ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻵﺨر ﻓﻼ ﻴﻔﺎﺠﺄ أﺤدﻫﻤﺎ
ﺒﺤﻜم ﻏﻴر ﻤﺴﺘﻨد ﻋﻠﻰ دﻝﻴل ﻝم ﻴﻌﻠﻤﻪٕ ،واﻻ ﺘﻌرض ﻫذا اﻝﺤﻜم ﻝﻠﻨﻘض.
ـﺴﺘﻨدا ﻓــﻲ ذﻝــك ﻋﻠــﻰ ﻤــﺎ
وﻫــذا اﻝﻤﺒــدأ ﻴﺤــﺘم ﻋﻠــﻰ اﻝﻘﺎﻀــﻲ أن ﻴــﺴﺒب ﺤﻜﻤــﻪ ﻤـ ً
ﻤﺒﻴﻨﺎ ﻤدى ﻗوﺘﻬﺎ وﻤﺎ أﻨﺘﺠﺘﻪ ﻓﻲ اﻝدﻋوى ﻓﺈذا ﺨـﻼل ﺤﻜﻤـﻪ ﻗدﻤﻪ اﻝﺨﺼوم ﻤن أدﻝﺔ ً
ﻤﺘﻌرﻀﺎ ﻝﻠﻨﻘض.
ً ﻤن ذﻝك ﻜﺎن
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٣٤
l^fmý]ðgÂIM
اﻝﻘﺎﻋدة -اﻹﺜﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻋﻲ:
ﺘــﻨص اﻝﻤــﺎدة ) (١ﻤــن ﻗــﺎﻨون اﻹﺜﺒــﺎت ﻋﻠــﻰ أﻨــﻪ» :ﻋﻠــﻰ اﻝــداﺌن إﺜﺒــﺎت اﻻﻝﺘـزام
وﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻴن إﺜﺒﺎت اﻝﺘﺨﻠص ﻤﻨﻪ«.
ﻫذﻩ اﻝﻤﺎدة ﺘﺒﻴن اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻓـﻲ ﺘﺤدﻴـد َﻤـن ِﻤـن اﻝﺨـﺼوم ﻓـﻲ اﻝـدﻋوى ﻴﻘـﻊ
ﻋﻠﻴﻪ ﻋبء اﻹﺜﺒـﺎت ،ﻓﺎﻝﻘﺎﻋـدة أن اﻹﺜﺒـﺎت ﻴﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻝﻤـدﻋﻲ وذﻝـك ﺘردﻴ ًـدا ﻝﻠﻤﻘوﻝـﺔ
ﺤﻘﺎ.
اﻝﺸﻬﻴرة )اﻝﺒﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤن ادﻋﻰ( أي اﻝدﻝﻴل ﻋﻠﻰ ﻤن ﻴدﻋﻲ ً
واﻝﻤدﻋﻲ اﻝﻤﻘﺼود ﺒﻪ ﻝﻴس راﻓﻊ اﻝدﻋوى ﻓﻘط ٕواﻨﻤـﺎ ﻫـو ﻜـل ﻤـن ﻴـدﻋﻲ أﻤـًار ﻋﻠـﻰ
ﺨﻼف اﻻﺼل أو اﻝظﺎﻫر ،ﺴواء ﻜﺎن ﻫو راﻓﻊ اﻝدﻋوى أو ﻤن رﻓﻌت ﻋﻠﻴﻪ اﻝدﻋوى.
ﻓﺎﻝﻘﺎﻋــدة أن ﻋــبء اﻹﺜﺒــﺎت ﻴﻨﺘﻘــل ﺒــﻴن اﻝﺨــﺼوم ﻓــﻲ اﻝــدﻋوى ،ﻓﻴﻠﻘــﻲ اﻝﻌــبء
ﺒداﻴﺔ ﻋﻠﻰ راﻓﻊ اﻝدﻋوى إذ ﻴﻠزم أن ﻴﺜﺒت ﻤﺎ ﻴدﻋﻴﻪ ﻓﺈذا ﻨﺠـﺢ اﻨﺘﻘـل ﻋـبء اﻹﺜﺒـﺎت
إﻝــﻰ اﻝﻤــدﻋﻲ ﻋﻠﻴــﻪ إذ ﻴﻠﺘــزم ﺒﺈﺜﺒــﺎت ﻋﻜــس ﻤــﺎ أﺜﺒﺘــﻪ اﻝﻤــدﻋﻲ وﻫﻜــذا ﺤﺘــﻰ ﻴﻌﺠــز
أﺤدﻫﻤﺎ ﻋن إﺜﺒﺎت ﻤﺎ ﻴدﻋﻴﻪ ﻓﻴﺨﺴر دﻋواﻩ ﻓﻤن ﻴدﻋﻲ أن ﻝﻪ ﻋﻨـد آﺨـر ﻤﺒﻠ ًﻐـﺎ ﻤـن
اﻝﻤﺎل وﺠب ﻋﻠﻰ اﻷﺨﻴر ﺴدادﻩ ،ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺜﺒت ﻤﺎ ﻴدﻋﻴﻪ ﻷﻨﻪ ﻴدﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺨﻼف
اﻷﺼل اﻝذي ﻫو ﺒراءة اﻝذﻤـﺔ ﺒـﺄن ﻴﻘـدم ﺴـﻨد اﻝـدﻴن ﻓـﺈذا ﻗدﻤـﻪ اﻨﺘﻘـل ﻋـبء اﻹﺜﺒـﺎت
إﻝــﻰ ﺨــﺼﻤﻪ اﻝــذي ﻴــﺴﺘطﻴﻊ دﺤــض ﻫــذا اﻝــدﻝﻴل ﺒــﺄن ﻴﺜﺒــت أﻨــﻪ ﻗــد ﺴــدد اﻝــدﻴن ﻋــن
طرﻴــق ﺘﻘــدﻴم ﻤﺨﺎﻝــﺼﺔ ﺒــﻪ ...وﻫﻜــذا ﺤﺘــﻰ ﻴﻌﺠــز أﺤــدﻫﻤﺎ ﻋــن إﺜﺒــﺎت ﻤــﺎ ﻴدﻋﻴــﻪ
ﻓﻴﺨﺴر دﻋواﻩ.
وﻤن ﻴدﻋﻲ أﻨﻪ ﻤﺎﻝك ﻷرض ﻓﻲ ﺤﻴﺎزة ﺸﺨص آﺨر ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺜﺒت ﻤﺎ ﻴدﻋﻴـﻪ
إذ ﻫو ﻴدﻋﻲ ﺨﻼف اﻝظﺎﻫر ﻓﺈذا ﻨﺠﺢ وﻗدم ﺴﻨد ﻤﻠﻜﻴﺘـﻪ اﻨﺘﻘـل ﻋـبء اﻹﺜﺒـﺎت إﻝـﻰ
اﻝﺤــﺎﺌز اﻝــذي ﻴﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻋﺎﺘﻘــﻪ ﻋﻨدﺌــذ إﺜﺒــﺎت أن اﻝﻤﻠﻜﻴــﺔ ﻗــد اﻨﺘﻘﻠــت إﻝﻴــﻪ ﺒــﺄي ﺴــﺒب
وﻓﻘﺎ ﻝﻠﻘﺎﻨون.
ﻤن أﺴﺒﺎب اﻝﻨﺘﻘﺎﻝﻬﺎ ً
ﻓﻤــن ﻴــدﻋﻲ ﺤﻘًــﺎ ﻋﻠﻴــﻪ أن ﻴﺜﺒــت اﻝﻌﻨﺎﺼــر اﻝﻼزﻤــﺔ ﻝﻘﻴــﺎم ﻫــذا اﻝﺤــق ﻝﻜﻨــﻪ ﻻ
ﻴﻜﻠف ﺒﻐﺜﺒﺎت ﻜﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺼر اﻝﺤق ٕواﻨﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﻓـﻲ اﻝﺒداﻴـﺔ إﺜﺒـﺎت ﻤـﺼدر
٢٣٥ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺤﻘﻪ ﻓﺈذا ﻨﺠﺢ اﻨﺘﻘل إﻝﻰ اﻝﻤدﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋبء إﺜﺒﺎت أن ﻫذا اﻝﺤق ﻗد اﻨﻘـﻀﻰ ﺒـﺄي
ﺴﺒب ﻤن أﺴﺒﺎب اﻨﻘﻀﺎء اﻝﺤق.
l^fmý]ئIN
اﻝوﻗﺎﺌﻊ وﻝﻴس اﻝﻘﺎﻨون ﻫﻲ ﻤﺤل اﻹﺜﺒﺎت:
ﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ:
ﺘ ــﻨص اﻝﻤ ــﺎدة ) (٢ﻤ ــن ﻗ ــﺎﻨون اﻹﺜﺒ ــﺎت ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ» :ﻴﺠ ــب أن ﺘﻜ ــون اﻝوﻗ ــﺎﺌﻊ
اﻝﻤراد إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝدﻋوى وﻤﻨﺘﺠﺔ ﻓﻴﻬﺎ وﺠﺎﺌ ًاز ﻗﺒوﻝﻬﺎ«.
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذا اﻝﻨص أن اﻝﻤدﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻴﺜﺒت اﻝواﻗﻌﺔ ﻤﺼدر ﺤﻘـﻪ وﻻ ﻴﻜﻠـف
ﺒﺈﺜﺒ ــﺎت اﻝﻨ ــﺼوص اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺤﻜ ــم ﻫ ــذا اﻝﻤ ــﺼدر ﻓﻬ ــﻲ ﺘﺘ ــرك ﻝﻠﻘﺎﻀ ــﻲ ﺒﻬ ــو
اﻝﻤﻔﺘرض أﻨﻪ ﻋﺎﻝم ﺒﻬﺎٕ ،واذا ﻝم ﻴﻜن ﻜذﻝك ﺘﻌرض ﺤﻜﻤﻪ ﻝﻠﻨﻘض.
اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻝﻴﺴت ﻤﺤﻼً ﻝﻺﺜﺒﺎت:
ﺤﻴﻨﻤ ــﺎ ﺘﻜ ــون اﻝﻨ ــﺼوص أو اﻝﻘواﻋ ــد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴ ــﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺤﻜ ــم اﻝﻨـ ـزاع ﻗﺎطﻌ ــﺔ ﻻ
ﺘﺤﺘﻤل ﺘﺄوﻴﻼً ﻓﻼ ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﺨﺼم أن ﻴﺜﺒﺘﻬﺎ ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﻓدورﻩ ﻴﻨﺼب ﻋﻠﻰ ﺘطﺒﻴق
اﻝﻨــﺼوص واﻝﻘواﻋــد اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ اﻝﻤﻨﺎﺴــﺒﺔ ﻝﺤﻜــم اﻝــدﻋوى ٕواﻻ ﺘﻌــرض ﺤﻜﻤــﻪ ﻝﻠــﻨﻘض
ﺤﻴث ﺘراﻗب ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻤوﻀوع ﻓﻲ ﺘطﺒﻴﻘﻬﺎ ﻝﻠﻘﺎﻨون.
وﻝﻜــن ﻤــن اﻝﻨﺎﺤﻴــﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻓــﺈن اﻝﺨــﺼم ﻴــﻀﻊ ﻓــﻲ ﻤــذﻜرة دﻓﺎﻋــﻪ ﻋــن طرﻴــق
ﻤﺤﺎﻤﻴــﻪ ﻤــﺎ ﻴؤﻴــد ﻤوﻗﻔــﻪ ﻤــن ﻨــﺼوص ﻗﺎﻨوﻨﻴــﺔ وأﺤﻜــﺎم ﻗــﻀﺎﺌﻴﺔ ﻻﺸــك أن اﻝﻘﺎﻀــﻲ
ﻴﻤﻜن أن ﻴﺴﺘرﺸد ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ.
أﻤﺎ إذا ﻜﺎﻨت اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻝﻨزاع ﻤﺤل ﺘﺄوﻴل وﺘﻔـﺴﻴر ﻓـﺈن ﻜـل
ﺨــﺼم ﻋــن طرﻴــق ﻤﺤﺎﻤﻴــﻪ ﻴﺤــﺎول أن ﻴﺘﺒﻨــﻰ ﻓــﻲ دﻓﺎﻋــﻪ اﻝﺘﻔــﺴﻴر اﻝــذي ﻴؤﻴــد ﻤوﻗﻔــﻪ
وﻝﻪ أن ﻴﺜﺒت أﻤﺎم اﻝﻘﺎﻀﻲ أﻨﻪ اﻝﺘﻔﺴﻴر اﻝﺼﺤﻴﺢ ﻝﻠﻘﺎﻋدة اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻝﻨزاع.
وﻝﻤــﺎ ﻜــﺎن اﻝﻌــرف ﻤــﺼدر ﻤـن ﻤــﺼﺎدر اﻝﻘــﺎﻨون ﺒﻌــد اﻝﺘــﺸرﻴﻊ ﻓــﺈن اﻝﻤــدﻋﻲ ﻻ
ﻴﻜﻠف ﺒﺈﺜﺒﺎت اﻝﻌرف اﻝذي ﻴﺤﻜم اﻝواﻗﻌﺔ ﻤﺼدر ﺤﻘﻪ ﻷﻨﻬﺎ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻗـﺎﻨون ﻴﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ
اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻋــبء اﻝﻌﻠــم ﺒــﻪ وﻝﻜــن ﺘﻴــﺴﻴ ًار ﻋﻠــﻰ اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻴﻤﻜــن ﻝﻠﻤــدﻋﻲ أن ﻴﺜﺒــت ﻝــﻪ
اﻝﻘواﻋــد اﻝﻌرﻓﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘــﺴﻨد دﻋـواﻩ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻏﻴــر ﻤﻜﺘوﺒــﺔ ﻝﻜــن اﻝﻘﺎﻀــﻲ ﻏﻴــر ﻤﻠــزم
٢٣٧ أحكام االلتزام واإلثبات
ﺒﺎﻷﺨ ــذ ﺒﻤ ــﺎ أﺜﺒﺘ ــﻪ اﻝﻤ ــدﻋﻲ وﻴ ارﻋ ــﻰ أﻨ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﺘطﺒﻴﻘ ــﻪ ﻝﻠﻌ ــرف ﻤ ارﻗ ــب ﻤ ــن ﻤﺤﻜﻤ ــﺔ
اﻝــﻨﻘض ﻓﻬ ــو ﻤــﺼدر ﻤ ــن ﻤ ــﺼﺎدر اﻝﻘــﺎﻨون وﻝ ــذﻝك إذا أﺨط ــﺄ ﻓــﻲ ﺘطﺒﻴﻘ ــﻪ ﺘﻌ ــرض
ﺤﻜﻤﻪ ﻝﻠﻨﻘض.
واﻷﻤر ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ذﻝك ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﻌﺎدة اﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻝﻴـﺴت ﻗﺎﻨوًﻨـﺎ ٕواﻨﻤـﺎ ﻫـﻲ
ﻋﻨﺼر ﻤن ﻋﻨﺎﺼر اﻻﺘﻔﺎق ﺒـﻴن اﻝﻤﺘﻌﺎﻗـدﻴن وﻝـذﻝك ﻓﻬـﻲ ﺘـدﺨل ﻓـﻲ ﻨطـﺎق اﻝواﻗﻌـﺔ
اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ وﻝذا ﻴﻠزم ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻋﻲ إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ إذا أراد أن ﻴﺴﻨد ﺒﻬـﺎ دﻋـواﻩ واﻝﻘﺎﻀـﻲ ﻏﻴـر
ﻤﻠزم ﺒﻤﻌرﻓﺘﻬﺎ إذا ﻝم ﺘﺜﺒت أﻤﺎﻤﻪ وﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺘطﺒﻴﻘﻪ ﻝﻬﺎ ﻝرﻗﺎﺒـﺔ ﻤﺤﻜﻤـﺔ اﻝـﻨﻘض
ﻤﺎدام ﻗد ﺒﻨﻰ ﺤﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﺴﺒﺎب ﺴﺎﺌﻐﺔ.
اﺴﺘﺜﻨﺎء -ﻀرورة إﺜﺒﺎت اﻝﻘﺎﻨون اﻷﺠﻨﺒﻲ:
اﺴﺘﺜﻨﺎء ﻤن ﻫذﻩ اﻝﻘﺎﻋدة ﻴﺠب ﻋﻠﻰ اﻝﻤدﻋﻲ أن ﻴﺜﺒت اﻝﻘﺎﻋـدة اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ً و
ﺘﺤﻜــم اﻝﻨ ـزاع إذا ﺘﻌﻠــق ﺒﻌﻨــﺼر أﺠﻨﺒــﻲ وﻜــﺎن اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﻤ ـراد ﺘطﺒﻴﻘــﻪ أﺠﻨﺒًﻴــﺎ ﻓﻌﻨدﺌــذ
ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــدﻋﻲ أن ﻴﺜﺒــت ﻝﻠﻘﺎﻀــﻲ أﺤﻜــﺎم ﻫــذا اﻝﻘــﺎﻨون وﻨــﺼوﺼﻪ ﻓﺎﻝﻘﺎﻀــﻲ
اﻝوطﻨﻲ ﻴﻌﺒر ﻋن اﻝﺴﻴﺎدة اﻝوطﻨﻴﺔ وﻝذا ﻫـو ﻏﻴـر ﻤﻠـزم ﺒﺎﻷﻝﻤـﺎن ﺒـﺎﻝﻘواﻨﻴن اﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ
اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻝﻌﺎﻝم وﻝذا ﻴﺘرك أﻤر إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻝﻠﺨﺼوم.
اﻝواﻗﻌﺔ ﻤﺼدر اﻝﺤق ﻫﻲ ﻤﺤل اﻹﺜﺒﺎت:
ﺤﻘﺎ ﻓـﻲ ﻤواﺠﻬـﺔ ﺸـﺨص آﺨـر ﻓﻌﻠﻴـﻪ أن ﻴﺜﺒـت ﻤـﺼدر ﻫـذا إذا ادﻋﻰ ﺸﺨص ً
ﻋﻘدا أو إرادي ﻤﻨﻔـردة أو ﻤـﺼد ًار ﻏﻴـر إرادي ﻋﻤـل
ادﻴﺎ ً
اﻝﺤق ﺴواء أﻜﺎن ﻤﺼد ًار إر ً
ﻏﻴر ﻤﺸروع أو إﺜراء ﺒﻼ ﺴﺒب أو واﻗﻌﺔ ﻤﺎدﻴﺔ ﻜﺎﻝﺤﻴﺎزة.
وﻤﺼدر اﻝﺤق ﻫو اﻝواﻗﻌـﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ أﻨـﺸﺄت اﻝﺤـق وﺘﺨﺘﻠـف طـرق إﺜﺒـﺎت
اﻝﻤﺼﺎدر اﻹرادﻴﺔ ﻋن طـرق إﺜﺒـﺎت اﻝﻤـﺼﺎدر ﻏﻴـر اﻹرادﻴـﺔ واﻝوﻗـﺎﺌﻊ اﻝﻤﺎدﻴـﺔ وﻝﻜـن
ﻴﺠﻤﻌﻬــﺎ ﺠﻤﻴ ًﻌ ــﺎ أﻨﻬ ــﺎ وﻗ ــﺎﺌﻊ ﻴﺠــب أن ﻴﺘـ ـواﻓر ﻓﻴﻬ ــﺎ ﺸ ــروط ﻤﻌﻴﻨــﺔ ﺤﺘ ــﻰ ﻴﻘﺒ ــل ﻤ ــن
اﻝﺨﺼم إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻜدﻝﻴل ﻝدﻋواﻩ ﻫذﻩ اﻝـﺸروط ﻫـﻲ أن ﺘﻜـون اﻝواﻗﻌـﺔ ﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﺎﻝـدﻋوى،
وﻤﻨﺘﺠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﺠﺎﺌز ﻗﺒوﻝﻬﺎ وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٣٨
l^fmý]цIO
ﺜﻼﺜﺔ ﻤذاﻫب ﻓﻲ ﺘﺤدﻴد طرق اﻹﺜﺒﺎت:
ﺘﻨﻘﺴم اﻝﻤذاﻫب اﻝﺘﻲ ﺘﻨظﻴم طرق اﻹﺜﺒﺎت إﻝﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤذاﻫب ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﻤذﻫب اﻷول -ﻤذﻫب اﻹﺜﺒﺎت اﻝﻤطﻠق أو اﻝﺤر:
وﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫذا اﻝﻤذﻫب ﻋدم ﺘﺤدﻴد طرﻴﻘﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻝﻠﻤدﻋﻲ ﻹﺜﺒﺎت ﻤﺎ ﻴدﻋﻴﻪ ﺒل
وﻓق ﻫذا اﻝﻤذﻫب ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤدﻋﻲ أن ﻴﺜﺒت ﻤﺎ ﻴدﻋﻴﻪ ﺒﺄﻴﺔ وﺴﻴﻠﺔ ،ﺒل أن اﻝﻘﺎﻀﻲ
وﻓق ﻫذا اﻝﻤذﻫب أن ﻴﺴﺎﻋدﻩ ﻓـﻲ إﺜﺒـﺎت ﻤـﺎ ﻴدﻋﻴـﻪ ﺒـﺄن ﻴطﻠـب ﻤﻨـﻪ إﺜﺒﺎﺘﻬـﺎ ﺒطرﻴﻘـﺔ
أو ﺒﺄﺨرى وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﻴﺘﺨﻠﻰ ﻋن ﺤﻴﺎدﻩ اﻝﻤﺒـدأ اﻝﻤﻌـروف ﻓـﻲ اﻹﺜﺒـﺎت وﻝﻠﻘﺎﻀـﻲ وﻓـق
ﻫــذا اﻝﻤﺒــدأ ﺴــﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴــﺔ ﻤطﻠﻘــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻘــدﻴر أدﻝــﺔ اﻹﺜﺒــﺎت اﻝﻤﻘدﻤــﺔ ﻤــن اﻝﻤــدﻋﻲ أو
ﻤن اﻝﺨﺼوم ﻓﻬو ﻴﺒﻨﻲ ﺤﻜﻤﻪ وﻓق ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ وﻝﻌﻤﻪ وﻤﻌﺘﻘدﻩ.
وﻫذا اﻝﻤذﻫب ﻝﻪ ﻤﻴزة أن ﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ظﻠﻪ ﻴطﺎﺒق اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ إﻝﻰ درﺠﺔ
ﻜﺒﻴرة ﻝﻜن ﻋﻴﺒﻪ ﻫو أﻨﻪ ﻴؤدي إﻝﻰ ﻋدم اﻻﺴﺘﻘرار ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت ﻷن اﻝﺨﺼوم
ﻝــن ﻴــﺴﺘطﻴﻌوا ﻤﻌرﻓــﺔ اﻷدﻝــﺔ واﻝطــرق اﻝﺘــﻲ ﺴــﺘﺜﺒت ﺤﻘــوﻗﻬم ﺤﺘــﻰ ﺼــدور اﻝﺤﻜــم
ﻜﻤﺎ أﻨﻪ ﻴؤدي إﻝﻰ ﺘﺤﻜم اﻝﻘﺎﻀﻲ إذا ﻜﺎن ﻝﻪ ﻫوى ﻓﻲ اﻝﺤﻜم ﻓﻴﻘﻀﻲ وﻓق ﻫواﻩ
ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺎﻓﻲ اﻝﺤق واﻝﻌدل.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٤٠
وﻗد أﺨذ ﺒﻬذا اﻝﻤذﻫب اﻝﻘﺎﻨون اﻷﻝﻤﺎﻨﻲ اﻝﺴوﻴﺴري واﻻﻨﺠﻠﻴزي واﻷﻤرﻴﻜﻲ وﻫو
اﻝﻤﻌﻤول ﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺌل اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ دول اﻝﻌﺎﻝم ﺤﻴـث ﻴﺒﻨـﻲ اﻝﻘﺎﻀـﻲ
اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴدﺘﻪ.
اﻝﻤذﻫب اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻤذﻫب اﻹﺜﺒﺎت اﻝﻤﻘﻴد:
وﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤذﻫب ﻴﻔرض اﻝﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ اﻝﺨﺼوم واﻝﻘﺎﻀﻲ أدﻝﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻝﻺﺜﺒﺎت
ﻓــﻼ ﻴ ــﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤ ــدﻋﻲ أن ﻴﺜﺒــت ﺤﻘ ــﻪ ﺒﻐﻴ ــر اﻝطرﻴ ــق اﻝــذي رﺴ ــﻤﻪ ﻝ ــﻪ اﻝﻘ ــﺎﻨون ،وﻻ
ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻘﺎﻀﻲ أن ﻴﺼل إﻝﻰ اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ إﻻ ﺒﺎﻝﺴﻴر ﻓﻲ ﻫذا اﻝطرﻴق.
وﻓﻲ ظل ﻫذا اﻝﻤذﻫب ﺴﻠطﺔ اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻤﻘﻴدة إزاء طرق اﻹﺜﺒﺎت ﻓﻬو ﻤﻠزم ﺒـﺄن
ﻴﻜون ﺤﻜﻤﻪ ﻓﻲ ﻀوء ﻤﺎ ﻗدﻤـﻪ اﻝﺨـﺼوم ﻤـن أدﻝـﺔ ﻴﻘـدرﻫﺎ ﻓـﻲ اﻝﺤـدود اﻝﺘـﻲ رﺴـﻤﻬﺎ
اﻝﻘــﺎﻨون ،ﻓــدورﻩ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻤــذﻫب دور ﺴــﻠﺒﻲ ﻤﺤــض ﻻ ﻴﺠــوز أن ﻴﺘــدﺨل ﻹﻜﻤــﺎل
أدﻝﺔ اﻝﺨﺼوم.
وﻤ ــن ﻤﻴـ ـزات ﻫ ــذا اﻝﻤ ــذﻫب أﻨ ــﻪ ﻴ ــؤدي إﻝ ــﻰ اﺴ ــﺘﻘرار اﻝﻤﻌ ــﺎﻤﻼت ﺒﺤﻴ ــث ﻴﻌﻠ ــم
اﻝﻤﺘﻌﺎﻤﻠون واﻝﻘﻀﺎء ﻤن ﺒداﻴﺔ اﻝدﻋوى إﻝﻰ ﻨﻬﺎﻴﺘﻬﺎ طرق اﻹﺜﺒﺎت وﻗوﺘﻬﺎ ،ﻝﻜن ﻤـن
ﻋﻴوب ﻫـذا اﻝﻤـذﻫب أن ﺤﻜـم اﻝﻘﺎﻀـﻲ ﻗـد ﻴﺠـﺎﻓﻲ اﻝﺤﻘﻴﻘـﺔ وذﻝـك ﻓـﻲ اﻝﺤـﺎﻻت اﻝﺘـﻲ
ﻴﻌﺠز ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤدﻋﻲ ﻋن إﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﺒﺎﻝطرق اﻝﺘﻲ ﺤددﻫﺎ ورﺴﻤﻬﺎ ﻝﻪ اﻝﻘﺎﻨون.
اﻝﻤذﻫب اﻝﺜﺎﻝث -اﻝﻤذﻫب اﻝﻤﺨﺘﻠط:
وﻫو اﻝﻤذﻫب اﻝذي أﺨذ ﺒﻪ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ،ﻓﻘد ﺠﻤﻊ اﻝﻤـﺸرع اﻝﻤـﺼري ﺒـﻴن
اﻝﻤــذﻫﺒﻴن ﻓــﻲ ﺘﻨظﻴﻤــﻪ ﻝطــرق اﻹﺜﺒــﺎت ،ﻓﻬــو ﻜﻤﺒــدأ أﺨــذ ﺒﺎﻝﻤــذﻫب اﻝﺤــر ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل
اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠﻨﺎﺌﻲ واﻝﻘﺎﻨون اﻝﺘﺠﺎري ،وأﺨذ اﻝﻤذﻫب اﻝﻤﻘﻴد ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ
وﻝﻜن ﺒطرﻴﻘﺔ ﻏﻴر ﻤطﻠﻘﺔ ﻓﻔﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻘـﺎﻨون اﻝﻤـدﻨﻲ ،ﺤـدد اﻝﻤـﺸرع طـرق اﻹﺜﺒـﺎت
وﻫﻲ اﻝﻜﺘﺎﺒـﺔ ،وﺸـﻬﺎدة اﻝـﺸﻬود ،واﻝﻘـراﺌن ،وﺤﺠﻴـﺔ اﻷﻤـر اﻝﻤﻘـﻀﻲ ،واﻹﻗـرار ،وﻝﻜﻨـﻪ
ﻝــم ﻴﺠﻌــل ﻫــذﻩ اﻝطــرق ﻓــﻲ ﻗوﺘﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻗــدم اﻝﻤــﺴﺎواة ﺤﻴــث ﺠﻌــل اﻝﻜﺘﺎﺒــﺔ واﻹﻗ ـرار
واﻝﻴﻤﻴن طـرق إﺜﺒـﺎت اﻝﺘـﺼرﻓﺎت اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ ،أﻤـﺎ اﻝوﻗـﺎﺌﻊ اﻝﻤﺎدﻴـﺔ ﻓﺠﻌـل طـرق إﺜﺒﺎﺘﻬـﺎ
ﻜﺎﻓﺔ طرق اﻹﺜﺒﺎت.
٢٤١ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻓﻴﻤــﺎ ﻴﺘﻌﻠــق ﺒــﺴﻠطﺔ اﻝﻘﺎﻀــﻲ اﻝﺘﻘدﻴرﻴــﺔ إزاء أدﻝــﺔ اﻹﺜﺒــﺎت ﻓﻘــد ﺠﻌــل اﻝﻤــﺸرع
ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ﺴﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻘدﻴر ﺤﺠﻴﺔ اﻝﺸﻬﺎدة واﻝﻘراﺌن وﻝﻜن اﻝﻤﺸرع ﺤدد ﺤﺠﻴـﺔ
ﻤﻠزﻤﺎ ﻝﻠﻘﺎﻀﻲ ،ﻓﻼ ﻴﻜون ﻝﻪ إزاﺌﻬﺎ ﺴﻠطﺔ ﺘﻘدﻴرﻴﺔ.
ﺘﺤدﻴدا ً
ً اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ واﻹﻗرار واﻝﻴﻤﻴن
وﺒﺎﻝﺘﺎﻝﻲ ﺠﻤﻊ اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري ﺒﻴن ﻤزاﻴﺎ اﻝﻤذﻫﺒﻴن ﻓﻲ ﺘﻨظﻴﻤﻪ طرق اﻹﺜﺒﺎت
وﻓــق اﻝﻤــذﻫب اﻝﻤﺨــﺘﻠط ﺤﻴــث ﻴﺤﻘــق ﻓــﻲ ﻫــذا ﻝﺘﻨظــﻴم ﻤﺒــدأ اﺴــﺘﻘرار اﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت ﻤــن
ﺠﻬﺔ ،واﻝﻌداﻝﺔ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﺒﺘﻘرﻴب اﻝﺤﻜم اﻝﻘﻀﺎﺌﻲ ﻤن اﻝﺤﻘﻴﻘﺔ اﻝواﻗﻌﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٤٢
] êÞ^nÖ]Ø’ËÖ
_l^{fmý]í{Ö
ﺘﻌداد:
ﻋدد اﻝﻤﺸرع اﻝﻤﺼري أدﻝﺔ إﺜﺒﺎت اﻝﻤوﻝود اﻝﻤدﻨﻴﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻨون اﻹﺜﺒـﺎت رﻗـم ٢٥
ﻝﺴﻨﺔ ،١٩٦٨ﺤﻴث ﺠﻌﻠﻬﺎ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ وﺸﻬﺎدة اﻝﺸﻬود واﻝﻘراﺌن وﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻝﻤﻘﻀﻲ
واﻷﻗرار ،وﺴوف ﻨﺒﻴن ﻓﻲ إﻴﺠﺎز أﺤﻜﺎم ﻜل دﻝﻴل ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
أوﻻً -اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ:
ﺘﻨﻘﺴم اﻷدﻝﺔ اﻝﻜﺘﺎﺒﻴﺔ إﻝﻰ ﻨوﻋﻴن :اﻝﻤﺤررات اﻝرﺴﻤﻴﺔ ،واﻝﻤﺤررات اﻝﻌرﻓﻴﺔ.
) (١اﻝﻤﺤرر اﻝرﺴﻤﻲ:
ﺘﻌرﻴﻔ ــﻪ :اﻝﻤﺤ ــررات اﻝرﺴ ــﻤﻴﺔ ﻫ ــﻲ اﻝﺘ ــﻲ ﻴﺜﺒ ــت ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻤوظ ــف ﻋ ــﺎم أو ﺸ ــﺨص
ﻤﻜﻠ ــف ﺒﺨدﻤ ــﺔ ﻋﺎﻤ ــﺔ ﻤ ــﺎﺘم ﻋﻠ ــﻰ ﻴدﻴ ــﻪ أو ﻤ ــﺎ ﺘﻠﻘ ــﺎﻩ ﻤ ــن ذوي اﻝ ــﺸﺄن ،وذﻝ ــك طﺒﻘً ــﺎ
ﻝﻸوﻀﺎع اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ وﻓﻲ ﺤد ود ﺴﻠطﺘﻪ واﺨﺘﺼﺎﺼﻪ.
ﻓﺈذا ﻝم ﺘﻜﺴب ﻫذﻩ اﻝﻤﺤررات ﺼﻔﺔ رﺴﻤﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻴﻜون ﻝﻬﺎ إﻻ ﻗﻴﻤﺔ اﻝﻤﺤـررات
اﻝﻌرﻓﻴــﺔ ﻤﺘــﻰ ﻜــﺎن ذوو اﻝــﺸﺄن ﻗــد وﻗﻌوﻫــﺎ ﺒﺈﻤــﻀﺎءاﺘﻬم أو ﺒﺄﺨﺘــﺎﻤﻬم أو ﺒﺒــﺼﻤﺎت
أﺼﺎﺒﻌﻬم )ﻤﺎدة ١٠ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﺤﺠﻴﺔ اﻝورﻗﺔ اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺜﺒﺎت:
دون ﻓﻴﻬــﺎ ﻤــن أﻤــور ﻗــﺎم ﺒﻬــﺎ
اﻝﻤﺤــررات اﻝرﺴــﻤﻴﺔ ﺤﺠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻝﻨــﺎس ﻜﺎﻓــﺔ ﺒﻤــﺎ ّ
ﻤﺤررﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺤ ــدود ﻤﻬﻤﺘ ــﻪ أو وﻗﻌ ــت ﻤ ــن ذوي اﻝ ــﺸﺄن ﻓ ــﻲ ﺤ ــﻀورﻩ ﻤ ــﺎﻝم ﻴﺘﺒ ــﻴن
ﻗﺎﻨوﻨﺎ )ﻤﺎدة ١١ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﺘزوﻴرﻫﺎ ﺒﺎﻝطرق اﻝﻤﻘررة ً
ﺼور اﻷوراق اﻝرﺴﻤﻴﺔ:
ﺤﺠﻴﺔ اﻷوراق اﻝرﺴﻤﻴﺔ ﺘﺜﺒت ﻝﻨﺴﺨﺘﻬﺎ اﻷﺼﻠﻴﺔ ،أﻤﺎ ﺼـورﻫﺎ ﻓﺘﺨﺘﻠـف ﺤﺠﻴﺘﻬـﺎ
ﻤوﺠودا أم ﻏﻴر ﻤوﺠود.
ً ﺤﺴب ﻤﺎ إذا ﻜﺎن أﺼل اﻝﻤﺤرر
٢٤٣ أحكام االلتزام واإلثبات
وﻤن اﺤﺘﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﺤرر ﻋرﻓﻲ وﻨﺎﻗش ﻤوﻀوﻋﻪ ،ﻻ ﻴﻘﺒل ﻤﻨـﻪ إﻨﻜـﺎر ااﻝﺨـط
أو اﻹﻤﻀﺎء أو اﻝﺨﺘم أو ﺒﺼﻤﺔ اﻹﺼﺒﻊ )ﻤﺎدة ١٤ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
-٢اﻝدﻓﺎﺘر اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ:
دﻓﺎﺘر اﻝﺘﺠﺎر ﻻ ﺘﻜون ﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴر اﻝﺘﺠﺎر ،ﻏﻴر أن اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﺜﺒﺘﺔ ﻓﻴﻬـﺎ
ﻋﻤــﺎ وردﻩ اﻝﺘﺠــﺎر ﺘــﺼﻠﺢ أﺴﺎ ًﺴــﺎ ﻴﺠﻴــز ﻝﻠﻘﺎﻀــﻲ أن ﻴوﺠــﻪ اﻝﻴﻤــﻴن اﻝﻤﺘﻤﻤــﺔ إﻝــﻰ اي
ﻤن اﻝطرﻓﻴن وذﻝك ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺠوز إﺜﺒﺎﺘﻪ ﺒﺎﻝﺒﻴﻨﺔ.
وﺘﻜـون دﻓــﺎﺘر اﻝﺘﺠــﺎر ﺤﺠـﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــؤﻻء اﻝﺘﺠــﺎر ،وﻝﻜـن إذا ﻜﺎﻨــت ﻫــذﻩ اﻝــدﻓﺎﺘر
ﻤﻨﺘظﻤــﺔ ﻓــﻼ ﻴﺠــوز ﻝﻤــن ﻴرﻴــد أن ﻴــﺴﺘﺨﻠص ﻤﻨﻬــﺎ دﻝــﻴﻼً ﻝﻨﻔــﺴﻪ أن ﻴﺠــزى ﻋﻤــﺎ ورد
ﻤﻨﺎﻗﻀﺎ ﻝدﻋواﻩ )ﻤﺎدة ١٧ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(. ً ﻓﻴﻬﺎ وﻴﺴﺘﺒﻌد ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻜﺎن
-٣اﻝدﻓﺎﺘر واﻷوراق اﻝﻤﻨزﻝﻴﺔ:
ﻻ ﺘﻜـ ــون اﻝـ ــدﻓﺎﺘر واﻷوراق اﻝﻤﻨزﻝﻴـ ــﺔ ﺤﺠـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻤـ ــن ﺼـ ــدرت ﻤﻨـ ــﻪ إﻻ ﻓـ ــﻲ
اﻝﺤﺎﻝﺘﻴن اﻵﺘﻴﺘﻴن:
دﻴﻨﺎ.
أ -إذا ذﻜر ﻓﻴﻬﺎ ﺼراﺤﺔ أﻨﻪ اﺴﺘوﻓﻰ ً
ب -إذا ذﻜر ﺼراﺤﺔ أﻨﻪ ﻗﺼد ﺒﻤﺎ دوﻨﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷوراق أن ﺘﻘوم ﻤﻘﺎم اﻝـﺴﻨد
ﺤﻘﺎ ﻝﻤﺼﻠﺤﺘﻪ )ﻤﺎدة ١٨ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﻝﻤن أﺜﺒت ً
-٤اﻝﺘﺄﺸﻴر ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻨد:
اﻝﺘﺄﺸﻴر ﻋﻠﻰ ﺴﻨد ﺒﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎد ﻤﻨﻪ ﺒراءة ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻝداﺌن إﻝﻰ أن
ﻴﺜﺒــت اﻝﻌﻜــس ،وﻝــو ﻝــم ﻴﻜــن اﻝﺘﺄﺸــﻴر ﻤوﻗ ًﻌــﺎ ﻤﻨــﻪ ﻤــﺎدام اﻝــﺴﻨد ﻝــم ﻴﺨــرج ﻗــط ﻤــن
ﺤﻴﺎزﺘــﻪ ،وﻜــذﻝك ﻴﻜــون اﻝﺤﻜــم إذا أﺜﺒــت اﻝــداﺌن ﺒﺨطــﺔ دون ﺘوﻗﻴــﻊ ﻤــﺎ ﻴــﺴﺘﻔﺎد ﻤﻨــﻪ
ﺒراءة ذﻤﺔ اﻝﻤدﻴن ﻓﻲ ﻨﺴﺨﺔ أﺼﻠﻴﺔ أﺨـرى ﻝﻠـﺴﻨد أو ﻓـﻲ ﻤﺨﺎﻝـﺼﺔ ،وﻜﺎﻨـت اﻝﻨـﺴﺨﺔ
أو اﻝﻤﺨﺎﻝﺼﺔ ﻓﻲ ﻴد اﻝﻤدﻴن )ﻤﺎدة ١٩ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﺘﺠب ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ﻝﻺﺜﺒﺎت:
ﻫﻨﺎك ﺤﺎﻻت ﺨﺎﺼﺔ ﻴوﺠب ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﻤـﺸرع اﻝﻜﺘﺎﺒـﺔ ﻝﻺﺜﺒـﺎت ﻤﺜـل ﺤﺎﻝـﺔ اﻝﻤـوطن
اﻝﻤﺨﺘﺎر ،وﻋﻘد اﻝﺸرﻜﺔ ،وﻋﻘد اﻝﺼﻠﺢ ،وﻋﻘد اﻝﻜﻔﺎﻝﺔ ،واﻝوﺼﻴﺔ.
وﻜذﻝك اﻝﺘﺼرﻓﺎت اﻝﺸﻜﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﺴﺘﻠزم ﻓﻴﻬﺎ اﻝﻤﺸرع اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ﻝﻼﻨﻌﻘـﺎد ﻻ ﻴﺠـوز
أن ﺘﺜﺒت ﻤن ﺒﺎب أوﻝﻰ إﻻ ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٤٦
ﻓ ــﻲ ﻏﻴ ــر ﻫ ــذﻩ اﻝﺤ ــﺎﻻت ﻨ ــص اﻝﻤ ــﺸرع ﻋﻠ ــﻰ ﻗﺎﻋ ــدﺘﻴن ﻴﺠ ــب ﻓﻴﻬﻤ ــﺎ اﻹﺜﺒ ــﺎت
ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒﺔ وذﻝك ﻋﻠﻰ اﻝﻨﺤو اﻝﺘﺎﻝﻲ:
اﻝﻘﺎﻋدة اﻷوﻝﻰ :وﺠوب اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ إﺜﺒﺎت ﻤﺎ ﺘزﻴد ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ أﻝف ﺠﻨﻴﻪ:
ﻓﻲ ﻏﻴر اﻝﻤواد اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ إذا ﻜﺎن اﻝﺘﺼرف اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﺘزﻴـد ﻗﻴﻤﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝـف ﺠﻨﻴـﻪ
أو ﻜﺎن ﻏﻴـر ﻤﺤـدد اﻝﻘﻴﻤـﺔ ،ﻓـﻼ ﻴﺠـوز ﺸـﻬﺎدة اﻝـﺸﻬود ﻓـﻲ إﺜﺒـﺎت وﺠـودﻩ أو اﻨﻘـﻀﺎﺌﻪ
ﻤﺎ ﻝم ﻴوﺠد اﺘﻔﺎق أو ﻨص ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴر ذﻝك )ﻤﺎدة ٦٠ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
اﻝﻘﺎﻋدة اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ :وﺠوب اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ إﺜﺒﺎت ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻝف أو ﻴﺠﺎوز اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ:
ﻻ ﻴﺠــوز اﻹﺜﺒــﺎت ﺒــﺸﻬﺎدة اﻝــﺸﻬود وﻝــو ﻝــم ﺘــزد اﻝﻘﻴﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻝــف ﺠﻨﻴــﻪ ،ﻓﻴﻤــﺎ
ﻴﺨــﺎﻝف أو ﻴﺠــﺎوز ﻤــﺎ اﺸــﺘﻤل ﻋﻠﻴــﻪ دﻝﻴــل ﻜﺘــﺎﺒﻲ ،وﻝﻜــن ﻴﺠــب إﺜﺒــﺎت ذﻝــك ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒــﺔ
)ﻤﺎدة ٦١ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﺜﺎﻨﻴﺎ -ﺸﻬﺎدة اﻝﺸﻬود:
ً
ﺘﻌرﻴـــف :ﻴﻘــﺼد ﺒــﺸﻬﺎدة اﻝــﺸﻬود إﺨﺒــﺎر ﺸــﺨص ﻓــﻲ ﻤﺠﻠــس اﻝﻘــﻀﺎء ﺒواﻗﻌــﺔ
ﺼدرت ﻤن ﺸﺨص ﻏﻴرﻩ ﻴﺘرﺘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤق ﻝﻐﻴر اﻝﺸﺎﻫد.
وﺘﻌﺘﺒــر ﺸــﻬﺎدة اﻝــﺸﻬود ﻤــن اﻷدﻝــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﺘــرك ﺘﻘــدﻴرﻫﺎ ﻝﻠﻘﺎﻀــﻲ وذﻝــك ﻋﻠــﻰ
ﺨﻼف اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ وﻻ رﻗﺎﺒﺔ ﻓﻲ ذﻝك ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝﻨﻘض.
اﻝﺤﺎﻻت اﻝﺘﻲ ﻴﺠوز ﻓﻴﻬﺎ اﻹﺜﺒﺎت ﺒﺸﻬﺎدة اﻝﺸﻬود:
ﻴﺠوز اﻹﺜﺒﺎت ﺒﺸﻬﺎدة اﻝﺸﻬود ﻓﻲ اﻷﺤوال اﻵﺘﻴﺔ:
) (١اﻝوﻗﺎﺌﻊ اﻝﻤﺎدﻴﺔ.
) (٢ﻤﺒدأ اﻝﺜﺒوت ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒﺔ.
ﺤﻴــث ﻴﺠــوز اﻹﺜﺒــﺎت ﺒــﺸﻬﺎدة اﻝــﺸﻬود ﻓﻴﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻴﺠــب إﺜﺒﺎﺘــﻪ ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒــﺔ إذا وﺠــد
ﻤﺒدأ ﺜﺒوت اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ.
وﻜــل ﻜﺘﺎﺒــﺔ ﺘــﺼدر ﻤــن اﻝﺨــﺼم وﻴﻜــون ﻤــن ﺸــﺄﻨﻬﺎ أن ﺘﺠﻌــل وﺠــود اﻝﺘــﺼرف
اﻝﻤدﻋﻲ ﻗرﻴب اﻻﺤﺘﻤﺎل ﺘﻌﺘﺒر ﻤﺒدأ ﺜﺒوت ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒﺔ )ﻤﺎدة ٦٢ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
٢٤٧ أحكام االلتزام واإلثبات
) (٣ﻜﻤــﺎ ﻴﺠــوز اﻹﺜﺒــﺎت ﺒــﺸﻬﺎدة اﻝــﺸﻬود ﻓﻴﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻴﺠــب إﺜﺒﺎﺘــﻪ ﺒﺎﻝﻜﺘﺎﺒــﺔ ﻓــﻲ
ﺤﺎﻝﺘﻴن ﻫﻤﺎ:
أ -إذا وﺠد ﻤﺎﻨﻊ ﻤﺎدي أو أدﺒﻲ ﻴﺤول دون اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ دﻝﻴل ﻜﺘﺎﺒﻲ.
ب -إذا ﻓﻘــد اﻝــداﺌن ﺴــﻨدﻩ اﻝﻜﺘــﺎﺒﻲ ﺒــﺴﺒب أﺠﻨﺒــﻲ ﻻ ﻴــد ﻝــﻪ ﻓﻴــﻪ )ﻤــﺎدة ٦٣ﻤــن
ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﺜﺎﻝﺜﺎ -اﻝﻘــــراﺌن:
ً
ﺘﻌرﻴف :اﻝﻘرﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻨﺒطﻪ اﻝﻤﺸرع أو اﻝﻘﺎﻀـﻲ ﻤـن أﻤـر ﻤؤﻜـد اﻝﺤـدوث
ﻝﻠدﻻﻝﺔ ﻋﻠﻰ أﻤر ﻤﺸﻜوك ﻓﻲ ﺤدوﺜـﻪ ،واﻝﻘـراﺌن ﻨوﻋـﺎن :ﻗﺎﻨوﻨﻴـﺔ ،وﻗـﻀﺎﺌﻴﺔ .اﻷوﻝـﻰ
ﻴﺴﺘﺨﻠﺼﻬﺎ اﻝﻤﺸرع ﻓﻲ ﻨﺼوﺼﻪ ،واﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ﻴﺴﺘﺨﻠﺼﻬﺎ اﻝﻘﺎﻀﻲ ﻤن وﻗﺎﺌﻊ اﻝدﻋوى.
ﺤﺠﻴﺔ اﻝﻘرﻴﻨﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ:
اﻝﻘرﻴﻨﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ ﺘﻐﻨـﻲ ﻤـن ﻗـررت ﻝﻤـﺼﻠﺤﺘﻪ ﻋـن أﻴـﺔ طرﻴﻘـﺔ أﺨـرى ﻤـن طـرق
اﻹﺜﺒ ــﺎت ،ﻋﻠ ــﻰ أﻨ ــﻪ ﻴﺠ ــوز ﻨﻘ ــض ﻫ ــذﻩ اﻝﻘرﻴﻨ ــﺔ ﺒﺎﻝ ــدﻝﻴل اﻝﻌﻜ ــﺴﻲ ﻤ ــﺎﻝم ﻴوﺠ ــد ﻨ ــص
ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻐﻴر ذﻝك )ﻤﺎدة ٩٩ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﺤﺠﻴﺔ اﻝﻘرﻴﻨﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ:
ﻴﺘرك ﻝﺘﻘدﻴر اﻝﻘﺎﻀﻲ اﺴﺘﻨﺒﺎط ﻜل ﻗرﻴﻨﺔ ﻝم ﻴﻘررﻫﺎ اﻝﻘﺎﻨون ،وﻻ ﻴﺠـوز اﻹﺜﺒـﺎت
ﺒﻬذﻩ اﻝﻘراﺌن إﻻ ﻓﻲ اﻷﺤوال اﻝﺘﻲ ﻴﺠـوز ﻓﻴﻬـﺎ اﻹﺜﺒـﺎت ﺒـﺸﻬﺎدة اﻝـﺸﻬود )ﻤـﺎدة ١٠٠
ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
اﺒﻌﺎ -ﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻝﻤﻘﻀﻲ:
رً
ﺘﻌرﻴف :ﺤﺠﻴﺔ اﻷﻤر اﻝﻤﻘﻀﻲ ﻫﻲ ﺤﺠﻴﺔ اﻷﺤﻜﺎم اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
طﺒﻴﻌﺘﻬــﺎ :اﻷﺤﻜـﺎم اﻝﺘــﻲ ﺤــﺎزت ﻗـوة اﻷﻤــر اﻝﻤﻘــﻀﻲ ﺘﻜـون ﺤﺠــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ ﻓــﺼﻠت
ﻓﻴــﻪ ﻤــن اﻝﺤﻘــوق ،وﻻ ﻴﺠــوز ﻗﺒــول دﻝﻴــل ﻴــﻨﻘض ﻫـذﻩ اﻝﺤﺠﻴــﺔ ،وﻝﻜــن ﻻ ﺘﻜــون ﻝﺘﻠــك
اﻷﺤﻜﺎم ﻫذﻩ اﻝﺤﺠﻴﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻨزاع ﻗﺎم ﺒﻴن اﻝﺨﺼوم أﻨﻔﺴﻬم دون أن ﺘﺘﻐﻴر ﺼﻔﺎﺘﻬم
وﺴﺒﺒﺎ ،وﺘﻘـﻀﻲ اﻝﻤﺤﻜﻤـﺔ ﺒﻬـذﻩ اﻝﺤﺠﻴـﺔ ﻤـن ﺘﻠﻘـﺎء ﻨﻔـﺴﻬﺎ وﺘﺘﻌﻠق ﺒذات اﻝﺤق ﻤﺠﻼً ً
)ﻤﺎدة ١٠١ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٤٨
ﺨﺎﻤﺴﺎ -اﻹﻗـــــــرار:
ً
ﺘﻌرﻴف :اﻹﻗرار ﻫو اﻋﺘراف اﻝﺨﺼم أﻤﺎم اﻝﻘﻀﺎء ﺒواﻗﻌﺔ ﻗﺎﻨوﻨﻴﺔ ﻤدﻋﻰ ﺒﻬـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ
وذﻝك أﺜﻨﺎء اﻝﺴﻴر ﻓﻲ اﻝدﻋوى اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬذﻩ اﻝواﻗﻌﺔ )ﻤﺎدة ١٠٣ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
ﺤﺠﻴﺔ اﻹﻗـــرار:
اﻹﻗـ ـرار ﺤﺠ ــﺔ ﻗﺎطﻌ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤﻘ ــر ،وﻻ ﻴﺘﺠـ ـ أز اﻹﻗـ ـرار ﻋﻠ ــﻰ ﺼ ــﺎﺤﺒﻪ إﻻ إذا
اﻨــﺼب ﻋﻠــﻰ وﻗــﺎﺌﻊ ﻤﺘﻌــددة وﻜــﺎن وﺠــود واﻗﻌــﺔ ﻤﻨﻬــﺎ ﻻ ﻴــﺴﺘﻠزم ﺤﺘ ًﻤــﺎ وﺠــودﻩ ﻓــﻲ
اﻝوﻗﺎﺌﻊ اﻷﺨرى )ﻤﺎدة ١٠٤ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺜﺒﺎت(.
٢٤٩ أحكام االلتزام واإلثبات
‹Ú^¤]h^fÖ]“~×Ú
ﻴﻌــﺎﻝﺞ ﻫــذا اﻝﺒــﺎب اﻹﺜﺒــﺎت ﻓــﻲ اﻝﻤ ـواد اﻝﻤدﻨﻴــﺔ وﻗــد ﺘﻨﺎوﻝﻨــﺎ ﻫــذا اﻝﻤوﻀــوع ﻓــﻲ
ﻓﺼﻠﻴن اﻷول ﻋﺎﻝﺠﻨﺎ ﻓﻴﻪ اﻝﻤﺒﺎديء اﻝﻌﺎﻤﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم اﻹﺜﺒﺎت وﺘﻨﺎوﻝﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻤن ﻴﻘﻊ
ﻋﻠﻴﻪ ﻋبء اﻹﺜﺒﺎت ﺜم ﺒﻴﻨﺎ ﻤﺤل اﻹﺜﺒـﺎت وأﺨﻴـ ًار أوﻀـﺤﻨﺎ اﻝﻤـذاﻫب اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ اﻝﺘـﻲ
ﺘﻨظم طرق اﻹﺜﺒﺎت ،ﺜم ﺒﻴﻨﺎ ﻓﻲ اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ أدﻝﺔ اﻹﺜﺒﺎت ﻓﻲ اﻝﻤواد اﻝﻤدﻨﻴﺔ.
أحكام االلتزام واإلثبات ٢٥٠
_ ‹Ú^¤]h^fÖ]î×Âí×ò‰
٩٣٧٤
رقم اإليـداع :
٢٠١٣
I.S.B.N : 978-977-403-590-7