Professional Documents
Culture Documents
Document (2
Document (2
المبحث األول
المصادر الرسمية للقانون اإلداري :
المطلب األول
الدستور
يعتبر الدستور أو كما يسمى كذلك " بالتشريع األساسي " من بين المصادر الرسمية
للقانون اإلداري ،نتيجة لما يحتويه من قواعد ومبادئ متعلقة بتنظيم السلطات المختلفة في
الدولة واختصاصات كل منها .وقد احتوى دستور 1996المعدل على العديد من المواد
التي تحكم تنظیم وتسيير اإلدارة العامة ،ومن ضمنها المادتين 91و 101التي تحدد
صالحيات رئيس الجمهورية ،المادة 87والتي تحدد صالحيات الوزير األول ،المادة 16
التي تتعلق بالجماعة اإلقليمية ،المواد من 32إلى 73والتي تتعلق بحقوق وحريات
المواطنين ،المواد من 24إلى 23والمتعلقة هي األخرى بواجبات األفراد .کما کرس في
بعض مواده بعض المبادئ األساسية لتنظيم اإلدارة المحلية كمبدأ الالمركزية ،مبدأ الفصل
بين السلطات اإلدارية والقضائية ،ومبدأ المشروعية .
المطلب الثاني
التشريع العادي القانون
القانون أو كما يسمى " بالتشريع العادي " ،هو مجموعة من القواعد القانونية التي
تقوما بوضعها السلطة التشريعية طبقا ألحكام الدستور ،والتي تنصب على موضوع من
موضوعات القانون اإلداري .ويعتبر القانون المصدر العادي للقانون اإلداري ،بل أنه
يشكل المصدر األول من حيث الكم ،فالجريدة الرسمية الجزائرية تكاد تكون جريدة القانون
اإلداري ،کونه يلعب دورا هاما في تنظيم اإلدارة
المطلب الثالث
التشريع الفرعي
اللوائح أو القرارات اإلدارية التنظيمية أو األنظمة
تعرف األنظمة بأنها القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التنفيذية على اختالف
مستوياتها ،وهي تقوم بوظيفتها اإلدارية ،ويطلق عليها في بعض التشريعات " باألنظمة "
،وفي بعضها اآلخر " اللوائح أو القرارات اإلدارية التنظيمية « ،أما في القانون الجزائري
فإنها تعرف باسم التشريع الفرعي أو التنظيم .وترجع أهمية األنظمة -كمصدر من مصادر
القانون اإلداري -کونها وسيلة هامة في يد السلطة اإلدارية لممارسة النشاط اإلداري وتلبية
وتغطية متطلبات الحياة اإلدارية ،وتنقسم اللوائح اإلدارية أو األنظمة إلى األنواع التالية :
أوال :اللوائح التنظيمية المستقلة أو المراسيم رمان داد این و هي لوائح تصدر في شكل
مراسيم رئاسية من قبل رئيس الجمهورية خارج المجال التشريعي بشقيه الواردة في المادة
140و 141من دستور . 1996وتسمى هذه اللوائح بالمستقلة ألنها ال تستند في وجودها
للتشريع بل يصدرها رئيس الدولة استنادا إلى الدستور مباشرة ،وقد أشارت الفقرة األولى
من المادة 143من دستور 1996المعدل ،إلى هذه اللوائح حيث جاء فيها ما يلي "
يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون " .ثانيا :
اللوائح التنفيذية أو القرارات وهذا النوع من اللوائح يصدر عن السلطات التالية :
:الوزير ،أو عدة وزراء :الوالي رئيس المجلس الشعبي البلدي أو رئيس المندوبية
التنفيذية .رئيس المؤسسة العمومية اإلدارية .
المبحث الثاني
المصادر الغير رسمية للقانون اإلداري
المطلب األول :
العرف اإلداري يعد العرف اإلداري مصدرا غیر مکتوب من مصادر القانون اإلداري،
ويقصد به سیر اإلدارة على نمط معين في أداء عملها وبشكل منتظم ومستمر ،بحيث يسود
االعتقاد لدى اإلدارة واألفراد بأن هذا السلوك أصبح ملزما ،كما يرى البعض أن العرف
اإلداري ،هو اطراد السلطة اإلدارية في العمل بقاعدة معينة لمدة زمنية معقولة وطويلة مع
االعتقاد بالزامية هذه القاعدة ووجوب احترامها من طرف كل من السلطة اإلدارية
واألفراد .ويتكون العرف اإلداري كغيره من األعراف في فروع القوانين األخرى من ركن
مادي و آخر المعنوي ,وهمارکنان أساسيان يكونان قاعدة قانونية جديدة تسمى من أجل
ذلك " قاعدة عرفية " .
الركن المادي :
يعني الركن المادي للعرف اإلداري ،اعتياد اإلدارة سلوك أو نشاط معين ،و غالبا ما یکون
هذا االعتياد إيجابيا متمثل في ممارسة اإلدارة التصرف معین يكون سلبيا في حال امتناعها
عن القيام بإجراء أو عمل ما ويشترط أن يتم إتباعه بصورة متكررة بانتظام بدون انقطاع
ولمدة زمنية طويلة و معقولة ،تكفي من جانبها ومن جانب األفراد لالقتناع بوجوب
احترامه ،حتى يصبح قاعدة قانونية إدارية ،ويكون المصدر الرسوبي لمثل هذه القاعدة
عندئذ هو العرف اإلداري ،وعليه فإذا كانت اإلدارة تتبع إجراء معينا من حين آلخر تأخذ
به تارة وتترکه تارة أخرى ،فإنه ال يمكن القول بتوفر الركن المادي .
الركن المعنوي : يقصد بالركن المعنوي للعرف اإلداري ،أن يجري اال االعتقاد لدى
اإلدارة وهي تتبع سلوكا معينا أنها ملزمة باتباعه وأن االبتعاد عنه يعرضها للمسؤولية
ويجعل عملها معيبا من حيث المشروعية ،بحيث تلتزم باحترام القاعدة القانونية وال يجوز
مخالفتها وإال تعرض من يخالتها للجزاء ،وهكذا يسود احترام العرف من طرف السلطة
اإلدارية واألفراد ويصبح العرف اإلداري يشكل مصدرا من مصادر القانون اإلداري ،
ومصدرا من مصادر مبدأ الشرعية في الدولة أي قاعدة قانونية إلزامية ،وكذلك ال يتوفر
هذا االعتقاد الملزم لدى اإلدارة إذا كان العمال الذي جرت عليه ال يعدو أن يكون مجرد
رخصة تترخص بها ،إذ أن تكرار استعمال اإلدارة لختة معينة منحها إياها المشرع ال يولد
قاعدة عرفية تلتزم بها اإلدارة -وعليه ،يتضح لنا مما سبق أن العرف اإلداري لكي يصبح
ملزما لإلدارة ،يجب أن یکون عاما ،وأن تطبقه االدارة بصفة دائمة و صورة منتظمة ،
وأن ال يكون العرف قد نشأ مخالفا لنص قائم ،ذلك أن القضاء اإلداري ال يعترف للعرف
اإلداري إال بمرتبة تلسی التشريع ،وبالتالي ال يجوز أن يخالف العرف اإلداري نصا قائما
سواء كان هذا النص دستوريا أو تشريعيا أو النحيا وفي األخير ،يمكن اإلشارة على أنه
بالرغم من اعتبار العرف اإلداري أحد المصادر الرسمية للقانون ،إال أن أهميته محدودة
في الوقت الحاضر مقارنة مع أهمية التشريع والقضاء اإلداريين ،وذلك راجع إلى تعاظم
دور التشريع اإلداري كمصدر للقانون اإلداري وتعاظم الدور الذي يلعبه القضاء اإلداري
في ابتداع الكثير من المبادئ التيتحكم الكثير من موضوعات القانون اإلداري ،ويضاف
إليها افتقار القاعدة العرفية في كثير من األحيان إلى عنصر الدقة والوضوح ،وبالتالي
يصعب التحقق من وجودها ،و تاریخ نفاذها وبقاء حكمها ،كما هو الحال في قواعد
التشريع اإلداري .
المطلب الثاني
الفقه :
يقصد بالفقه في مجال القانون بشكل عام ،مجموعة اآلراء والمبادئ التي تستنبط بالطرق
العلمية بواسطة علماء القانون ،كأساتذة القانون في الجامعات ،قضاة ،محامين ،والتي
تصدر في شكل مؤلفات أو فتاوی أو تعليقات أو مقاالت أو أبحاث ،أو في شكل شرح
للنصوص القانونية القائمة و تفسير الغامض منها أو نقدها
ويضطلع الفقه اإلداري بدور هام في إبراز النظريات والمبادئ العامة التي تحكم
موضوعات القانون اإلداري ،ففي مجال التشريع اإلداري يقوم الفقه اإلداري بدور هام من
خالل شرح النصوص التي تحكم موضوعات القانون اإلداري المتعددة والمتنوعة وتحديد
مفهومها وتوضيح شروط تطبيقها والتنبيه إلى الصعوبات التي تبرز عند التطبيق ،كما يقوم
القانون اإلداري بتفسير نصوص التشريعات اإلدارية عندما يشوبها غموض وكذلك مقارنة
التشريعات مع نظائرها في الدول األخرى لكي يصل إلى أفضل الحلول المالئمة .أما في
مجال القضاء اإلداري ،يقوم الفقه اإلداري بدور هام أيضا ،من خالل دراسته وعرضه
لألحكام التي يصدرها القضاء اإلداري لتحليلها والكشف عن مضمونها .ولكن على الرغم
من أهمية العمل الفقهي في مجال القانون اإلداري ،فإنه ال يمكن أن يتعدى كونه مجرد
اجتهاد شخصي يقوم به صاحبه متطوعا ،ليس له أية قوة إلزامية فلهذا فإنه ال يعتبر
مصدرا رسميا للقانون اإلداري ،وإنما هو مجرد مصدر تفسیري .
المطلب الثالث :
مبادئ القانون الطبيعي و القضاء اإلداري :
المبادئ العامة للقانون
تعرف المبادئ العامة للقانون بأنها مجموعة قواعد قانونية ترسخت في ضمير األمة
القانوني ،يتم اكتشافها بواسطة القضاء ،ويعلنها هذا األخير في أحكامه فتكتسب قوة
إلزامية ،وتصبح بذلك مصدر من مصادر المشروعية ،وهي تعني في مجال القانون
اإلداري المبادئ العامة غير المكتوبة و التي استخلصها القضاء اإلداري وأبرزها في
أحكامه ومنحها القوة الملزمة .ويرجع مصدر هذه المبادئ إلى مجلس الدولة الفرنسي ،
حيث ظهرت ألول مرة في قرار له صدر بتاريخ 25أكتوبر 1948والمتعلق باحترام
حقوق الدفاع .
وتشتمل هذه المبادئ والتي وضعتها إعالنات الحقوق و مقدمات الدساتير كل من :السلطات
با مبدأ العدل واإلنصاف ،مبدأ مبدأ المساواة بين المواطنين ،مبدأ الفصل بينا كفالة حقوق
الدفاع ،مبدأ حرية التجارة والصناعة ،مبدأ حق التقاضي ،مبدأ المحافظة على الحريات
العامة ،وغيرها .أما بخصوص المبادئ األساسية العامة للقانون والمرتبطة بمجال القانون
اإلداري ،فنذكر :مبدأ المساواة بتطبيقاته المتعددة مثل :المساواة في االلتحاق بالوظيفة
العامة والمساواة أمام المرافق العامة الذي يقضي بمساواة األفراد في االنتفاع بخدمات
المرافق العامة وفي األعباء والتكاليف التي تترتب على االستفادة من خدمات المرافق العامة
.مبدأ استمرار سير المرفق العام بشكل منتظم ومطرد ،وكذلك قابلية المرفق العام للتغيير
والتعديل مبدأ عدم رجعية األنظمة الذي يقضي بعدم سريان األنظمة إال بالنسبة للمستقبل
والذي توسع ليشمل أيضا القرارات الفردية إلى جانب القرارات التنظيمية .مبدا احترام حق
الدفاع في القرارات التأديبية ،والذي يقضي بإتاحة الفرصة لمن يصدر بحقه الجزاء مناقشة
أسباب مجازاته .مبدأ التوازن بين المنافع واألضرار المترتبة على بعض القرارات
اإلدارية و مجال تطبيقه قرارات نزع الملكية للمنفعة العامة .وفيما يخص المبادئ العامة
للقانون في الجزائر ،واستنادا إلى دستور 1996المعدل ذك المبادئ المالية القضاء على
استغالل اإلنسان لإلنسان ال يتم نزع الملكية إال في إطار القانون ،ويترتب عليه تعویض
قبلي ،عادل ومنصف .علم تجيز اإلدارة كل المواطنين سواسية أمام القانون مبدأ حرية
الصناعة والتجارة الحق في التعام مساواة جميع المواطنين في نقلد المهام والوظائف في
الدولة
القضاء اإلداري
يعد القضاء مصدرا من مصادر القانون اإلداري ،خاصة بالدول التي تأخذ بنظام
االزدواجية القضائية كفرنسا ،مصر والجزائر ،وهذا نتيجة للدور الهام والمتميز الذي يقوم
به القاضي اإلداري في مجال القانون اإلداري ،فهو الذي يفسر النصوص القانونية
الغامضة ويوفق بين النصوص المتعارضة ،وهو بهذا الدور المميز يقوم باستنباط القاعدة
التي تتناسب مع طبيعة المنازعة اإلدارية عند عدم وجود نص تشريعي يساعده في حلها .
ولقد اختلف الفقه اإلداري المقارن حول أهمية القضاء اإلداري گمصدر من مصادر القانون
اإلداري ،بحيث ذهب االتجاه الغالب إلى التأكيد على أن القضاء اإلداري هو المصدر
األساسي لغالبية مبادئ القانون اإلداري ،والتي أصبحت مصدرا رسميا وهاما للقانون
اإلداري ،بينما ذهب اتجاه آخر من الفقه اإلداري إلى إنكار دور القضاء اإلداري في وضع
قواعد القانون اإلداري بحيث اعتبر هذا االتجاه أن دور القضاء اإلداري مقتصر على مجرد
استنباط القواعد والمبادئ فقط ،وترتيبا على ذلك كان أنصار هذا االتجاه يؤكدون على أن
القواعد والمبادئ التي يبتدعها القضاء اإلداري ال تشكل مصدرا رسميا للقانون اإلداري إال
في خصوصية النزاع المطروح عليه .أما بالنسبة لدور القاضي اإلداري في الجزائر ،
فنالحظ أنه قد تراجع كثيرا عما كان عليه في الساق ،بحيث تقلص هذا الدور في الوقت
الحاضر ،وترك مكانه للتشريع الذي تزی کال مجاالت القانون اإلداري ولم يترك إال النادر
الشاذ من األمور التي يمكن القافي أن يتدخل فيها .
الخاتمة :
إن إستبيان مصادر القانون اإلداري و بيان مركزها و أهميتها القانونية ال يقل أهمية عن
تحديده بشمولية
فلقيام قانون وجب أن يكون له مصادر يرتكز عليها المشرع و يستنبط منها و يستمد منها
أحكاما متعلقة بالقانون على شكل قواعد قانونية فال مجال للتهاون.