Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

© World Vision Lebanon

© World Vision Lebanon


‫المقدمة‬ ‫تقديم‬

‫تتنــاول القصــص المصــورة التاليــة الحاجــة إلــى إشــراك األطفــال وأوليــاء األمــور أو مقدمــي الرعايــة خــال‬ ‫تثنــي مؤسســة الرؤيــة العالميــة علــى جهــود جميــع الفــرق والرســامة الذيــن عملــوا بــا كلــل لتطويــر األداة‬
‫أوقــات عــدم االســتقرار‪ .‬تهــدف هــده القصــص الــى الوصــول إلــى الجماهيــر المختلفــة ‪ ،‬وتســلط الضــوء‬ ‫التاليــة علــى شــكل قصــص مصــورة للتركيــز علــى قضايــا حمايــة الطفــل الحاليــة والمخاطــر التــي تواجــه‬
‫علــى األشــكاليات الرئيســية لحمايــة الطفــل ‪ ،‬وغيرهــا مــن القضايــا الضــارة التــي يواجههــا األطفــال واألســر‬ ‫األطفــال واألســر والمجتمعــات فــي لبنــان‪ .‬الهــدف مــن هــذه المــواد هــو التوعيــة والحـ ّـد مــن المخاطــر التــي‬
‫فــي أوقــات االزمــات‪.‬‬ ‫ـلبا علــى رفــاه الفتيــات والفتيــان ‪ ،‬وتســليط الضــوء علــى أهميــة المســاواة فــي الحقــوق والفــرص‬ ‫تؤثــر سـ ً‬
‫المتاحــة لهــم‪.‬‬
‫“نحــو افــق مضــيء” عنــوان مســتوحى مــن قــدرة النفــس البشــرية علــى الحلــم وتخيــل المســتقبل‪ .‬مــن‬
‫نتطلــع نحــو افــق مضيــئ بخيــال ملــون‪ .‬مــن‬‫َ‬ ‫خــال تقــارب خيــوط الغــد مــع ديمومــة التغييــر الحتمــي ‪ ،‬اننــا‬
‫المؤســف أن اطفــال اليــوم ال قــدرة لديهــم علــى تخيــل أحــام كبيــرة‪ .‬تســيطر “وضعيــة النجــاة” علــى‬
‫الحيــاة اليوميــة للنــاس كمــا تســيطر علــى خيــال األطفــال النشــط ‪ ،‬هــم الذيــن يعيشــون فــي دول هشــة‬
‫وممزقــة‪ .‬هــذه األوضــاع تلــوث خيالهــم واحالمهــم بســموم الكراهيــة والغضــب والجشــع والحــزن ‪ ،‬وتــزرع‬
‫بــذور االنفصــال واليــأس والمــوت‪ .‬يخيــم العــذاب علــى المجتمعــات التــي كانــت تنعــم بســام منــذ ســنوات‬
‫مضــت‪ .‬إن دورة الدمــار المؤســفة هــذه تلطــخ خيــال األطفــال ‪ ،‬وتســلبهم براءتهــم ‪ ،‬وتعيــق قدرتهــم علــى‬
‫الحلــم بألــوان نابضــة بالحيــاة‪“ .‬نحــو افــق مضيــئ” هــو محاولــة إلحيــاء األمــل ‪ ،‬وهــو عمليــة اهــداء طفــل‬
‫ـدا ‪ ،‬علبــة مــن أقــام الشــمع الملونــة وقطعــة مــن الــورق‪ .‬كمــا أنهــا محاولــة لقــراءة قصــة‬ ‫ـدا غـ ً‬
‫ســيصبح والـ ً‬
‫معــا للنظــر “نحــو افــق‬
‫جيــدة للطفلــة الموجــودة فــي الوالــدة اليــوم ‪ ،‬مــع طموحنــا أن يلتقــي الطفــان ً‬
‫مضيــئ” باأللــوان مجـ ً‬
‫ـددا‪.‬‬

‫ـت بصلــة الــى‬


‫مــن المهــم التنويــه أن جميــع الشــخصيات واألســماء الموجــودة فــي القصــص خياليــة وال تمـ َ‬
‫أي شــخص حقيقــي أكان حــي أو متوفــى‪.‬‬

‫مايك كيراكوسيان‬
‫أخصائي حماية الطفل في العمليات اإلنسانية‬
‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان | ‪2020‬‬
‫الرؤية العالمية ‪© 2020‬‬
‫كل الحقــوق محفوظــة‪ .‬ال يجــوز إعــادة إنتــاج أي جــزء مــن هــذا المنشــور بــأي شــكل مــن األشــكال ‪ ،‬دون إذن‬
‫مســبق مــن الناشــر‪ .‬لمزيــد مــن المعلومــات حــول هــذا المنشــور يرجــى االتصــال ب‪:‬‬
‫‪ mike_kirakossian@wvi.org‬و ‪ /‬أو ‪zoubeida_abouasaly@wvi.org‬‬

‫الرؤيــة العالميــة هــي مؤسســة مســيحية لإلغاثــة والتنميــة والمناصــرة مكرســة للعمــل مــع الفتيــات والفتيــان‬
‫واألســر والمجتمعــات للتغلــب علــى الفقــر والظلــم‪ .‬عملنــا مســتوحى مــن قيمنــا المســيحية ‪ ،‬نحــن ملتزمــون‬
‫بالعمــل مــع األشــخاص األكثــر ضعفـ ًـا فــي العالــم‪ .‬نحــن نخــدم جميــع النــاس بغـ ّ‬
‫ـض النظــر عــن الديــن أو العــرق‬
‫أو النــوع األجتماعــي‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪5‬‬ ‫‪ © | 4‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫خلفية شخصيات القصة‬

‫تحضــر صفــوف التعليــم للطفولــة المبكــرة‪ .‬وتحــب اللعــب‬ ‫ُ‬ ‫ميســاء تبلــغ مــن العمــر ‪ 4‬ســنوات ‪ ،‬وهــي‬
‫بألعابهــا وخاصــة بيــت الدمــى‪ .‬إنهــا متهــورة وتغضــب عندمــا تشــعر بأنهــا غيــر محبوبــة أو غيــر مرحــب بهــا‪ .‬تريــد‬
‫ميســاء كل شــيء لنفســها وال تحــب مشــاركة ألعابهــا وأشــياءها‪ .‬إنهــا تحســد شــقيقها نــزار ألنــه يحظــى بــكل‬
‫االهتمــام فــي المنــزل‪.‬‬

‫يبلــغ نــزار مــن العمــر ‪ 9‬ســنوات‪ .‬يقضــي معظــم وقتــه وحــده إال عندمــا يلعــب مــع أختــه الكبــرى ســام‪ .‬إنهــا‬
‫ـرا ألســتخدم‬‫تحديــا كبيـ ًـرا نظـ ً‬
‫ً‬ ‫عاطفيــا ممــا قــد يكــون‬
‫ً‬ ‫تســاعده فــي التعليــم المنزلــي وتحــاول التواصــل معــه‬
‫عاطفيــا ألنــه يعيــش مــع إعاقــة ذهنيــة‪ .‬يقضــي وقتــه‬ ‫ً‬ ‫نــزار كميــة محــدودة مــن الكلمــات ‪ ،‬وال يعبــر عــن نفســه‬
‫ـرا ‪ ،‬ويحــب تصميــم دمــى جديــدة لعــروض المســرح‪ .‬إنهــا طريقتــه‬ ‫فــي اللعــب مــع الدمــى التــي يعشــقها كثيـ ً‬
‫المفضلــة فــي التواصــل ‪ ،‬واكتشــف أنــه يســتطيع التحــدث مــن خاللهــا مــع األشــخاص باســتخدام بضــع‬
‫كلمــات وإيمــاءات اليــد‪ .‬وجــد نــزار أنــه يســتطيع التحــدث بلغــة مختلفــة للتواصــل مــع مــن حولــه ‪ ،‬لغــة الدمــى‪.‬‬

‫ـهورا ذات يــوم‪ .‬إنــه‬


‫ومهندســا مشـ ً‬
‫ً‬ ‫يبلــغ فــؤاد مــن العمــر ‪ً 14‬‬
‫عامــا ‪ ،‬يحلــم بــأن يصبــح العــب كــرة قــدم ناجــح‬
‫حاليــا‬
‫يســاعد والــده فــي العمــل ‪ ،‬لكنــه ال يحــب العمــل ألنــه يجعلــه يشــعر بالتعــب واألرهــاق‪ .‬وهــو يحضــر ً‬
‫التعليــم الرســمي لكنــه يتغيــب مــن الحضــور بأســتمرار ‪ ،‬ألنــه يذهــب إلــى العمــل فــي الحقــول‪ .‬يحــب لعــب‬
‫كــرة القــدم مــع أصدقائــه فــي الخــارج كلمــا اســتطاع‪ .‬كمــا يســتمتع بجمــع المعــادن والخــردة وابتــكار أدوات‬

‫كيف نستخدم هذا‬


‫مفيــدة وآالت صغيــرة‪.‬‬

‫عامــا ‪ ،‬وتحلــم بــأن تصبــح عاملــة اجتماعيــة لدعــم مجتمعهــا‪ .‬كانــت تذهــب إلــى‬‫تبلــغ ســام مــن العمــر ‪ً 16‬‬ ‫الكتاب المصور؟‬
‫المدرســة ولكــن ترتّ ــب عليهــا فــي اآلونــة األخيــرة أن تتــرك دروســها بســبب عــدم إمكانيــة والديهــا دفــع‬
‫رســوم الدراســة فــي المدرســة‪ .‬تقضــي ســام وقتهــا فــي المنــزل لألهتمــام بأســرتها ‪ ،‬لكنهــا مصـ ّـرة علــى‬
‫مــن المفتــرض أن ُيقــرأ الكتــاب المصــور التالــي مــع األطفــال الصغــار والمراهقيــن ومقدمــي الرعايــة لهــم‬
‫العــودة إلــى المدرســة‪ .‬هــي تســاعد أشــقاءها فــي الواجبــات المنزليــة ولديهــا قــدرة علــى القيــادة واتّ خــاذ‬
‫معــا‪ .‬يختلــف نطــاق التنفيــذ باختــاف الفئــات العمريــة‪ .‬يحتــاج األطفــال األصغــر ســنً ا‬
‫بشــكل منفصــل أو ً‬
‫القــرارات المالئمــة‪ .‬ســام ‪ ،‬تحــب القــراءة كثيـ ًـرا وتبقــي نفســها علــى اطــاع بأحــدث األعمــال المجتمعيــة‬
‫إلــى مصطلحــات بســيطة وأســئلة مباشــرة ذات تجريــد أقــل‪ .‬مــن ناحيــة أخــرى ‪ ،‬يمكــن للمراهقيــن اســتخدام‬
‫التــي تحــدث مــن حولهــا‪.‬‬
‫تفكيرهــم النقــدي ومهاراتهــم فــي حــل المشــكالت انطالقـ ًـا مــن هــذه القصــص المصــورة بهــدف التفاعــل‬
‫والتعلــم مــن خــال االســتدالل واإلســقاط‪ .‬يجــب علــى الميســرين ورواة القصــص إشــراك الجمهــور فــي‬ ‫ّ‬
‫أســئلة اســتقصائية حــول مــا قــد تشــعر بــه الشــخصيات فــي المواقــف المختلفــة التــي يواجهونهــا فــي‬
‫القصــص‪ .‬فــي نهايــة كل قصــة ‪ ،‬قــد يســأل الــراوي مجموعــة مــن األســئلة التــي تهــدف إلــى اســتخالص‬
‫جميعــا ســعداء يعيشــون حيــاة وفيــرة‪ .‬هــي‬ ‫ً‬ ‫لمــى هــي والــدة ميســاء ونــزار وفــؤاد وســام ‪ ،‬وتحلــم برؤيتهــم‬ ‫معلومــات ومهــارات جديــدة يســتفيد منهــا الجمهــور‪.‬‬
‫دائمــا باألعمــال المنزليــة ‪ ،‬وأحيانً ــا تكــون‬
‫ً‬ ‫ربــة منــزل وهــي حاليـ ًـا حامــل بطفلهمــا الخامــس‪ .‬لمــى مشــغولة‬
‫عاطفيــا لتلبيــة احتياجــات اطفالهــا العاطفيــة ‪ ،‬واحيانـ ًـا تصبــح صارمــة فــي التأديــب ظنـ ًـا منهــا انهــا‬
‫ً‬ ‫غيــر متوفــرة‬
‫تحميهــم‪ .‬ممــا بســبب بعــض الضغــط علــى أطفالهــا وأفــراد عائلتهــا‪ .‬تُ مضــي بعضـ ًـا مــن وقتهــا مــع الجيــران‬
‫وتحــب الزراعــة والقــراءة عــن الزهــور البريــة المختلفــة‪.‬‬

‫فهمــي هــو زوج لمــى ووالــد األطفــال ‪ ،‬وهــو مــزارع علــى معرفــة وفيــرة بــاألرض والمحاصيــل‪ .‬عــادة مــا‬
‫يعــود إلــى المنــزل فــي وقــت متأخــر مــن الليــل وهــو يشــعر بالتعــب والنعــاس‪ .‬فهمــي يحــب األلعــاب‬
‫علــى هاتفــه الذكــي ‪ ،‬وال يخصــص الكثيــر مــن الوقــت ألطفالــه وعائلتــه‪ .‬فــي بعــض األحيــان يشــعر بالتوتــر‬
‫ـب جــام غضبــه علــى زوجتــه وأطفالــه‪ .‬يشــعر بقلــق مســتمر مــن فقــدان وظيفتــه وعــدم‬ ‫والغضــب ‪ ،‬ويصـ ّ‬
‫القــدرة علــى إيجــاد بديــل إلعالــة أســرته‪.‬‬

‫وداد هــي والــدة فهمــي وجــدة األطفــال الحنونــة ‪ ،‬هــي هادئــة وحكيمــة‪ .‬بالرغــم مــن مــرض الســكري‬
‫المزمــن الــذي تعانــي منــه وتحــاول بأســتمرار الســيطرة عليــه ‪ ،‬هــي غالبـ ًـا بصحــة جيــدة‪ .‬تدلــل أحفادهــا عبــر‬
‫الســماح لهــم بالبقــاء مســتيقظين لســاعات أطــول فــي الليــل ‪ ،‬وتعطيهــم الحلــوى دون معرفــة لمــى بذلــك‬
‫وتشــاركهم اللعــب كلمــا ســنحت الفرصــة‪ .‬تســاعد وداد حفيدهــا نــزار فــي تصميــم وخياطــة الدمــى ‪ ،‬باإلضافــة‬
‫دائمــا‬
‫ً‬ ‫إلــى تصميــم جميــع مالبــس األطفــال وأدوات منزليــة األخــرى‪ .‬وداد تحــب عائلتهــا وتســعى أن تراهــم‬
‫مجتمعيــن ‪ ،‬داعميــن لبعضهــم البعــض وســعداء‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪7‬‬ ‫‪ © | 6‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪9‬‬ ‫‪ © | 8‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬
‫خلق بيئة منزلية إيجابية‬
‫احترام حدود واحتياجات بعضنا البعض‬

‫ـدال مــن طلــب إذن للعــب بدميتــه ‪ ،‬تحــاول أن تأخذهــا‬


‫ميســاء تشــعر بالملــل وترغــب فــي اللعــب بألعــاب نــزار‪ .‬بـ ً‬
‫بالقــوة‪ .‬يبــدأ نــزار بالصــراخ بشــكل محمــوم ‪ ،‬وهــي تســتمر فــي اإلمســاك بالدميــة ‪ ،‬وتصــرخ ‪ ،‬وعندهــا تقتلــع‬
‫يــد الدميــة‪ .‬كالهمــا يتفاعــان بطريقــة حزينــة وغاضبــة‪ .‬تتدخــل والدتهمــا لمــى وتقــول لميســاء‪“ :‬عندمــا‬
‫تأخذيــن لعبــه بــدون إذن ‪ ،‬ســتصبحان حزينيــن”‪ .‬قــررت ميســاء عــرض منــزل الدمــى خاصتهــا علــى نــزار مقابــل‬
‫معــا بســعادة‪.‬‬‫الدميــة التــي انكســرت ليتمكنــا مــن اللعــب ً‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪11‬‬ ‫‪ © | 10‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫إيجاد المصالح المشتركة‬
‫معا كعائلة‬
‫قضاء الوقت ً‬

‫معــا كعائلــة‪ .‬لكــن زوجتــه لمــى تخبــره بأنهــم فــي‬


‫يشــعر فهمــي بالقلــق مــن عــدم قضــاء الوقــت الكافــي ً‬
‫معــا! يأخذهــا فهمــي فــي جولــة ليريهــا كيــف يقضــي الجميــع وقتهــم كل فــرد مــن‬ ‫المنــزل طــوال اليــوم ً‬
‫ً‬
‫كتابــا ‪ ،‬ميســاء ترســم علــى الحائــط فــي الزاويــة ‪ ،‬نــزار يشــاهد الرســوم‬ ‫العائلــة علــى حــدى‪ .‬ســام تقــرأ‬
‫المتحركــة المفضلــة لديــه ‪ ،‬فــؤاد نائــم ووداد جالســة فــي غرفتهــا‪ .‬فهمــي لديــه فكــرة وهــو متحمــس لهــا‪:‬‬
‫دعــوة الجميــع للعــب معـ ًـا لعبــة الســالم و الثعابيــن‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪13‬‬ ‫‪ © | 12‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫وتقبل‬
‫ّ‬ ‫التغلّ ب على التحديات‬
‫اإلختالفات‬
‫دائما عن طريقة مناسبة للتواصل مع اآلخرين‬
‫ً‬ ‫ابحث‬

‫تشــعر ســام بالقلــق علــى شــقيقها نــزار ‪ ،‬فهــي تخبــر والدهــا فهمــي أن نــزار قــد توقــف عــن الــكالم ولــم‬
‫يعــد يتواصــل مــع أي شــخص‪ .‬لقــد بقــي علــى هــذا الوضــع علــى مــدى األيــام الثالثــة الماضيــة ‪ ،‬يجلس وحده‬
‫حالمـ ًـا منغمســا فــي عالمــه الداخلــي‪ .‬يحــاول فــؤاد اللعــب بالقــرب مــن نــزار ‪ ،‬ربمــا يحفــزه علــى االنضمــام‬
‫ً‬
‫منزعجــا للغايــة‪ .‬يقــرر فهمــي االتصــال‬ ‫بــدال مــن ذلــك ‪ ،‬يبــدأ نــزار بالصــراخ ويغطــي أذنيــه‬
‫ً‬ ‫للعــب ولكــن‬
‫باألخصائيــة االجتماعيــة لطلــب التوجيــه والدعــم‪ .‬تنصــح األخصائيــة االجتماعيــة فهمــي بالنظــر فــي الســماح‬
‫لنــزار ‪ -‬الــذي لديــه إعاقــة ذهنيــة ‪ -‬بفعــل األشــياء التــي يحبهــا ‪ ،‬خاصــة فــي أوقــات الشــدة‪.‬مع مــرور الوقــت‬
‫تجمــع أفــراد اســرته حولــه‬
‫منخرطــا فــي تقديــم مســرحية مــع دمــى فــي يديــه وقــد ّ‬
‫ً‬ ‫تتضــح األمــور ‪ ،‬ويبــدو نــزار‬
‫وهــم يشــعرون بالســعادة اثنــاء العــرض‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪15‬‬ ‫‪ © | 14‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫معرفة حقوقنا‬
‫اإلصرار على اكتساب حقنا في التعليم‬

‫تقــوم لمــى بإبــاغ ســام بأنهــا لديهــا بعــض األخبــار الجديــدة والرائعــة لهــا‪ .‬أخبرتهــا أن رجـ ًـا ً‬
‫بالغــا لديــه المــال‬
‫يطلــب يدهــا للــزواج‪ُ .‬صدمــت ســام بهــذا الخبــر وحاولــت أن تخبــر والدتهــا أنهــا ال تــزال صغيــرة جـ ًـدا علــى‬
‫الــزواج وأنهــا تريــد اكمــال تعليمهــا‪ .‬علــى ضــوء الخبــر الجديــد والرهيــب الــذي وقــع عليهــا كالصاعقــة تتخيــل‬
‫ســام الســيناريوهات المســتقبلية الممكنــة‪ .‬تلجــأ إلــى أحضــان جدتهــا مخبــرةً اياهــا بمــا ســمعته ‪ ،‬وتشــرح‬
‫ـدال مــن ذلــك ‪ ،‬تريــد مواصلــة تعليمهــا والحصــول‬ ‫لهــا أنهــا ال تريــد أن تتــزوج ‪ ،‬ألنهــا صغيــرة جـ ًـدا علــى ذلــك‪ .‬بـ ً‬
‫حبهــم لهــا‬‫ّ‬ ‫بمــدى‬ ‫ويخبراهــا‬ ‫ســام‬ ‫يعانقــان‬ ‫وفهمــي‬ ‫وأن هــذا حقهــا‪ .‬والحقــا نــرى لمــى‬ ‫علــى شــهادة ‪ّ ،‬‬
‫وانهــم لــن يجبروهــا علــى الــزواج مــن أي شــخص‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪17‬‬ ‫‪ © | 16‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫مخاطر عمالة األطفال‬
‫تأثير عمالة األطفال بشكل كبير على رفاههم‬

‫يلعــب فــؤاد كــرة القــدم مــع أصدقائــه‪ .‬يصــل والــده فهمــي ليبلغــه أن الوقــت قــد حــان للعمــل‪ .‬أثنــاء عملــه‬
‫حائــر مــاذا يفعــل أو مــاذا يقــول‬
‫ٌ‬ ‫فــي الحقــول ‪ ،‬صــادف فــؤاد فتــاة تبكــي ‪ ،‬تبــدو حزينــة للغايــة ‪ ،‬وهــو‬
‫ليســاعدها‪ .‬جمــع شــجاعته وســألها إذا كانــت بخيــر‪ .‬أخبرتــه أن رجــل لمــس جســدها ‪ ،‬وشــعرت بالخــوف وهربــت‬
‫واختبــأت‪ .‬نــرى الحقـ ًـا الفتــاة الصغيــرة تتحــدث مــع األخصائيــة االجتماعيــة ‪ ،‬واألخيــرة تثنــي عليهــا أنهــا فعلــت‬
‫الشــيء الصحيــح بالتحــدث عمــا حــدث لهــا‪ .‬جــاءت الشــرطة وألقــت القبــض علــى الجانــي‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪19‬‬ ‫‪ © | 18‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫عندما لم يعد اإلهمال مخفياً‬
‫اإلهمــال هــو شــكل مــن أشــكال اإلســاءة الــذي يؤثــر علــى صحــة األطفــال ورفاههــم‬
‫النفســي واالجتماعــي‬

‫تتذكــر ميســاء بقلــق كيــف أن والدتهــا اهملتهــا عندمــا كانــت ذراعهــا تؤلمهــا ألنهــا كانــت مشــغولة حينهــا فــي‬
‫غســل األطبــاق‪ .‬كمــا أنهــا تتذكــر كيــف أن والدهــا لــم يهتــم بهــا ‪ ،‬عندمــا أرادت منــه أن يقــرأ لهــا قصتهــا‬
‫أيضــا كيــف اســتمرت فــي طلــب مســاعدة ســام‬ ‫المفضلــة‪ .‬تشــعر ميســاء بالحــزن والبــؤس ألنهــا تتذكــر ً‬
‫علــى االســتحمام بعــد اللعــب فــي الخــارج ‪ ،‬لكــن ســام لــم تســتجب وواصلــت قــراءة كتابهــا‪ .‬تحــاول ميســاء‬
‫االقتــراب مــن نــزار لدعوتــه للعــب معهــا ولكــن نــزار يبــدأ بالصــراخ عليهــا لتبتعــد عنــه‪ .‬فــي المدرســة ‪ ،‬توضــح‬
‫معلمــة ميســاء للمــى وفهمــي أن ميســاء كانــت تصــل إلــى الفصــل وتبــدو فــي حالــة مزريــة وقــد شــكى‬
‫بعــض األطفــال مــن الروائــح التــي تفــوح منهــا‪ .‬تضيــف المعلمــة أن ميســاء كانــت تتصــرف بشــكل عدوانــي‬
‫تجــاه زمالئهــا فــي الصــف‪ .‬بعــد هــذا اللقــاء تــدرك العائلــة فداحــة األهمــال وأنــه مــن مســؤولية افــراد‬
‫العائلــة رعايــة ميســاء‪ .‬تبــدو ســعيدة فــي ســريرها مــع والدتهــا وأبيهــا وجدتهــا بجانبهــا يحيطونهــا بالعنايــة‬
‫والرعايــة والحــب‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪21‬‬ ‫‪ © | 20‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫التنمر عبر اإلنترنت‬
‫ّ‬
‫التنمر‬
‫ّ‬ ‫بدال من‬
‫ً‬ ‫التنمر ضعف ‪ ،‬فلنكن أقوياء ولطفاء‬

‫يلعــب نــزار بســعادة فــي الخــارج فــي الشــمس بالدمــى‪ .‬تقتــرب منــه مجموعــة مــن األوالد ويبــدأون بنعتــه‬
‫بصفــات ســيئة ويســخرون مــن طريقــة لعبــه‪ .‬هنــاك فتــى يضايقــه ويخبــره أنــه يريــد أن يــري الجميــع كــم هــو‬
‫«غريــب األطوار»‪.‬حيــث يقــوم بتســجيل األعتــداء فتــى آخــر علــى الفيديــو ‪ ،‬يشــعر نــزار بالخــوف وبيــدأ بالبــكاء‪.‬‬
‫التنمــر‪ .‬ثــم يقتــرب مــن نــزار‬
‫ّ‬ ‫أحــد الفتيــان فــي المجموعــة ال يوافــق علــى مــا يحــدث ويتدخــل بنجــاح لوقــف‬
‫ويســأله إذا كان يســمح لــه باللعــب معــه‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪23‬‬ ‫‪ © | 22‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫مقدمو الرعاية في مواجهة‬
‫اإلجهاد النفسي واإلجتماعي‬
‫عندما نشعر باإلرهاق أو اإلجهاد ‪ ،‬من الحكمة أن نطلب دعم األقران‬

‫أيضــا عابــس الوجــه‬‫قلقــا ً‬‫تبــدو لمــى قلقــة ومتعبــة تجلــس بمفردهــا غارقــة فــي أفكارهــا‪ .‬يبــدو فهمــي ً‬
‫يرافقــه تصــور مخيــف فــي ذهنــه مــن فقــدان وظيفتــه‪ .‬قــرر لمــى وفهمــي التحــدث إلــى األخصائيــة‬
‫وتعبــر لمــى لألخصائيــة أنهــا غيــر قــادرة علــى األكل أو النــوم أو الراحــة بشــكل‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة لطلــب الدعــم ‪،‬‬
‫أيضــا مخاوفــه عــن احتمــال األســتغناء عنــه فــي‬ ‫دائمــا مــا تقلــق بشــأن أطفالهــا‪ .‬يشــارك فهمــي ً‬
‫ً‬ ‫جيــد ألنهــا‬
‫العمــل ‪ ،‬وكالهمــا يعانيــان مــن حــزن شــديد‪ .‬تقتــرح األخصائيــة االجتماعيــة عليهمــا أن الحديــث عــن المخــاوف‬
‫والقلــق والضيــق النفســي والجســدي مــع األقــارب أو األصدقــاء الموثــوق بهــم امــر جيــد وايجابــي‪ .‬قـ ّـرر لمــى‬
‫وفهمــي التواصــل مــع األصدقــاء المقربيــن حيــث ابــدى هــؤالء األصدقــاء الدعــم واألصغــاء والمحبــة‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪25‬‬ ‫‪ © | 24‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫دعم األشخاص المسنين‬
‫األخذ بنصيحة المسنين وتقديم الدعم لهم‬

‫ـخصا مــا قــد تقــدم لهــا‬


‫تقــدم وداد الراحــة والمشــورة لســام التــي تبــدو قلقــة ومتوتــرة ‪ ،‬حيــن علمــت أن شـ ً‬
‫بطلــب الــزواج وأن والدهــا موافــق علــى هــذا الــزواج‪ .‬وداد تدعــم فهمــي ولمــى خــال كل فتــرات المصاعــب‬
‫والقلــق والتوتــر ‪ ،‬وتخبرهمــا أن كل شــيء ســيكون علــى مــا يــرام‪ .‬وداد مريضــة والجميــع إلــى جانبهــا يظهــر‬
‫الدعــم لهــا ‪ ،‬وتلعــب ميســاء ونــزار بجانبهــا ‪ ،‬بينمــا يقــدم لهــا فهمــي ولمــى الطعــام والــدواء‪ .‬يجتمــع أفــراد‬
‫بتمعــن إلــى والديهــم عــن اهميــة ان نعتنــي ونرعــى‬ ‫ّ‬ ‫األســرة فــي غرفــة المعيشــة حيــث يصغــي األطفــال‬
‫دائمــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أحباءنــا المســنين مثلمــا يقومــون هــم برعايتنــا بمحبــة‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪27‬‬ ‫‪ © | 26‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫تثمين نقاط القوة الداخلية لدينا‬
‫ان نثق بأنفسنا ونقاط قوتنا الداخلية لتحقيق أحالمنا وأهدافنا‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪29‬‬ ‫‪ © | 28‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫التكيف مع التوتّ ر والخوف‬
‫ّ‬
‫للتكيف‬
‫ّ‬ ‫تفاعل األطفال بشكل مختلف مع الخوف باستخدام استراتيجيات مختلفة‬

‫تلعب ميساء في الحديقة بالقرب من منزلها مع أصدقائها‪ .‬رأت الفراشات من حولها وبدأت تجري وراءها‪.‬‬
‫"مرحبــا ‪ ،‬تبدين‬
‫ً‬ ‫اقتربــت مــن ســيارة عــن غيــر قصــد ‪،‬هنــاك رجــل فــي وضعيــة مشــبوهة فــي الســيارة ‪ ،‬قــال لهــا‬
‫ضائعــة ‪ ،‬ادخلــي الســيارة ألوصلــك إلــى المنــزل عنــد أمــك!" تبــدو ميســاء مشوشــة والرجــل يقدم لهــا الحلوى‪.‬‬
‫هم بفتح الباب لها‪.‬‬‫أنها توافق على ركوب السيارة والرجل ّ‬
‫فــي تلــك اللحظــة تبــدأ ســام بالصــراخ مــن بعيــد ‪" ،‬ســام تعالــي الــى هنــا!" ميســاء تبتعــد عــن الســيارة‬
‫امــا الرجــل فيســارع فــي الهــروب علــى عجــل‪.‬‬ ‫بخــوف ‪ّ ،‬‬
‫ســام تعانــق ميســاء وتحملهــا الــى البيــت ‪ ،‬قائلــة لهــا "هــذا الرجــل أراد ان يخطفــك!" ميســاء حزينــة بســبب‬
‫ـا‪.‬‬‫مــا جــرى معهــا اليــوم دون ان تفهــم مــا الــذي حــدث معهــا فعـ ً‬
‫ـروع‪ :‬تــرى الرجــل نفســه يقتــرب منهــا بابتســامة شــريرة علــى وجهــه ‪،‬‬ ‫فــي الليــل ‪ ،‬تحلــم ميســاء بكابــوس مـ ّ‬
‫ً‬
‫كالهمــا فــي غرفــة وهــو يضــع يــده عليهــا فــي محاولــة منــه لخلــع مالبســها رغمــا عنهــا‪ .‬ميســاء تبــدو خائفــة جـ ًـدا‬
‫وعاجــزة‪ .‬فــي الواقــع ‪ ،‬هــي تبلــل ســريرها وتصــرخ وتبكــي‪.‬‬
‫تجلــس ميســاء فــي حضــن جدتهــا وهــي تمتــص إبهامهــا وتشــعر باألمــان وجدتهــا تعانقهــا وتهزهــا وعلــى‬
‫وجههــا مالمــح دافئــة‪.‬‬
‫ـاد عليهمــا ‪ ،‬تقــول لمــى‪" :‬ال أفهــم لمــاذا بللــت‬ ‫لمــى وفهمــي يجلســان مــع األخصائيــة االجتماعيــة والخــوف بـ ٍ‬
‫ســريرها وبــدأت فــي مــص إبهامهــا مــن جديــد؟!" تحــاول األخصائيــة االجتماعيــة تهدئتهمــا وتقــول بإيجابيــة‬
‫ووضــوح "يتفاعــل األطفــال بشــكل مختلــف مــع اإلجهــاد‪ .‬ميســاء تحتــاج إلــى دعمكــم ورعايتكــم اآلن "‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪31‬‬ ‫‪ © | 30‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫ميساء‬
‫تعالي إلى هنا!‬

‫كان يريد أن‬


‫يخطفك‬
‫ِ‬

‫ً‬
‫مرحبا‪ ،‬يبدو‬
‫أضعت الطريق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أنك‬
‫ِ‬
‫إصعدي إلى السيارة‬
‫ألوصلك إلى البيت‬
‫ِ‬
‫عند أمك‬

‫أنا لست أفهم‬


‫إن األطفال‬ ‫ّ‬
‫التبول‬
‫ّ‬ ‫لماذا حدث لها‬
‫ردات فعل‬ ‫لديهم ّ‬
‫بمص‬
‫ّ‬ ‫ّالالإرادي وبدأت‬
‫مختلفة تجاه اإلجهاد‪،‬‬
‫إصبعها من جديد؟‬
‫هي بحاجة اآلن‬
‫إلى دعمكم‬
‫واهتمامكم‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪33‬‬ ‫‪ © | 32‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫تقبل اإلختالفات‬
‫ّ‬
‫تقبل الفروقات الفردية لدى اآلخرين‬
‫ّ‬

‫خــال العشــاء ‪ ،‬اســتمر نــزار فــي إطعــام الدمــى وإصــدار أصــوات مرحــة ‪ ،‬غضــب فــؤاد وبــدأ بالصــراخ عليــه ‪،‬‬
‫طبيعيــا ليــوم واحــد"‬
‫ً‬ ‫ـا "لمــاذا ال يمكنــك أن تكــون‬
‫ـاول اخــذ الدمــى‪ .‬قائـ ً‬‫محـ ً‬
‫معــا ‪ ،‬وهــو يبكــي وتبــدو الغرفــة وكأنهــا فوضــى مــع‬ ‫يجلــس نــزار علــى األرض فــي الغرفــة ويمســك ســاقيه ً‬
‫ألعــاب محطمــة مــن حولــه‪.‬‬
‫الدميــة الثانيــة‪" :‬أنــت تعــرف أن نــزار‬
‫الدميــة األولــى ُ‬ ‫ـتخدمة الدمــى‪ .‬تخبــر ُ‬
‫ً‬ ‫تبعتــه جدتــه وبــدأت تتحــدث اليــه مسـ‬
‫الدميــة الثانيــة‪" :‬نعــم‪ ،‬إنــه ذكــي بالتأكيــد ‪ ،‬وهــو يعلــم أن الغضــب‬ ‫قــوي جـ ًـدا وذكــي ‪ ،‬أليــس كذلــك؟" ‪ ،‬اجابــت ُ‬
‫ال يحــل أي شــيء"‪.‬‬
‫ودودا مــع نــزار‪ .‬يقــول لــه‪" :‬قلــت أشــياء ســيئة ألخيــك ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فهمــي يتحــدث مــع فــؤاد لتشــجيعه علــى أن يكــون‬
‫نــزار يتواصــل بطريقتــه الخاصــة ونحــن ال نفهــم لغتــه"‬
‫فــي اليــوم التالــي ذهــب فهمــي وفــؤاد إلــى غرفــة نــزار واســتخدما الدمــى للتحــدث معــه‪ .‬أمســك فــؤاد‬
‫بدميــة وقــال‪" :‬أنــا آســف ألننــي اســأت اليــك يــا نــزار ‪ ،‬أحبــك كمــا أنــت"‪ .‬تبــدو علــى كل أفــراد العائلــة مظاهــر‬
‫الســعادة والمــودة والــدفء‪.‬‬
‫فــي وقــت الحــق ‪ ،‬بــدأت األســرة بأكملهــا فــي اســتخدام الدمــى للتحــدث إلــى نــزار ‪ ،‬والضحــك وروايــة‬
‫القصــص‪ .‬إنهــم يجلســون فــي دائــرة يلعبــون بالدمــى ويتبادلــون اطــراف الحديــث‪.‬‬
‫عرضــا للدمــى علــى خشــبة المســرح المصغــر حيــث تتحــدث دميتــان مــع بعضهمــا البعــض وتقــوالن‪:‬‬ ‫ً‬ ‫يعقــد نــزار‬
‫"لــم أتمكــن مــن التعبيــر عــن نفســي بالكلمــات ‪ ،‬ضحــك الجميــع فــي وجهــي ‪ ،‬لكننــي فعلــت ذلــك ونجحــت ! "‬
‫الدميــة األخــرى تقــول‪" :‬نعــم لقــد فعلــت ‪ ،‬انظــر إليهــم وهــم يهتفــون لــك!" النــاس فــي المســرح يقفــون‬
‫وأيديهــم مرفوعــة ويصفقــون‪ .‬نــزار ســعيد للغايــة ويشــعر باإلنجــاز والرضــا‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪35‬‬ ‫‪ © | 34‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫لماذا ال‬
‫تتصرف‬
‫ّ‬ ‫يمكنك أن‬
‫بشكل طبيعي‬
‫أنا أعتذر منك‬
‫ليوم واحد‬
‫لقد تصرفت‬
‫سيئ معك‪،‬‬ ‫بشكل ّ‬
‫أنا أحبك كما أنت‬

‫فعال‬
‫ً‬ ‫هو‬
‫كذلك‪ ،‬وهو يعلم‬
‫أن الغضب ال‬ ‫ً‬
‫أيضا ّ‬ ‫أنت تعلم‬
‫يحل شيء‬‫ّ‬
‫أن نزار هو طفل‬
‫ّ‬
‫قوي وذكي ً‬
‫جدا‪،‬‬
‫صحيح؟‬

‫الكل كان‬
‫ّ‬
‫نعم فعلت ‪،‬‬ ‫علي‬
‫ّ‬ ‫يضحك‬
‫أنظر إليهم وهم‬ ‫ألنني لم ُأ ِجد استعمال‬
‫يهتفون لك‬ ‫الكلمات للتعبير‬
‫عن نفسي‪،‬‬
‫لكنني نجحت‬
‫ً‬
‫أمورا‬ ‫لقد قلت‬
‫سيئة ألخيك‪ ،‬نزار يتواصل‬
‫ّ‬
‫معنا بطريقته الخاصة‪،‬‬
‫نحن اللذين ال نفهم لغته‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪37‬‬ ‫‪ © | 36‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫اإلعتراف بمشاعر األطفال‬
‫تحديد المشاعر ومناقشتها وتشجيع التعبير‬

‫دائمــا إلــى المنــزل فــي أيــام‬


‫ً‬ ‫ومتعبــا كمــا لــو كان منهـكًا (يعــود‬
‫ً‬ ‫ـاحبا‬
‫يجلــس فــؤاد مــع ســام وهــو يبــدو شـ ً‬
‫األســبوع فــي وقــت متأخــر بعــد الظهــر ‪ ،‬ويشــعر بالتعــب بســبب العمــل)‪ .‬نظــرت ســام اليــه وقالــت‪" :‬أنــا‬
‫جــدا "‪ .‬يجيبهــا "أنــا‬ ‫ً‬
‫غاضبــا ً‬ ‫دائمــا مــن العمــل وتبــدو منهــك ومرهــق وأحيانً ــا‬ ‫ً‬ ‫قلقــة عليــك ‪ ،‬فأنــت تعــود‬
‫بخيــر!" بوجــه حزيــن ومضطــرب‪.‬‬
‫ال تــزال ســام قلقــة وتقــول‪" :‬ال أعتقــد أنــك بخيــر! أتذ ّكــر المظهــر علــى وجهــك كل يــوم عــدت فيــه إلــى‬
‫المنــزل فــي األســبوع الماضــي ”‪ .‬ويظهــر فــؤاد بنظــرة شــاحبة ومرهقــة علــى وجهــه‪.‬‬
‫حقــا اختــراع اآلالت! هــذا يجعلنــي أشــعر‬ ‫ثــم أخبرهــا فــؤاد‪" :‬أفتقــد لعــب كــرة القــدم مــع أصدقائــي وأفتقــد ً‬
‫بالحــزن والغضــب طــوال الوقــت "‬
‫دائمــا التحــدث عــن‬
‫ً‬ ‫تقــف ســام إلــى جانبــه محاولــة تهدءتــه وتربــت بيدهــا علــى كتفــه قائلــة‪" :‬مــن الجيــد‬
‫شــعورك تجــاه شــخص تثــق بــه"‪.‬‬
‫فــي وقــت الحــق مــن ذلــك اليــوم ‪ ،‬صادفــت ســام ميســاء ‪ ،‬تبــدو غاضبــة‪ .‬لديهــا حبــر علــى جميــع مالبســها‪.‬‬
‫تحــاول ميســاء ســحب رأس دميتهــا لكــن ســام تمســك بهــا وهــي تحــاول إيقافهــا‪ .‬تقــول ســام ‪" ،‬ميســاء‬
‫اهدئــي ‪ ،‬لنتحــدث عمــا حصــل!"‬
‫ثــم تبــدأ ســام فــي الغنــاء والرقــص أمــام ميســاء التــي ال تــزال تشــعر ببعــض االنزعــاج ‪ ،‬وتدعوهــا ســام‬
‫لالنضمــام إلــى الرقــص‪" :‬هيــا ميســاء لنغنــي ونرقــص وننســى الغضــب"‪.‬‬
‫ـن‬‫يالحــظ فــؤاد أن الغنــاء والرقــص مســتمران واآلن تحــاول كل مــن ســام وميســاء جذبــه لالنضمــام إليهـ َّ‬
‫فــي الرقــص‪.‬‬
‫معــا ‪ ،‬ألنهمــا مــا زاال يرقصــان وهــي تخبرهمــا بابتســامة كبيــرة‪" :‬كلمــا شــعرنا باإلحبــاط أو‬ ‫ســام تعانقهمــا ً‬
‫لنعبــر عــن هــذا الشــعور الســلبي بالكلمــات أو بالحركــة"‪ .‬فــي الخلفيــة ‪ ،‬ينضــم نــزار إلــى الرقــص‬ ‫ّ‬ ‫الغضــب ‪،‬‬
‫مــع وداد ويبــدوان أنهمــا يســتمتعان كثيـ ًـرا‪.‬‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪39‬‬ ‫‪ © | 38‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫ميساء إهدئي دعينا‬ ‫الجيد التكلم عن‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫نتحدث عن األمر‬ ‫مشاعرك لشخص‬
‫ّ‬
‫تثق به‬

‫أنا بخير‬ ‫أنا قلقة بشأنك‬


‫ً‬
‫مؤخرا كنت تعود إلى المنزل‬
‫من العمل ُمنهك ومضطرب‬
‫ً‬
‫أحيانا أخرى غاضب‬ ‫ً‬
‫أحيانا و‬

‫تعالي ميساء‬
‫لنرقص ونغنّ ي وننسى‬
‫الغضب‬

‫ال أظن أنك بخير!‬


‫أنا أذكر كيف بدى حال وجهك‬
‫األيام الماضية عند عودتك‬
‫طوال ّ‬
‫إلى المنزل‬

‫كلما شعرتم بالحزن‬


‫ً‬
‫دائما‬ ‫واإلحباط والغضب‬
‫عما تشعرون‬
‫تعبروا ّ‬
‫تذكّروا أن ّ‬
‫به من خالل الكلمات‬
‫أو الحركة‬

‫إنني أفتقد لعب‬


‫كرة القدم مع أصدقائي‬
‫وأفتقد أيضا إبتكار اآلالت! هذا‬
‫يجعلني أشعر بالحزن والغضب‬
‫طوال الوقت‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪41‬‬ ‫‪ © | 40‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫العنف ليس اإلجابة لتربية أطفال ومراهقين أصحاء‬ ‫التأديب العنفي للطفل‬
‫نــزار يســخر مــن ميســاء ويطلــق عليهــا أســماء "أنــت ســنجاب ‪ ،‬وطفــل وال أحــد يحبــك"‪ .‬لديــه دميــة ديناصــور‬
‫فــي يــده وهــو يحــاول تدميــر منــزل الدمــى المفضــل لديهــا‪ .‬تبــدو ميســاء غاضبــة وهــي تصــرخ عليــه‪.‬‬
‫كالهمــا يدخــان فــي صــراع‪ .‬ميســاء غاضبــة للغايــة تمســكه بيــد واحــدة وتســحب شــعره باليــد األخــرى‪ .‬إنــه‬
‫ومتألمــا كمــا لــو أنــه ال يســتطيع التخلــص منهــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫غاضبــا‬
‫ً‬ ‫يحــاول محاربتهــا لكنــه يبــدو‬
‫إنهمــا يتدحرجــان علــى األرض ‪ ،‬والطاولــة بجانبهمــا مكســورة بينمــا تتدخــل األم وتبــدأ بالصــراخ المحمــوم‬
‫لوقــف القتــال ‪ ،‬وتحــاول ســحب ميســاء مــن ذراعهــا عــن شــقيقها بيــد واحــدة وفــي األخــرى تحمــل شبشـ ًـبا‬
‫ـزل عــن أخيــك اآلن! ‪...‬فهمييييييــي‪ ...‬تعــال وانظــر مــاذا يفعــان طفليــك المدلليــن ! "‬ ‫وهــي تقــول ‪" ،‬انـ ِ‬
‫كال منكمــا كيــف يكــون الشــجار"‬ ‫غاضبــا ‪ ،‬وحزامــه يتدلــى مــن يــده ويقــول‪" :‬ســأري ً‬
‫ً‬ ‫يصــل فهمــي وهــو يبــدو‬
‫يبــدو كل مــن نــزار وميســاء خائفيــن بينمــا ال يــزاالن علــى األرض‪ .‬تقــول ميســاء ‪" ،‬لكنــه هــو الــذي بــدأ!"‬
‫ـا‪" :‬لمــاذا ال تعطيانــا‬ ‫ـتعمال الحــزام ضاربـ ًـا اياهمــا بعنــف وهــو غاضــب للغايــة‪ .‬قائـ ً‬
‫ً‬ ‫فهمــي يجلــد ولديــه مسـ‬
‫كل منهمــا علــى نفســه‪.‬‬ ‫ـف ّ‬ ‫لحظــة ســام فــي هــذا المنــزل؟" ميســاء ونــزار خائفــان يغطيــان وجهيهمــا ويلتـ ّ‬
‫ـدا قائلــة‪" :‬هــذه ليســت‬ ‫اعترضــت الجــدة علــى الضــرب فوقفــت بيــن فهمــي وبيــن الولديــن ‪ ،‬ودفعتــه بعيـ ً‬
‫الطريقــة الصحيحــة فهمــي ‪ ،‬يجــب أن تخجــل مــن نفســك"‪ .‬وان كان موقــف األب حــازم نــراه علــى وشــك‬
‫البــكاء واألنفجــار لكنــه يحــاول اخفــاء ردة فعلــه‪.‬‬
‫تقــف وداد بالقــرب مــن نــزار وميســاء وهــي تشــير بإصبعهــا إلــى الغرفــة وتقــول للولديــن‪ " :‬اذهبــا اآلن الــى‬
‫ماليـ ًـا باأللفــاظ النابيــة التــي تفوهتمــا بهــا واالفعــال الســيئة التــي فعلتماهــا ببعــض وكيــف‬‫ّ‬ ‫غرفتيكمــا وفكــرا‬
‫يمكنكمــا تصحيــح االمــر" ‪ .‬ثــم تدعــو وداد فهمــي ولمــى للتحــدث إليهمــا قائلــة‪" :‬تعــاال معــي ‪ ،‬أحتــاج إلــى‬
‫التحــدث إليكمــا عــن الطريقــة الصحيحــة لتأديــب األطفــال عندمــا يســيئون التصــرف"‪.‬‬
‫وتكمــل وداد قائلــة‪" :‬يجــب أن يفهــم أطفالكــم بهــدوء مــا أخطــأوا بــه مــن أجــل تغييــره ‪ ،‬إذا قمتمــا بالصــراخ‬
‫عليهــم فإنهــم ســيخافون ولــن يتعلمــوا كيفيــة تغييــر ســلوكهم الســيئ"‪ .‬يظهــر الخجــل علــى وجــه كل مــن‬
‫لمــى وفهمــي‪.‬‬

‫وعاطفيا"‬
‫ً‬ ‫جسديا‬
‫ً‬ ‫بدال من اإلساءة إليهم‬
‫ً‬ ‫"تحدث إلى أطفالك وساعدهم على تغيير سلوكهم السيئ‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪43‬‬ ‫‪ © | 42‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫إنها ليست الطريقة‬
‫السليمة يا فهمي‪ ،‬يجب‬ ‫أنت سنجاب وطفلة‬ ‫ِ‬
‫أن تخجل من نفسك!‬ ‫وال أحد يحبك‬

‫أترك أخاك اآلن! فهميييي‬


‫ِ‬
‫أنظر ماذا يفعالن طفليك‬
‫ّ‬
‫المدللين‬

‫إذهبا اآلن إلى‬


‫مالي ًا‬
‫ّ‬ ‫غرفتيكما وفكّرا‬
‫باأللفاظ النابية التي‬
‫تعاال معي أريد أن‬ ‫تفوهتما بها واألفعال‬ ‫ّ‬
‫أخبركما عن الطريقة الصحيحة‬ ‫السيئة التي فعلتماها‬ ‫ّ‬
‫لتأديب األطفال حين‬ ‫ببعض وكيف يمكنكما‬
‫التصرف‬ ‫يسيؤون‬ ‫تصحيح األمر‬
‫ّ‬

‫يحتاج أطفالكم‬
‫أن يفهموا بهدوء‬
‫ما فعلوه خطأ من أجل تغييره ‪،‬‬
‫إذا صرختم عليهم فسيخافون‬
‫كيفية تغيير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعلموا‬ ‫ولن‬
‫السيئ‬
‫ّ‬ ‫سلوكهم‬
‫سأريكما كيف‬
‫يكون الشجار‬

‫لماذا ال يمكنكما‬
‫إعطاءنا دقيقة سالم واحدة‬
‫في هذا المنزل‬
‫ولكن هو‬
‫الذي بدأ‬

‫وعاطفي ًا‬
‫ّ‬ ‫جسدي ًا‬
‫ّ‬ ‫بدال من إساءة معاملتهم‬
‫ً‬ ‫السيئ‬
‫ّ‬ ‫تحدثوا إلى أطفالكم وساعدوهم على تغيير سلوكهم‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪45‬‬ ‫‪ © | 44‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫عمالة األطفال‬
‫عمالة األطفال تسرق الطفولة‬

‫المعلمــة تقــف أمــام اللــوح فــي الفصــل تحمــل قائمــة األســماء وهــي تنــادي "فــؤاد ‪ ،‬فــؤاد ‪ "...‬لكــن ال أحــد‬
‫يجيــب‪ .‬طفــل يقــول‪" :‬إنــه ليــس هنــا" طفــل آخــر يقــول‪" :‬إنــه فاشــل لقــد تــرك المدرســة" طفــل ثالــث يقــول‪:‬‬
‫"إنــه يعمــل لمســاعدة عائلتــه ‪ ،‬إنهــم فقــراء"‪ .‬تبــدو المعلمــة قلقــة‪.‬‬
‫بعــد ســاعات الــدرس ‪ ،‬ناقشــت المعلمــة مــع األخصائيــة االجتماعيــة الموقــف قائلــة‪" :‬فــؤاد لــم يحضــر‬
‫إلــى الصــف خــال األيــام القليلــة الماضيــة و يقــول زمــاؤه إنــه يعمــل" تقــول األخصائيــة االجتماعيــة لهــا‬
‫"ســأذهب لزيــارة والديــه للســؤال عنــه "‪.‬‬
‫األخصائيــة االجتماعيــة تــزور الوالديــن ؛ وهــي تبــدو هادئــة وتســألهم "لمــاذا لــم يحضــر فــؤاد الى المدرســة؟"‬
‫تجيبهــا لمــى ‪" ،‬لــم يعــد بمقدورنــا تحمــل التكاليــف" ‪ ،‬ثــم يضيــف فهمــي ‪" ،‬لقــد فقــدت وظيفتــي وال‬
‫أســتطيع العثــور علــى عمــل ‪ ،‬فــؤاد رجــل اآلن ويحتــاج إلــى العمــل فــي الحقــول ومســاعدة عائلتــه"‬
‫تقــوم األخصائيــة بتســليم كتيــب للزوجيــن بمعلومــات عــن عمالــة األطفــال وتشــرح مــا يلــي‪" :‬أنــت تعــرض‬
‫حيــاة فــؤاد ومســتقبله للخطــر اآلن"‪.‬‬
‫ومريضــا ‪" ،‬انظــرا إلــى صحتــه الجســدية انهــا فــي خطــر بســبب‬‫ً‬ ‫هنــا فــؤاد يعمــل فــي الحقــول ‪ ،‬يبــدو منهـكًا‬
‫المــواد الكيميائيــة الســامة"‬
‫وتشــير األخصائيــة إلــى فــؤاد يوبخــه صاحــب األرض ويضربــه هــذه المــرة ‪ ،‬ويبــدو أنــه يرفــع يــده فــوق وجهــه‬
‫لحمايــة نفســه‪ .‬وتقــول األخصائيــة االجتماعيــة ‪" ،‬انظــرا إنــه معــرض لخطــر العنــف الجســدي والعاطفــي‬
‫والجنســي"‬
‫عــاد المشــهد اآلن إلــى المدرســة‪ .‬جميــع األطفــال فــي الفصــل ولكــن هنــاك مقعــد فــارغ واحــد فــي منتصــف‬
‫الصــف‪ .‬األخصائيــة االجتماعيــة تشــير بإصبعهــا إلــى المقعــد الفــارغ قائلــة‪" :‬انظــروا فــؤاد يفقــد حقــه فــي‬
‫التعليــم‪ .‬ســيفقد بالتأكيــد فــرص عمــل جيــدة فــي المســتقبل "‬
‫يجلــس فهمــي ولمــى واألخصائيــة فــي الخــارج‪ .‬تقــول لهمــا‪" :‬عمالــة األطفــال تســرق الطفولــة ‪ ،‬ونحــن‬
‫صحــي"‬‫ّ‬ ‫الراشــدون يجــب أن نعمــل ونحمــي أطفالنــا ونوفــر لهــم نمــو‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪47‬‬ ‫‪ © | 46‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫فؤاد‬
‫فؤاد‪...‬‬
‫عرضة للعنف‬
‫أنظرا إنه ْ‬
‫الجسدي والعاطفي‬
‫والجنسي!‬

‫إنّ ه فاشل‬
‫ولقد ترك‬ ‫إنّ ه ليس هنا‬
‫المدرسة‬

‫إنّ ه يعمل لمساعدة‬


‫عائلته فهم فقراء‬

‫حقه بالتعليم‬
‫أنظرا فؤاد يخسر ّ‬ ‫لقد خسرت عملي‬
‫فؤاد لم يحضر إلى الصف‬
‫وال أستطيع أن أجد عمل‪،‬‬ ‫سوف أزور العائلة‬
‫وبالطبع هذا سيترتّ ب عليه خسارة‬ ‫لماذا ال يذهب‬ ‫في اآلونة األخيرة ورفاقه في‬
‫فؤاد أصبح رجل اآلن وعليه أن‬ ‫للسؤال عنه‬
‫فرص عمل في المستقبل‬ ‫فؤاد الى‬ ‫الصف قالوا إنه يعمل‬
‫يعمل في الحقول لمساعدة‬ ‫المدرسة؟‬
‫لم نعد‬
‫العائلة‬
‫نستطيع‬
‫تحمل أعباء‬
‫ّ‬
‫األقساط‬

‫أنتم اآلن‬
‫تعرضون حياة‬
‫ّ‬
‫ومستقبل فؤاد‬
‫للخطر‬
‫إن عمالة األطفال‬ ‫ّ‬ ‫الجسدية‬
‫ّ‬ ‫صحته‬
‫ّ‬ ‫أنظرا إن‬
‫الراشدون‬ ‫تسرق الطفولة‪ ،‬نحن ّ‬ ‫في خطر بسبب المواد‬
‫يجب أن نعمل ونحمي أطفالنا‬ ‫السامة‬
‫ّ‬
‫صحي‬‫ّ‬ ‫نمو‬
‫ّ‬ ‫ونوفر لهم‬
‫ّ‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪49‬‬ ‫‪ © | 48‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫زواج األطفال المبكر‬
‫لدى الفتيات الحق في رفض الزواج المبكر‬

‫اقتراحــا لتقديمــه‪ .‬يســتمع فهمــي‬ ‫ً‬ ‫عامــا) مــع فهمــي ويبــدو أن لديــه‬
‫يجلــس رجــل غريــب (عمــره حوالــي ‪ً 50‬‬
‫بانتبــاه ‪ ،‬يقــول الرجــل‪" :‬ابنتــك ســتكون ربــة منــزل جيــدة ولــدي المــال لتأميــن مســتقبلها"‪.‬‬
‫"إن رجــل تقــدم لطلــب يــد ســام ‪ ،‬فهــو أكبــر منهــا ولكــن يمكنــه أن‬ ‫يتحــدث فهمــي مــع لمــى وهــو يخبرهــا‪َّ :‬‬
‫يمنحهــا حيــاة أفضــل ألنــه يملــك المــال"‪.‬‬
‫ً‬
‫لمــى تتحــدث مــع وداد بقلــق كبيــر‪" :‬فهمــي يريــد أن يــزوج ســام مــن رجــل يكبرهــا ســنا ألن لديــه المــال"‪.‬‬
‫تــرد وداد "مــا زالــت طفلــة لــن أوافــق علــى ذلــك وأخضعهــا للبــؤس ذاتــه الــذي عانيــت انــا منــه!"‬
‫تجلــس وداد ورأس ســام فــي حضنهــا قائلــة وهــي تبكــي‪" :‬ال أريــد أن أتــزوج ‪ ،‬أريــد مواصلــة تعليمــي‪ .‬أنــا‬
‫مجــرد طفلــة! " تحــاول وداد أن تواســيها‪ .‬وتقــول لهــا‪" :‬ابــق قويــة ‪ ،‬أعلــم أن هــذا خطــأ ويســيء إليــك ولــن‬
‫أســمح بحصــول ذلــك"‪.‬‬
‫وداد تصــرخ فــي وجــه فهمــي الــذي يبــدو عليــه الخجــل وتقــول لــه‪" :‬هــل جننــت؟ تريــد بيــع ابنتــك للــزواج ‪،‬‬
‫ـاال مــع شــخص يمكنــه االعتنــاء بهــا"‬ ‫لرجــل فــي مثــل ســنّ ك؟ " يقــول لهــا‪" :‬لقــد افلســنا ‪ ،‬ســتكون أفضــل حـ ً‬
‫وداد تقــول لفهمــي "قــد تتعــرض لالعتــداء الجســدي والجنســي"‪ .‬يظهــر الرجــل وهــو يمســك بيديهــا مــع‬
‫نظــرة قاتمــة علــى وجهــه كمــا لــو كان يســيطر عليهــا ‪ ،‬وهــي تبــدو خائفــة وعاجــزة‪.‬‬
‫وتضيــف وداد‪" :‬بالتأكيــد لــن يســمح لهــا بمواصلــة تعليمهــا وقــد يجبرهــا علــى العمــل"‪ .‬ســام تنظــف‬
‫ً‬
‫نقــودا مــن رجــل آخــر يقــف عنــد البــاب‪.‬‬ ‫األرض فــي منــزل وتبــدو منهكــة ‪ ،‬والرجــل يأخــذ‬
‫وداد تســأل فهمــي‪" :‬هــل تفهــم كــم ســتكون حياتهــا بائســة بســبب قــرارك؟" ينظــر فهمــي اليهــا بقلــق‬
‫ويشــعر باإلرهــاق ويقــول‪" :‬حســنً ا! لــن أفعــل هــذا بأبنتــي "‪.‬‬
‫ســام ‪ ،‬فهمــي ‪ ،‬وداد ‪ ،‬ولمــى ‪ ،‬يحتضنــون بعضهــم بحــرارة ويقــول فهمــي لســام‪" :‬نحــن يهمنــا رفاهــك‬
‫يــا ابنتــي ولــن نجبــرك علــى الــزواج"‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪51‬‬ ‫‪ © | 50‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫نحن مفلسون ستكون‬ ‫هل فقدت عقلك‬
‫حياتها أفضل مع‬ ‫تزوج ابنتك‬ ‫إبنتك ستكون‬
‫أتريد أن ّ‬
‫يؤمن‬
‫شخص يمكنه أن ّ‬ ‫لرجل من سنّ ك؟‬ ‫جيدة و أنا‬
‫ّربة منزل ّ‬
‫مستقبلها‬ ‫ي المال لتأمين‬
‫لد ّ‬
‫مستقبلها‬

‫فهمي‬ ‫تقدم رجل‬


‫ّ‬ ‫لقد‬
‫هي التزال‬ ‫يريد من سالم أن‬ ‫للزواج من سالم هو‬
‫طفلة أنا لن أرضى‬ ‫تتزوج رجل يكبرها‬‫ّ‬ ‫يكبرها في العمر لكن‬
‫أن تعيش نفس‬ ‫سنّ ًا ألن لديه‬ ‫ليؤمن لها‬
‫ّ‬ ‫لديه المال‬
‫المأساة التي‬ ‫المال‬ ‫حياة أفضل‬
‫اختبرتها‬

‫تتعرض‬‫ّ‬ ‫يمكن أن‬


‫الجسدية‬
‫ّ‬ ‫لإلساءة‬
‫الجنسية!‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫أن‬
‫قوية أنا أعلم َ‬
‫ّ‬ ‫إبق‬
‫ِ‬
‫هذا األمر مخطئ و مسيئ‬
‫بحقك و لن أسمح بحصوله‬ ‫ّ‬ ‫ال أريد الزواج أنا أريد أن اتابع‬
‫دراستي‪ ،‬الزلت طفلة!‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪53‬‬ ‫‪ © | 52‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫هو بالتأكيد لن يسمح لها‬
‫بمتابعة دراستها ويمكن أن‬
‫يجبرها على العمل‬

‫هل تفهم‬
‫مدى التعاسة التي‬
‫ستعيشها بسبب‬
‫ً‬
‫حسنا‬ ‫قرارك هذا؟‬
‫لن أفعل هذا‬
‫بإبنتي‬

‫نحن نهتم لرفاهك‬


‫يا فتاتي ولن نجبرك‬
‫على الزواج‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪55‬‬ ‫‪ © | 54‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫أسئلة توجيهية للمراهقين‬ ‫أسئلة موجهة لألطفال‬
‫ومقدمي الرعاية‬
‫• هل اســتمتعت بالقصة؟‬

‫• هل استمتعت بالقصة؟‬ ‫• ما هو الموضوع االساســي في القصه؟‬

‫• هل يمكنك إخباري بما حدث للبطلة ‪ /‬البطل؟‬ ‫• برأيــك مــا الذي يحدث في القصة؟‬

‫• هل ركّزت القصة على مشكلة أو قضية رئيسية واحدة؟‬ ‫• حــول من تدور االحداث؟‬

‫• إذا كانت اإلجابة بنعم ‪ ،‬ما هي المشكلة؟‬ ‫معينة؟‬


‫ّ‬ ‫• هل البطلة ‪ /‬البطل معرض‪/‬ة لخطر أو اســاءة‬

‫• إذا كانت اإلجابة بنعم ‪ ،‬لماذا تعتقد أنها شكّلت مشكلة بالنسبة للبطلة ‪ /‬البطل؟‬ ‫• ما هي المشــكلة الرئيسية؟‬
‫(إذا كانــت اإلجابــة كال ‪ ،‬فقــم باالســتيضاح والتحقــق أكثــر مــن خــال طــرح أســئلة إضافيــة حــول القصة لتســليط‬
‫الضــوء على المشــكلة الرئيســية)‬
‫• كيف تفاعلت مع هذه المشــكلة؟‬

‫ّ‬
‫تفشي هذه المشكلة في مجتمعك هذه األيام؟‬ ‫• برأيك ما مدى‬
‫• هل كانت الخيارات التي اتخذتها ‪ /‬اتخذها البطلة ‪ /‬البطل جيدة أم ســيئة؟‬

‫• هل تم تقديم أي حل في القصة؟‬
‫• من جعل الوضع أســوأ عما كان عليه؟‬

‫• برأيك ‪ ،‬كيف ستساهم بشكل إيجابي في حل هذا النوع من القضايا في مجتمعك؟‬


‫• هل كان هناك شــخص او اشــخاص يســاعدون بحل المشكلة؟‬

‫• بعض الشخصيات في القصة تظهر بمظهر سيئ برأيك هل السلوك هو السيء او الشخصية بذاتها؟‬
‫• مــا هو الحل المطروح؟‬

‫ستغير النهاية؟‬
‫ّ‬ ‫• إذا طلب منك اختيار نهاية مختلفة لهذه القصة ‪ ،‬كيف‬
‫فعال؟‬
‫• هــل تعتقد‪/‬ي أن الحل ّ‬

‫• ما الذي تعلمته من هذه القصة ومن هم االشخاص اللذين ستشارك معهم هذه المعلومات؟‬
‫• ما الذي كنت ســتفعله بشــكل مختلف لو كنت بطلة ‪ /‬بطل هذه القصة؟‬

‫• ماذا تعلمت من هذه القصة ‪ ،‬وما هي المعرفة الجديدة المكتســبة من القصة التي ترغب‪/‬ين في‬
‫إخبــار أصدقائك وأقاربك عنها؟‬

‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © | ‪57‬‬ ‫‪ © | 56‬مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬


‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان © نشر للمرة األولى في العام ‪2020‬‬
‫كل الحقوق محفوظة‪ .‬ال يجوز نسخ أي جزء من هذا المنشور بأي شكل من األشكال من دون‬
‫الحصول على اإلذن‬
‫المسبق للناشر‪ ،‬ما عدا المقتطفات الوجيزة في االستعراضات‪.‬‬
‫نشرته مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‬
‫للمزيد من المعلومات عن هذا المنشور أو منشورات مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان‪،‬‬
‫يرجى التواصل عبر‬
‫البريد اإللكتروني التالي‪Lebanon@wvi.org :‬‬
‫مؤسسة الرؤية العالمية في لبنان – المكتب الوطني‬
‫فيال سنيورة‪ ،‬المنتزه‪ ،‬بيت مري‪ ،‬المتن‪ ،‬لبنان‬
‫ص‪.‬ب‪ ، 55355 .‬سن الفيل‬
‫الفاكس‪+ 961 4 401 982 :‬‬
‫الهاتف‪+ 961 4 401980 /1 /3 :‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪www.wvi.org/lebanon :‬‬

You might also like