Professional Documents
Culture Documents
بحت حول الوظيفة المالية في المؤسسة الاقتصادية
بحت حول الوظيفة المالية في المؤسسة الاقتصادية
1
حيث ينظر البعض إلى وضيفة التمويل و المحاسبة داخل المشروع على أساس نفس الشيء و قد يتم التجميع بينهما ،و مع ذلك توجد
عالقة وثيقة بين هذه الوظائف .حيث تعتبر المحاسبة المدخل لوظيفة التمويل ،أي أنّ المحاسبة هي وظيفة فرعية من وظائف التمويل.
و تتماشى وجهة النظر مع التنظيم التقليدي ألنشطة المؤسّسة االقتصادية)3(.
( )1عثمانية و آخرون ،أهمية التحليل المالي في المؤسّسة .مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس مالية.
( )2محمد سعيد عبد الهادي ـ االدارة المالية (االستثمار و التمويل ،التحليل المالي ،التحليل المالي )...دار حامد للنشر و التوزيع ـ
الطبعة األولى عمان 2008ص17
( )3عبد الغفار حنفي ـ أساسيات التمويل و االدارة المالية ـ الدار الجامعية للنشر االسكندريةـ الطبعة 2001ص14
المبحث :2الوظيفة المالية ،تنظيمها ،مجاالتها ،دورها و أهدافها.
المطلب :1تنظيم الوظيفة المالية.
ّ
يتضح م ّم ا تقدم أن الوظيفة المالية تعتبر من أهم الوظائف التي تعنى بها إدارة المنظمة و القائمون عليها للدّور الذي يلعبه المال
كوسيلة و أداة و طاقة لتوفير و تفعيل كافة أنشطة المنظمة طيلة حياتها .لذا نجد أنها تحتل مركزا محوريّا في الهيكل التنظيمي و
الخريطة التنظيمية للمنظمة و ترتبط مباشرة بالمدير العام و تتم ّتع على خالف غيرها من الوحدات التنظيمية بسلطات تسمح لها
التدخل و محاسبة كافة الوحدات التنظيمية في تعاملها بالمال المخصّص لها وفق ال ّنظام المالي .و هذه صالحيات و عالقات ّ بالمراقبة و
يفوضها المدير العام شخصيا لهذه الوحدات الحسّاسة و تحت إشرافه المباشر ليضمن استقرار مركزية السّلطة في القرار المالي.
كما أنّ التنظيم الم ّتبع في هذه الوحدة هو تنظيم يعتمد على طبيعة ال ّنشاط و االستفادة من مبدأ تقسيم العمل و التخصّص ،حيث تقسيم
ال ّنشاط فرعين رئيسيين هما:
ّ
• النشاط المحاسبي :و يعنى هذا ال ّنشاط برصد و توثيق إيرادات و مصروفات المنظمة و حساباتها وفق ال ّنظام المالي المعتمد و إعداد
البيانات و الكشوفات الختامية المتعلّقة بذلك.
• ال ّنشاط ال ّتمويلي :و يعنى بتحليل ال ّن شاط المحاسبي و االستفادة من نتائجه و إدارة أموال المنظمة و استثمارها في مشاريعها تعود
بال ّنفع على المنظمة و أصحابها من ماّل ك و مساهمين .كما يجري داخل هذين الفرعين تطبيق التنظيم الوظيفي حسب التخصص و
الكفاءة بما يتناسب و حجم العمل في المنظمة(.)1
المطلب :2مجاالت الوظيفة المالية:
يرتبط مفهوم أو مصطلح المالية بشكل عام بعملية توفير األموال عند الحاجة إليها ،و هي تطبيق للمبادئ و المعايير االقتصادية من
أجل صناعة القرارات المرتبطة بالمورد المالي و جل ما يوجهه ذلك من مشاكل .و في ما يلي سيتم التركيز على اثنين من و جهات
النظر حول المجاالت المكونة لحقل الوظيفة المالية كما يلي:
أـ التقسيم األول لمجاالت المالية:
وزعت بموجب هذا التقسيم المالية إلى ثالثة مجاالت هي:
الطبعة 1ص380 ( )1صبحي جبر العتيب ـ تطور الفكر و األساليب في اإلدارة ـ دار حامد لل ّنشر ـ عمان ّ
)1المالية العامة :و يعرف هذا المجال من مجاالت المالية على أ ّنه ذلك ال ّن شاط الذي يقوم بدراسة االيرادات العامة (الحكومية) و
مصادر هذه االيرادات و كيفية جبايتها ،كما يعني أيضا بدراسة أوجه إنفاق األموال و تأثير ذلك في الحياة االقتصادية و االجتماعية
للمواطنين في البلد المعني.
)2المالية الخاصّة :فتعرف على أ ّنها ذلك ال ّن شاط الذي يهتم بإدارة األموال في منشآت األموال ،من حيث توفير األموال و توجيهها
نحو الفرص االستثمارية التي تساهم في تحقيق األهداف المرجوة من وجود ال ّنشاط الخاص.
) 3المالية الفردية أو الشخصية :هو ذلك المجال الذي يركز اهتمامه على مالية األسرة و الفرد ،من حيث مصادر التمويل ،و كيفية
انفاق هذه األموال بشكل يزيد من قدرها على اشباع حاجاتها و توفير متطلبات حياتها اليومية.
بـ ـ التقسيم الثاني لمجاالت المالية:
يرى هذا التقسيم بأنّ مجاالت حقل المالية هي أربعة مجاالت كل مجال له خصائصه و سماته و أنشطته إال أننها تكمل بعضها البعض.
و هذه المجاالت كم في أدناه:
) 1االدارة المالية :و تطلق بعض المراجع على هذا المجال تسمية مالية الشركة ،و التي تع ّد من أوسع مجاالت الحقل المالي ،و ذلك
من خالل ما توفره من عدد كبير من الفرص الوظيفية .و االدارة المالية تحتل أهمية كبيرة في جميع المنشآت .بما فيها المصارف و
المؤسسات المالية .كما أنّ االدارة المالية هي مهمة أيضا في العمليات الحكومية.
)2االستثمارات :يتعامل هذا المجال مع األصول المالية كاألسهم و السّندات ،و من يتخصص في مجال االستثمار فإن أمامه العديد من
فرص العمل ،فقد يكون أحد حملة األسهم و هو األكثر شيوعا .و قد يعمل حملة األسهم في الشركات الكبيرة لتقديم المشورة إلى
العمالء بشأن أنواع االستثمارات التي تؤخذ بعين االعتبار و مساعدتهم على اتخاذ قرارات البيع و الشراء لألصول المالية.
2
) 3المؤسسات المالية :تمثل هذه المؤسسات منشآت أعمال تتعامل بشكل رئيسي باألمور المالية ،و المصارف ،و شركات ال ّتأمين قد
تكون من بين المؤسسات المالية األكثر شيوعا و انتشارا.
) 4المالية الدولية :و هذا المجال يتضمن بشكل عام أوجه و امتدادات دولية لكل مجال من المجاالت السابقة االدارة المالية،
االستثمارات ،المؤسسات المالية .و قد أخذت هذه االمتدادات تزداد و تتوسع من جراء انتشار ثقافة العولمة في أغلب مناحي الحياة،
األمر الذي أدى الى ظهور الحاجة إلى عاملين يمتلكون المهارات و الخبرات التي تمكنهم من التعامل مع أسعار الصرف و المخاطر
السياسية)1( .
المطلب :3دورها و أهدافها.
-1دور الوظيفة المالية
-1-1دور الوظيفة المالية في المشروع:
تتوقف أهمية و حجم الوظيفة المالية الى حد كبير على حجم المشروع .فالمشروعات الصغيرة تمارس هذه بصفة عامة من خالل
االدارة المحاسبية ،بينما يزداد دور الوظيفة المالية مع نمو المشروع و بذلك تبرز االدارة المالية .و مع كبر حجم المشروع يزداد
نشاط الوظيفة المالية ليشمل تقييم و متابعة المركز المالي.
يتضح ممّا سبق أنّ الوظيفة المالية ضرورية و بصفة خاصة في ظل الحجم الكبير من المشروعات .فقد تستند هذه الوظيفة إلى إدارة
المؤسسة كما في المشروعات الصّغيرة .أو تستند الى إدارة مستقلّة هي االدارة المالية كما في المشروعات الكبيرة)1( .
-1-2الدور األخالقي للوظيفة المالية:
إن المال قوة ،من بيده هذه القوة و يجيد استخدامها و توظيفها شكل مركز قوة ليس فقط لحيازته على هذه القوة أو لقدرته على
استخدامها بل و كذلك لما تمليه هذه القوة و ما تفرضه من اضطالع و مراقبة لكافة األنشطة في المنظمة التي تحتاج لهذه القوة في
تسيير أمورها .و نظرا لهذا المركز الهام و المهمة الحساسة و جب أن يكون هنا دور مكمل لهذا الدور المالي و هو الدور األخالقي
المهني الذي بدونه ال يمكن أن تضمن أن يلتزم المسؤول عن المهمة المالية بأخالقيات التعامل و المعاملة في مجال وظيفته.
و من األمور يجب مراعاتها االدارة أثناء قيامها بمهامها المختلفة و الي تقع ضمن دورها األخالقي ما يلي:
( )1عدنان تايه النعيمي و آخرون ـ أساسيات االدارة المالية ـ دار المسيرة عمان الطبعة 1ص18
( )2صبحي جبر العتيب ـ تطور الفكر و األساليب في اإلدارة ـ مرجع سبق ذكره .ص383
) 1مراعاة السرية في التعامل مع المعلومات المالية التي تطلع عليها وفق المسؤولية المناطة بها و عدم استغاللها لصالحها)1( .
)2مراعاة المسؤولية االجتماعية فيما يقترح أو يتخذ من قرارات مالية تمس مصالح اآلخرين.
) 3العمل على تحسين أوضاع العاملين في المنظمة و ذلك بدعم الحوافز المالية و المعنوية من رواتب و أجور و تعويضات...الخ.
-2أهداف الوظيفة المالية:
• تحقيق أهداف المنظمة و خاصة أهداف مالكيها و القائمين عليها.
• التخفيف من حدة المخاطرة في مجال استخدام أموال المنظمة
• تخفيض التكاليف و االستفادة من اقتصاديات التشغيل.
• زيادة األرباح.
• توفير السيولة النقدية لمواجهة االلتزامات المالية للمنظمة
• وضع نظام مالي للمنظمة تلتزم به كافة الوحدات التنظيمية فيها أثناء ممارستها ألنشطتها المختلفة و التأكد من التزام تلك الوحدات
بهذا ال ّنظام.
• خلق قيمة إضافية تمثل زيادة في ثروة المنظمة كما كانت عليه في البداية)2( .
( )1عبد الغفار حنفي ـ أساسيات التمويل ـ مرجع سبق ذكره ص16
( )2صبحي جبر العتيب ـ تطور الفكر و األساليب في اإلدارة ـ مرجع سبق ذكره .ص375
الفصل :2االدارة المالية كأداة هامة ألداء الوظيفة المالية
لمبحث :1نظرة عامة حول االدارة المالية.
المطلب :1مفهوم االدارة المالية.
االدارة المالية بالمعنى الواسع نظام مالي يجمع بين نظام المحاسبية مثل المحاسبة المالية ،و محاسبة التكاليف و الرقابة المالية .و ذلك
ألنّ بيانات هذه ال ّنظم أو الفروع المحاسبية تساعدها على ال ّنهوض بمهامها و ا ّتخاذ قراراتها.
و عليه فإنّ االدارة المالية يمكن ع ّد ها نظاما واسعا للمعلومات تستمد بياناته من بقية الفروع المحاسبية أو االدارية بغية تحقيق النتائج و
3
اتخاذ القرارات في ضوء تلك المعلومات .ممّا تقدّم يمكن القول بأنّ االدارة المالية عبارة عن تجميع لألموال و معالجة مشكالت
استخدام هذه األموال)1( .
( )1عبد الستار مصطفى الصباح ـ االدارة المالية ـ مرجع سبق ذكره ص13ـ.15
المطلب :2أهمية كل من الوظيفة و االدارة المالية بين العلوم االخرى.
)1المحاسبة :ترتبط االدارة المالية بالمحاسبة ارتباطا وثيقا بل أنها كانت جز ًء من هذا الحقل ثم انفصلت بعد ذلك لتكون وظيفة مستقلة
بحد ذاتها .فالوظيفة المالية هي وظيفة مكملة للمهمات األخرى التي تقوم بها المحاسبة و ليست بديال عنها.
) 2االقتصاد :كذلك ترتبط االدارة المالية بحجم االقتصاد ارتبطا وثيقا سواء كانت هذه العالقة على مستوى االقتصاد الجزئي أو
االقتصاد الكلي .و ذلك ألن الوظيفة المالية تحتاج على المستوى الجزئي إلى معلومات عن موقعها بالنسبة للقطاع الذي تعمل فيه من
ناحية درجة المنافسة و نوعية المنتجات و األسعار و االنفراد في السوق و الناحية التكنولوجية و الكوادر المستخدمة في المنشآت .و
كذلك تحتاج المنشآت المالية إلى معلومات عن االقتصاد الكلّي من ناحية معرفة المشكلة االقتصادية مثل التضخم و االنكماش و الركود
االقتصادي و االزدهار و من ناحية االستثمارات و مبادرة البلد و قوته االقتصادية.
) 3االحصاء :كما ترتبط الوظيفة المالية بعلم االحصاء نظرا الستخدامها استخداما فعاال للمعطيات االحصائية و قوانين االحصاء.
)4التسويق :يعد التسويق علما وثيق الصلة باإلدارة و الوظيفة المالية حيث أنّ انتاج السلعة و زيادة حجم المبيعات و طرح مبالغ
إضافية كبيرة لغرض إنجاح عملية تسويق المنتجات في المنشآت و توجيهها نحو األسواق)1( .
( )1عبد الستار مصطفى الصباح ـ االدارة المالية ـ مرجع سبق ذكره ص.16
المطلب :3الوظيفة المالية و عالقتها بوظائف االدارة(.)1
االدارة نشاط ذهني يختصّ بتنفيذ األعمال بواسطة أشخاص آخرين ،و يحتوي على عدد من المهام المكملة لبعضها البعض و التي
يتعين أن تؤدّي في ال ّنهاية إلى تحقيق األهداف المرجوّ ة .و يمكن تقسيم ال ّنشاط اإلداري إلى عناصره المكونة له و هي:
• تحديد األهداف و وضع أولوياتها.
• وضع السياسات العامة المحققة لألهداف و اقتراح اإلجراءات المؤدية لها.
• التنبؤ بما ستكون عليه الظروف المرتبطة بالمشروع في المستقبل و إعداد الميزانيات التقديرية الحتياجات النشاطات المادية و
البشرية.
• تحديد األعمال و الواجبات المطلوب القيام بها.
• وضع البرامج الزمنية لألعمال المطلوبة.
• تصميم الهيكل التنظيمي ـ تنمية الهيئة اإلدارية و تشغيل التنظيم.
• االتصال بالمرؤوسين و إرشادهم عن كيفية إنجاز األعمال.
• حفز العاملين و ترغيبهم للعمل للوصول إلى األهداف.
• القيام باألعمال ال ّتصحيحية في حالة ظهور انحرافات.
• المتابعة لل ّتأكد من مدى فاعلية العمل ال ّتصحيحي.
وجدير بالذكر أ ّنه ليست العبرة بمسميات وظائف اإلدارة و إ ّنما بمحتوى الوظيفة و توصيفها و أنّ ا ّتجاه هذه الدّراسة نحو تحديد
وظائف االدارة على ال ّنحو السالف اإلشارة إليه إ ّنما يجيء ليخدم أهداف الدراسة المالية ،و فهمها على ال ّنحو الذي سيتضح فيما بعد.
( )1محمد سعيد عبد الهادي ـ االدارة المالية ـ مرجع سبق ذكره ص27
الفصل الرابع :الهيكل المالي في المنظمات االقتصادية و أهم العوامل المحددة ألنواع التمويل.
المبحث األول :الهيكل المالي و لمنشآت األعمال.
المطلب :1مفهوم الهيكل المالي و أهميته.
يعرف الهيكل المالي للمنشأة بأنه هيكل مصادر التمويل أو جانب الخصوم و حقوق الملكية في كشف المركز المالي .كما يعرف أنه
الطريقة التي يتم عن طريقها تمويل المنشأة ،و أ ّن ه يتمثل في فقرات جانب الخصوم و حقوق الملكية من الميزانية العمومية و الذي
يتضمن المديونية قصيرة األجل (الخصوم المتداولة) ،المديونية طويلة األجل (الخصوم طويلة األجل) ،و حقوق الملكية ،كما تم
تعريف الهيكل المالي على أنه تشكيلة المصادر التي حصلت المنشأة منها على األموال لغرض تمويل استثماراتها و هو يتضمن جميع
العناصر المكونة لجانب الحقوق و الخصوم.
و يظهر الجدول التالي مكونات الهيكل المالي:
4
المطلب :2مصادر التمويل قصير األجل.
يعرف التمويل قصير األجل بأنه ذلك االلتزام الواجب السداد خالل مدة ال تزيد عن السنة الواحدة ،و هناك العديد من مصادر التمويل
قصير األجل التي يمكن استخدامها من قبل منشآت األعمال .و من بين هذه المصادر :المستحقات ،الحسابات الدّائنة ،القروض
المصرفية قصيرة األجل ،أوراق سوق ال ّن قد ،و أخيرا التمويل المضمون و في هذه الفقرة سنحاول استعراض مصادر التمويل قصير
األجل:
أ) االئتمان المصرفي :تعمل المصارف التجارية على استالم النقود من الزبائن مقابل منحهم تسهيالت تتضمن :الحسابات الجارية
(الودائع الجارية) ،و حسابات التوفير (الودائع الزمنية) .و تقوم المصارف بإقراض تلك النقود إلى األفراد (قروض استهالكية)،
لمنشآت األعمال (قروض تجارية) و للحكومة (شراء األوراق المالية الحكومية) .و القروض المصرفية هي قروض قصيرة األجل
واجبة السّداد خالل مدّة ال تزيد عن سنة.
و القروض المصرفية قصيرة األجل هي من مصادر التمويل المهمة التي قد تلجأ إليها العديد من منشآت األعمال .و هذه القروض ال
تتم بشكل تلقائي .و إنما تخضع للتفاوض بين المنشأة و بين المصرف .فعندما تحتاج منشآت األعمال إلى األموال لفترة قصيرة و ال
يمكن توفيرها عن طريق االئتمان التجاري أو عن طريق األموال المحققة داخليا (األرباح المحتجزة) فإنها تلجأ إلى استخدام االئتمان
المصرفي.
ب) االتمان التجاري :تقوم منشآت األعمال بشكل عام بشراء ما تحتاجه من مستلزمات تدخل في عملياتها و أنشطتها التشغيلية من
منشآت أخرى على أساس الدفع اآلجل لقيمة تلك المستلزمات .و تظهر قيمة هذه المستلزمات في سجالت المنشأة تحت عنوان
(الحسابات أو الذمم ال ّد ائنة) .و يطلق على هذا النوع من التمويل مصطلح "االئتمان التجاري المكتسب" و يشكل هذا المصدر النسبة
األكبر من إجمالي المديونية قصيرة األجل حيث يصل كمتوسط في منشآت األعمال غير المالية ( )%40من مجموع الخصوم
المتداولة.
ج) األوراق المالية قصيرة األجل :باإلضافة إلى االئتمان التجاري و القروض المصرفية ،قد سادت في السنوات األخيرة مصادر
أخرى لتمويل منشآت األعمال تتمتع بقابلية عالية للتسويق أو التحويل إلى نقد .و هي تلك القروض التي يمكن تداولها (بيعا أو شراءً)
في السوق المفتوح.
د) التمويل قصير األجل المضمون :التمويل المضمون هو ذلك النوع من التمويل القصير األجل الذي يعزز بموجود أو بأصل معين
من المقترض .و أنّ األصول الخاصة بالمقترض المستخدمة بهذه الطريقة يشار إليها بالضمانة .و هذه الضمانة تعمل كمصدر مضاف
لألموال بال ّن سبة للمقرض و في حال فشل المقترض في الدفع في األجل المحدد للقرض .حيث يمكن للمقرض من ال ّتصرف بالضمانة
لتغطية مبلغ القرض و فوائده أو على األقل تغطية جزء من كالهما)1( .
المطلب :3مصادر المويل متوسط و طويل األجل.
تسعى منشآت األعمال المعاصرة في تعبئة الموارد المالية من مصادر متعددة و بأشكال مختلفة وفق الظروف السّائدة .و من بين
المصادر األساسية للتمويل المقترض متوسط و طويل األجل:
المقترض تسديد فوائد دورية طيلة سنوات
ِ أ) القروض طويلة األجل :يعد هذا النوع من التمويل المقترض بمثابة عقد يلتزم بموجبه
القرض إضافة إلى أصل المبلغ المقترض ضمن توقيتات يتم االتفاق عليها مع المقرض .و قد يكون الطرف المقرض منشأة مالية
وسيطة (مصرف ،شركة تأمين )...و تتراوح آجال هذه القروض بين 3سنوات إلى 15سنة.
ب) السندات :السندات التي تصدرها منشآت األعمال هي أوراق مالية ذات دخل ثابت و تتمتع بقابلية التداول ،و هي تمثل عقد طويل
األجل تلتزم بموجبه المنشأة بتسديد دفعات دورية من الفوائد ،التي تمثل كلفة استخدام األموال ،اضافة إلى أصل المبلغ لمن يعمل
السّند.
ج) استئجار األصول :و يطلق على هذا النوع من التمويل الذي تلجأ إليه منشآت األعمال ،بالتمويل ال ّتأجيري ،و يعرف االستئجار
على أنه ترتيب أو عقد يعطى ألحد األطراف الذي يسمّى بالمستأجر الحق باستخدام أحد األصول الثابتة المملوكة لطرف آخر يسمى
بالمؤجر لمدة محددة و مقابل دفعات محددة أيضا تشير إلى بدل اإليجار .كما يعرف استئجار األصل على أنهتلك العملية أو الترتيب
الذي يضمن شراء استخدام األصل لمدة زمنية طويلة نسبيا من دون تملّك األصل)2( .
( )2( )1عدنان تايه النعيمي ـ أساسيات االدارة المالية ـ مرجع سبق ذكره .ص.170
المبحث :2التعريف بأهم العوال التي تؤثر في صياغة الهيكل المالي.
المطلب :1
في هذا المبحث ستشار عدة تساؤالت حول صياغة الهيكل المالي لمنشآت األعمال .من هذه التساؤالت ما يلي :هل يتم تصميم الهيكل
المالي من دون أن تؤخذ العوامل المؤثرة فيه بهدف تعظيم القيمة السوقية؟ أم هناك عدد من العوامل أو المحددات التي يجب أن تأخذها
االدارة المالية بعين االعتبار عند تصميم الهيكل المالي؟ و سيتم مناقشة محددات الهيكل المالي كما في أدناه.
5
المطلب :1استقرار مبيعات المنشأة و الرافعة التشغيلية.
تكون المنشأة في الجانب األمين عند استخدامها نسبة مرتفعة من التمويل المقترض (المديونية) عندما تكون مبيعاتها تتمتع باستقرار .و
عليه فإنّ المنشآت التي تكمل ضمن قطاع الخدمات تكون أكثر قدرة على استخدام التمويل المقترض مقارنة بتلك المنشآت الصناعية.
كما أنّ في حالة بقاء العوامل األخرى ثابتة ،أي بقائها دون تغيير فإن المنشأة ذات الرّ افعة ال ّتشغيلية المتدنية تكون أكثر قدرة على
استخدام التمويل المقترض مقارنة بالمنشآت ذات الرافعة التشغيلية المرتفعة .حيث أن ارتفاع نسبة الكلف الثابتة من مجموع الكلف
التشغيلية ،التي تنجم عن استخدام التكنولوجيا في عمليات االنتاج ،يؤدي إلى ارتفاع درجة الرافعة المذكورة)1( .
المطلب ( :) 2معدل النمو و الربحية.
-المنشأة التي تنمو بمعدالت عالية ,في حال ثبات العوامل األخرى تعتمد يشكل كبير على التموين الخارجي ,األمر الذي يدفعها الى
استخدام التمويل المفترض بشكل واسع لتمويل مشاريعها التوسعية مقارنة بالمنشات ذات معدالت النمو المنخفضة.
كما أنه معروف من خالل استعراضنا الفصول السابقة ,بأن الهدف الرئيسي من الوظيفة المالية هو عمل على تعظيم القيمة السوقية
للمنشأة ,و ان تحليل األرباح قبل الفوائد و الضرائب و حصة السهم الواحد من الربح من المؤشرات التي يجب أن تؤخذ بعين
االعتبار كأول خطوة على طريق تصميم الهيكل المالي أي تحديد المزيج األمثل لمصادر التمويل.
المطلب( : )3المرونة ،التوقيت و المخاطرة.
) 1يؤدي عدم توافر األموال الى عدم تنفيذ بعض المشروعات المربحة ,لذلك فأن االدارة تهتم بالبحث عن مصادر تمويل دائمة و
مستمرة .في حين عندما تكون األوضاع المالية للمنشأة غير مواتية و غير جيدة ينعكس ذلك على أسعار أسهمها في سوق األوراق
المالية .و تشير المرونة المالية هنا الى القدرة التي تتمتع بها المنشأة على تعديل الخطة التمويلية على وقف التغيير الذي قد يحصل في
احتياجها لألموال أي المالئمة بين الظروف المالية السائدة و بين مصادر التمويل المستخدمة .
) 2التوقيت :يعد التوقيت من العوامل ذات الصلة الوثيقة بالعامل السابق ,المرونة ,عند تصميم الهيكل المالي للمنشأة ,أي استخدام
المصدر المناسب في الوقت المناسب و هذا العامل يجعل من المنشأة في حالة استعداد دائم الستغالل الظروف المناسبة و ذلك من
خالل متابعة الظروف السائدة في االقتصاد من حيث تحليل السياسة النقدية المالية لدراسة تأثيرها في كلفة األموال.
) 3المخاطرة :عند الرجوع الى الجانب األيسر من الميزانية العمومية ,أي جانب الخصوم و حقوق الملكية ,نجد أن مصادر التمويل
يتم ترتيبها حسب اجالها المستحقة ,من األقرب أجال الى األبعد أجال أو العكس من ذلك .كما أن الترتيب المذكور قد يرتبط بدرجة
المخاطرة المرتبطة بكل مصدر من مصادر التمويل .و كما هو معروف أن التمويل المقترض قد يكون األعلى مخاطرة بالمقارنة مع
مصادر التمويل الممتلك من وجهة نظر المالكية و ذلك لألسباب التالية:
أ) ال يمكن للمالكين من الحصول على الفوائد اال بعد حصول المقرضين على الفوائد.
ب) في حالة عدم قدرة المنشأة على تسديد الفوائد ,فأن ذلك يؤشر الى تدني المركز االئتماني لها و مما يؤدي الى مطالبة المقرضين
بتصفية المنشأة.
ج) في حالة تصفية المنشأة فان المقرضين لهم األولوية في الحصول على أموالهم ,و ما تبقى من أموال يوزع على حملة األسهم
العادية.
الخاتمة:
و عليه يمكن القول بأنّ الوظيفة المالية تعتبر النواة الرئيسية في المؤسسة االقتصادية و ذلك من خالل إدارة شؤونه المالية بال ّشكل
ّ
المنظمة من الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه. السّليم الّذي يم ّكن
حيث يعكس كل من دورها و أهدافها األهمية التي وجدت من أجلها هذه الوظيفة.
كما أنّ الوظيفة ترتبط بشكل مباشر باإلدارة المالية و ذلك من أجل جعل هذه الوظيفة تترجم إلى أفعال ،كما أنّ الوظيفة المالية تربط
بكل من عملية التحليل و التفصيل المالي و ذلك من أجل جعلها تأخذ المسار الصّحيح نحو تحقيق األهداف المسطرة ،كما ال يمكن
إغفال الدور المالي بإعطاء الدعم الكافي إلنجاح هذه الوظيفة بصفة عامة و المؤسسة بصفة خاصة.
و عليه يمكن القول أن الوظيفة عنصر هام و مهم في المؤسسة االقتصادية ال يمكن االستغناء عنه.
قائمة المراجع:
قائمة الكتب:
• محمد سعيد عبد الهادي ـ االدارة المالية (االستثمار و التمويل ،التحليل المالي ،التحليل المالي ،األسواق المالية الدّولية) دار حامد
للنشر و التوزيع ـ الطبعة األولى عمان .2008
الطبعة 3عمان .2007 • عبد الستار الصباح ،سعود العامري ـ االدارة المالية ( أُطر نظرية و حاالت علمية) ـ دار وائل لل ّنشرـ ّ
• عدنان تايه النعيمي ،ياسين كاسب ـ أساسيات االدارة المالية ـ دار المسيرة للنشر و التوزيع ـ الطبعة 1عمان .2007
6
• عبد الغفار حنفي ـ أساسيات التمويل و االدارة المالية ـ الدار الجامعية للنشرـ الطبعة 1ـ االسكندرية .2001
الطبعة 1ـ عمان .2005• صبحي جبر العتيب ـ تطور الفكر و األساليب في اإلدارة ـ دار حامد لل ّنشر ـ ّ
• كتاب أساسيات االدارة المالية و التمويل – الدار الجامعية االسكندرية – .1997
المذ ّكرات:
• غناي خديجة ـ مذكرة بعنوان التحليل المالي في المؤسّسة ـ لنيل شهادة الليسانس ،قسم علوم مالية ـ دفعة جوان 2010
• الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية – مذكرة تخرج في الليسانس – مالية بوعبد هللا عيسى و اخرون البليدة . 2003
7