Professional Documents
Culture Documents
المقاولة في زمن كورونا
المقاولة في زمن كورونا
اإلجراءات والتحديات
1٬121
272272
يعتبر الفرد داخل البنية الجماعة عنصر مشكل لها يتفاعل وفق نسق معين ،ويتأتر بكل معطى تدخل سواء كان إيجابي أو سلبي .
هذا النمط الذي يفرض نفسه في العالقة التي تربط الفرد /العامل إتجاه الجماعة /المقاولة التي تمركز ببنيتها مجموعة من الجهود
المال ،الخبرة ،الوسائل المادية اللوجيستيكية القادرة على التدخل في الفاعلية والفعالية ،حيت تبقى حياة العامل والمقاومة وجهة لعملة
واحدة ال يمكن فصل أحدهما عن اآلخر.
فمن المعروف أن المقاولة بشكل عام تتأتر بمشاكل تخصها في غالب األحيان منها التقليدية كالمشاكل اإلدارية والمالية ،المنافسةA
،تقلبات السوق إلى غيرها ،إال أنه يبقى األمر مختلف تماما عند القوة القاهرة من حروب ،فياظانات Aوأوبئة التي تفرض على المقاولة
معركة أكبر من اإلمكانات Aالمتاحة لديها ،األمر الذي يقضي بتدخل اإلمكان العام(الدولة ،الحكومة )ليحافظ أو باألحرى يمنح
أوكسجين للمقاولة.
من خالل هذا المدخل تدخلت الحكومة المغربية ،وزارة المالية عبر لجنة اليقظة االقتصادية تدارس أتار و تداعيات جائحة فيروس
كورونا “كوفيد ” 19-وآثارها على المقاوالت الصغرى والمتوسطة التي أصبحت تواجه عدة إكراهات ترتب عنها عدم القدرة على
الوفاء بالتزاماتها الضريبية المتعلقة باإلدالء باإلقرارات وأداء الواجبات المستحقة المنصوص عليها في المدونة العامة
للضرائب.حيت تم اتخاذ تدابير يسمح بصفة استثنائية لألشخاص الذاتيين الراغبين في ذلك ،إمكانية تأجيل من 30أبريل إلى غاية
30يونيو ،2020أجل اإلدالء باإلقرارات المتعلقة بمجموع الدخل الخاضع للضريبة المنصوص عليها في المادة 82من المدونة
العامة للضرائب وكذلك أجل أداء المبالغ المستحقة المرتبطة بها ،بالنسبة ألصحاب الدخول المهنية الخاضعة لنظام النتيجة الصافية
الحقيقية أو نظام النتيجة الصافية المبسطة وبالنسبةألصحاب Aالدخول الفالحي.
باإلضافة كذالك تدخلت لجنة اليقظة اإلقتصادية عبر إجراء استثنائي لدعم المقاوالت المتضررة من فيروس كورونا المعروف
“بضمان أوكسجين “.
وستستفيد من هذه اآللية الجديدة للضمان ،المقاوالت الصغرى والمتوسطة والصغرى جدا التي ال يتعدى رقم معامالتها 200 Aمليون
درهم ،ونظرا للطابع االستثنائي لهده األزمة ،فإن المقاوالت التي يتراوح رقم معامالتها Aما بين 200و 500مليون درهم،يمكنها
االستفادة من هذا التسهيل وحتى تتمكن األبناك من اإلسراع في معالجة طلبات المقاوالت للحصول على التمويل ،قام صندوق الضمان
المركزي بإعطاء
هاته األليةالتي تهدف إلى تخفيف أثار األزمة الناتجة عن جائحة كورونا ودواعيها على المقاوالت ،حيت ستمكن المقاوالت التي
عرفت خزينتها تدهورا بسبب انخفاض نشاطها ،الحصول على موارد استثنائية للتمويل .وذالك بتغطية “ضمان أكسجين” 95في
المئة من مبلغ القرض ،مما يمكن األبناك من مد المقاوالت بقروض استثنائية لتمويل احتياجات أموال الجارية ،في ظرف وجيز.
هاته التمويالت البنكية التي تنضاف إلى القروض األخرى المتاحة ،إلى حدود ثالث أشهر من المصاريف الجارية والمتعلقة على
وجه الخصوص باألجور ،وواجب الكراء وتسديد أثمنة المشتريات الضرورية إلخ… ويمكن لهذه التمويالت البنكية أن تصل إلى 20
مليون درهم.
وبالنسبة للمقاوالت التي ال تتوفر على خطوط تمويل على المدى القصير ،فإن القرض االستثنائي يمكن أن يصل إلى 5ماليين درهم.
تفويض لمؤسسات Aالقروض قصد استعمال ضمانه لجميع القروض التي يقل مبلغها 2مليون درهم.
إال أن هاته اإلجراءات تبقى غير كافية أمام تعنت هذا الوباء العنيد الذكي ،له نفس طويل ممل يفرض على الحكومة تطويق المقاولة
وخاصة المداخل الرئيسة لها وخاصة الموارد البشرية( 113ألف مقاولة أعلنت توقفها مؤقتا عن العمل منذ 15مارس الماضي
نتيجة التأثر بتداعيات انتشار فيروس كورونا 700 ،ألف أجير من القطاع الخاص ،إلى حدود فاتح أبريل على الساعة الخامسة
مساء ،تقدموا بطلبات لالستفادة من التعويض الجزافي الشهري ( 2000درهم)،والحفاظ على المقاوالت ذات اإلنتاج األولوي .فمن
وجهة نظري التي سوف لن تخرج عن دراسة قامت Aبها إحدى النقابات العمالية أن األمر يتعدى حدود اإلمكانات التي توفرها الدولة،
حيت أن أول نتائج الدراسة بينت تتأتر 90بالمائة من المقاوالت ،تليها المقاوالت الصغرى والمتوسطة ،بنسبة 8بالمائة في حين لم
تتأثر باقي التعاونيات إال بنسب محدودة 2بالمائة.
ويرجع تأثر المقاوالت الصغيرة بهذا الشكل السريع ،إلى محدودية قدراتها المالية في مقاومة األزمة ،وبما أن هذه الفئة من المقاوالت
تشكل 95بالمائة من النسيج االقتصادي للمملكة ،فإن الضرر سينتقل ليتسبب في حدوث ركود باإلقتصاد الوطني ،وأن 83بالمائة
من المقاوالت والمؤسسات Aاإلنتاجية أقفلت بشكل تام ،في حين كان هذا اإلقفال جزئيا لدى 17بالمائة اآلخرى،باإلضافة 90بالمائة
من أصل 5ماليين مقاولة مغربية صغيرة ومتوسطة الحجم صارت اليوم في حالة جمود ،ما يعني أن 15مليون شخص وجدو
نفسهم في حالة عطالة.
في ظل هاته اإلكراهات التي يمكن إعتبارها فوق إمكانات المقاولة والدولة تبقى إكراهات ومشاكل عنقودية قد تضاعف فوق المحتمل
والمنتظر ،ونحن نرى إقتصادات كنا ننظر إليها بنظرة ما (إعجاب،إنبهار)..تنهار حيت أصبح سعر برميل النفط األمريكي بأقل من
دوالر .
ومما الشك فيه أن مقاولة قبل كورونا ليست هي مقاولة بعد زمن كورونا الشىء الذي يفرض على المقاولة نفسها والدولة إقتسام
الخسائر واألضرار بالعدل وفق مقدرة كل طرف على حدى ،وخاصة حماية الطرف الضعيف في المعادلة الطبقة الشغيلة.
https://manbar24.com/?p=5525%D9%82%D8%AF