Professional Documents
Culture Documents
تاريخ البطالمه
تاريخ البطالمه
2015/03/05
تاريخ مصر البطلمية 8..محاضرات قيمة للدكتور خالد غريب
يسعد بوابة أثار مصر بالتعاون مع جروب الوعي األثري لصفحة مصر في عيون المرشد السياحي مجموعة من
المحاضرات القيمة والمهمة للدكتور خالد غريب استاذ الحضارة المصرية اليونانية الرومانية المساعد بجامعة القاهرة
عند عودة االسكندر من سيوة بعد زيارته لمعبد الوحي وحينما عاد االسكندر الي منف بعد ان زار معبد الوحي في
سيوة،بدأ في منف االعداد السياسي واالداري لمصر فوضع حاميات يونانية للسيطرة علي حدود البالد وترك امور الدين
في يد المصريين ولكن عهد الي شخص يوناني كان يعيش في مصر وتاجر علي ارضها وهو كليمونيس فقرر االسكندر
ان يكون كليمونيس نائبا له علي ارض مصر ومسئوال عن بناء مدينة االسكندرية وغادر االسكندر مصر مكمال رحلته.
بدأ كليمونيس سيطرته علي البالد من خالل هيمنته علي مصادر الدخل الرئيسية في مصر وهي القمح فقرر شراء القمح
من كافة االطراف التي تزرعه واصبح المسئول االول واالخير عنه اي اتبع نظام االحتكار وله قصة طريفة مع الفيوم
التي كانت تعد اكثر مناطق مصر خصوبة فرفض مزارعوها اعطاء قمحهم Lلكليمونيس فما كان منه اال ان اختلق قصة ان
احد اصدقائه مات في الفيوم حيث خرج من بحيرة قارون احد التماسيح واكله فقرر قتل كافة التماسيح وهنا اسقط في يد
اهل الفيوم الن التمساح كان يمثل لهم الرمز الديني لالله سوبك .وقرر اهل الفيوم ان يعطوه القمح حتي اليفقدوا رمزهم
الديني ،ويبقي السؤال لمن اتبع كليمونيس نظام االحتكار وهو سؤال ستجيب عنه االحداث التاليه .في عام 323قبل
الميالد ارسل كليمونيس عمله تذكارية لالسكندر مدونا عليها اسوار االسكندرية اي انه اكمل بالفعل الهيكل الرئيسي
للمدينة ،ولكن في نفس هذا العام مات Lاالسكندر االكبر في بابل عن عمر ياهز ال 33عام والنعلم هل مات االسكندر عن
حمي اصابته ام اغتاله بعض جنوده بايعاز من زوجته الفارسية وكان بعض الجنود حسب راي بعض المؤرخين يكرهون
ترك بالدهم الكثر من عشر سنوات المهم مات Lاالسكندر وترك زوجته حامل في طفل ،وكانت االراء قد بدأت تتشعب Lبين
ترك الجمل بما حمل والعودة الي اليوناني واالستمرار في الفتوحات او تقسيم ممتلكات االسكندر .هنا يبرز دور برديكاس
نائب االسكندر وذراعه االيمن الذي يذكر المؤرخون ان االسكندر اعطاه خاتم الملك قرر برديكاس دعوة القادة الي
االجتماع لمناقشة Lالوضع بعد موت االسكندر ومن بداية االجتماع كان رافضا تماما لفكرة العودة الي اليونان الن هذا
يضيع عليه فرصة الهيمنة ولذا كان االقتراح ان يتم االنتظار حتي تضع زوجة االسكندر اوليدها فإن كان ذكرا كان له
جزء من ملك ابيه اما ان وضعت انثي فيكون الحكم بالكامل الخو االسكندر غير الشقيق وهو فيليب ارهيدايوس وكان شابا
مصاب ببعض المشاكل العصبية او حالة صرع وبالفعل وضعت زوجة االسكندر ابنها االسكندر الرابع فاصبح ملك
االسكندر بين طفل رضيع وشاب مصاب بمشاكل نفسية واصبح برديكاس وصيا علي العرش ووافق القادة علي ذلك في
مقابل ان يكون كل منهم مسئوال عن والية من واليات االسكندر ومايهمنا هنا مصر حيث وقع االختيار علي بطلميوس بن
الجوس ليكون وليا عليها ويبدو انه كان هناك اتفاق علي ذلك حيث وصل بطلميوس الي مصر بعد اقل من اسبوعين وعند
وصوله الي مصر استقبله كليمونيس مرحبا مقدما له ميزانية مصر 8000تالنت فضة وكان هذا مبلغ رهيب وميزانية
كبيرة وهنا يكون الرد علي سؤال هل كان كيمونيس يعمل لنفسه ام من اجل مصر خاصة ان الوضع كان رائعا اقتصاديا
ولكن بطلميوس لم ينتظر كثيرا فقرر ابعاد كليمونيس من اجل السيطرة علي مصر فقتله .وكان بطلميوس ينظر الي مصر
علي انها شقة ايجار يسكنها باشراف برديكاس يدفع له االيجار ولكن كان همه االول هو السيطرة علي هذا البلد وجعله
مثل البناء التمليك وبدأ من هنا مشروعه التوسعي كانت الخطوة االولي االتفاق مع قائد موكب االسكندر للجنازة ان يتم نقل
الموكب الي مصر ليدفن االسكندر فيها وليكون هذا مؤشرا ان مصر هي عاصمة ملك االسكندر ،وهنا يفرض التساؤل هل
دفن االسكندر فعال في مصر وهل قبل القادة االخرون هذا ام ان االسكندر له ضريح رمزي .اظن انه دفن في مصر في
منف بداية ثم نقل الي االسكندرية في عهد بطلميوس الرابع بعد اتمام السوما الملكية هناك ،وكان مشروعه الثاني هو
لسيطرة علي حدود مصر الشمالية الشرقية المعروف تجاوزا باسم جوف سوريا وعلي حدود مصر الغربية في منطقة
برقة اي انه جعل هناك ذراع امتداد لمصر وعند هذه الخطوة تحرك وبقوة برديكاس ضد بطلميوس وحاربه مع بقية القادة
ولكن تمكن بطلميوس من هزيمة برديكاس والسيطرة عليه وشراء ذمم جنوده فسقط برديكاس وانهار معه اخر شئ يتصل
باالسكندر بعد قتل بقية اسرته وبدا بطلميوس الذي كان قائدا مقربا لالسكندر وكتب كتابا عن حياته ويعني اسمه العدواني
في الهيمنة علي مصر كاملة ودخل في مفاوضات مع القادة لتتحول بذلك اماراتهم الي ممالك مستقلة والسؤال وماذا بعد ؟
بطلميوس والذي يعني اسمه العنيف أو العنيد بدأ حكمه مسالما Lبأن قلد االسكندر في إنشاء Lمدينة باسمه هي بطلمية
وموقعها اآلن المنشاة سوهاج وكان يقصد بهذا ان يجد لنفسه مكانا قريبا من طيبة مركز ثقل المصريين في الصعيد والتي
لم يتمكن االسكندر من دخولها وبدأ يدخل فيها اليونانيين مع المصريين سعيا لحالة التمازج بين الطرفين لكن هيهات
فالمصريون كانوا دائما وأبدا رافضين العنصر اإلغريقي حتي ان المصادر الديموطيقية كما اشرنا من قبل كانت عرف
اليونانيين بأنه msy n kmtأي مولود في مصر أو n msy n kmtأي لم يولد في مصر وكانوا يلفظون من لم يولد في
مصر ويقول هيرودوت في القرن الخامس قبل الميالد ان المصريين كانوا انفين جدا وموسوسين في النظافة بشكل لم أراه
أبدا.
بدأ بطلميوس في نفس الوقت يسعي لمشروعه التوسعي في شرق مصر من جوف سوريا وغربها في برقة وهو ماأزعج
القادة اآلخرين فبدئوا الحرب الباردة ضده من إشعال الفتن ضده في مثل جزيرة الكيكالديس في أواسط آسيا وكان لمصر
حامية فيها فأرسل انتيجونوس يحتلها فأرسل لهم بطلميوس سالح وعتاد كبير جدا ساعدها في إيقاف زحف انتيجونوس
وأطلق أهل الجزيرة علي بطلميوس لقب سوتير أي المنقذ ومن هنا بدأت فكرة ان كل حاكم من البطالمة يضيف لقب الي
اسمه مرتبط بمناسبة أو حدث غير تقليدي.
أكمل بطلميوس األعمال في اإلسكندرية وعمل علي إيجاد مجمع الهي خاص للمدينة وهنا بدأ اليونانيون يسعون ان يكون
الثالوث اإللهي يوناني واستعمل المصريون الفكر المصري وحين استشعر الملك هذا األمر قرر تشكيل لجنة مشتركة من
المصرين واليونانيين الختيار مجمع الهي يرضي الطرفين وكان رئيس الوفد المصري مواليا لإلغريق بشكل كبير وهو
مانيتون السمنودي الذي كتب كتابا عن تاريخ مصر اغفل فيه ذكر ملوك المرحلة االنتقالية بعد األسرة الثالثين والتي كان
من أشهر حكامها الملك خباش الذي يحوي سيرابيوم سقارة تابوت حجري له من أروع النماذج الحجرية.
المهم اتفق المجتمعون انه الخالف علي ايزيس التي كانت معروفة ولها مقاصير باسمها في اليونان وغيرها كما عبدت في
اإلسكندرية كربة للفنار وكان الخالف بعدها علي الزوج فاتجه المصريون نحو هيئة أوزير حب وهي الهيئة المحنطة
الوزير وقرأها اليونانيون اوزيرابيس وحين نزيل ال (أو) في البداية لكونهم اعتبروها أداة تعريف يكون سيرابيس أو
زيرابيس وهذا يؤكد ان سيرابيس إلها مصريا وليس كما يدعي بعض المؤرخين انه من سينوب في قبرص وان االسكندر
حلم بأنه سيشيد مدينة كبيرة في الشرق ويكون الهها من سينوب وكان االبن هو هيئة حورس االبن وهو حورباغرد الذي
أطلق عليه اليونانيون اسم حربوقراط وماثلوا بين صفاته وبين ايروس الطفل اله الحب.
كان بطلميوس يسعي بكل الطرق الي تجنيب البالد للحروب وقبل وفاته بعامين عام 286قبل الميالد اختار ابنه األكبر
بطلميوس ليكون ملكا في حياته واستبعد ابنه بطلميوس الصاعقة الذي كان يعيش في قبرص وابنته ارسينوي التي كانت
متزوجة في اليونان وسيكون لنا معها وقفة طويلة.
وصل بطلميوس الثاني الي الحكم وكان مختلفا كليا عن أبيه المحارب المحافظ علي مكتسبات Lاألسرة كان محبا للثقافة
والفنون لدرجة ان موكب االحتفاالت في اإلسكندرية كان يستقطب الكثيرين من جميع أنحاء العالم وانشأ أول حديقة حيوان
تحدث عها ابوللونيوس في وثائق زينون واكمل مشروع أبيه بإنشاء مكتبة اإلسكندرية وتوسيعها بشكل كبير وكان يقوم
بإيقاف إرسال القمح الي اليونان حتي يستغيثوا فيطلب األعمال األدبية والشعرية المعروفة لكتابها لنسخها Lوحين يحصل
عليها يقوم بنسخها لليونانيين ويحتفظ للمكتبة باألصول ،والمكتبة شهدت Lعظمة وأبهة لم تشهدها أي مكتبة أخري وهنا البد
من التوقف ولو قليال للحديث عن حريق المكتبة فالكثيرين يتهمون يوليوس قيصر بحرق المكتبة وهو أمر التؤكده أي من
المصادر التاريخية حتي بلوتارخ الذي تناول كل جوانب نهاية عصر البطالمة ولكن مااحترق هو جزء من المكتبة وليس
الكل والدليل ان بلوتارخ قال ان ماركوس انطونيوس اهدي لكليوباترا السابعة 200000 Lكتاب لتضعهم في مكتبة
اإلسكندرية وكان هذا بعد موت يوليوس قيصر بعشر سنوات ويبدو ان المكتبة احترقت في العصر الروماني إبان ثورات
المسيحيين عام 272ميالدية ضد اإلمبراطور اوريليان.
ويمكن بناء علي هذا التفسير ان نعتبر تلك الحروف هي اختصار لنص لوحة التأسيس ويكون النص كما يلي:
اإلسكندر الملك ابن زيوس يشيد
في عام 323قبل الميالد أرسل كليمونيس نائب اإلسكندر الذي عين علي اإلسكندرية عملة لملكه عليها اسوار المدينة
ولكن لسوء حظه مات اإلسكندر قبل ان يري درة مدنه وحواضره التي اصبحت سيدة البحر المتوسط وقبلة العالم
الهلينستي ،وقد خلفت المدينة العديد من األثار منها ماهو باقي حتي األن ومنها مانتدارسه من خالل كتابات المؤرخين
ومن بين أهم أثار المدينة:
-1جبانة كوم الشقافة
-2مقبرة األلباستر وكشف عنها في موقع جبانة الالتين
-3مقبرة انطونيادس وكشف عنها عام 1944في حديقة انطونيادس -حي النزهة
-4مقبرة الدخيلة والتي تؤرخ بالقرن الثاني قبل الميالد
-5مقبرة الحضرة والتي كشف عنها عام 1941خلف المستشفي اإليطالي بالحضرة
-6مقبرة سيدي جابر
-7جبانة الشاطبي
-8جبانة مصطفي كامل
-9جبانة األنفوشي
-10مقابر المنتزة
-11مقابر سوق الورديان
-12جبانة القباري والتي كشف عنها عام 1941وتقع المقابر إلي الشمال من الكوبري ،وفي عام 1997أثناء إنشاء
الكوبري الذي يربط بين بوابة 27من الميناء الغربي والطريق إلي القاهرة ،عهد المجلس األعلي لالثار إلي معهد
دراسات Lاإلسكندرية بالقيام بحفائر طوارئ في الموقع ،ولحسن الحظ امكن الكشف عن العديد من المقابر األخري.
وبجانب المقابر هناك العديد من المعابد مثل معبد االرسينوي وكان يقع إلي الغرب من الحي الملكي ويشير سترابون إلي
معبد أخر الرسينوي بالقرب من أبو قير ،معبد القيصروم وقد شيدته كليوباترا من أجل ماركوس انطونيوس وقامت بنقل
مسلتين من هليوبوليس إلي أمام المعبد ،وأكمل المعبد اإلمبراطور اوغسطس الذي وضع فيه مقصورة ألفروديت.
ومن أهم األثار المتبقية في المدينه حتي األن :
-1معبد الرأس السوداء :
كشف عن هذا المعبد عام 1936وهو معبد من تلك التي يطلق عليها المعابد النذرية ،وقد شيد هذا المعبد القائد الروماني
ايزيدورا وكرسه إلي عدة الهة عساهم يساعدونه علي الشفاء من كسر اصاب قدمه إثر سقوطه من علي عجلته الحربية،
وقد نقل المعبد إلي جبانة منطقة جبانة الالتين عام 1994وكشف فيه عن خمسة Lتماثيل إليزيس وحربوقراط
وهرمانوبيس إضافة إلي تمثالين لإلله اوزيريس كانوب ،والتماثيل الخمسة األن محفوظة بالمتحف اليوناني الروماني.
المعبد مكون من طابقين ويقع مثل غيره من المعابد الرومانية علي ربوة مرتفعة وسيجاوره قريبا بمشيئة هللا متحف
الموزاييك.
-2جبانة الشاطبي:
تقع الجبانة إلي الشمال من مدرسة سان مارك في اتجاه البحر ,وتؤرخ بالنصف األول من القرن الثالث قبل الميالد وهي
من أقدم جبانات األفراد وتعد واحدة من اهم مقابر اإلسكندرية حيث كشف فيها عن بعض تماثيل التناجرا ،وبعض األواني
المعروفة باسم أواني الحضرة.
مدخل المقبرة (رقم 1في الرسم التوضيحي) يقود إلي صالة عرضية (رقم )2ثم إلي صالة ثانية (رقم )3وفي النهاية
الفناء المفتوح(رقم)4
إلي الشرق من هذا الفناء يوجد حجرة صغيرة (رقم )5قد تكون ممر ثم حجرة الدفن (رقم)6
وقد استخدم في هذه المقبرة ثالثة طرق للدفن :أما الطريقة األولي فتتم بوضع الجثة علي السرير الجنائزي وهذا هو
األسلوب المستخدم في حجرة الدفن حيث اليزال موجود سريران ،أما االسلوب الثاني فهو الدفن في فتحات في الحوائط
وهو مايعرف باللوكالي ،هذا باالضافة إلي طريقة حرق الجثة ووضعها داخل االواني المسماة اواني الحضرة ،حيث كانت
منطقة الحضرة هي أول موقع يتم الكشف فيه عن تلك النوعية من األواني.
وتتميز هذه المقبرة بزخارفها Lالمتنوعة من حيث األعمدة الدورية او األيونية باإلضافة إلي أشكال النوافذ واألبواب الوهمية
مما يجعلنا نعتقد بوجود تأثيرات مصرية في المقبرة.
-3جبانة مصطفي كامل
كشف عن هذه الجبانة عام 1933أثناء تجهيز األرض إلنشاء ملعب للكرة إلي الشمال الشرقي لثكنات مصطفي كامل.
تضم الجباة اربعة مقابر منفصلة ،وتؤرخ بنهايات القرن الثالث وبدايات القرن الثاني قبل الميالد ،وسنكتفي هنا بشرح
تخطيط المقبرتين 1،2
المقبرة االولي :وتبدأ بسلم يقود إلي فناء مربع يحيط به من الجوانب االربعة حجرات وفي منتصف الفناء مذبح (رقم 1
في الرسم التوضيحي) وطراز االعمدة المستخدم هو الطراز الدوري والحجرات متعددة لكن اهمها علي اإلطالق هي
حجرة الدفن (رقم ) 10والتي كانت تحوي التابوت لكنه غير موجود األن ،وعلي بابها قائمة بأسماء Lيونانية ربما لزوار
المقبرة.
بجانب الدفنة الرئيسية يوجد كذلك دفنات علي هيئة اللوكالي عددها 9فتحات ،ونالحظ استمرارية التأثير المصري حيث
يوجد قواعد علي كل جانب يحوي تماثيل علي هيئة ابو الهول مما قد يعني ان المقبرة استخدمت كمركز عبادة او معبد.
ومن اهم مايميز هذه المقبرة كذلك نقش الفرسكو الشهير في الحائط الجنوبي ويمثل هذا النقش سيدتين تتوسطان ثالثة
فرسان ،وبين الفارس األول والسيدة مذبح مستدير وكل فارس يمسك إناء ويرتدون المالبس العسكرية ،وربما يعكس هذا
المنظر ان المقبرة استخدمت لدفن جنود.
المقبرة الثانية :تبدأ مثل المقبرة األولي بسلم يقود إلي فناء المقبرة ،جنوب الفناء يوجد عمودان بينهما ممر يقود إلي حجرة
(رقم ) 2وعلي جانبيها فتحتين كل منهما يحتوي علي دفنتين كل منهما فوق األخري.
من خالل عمودين اخرين نمر إلي حجرة صغيرة تشبه الممر الذي يقود إلي حجرة بداخلها مائدة قرابين وكذلك بقايا
السرير الجنائزي (رقم)3
في الغرب عثر علي حجرة اخري بها تابوت علي هيئة السرير (رقم)4
ومن خالل دراسة تخطيط المقبرتين يمكن مالحظة انهما تشبهان البيت اليوناني وفي بعض االجزاء المعبد المصري
القديم.
-4جبانة كوم الشقافة:
يقع حي كوم الشقافة Lإلي الجنوب من حي مينا البصل ،وكوم الشقافة هو الترجمة الحديثة لالسم اليوناني وتحريفه الالتيني
وسبب التسمية كثرة البقايا الفخارية التي كانت تتراكم في هذا المكان.
مقبرة كوم الشقافة Lذات الثالثة طوابق من نوع المقابر األرضية المحفورة في الصخر التي انتشرت في روما وغيرها في
القرون الثالثة األولي الميالدية ويتميز تخطيط هذه المقبرة بتناسب األحجام ووضوح الشكل العام ،إضافة إلي انها تمثل
شكال جليا إلختالط الفن المصري القديم مع الفن اليوناني والروماني.
عثر علي هذه المقبرة بطريق الصدفة عام ( 1900كشف عنها سقوط احد الحمير في البئر) وكان تعقيد تخطيط المقبرة
مع إختالف عناصرها الزخرفية هو أحد األسباب التي دفعت عددا من الباحثين إلي ان هذه المقبرة لم تبن دفعة واحدة
يرجع اقدم أجزاء المقبرة إلي المرحلة مابين القرنين األول والثاني الميالديين ،ويبدو أنها كانت خاصة بأحد العائالت
الثرية ثم استخدمت بعد ذلك لدفن العامة Lبعد ان تولي امرها جماعة من اللحادين ،ولكن المقبرة الرئيسية لم يحدث بها اي
تغيير ،حيث أن اللحادين كانوا يستخدمون طريقة للدفن تسمي اللوكالي وهي عبارة عن فتحات Lفي الجدار توضع فيها
الجثة.
وتتكون المقبرة من:
-1مدخل فوق األرض
- 2سلم حلزوني يدور حول بئر اسطواني او مسقط نور محفور في الصخر قطره حوالي 6متر ،ويصل عمقه الحالي إلي
نحو عشرة امتار تقريبا ،والسلم مبني من كتل حجرية مربعة شكلت فيها نوافذ مستديرة من أعلي تعتبر الواجهة الداخلية
من بئر اإلضاءة ،وكان الميت يدلي بالحبال من مسقط النور حتي يصل إلي الطابق االول ،ويبلغ عرض السلم نحو متر
وعشرون سنتيمتر ،وسقفه علي شكل قبو مبني من 5صفوف من القطع الحجرية المتالصقة ،وكان األحياء يستخدمونه
للنزول ،ومن المالحظ أن درجات السلم السفلية اكثر ارتفاعا من الدرجات العلوية والسر في ذلك هو ان الصاعد من
الجبانة بعد اتمام الزيارة يكون اكثر نشاطا وقدرة في القاع ،ولكنه يصاب بالتعب كلما اقترب من سطح األرض ولذا تبدو
الدرجات العلوية كأنها طريق حلزوني قليل اإلنحدار وليس سلما فعليا.
- 3الطابق االول األرضي :يتكون من المدخل وصالة مستديرة تسمي الروتندا وصالة التريكلينيوم ذات الثالثة ارائك
والتي تعرف تجاوزا بإسم صالة المأدبة ،إضافة الي الصالة التي تعرف خطأ بإسم صالة كاراكال والتي كانت جزء من
مقبرة مجاورة.
اما عن المدخل فهو عبارة عن مكان صغير مغطي بقبو عند اخر لفات السلم ،علي جانبيه فجوتان متساويتان اسبه
بالمحراب ،ولك منهما مقعد نصف دائري بشكل الفتحة وله سقف مزخرف علي هيئة الصدفة المحفورة في الصخر،
وزخرفة الصدفة هي زخرفة رومانية انتشرت خالل العصر االنطونيني اي منتصف القرن الثاني الميالدي.
ويبدو ان هذين المقعدين كانا كعامل مساعد لراحة الصاعد ،ويؤدي المدخل الي الروتندا التي يتوسطها بئر قطره ستة
امتار تقريبا ،ويرتكز سقف الصالة علي ستة اعمدة وعلي حافة الحائط كانت توجد خمسة رؤوس ادمية معروضة األن
بالمتحف اليوناني الروماني في االسكندرية.
الي اليسار من الروتندا توجد صالة المأدبة وفيها كان يجتمع اهل المتوفي لتناول الطعام عند زيارة المقبرة والصالة عبارة
عن حجرة مربعة وبها ثالثة ارائك واربعة اعمدة من الطراز الدوري.
اما إلي اليمين فتوجد الصالة المعروفة خطأ بإسم صالة كاراكال وكان السبب في هذه التسمية هو الكشف عن عدد كبير من
العظام وظن البعض انها عظام الدميين قتلوا إبان مذبحة كاراكال في اإلسكندرية عام ،217ولكن لوحظ ان هذه العظام
بعد فحصها تبين انها كانت لخيول كانت تدفن في هذا المكان بعد موتها في السباقات Lالرياضية ،كما كشف كذلك عن نقش
لإللهة نمسيس ربة الرياضة ،وعليه فإن هذه الصالة كانت صالة للخيول المقدسة وليست لالدميين.
- 4السلم المؤدي إلي حجرة الدفن الرئيسية :ويقع في نهاية الصالة المستديرة من ناحية الغرب وهو سلم مصمم بإنحدار
شديد ويتكون من 15درجة واسعة االربعة الولي منها يبلغ عرضها مترين وعشرين سنتيميتر والدرجات الباقية اقل
عرضا ،نالحظ ان سقف السالم مزخرف بنفس زخرفة الصدفة وفي نهاية السلم نجد منصة تشبه منصة الملقن في
المسرح ،تخفي اسفلها سلم كان مغمورا بالمياه وقت اكتشاف المقبرة.
خلف هذه المنصة نجد دهليز يتكون من عمودين مستديرين في الوسط يرتكزان علي قاعدتين ذات زوايا مثمنة الشكل،
وتيجان وقواعد االعمدة مزخرفة بعناصر نباتية مختلطة من الفن الروماني والفن المصري
في الجدارين االيمن وااليسر نجد دعائم مزخرفة بأوراق البردي واألكانتوس وفوق االعمدة نجد افريز وعتب منقوش
عليه قرص الشمس المجنح بين صقرين ،ويعلو هذا العتب افريز مسنن نهايته عند السقف علي شكل قوس يتوسطه قرص
الشمس.
يلي هذا الدهليز دهليز اخر يشبه في تخطيطه الدهليز االول وعلي جانبيه نجد في الحائط تجويفين علي شكل ناووس
يحتويان علي تمثالين لرجل وامرأة مصنوعين من الحجر الجيري االبيض ويمثالن بال ادني شك صاحب وصاحبة
المقبرة ،وهما من حيث الحركة والمالبس علي الطراز المصري ،اما من حيث مالمح الوجه وتصفيف الشعر فيغلب
عليهما الطابع الروماني
يلي ذلك حجرة الدفن التي تتكون من باب مصري الطابع اعاله كورنيش علي الطراز الفرعوني يتوسطه قرص الشمس
المجنح وينتهي من اعلي بصف من زخرفة الصل الملكي المقدس.
علي جانبي الباب نجد قاعدتين علي شكل الناووس المصري يعلوهما ثعبانان كبيران يلبس كل منهما التاج المزدوج
ويرمز هذان الثعبانان الله الخير في العالم االخر (االجاثادايمون) وبجانب كل ثعبان من الخلف كماشة Lترمز لالله هرميس
وهو رسول االلهة ومرشد الموتي الي العالم االخر ،ومن االمام صولجان رمز االله ديونوسوس ويعلو كل ثعبان نقش
مستدير علي هيئة الدرع يتوسطه رأس الجورجون او الميدوزا والتي كانت حسب اساطير اليونان يتحول كل من يراها
الي حجر ،وربما كان المقصود بها ارهاب اللصوص وحماية المقبرة ممن تحدثه نفسه بالعبث في المقبرة.
حجرة الدفن مربعة وهد ذات ثالثة فجوات واحدة في مواجهة المدخل واثنتان علي الجانب ،ونالحظ وجود نحتين بارزين
علي الجدار الخلفي للحجرة يمثل المعبود المصري انوبيس ولكن بمالمح رومانية تماما.
سقف حجرة الدفن مقبب يستند علي اربعة دعامات مزخرفة بعناصر فنية مختلطة ،وفي كل فجوة من الفجوات يوجد
تابوت منحوت في الصخر وربما كانت الجثث توضع في فجوة داخل التابوت من فتحة من الممر الخارجي المحيط بهذه
الحجرة وربما كان السبب في هذا التصميم هو ان التابوت ليس من الرخام ولكن من الحجر الرملي وكان مصمم المقبرة
يخشي ان يؤثر تحريك التابوت علي كيان المقبرة المعماري ،فجعل التابوت والغطاء كتلة واحدة.
التوابيت من النوع الروماني وزخرفتها تتكون من فستونات وجماجم الثيران وعناقيد العنب ورأس الميدوزا
اما عن المناظر علي حوائط التابوت فهي ذات طابع جنائزي مصري قديم وهي منقولة من علي جدران طيبة من عصر
الدولة الحديثة.
التابوت الموجود قبالة المدخل ممثل عليه زخرفة عبارة عن عقود من الزيتون والغار يتدلي منهما قناعان احدهما ينتمي
الي ابيمن السليني احد اتباع ديونوسوس ،واالخر يرمز الي الميدوزا ،ويعلو العنقود عند منتصفه نحت بارز يمثل سيدة
مضطجعة ربما كانت صاحبة التابوت.
يزين الحائط خلف التابوت منظر يمثل اوزيريس اله الموتي علي هيئة مومياء ترقد علي سرير مقدمته علي شكل رأس
االسد يحمل تاج اوزيريس ويعلوه قرص الشمس ،وبين رجلي االسد االماميتين ريشة رمز ماعت ربة العدالة ،وعند رأس
الجثة يوجد االله جحوتي ممسكا بيده اليمني صولجانا وبيده اليسري عالمة الحياة ،اما عند القدمين فنجد االله حورس
برأس صقر عليها التاج المزدوج ويمسك بيده صولجان وبيده اليمني اناء يخرج منه نبات.
يقف خلف السرير االله انوبيس رب التحنيط برأس ابن اوي يلبس رداء روماني يعلو رأسه قرص الشمس بين حيتين وفي
يده اليسري اناء علي شكل زهرة اللوتس
تحت السرير ثالثة اواني كانوبية لحفظ االحشاء ،وعادة ماتكون اربعة وعدم وجود االناء الرابع ربما جهل من الفنان او
ربما ضيق الحيز او ربما وهذا هو االرجح ان يكون االله انوبيس قد ادي الدورين ،دور اله التحنيط من ناحية ودور احد
ابناء حورس من ناحية اخري ويؤكد هذا ان االناء الغير موجود كان الذي يمثل هيئة انوبيس.
علي جانبي التابوت منظران :االيمن يمثل كاهنا يلبس جلد الفهد ويضع علي رأسه تاج ذو ريشتين ،ويقدم زهرة اللوتس
وكأسا لسيدة ربما تكون هي المتوفاة ،تضع هذه السيدة علي رأسها شعر مستعار يعلوه قرص الشمس ،وترفع السيدة يدها
كأنها تتقبل التقدمة وبين الكاهن والمرأة يوجد مذبح علي شكل زهرة اللوتس .اما المنظر االيسر فيمثل كاهنا يتلو ادعية
من ملف بردي بين يديه ،وامام هذا الكاهن يقف رجل هو المتوفي يمسك بيده اليمني شيئا غير واضح ،ربما يمثل قرن
الخيرات او مشعل ،ويرفع يده اليسري علي رأسه التي يعلوها قرص الشمس ويفصل الكاهن والمتوفي مذبح تخرج من
جانبيه زهور اللوتس وعلي المذبح إناء صغير يحتوي علي نبات او بخور.
التابوت االيمن :يتوسط واجهته رأس ثور يرمز الي التضحية او القرابين وعلي جانبيها عنقودي عنب يتوسطهما من اعلي
رأس الميدوزا ،علي الحائط خلف التابوت موجود االله سيرابيس علي هيئة العجل ابيس يقف علي قاعدة وامامه هيئة
امبراطور يلبس تاجا مزدوجا يقدم قالدة االوسخ للعجل ويقف خلف العجل الهة مجنحة ربما تكون االلهة ايزيس
المنظر الجانبي االيسر للتابوت يمثل االله بتاح علي هيئة مومياء ممسكا Lبكلتا يديه بصولجان ويضع فوق رأسه قرص
الشمس وامامه هيئة ادمية بينها وبين االله مذبح تخرج من جوانبه غصون علي شكل زهرة اللوتس وعلي المذبح إناء ،اما
المنظر الجانبي االيمن قيمثل هيئة ادمية وامامها اله برأس الكلب وعلي رأسه قرص الشمس.
المناظر المصورة علي التابوت االيسر يشبه تماما مايمثل علي التابوت االيمن مع بعض االختالفات مثل:
- 1وجود اشكال نصف دائرية فوق صورة العجل ابيس معلقة علي مايشبه الحبل
-2رداء االلهة المجنحة مزخرف بالحيات المقدسة
- 3اجنحة االلهة مصورة بدقة ووضوح اكثر من االلهة الموجودة علي الناحية اليمني
علي جانبي التابوت منظران :االول يمثل الها ربما يكون اوزيريس في شكل المومياء ،علي رأسه قرص الشمس وذراعاه
متقاطعتان علي ظهره ،وامام االله يقف امبراطور في زي مصري يمسك بريشة العدالة وعلي رأسه تاج االتف وبين االله
واالمبراطور مذبح.
المنظر الثاني يمثل الها برأس صقر وعلي رأسه التاج المزدوج وامامه الهة برأس ادمية ترمز الي ايزيس ممسكة Lفي يدها
صولجان وبين االله وااللهة مذبح عليه اناء
حول حجرة الدفن الرئيسية يوجد منظر يتميز بتخطيطه البسيط وسقفه المسطح ونحت في جداره االيمن صفان من فتحات
الدفن المعروفة باسم اللوكالي يبلغ عددها نحو الثالثمائة.
يتضح لنا من وصف هذه المقبرة ان اإلسكندرية في العصر الروماني قد احتفظت بحضارة ذات طابع خاص وان روما
فضلت احترام عادات وتقاليد المصريين ،حيث نالحظ وجود العديد من المناظر المأخوذة من مقابر الدولة الحديثة
الفرعونية.
-5السيرابيوم
معبد سيرابيس الذي يمثل رأس الثالوث السكندري مع ايزيس وحربوقراط ،ويقع في حي كرموز في شارع عمود
السواري ،وقد كشف االن رو عن لوحات تأسيس المعبد ومن هذه اللوحات يتضح ان المعبد اكتمل بناؤه في عهد الملك
بطلميوس الثالث ايورجيتيس ،في العصر الروماني اعاد اإلمبراطور هادريان تجديد المعبد ووضع فيه تمثال لسيرابيس
محفوظ األن في المتحف اليوناني الروماني
وقد تهدم هذا المعبد تماما وتحول الي كنيسة باسم يوحنا المعمدان.
-6عامود دقلديانوس
اقيم هذا العامود علي تل في منطقة السيرابيوم وهو مهدي من والي االسكندرية بوستوموس الي االمبراطور دقلديانوس
والذي اعفي سكان االسكندرية بعد ثورتهم ضده وحصاره للمدينة
بدن العامود من الجرانيت االحمر ويرتفع قرابة الستة وعشرون مترا وخمسة وثمانون سنتيمترا وهو بذلك اعلي عامود
اثري في مصر معروف حتي االن.
يطلق بعض المؤرخين علي هذا العامود اسم عامود بومبي بناء علي رواية مفادها ان يوليوس قيصر قد وضع رأس
بومبي بعد قتله فوق هذا العامود ،بينما اطلق عليه العرب اسم عامود السواري الرتفاعة مثل السارية
وطبقا لرواية المقريزي فإنه كان يوجد في هذا الموقع 400عامود اقيموا ايام صالح الدين لحماية المدينة وان هذا
العامود كان اعالهم وان تاج العامود كان يسمح بجلوس 22شخص لتناول الطعام.
-7مايسمي المسرح الروماني بكوم الدكة
تعد منطقة كوم الدكة من اهم المناطق في االسكندرية حيث يضم عددا كبيرا من أثار المدينة ،وقد اطلق المؤرخون علي
هذا الموقع عدة تسميات من بينها كوم ديماس وكلمة ديماس تعني حمام وربما كانوا يعنون بذلك الحمامات Lالكثيرة التي
كانت منتشرة في هذا الموقع.
كان االثري Hogarthمن اوائل العلماء الذين تحدثوا عن الحمامات Lفي كوم الدكة ثم جاء البولنديون وكشفوا عن الموقع
الذي يعرف باسم المسرح الروماني ،وهذا المبني علي شكل نصف دائري ومدخله الي الغرب وعدد مدرجاته 13مدرج
وجد علي بعضها ارقام باليونانية ربما كانت لتحديد اماكن المتفرجين.
هذا المبني يؤرخ بالقرن الرابع الميالدي ،وهو في هيئته االخيرة هذه اليمثل مسرحا بل ربما يكون قاعة استماع او قاعة
غناء (اوديون) بينما يميل البعض الي انه يمثل المجلس التشريعي لإلسكندرية (البولي) والذي صدر بناء علي مرسوم من
االمبراطور سبتيموس سفيروس عام 200ميالدية.
والسؤال لماذا ننكر علي هذا المكان كونه مسرح المدينة؟
- 1من المعروف ان اإلسكندرية كانت عاصمة لمصر ايام البطالمة وكانت اهم المدن ايام الرومان ،لذا فليس منطقيا ان
يكون بها مسرح اليحوي اال 500كرسي فقط
- 2العديد من االشارات التاريخية اكدت وجود المسرح ،كما اكدت نفس تلك المصادر إلي كبر مساحة Lهذا المسرح،
والادل من قول عمرو بن العاص حين ارسل لعمر بن الخطاب يقول انه فتح مدينة اإلسكندرية ،وأن تلك المدينة كانت من
المدن العجيبة حيث وجد بها 400مسرح ،كما اشار المقريزي إلي مسرح اإلسكندرية الذي كان يحوي 1000000فرد
وعلي الرغم من المبالغة في الرقم اال انه يؤكد اهمية ومكانة مسرح اإلسكندرية
( المحاضرة الخامسة )
كانت محاضرتنا الرابعة هدنة أثرية قدمنا فيها لبعض النماذج األثرية من اإلسكندرية وفي هذه المحاضرة نعود الي
التاريخ البطلمي وكنا قد توقفنا عند شخصية بطلميوس الثاني وكيف انه كان مهتم بالفنون واآلداب عكس أبيه بطلميوس
األول وقام كما اشرنا بإكمال مكتبة اإلسكندرية التي كان أبيه بطلميوس األول قد بدأ في إنشائها بناء علي نصيحة صديقه
األثيني ديمتريوس الفاليري الذي تحتفظ منطقة سقارة له بتمثال مع الفالسفة اليونانيين.
لكن طبول الحرب كانت تأبي إال ان تدق علي رأس بطلميوس الثاني حين تحركت القوات السليوقية علي حدود مصر
الشرقية مطالبة بحق األسرة السليوقية في منطقة جوف سوريا وهي منطقة قد تقترب من رفح الفلسطينية ودخل الجيش
المصري في حرب لم يخرج إليها الملك كعادة الجيوش ولكنه أرسل قائد قواته وتمكنت القوات المصرية من تحقيق
انتصار كبير وهو مايعرف تاريخيا بالحرب السورية األولي وبعدها قام الملك انطيوخس األول حاكم سوريا بمخاطبة قادة
االسكندر القدامى ليقفوا ضد أطماع البطالمة وأنهم سيقوموا بالهيمنة علي ممتلكاتهم Lفزحفت قوات متنوعة األشكال
واألطياف وتمكنت من هزيمة الجيش المصري في الحرب السورية الثانية وكان من نتائجها ان تزوجت ابنة بطلميوس
الثاني من ابن الحاكم السليوقي وكان حسب العقيدة اليونانية ان السيدة هي التي تدفع المهر فقدمت الفتاة مهرها جزء من
ممتلكات البطالمة علي حدود مصر الشرقية ولذا تعرف هذه الفتاة بأنها حاملة المهر.
وبعد هذا جاءت الي مصر أخت الملك بطلميوس الثاني الملكة ارسينوي الثانية بعد ان فقدت زوجيها ووقع أخوها في حبها
وهام بها عشقا وابعد زوجته برينيكي الثانية وتزوج من ارسينوي الثانية وأطلق علي نفسه من هذه اللحظة اسم فيالدلفيوس
أي المحب ألخته بينما أطلقت هي اسم فيالدلفيا أي المحبة ألخيها وأهداها إقليم الفيوم وبعد موتها أطلق اسمها علي اإلقليم
كله.
مات بطلميوس الثاني عام 246وانتقل الحكم البنه بطلميوس الثالث الذي كان نموذجا للملك الحق الذي جمع بين أبيه
بعلومه وفنونه وبين جده بقوته وكان ان تلقي خبر ان زوج أخته ابن ملك السليوقيين والذي أصبح ملكا قد مات فسعد Lكثيرا
الن أخته كانت قد وضعت طفال فأصبح بهذا من حق أخته ان تكون ملكة وصية علي ابنها لكن لم تكتمل فرحته حين علم
بباقي الخبر وهو ان أخته وابنها قد قتال علي يد زوجة الملك السليوقي الثانية ،حينها خرج بطلميوس الثالث في حرب
ضروس ووصل الي حد انه فتك بكل قيادات السليوقيين وأصبح حكمهم Lسهال في يده فيما يعرف تاريخيا بالحرب السورية
الثالثة لوال ان جاءه الخبر ان الفيضان في مصر لم يكن كافيا وانه سبب مجاعات للمصريين الذين ثاروا علي الملك وهنا
كان قرار الملك بكل جرأة ان يترك كل ماكسبه من هذه الحرب ويعود الي مصر مسرعا وحين عاد كان المصريون
يتوقعون انتقاما ملكيا لكنه فتح مخازن الغالل للمصريين ورفع عنهم الضرائب وسامح من أساء إليه وهنا اجتمع الكهنة
المصريون في كانوب وأصدروا مرسوم كانوب 1وفيه شكروا الملك وأطلقوا عليه اسم ايورجيتيس أي الخير أو الطيب
وسمح الكهنة لملوك البطالمة بالبناء في الصعيد ولذا نجد تباشير الخير في دندرة وادفو ومعابد البطالمة تظهر مع هذا
الملك الذي مالبث ان انشأ كذلك معبد السيرابيوم في اإلسكندرية لثالوث المدينة األكبر ،وأصبح العالم الخارجي كله يعرف
قيمة مصر ومكانتها.
عام 221قبل الميالد توفي بطلميوس الثالث وترك الحكم البنه بطلميوس الرابع الذي حمل لقب فيلوباتور أي المحب ألبيه
وكان شخصا مختلفا تماما عن أبيه محبا للملذات والدنيا واجتمع حوله أصدقاء السوء وكان أشهرهم سوسيبيوس
واجاثوكليس اليهوديان الذين صورا له األمور أنها هادئة يمكنه السيطرة علي أي مشاكل فورا وصدق هذا ولكنه كان
اليعلم ان السليوقيين كانوا يعدون العدة لالنتقام لإلذالل الذي مر بهم أيام أبيه وهو لم يكن يدرك كل هذا حتي انه من باب
االستهانة قال انه سيدرب المصريين الذين لم يكونوا يعملون في الجيش وفي عام 217قبل الميالد وقعت المعركة الفارقة
في تاريخ البطالمة والتي تعتبر المسمار األول في نعشهم وهي معركة رفح أو الحرب السورية الرابعة حيث زحف
السليوقيون علي مصر فقابلهم الجيش المصري مقسما الي ثالثة أقسام األول القسم الملكي علي الخيول والثاني الجيش
اليوناني علي األفيال والثالث علي األرض بالعصا وهم المصريون وبدأت الحرب ولم يدم وقتا طويال حتي انسحب الملك
وجيشه بالخيول واألفيال مسرعا ولم يتبق إال المصريون وكان أمامهم Lأمرين لثالث له إما الهروب أمام جحافل السليوقيين
أو االستمرار في الحرب وكان القرار سريعا بالوقوف علي األرض واالستمرار وتحققت المعجزة وتمكن المصريون من
تحقيق انتصار علي السليوقيين الذين شغلتهم الغنائم فسقطوا وهنا شعر المصريون أنهم يستطيعوا حكم بالدهم فثاروا
رافضين الملك بطلميوس الرابع بل أصدروا في رفح مرسوما أطلقوا علي الملك فيه الملك الطفل كنوع من اإلذالل وقام
الملك بإصدار إعفاء عام عن كل المتهمين في أي قضية وانتهي األمر بأن أقام الملك معبدا في دير المدينة اعتذارا
للمصريين وقام الفنانون المصريون برسم الملك أمام آمون وحتحور وماعت متذلال بل وصل األمر انه للمرة األولي
واألخيرة في التاريخ المصري يصور محاكمة Lالملك أمام اوزيريس في معبد وكان كل هذا مؤشرا ان أسرة البطالة تتجه
نحو النهاية,وهو ماسوف نتابعه في المحاضرة التالية
(المحاضرة السادسة)
كنا في المحاضرة السابقة قد تناولنا عصر بطلميوس الرابع فيلوباتور ومدي تأثير الحرب السورية الرابعة أو مايعرف
بمعركة رفح علي البطالمة وحكمهم في مصر وكيف ان الملك قد خسر جزءا كبيرا من مكانته وشعبيته واستشعر
المصريون للمرة األولي في تاريخهم مع البطالمة بقوتهم وإمكانية أال يكونوا مزارعين فقط فقامت Lالثورات واالحتجاجات
والملك يقدم التنازالت لهم وانتهي األمر عام 205قبل الميالد بوفاة بطلميوس الرابع وكانت زوجته ارسينوي الرابعة قد
أنجبت له طفل هو بطلميوس الخامس عمره خمس سنوات وفي هذه الحالة ستكون األم وصية علي الطفل الصغير وهو ما
لم يرضي به اجاثوكليس سوسيبيوس فقتلوا الملكة األم وخرجوا الي شرفة القصر معلنين وفاة الملك العظيم بطلميوس
الرابع وزوجته الملكة ارسينوي الرابعة وقدموا وصية مزورة ان الملك عهد إليهما بالوصاية علي ابنه بطلميوس الخامس
وهنا ثارا لمصريون وهجموا علي القصر الملكي وامسكوا باليهود وحاكموهم في الجمنزيوم ( الجمنزيوم كلمة يونانية
معناها العاري ثم حرفت الكلمة بعد ذلك لتصبح المكان الذي تمارس فيه الرياضة بدون مالبس وكان جمنزيوم اإلسكندرية
يستخدم مكانا للتقاضي) وعينوا بيتوزيريس وصيا علي الطفل وحين وصل بطلميوس الخامس Lالي سن الحكم استقل بحكم
مصر وحمل لقب ابيفانس أي الظاهر وكان عليه مواصلة تقديم اإلعفاءات للمصريين ولكنه كان أكثر خبثا فقد صادف
نهاية حكم أبيه إعالن بعض الوطنيين المصريين الستقالل الصعيد فقام بمحاصرة الصعيد ماديا ومعنويا واشترط لرفع
الحصار ان يتخلي قادة االنقالب عن عملهم وبالفعل أعلن القادة استسالمهم للحفاظ علي بالدهم فقام الملك بالقبض عليهم
وقتلهم وهو مااوجد حالة من الحنق ضده وبدأ من ناحية أخري يصدر قرارات إلرضاء الكهنة لعلمه بمدي تأثيرهم في
البالد وقام الكهنة باالجتماع عام 196قبل الميالد في منف شاكرين للملك إعفاءاته للمعابد وللكهنة وأصدروا مرسوم
كانوب 2وفيه قالوا نشكر الملك العظيم ابيفانس علي مافعله لنا ولكنه فعل مايقضي به القانون وفعل مافعله Lمن قبل أبيه
وجده وهنا نالحظ في هذا المرسوم عدة نقاط:
- 1ان لهجة المصريين ابتعدت عن احترام الحاكم واجتمعوا في منف العاصمة المصرية وليس كانوب
-2أنهم لم يشكروه شكر النفاق ولكن شكرا انه نفذ القانون
- 3ان الكهنة وللمرة األولي بدئوا النص بالهيروغليفية تاله الديموطيقية وفي النهاية اليونانية أي قدموا اللغة المصرية
القديمة علي اللغة اليونانية
هذا المرسوم هو نموذج من مرسوم للكهنة وزع علي أقاليم مصر وعثر الفرنسيون علي نسخة منه عام 1799حين حفر
قناة سان جوليان برشيد وهو المعروف بحجر رشيد والمحفوظ اآلن في المتحف البريطاني بلندن ومن خالله تمكن جان
فرانسوا شامبليون من قراءة بعض رموز اللغة المصرية
في هذه المرحلة المتدهورة من تاريخ مصر قام السليوقيون بزعامة انطيوخس الرابع بمهاجمة Lمصر واستولوا علي جوف
سوريا فيما يعرف بالحرب السورية الخامسة Lووقعت معاهدة بين مصر والسليوقيين بمقتضاها أصبحت جوف سوريا ملك
لألسرة السليوقية ويتزوج الملك بطلميوس الخامس Lمن ابنة انطيوخس الرابع الملكة كليوباترا األولي وكان هذا أول ظهور
السم كليوباترا في التاريخ البطلمي ويعني اسم كليوباترا ذات األب المجيد.
انتهي حكم بطلميوس الخامس دون أي شئ يذكر سوي ضياع هيبة مصر داخليا وخارجيا وانتقل الحكم من بعده لزوجته
كليوباترا األولي التي أنجبت ثالثة أبناء بطلميوس السادس فيلوماتير أي المحب Lألمه وبطلميوس الثامن وكليوباترا الثانية
وكان ليها ان تختار الحكم بين أبنائها فاختارت Lبطلميوس السادس مع زوجته وأخته كليوباترا الثانية ،بينما يتجه بطلميوس
الثامن الي قبرص لممتلكات مصر هناك المتبقية وكان ان قرر الملك السليوقي الدخول الي مصر محاربا ومحتال لمصر
وقبض علي الملك وآسره وأزله وهنا ظهرت للمرة األولي بصورة مباشرة في مصر دولة روما التي كانت قد خرجت من
حربها ضد هانيبال ملك قرطاجة منتصرة منتشية حيث أرسلت مندوبا للملك السليوقي يطلبه بالخروج من مصر فرفض
في البداية وهنا قال له لتخرج قال لنتفاوض قال لتخرج قال ألفكر فقام ورسم علي األرض بعصاه دائرة وقال له اخرج
من مصر قبل ان تخرج من هذه الدائرة.
خرج بطلميوس السادس من اآلسر فوجد مفاجأة من العيار الثقيل حيث استولي أخوه بطلميوس الثامن علي العرش وقتل
ابن أخيه الذي أعلنه الكهنة ملكا وهو بطلميوس السابع واغتصب ابنة أخيه كليوباترا الثالثة وهو مادفع المصريون للثورة
عليه وساعدهم ان بطلميوس السادس هرب الي روما طالبا عونها ضد أخيه فساعدته وأبعدت أخيه ،الذي خرج من مصر
ومعه ابنة أخيه التي اتخذها له زوجة
عاد بطلميوس السادس الي مصر وبدال من البحث عن حلول لكوارث البالد نجده يقرر الدخول في حرب ضد السليوقيين
وبالطبع لم يكتب له أي نجاح وان كان القدر كان رحيما بمصر فمات الملك قبل الوصول الي حدود سوريا.
قرر المصريون ان يسامحوا بطلميوس الثامن ويعيدوه الي مصر ملكا مع ابنة أخيه التي أصبحت زوجته كليوباترا الثالثة
وهربت زوجة أخيه الي سوريا وهناك أسس لها السليوقيون مدينة انطيوخيا التي حورت الي أنطاكية بعد ذلك.
جاء بطلميوس الثامن واصدر عفوا عاما كبيرا عن كل المصرين وكل الجرائم وكل الثورات وسامح الجميع فأطلق عليه
المصريون لقب ايورجيتيس الثاني أي الخير أسوة بجده بطلميوس الثالث.
لم يستمر حكم بطلميوس الثامن طويال وان كانت مصر قد بدأت تستعيد معه بعض قوتها االقتصادية ومات تاركا الحكم
لزوجته كليوباترا الثالثة التي أنجبت له بطلميوس التاسع االسكندر األول ،وبطلميوس العاشر االسكندر الثاني ن
وكليوباترا الرابعة وكليوباترا الخامسة Lالمعروفة باسم كليوباترا سيليني أي القمر
ماذا حدث بعد هذا دخلت مصر في مرحلة الفوضى الشاملة؟المحاضرة التالية نتناول فيها نهاية حكم البطالمة وكليوباترا
السابع ودخول روما الي مصر مستعمرةL
(المحاضرة السابعة )
انتهينا في لقائنا السابق الي ان أسرة البطالمة أصبحت في حالة فوضي وشدت فوضي األسرة مصر الي مستنقع الفوضى
وأصبحت مصر تحت حماية روما تختار من تشاء لتعينه وتبعد من تشاء.
جاء بطلميوس الثامن ايورجيتيس الثاني وفتح صفحة مع المصريين أساسها Lالمحبة والتسامح لكن بموته انتقل الحكم الي
زوجته كليوباترا الثالثة التي كان لها من األبناء أربعة اختارت ابنها األكبر بطلميوس التاسع ليكون ملكا وتزوج من أخته
كليوباترا الرابعة وحمل لقب سوتير الثاني ولكن الملكة األم لم تحب كثيرا ابنتها زوجة الملك فأبعدتها وزوجت ابنها من
أخته االخري كليوباترا الخامسة سيليني أي القمر ولكن االبن كان عاشقا لزوجته فترك مصر الي روما هاربا واختارت
الملكة إالم ابنها بطلميوس العاشر ليكون ملكا وحمل لقب االسكندر األول ولكنه لم يلبث في الحكم إال شهورا قليلة وثار
عليه المصريون وقتلوه وأصبح عرش مصر خاليا وهنا دخلت روما مرحلة جديدة من هيمنتها علي مصر من خالل
إعالنها بوجود ابن لبطلميوس التاسع أنجبه من سيدة رومانية حين وجوده في روما وجاء بطلميوس الحادي عشر الذي
حمل لقب االسكندر الثاني ولكنه لم يمكث إال ثالثة أشهر نهب فيها باسم روما مااستطاع نهبه وهرب من مصر وحاولت
روما فرض سيطرتها للمرة الثانية علي مصر لكنها فشلت في إرسال مندوب عنها حيث أعلن المصريون رفضهم لألمر
واختاروا ابنا لبطلميوس التاسع كما أعلنوا ورشحوه ملكا وهو الملك بطلميوس الثاني عشر الذي حمل لقب نيوس
ديونوسوس وكان محبا جدا للناي والعزف عليه فأطلق عليه المصريون لقب الزمار وكان موضع سخرية من المصريين
وكانت زوجته تحمل لقب كليوباترا السادسة Lوأنجبت له بنت هي كليوباترا السابعة وولد هو بطلميوس الثالث عشر وفي
عام 58قبل الميالد قام المصريون بثورة كبيرة عليه اضطر معها الملك للهرب من مصر الي قبلة البطالمة روما تاركا
ابنه في العاشرة من عمرها وابن في السابعة Lوهناك كان عليه ان يدفع الرشاوى من أموال مصر محاوال العودة للحكم
ولكن رجال السيناتو كان عليهم ان يكملوا حلب ماتبقي من خير مصر وهنا نشير الي مايرويه بعض المؤرخين من ان
يوليوس قيصر سئل لماذا التهاجم مصر اآلن فكان رده ولماذا إنها تموت بالفعل وعلينا االنتظار بدال من إرهاق جنودنا
وظل بطلميوس الثاني عشر الزمار محاوال العودة دافعا ومستدينا بالربا من الرومان حتي عام 51حين قرر السيناتو
أعادته الي مصر وكانت الحملة بقيادة بومبي وماركوس انطونيوس وعند بوابة مصر الشرقية كان ينتظر الملك زوجته
وابنته الجذابة كليوباترا ابنة ال 17ربيعا فتاة مكتملة األنوثة وابن هو بطلميوس الثالث عشر عمره 13عام وبمجرد ان
رأي ماركوس انطونيوس هذه الفتاة إال وسقط في هواها لكنه لم يكن هناك مايسمح من الوقت ليكون معها لكنه لم ينساها.
كان النشاط الوحيد الذي قام به بطلميوس الثاني عشر هو إنجابه لطفل أخر هو بطلميوس الرابع عشر وتوفي الملك عام
48تاركا ابنته الكبرى التي تمرست علي الحكم مع أخيها في غياب أبيها ولكن كانت المشكلة هي من يحكم المصريون
يرفضون حكم المرأة لكن كليوباترا السابعة تري نفسها أحق الناس بالحكم ورفض السكندريون وهربت كليوباترا الي
الصحراء لتعد جيشا ضد أخيها.
في هذا الوقت كانت الحرب مشتعلة بين يوليوس قيصر وبومبي في روما وفكر بومبي في الهروب الي مصر التي اليمكن
ان تنسي انه ساعد بطلميوس الثاني عشر في العودة الي مصر وبالفعل وصل الي مصر لكن الجنود الرومان الذين كانوا
في مصر نصحوا بطلميوس الثالث عشر ان يتخلص منه ليكسب Lود يوليوس قيصر الذي كان في طريقه الي مصر خلف
بومبي وبالفعل قتل بومبي في اإلسكندرية وحين وصل يوليوس قيصر بكي صديقه جدا ،وبدأت رحلة مصر مع يوليوس
قيصر الذي طلب مقابلة كليوباترا وبطلميوس الثالث عشر ليتابع معهما Lمشاكل الحكم ولكن كليوباترا كانت بعيدة عن
اإلسكندرية وبطلميوس معد أموره لقتلها ان اقتربت من اإلسكندرية ولكن كليوباترا كانت تشعر باالهانة ان لم تقابل
يوليوس قيصر وهنا اقترح عليها خادمها Lالفارسي ان تدخل اإلسكندرية ملفوفة ومحمولة علي األعناق وبالفعل خلعت
كليوباترا مالبسها إال من مالبس رقيقة ولفها الخادم في سجادة ووصلت الي اإلسكندرية وهناك سأله حرس القصر فقل
إني تاجر فارسي ارغب في تقديم هدية الي يوليوس قيصر ودخل الي القصر الذي كان موجودا فيه بطلميوس الثالث عشر
مع يوليوس قيصر وفتح السجادة أمام يوليوس قيصر فخرجت كليوباترا كأنها فينوس ربة الجمال الرومانية تخرج من
الصدفة وهنا غلب اإلعجاب يوليوس قيصر بينما صرخ بطلميوس الثالث عشر صرخة مدوية اعتبرها أتباعه استغاثة
فهجموا علي القصر لكن كليوباترا اختبأت خلف يوليوس قيصر طالبة حمايته وهنا كان السكندريون بين أمرين إما قتل
يوليوس قيصر والدخول في حرب ضد روما أو االستسالم وقامت الحرب في اإلسكندرية وهي حرب اإلسكندرية 47قبل
الميالد ونجا خاللها يوليوس قيصر مرتين من القتل وكان عليه ان يستدعي بقية أسطوله من عرض البحر فنصحه بعض
اليهود بحرق األسطول الموجود في ميناء اإلسكندرية ليلفت نظر أسطوله خارج المدينة وبالفعل هجمت جيوش روما علي
اإلسكندرية وعندها قرر بطلميوس الثالث عشر التخلص من حياته حماية للمدينة ومصر,وأصبحت كليوباترا ملة علي
مصر بموجب قرار روما.
(المحاضرة الثامنة )
نختتم اليوم محاضراتنا في تاريخ البطالمة في مصر وكنا قد توقفنا في لقائنا الماضي عند كليوباترا السابعة Lوطلبها
المساعدة مباشرة من يوليوس قيصر ضد شقيقها بطلميوس الثالث عشر وكيف ان األمر انتهي بموت األخ وإعالن
كليوباترا ملكة علي مصر وتزوجت صوريا من شقيقها بطلميوس الرابع عشر ولكن كان عليها ان تسدد فاتورة مساعدة
روما لها فخرجت في رحلة نيلية مع يوليوس قيصر استمرت أربعة أشهر عادت منها حامل من يوليوس قيصر الذي
تركها وعاد الي روما ليواجه مشكالت Lالمعارضة من ناحية ومشكلة انه متزوج من رومانية والقانون الروماني يحرم
الزوجة الثانية ويحرم الزواج الثاني.
سعت كليوباترا من كل جهاتها Lلدعم اقتصاد مصر ونجحت الي حد كبير ووضعت سياسة لمصر بمساعدة ابنها من
يوليوس قيصر هذا االبن الذي أطلقت عليه بطلميوس الخامس عشر لكن المصريون رفضوا وأطلقوا عليه اسم قيصرون
أي قيصر الصغير وهناك رواية ألحد المؤرخين تشير الي ان كليوباترا كانت بكرية أي والدتها األولي وتعبت كثيرا
وطلبت مساعدة من يوليوس قيصر فأرسل لها طبيب فتح في جانب البطن ليخرج الجنين وهي ماعرفت بعد ذلك بالعملية
القيصرية أي التي بدأت مع أبناء القياصرة.
عام 44قبل الميالد قامت كليوباترا وطفلها بزيارة روما الي يوليوس قيصر ليساعدها ورحب بها كثيرا وأقامت في قصر
فخم لكن أتت الريح بما التشتهي السفن حيث تجمع معارضوه عليه في السيناتو وبدئوا يلقفوه بالسهام وجاء ابنه بالتبني
بروتس وطعنه طعنة قاتلة فقال له حتي أنت يابروتس إذن فليمت قيصر فقال له يموت قيصر وتعيش روما ياابي.
عادت كليوباترا الي مصر تجر أذيال الخيبة فقد دخلت روما في دوامة الصراع بين أصدقاء وأعداء يوليوس قيصر،
والذي انتهي بانتصار أصدقائه وكان يتزعمهم اوكتافيوس وماركوس انطونيوس وبعد االنتصار اتفق الصديقان علي
رعاية أمالك ونفوذ روما في الخارج والداخل فتزوج ماركوس انطونيوس من أخت اوكتافيوس وخرج الي الشرق لمتابعة
ممتلكات روما وفي طرسوس طلب من حكام سوريا ومصر ان يلتقوا معه فحضرت كليوباترا ومعها ابنها وبمجرد ان
رآها ماركوس انطونيوس إال وتذكر هذه الفتاة الجميلة التي القاها مع أبيها فهام بها إال أنها كانت قد تعلمت من درس
يوليوس قيصر فلم تستجب له إال من خالل الزواج فوافق وأنجبت له ابنين توأم وأعلن ان ابنها من يوليوس قيصر ابن
شرعي وإنها ملكة لمصر مع ابنها ،وهنا وقع في الخطأ فكليوباترا زوجة أجنبية وزوجة ثانية هذا من الناحية القانونية كما
أنها جرحت قلب أخت اوكتافيوس زوجة ماركوس انطونيو.
بدأ اوكتافيوس يعد العدة لإلطاحة بالعاهرة التي تتالعب برجال روما حسب Lوصفه وبدأ يحاول مع ماركوس انطونيوس ان
يترك كليوباترا لمصيرها معه ،ولكن ماركوس انطونيوس رفض األمر وهنا اتخذ اوكتافيوس قرار بمباركة السيناتو ان
يقضي علي حكم كليوباترا فقام بضرب القوات المصرية في اكتيوم علي سواحل اليونان ،فتحركت القوات المصرية الي
اكتيوم دفاعا عن القوات المصرية وهناك لقيت كليوباترا وماركوس انطونيوس هزيمة قوية دفعتهم للتحرك الي مصر
وطاردهم اوكتافيوس الي مصر حيث حاصرهم في اإلسكندرية وابتعدت كليوباترا عن ماركوس انطونيوس حين شعرت
ان حبه لها أضعفه ولم يقويه فآثرت ان تتحرك بمفردها للدفاع عن بالدها وملكها ومات ماركوس انطونيوس حزنا علي
ترك حبيبته له.
انتصر اوكتافيوس وحاصر كليوباترا التي بدأت تراسله من اجل ان تخرج من مصر وتترك الحكم ألبنائها لكنه رفض
فطلبت ان تبتعد هي وأسرتها عن مصر لكنه اخبر رسولها ان اتفاقه مع روما ان تأتي كليوباترا مقيدة بالسالسل في
شوارع روما.
ولما يئست كليوباترا كان أمامها خياران إما الحرب أو الموت كملكة ففضلت الحل الثاني فتجرعت السم من الكوبرا
وماتت وان كان بعض المؤرخين يشيرون الي ان اوكتافيوس نجح في الوصول إليها وقتلها وهو مايفسر عدم وجود قبر
لها معروف حتي اآلن.
دخل اوكتافيوس الي الجمنزيوم ووقف متحدثا الي المصريين بيونانية ركيكة معتزا بحضارة مصر ،ولكنه رفض للكهنة
ان يقدس العجل أبيس ألنه اليعبد حيوانات ،كما رفض كذلك ان يزور قبور البطالمة ألنه اليزور اموات وان زار قبر
االسكندر وهنا السؤال لماذا يزور قبر االسكندر ويرفض زيارة قبور البطالمة؟ هذا راجع الن ملوك الرومان كانوا دائما
يزورون قبر الملك الذي يخلفونه في الحكم وهو بهذه الزيارة يعلن انه خليفة السكندر ويسقط 300عام من حكم البطالمة.
من هذه اللحظة أصبحت مصر والية رومانية تتبع اإلمبراطور ويحكمها Lوالي من طرفه طبقا إلرادته وحمل اوكتافيوس
لقب اوغسطس أي المهيب تكريما له من السيناتو عام 27قل الميالد
كيف أصبحت مصر في العصر الروماني وماهي سياسة Lالرومان فيها هذا هو محور حديثنا في الموسم القادم بإذن هللا .
موثقون في 11:30ص
مشاركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
‹
›
الصفحة الرئيسية
عرض إصدار الويب
من أنا
موثقون
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي