Professional Documents
Culture Documents
Kaheel Encyclopedia 11
Kaheel Encyclopedia 11
موسوعة الكحيل
11
سلسلة من األبحاث والمقاالت العلمية تشمل جميع مواضيع اإلعجاز العلمي في
القرآن والكريم والسنة النبوية مدعومة بالصور والتوثيق العلمي
في الجزء الحادي عشر من هذه الموسوعة العلمية نستعرض بعض االفتراءات التي
يسوقها الملحدون والمشككون حول هذا القرآن ،ونحاول الرد عليها بشكل علمي
هل هناك تناقض في القرآن كما يدعي المشككون؟ وهل القرآن من تأليف الرسول
العصر ،ولكن هللا يأبى إال أن يسخر لهذا القرآن من يستخرج عجائبه ويرد هذه
االفتراءات بشكل علمي ...فاهلل تعالى وصف كتابه في أول صفة في القرآن بقوله:
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اب َال َرْي َب فيه ُه ًدى لْل ُمَّتق َ
ين) [البقرة.]2 : ( َذل َك اْلك َت ُ
ولذلك سوف نرى من خالل هذه السلسلة من رد االفتراءات أن هللا تعالى قد أودع في
شك
القرآن الكريم كل الحقائق العلمية التي تثبت أن القرآن بالفعل "ال ريب فيه" أو ال ّ
فيه.
ومن تلك االفتراءات على كتاب هللا تعالى ،أن القرآن يؤكد أن األرض ُخلقت أوالً ثم
خلقت السماء ،ويستدلون على ذلك بقوله تعالى في اآلية التاسعة من سورة فصلت
ان) السم ِ
اء َو ِه َي ُد َخ ٌ [فصلت ،]9 :ثم يقول في اآلية الحادية عشرةُ ( :ث َّم ْ ى ِ
اس َت َو إَلى َّ َ
[فصلت ،]11 :وهذا يخالف العلم الحديث حيث يؤكد العلماء أن المجرات والنجوم
َي ْو َمْي ِن) ال يوجد آية قبلها تحدثت عن خلق السماء؟ وهذا ال يدل على أن األرض
خلقت أوالً ..إذا اآلية بدأت تذكر أولئك المشككين بأن هللا تعالى خلق األرض في
يومين .واليوم بالنسبة هلل تعالى ال نعرف كم يساوي يوم ًا من أيام أرضنا.
فكما نعلم هناك كواكب تدور حول شمسها خالل أيام ،وكواكب تدور مرة واحدة كل
ال ،وكواكب تدور ربما كل ألف سنة أو أكثر؟ وهناك نجوم تدور حول
مئة سنة مث ً
مركز مجرتها كل مئة مليون سنة دورة واحدة ...فاليوم يختلف من مكان آلخر ،يمكن
أن يساوي 24ساعة كما على األرض ،ويمكن أن يساوي مليار سنة كما في
المجرات البعيدة ..لذلك اليومين لخلق األرض ال يتناقض مع العلم الحديث الذي يؤكد
-2إن القرآن يتطابق مئة بالمئة مع العلم الحديث في تسلسل الخلق! فاآليات التي
تحدثت عن خلق السموات واألرض يأتي ذكر السموات ثم األرض غالب ًا .مثالً يقول
السماو ِ ِِ
ات َو ْاألَْر ِ
ض) [الشورى ،]29 :ذكر السموات قبل (و ِم ْن آََياته َخْل ُ
ق َّ َ َ تعالىَ :
ِ السماو ِ
ض َو َما َبْيَن ُه َما َالع ِب َ
ين) ات َو ْاألَْر َ (و َما َخَلْقَنا َّ َ َ
األرض .كذلك قوله تعالىَ :
ِ السماو ِ
َّللا
ق َّ ُ(و َخَل َ ض َلَيُقوُل َّن َخَلَق ُه َّن اْل َع ِز ُيز اْل َعل ُ
يم) [الزخرفَ ...]9 : ات َو ْاألَْر َ َّ َ َ
حتى عندما يتحدث عن بداية خلق السموات واألرض نجد القاعدة ذاتها تتكرر:
السماو ِ
ات َو ْاألَْر ِ
ض) [الشورى ]10 :أي أن هللا هو من بدأ خلق السموات ِ
( َفاطُر َّ َ َ
السماو ِ
ات اْل ُع َال) [طه.]4 : (تْن ِز ًيال ِم َّم ْن َخَل َق ْاألَْر َ
ض َو َّ َ َ واألرض ...إال آية واحدةَ :
ذكرت األرض قبل السماء ،ولكن واو العطف هنا ال تدل على الترتيب أو التسلسل،
-3أما اآليات في سورة فصلت فقد ذكرت خلق األرض في قوله تعالى في اآلية
التاسعة من السورة حيث تتحدث اآلية عن خلق األرضُ ( :ق ْل أ َِئَّن ُك ْم َل َت ْك ُفُرو َن ِب َّال ِذي
ان) [فصلت ،]11 :والذي يدقق النظر يجد أن اآلية األخيرة ال السم ِ
اء َو ِه َي ُد َخ ٌ ِ
إَلى َّ َ
العلماء.
هذه صورة من رسم فنان لما كا يبدو عليه الكون قبل مليارات السنين (كان عمر الكون
880مليون سنة حسب المرجع )1ونرى الدخان الكوني يسيطر على المشهد!...
العلم اليوم يؤكد أن الكون ظل لفترة طويلة في حالة من الغاز والغبار والدخان ..وأثناء
ي
ه َ َّ
السمَا ِء َو ِ اس َتوَى إِلَى
م ْهذه الحالة تشكلت األرض ،هذا بالضبط ما يقوله القرآن (ثُ َّ
ان) ،حيث إن القرآن يقول إن األرض خلقت بينما كانت السماء دخاناً ،أي أن السماء خ ٌ
ُد َ
خلقت قبل األرض وليس العكس..
يقول الملحد :إن العلم يؤكد وبعد االنفجار الكبير أن الكون كان مليئاً بغاز
الهيدروجين وغاز الهيليوم ،والقرآن يقول إن الكون كان دخاناً في بداية خلقه ،فأين
ولكن هللا تعالى سخر بعض العلماء ليكتشفوا الحقيقة ...يقول العلم الحديث وحتى
سنوات قليلة :إن الكون كان في بداية تشكله كان مليئاً بغاز الهيدروجين ،ومن هذا
الغاز تشكلت النجوم ،ولكنهم اكتشفوا وجود كميات هائلة من الغبار تعود لباليين
السنين ،ولكن لم يتوقعوا أن الكون في بداياته المبكرة جداً كان مليئاً بالغبار ،وبعد
ولكنهم ال زالوا يسمونه غبا اًر مع العلم أن التسمية األدق علمي ًا هي الدخان.
القرآن لم يستخدم كلمة غبار أو غاز في الحديث عن بداية تشكل الكون ،بل استخدم
كلمة (دخان) ...سبحان هللا ،هل هذا تناقض مع الحقائق العلمية أم توافق تام؟!
يقول الباحث Finkelsteinلم نكن نتوقع وجود هذه الكميات من الغبار في الكون
" We thought that 13 billion years ago would have been so early in
لم يكن أمامه فرصة للتشكل" ويقول :إننا كنا نعتقد أن الكون في بداية خلقه تشكلت
إن هذه الدراسة تثبت لنا أن كالم هللا تعالى ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من
سيري
خلفه ..ولذلك نجد سورة فصلت حيث ذكرت هذه اآليات الكريمة ،تؤكد أن هللا ُ
َش ْي ٍء َش ِه ٌ
يد) [فصلت.]53 :
وأخي ًار نكون قد أثبتنا أن القرآن ال يناقض العلم وال يخالفه ،وهذا ما أكده القرآن نفسه
عندما حدد لنا طريقة رائعة في إثبات أن القرآن كالم هللا تعالى( :أَ َف َال َي َت َدَّبُرو َن اْلُقْرآ َ
َن
اخ ِت َال ًفا َك ِث ًيرا) [النساء ]82 :ونحن نتحدى أي َّللا َلوجدوا ِف ِ
ِ ِ
يه ْ ان ِم ْن ِعْند َغْي ِر َّ َ َ ُ
َوَل ْو َك َ
القرآن فيه خطأ حسابي ،حيث ذكر القرآن م ار اًر أن هللا خلق السموات واألرض في
ستة أيام ،ولكن هناك آية ذكر فيها أن مدة الخلق ثمانية أيام!!
سوف نثبت بالدليل القاطع أنه ال تناقض وال اختالف في كتاب هللا تعالى ...والى
مقالة جديدة نستودعكم هللا ...ونسأله تعالى أن يجعل هذه السلسة وسيلة لكل
باحث عن الحقيقة يرى من خاللها صدق رسالة اإلسالم .مع رجاء المساهمة في
ــــــــــــ
المراجع
1- http://www.nasa.gov/mission_pages/herschel/news/herschel20130417.html
2- http://www.abc.net.au/science/articles/2012/10/16/3609580.htm#.UZ0CxtivPeQ
3- http://sciencesprings.wordpress.com/2011/07/08/from-universe-today-where-did-
early-cosmic-dust-come-from-new-research-says-supernovae/
4- http://www.abc.net.au/science/articles/2012/10/16/3609580.htm#.UZ0KhtgureR
5- http://www.cosmotography.com/images/cosmic_nurseries.html
6- http://www.caltech.edu/content/astronomers-discover-massive-star-factory-early-
universe
سوف نتناول شبهة جديدة طالما تغنى بها المشككون وتفاخروا بأنهم وجدوا أخي اًر
التشكيك في هذا الكتاب العظيم .يدعون أن القرآن فيه خطأ حسابي ،حيث ذكر القرآن
م ار اًر أن هللا خلق السموات واألرض في ستة أيام ،ولكن هناك آيات ُذكر فيها أن مدة
ض ِفي َي ْو َمْي ِن َوَت ْج َعُلو َن َل ُه أَْن َد ًادا َذلِ َك ِ ِ
اآليات هيُ ( :ق ْل أَئَّن ُك ْم َل َت ْك ُفُرو َن ِب َّالذي َخَل َ
ق ْاألَْر َ
ض ِاْئ ِتَيا َ
ط ْو ًعا ال َل َها َوِل ْْل َْر ِ
ان َفَق َ
السم ِ
اء َو ِه َي ُد َخ ٌ ين * ُث َّم ْ ى ِ
اس َت َو إَلى َّ َ
ام سواء لِ َّ ِ ِ
لسائل َ أََّي ٍ َ َ ً
.]12
ض َو َما السماو ِ
ات َو ْاألَْر َ القرآن ذكر في آية أخرى عدداً هو ستة أيامِ َّ :
ق َّ َ َ
(الذي َخَل َ
ِ
َبْيَن ُه َما ِفي ِسَّتة أََّي ٍ
ام) [السجدة .]4 :وهذا تناقض واضح ولذلك فإن هذا الخطأ
العبارات الثالث تختلف عن بعضها بشكل واضح ،فاألولى تتحدث عن الخلقَ ( :خَل َق
ِ
يها أَ ْق َو َات َها ِفي أَْرَب َعة أََّي ٍ
ام) ِ ْاألَر َ ِ
ض في َي ْو َمْي ِن) والثانية تتحدث عن التقديرَ ( :وَقَّدَر ف َ ْ
فاآليات ال تحوي إال رقماً واحداً يتحدث عن الخلق وهو يومين في قولهَ ( :خَل َق
ض ِفي َي ْو َمْي ِن) ،أما تقدير األقوات لْلرض والذي تم في أربعة أيام فال عالقة له
ْاألَْر َ
ِ
يها أَ ْق َو َات َها ِفي أَْرَب َعة أََّي ٍ
ام) ،ألن خلق األرض تم خالل يومين من ِ
بمدة الخلق ( َوَقَّدَر ف َ
كذلك اآلية التي تحدثت عن السماء ال تذكر خلق السموات بل تذكر قضاء هللا لهذه
ات ِفي
اه َّن َسْب َع َس َم َاو ٍ
السماء أن تصبح سبع سموات وذلك خالل يومين ( َفَق َض ُ
َي ْو َمْي ِن) ،أي أن السماء موجودة ومخلوقة مسبقاً واليومين هما لفصل هذه السموات
عن بعضها.
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 17
وبذلك ال يوجد أي تناقض في هذا النص الكريم .ولكي نؤكد ذلك فإن هللا تعالى عندما
يتحدث عن الخلق يتحدث عن التقدير وكأنهما شيئين منفصلين ،أي أن الخلق غير
التقدير ،الخلق يكون أوالً ثم التقدير والتنظيم يكون ثانياً ،كما قال تعالىَ :
(و َخَل َق ُك َّل
َشي ٍء َفَقَّدره َتْق ِديرا) [الفرقان .]2 :وقال عن خلق اإلنسانِ :
(م ْن ُن ْط َف ٍة َخَلَق ُه َفَقَّدَرُه) ً َُ ْ
[عبس .]19 :فالخلق يكون أوالً ثم التقدير وهو التنظيم والتهيئة جعل المخلوق
تتكرر القاعدة ذاتها فالخلق أوالً ثم القضاء ثانياً ،وآيات كثيرة جداً نجدها في القرآن
(وَلَق ْد
تخبرنا بأن الخلق يختلف عن التقدير أو القضاء وهكذا ...مثالً يقول تعالىَ :
اك ْم) [األعراف ،]11 :وهنا من جديد نجد عملية الخلق ثم عملية
اك ْم ُث َّم َص َّوْرَن ُ
َخَلْقَن ُ
ونقول كنتيجة منطقية :إن هللا خلق السموات في أربعة أيام ،ثم خلق األرض خالل
السماو ِ
ات (وَلَق ْد َخَلْقَنا َّ َ َ
يومين ...مجموع أيام الخلق 6 = 2 + 4أيام ..ولذلك قالَ :
حقيقة خلق السماء في أربعة أيام لم تذكر صراحة إنما نستنتجها بشكل منطقي ألن
أما زمن تقدير أقوات األرض وارساء الجبال وزمن تشكل األنهار والبحار ...فهذا ال
يدخل ضمن أيام الخلق بل ضمن أيام التقدير .وكذلك مدة خلق السماء ليست هي
ذاتها مدة فصل السماء إلى سبع سموات بل لكل منهما زمن مختلف ...وهكذا تتضح
أما من يشكك بهذه األيام ويقول كم يساوي اليوم الواحد هل هو 24ساعة أم
أكثر ...نقول إن مفهوم الزمن يختلف من مكان آلخر ..فالزمن بطيء جدًا عندما
مدة خلق السموات واألرض ...وسوف تأتي مطابقة للقرآن من دون شك؟
فاليوم قد يكون ألف سنة كما قال تعالى( :وِا َّن يوما ِعْن َد رِب َك َكأَْل ِ
ف َسَن ٍة ِم َّما َت ُعُّدو َن َّ َ َْ ً
َك ِ
ف َسَن ٍة ) [المعارج ...]4 :وقد يكون أكثر من ذلك ...أما مدة ان مْق َد ُارُه َخ ْم ِس َ
ين أَْل َ َ
تقول دراسة جديدة إن سرعة الضوء في الفراغ ليست ثابتة بل تتغير (حسب المرجع
رقم ،)1وهناك دراسة ثانية (حسب المرجع رقم )2تؤكد أن أهم ثابت كوني وهو
سرعة الضوء ليست ثابتة بل كانت أبطأ مما هي عليه اليوم قبل باليين السنين ...وهذا
يعني أن عمر الكون أكبر مما يعتقده العلماء.
أما عمر الكون والمقدر ب 13.7مليار عام ،فهذا عدد تقريبي يعتمد على معادالت
ثابتة .فعندما وضع العلماء هذا العدد 13.7مليار اعتبروا أن سرعة الضوء ثابتة
عبر الزمن ،ولكن هناك دالئل تشير إلى أن سرعة الضوء تتغير عبر ماليين السنين،
وبالتالي سرعة الضوء غير ثابتة ،أي أن هذا العدد غير دقيق...
متأكد من أن القرآن يحوي العدد الحقيقي لعمر كوننا ...ولكن المسألة ال تزال قيد
البحث.
وأخي ًار ..المهم أننا استطعنا رد االفتراء بشكل علمي ومنطقي ..وسوف نتناول في
المقالة القادمة إن شاء هللا تعالى فرية أخرى ..نرجو من اإلخوة القراء المساهمة في
نشر هذه المقالة وبخاصة ألولئك المشككين برسالة اإلسالم الذين يرفضون
األديان ...عسى هللا أن يهدينا جميع ًا إلى رؤية الحق ...إنه سميع مجيب.
ــــــــــــ
المراجع
1- http://www.popsci.com/science/article/2013-03/speed-light-vacuum-varies-
slightly-study-finds
2- http://www.newscientist.com/article/dn6092-speed-of-light-may-have-
changed-recently.html
مصادر القرآن
عندما اطلعت على الكتاب المقدس شعرت بعظمة القرآن الكريم وحمدت هللا تعالى
من الكتب السابقة مثل اإلنجيل والتوراة ويقولون إن القصص ذاتها والمعلومات
إن مشكلة من يفتري على القرآن أنه لم يق أر القرآن ،أو أنه يتعامى عن رؤية
الحقائق القرآنية ،ولكن الرد على هذه الدعوى سهل جداً ،ألن القرآن شديد الوضوح
في مصدره اإللهي ،على عكس بقية الكتب المفعمة بالمصادر البشرية الواضحة.
ما رأيك عزيزي القارئ بشخص يشرب الخمر ثم يزني بابنته ...ثم في اليوم الثاني
يشرب الخمر ويزني باألخرى ...وبعد ذلك تنجب كل بنت ولداً ...ثم يكبر هؤالء
األ والد ويشكلون أقواماً ...والطامة الكبرى أن هذا األب ال يدري ما يفعل ..ماذا يمكن
أن نسمي شخصاً كهذا ...لْلسف يا أحبتي الكتاب المقدس يسمي هذا الشخص
ولكن المنطق العلمي يفرض بأن مثل هذه القصص غير المنطقية ملفقة وساذجة
والذي وضعها ال يملك أدنى تصور أو مهنية في كتابة القصة .لذلك ال يمكن أن
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 23
تكون هذه القصة وأمثالها من عند هللا ...ألننا ببساطة نستحيي من عرضها على
هذه قصة نبي هللا لوط حسب الكتاب المقدس سفر التكوين اإلصحاح 19حيث نجد
قصة عبارة عن هراء ...إن اإلنسان الذي يملك أقل قدر من الذكاء ال يمكن أن يصدق بأن
نبياً أرسله هللا يمكن أن يفعل مثل هذا األمر ...ثم لماذا يذكر هللا في "كتابه" المقدس
مثل هذه القصص الشاذة ،والتي ال يمكن أن تحدث في الواقع ،فالنبي لوط عليه
السالم ،فعل هذه األشياء ثم حملت ابنتاه ولم يفكر أن يسألهما من أين لكما هذا؟؟
واآلن سنعرض ما قاله القرآن عن هذا النبي الكريم "لوط" عليه السالم .قال تعالى:
ال ِإِّني لِ َع َملِ ُك ْم ِم َن ِ َع ُادو َن * َقاُلوا َل ِئ ْن َل ْم َتْن َت ِه َيا ُلو ُ
ط َل َت ُكوَن َّن م َن اْل ُم ْخَر ِج َ
ين * َق َ
وز ِفي
ين * ِإَّال َع ُج ًا َهَله أ ِ اْلَقالِين * ر ِب َن ِجِني وأ ْ ِ ِ
َج َمع َ َهلي م َّما َي ْع َمُلو َن * َفَن َّجْيَن ُ
اه َوأ ْ ُ ْ َ َّ ّ َ
تأملوا يا أحبتي فقط في 85كلمة أخبرنا هللا عن قصة بأسلوب رائع ولخص لنا حياة
هذا النبي الكريم ،إنه نبي طاهر حارب الفساد ..ولكن كاتب الكتاب المقدس أراد أن
يشوه صورة هذا النبي الكريم ،فهل اقتبس القرآن قصة لوط من الكتاب المقدس؟؟
هناك شعر يتغزل بالنساء ويصور لنا مشاعر هذا الرجل بشكل فاضح ،ماذا نسمي
شخصاً كهذا؟ إنه يذكرنا بشعراء الجاهلية الذين يشربون الخمر ويتغزلون بالحبيب...
ولكن الكتاب المقدس مليء بمثل هذه النصوص ...التي يستحي أحدنا قراءتها أمام
َج َم َل ِر ْجَلْي ِكُ 2 ...سَّرُت ِك ُت ِحُّب ُه َن ْف ِسي َ 3 ...ق ْد َخَل ْع ُت َث ْوبِيَ ،ف َكْي َ
ف أَْلَب ُس ُه؟ َ 1 ...ما أ ْ
الل َّذ ِ
ات ال ِك أََّي ُت َها اْل َح ِب َيب ُة ِب َّ
َح َ اك َك َخ ْش َف َتي ِن6 ...ما أ ِ
َكأْس م َد َّورٌة َ 3 ...ث ْدي ِ
َج َمَلك َو َما أ ْ
َ ْ ْ َ ٌ ُ َ
هذه مقطوعة (مهذبة نوعاً ما في نشيد األنشاد) مما يسمى الكتاب المقدس،
ونستحيي من عرض نشيد األنشاد كامال ً الذي يضم كلمات فاضحة ..وسؤالي :ماذا
نسمي صاحب هذا الكالم؟ تأملوا كيف يثير الغرائز والشهوات من خالل ذكر :عيناك-
شعرك – أسنانك – شفتاك -فمك -خدك – عنقك ...وأخيراً ثدياك ...الحقيقة هذا شاعر
ماجن يمضي وقته بين الفتيات ،ولكن لألسف واألسف الشديد أن الكتاب المقدس
يسمي صاحب هذا الكالم نبي هللا!!!
انظروا كيف يصور لنا الكتاب المقدس النبي سليمان ،وكيف يصوره القرآن لنا ،يقول
اه َوأ َْد ِخْلِني ِبَر ْح َم ِت َك ِفي ِعَب ِاد َك ِ
َع َم َل َصال ًحا َتْر َض ُ أَْن َع ْم َت َعَل َّي َو َعَلى َو ِال َد َّي َوأ ْ
َن أ ْ
َش ُكُر أ َْم أَ ْك ُفُر َو َم ْن َش َكَر َفِإَّن َما َي ْش ُكُر ِلَن ْف ِس ِه َو َم ْن َك َفَر َفِإ َّن َرِّبي
َف ْض ِل َرّبِي ِلَيْبُل َوِني أَأ ْ
ِ
َغن ٌّي َك ِر ٌ
يم) [النمل.]40 :
األنبياء في القرآن
جميع األنبياء الذين ذكرهم القرآن هم أناس مطهرين اختارهم هللا لمحاربة الفساد
ونشر العلم والعدل في األرض ،وتأملوا معي هذه اآلية الكريمة التي تلخص لنا سلوك
ين) [األنبياء .]90 :أما في الكتاب المقدس فنجد نبي ًا محتاالً وَكاُنوا َلَنا َخ ِ ِ
اشع َ َ
ال (داود) ونبي ًا مخادعاً (إبراهيم) ونبي ًا يسكر ويزني (لوط وغيره)
(يعقوب) ونبي ًا قات ً
ونبياً يعشق النساء (سليمان) ...واما أن يجعلوا من النبي إلهاً يضحي بنفسه
ويصلب ويفدي البشر ...وهكذا بشكل يستحيل أن يكون الكتاب المقدس صحيحاً بل
ُ
لو درسنا كل قصص الكتاب المقدس نجدها محرفة وركيكة وال يوجد ترابط بينها،
فالكتاب المقدس يحقر أنبياء هللا ،والقرآن يرفع من شأن األنبياء جميع ًا ..الكتاب
المقدس يجعل المسيح إلهاً مصلوباً ضعيفاً ...والقرآن يجعل منه كلمة هللا وروحه
ووجيهاً في الدنيا واآلخرة ...الكتاب المقدس يزخر بالعبارات الفاحشة وتجعل من
اإلنسان يحمل الخطيئة ...أما القرآن فنجده مليئ ًا بالعبارات التي تكرم اإلنسان
المقدس لم يكن مترجماً في عهد النبي الكريم ،والنبي ال يعلم لغة غير العربية ،فكيف
أخذ هذه المعلومات وكيف ترجمها ...بل ما هي حاجته لمثل هذا العمل ...ماذا
سيخدمه في دعوته؟
الكالم المنطقي المقبول أن القرآن كالم هللا تعالى ،واإلنجيل والتوراة أيضاً كالم هللا
تعالى ،ولكن التحريف الذي لحق بالكتاب المقدس جعله كتاب ًا غير صالح ولذلك أنزل
ــــــــــــ
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 28
سلسلة االفتراءات (:)4
هذه مقالة لكل ملحد أو مشكك ...إنها قصة غروب الشمس في عين حمئة ..والتي
َن َتَّت ِخ َذ ِفي ِه ْم ُح ْسًنا) [الكهف .]86 :والمشكلة حسب قولهم في عبارة ِ
ُت َع ّذ َب َواِ َّما أ ْ
(و َج َد َها َت ْغُر ُب ِفي َعْي ٍن َح ِمَئةٍ) ،ويقولون :كيف يمكن للشمس أن تسقط في مستنقع
َ
من الطين مع العلم أن الشمس أكبر من األرض بأكثر من مليون مرة؟ إذاً هذا القرآن
ليس كتاب هللا ،ألن هللا ال يخطئ مثل هذا الخطأ العلمي.
والجواب أن هذا المشكك هو الذي خلق المشكلة ،فاآلية ال أحد يفهمها على أن
الشمس تسقط وتدخل في األرض ...إنما اآلية تعني أن ذا القرنين وجدها (أي وجد
الشمس) تختفي وتغيب وراء هذا المستنقع الطيني ...وهذه ظاهرة طبيعية تعتبر من
أجمل الظواهر ...والنبي الكريم لم يكن يعيش في مثل هذه البيئة بل كانت بيئته
صحراوية ،فكيف وصف لنا غروب الشمس في العين الحمئة من دون أن يراها...
هذا يعني أن القرآن من عند هللا تعالى .ألن سكان الجزيرة العربية لم يكن لديهم أدنى
بل كل من يفقه اللغة العربية يفهم من اآلية أن سيدنا ذا القرنين ذهب إلى منطقة في
أقصى الغرب تعرف باسم (مغرب الشمس) وهي منطقة تعارف الناس على تسميتها
بهذا االسم في ذلك الزمن .فوجد مستنقعاً كبي اًر مثل المستنقعات التي نراها اليوم في
والصور التالية توضح لنا كيف تغرب الشمس في منطقة مائية موحلة وهي من
اللوحات اإللهية الرائعة التي تدل على عظمة الخالق ،بل إن غروب الشمس في
مناطق المستنقعات التي تمتد آلالف الكيلومترات يعتبر من أجمل المناظر الطبيعية
(مجموعة صور مأخوذة لمناطق وحلة يمتزج فيها الماء والبحيرات الطينية
والمستنقعات بحيث تشكل بيئة قريبة للتي رآها سيدنا ذو القرنين ووصف الشمس
بأنها تغرب في عين حمئة ،أي عين من الماء والطين والوحل ،وتأملوا معي كيف
تظهر الشمس وكأنها تغوص وتختفي داخل الطين ...إنها مناظر تدعونا لتسبيح
الخالق عز وجل.)...
الشمس تغيب فيها .عندما وصلها ذو القرنين (وجدها) أي هو الذي وجد الشمس
وبالتالي ال يوجد أي تناقض في القرآن ،فالقرآن يصور لنا رؤية ذي القرنين ...وهذه
حقيقة نسبية يراها البشر ...يرون ضوء الشمس يغيب في البحر أو و ارء جبل في
خلف مستنقع..
فنحن في حياتنا اليومية نستخدم عبارات كثيرة مثل (الشمس تشرق ...أو تغرب ..أو
تطلع من الشرق ...أو تغرب من جهة ذلك الجبل )...والحقيقة أن الشمس ال تشرق
وال تغرب هذا في رؤيتنا ،بل األرض هي التي تدور حول الشمس فتتولد ظاهرة
الشروق والغروب .إذاً هناك حقيقة مطلقة وحقيقة نسبية ،أي تشرق وتتحرك بالنسبة
وهكذا عندما يتحدث القرآن عن حقائق مطلقة تتعلق بالشمس فإننا نجده يصور لنا
س َواْلَق َمَر ُك ٌّل ِفي َفَل ٍك َي ْسَب ُحو َن) [األنبياء: الن َه َار َو َّ (و ُه َو َّال ِذي َخَل َق َّ
اللْي َل َو َّ
الش ْم َ َ
...]33
[يس...]40 :
َج ٍل ُم َس ًّمى أََال ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َغَّف ُار) [الزمر...]5 : ِ (و َس َّخَر َّ
س َواْلَق َمَر ُك ٌّل َي ْجرِي أل َ
الش ْم َ َ
ولذلك في القرآن أسلوبان األول مطلق وهو يمثل لغة الحقائق العلمية ،والثاني نسبي
مثل الجبال ،نراها ثابتة مع العلم أنها تتحرك بمعدل عشرات المليمترات في السنة:
النتيجة
إن القرآن صحيح تماماً من الناحية العلمية ألنه يصور لنا ما يراه اإلنسان بشكل
الشم ِ
ال) [الكهف.]17 : ضهم َذ َ ِ اْلَي ِم ِ
ين َواِ َذا َغَرَبت َّتْق ِر ُ ُ ْ
ات ّ َ
لكي ال تؤذيهم...
مع العلم أن الشمس تجري وتسبح في فلكها بنظام ثابت ،ولكن الذي ينظر يرى أن
وضعية مدخل الكهف والوضعية التي ينام فيها أصحاب الكهف هي وضعيات دقيقة
تؤدي إلى عدم إصابة شعاع الشمس لهم مباشرة .إذًا هكذا يرى من يطلع عليهم...
وأخي اًر نقول لكل من يشك بهذا القرآن أو ببعض آياته ،نرجو منك االطالع على كامل
القرآن وسوف تظهر لك الحقيقة فو اًر ،ألنك عندما تأخذ مقطعاً من هنا وكلمة من
هناك فهذا اجتزاء للحديث وهذا أسلوب المشككين ،ولو وضع المشككون اآليات كاملة
ــــــــــــ
هذا رد منطقي وعلمي على من يدعي أن النبي محمد صلى هللا عليه وسلم أخذ
هللا عليه وسلم) ،ألن بعض اآليات "مسروقة" من الشعر الجاهلي ،إذاً التفسير
المقبول أن النبي اقتبس القرآن من كتب األقدمين وأشعارهم وأساطيرهم ،أي أن
ونقول سبحان هللا! هل كان محمد صلى هللا عليه وسلم باحثاً في الميثولوجيا أو
مؤلفاً أو شاع اًر ...وهل كان لديه فريق عمل يجمع له أبيات الشعر فيختار منها قرآناً
لم يسبقه إليه أحد ،ثم ينسى نفسه وشهرته وينسب هذا الكتاب العظيم هلل؟ المنطق
التاريخي يخبرنا بأنه على مر التاريخ لم يوجد مؤلف واحد جاء بعمل عظيم ونسبه
لغيره! فلماذا خالف الرسول هذه القاعدة؟ الجواب :ألن هذا الكتاب بالفعل ليس من
عندما نطالع بعض المواقع المعادية لإلسالم على شبكة اإلنترنت نجد آالف
الصفحات ومعظمها مكرر ويحاولون اإلتيان ببعض أبيات من الشعر ويقولون إن
ومن أمثلة ذلك قولهم إن الشاعر أمية بن أبي الصلت له أشعار كثيرة سابقة للقرآن
اها)
اء َبَن َ َشُّد َخْلًقا أَمِ َّ
الس َم ُ هناك تشابه بين هذا الشعر وبين آيات من القرآن( :أَأَْن ُت ْم أ َ
(َّللا ِ
(وَبَنْيَنا َف ْوَق ُك ْم َسْب ًعا ش َد ًادا) [النبأ ..]12 :وقالُ َّ :
[النازعات ،]27 :وقال تعالىَ :
السماو ِ ِ
ات ِب َغْي ِر َع َم ٍد َتَرْوَن َها) [الرعد ..]2 :والسؤال :أال ترون معي أن َّالذي َرَف َع َّ َ َ
والسبب أن أبيات الشعر مبعثرة ومتفرقة كلمة من هنا وعبارة من هناك ،فما عالقة
ِ
رجال)؟ أيضاً إذا دققنا النظر في القصيدة كاملة نالحظ كأن المؤلف تقصد االقتباس
من عبارات شهيرة في القرآن دون وجود أي رابط بين أبيات الشعر أو أي هدف منه
على عكس اآليات القرآنية التي تأتي في سياق التفكر في مخلوقات هللا تعالى.
أمر
واذا ما غــاب عني ساع ًة -كانت الساع ُة أدهى و ّ
اع ُة وهذه األبيات مقتبسة بشكل واضح من سورة القمر ،في قوله تعالى( :ا ْق َتَرَب ِت َّ
الس َ
واْن َش َّق اْلَقمر) [القمر ]1 :كذلك في قوله تعالىَ ( :فَن َادوا ص ِ
احَب ُه ْم َف َت َعا َطى َف َعَقَر) ْ َ َُ َ
إن الذي يتأمل سورة القمر وما فيها من قصص وعبارات محكمة ومرتبة ترتيباً
مناسب ًا ألحداث السورة ،يرى على الفور أن الشاعر اقتبس هذه األبيات من القرآن
-1نحن نعلم أن تاريخ القرآن يعود للقرن السابع الميالدي ،ولكن هل يمكن ألي
ملحد أن يأتي بتوثيق علمي لهذه األبيات من الشعر؟ هذه األبيات مبثوثة في بطون
الكتب مثل كتاب األغاني ،وجميع هذه الكتب أّلفت بعد نزول القرآن بمئات السنين!!
فكيف علموا أن هذا الشاعر أو ذاك هو قائل هذه األبيات؟ وأين التوثيق العلمي؟
أنها سبقت القرآن! ولن يجدوا مهما حاولوا ألن الكتب التي أخذوا منها هذه األبيات
وتبقى على ذمة مؤلفها .ولو تأملنا ديوان الشاعر أمية نجده قد تم جمعه من عدد
كبير من الكتب مثل كتاب األغاني ،والبحر المحيط ،والبداية والنهاية ،والتاريخ
الكبير ...وغيرها من الكتب التي ألفها أصحابها بعد وفاة النبي بقرون!
-3قد يقول قائل ما هي مصلحة من ألف هذه األبيات؟ ونقول إن الهجوم على
وبالتالي كان هناك المنافقون والمشككون والذين تخصصوا في فن الكذب على النبي
الكريم فألفت آالف األحاديث الموضوعة والتي تهدف لتشويه صورة اإلسالم ،وهذه
-4كذلك هناك شعراء كانوا ينتحلون بعض أبيات الشعر وينسبونها لغيرهم بهدف
كسب بعض الشهرة والمال وجمع الناس حولهم ...ألن هذه األبيات تبدو ضعيفة
قياساً لشعر ذلك الشاعر الجاهلي الذي يتميز شعره بالرصانة والبالغة والصعوبة في
الفهم.
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 42
-5ما هي حاجة الرسول ألن يقتبس من أبيات من الشعر لن تخدم دعوته في
شيء؟
-6إذا كان النبي الكريم على هذا المستوى العالي من الذكاء والقدرات البالغية
لدرجة أنه ألف قرآناً كان السبب في حفظ اللغة العربية الفصحى من الضياع (كما
حدث مع بقية اللغات القديمة) ،ماذا سيستفيد من أخذ ألفاظ من الشعر الجاهلي.
-7ال أحد ينكر أن الشعر الجاهلي كان مليئاً بأبيات الغزل والحب والمجون..
والتغني بالخمر والحنين إلى األطالل والديار ،ومليئاً بأبيات الفخر والمديح والتعصب
للقبيلة ...لماذا لم يأخذ من هذا الشعر وهو األشهر واألقوى واألكثر تأثي اًر في العرب؟
-8من المعروف عن الكاتب الذي يقتبس من الشعر أن يكون لديه خيرة في الشعر؟
ولم نعلم أن النبي الكريم ألف بيتاً واحداً من الشعر؟ ونتحدى أي ملحد أن يأتينا ببيت
وأخي اًر
لماذا خالف النبي األعظم صلى هللا عليه وسلم كل الشعراء وحرم الخمر؟ وحرم الزنا؟
وحرم النظر إلى النساء بشهوة؟ وحرم أكل الربا؟ وحرم التكبر والتفاخر والتعصب
يمو َن * َوأََّن ُه ْم َيُقوُلو َن َما َال َي ْف َعُلو َن) [الشعراء.]226-224 : ِ ِ ِ
أََّن ُه ْم في ُك ّل َو ٍاد َيه ُ
من هجوم على القرآن هو بمثابة من يحاول أن يطفئ نور هللا بفمه ،ولكن هللا سوف
يتم نوره وينشر دينه على الرغم من كل ذلك ،قال تعالى( :ي ِريدو َن لِي ْط ِفُئوا ُنور َّ ِ
َّللا َ ُ ُ ُ
ين ُكّلِ ِه َوَل ْو َك ِرَه اْل ُم ْش ِرُكو َن) [الصف.]9-8 : اْلح ِق لِي ْظ ِهره عَلى ِّ
الد ِ َ ّ ُ َُ َ
ــــــــــــ
المراجع
هذه المقالة هي رد على من يدعي أن الحروف المقطعة وضعها الراهب بحيرة في
القرآن الكريم....
عليهم! بل ويدعون أن ّ
سر الحروف المقطعة التي في أوائل بعض سور القرآن الكريم
مثل (الم)! هو رموز وطالسم تشير إلى أن هذه الحروف هي من وضع َبحيرة
الراهب ،الذي عّلم محمداً شريعة التوراة واإلنجيل استكماالً لتعليم األسقف ورقة بن
على حبيبك ورسولك وخاتم أنبيائك عليه الصالة والسالم ،وأنت ترزقهم وتتفضل
عليهم وتمهلهم!! ولكنني تذكرت قول هللا تبارك وتعالى عن هؤالء الذين يحاولون
ين ُكّلِ ِه َوَل ْو َك ِرَه اْل ُم ْش ِرُكو َن) [التوبة.]33-31 : اْلح ِق لِي ْظ ِهره عَلى ِّ
الد ِ َ ّ ُ َُ َ
هذا الكتاب الكريم ،وال يسمح ألحد أن ينتقده ،بل إن السكوت عن أمر كهذا يعطي
هؤالء أو الرد عليهم .وقد كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عندما يرى منك اًر يغيره
بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإليمان،
ونحن نقتدي برسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،وأقل ما نقدمه لخدمة كتاب هللا تبارك
وتعالى هو كلمة حق نظهر من خاللها صدق القرآن وأنه كتاب صادر من هللا تعالى
ورد
لذلك نجد القرآن الكريم نفسه قد عرض أقوال منتقديه ومعارضيه بالتفصيلّ ،
عليهم بأسلوب منطقي وعلمي ولم يترك المؤمنين حائرين أمام هذه االعتراضات .وقد
َح َس َن َت ْف ِس ًيرا) [الفرقان .]33 :فقد رد القرآن جميع ادعاءات المعارضين بشكل
َوأ ْ
علمي .ولو تأملنا آيات القرآن الكريم نجد مئات اآليات قد تحدثت عن أقوال الكافرين
وترد عليها؟
المبطلين وتناقش أقوالهم وأفعالهم ّ
لموقف كهذا ،وكيف يناقش ويتعامل مع منكري القرآن ،وكيف يقنعهم بالحجة
الدامغة .وكلنا يعلم كيف اعترض كفار مكة على القرآن وقالوا إنه سحر مبين تارة،
وتارة أخرى قالوا بأنه كالم بشر .فكيف عّلم هللا رسوله أن ّ
يرد عليهم؟
يقول تعالى على لسان هؤالء المشركين( :أ َْم َيُقوُلو َن ا ْف َتَر ُ
اه) [هود .]13 :هذا
ادعاؤهم ولكن كيف أجابهم القرآن؟ يخاطب هللا تعالى حبيبه محمداً صلى هللا عليه
وسلم بكلمة (قل) أي قل لهم يا محمدُ ( :ق ْل َفأ ُْتوا ِب َع ْش ِر ُس َو ٍر ِمْث ِل ِه ُم ْف َتَرَي ٍ
ات) وماذا
َن َال ِإَل َه ِإَّال ُه َو َف َه ْل مسبقاً فقالَ ( :فِإن َلم يس َت ِجيبوا َل ُكم َفاعَلموا أََّنما أُْن ِزل ِب ِعْلمِ َّ ِ
َّللا َوأ ْ َ َ ْ ْ ُ ْ ْ َْ ُ
إذن عندما يأتي أحد الملحدين ويدعي بأن القرآن ليس كالم هللا وأن الرسول قد افتراه
ونسبه إلى هللا ،نطلب منه أن يأتي بسور تشبه سور القرآن! وعندما ال يستجيبون
وحكمته.
وقد شهدنا الكثير من المحاوالت الهادفة لتقليد النص القرآني واإلتيان بمثله ،ولكن
1400سنة فهل استطاع أحد أن يأتي بسورة واحدة يدعي أنها من عند هللا وأقنع
بها الناس؟
إذن القرآن يطلب منهم أن يأتوا بسور من مثله ،وطلب منهم أن يعملوا ويجتهدوا في
سبيل ذلك وهيهات أن تنجح محاوالتهم .والمحاولة التي سنعرضها اآلن هي إحدى
هذه المحاوالت التي تهدف إلى إثبات أن القرآن كالم بشر ،وسوف نعرض كل الحجج
صحيح على اإلطالق ،بل هذا التفسير يصلح ألي حروف! وستكون لغتنا في اإلقناع
المشككون ومهما اجتهدوا فلن يستطيعوا االنتقاص من شأن هذا القرآن ،ولن يتمكنوا
ِّ
المحبين للقرآن ،وأن يزدادوا إيماناً ويقيناً بعظمة هذا القرآن وعظمة للمؤمنين
إعجازه.
يقول بعض المفترين على القرآن :إن هذه الحروف أي (الم) وغيرها في حساب
الج َّمل تساوي أعداداً محددة ،وكل عدد يرمز لعبارة محددة أيضاً ،ويؤكد بأن معنى
ُ
وضع هذه الحروف ليكِّفر عن ذنوبه ألنه عّلم محمداً أشياء تخالف اإلنجيل ،وأنه
وسبحان هللا! لم أكن أعلم من َقبل أن هذا الراهب له كل هذه السيطرة على سيدنا
محمد صلى هللا عليه وسلم ،حتى يضع حروفاً غامضة ،ويضمن قبولها من محمد،
وكذلك يضمن قبولها من بلغاء العرب وفصحائهم ،ويضمن أيض ًا عدم اعتراض
صريحة يؤكد فيها أن المسيح هو ابن هللا؟؟ وال يترك كل هذه األجيال حائرة أمام هذه
الحروف حتى يأتي صاحبنا ويعرفنا عليها! وهل يعقل أن رجالً مسناً وضعيفاً مثل
كل الكفار والمشركين والملحدين أن يحرفوا القرآن طيلة أربعة عشر قرناً؟
لذلك فإن القرآن يعرض أقوال الملحدين بأن القرآن هو أساطير وألغاز وخرافات نقلها
ثم يتابع باحثنا ادعاءاته ويؤكد حسب قناعته بأن بعض هذه الحروف تساوي في
الج َّمل عبارات لها نفس القيمة العددية ،وبعض هذه العبارات موجود في
حساب ُ
اإلنجيل وهي باللغة العربية! والسؤال الذي أطرحه :هل كان لدى الراهب بحيرة نسخة
مترجمة للعربية من اإلنجيل؟؟ فإذا كان اإلنجيل لم يترجم للعربية إال بعد وفاة الراهب
المشككون بأن الرسول عليه الصالة والسالم قد عّلمه بشر ،وأجابهم عن هذه
الشبهة بأن البشر الذي ينسبون إليه العلم إنما كتابه وهو اإلنجيل باللغة غير
العربية أي لغة أعجمية ،فكيف عّلم الرسول كل هذه البالغة وهو ال يتقنها؟ ولو كان
لدى هذا الراهب بالغة كالقرآن ،إذن لماذا أعطاها للرسول؟ أليس األجدر به أن
واستمع معي أخي القارئ إلى هذا النبأ اإللهي أخبرنا بما سيقوله هؤالء وبالرد
ِ ِ
َع َج ِم ٌّي َو َه َذا لِ َس ٌ
ان َعَربِ ٌّي ُم ِب ٌ
ين) [النحل.]103 : ان َّالذي ُيْل ِح ُدو َن ِإَلْيه أ ْ ِ
اآلية( :ل َس ُ
وسؤالنا لصديقنا هذا :هل هذه اآلية العظيمة التي تنفي تعليم البشر للنبي الكريم ،هل
والعجيب أن هذا الباحث يقول بأن هللا سبحانه هو الذي ألهم الراهب أن يضع هذه
الحروف لتكون دليالً على صدق اإلنجيل ،وسؤالنا له :إذا كان هللا هو الذي ألهم
1400سنة؟
واألعجب من ذلك أنه يح ِبك هذه األكذوبة فيقول إن الحروف المقطعة جاءت في
أوائل 29سورة .ومنها 26سورة نزلت بمكة و 3سور في المدينة ،ثم توقفت هذه
تمهل قليالً يا صديقي ،فنحن نعلم يقيناً بأن سورة القلم مثالً من أوائل السور
ولكن َّ
نزوالً بمكة وفي مقدمتها حرف النون ،وهو من الحروف المقطعة( :ن َواْلَقَل ِم َو َما
طُرو َن) [القلم .]1 :فهل وضع الراهب بحيرة هذا الحرف (ن) في مكة أم في
َي ْس ُ
المدينة؟! بكلمة أخرى إن هذه الحروف كانت تنزل مع كل سورة ولم يتم إضافتها
الحقاً ،والدليل على ذلك أن هذه الحروف لو تمت إضافتها بشكل مفاجئ ألثارت
تساؤالت المؤمنين قبل المشركين! إذن المنطق يفرض بأن نزول هذه األحرف استمر
ثم من أين له أن يعلم تاريخ وفاة الراهب بحيرة؟ ومن أين له أن يعلم زمن نزول آخر
سورة تحوي حروفاً مقطعة حتى يقول بأن هذه الحروف توقفت بعد وفاة الراهب؟؟ ثم
نحن نعلم يقين ًا قصة إسالم سيدنا عمر بن الخطاب في مكة المكرمة ،قبل الهجرة إلى
من سورة (طه)!!! وسورة طه تحوي حروفاً مقطعة .فكيف ُتليت هذه السورة مع ما
فيها من حروف مقطعة على عمر بن الخطاب وكان ذلك في مكة ،ثم يأتي صاحبنا
ويقول إن هذه الحروف ُوضعت في المدينة قبيل وفاة الراهب بحيرة ليكّفر عن
ذنوبه؟؟؟
ثم يطرح عدداً من األسئلة حول هذه الحروف فيقول" :ما هي الحكمة في تواجد تلك
لوجودها؟ ولماذا تكررت بعض الحروف بعينها في أكثر من سورة ،أليس في تكرارها
حكمة ومعنى؟ واذا كانت ليس لها معنى فلماذا تتكرر؟ ولماذا كان عدد هذه الحروف
14حرفاً؟
وسوف نجيب عن هذه األسئلة بمنهج علمي يثبت أن هذه الحروف تخفي وراءها
يخاطب بها رؤوس اإللحاد والتشكيك ،ولتكون دليالً على إعجاز القرآن في عصر
سوف نبدأ اآلن بطرح التفسير المزعوم لهذه األحرف على بساط البحث ،وكيف أن
علمي ورياضي وال يمكن انتقاده أو تخطئته ،ألننا سنأتي بحقائق رقمية مستخرجة
من القرآن ذاته ،وليس بمجموعة مصادفات رقمية مصطنعة ال معنى لها وال تقوم
ففي أول مثال يعرضه كاتب المقال يقول بأن (الم) في حساب الجمل وفق قاعدة
المجموع 71وهي القيمة العددية لحروف (الم) .وبما أن (الم) قد تكررت في القرآن
ست مرات في ست سور فإن مجموع هذه الحروف مكر اًر ست مرات هو 6×71
ويساوي 426ثم يقول بأن هذا العدد أي 426يساوي القيمة العددية لعبارة (يسوع
الج َّمل معروف عند اليهود قديماً وفي كل الحضارات القديمة تقريب ًا ،وكل
وحساب ُ
حضارة تعطي قيماً عددية لكل حرف .وقد استخدم العرب هذا الحساب في بعض
التاريخ .وقيم الحروف األبجدية الثمانية والعشرين وفق حساب الجمل هي كما يلي:
ونالحظ أن األحرف قد ُرتبت بطريقة ال تقوم على أساس علمي ،فمثال ً لماذا حرف األلف
أخذ الرقم واحد وحرف الباء أخذ الرقم اثنان؟ ما هو المانع أن نجعل حرف الباء يأخذ الرقم
3مثالً؟؟ إذن هذا الترقيم ال يقوم على أساس علمي وال شرعي وبالتالي ال يمكن
األخذ به.
مناقشة الفكرة
وبالرغم من ذلك لنناقش فكرة الكاتب واكتشافه بشكل علمي ،ونضع نتائجه في ميزان
البحث العلمي ،ونثبت بالبرهان القاطع أن ما جاء به هذا الباحث هو مجرد لعبة
رياضية بدائية جداً ،ال يمكن تصديقها حتى من قبل الذين ال يفقهون لغة الرياضيات.
، 426والقيمة العددية لعبارة (يسوع المسيح هو ابن اإلله) تساوي ، 426إذن هذا
السر الخطير الذي لن يستطيع أحد أن يأتي بمثله! وعلى ما يبدو أن صاحبنا
هو ّ
هذا لم يسمع بعلم اسمه اإلعجاز الرقمي ،فنحن نستطيع أن نركب له آالف العبارات
التي تساوي قيمتها العددية 426أو أي عدد يريد ،فأين التحدي وأين التفسير
يدعيه؟
العلمي الذي ّ
السابق أي 426في حساب الجمل .وال أدري من أين جاء بهذه العبارات؟ ولماذا
يظن أن هذه العبارات فقط تساوي 426في حساب الجمل ،ونسي بأن أي شخص
لديه خبرة متواضعة بهذا الحساب يستطيع أن يركب جمالً كثيرة تأتي قيمتها مساوية
للرقم .426
ويسوق العبارات الركيكة والمليئة باألخطاء اللغوية والبالغية والنحوية والتي ال
يقبلها طالب اللغة العربية في السنة األولى ،فكيف قبلها الراهب بحيرة الذي "عّلم"
محمداً كيف يؤلف كتاباً أعجز بلغاء العرب وفصحاءهم! ويقول إن هذه العبارات هي
التي فسر بها هذه الحروف!!! وقبل أن نقدم التفسير العلمي لهذه الحروف نقدم له
بعض العبارات من حساب الجمل (ونؤكد بأن هذا الحساب غير صحيح) ،والتي تأتي
فإذا ما اتبعنا نفس منهجه ولجانا لهذا الحساب ،فإننا نقدم له عبارات كثيرة أقوى من
عبارته وأكثر تعقيداً واحكام ًا .ففي اإلنجيل الصحيح ورد على لسان سيدنا المسيح
يسى عليه السالم البشرى بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد ،يقول تعالى( :وِا ْذ َق ِ
ال ع َ
َ َ ّ
التور ِ
اة َو ُمَب ِّشًار ِ ِ ِ ابن مريم يا بِني ِإسرِائيل ِإِّني رسول َّ ِ
َّللا ِإَلْي ُك ْم ُم َصّد ًقا ل َما َبْي َن َي َد َّي م َن َّ ْ َ َُ ُ َْ َ ْ ُ َْ َ َ َ َ
ول يأ ِْتي ِمن بع ِدي اسمه أَحم ُد َفَل َّما جاءهم ِباْلبِيَن ِ
ات َقاُلوا َه َذا ِس ْحٌر ُم ِب ٌ
ين) َ َ ُ ْ َّ ْ ُُ َْ ْ َْ ِبَر ُس ٍ َ
[الصف.]6 :
فاسم نبينا عليه الصالة والسالم في اإلنجيل الحقيقي هو أحمد ،وهو رسول هللا.
فلماذا ال يكون معنى حروف (الم) هو تأكيد لنبوة أحمد وأنه رسول هللا؟؟ وقد ُيفاجأ
صاحبنا إذا قلنا له إن عبارة( :أحمد هو رسول هللا) هذه العبارة تساوي في حساب
حروف األلف والالم والميم في عبارة (أحمد هو رسول هللا) نجد 6حروف ،بعدد
14حرفاً بعدد الحروف المقطعة األربعة عشر! وبالرغم من أن هذه التوافقات في
هذه العبارة أقوى من التوافق الوحيد الذي جاء به ،إال أننا ال ندعي أن هذه التوافقات
فيها إعجاز.
وسؤالنا له :لماذا تعتبر أن تفسير (الم) هو (يسوع المسيح هو ابن اإلله) ،وال تريدنا
أن نعتبر أن تفسير هذه الحروف هو (أحمد هو رسول هللا) ،مع العلم أن كلتا
ثم يتابع صديقنا أحالمه الرقمية ويقول :إن (الر) تساوي في حساب الجمل 231
وهي نفس القيمة العددية لعبارة (واآلب واالبن هما إله واحد) التي تساوي 231
أيضاً .وأقول له :لماذا ال تكون حروف (الر) دليالً على وحدانية هللا األحد الصمد؟
لماذا ال يكون معناها هو (هللا الصمد) خصوصاً إذا علمنا أن حروف هذه اآلية
تساوي في حساب ّ
الجمل 231أي نفس القيمة العددية لـ (الر)؟؟
التي ساقها والتي يتضح أنه لم يتم بذل جهد كبير في اختيارها ،ولكن هذا الكالم غير
يدعونه ال
العلمي ال فائدة من اإلكثار منه .وهنا نخلص إلى أن هذا التفسير الذي ّ
وهذه الطرق ال يمكن وضعها في ميزان البحث العلمي الحديث ،ألن قيم الحروف وفق
كل من يعتقد بهذا التفسير غير العلمي لهذه الحروف أن يثبت لنا صدق ادعائه ،وال
يكفي أن يسوق لنا بعض العبارات لمجرد أنها تساوت قيمتها العددية مع القيمة
العددية لهذه الحروف ،ونقول لهؤالء كما قال هللا تعالىُ ( :ق ْل َه ُاتوا ُبْرَهاَن ُك ْم ِإ ْن ُكْن ُت ْم
وهيهات أن يأتوا بهذا الدليل ،لسبب بسيط وهو أن هذا التفسير غير صحيح على
اإلطالق ،وسوف نرى التفسير المنطقي والعلمي والذي لن يتمكن أحد من معارضته
ألننا سنستخدم لغة البحث العلمي الحديث ،واألرقام التي سنشاهدها والتناسقات
المذهلة التي سنلمسها جئنا بها من القرآن ذاته وليس من حسابات اصطلح عليها
البشر وهي تختلف من حضارة ألخرى .وأن هذه التناسقات السباعية لهي دليل علمي
آيات كتابه ،لتكون برهاناً مادياً في هذا العصر على حفظ القرآن وأنه كتاب معجز،
وما النظام الرقمي المحكم الذي سنعيش معه اآلن إال أحد معجزات القرآن الذي ال
الجمل صحيح؟
هل حساب ُ
قدرة هللا أكبر وأعظم بكثير .ونحن نعلم بأن حساب الجمل هو من أبسط أنواع
الحساب البدائية جدًا ،لذلك ال يمكن أن تكون المعجزة الرقمية التي تتحدى أكبر
إن حساب الجمل لم يقدم إلى اآلن أية نتائج إعجازية ،وكل ما نراه من أبحاث في
هذا المجال ما هو إال مجموعة مصادفات يمكن أن تحدث مع أي حساب آخر .ومع
أننا نرى بعض النتائج والتوافقات التي يقدمها بعض الباحثين اإلسالميين وفق هذا
وسوف نرى من خالل معجزة هذه الحروف وبنائها الرقمي المحكم مدى التعقيد
واإلبداع اإللهي والذي ال يمكن ألحد أن يأتي بمثله .سوف نرى نسيج ًا رائع ًا من
التناسقات العددية القائمة على الرقم سبعة ومضاعفاته وفق منهج علمي ورياضي
محكم.
إن أول شيء الحظه المفسرون رحمهم هللا تعالى في هذه الحروف أن عددها هو
أربعة عشر حرفاً ،وعدد االفتتاحيات المشكلة منها هو أيضاً أربعة عشر افتتاحية،
طبعاً عدا المكرر منها .والشيء الذي لفت انتباهي هو هذا الرقم أي ،14وتوقعت
أن يكون فيه مفتاح الحل للغز هذه الحروف بسبب تكراره مرتين أي مرة مع الحروف
إن العدد 14يمكن تحليله رياضياً إلى رقمين 7و ، 2بكلمة أخرى إن العدد 14
هو حاصل ضرب سبعة في اثنان ،ويمكن كتابة المعادلة اآلتية2 × 7 = 14 :
التي في أوائل السور بالحروف المقطعة هي تسمية غير دقيقة من الناحية العلمية.
فنحن نرى مثالً حروف ألف الم ميم تكتب موصولة هكذا (الم) وليست مقطعة!
وقد يسمي بعضهم هذه الحروف بالحروف النورانية وهذه التسمية أيضاً غير علمية
ألنه ال توجد بالمقابل حروف مظلمة! ولذلك وبعد بحث طويل تبين لي بأن أفضل
ميزها عن
تسمية لهذه الحروف هي "الحروف المميزة" .وذلك ألن هللا عز وجل قد ّ
لذلك سوف نعتمد هذا االسم العلمي لهذه الحروف ،وسوف نسمي االفتتاحيات التي
بدأت بها بعض السور مثل (الم) و(المص) و(الر) ...باالفتتاحيات المميزة ،ونسمي
هذه السور ذات الفواتح بالسور المميزة أيض ًا .ولكن لماذا الرقم سبعة؟
الرقم المميز
ال يخفى على أحد ما للرقم سبعة من أسرار وعجائب ،فهذا العدد هو أول عدد ُذكر
في القرآن ،وهو العدد األكثر تك ار اًر في كتاب هللا تعالى بعد الرقم واحد ،وهو العدد
الذي اختاره هللا تعالى لكل ذرة من ذرات الكون ،فكما نعلم عدد طبقات الذرة هو
سبعة .وعدد السماوات سبع وكذلك األراضين ،وكذلك عدد أيام األسبوع ،ومثله كثير.
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 63
وحتى الرسول الكريم عليه وآله الصالة والتسليم ،كان يكثر من ذكر هذا الرقم
بالذات .فالطواف حول الكعبة هو سبعة أشواط والسعي بين الصفا والمروة مثله،
والجمرات التي ُيرمى بها إبليس هي سبعة ،والسجود يكون على سبعة أعضاء،
وووو ...ولو ذهبنا نبحث عن دالالت هذا العدد الحتجنا إلى مجلدات ضخمة.
إذن اختار هللا تعالى عدد الحروف المميزة في القرآن لتساوي ضعف الرقم سبعة أي
،2×7ولكن ماذا يعني الرقم 2أيضاً؟ إن هذا الرقم ببساطة يدل على التكرار والتثنية
أي أننا إذا تأملنا بناء هذه األحرف والطريقة التي انتظمت بها عبر آيات القرآن
القسمة على الرقم سبعة من دون باق ،وهذا ما سوف نراه فعالً.
بدأت منذ سنوات بتأمل هذه الحروف ودراستها من حيث التكرار والتوزع في آيات
لقد ُ
تناولت فيه هذه الحروف الثالثة بالتفصيل .وقد ُثبت يقيناً وجود معجزة
ُ معجزة الم"
إن أول افتتاحية مميزة في القرآن هي (الم) ،وهي أول آية من سورة البقرة ،ويأتي
ِ ِ
لْل ُمَّتق َ
ين) [البقرة.]2 :
ولو ذهبنا إلى آخر سورة بدأت بالحروف الثالثة (الم) لوجدنا سورة السجدة التي
استفتحت بهذه الحروف وجاء بعدها مباشرة في اآلية الثانية تأكيد من هللا تعالى أن
ُ
فيه.
سر هذا التكرار لتأكيد هللا تعالى بأن القرآن ال ريب فيه ،ولماذا
فكرت طويالً في ّ
لقد ُ
اختار الحق سبحانه هذه الحروف الثالثة بالذات؟ وبعد بحث طويل خطرت ببالي فكرة
وهي أن هللا تعالى لم يضع هذه الحروف عبثاً ،أو أنها أسماء هلل أو أسماء للسور
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 65
فهذا كله لم يثبت وسبب ذلك ببساطة هو أنه إذا فكر أحد بتغيير هذه الحروف لن
يؤثر ذلك على هذا التفسير ،أي أن الحروف الجديدة تصلح أسماء للسور أو أسماء
هلل تعالى.
والمنطق يفرض بأن هللا تعالى قد وضع هذه الحروف ليؤكد لنا وجود بناء خاص بها،
أي أننا لو استبدلنا هذه الحروف بأخرى سوف يختل هذا البناء! أي أن هذه الحروف
فيها معجزة وال يمكن تحريفها أبداً أو تغييرها أو تبديلها .والسؤال :كيف يمكن التعبير
عن هذا البناء المحكم؟ وهل يمكن أن نجد في هذا البناء تناسقاً مع الرقم سبعة؟
بدأت
اتبعت منهجاً علمياً في دراسة هذه الحروف وتوزعها في كلمات اآلية ،أي ُ
ُ لقد
باإلجابة عن تساؤل:
بما أن هللا تعالى قد اختار هذه الحروف الثالثة ليضعها في مقدمة السورة ووضع
بعدها مباشرة اآلية التي تؤكد أن القرآن هو كتاب ال ريب فيه ،فهل يمكن أن يكون
تحوي حرفاً واحداً من هذه الحروف الثالثة ،وبالتالي تأخذ الرقم . 1وكلمة (الكتاب)
نجدها مكتوبة في كتاب هللا تعالى من دون ألف هكذا (الكتب) وتحوي األلف والالم
ولذلك تأخذ الرقم ،2أما كلمة (ال) فتحوي ألف ًا والماً أي 2وكلمة (ريب) ال تحوي أي
حرف من حروف (الم) لذلك تأخذ الرقم صفر .ومثلها كلمة (فيه) التي ال تحوي شيئاً
من حروف ألف الم ميم وتأخذ الرقم صفر ،وكذلك كلمة (هدى) ليس فيها شيء من
واآلن نكتب اآلية الكريمة وتحت كل كلمة عدد ما تحويه من الحروف الثالثة (الم):
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َذل َك اْلك َت ُب ال َرْي َب فيه ُه ًدى لْل ُمَّتق َ
ين
وواحد وعشرون ،هذا العدد له عالقة مباشرة بالرقم سبعة فهو من مضاعفات الرقم
سبعة ،أي إذا قسمناه على سبعة كان الناتج عدداً صحيحاً ال فواصل فيه ،ويمكن أن
نتأكد من هذه النتيجة رياضياً بقسمة هذا العدد على سبعة لنحصل على عدد صحيح
428603 = 7 ÷ 3000221
إذن العدد الذي يمثل توزع حروف (الم) في كلمات أول آية بعد (الم) هو عدد من
مضاعفات الرقم سبعة .ولكن ماذا عن آخر (الم) وهل من الممكن أن تتكرر هنا
لنكتب اآلية التي تلي (الم) من سورة السجدة وتحت كل كلمة عدد حروف األلف
والالم والميم فيها تماماً كما فعلنا مع اآلية السابقة ،مع مالحظة أن كلمة (الكتاب)
هنا أيضاً ُكتبت من دون ألف (الكتب) ،وكذلك كلمة (العالمين) كتبت من دون ألف
هكذا (العلمين) وهذا لحكمة سوف نكتشف جزءاً منها .اآلن نكتب اآلية لنرى كيف
و هنا نجد العدد 40100221والذي يمثل توزع حروف األلف والالم والميم من
مضاعفات السبعة:
5728603 = 7 ÷ 40100221
وهنا نقول إن هذا التوزع السباعي الدقيق لم يأت عن طرق المصادفة ألن المصادفة
ال تتكرر بهذا الشكل .والذي يؤكد ذلك هو أن التوزع ال يقتصر على الحروف بل
في هاتين اآليتين كلمات تحوي حروفاً من (الم) كما رأينا وكلمات أخرى ال تحوي أي
حرف من (الم) ،والسؤال :إذا كان توزع حروف (الم) عبر كلمات اآلية جاء متناسباً
مع الرقم سبعة ،فماذا عن الكلمات التي تحوي (الم)؟ وهل تتكرر العالقة السباعية
أيضاً؟
النظام .ونكتب اآلن كلتا اآليتين السابقتين ،ولكن هذه المرة نبحث عن الكلمات التي
تحوي حروفاً من (الم) فنعطيها الرقم واحد ،أما تلك الكلمات التي ال تحوي أي حرف
من حروف األلف والالم والميم فتأخذ الرقم صفر .وهنا نتبع قاعدة رياضية معروفة
هي نوع من أنواع النظام الثنائي ،والذي يقتصر على الرقمين واحد وصفر.
لنطبق هذه القاعدة على اآلية األولى ،فنكتب اآلية الكريمة وتحت كل كلمة رقماً
وهنا نجد العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروف ًا من (الم) هذا العدد هو
142873 = 7 ÷ 1000111
والعجيب أن النظام ذاته ينطبق على اآلية األخيرة! لنكتب كلمات اآلية وتحت كل
كلمة رقم يمثل وجود أو عدم وجود (الم) في هذه الكلمة كما فعلنا مع اآلية السابقة:
والعدد الذي يمثل توزع الكلمات ذات حروف (الم) هو 10100111من مضاعفات
1442873 = 7 ÷ 10100111
فتأمل أخي القارئ كيف أن حروف (الم) تتوزع بنظام سباعي ،وبالمثل الكلمات التي
تحوي حروفاً من (الم) تتوزع بنظام سباعي أيضاً .فهل جاء هذا التوزع بالمصادفة؟
وهل يمكن للمصادفة أن تتكرر في القرآن كله في آياته وسوره وكلماته وحروفه؟؟
تناسق معجز!
إن اإلعجاز والنظام والتناسق ال يقتصر على اآليات ،بل يشمل أيضاً ارتباط هذه
اآليات بعضها ببعض ،وهذا لكمال وتمام اإلعجاز في كتاب هللا تعالى .فلو أحصينا
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
عدد حروف اآلية األولىَ ( :ذل َك اْلك َت ُب َال َرْي َب فيه ُه ًدى لْل ُمَّتق َ
ين) نجد 26حرفاً .ولو
ِ ِ ِ ِ (تْن ِز ِ
يل اْلك َت ِب َال َرْي َب فيه م ْن َر ِّب اْل َعَلم َ
ين) نجد 29حرفاً. عددنا حروف اآلية الثانيةُ َ :
29 26
418 × 7 = 2926
إن هذه النتيجة تؤكد ارتباط حروف اآليات بنظام سباعي ،ولكن هذا ليس كل شيء،
وهذه النتيجة ليست مصادفة ،والسبب هو وجود عالقة مذهلة بين عدد الكلمات التي
لو عددنا الكلمات التي تحوي (الم) في اآلية األولى أي في قوله تعالىَ ( :ذلِ َك اْل ِك َت ُب
األلف والالم والميم في اآلية لوجدنا 8أحرف أي الضعف ،والمذهل وجود تناسق
8 4
والعدد الناتج من صف الرقمين 4و 8أي العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو
ِ ِ ِ ِ ِ
يل اْلك َت ِب َال َرْي َب فيه م ْن َر ِّب اْل َعَلم َ
ين) ونطبق الخطوات (تْن ِز ُ
اآلن نذهب لآلية األخيرة َ
ذاتها ونحصي الكلمات التي احتوت على أحد حروف (الم) لنجد عددها 5ولكن عدد
حروف األلف والالم والميم في هذه اآلية يساوي 10أي الضعف أيض ًا!! تماماً كما
في اآلية األولى .ويبقى هنا التناسق السباعي ليربط بين الكلمات والحروف:
10 5
وهنا من جديد نجد العدد الذي يمثل الكلمات والحروف هو 105من مضاعفات
)10+5
حتى ناتجي القسمة أي العدد 12والعدد 15نجد بينهما تناسق سباعي محكم ،فعند
216 = 7 ÷ 1512
ولكن العجيب أن العدد النهائي الناتج لدينا وهو 216يتناسب بشكل مذهل مع عدد
السور التي تبدأ بـ (الم) وهو 6فالعدد 216يساوي ستة في ستة في ستة:
6 × 6 × 6 = 216
وهنا ندرك أن كل عدد في القرآن قد وضعه هللا تعالى بدقة فائقة وبتناسب مبهر
ليدلنا على إعجاز القرآن ،ليس بلغته وبالغته وعلومه فحسب ،بل بأرقامه وأعداده
أيضاً.رسم معجز
إن المعجزة القرآنية الرقمية تشمل أيضاً طريقة رسم كلماته وحروفه .وتأمل أخي
القارئ كيف أن هللا بعلمه وحكمته قد ألهم المسلمين أن يكتبوا كلمة (كتاب) في
تحذف هذه األلف! وتأمل معي لو أن أحداً فكر بإضافة حرف األلف لهذه الكلمة فهل
سيبقى من هذا التناسق شيء؟ أليس هذا دليالً على حفظ هللا لكتابه؟ يقول تعالى:
ظو َن) ِ
[الحجر.]9 : (ِإَّنا َنحن َنَّزْلَنا ال ِّذ ْكر وِاَّنا َله َلح ِ
اف ُ ُ َ َ َ ُْ
ولو سرنا عبر آيات وكلمات وسور القرآن لرأينا نظاماً بديعاً يشهد على عظمة منزل
القرآن سبحانه وتعالى .ويكفي أن نعلم بأن حروف األلف والالم والميم تتكرر في أول
آية من القرآن بنظام عجيب وفريد .فلو قمنا بعد حروف األلف والالم والميم في (بسم
هللا الرحمن الرحيم) ،لوجدنا حرف األلف يتكرر ثالث مرات في هذه اآلية ،أما حرف
الالم فقد تكرر أربع مرات كما نرى ،وحرف الميم تكرر ثالث مرات.
لنكتب هذه التك اررات من جديد ونرى التناسق المذهل مع الرقم سبعة:
343ثالث مئة وثالثة وأربعون ،العجيب أن هذا العدد الذي يمثل تكرار حروف (الم)
49 = 7 ÷ 343
7 = 7 ÷ 49
1=7÷7
والناتج النهائي من سلسلة عمليات القسمة على سبعة هو 1ورقم هذه اآلية هو 1
وهي في السورة رقم ، 1أليست هذه النتيجة دليالً على وحدانية هللا تعالى؟؟؟ ولكن
السؤال :لماذا تكررت (الم) ست مرات في القرآن؟ ولماذا اختار هللا سو ًار محددة
لنكتب السور التي تبدأ بحروف مميزة حسب تسلسلها في كتاب هللا تعالى مع
-9سورة ِ
الحجر (الر)
-11سورة طه (طه)
-19سورة يس (يس)
-20سورة ص (ص)
كما قلنا في القرآن الكريم ست سور جميعها تبدأ بالحروف (الم) ،فهل من بناء
سباعي محكم؟ لقد اختار هللا تبارك وتعالى بعلمه وقدرته ترتيباً معج ًاز لسور القرآن
وخصوصاً السور التي تبدأ بحروف مميزة .وبما أننا نعيش اآلن في رحاب (الم) لذلك
سوف نتساءل:
ما هي الحكمة من تكرار (الم) ست مرات في ست سور؟ ولماذا جاء عدد آيات هذه
السور وفق ما نراه أي سور طويلة مثل البقرة ،وسور قصيرة مثل السجدة؟ ولماذا
جاء ترتيب هذه السور الستة بهذا الشكل؟ أي أربع سور نزلت بمكة وهي العنكبوت
والروم ولقمان والسجدة ،وسورتان نزلتا بالمدينة البقرة وآل عمران .ولماذا ُوضعت
سورتا البقرة وآل عمران في مقدمة المصحف مع العلم أنهما نزلتا بعد السور األربعة
المكية بسنوات؟
الج َّمل الذي بنى عليه عقيدته وقناعته لن يسعفه في مثل هذه الحال ،وذلك
فحساب ُ
ونحن هنا أمام سور تتكرر وتتوضع في أماكن محددة من القرآن وبعدد آيات محدد
لكل منها ،ولذلك سوف نقدم اإلجابات العلمية والرياضية والتي ال تقبل الجدل من
الحقيقة األولى
لماذا تأخذ آية (الم) الرقم واحد في كل السور الستة التي تكررت فيها؟ والسبب هو
وجود تناسق سباعي لتكرار هذا الرقم .فلو قمنا بصف أرقام اآليات التي وردت فيها
15873 × 7 = 111111
مقطعة ،فعدد السور ذوات الفواتح هو 29سورة ،ولو رقمنا هذه السور بأرقام
متسلسلة فإننا سنجد أن السور التي تبدأ بـ (الم) ترتيبها كما يلي:
لماذا هذه األرقام بالذات؟ الجواب ألنها تحقق تناسقاً مذهالً مع الرقم سبعة ،فإذا قرأنا
5297847 × 7 × 7 × 7 = 1817161521
حتى العدد الناتج بعد ثالث عمليات قسمة على سبعة وهو 5297847عدد يتألف
42 = 5 + 2 + 9 + 7 + 8 + 4 + 7
6 = 7 ÷ 42
الحقيقة الثالثة
لو دققنا النظر في هذه السور نجد منها سورتين مدنيتين أي نزلتا على الرسول
الكريم في المدينة المنورة بعد الهجرة وهما البقرة وآل عمران ،وأرقامهما كما رأينا هو
1و 2بين السور ذات الفواتح ،والعجيب أننا إذا وضعنا أرقام هاتين السورتين
ولكن ماذا عن بقية السور؟ نجد أن السور األربعة الباقية نزلت بمكة وجاء ترتيب
2595945 × 7 = 18171615
إذن جاء ترتيب السور المدنية بتناسق مع الرقم سبعة ،وكذلك جاء ترتيب السور
المكية بتناسق مع الرقم سبعة .ليس هذا فحسب بل هنالك تناسب سباعي لعدد
السور المدنية وعدد السور المكية .فلو تتبعنا ترتيب المصحف نجد أن سور (الم)
4 2
6 = 7 ÷ 42
الحقيقة الرابعة
واآلن نأتي إلى عدد آيات كل سورة ،وهل من نظام محكم ألعداد هذه اآليات؟ لنكتب
مضاعفات السبعة:
4335152742898 × 7 = 30346069200286
ولو قمنا بجمع أعداد اآليات هذه لوجدنا عدداً من مضاعفات السبعة:
=3+0+3+4+6+0+ 6+9+2+0+0+2+8+6
= 7 × 7 = 49
وتأمل عزيزي القارئ كيف انتهت عمليات القسمة المعقدة على سبعة بالنتيجة
النهائية 7×7أليس هذا التناسق يقدم لنا تفسي اًر منطقياً لسر وجود هذه الحروف
وأن البشر عاجزون عن تركيب جمل تأتي حروفها وأعدادها وتسلسلها وفق هذا
التناسق المذهل!!؟
لقد رأينا في المعادالت السابقة أكثر من عشرين عملية قسمة على سبعة ترتيب سور
(الم) وأول مرة وآخر مرة وردت فيها هذه الحروف ،وأننا لو تابعنا الدراسة والبحث
وفق هذا المنهج لرأينا آالف التناسقات العددية مع الرقم سبعة ومضاعفاته بشكل
وسؤالي لصديقي الذي أعلن اعتناقه للمسيحية عن قناعة :هل كان الراهب بحيرة
إلكترونية لمعالجة مثل هذه األعداد الضخمة؟ أم أن هللا تعالى هو من وضع هذه
إن هذه النتائج تؤكد أنه لو نقص حرف أو زاد في كتاب هللا تعالى ،ولو أن سورة
واحدة تغير ترتيبها أو عدد آياتها ،فهل يبقى من هذا البناء شيء؟ إذن أليست هذه
الحروف دليالً مادياً في عصر المادة الذي نعيشه اليوم على أن هللا تعالى قد حفظ
وأي التفسيرين أحق أن ُيّتبع ذلك التفسير الذي ال يقوم على أي أساس علمي ،وهو
يصلح لتفسير أية حروف ،أم هذا التفسير القائم على أسس رياضية متينة وسالسل
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 85
رقمية ثابتة وتناسقات سباعية تشهد على أن الذي وضع هذه الحروف هو رب
واآلن نأتي لإلجابة عن التساؤالت المتعلقة بهذه الحروف على ضوء ما رأيناه من
حقائق رقمية:
يمكن القول بأن الحكمة من وجود هذه الحروف هو وجود معجزة فيها ،ومهمة هذه
المعجزة أن تقدم الدليل المادي على أن القرآن كتاب من عند هللا ،وليس كما يدعي
المبطلون أنه قول بشر .ألن البشر عاجزون عن تأليف كتاب وتنظيم كل حرف من
حروفه بنظام رقمي ألن ذلك سيخل بالجانب البالغي للكتاب ،أما كتاب هللا فهو محكم
لغوياً ورقمياً.
كذلك هنالك مهمة أخرى لهذه الحروف وهي إثبات استحالة اإلتيان بمثل القرآن،
حروف معينة داخل الكلمات وبحيث تتشكل دائماً سالسل رقمية تقبل القسمة على
مثل القرآن.
موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة – الجزء ( )11ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 86
حرف ،ألنه لو تغيرت كلمات القرآن أو
هنالك هدف ثالث وهو إثبات أن القرآن لم ُي ّ
بعض حروفه أو ترتيب سوره الختل التناسق السباعي لهذه الحروف ،ولم نعد نرى
من المعجزات ،وكما رأينا كيف تكررت (الم) 6مرات ،وكيف جاء التناسق السباعي
للسور الستة وترتيبها وعدد آيات كل منها ،وكل ذلك في إطار معجزة رقمية لتثبت
ولذلك نقول إن شاء هللا ستكون هذه الحروف سبباً في إيمان غير المسلمين والذين
لديهم شيء من اإلنصاف والعدل ،ولن تكون هذه الحروف أبداً وسيلة للتشكيك
بالقرآن وارتداد المسلمين عن دينهم ،بل هذه الحروف هي وسيلة لتثبيت المؤمنين
هذا مثال واحد فقط اخترته من بين آالف األمثلة ،فقد وزع هللا تعالى بحكمته هذه
الحروف المميزة على كلمات القرآن بنظام مذهل ومعجز ،وجميع الحروف المميزة لها
نظام سباعي وال يقتصر النظام على (الم) ،ولو كان البحث يتسع لسردنا مئات
الحقائق الرقمية المتعلقة بهذه الحروف مثل (يس) و(ن) وغيرها من الحروف.
ولمزيد من االطالع على أسرار هذه الحروف ندعوك أخي القارئ لقراءة كتاب "أسرار
المذهلة حول ترتيب وتكرار وتوزيع الحروف المميزة في القرآن الكريم .ولمزيد من
التوسع في إعجاز الرقم سبعة والتناسقات السباعية في حروف وكلمات وآيات القرآن
العظيم ندعوك أخي القارئ لقراءة موسوعة اإلعجاز الرقمي ،والتي تضم مئات
وأخي اًر
نتوجه بسؤال لكل من يظن بأن القرآن هو كالم الرهبان والقسيسين أو كالم بشر
ق َب ْع ٍ
ض) [النور .]40 :كيف علموا بوجود أوتاد للجبال؟ ض َها َف ْو َ
ات َب ْع ُ
ظُل َم ٌ
اب ُ
َس َح ٌ
اء َذ ِ
السم ِ
ات بل كيف استطاعوا أن يتحدثوا عن البنية النسيجية المحبوكة للكونَ :
(و َّ َ
اْل ُحُب ِك) [الذاريات .]7 :وهذه البنية لم تكتشف إال حديثاً جداً .وكيف علموا بأن الكون
اء) [البقرة .]22 :ولو ذهبنا نعدد معجزات القرآن العلمية السم ِ
اء بَن ً
(و َّ َ َ
كله بناء محكمَ :
فقط الحتجنا لمئات الصفحات! فقد تحدث القرآن عن النجوم والكواكب والمشارق
والمغارب والقمر المنير والشمس المضيئة ومنازل القمر وأصل الكون والنجوم
النيوترونية.
كما تحدث القرآن عن السحاب والمطر وتشكل الغيوم والرعد والبرق وآلية تشكل
البرد ،وتناول كذلك علم البيئة والتوازن البيئي والنباتي على األرض ،وتحدث عن
َ
عن البرزخ بين البحرين وعن البراكين في أعماق المحيطات ،وتحدث عن علم الذرة
وعلم ال هندسة الوراثية وعلم األجنة .وتناول القرآن الكثير من الحقائق العلمية في
علوم الطب والفضاء والجبال والبحار وعلم الغذاء والهندسة الزراعية والتوازن العددي
وعلم ا لنفس والتربية ،ونبأنا القرآن عن السابقين وعن المستقبل ،وتحدث عن يوم
القيامة بالتفصيل وكأننا نراه أمامنا .وتحدث عن أصحاب الجنة وأصحاب النار.
وتحدث عن صفات هللا تعالى وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته .وجاء القرآن بحقائق ال
كل هذه الحقائق حدثنا عنها القرآن قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلةَ ،
فمن الذي
يم ِب َما َي ْف َعُلو َن *الظ َّن َال ي ْغِني ِمن اْلح ِق َشيًئا ِإ َّن َّ ِ
ظًّنا ِإ َّن َّ
(و َما َي َّت ِب ُع أَ ْك َثُرُه ْم ِإَّال َ
َّللا َعل ٌ
َ َ َّ ْ ُ َ
ِ ِ َّللا وَل ِكن َتص ِد َّ ِ
ِ ِ
يل َن ُي ْف َتَرى م ْن ُدو ِن َّ َ ْ ْ َ
يق الذي َبْي َن َي َدْيه َوَت ْفص َ َن أ ْ
ان َه َذا اْلُقْرآ ُ
َو َما َك َ
وهنا نتذكر حديث القرآن عن هؤالء وأقوالهم بأن القرآن هو كالم كاهن ،يقول تعالى:
يم * َو َما ُه َو ِبَق ْو ِل ( َف َال أُ ْق ِس ُم ِب َما ُتْب ِصُرو َن * َو َما َال ُتْب ِصُرو َن * ِإَّن ُه َلَق ْو ُل َر ُس ٍ
ول َك ِر ٍ
[الحاقة .]43-38 :ولذلك على كل من يدعي بأن هذا القرآن هو من أقوال الرسول
صلى هللا عليه وسلم أو أقوال الشعراء أو هو من تأليف الكهنة والقسيسين ،فعليه أن
يأتي بالدليل والبرهان العلمي على ذلك ،بكلمة أخرى عليه أن يأتي بمثل هذا القرآن.
هذه العبارة من تأليف الكاهن ورقة بن نوفل؟ أم الكاهن بحيرة؟ وهل ُيعقل أن يقوم
الكاهن بوضع القرآن ثم يقول هذا الكاهن لمحمد صلى هللا عليه وسلم :أخبر قومك
إذن لماذا يتخفى هذا الكاهن وراء األقنعة؟ وماذا استفاد من ذلك؟ ونحن نعلم أن
عظماء التاريخ وأرباب الشعر والبالغة والعلم قد خلدوا ذكرهم وافتخروا بما قدموا
ألممهم ،فلماذا يقدم الراهب بحيرة كل هذه البالغة التي خضعت لها رقاب العرب ،ولم
الكاهن كل هذه العلوم وكل هذه البالغة لمحمد صلى هللا عليه وسلم ثم يقول :إن
رد هللا بها على هؤالء المشككين بصدق القرآن وعلى كل من
واآلن لنتوقف مع آية ّ
يدعي بأن القرآن ليس كتاب هللا( :أ َْم َيُقوُلو َن َتَق َّوَل ُه َب ْل َال ُي ْؤ ِمُنو َن * َفْلَيأ ُْتوا ِب َح ِد ٍ
يث
ِِ ِ ِِ
مْثله ِإ ْن َكاُنوا َصادق َ
ين) [الطور .]34-33 :إذن المنطق العلمي يقضي بأن أي كالم
بشري يمكن تقليده واإلتيان بمثله أو ما يشابهه .وال نعرف أحدًا على مر العصور
التحدي لن يصمد إال عدة أيام حتى يأتيه من يقلده بل ويأتي بأفضل من كالمه ،وهو
في هذه الحالة لن يستطيع أن يثبت للناس أن كالمه يختلف أو أفضل من كالم
البراهين المادية المقنعة على ذلك .وقد يكون هذا العلم الجديد أي اإلعجاز الرقمي
في القرآن هو أفضل وسيلة في عصر التكنولوجيا الرقمية إلثبات استحالة اإلتيان
أنه استطاع تجاوز التحدي اإللهي وأتى بسورة تشبه سور القرآن!! وفي هذا البحث
إثبات الستحالة اإلتيان بمثل آية من القرآن ،وأن هذه المحاوالت لم تأت إال بكالم
وجل أن يكون هذا البحث وسيلة لكل من يشك بالقرآن يرى من
ندعو البارئ عز ّ
خاللها صدق كتاب هللا تعالى وصدق رسالة اإلسالم ،وأن يجعلنا من الذين يرون
آيات هللا ومعجزاته فيعرفونها ويزدادون بها إيمان ًا ،يقول تعالى:
ــــــــــــ
هل فعالً الملحد يبحث عن الحقيقة وما نسبة الملحدين الذين يبحثون بصدق عن
ويدعون أن القرآن يحوي أخطاء علمية مثل عدد طبقات األرض في قوله تعالىُ َّ :
(َّللا
طبقات األرض بثالثة أو خمسة على أكبر تقدير ولكن ال أحد يقول إن طبقات األرض
ولكن هذه الطبقات يمكن تقسيمها لطبقات أخرى حسب كثافتها وحرارتها وتركيب
موادها ،فالنواة مثالً تحوي طبقة داخلية صلبة ،وطبقة سائلة تحيط بها .أما الوشاح
فيتألف من ثالث طبقات كل طبقة تختلف عن األخرى من حيث الكثافة وتركيب المادة
ودرجة الحرارة .أما القشرة األرضية فتتألف من قشرة رقيقة وتحتها غالف صخري
بحرارة مرتفعة.
طبقات األرض سبعة وقد اعتمدوا في هذا التقسيم على اختالف الكثافات والتركيب
http://pubs.usgs.gov/gip/dynamic/inside.html
ونود أن نقول إلخوتنا القراء إن أي معلومة واردة على هذا الموقع قد تم أخذها من
مراجع موثوقة ،وننبه الجميع إلى ضرورة التأكد من مصادر العلومات في أبحاث
ألن الباحث عن الحقيقة يهديه هللا بسهولة إلى طريقه المستقيم ،والدليل على ذلك
أما الذي يبحث هنا وهناك عن آية لم يتمكن العلماء من تفسيرها بعد مثل (الم) أو
الحروف المقطعة ،أو آيات قد يظن القارئ أنها متناقضة أو تخالف العلم ظاهرياً ،أو
آيات أسيء فهمها يقولون إنها تحرض على العنف ...كل هذه اآليات ال تشكل إال
الواضحة التي تدعو لمكارم األخالق والعلم والعدل والحب والتسامح ...وبعد أن يق أر
هذه اآليات ويتأكد أن اإلسالم هو دين الحق والفطرة ..بعدها يمكنه أن يق أر اآليات
التي تشكل أقل من % 5من القرآن ،وسيجد أن التناقض قد زال تماماً وأن اإلسالم
ــــــــــــ
سؤال يطرحه بعض المشككون حول بعض أحاديث النبي الكريم ويشككون في
المرض بمجرد تحسن ظروفه أو حالته النفسية ،فأحيان ًا يعاني من مشاكل في
التنفس وأحياناً يعاني من أوجاع في الرقبة ،وقد تجده أحياناً يشتكي من معدته أو
وكلما سألني لماذا يحدث ذلك كنت أخبره بأن هذه "حالة نفسية" تسبب له هذه
بالمرض هو جزء من المرض نفسه ،ولذلك انفعل ذات مرة من كثرة الحديث عن
الحالة النفسية وقال :أخشى أن أموت ثم تقول لي سبب ذلك هو الحالة النفسية!
ولكن وبعد فترة تحسنت ظروفه المادية واختفت معظم المعاناة التي اتضح أن سببها
األساسي هو قلة المال الذي يسبب له المعاناة وبالتالي يؤثر على النظام المناعي
مما يضعف الجسم أمام أقل هجمة للفيروسات ،وبالتالي زالت األعراض بمجرد أن
تحسنت الحالة النفسية واستقرات وابتعد عن التفكير بالمرض بسبب االنشغال بعمل
جديد.
تحديد اإلصابة بالمرض ،فكثير من الناس يحملون فيروسات قاتلة ولفترات طويلة
دون اإلصابة بها بل تبقى كامنة وراكده بسبب قوة النظام المناعي.
كثيرة هي أمراض السرطان التي تصيب أناساً محددين وال تصيب آخرين والذي يحدد
على الفيروسات والبكتريا ،فهو السالح القوي في مواجهة األمراض ،ويختلف من
شخص آلخر ..إذاً الحقيقة العلمية تقول بأن الذي يحدد اإلصابة بالمرض هو النظام
المناعي لإلنسان.
اآلن دعونا نتأمل هذا الحديث الصحيح الذي انتقده المشككون قديماً وحديثاً ...قال
صلى هللا عليه وسلم( :ال عدوى وال طيرة وال هامة وال صفر ،وُف ّـر من المجذوم كما
فر من األسد) [رواه البخاري ومسلم] .ويتساءل البعض :كيف ال يعترف النبي الكريم
َت ّ
يأمرنا النبي أن نفر من مرض الجذام المعدي إذا لم يكن هناك عدوى؟ أي أن
والرد على ذلك يكون من خالل دراسة الحديث دراسة علمية في نقاط محددة:
-1قوله صلى هللا عليه وسلم( :ال عدوى) هدفه أن يبعد تفكيرنا عن التشاؤم
والخوف من المرض والوسواس من المرض الذي يعاني منه الكثيرون فيتحول من
وهم إلى مرض حقيقي .وقد قرر الحديث حقيقة علمية وهي أن اإلصابة بالمرض
ليست مؤكدة أثناء انتقال الفيروسات بين الناس فكل إنسان حسب نظامه المناعي.
فيهم ألن النظام المناعي القوي يمنع الفيروسات المنتقلة من التكاثر والعمل وبالتالي
يمنع اإلصابة بالمرض ،ولذلك فإن قوله (ال عدوى) يتفق مع الحقائق العلمية .أما
الطيرة والهامة وصفر ،فهي من عادات الجاهلية حيث كان الناس يتشاءمون من
َ
أشياء ال أساس لها أشبه بالخرافات والشعوذات التي حذر منها النبي الكريم ليبعد
-2أما قوله عليه الصالة والسالم( :وُف ّـر من المجذوم) فالهدف منه أن يبتعد
اإلنسان عن مكان الوباء وال يضع نفسه فيه مع التأكيد على أن المرض ال ينتقل
من تلقاء نفسه بل بأمر من هللا تعالى الذي يحرك الكون بل كل ذرة من ذرات الكون
إذاً النبي الكريم حذر من االقتراب من المرض وبنفس الوقت إذا وقع المرض فال
يعتقد المؤمن أن العدوى هي التي نقلت المرض بل قدره هكذا ،وهذا يمنح المؤمن
أعلى درجات الراحة النفسية ويبعده عن التشاؤم الذي أثبت العلماء أثره المدمر على
اإلنسان.
اإلنسان وتضعف النظام المناعي ،ولذلك فإن قراءة هذا الحديث والعمل به يعطي
المؤمن نظرة إيجابية للحياة ويجعله مطمئن القلب ويسرع في شفائه إذا أصيب
المرض وهذا يتفق مع نصائح األطباء اليوم ،قال صلى هللا عليه وسلم( :ال ُي ِ
ورد
ض على ُم ِص ّح) [رواه البخاري ومسلم] ،أي يجب على المريض أن يتجنب الناس
ُم ْم ِر ٌ
لفترة مرضه لكي ال ينقل المرض لهم ،مع العلم أنه في حالة وقوع المرض فال تقتقد
أيها المؤمن أن اإلصابة بالمرض بسبب هذا االقتراب بل أمر مقدر من هللا وال
تتشاءم وتخاف بل يجب أن تكون قوي العزيمة في مواجهة المرض ألن هللا تعالى
-4النبي هو أول من أشار إلى الحجر الصحي في حالة وقوع الوباء ،وقال عليه
الصالة والسالم في شأن الطاعون ( :إذا سمعتم به بأرض فال تقدموا عليه ،واذا وقع
بأرض وأنتم بها فال َت ْخُرجوا ِف ار ار منه) [رواه البخاري ومسلم] .وهذا الحديث يمثل قمة
التطور العلمي الذي أراده النبي الكريم لْلمة ،فهو يعلمهم أسلوب الوقاية الصحيح
وأخي ًار يتبين لنا أن النبي الكريم صلى هللا عليه وسلم قد تحدث بشكل علمي عن
مفهوم العدوى والحجر الصحي ولم يأخذ باألساطير السائدة وقتها وهذا ما نراه في
كثير من األحاديث النبوية الطبية ...ونقول لكل ملحد :ما هي الفائدة التي تجنيها
من اإللحاد؟ فإذا فرضنا جدالً أن هللا غير موجود (وهذا يناقض المنطق العلمي ولكن
نفرض ذلك جدالً) فإن النتيجة أن اإلنسان سيفقد األمل من أي شيء ،ويبقى الظالم
وهكذا سيكون حال البشر بائساً من دون اإلله ...وبالتالي فإن اإللحاد سوف يكون
ولكن إذا كان هللا موجوداً بالفعل فسوف تكون كارثة على الملحدين ألنهم سيكونون
من أصحاب النار يوم ال ينفع الندم ...والنتيجة أن الملحد خاسر في كلتا الحالتين!!
سواء كان هللا موجوداً أو غير موجود سوف يخسر الملحد ،ولكن المؤمن لن يخسر
شيئاً في كلتا الحالتين!! بل سيكسب الدنيا واآلخرة ..في الدنيا ستكون حياة المؤمن
فكما قال الرجل الصالح في قصة موسى وفرعون عندما قال عن موسى عليه السالم:
َّللا َال َي ْه ِدي (وِا ْن َي ُك َك ِاذًبا َف َعَلْي ِه َك ِذُب ُه َواِ ْن َي ُك َص ِاد ًقا ُي ِصْب ُكم َب ْع ُ َّ ِ ِ ِ
ض الذي َيع ُد ُك ْم إ َّن َّ َ ْ َ
لذلك نرجو من جميع المشككين أن يتفكروا في هذا القرآن وفي أحاديث النبي الكريم،
وأن يطرحوا هذا السؤال على أنفسهم :ما هو الضرر الذي سيصيبهم من االلتزام
اآلخرين؟ ماذ ا يضرك إذا امتنعت عن الخمر والزنا والشذوذ والفاحشة والمخدرات...
ماذا ستخسر إذا اقتنعت بوجود إله كريم رحيم أعد لك جنات واسعة في اآلخرة؟ ماذا
يضرك إذا عشت حياة نظيفة في ظل تعاليم اإلسالم؟ ماذا يضرك إذا علمت أن للكون
والجواب كما أتصور أن اإلنسان الصادق سوف يستفيد كثي اًر من تعاليم اإلسالم،
.]127-123
ــــــــــــ
نناقش فيما يلي حديث النبي الكريم الذي أثيرت حوله الشبهات ،ونتأمل هذا الحديث
يقولون إن الحديث المشهور (ناقصات عقل ودين) يتهم النساء بنقصان العقل
الرجل وهذا يتنافى مع مساواة المرأة بالرجل وال يتماشى مع العلم الحديث...
ولكن هناك بعض الدعاة أو العلماء ولعالج هذه المشكلة اعتبروا أن النبي صلى هللا
عليه وسلم كان يمزح مع النساء!! فأرادوا أن يعالجوا مشكلة فوقعوا في مشكلة أكبر
بكثير ألننا نعلم أن النبي صلى هللا عليه وسلم ال ينطق عن الهوى ،وحتى عندما
لذلك دعونا نلجأ إلى العلم الحديث ونبحث عن االختالفات بين المرأة والرجل من
الناحية العقلية والدينية ...فإذا ثبت أن المرأة أقل من الرجل في هذه النواحي فيكون
قبل ذلك دعونا نتأمل الحديث بدقة حيث خرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في
عقل راجح):
لب ِ وت ْك ُفْر َن العشير ،وما رأيت من قالُ :ت ْك ِثْر َن َّ
أغلب لذي ٍّ
َ عقل ودين
ناقصات ٍ اللعنَ ،
مكث
وت ُتع ِد ُل شهاد َة َر ُجل ،فهذا نقصان العقلَ ،
قصان العقل فشهادة امرأتين ْ
قال :أما ُن ُ
التفسير العلمي
ولكن ما هو التفسير العلمي للعقل؟ نحن نعلم من العلم الحديث أن الدماغ والقلب
هما العضوان الرئيسيان المسؤوالن عن التفكير والوعي واإلدراك والفهم واتخاذ القرار
فالدماغ يحوي مليارات الخاليا التي تعمل بشكل مستمر حتى أثناء النوم ،وذلك
لإلشراف على عمل الجسم بالكامل ،والقلب يقوم باإلشراف على عمل الدماغ...
وهكذا.
لقد أثبت العلم الحديث أن دماغ المرأة أصغر من دماغ الرجل بحدود ، % 10وقلب
المرأة أصغر من قلب الرجل وبالتالي هناك زيادة في عدد خاليا الدماغ والقلب هذه
الزيادة تقدر بعدة مليارات من الخاليا!! إذًا هناك نقصان في عدد خالبا القلب والدماغ
وحتى عندما نراعي فوارق الوزن بين الرجل والمرأة يبقى دماغ الرجل أكبر من حيث
عدد الخاليا التي تزيد بحدود % 4على عدد خاليا دماغ المرأة.
إن نقصان عدد خاليا الدماغ عند المرأة يؤدي الحتمال إصابتها بالزهايمر (الخرف أو
فقدان الذاكرة) أكثر من الرجل ألن عدد خاليا دماغ الرجل أكثر ،ونحن نعلم أن سبب
مرض الخرف هو تدمير خاليا الدماغ أثناء الكبر في السن ،وبما أن دماغ المرأة
أصغر فسوف تتنكس الخاليا بشكل أسرع وتصاب المرأة بالخرف بنسبة تبلغ ضعف
فروقات كبيرة جدًا بين عقل الرجل وعقل المرأة سواء في الحجم أو الوزن أو كيفية
دماغ الرجل أفضل من حيث االستقرار والراحة والنوم ،وهكذا نجد المرأة أكثر قلقاً
وانفعاالً من الرجل وحتى أثناء النوم فإن دماغ الرجل أكثر سكوناً ولذلك البد للمرأة
من أن تعوض ذلك من خالل اإلكثار من أعمال الخير مثالً مما يؤدي لزيادة استقرار
الدماغ لديها.
دماغ الرجل يستطيع معالجة أكثر من قضية في نفس الوقت وهنا يتفوق على دماغ
المرأة الذي يعالج قضية واحدة فقط! ولكن دماغ المرأة يتفوق على دماغ الرجل في
القدرة على تحمل األلم والصبر على تربية األوالد وشاكلهم ...وسبحان هللا ،لقد
أعطى هللا لكل من الذكر واألنثى ميزات تتناسب مع طبيعته ومهامه في الحياة.
فدماغ الرجل لديه القدرة على صنع ردود أفعال مناسبة في حاالت الخوف أو الدفاع
عن النفس أكثر من المرأة ،كذلك فإن الذاكرة القصيرة لدى المرأة أقوى من الرجل،
بينما يتفوق الرجل على المرأة في الذاكرة الطويلة األمد حيث يتمكن دماغ الرجل من
ربط األحداث والذكريات القديمة ببعضها بشكل أفضل ...بينما الرأة تحتاج لمن
يحاول العلماء فهم حقيقة تفكير المرأة ومقارنتها بالرجل ليجدوا الكثير من االختالفات
التي تجعل لكل منهما ميزات عن اآلخر ...ولكن بالنتيجة فإن دماغ الرجل ودماغ المرأة
يعمالن بطريقة مثالية ويؤدي كل منهما مهامه بشكل كامل ،وهذا يدل على أن هللا
تعالى عادل في خلقه وال يوجد تمييز ألحد الجنسين عن اآلخر ،إنما تكامل في األعمال
والمهام.
عدد الوصالت بين خاليا الدماغ العصبية في دماغ المرأة أقل مها في دماغ الرجل،
وهذه الوصالت بين خاليا الدماغ مهمة جداً في سرعة التفكير وسرعة نقل المعلومات
بين خاليا الدماغ ،ولكن المرأة لديها في الدماغ مناطق مسؤولة عن المشاعر أكبر
المشاعر ،ويقول العلماء إن المرأة أكثر قدرة على التقاط اإلشارات العاطفية أكثر من
مختص بعالج قضية محددة ،بينما نجد أن المرأة تستخدم أجزاء كبيرة من دماغها
لعالج قضية واحدة ..وهذا يعتبر نقصاناً لعقل المرأة حيث تكون قدرتها على اتخاذ
قرار سليم أقل من الرجل وبخاصة عندما يتعلق القرار بعدة قضايا في نفس الوقت.
دماغ الرجل قادر على معالجة مشاكل محددة ودقيقة بمعزل عن بقية المشاكل
والهموم اليومية ،بينما نجد المرأة ال تستطيع معالجة مشكلة واحدة بمعزل عن بقية
إن دماغ المرأة أقل قدرة على التأقلم مع الظروف الصعبة مما يجعل المرأة تصاب
باكتئاب وقلق أكثر من الرجل .وهذا نقصان في قدرة المرأة على حل المشكالت
والتأقلم مع الظروف واكتساب مزيد من السعادة .حتى إن دماغ المرأة ينتج مادة أقل
تبين دراسات الرنين المغنطيسي الوظيفي واختبارات الذكاء التي أجريت على الرجال
والنساء أن الفص الجداري السفلي يحوي خاليا أقل عند المرأة ،وبالتالي فإن قدرة
نتائج البحث
د عونا نحدد نتائج هذا البحث واإلعجاز العلمي في حديث النبي الكريم وذلك في نقاط
محددة:
من الناحية العلمية ،حيث أثبت العلماء أن هناك نقصان في حجم دماغ المرأة
ونقصان في عدد خاليا دماغ المرأة ونقصان في حجم القلب وعدد خاليا القلب...
-2إن الدماغ والقلب هما المسؤوالن عن التفكير واإلدراك والعمليات الحسابية وكذلك
الفقه والتأمل والفهم ...وبالتالي فإن نقصان حجم وعدد خاليا القلب والدماغ لدى
المرأة يؤدي بالنتيجة إلى نقصان كفاءة ومستوى اإلدراك والقدرة على اتخاذ القرار
لب ِمْن ُكن) فهذا الكالم يتطابق مع ما كشفه العلماء مؤخ اًر من أن دماغ المرأة
لذي ٍّ
يتميز بقدرته على إثارة مشاعر الرجل والتقاط الرسائل العاطفية أكثر من قدرة الرجل
لب ِمْن ُكن) ،وهذا وهنا المرأة تتفوق ،وهذا ما عبر عنه النبي بقوله ( َ
أغلب لذي ٍّ
يعمي علمياً :على الرغم من نقصان حجم دماغ المرأة فإن لديه القدرة على التغلب
على دماغ الرجل الذكي والكامل بسبب هذه الميزة التي يتميز بها دماغها.
باإليمان والعمل الصالح ،ولذلك فإن هللا تعالى لم يميز بين الرجل والمرأة إال بالعمل
ض ُك ْم ِم ْن َب ْع ٍ
ض) [آل عمران.]195 : أُْن َثى َب ْع ُ
ميزة للمرأة أو الرجل إال بالعمل الصالح ..وهناك آيات كثيرة تؤكد هذه الحقيقة.
-5إن هللا تعالى خلق لكل جنس سواء األنثى أو الذكر خصائص تتناسب مع المهام
المطلوبة لضمان استمرار الحياة على األرض .فالمرأة لها مهام صعبة وشاقة مثل
بالرجل ...لذلك البد من خلق هذه األنثى بطريقة تناسب هذه المهام ..فهي عاطفية
تغلب الرجل بعاطفتها وهي صبورة جداً وأكثر من الرجل قدرة على تحمل المصاعب
واآلالم لكي تتحمل آالم الوالدة والحمل ومصاعب اإلرضاع ...ولذلك قال تعالىَ ( :م ْن
ِبأ ْ
َح َس ِن َما َكاُنوا َي ْع َمُلو َن) [النحل.]97 :
واإليمان ،وهذا يتفق مع العلم والمنطق ،فالمرأة ال تقل أهمية عن الرجل فهي قد
تتفوق عليه بالعمل الصالح والتقوى ..ولكن من الخطأ أن تتفوق عليه بالقوة مثالً أو
تكون قدراتها مشابهة تماماً للرجل فتختفي ميزة اإلثارة التي ميز هللا المرأة بها
لضمان استمرار محبة الرجل لها والقدرة على التزاوج واإلنجاب واعمار األرض.
-6ماذا يحدث لو أن هللا تعالى خلق المرأة والرجل بنفس المستوى من التفكير
والعقل والدماغ والقلب ...سوف تصبح الحياة مستحيلة ألن الرجل والمرأة سوف لن
يكون ألي منهما القدرة على تحمل أعباء المنزل ،ولن يكون هناك قدرة لدى المرأة
على إثارة عاطفة الرجل أو جذبه للزواج واإلنجاب ،وسوف يختلفان على كل شي،
من الذي سيقوم بأعباء المنزل ،من الذي سبربي األوالد ...وهكذا خلق هللا المرأة
والحياة السعيدة.
-7أثبت العلماء أن دماغ المرأة أقل كفاءة في عالج المشاكل والهموم ،ولذلك
نجدها أكثر تذم اًر من الرجل وأكثر شكوى ...وهذا ما أكده الحديث الشريف بقوله:
وت ْك ُفْر َن العشير) فعندما يفشل دماغ المرأة في عالج أصغر مشكلة ( ُت ْك ِثْر َن َّ
اللعنَ ،
فقد أثبت العلماء أن المنطقة المسؤولة عن عالج المشاكل والهموم في دماغه أكبر
-8ولكن قد تقول امرأة ما هو الحل ،وكيف نعالج هذا النقص؟ الحل قدمه النبي
صلى هللا عليه وسلم وذلك قبل أن يطرح المشكلة وهذا أسلوب علمي في الخطاب
فالمرأة عندما تتصدق بشيء من المال فإنها تتخلص من عقدة النقص وتشعر
بسعادة غامرة ،فقد أثبتت األبحاث أن التصدق بالمال يزيد من إفراز هرمون السعادة
وينشط مركز المكافأة في الدماغ ،والصدقة تعوض المرأة عن نقصان إفراز هذا
الهرمون (كما رأينا في هذا البحث فإن الرجل يفرز كمية أكبر من هرمون السعادة في
الحالة الطبيعية) ...والسؤال :هل هذا إنقاص من حق المرأة أم تكريم لها والحرص
على سعادتها؟
أما العالج الروحي فيتضمن االستغفار ،ألن المرأة (كما أثبتت الدراسات العلمية) أكثر
ألنها تشعر بعد االستغفار وتكرار االستغفار سوف تشعر بالتخلص من الذنب وتشعر
بقرب هللا تعالى وأن هللا معها سوف يحفظها ويخلصها من الهموم ...فيزداد إيمانها
ويزداد إفراز هرمون السعادة ...وسبحان هللا ،هذا ما ينصح به علماء النفس حيث
ينصحون المرأة في حالة القلق بضرورة اللجوء إلى شخص قوي بجانبها مثل الزوج
أو األب ...وذلك للتخفيف من حدة االكتئاب ...فكيف بمن يلجأ إلى هللا ويستغفره
ويشعر بالقرب منه؟؟ إذاً كالم النبي يتطابق مع الحقائق العلمية مئة بالمئة.
-9أما نقصان الدين فهو واضح من خالل ما تعانيه المرأة خالل فترة اإلنجاب أو
الدورة الشهرية حيث ال يجوز أن تصلي أو تصوم خالل هذه الفترة ...أي أن الرجل
يصوم عدداً من األيام في رمضان ويصلي عدداً من الركعات أكثر من المرأة ..وكما
أن النقصان هنا ال يعيب المرأة كذلك النقصان في العقل ال يعيبها بل يرفعها ويميزها
عن الرجل.
وأخي اًر تأملوا معي كيف أن النبي الرحيم أراد أن يكرم المرأة فلم يقل لهن (ناقصات
عقل) ويصمت ،بل ربط ذلك بنقصان الدين فقال( :ناقصات عقل ودين) ..فكما أن
المرأة لها عذر في نقصان دينها أثناء دوتها ووضعها للمولود فال تصلي وال
وأن الحديث الشريف يتطابق مع العلم الحديث وأنه صلى هللا عليه وسلم ال،شأنها
!ينطق عن الهوى؟
ــــــــــــ
المراجع
http://www.sciencedaily.com/releases/2012/09/120905110931.htm
http://www.livestrong.com/article/208145-what-is-the-difference-between-
male-female-heart-rates/
http://www.steadyhealth.com/articles/Female_vs__Male_Brain___Is_There_A
_Difference__a1460.html
http://on.aol.com/video/male-brain-vs--female-brain-517378746
http://www.brainfitnessforlife.com/9-differences-between-the-male-and-
female-brain/
http://www.theage.com.au/national/the-male-v-female-brain-is-it-all-in-the-
mind-20130202-2dqqx.html
http://www.brainbasedbusiness.com/2007/01/surprising_new_results_about_
m.html
http://www.thesciencenews.info/2011/05/female-brain-is-more-active-than-
male.html
http://www.pnas.org/content/98/20/11650/F3.expansion.html
وان شاء هللا نحاول استكمال هذه الرحلة اإليمانية العلمية للرد على كل ما
مع العلم أن اإللحاد لم يقدم للبشرية إال الدمار والعادات السيئة وتحطيم الحياة
www.kaheel7.com