Professional Documents
Culture Documents
الفصل الأول البناء المنهجي
الفصل الأول البناء المنهجي
البناء المنهجي
تمهيد :
إن األسس المنهجية لكل بحث علمي يتطلب بالضرورة توضيح وتحديد اإلطار النظري
للدراسة ،حيث تكون مالمح الدراسة واضحة ومحددة تجعل القارئ للبحث يفهم ويدرك مقاصد هذه
الدراسة .لذا اعتمدت هذه الدراسة على وضع هذا األخير في بدايتها ،حيث يهدف إلى إعطاء نظرة
شاملة عن طبيعة الموضوع وكيفية دراسته .فجاءت مشكلة بحثنا حول دور القيادة المدرسية في
إدارة مشروع المؤسسة .
5
الفصل األول
البناء المنهجي
إن تناول هذه الدراسة بالبحث والتنقيب لم يأتي من فراغ ،وإ نما هناك عوامل رئيسية تحكمت في
اختياري لهذا الموضوع ،منها الذاتية ومنها الموضوعية ،ونذكر منها :
انتمائي إلى القطاع التربوي ،وكأستاذ في التعليم المتوسط مكنني ذلك من مالحظة
المؤسسة التعليمية كمنظمة لها دورا كبير في المجتمع ،خاصة القيادة المدرسية .
ميل شخصي دعمه بعض أساتذتي و بعض القراءات للوثائق التربوية الخاصة Eبمشروع
المؤسسة زيادة على ذلك حضور بعض الندوات التي أبرزت دور وأهمية هذا المشروع في
تحسين المدرسة .
الرغبة الملحة في معرفة واقع اإلدارة المدرسية من جهة ،ومساهمة القيادات المدرسية في
إدارة مشروع المؤسسة داخل المؤسسات التعليمية .
الكشف عن أساليب القيادة السائدة لدى مديري المداس وكيفية التعامل مع أنماط العاملين
عند إدارة مشروع المؤسسة.
تحديد أساليب القيادة المرغوبة من وجهة نظر العاملين .
وأخيرا تحضير رسالة تخرج لنيل شهادة الماجستير تخصص علم اجتماع تنظيم وعمل
انتسابي لعلم االجتماع تنظيم وعمل كتخصص يهتم بالمنظمة والعناصر المكونة لها ،
والمدرسة تعتبر منظمة كبقية المنظمات التي يتكون منها المجتمع تحوي مجموعة من
األفراد لهم مكانات وأدوار تتكامل فيما بينها للوصول إلى األهداف المسطرة .
ندرة الدراسات السوسيولوجية التي تناولت إدارة مشروع المؤسسة لدى مدراء المدارس
في المدرسة .
الوصول لبعض الحلول التي ستساعد القيادية المدرسية من انجاز Eمشروع المؤسسة والتي
تعتبر كنقاط Eارتكاز التي تساهم في تفعيل المشروع داخل المدرسة .
6
الفصل األول
البناء المنهجي
وتتمثل في توظيف كل ما اكتسبناه من معارف خالل مسار السنة النظرية لمرحلة Eما بعد
التدرج ككل في جميع النواحي ( المنهجية ،طرق جمع المادة العلمية وتفريغها وتصنيفها
وتحليلها ).....لدراسة دور القيادة المدرسية في إدارة مشروع المؤسسة .
هذه األهداف ،ومحاولة التغلب عليها ،وأخذها بعين االعتبار عند التخطيط مستقبال ،
سواء على مستوى المديرية أو على مستوى المدرسة نفسها .
تقديم مقترحات وتوصيات واضحة ،إلعانة مديري المدارس في معرفة اآلليات
واالستراتجيات الواجب إتباعها لتطبيق مشروع المؤسسة .
ومن هنا يمكننا اعتب EE E Eار هEE E Eذه الدراسة دليل للقEE E Eائمين على اإلدارة المدرسEE E Eية تكشف عن بعض
الصEEعوبات الEEتي تعEEترض إدارة مشEEروع المؤسسة في المؤسسEEات التعليمية ،مع محاولة لطEEرح حلEEول
عملية لهذه المعوقات من خالل خبرة العاملين في الميدان أنفسهم .
.4اإلشكالية :
أصEEبحت إدارة نظم التعليم الحديثة من أضEEخم الجهEEود الEEتي تتوالها حكومEEات الEEدول المعاصEEرةE
على المستوى العالمي واإلقليمي والمحلي على السEواء ،لقد تطEور مفهEوم اإلدارة ووظائفها EبصEورة
كبيرة عما كانت عليه في الماضي ،وكان هEذا التطEEور أثر مباشر على اإلدارة التعليمية العتمEاد هEذه
األخير مع ميادين اإلدارة األخرى .
8
الفصل األول
البناء المنهجي
وتختلف اإلدارة بEEاختالف ميادينها ،فهنEEاك إدارة الصEEناعة وإ دارة الحكومة وإ دارة التعليم وإ دارة
األعمEE E E Eال وغيرها من الميEE E E Eادين ،تتعامل هEE E E Eذه اإلدارات داخل المؤسسEE E E Eات في وقتنا الEE E E Eراهن مع
ظ EE E Eروف بيئية تتسم بالديناميكية وس EE E Eرعة التغي EE E Eير وحدته ،وإ زاء ه EE E Eذه البيئة المتغ EE E Eيرة وجب على
القائمين عليها تبني استراتجيات تسمح لها بمواجهة التهديدات البيئية للمحافظة على موقعها
"فEE Eاإلدارة اليEE Eوم هي إدارة تغيEE Eير حيث ترتبط بالماضي لمعرفة االتجاهEE Eات والEE Eدروس المسEE Eتفادة
وترتبط بالحاضر وتحدياته الس EE E E Eافرة ،كما أنها إدارة المس EE E E Eتقبل وما يط EE E E Eرأ عليه من آم EE E E Eال و اآلم
،فEEاإلدارة عموما تبEEنى على () 1
بسEEبب الضEEغوط الEEتي يعكسEEها التغيEEير كنتيجة واسEEتمرارية للحيEEاة "
ع EE Eدة عملي EE Eات متداخلة ومتكاملة في نفس ال EE Eوقت تتمثل في التخطيط والتنظيم والتنس EE Eيق واإلش EE Eراف
والرقابة والمتابعة والتقEويم .تسEعى أي دولة من خاللها إلى تحقيق أهEدافها العامة لموجهة التحEديات
والمتغيرات في جميع نواحي الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية .
وي EE E Eدل اس EE E Eتقراء الت EE E Eاريخ على قاع EE E Eدة ذهبية مؤداها أن كل تط EE E Eور في التعليم قوامه تط EE E Eور في
،وتحEEاول كثEEير من بلEEدان العEEالم إصEEالح التعليم من خالل تطEEوير اإلدارة المدرسEEية ،ألنها ()2
إدارته
هي الجهة المسEEؤولة عن تنفيذ الEEبرامج ألحEEداث التغيEEير في مخرجEEات Eالتعليم والتركEEيز على الجEEودة
بما يتناسب مع طبيعة العصر ال EEذي يمت EEاز بالتق EEدم التكنول EEوجي والعلمي والمعلوم EEاتي من جهة وبين
حاجات Eالفرد والمجتمع من جهة أخرى .
والجزائر كباقي الدول العالم سEEارت في إصEEالح المنظومة التعليمية في جEEوانب متعEEددة ،حيث مس
هEEذا اإلصEEالح الجEEانب الEEتربوي والبيEEداغوجي واالدري ،غEEير أننا سEEنركز في دراسEEتنا على اإلصEEالح
اإلداري الEEذي يتعلق بEEاإلدارة المدرسEEية ومهEEام مEEدير المدرسة ومسEEئولياته اإلدارية والفنية واالجتماعية
حيث تبنت المدرسة الجزائرية عEE Eدة أس EE Eاليب إدارية حديثة عكس ما كEE Eانت علية من أجل إدارة التغيEE Eير
وتحسEE E E Eين أداء المؤسسة ،كEE E E Eاإلدارة التشEE E E Eاركية ،اإلدارة الذاتية ،اإلدارة باألهEE E E Eداف ،إدارة الجEE E E Eودة
الشاملة التي تعتبر أكثر األساليب حداثة في المجال التربوي .
1
()عامر سعد ،قضايا هامة االدارة والتغيير ،القاهرة ،النهضة العربية ،1992،ص.11
2
() مريم محمد ابراهيم الشرقاوي،إدارة المدارس الثانوية بالجودة الشاملة،مجلة
التربيةوالتنمية،السنةالثامنة،عدد ،23،2001ص.166
9
الفصل األول
البناء المنهجي
وبEE E E Eرزت أهمية التغي EE E E Eير في وقتنا الحاضر EالسEE E E Eيما في المؤسسEE E E Eات التعليمية وعلى الخص EE E E Eوص
المدارس لتحقيق قدر من التكيف الالزم لضمان بقائها واستمرارها نتيجة التصورات السريعة في شEEتى
المج EEاالت السياس EEية واالجتماعية واالقتص EEادية ...فالم EEدارس الجزائرية بعي EEدة عن الثب EEات واالس EEتقرارE
قريبة جEEدا من عملية التغيEEير إما ألسEEباب خارجية تفرضEEها البيئة الخارجية للمدرسة أو ألسEEباب داخلية
تتطلبها مصلحة العمل .
فعصر العولمة وما حملت من ايجابيEE E Eات وسEE E Eلبيات فEE E Eرض على المدرسة وقادتها إجEE E Eراء قEE E Eدر من
التوازن والتغيير لضمان تكيف المدرسة مع محيطها ،وعليه أصEEبح التغيEير وإ دارته جEEزاءا أساسEEيا من
العمل اليEEومي للقي EEادة المدرس EEية ،فالبد أن تس EEعى إلى نقل المدرسة نحو تحقيق أه EEدافها .غ EEير أن هن EEاك
ع EEدة أن EEواع من التغي EEير التنظيمي فيوجد التغي EEير المخطط Eوالتغي EEير غ EEير المخطط Eوهناك التغي EEير الكلي
والتغي EEير الج EEزئي ،وح EEتى تس EEهل عملية التغي EEير عملت المؤسس EEات التعليمية على تب EEني إس EEتراتجية في
التغيير سميت بمشروع المؤسسة .
وإ ذا كEE E Eانت عملية التغيEE E Eير هEE E Eذه حتمية وضEE E Eرورية داخل المدرسة فEE E Eإن ليس ضEE E Eروريا أن تواجه
بالقبول والتأييد ألن معظم المEEدارس صEممت للقيEام بأعمEEال محEددة وبأسEEاليب بيروقراطية ثابتة وبالتEEالي
فEE Eإن مجEE Eرد القيEE Eام بEE Eأي عملية تغيEE Eير يتطلب نوعا من الخEE Eروج Eعن المEE Eألوف أو المتبع في المنظمة أو
الجهEE E Eاز Eاإلداري ،ولEE E Eذلك فمن الطEE E Eبيعي أن تواجه أي عملية تغيEE E Eير بقEE E Eدر معين من المقاومة EألسEE E Eباب
مختلفة ومتباينة ،األمر ال EE E Eذي س EE E Eيحد من فعالية عملية التغي EE E Eير نفس EE E Eها ،ومن ثم ع EE E Eدم تحقيق المنظمة
.ورغم أن التغيEE E Eير بمشEE E Eروع المؤسسة أصEE E Eبح مطلبا أساسEE E Eيا وضEE E Eرورة ملحة في كافة () 1
ألهEE E Eدافها
الم EEدارس التعليمية ،فقد ت EEبين لي من خالل المرحلة Eاالس EEتطالعية وبعض المق EEابالت ال EEتي أجريتها مع
بعض القEE Eادة أنهم يEE Eدركون من واقع أعمEE Eالهم أن العمل بهEE Eذا األسEE Eلوب داخل المنظمEE Eات التعليمية على
اختالف مس EEتوياتهم ومس EEئولياتهم اإلدارية أم EEرا ض EEروريا لحل المش EEاكل ال EEتي تتخبط فيها المؤسسة من
جهة وتحس EEين أداء من جهة ثانية ،انه من الض EEروري تحقيق ات EEزان وخلق جو من التف EEاهم بين مختلف
الفئEE Eات الEE Eتي تسEE Eاهم في مشEE Eروع المؤسسة لنجاحه وتحقيق أهدافه ،وعليه يكEE Eون كل فEE Eرد من األسEE Eرة
1
() أبوبكر مصطفى محمود ،التنظيم االداري في المنظمات المعاصرة ،الدار الجامعية ،مصر ،
االسكندرية ،2007 ،ص.322
10
الفصل األول
البناء المنهجي
التربوية داخل المدرسة دور ووظيفة جد محEE E E Eددة ،و مEE E E Eدير المدرسة باعتبEE E E Eاره المسEE E E Eؤول األول عن
مشEEروع المؤسسة وقائEEدا له أن يEEوفر جEEوا من االنسEEجام بين األعضEEاء المشEEاركين في المشEEروع ويEEوفر
الوس EE Eائل وينشط وينمي روح المب EE Eادرة وينسق وي EE Eدير األعم EE Eال ،كما يجب عليه أن يس EE Eاهم في توف EE Eير
الظ EE Eروف المالئمة للعمل وتط EE Eوير العالقة وربط المدرسة بمحيطها ،األمر ال EE Eذي يوضح بجالء أهمية
تعامل القيادات المدرسية مع موضوع إدارة مشروع المؤسسة ومدى مساهمتها فيه .
ومن هنا تبرز أهمية مساهمة القيادة المدرسEية في إدارة مشEروع المؤسسة على مسEتوى النسEقين ،
(النسق الداخلي والنسق الخارجي) ، EواألسEEاليب الEEتي تتبعها للتعامل مع مسEEتويات العEEاملين المنخEEرطين
في المش EEروع ،وإ دراك أهم األس EEاليب المرغوبة من ط EEرف الع EEاملين ال EEتي يمكن لهم اتخاذها في إدارة
مش EEروع المؤسس EEة،وعليه يمكن بل EEورة مش EEكلة الدراسة وص EEياغتها من خالل التس EEاؤل الع EEام الت EEالي :ما
دور القيادة المدرسية في إدارة مشروع المؤسسة بمدارس مدينة الجلفة ؟
التساؤالت :
.1ما مدى مساهمة القيادة المدرسية في إدارة مشروع المؤسسة بمدارس مدينة الجلفة E؟
.2ما هي مسEE Eتويات العEE Eاملين بمEE Eدارس مدينة الجلفة Eفيما يخص بعEE Eدي المعرفة والرغبة في
مشروع المؤسسة ؟
.3ما هي أسEEاليب القي EEادة السEEائدة لEEدى مEEديري الم EEدارس بمدينة الجلفة عند إدارتها لمشEEروع
المؤسسة ؟
.4ما هي أسEE E E E Eاليب القيEE E E E Eادة المرغوبة إلدارة مشEE E E E Eروع المؤسسة من وجهة نظر العEE E E E Eاملين
بمدارس مدينة الجلفة ؟
.5هل هنEEاك فEEروق ذات داللة إحصEEائية بين مسEEتويات العEEاملين فيما يخص اتجاهEEاتهم نحو
أساليب القيادة السائدة في إدارة مشروع المؤسسة ؟
11
الفصل األول
البناء المنهجي
.2تختلف مستويات العاملين تبعا لبعدي المعرفة والرغبة في مشروع المؤسسة بمدارس
مدينة الجلفة. E
.3تتعامل القيEE Eادة المدرسEE Eية بأسEE Eاليب مختلفة عند إدارة مشEE Eروع المؤسسة بمEE Eدارس مدينة
الجلفة .
.4تختلف اتجاهEE Eات العEE Eاملين نحو أسEE Eاليب القيEE Eادة المرغوبة عند إدارة مشEE Eروع المؤسسة
بمدارس مدينة الجلفة .
.5ال توجد ف EEروق ذات داللة إحص EEائية بين مس EEتويات الع EEاملين فيما يخص اتجاه EEاتهم نحو
أساليب القيادة المرغوبة في إدارة مشروع المؤسسة بمدارس مدينة الجلفة .
يلجأ الباحث في أي بحث سوسيولوجي إلى استعمال مفاهيم ومصطلحات هامة تخدم بحثه
وتبرز في عمله وهي التي يمكن تأويلها بصورة مختلفة تبعا للتفكير المختلف للقراء والباحثين ،
وإلزالة أي غموض أو التباس يلجأ الباحث إلى تحديد مفاهيمه عن طريق إجراءات معينة تساعده
على إيضاح دالالت مفاهيمه ،من ذلك معالجة Eالتعاريف المختلفة والمتوفرة ومحاولة الوصول
لجوهر المعنى لتقديم تعريف نسقي و إجرائي مبني على هذا الجوهر .ومن هذا المنطلق تشمل
الدراسة الحالية على مجموعة من المفاهيم التي يجب تحديدها تحديدا دقيقا
وهي :
.1.6المدرسة :تتولى عملية التربية العصر الحديث عدة مؤسسات اجتماعية يعد كل منها وسطا
تربويا يسهم بطريقة مباشرة ،أو غير مباشرة في تربية النشء ،وتأتي المدرسة في مقدمة هذه
المؤسسات االجتماعية التي تهتم بأمور التربية ،باعتبارها المؤسسة التي تختص بتنشئة وتنمية أفراد
المجتمع من جميع الجوانب لتحقيق شخصية متكاملة تساهم في بناء المجتمع وتطويره وهي المؤسسة
. ()1
التربوية المقصودة والهامة التي أنشأها المجتمع لتنفيذ أهداف النظام التعليمي
1
() مجد الدين خيري خمش ،علم اجتماع الموضوع والمنهج ،ط ، 1دار المجدالوي ،عمان ،1999 ،ص
.217
12
الفصل األول
البناء المنهجي
وأتبنى التعريف اإلجرائي التالي للمدرسة الذي يعتبرها منظمة اجتماعية متخصصة في توجيه
النشء والشباب وتنفرد بيئتها ببيئة اجتماعية وتتحمل المدرسة مسؤولية اختيار الخبرة اإلنسانية
()1
للمتعلمين ونقل معناها ونتائجها إلى الصغار
.2.6اإلدارة المدرسية :إن اإلدارة المدرسية ما هي إلى نشاط تتحقق به األهداف التربوية تحقيقا
. () 2
فعاال والتنسيق فيما بين الوظائف المدرسية المختلفة وفق نماذج تحددها اإلدارة التربوية العليا
وقد ازدادت اتساعا وتعقيدا وأصبح النجاح فيها يتطلب شروطا ومواصفات كثيرة باعتبارها علما
حديثا يجمع بين النظرية السليمة والتطبيق الصحيح في مجتمع متغير تواجهه ضغوطات داخلية و
() 3
خارجية تخضع كلها لما يسمى حديثا بالعولمة و القطبية األحادية.
.3.6القيادات اإلدارية ( المدراء) :ترى مريم الشرقاوي أن القيادة جزء من اإلدارة ،وأن اإلدارة
أشمل بكثير من القيادة ،فاإلداري يخطط ،ينظم ،يقود ،فالقيادة بهذا جزء صغير من عمل اإلدارة "
،و هي إحدى الوظائف اإلدارية التي حظيت باهتمام كبير ،نظرا لما لها من تأثير كبير في عمل () 4
اإلفراد .ويرى كثير من العلماء على أنها " فن التأثير على اآلخرين لتحقيق أهداف اإلدارة ،تشمل
() 5
النشاط الذي يمارسه شخص للتأثير في الناس وجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يرغبون في تحقيقه "
.وعرفها آخر بأنها " عالقة تأثير بين القائد واإلتباع والذين يعتزمون إحداث تغييرات حقيقية تحقق
. () 6
هدفهم المشترك"
1
() عبد المنعم الميالوي ،أصول التربية ،مؤسسة شباب الجامعة ،االسكندرية ، 2004 ،ص .109
2
() السيد علي شتا،البحوث التربوية والمنهج العلمي ،مركز االسكندرية للكتاب ،مصر ،القاهرة ،بدون
تاريخ ،ص .100
3
() بن حمودة محمد،علم االدارة المدرسية نظرياته وتطبيقاته في النظام التربوي الجزائري،دار
العلوم للنشر،الجزائر ،2006،ص.47
4
() عبد الغني عبود وحامد عمار ،إدارة التعليم في الوطن العربيي ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،
،1995ص .175
5
()سعود بن محمد النمر وآخرون ،االدارة العامة االسس والوظائف ،ط،4مطابع الفرزدق التجارية
،الرياض 1997،م ،ص . 310
6
)(Richard L Daft , (1999), Leadership(theory end paratactic) , pryden press.p
13
الفصل األول
البناء المنهجي
وتختلف القيادة اإلدارية عن القيادة بشكل عام حيث تعتمد األولى على السلطة الرسمية أو
القانونية في ممارسة نشاطها ،ثم على ما تكتسبه من سمات وصفات شخصية ،حيث تكون هذه
الممارسة ضمن كيان تنظيمي محدد المعالم واألنشطة واالختصاصات ،زيادة على ذلك اإللمام
بشؤون اإلدارة الذي يعتبر وسيلة القائد في التأثير على مرؤوسيه .بينما تعتمد الثانية في تأثيرها على
" النشاط األفراد على قوة السمات والصفات الشخصية التي تتميز بها .فالقيادة اإلدارية هي
االيجابي الذي يباشره شخص معين في مجال اإلشراف اإلداري على اآلخرين لتحقيق غرض معين
. () 1
بوسيلة التأثير واالستمالة أو باستعمال السلطة الرسمية عند االقتضاء والضرورة "
وأقصد بالقيادة بأنها عملية التأثير التي يقوم بها مدير المدرسة إلثارة Eدافعية اإلتباع (المعلمين)
نحو انجاز ما يطلب منهم ،وتوجيههم نحو تحقيق األهداف المسطرة من خالل تبني مشروع
المؤسسة.
.4.6المعلمون :يعرفون بأنهم األشخاص الذين اتخذوا من مهنة التعليم عمال لهم ،ومن ليس لهم
،كما يعرفون كذلك بأنهم حجر Eالزاوية في العملية التعليمية ()2
الحق في ممارسة إحدى المهن استقالال
فهو يؤثر في التالميذ بأقواله وأفعاله ومظهره وسائر تصرفاته التي ينقلها التالميذ عنه ،ويستطيع
()3
المعلم الكفء أن يستغل اإلمكانيات التي في متناوله ويبتكر فيها لينجح في أداء رسالته
وأقصد به ذلك الشخص العامل في المدرسة ،الذي يتعامل مباشرة مع التالميذ في حجرات
الدراسة من أجل القيام باألدوار التربوية والبيداغوجية أو األكاديمية ،ويقدم مادة علمية ،ومثبت في
منصب التعليم .
.5.6إدارة التغيير:
1
()السيد اسماعيل خميس ،القيادة االدارية ،عالم الكتب ،القاهرة 1971 ،م ،ص ص.38-37
2
()ابراهيم أنيس وآخرون،المعجم الوسيط ،ج ،1الطبعة الثانية،المكتبة االسالمية للنشر ،استانبول،
،1972ص .624
3
()محمد مصطفى زيدان ،الكفاية االنتاجية للمدرس ،ط ، 1دار الشروق جدة ،جدة ،ص .46
14
الفصل األول
البناء المنهجي
هي " فلسفة إلدارة المؤسسة تتضمن التدخل المخطط في أحد أو بعض جوانب المؤسسة لتغييرها
) ،ويعتبر التغيير سمة من (1
بهدف زيادة فعاليتها وتحقيق التوافق المرغوب مع مبررات هذا التغيير "
سمات العصر الحديث ،حيث تعمل المؤسسات الحديثة في ظل متغيرات بيئية تتسم بالتغير المستمر
سواء أكانت هذه المتغيرات البيئية اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو تكنولوجية محلية أو عالمية ،
فتخلق هذه المتغيرات ضغوطات كبيرة على المؤسسات على اختالفها وتنوعها مما بفرض عليها
التكيف والتأقلم مع هذه التغيرات حتى يسمح لها بالبقاء واالستمرار في العمل وتحسين األداء لضمان
تحقيق أهداف المؤسسة .كما يعرف التغيير التنظيمي بأنه " إحداث تعديالت في أهداف وسياسات
اإلدارة ،أو في أي عنصر من عناصر العمل ،مستهدفة أحد أمرين هما :مالئمة أوضاع المنظمة
وأساليب عمل اإلدارة ونشاطاتها مع تغيرات وأوضاع جديدة في المناخ المحيط بها ،وذلك بغرض
إحداث تناسق وتوافق بين المنظمة وبين الظروف البيئية التي يعمل فيها .أو استحداث أوضاع إدارية
وأساليب تنظيمية وأوجه نشاط جديدة تحقق للمنظمة سبقا عن غيرها من المنظمات ،وتوفر له بالتالي
() 2
ميزة نسبية تمكنه من الحصول على مكاسب وعوائد أكبر".
وأقصد بإدارة التغيير في دراستي هو العمل بمشروع المؤسسة الذي هو عبارة عن " طريقة
.وهو برنامجا Eإراديا ()3
قيادة منظمة مبنية على التوجيه والتخطيط والمراقبة في جميع المجاالت "
وخطة تطوعية مؤلفة من مجموعة من األعمال المنسجمة التي تهدف إلى الحصول على أفضل النتائج
في المؤسسات التعليمية والرفع من مستوى التحصيل والجودة به
1
() مصطفى أبو بكر ،فهمي حيد معالي ،مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية،ع ،2المجلد ،38ستبمبر
، 2001ص. 287
)(2علي السلمي ،تطور الفكر التنظيمي ،دار غريب للطباعة والنشر ،القاهرة ،د ت ،ص .256
3
()هيئة التأطير بالمعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربيةوالتعليم ،مشروع المؤسسة ،اسالك االدارة والتسيير والتفتيش ،الحراش
،الجزائر ، 2005 ،ص . 25
15
الفصل األول
البناء المنهجي
لكن بدرجات متفاوتة نسبيا ،كما تتوقف درجة هذا االنفتاح على مجموعة معقدة وكبيرة من المتغيرات
المرتبطة بطبيعة هذه المنظمات وظروفها ومجاالتها وطبيعة البيئة المحيطة بها وخصائصها
()1
ومكوناتها وتفاعالتها ،.حيث يقسم النسق الى :
.1النسق المغلق :وهو ذلك النظام و النسق المكتفي ذاتيا والذي ال يحدث أي تفاعل بينه وبين
البيئة الخارجية أي المنعزل عن البيئة المحيطة تماما فال يؤثر فيها وال يتأثر بها .
.2النسق المفتوح :فهو ذلك النظام الذي يعتمد على البيئة الخارجية Eويتداخل معها ويتأثر بها
ويؤثر فيها ،ويتضح ذلك من:
.1المدخالت :فالمنظمات تستمد وتتلقى مدخالتها من البيئة المحيطة وتتمثل هذه
المدخالت في العمالة ورأس المال والموارد الخام والتكنولوجيا واآلالت والطاقة
والمعلومات عن لمستهلكين ...
.2المخرجات :وهي المنتج النهائي الذي سيتم إنتاجه سواء كان سلعة أو خدمة والذي
سيتم طرحه Eللسوق ،وال شك أن المجتمع ( البيئة المحيطة ) تحتوي عدة أنواع بيئية
كالبيئة السياسية واالقتصادية والثقافية والطبيعية والمادية ولفنية والتعليمية
واالجتماعية والعقائدية والقيمية وكلها تؤثر مجتمعة أو منفردة على أهداف المنظمة
وسياستها واستراتيجياتها وخططها وأساليب عملها ونتائجها .
فالمنظمة التي تعمل في الريف تتأثر بأفكار وأذواق ومعتقدات وثقافات تختلف عن تلك
المنظمة التي تعمل في المدينة وكذلك حتى في مستوى الدول والبلدان .ومع ذلك فهناك نقطة هامة
يجب التأكيد عليها وهي أن المنظمة كنسق مفتوح ال تستجيب للمؤثرات الخارجية استجابة سلبية بل
تستجيب للمؤثرات بشكل إيجابي ،حيث تتلقى المثيرات وتفهمها وتفسرها ثم تحللها وتعطي معنى لها
،وفي ضوء هذه المعاني تكون استجابة المنظمة لمثيرات حولها .
()2
خصائص المنظمة كنسق مفتوح :
.1تعتبر المنظمة نظام فرعي جزء من النظام الكلي ،فالمنظمة نظام فرعي بالنسبة للمجتمع أو
البيئة الخارجية المحيطة ،ولما كانت المنظمة تستمد مدخالتها من البيئة الخارجية فال يمكن
للمنظمة أن تتمتع باالكتفاء الذاتي أو االستقاللية عن بيئتها .
() فاروق عبده فليه ،عبد المجيد السيد محمد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات
1
16
الفصل األول
البناء المنهجي
.2تأخذ المنظمات مدخالتها من البيئة الخارجية المحيطة وتجري عليها العمليات التقنية أو الفنية
وتحولها إلى مخرجات Eفي شكل سلعة أو خدمة أو فكرة تختلف خصائصها عن الخصائص
األصلية للموارد الخام التي كانت على شكل مدخالت .
.3كما تستمد المنظمة مدخالتها من البيئة فإنها تقوم بتصريف منتجاتها (المخرجات) إلى البيئة
الخارجية. E
.4تتميز المنظمة كنظام مفتوح باستمرار أنشطتها واتصالها وتكرارها بصفة دورية في شكل
دورات مستمرة تأخذ شكل الدائرية .
.5تعمل المنظمة كنظام مفتوح على تحقيق حالة Eمن التوازن واالستقرار قادر على التأقلم مع
البيئة الخارجية .
.6أن تدفق المعلومات والبيانات تعد أحد خصائص النظام المفتوح حيث تعتمد المنظمات على
المعلومات والبيانات التي تتلقاها عن البيئة الخارجية المحيطة بالمنظمة فتعطيها مؤشرات عن
سير عمل المنظمة ومدى نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها .
المدرسة Dكنسق مفتوح :
إن تحليل المدرسة في ضوء نموذج النظام المفتوح الذي يتكون من حلقات Eمتصلة من المدخالت
والعمليات والمخرجات Eوالتغذية العكسية ،تتفاعل فيه مجموعة من األنساق الفرعية المكونة
للمدرسة داخليا على نحو ينسجم مع النموذج ،كما أنها تتفاعل مع األنساق الخارجية Eاألخرى
(شركاء المؤسسة) في البيئة المحيطة على نفس النمط ،فمشروع المؤسسة يشترط تكامل هذه
األنساق لتحقيق أهداف المدرسة ،ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي :
.1األنساق الفرعية المكونة للمدرسة داخليا :النسق األول ويتمثل في اإلدارة المدرسية وهي
المسؤول األول في المدرسة على إدارة مشروع المؤسسة حيث تتولى القيادة المدرسية
مسؤولية الدعم والتنسيق بين األنساق الفرعية التي لها عالقة بالمدرسة ،فهي على دراية
كبيرة بمشروع المؤسسة وما يحمله من أفكار ومعلومات ومهارات وكذا كيفية تطبيقه (مراحل
مشروع المؤسسة) ،وذلك من خالل الدورات التدريبية واأليام التكوينية بحضور مجموعة من
المؤطرين منهم الخبراء األجانب والمحليين ،لفائدة مدراء المدارس ،فكل هذه المدخالت
ستتحول إلى مخرجات(مساهمة القيادة في المشروع) لـ :
النسق الثاني ويتمثل في النسق التربوي ويشمل العاملين خاصة األستاذ
الذي يعتبر طرفا فاعال في مشروع المؤسسة ،فلم يعد األستاذ مدرسا أو
ملقنا للمعرفة مقتصرا على انجاز Eالدروس فقط بل مبادرا ومشاركاE
17
الفصل األول
البناء المنهجي
1
()فضيل رتيمي ،المنظمة الصناعية بين التنشئة والعقالنية،الجزء األول،ط،1دارالنشربن مرابط،الجزائر،
،2009ص.200
2
()توني موردن ،ترجمة خالد العامري ،أساسيات علم االدارة ،ط ،1دار الفاروق ،مصر ،2007،ص .279
18
الفصل األول
البناء المنهجي
يتفاعل به القائد وجماعته والظروف ،وتتلخص هذه النظرية في أن القائد الناجح هو ذلك القائد الذي
يستطيع تغيير سلوكه وتكيفه بما يالئم الجماعة من خالل وقت محدد لمعالجة Eموقف معين ( .)1وتأسيسا
لما سبق فإن النظرية الموقفية تؤكد على عدم التسرع في إصدار األحكام ،وتجنب التعميمات عند
اختيار أساليب اإلدارة والقيادة ،ألنه ما يكون مناسبا لبيئة معينة أو مجموعة من األفراد قد يختلف
عما يناسب بيئة أو جماعة أخرى ،وهذا ما يجبر القائد على قراءة كل العوامل المرتبطة بالموقف قبل
اختيار أسلوب القيادة المناسب .
ومن بين النظريات الموقفية ما جاءت به نظرية هرسي وكنيث باالنشارد Palu Hersy
Kenneth Blanchardدورة حياة القيادة نظرا ألن قدرات المرؤوسين على القيام بالمهام
ورغبتهم في العمل تتطور خالل حياتهم المهنية ،لذلك على القائد أن يكيف نمط قيادته مع خصائص
مرؤوسيه ،وهو ما يتوجب على القائد أن يتنقل من نمط قيادة إلى نمط آخر ،وهذا ما جعل "بالو هرسي
وكنيث بالنشارد" ) Palu Hersy Kenneth Blanchard (1969يعتبران أن للقيادة دورة حياة،
أي أن القائد يغير نمط قيادته تبعا لدرجة Eاستعداد مرؤوسيه ألداء مهام محددة ،وهو ما يطلقان عليه
درجة نضج المرؤوسين والذي يمثل المتغيرات الموقفية المؤثرة على سلوك القائد ،ولهذا تسمى
نظرية هرسي بالنشارد بنظرية دورة حياة القيادة أو النضج الوظيفي للمرؤوسين ،ويعرف النضج
بأنه(" :)2محصلة كل من القدرة كنضج متعلق بالعمل ،والرغبة كنضج متعلق بالفرد ليتحمل المسؤولية
في توجيه سلوكه للقيام بالعمل" ،حيث يمكن أن يكون للفرد نضجا ألداء مهام معينة وقصورا في
النضج ألداء مهام أخرى ،لذلك يتطلب من القائد تغيير سلوكه المرتبط بالعمل أو العالقات اإلنسانية
لمقابلة درجة نضج المرؤوسين .وقد تم التفصيل في هذه النظرية في الفصل الثاني تحت عنوان القيادة
المدرسية .
وفيما يخص الدراسة الحالية فإن مدير المدرسة عند تطبيقه أو إدارته لمشروع المؤسسة يكون في
وضعيات ومواقف مختلفة خاصة عند تعامله مع العاملين داخل المنظمة ،فإدراك العاملين لمضمون
مشروع المؤسسة وطريقة العمل به ،تختلف من عامل آلخر ومن جماعة ألخرى أي بمعني أن
مستويات النضج تختلف بين العاملين ،هذا ما يجب على القائمين على المشروع خاصة القيادة
المدرسية أن تركز عليه في التعامل واختيار األسلوب المناسب لذلك ،فما جاء في الوثائق الخاصة
بالمشروع بوجود أربعة مستويات من العاملين على النحو التالي :
1
()منال طلعت محمود ،أساسيات في علم اإلدارة ،االناشر المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية ،
ص .119
2
() أحمد سيد مصطفى ،مرجع سابق ،ص .296
19
الفصل األول
البناء المنهجي
المستوى األول :يشمل هذا النوع من المستوى على العاملين الذين ال يعرفون كيف يعملون
في مشروع المؤسسة زيادة على ذلك ال يرغبون العمل فيه .
المستوى الثاني :يشمل هذا النوع من المستوى على العاملين الذين ال يعرفون كيف يعملون
في مشروع المؤسسة ،لكن يرغبون في العمل فيه .
المستوى الثالث :يشمل هذا النوع من المستوى على العاملين الذين يعرفون كيف يعملون في
مشروع المؤسسة ،لكن ال يرغبون في العمل فيه .
المستوى الرابع :يشمل هذا النوع من المستوى على العاملين الذين يعرفون كيف يعملون في
مشروع المؤسسة زيادة على ذلك يرغبون في العمل فيه .
وعليه وعلى أساس النظرية التي تم تبنيها في الدراسة الحالية (النظرية الموقفية) أن القائد يغير
أسلوب التعامل حسب مستوى نضج العامل ،ونجد في المقابل تكون القيادة المدرسية عند إدارتها
لمشروع المؤسسة أمام أربعة وضعيات من العاملين مختلفة حسب مستوى النضج حول المشروع ،
مم يفرض على القيادة أن تتخذ األسلوب المناسب لكل مستوى من العاملين حتى تصل إلى األهداف
المرغوبة ،لهذا هناك أربعة أساليب يمكن للقيادة أن تتخذها أثناء تطبيقها للمشروع وهي كالتالي :
أسلوب التوجيه .1
أسلوب المساندة والتدريب .2
أسلوب المشاركة .3
أسلوب التفويض .4
وعليه وحسب النظرية السابقة الذكر يمكن القول بضرورة أن يتناسب أسلوب القيادة المدرسية مع
مستويات العاملين حول مشروع المؤسسة ،حتى يتم بلوغ األهداف المسطرة في مشروع المؤسسة
.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل تراعي القيادة المدرسية ذلك عند إدارتها للمشروع ؟ هذا ما
سيتأكد منه في الجانب الميداني من خالل الفرضية الثالثة في الدراسة .
. 3.7نماذج إدارة التغيير :
من النماذج التي يمكن إسقاطها Pواالستعانة بها في مشروع المؤسسة ،كل من نموذج كيرت
لوين Kurt Lewinو نموج لورنس ولورش ،Lawernce end Lorschفالنموذج األول
يقسم مراحل التغيير إلى ثالث وهي ( إذابة الجليد ،التغيير ثم التثبيت ) ،بينما النموذج الثاني فيقسمها
إلى أربعة مراحل وهي ( التشخيص و التخطيط و التنفيذ و التقييم ) ،وهذا وعند مقارنتها بمراحل
مشروع المؤسسة نجد هناك نوع من التشابه في المراحل ،فإذا قورن بنموذج Kurt Lewinنجد
ما يقابل المراحل الثالث السابقة للنموذج كل من ( مرحلة ما قبل المشروع (التحسيس) ومرحلة
20
الفصل األول
البناء المنهجي
المشروع (اإلجرائية) ثم مرحلة ما بعد المشروع (استثمار النتائج) ) في المشروع ،أما إذا قورن
بالنموذج الثاني نموذج Lawernce end Lorschنجد ما يقابل المراحل األربعة للنموذج كل من
( التشخيص و البناء و التنفيذ و التقييم ) في المشروع ،ما يالحظ على النموذجين السابقين أن
النموذج األول أكثر شمولية في نظرته للتغيير من النموذج الثاني ،ويمكن أن تستعين القيادة المدرسية
بهذين النموذجين لبناء إستراتجية التغيير داخل المؤسسة .
.8الدراسات السابقة :
إن المراجعة التي يقوم بها الباحث للدراسات السابقة تهدف إلى التعرف على األدبيات التي سوف
تساعده على أن يستفيد مما قدمته تلك الدراسات في هذا المجال ،ومن ثم محاولة تصميم الدراسة
لتكون إضافة جديدة لهذا التراكم المعرفي .وهناك العديد من الدراسات التي تناولت موضوعات
تتعلق بالقيادة سواء القيادة في المؤسسات التعليمية ،أو في المنظمات الصناعية أو في المنظمات
الصحية ...ودراسات أخرى تعرضت لموضوع إدارة التغيير وذلك من عدة جوانب وبشكل شمولي
.وفيما يلي سوف أشير إلى بعض الدراسات التي تطرقت إلى بعض الموضوعات ذات العالقة
بموضوع الدراسة الحالية ،والتي يمكن أن تخدم وتتصل بمشكلة الدراسة الحالية سواء بصورة
مباشرة أو غير مباشرة ،وقد حرصت على ترتيب تلك الدراسات ترتيبا تنازليا من األحدث إلى األقدم
وذلك على النحو التالي :
.1.8الدراسات األجنبية :
الدراسة األولى:
دراسة ونكلر : 1983أجرى ونكلر سنة دراسة 1983في الجامعة الكاثوليكية بأمريكا دراسة
تناولت مدى مالئمة األسلوب القيادي لمديري المدارس لمدرسيهم وعالقتها بالرضا الوظيفي لهم وكان
الهدف الرئيسي من البحث هو تحديد مدي االستفادة من نظرية " هرسي وبالنشارد " الموقفية في
نطاق التعليم .وكانت نتائج البحث تدعم نظرية " هرسي وبالنشارد" حيث وجد أن :
.1مالئمة األسلوب القيادي له عالقة بعامل الرضا الوظيفي وفعالية القيادة .
.2التركيز العالي في بناء العالقات االجتماعية واإلنسانية له عالقة بمستوى الرضا .
هناك تشابه مع الدراسة الحالية من حيث تناول موضوع مالئمة األسلوب القيادي لمديري
المدارس ،ولكن هناك اختلافاً من حيث هدف الدراسة وحدود الدراسة الزمانية والمكانية حيث
الدراسة الحالية تركز على تطبيق مشروع المؤسسة وأساليب القيادة السائدة ،واستفدت من هذه
الدراسة تبني النظرية الموقفية من خالل تبني نموذج كل من العالم "هرسي" و "بالنشارد" كما استفدت
من نتائجها واالستدالل بها في تفسير الجداول في الجانب الميداني .
21
الفصل األول
البناء المنهجي
الدراسة الثانية:
دراسة هول : 1986أجرى هول سنة 1986دراسة تهدف إلى معرفة األساليب القيادية السائدة
والمساندة لبعض مديري المدارس كما يتصورها هم أنفسهم ومدرسوهم ومديرو التعليم والموجهون
الذين يتعاملون معهم وقد تم استخدام أداة هرسي وبالنشارد وكان من أهم النتائج :
.1يتصور مديرو المدارس أنهم يمارسون أسلوب التسويق في غالب األحيان
.2يتصور مديرو التعليم أن المديرين يمارسون أسلوب األمر في أغلب األحيان وأسلوب التسويق
كأسلوب مساند .
.3المدرسون يتصورون أن مديريهم يمارسون أسلوب التسويق في أغلب األحيان .
وأوجه التشابه مع الدراسة الحالية في جزء منها والمتمثل في أساليب القيادة السائدة لمديري
المدارس واختلفت معها في باقي األجزاء األخرى ،واستفدت من نتائج الدراسة في الجانب الميداني
خاصة في تحليل الجداول .
22
الفصل األول
البناء المنهجي
وأوجه التشابه بين هذه الدراسة والدراسة الحالية هو مجال البحث في اإلدارة المدرسية وأداة
الدراسة الميدانية هو الاستبيان ،وأوجه االختالف من حيث مجتمع الدراسة وهدف الدراسة ،واستفدت
من نتائج هذه الدراسة واالستدالل بها في الجانب الميداني .
الدراسة الرابعة:
دراسة شديفات يحيى 1998بعنوان درجة ممارسة مدير المدرسة الثانوية لدوره كقائد تعليمي في
مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر المعلمين .تهدف الدراسة إلى معرفة مدى ممارسة
مدير المدرسة الثانوية لدوره كقائد تعليمي في المدارس الثانوية في مدارس البادية الشمالية الشرقية
من وجهة نظر المعلمين ،كما تهدف الدراسة كذلك إلى معرفة مدى اختالف وجهة نظر المعلمين في
المدارس الثانوية لممارسة مدير المدرسة لدوره كقائد تعليمي تبعا الختالف الجنس والمؤهل العلمي
والخبرة المهنية ،وتكونت عينة الدراسة من 192معلما ومعلمة من المدارس الثانوية في البادية
الشمالية الشرقية ،ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي ،كما استعان
بأداة االستبيان لمعرفة درجة ممارسة القيادة من طرف مدراء الثانويات وتوصلت الدراسة إلى
النتائج اآلتية :
.1أكثر المجاالت ممارسة من قبل مدير المدرسة لدوره كقائد تعليمي هو مجال العالقات
اإلنسانية واالجتماعية ثم مجال الشؤون الفنية وأخيرا مجال الشؤون الطالبية .
.2عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى %5فأقل في تقديرات أفراد العينة
لدور مدير المدرسة كقائد تعليمي تعزى إلى الجنس والمؤهل العلمي ،بينما أظهرت
وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى %5فأقل تعزى إلى الخبرة في التعليم
وذلك لصالح من كانت خبرتهم في التعليم عشرة سنوات فأكثر .
وأوجه التشابه مع الدراسة الحالية هو تناول موضوع القيادة المدرسية ،والمنهج الوصفي وأداة
الدراسة االستبيان وتختلف الدراستان من حيث هدف الدراسة وتناول الجوانب الإدارية والفنية بينما
تركز الدراسة الحالية على ممارسة القيادة إلدارة مشروع المؤسسة في ضوء إدارة التغيير.واستفاد
الباحث من نتائج الدراسة في تفسير الجداول اإلحصائية في الجانب الميداني .
الدراسة الخامسة :
دراسة مقبل محمد 2004بعنوان مشروع المدرسة كمركز للتطوير ودوره في تحسين أداء مديري
المدارس ،تهدف الدراسة إلى التعرف على مستوى التحسن في أداء مديري المدارس نتيجة تطبيق
المشروع التطويري ،واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي باالستعانة باستبانة وزعت على عينة
23
الفصل األول
البناء المنهجي
الدراسة المكونة من 135مدير ومديرة من المجتمع األصلي 180مدير ومديرة ،ومن أهم النتائج
التي توصلت إليها الدراسة ما يلي :
.1حصل مجال التحسن في توظيف معايير النجاح أعلى الدرجات ،تلتها كفاية التدقيق ثم
التخطيط االستراتيجي ،ثم كفاية بناء الفرق المدرسية واإلشراف الشامل .
.2مستوى التحسن في كفاية التعامل مع المجتمع المحلي والتفاوض على أقل نسبة .
.3مستوى التحسن في امتالك المديرات أعلى من المديرين في كفايات التخطيط االستراتيجي ،
واإلشراف الشامل وبناء الفرق المدرسية ،الشفافية ،والتفويض والتعامل مع المجتمع المحلي
.
وأوجه التشابه مع الدراسة الحالية هو التركيز على مشروع المدرسة ،وكذلك في استخدامهما
للمنهج الوصفي التحليلي وأداة االستبيان ،ولكن االختالف بين الدراستين يكمن في اختيار عينة
الدراسة وحجمها Eوكذلك في أهداف الدراسة ،واستفاد الباحث من نتائج هذه الدراسة في الجانب
العملي من حيث االستدالل ببعض نتائجها عند تفسير الجداول اإلحصائية .
الدراسة السادسة:
دراسة الداعور سعيد خضر 2007م بعنوان :دور مدير المدرسة الثانوية كقائد تربوي في
محافظات Eغزة وعالقته بالثقافة Eالتنظيمية للمدرسة من وجهة نظر المعلمين .
هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى ممارسة مدير المدرسة الثانوية لدوره كقائد تربوي والتعرف
على نمط الثقافة التنظيمية السائدة في المدارس الثانوية ،ومعرفة العالقة بين مدى ممارسة مدير
المدرسة الثانوية لدوره كقائد تربوي وبين أنماط الثقافة التنظيمية السائدة في المدارس ،والكشف عن
أثر كل من ( الجنس ،المؤهل العلمي ،سنوات الخدمة ،المنطقة التعليمية ) ،في تقديرات المعلمين
لمدة ممارسة مدير المدرسة الثانوية لدوره كقائد تربوي والكشف عن أثر كل من ( الجنس ،المؤهل
العلمي ،سنوات الخدمة ،المنطقة التعليمية ) في تقديرات المعلمين لنمط الثقافة التنظيمية السائدة في
المدارس الثانوية .
ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وقد بلغ مجتمع الدراسة 3040
معلما ومعلمة ،وبلغت عينة الدراسة على 360معلما ومعلمة من معلمي المرحلة الثانوية ،وقد
أشارت النتائج إلى أن درجة ممارسة مدير المدرسة لدوره كقائد تربوي هو دوره تجاه المعلمين ،ثم
دوره في التخطيط ،ثم دوره في التقويم ،ثم دوره تجاه أولياء األمور والمجتمع المحلي ،ثم دوره
تجاه المنهاج ،وقد أوصى الباحث بما يلي :
24
الفصل األول
البناء المنهجي
.1ضرورة زيادة وعي مديري المدارس الثانوية بأهمية الدور القيادي التعليمي في إدارة
المدارس وخاصة في النواحي الفنية .
.2ضرورة اهتمام المديرين بالعالقات اإلنسانية الطيبة .
.3العمل على ترسيخ ثقافة االنجاز في المدارس الثانوية والعمل بروح الفريق .
وأوجه التشابه مع الدراسة الحالية يكمن موضوع الدراسة والذي يدور حول ممارسة القيادة
وفي استخدام المنهج الوصفي التحليلي واالستبيان ،وهناك اختالف حيث إن الدراسة الحالية تركز
على إدارة مشروع المؤسسة واألساليب القيادية المتبعة في ذلك ،كما تختلف كذلك في هدف الدراسة
،واستفدت من هذه الدراسة في تحديد متغيرات الدراسة الميدانية كالجنس والخبرة المهنية والمؤهل
العلمي .
25
الفصل األول
البناء المنهجي
تطوير هذه الممارسة عن طريق اعتماد طرق أكثر ديمقراطية في التعيين وأفضل طريقة
حسب األساتذة هي االنتخاب .
.2إن ممارسة األستاذ للقيادة اإلدارية في الجامعة Eتؤثر إيجابا على العالقة باألساتذة اآلخرين ،
والن هذه الممارسة تشجع على االتصال بين هيئة التدريس واإلدارة ،فاالتصال حين يكون
القائد أستاذا حتى ولو يصعب في نمطه العمودي ( قائد /مرؤوس ) فانه سهل في نمطه
األفقي ( أستاذ /أستاذ ) باعتبار األستاذ الممارس Eللقيادة أستاذا يشترك مع اآلخرين في قيادة
األدوار التربوية كذلك .
.3يعبر الكثير من األساتذة الجامعيين عن رضاهم عن األداء اإلدارة الجامعية ،فهم يفترضون
أن األستاذ اإلداري يفتقر إلى الكثير من المهارات القيادية ،إلى أن ضرورة اإلبقاء على النمط
اإلداري السائد تعتبر أكبر من إعفاء األستاذ من القيادة اإلدارية بسبب يمكن تجاوزه بقليل من
التدريب القيادي لألستاذ وهذا ما جعلهم يقعون في تناقض .
.4يعتبر أغلب األساتذة الممارسين للقيادة اإلدارية في الجامعة من الممتلكين لكثير من المهارات
القيادية ألنهم مارسوا القيادة اإلدارية قبل أن يصبحوا أساتذة .
وأوجه التشابه بين هذه الدراسة والدراسة الحالية هو مجال البحث في المؤسسات التعليمية في
جانب الممارسة القيادية وأداة الدراسة الميدانية هو الاستبيان ،وأوجه االختالف من حيث مجتمع
الدراسة وهدف الدراسة ،واستفدت من نتائج هذه الدراسة في اختيار العينة وفي البناء العام للدراسة
محاوال االقتراب من نمطية الدراسة خاصة من الجانب الشكلي لها ألنه من أشرفوا وناقشوا هذه
المذكرة هم من يناقشوا دراستي .
الدراسة الثامنة:
دراسة نادية خريف 2008بعنوان :تأثير إدارة التغيير على جودة الخدمات بالمؤسسة الصحية .
والتي أجريت في مستشفى بشير بن ناصر بسكرة ،حيث تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على كيفية
إجراء التغيير داخل المؤسسات ( مراحل التغيير ) وإ براز خصائص اإلدارة الناجحة في عملية التغيير
ومدى مساهمتها في تحسين جودة الخدمات الصحية ،كما تهدف كذلك إلى تبيان المشاكل التي تعاني
منها المؤسسات الصحية والتي تحول للوصول إلى الجودة وإ مكانية إجراء التغيير المناسب ،ومحاولة
إيجاد الحلول لذلك كما تريد المساهمة في ربط الجامعة Eبمحيطها الخارجي .
ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي بأسلوب دارسة الحالة الذي يراه الباحث مناسبا لمثل
هذه الدراسات ،بغرض وصف إدارة التغيير في المؤسسة الصحية العمومية ومستوى الخدمات
المقدمة وتحليلها وإ براز التأثير ،وذلك من خالل جمع المعلومات المتعلقة بالظاهرة من أجل استقصاء
26
الفصل األول
البناء المنهجي
مظهرها وعالقتها المختلفة فقط بل يقوم على تحليلها وتفسيرها للوصول إلى استنتاجات تسهم في
تطوير الواقع وتحسينه .أما أدوات وتقنيات الدراسة فتمثلت في المالحظة Eالمباشرة والمقابلة
واالستمارة Eصممت حسب مقياس ليكرت الخماسي ،وأما العينة فقد اختار العينة الطبقية حيث راعى
نسبة كل طبقة في المجتمع األصلي .
وتوصل الباحث إلى النتائج التالية :
.1تنمية لغة حوار متبادلة بين الجهاز Eاإلداري والتقني ( الطبي وشبه الطبي ) .
.2خلق وسائل اتصال جيدة بين المدير ومعاونيه ،وبين اإلدارة والجهاز التقني .
.3إنشاء خاليا لمراقبة الجودة أي ما يسمى بحلقات الجودة ،مشكلة من مختلف فئات المستخدمين
الكتشاف المشاكل وإ يجاد الحلول ،ويستحسن أن يكون في كل مصلحة أو قسم في المستشفى
ومشكلة من مختلف فئات المستخدمين .
.4تطوير نظم معلومات جميع المصالح والمكاتب واالستغالل األمثل ألجهزة Eالحاسب اآللي
.5تطبيق برامج للتوعية الصحية توضح لجميع األفراد أهمية وضرورة تطبيق النظام التعاقدي
وأوجه التشابه مع الدراسة الحالية هو تناول مدخل إدارة التغيير ،واستخدام المنهج الوصفي،
وعينة الدراسة وهناك اختالف عن الدراسة الحالية من حيث المكان والزمان وأهداف الدراسة ،
واستفاد الباحث من نتائج هذه الدراسة في الجانب الميداني خاصة في القراءة السوسيولوجية للجداول
لالستدالل بها سواء باالتقاف Eأو باالختالف معها .
الدراسة التاسعة :
دراسة زواتيني عبد العزيز 2007بعنوان الممارسة القيادية وعالقتها بتحفيز العاملين والتي أجريت
في جامعة سعد دحلب بالبليدة ،حيث تهدف هذه الدراسة إلى تبيان واقع القيادة اإلدارية وعالقتها
باالتصال واتخاذ القرار Eوالعالقات اإلنسانية في المؤسسة الجزائرية ،كما تهدف كذلك إلى االتجاهات
المختلفة للقيادة والتفاعل القائم بينها وبين العمال ،وواقع التحفيز في المؤسسة الجزائرية ،وجاء
التساؤل العام للدراسة ما واقع القيادة اإلدارية وعالقتها بتحفيز العاملين في المؤسسة الجزائرية ،
حيث أتت التساؤالت متضمنة المتغيرات التالية ( االتصال ،اتخاذ القرار ، Eالعالقات اإلنسانية )
وعالقتها بتحفيز العاملين ،على هذا األساس قام الباحث بصياغة ثالث فرضيات تضمنت المتغيرات
الثالث السابقة .
ولتحقيق ذلك تم االعتماد على المنهج الوصفي من خالل جمع المعطيات الكيفية والكمية المتعلقة
بالظاهرة ،كما تم االعتماد على المنهج التاريخي لرصد تاريخ مؤسسة سونلغاز ( الشركة الجزائرية
للكهرباء والغاز) واالطالع على هيكل تنظيمها وتسييرها .أما أدوات وتقنيات البحث التي فرضها
27
الفصل األول
البناء المنهجي
الميدان على الباحث هي االستمارة كإمداد وإ سقاط للمنهج الكمي ،مدعمة بمقابالت محدودة قابلة
لتكوين خطاب سوسيولوجي يقدم تأويال وتفسيرا لألسباب والنتائج ،حيث احتوت على 48سؤاال بين
المفتوح والمغلق ،وأما العينة فقد اختار العينة الطبقية العشوائية حيث احترم نسبة كل طبقة في
المجتمع األصلي ( إطارات ،أعوان تنسيق ،أعوان تنفيذ ) .
وتوصل الباحث إلى النتائج التالية :
.1االجتماعات أكثر وسيلة مالئمة بالنسبة لكل العمال ألنها تسمح بتقديم النشغاالت واالقتراحات
مباشرة مع المسؤولين وتسمح بحرية االتصال والتعبير .
.2العمال يرون أن االتصال أداة عملية أكثر منها جانب إعالمي يكتف بإعطاء المعلومة أو
جانب عالقات إنسانية بين كل العمال وشرائحهم وإ نما ه أداة ضرورية لسير العمل ووجود
حراك وديناميكية وتواصل مع اآلخرين .
.3هناك نوعين من المسؤولين ( القادة) داخل المؤسسة ،األول يقوم بالمدح والثناء وتفهم
المشاكل الخاصة Eللعمال بفتح قنوات االتصال أمام مرؤوسيه ويسهل عملية تبادل المعلومات
معهم ويحترم حاجاتهم والثاني ال يبالي بما يقدمه العمال ويكتف باألوامر والتوجيهات وعدم
التفهم للمشاكل .
.4طبيعة التنظيم السائد تنقصه المرونة االتصالية البناءة من طرف المسؤولين الخالية من
التمييز في المعاملة بين العمال والخالية ومن االحتكار وغير المشجعة على االستمرارية .
.5المسؤول ال يتيح الفرصة الكاملة في اتخاذ القرارات وطرق تحسين العمل واألخذ برأي جميع
العمال وإ نما لطبيعة المناصب والوظائف .
.6العالقات اإلنسانية بين المسؤولين والعمال مبنية غالبا على التمييز والتفضيل المبني على
أساس المنصب أو على أساس القرابية والجهوية واألثنوية .
.7طبيعة شخصية المسؤول وطريقته في التعامل تلعب دورا في تحفيز العمال .
.8يقوم المسؤول بتعديل سلوكه وفق الموقف الموجود فيه ووفقا لتطور األحدث من حوله .
.9تساعد السمات القيادية للمسؤول في دعم وإ مداد العالقات االجتماعية والعمل الجماعي. E
وأوجه تشابه هذه الدراسة مع الدراسة الحالية هو تناول موضوع القيادة في المؤسسات
التعليمية ومنهج الدراسة ونوعية العينة المسحوبة من المجتمع األصلي ،ولكن هناك اختلافاً بين
الدراستين من حيث أهداف الدراسة حيث تركز الدراسة الحالية على مساهمة القيادة المدرسية في
إدارة مشروع المؤسسة وليس على الممارسة القيادية وعالقتها بتحفيز العاملين ،واستفاد الباحث من
نتائج هذه الدراسة في القراءة Eالسوسيولوجية للجداول واالستشهاد بها .
28
الفصل األول
البناء المنهجي
.1تسليط الضوء على القيادة المدرسية وتحديد الفرق بين المدير والقائد .
.3تحديد بعض النماذج في إدارة التغيير التي يمكن االستعانة بها في الدراسة
.7تكوين إطار مرجعي نظري حول موضوع البحث الذي يشمل المتغيرين الرئيسين وهما القيادة
المدرسية ،وإ دارة مشروع المؤسسة .
وتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لأنها تسعي إلى تفعيل إدارة مشروع المؤسسة في
المدرسة الجزائرية من خالل إتباع األساليب القيادية المناسبة حسب أنماط العاملين ،وطرح تصور
لكيفية تنفيذ خطوات مشروع المؤسسة واآلليات المساعدة في تطبيقه وفق ظروف كل مدرسة .
.9صعوبات الدراسة :مم ال شك فيه أن ال يخلو بحث علمي من الصعوبات خصوصا في ميدان
البحوث االجتماعية والحال نفسه بالنسبة لهذا البحث ،الذي بدوره واجه صاحبه بعض الصعوبات
والتي يمكن أن نوجزها في اآلتي :
.1قلة المراجع التي تتناول مشروع المؤسسة سواء العامة منها أو الخاصة Eالتابعة لقطاع التربية
والتعليم .
29
الفصل األول
البناء المنهجي
.2قلة الدراسات التي تناولت موضوع البحث نتيجة حداثة موضوع الدراسة في المؤسسات
التعليمية .
خالصة الفصل:
لقد تم في هذا الفصل توضيح األسباب الذاتية والموضوعية التي جعلت الباحث يتناول
هذا الموضوع واألهداف التي يريد الوصول إليها ،طارحا مجموعة من الفرضيات تشمل كل من
مساهمة القيادة في مشروع المؤسسة واألساليب القيادية السائدة والمرغوبة من طرف العاملين ،كما تم
تحديد المفاهيم النظرية واإلجرائية الخاصة بالدراسة ،متبنية مقاربات نظرية األقرب إلى موضوع
الدراسة ،كما دعم ببعض الدراسات المشابهة للموضوع الستغاللها في الجانب الميداني عند تحليل
بيانات االستمارة .
30