Professional Documents
Culture Documents
الحملة الفرنسية على الجزائر (1830)
الحملة الفرنسية على الجزائر (1830)
الحملة الفرنسية على الجزائر (1830)
عناصر المحاضرة
مقدمة
1
مقدمة :نتيجة ما أل اليه الوضع العام في ايالة الجزائر خالل فترة اخر عهد
عثماني في الجزائر( )1830-1800من ضعف ،انحالل ،تالشي ...فتحولت
االيالة الى شبه فريسة لتكون عرضة للتنافس و تكالب بين القوى الكبرى خاصة
بريطانيا و فرنسا ،فكانت من نصيب هذه االخيرة التي غيرت من عالقاتها مع
االيالة لتتسم بالتوتر و االضراب و انتظرت الفرصة المناسبة و الحجة حتى تضع
يدها عليها فكان ذلك في صيف 1830؟ بماذا تميزت العالقات الفرنسية
الجزائرالية و ما هي االسباب الخفية للحملة العسكرية على الجزائر و و كيف
سلمت مفاتيح القصبة الى فرنسا؟
تقارب عثماني فرنسي طول فترة ق 16الى غاية النصف األول من القرن 17م
بدليل تحصل فرنسا على امتيازات اقتصادية في الجزائر المتمثلة في تأسيس أول
شركة فرنسية الستثمار المرجان (شركة النش) و كان ذلك سنة 1561م ،و
تطورت العالقات بإقامة عالقات دبلوماسية بتأسيس أول قنصلية فرنسية في
الجزائر سنة .1580
تدهور العالقات خالل المنتصف الثاني ق 17م حينما ارادت فرنسا اقامة قواعد
عسكرية على السواحل الشرقية للجزائر باشتداد الصراع الذي ادى بالقصف
الفرنسي للجزائر خالل الفترة الممتدة من ()1688-1663
2
بعد الثورة الفرنسية: ب-
تعرضت فرنسا مع نجاح ثورتها لسنة 1789م إلى حصار سياسي و اقتصادي
من طرف الدول األوروبية الملكية ،لقد عانت فرنسا من جراء هذا الحصار حيث
عصفت بالخزينة إلى إفالس و تهديد البالد بمجاعة هو ما جعل فرنسا إلى إعادة
النظر في عالقتها مع الدول العثمانية بشكل عام و داي الجزائر بشكل خاص،
حيث طلبت منها المساعدات بتزويدها بالقمح و منحها قرض مالي ،و لظروف
إنسانية استجابت الجزائر لطلب فرنسا.
بدأت العالقات في توتر منذ ان أن أعتل على عرش ايالة الجزائر حسين باشا سنة
1818م ،و اشتدت أكثر لألسباب التالية:
3
تقدم القنصل الفرنسي مثله مثل بقية الوفود األجنبية المتواجدة في الجزائر خالل
مراسيم احتفال بعيد الفطر الذي يصادف 29افريل من سنة 1827م إلى داي
حسين لتقديم التهاني ،أثناء المحادثات بين الداي وقنصل دوفال عن العالقات بين
الدولتين ،حيث رفع دوفال مسألة اختراق ايالة لبعض بنود التفاقيات المبرة بينهما،
فرد من جهته الداي عن اختراق فرنسا عن عدم رد السلطات الفرنسية عن
مراسالت المتعلقة بديون اليهوديين(بوشناق و بكري) ،و وجه الداي المسؤولية
للقنصل دوفال ،و كان جواب هذا األخير" :إن الملك والدولة الفرنسية ال يمكن
إرسال الردود على الرسائل التي أرسلتها لهم" ،كما هجم دوفال بكلمات مهينة
للديانة اإلسالمية ،لم يتحكم الداي في غضبه ،فضرب القنصل دوفال على مرتين
بالروحة .
بسماع الحكومة الفرنسية بهذا الخبر ،طلبت من قنصلها مغادرة الجزائر سنة
1828م،و تحقق ذلك في جوان من نفس السنة ،طالب من جهته داي حسين
بتخريب المؤسسات الفرنسية الموجودة في القل ما أدى بالمؤسسات الفرنسية
مغادرة الجزائر ليبدأ الحصار الفرنسي في جولية من نفس السنة بقيام 13سفينة
حربية بقيادة النقيب كولي( )Colletلم يكن بحوزة الداي امكانيات بحرية عسكرية
الختراق الحصار المفروض من طرف االسطول الفرنسي.
و بعد سنتين من الحصار الذي لم يعط نتائج( لم يتأثر الداي بالحصار النه كان
يملك فائض من الذهب) ،قررت الحكومة الفرنسية قبل الشروع و اعالن الحرب
على الداي ،اعطت فرنسا اخر فرصة له بإرسال في 30جويلية 1929م ممثل
فرنسي لو بروتنيار( ) Le Bretonierلتقديم االعتذار إال أن الداي رفض و قصف
الباخرة الفرنسية مما زاد ي تعكير الجو بين البلدين.
4
ردا على شرف التاج الملكي،و امتيازاتها في الجزائر التي فقدتها و الممتلكات ،و
من أجل تحقيق األمن للسيادة و تحرير فرنسا و أوروبا من المشاكل الثالث:
القرصنة ،و تحرير العبيد و كذا القبائل البربرية لدولة التي تفرض نفسها على
القوى المسيحية .فباءت كل محاوالت اإلصالح بالفشل،فكان السبيل الواحد للملك
الفرنسي لالنتقام اللجوء الى القوة المسلحة.
ان كانت الذريعة التي اخذتها فرنسا لتبرير غزوها على الجزائر(قضية المروحة
اي شرف فرنسا) اال ان هناك مجموعة من االسباب و الحيثيات الحقيقية و الفعالة
التي كانت وراء الغوز ،فما هي هذه األسباب؟
5
تم احياء مشروع االحتالل بعد مجيء االسرة الملكية للبربون ،و حينما -
اعتل شارل العاشر العرش الملكي سنة 1924م الذي راى ان الفرصة
المواتية لتجسيد الحملة من اجل توجيه الراي العام الفرنسي الى الخارج و
امتصاص غضب الشعب الفرنسي و كذا قطع الطريق امام بريطانيا في
البحر االبيض المتوسط.
أسباب دينية: أ-
ترى فرنسا انها هي المسؤولة على حماية المذهب الكاثوليكي ،و بالتالي -
االنتصار على الجزائر يعتبر انصار المسيحية على االسالم اي انتصار
الصليب على الهالل ،و ان تكون الجزائر بوابة لنشر المسيحية في افريقيا.
اسباب االقتصادية: ب-
غنى الجزائر بالموارد المعدنية المتنوعة و جعلها خزان لتموين مصانع -
فرنسا بكون انها دخلت بقوة المجال الصناعي.
خصوبة التربة و تنوع المناخ الذي يعطى تنوع في المحاصيل الزاراعية و -
تغطية العجز الزراعي الفرنسي باالنتاج الزراعي الجزائري.
جعل الجزائر سوقا لترويج منتوجاتها حتى ال تتكدس السلع و تتوقف -
المصانع.
اسباب االجتماعية: ت-
التخلص من الفائض السكاني بارتفاع نسبة المواليد نتيجة تحسن المستوى -
المعيشي.
التخلص من الفئة االجتماعية المنحرفة ،اي الفئة التي ليس لها مكانة في -
المجتمع الفرنسي) البطالين ،اللصوصن المتشردين)..
التخلص من المعارضة السياسية. -
أسباب عسكرية: ث-
6
اقامة قواعد عسكرية لحماية مصالحها التجارية و االقصادية ععبر حوض -
البحر االبيض المتوسط.
الحملة الفرنسية على الجزائر و استسالمها في ظرف 21يوما -4
قامت فرنسا بتجنيد كامل قواتها العسكرية للمشاركة في الحملة و المقدرة ب 70
ألف فرد منهم 40ألف عسكري ،أما األسطول البحري مقسم الى 3وحدات
بحرية وحدة خاصة بالمعركة ،وحدة خاصة باإلنزال والوحدة الثالثة هي وحدة
االحتياط ،و يضم األسطول السفن الحربية إلى جانب أكثر من 400سفينة
شراعية مخصصة لنقل المواد الغذائية.
كانت بداية الصعود بتاريخ 11ماي 1830صباحا من ميناء تولون و أخر يوم
هو 16ماي اي ان مدة الركوب دامت 5ايام.
أعطيت إشارة االنطالق يوم 25ماي على الساعة الثانية زواال .من سفينة قائد
األسطول الرائد(أميرال) دوبيري .
القى االسطول الفرنسي مرساة على شاطئ سيدي فرج مساء 13جوان و من
سخافة الداي وقادته العسكريين أنه لم تحدث مقاومة فعلية باستثناء بعض الطلقات
المدفعية الموضوعة فوق تالل البريجة(سطاوالي) و اصابة فرد من لقوات
الفرنسية ليعم السكوت حين غروب الشمس .
عند فجر يوم 14جوان و بالذات على الساعة الرابعة صباحا،أعطي الضوء
األخضر للقوات الفرنسية للنزول على األرض(ساحل سيدي فرج) و إجبار القوات
المحلية التراجع للوراء و ترك المجال للقوات الفرنسية ،حيث استمر اإلنزال
طيلة يوم للقوات الفرنسية و األسلحة و المئونة( ،..معركة سيدي فرج).أما يوم
15تم انزال كامل المعدات و المستلزمات،)...
7
و في 17جوان ،سيطر األسطول الفرنسي على كامل ساحل سيدي فرج.
و في 18جوان ،نزل كامل الجيش الفرنسي ،و تمكن من السيطرة على مرتفعات
المنطقة و على كامل شبه جزيرة سيدي فرج.كما وضع يده على مدفعية برج
تور شيكا( )Torre-Chicaالذي حول الى مركز القيادة العسكرية للقوات
الفرنسية.
و بعدها شرعت الهندسة العسكرية إقامة معسكر كبير ليكون مركزا للقوات
الفرنسية للتخطيط العسكري للشروع في التوسع الى غاية إسقاط السلطة و
االستالء على مقرها.
تحسبا للتوسع و تقدم القوات الفرنسية اتجاه المدينة و لتصدي لها تجمعت قوات
ايالة الجزائر تحت قيادة ابراهيم باشا و المتكونة من قوات البايالك الثالث زائد
شيوخ القبائل بقواتهم تحت امر بن زمون ليقدر عددهم بين 25الى 30الف في
سهل سطاولي و اقامة حصن ،اال ان القوات الفرنسية لم تجد صعوبة الحتالل
مدينة الجزائر و كان ذلك في وقت قصير بعد اشتباكات معارك و اهمه:
بعد سيطرة القوات الفرنسية على برج االمبراطور ،ليبدأ قصف حصن باب
عزون وساحة القصبة لتسكت مدفعيات القوات الجزائرية حيث تتمكن القوات
الفرنسية وضع يدها على مدفعيات القوات الجزائرية ،و خوفا أن تتعرض القصبة
8
إلى الدمار و الخراب و مجزرة لسكانها ،ما كان على الداي اال االستسالم بفتح
باب التفاوض والمحادثات التي تسفرت على توقيع اتفاقية االستسالم
اتفاقية االستسالم المبرمة بين قائد الحملة (دي برمون) و حاكم ايالة -5
الجزائر الداي حسين
تسليم حصن القصبة و جميع حصون مدينة الجزائر وكذا ميناء المدينة -
للقوات الفرنسية هذا الصباح على الساعة العاشرة بتوقيت فرنسا.
يلتزم قائد أركان القوات الفرنسية بمنح داي الجزائر الحرية الكاملة و كامل -
ممتلكاته الشخصية.
تمنح للداي لحرية لالنسحاب رفقة عائلته و ممتلكاته إلى أي مكان يريد -
اإلقامة فيه و طالما هو موجود في الجزائر هو و عائلته يكون تحت حماية
قائد القوات الفرنسية ،يخصص له حراسة لضمان أمنه و كذا امن عائلته.
يضمن القائد العام لكامل جنود المليشيات نفس المزايا ونفس الحماية. -
حرية ممارسة و أداء العقيدة المحمدية. -
تعهد القائد القوات بشرفه على احترام حرية السكان بجميع شرائهم ،و ال -
يتم اختراق دينهم ،تجارتهم ،صناعتهم و احترام نسائهم.
بعد توقيع االتفاقية من جانب الداي لم يبق طويال ليشد الرحيل الى نابولي مطأطئ
الرأس ،ليجر كذلك االنكشاريين على معادة الجزائر.
9
10