عابر سرير

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫إشتقتها‪ ,‬كم اشتقتها هذه المرأة التي لم أعد أعرف قرابتي *‬

‫ت أنتسب إلى قدميها‬‫‪.‬بها‪ ,‬فأصبح ُ‬

‫هي أشهى هكذا‪ ,‬كامرأٍة تمضي مولية ظهرها‪ ,‬تمنحك فرصة *‬


‫ل بمسافة مستحيلها‬
‫‪.‬تصّورها‪ ,‬تتركك مشتع ً‬

‫ب أّنك الكثر سخاًء منُه؟ *‬


‫ت بتبذير أموالك لتثبت للح ّ‬
‫أُقْم َ‬

‫ت أحب أن أختلق مع *‬
‫في الواقع‪ ,‬لم نكن التقينا بعد‪ ,‬لكنني كن ُ‬
‫ض لم يكن‪ .‬أحب كل ذاكرة ل منطق لها‬ ‫‪.‬امرأة ذكريات ما ٍ‬

‫ها هي ترتديه‪ ,‬تتفّتح داخله كوردة نارية‪ .‬هي أشهى هكذا‪* ,‬‬
‫ل غيري‪ ,‬هو الحاضر بيننا بكل‬
‫وهي تراقص في حضوري رج ً‬
‫‪.‬تفاصيل الغياب‬

‫ض خلفات *‬
‫إّنه فكٌر حزين يرقص على إيقاع الغيرة لف ّ‬
‫‪.‬العشاق‬
‫أي شيء جميل هو في نهايته كارثة‪ ,‬وكيف ل أخشى حالة *‬
‫‪.‬من الجمال‪ ..‬كان يلزمني عمٌر من البشاعة لبلوغها‬

‫غتاَل فتتكّرر في طفلي مأساتي *‬


‫ن ُأ ْ‬
‫‪.‬مهووسًا بخوفي أ ْ‬

‫ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة‪* .‬‬
‫إذن يمكننا بالنسيان أن ُنشبع موتًا َمن شئنا ِمن الحياء‪,‬‬
‫‪.‬فنستيقظ ذات صباح ونقّرر أنهم ما عادوا هنا‬

‫بإمكاننا أن نلّفق لهم ميتة في كتاب‪ ,‬أن نخترع لهم وفاة *‬


‫داهمة بسكتٍة قلمية مباغتة كحادث سير‪ ,‬مفجعة كحادث غرق‪,‬‬
‫ول يعنينا إن هم بقوا بعد ذلك أحياء‪ ,‬فنحن ل نريد موتهم‪,‬‬
‫نريد جثث ذكراهم لنبكيها‪ ,‬كما نبكي الموتى‪ .‬نحتاج أن‬
‫نتخّلص من أشيائهم‪ ,‬من هداياهم‪ ,‬من رسائلهم‪ ,‬من تشابك‬
‫ذاكرتنا بهم‪ .‬نحتاج على وجه السرعة أن نلبس حدادهم بعض‬
‫‪.‬الوقت‪ ,‬ثّم ننسى‬

‫الذين نحّبهم نهديهم مخطوطًا ل كتابًا‪ ,‬حريقًا ل رمادًا‪* ,‬‬


‫‪.‬نهديهم ما ل يساويهم عندنا بأحد‬

‫ن أشلء الشياء أكثر إيلمًا من جثث أصحابها *‬


‫‪.‬تعّلمت أ ّ‬

‫ي بكيده كل طعنات العداء‪ ,‬وجعلني أرى في جثة *‬ ‫فوّفر عل ّ‬


‫ذلك الكلب من الوفاء ما يغني عن إخلص الصدقاء‪ ,‬بعدما‬
‫‪.‬قّدمت له من الخدمات ما يكفي لجعل منه عدوًا‬
‫ن ضمير النسان المعاصر أصبح حقًا *‬ ‫أليست كارثة‪ ,‬لو أ ّ‬
‫يستيقظ عندما يرى جثة كلب يذّكره بكلبه‪ .‬ول يبدو مهتمًا‬
‫بجثة إنسان آخر ل يرى شبهًا به‪ ,‬ول قرابة معه لنُه من عالم‬
‫‪.‬يراُه مختلفًا‪ ..‬ومتخلفًا عن عالمه‪ .‬عالم جثث تتقاتل‬

‫الصدمة تجعلنا نفقد دائمًا شيئًا متأخرًا‪ ,‬شيئًا يغرقنا في *‬


‫‪.‬الصمت‬

‫ى مرتبكًا خجوًل‪ ,‬فتتعّلم على *‬


‫دومًا‪ ,‬ثمة امرأة أولى‪ ,‬تأتيها فت ً‬
‫ل‪ ,‬ثّم أخرى بعد ذلك بسنوات‪ ,‬ستبهرها بما‬ ‫يدها أن تكون رج ً‬
‫‪.‬تعّلمته‪ ,‬وتختبر فيها سطوة رجولتك‬

‫ثمة شيء في طفولتك حدث‪ .‬وبدون أن تعي ذلك‪ ,‬كل شيء *‬


‫‪.‬سيدور حوله‪ ,‬إلى آخر لحظة في حياتك‬

‫ق*‬
‫اليتم‪ ,‬كالعقم‪ ,‬يجعلك تغار من حيوان‪ ,‬وتطالب ال بح ّ‬
‫ت أحد مخلوقاته‬
‫‪.‬التساوي به ما دم َ‬

‫‪.‬فالجوبة عمياء‪ ,‬وحدها السئلة ترى *‬

‫‪.‬عاطل عن المل *‬

‫تحتمي فيه من سقف الخوف بسقف الهانة‪ .‬فما كانت *‬


‫القضية أن يكون لك سرير وباب يحميك من القتلة‪ ,‬بل أن‬
‫‪.‬تكون لك كرامة‬
‫ل شيء يوصلني إليها‪ ,‬هي التي ل يفصلني عنها مطر‪ ,‬ول *‬
‫‪.‬شمس‪ ,‬ول رمل‪ ,‬ول بحر‪ ..‬ول ذعر‬

‫ت أخرج إلى الشرفة أنتظرها بوحشة فنار بحري *‬


‫أحيانًا كن ُ‬
‫‪.‬في ليل ممطر‪ .‬عسى قوارب الشوق الشتوي تجنح بها إل ّ‬
‫ي‬

‫لّنك تحتاج إلى وجع يلهيك عن وجع أكبر‪ ,‬وأنك تحتاج إلى *‬
‫‪.‬خيبة صغيرة تلهيك عن خيبات أكبر‬

‫‪.‬يحجبك عنه حضوره في غيابه المريع‪ ..‬غيابه الرائع *‬

‫ت بفرح غريب تفعل الشياء *‬ ‫ت سعيٌد إذًا؟ ما دم َ‬


‫ولماذا أن َ‬
‫ب‪ ,‬تضاجع رسم الشياء الفاضحة‪,‬‬ ‫الكثر ألمًا‪ ,‬تعاشر جثة ح ّ‬
‫ن أحببت‬
‫‪.‬باحثًا في التفاصيل المهملة عّما يشي بخيانة ّم ْ‬

‫ل أسوء من غيرة عاجزة‪ .‬غيرة متأخرة ل تستطيع حيالها *‬


‫‪.‬شيئًا‬

‫ل عن شفاه الشياء كي أقيَم معها حوارًا *‬


‫ت طوي ً‬
‫بحث ُ‬
‫استنطاقيًا‪ ,‬بحثًا عن احتمالت لقاء‪ ,‬عن احتمالت خلف‪ ,‬عن‬
‫‪.‬متع قد تكون اختلست في مكان ما‬
‫ُيخطئ َمن يعتقد أّننا عندما ندخل مدنًا جديدة نترك ذاكرتنا *‬
‫ل بأخرى‪ ,‬ويقيم‬‫ب‪ ,‬يقصد مدينة محم ً‬ ‫ث يذه ُ‬
‫في المطار‪ .‬كّل حي ُ‬
‫مع آخرين في مدن ل يتقاسمها بالضرورة معهم‪ ,‬ويتجّول في‬
‫‪.‬خراب وحده يراه‬

‫ت أنتظر *‬
‫ستأتي تلك المرأة التي لفرط انتظارها ما عد ُ‬
‫‪.‬مجيئها‬

‫ت عنها‪ ,‬خشية أن *‬
‫تلك التي لم يتخّل عنها يومًا رجل‪ ,‬تخلي ُ‬
‫ب هجر قد كان من خوف‬ ‫تتخّلى هي عّني‪ ,‬كأّنني القائل‪" :‬ر ّ‬
‫‪".‬هجر وفراق قد كان خوف فراق‬

‫‪.‬أكثر إيلمًا من التخّلي نفسه‪ ,‬خوفي الدائم من تخّليها عّني *‬

‫عكس العشاق الذين يستميتون دفاعًا عن مواقعهم *‬


‫ومكاسبهم العاطفية‪ ,‬عندما أغار أنسحب‪ ,‬وأترك لمن أحبّ‬
‫‪.‬فرصة اختياري من جديد‬

‫كنت رجل الخسارات الختيارية بامتياز‪ .‬ما كان لي أن أتقّبل *‬


‫‪.‬فكرة أن تهجرني امرأة إلى رجل آخر‬

‫أنا الذي لم أتقّبل فكرة أن يكون أحد قد سبقني إليها‪ .‬كيف *‬


‫لي أن أطمئن إلى امرأة تزرع داخلي مع كل كلمة حقوًل من‬
‫‪.‬الش ّ‬
‫ك‬
‫‪.‬فنحن ل نكتب كتابًا من أجل أحد‪ ,‬بل ضّده *‬

‫ب وبعده‪ ,‬وكي يقنع *‬


‫فمن عادة الندم أن يثرثر كثيرًا قبل الح ّ‬
‫‪.‬نفسه أّنه ليس نادمًا على ما ليس حبًا‬

‫كمن لفرط جوعه ل يعرف الجلوس إلى مائدة الحياة *‬


‫العامرة‪ .‬أصنع تعاستي من ذاكرة الفقدان حينًا‪ ,‬وحينًا من‬
‫‪.‬ذاكرة الحرمان‬

‫ت على لهفة النتظار ويأس اللقاء *‬


‫‪.‬لسباب أجهلها‪ ,‬ما زل ُ‬

‫‪.‬كان يرتدي هّم العمر بأناقة *‬

‫كم عمره؟ ل يهّم‪ .‬مسرع به الخريف‪ ,‬وينتظره صقيع *‬


‫الشتاء‪ ,‬إّنه منتصف اليأس الجميل‪ .‬منتصف الموت الول‪,‬‬
‫وهو لهذا يبتسم‪ ,‬يبدو في أوج جاذبيته‪ ,‬جاذبية َمن يعرف‬
‫‪.‬الكثير لنه خسر الكثير‬

‫ت تأخذ *‬
‫قصاص الغربة يكمن في كونها تنقص منك ما جئ َ‬
‫منها‪ .‬بلد كلما احتضنتك‪ ,‬ازداد الصقيع في داخلك‪ .‬لنها في‬
‫كل ما تعطيك تعيدك إلى حرمانك الول‪ .‬ولذا تذهب نحو الغربة‬
‫‪.‬لتكتشف شيئًا‪ ...‬فتنكشف باغترابك‬
‫كذلك الشياء التي فقدناها‪ .‬والوطان التي غادرناها‪* .‬‬
‫والشخاص الذين اقتلعوا مّنا‪ .‬غيابهم ل يعني اختفاءهم‪ .‬إّنهم‬
‫يتحّركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة‪ .‬يعيشون فينا‪,‬‬
‫كما يعيش وطن‪ ..‬كما تعيش امرأة‪ ..‬كما يعيش صديق رحل‪..‬‬
‫ول أحد غيرنا يراهم‪ .‬وفي الغربة يسكنوننا ول يساكنوننا‪,‬‬
‫‪.‬فيزداد صقيع أطرافنا‪ ,‬وننفضح بهم بردًا‬

‫ن*‬‫الناس تحسدك دائمًا على شيء ل يستحق الحسد‪ ,‬ل ّ‬


‫متاعهم هو سقط متاعك‪ .‬حّتى على الغربة يحسدونك‪ ,‬كأّنما‬
‫التشّرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدًا وحقدًا‪ ,‬وأنا رجل‬
‫ب أن يدفع ليخسر صديقًا‪ .‬يعنيني كثيرًا أن أختبر الناس‬‫يح ّ‬
‫وأعرف كم أساوي في بورصة نخاستهم العاطفية‪ .‬البعض‬
‫تبدو لك صداقته ثمينة وهو جاهز ليتخّلى عنك مقابل ‪500‬‬
‫فرنك يكسبها من مقال يشتمك فيه‪ ,‬وآخر يستدين منك مبلغًا ل‬
‫يحتاجه وإنما يغتبط لحرمانك منه‪ ,‬وآخر أصبح عدوك لفرط ما‬
‫أحسنت إليه‪" .‬ثمة خدمات كبيرة إلى الحد الذي ل يمكن الرد‬
‫عليها بغير نكران الجميل"‪ .‬ولذا ل بّد أن تعذر َمن تنّكر لك‪,‬‬
‫ماذا تستطيع ضد النفس البشرية؟‬

‫أنا موجود دائمًا لكل َمن يحتاجني‪ ,‬إني صديق الجميع ولكن *‬
‫‪.‬ل صديق لي‬

‫أنا مصّور‪ ,‬مهنتي الحتفاظ بجثة الوقت‪ ,‬تثبيت اللحظة‪ ..‬كما *‬


‫‪.‬تثّبت فراشة على لوحة‬
‫رقصة ل تخلو من رصانة الرجولة وإغرائها‪ ,‬يتحّرك نصفه *‬
‫العلى بكتفين يهتزان كأنهما مع كل حركة يضبطان إيقاع‬
‫التحّدي الذي يسكنه‪ ,‬بينما يتماوج وسطه يمنة ويسرة ببطئ‬
‫‪.‬يفضح مزاج شهواته واليقاع السري لجسده‬

‫ت يومها حضورُه البارد في سريرها *‬


‫‪.‬شكر ُ‬

‫أيمكن أن تأخذ قسطًا من النسيان عندما تنام أرضًا على *‬


‫فراش الحرمان‪ ,‬تمامًا عند أقدام ذاكرتك؟‬

‫الناس الذين نحبهم ل يحتاجون إلى تأطير صورهم في *‬


‫براويز غالية‪ .‬إهانة أن يشغلنا الطار عن النظر إليهم ويحول‬
‫بيننا وبينهم‪ .‬الطار ل يزيد من قيمة صورة لنها ليست لوحة‬
‫فنية وإّنما ذكرى عاطفية‪ ,‬لذا هو يشّوش علقتنا الوجدانية‬
‫بهم ويعبث بذاكرتنا‪ .‬الجميل أن تبقى صورهم كما كانت فينا‬
‫‪.‬عارية إّل من شفافية الزجاج‬

‫ت أنه لن يضيف شيئًا‪ .‬لكنه واصل بدون *‬‫ت حتى ظنن ُ‬


‫صم ُ‬
‫ل ول يرفعه أحد‬ ‫ن طوي ً‬
‫‪.‬توّقف‪ ,‬وبحزن هاتف ير ّ‬

‫الفاجعة‪ ...‬أن تتخّلى الشياء عنك‪ ,‬لّنك لم تمتلك شجاعة *‬


‫التخّلي عنها‪ ,‬عليك أّل تتفادى خساراتك‪ .‬فأنت ل تغتني بأشياء‬
‫ن تقدير الخسائر التي ل بّد منها‬
‫‪.‬ما لم تفقد أخرى‪ .‬إّنه ف ّ‬
‫ثمة حكمة ل تبلغها إّل في عّز وحدتك وغربتك‪ ,‬عندما تبلغ *‬
‫عمرًا طاعنًا في الخسارة‪ .‬تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة‬
‫ما بقي في حوزتك‪ ,‬لتهون عليك الفجائع الصغيرة‪ .‬عندها‬
‫ن الختزال‪ ,‬أن تقوم بفرز ما بإمكانك‬
‫ن السعادة إتقان ف ّ‬
‫تدرك أ ّ‬
‫أن تتخّلص منه‪ ,‬وما يلزمك لما بقي ِمن سفر‪ .‬وقتها تكتشف‬
‫ن معظم الشياء التي تحيط بها نفسك ليست ضرورية‪ ,‬بل‬ ‫أّ‬
‫‪.‬هي حمل يثقلك‬

‫‪.‬ذلك الصمت الذي ُيحدث فيك أثرًا أكثر من الكلمات *‬

‫‪.‬منذ البدء جعلنا التغابي بيننا ميثاق ذكاء‪ ,‬أو ميثاق كبرياء *‬

‫ت سعيدًا بما ل أعرفُه عنه‪ ,‬سعادتي بما لن يعرفُه عّني *‬


‫‪.‬كن ُ‬

‫انشّقت السماء فجأة بسيول من المطار كأّنها تبكي نيابًة *‬


‫‪.‬عّني‬

‫ت دون مظلة‪ ..‬أمشي متقدمًا في وحل الحاسيس *‬


‫كن ُ‬
‫‪.‬النسانية‬

‫ن خائنًا بجدارة‪ ..‬أو *‬


‫اختر صّفك يا رجل‪ ..‬ول تحد عنه‪ُ ,‬ك ْ‬
‫س من وفاء‬
‫!مخلصًا كما لو بك م ّ‬
‫أحيانًا ُيكّرم المرء في وضع مهين! وهو ما يذكرني بقول *‬
‫سئل قبل إعدامه‪" :‬هل لديك‬
‫جميل لمناضل سيق إلى الشنق‪ .‬ف ُ‬
‫لده‪" :‬يكفيني فخرًا أن أموت‬
‫ما تقوله قبل الموت؟ فأجاب ج ّ‬
‫‪".‬وقدماي فوق رؤوسكم‬

‫التقينا إذن‪ ..‬الذين قالوا‪ :‬وحدها الجبال ل تلتقي أخطأوا‪* ,‬‬


‫والذين بنوا بينها جسورًا لتتصافح من دون أن تنحني‪ ,‬ل‬
‫يفهمون شيئًا في قوانين الطبيعة‪ ,‬الجبال ل تلتقي إّل في‬
‫الزلزل والهّزات الرضية الكبرى‪ ,‬وعندها ل تتصافح إّنما‬
‫‪.‬تتحّول إلى تراب واحد‬

‫‪.‬هي حياة ندين بها لمصادفة اللقاءات *‬

‫ك*‬
‫‪.‬كل شيء يعيدني إلي ِ‬

‫ك*‬
‫‪.‬كل شيء يبقيني في ِ‬

‫ك*‬
‫ك تعّثرت ب ِ‬
‫ت بمغادرت ِ‬
‫‪.‬كلما همم ُ‬

‫‪.‬أجمل ما يحدث لنا ل نعثر عليه بل نتعّثر به *‬

‫ب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر *‬


‫‪.‬أجمل ح ّ‬
‫كانت تتأّملني بارتباك المفاجأة‪ ,‬وكّنا بعد سنتين من الغياب *‬
‫يتصّفح أحدنا الخر على عجل‪ ,‬وندخل صمتًا في حوارات‬
‫‪.‬طويلة لحديث لم يك ْ‬
‫ن‬

‫ن بأجوبتها‪ ,‬لم أكن مهتمًا باختيار *‬


‫ت أملك سوء ظ ّ‬ ‫أنا الذي كن ُ‬
‫صيغة لسئلتي‪ .‬كان يكفيني ارتباكها كامرأة تمسك بفستانها‬
‫ب الهواء‪ .‬كانت تملك إغراء الصمت المفاجئ عن‬ ‫حين يه ّ‬
‫اعتراف كادت تطّيره ريح المباغتة‪ .‬ولذا بين جملتين‬
‫‪.‬تنحسران كذبًا كانت تشّد فستان اللغة صمتًا‪ ..‬إلى أسفل‬

‫كل رواية تضيف إلى عمر الخرين ما تسرقه من عمر *‬


‫جة تدبير شؤونها‬
‫‪.‬كاتبها‪ ,‬كمن يجهد في تبذير حياة بح ّ‬

‫‪.‬جمالُه يفضح بشاعة الخرين ويشّوش حياتي العاطفية *‬

‫ت كّل مآخذي عليها‪* .‬‬‫ها هي ذي‪ .‬وأنا شارد بها عنها‪ .‬نسي ُ‬
‫ت لماذا افترقنا‪ ..‬لماذا كرهتها‪ .‬وها أنا أريدها الن‪ ,‬فورًا‪,‬‬
‫نسي ُ‬
‫‪.‬بالتطّرف نفسه‬

‫ت حطبُه *‬
‫ك موقدًا أن ِ‬
‫تلِ‬
‫‪.‬هيأ ُ‬

‫ت‪ ,‬ولم أجد سببًا *‬


‫ن أساَء إلى الفراشا ِ‬
‫ن َم ْ‬
‫ت بحز ِ‬
‫شعر ُ‬
‫لشراستي معها‪ .‬رّبما لفرط حّبي لها‪ .‬ربما لدراكي بامتلكي‬
‫المؤقت لها‪ .‬لم أستطع أن أكون إّل على ذلك القدر ِمن العنف‬
‫‪.‬العشق ّ‬
‫ي‬
‫ي للبوح ل يخلو من توابل الرياء‪ .‬وحده *‬
‫أي طبق شه ّ‬
‫‪.‬الصمت هو ذلك الشيء العاري الذي يخلو من الكذب‬

‫ب ل نستطيع إلّ *‬
‫مسكونون نحن بأوجاعنا‪ ,‬فحّتى عندما نح ّ‬
‫ب إلى حزن كبير‬
‫‪.‬تحويل الح ّ‬

‫عندما تكون جالسًا على مقعد الوقت المهدور‪ ,‬غير منتظٍر *‬


‫لشيٍء البتة‪ ,‬تجد الشياء في انتظارك‪ ,‬وتهديك الحياة صورة‬
‫لمشهد لن يتكّرر‪ .‬أن تنتظر دون أن تنتظر‪ ,‬دون أن تعرف‬
‫ب‪ ,‬مثل امرأة‪ ..‬مثل‬
‫بأّنك تنتظر‪ .‬لحظها تأتي الصورة مثل ح ّ‬
‫‪.‬هاتف‪ .‬تأتي عندما يكون المكان مليئًا بشيء محتمل المجيء‬

‫ت أنسى انتظاري لها *‬


‫ط انشغالي بها كد ُ‬
‫‪.‬لفر ِ‬

‫أي علم هذا الذي لم يستطع حّتى الن أن يضع أصوات َمن *‬
‫نحب في أقراص‪ ,‬أو في زجاجة دواء نتناولها سرًا‪ ,‬عندما‬
‫ُنصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها كم نحن‬
‫‪.‬نحتاجه‬

‫ت عمرًا على خطأ‪ ..‬صوابي الوحيد أّنني *‬


‫ت أعني أنني عش ُ‬
‫كن ُ‬
‫‪.‬تعّثرت ب ِ‬
‫ك‬

‫‪.‬حضورك يوّرطني دائمًا في الشياء الجميلة *‬


‫ب الثوب الذي ترتديه ليحّبك‪ ,‬وإّل سيبادلك *‬
‫عليك أن تح ّ‬
‫اللمبالة والنفور‪ ,‬فتبدو فيه قبيحًا‪ .‬بعض الناس ل يقيمون‬
‫علقة حب مع ما يرتدون‪ ,‬ولذا هم يبدون غير جميلين حتى‬
‫في أناقتهم‪ ,‬والبعض تراهم على بساطة زّيهم متألقين‪ ,‬لّنهم‬
‫‪.‬يرتدون بذلة يحّبونها ول يملكون سواها‬

‫ن وجودك في "محمّية عاطفّية" خارج خارطة الخوف *‬


‫لّ‬
‫‪.‬العربي يمنحك كل الصلحيات في اختبار جنونك‬

‫ن لم يكن لي أنا؟؟ *‬
‫ن جمالك‪ ..‬إ ْ‬
‫ِلَم ْ‬

‫إّنه يا آلهة الجمال شيء أجمل من أن يتعّرى‪ .‬أروع من أن *‬


‫‪.‬يوصف‬

‫ربما أحد يصّر على محادثتك‪ ..‬اللحاح الهاتفي صفة أنثوّية‪* .‬‬
‫ب كالمتعّبد‪ ..‬ل يقطع صلته ليرّد على الهاتف‬
‫‪.‬المح ّ‬

‫‪.‬الذكاء هو تقاسم السئلة *‬

‫تلّقفتني "الحفر النسائية" بعدك‪ .‬لكن في كل امرأة تعّثرت *‬


‫!بك‬
‫كانت أنثى ل تختلف عن الجهزة البوليسية‪ ,‬تحتاج إلى *‬
‫ت الحب‬
‫تقارير ترفعها إليها في كل لقاء عن كل أنثى مارس َ‬
‫معها قبلها‪ ,‬وككّل المخابرات كانت تجد متعتها في التدقيق‬
‫‪.‬بالتفاصيل‬

‫فالمنتحر ل يبحث عن المكان العلى للنتحار بقدر ما ‪* ..‬‬


‫يعنيه زخم الحياة‪ .‬هو يختار الجسر لنه يريد أن يشهدنا على‬
‫موته‪ ,‬ينتهز ذلك الزخم الحياتي لكي يقضي على الحياة‪,‬‬
‫عساها تنتحر بانتحاره‪ ,‬لنه برغم كل شيء ل يصّدق أنها‬
‫‪.‬ستستمر بعده‬

‫ب وجعي في حضرتها؟ امرأة ل *‬ ‫ت حقًا أحبها؟ أم أح ّ‬


‫أكن ُ‬
‫أريدها ول أريُد أن ُأشفى منها‪ ,‬كان في طفرة ألمي بها شيء‬
‫‪.‬مطّهر يرفعني إلى قامة النبياء‬

‫ت لغتنا‪ .‬قلنا كلمًا *‬


‫ت أنا‪ .‬تحّدثنا لغة ليس ْ‬
‫ما كانت هي ول كن ُ‬
‫غبيًا لفرط تذاكينا‪ .‬كّنا نتكّلم ثم نصمت فجأة‪ ,‬كي ل نقول أكثر‬
‫‪.‬من نصف الحقيقة‪ ,‬محتفظين للمنا بنصفها الخر‬

‫ن لم تتمّثل ‪* ...‬‬
‫ت ل يمكن أن تدرك مدى حّبك لشخص‪ ,‬إ ْ‬‫فأن َ‬
‫محنة الغياب‪ ,‬وتتأّمل ردود فعلك‪ ,‬وأحاسيسك الولى أمام‬
‫‪.‬جثمانه‬

‫‪.‬ل تحزن‪ .‬هي ما جاءت لتبقى‪ ,‬بل لتشعرك بفداحة رحيلها *‬


‫ن أجمل ما حدث لنا كان مصادفة‪* ,‬‬ ‫عندما نراجع حياتنا نجد أ ّ‬
‫جاد فاخر فرشناُه‬
‫ن الخيبات الكبرى تأتي دومًا على س ّ‬‫وأ ّ‬
‫‪.‬لستقبال السعادة‬

‫بل حدث لفرط إجرامها العاطفي المغّلف بالعطاء‪ ,‬أن أهدتني *‬


‫ثيابًا ومصاغًا اشترتُه نيابة عّني لزوجتي!! كانت امرأة سخّية‬
‫في كل شيء‪ .‬في خوفها عليك‪ ,‬في انشغالها بك‪ ,‬في اشتهائك‪,‬‬
‫‪.‬في إمتاعك‪ ..‬وحّتى في إيلمك‬
‫ذلك السخاء العشقي الذي تشعر عندما تفقده بفاجعة اليتم‬
‫ن ل امرأة بعدها ستحّبك بذلك الحجم ول‬ ‫الول‪ ,‬لّنك تعي أ ّ‬
‫بتلك الطريقة‪ .‬ذلك أّنك أثناء انبهارك بها‪ ,‬كانت تلك المرأة‬
‫تعيث فيك عشقًا وفسقًا وكرمًا‪ ,‬وتفسدك وتخّربك‪ ..‬وتدّللك‬
‫‪.‬وتشّكلك‪ ,‬بحيث ل تعود تصلح لمرأة عداها‬

‫في الموت‪ ,‬الدور الكثر تعاسة‪ ,‬ليس من نصيب الذي رحل *‬


‫وما عاد معنّيا بشيء‪ ,‬إّنما من نصيب الذي سيرى قدر الشياء‬
‫‪.‬بعدُه‬

‫ل فقط علم *‬
‫وإْذ بواحدنا يعرف عن الخر كل شيء‪ ,‬جاه ً‬
‫‪.‬الخر بذلك‬

‫كيف لمكان أن يجمع في ظرف أّيام‪ ,‬الذكرى الجمل ثّم *‬


‫ت فيه حبيبًا‪ ,‬ومّرة‬
‫الخرى الكثر ألمًا؟ مّرة لظّنك أّنك استعْد َ‬
‫ت فيه وطنًا‬
‫‪.‬لدراكك في ما بعد أّنك فقْد َ‬
‫ب‪ ,‬كان يأتيني متنّكرا في *‬
‫لفرط إمعاني في إغفال الح ّ‬
‫ب مّرة واحدة‪,‬‬‫النسيان‪ ,‬حين ل أتوّقعه‪ .‬كيف تستطيع قتل الح ّ‬
‫دفعة واحدة‪ ,‬وهو ليس بينك وبين شخص واحد‪ .‬إّنه بينك‬
‫‪.‬وبين كل ما له علقة به‬

‫السرطان ليس سوى الدموع المحتبسة للجسد‪ ..‬معروف أّنه *‬


‫‪.‬يأتي دائمًا بعد فاجعة‬

‫جلها *‬
‫أكان في مقدوري تفادي هذه الخسارة؟ بإمكاني أن أؤ ّ‬
‫فقط‪ .‬فما أنا إّل يد في حياة كل شيء أمتلكه‪ ,‬تسبقني إليه يد‪,‬‬
‫‪.‬وتليني إليه أخرى‪ ,‬وجميعنا يملكه إلى حين‬

‫ت الذي ل تملك ثقافة فرح‪ ,‬إمعانًا منك في اللم ‪* ...‬‬


‫‪.‬وأن َ‬

‫وحدها تلك السخرية‪ ,‬ذلك التهّكم المستتر‪ ,‬بإمكانه أن ينزع *‬


‫‪.‬وهم التضاّد بين الموت والحياة‪ ,‬الربح والخسارة‬

‫كيف لي أن أرّتب سّلم العداوات‪ ,‬وأين أضع أعدائي الخرين *‬


‫إذن‪ ,‬إذا كان الدسم هو عدّوي الول! وأين هي عداوة الزيت‪,‬‬
‫ومكيدة الزبدة‪ ,‬وغدر السجائر‪ ,‬ومؤامرة السكر‪ ,‬ودسائس‬
‫الملح‪ ,‬من غدر الصدقاء وحسد الزملء وظلم القرباء ونفاق‬
‫س كثيرًا كل هذه‬
‫الرفاق ورعب الرهابيين ومذلة الوطن؟ ألي َ‬
‫!العداوات على شخص واحد‬
‫ن الشياء مضّرة بالصحة‪ .‬وحدهم الشخاص *‬ ‫ل تصّدق أ ّ‬
‫مضّرون‪ .‬وقد يلحقون بك من الذى أكثر مّما تلحق بك‬
‫الشياء‪ ,‬التي تصّر وزارة الصحة على تحذيرك ِمن تعاطيها‪.‬‬
‫ولذا كّلما تقّدم بي العمر‪ ,‬تعّلمت أن أستعيض عن الناس‬
‫بالشياء‪ ,‬أن أحيط نفسي بالموسيقى والكتب واللوحات والنبيذ‬
‫الجّيد‪ ,‬فهي على القّل ل تكيد لك‪ ,‬ول تغدر بك‪ .‬إّنها واضحة‬
‫في تعاملها معك‪ ,‬والهم من هذا أّنها ل تنافقك ول تهينك ول‬
‫‪.‬يعنيها أن تكون زباًل أو جنراًل‬

‫يوم كان‪ ,‬وهو ممّدد في ذاك السرير مربوطًا إلى أكسير *‬


‫‪.‬الذاكرة‪ ,‬يحّدثني عن قناعات سكن فيها مع العمر‬

‫ت أبحث عن أغنية تناسب مزاجي‪ ,‬أغنية كمكعبات *‬


‫وقف ُ‬
‫‪.‬الثلج‪ ,‬كانت تنقص كأسي‬

‫ب المال موهبة‪ ,‬وإنفاقُه ثقافة *‬


‫ن كس َ‬
‫‪.‬إ ّ‬

‫ل يعنيني أن أمتلكك بالتقسيط‪ .‬أرفض أن أربحك لساعات *‬


‫تذهبين بعدها لغيري‪ ,‬تلك الرباح الصغيرة ل تثريني‪ .‬أنا لس ُ‬
‫ت‬
‫ضل أن يخسرك بتفّوق‪ .‬أريد معك‬ ‫ي‪ ,‬أنا عاشق يف ّ‬
‫بّقال الح ّ‬
‫‪.‬ربحًا مدمرًا كخسارة‬

‫ن أرباحًا فادحة تتوالد خساراتها *‬


‫‪.‬لم أكن أدري أ ّ‬
‫ت تعيش في منطقة عزلء من الزمن‪* .‬‬ ‫خر الوقت‪ .‬أن َ‬
‫ل تقل تأ ّ‬
‫ل جدوى من النظر إلى ساعتك‪ ,‬ليست هنا لتدّلك على الوقت‪,‬‬
‫‪.‬بل لتضع رفات الوقت بيننا‬

‫ب الّول‪ ,‬الحب الموجع في استحالته‪ ,‬سعيٌد *‬


‫أحّبها ذلك الح ّ‬
‫‪.‬بحزني بها‪ ,‬أكتبها‪ ,‬لم أكتب سواها‪ ,‬كمجنون‬

‫ستجد نفسها مصادفة تحضر المشهد الخير لموت رجل *‬


‫عشقها ورسمها كمجنون‪ ,‬فسّلمته للغربة والشيخوخة‬
‫‪.‬والمرض‬

‫يا للحياة عندما تبدأ في تقليد المسرح حينًا‪ ,‬حتى تجعلك *‬


‫‪.‬لفرط غرائبيتها تبدو كاذبًا‬

‫أكاد أصرخ بها‪ ,‬ل تكوني "نجمة"‪ ,‬استبقيه بقبلة‪ ,‬استبقيه *‬


‫ل‪ .‬هل أجمل‬ ‫بدمع أكثر‪ ,‬قولي إّنك أحببته‪ ,‬انفضحي به قلي ً‬
‫شاق؟‬
‫فضيحة الموت للع ّ‬

‫فأحيانًا يلزمك كتابة كتاب من هذا الحجم لتجيب عن سؤال *‬


‫من كلمة واحدة‪" :‬لماذا"؟‬
‫كنت أحتقر تعاسة الذين ل يجرؤون على القتراب من *‬
‫السعادة الشاهقة‪ ,‬الباهظة‪ ,‬التي ل تملك للسطو عليها إّل‬
‫ب الكبير ُيختبر في لحظة ضياعه القصوى‪ .‬تلك‬ ‫لحظة‪ ,‬فالح ّ‬
‫شاق الذين يأتون عندما‬‫اللحظة التي تصنع مفخرة كبار الع ّ‬
‫نيأس من مجيئهم‪ ,‬ويخطفون سائق سيارة ليلحقوا بطائرة‬
‫ويشتروا آخر مكان في رحلة‪ ,‬ليحجزوا للمصادفة مقعدًا جوار‬
‫ن يحّبون‪ .‬الرائعون الذين يخطفون قدرك بالسرعة التي‬ ‫َم ْ‬
‫‪.‬سطوا بها ذات يوم على قطار عمرك‬

‫عندما نغتال رئيسًا نسّمي مطارًا باسمه‪ ,‬وعندما نفقد مدينة *‬


‫نسّمي باسمها شارعًا‪ ,‬وعندما نخسر وطنًا نطلق اسمه على‬
‫فندق‪ ,‬وعندما نخنق في الشعب صوته‪ ,‬ونسرق من جيبه‬
‫‪.‬قوته‪ ,‬نسّمي باسمه جريدة‬

‫ن كل متعة لها علقة بالجسد ل بّد أن تمارسها النساء ‪* ..‬‬‫وكأ ّ‬


‫ن أي جوع جسدي ل يليق بامرأٍة إشهاِرِه‬
‫‪.‬سرًا‪ ,‬وأ ّ‬

‫قليٌل من العتمة يوقظ الوهم الجميل فينا‪ ,‬أما حلكة التعتيم‪* ,‬‬
‫‪.‬فتساوينا بسكان العالم السفل ّ‬
‫ي‬

‫فالذين ينهبون الوطن فوق بالمليين‪ ,‬أعطوا للبسطاء ‪* ..‬‬


‫ق سرقة الشياء الصغيرة أو إتلفها‪ ,‬مساهمة منهم بالتنكيل‬
‫ح ّ‬
‫‪.‬بوطن حماته لصوص‬
‫في مجّرة الحب‪َ ,‬من يدير سير الكواكب؟ من يبعدها *‬
‫ويقّربها؟ َمن يبرمج تلقيها وتصادمها؟ َمن يطفئ إحداها‬
‫ويضيء أخرى في سماء حياتنا؟ وهل ينبغي أن يتعّثر المرء‬
‫ب جديد‪ ,‬دومًا نتعّثر‬ ‫بجثمان ليقع في الحب؟ في سعينا إلى ح ّ‬
‫ن قتلناهم حّتى نستطيع مواصلة الطريق‬ ‫بجثمان َمن أحببنا‪ ,‬بَم ْ‬
‫نحو غيرهم‪ ,‬لكأّننا نحتاج جثمانهم جسرًا‪ .‬ولذا في كل عثراتنا‬
‫العاطفية‪ ,‬نقع في المكان نفسه‪ ,‬على الصخرة نفسها‪ ,‬وتنهض‬
‫ب الول‪ .‬فل‬ ‫ش تنكُأ جراح ارتطامنا بالح ّ‬‫أجسادنا مثخنة بخدو ٍ‬
‫ب أخطاء أبدّية واجبة‬ ‫تهدر وقتك في نصح العشاق‪ ,‬للح ّ‬
‫!التكرار‬
‫ت منها؟ لكأّنها امرأة داخلة في خياشيم ذاكرتي‪,‬‬ ‫أأكون ما شفي ُ‬
‫‪.‬مخترقة مسام قدري‪ .‬أتعّثر بعطرها أينما حللت‬
‫‪.‬ما كانت "حياة" ‪ ..‬إّنها الحياة‬

‫ت برقمها يظهر على شاشة هاتفي‪ ,‬بصوتها يتناول معي *‬ ‫حلم ُ‬


‫قهوتي‪ ,‬يرافقني إلى مكتبي‪ ,‬يجتاز معي الشوارع‪ ,‬يركب معي‬
‫الطائرات‪ ,‬يضمني حزام أمان في كل مقعد‪ ,‬يطاردني بخوف‬
‫ت يأخذ بيدي‬
‫ي‪ ,‬صو ٌ‬
‫ن عل ّ‬
‫‪.‬المهات‪ ,‬يطمئنني‪ ,‬يطمئ ّ‬

You might also like