Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫جـامعة قــاصدي مربــاح ‪ -‬ورقــــــمة‬

‫كمية العموم االقتصادية و التجارية و عموم التسيير‬


‫قسم العموم المالية و المحاسبة‬

‫تخصص مالية و بنوك‬

‫بحث بعنوان ‪:‬‬

‫االصالحات المالية في الجزائر‬


‫منذ ‪ 1962‬إلى ما قبل إصالحات ‪1990‬‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطمبة‪:‬‬


‫د‪ /‬بوغزالة عبد الكريم‬ ‫مــوساوي عيسى‬
‫شــــــــــــراحي خـــالد‬
‫قحــــــيـــــز أحـمــــــــــد‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫المقدمة ‪3 .........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري منذ فترة االستعمار إلى ‪4 ....................... 1970‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام المصرفي خالل االحتالل الفرنسي ‪4 .......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة إقامة جهاز مصرفي وطني ‪5 .............................. 1970-1962‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إصالحات النظام المصرفي من سنة ‪ 1971‬إلى ما قبل ‪10 ................. 1990‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلصالح المالي والمصرفي ‪10 .................................. 1980 – 1971‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االصالحات المصرفية من ‪ 1981‬إلى ما قبل قانون النقد و القرض ‪13 ...... 1990‬‬

‫الخاتمة ‪18 .........................................................................................‬‬

‫المراجع ‪19 ........................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫كاف النظاـ ادلصريف يف فًتة االستعمار ؼلدـ االقتصاد الفرنسي دكف مراعات احلالة السيئة اليت ألت إليها اجلزائر‬
‫من اجلوانب االقتصادية ك االجتماعية كالتنموية‪ ،‬حيث أف أىم ما ميز االقتصاد اجلزائرم يف ىذه الفًتة ىو التبعية‬
‫شبو ادلطلقة لالقتصاد الفرنسي‪ ،‬فضال عن ىشاشة ىياكلو األساسية كانعداـ البعض منها كزبلفها بشكل عاـ‪،‬‬
‫باإلضافة إىل عدـ قدرة ادلؤسسات ادلوركثة عن النظاـ األجنيب من مواصلة نشاطها بسهولة كيسر‪ ،‬كلعل من احد‬
‫األسباب األساسية اليت عرقلت استمرار نشاطها ىو عدـ توفرىا على مصادر سبويل حاجياهتا ك سَتكرة عملياهتا‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬كل ىذه األمور دفعت بالسلطات اجلزائرية منذ حصوذلا على االستقالؿ إىل كسر أكاصر التبعية لالقتصاد‬
‫الفرنسي‪ ،‬كهبذا مل تستطع مسايرة متطلبات التنمية ادلنشودة لالقتصاد اجلزائرم الناشئ‪ ،‬شلا استوجب عليها القياـ‬
‫دبجهودات جبارة لبعث التنمية يف عدة رلاالت منها النشاط ادلايل كادلصريف‪ ،‬حيث خلقت بعض ادلؤسسات الضركرية‬
‫يف االقتصاد الوطٍت‪ ،‬كحاكلت التكيف مع البعض األخر كما أشلت البعض منها‪ ،‬كأنشأت يف آخر ادلطاؼ نظاـ مصريف‬
‫جزائرم ينسجم كمتطلبات االقتصاد الوطٍت‬
‫‪.‬‬

‫كمن مث فقد عرؼ اجلهاز ادلصريف اجلزائرم عدة تطورات كصوال إىل قانوف النقد ك القرض ‪ 10-90‬الذم‬
‫يعترب نقطة ربوؿ على الصعيد ادلايل ك ادلصريف‪.‬‬

‫فما ىي حالة النظاـ ادلصريف إباف االستعمار الفرنسي؟ ك ماىي االصالحات اليت حدثت بعد االستقالؿ؟‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري منذ فترة االستعمار إلى إصالحات ‪1967‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام المصرفي خالل االحتالل الفرنسي‪:‬‬

‫نشأ النظاـ ادلصريف يف اجلزائر احملتلة كامتداد حتمي للنظاـ ادلصريف الفرنسي‪ ،‬كنتيجة لذلك كانت تتمتع‬
‫اجلزائر قبل االستقالؿ بوجود شبكة كاسعة من ادلصارؼ كادلؤسسات ادلالية ىي األكثر تطورا من أية مستعمرة‬
‫‪1‬‬
‫فرنسية أخرل‪ ،‬كالسبب ىو اعتبار اجلزائر موطنا دائما كقارا للمعمرين احملتلُت‪.‬‬

‫إال أف ذلك اجلهاز ادلصريف الذم نشأ يف تلك الفًتة‪ ،‬كانت كظيفتو األساسية خدمة ادلستعمرين‬
‫كمصاحلهم ‪ ،‬أما بالنسبة لسياسة االئتماف فكانت انعكاسا دلثيلتها يف فرنسا خبدمة مصاحل ادلستعمرين فقط‪،‬‬
‫فخصصت جل ادلصارؼ لتمويل نشاطات التنقيب على البًتكؿ كمناجم الفحم كاحلديد‪ ،‬كتشجيع الزراعة‬
‫االستعمارية كالتجارة اخلارجية يف حُت أعلل القطاع الزراعي التقليدم ادلملوؾ من قبل الفالحُت اجلزائريُت كالدليل‬
‫على ذلك ىو توزيع ىذه ادلصارؼ كسبركزىا يف ادلناطق األىلة بالسكاف ادلعمرين كبعض مناطق استغالؿ الثركات‬
‫‪2‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫كرغم تناقضات كسلبيات اجلهاز ادلصريف آف ذاؾ‪ ،‬إال أنو يعترب دبثابة مكسب مل ربظ بو بقية ادلستعمرات‬
‫‪3‬‬
‫الفرنسية األخرل‪.‬‬

‫‪ 1‬الدكتور بلعزكز بن علي ك الدكتور كتوش عاشور‪ ،‬كاقع ادلنظومة ادلصرفية اجلزائرية كمنهج اإلصالح‪ ،‬ملتقى ادلنظومة ادلصرفية اجلزائرية‪ ،‬جامعة الشلف‬
‫‪ 2‬د‪ .‬بلعزكز بن علي‪ ،‬د‪ .‬كتوش عاشور‪ ،‬كاقع ادلنظومة ادلصرفية اجلزائرية كمنهج اإلصالح‬
‫‪ 3‬د‪ .‬بلعزكز بن علي‪ ،‬د‪ .‬كتوش عاشور‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‬
‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة إقامة جهاز مصرفي وطني ‪1970-1962‬‬

‫كرثت اجلزائر عشية االستقالؿ نظاما مصرفيا كاسعا‪ ،‬لكنو تابع للمستعمر‪ ،‬كقائم على أساس نظاـ اقتصادم‬
‫ليربايل‪ ،‬كنتيجة لذلك كاجهت كضعا اقتصاديا مزريا كصعبا‪ ،‬بسبب النتائج اليت خلفتها احلرب ‪ ،‬إىل جانب ذلك‬
‫ادلغادرة اجلماعية للمعمرين األكركبيُت الذين كانوا يسيطركف سيطرة تامة على النشاط االقتصادم يف البالد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مؿ االستقالؿ سياسة "األرض احملركقة"‪.‬‬
‫كاتباعهم قب‬

‫‪ -‬ىجرة رؤكس األمواؿ‪.‬‬


‫خاصة مصارؼ القطاع‬ ‫‪ -‬تقليص شبكة الفركع ادلصرفية كزكاؿ شبكة كاملة دلصارؼ أخرل‬
‫اخلاص كتصدع البنوؾ ادلتخصصة ادلتبقية‪ ،‬كال سيما الزراعية منها‪ ،‬الشيء الذم صلم عنو توقف القركض ادلربرلة‬
‫من قبل ىذه ادلصارؼ‪.‬‬

‫كل ىذه العوامل ساعلت يف شل االقتصاد اجلزائرم‪ ،‬كتأخر انطالقتو خاصة أماـ تقاعس كرفض‬
‫اجلهاز ادلصريف األجنيب سبويل االقتصاد اجلزائرم ادلنتهج للنظاـ االشًتاكي‪ ،‬األمر الذم عجل بإنشاء ادلصرؼ‬
‫ادلركزم كاخلزينة اجلزائرية ليقوما بدكر التمويل للقطاعات االقتصادية احلساسة القطاع الزراعي كالصناعي‪.‬‬

‫كالنتيجة ظهور ازدكاجية نظامُت مصرفيُت‪ ،‬أحدعلا قائم على أساس ليربايل‪ ،‬كاآلخر قائم على أساس‬
‫اشًتاكي تابع للدكلة‪ ،‬كبالتايل عجز البنك ادلركزم احتواء النظاـ ادلصريف ككل كتسيَته كفقا للتوجيهات اجلديدة‬
‫للدكلة‪،‬لذا مل يكن أماـ السلطة اجلزائرية يف تلك ادلرحلة احلرجة سول تأميم ادلنشآت كادلؤسسات ادلصرفية كادلالية‬
‫الضركرية لتعبئة كل ادلوارد الكفيلة بتمويل االقتصاد ‪.‬‬

‫إف ادلتتبع لتطور النظاـ ادلصريف للجزائر ادلستقلة ؽلكن أف يرجعو إىل ثالثة مراحل تتشابو إىل حد بعيد‬
‫مع مراحل تطور االقتصاد الوطٍت‪.‬‬

‫كالنتيجة أف ىذه ادلرحلة كانت من أصعب مراحل إنشاء اجلهاز ادلصريف الكفيل بالنهوض بالتنمية‬
‫االقتصادية كاالجتماعية ادلتخلفة اليت كرثتها اجلزائر عن االستعمار‪ ،‬فما كاف على احلكومة آف ذاؾ إال أف تقيم‬
‫جهاز مصريف قوم كبسرعة –خاصة‪ -‬أماـ التقاعس كالرفض ادلتعمد للبنوؾ األجنبية يف سبويل النشاطات‬
‫االقتصادية‪ .‬أضف إىل ذلك عدـ كجود تنسيق بُت ىذه ادلؤسسات ادلصرفية األجنبية‪ ،‬كاألىداؼ اليت رمستها‬
‫احلكومة اجلزائرية خالؿ ادلرحلة االنتقالية لالقتصاد الوطٍت‪ ،‬أم عدـ كجود ذباكب بُت متطلبات االقتصاد‬
‫االشًتاكي‪ ،‬كنظاـ تسيَت كأىداؼ ىذه ادلصارؼ‪ ،‬شلا اضطر باحلكومة إىل كضع ىياكل كطنية لضماف االستقالؿ‬

‫‪ 1‬د‪ .‬بلعزكز بن علي‪ ،‬د‪ .‬كتوش عاشور‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‬


‫‪5‬‬
‫ادلايل كالنقدم ككقف النزيف ادلايل الذم أصاب البالد‪ ،‬عن طريق إقامة مؤسسات مالية جديدة أك تأميم‬
‫‪1‬‬
‫ادلؤسسات ادلالية كادلصرفية األجنبية اليت تعمل داخل الًتاب اجلزائرم‪.‬‬

‫إف أىم ما ميز االقتصاد اجلزائرم غداة االستقالؿ ىو التبعية شبو ادلطلقة لالقتصاد الفرنسي‪ ،‬فضال عن‬
‫ىشاشة ىياكلو األساسية كانعداـ البعض منها كزبلفها بشكل عاـ‪ ،‬فقد كاف االقتصاد اجلزائر يفتقد إىل أدىن‬
‫شركط التنمية‪ ،‬حيث كانت جل ادلعامالت تتم مع ادلتعاملُت الفرنسيُت‪ ،‬كما أف ادلؤسسات ادلوركثة عن األجنيب‬
‫مل تتمكن من مواصلة نشاطها بسهولة كيسر‪ ،‬كلعل من أحد األسباب األساسية اليت عرقلت استمرار نشاطها ىو‬
‫عدـ توفرىا على مصادر سبويل احتياجاهتا كسَتكرة عملياهتا اإلنػتاجية؛ كل تلك األمػور دفعت بالسلطات اجلزائرية‬
‫منذ حصوذلا على االستقالؿ بتاريخ ‪05‬جويلية ‪ 1962‬إىل العمل على كسر أكاصر التبعية لالقتصاد الفرنسي يف‬
‫‪2‬‬
‫كل اجملاالت كالنواحي كذلك تبعا دلا جاء بو ميثاؽ برنامج طرابلس‪.‬‬

‫كما عملت اجلزائر على تشكيل النظاـ ادلصريف كذؾ من خالؿ إضفاء السيادة على ادلؤسسات ادلالية‬
‫الكربل‪ ،‬يف ىذه الفًتة ك ربديدا يف ‪ 10‬أفريل ‪ 1964‬عملت السلطة اجلزائرية على استكماؿ سيادهتا الوطنية‬
‫بإصدارىا للعملة الوطنية شلثلة يف الدينار اجلزائرم حيث حددت قيمتو ب ‪ 0.18‬غراـ من الذىب أم كل دينار‬
‫جزائرم مغطى بػ ‪ 0.18‬غ من معدف الذىب كىي قيمة مساكية للفرنك الفرنسي آنذاؾ‪ ،‬كقد توىل البنك ادلركزم‬
‫اجلزائرم إدارة كإصدار النقود الوطنية منذ إنشائها ‪ ،‬ككذلك من بُت ىذه اإلجراءات إنشاء اذلياكل الضركرية‬
‫لذلك‪.3‬‬

‫فمن اإلجراءات األكىل اليت ازبذهتا احلكومة اجلزائرية يف رلاؿ النقد كادلاؿ ىو إنشاء اخلزينة اجلزائرية مث إنشاء‬
‫البنك ادلركزم اجلزائرم دبقتضى القانوف رقم ‪ 441-62‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬ديسمرب ‪ ، 1963‬األمر الذم مكن‬
‫ادلؤسسات اجلزائرية من ذباكز العقبات ادلالية اليت كاجهتها بعد االستقالؿ مباشرة‪ ،‬كمن أجل التخلص من تقاعس‬
‫البنوؾ األجنبية القائمة يف اجلزائر يف رلاؿ مد ادلؤسسات االقتصادية اجلزائرية دبا ربتاجو من سبويالت ألنشطتها‬
‫ادلختلفة‪ ،‬فقد عملت السلطة اجلزائرية على خلق مؤسسة مؤىلة لذلك كىي الصندكؽ اجلزائرم للتنمية كذلك عاـ‬
‫‪ ،1963‬كيتلخص نشاط ىذا الصندكؽ يف حشد ادلوارد ادلالية كتوجيهها إىل سبويل االستثمارات طويلة ادلدل‬
‫بشكل خاص‪.‬‬

‫كما بادرت السلطات اجلزائرية إىل ازباذ إجراء ىاـ‪ ،‬أال كىو حصر عملية االستَتاد كالعمل على مراقبة‬
‫الصػرؼ األجنيب‪ ،‬ككل ذلك هبدؼ التحكم يف ادلوارد ادلػالية للدكلة كالعمل على تعبئة كزبصيص تلك ادلوارد‬

‫‪ 1‬د‪ .‬بلعزكز بن علي‪ ،‬د‪ .‬كتوش عاشور‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬زلمود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدم‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ 3‬االستاذ بودالؿ علي‪ ،‬االستاذ سعيداين زلمد فعالية النظاـ ادلصريف اجلزائرم بُت النظرية ك التطبيق‪ ،‬جامعة تلمساف‪ ،‬ادللتقى الوطٍت األكؿ ‪ :‬إصالح‬
‫ادلنظومة ادلصرفية مام ‪2005‬‬
‫‪6‬‬
‫بشكل رشيد‪ ،‬شلا دفعها إىل إنشاء مؤسسة تعمل يف ىذا االذباه كىو الصندكؽ الوطٍت للتوفَت كاالحتياط الذم‬
‫دعم نشاط شركة التأمُت كإعادة التأمُت ككذا الشركة اجلزائرية للتأمُت كذلك منذ سنة ‪. 1963‬‬

‫يف سنة ‪ ،1966‬مت تأميم ادلصارؼ األجنبية‪ ،‬كظهور جهاز مصريف كطٍت مؤمم‪ ،‬فنتج عن ذلك إنشاء‬
‫رلموعة من البنوؾ االكلية (‪ )Banque Primaire‬لتعويض كسد الفراغ الناشئ عن استقالة ادلصارؼ األجنبية ‪ ،‬كأماـ‬
‫استمرار تعنت كتشدد البنوؾ األجنبية يف رلاؿ سبويل ادلؤسسات االقتصادية الوطنية‪ ،‬جلأت السلطات اجلزائرية إىل‬
‫ازباذ إجراءات تنسجم كطبيعة ادلرحلة اليت ؽلر هبا االقتصاد اجلزائرم الناشئ ككذا طبيعة التوجو االقتصادم‬
‫كالسياسي ادلنتهج يف فًتة الستينيات‪ ،‬سبثلت ىذه اإلجراءات بشكل خاص يف مصادرة كتأميم الكثَت من‬
‫‪1‬‬
‫ادلؤسسات ادلالية كادلصرفية كمن مث إنشاء نظاـ مصريف كطٍت ك ؽلكن تفصيلو كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الخزينة العمومية‬

‫تأسست اخلزينة يف ‪ 08‬أكت ‪ 1962‬كأسندت ذلا ادلهاـ التقليدية مع منحها امتيازات ىامة تتمثل يف منح قركض‬
‫‪2‬‬
‫لالستثمارات للقطاع االقتصادم‪ ،‬ككذلك قركض التجهيز لقطاع الفالحي ادلسَت ذاتيا‬

‫‪-2‬البنك المركزي‬

‫تقرر إنشاء مؤسسة إصدار جزائرية لتحل زلل بنك اجلزائر يف ‪ 01‬جانفي ‪ 1963‬ـ كفقا للقانوف رقم‬
‫‪ 149–62‬ادلصادؽ عليو من طرؼ اجمللس التأسيسي يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ 1962‬كادلتعلق بإنشاء البنك ادلركزم‬
‫‪3‬‬
‫اجلزائرم كربديد قانونو األساسي‬

‫‪-3‬الصندوق الجزائري للتنمية‬

‫تأسس ىذا الصندكؽ دبوجب القانوف رقم‪ 165 - 63‬يف ‪ 07‬مام ‪ 1963‬كمنح صالحيات كاسعة‪،‬منها تعبئة‬
‫ادلدخرات ادلتوسطة كالطويلة األجل كسبويل االستثمارات اإلنتاجية الضركرية لتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬كربولت‬
‫‪4‬‬
‫تسميتو إىل البنك اجلزائرم للتنمية مع صالحيات أكثر دقة يف رلاؿ التمويل الطويل األجل‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬بلعزكز بن علي‪ ،‬د‪ .‬كتوش عاشور‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬شاكر القزكيٍت‪ ،‬زلاضرات يف اقتصاد البنوؾ‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪ ،1992 ،‬ص ‪49‬‬
‫‪ 3‬شاكر القزكيٍت‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪182‬‬
‫‪ 4‬زلمود محيدات‪ ،‬مدخل إىل التحليل النقدم‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية اجلزائر‪ ، 1996 ،‬ص ‪141‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-4‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‬

‫مت تأسيسو يف ‪ 10‬أكت ‪ 1964‬ـ دبوجب القانوف رقم ‪ 227 - 64‬كتتمثل مهنتو يف مجع مدخرات األفراد‬
‫كالعائالت‪ ،‬أما يف رلاؿ منح القركض فقد أسندت لو مهمة سبويل ثالث عمليات كىي ‪:‬سبويل البناء‪ ،‬اجلماعات‬
‫‪1‬‬
‫احمللية‪ ،‬العمليات اخلاصة ذات ادلنفعة الوطنية‪.‬‬

‫‪-5‬البنك الوطني الجزائري‬

‫تأسس ىذا البنك دبوجب ادلرسوـ رقم ‪ 178-66‬ادلؤرخ يف ‪ 132‬جواف ‪ 1966‬لتمويل ادلشاريع االقتصادية‬
‫إضافة إىل مهاـ أخرل منها تنفيذ خطة الدكلة يف رلاؿ االئتماف القصَت كادلتوسط‪ ،‬إقراض ادلؤسسات كادلنشآت‬
‫‪2‬‬
‫الصناعية العامة‪.‬‬

‫‪-6‬القرض الشعبي الجزائري‬

‫تأسس دبوجب ادلرسوـ ادلؤرخ يف ‪ 11‬مام ‪ 1967‬ـ كىو بنك كدائع‪ ،‬عمل على إعادة األنشطة اليت‬

‫كانت تقوـ بتمويلها بعض فركع البنوؾ األجنبية كالصناعات التقليدية احلرفية‪ ،‬السياحة‪ ،‬الفنادؽ‪ ،‬قركض‬
‫‪3‬‬
‫للمجاىدين كالبيع بالتقسيط‬

‫‪-7‬البنك الخارجي الجزائري‬

‫تأسس ىذا البنك دبوجب األمر رقم ‪ 204-67‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪ 1967‬كأسندت لو رلمعة من‬
‫ادلهاـ‪ ،‬كمنح الضمانات للمستوردين كادلصدرين‪ ،‬تنفيذ عمليات التجارة اخلارجية‪ ،‬منح قركض قصَتة اجلل لقطاع‬
‫الصناعة‪ ،‬كما سبتد النشاطات اإلقراضية ذلذا البنك إىل قطاعات أخرل‪ ،‬كما أف الشركات الكربل تركز عملياهتا‬
‫ادلالية على مستول ىذا البنك‪.4‬‬

‫إذف فخالؿ ىذه ادلرحلة من الستينيات يبدك أكثر كضوحا ذلك االختالؿ الذم ميز النظاـ البنكي اجلزائرم‬
‫كذلك بوجود البنك ادلركزم كهيئة مستوحاة لرباليا ككزارة ادلالية ك التخطيط ذات الطابع االشًتاكي بعد تبٍت اجلزائر‬
‫للتخطيط االقتصادم منذ سنة ‪ . 1967‬اما على مستول البنوؾ االكلية فاف أسلوب التخصص البنكي الذم‬
‫عملت السلطات العمومية على ارساءه مل يشهد تطبيقا عمليا الف البنوؾ الوطنية استسلمت اىل ادلنافسة احلادة‬
‫يف تعامالهتا ادلختلفة مع القطاع اخلاص ك العاـ حبثا عن ادلردكدية ك ادلالءة اليت تورثتها من البنوؾ االجنبية ادلؤشلة‪.‬‬

‫‪ 1‬مفيد عبد الالكم‪ ،‬زلاضرات يف االقتصاد النقدم كالسياسات النقدية‪ ،‬اجلزائر‪ ، 2007 ،‬ص‪120‬‬
‫‪ 2‬مفيد عبد الالكم‪ ،‬نفس ادلرجع السابق ص ‪121‬‬
‫‪ 3‬نور الدين زلدادم‪ ،‬اجلهاز ادلصريف اجلزائرم كإصالحات نظاـ التمويل‪ ،‬مذكرة مقدمة ضم متطلبات نيل شهادة ادلاجستَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪36‬‬
‫‪ 4‬نور الدين زلدادم‪ ،‬نفس ادلرجع السابق ص ‪121‬‬
‫‪8‬‬
‫اما من حيث سبويلها لالقتصاد الوطٍت فاف البنوؾ الناشئة خالؿ ىذه ادلرحلة اكدت عجزىا عن سبويل‬
‫االستثمارات ادلخططة للمؤسسات االشًتاكية ادلسَتة ذاتيا ك اليت شهدت ارتفاعا قويا حيث بلغ حجم ىذه‬
‫االستثمارات سنة ‪ 1969‬حوايل ‪ 1313‬مليوف دج لًتتفع اىل ‪ 4256‬مليوف دج سنة ‪ .1970‬كمن مث تثاقل‬
‫عبئ سبويلها على اخلزينة العمومية شلا كاف يضطرىا اىل التدين الف ميزانية الدكلة ربملت كل القيود ادلالية للنمو‬
‫‪1‬‬
‫ادلتسارع للبالد منذ االستقالؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬األستاذة بقبق ليلى أمسهاف‪ ،‬إصالحات النظاـ ادلصريف اجلزائرم ك انعكاساهتا على فعالية السياسة النقدية‪ ،‬ادلركز اجلامعي مصطفى اسطمبويل‬
‫دبعسكر‬
‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إصالحات النظام المصرفي من سنة ‪ 1971‬إلى ما قبل ‪1990‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلصالح المالي والمصرفي ‪1980 - 1971‬‬

‫جاء ىذا اإلصالح يف إطار ادلخطط الرباعي األكؿ ‪ 1973 -1970‬يهدؼ إىل إزالة االختالؿ كزبفيف‬
‫الضغط على اخلزينة يف سبويلها لالستثمارات كما أجرب قانوف ادلالية ادلؤسسات العمومية العامة على مركزية‬
‫حساباهتا اجلارية‪ ،‬ككل عملياهتا يف دكرة االستغالؿ على مستول بنك كاحد ربدده الدكلة حسب اختصاص أك‬
‫ما يعرؼ بالتوطُت الواحد‪ ،‬ك لقد كانت ادلنهجية اليت يقوـ عليها النظاـ ادلصريف الوطٍت يف ىذه الفًتة ىي نفس‬
‫ادلنهجية اليت يقوـ عليها النظاـ االقتصادم الوطٍت‪ 1 ،‬كقد ارتكز تنظيم االقتصادم الوطٍت على التخطيط ادلركزم‬
‫ادلستند إىل مبادئ كقواعد االقتصاد االشًتاكي‪ ،‬حيث ظهر ذلك يف عملية سبويل االستثمارات كخاصة منها‬
‫القطاع اخلاص إىل البنك ادلركزم كاخلزينة العامة أم ما يسمى التخطيط ادلصريف نظرا لتعميق ادلنهج االشًتاكي من‬
‫خالؿ تأميم احملركقات ‪ 1971‬كقانوف الثورة الزراعية‪ ،‬شلا أدل إىل ظهور كضعية اقتصادية حيوية ضخمة جعلت‬
‫الدكلة تغَت سياسة التمويل من خالؿ تدخل اخلزينة مباشرة يف ىذه ادلشاريع كقد سبثل ذلك يف اإلصالح ادلايل‬
‫لسنة ‪ 1971‬الذم ارتكز على ادلبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إلغاء التمويل الذايت حىت تتمكن الدكلة من تطبيق التخطيط ادلركزم‪.‬‬

‫‪ -‬فتح كل مؤسسة حسابا ماليا لدل بنك معُت أم التوطُت البنكي‪.‬‬

‫‪ -‬ادلراقبة حيث يتم توجيو تعامل ادلؤسسة من طرؼ كزارة ادلالية يف إطار متوازف حسب البنوؾ‪.‬‬

‫‪ -‬منع التعامل مع ادلؤسسات يف رلاؿ منح القركض باستثناء القركض اخلارجية شلا استدعى إجبارية التعامل‬
‫مباشرة مع البنك‪.‬‬

‫‪ -‬إجبار ادلؤسسات على ادلشاركة يف ميزانية الدكلة‪.‬‬

‫كقد أصبح القطاع ادلايل اجلزائرم بداية من ىذا اإلصالح يتميز بالصفات التالية‪:‬‬

‫التمركز كادلقصود رقابة الدكلة‪.‬‬ ‫·‬

‫تغلب دكر اخلزينة حبيث أصبحت عن كسيط أساسي يف عملية التمويل ‪.‬‬ ‫·‬

‫االعتماد على القطاع العاـ يف التمويل كهتميش القطاع اخلاص شلا أدل إىل ضعف االدخار الوطٍت‪.‬‬ ‫·‬

‫عدـ قياـ البنوؾ التجارية بعملية البحث عن ادلوارد كذلك لسهولة عملية إعادة التمويل‪.‬‬ ‫·‬

‫‪ 1‬د‪ .‬بلعزكز بن علي‪ ،‬د‪ .‬كتوش عاشور‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪.‬‬


‫‪10‬‬
‫اعادة تنظيم اذلياكل ادلالية من خالؿ توزيع ادلهاـ ك ادلسؤكليات من جهة بُت البنوؾ يف سبويلها لالستثمارات‬
‫ادلخططة االنتاجية للقطاع العمومي ‪ ،‬كمن جهة اخرل بُت سكرتارية الدكلة للتخطيط ادلكلفة بانتقاء االستثمارات‬
‫‪1‬‬
‫ككزارة ادلالية ادلسئولة عن كضع اعتمادات الدفع‪.‬‬

‫تشجيع تعبئة االدخار الوطٍت من طرؼ ادلؤسسات ادلالية ك البنكية حيث ينص ىذا االصالح على كجوب‬
‫ايداع كل االمواؿ ادلكونة من سلصصات االىتالكات ك احتياطات الشركات الوطنية ك ادلؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الصناعي ك التجارم يف حساب يف اخلزينة العمومية مقابل سندات التجهيزاليت يتم اصدارىا دبعدؿ فائدة‬
‫‪ %5‬دلدة مخس سنوات اك ‪ %6‬دلدة ست سنوات كتدفع ىذه الفوائد سنويا بعد القسط ‪.‬‬

‫اعادة تعريف اسلوب سبويل استثمارات ادلؤسسات العمومية ك ادلسَتة ذاتيا ‪ .‬فتمويل االستثمارات االنتاجية‬
‫يكوف مضمونا عن طريق االعتمادات ادلمنوحة اما من طرؼ ادلؤسسات ادلالية الوطنية ( البنوؾ) اك عن طريق‬
‫االعتمادات اخلارجية ‪ .‬فهذا االجراء حاكؿ كضع هناية لتمويل االستثمارات عن طريق ادلنح اليت كانت تقدمها‬
‫اخلزينة العمومية ‪ .‬اما بشاف التمويل اخلارجي غلب اف يكوف ىذا التمويل خاضعا لتصريح مسبق من كزارة ادلالية ك‬
‫التخطيط‪ .‬كما فصل ىذا االصالح بُت االستثمارات ادلخططة اليت سبوذلا ادلؤسسات ادلالية ك االستثمارات ادليزانية‬
‫اليت سبوذلا اخلزينة العامة عن طريق ميزانية الدكلة‪.‬‬

‫ارساء التوطُت البنكي ‪ la domiciliation bancaire‬الذم غلرب ادلؤسسات العمومية ك ادلنشات‬


‫العمومية ذات الطابع الصناعي ك التجارم على تركيز حساباهتا ك عملياهتا البنكية على مستول بنك كاحد ‪.‬‬
‫كهبدؼ دعم مراقبة البنوؾ للمؤسسات العمومية منع ىذا االصالح التمويل الذايت لالستثمارات كمنع القرض‬
‫داخل اك بُت ادلؤسسات كىذا هبدؼ مركزة ادلوارد من طرؼ البنوؾ ك اجبار ادلؤسسات العمومية على دفع أك‬
‫تسديد نفقاهتا من خالؿ التحويالت البنكية اك الشيكات البنكية ‪.‬فهذا االجراء من شانو رفع مستول سيولة‬
‫كمالءة البنوؾ بتشجيع استعماؿ النقود الكتابية ك التقليص من حركة النقود االئتمانية ادلتسربة خارج اجلهاز‬
‫‪2‬‬
‫ادلصريف‪ .‬ككنتيجة حتمية للتوطُت البنكي ظهر التخصص البنكي ابتداءا من ‪. 1971‬‬

‫تثبيت معدالت الفائدة عند مستول مركزم ‪ .‬فبالنسبة دلعدؿ اخلصم ثبت عند مستول ‪ %2.75‬منذ‬
‫‪ 1972‬ك تاسيس رللس القرض ك اللجنة التقنية للمؤسسات ادلصرفية كهيئات مراقبة للبنوؾ بعد ادماجها يف‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫اف االجراءات السابق ذكرىا استحاؿ تطبيقها فعال يف الواقع كذلك نتيجة لظهور عدة ناقضات متعلقة‬
‫خصوصا بادلؤسسات العمومية اليت كانت تعاين من العجز يف تسديد اقساطها السنوية شلا جعل اعادة ىيكلتها أك‬

‫‪ 1‬األستاذة بقبق ليلى أمسهاف‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬األستاذة بقبق ليلى أمسهاف‪ ،‬نفس ادلرجع السابق‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫تطهَتىا ماليا امرا صعبا ك مكلفا ربملتو اخلزينة العامة بعد اف تكفلت باالقساط اخلاصة هبذه ادلؤسسات عن‬
‫طريق حساباهتا اخلاصة ابتداءا من ‪ ،1978‬كما ربملت اخلزينة كذلك تصفية ديوف ك ذمم القطاع العمومي منذ‬
‫هناية ‪.1971‬‬

‫ابتداءا من ‪ 1978‬زبلى النظاـ البنكي عن ادلبادرة للخزينة العمومية من اجل التكفل بتمويل االستثمارات‬
‫ادلخططة ك غَت االنتاجية يف حُت بقي النظاـ البنكي ػلمل على عاتقو سبويل االستثمارات االنتاجية فقط‬

‫يف ىذه الفًتة مت الًتاجع عن ادلبادئ اليت جاء هبا إصالح ‪ ،1971‬فقد مت إلغاء سبويل ادلؤسسات بواسطة‬
‫القركض البنكية متوسطة األجل كحلت اخلزينة زلل النظاـ البنكي يف سبويل االستثمارات العمومية ادلخططة‬
‫بواسطة قركض طويلة األجل‪ ،‬كقد أدت ىذه السياسة غالبا إىل اختزاؿ كظيفة البنوؾ كدكرىا يف إطار زلاسيب على‬
‫الرغم من أهنا جاءت لتخفف من الضغوط ادلوجودة على خزينتها كأصبحت نشاطاهتا تتميز بالسلبية يف توزيع‬
‫القرض مع تعاظم دكر اخلزينة يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬كقد أدل ذلك إىل أضعاؼ إراداهتا يف تعبئة االدخار‪ ،‬كبالتايل فقد‬
‫سبيزت ىذه الفًتة ببداية التخلي عن النهج االشًتاكي كلو كانت التصرػلات الرمسية للمسؤكلُت تؤكد دائما أف‬
‫‪1‬‬
‫االختيار االشًتاكي ال رجعة فيو ‪.‬‬

‫‪ 1‬قشاـ فاركؽ‪ ،‬أعلية االصالحات ادلصرفية كادلالية يف ربسُت أداء االقتصاد‪ ،‬جامعة كىراف‪ ،2002 ،‬ص ‪8‬‬
‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االصالحات المصرفية من ‪ 1981‬إلى ما قبل قانون النقد و القرض ‪1990‬‬

‫لغاية السنوات االكىل من ىذه العشرية ما زاؿ النظاـ ادلصريف اجلزائرم يتميز بالتسيَت االدارم ك ادلركزم‬
‫ادلرتبط بالسياسة االقتصادية ك ادلالية للدكلة ‪ .‬فمهمة البنوؾ اقتصرت فقط على سبويل ادلشاريع االستثمارية‬
‫ادلخططة مركزيا متنحية بذلك عن مهمتها االساسية الكامنة يف مجع ادلوارد ادلالية ك منح القركض كفق منطق‬
‫الوساطة ادلالية الف القركض كانت توزع بصفة آلية كفق ادلراسيم اإلدارية كبغض النظر عن مردكدية ادلؤسسات‬
‫العمومية ‪.‬كما اف انشغاؿ البنوؾ بادلؤسسات العمومية كاف على حساب اخلواص ك العائالت شلا جعل ىؤالء‬
‫يشكلوف شبكات مستقلة خللق النقود كمن مث اتساع نطاؽ السوؽ النقدية ادلوازية ‪ 1،‬كنتيجة للوضعية السابقة‬
‫تبنت اجلزائر سياسة اقتصادية جديدة ىدفها اقامة اقتصاد االنتاج ك السوؽ احلر كمن مجلة االصالحات اليت‬
‫مشلت سلتلف القطاعات االقتصادية طلص بالذكر االصالحات اليت عرفها النظاـ ادلصريف اجلزائرم هبدؼ معاجلة‬
‫ذلك االختالؿ الوظيفي الذم كاف يعاين منو النظاـ من خالؿ اعادة االعتبار لدكر الوساطة ادلالية ك تفعيلها‬
‫كيتعلق االمر بػ ‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 12-86‬المؤرخ في ‪ 19‬اوت ‪1986‬‬

‫يعترب قانوف ‪ 1986‬اكؿ قانوف بنكي كاف اذلدؼ منو كضع اطار قانوين مشًتؾ كموحد لكل مؤسسات‬
‫القرض بغض النظر عن طابعها القانوين كؽلكن حصر إجراءاتو فيمايلي‪:‬‬

‫اعادة تعريف حقل نشاط ادلؤسسات القرضية اليت تعترب بنوكا كوهنا تستقبل الودائع بكل االشكاؿ ك لكل‬
‫االجاؿ ك تقبل بعمليات القرض دكف شركط اك قيود ‪.‬اما ادلؤسسات القرضية ادلتخصصة ذبمع انواع زلددة من‬
‫ادلوارد ك سبنح اصنافا زلددة من القركض ‪ .‬اما عن عمليات ىذه ادلؤسسات فاهنا تشمل مجع الودائع‪ ،‬منح‬
‫القركض‪ ،‬شلارسة عمليات الصرؼ ك التجارة اخلارجية ‪ ،‬تسيَت كسائل الدفع‪ ،‬توظيف القيم ادلنقولة ك تقدًن‬
‫اخلدمات ادلختلفة لتسهيل نشاط زبائنها ‪.‬‬

‫التكيد على دكر البنك ادلركزم كمؤسسة اصدار مفوضة من طرؼ الدكلة كتتمثل ادلهاـ‬
‫أ‬

‫االساسية ذلذا البنك يف تسيَت ادكات السياسة النقدية ‪ ،‬ربديد معدالت اعادة اخلصم‪ ،‬مراقبة ك توزيع القركض‬
‫ادلقدمة لالقتصاد ‪ ،‬مراقبة الصرؼ ك العالقات اخلارجية كمنح تسبيقات للخزينة العمومية كفقا دلا ػلدده ادلخطط‬
‫‪2‬‬
‫الوطٍت للقرض‪.‬‬

‫‪page57-60، juin 2001، mémoire de magister، les mécanismes bancaires،Stitout Malika 1‬‬
‫‪ 2‬بطاىر علي‪ ،‬إصالحات النظاـ ادلصريف اجلزائرم كآثارىا على تعبئة ادلدخرات كسبويل التنمية‪ ،‬رسالة دكتوراه دكلة يف العلوـ االقتصادية ( فرع التحليل‬
‫االقتصادم )‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،) 2006-2005 ( ،‬ص ‪31‬‬
‫‪13‬‬
‫ادخاؿ مفاىيم ك شركط جديدة على نظاـ االعتماد من خالؿ توسيع مفهوـ القركض ك موضوعها كطبيعتها كما‬
‫اكد القانوف على دكر البنوؾ يف متابعة ك اسًتجاع القركض‪.‬‬

‫اقامة اطار تاسيسي جديد لالدارة ك ادلراقبة بتاسيس اعضاء استشارية جديدة تتمثل يف ادلخطط الوطٍت للقرض‬
‫الذم ػلدد االىداؼ ادلرجوة من مجع ادلوارد النقدية ك قواعد توزيع القركض كطبيعة كل منها ‪ .‬كما ػلدد ىذا‬
‫ادلخطط مستول تدخل البنك ادلركزم يف سبويل االقتصاد ‪.‬‬

‫إصالحات ‪ 1986‬و إصالح عام ‪ ( 1988‬قانون ‪)06/88 ،01/88‬‬

‫بعد اإلصالحات اليت شهدىا النظاـ ادلصريف خاصة بعد إصالح ‪ 1971‬مل تعرؼ السياسة النقدية أم‬
‫إنعاش اقتصادم يف ظل الوظيفة احملدكدة للبنوؾ التجارية كاليت كانت عبارة عن صناديق تسجيل عمليات فقط‪،‬‬
‫كىاتو الوضعية جعلت السلطات اجلزائرية زبػمن أكثر إىل تعميق اإلصالحات‪،‬‬

‫كلقد تبلور ىذا اإلصالح اجلديد بصدكر قانوف ‪ 12-86‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكت ‪ 1986‬ادلتعلق بنظاـ البنوؾ‬
‫كالقركض حيث صدر ىذا القانوف لتحديد كذبديد كيفية سَت النظاـ ادلصريف كىذا من خالؿ ادلخطط الوطٍت‬
‫للقرض الذم ىو عبارة عن لوحة قيادية يتم إعداده من أجل القياـ بالتسويات ادلالية االقتصادية الكلية فهو جزء‬
‫من اخلطة الوطنية للتنمية‪.‬‬

‫كلقد جاء قانوف ‪ 12-86‬إلرساء ادلبادئ العامة كالقواعد الكالسيكية للنشاط ادلصريف كىو من الناحية‬
‫العلمية جاء ليوحد اإلطار القانوين الذم يسَت النشاط اخلاص بكل ادلؤسسات ادلالية مهما كانت طبيعتها‬
‫كمن بُت أىداؼ ىذا القانوف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تطبيق القانوف البنكي ادلكمل لسنة ‪ 1980‬كىذا بوضع أجهزة استشارية كرقابية مثل اجمللس الوطٍت للقرض‬
‫كجلنة مراقبة البنوؾ ادلتعلقة جبهاز ادلخطط الوطٍت للقرض‪.‬‬

‫‪ -‬التفرقة بُت البنك ادلركزم كنشاط القرض من قبل األجهزة البنكية األخرل‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم كتطوير األسواؽ ادلالية كالنقدية باعتبارىا أجهزة ىامة لتوزيع ادلوارد كذلك من خالؿ العالقة مع ادلخطط‬
‫الوطٍت للقرض ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مراقػبة عمليات الصرؼ كالعالقات مع اخلارج‪.‬‬

‫كشلا جاء يف ىذا القانوف أيضا ربديد مهاـ البنوؾ ادلكونة للنظاـ ادلصريف اجلزائرم كالتايل‪:‬‬

‫‪ 1‬ادلادة رقم ‪ 15‬من قانوف ‪ 12-86‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكت ‪1986‬‬


‫‪14‬‬
‫مهاـ البنوؾ التجارية يف إطار ‪: 12-86‬‬

‫شجع القانوف ‪ 12-86‬البنوؾ التجارية بالقياـ بالنشاطات التقليدية كتعبئة ادلوارد االدخارية كمنح االئتماف يف‬
‫إطار ادلخطط الوطٍت للقرض ‪ 1‬الذم يكوف منسجم مع أىداؼ ادلخطط الوطٍت للتنمية كيراعي خطر العمل‬
‫‪2‬‬
‫ادلصريف دبتابعة استخداـ القرض‪.‬‬

‫ؽليز القانوف ‪ 12-86‬بُت نوعُت من ادلؤسسات‪ :‬مؤسسات القرض البنكي‪ ،‬كمؤسسات القرض‬
‫ادلتخصصة ‪.‬‬

‫أصبح بإمكاف مؤسسات القرض إصدار سندات قركض متوسطة كطويلة األجل على ادلستول الوطٍت‬
‫لالكتتاب فيها لدل األفراد‪ ،‬كذلك لتمويل استغالذلا كاستثمارىا كصادراهتا‪.‬‬

‫ادلشاركة يف سبويل االقتصاد الوطٍت بادلساعلة يف شركات مالية زللية كأجنبية حسب أىداؼ ادلخطط الوطٍت‬
‫للتنمية‪.‬‬

‫ازباذ اإلجراءات الالزمة للتقليل من خطر عدـ اسًتداد القرض الذم كاف سائد كتحليل للوضعية ادلالية‬
‫للمؤسسة قبل احلصوؿ على القركض مع متابعة القركض ادلمنوحة‪.‬‬

‫مجع ادلوارد من الغَت عرب الًتاب الوطٍت أك من مصادر خارجية مهما كاف شكلها أك مدهتا كبالتايل إعطاء فرصة‬
‫دلؤسسات القرض لتنويع أشكاؿ القرض‪.‬‬

‫من أجل محاية ادلودعُت مت إنشاء ىيئات رقابة على النظاـ ادلصريف ( شلثلة يف جلنة مراقبة عمليات البنوؾ )‬
‫كىيئات إستشارية ( شلثلة يف اجمللس الوطػٍت للقػرض ) باعتبار كدائعهم ديوف البد أف ترجع ألصحاهبا‪ ،‬فأىتم‬
‫القانوف بتأمُت كضماف الودائع كاحملافظة على األسرار البنكية للزبائن ‪.‬‬

‫* إصالح عام ‪( 1988‬قانون ‪)06/88 ،01/88‬‬

‫كانت الصػدمة النػفطية يف ‪ 1986‬كافية إلبػراز كل صفات الضػعف يف نظاـ التخػطيط ادلركزم ‪ ،‬ككانت‬
‫سنة ‪ 1988‬بداية إلصالح االقتصاد اجلزائرم ادلتعثر‪ ،‬ككاف مضموف ىذا اإلصالح يتمحور أساسا حوؿ تطوير‬
‫ادلؤسسة كجعلها تعمل برشاده اقتصادية كىذا بتوفَت رلموعة من القوانُت كربديث القوانُت السارية حىت ال تتعارض‬
‫‪3‬‬
‫مع توجهات اإلصالح اجلديد للمؤسسة كاالقتصاد الوطٍت‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلادة رقم ‪ 17‬من قانوف ‪ 12-86‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكت ‪1986‬‬


‫‪ 2‬ادلادة رقم ‪ 27‬من قانوف ‪ 12-86‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكت ‪1986‬‬
‫‪ 3‬زلمود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدم‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪139‬‬
‫‪15‬‬
‫كدبوجب ىذا القانوف اجلديد ‪ 01-88‬ربصلت ادلؤسسات العمومية االقتصادية على استقاللية حقيقية كما‬
‫بُت القانوف بشكل كاضح مبفهومي الفائدة كادلردكدية‪ ،‬كدائما يف إطار اإلصالح االقتصادم للمؤسسة العمومية‬
‫االقتصادية أعلن عن رلموعة من ادلبادئ الغاية منها إدخاؿ ادلركنة كإعادة هتيئة القواعد ادلعموؿ هبا يف ميداف‬
‫تنظيم كتشغيل ادلؤسسة دبا يف ذلك عالقاهتا مع الغَت‪.‬‬

‫كمن خالؿ القانوف ‪ 01-88‬أصبحت ادلؤسسة العمومية االقتصادية شخصية معنوية زبضع لقواعد القانوف‬
‫التجارم الذم يعطيها الصبغة التجارية‪ ،‬كما مت سبييزىا عن اذليئات العمومية اليت زبضع للقانوف العاـ كمكلفة‬
‫بتسيَت اخلدمات العمومية كىي بذلك تتمتع باألىلية القانونية التامة ‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسات العمومية فلقد‬
‫أصبحت الدكلة غَت مسئولة عن التزاماهتا كبادلقابل أصبحت ىذه ادلؤسسات ليست مسئولة عن التزامات الدكلة‬
‫كبعبارة أخرل ىي مطالبة بالتزاماهتا على شلتلكاهتا‪ ،‬كذلك يف إطار ىذا القانوف فإف شلتلكات ادلؤسسة قابلة‬
‫‪1‬‬
‫إلجراءات ربصيلية‪ ،‬كما ىو الشأف بالنسبة لشركة ذبارية خاصة ‪.‬‬

‫كيف نفس اإلطار جاء القانوف رقم ‪ 06-88‬ادلؤرخ يف ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬ادلعدؿ كادلتمم للقانوف ‪-86‬‬
‫‪ 12‬السابق الذكر كادلتعلق بنظاـ البنوؾ كالقرض‪ ،‬حيث جعل ادلؤسسة ادلالية ىي أيضا مؤسسة عمومية اقتصادية‬
‫زبضع للقانوف ادلدين كالقانوف التجارم‪ ،‬كزبضع دلبدأ االستقاللية ادلالية كالتوازف احملاسيب‪ ،‬دبعٌت أف البنك‬
‫كمؤسسة مالية غلب عليو أف يتوخى احلذر أثناء نشاطو كيأخذ دببدأ الرحبية كادلردكدية اليت تفرضها القواعد‬
‫التقليدية القتصاد السوؽ‪ ،‬كيف ظل ىذا القانوف أصبح بإمكاف البنوؾ كاذليئات ادلالية اللجوء إىل االئتماف ادلتوسط‬
‫األجل يف السوؽ الداخلية كاخلارجية ‪ ،2‬كما كلف البنك ادلركزم بتطبيق أدكات السياسة النقدية دبا فيها ربديد‬
‫‪3‬‬
‫الشركط ادلصرفية‪ ،‬كربديد سقوؼ اخلصم‬

‫ؽلكن اعتبار ىذه ادلراحل الثالث عبارة عن مرحلة سبهيدية كمرحلة تقنُت دلرحلة قادمة للتنفيذ‪ ،‬خاصة يف‬
‫الثمانينات كاليت عرفت ظركفا صعبة كخصوصا يف أكاخرىا‪ ،‬حيث تداخلت الوظائف‪ ،‬ككاف الفصل بُت السياستُت‬
‫النقدية كادلالية ظاىريا فقط حيث كاف مستول السيولة يتحدد بوضع ادليزانية العامة للدكلة‪ ،‬أما سبويل النفقات‬
‫العامة فيتم غالبا من خالؿ موارد بيع البًتكؿ اليت تعترب أساس ظلو السيولة النقدية‪ ،‬ككثَتا ما كجدت السلطات‬
‫النقدية صعوبة يف التحكم يف اذباه الكتلة النقدية‪.‬‬

‫كنظرا لألحداث اليت عرفتها هناية الفًتة بدأ التمهيد لبناء اقتصاد يعتمد على ميكانيزمات السوؽ‪ ،‬فكاف‬
‫ن‬
‫البد من تطوير النظاـ ادلصريف اجلزائرم سباشيا مع اإلصالحات االقتصادية ككل‪ ،‬ذلذا جاء قانوف النقد كالقرض‬

‫‪ 1‬ادلادة ‪ 03‬كادلادة ‪ 04‬على التوايل من قانوف ‪ 01-88‬ادلؤرخ يف ‪ 12‬جانفي ‪1988‬‬


‫‪ 2‬ادلادة ‪ ،02‬كادلادة ‪ 07‬على التوايل من قانوف ‪ 06-88‬ادلؤرخ يف ‪ 12‬جانفي ‪1988‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 03‬مه قاوون ‪ 06-88‬المؤرخ في ‪12‬جاوفي ‪1988‬‬
‫‪16‬‬
‫الذم أعاد التعريف كلية ذليكلة النظاـ ادلصريف اجلزائرم‪ ،‬كجعل القانوف ادلصريف اجلزائرم يف سياؽ التشريع ادلصريف‬
‫السارم ادلفعوؿ يف البلداف األخرل السيما البلداف ادلتطورة ‪.‬‬

‫رغم اجلهود ادلبذكلة من طرؼ السلطات اجلزائرية إلصالح ادلنظومة ادلصرفية يف عقد الثمانينات إال أنو مل‬
‫يستكمل تأسيس النظاـ ادلصريف اجلزائرم إالّال يف ‪ 1990/04/14‬تاريخ صدكر قانوف النقد كالقرض ‪10-90‬‬
‫الذم جاء لتفادم سلبيات ادلرحلة السابقة كذباكز قصور اإلصالحات كسباشيا مع سياسة التحوؿ إىل اقتصاد‬
‫السوؽ كزلاكلة االندماج يف االقتصاد العادلي جاء القانوف ادلتعلق بالنقد كالقرض ‪10-90‬حيث مثل منعطفا‬
‫حامسا فرضو منطق التحوؿ إىل اقتصاد السوؽ من اجل القضاء على نظاـ سبويل االقتصاد الوطٍت القائم على‬
‫ادلديونية كالتضخم‪ ،‬حيث كضع قانوف النقد كالقرض النظاـ ادلصريف على مسار تطور جديد سبيز بإعادة تنشيط‬
‫كظيفة الوساطة ادلالية كإبراز دكر النقد كالسياسة النقدية كنتج عنو تأسيس نظاـ مصريف ذك مستويُت‪ ،‬كأعيد للبنك‬
‫ادلركزم كل صالحياتو يف تسيَت النقد كاالئتماف يف ظل استقاللية كاسعة كللبنوؾ التجارية كظائفها التقليدية‬
‫بوصفها أعواما اقتصادية مستقلة‪ ،‬كما مت فصل ميزانية الدكلة عن الدائرة النقدية من خالؿ كضع سقف لتسليف‬
‫البنك ادلركزم لتمويل عجز ادليزانية مع ربديد مدهتا كاسًتجاعها إجباريا يف كل سنة ككذا إرجاع ديوف اخلزينة‬
‫العمومية ذباه البنك ادلركزم ادلًتاكمة كفق جدكؿ ؽلتد على ‪ 15‬سنة‪ ،‬كإلغاء االكتتاب اإلجبارم من طرؼ البنوؾ‬
‫التجارية لسندات اخلزينة العامة كمنع كل شخص طبيعي كمعنوم غَت البنوؾ كادلؤسسات ادلالية من أداء ىذه‬
‫العمليات‬

‫‪17‬‬
‫اخلاسبة‪:‬‬

‫إف التحدم الذم تواجهو اجلزائر يف ظل ىذه ادلرحلة االنتقالية يكمن يف تفعيل نظامها البنكي ك تطهَته من‬
‫كل االختالالت كجعلو شريكا فعاال ك ديناميكيا موثوقا فيو للسَت باالقتصاد ك بأماف ضلو اقتصاد السوؽ‪ ،‬كما‬
‫عليها منح كل ادلقومات ك الصالحيات اليت من شاهنا إعانة السلطة النقدية يف البالد على مراقبة النظاـ البنكي‬
‫من جهة ك التحكم يف ميكانيزمات النظاـ النقدم من جهة أخرل عن طريق سياسة نقدية غَت مباشرة ك فعالة يف‬
‫ربقيق االستقرار النقدم الداخلي ك اخلارجي ‪ ،‬كمن مث تظهر رلموعة من التحديات اليت البد من مواجهتها للسَت‬
‫ضلو اقتصاد السوؽ بأقل التكاليف‪ ،‬ك اليت نوجزىا فتمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضركرة تدعيم استقاللية بنك اجلزائر باعتبارىا شرطا ضركريا لفعالية سياستو النقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير السوؽ النقدية مع التحرير الكلي دلعدالت الفائدة ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل ك جبهد كبَت للقضاء على السوؽ النقدية ادلوازية‪.‬‬
‫‪ -‬منح صالحيات اكرب لبنك اجلزائر يف الرقابة على البنوؾ العمومية ك خصوصا على البنوؾ اخلاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬االىتماـ أكثر بتسيَت البنوؾ تسيَت فعاال كتفعيل نظاـ الرقابة البنكية كفقا للمعايَت الدكلية ادلعموؿ هبا‬
‫‪ -‬العمل ك جبهد للقضاء على الفساد داخل البنوؾ اجلزائرية العمومية منها كاخلاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء السريع إلقامة سوؽ مالية حقيقية للمساعلة يف استعماؿ السيولة النقدية الفائضة ‪.‬‬
‫‪ -‬التحرؾ ضلو اعتماد سياسة ادخارية مالئمة ك ابتكار أكعية ادخارية جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬ضركرة العمل على نشر الوعي ادلصريف عند األفراد من خالؿ ضماف توسيع حجم اخلدمات ادلصرفية‬
‫كمن مث زلاربة االكتناز ك تشجيع االدخار ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫باللغة العربية‬

‫كتب‬

‫شاكر القزكيٍت‪ ،‬زلاضرات يف اقتصاد البنوؾ‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪.1992 ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫زلمود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدم‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اجلزائر‪2005 ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬
‫زلمود محيدات‪ ،‬مدخل إىل التحليل النقدم‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية اجلزائر‪. 1996،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫مفيد عبد الالكم‪ ،‬زلاضرات يف االقتصاد النقدم كالسياسات النقدية‪ ،‬اجلزائر‪2007 ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪ - 5‬بن علي بلعزكز‪ ،‬زلاضرات يف النظريات كالسياسات النقدية‪ ،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫‪ - 6‬د‪ .‬بلعزكز بن علي ‪ +‬د‪ .‬كتوش عاشور كاقع ادلنظومة ادلصرفية اجلزائرية كمنهج اإلصالح‬
‫‪ - 7‬االستاذ بودالؿ علي‪ ،‬االستاذ سعيداين زلمد فعالية النظاـ ادلصريف اجلزائرم بُت النظرية ك التطبيق ‪،‬‬
‫جامعة تلمساف‪ ،‬ادللتقى الوطٍت األكؿ ‪ :‬إصالح ادلنظومة ادلصرفية مام ‪2005‬‬
‫األستاذة بقبق ليلى أسمھاف‪ ،‬إصالحات النظاـ ادلصريف اجلزائرم ك انعكاستها على فعالية السياسة‬ ‫‪- 8‬‬
‫النقدية‪ ،‬ادلركز اجلامعي مصطفى اسطمبويل دبعسكر‬
‫‪ - 9‬قشاـ فاركؽ‪ ،‬أعلية االصالحات ادلصرفية كادلالية يف ربسُت أداء االقتصاد‪ ،‬جامعة كىراف‪2002 ،‬‬

‫قوانين‬

‫‪ - 10‬قانوف ‪ 12-86‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكت ‪1986‬‬


‫‪ - 11‬قانوف ‪ 01-88‬ادلؤرخ يف ‪ 12‬جانفي ‪1988‬‬

‫مذكرات‬

‫‪ - 12‬بطاىر علي‪ ،‬إصالحات النظاـ ادلصريف اجلزائرم كآثارىا على تعبئة ادلدخرات كسبويل التنمية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه دكلة يف العلوـ االقتصادية ( فرع التحليل االقتصادم )‪ ،‬جامعة اجلزائر‪)2006-2005 ( ،‬‬
‫‪ - 13‬نور الدين زلدادم‪ ،‬اجلهاز ادلصريف اجلزائرم كإصالحات نظاـ التمويل‪ ،‬مذكرة مقدمة ضم متطلبات نيل‬
‫شهادة ادلاجستَت‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2002 ،‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪14- Stitout Malika، les mécanismes bancaires، mémoire de‬‬


‫‪magister، juin 2001.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like