Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

Batman Üniversitesi Batman University

İslami İlimler Fakültesi Hakemli Dergisi Refereed Journal of Islamic Sciences Faculty

Yıl 2017, Cilt 1, Sayı 2 Year 2017, Volume 1, Issue 2

‫من بالغة كالم رب العاملني يف حديثه عن لغة القرآن الكرمي‬


ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ

Ahmed Badr Salem MAHMOUD


.‫ جامعة ابطماف كلية العلوـ اإلسبلمية‬،‫زلاضر‬

Şahin ŞİMŞEK
sahinsimsek21@gmail.com: ‫ جامعة ابطماف كلية العلوـ اإلسبلمية‬،‫زلاضر‬

Geliş Tarihi/Received: Kabul Tarihi/Accepted: e-Yayım/e-Printed:


11.11.2017 11.11.2017 29.12.2017

ÖZ

“Arap dili ile ilgili bazı Ayetlerin belâgat açısından incelenmesi” başlıklı çalışmamızda,

ilgili ayetlerin belâgatı üzerinde durduk. Tefsîr âlimlerinin ve edebiyatçıların görüşlerinden yararlanıp,

ayetlerin siyak ve sibaklarını da dikkate alarak söz konusu ayetlerin, lafız ve üslup açısından ne derece

mükemmel olduklarını ortaya koymaya çalıştık. Ayetleri betimsel-analitik yöntemle inceledik.

Öncelikle, her ayeti tek tek ele alarak, ayetlerdeki edebî incelikleri açıkladık. Son olarak da ayetler

arasındaki ortak noktaları belirtmeye çalıştık.

Anahtar Kelimeler: Arap dili, Ayetler, Belâgat.

‫امللخص‬

‫فهذا حبث بعنواف (من بالغة كالم رب العاملني يف حديثه عن لغة القرآن الكرمي ) ويف ىذا البحث حاولنا جاىدا الًتكيز على ببلغة ىذه اآلايت وكيف‬

‫ و مستعينُت يف‬،‫ وبعلماء اللغة من أىل األدب والببلغة‬،‫كانت األلفاظ واألساليب يف قمة الببلغة وغاية الرباعة مستعينُت على ذلك أبقواؿ علماء التفسَت‬

‫ وتناولنا تلكم اآلايت ابلدراسة وفقا للمنهج الوصفي التحليلي؛ حيث قمنا بتحليل كل آية على ِح َدة‬.‫ذلك أيضا أبسباب النزوؿ وسوابق اآلايت ولواحقها‬

.‫حتليبل ببلغيا كاشفا عن مواطن اجلماؿ يف اآلايت الكرديات و يف ختاـ البحث حاولنا الربط بُت اآلايت‬

.‫ الببلغة‬،‫ اآلايت‬،‫ اللغة العربية‬:‫الكلمات املفتاحية‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬

‫مقدمة‬

‫عز وجل دوف سائر اللغات ِوعاءً لكتابو اخلَ َا م الذي أنزلو هللا‬ ‫َّ‬
‫فإف اللغة العربية لغة القرآف الكرمي كبلـ رب العادلُت تلكم اللغة اليت اختارىا هللا َ‬
‫عزوجل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ ِ‬
‫على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص (تْبػيَاَنًَ ل ُكل شيء) ‪ .‬فهي لغةٌ زلفوظة حبفظ هللا لكتابو العزيز‪ ،‬لغة زلفوظة بعنايتو مكلوئة برعايتو فشرفُها م ْن شرؼ كبلـ هللا َ‬

‫ودلا كانت لغة القرآف هبذه ادلكانة العظيمة والشرؼ اجلليل وجدَن سلفنا الصاحل رضواف هللا عليهم حيثُّوف على التمسك هبا‪ ،‬فقد أورد البيهقي يف‬
‫َّ‬
‫ُشعب اإلدياف قوالً لسيدَن عمر هنع هللا يضر حيث قاؿ( (تعلموا العربية فإ اا من دينكم)‪ .2‬بل لقد أوجب العلماء تعلم اللغة العربية لغة القرآف الكرمي وأقواذلم يف ىذا‬

‫كثَتة يضيق ادلقاـ عن ذكرىا فمن ذلك ما ذكره اإلماـ الشافعي هنع هللا يضر يف الرسالة حيث قاؿ هنع هللا يضر( (فعلى ُك ِّل مسلم أف يتعلم ِم ْن لساف العرب ما بػَلَغَو َجهده‬
‫‪3‬‬ ‫أف دمحماً عبده ورسولو ويتلو بو كتاب هللا وينطق ابلذك ِر فيما ُِ‬
‫افًتض عليو)‪.‬‬ ‫حىت يشهد بو أف ال إلو إالَّ هللا و َّ‬

‫فلما كانت اللغة العربية وسيلة لفهم كتاب هللا وسنة نبيوملسو هيلع هللا ىلص كاف تعلمها واجباً شرعياً ألنو مااليتم الواجب إالَّ بو فهو واجب‪.‬‬
‫َّ‬

‫وهلل در شاعر النيل حُت يقوؿ على لساف اللغة العربية(‬

‫وعظَ ِ‬
‫ات‬ ‫وماض ْقت عن آ ٍي بو ِ‬
‫ِ‬ ‫كتاب هللا لَ ْفظاً و َغايَةً‬ ‫ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫ت َ‬ ‫َوس ْع ُ‬
‫‪4‬‬
‫فهل ساءلوا الغواص عن صدفايت‬ ‫الد ُّر ِ‬
‫كام ٌن‬ ‫َأَن البَ ْحُر يف أحشائِو ُ‬

‫ودرراً‬
‫ومن مث عكف سلفنا الصاحل وعلمائنا األجبلء على دراستها من ضلوىا وصرفها وأصواهتا وآداهبا وببلغتها‪ ،‬فأخرجوا لنا من حبرىا آللئ ُ‬
‫عز وجل وسنة نبيوملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬واستنباط األحكاـ الفقهية‪.‬‬
‫كانت خَت معُت لفهم كتاب هللا ّ‬

‫َحبَػْبنا يف ىذا البحث أ ْف نغرؼ من معينها العذب ومنبعها الرائق فكاف ذلك البحث‬
‫ودلا كانت ذلذه اللغة ىذه ادلكانة السامقة وادلنزلة الرفيعة أ ْ‬
‫الذي بعنواف (من ببلغة كبلـ رب العادلُت يف حديثو عن لغة القرآف الكرمي)‪.‬‬

‫أما عن منهج البحث فقد بدأَن مبقدمة وأتبعناىا بتسعة مباحث مث اخلادتة وفهرس ابدلوضوعات وقائمة ابدلصادر وادلراجع‪ ،‬واتبعنا يف الدراسة ادلنهج‬

‫التحليلي وكاف تطبيقو على النحو التارل(‬

‫عز وجل فيها اللغة العربية صراحة‪.5‬‬


‫عز وجل اليت ذكرىا هللا ّ‬
‫أوالً( رتعنا آايت هللا َ‬

‫اثنياً( حللنا كل آية على ِحدة حتليبلً ببلغياً مستعينُت على ذلك إبضاءات علماء التفسَت مهنع هللا يضر‪ ،‬ومبا فتح هللا علينا من كرمو‪ .‬زلاولُت الربط بُت‬

‫اآلية وسابقتها والحقتها ومقامها وخصوصية اإلختيار لكلمات وحروؼ مضيئة‪ .‬ونسأؿ هللا التيسَت إ ْذ التيسَت إالَّ بعونو والعوف إالَ بكرمو‪ ،‬ونسأؿ هللا َ‬
‫عز‬

‫وجل السداد والتوفيق‪.‬‬

‫‪ .1‬اآلايت القرآنية اليت ذكرها هللا عزوجل عن اللغة العربية‪:‬‬

‫(إَن أنْػَزلنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪.6‬‬


‫‪َّ -‬‬

‫‪ - 1‬القرآف الكرمي‪ ،‬سورة النحل‪ ،‬اآلية (‪.)89‬‬


‫‪ - 2‬كتاب شعب اإلدياف أليب بكر حسُت البيهقي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،210‬مكتبة الروضة ابذلند‪ ،‬الطبعة األوذل (‪1423‬ىجري‪ 2002 ،‬ميبلدي)‪.‬‬
‫احلجة دمحم بن ادريس الشافعي (هنع هللا يضر) ادلتويف (‪204‬ىجري) ج‪ ،1‬ص‪ ،34‬حتقيق الشيخ أزتد شاكر‪ ،‬مكتبة عيسى البايب احلليب‪،‬‬ ‫‪ -‬انظر الرسالة لئلماـ ّ‬
‫‪3‬‬

‫رتهورية مصر العربية‪ ،‬الطبعة األوذل‪ 1958( ،‬ىجري‪1940 ،‬ميبلدي)‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫ت شلايت)‬‫وَنديت قومي فاحتَػبَ ْس ُ‬
‫ُ‬ ‫صايت‬
‫مت َح َ‬
‫‪ -‬من قصيدة من حبر الطويل لشاعر النيل حافظ إبراىيم‪ ،‬ومطلع القصيدة (رجعت لنفسي فاتَػ ْه ُ‬
‫ينظر ديواف حافظ إبراىيم ج‪ 1‬ص ‪ 66‬دار الغد‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ىي تسع آايت‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪ - 6‬سورة يوسف( اآلية (‪.)2‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪27‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬

‫أع َج ِم ٌّي َوَى َذا لِ َسا ٌف َعَرِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ُمبُِت)‪.7‬‬ ‫(ولَ َق ْد نػَ ْعلَ ُم أنػ َُّه ْم يػَ ُقولُو َف َّإَّنَا يػُ َعل ُموُ بَ َشٌر ل َسا ُف الذي يػُلْ ِح ُدو َف إلَْي ِو ْ‬
‫‪َ -‬‬

‫ك أنْػَزلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً)‪.8‬‬ ‫‪ِ -‬‬


‫(وَك َذل َ‬
‫َ‬
‫ك لِتَ ُكو َف ِمن ادلْن ِذ ِرين بِلِس ٍ‬
‫اف َعَرٍِيب ُمبُِت)‪.9‬‬ ‫األمُت َعلَى قَػلْبِ َ‬ ‫وح‬‫‪( -‬نػََزَؿ بِِو ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ‬

‫‪( -‬قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً َغْيػَر ِذي ِع َو ٍج لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَّػ ُقوف)‪.10‬‬

‫آايتُوُ قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَِق ْوٍـ يػَ ْعلَ ُموف)‪.11‬‬


‫ت َ‬
‫ِ‬
‫صلَ ْ‬
‫اب فُ ّ‬
‫ِ‬
‫‪( -‬كتَ ٌ‬

‫السعَِت)‪.12‬‬ ‫ِ‬ ‫ك قػُرآَنًَ عربِيَّاً لِتػنْ ِذر أ َُّـ ال ُقرى ومن حوَذلا وتػُنْ ِذر يوـ اجلم ِع َال ري ِ ِ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫يق ِيف َّ‬ ‫ب فيِو فَ ِر ٌ‬
‫يق ِيف اجلَنَّة َوفَ ِر ٌ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َْ َ‬ ‫ك ْأو َحْيػنَا إلَيْ َ ْ َ َ ُ َ‬ ‫(وَك َذل َ‬
‫َ‬

‫(إَن َجعلْنَاهُ قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪.13‬‬


‫‪َّ -‬‬

‫ين ظَلَ ُموا َوبُ ْشَرى لِلْ ُم ْح ِسنُِت)‪.14‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪( -‬وى َذا كِتاب م ِ ِ‬
‫ص ّد ٌؽ ل َساَنً َعَربيَّاً ليُػنْذ َر الَذ َ‬
‫ََ َ ٌ ُ َ‬

‫ا‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة يوسف‪.‬‬

‫(إَن أنْػَزلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪.15‬‬


‫يف قولو تعاذل( َّ‬

‫وقبل التعرض ذلذه اآلية الكردية وأخواهتا من اآلايت التسع اليت ذُكرت فيها اللغة العربية جيدر بنا أف نػُنَبِّو على أمهية معرفة ادلقاـ الذي نزلت فيو‬

‫اآلايت وىو ما يسميو أىل التفسَت أبسباب النزوؿ ويسميو أىل الببلغة ابدلقاـ‪ ،‬فقانوف أىل الببلغة األوؿ لِمعرفة ببلغة الكبلـ قوذلم( لكل مقاـ م ٍ‬
‫قاؿ‪ .‬أي‬ ‫َ َ‬
‫َّ‬
‫إف مايصلح يف مكاف من قوؿ ال يصلح غَته يف نفس ادلكاف‪َّ ،‬أما ابلنسبة لكبلـ الناس من شعر أو نثر أو غَته فقد أييت كبلمهم موافقاً للمقاـ فيكوف بذلك‬

‫قد أصاب َكبِد الببلغة دلراعاتو للمقاـ‪ ،‬وقد أييت غَت مطابق للمقاـ فيكوف الكبلـ قد خرج عن حدود الببلغة‪ ،‬ىذا يف كبلـ البشر وببلغتهم‪َّ ،‬أما يف كبلـ هللا‬

‫عزوجل فهو بلي ٌغ بل ىو أبلغ كبلـ ومن َمثَّ فكل حرؼ فيو اليصح أ ْف يوضع زللو حرؼ آخر؛ ألنو (تنزيل من حكيم زتيد)‪.16‬‬

‫فكبلـ هللا ىو أعلى درجة يف الببلغة‪ ،‬وببلغتو حتمية‪ ،‬قطعية‪ ،‬الظنية‪ .‬فهو مطابق للمقاـ ومقتضى احلاؿ حتماً‪ ،‬والباحث يف كبلـ هللا عز وجل‬

‫أَّن لو ذلك‪ ،‬فالقرآف الكرمي‬


‫حياوؿ أف يغوص على ىذه الدرر اليت يف كبلمو عز وجل ليناؿ منها ماقسمو هللا لو‪ ،‬إالّ أنو اليطمع أبداً يف اف يدركها كلها و َّ‬

‫أخر فيفتح هللا ذلم ما َدل يفتح على سابقهم وىكذا‪.‬‬


‫التنقضي عجائبو‪ ،‬فكل ابحث سيأخذ منو نصيباً بقدر ما فتح هللا لو وسيأيت ابحثوف َ‬

‫صر فهمو عن إدراؾ عبلقة اآلايت مبا‬


‫صر فهم ابحث عن فهم مراد هللا وحكمتو من اصطفاء بعض األلفاظ واألساليب على بعض أو قَ ُ‬
‫فإذا ماقَ ُ‬

‫للناس ِم ْن َر ْزتٍَة فَبلَ‬


‫أف ذلك ماىو إالَّ تقصَت من الباحث وعدـ فتح من عبلّـ الغيوب‪ ،‬يقوؿ هللا تعاذل( (مايػَ ْفتَح هللا ِ‬
‫قبلها وما بعدىا ومبقاـ السورة فاعلم َّ‬
‫ِ ‪17‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ِز ُيز احلَك ْيم) ‪ .‬و ّ‬
‫أي رزتة أعظم من أ ْف يفتح هللا لك ابابً من أبواب العلم والفهم يف كتابو العظيم‪.‬‬ ‫شلُْ ِس َ‬
‫ك ذلا َوَما ديُْسك فَبلَ ُم ْرس َل لَوُ م ْن بػَ ْعده إالَ ُىو َوُى َو َ‬

‫وع ْوٌد على ب ْدء نبدأ حبوؿ هللا يف حتليل قولو تعاذل يف ىذه اآلية الكردية‪ ،‬قولو تعاذل( (إ َّن انْػَزلنَاهُ قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعل ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ -7‬سورة النحل( اآلية (‪.)103‬‬


‫‪ -8‬سورة طو( اآلية (‪.)113‬‬
‫‪ -9‬سورة الشعراء( اآلية (‪.)193‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬سورة الزمر( اآلية (‪.)28‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬سورة فصلت( اآلية (‪.)3‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬سورة الشورى( اآلية (‪.)7‬‬

‫‪ -13‬سورة الزخرؼ( اآلية (‪.)3‬‬


‫‪14‬‬
‫‪ -‬سورة األحقاؼ( اآلية (‪.)12‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬سورة يوسف( اآلية (‪.)1‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬سورة فصلت( اآلية (‪.)42‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬سورة فاطر( اآلية (‪.)2‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪28‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫وعند التمعن يف ىذه اآلية الكردية صلد أ اا وردت يف افتتاح سورة يوسف‪ ،‬وسورة يوسف مكية حتكي قصة نيب هللا يوسف‪ ،‬وكيف كاف اعتصامو‬

‫ِ‬ ‫صِرب َّ‬


‫َجَر‬
‫يع أ ْ‬
‫فإف هللا الَّ يُض ُ‬ ‫ابهلل تعاذل سبباً يف عصمتو من الرزيلة‪ ،‬و كيف كانت عاقبتو يف النهاية من حسن العاقبة والنصر والتمكُت (إنَّوُ َم ْن يػَت َِّق ويَ ْ‬
‫ادل ْح ِسنُت)‪.18‬‬
‫ُ‬
‫اب ادلبُِت إ َّن أنْػَزلْنَاهُ قُػ ْرآَنً َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‬ ‫ك آايت ِ‬
‫الكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَك َّ‬
‫أف هللا عزوجل بقولو تعاذل( (تلْ َ َ ُ‬
‫ُ‬
‫كأنو يقوؿ لعباده َّ‬
‫إف َم ْن يػَتَمسك هبذا الكتاب ادلبُت ويتعقل آايتو العربية البينات ويعتصم بو فإنو النجاة والنُصرة والتمكُت كما حصل لنيب هللا‬
‫يوسف حُت دتسك واعتصم ابهلل فكاف عاقبة أمره يسرا‪ .‬إذف ادلناسبة واضحة لورود ىذه اآلية يف سورة يوسف عليو السبلـ‪ِ .‬‬
‫وم ْن َمثَّ فإف مقاـ ورود ىذه اآلية‬ ‫ُ‬
‫يف ىذه السورة أييت على رأس الببلغة وذروة سنامها‪ ،‬ألنو مطابق دلقاـ السورة‪.‬‬

‫ولنبدأ مع ُدرر ىذه اآلية الكردية ادلباركة‪.‬‬

‫صلدىا بدأت بقولو تعاذل( (إَنَّ) فلماذا اصطفى هللا عزوجل لفظة (إَنَّ) ىنا دوف غَتىا‪ ،‬فكاف من ادلمكن يف غَت القرآف الكرمي أف يُقاؿ( أنْزلناه‬

‫قرآَنً‪....‬أخل‪ ،‬بدوف لفظة (إَنَّ) ويصح ادلعٌت‪ ،‬ولكن اصطفاء (إَنَّ) للتنبيو على أنو من عند هللا عزوجل‪ ،‬فالتوكيد َّ‬
‫إبف يف ىذه ادلقاـ قبل ذكر قصة يوسف اليت‬

‫(جعلناه) يف سورة‬ ‫ِ‬ ‫طلب الكفار مساعها من النيبملسو هيلع هللا ىلص اختباراً لو َّ‬
‫إف القرآف من عند دمحمملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فجاء الكبلـ بلفظ (أنزلناه) يف سورة يوسف يف حُت ُع ّرب بلفظ َ‬
‫(إَن َجعلنَاهُ قُػ ْرآَنََ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪19‬؛ وذلك َّ‬
‫ألف آية سورة يوسف كانت توطئة لذكر قصتو عليو السبلـ اليت دل يكن يعرفها العرب‬ ‫الزخرؼ يف قولو تعاذل( َّ‬

‫يظن أىل الكتاب أ ام اختُصوا بعلمو فكانت ىذه السورة موفية لقصتو العجيبة‪ ،‬فقولو( (أنْزلناه) ليَػ ْعلم العرب واجلميع َّ‬
‫أف نبينا دمحمملسو هيلع هللا ىلص دل يتلق ىذه‬ ‫وكاف ُّ‬

‫القصص من أحد من العرب؛ أل ام كانوا جيهلوف قصة يوسف عليو السبلـ فهو كبلـ أنزؿ من هللا عز وجل‪.‬‬

‫َّأما سورة الزخرؼ فلم تتعرض لئلخبار عن قصص السابقُت‪ ،‬بل أعقبت اآلية اليت معنا آبايت فيها حديث عن اإلعتبار والتلطف يف التنبيو ومن‬

‫(ج َعل) اليت مبعٌت التصيَت‪ ،‬فادلراد َج ْعل التصيَت أي تصيَت الكتاب ُم َف ّسراً وىدى ونوراً ‪.20‬‬
‫َمثَّ َنسب لفظ َ‬

‫فمقاـ سورة يوسف استوجب لفظة (أنزؿ) ومقاـ سورة الزخرؼ استوجب لفظة (جعل) فسبحاف من ىذا كبلمو‪.‬‬

‫أف األصل يف القرآف ِ‬


‫القراءة وإشارة إذل أنو أىم مقروء‪ ،‬كما أف التعبَت بصيغة‬ ‫ويف رليء صيغة احلاؿ (قرآَن) وىي مصدر مبعٌت ادلفعوؿ إشارة إذل َّ‬

‫ادلصدر‪-‬وادلصدر من األمساء‪-‬للداللة على الدواـ واإلستمرار‪ ،‬فالقرآف َِجيب أف يُداوـ ادلرء على تعاىده وقراءتو‪.‬‬

‫(عَربياً ) للداللة على أنو من جنس ما يتكلموف بو ويعرفونو ومن مث كاف اإلعجاز أي أف ىذا الكبلـ من جنس ما تتكلموف بو‬
‫والتعبَت ابلوصف َ‬
‫كبلـ أنزلو هللا لكم بلغتكم ِوفْق حروفكم اليت تتكلموف هبا‪ ،‬وحتداكم هللا بو وأنتم أىل البياف والفصاحة فعجز م عن‬
‫ولذلك افتتح هللا السورة بقولو (الر) أي أنو ٌ‬
‫ابرز فيو‪ ،‬فسبحاف من حتدى العرب‬
‫أف أتتوا آبية من مثلو‪ ،‬فذلك قمة التحدي يف أف يكوف التحدي يف أكثر شيء أنت ماىر بو ومتقن لو وتتفاخر أبنك ٌ‬

‫عما برزوا فيو‪.‬‬


‫بعربيتهم وعجزوا َّ‬

‫وتذييل اآلية بقولو (لعلّكم تعقلوف) لعدَّة أمور(‬

‫فنجد الـ التأكيد يف (لعل) لتأكيد الكبلـ مث اختيار لفظ الًتجي ىنا (لعل) على سبيل اجملاز؛ ألف لعل إَّنا تكوف للًتجي وإَّنا استُ ِ‬
‫عملت ىنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫على سبيل اإلستعارة حيث شبو التمٍت ابلًتجي جبامع احلرص على ىدايتهم يف كل على سبيل اإلستعارة التبعية يف احلرؼ‪ ،‬وفائدة ىذه اإلستعارة بياف ِعظم‬

‫وؼ َرِح ْيم)‪.21‬‬ ‫لطف هللا عز وجل هبم‪ ،‬فكأنو عزوجل مع عنادىم وكفرىم يرجوا إديا ام (إ ّف هللا ابلن ِ‬
‫َّاس لََرُؤ ٌ‬

‫‪ -18‬سورة يوسف( اآلية‬ ‫(‪.)90‬‬


‫‪19‬‬
‫‪ -‬سورة الزخرؼ‪ ،‬اآلية (‪.)3‬‬

‫‪- 20‬ينظر مبلؾ التأويل القاطع بذوي اإلحلاد والتعطيل يف توجيو ادلتشابو من اللفظ يف آي التنزيل‪/‬ألزتد إبراىيم الغِرَنطي ادلتويف (‪ 708‬ىجري)‪ ،‬بتصرؼ‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪ ،266‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت لبناف‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)143‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪29‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫ّأما ختم اآلية بلفظ (تعقلوف) دوف غَتىا مثل تعلموف تفقهوف‪.....‬أخل؛ فذلك لفائدة بديعة‪ ،‬وذلك َّ‬
‫أف العقل ((ىو العلم الذي يزجر عن‬

‫القبائح‪......‬فالعقل دينع صاحبو من الوقوع يف القبح وىو من قولو َع َق َل البعَت إذا شده فمنعو أف يثور)) ‪.22‬‬

‫َّ‬
‫فكأف هللا يقوؿ ذلم إنّو أنزؿ عليهم كتابو مفرداً بلغة العرب لكي ينزجروا عن فعل القبائح من الشرؾ والتكذيب‪ ،‬فإذا ما عقلوه آمنو بو‬

‫فلفظ العقل أنسب األلفاظ يف ىذ ادلكاف‪ ،‬فسبحاف َم ْن ىذا كبلمو‪.‬‬

‫ب‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة النحل‪.‬‬

‫أع َج ِم ٌّي َوَى َذا لِ َسا ٌف َعَرِ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ُمبُِت)‪.23‬‬ ‫(ولَ َق ْد نػَ ْعلَ ُم أنػ َُّهم يػَ ُقولُو َف َّإَّنَا يػُ َعلّ َموُ بَ َشٌر ل َساف الذي يػُلْ ِح ُدو َف إلَْي ِو ْ‬
‫يف قولو تعاذل( َ‬

‫مناسبة اآلية دلا قبلها ومابعدىا من اآلايت‪.‬‬

‫اآليتاف السابقتاف على ىذه اآلية ِحجاج من الكفار يتعلق ابلقرآف الكرمي‪ ،‬قاؿ تعاذل( (وإذا ب َّدلْنَا آيةً مكا َف آي ٍة وهللا ْ ِ‬
‫أعلَ ُم مبَا يػُنَػِّزُؿ قالوا َّإَّنَا أنْ َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ُم ْف ًٍَت بَ ْل أ ْكثَػُرُى ْم َال يػَ ْعلَ ُموف)‪ . 24‬مث أتيت ىذه اآلية اليت معنا كدليل قاطع ذلذا اللغط والغلط الذي يقع من الكافرين وأتيت اآلية اليت بعد ىذه اآلية وىي قولو‬

‫اب ألِيم)‪ .25‬فاخليط شلدود بُت وقوع ىذه اآلية مع صوحيباهتا من اآلايت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاذل(إف الذين اليُؤمنُوف ِآب َايت هللا الَ يػَ ْهدي ِهم هللا َوَذلُْم َع َذ ٌ‬
‫َّ‬

‫مقاـ خاص‪ ،‬وذلك ادلقاـ ((أنو كاف غبلماف نصرانياف من أىل عُت التمر‪ ،‬اسم‬
‫وىذه اآلية ذلا مناسبة خاصة نزلت فيها أي ما يسميو الببلغيوف ٌ‬
‫جرب وكاَن [ َحْيػ َقلُت ] يقرآف ُكتباً بلسا اما وكاف رسوؿ هللاملسو هيلع هللا ىلص ديَُُّر هبما فيسمع قراءهتما فكاف ادلشركوف يقولوف( يتعلم منهما‪ ،‬فأنزؿ هللا‬
‫أحدمها يَ َسار واآلخر ْ‬

‫أع َج ِم ٌّي َوَى َذا لِ َسا ٌف َعَرِ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫يب ُمبُِت))‪.27‬‬ ‫تعاذل فكذهبم حيث قاؿ((ل َسا ُف الَّذي يػُلْ ِح ُدو َف إلَْي ِو ْ‬
‫‪26‬‬

‫أف النيبملسو هيلع هللا ىلص افًتاه وأيخذه من غَته فكانت اآلية قطعاً لؤللسنة‪ .‬وطادلا َّ‬
‫أف ادلقاـ مقاـ‬ ‫أف القرآف ليس من عند هللا و َّ‬
‫إذاً ادلقاـ مقاـ تشكيك يف َّ‬

‫ومن ُمثَّ بدأت اآلية بواو القسم مث (قد) التحقيقية ُمثَّ إسناد علم ما قالوا‬
‫الرد شديد اللهجة موثقاً ابحلجة مؤكداً ابدلؤكدات ْ‬
‫افًتاء من الكافرين فبلبد وأ ْف أييت ُّ‬

‫قوؿ يلوكونو أبلسنتهم‪.‬‬


‫إذل هللا الذي يعلم السر وأخفى‪ُ ،‬مثَّ اصطفاء الفعل ادلضارع الداؿ على التجدد واحلدوث (يقولوف) للداللة على أ ّف قوذلم يتجدد فهو ٌ‬

‫(إَّنَا يػُ َعلِّ َموُ بَ َشٌر) فيو إشارة إذل خلو ُجعبة الكفار من احلجج‪ ،‬فقالوا شاعر فما وجدوه كالشعر فبطل زعمهم ابلشاعرية‪ ،‬وقالوا‬
‫واستخداـ أسلوب القصر َّ‬

‫كاىن فما وجدوه كسجع الكهاف فبطل زعمهم ابلكهانة‪....‬أخل‪ ،‬فقالوا إذاً ىو من كبلـ ىاذين الغبلمُت النصرانيُت وقصروه على ذلك كحجة أخَتة ذلم‪،‬‬

‫علم من البشر‪ ،‬فكاف الرد ادلنطقي ادلفحم ذلوالء األغبياء أب ّف لغة ولساف من ينسبوف إذل النيب نقل القرآف عنو أعجمي وغَت عريب‪ ،‬أما‬
‫فقصروا القرآف على أنّو ُم ٌ‬
‫القرآف الكرمي فعريب‪ ،‬ويف التعبَت ابسم اإلشارة الداؿ على القريب وىذه داللة على قُرب القرآف‪ ،‬وكونو يف متناوؿ ىؤالء ادلعاندين فبل حجة ذلم يف إنكارىم‪.‬‬

‫وتنكَت لفظ (لساف) ولفظ (عريب) للتعظيم والتفخيم‪ ،‬فهذا لساف وىذه لغة فصيحة جاءت (ابللساف العريب الفصيح الكامل الشامل ليكوف بياَنً واضحاً‬
‫‪28‬‬
‫للح َّجة دليبلً على احملَ َّجة)‪.‬‬
‫ظاىراً قاطعاً للمدد مقيماً ُ‬

‫ج‪ .‬حديث القرآن عن اللغة العربية يف سورة (طه)‪.‬‬

‫ىجرية) ابختصار ص‪ ،83‬دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوذل بدوف‬ ‫‪ - 22‬ينظر الفروؽ اللغوية أليب ىبلؿ العسكري (ت‬ ‫‪395‬‬

‫اتريخ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬سورة النحل‪ ،‬اآلية (‪.)103‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬سورة النحل‪ ،‬اآليتاف (‪.)101،102‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬سورة النحل‪ ،‬اآلايت (‪.)104،105‬‬

‫‪ - 26‬ينظر أسباب النزوؿ أليب احلسن علي بن أزتد الواحدي (ت‪ )468‬حتقيق كماؿ بسيوين زغلوؿ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة‬
‫األوذل(‪ 1411‬ىجري‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬سورة النحل‪ ،‬اآلية (‪.)103‬‬

‫‪ - 28‬تفسَت ابن كثَت( لئلماـ أبو الفداء بن كثَت‪ ،‬حتقيق سامي بن دمحم سبلمة ‪ /‬دار طيبة‪ ،‬القاىرة (‪1420‬ىجري‪1999/‬ميبلدي) الطبعة األوذل‪.‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪30‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫ث َذلُْم ِذ ْكَرا)‪.29‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الو ِعيد لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَّػ ُقو َف ْأو ُْحيد َ‬ ‫ك أنْػَزلْنَاهُ قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً َو َ‬
‫صَّرفْػنَا فيو م ْن َ‬ ‫يف قولو تعاذل( ( َوَك َذل َ‬

‫مناسبة اآلية للسورة وماقبلها ومابعدىا من اآلايت‪.‬‬

‫ك ال ُق ْرآ َف لِتَ ْش َقى َّإالَ‬ ‫ِ‬


‫(ما أنْػَزلْنَا َعلْي َ‬
‫ىذه اآلية الكردية وردت يف سورة طو مفتتحة ابألحرؼ ادلقطعة (طو) ويف بداية اآلايت حديث عن القرآف َ‬
‫تَذْكَِرةً لِ َم ْن خيَْ َشى)‪ .30‬فالقرآف رزتة وليس عنتاً بل ذكرى وعظة دلن خيشى‪ ،‬مث تتواذل اآلايت يف سرد قصة سيدَن موسى وغَتىا من القصص والعِظات إذل‬

‫ك أنْػَزلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً)‪ ،‬إذاً اآلية منسجمة مع سياؽ السورة وس ياؽ اآلايت دتاـ اإلنسجاـ‪ ،‬فاآلية موافقة دلقاـ السورة ومقاـ اآلايت السابقة‬ ‫قولو تعاذل ( ِ‬
‫(وَك َذل َ‬
‫َ‬
‫والبلحقة‪.‬‬

‫ك ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ولنبدأ مع درر من ببلغة ىذه اآلية الكردية( فقد بدأت بقولو ِ‬
‫ص َعلَْي َ‬
‫ك نػَ ُق ُّ‬
‫ك)‪ ،‬وفيو واو العطف اليت عطفت على قولو تعاذل (وَك َذل َ‬
‫(وَك َذل َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أنْػبَ ِاء َما قَ ْد َسبَ ْق) ‪ .31‬ولفظة (كذلك) يف قولو (وكذلك) «نعت دلصدر زلذوؼ أي( إنزاالً مثل ذلك»‪ ،32‬ذلك أتكيد على َّ‬
‫أف اإلنزاؿ من عند هللا مث‬

‫تعقيبها بلفظ (أنزلناه) أتكيداً على اإلنزاؿ ويف التعبَت بلفظة اإلنزاؿ خاصة‪ ،‬والذي يدؿ بداللتو اللغوية على النزوؿ من ُعلو‪ ،‬مث إ ّف إضافة ضمَت العظمة (َن)‬

‫للكلمة (أنزؿ) للداللة على ُعلُو ادلْن ِزؿ (ﷻ) وادلنَػَّزؿ ( القرآف الكرمي) وادلْنػَزؿ إليو (دمحمملسو هيلع هللا ىلص)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والخيفى أ ّف التعبَت بلفظ (قُػ ْرآَنًَ) للداللة على أصل القرآف أنو مقروء زلفوظ يف الصدور فادلراد (ادلقروؤ أي( ادلتلُو‪ ،‬وصار القرآف َعلَ َماً ابلغلبة على‬

‫أسلوب تسهل تبلوتو)‪.33‬‬ ‫ِ‬


‫الوحي ادلنزؿ على دمحمملسو هيلع هللا ىلص أبلفاظ ُم َعيَّػنَة ُمتَػ َعبَّداً بتبلوهتا‪ ،‬ومسي قرآَنً؛ ألنو نُظ َم على ْ‬

‫ويف وصف القرآف (عربياً)( إلزاـ للمعاندين احلجة‪،‬فهو عريب من جنس حروفكم (الطاء واذلاء) وغَتمها‪ ،‬ومع ذلك عجز م عن اإلتياف آبية من‬

‫مثلو‪ ،‬إذاً ىو كبلـ عريب لكنو ُم ْع ِجٌز ليس يف طاقتكم وال مقدوركم‪.‬‬

‫ودلا كاف احلديث يف سورة طو عن األمم السابقة و قصصهم َنسب ذلك احلديث عن تصريف الوعيد يف القرآف الكرمي وتكراره ال بغرض العنت‬
‫ِ‬
‫وال ادلشقة وإَّّنا لئلعتبار والعظة مبا حدث لؤلمم السابقة حُت كذبوا رسلهم وكتبهم‪ ،‬فكل ذلك إَّّنا ىو ُحجة على ادلكذبُت (لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَّػ ُقوف ْأو ُْحيد ُ‬
‫ث َذلُْم‬

‫ِذ ْكَرا)‪.34‬‬

‫وال خيفى رليء ِ‬


‫(م ْن) التبعيضية مع لفظ الوعيد الذي للجنس للداللة على أ ّف ما ذُكر يف القرآف إَّّنا ىو بعض الوعيد ال ُكلَّوُ‪.‬‬

‫و ((يف التعبَت حبرؼ الًتجي (لَ َع َّل) استعارة تبعية يف احلرؼ حيث شبو شدة حرص هللا عز وجل على عباده وإنزالو القرآف وأنو يقرب الناس‬
‫‪35‬‬
‫للتقوى والتَ ّذ ُّكر حباؿ إنساف يرجو شيئاً)) ‪ ،‬مث حذؼ ادلشبو وبقي ادلشبو بو حرؼ الًتجي َّ‬
‫(لعل)‪ ،‬والقرينة ىي استحالة الًتجي على هللا عزوجل وفائدة ىذه‬

‫ؤوؼ َرِحيم)‪.36‬‬ ‫اإلستعارة إظهار ِعظم لطف هللا عزوجل بعباده وعظم حرصو على ىدايتهم بكتابو ابلرغم من تكذيبهم َّ‬
‫(إف هللا ِابلن ِ‬
‫َّاس لََر ٌ‬

‫د‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة الشعراء‪.‬‬

‫يب ُمبُِت) ‪.37‬‬ ‫ك لِتَ ُكو َف ِمن ادلنْ َذ ِر ِِ ٍ‬


‫األمُت على قَػلْبِ َ‬ ‫العالَ ِمُت نػََزَؿ بِِو ُّ‬ ‫يف قولو تعاذل( (وإنّوُ لَتَػنْ ِز ِ‬
‫ين بل َساف َعَرٍِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وح‬
‫الر ُ‬ ‫يل َرب َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫مناسبة اآلية آلايت السورة والسورة اليت قبلها‪.‬‬

‫‪ - 29‬سورة طو‪ ،‬اآلية‬ ‫(‪.)113‬‬


‫‪30‬‬
‫‪ -‬سورة طو‪ ،‬اآلايت (‪.)3:1‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬سورة طو‪ ،‬اآلية (‪.)99‬‬

‫‪ - 32‬دراسات ألسلوب القرآف الكرمي(دمحم عبد اخلالق عضيمة‪،‬ج‪.5‬ص‪ ،35‬حتقيق زلمود شاكر‪ ،‬دار احلديث‪ ،‬مصر‪ ،‬بدوف اتريخ‪.‬‬
‫‪ - 33‬تفسَت التحرير والتنوير ادلسمى (حترير ادلعٌت السديد وتنوير العقل اجلديد يف تفسَت الكتاب اجمليد) حملمد الطاىر بن عاشور (ت‪1393‬ىجري) ج‪.‬ص‪،‬‬
‫الدار التونسية للنشر والتوزيع‪1984 ،‬ميبلدي‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬سورة طو( اآلية (‪.)113‬‬

‫‪ - 35‬ينظر التحرير والتنوير للطاىر بن عاشور ج‪ ،16‬ص‪.315‬‬


‫‪36‬‬
‫‪ -‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية (‪.)143‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلايت (‪.)195/192‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪31‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫أوالً صلد السورة مكية‪ ،‬أي أف غرضها الرئيس ترسيخ العقيدة‪ ،‬وصلد أ اا بدأت ابألحرؼ ادلقطعة (طسم)؛ إلظهار التحدي للمعاندين كما أ اا‬

‫تاب ادلبُِت)‪ .38‬فالدعوة إذل هللا حتتاج إذل اإلابنة‪ ،‬وىكذا تتواذل قصص الرسل وكيف كذهبم قومهم‪ ،‬فقصة سيدَن‬ ‫ك آايت ِ‬
‫الك ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫افتتحت حبديث عن القرآف (تلْ َ َ ُ‬
‫فأرِس ْل إذل َى ُارو َف)‪.39‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫موسى الذي طلب من هللا عزوجل أ ْف يرسل معو ىاروف ألنو أفصح لساَنً فقاؿ( ِ‬
‫ص ْد ِري َوالَ يػَنْطَل ُق ل َس ِاين ْ‬
‫يق َ‬
‫(ويَض ُ‬
‫َ‬

‫وتتواذل قصص األنبياء تسلية للنيبملسو هيلع هللا ىلص وتبييناً لو أنو ُك ِّذب كما ُك ِّذب الرسل من قبلو‪ .‬وأيضاً فإ ّف ادلناسبة واضحة جداً للحديث عن القرآف الكرمي‬

‫ب ذكر آايت هللا ومعجزاتو اليت آاتىا للرسل من قبلو لسيدَن موسى أويت ادلعجزات اليت ذُكرت يف السورة وأيضاً سيدَن إبراىيم وأيضاً‬ ‫يف ىذه السورة‪ِ ،‬‬
‫وعق َ‬
‫َ‬
‫سيدَن ىود‪ ،‬مث ىذه اآلية لبياف معجزة النيبملسو هيلع هللا ىلص اخلالدة الباقية وىي ىذا القرآف العظيم‪ ،‬إذاً ادلقاـ موائم جمليء ىذه اآلية يف ىذه السورة بل وىذا احملل من‬

‫السورة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫العالَ ِمُت)‬
‫ب َ‬ ‫يل َر ِّ‬ ‫ولنبدأ مع قبسات من ىذه اآلايت الكرديات( فنجد أ اا بدأت ابحلديث عن ُمن ِزؿ القرآف هللاﷻ‪ .‬ففي قولو تعاذل( َ‬
‫(وإنَّوُ لَتَػنْز ُ‬
‫((بدأت أبسلوب التوكيد (إ ّفَ) والـ التوكيد مث التعبَت ابدلصدر(تَػنْ ِزيل) الذي مبعٌت ادلفعوؿ للمبالغة حىت كأنو ادلنَػَّزؿ نفس التنزيل)) ‪ 41‬مث نسب التنزيل إذل هللا‬
‫ُ‬
‫عزوجل والتعبَت بصفة الربوبية الذي يدؿ على اإلنعاـ والتلطف مع عباده‪ ،‬فهو تنزيل ما أراد بو ربنا العنت بل أراد اإلنْعاـ واللطف بعباده مث ادلضاؼ إليو‬

‫(العادلُت) لبياف أ ّف ربنا عزوجل أنزلو وفقاً لعلمو تعاذل ابلعادلُت ومايصلحهم وما ينفعهم فهو خلقهم وىو أعلم أبحواذلم‪ .‬مث ((إ ّف إنزالو كاف أبشرؼ وفادة مع‬

‫ُت) ‪ 42‬جربيل عليو السبلـ‪ .‬ودل يصرح ابمسو بل ذكر وصفو دلعٌت لطيف؛ ذلك أنو جعلو روحاً ((فهو كالروح الذي تبث‬
‫األم ْ‬
‫وح َ‬ ‫أشرؼ ادلبلئكة (نػََزَؿ بِِو ُّ‬
‫الر ُ‬
‫‪44‬‬
‫معو احلياة؛ ألنو صلاة للخلق من ابب الدين)) ‪ ،43‬و((مساه أميناً ألنو مؤدتن على ما يؤديو إذل األنبياء عليهم السبلـ‪)).‬‬

‫ك لِتَ ُكو َف ِم َن ادلنْ َذ ِرين)‪.‬‬


‫(علَى قَػلْبِ َ‬
‫مث إ َف اإلنزاؿ كاف إنزاالً خاصاً؛ حيث كاف إنزاالً على القلب ال على السمع فحسب‪ ،‬قاؿ تعاذل( َ‬
‫ُ‬
‫(علَى قَػ ْلبِ َ‬
‫ك) يف غاية الدقة؛ حيث استعَت حرؼ (على) ادلوضوع لبلستعبلء بدالً من حرؼ (إذل) اليت‬ ‫وكم كانت اإلستعارة التبعية يف قولو تعاذل َ‬
‫تدؿ على اإلنتهاء على سبيل اإلستعارة التبعية يف احلرؼ‪ ،‬وفائدة ىذه االستعارة البديعة بياف دتكن القرآف من النيب ملسو هيلع هللا ىلص بل وعلى كل من يصل لقلبو ((إ ْذ‬

‫أمر ربو ويتجنب ما اى عنو)) ‪ .45‬و((إَّنا خص القلب دوف السمع؛ ألف ادلعاين الروحانية إَّنا تتنزؿ أوالً على الروح مث تنتقل‬ ‫ِ‬
‫سامع لو ومطيع ديتثل ما َ‬
‫القلب ٌ‬
‫فيو إذل القلب لِ َما بينهما من التعلق مث تتصعد يف إذل الدماغ))‪.46‬‬

‫فخص اإلنذار دوف البشارة ودل يقل لتكوف من ادلبشرين؛ ألف ادلقاـ ىنا مقاـ عناد واستكبار من‬
‫َ‬ ‫وتذييل ىذه اآلية بقولو (لِتَ ُكو َف ِم َن ادلنْذ ِرين)‬
‫ُ‬
‫الكفار فناسب التعبَت ابإلنذار دوف البشارة‪.‬‬

‫يب ُمبُِت)‬ ‫ِِ ٍ‬


‫(بل َساف َعَرٍِّ‬

‫‪ - 38‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‬


‫(‪.)2‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية (‪.)13‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية (‪.)192‬‬

‫‪ - 41‬ينظر التحرير والتنوير إلبن عاشور ج‪ ،1‬ص‪.192‬‬


‫‪ - 42‬ينظر مفاتيح الغيب يف الكشف عن قناع الريب لفخر الدين الرازي ج‪ ،3‬ص‪ ،53‬دار إحياء الًتاث العريب‪ ،‬بَتوت‪،‬لبناف‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ - 43‬ادلرجع السابق من الصفحة نفسها بتصرؼ‪.‬‬
‫‪- 44‬ادلرجع السابق من الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ - 45‬حدائق الروح والرحياف ج‪ ،2‬ص‪.128‬‬
‫‪ - 46‬ينظر تفسَت انوار التنزيل وأسرار التأويل للقاضي البيضاوي ادلسمى بتفسَت البيضاوي لناصر الدين أبو سعيد البيضاوي‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،149‬دار إحياء‬
‫الًتاث‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ 1418 ،‬ىجري‪.‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪32‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫يب ُمبُِت) يف ىذا ادلوضع ((إعبلماً منو دلشركي قريش أنو نزؿ كذلك لِئبل يقولوا إنّو نزؿ بغَت‬ ‫ِِ ٍ‬
‫وإَّنا ذكر هللا تعاذل أنو نػََّزؿ ىذا القرآف (بل َساف َعَرٍِّ‬
‫ٍ‬ ‫(وما َأيتِي ِه ْم ِم ْن ِذ ْك ٍر ِم َن َّ‬
‫‪47‬‬
‫الر ْزتَ ِن ُْزل َدث إالَ َكانُوا َعنْوُ‬ ‫ألَن ال نفهمو؛ وإَّنا ىو تقريع ذلم وذلك أنو تعاذل ذكره قاؿ( َ‬
‫لساننا فنحن إَّنا نُعرض عنو وال نسمعو َ‬
‫‪48‬‬
‫ُم ْع ِر ِضُت))‬

‫فلما كاف إعراضهم عنو َنسب أ ْف يبُت ذلم هبذه اآلية َّ‬
‫أف إعراضهم ليس لو أساس من العقل فهو كتاب منزؿ من رب العادلُت على أشرؼ ادلبلئكة‬

‫على أشرؼ الرسل وأعظم القلوب أبفصح األلسنة وأبينها‪.‬‬

‫ه‪ .‬حديث رب العاملني عن لغة القرآن الكرمي يف سورة الزمر‪.‬‬

‫آف ِم ْن ُك ِّل َمثَ ٍل لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَذ َك ُروف قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً َغْيػَر ِذي ِع َو ٍج لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَّػ ُقوف)‪.49‬‬
‫َّاس ِيف ى َذا ال ُقر ِ‬ ‫ِ‬
‫ضَربْػنَا للن ِ َ ْ‬ ‫(ولََق ْد َ‬
‫يف قولو تعاذل( َ‬

‫ىذه اآلية الكردية وردت يف سورة الزمر‪ ،‬وعند النظر لسورة الزمر صلد زلورىا الذي تدور حولو ىو التوحيد واإلخبلص‪ ،‬والشك أف القرآف الكرمي‬

‫الع ِزي ِز احلَ ِكيم)‪ ،50‬مث تتواذل اآلايت وأييت‬ ‫الكت ِ ِ‬


‫اب م َن هللا ْ‬
‫ِ‬
‫ىو الطريق األوحد للتوحيد واإلخبلص‪ ،‬وصلد ىذه السورة مفتتحة ابحلديث عن القرآف الكرمي (تَػْن ِزُؿ َ‬

‫ين خيَْ َش ْو َف َربػَّ ُه ْم)‪ ،51‬مث أتيت‬ ‫قبيل اآلية حديث عن أتثَت القرآف يف النفوس يف قولو تعاذل( (هللا نػََّزَؿ أحسن احل ِديث كِتاابً متش ِاهباً مث ِاين تَػ ْقشعُِّر ِمنْو جلُ ِ‬
‫ود الَذ َ‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫َ َ َُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫ُ‬
‫ضَربْػنَا‪......‬أخل)‪ ،‬وكأ ّف أساس التوحيد واإلخبلص( أوالً ىونزوؿ القرآف على النيب ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬مث اثنياً أتثَت ىذا القرآف يف النفس مث اإلتعاظ‬
‫(ولََق ْد َ‬
‫اآلية اليت معنا َ‬
‫نزؿ من رب العادلُت‪ ،‬وىكذا فإف مقاـ اآلية مناسب لغرض السورة من احلديث عن اإلخبلص‬ ‫أبحواؿ السابقُت واليقُت أبف القرآف العظيم غَت ذي ِع ٍ‬
‫وج‪ُ ،‬م ٌ‬

‫والتوحيد‪ ،‬ومناسب لآلايت السابقة والبلحقة اليت حتدثت عن القرآف الكرمي‪.‬‬

‫ولنبدأ يف أفناف ىذه اآلية ادلباركة فنجدىا بدأت بداية قوية جداً‪ ،‬حيث بدأت ابلواو ادلوطئة للقسم‪ ،‬مث الـ القسم‪ ،‬مث (قد) اليت للتحقيق وذلك يف‬

‫(ضَربْػنَا) والضرب حروفو قوية‪ ،‬فالضاد والراء والباء حروؼ رلهورة مث معناه فيو قوة‪ ،‬فالضرب ال يكوف إالّمن‬
‫(ولَ َق ْد) لفظ َ‬
‫(ولق ْد) مث أعقب لفظ َ‬
‫قولو تعاذل َ‬
‫قوي‪ ،‬مث إسناد الضرب لضمَت العظمة (َن) بل أعظم من يف الكوف وىو هللا عزوجل مث اإلشارة للقرآف ابسم اإلشارة الذي للقريب (ىذا) ويف ذلك إشارة إذل‬

‫أنو قريب من نفوس ادلؤمنُت بل ويف متناوؿ ادلعاندين فليس ذلم عذر يف أنو بعيد عنهم دل يستطيعوا أف يعوه‪.‬‬

‫كل ىذه الشدة يف اآلية جاءت حرصا عليهم وليس تعنتاً‪ ،‬ومن مث جاء بلفظ الرجاء (لَ َع َّل) لبياف شدة احلرص على ىدايتهم‪ ،‬مث لفظ يتذكروف‪،‬‬

‫فإذا دل ُحيدث القرآف لئلنساف ذكراً وفكراً فكأنو مااستفاد منو شيئاً‪ ،‬مث اآلية الثانية شاىدَن (قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً‪....‬أخل) وفيها مافيها من التأكيد تناسب اآلية‬

‫سابقتها‪ ،‬و((جاء التأكيد من رليء (قرآَنً) حاؿ موطئة‪ ،‬مث رليء لفظ (عربياً) حاؿ و(غَت ذي عوج) صفة أو حاالً آخر))‪ .52‬فتتابع احلاؿ والصفات فيو‬

‫أتكيد للمعٌت‪(( ،‬إ ْذ إ ّف تتابع ادلؤكدات تدؿ على عظم ادل َؤَكد وىو أمهية القرآف العظيم‪ ،‬وأيضاً فإ ّف يف توارل ادلؤكدات نظر حلاؿ الفريق الذين دل يتدبروا القرآف‬

‫وطغوا وأنكروا أنو من عند هللا))‪.53‬‬

‫ويف التعبَت بقولو تعاذل( (غَْيػَر ِذي ِع َو ٍج) إشارة بليغة‪ ،‬نبو إليها العبلمة الزسلشري يف تفسَت الكشاؼ حيث قاؿ( ((غَت ذي عوج( مبعٌت اليوجد‬

‫فيو إعوجاج مافيو إالَّ اإلستقامة الغَت))‪ ،54‬فهو مستقيم بريءٌ من التناقض واإلختبلؼ ((فإف قلت فهبلَّ قيل مستقيماً قلت فيو فائداتف( أحدمها نفي أف‬

‫‪ - 47‬ينظر تفسَت جامع البياف يف تفسَت أي القرآف للطربي‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪.643‬‬


‫‪48‬‬
‫‪ -‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية (‪.)2‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ -‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية (‪.)28‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية (‪.)1‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية (‪.)23‬‬

‫‪ - 52‬ينظر نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور إلبراىيم بن عمر البقاعي (ت‪ )855‬ىجري‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ ،440‬بتصرؼ دار الكتاب اإلسبلمي‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ - 53‬ينظر التحرير والتنوير للطاىر بن عاشور‪ ،‬ج‪ ،21‬ص‪.123‬‬
‫‪ - 54‬ينظر الكشاؼ عن غوامض التنزيل للقاسم زلمود بن عمر الزسلشري (ت‪ )538‬ىجري‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪/558‬نشر دار الكتاب العريب‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪ 1407‬ىجري‪.‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪33‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫أف لفظ العِوج سلتص ابدلعاين دوف األعياف))‪ 55‬أي إ ّف هللا عزوجل يف ىذه اآلية أثبت الكماؿ للقرآف‬
‫وج قط كما قاؿ (ودل جيعل لو عوجا) والثانية َّ‬ ‫ِ‬
‫يكوف فيو ع ٌ‬
‫غرو يف ذلك فهو كتاب (تنزيل من حكيم زتيد )‪.‬‬
‫فتم لو سبلمة اللفظ وادلعٌت وال َ‬
‫الكرمي لفظاً لكونو قرآَنً عربياً‪ ،‬ومعٌت بقولو (غَتذي عوج) ّ‬

‫لت)‪.‬‬
‫ص ْ‬‫و‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة (فُ ِّ‬

‫آايتُو قُرآَنًَ َعَربِيَّاً لَِق ْوٍـ يػَ ْعلَ ُمو ْف)‪.56‬‬


‫ت َ‬
‫ِ‬
‫صلَ ْ‬
‫اب فُ ّ‬
‫ِ‬
‫يف قولو تعاذل( (كتَ ٌ‬

‫مناسبة اآلية دلا قبلها‪.‬‬

‫ىذه اآلية الكردية تقع يف مبتدأ سورة (فصلت) وعند النظر دلقاـ اآلية صلد أ ّف سورة فصلت مكية والسور ادلكية تعٍت جبانب العقيدة والتوحيد‬

‫وإفحاـ ادلعاندين‪ ،‬و((قصة عتبة بن ربيعة حينما جاء إذل النيب ملسو هيلع هللا ىلص متحدايً ومعانداً فما تكلم معو النيب إالّ أ ْف قاؿ لو( أفرغت ايابن العم‪ ،‬امسع مٍت وتَلى‬

‫أف‬ ‫‪57‬‬
‫ود) ‪ ،‬فقاؿ لو( َنشدت هللا والرحم ْ‬ ‫اع ِ ٍ‬ ‫أعرضوا فَػ ُقل أنْ َذرتُ ُكم صاعِ َقةً ِمثَل ص ِ‬
‫قة َعاد َو َذتُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ‬ ‫عليو سورة فصلت من مبدأىا حىت إذا وصل لقولو تعاذل( (فإ ْف ْ َ ُ‬

‫تسكت مث انصرؼ إذل قومو يقوؿ ذلم خلُّوا بُت الرجل ومايريد إذل آخر القصة))‪ .58‬إذف ضلن أماـ سورة مفحمة للمعارضُت‪ ،‬ومن مث بدأت ابحلديث عن‬

‫القرآف الكرمي وأنو تنزيل من الرزتن الرحيم‪.‬‬

‫ولنبدأ مع اآلايت البينات يف بداية السورة ادلباركة‪.‬‬

‫صلد أ ّف السورة افتتحت ابألحرؼ ادلقطعة (حم) وأعقب ذلك حديث عن القرآف الكرمي وتنزيلو وعربيتو وكأ ّف يف افتتاحها هبذه األحرؼ تنبيهاً‬
‫وحتدايً؛ تنبيو على أ ّف ىذه احلروؼ من جنس حروفكم‪ٍ ،‬‬
‫وحتد على أف أيتو مبثلو وكأنو يقوؿ إف كنتم تعقلوف حقاً فهذه حروفكم وما استطعتم أ ْف تعارضوا ىذا‬

‫الكبلـ وال تقدروف على مثلو‪.‬‬

‫مث رليء لفظ (تنزيل) والنزوؿ اليكوف إالّمن علو فهو كبلـ ِ‬
‫عاؿ القدر من عظيم ال َق ْدر‪ .‬و((الختفى ببلغة التعبَت ابدلصدر (تنزيل) بدالً من اسم‬

‫(منَػَّزٌؿ) ومايف ىذا من اجملاز ادلرسل الذي عبلقتو ادلصدرية وفائدة ذلك اجملاز إشارة ببلغية لطيفة أي أف ىذه القرآف بلغ من الكماؿ ماجعلو كأنو ىو‬
‫ادلفعوؿ ُ‬
‫صدَّر وصار مصدراً للتنزيل وكأ ّف أي كبلـ آخر منزؿ والقرآف وحده ىو التنزيل ادلتقن ويف (إضافة التنزيل إذل الرزتن الرحيم)‬
‫التنزيل فاستغٌت عن ادلفعوؿ حىت تَ َ‬
‫للداللة على أنو‪-‬أي القرآف مناط ادلصاحل الدنيوية))‪.59‬‬

‫((فالصفة الغالبة يف ىذه التنزيل صفة الرزتة‪.....‬فهو رزتة للذين آمنوا واتبعوه ورزتة كذلك لغَتىم ال ِم َن الناس وحدىم ولكن األحياء رتيعاً‪ ،‬فقد‬
‫‪60‬‬
‫سن منهجاً ورسم ُخطة تقوـ على اخلَت للجميع‪....‬ودل يقتصر يف ىذا على ادلؤمنُت وإَّنا كاف أتثَته عادليا ومط ِرداً))‬
‫َّ‬

‫ت) اليت مبعٌت‬ ‫ِ‬


‫صلً ْ‬
‫ويف رليء لفظ (تنزيل) ولفظ (كتاب) نكرة للتعظيم ابلغ األثر يف الدعوة إذل االىتماـ هبذا الكتاب العظيم‪ .‬واصطفاء لفظة (فُ ّ‬
‫ِ‬
‫صل فيو كل شيء فبل حاجة للبشرية بعد تفصيلو إذل أي شيء فهو منهج قومي جملتمع‬ ‫(بػُيِّنَ ْ‬
‫ت) إشارة إذل أ ّف القرآف الكرمي استوعب علوـ األولُت واآلخرين فَػ ُف ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صل بوحي من رب العادلُت‪ ،‬فَػلَو قيل (بػُيِّنَت) آايتو بدالً من (فُ ّ‬
‫صلَت) دلا أشارت إذل ىذه ادلعاين إ ْذ من ادلمكن أف تبُت الشيء وحيتاج البياف إذل بياف‬ ‫سليم‪ ،‬فُ ّ‬
‫آخر‪.‬‬

‫‪ - 55‬ينظر ادلرجع السابق‬


‫ج‪ ،4‬ص‪.145‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية (‪.)2‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ -‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية (‪.)13‬‬

‫‪ - 58‬ينظر القصة بطوذلا يف كتب التفسَت وإَّنا اختصرهتا ىنا كي ال يطوؿ ادلقاـ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬ينظر تفسَت البيضاوي‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.107‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ -‬ينظر يف ظبلؿ القرآف لسيد قطب ج‪ ،6‬ص‪.28‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪34‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫((أما لفظة(فصلت) فتدؿ على البياف الشايف الكايف‪ ،‬وىذا التفصيل جاء (قرآَنً عربياً)‪ ،‬لكي ال يكوف ألحد حجة؛ ألنو أنزؿ ُمْبػتَ َدأً على العرب؛‬

‫‪.‬وخْت ُم اآلية الكردية بقولو تعاذل (لقوـ يعلموف) األشياء ويعقلوف الدالئل وينظروف على طريق النظر فكأف‬
‫وأل ام نبغوا يف العربية حىت ال تكوف ذلم حجة َ‬
‫القرآف فصلت آايتو ذلوالء؛ إ ْذ ىم أىل اإلنتفاع هبا فخصوا هبا تشريفاً))‪.61‬‬

‫((قاؿ أىل السنة( الصفات ادلذكورة ىنا توجب شدة اإلىتماـ دلعرفتو والوقوؼ على معانيو‪.....‬وكونو قرآَنً عربياً ولغة العرب أفصح اللغات شلا‬

‫يوجب أف تتوافر عليو الرغبات وال سيما العرب ومن داَنىم))‪.62‬‬

‫ز‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة الشورى‪.‬‬

‫السعَِت)‪.63‬‬
‫يق ِيف َّ‬ ‫ك قػُرآَنًَ عربِيَّاً لِتػنْ ِذر أ َُّـ ال ُقرى ومن حوَذلا وتُػنْ ِذر يػوـ اجلم ِع َال ري ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يق ِيف اجلَنَّة َوفَ ِر ٌ‬
‫ب فيو فَ ِر ٌ‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َْ َ‬ ‫ك ْأو َحْيػنَا إلَْي َ ْ َ َ ُ َ‬ ‫يف قولو تعاذل( ( َوَك َذل َ‬

‫مناسبة اآلية للسورة‪.‬‬

‫((ىذه السورة تعاجل قضية العقيدة كسائر السور ادلكية ولكنها تركز بصفة خاصة على حقيقة الوحي والرسالة حىت ليصح أف يقاؿ( إ اا ىي احملور‬

‫الرئيسي الذي ترتبط بو السورة كلها))‪ .64‬فكما كاف موضوع السورة الوحي َنسب جداً أف أتيت ىذه اآلية للحديث عن عربية القرآف الكرمي‪ .‬وال خيفى أ ّف‬

‫السورة بدأت ابألحرؼ ادلقطعة (حم عسق) وىذه إشارة للتحدي كما سبق أ ْف أشرت سابقاً يف صدر البحث‪.‬‬

‫ت َع ْلي ِه ْم بَِوكِيل)‪ .65‬فهذه اآلية تقوؿ للنيب‬ ‫ين َاختَ ُذوا ِم ْن ُدونِِو ْأولِيَاءَ هللا َح ِفي ٌ‬
‫ظ َعلي ِه ْم َوَما أنْ َ‬
‫ِ‬
‫َّأما عن مناسبة اآلية اليت قبلها وىي قولو تعاذل( (والذ َ‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص( التعنت نفسك ابالنشغاؿ ابدلكذبُت وىدايتهم فاهلل ىو احلفيظ عليهم ولست وكيبلً هبدايتهم‪ ،‬مث أتيت اآلية (وكذلك‪....‬أخل) معطوفة على ىذه اآلية‬

‫ك إالَّ البَبلَغ)‪ ،66‬فاآليتاف مرتبطتاف يف السياؽ‪.‬‬ ‫لتؤكد أ ّف إنزاؿ القرآف للببلغ واإلنذار‪ ،‬أما اذلداية ِ‬
‫فم َن هللا عزوجل‪ .‬يقوؿ هللا تعاذل((إ ْف َعلَْي َ‬
‫ولنبدأ مع اآلية اليت معنا فنجدىا بدأت ابسم اإلشارة (كذلك) الذي فيو البلـ اليت تدؿ على البػعد‪ ،‬وادلراد هبا ىنا بعد ِ‬
‫وعظم منزلة القرآف الكرمي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫العز ُيز احلَ ِك ُيم)‪ 67‬وأيضاً فإف التعبَت ابلوحي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ِم ْن قَػبْل َ‬ ‫كي ِ‬
‫ك هللاُ َ‬ ‫ك َو َإذل الذ َ‬
‫وحي إلَيْ َ‬‫مث التعبَت بلفظ الوحي‪،‬يف قولو (أوحينا) ليتناسب مع مفتتح السورة ( َك َذل َ ُ‬
‫مناسب للسورة َك ُكل فموضوعها األساس احلديث عن الوحي‪ .‬وال خيفى ما يف رليء ضمَت العظمة (َن) مفعوالً بو للوحي ومايف ذلك من إشارة واضحة لعظم‬

‫وحى بو (القرآف)‪،‬كما ال خيفى ببلغة رليء ذكر النيب ملسو هيلع هللا ىلص (إليك) عقب ضمَت العظمة الخيفى مايف ذلك من إشارة إذل عظم‬ ‫ِ‬
‫ادلُوحي (هللا عز وجل) وادلُ َ‬
‫ادلوحى إليو (النيب ملسو هيلع هللا ىلص) مث إعقاب ذلك بتفصيل نوع الوحي بقولو (قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً) فمجيء احلاؿ بصيغة ادلصدر (قرآَنً) بدالً من ادلفعوؿ (مقروء) فيو داللة على‬
‫َ‬
‫أنو ادلقروء الكامل الذي بلغ يف كمالو درجة الكماؿ حىت ال يكوف شيئاً قرآَنً إالّ ىو‪ ،‬وكأف كل مقروء مفيد وَنفع ماىو إال اتبع للقرآف الكرمي حىت كأنو‬

‫صار مصدراً لكل مقروء َنفع‪.‬‬

‫ووصف القرآف ب(عربياً) يف ىذه اآلية ألف ادلقاـ مقاـ حديث عن الوحي الذي ىو ((بلساف العرب ألف الذين أُرسل إليهم النيب قوـ عرب‪،‬‬
‫فأوحى إليو ىذا القرآف أبلسنتهم ليفهموا مافيو من حجج هللا ِ‬
‫وذك ِره‪ ،‬ألف هللا ال يرسل رسوالً إال بلساف قومو))‪.68‬كما الخيفى ببلغة رليء قولو (قرآَن عربياً)‬ ‫ُ‬
‫عرب ابإلنذار بدالً من اإلخبار؛ أل ّف اإلخبار يكوف ابخلَت أو‬ ‫ِ ِ‬
‫نكرة وذلك للتعظيم والتفخيم‪،‬كما ال خيفى دقة التعبَت بلفظ اإلنذار يف قولو (لتُػْنذر)‪ ،‬حيث ّ‬

‫‪ - 61‬ينظر تفسَت البيضاوي‬ ‫ج‪ ،4‬ص‪.45‬‬

‫‪ - 62‬ينظر تفسَت النيسابوري لنظاـ الدين النيسابوري (ت‪)850‬ىجري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ /48‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،‬بدوف اتريخ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية (‪.)7‬‬

‫‪ - 64‬ينظر تفسَت (يف ظبلؿ القرآف) لسيد قطب ج‪ ،1‬ص‪.303‬‬


‫‪65‬‬
‫سورة الشورى‪ ،‬اآلية (‪.)6‬‬

‫‪ - 66‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية (‪ )48‬ومن العجيب أ ّف ىذه اآلية أيضاً يف نفس سورة الشورى‪ ،‬فانظر إؿ ترابط ادلعاين وبُت آايت السورة‪ ،‬فسبحاف من ىذه‬
‫الكبلـ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪ -‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية (‪.)3‬‬

‫‪ - 68‬ينظر تفسَت الطربي ج‪ ،2‬ص‪.469‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪35‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫‪69‬‬
‫وخص يف ىذه اآلية ذكر اإلنذار‬
‫إخبار فيو سرور)) ‪ُ .‬‬
‫فهو((إخبار فيو ختويف كما ا ّف التبشَت ْ‬
‫ٌ‬ ‫الشر ويكوف ابخلرب اجللل وابخلرب التافو‪ّ ،‬أما اإلنذار فيختص‬

‫دوف ذكر البشارة؛ أل ّف اآلية اليت قبل ىذه اآلية خاصة ابحلديث عن ادلعرضُت ادلكذبُت وليس فيها حديث عن ادلؤمنُت‪ ،‬فمن مث َنسب اجمليء ابإلنذار فقط‬

‫صر‪-‬أبلغ؛ ألف يف التعبَت أبـ القرى إشارة إذل فضل مكة ادلكرمة ((ألف فيها‬
‫أخ َ‬
‫دوف البشارة‪ ،‬وكم كاف التعبَت بلفظ (أـ القرى) بدالً من (مكة)‪ -‬مع أ َف الثاين ْ‬
‫البيت ومقاـ سيدَن إبراىيم والعرب تسمى أصل كل شيءأُما حىت يقاؿ ىذه القصيدة من أمهات قصائد فبلف))‪ 70‬و((أل ااأصل كل بلدة فمنها ُدحيت‬

‫األرض وذلذا ادلعٌت يُزار ذلك ادلوضع من رتيع نواحي األرض))‪ .71‬فإليها جيتمع احلجيج من كل بقاع األرض‪.‬‬

‫ويف التعبَت بلفظ (أـ القرى) رلاز ابحلذؼ ألف ادلعٌت لتنذر أىل أـ القرى‪ ،‬فحذؼ ادلفعوؿ األوؿ لئلنذار للعلم بو واختصاراً وإشارة إذل عموـ‬

‫اإلنذار‪.‬‬

‫(وَم ْن َح ْوَذلَا) احًتاز الزـ حيث وضح ىذا اإلحًتاز عموـ رسالتو ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فهو أرسل لقومو خاصة وللناس عامة فاإلنذار ال يقتصر‬
‫ويف قولو تعاذل َ‬
‫ب فِيو)«‪(( »73‬لزايدة هتويل أمر يوـ اجلمع‬
‫وـ اجلَ ْم ِع َال َريْ َ‬
‫على أـ القرى بل يتعدى ؿ((قرى األرض كلها))‪ .72‬ويف تكرار لفظ اإلنذار يف قولو تعاذل ِ‬
‫(وتػُنْذ َر يَ َ‬
‫َ‬
‫ألف ختصيصو ابلذكر بعد عموـ اإلنذار يقتضي هتويلو أي وتنذر الناس يوـ اجلمع))‪ .74‬وذكر (يوـ اجلمع) عقب ذكر (وتنذر أـ القرى) شلا يسميو الببلغيوف‬

‫عاـ يف أمور الدنيا والدين واإلنذار بيوـ اجلمع خاص يف اإلنذار بيوـ القيامة‪ .‬وفائدة ذكر اخلاص بعد العاـ التنويو‬
‫ذكر اخلاص بعد العاـ؛ فإنذار أـ القرى ٌ‬
‫بشأف وعظم ذلك اليوـ‪.‬‬

‫وكم كاف بديعاً ذلك احلذؼ ادلتتابع حيث حذؼ ادلفعوؿ الثاين للفعل األوؿ يف قولو (لِتُػْن ِذ َر أ َُّـ ال ُقَرى) أي لتنذر أـ القرى العذاب‪ ،‬وحذؼ‬

‫وـ اجلَ ْم ِع) أي تنذر الناس يوـ اجلمع‪ .‬حيث أكسب ىذه احلذؼ ادلتتابع الكبلـ خفة‪ ،‬ورتلة ( الريب فيو‬ ‫ادلفعوؿ األوؿ من الفعل الثاين يف قولو ِ‬
‫(وتػُنْذ َر يَ َ‬
‫َ‬
‫)رتلة اعًتاضية معًتضة بُت البياف وادلبُت فهي رتلة تنفي الريب يف وقوع يوـ القيامة وىو واقع ال زلالة وإ ْف أراتب فيو ادلرجفوف وادلعاندوف فإنكارىم لو ال‬

‫يعتد بو فهو والعدـ سواء‪.‬‬

‫السعَِت) مبلئماً دتاـ ادلبلئمة‪ ،‬فبعد كل ىذا اإلنذار َنسب أ ْف ُختتم اآلية ابلنتيجة النهائية‬
‫يق ِيف َّ‬
‫يق ِيف اجلَنَّة َوفَ ِر ٌ‬
‫وكم كاف ختم اآلية بقولو تعاذل (فَ ِر ٌ‬
‫فختم اإلنذار إبنذار‪ .‬إ اا النتيجة احلتمية واحلقيقة الرابنية‪.‬‬
‫لقبوؿ اإلنذار والتكذيب بو‪ُ ،‬‬

‫ح‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة الزخرف‪.‬‬

‫(إَن َج َعلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪.75‬‬


‫يف قولو تعاذل( َّ‬

‫مناسبة اآلية دلا قبلها وما بعدىا‪.‬‬

‫صلد تناسباً بُت سورة الزخرؼ والسورة الىت قبلها وذلك من وجهُت(‬

‫األوؿ( ((تشابو مطلع ىذه السورة مع مطلع وخادتة السورة ادلتقدمة يف وصف القرآف وبياف صورة الوحي اإلذلي‪ .76)).‬وصلد تناسباً وترابطاً بُت‬

‫ىذه اآلية واآلية اليت قبلها واآلية اليت بعدىا‪ ،‬فاآلية األوذل (حم) وىي من األحرؼ ادلقطعة وىو من حتدي هللا هبا للمعارضُت‪ ،‬فالقرآف من جنس حروفهم‬

‫قسم من هللا عزوجل ابلكتاب ادلبُت‪ ،‬ومعٌت ادلبُت ((أي البُت الواضح اجللي ادلعاين واأللفاظ‪ ،‬ألنو نزؿ بلغة العرب اليت ىي‬
‫وعجزوا عن معارضتو‪ .‬واآلية الثانية ٌ‬

‫‪ - 69‬ينظر(ادلفردات يف غريب القرآف) الراغب األصفهاين‪( ،‬ت‪ )502‬ج‪ ،1‬ص‪/481‬دار ادلعرفة‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬بدوف اتريخ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -‬ينظر مفاتيح الغيب يف الكشف عن قناع الريب‪ ،‬لفخر الدين الرازي ج‪ ،8‬ص‪.299‬‬

‫‪ - 71‬ادلرجع السابق من الصفحة نفسها‪.‬‬


‫‪ - 72‬ينظر معادل التنزيل يف تفسَت آي القرآف ادلسمى بتفسَت البغوي حملمد بن احلسن البغوي (ت‪ )510‬ج‪ 7‬ص‪ ،184‬حتقيق دمحم عبد هللا النمر‪/‬دار طيبة‬
‫للنشر‪ ،‬الطبعة الرابعة (‪ )1417‬ىجري (‪ )1997‬ميبلدي‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية (‪.)7‬‬

‫‪ - 74‬ينظر التحرير والتنوير للطاىر بن عاشور‪.‬‬


‫‪75‬‬
‫‪ -‬سورة الزخرؼ‪ ،‬اآلية (‪.)3‬‬

‫‪ - 76‬ينظر التفسَت ادلنَت للدكتور وىبة الزحيلي‪ ،‬ج‪ ،20‬ص‪ ،112‬دار الفكر ادلعاصر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1418‬ىجري‪.‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪36‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫أفصح اللغات للتخاطب بُت الناس ولذلك قاؿ تعاذل( ( إِ َّن َج َعلْنَاهُ قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً))‪ .77‬مث الًتابط بُت القسم (والكتاب ادلبُت) وجواب القسم (إَن جعلناه)‪ .‬أما‬

‫اآلية التالية لآلية اليت معنا فهي قولو تعاذل( (وإنو يف أـ الكتاب‪.....‬أخل) فهي معطوفة فيها حديث عن عظم القرآف عند هللا عزوجل حيث جعلو يف أـ‬

‫(علِ ٌّي) أي أنو ((يف أعلى طبقات الببلغة))‪ 78‬وصف مرتبط أشد اإلرتباط بعربية‬
‫الكتاب أي( اللوح احملفوظ‪ .‬كما أ ّف وصف القرآف الكرمي بقولو تعاذل( َ‬
‫عريب َعلِ ٌّي أي يف أعلى طبقات الببلغة‪ .‬ومن مثَّ وجدَن ذلك التناسب البديع بُت السورة وماقبلها واآلية وماقبلها ومابعدىا‪.‬‬
‫القرآف فهو قرآف ٌّ‬

‫(إَن َج َعلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)‪ ،79‬فنجد أ ّف اآلية جواب للقسم يف قولو تعاذل (والكتاب ادلبُت) فادلقسم بو الكتاب‬
‫أما عن قولو تعاذل َّ‬

‫وجواب القسم حديث عن القرآف وعربيتو فهناؾ مناسبة بديعة بُت القسم وجوابو ويف ذلك يقوؿ العبلمة الزسلشري( ((أقسم ابلكتاب ادلبُت وىو القرآف وجعل‬

‫أف يف رليء الكبلـ بصيغة القسم‬ ‫قولو قرآَنً عربياً جواابً للقسم وىو من األدياف احلسنة البديعة لتناسب القسم وادلقسم عليو وكو اما من و ٍاد و ٍ‬
‫احد))‪ .80‬كما َّ‬
‫ُ‬
‫تعظيم لقدر ادلقسم وادلقسم عليو؛ أل ّف هللا عزوجل ال يقسم إال بعظيم جليل الشأف‪ .‬فجعل هللا أي تصيَتالقرآف عربياً من عظيم ادلنة على عباده فادلقصود‬

‫((بوصف الكتاب أبنو عريب غرضاف(أحدمها التنويو ابلقرآف ومدحو أبنو منسوج على أفصح لغة‪ .‬اثنيهما التورؾ على ادلعاندين من العرب حُت دل يتأثروا مبعانيو‬

‫كمن يسمع كبلماً بلغة غَت لغتو‪ ،‬وىذا أتكيد دلا تضمنو احلرفاف ادلقطعاف ادلفتتحة هبما السورة من معٌت التحدي أبف ىذا كتاب بلغتكم وقد عجز م عن‬

‫اإلتياف مبثلو))‪ .81‬وتذييل اآلية الكردية بقولو تعاذل (لعلكم تعقلوف) بديع‪،‬حيث استعَت احلرؼ لعل ادلوضوع دلعٌت الًتجي لشدة لطف هللا عزوجل هبم وحرصو‬

‫على ىدايتهم والغرض من االستعارة بياف سعة لطف هللا عزوجل بعباده حىت ولو كانوا معاندين‪.‬‬

‫كما أ ّف رليء قولو تعاذل (تعقلوف) ختاماً لآلية للداللة على أ ّف القرآف كبلـ هللا عزوجل حيتاج لتعقل وتفكر وتدبر‪ ،‬قاؿ تعاذل( ( أَفَبلَ يػَتَ َدبػَُّرو َف‬

‫ال ُقرآ َف ْأـ َعلَى قُلو ٍ‬


‫ب أقْػ َفا ُذلَا)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫فإذا دل يتعقل السامع كبلـ هللا ويتدبره دل ينل منو شيئاً ولن يتجاوز األمساع إذل القلوب‪ .‬وفيو أيضاً إشادة وإشارة ابلذين يتدبروف القرآف حق تدبره‬

‫فأولئك ىم من يستحقوف لفظ العاقلوف‪ّ ،‬أما غَتىم شلن طمث هللا على قلوهبم ودل يتعقلوا كتاب هللا فأولئك ىم اجلاىلوف‪.‬‬

‫ط‪ .‬حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة األحقاف‪.‬‬

‫ين ظَلَ ُموا َوبُ ْشَرى لِْل ُم ْح ِسنُِت)‪.82‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫يف قولو تعاذل( (وى َذا كِتاب م ِ ِ‬
‫ص ّد ٌؽ ل َساَنًَ َعَربيَّاً ليُػْنذ َر الذ َ‬
‫ََ َ ٌ ُ َ‬

‫مناسبة اآلية للسورة ولآلايت قبلها(‬

‫سورة األحقاؼ مفتتحة حبديث عن القرآف الكرمي‪ ،‬قاؿ تعاذل( (تنزيل الكتاب من هللا العزيز احلكيم) وأيضاً ىي من السور اليت بدأت ابألحرؼ‬

‫ادلقطعة فناسب ذلك احلديث عن عربية اللغة فيها‪.‬‬

‫ين َك َفُروا‬ ‫أما عبلقتها ابآلايت قبلها ففي اآليتُت اللتُت قبل ىذه اآلية جداؿ من الكفار للمؤمنُت حوؿ القرآف الكرمي ونبوة النيب ملسو هيلع هللا ىلص (وقَ َ ِ‬
‫اؿ الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وَن إلَْي ِو)‪.83‬‬ ‫ِِ‬
‫للَّذ َ‬
‫ين َآمنُوا لَ ْو َكا َف َخ َْتاً َما َسبَػ ُق َ‬

‫‪- 77‬ينظر تفسَت القرآف العظيم لئلماـ أبو الفداء بن كثَت (ت‪ )774‬حتقيق سامي بن دمحم سبلمة‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ /218‬دار طيبة‪ )1420( ،‬ىجري (‪ )1999‬ميبلدي‪.‬‬
‫‪ - 78‬تفسَت البحر ادلديد يف تفسَت القرآف اجمليد أليب العباس بن عجيبة‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،223‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،‬الطبعة الثانية (‪ )1423‬ىجري‬
‫(‪ )2002‬ميبلدي‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬سورة الزخرؼ‪ ،‬اآلية (‪.)3‬‬
‫‪80‬‬
‫‪-‬ينظر تفسَت الكشاؼ للزسلشري‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.235‬‬

‫‪ - 81‬ينظر التحرير والتنوير للطاىر بن عاشور‪ ،‬ج‪ ،25‬ص‪.159‬‬


‫‪82‬‬
‫‪-‬سورة األحقاؼ‪ ،‬اآلية (‪.)12‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ -‬سورة األحقاؼ‪ ،‬اآلية (‪.)11‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪37‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫مث استدؿ هللا عليهم بكتاب موسى (التوراة) وا اما خيرجاف من مشكاة واحدة مث جاءت اآلية اليت معنا فالعبلقة وثيقة بُت اآلايت ومقصد السورة‪.‬‬

‫ولنبدأ مع قطوؼ من ببلغة ىذه اآلية ادلباركة فنجد أ اا بدأت ابسم اإلشارة الذي للقريب (ىذا) وذلك ((دلراعاة البعد الزمٍت بُت نزوؿ كتاب‬

‫موسى والقرآف الكرمي فلما ذكر التوراة أعقب بذكر القرآف مشَتاً ابسم اإلشارة ادلوضوع للقريب‪ ،‬مث إنو دلا كاف كتاب موسى كتاابً َنسب التعبَت ىنا عن القرآف‬

‫بلفظ كتاب أيضاً من ابب حسن ادلناسبة (اللفظية) وأيضاً للمناسبة ادلعنوية ‪ ،‬فالتوراة والقرآف (توافقا يف أصوؿ الشرائع))‪.84‬‬

‫مصدؽ) حيث دل يقل مصدؽ لو أي‬


‫ٌ‬ ‫وال خيفى َّ‬
‫أف رليء لفظ (كتاب) نكرة للتعظيم والتفخيم ((ويف حذؼ ادلتعلق يف قولو تعاذل ( وىذا كتاب‬

‫لكتاب موسى إفادة للتعميم وإيذاَنً أبنو مصدؽ للكتب السماوية كلها))‪.85‬‬

‫وقولو تعاذل (لساَنً عربياً) أشبو مايكوف ابإلحًتاز‪ .‬فاآلايت قبلو تقوؿ َّ‬
‫إف القرآف مصدؽ لكتاب موسى يف أصل الشرائع ولوال ىذه اإلحًتاز‬

‫توىم أنو مصدؽ لو يف اللغة ال يف الشرائع فقط‪ ،‬ولفسد ادلعٌت‪ ،‬فكل رسوؿ أُرسل بلساف قومو‪ ،‬فكتاب موسى بلسانو والقرآف الكرمي‬
‫(لساَنً عربياً) لتوىم ُم ٌ‬
‫عريب ألنو بلساف من أرسل إليهم النيب ملسو هيلع هللا ىلص ابتداءً‪ .‬وتنكَت (لساَنً) و(عربياً) للتعظيم‪ ،‬ويف استعماؿ اللساف يف اللغة رلاز شائع حىت صار كاحلقيقة إذ اللغة‬

‫والكبلـ أشرؼ وظائف اللساف فعرب ابآللة عن الكبلـ وىو رلاز مرسل عبلقتو اآللية ولكن لكثرة شيوعو صار كأنو حقيقة‪.‬‬

‫ين ظَلّ ُموا‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫مث ختتتم اآلية بعلة من علل نزوؿ القرآف الكرمي على طريق الًتغيب والًتىيب‪ ،‬فالقرآف الكرمي إلنذارالظادلُت ولتبشَت احملسنُت (ليُػْنذ َر الذ َ‬
‫َوبُ ْشَرى لِلْ ُم ْح ِسنُِت)‪ .‬وَنسب احلديث عن اإلنذار والبشارة معاً يف ىذه اآلية ألف سياؽ اآلية السابقة رلادلة بُت ادلؤمنُت والكافرين يف قولو تعاذل ( َوقَ َ‬
‫اؿ‬

‫وَن إِلَْي ِو)‪ .86‬فكاف ختم اآلية بياف عاقبة كبل الفريقُت‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين َك ًفُروا للَّذ َ‬
‫ين َآمنُوا لَ ْو َكا َف َخ َْتاً َما َسبَػ ُق َ‬ ‫الذ َ‬

‫‪ - 84‬فتح القدير حملمد بن علي بن دمحم الشوكاين (ت ‪ )1250‬ج‪ ،5‬ص‪ ،21‬دار ابن كثَت‪ ،‬دار الكلم الطيب‪ ،‬دمشق بَتوت ‪ 1414‬ىجري‪ ،‬األوذل‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬ينظر حدائق الروح والرحياف يف روايب القرآف حملمد األمُت اذلروي‪ ،‬ج‪ ،27‬ص‪.38‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬سورة األحقاؼ‪ ،‬اآلية ( ‪.)11‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪38‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫الخاتمة‬

‫ْزا تؽس ؼأل ف‪ ّٛ‬انثاؼس ذؽه‪ٛ‬م ا‪ٜٚ‬اخ انمشآَ‪ٛ‬ح انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشت‪ٛ‬ح ٔإظٓاس تؼض يٍ تالغرٓا‪ ٔ .‬لذ ذٕصم انثاؼس إنٗ تؼض‬
‫انُرائط يُٓا‪:‬‬

‫إٌ‬ ‫ّ‬
‫انًمطؼح‪ٔ .‬ف‪ ٙ‬رنك إشاسج إنٗ انرؽذٖ إر ّ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫أٌ ظ ّم انغٕس انرٗ ٔسدخ ف‪ٓٛ‬ا ا‪ٜٚ‬اخ انرغغ انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشت‪ٛ‬ح يفررؽح تاألؼشف‬
‫ْزِ األؼشف يٍ ظُظ كاليٓى انز٘ َثغٕا ف‪ .ّٛ‬فٓزِ ا‪ٜٚ‬اخ انرغغ انٕاسدج ف‪ ٙ‬انؽذ‪ٚ‬س ػٍ انهغح انؼشت‪ٛ‬ح ٔسدخ ف‪ ٙ‬يماو انرؽذّٖ فرؽذاْى هللا أٌ ‪ٚ‬ؤذٕا تآ‪ٚ‬ح يٍ‬
‫يصهّ يٍ ظُظ ؼشٔفٓى ٔيٍ ظُظ نغرٓى فًا اعرطاػٕا‪.‬‬

‫‪ -2‬أٌ ا‪ٜٚ‬اخ انرغغ انرٗ ٔسد ف‪ٓٛ‬ا انؽذ‪ٚ‬س ػٍ انهغح انؼشت‪ٛ‬ح ظائد ْزِ ا‪ٜٚ‬اخ ف‪ ٙ‬ع‪ٛ‬اق أعهٕب انرٕك‪ٛ‬ذ ٔرنك؛ ألٌ انًماو يماو ذؽ ٍذ فُاعة رنك‬
‫ذٕانٗ انًؤكذاخ ف‪ ٙ‬ا‪ٜٚ‬ح‪.‬‬

‫‪ -3‬أٌ ُظ ّم ا‪ٜٚ‬اخ انرغ غ انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشت‪ٛ‬ح ظائد تؤعهٕب انرؼظ‪ٛ‬ى فعائد تٌُٕ انؼظًح انًُغٕتح إنٗ هللا ػض ٔظم‪ٔ ،‬أعهٕب انرؼظ‪ٛ‬ى‬
‫ُْا؛ ّ‬
‫ألٌ انًماو يماو ؼعاض يغ انكافش‪ ٍٚ‬فُاعة رنك يع‪ٙ‬ء ْزا األعهٕب ُْا‪.‬‬

‫‪ّ -4‬‬
‫أٌ ظً‪ٛ‬غ ا‪ٜٚ‬اخ انرغغ انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشت‪ٛ‬ح ذؽذشد ػٍ انمشآٌ انكش‪ٚ‬ى تصغح (انمشآٌ) ٔرنك نهذالنح ػهٗ أٌ األصم ف‪ ٙ‬انمشآٌ‬
‫انكش‪ٚ‬ى أٌ ‪ٚ‬كٌٕ يمشٔئا ٔ يؽفٕظا‪ٔ ،‬أ‪ٚ‬ضا فئٌ رنك ف‪ ّٛ‬إظٓاس نرًاو انرؽذٖ نهؼشب انز‪ ٍٚ‬اشر ُ ِٓشٔا تانمشائح ٔ انؽفع دٌٔ انكراتح فرؽذاْى تانًمشٔء دٌٔ‬
‫انًكرٕب ن‪ٛ‬كٌٕ انرؽذٖ يٍ ظُظ يا َثغٕا ف‪.ّٛ‬‬

‫‪ٔ )ٙ‬رنك يٍ كًال انرؽذٖ تؤٌ ‪ٚ‬كٌٕ انرؽذٖ‬


‫‪ -5‬أٌ ظً‪ٛ‬غ ا‪ٜٚ‬اخ انرٗ ركشخ ف‪ٓٛ‬ا انهغح انؼشت‪ٛ‬ح ذؽذشد ػٍ ٔصف انهغح تانؼشت‪ٛ‬ح (ػشت‪ٛ‬ا‪-‬ػشت ٌ‬
‫تكالو انؼشب ‪ ،‬كًا ّ‬
‫إٌ إلرشاٌ نفع انؼشت‪ ٙ‬تانمشآٌ نهذالنح ػهٗ أٌ إػعاص ْزا انمشآٌ اظرًغ ف‪ ّٛ‬شالشح أٔظّ ‪ :‬انٕظّ األٔل‪ :‬أَّ لشآٌ ٔيمشٔء‪ٔ ،‬انصاَٗ‪ :‬كَّٕ‬
‫‪ٔ ،ٙ‬انصانس‪ :‬أَّ يُضل يٍ ػُذ هللا ػض ٔظمّ‪.‬‬
‫ػشت ّ‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪39‬‬


‫مه بالغة كالم رب العالميه في حذيثه عه لغة القرآن الكريم‬
‫‪ARAP DİLİ İLE İLGİLİ BAZI ÂYETLERİN BELÂGAT AÇISINDAN İNCELENMESİ‬‬

‫‪Ahmed Badr Salem MAHMOUD, Şahin ŞİMŞEK‬‬


‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫انمشآٌ انكش‪ٚ‬ى‬

‫أعثاب انُضٔل‪ ،‬أت‪ ٙ‬انؽغٍ ػه‪ ٙ‬تٍ أؼًذ انٕاؼذ٘‪( ،‬خ‪ )468‬ذؽم‪ٛ‬ك كًال تغ‪ ،َٕٙٛ‬داس انؼهً‪ٛ‬ح‪ ،‬ت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬نثُاٌ‪ ،‬انطثؼح األٔنٗ‪)1411( ،‬‬
‫ْعش٘‪.‬‬

‫إَٔاس انرُض‪ٚ‬م ٔأعشاس انرؤٔ‪ٚ‬م‪َ ،‬اصش انذ‪ ٍٚ‬أتٕ عؼذ انث‪ٛ‬ضأ٘‪ ،‬داس إؼ‪ٛ‬اء انرشاز‪ ،‬ت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬نثُاٌ‪ْ )1418( ،‬عش٘‪.‬‬

‫ذؽش‪ٚ‬ش انًؼُٗ انغذ‪ٚ‬ذ ٔذُٕ‪ٚ‬ش انؼمم انعذ‪ٚ‬ذ انًغًٗ انرؽش‪ٚ‬ش ٔانرُٕ‪ٚ‬ش‪ ،‬دمحم انطاْش تٍ ػاشٕس (خ‪ْ )1393‬عش٘‪ ،‬انذاس انرَٕغ‪ٛ‬ح نهُشش‪ ،‬ذَٕظ‬

‫(‪ )1984‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫ذفغ‪ٛ‬ش انثؽش انًذ‪ٚ‬ذ ف‪ ٙ‬ذفغ‪ٛ‬ش انمشآٌ انًع‪ٛ‬ذ‪ ،‬أت‪ ٙ‬انؼثاط تٍ ػع‪ٛ‬ثح‪ ،‬داسانكرة انؼهً‪ٛ‬ح‪ ،‬ت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬نثُاٌ‪ ،‬انطثؼح انصاَ‪ٛ‬ح‬

‫(‪ْ )1423‬عش٘ (‪ )2002‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫ذفغ‪ٛ‬ش ظايغ انث‪ٛ‬اٌ ف‪ ٙ‬ذفغ‪ٛ‬ش آ٘ انمشآٌ‪ ،‬دمحم تٍ ظٕتش انطثش٘‪ .‬ذؽم‪ٛ‬ك أؼًذ دمحم شاكش‪ ،‬يؤعغح انشعانح‪ ،‬انطثؼح األٔنٗ‪ْ )1420( ،‬عش٘‬

‫(‪ )2001‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫ذفغ‪ٛ‬ش انمشآٌ انؼظ‪ٛ‬ى‪ ،‬أتٕ انفذاء تٍ كص‪ٛ‬ش‪ ،‬ذؽم‪ٛ‬ك عاي‪ ٙ‬دمحم عاليح‪ ،‬داس ط‪ٛ‬ثح نهُشش‪.‬انماْشج‪ْ)1420( ،‬عش٘‬

‫(‪ )1999‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫ذفغ‪ٛ‬ش انُ‪ٛ‬غاتٕس٘‪َ ،‬ظاو انذ‪ ٍٚ‬انُ‪ٛ‬غاتٕس٘‪( ،‬خ‪ْ )850‬عش٘‪ ،‬داس انكرة انؼهً‪ٛ‬ح‪ ،‬ت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬نثُاٌ‪ ،‬تذٌٔ ذاس‪ٚ‬خ‪.‬‬

‫انرفغ‪ٛ‬ش انًُ‪ٛ‬ش‪ ،‬انذكرٕس ْٔثح انضؼ‪ٛ‬ه‪ ،ٙ‬داس انفكش انًؼاصش‪ ،‬ديشك‪ ،‬عٕس‪ٚ‬ا‪ ،‬انطثؼح انصاَ‪ٛ‬ح (‪ْ )1418‬عش٘‪.‬‬

‫ؼذائك انشٔغ ٔانش‪ٚ‬ؽاٌ ف‪ ٙ‬سٔات‪ ٙ‬انمشآٌ‪ ،‬دمحم األي‪ ٍٛ‬انٓشٔ٘‪.‬‬

‫دساعاخ إلعهٕب انمشآٌ انكش‪ٚ‬ى‪ ،‬دمحم ػثذ انخانك ػض‪ًٛ‬ح‪ ،‬ذؽم‪ٛ‬ك يؽًٕد دمحم شاكش‪ ،‬داس انؽذ‪ٚ‬س‪.‬انماْشج‪ ،‬يصش‪ ،‬تذٌٔ ذاس‪ٚ‬خ‪.‬‬

‫د‪ٕٚ‬اٌ ؼافع إتشاْ‪ٛ‬ى‪ ،‬انشاػش‪:‬ؼافع إتشاْ‪ٛ‬ى‪ ،‬داس انغذ‪،‬انماْشج‪ ،‬انطثؼح انصانصح (‪ )1995‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫انشعانح‪ ،‬اإلياو دمحم تٍ إدس‪ٚ‬ظ انشافؼ‪( ٙ‬سض‪ ٙ‬هللا ػُّ) (‪ْ )204‬عش٘‪ ،‬ذؽم‪ٛ‬ك‪ :‬أؼًذ دمحم شاكش‪ ،‬يطثؼح ػ‪ٛ‬غٗ انثات‪ ٙ‬انؽهث‪ ،ٙ‬يصش‪ ،‬انطثؼح‬

‫األٔنٗ‪ْ )1308( ،‬عش٘ (‪ )1940‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫فرػ انمذ‪ٚ‬ش‪ ،‬دمحم تٍ ػه‪ ٙ‬تٍ دمحم انشٕكاَ‪( ،ٙ‬خ‪ْ )1250‬عش٘‪ ،‬داس اتٍ كص‪ٛ‬ش ٔداس انكهى انط‪ٛ‬ة‪ ،‬ديشك ٔت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬انطثؼح األٔنٗ‪)1414( ،‬‬
‫ْعش٘‬

‫انفشٔق انهغٕ‪ٚ‬ح‪ ،‬أت‪ْ ٙ‬الل انؼغكش٘ (خ‪ ،)395‬داس انؼهى ٔانصمافح‪ ،‬انماْشج‪ ،‬يصش‪ ،‬انطثؼح األٔنٗ‪ ،‬تذٌٔ ذاس‪ٚ‬خ‪.‬‬

‫يؼانى انرُض‪ٚ‬م ف‪ ٙ‬ذفغ‪ٛ‬ش انمشآٌ انًغًٗ ترفغ‪ٛ‬ش انثغٕ٘‪ ،‬دمحم تٍ انؽ‪ ٍٛ‬انثغٕ٘‪( ،‬خ‪ْ )510‬عش٘‪ ،‬داس ط‪ٛ‬ثح‪ ،‬انماْشج‪ ،‬انطثؼح انشاتؼح (‪)1417‬‬

‫ْعش٘ (‪ )1997‬ي‪ٛ‬الد٘‪.‬‬

‫يفاذ‪ٛ‬ػ انغ‪ٛ‬ة ف‪ ٙ‬انكشف ػٍ لُاع انش‪ٚ‬ة‪ ،‬فخش انذ‪ ٍٚ‬انشاص٘‪ ،‬داس إؼ‪ٛ‬اء انرشاز انؼشت‪ ،ٙ‬ت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬نثُاٌ‪ ،‬انطثؼح انصانصح ‪.1420‬‬

‫انكشاف ػٍ غٕايض انرُض‪ٚ‬م‪ ،‬انماعى يؽًٕد تٍ ػًش انضيخشش٘ (خ‪ )538‬ي‪ٛ‬الد٘‪ ،‬داس انكراب انؼشت‪ ،ٙ‬ت‪ٛ‬شٔخ‪ ،‬نثُاٌ‪ ،‬انطثؼح انصانصح‪.‬‬

‫َظى انذسس ف‪ ٙ‬ذُاعة ا‪ٜٚ‬اخ ٔانغٕس‪ ،‬إتشاْ‪ٛ‬ى ػى انثماػ‪( ٙ‬خ‪ْ )885‬عش٘‪ ،‬داس انكراب اإلعالي‪ ،ٙ‬انماْشج‪ ،‬يصش‪ ،‬تذٌٔ ذاس‪ٚ‬خ‪.‬‬

‫‪Year/Yıl 2017, Volume/Cilt 1, Issue/Sayı 2‬‬ ‫‪40‬‬

You might also like