Professional Documents
Culture Documents
Arap Di̇li̇ İle İlgi̇li̇ Bazi Âyetleri̇n Belâgat Açisindan İncelenmesi̇
Arap Di̇li̇ İle İlgi̇li̇ Bazi Âyetleri̇n Belâgat Açisindan İncelenmesi̇
İslami İlimler Fakültesi Hakemli Dergisi Refereed Journal of Islamic Sciences Faculty
Şahin ŞİMŞEK
sahinsimsek21@gmail.com: جامعة ابطماف كلية العلوـ اإلسبلمية،زلاضر
ÖZ
“Arap dili ile ilgili bazı Ayetlerin belâgat açısından incelenmesi” başlıklı çalışmamızda,
ilgili ayetlerin belâgatı üzerinde durduk. Tefsîr âlimlerinin ve edebiyatçıların görüşlerinden yararlanıp,
ayetlerin siyak ve sibaklarını da dikkate alarak söz konusu ayetlerin, lafız ve üslup açısından ne derece
Öncelikle, her ayeti tek tek ele alarak, ayetlerdeki edebî incelikleri açıkladık. Son olarak da ayetler
امللخص
فهذا حبث بعنواف (من بالغة كالم رب العاملني يف حديثه عن لغة القرآن الكرمي ) ويف ىذا البحث حاولنا جاىدا الًتكيز على ببلغة ىذه اآلايت وكيف
و مستعينُت يف، وبعلماء اللغة من أىل األدب والببلغة،كانت األلفاظ واألساليب يف قمة الببلغة وغاية الرباعة مستعينُت على ذلك أبقواؿ علماء التفسَت
وتناولنا تلكم اآلايت ابلدراسة وفقا للمنهج الوصفي التحليلي؛ حيث قمنا بتحليل كل آية على ِح َدة.ذلك أيضا أبسباب النزوؿ وسوابق اآلايت ولواحقها
.حتليبل ببلغيا كاشفا عن مواطن اجلماؿ يف اآلايت الكرديات و يف ختاـ البحث حاولنا الربط بُت اآلايت
مقدمة
عز وجل دوف سائر اللغات ِوعاءً لكتابو اخلَ َا م الذي أنزلو هللا َّ
فإف اللغة العربية لغة القرآف الكرمي كبلـ رب العادلُت تلكم اللغة اليت اختارىا هللا َ
عزوجل. ِ 1 ِ ِ
على نبيو ملسو هيلع هللا ىلص (تْبػيَاَنًَ ل ُكل شيء) .فهي لغةٌ زلفوظة حبفظ هللا لكتابو العزيز ،لغة زلفوظة بعنايتو مكلوئة برعايتو فشرفُها م ْن شرؼ كبلـ هللا َ
ودلا كانت لغة القرآف هبذه ادلكانة العظيمة والشرؼ اجلليل وجدَن سلفنا الصاحل رضواف هللا عليهم حيثُّوف على التمسك هبا ،فقد أورد البيهقي يف
َّ
ُشعب اإلدياف قوالً لسيدَن عمر هنع هللا يضر حيث قاؿ( (تعلموا العربية فإ اا من دينكم) .2بل لقد أوجب العلماء تعلم اللغة العربية لغة القرآف الكرمي وأقواذلم يف ىذا
كثَتة يضيق ادلقاـ عن ذكرىا فمن ذلك ما ذكره اإلماـ الشافعي هنع هللا يضر يف الرسالة حيث قاؿ هنع هللا يضر( (فعلى ُك ِّل مسلم أف يتعلم ِم ْن لساف العرب ما بػَلَغَو َجهده
3 أف دمحماً عبده ورسولو ويتلو بو كتاب هللا وينطق ابلذك ِر فيما ُِ
افًتض عليو). حىت يشهد بو أف ال إلو إالَّ هللا و َّ
فلما كانت اللغة العربية وسيلة لفهم كتاب هللا وسنة نبيوملسو هيلع هللا ىلص كاف تعلمها واجباً شرعياً ألنو مااليتم الواجب إالَّ بو فهو واجب.
َّ
وعظَ ِ
ات وماض ْقت عن آ ٍي بو ِ
ِ كتاب هللا لَ ْفظاً و َغايَةً ِ
ُ َْ ت َ َوس ْع ُ
4
فهل ساءلوا الغواص عن صدفايت الد ُّر ِ
كام ٌن َأَن البَ ْحُر يف أحشائِو ُ
ودرراً
ومن مث عكف سلفنا الصاحل وعلمائنا األجبلء على دراستها من ضلوىا وصرفها وأصواهتا وآداهبا وببلغتها ،فأخرجوا لنا من حبرىا آللئ ُ
عز وجل وسنة نبيوملسو هيلع هللا ىلص ،واستنباط األحكاـ الفقهية.
كانت خَت معُت لفهم كتاب هللا ّ
َحبَػْبنا يف ىذا البحث أ ْف نغرؼ من معينها العذب ومنبعها الرائق فكاف ذلك البحث
ودلا كانت ذلذه اللغة ىذه ادلكانة السامقة وادلنزلة الرفيعة أ ْ
الذي بعنواف (من ببلغة كبلـ رب العادلُت يف حديثو عن لغة القرآف الكرمي).
أما عن منهج البحث فقد بدأَن مبقدمة وأتبعناىا بتسعة مباحث مث اخلادتة وفهرس ابدلوضوعات وقائمة ابدلصادر وادلراجع ،واتبعنا يف الدراسة ادلنهج
اثنياً( حللنا كل آية على ِحدة حتليبلً ببلغياً مستعينُت على ذلك إبضاءات علماء التفسَت مهنع هللا يضر ،ومبا فتح هللا علينا من كرمو .زلاولُت الربط بُت
اآلية وسابقتها والحقتها ومقامها وخصوصية اإلختيار لكلمات وحروؼ مضيئة .ونسأؿ هللا التيسَت إ ْذ التيسَت إالَّ بعونو والعوف إالَ بكرمو ،ونسأؿ هللا َ
عز
أع َج ِم ٌّي َوَى َذا لِ َسا ٌف َعَرِ ُّ ِ ِ ِ
يب ُمبُِت).7 (ولَ َق ْد نػَ ْعلَ ُم أنػ َُّه ْم يػَ ُقولُو َف َّإَّنَا يػُ َعل ُموُ بَ َشٌر ل َسا ُف الذي يػُلْ ِح ُدو َف إلَْي ِو ْ
َ -
السعَِت).12 ِ ك قػُرآَنًَ عربِيَّاً لِتػنْ ِذر أ َُّـ ال ُقرى ومن حوَذلا وتػُنْ ِذر يوـ اجلم ِع َال ري ِ ِ ِ -
يق ِيف َّ ب فيِو فَ ِر ٌ
يق ِيف اجلَنَّة َوفَ ِر ٌ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َْ َ ك ْأو َحْيػنَا إلَيْ َ ْ َ َ ُ َ (وَك َذل َ
َ
ين ظَلَ ُموا َوبُ ْشَرى لِلْ ُم ْح ِسنُِت).14 ِ ِ ِ ِ ( -وى َذا كِتاب م ِ ِ
ص ّد ٌؽ ل َساَنً َعَربيَّاً ليُػنْذ َر الَذ َ
ََ َ ٌ ُ َ
وقبل التعرض ذلذه اآلية الكردية وأخواهتا من اآلايت التسع اليت ذُكرت فيها اللغة العربية جيدر بنا أف نػُنَبِّو على أمهية معرفة ادلقاـ الذي نزلت فيو
اآلايت وىو ما يسميو أىل التفسَت أبسباب النزوؿ ويسميو أىل الببلغة ابدلقاـ ،فقانوف أىل الببلغة األوؿ لِمعرفة ببلغة الكبلـ قوذلم( لكل مقاـ م ٍ
قاؿ .أي َ َ
َّ
إف مايصلح يف مكاف من قوؿ ال يصلح غَته يف نفس ادلكافَّ ،أما ابلنسبة لكبلـ الناس من شعر أو نثر أو غَته فقد أييت كبلمهم موافقاً للمقاـ فيكوف بذلك
قد أصاب َكبِد الببلغة دلراعاتو للمقاـ ،وقد أييت غَت مطابق للمقاـ فيكوف الكبلـ قد خرج عن حدود الببلغة ،ىذا يف كبلـ البشر وببلغتهمَّ ،أما يف كبلـ هللا
عزوجل فهو بلي ٌغ بل ىو أبلغ كبلـ ومن َمثَّ فكل حرؼ فيو اليصح أ ْف يوضع زللو حرؼ آخر؛ ألنو (تنزيل من حكيم زتيد).16
فكبلـ هللا ىو أعلى درجة يف الببلغة ،وببلغتو حتمية ،قطعية ،الظنية .فهو مطابق للمقاـ ومقتضى احلاؿ حتماً ،والباحث يف كبلـ هللا عز وجل
وع ْوٌد على ب ْدء نبدأ حبوؿ هللا يف حتليل قولو تعاذل يف ىذه اآلية الكردية ،قولو تعاذل( (إ َّن انْػَزلنَاهُ قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعل ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف).
َ
صلدىا بدأت بقولو تعاذل( (إَنَّ) فلماذا اصطفى هللا عزوجل لفظة (إَنَّ) ىنا دوف غَتىا ،فكاف من ادلمكن يف غَت القرآف الكرمي أف يُقاؿ( أنْزلناه
قرآَنً....أخل ،بدوف لفظة (إَنَّ) ويصح ادلعٌت ،ولكن اصطفاء (إَنَّ) للتنبيو على أنو من عند هللا عزوجل ،فالتوكيد َّ
إبف يف ىذه ادلقاـ قبل ذكر قصة يوسف اليت
(جعلناه) يف سورة ِ طلب الكفار مساعها من النيبملسو هيلع هللا ىلص اختباراً لو َّ
إف القرآف من عند دمحمملسو هيلع هللا ىلص ،فجاء الكبلـ بلفظ (أنزلناه) يف سورة يوسف يف حُت ُع ّرب بلفظ َ
(إَن َجعلنَاهُ قُػ ْرآَنََ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف)19؛ وذلك َّ
ألف آية سورة يوسف كانت توطئة لذكر قصتو عليو السبلـ اليت دل يكن يعرفها العرب الزخرؼ يف قولو تعاذل( َّ
يظن أىل الكتاب أ ام اختُصوا بعلمو فكانت ىذه السورة موفية لقصتو العجيبة ،فقولو( (أنْزلناه) ليَػ ْعلم العرب واجلميع َّ
أف نبينا دمحمملسو هيلع هللا ىلص دل يتلق ىذه وكاف ُّ
القصص من أحد من العرب؛ أل ام كانوا جيهلوف قصة يوسف عليو السبلـ فهو كبلـ أنزؿ من هللا عز وجل.
َّأما سورة الزخرؼ فلم تتعرض لئلخبار عن قصص السابقُت ،بل أعقبت اآلية اليت معنا آبايت فيها حديث عن اإلعتبار والتلطف يف التنبيو ومن
(ج َعل) اليت مبعٌت التصيَت ،فادلراد َج ْعل التصيَت أي تصيَت الكتاب ُم َف ّسراً وىدى ونوراً .20
َمثَّ َنسب لفظ َ
فمقاـ سورة يوسف استوجب لفظة (أنزؿ) ومقاـ سورة الزخرؼ استوجب لفظة (جعل) فسبحاف من ىذا كبلمو.
ادلصدر-وادلصدر من األمساء-للداللة على الدواـ واإلستمرار ،فالقرآف َِجيب أف يُداوـ ادلرء على تعاىده وقراءتو.
(عَربياً ) للداللة على أنو من جنس ما يتكلموف بو ويعرفونو ومن مث كاف اإلعجاز أي أف ىذا الكبلـ من جنس ما تتكلموف بو
والتعبَت ابلوصف َ
كبلـ أنزلو هللا لكم بلغتكم ِوفْق حروفكم اليت تتكلموف هبا ،وحتداكم هللا بو وأنتم أىل البياف والفصاحة فعجز م عن
ولذلك افتتح هللا السورة بقولو (الر) أي أنو ٌ
ابرز فيو ،فسبحاف من حتدى العرب
أف أتتوا آبية من مثلو ،فذلك قمة التحدي يف أف يكوف التحدي يف أكثر شيء أنت ماىر بو ومتقن لو وتتفاخر أبنك ٌ
فنجد الـ التأكيد يف (لعل) لتأكيد الكبلـ مث اختيار لفظ الًتجي ىنا (لعل) على سبيل اجملاز؛ ألف لعل إَّنا تكوف للًتجي وإَّنا استُ ِ
عملت ىنا ّ ّ َ
على سبيل اإلستعارة حيث شبو التمٍت ابلًتجي جبامع احلرص على ىدايتهم يف كل على سبيل اإلستعارة التبعية يف احلرؼ ،وفائدة ىذه اإلستعارة بياف ِعظم
وؼ َرِح ْيم).21 لطف هللا عز وجل هبم ،فكأنو عزوجل مع عنادىم وكفرىم يرجوا إديا ام (إ ّف هللا ابلن ِ
َّاس لََرُؤ ٌ
- 20ينظر مبلؾ التأويل القاطع بذوي اإلحلاد والتعطيل يف توجيو ادلتشابو من اللفظ يف آي التنزيل/ألزتد إبراىيم الغِرَنطي ادلتويف ( 708ىجري) ،بتصرؼ،
ج ،2ص ،266دار الكتب العلمية ،بَتوت لبناف.
21
-سورة البقرة ،اآلية (.)143
القبائح......فالعقل دينع صاحبو من الوقوع يف القبح وىو من قولو َع َق َل البعَت إذا شده فمنعو أف يثور)) .22
َّ
فكأف هللا يقوؿ ذلم إنّو أنزؿ عليهم كتابو مفرداً بلغة العرب لكي ينزجروا عن فعل القبائح من الشرؾ والتكذيب ،فإذا ما عقلوه آمنو بو
أع َج ِم ٌّي َوَى َذا لِ َسا ٌف َعَرِ ٌّ ِ ِ ِ
يب ُمبُِت).23 (ولَ َق ْد نػَ ْعلَ ُم أنػ َُّهم يػَ ُقولُو َف َّإَّنَا يػُ َعلّ َموُ بَ َشٌر ل َساف الذي يػُلْ ِح ُدو َف إلَْي ِو ْ
يف قولو تعاذل( َ
اآليتاف السابقتاف على ىذه اآلية ِحجاج من الكفار يتعلق ابلقرآف الكرمي ،قاؿ تعاذل( (وإذا ب َّدلْنَا آيةً مكا َف آي ٍة وهللا ْ ِ
أعلَ ُم مبَا يػُنَػِّزُؿ قالوا َّإَّنَا أنْ َ
ت َ َ َ َ
ُم ْف ًٍَت بَ ْل أ ْكثَػُرُى ْم َال يػَ ْعلَ ُموف) . 24مث أتيت ىذه اآلية اليت معنا كدليل قاطع ذلذا اللغط والغلط الذي يقع من الكافرين وأتيت اآلية اليت بعد ىذه اآلية وىي قولو
اب ألِيم) .25فاخليط شلدود بُت وقوع ىذه اآلية مع صوحيباهتا من اآلايت. ِ ِ ِ
تعاذل(إف الذين اليُؤمنُوف ِآب َايت هللا الَ يػَ ْهدي ِهم هللا َوَذلُْم َع َذ ٌ
َّ
مقاـ خاص ،وذلك ادلقاـ ((أنو كاف غبلماف نصرانياف من أىل عُت التمر ،اسم
وىذه اآلية ذلا مناسبة خاصة نزلت فيها أي ما يسميو الببلغيوف ٌ
جرب وكاَن [ َحْيػ َقلُت ] يقرآف ُكتباً بلسا اما وكاف رسوؿ هللاملسو هيلع هللا ىلص ديَُُّر هبما فيسمع قراءهتما فكاف ادلشركوف يقولوف( يتعلم منهما ،فأنزؿ هللا
أحدمها يَ َسار واآلخر ْ
أف النيبملسو هيلع هللا ىلص افًتاه وأيخذه من غَته فكانت اآلية قطعاً لؤللسنة .وطادلا َّ
أف ادلقاـ مقاـ أف القرآف ليس من عند هللا و َّ
إذاً ادلقاـ مقاـ تشكيك يف َّ
ومن ُمثَّ بدأت اآلية بواو القسم مث (قد) التحقيقية ُمثَّ إسناد علم ما قالوا
الرد شديد اللهجة موثقاً ابحلجة مؤكداً ابدلؤكدات ْ
افًتاء من الكافرين فبلبد وأ ْف أييت ُّ
(إَّنَا يػُ َعلِّ َموُ بَ َشٌر) فيو إشارة إذل خلو ُجعبة الكفار من احلجج ،فقالوا شاعر فما وجدوه كالشعر فبطل زعمهم ابلشاعرية ،وقالوا
واستخداـ أسلوب القصر َّ
كاىن فما وجدوه كسجع الكهاف فبطل زعمهم ابلكهانة....أخل ،فقالوا إذاً ىو من كبلـ ىاذين الغبلمُت النصرانيُت وقصروه على ذلك كحجة أخَتة ذلم،
علم من البشر ،فكاف الرد ادلنطقي ادلفحم ذلوالء األغبياء أب ّف لغة ولساف من ينسبوف إذل النيب نقل القرآف عنو أعجمي وغَت عريب ،أما
فقصروا القرآف على أنّو ُم ٌ
القرآف الكرمي فعريب ،ويف التعبَت ابسم اإلشارة الداؿ على القريب وىذه داللة على قُرب القرآف ،وكونو يف متناوؿ ىؤالء ادلعاندين فبل حجة ذلم يف إنكارىم.
وتنكَت لفظ (لساف) ولفظ (عريب) للتعظيم والتفخيم ،فهذا لساف وىذه لغة فصيحة جاءت (ابللساف العريب الفصيح الكامل الشامل ليكوف بياَنً واضحاً
28
للح َّجة دليبلً على احملَ َّجة).
ظاىراً قاطعاً للمدد مقيماً ُ
ىجرية) ابختصار ص ،83دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع ،القاىرة ،مصر ،الطبعة األوذل بدوف - 22ينظر الفروؽ اللغوية أليب ىبلؿ العسكري (ت 395
اتريخ.
23
-سورة النحل ،اآلية (.)103
24
-سورة النحل ،اآليتاف (.)101،102
25
-سورة النحل ،اآلايت (.)104،105
- 26ينظر أسباب النزوؿ أليب احلسن علي بن أزتد الواحدي (ت )468حتقيق كماؿ بسيوين زغلوؿ ،دار الكتب العلمية ،بَتوت ،لبناف ،الطبعة
األوذل( 1411ىجري.
27
-سورة النحل ،اآلية (.)103
- 28تفسَت ابن كثَت( لئلماـ أبو الفداء بن كثَت ،حتقيق سامي بن دمحم سبلمة /دار طيبة ،القاىرة (1420ىجري1999/ميبلدي) الطبعة األوذل.
ك أنْػَزلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً) ،إذاً اآلية منسجمة مع سياؽ السورة وس ياؽ اآلايت دتاـ اإلنسجاـ ،فاآلية موافقة دلقاـ السورة ومقاـ اآلايت السابقة قولو تعاذل ( ِ
(وَك َذل َ
َ
والبلحقة.
ك ِم ْن ِ ولنبدأ مع درر من ببلغة ىذه اآلية الكردية( فقد بدأت بقولو ِ
ص َعلَْي َ
ك نػَ ُق ُّ
ك) ،وفيو واو العطف اليت عطفت على قولو تعاذل (وَك َذل َ
(وَك َذل َ
َ ُ
أنْػبَ ِاء َما قَ ْد َسبَ ْق) .31ولفظة (كذلك) يف قولو (وكذلك) «نعت دلصدر زلذوؼ أي( إنزاالً مثل ذلك» ،32ذلك أتكيد على َّ
أف اإلنزاؿ من عند هللا مث
تعقيبها بلفظ (أنزلناه) أتكيداً على اإلنزاؿ ويف التعبَت بلفظة اإلنزاؿ خاصة ،والذي يدؿ بداللتو اللغوية على النزوؿ من ُعلو ،مث إ ّف إضافة ضمَت العظمة (َن)
للكلمة (أنزؿ) للداللة على ُعلُو ادلْن ِزؿ (ﷻ) وادلنَػَّزؿ ( القرآف الكرمي) وادلْنػَزؿ إليو (دمحمملسو هيلع هللا ىلص).
ُ ُ ُ
والخيفى أ ّف التعبَت بلفظ (قُػ ْرآَنًَ) للداللة على أصل القرآف أنو مقروء زلفوظ يف الصدور فادلراد (ادلقروؤ أي( ادلتلُو ،وصار القرآف َعلَ َماً ابلغلبة على
ويف وصف القرآف (عربياً)( إلزاـ للمعاندين احلجة،فهو عريب من جنس حروفكم (الطاء واذلاء) وغَتمها ،ومع ذلك عجز م عن اإلتياف آبية من
مثلو ،إذاً ىو كبلـ عريب لكنو ُم ْع ِجٌز ليس يف طاقتكم وال مقدوركم.
ودلا كاف احلديث يف سورة طو عن األمم السابقة و قصصهم َنسب ذلك احلديث عن تصريف الوعيد يف القرآف الكرمي وتكراره ال بغرض العنت
ِ
وال ادلشقة وإَّّنا لئلعتبار والعظة مبا حدث لؤلمم السابقة حُت كذبوا رسلهم وكتبهم ،فكل ذلك إَّّنا ىو ُحجة على ادلكذبُت (لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَّػ ُقوف ْأو ُْحيد ُ
ث َذلُْم
ِذ ْكَرا).34
و ((يف التعبَت حبرؼ الًتجي (لَ َع َّل) استعارة تبعية يف احلرؼ حيث شبو شدة حرص هللا عز وجل على عباده وإنزالو القرآف وأنو يقرب الناس
35
للتقوى والتَ ّذ ُّكر حباؿ إنساف يرجو شيئاً)) ،مث حذؼ ادلشبو وبقي ادلشبو بو حرؼ الًتجي َّ
(لعل) ،والقرينة ىي استحالة الًتجي على هللا عزوجل وفائدة ىذه
ؤوؼ َرِحيم).36 اإلستعارة إظهار ِعظم لطف هللا عزوجل بعباده وعظم حرصو على ىدايتهم بكتابو ابلرغم من تكذيبهم َّ
(إف هللا ِابلن ِ
َّاس لََر ٌ
- 32دراسات ألسلوب القرآف الكرمي(دمحم عبد اخلالق عضيمة،ج.5ص ،35حتقيق زلمود شاكر ،دار احلديث ،مصر ،بدوف اتريخ.
- 33تفسَت التحرير والتنوير ادلسمى (حترير ادلعٌت السديد وتنوير العقل اجلديد يف تفسَت الكتاب اجمليد) حملمد الطاىر بن عاشور (ت1393ىجري) ج.ص،
الدار التونسية للنشر والتوزيع1984 ،ميبلدي.
34
-سورة طو( اآلية (.)113
تاب ادلبُِت) .38فالدعوة إذل هللا حتتاج إذل اإلابنة ،وىكذا تتواذل قصص الرسل وكيف كذهبم قومهم ،فقصة سيدَن ك آايت ِ
الك ِ ِ
ُ افتتحت حبديث عن القرآف (تلْ َ َ ُ
فأرِس ْل إذل َى ُارو َف).39 ِ ِ موسى الذي طلب من هللا عزوجل أ ْف يرسل معو ىاروف ألنو أفصح لساَنً فقاؿ( ِ
ص ْد ِري َوالَ يػَنْطَل ُق ل َس ِاين ْ
يق َ
(ويَض ُ
َ
وتتواذل قصص األنبياء تسلية للنيبملسو هيلع هللا ىلص وتبييناً لو أنو ُك ِّذب كما ُك ِّذب الرسل من قبلو .وأيضاً فإ ّف ادلناسبة واضحة جداً للحديث عن القرآف الكرمي
ب ذكر آايت هللا ومعجزاتو اليت آاتىا للرسل من قبلو لسيدَن موسى أويت ادلعجزات اليت ذُكرت يف السورة وأيضاً سيدَن إبراىيم وأيضاً يف ىذه السورةِ ،
وعق َ
َ
سيدَن ىود ،مث ىذه اآلية لبياف معجزة النيبملسو هيلع هللا ىلص اخلالدة الباقية وىي ىذا القرآف العظيم ،إذاً ادلقاـ موائم جمليء ىذه اآلية يف ىذه السورة بل وىذا احملل من
السورة.
40
العالَ ِمُت)
ب َ يل َر ِّ ولنبدأ مع قبسات من ىذه اآلايت الكرديات( فنجد أ اا بدأت ابحلديث عن ُمن ِزؿ القرآف هللاﷻ .ففي قولو تعاذل( َ
(وإنَّوُ لَتَػنْز ُ
((بدأت أبسلوب التوكيد (إ ّفَ) والـ التوكيد مث التعبَت ابدلصدر(تَػنْ ِزيل) الذي مبعٌت ادلفعوؿ للمبالغة حىت كأنو ادلنَػَّزؿ نفس التنزيل)) 41مث نسب التنزيل إذل هللا
ُ
عزوجل والتعبَت بصفة الربوبية الذي يدؿ على اإلنعاـ والتلطف مع عباده ،فهو تنزيل ما أراد بو ربنا العنت بل أراد اإلنْعاـ واللطف بعباده مث ادلضاؼ إليو
(العادلُت) لبياف أ ّف ربنا عزوجل أنزلو وفقاً لعلمو تعاذل ابلعادلُت ومايصلحهم وما ينفعهم فهو خلقهم وىو أعلم أبحواذلم .مث ((إ ّف إنزالو كاف أبشرؼ وفادة مع
ُت) 42جربيل عليو السبلـ .ودل يصرح ابمسو بل ذكر وصفو دلعٌت لطيف؛ ذلك أنو جعلو روحاً ((فهو كالروح الذي تبث
األم ْ
وح َ أشرؼ ادلبلئكة (نػََزَؿ بِِو ُّ
الر ُ
44
معو احلياة؛ ألنو صلاة للخلق من ابب الدين)) ،43و((مساه أميناً ألنو مؤدتن على ما يؤديو إذل األنبياء عليهم السبلـ)).
أمر ربو ويتجنب ما اى عنو)) .45و((إَّنا خص القلب دوف السمع؛ ألف ادلعاين الروحانية إَّنا تتنزؿ أوالً على الروح مث تنتقل ِ
سامع لو ومطيع ديتثل ما َ
القلب ٌ
فيو إذل القلب لِ َما بينهما من التعلق مث تتصعد يف إذل الدماغ)).46
فخص اإلنذار دوف البشارة ودل يقل لتكوف من ادلبشرين؛ ألف ادلقاـ ىنا مقاـ عناد واستكبار من
َ وتذييل ىذه اآلية بقولو (لِتَ ُكو َف ِم َن ادلنْذ ِرين)
ُ
الكفار فناسب التعبَت ابإلنذار دوف البشارة.
فلما كاف إعراضهم عنو َنسب أ ْف يبُت ذلم هبذه اآلية َّ
أف إعراضهم ليس لو أساس من العقل فهو كتاب منزؿ من رب العادلُت على أشرؼ ادلبلئكة
آف ِم ْن ُك ِّل َمثَ ٍل لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَذ َك ُروف قُػ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً َغْيػَر ِذي ِع َو ٍج لَ َعلَّ ُه ْم يػَتَّػ ُقوف).49
َّاس ِيف ى َذا ال ُقر ِ ِ
ضَربْػنَا للن ِ َ ْ (ولََق ْد َ
يف قولو تعاذل( َ
ىذه اآلية الكردية وردت يف سورة الزمر ،وعند النظر لسورة الزمر صلد زلورىا الذي تدور حولو ىو التوحيد واإلخبلص ،والشك أف القرآف الكرمي
ين خيَْ َش ْو َف َربػَّ ُه ْم) ،51مث أتيت قبيل اآلية حديث عن أتثَت القرآف يف النفوس يف قولو تعاذل( (هللا نػََّزَؿ أحسن احل ِديث كِتاابً متش ِاهباً مث ِاين تَػ ْقشعُِّر ِمنْو جلُ ِ
ود الَذ َ
ُ ُ ُ َ َ َُ َ َ َ َ َ َ ْ ََ َ ُ
ضَربْػنَا......أخل) ،وكأ ّف أساس التوحيد واإلخبلص( أوالً ىونزوؿ القرآف على النيب ملسو هيلع هللا ىلص ،مث اثنياً أتثَت ىذا القرآف يف النفس مث اإلتعاظ
(ولََق ْد َ
اآلية اليت معنا َ
نزؿ من رب العادلُت ،وىكذا فإف مقاـ اآلية مناسب لغرض السورة من احلديث عن اإلخبلص أبحواؿ السابقُت واليقُت أبف القرآف العظيم غَت ذي ِع ٍ
وجُ ،م ٌ
ولنبدأ يف أفناف ىذه اآلية ادلباركة فنجدىا بدأت بداية قوية جداً ،حيث بدأت ابلواو ادلوطئة للقسم ،مث الـ القسم ،مث (قد) اليت للتحقيق وذلك يف
(ضَربْػنَا) والضرب حروفو قوية ،فالضاد والراء والباء حروؼ رلهورة مث معناه فيو قوة ،فالضرب ال يكوف إالّمن
(ولَ َق ْد) لفظ َ
(ولق ْد) مث أعقب لفظ َ
قولو تعاذل َ
قوي ،مث إسناد الضرب لضمَت العظمة (َن) بل أعظم من يف الكوف وىو هللا عزوجل مث اإلشارة للقرآف ابسم اإلشارة الذي للقريب (ىذا) ويف ذلك إشارة إذل
أنو قريب من نفوس ادلؤمنُت بل ويف متناوؿ ادلعاندين فليس ذلم عذر يف أنو بعيد عنهم دل يستطيعوا أف يعوه.
كل ىذه الشدة يف اآلية جاءت حرصا عليهم وليس تعنتاً ،ومن مث جاء بلفظ الرجاء (لَ َع َّل) لبياف شدة احلرص على ىدايتهم ،مث لفظ يتذكروف،
فإذا دل ُحيدث القرآف لئلنساف ذكراً وفكراً فكأنو مااستفاد منو شيئاً ،مث اآلية الثانية شاىدَن (قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً....أخل) وفيها مافيها من التأكيد تناسب اآلية
سابقتها ،و((جاء التأكيد من رليء (قرآَنً) حاؿ موطئة ،مث رليء لفظ (عربياً) حاؿ و(غَت ذي عوج) صفة أو حاالً آخر)) .52فتتابع احلاؿ والصفات فيو
أتكيد للمعٌت(( ،إ ْذ إ ّف تتابع ادلؤكدات تدؿ على عظم ادل َؤَكد وىو أمهية القرآف العظيم ،وأيضاً فإ ّف يف توارل ادلؤكدات نظر حلاؿ الفريق الذين دل يتدبروا القرآف
ويف التعبَت بقولو تعاذل( (غَْيػَر ِذي ِع َو ٍج) إشارة بليغة ،نبو إليها العبلمة الزسلشري يف تفسَت الكشاؼ حيث قاؿ( ((غَت ذي عوج( مبعٌت اليوجد
فيو إعوجاج مافيو إالَّ اإلستقامة الغَت)) ،54فهو مستقيم بريءٌ من التناقض واإلختبلؼ ((فإف قلت فهبلَّ قيل مستقيماً قلت فيو فائداتف( أحدمها نفي أف
- 52ينظر نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور إلبراىيم بن عمر البقاعي (ت )855ىجري ،ج ،6ص ،440بتصرؼ دار الكتاب اإلسبلمي ،القاىرة.
- 53ينظر التحرير والتنوير للطاىر بن عاشور ،ج ،21ص.123
- 54ينظر الكشاؼ عن غوامض التنزيل للقاسم زلمود بن عمر الزسلشري (ت )538ىجري ،ج ،3ص/558نشر دار الكتاب العريب ،بَتوت ،لبناف ،الطبعة
الثالثة 1407ىجري.
لت).
ص ْو .حديث القرآن الكرمي عن اللغة العربية يف سورة (فُ ِّ
ىذه اآلية الكردية تقع يف مبتدأ سورة (فصلت) وعند النظر دلقاـ اآلية صلد أ ّف سورة فصلت مكية والسور ادلكية تعٍت جبانب العقيدة والتوحيد
وإفحاـ ادلعاندين ،و((قصة عتبة بن ربيعة حينما جاء إذل النيب ملسو هيلع هللا ىلص متحدايً ومعانداً فما تكلم معو النيب إالّ أ ْف قاؿ لو( أفرغت ايابن العم ،امسع مٍت وتَلى
أف 57
ود) ،فقاؿ لو( َنشدت هللا والرحم ْ اع ِ ٍ أعرضوا فَػ ُقل أنْ َذرتُ ُكم صاعِ َقةً ِمثَل ص ِ
قة َعاد َو َذتُ ْ َ َ ْ ْ ْ َ عليو سورة فصلت من مبدأىا حىت إذا وصل لقولو تعاذل( (فإ ْف ْ َ ُ
تسكت مث انصرؼ إذل قومو يقوؿ ذلم خلُّوا بُت الرجل ومايريد إذل آخر القصة)) .58إذف ضلن أماـ سورة مفحمة للمعارضُت ،ومن مث بدأت ابحلديث عن
صلد أ ّف السورة افتتحت ابألحرؼ ادلقطعة (حم) وأعقب ذلك حديث عن القرآف الكرمي وتنزيلو وعربيتو وكأ ّف يف افتتاحها هبذه األحرؼ تنبيهاً
وحتدايً؛ تنبيو على أ ّف ىذه احلروؼ من جنس حروفكمٍ ،
وحتد على أف أيتو مبثلو وكأنو يقوؿ إف كنتم تعقلوف حقاً فهذه حروفكم وما استطعتم أ ْف تعارضوا ىذا
مث رليء لفظ (تنزيل) والنزوؿ اليكوف إالّمن علو فهو كبلـ ِ
عاؿ القدر من عظيم ال َق ْدر .و((الختفى ببلغة التعبَت ابدلصدر (تنزيل) بدالً من اسم
(منَػَّزٌؿ) ومايف ىذا من اجملاز ادلرسل الذي عبلقتو ادلصدرية وفائدة ذلك اجملاز إشارة ببلغية لطيفة أي أف ىذه القرآف بلغ من الكماؿ ماجعلو كأنو ىو
ادلفعوؿ ُ
صدَّر وصار مصدراً للتنزيل وكأ ّف أي كبلـ آخر منزؿ والقرآف وحده ىو التنزيل ادلتقن ويف (إضافة التنزيل إذل الرزتن الرحيم)
التنزيل فاستغٌت عن ادلفعوؿ حىت تَ َ
للداللة على أنو-أي القرآف مناط ادلصاحل الدنيوية)).59
((فالصفة الغالبة يف ىذه التنزيل صفة الرزتة.....فهو رزتة للذين آمنوا واتبعوه ورزتة كذلك لغَتىم ال ِم َن الناس وحدىم ولكن األحياء رتيعاً ،فقد
60
سن منهجاً ورسم ُخطة تقوـ على اخلَت للجميع....ودل يقتصر يف ىذا على ادلؤمنُت وإَّنا كاف أتثَته عادليا ومط ِرداً))
َّ
- 58ينظر القصة بطوذلا يف كتب التفسَت وإَّنا اختصرهتا ىنا كي ال يطوؿ ادلقاـ.
59
-ينظر تفسَت البيضاوي ،ج ،5ص.107
60
-ينظر يف ظبلؿ القرآف لسيد قطب ج ،6ص.28
.وخْت ُم اآلية الكردية بقولو تعاذل (لقوـ يعلموف) األشياء ويعقلوف الدالئل وينظروف على طريق النظر فكأف
وأل ام نبغوا يف العربية حىت ال تكوف ذلم حجة َ
القرآف فصلت آايتو ذلوالء؛ إ ْذ ىم أىل اإلنتفاع هبا فخصوا هبا تشريفاً)).61
((قاؿ أىل السنة( الصفات ادلذكورة ىنا توجب شدة اإلىتماـ دلعرفتو والوقوؼ على معانيو.....وكونو قرآَنً عربياً ولغة العرب أفصح اللغات شلا
السعَِت).63
يق ِيف َّ ك قػُرآَنًَ عربِيَّاً لِتػنْ ِذر أ َُّـ ال ُقرى ومن حوَذلا وتُػنْ ِذر يػوـ اجلم ِع َال ري ِ ِ ِ
يق ِيف اجلَنَّة َوفَ ِر ٌ
ب فيو فَ ِر ٌ
َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َْ َ ك ْأو َحْيػنَا إلَْي َ ْ َ َ ُ َ يف قولو تعاذل( ( َوَك َذل َ
((ىذه السورة تعاجل قضية العقيدة كسائر السور ادلكية ولكنها تركز بصفة خاصة على حقيقة الوحي والرسالة حىت ليصح أف يقاؿ( إ اا ىي احملور
الرئيسي الذي ترتبط بو السورة كلها)) .64فكما كاف موضوع السورة الوحي َنسب جداً أف أتيت ىذه اآلية للحديث عن عربية القرآف الكرمي .وال خيفى أ ّف
السورة بدأت ابألحرؼ ادلقطعة (حم عسق) وىذه إشارة للتحدي كما سبق أ ْف أشرت سابقاً يف صدر البحث.
ت َع ْلي ِه ْم بَِوكِيل) .65فهذه اآلية تقوؿ للنيب ين َاختَ ُذوا ِم ْن ُدونِِو ْأولِيَاءَ هللا َح ِفي ٌ
ظ َعلي ِه ْم َوَما أنْ َ
ِ
َّأما عن مناسبة اآلية اليت قبلها وىي قولو تعاذل( (والذ َ
ملسو هيلع هللا ىلص( التعنت نفسك ابالنشغاؿ ابدلكذبُت وىدايتهم فاهلل ىو احلفيظ عليهم ولست وكيبلً هبدايتهم ،مث أتيت اآلية (وكذلك....أخل) معطوفة على ىذه اآلية
ك إالَّ البَبلَغ) ،66فاآليتاف مرتبطتاف يف السياؽ. لتؤكد أ ّف إنزاؿ القرآف للببلغ واإلنذار ،أما اذلداية ِ
فم َن هللا عزوجل .يقوؿ هللا تعاذل((إ ْف َعلَْي َ
ولنبدأ مع اآلية اليت معنا فنجدىا بدأت ابسم اإلشارة (كذلك) الذي فيو البلـ اليت تدؿ على البػعد ،وادلراد هبا ىنا بعد ِ
وعظم منزلة القرآف الكرمي، ُ ُ ُْ
العز ُيز احلَ ِك ُيم) 67وأيضاً فإف التعبَت ابلوحي ِ ِ ِ
ين ِم ْن قَػبْل َ كي ِ
ك هللاُ َ ك َو َإذل الذ َ
وحي إلَيْ َمث التعبَت بلفظ الوحي،يف قولو (أوحينا) ليتناسب مع مفتتح السورة ( َك َذل َ ُ
مناسب للسورة َك ُكل فموضوعها األساس احلديث عن الوحي .وال خيفى ما يف رليء ضمَت العظمة (َن) مفعوالً بو للوحي ومايف ذلك من إشارة واضحة لعظم
وحى بو (القرآف)،كما ال خيفى ببلغة رليء ذكر النيب ملسو هيلع هللا ىلص (إليك) عقب ضمَت العظمة الخيفى مايف ذلك من إشارة إذل عظم ِ
ادلُوحي (هللا عز وجل) وادلُ َ
ادلوحى إليو (النيب ملسو هيلع هللا ىلص) مث إعقاب ذلك بتفصيل نوع الوحي بقولو (قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً) فمجيء احلاؿ بصيغة ادلصدر (قرآَنً) بدالً من ادلفعوؿ (مقروء) فيو داللة على
َ
أنو ادلقروء الكامل الذي بلغ يف كمالو درجة الكماؿ حىت ال يكوف شيئاً قرآَنً إالّ ىو ،وكأف كل مقروء مفيد وَنفع ماىو إال اتبع للقرآف الكرمي حىت كأنو
ووصف القرآف ب(عربياً) يف ىذه اآلية ألف ادلقاـ مقاـ حديث عن الوحي الذي ىو ((بلساف العرب ألف الذين أُرسل إليهم النيب قوـ عرب،
فأوحى إليو ىذا القرآف أبلسنتهم ليفهموا مافيو من حجج هللا ِ
وذك ِره ،ألف هللا ال يرسل رسوالً إال بلساف قومو)).68كما الخيفى ببلغة رليء قولو (قرآَن عربياً) ُ
عرب ابإلنذار بدالً من اإلخبار؛ أل ّف اإلخبار يكوف ابخلَت أو ِ ِ
نكرة وذلك للتعظيم والتفخيم،كما ال خيفى دقة التعبَت بلفظ اإلنذار يف قولو (لتُػْنذر) ،حيث ّ
- 62ينظر تفسَت النيسابوري لنظاـ الدين النيسابوري (ت)850ىجري ،ج ،1ص /48دار الكتب العلمية ،بَتوت ،لبناف ،بدوف اتريخ.
63
-سورة الشورى ،اآلية (.)7
- 66سورة الشورى ،اآلية ( )48ومن العجيب أ ّف ىذه اآلية أيضاً يف نفس سورة الشورى ،فانظر إؿ ترابط ادلعاين وبُت آايت السورة ،فسبحاف من ىذه
الكبلـ.
67
-سورة الشورى ،اآلية (.)3
دوف ذكر البشارة؛ أل ّف اآلية اليت قبل ىذه اآلية خاصة ابحلديث عن ادلعرضُت ادلكذبُت وليس فيها حديث عن ادلؤمنُت ،فمن مث َنسب اجمليء ابإلنذار فقط
صر-أبلغ؛ ألف يف التعبَت أبـ القرى إشارة إذل فضل مكة ادلكرمة ((ألف فيها
أخ َ
دوف البشارة ،وكم كاف التعبَت بلفظ (أـ القرى) بدالً من (مكة) -مع أ َف الثاين ْ
البيت ومقاـ سيدَن إبراىيم والعرب تسمى أصل كل شيءأُما حىت يقاؿ ىذه القصيدة من أمهات قصائد فبلف)) 70و((أل ااأصل كل بلدة فمنها ُدحيت
األرض وذلذا ادلعٌت يُزار ذلك ادلوضع من رتيع نواحي األرض)) .71فإليها جيتمع احلجيج من كل بقاع األرض.
ويف التعبَت بلفظ (أـ القرى) رلاز ابحلذؼ ألف ادلعٌت لتنذر أىل أـ القرى ،فحذؼ ادلفعوؿ األوؿ لئلنذار للعلم بو واختصاراً وإشارة إذل عموـ
اإلنذار.
(وَم ْن َح ْوَذلَا) احًتاز الزـ حيث وضح ىذا اإلحًتاز عموـ رسالتو ملسو هيلع هللا ىلص ،فهو أرسل لقومو خاصة وللناس عامة فاإلنذار ال يقتصر
ويف قولو تعاذل َ
ب فِيو)«(( »73لزايدة هتويل أمر يوـ اجلمع
وـ اجلَ ْم ِع َال َريْ َ
على أـ القرى بل يتعدى ؿ((قرى األرض كلها)) .72ويف تكرار لفظ اإلنذار يف قولو تعاذل ِ
(وتػُنْذ َر يَ َ
َ
ألف ختصيصو ابلذكر بعد عموـ اإلنذار يقتضي هتويلو أي وتنذر الناس يوـ اجلمع)) .74وذكر (يوـ اجلمع) عقب ذكر (وتنذر أـ القرى) شلا يسميو الببلغيوف
عاـ يف أمور الدنيا والدين واإلنذار بيوـ اجلمع خاص يف اإلنذار بيوـ القيامة .وفائدة ذكر اخلاص بعد العاـ التنويو
ذكر اخلاص بعد العاـ؛ فإنذار أـ القرى ٌ
بشأف وعظم ذلك اليوـ.
وكم كاف بديعاً ذلك احلذؼ ادلتتابع حيث حذؼ ادلفعوؿ الثاين للفعل األوؿ يف قولو (لِتُػْن ِذ َر أ َُّـ ال ُقَرى) أي لتنذر أـ القرى العذاب ،وحذؼ
وـ اجلَ ْم ِع) أي تنذر الناس يوـ اجلمع .حيث أكسب ىذه احلذؼ ادلتتابع الكبلـ خفة ،ورتلة ( الريب فيو ادلفعوؿ األوؿ من الفعل الثاين يف قولو ِ
(وتػُنْذ َر يَ َ
َ
)رتلة اعًتاضية معًتضة بُت البياف وادلبُت فهي رتلة تنفي الريب يف وقوع يوـ القيامة وىو واقع ال زلالة وإ ْف أراتب فيو ادلرجفوف وادلعاندوف فإنكارىم لو ال
السعَِت) مبلئماً دتاـ ادلبلئمة ،فبعد كل ىذا اإلنذار َنسب أ ْف ُختتم اآلية ابلنتيجة النهائية
يق ِيف َّ
يق ِيف اجلَنَّة َوفَ ِر ٌ
وكم كاف ختم اآلية بقولو تعاذل (فَ ِر ٌ
فختم اإلنذار إبنذار .إ اا النتيجة احلتمية واحلقيقة الرابنية.
لقبوؿ اإلنذار والتكذيب بوُ ،
صلد تناسباً بُت سورة الزخرؼ والسورة الىت قبلها وذلك من وجهُت(
األوؿ( ((تشابو مطلع ىذه السورة مع مطلع وخادتة السورة ادلتقدمة يف وصف القرآف وبياف صورة الوحي اإلذلي .76)).وصلد تناسباً وترابطاً بُت
ىذه اآلية واآلية اليت قبلها واآلية اليت بعدىا ،فاآلية األوذل (حم) وىي من األحرؼ ادلقطعة وىو من حتدي هللا هبا للمعارضُت ،فالقرآف من جنس حروفهم
قسم من هللا عزوجل ابلكتاب ادلبُت ،ومعٌت ادلبُت ((أي البُت الواضح اجللي ادلعاين واأللفاظ ،ألنو نزؿ بلغة العرب اليت ىي
وعجزوا عن معارضتو .واآلية الثانية ٌ
- 69ينظر(ادلفردات يف غريب القرآف) الراغب األصفهاين( ،ت )502ج ،1ص/481دار ادلعرفة ،بَتوت ،لبناف ،الطبعة الثالثة ،بدوف اتريخ.
70
-ينظر مفاتيح الغيب يف الكشف عن قناع الريب ،لفخر الدين الرازي ج ،8ص.299
- 76ينظر التفسَت ادلنَت للدكتور وىبة الزحيلي ،ج ،20ص ،112دار الفكر ادلعاصر ،دمشق ،سوراي ،الطبعة الثانية 1418ىجري.
اآلية التالية لآلية اليت معنا فهي قولو تعاذل( (وإنو يف أـ الكتاب.....أخل) فهي معطوفة فيها حديث عن عظم القرآف عند هللا عزوجل حيث جعلو يف أـ
(علِ ٌّي) أي أنو ((يف أعلى طبقات الببلغة)) 78وصف مرتبط أشد اإلرتباط بعربية
الكتاب أي( اللوح احملفوظ .كما أ ّف وصف القرآف الكرمي بقولو تعاذل( َ
عريب َعلِ ٌّي أي يف أعلى طبقات الببلغة .ومن مثَّ وجدَن ذلك التناسب البديع بُت السورة وماقبلها واآلية وماقبلها ومابعدىا.
القرآف فهو قرآف ٌّ
(إَن َج َعلْنَاهُ قػُ ْرآَنًَ َعَربِيَّاً لَ َعلَّ ُك ْم تَػ ْع ِقلُوف) ،79فنجد أ ّف اآلية جواب للقسم يف قولو تعاذل (والكتاب ادلبُت) فادلقسم بو الكتاب
أما عن قولو تعاذل َّ
وجواب القسم حديث عن القرآف وعربيتو فهناؾ مناسبة بديعة بُت القسم وجوابو ويف ذلك يقوؿ العبلمة الزسلشري( ((أقسم ابلكتاب ادلبُت وىو القرآف وجعل
أف يف رليء الكبلـ بصيغة القسم قولو قرآَنً عربياً جواابً للقسم وىو من األدياف احلسنة البديعة لتناسب القسم وادلقسم عليو وكو اما من و ٍاد و ٍ
احد)) .80كما َّ
ُ
تعظيم لقدر ادلقسم وادلقسم عليو؛ أل ّف هللا عزوجل ال يقسم إال بعظيم جليل الشأف .فجعل هللا أي تصيَتالقرآف عربياً من عظيم ادلنة على عباده فادلقصود
((بوصف الكتاب أبنو عريب غرضاف(أحدمها التنويو ابلقرآف ومدحو أبنو منسوج على أفصح لغة .اثنيهما التورؾ على ادلعاندين من العرب حُت دل يتأثروا مبعانيو
كمن يسمع كبلماً بلغة غَت لغتو ،وىذا أتكيد دلا تضمنو احلرفاف ادلقطعاف ادلفتتحة هبما السورة من معٌت التحدي أبف ىذا كتاب بلغتكم وقد عجز م عن
اإلتياف مبثلو)) .81وتذييل اآلية الكردية بقولو تعاذل (لعلكم تعقلوف) بديع،حيث استعَت احلرؼ لعل ادلوضوع دلعٌت الًتجي لشدة لطف هللا عزوجل هبم وحرصو
على ىدايتهم والغرض من االستعارة بياف سعة لطف هللا عزوجل بعباده حىت ولو كانوا معاندين.
كما أ ّف رليء قولو تعاذل (تعقلوف) ختاماً لآلية للداللة على أ ّف القرآف كبلـ هللا عزوجل حيتاج لتعقل وتفكر وتدبر ،قاؿ تعاذل( ( أَفَبلَ يػَتَ َدبػَُّرو َف
فإذا دل يتعقل السامع كبلـ هللا ويتدبره دل ينل منو شيئاً ولن يتجاوز األمساع إذل القلوب .وفيو أيضاً إشادة وإشارة ابلذين يتدبروف القرآف حق تدبره
فأولئك ىم من يستحقوف لفظ العاقلوفّ ،أما غَتىم شلن طمث هللا على قلوهبم ودل يتعقلوا كتاب هللا فأولئك ىم اجلاىلوف.
ين ظَلَ ُموا َوبُ ْشَرى لِْل ُم ْح ِسنُِت).82 ِ ِ ِ ِ يف قولو تعاذل( (وى َذا كِتاب م ِ ِ
ص ّد ٌؽ ل َساَنًَ َعَربيَّاً ليُػْنذ َر الذ َ
ََ َ ٌ ُ َ
سورة األحقاؼ مفتتحة حبديث عن القرآف الكرمي ،قاؿ تعاذل( (تنزيل الكتاب من هللا العزيز احلكيم) وأيضاً ىي من السور اليت بدأت ابألحرؼ
ين َك َفُروا أما عبلقتها ابآلايت قبلها ففي اآليتُت اللتُت قبل ىذه اآلية جداؿ من الكفار للمؤمنُت حوؿ القرآف الكرمي ونبوة النيب ملسو هيلع هللا ىلص (وقَ َ ِ
اؿ الذ َ َ ّ
وَن إلَْي ِو).83 ِِ
للَّذ َ
ين َآمنُوا لَ ْو َكا َف َخ َْتاً َما َسبَػ ُق َ
- 77ينظر تفسَت القرآف العظيم لئلماـ أبو الفداء بن كثَت (ت )774حتقيق سامي بن دمحم سبلمة ،ج ،7ص /218دار طيبة )1420( ،ىجري ( )1999ميبلدي.
- 78تفسَت البحر ادلديد يف تفسَت القرآف اجمليد أليب العباس بن عجيبة ،ج ،5ص ،223دار الكتب العلمية ،بَتوت ،لبناف ،الطبعة الثانية ( )1423ىجري
( )2002ميبلدي.
79
-سورة الزخرؼ ،اآلية (.)3
80
-ينظر تفسَت الكشاؼ للزسلشري ،ج ،4ص.235
ولنبدأ مع قطوؼ من ببلغة ىذه اآلية ادلباركة فنجد أ اا بدأت ابسم اإلشارة الذي للقريب (ىذا) وذلك ((دلراعاة البعد الزمٍت بُت نزوؿ كتاب
موسى والقرآف الكرمي فلما ذكر التوراة أعقب بذكر القرآف مشَتاً ابسم اإلشارة ادلوضوع للقريب ،مث إنو دلا كاف كتاب موسى كتاابً َنسب التعبَت ىنا عن القرآف
بلفظ كتاب أيضاً من ابب حسن ادلناسبة (اللفظية) وأيضاً للمناسبة ادلعنوية ،فالتوراة والقرآف (توافقا يف أصوؿ الشرائع)).84
لكتاب موسى إفادة للتعميم وإيذاَنً أبنو مصدؽ للكتب السماوية كلها)).85
وقولو تعاذل (لساَنً عربياً) أشبو مايكوف ابإلحًتاز .فاآلايت قبلو تقوؿ َّ
إف القرآف مصدؽ لكتاب موسى يف أصل الشرائع ولوال ىذه اإلحًتاز
توىم أنو مصدؽ لو يف اللغة ال يف الشرائع فقط ،ولفسد ادلعٌت ،فكل رسوؿ أُرسل بلساف قومو ،فكتاب موسى بلسانو والقرآف الكرمي
(لساَنً عربياً) لتوىم ُم ٌ
عريب ألنو بلساف من أرسل إليهم النيب ملسو هيلع هللا ىلص ابتداءً .وتنكَت (لساَنً) و(عربياً) للتعظيم ،ويف استعماؿ اللساف يف اللغة رلاز شائع حىت صار كاحلقيقة إذ اللغة
والكبلـ أشرؼ وظائف اللساف فعرب ابآللة عن الكبلـ وىو رلاز مرسل عبلقتو اآللية ولكن لكثرة شيوعو صار كأنو حقيقة.
وَن إِلَْي ِو) .86فكاف ختم اآلية بياف عاقبة كبل الفريقُت. ِِ ِ
ين َك ًفُروا للَّذ َ
ين َآمنُوا لَ ْو َكا َف َخ َْتاً َما َسبَػ ُق َ الذ َ
- 84فتح القدير حملمد بن علي بن دمحم الشوكاين (ت )1250ج ،5ص ،21دار ابن كثَت ،دار الكلم الطيب ،دمشق بَتوت 1414ىجري ،األوذل.
85
-ينظر حدائق الروح والرحياف يف روايب القرآف حملمد األمُت اذلروي ،ج ،27ص.38
86
-سورة األحقاؼ ،اآلية ( .)11
ْزا تؽس ؼأل ف ّٛانثاؼس ذؽهٛم اٜٚاخ انمشآَٛح انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشتٛح ٔإظٓاس تؼض يٍ تالغرٓا ٔ .لذ ذٕصم انثاؼس إنٗ تؼض
انُرائط يُٓا:
إٌ ّ
انًمطؼحٔ .ف ٙرنك إشاسج إنٗ انرؽذٖ إر ّ ّ -1
أٌ ظ ّم انغٕس انرٗ ٔسدخ فٓٛا اٜٚاخ انرغغ انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشتٛح يفررؽح تاألؼشف
ْزِ األؼشف يٍ ظُظ كاليٓى انز٘ َثغٕا ف .ّٛفٓزِ اٜٚاخ انرغغ انٕاسدج ف ٙانؽذٚس ػٍ انهغح انؼشتٛح ٔسدخ ف ٙيماو انرؽذّٖ فرؽذاْى هللا أٌ ٚؤذٕا تآٚح يٍ
يصهّ يٍ ظُظ ؼشٔفٓى ٔيٍ ظُظ نغرٓى فًا اعرطاػٕا.
-2أٌ اٜٚاخ انرغغ انرٗ ٔسد فٓٛا انؽذٚس ػٍ انهغح انؼشتٛح ظائد ْزِ اٜٚاخ ف ٙعٛاق أعهٕب انرٕكٛذ ٔرنك؛ ألٌ انًماو يماو ذؽ ٍذ فُاعة رنك
ذٕانٗ انًؤكذاخ ف ٙاٜٚح.
-3أٌ ُظ ّم اٜٚاخ انرغ غ انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشتٛح ظائد تؤعهٕب انرؼظٛى فعائد تٌُٕ انؼظًح انًُغٕتح إنٗ هللا ػض ٔظمٔ ،أعهٕب انرؼظٛى
ُْا؛ ّ
ألٌ انًماو يماو ؼعاض يغ انكافش ٍٚفُاعة رنك يعٙء ْزا األعهٕب ُْا.
ّ -4
أٌ ظًٛغ اٜٚاخ انرغغ انرٗ ذؽذشد ػٍ انهغح انؼشتٛح ذؽذشد ػٍ انمشآٌ انكشٚى تصغح (انمشآٌ) ٔرنك نهذالنح ػهٗ أٌ األصم ف ٙانمشآٌ
انكشٚى أٌ ٚكٌٕ يمشٔئا ٔ يؽفٕظأ ،أٚضا فئٌ رنك ف ّٛإظٓاس نرًاو انرؽذٖ نهؼشب انز ٍٚاشر ُ ِٓشٔا تانمشائح ٔ انؽفع دٌٔ انكراتح فرؽذاْى تانًمشٔء دٌٔ
انًكرٕب نٛكٌٕ انرؽذٖ يٍ ظُظ يا َثغٕا ف.ّٛ
انمشآٌ انكشٚى
أعثاب انُضٔل ،أت ٙانؽغٍ ػه ٙتٍ أؼًذ انٕاؼذ٘( ،خ )468ذؽمٛك كًال تغ ،َٕٙٛداس انؼهًٛح ،تٛشٔخ ،نثُاٌ ،انطثؼح األٔنٗ)1411( ،
ْعش٘.
إَٔاس انرُضٚم ٔأعشاس انرؤٔٚمَ ،اصش انذ ٍٚأتٕ عؼذ انثٛضأ٘ ،داس إؼٛاء انرشاز ،تٛشٔخ ،نثُاٌْ )1418( ،عش٘.
ذؽشٚش انًؼُٗ انغذٚذ ٔذُٕٚش انؼمم انعذٚذ انًغًٗ انرؽشٚش ٔانرُٕٚش ،دمحم انطاْش تٍ ػاشٕس (خْ )1393عش٘ ،انذاس انرَٕغٛح نهُشش ،ذَٕظ
( )1984يٛالد٘.
ذفغٛش انثؽش انًذٚذ ف ٙذفغٛش انمشآٌ انًعٛذ ،أت ٙانؼثاط تٍ ػعٛثح ،داسانكرة انؼهًٛح ،تٛشٔخ ،نثُاٌ ،انطثؼح انصاَٛح
ذفغٛش ظايغ انثٛاٌ ف ٙذفغٛش آ٘ انمشآٌ ،دمحم تٍ ظٕتش انطثش٘ .ذؽمٛك أؼًذ دمحم شاكش ،يؤعغح انشعانح ،انطثؼح األٔنْٗ )1420( ،عش٘
( )2001يٛالد٘.
ذفغٛش انمشآٌ انؼظٛى ،أتٕ انفذاء تٍ كصٛش ،ذؽمٛك عاي ٙدمحم عاليح ،داس طٛثح نهُشش.انماْشجْ)1420( ،عش٘
( )1999يٛالد٘.
ذفغٛش انُٛغاتٕسَ٘ ،ظاو انذ ٍٚانُٛغاتٕس٘( ،خْ )850عش٘ ،داس انكرة انؼهًٛح ،تٛشٔخ ،نثُاٌ ،تذٌٔ ذاسٚخ.
انرفغٛش انًُٛش ،انذكرٕس ْٔثح انضؼٛه ،ٙداس انفكش انًؼاصش ،ديشك ،عٕسٚا ،انطثؼح انصاَٛح (ْ )1418عش٘.
دساعاخ إلعهٕب انمشآٌ انكشٚى ،دمحم ػثذ انخانك ػضًٛح ،ذؽمٛك يؽًٕد دمحم شاكش ،داس انؽذٚس.انماْشج ،يصش ،تذٌٔ ذاسٚخ.
دٕٚاٌ ؼافع إتشاْٛى ،انشاػش:ؼافع إتشاْٛى ،داس انغذ،انماْشج ،انطثؼح انصانصح ( )1995يٛالد٘.
انشعانح ،اإلياو دمحم تٍ إدسٚظ انشافؼ( ٙسض ٙهللا ػُّ) (ْ )204عش٘ ،ذؽمٛك :أؼًذ دمحم شاكش ،يطثؼح ػٛغٗ انثات ٙانؽهث ،ٙيصش ،انطثؼح
فرػ انمذٚش ،دمحم تٍ ػه ٙتٍ دمحم انشٕكاَ( ،ٙخْ )1250عش٘ ،داس اتٍ كصٛش ٔداس انكهى انطٛة ،ديشك ٔتٛشٔخ ،انطثؼح األٔنٗ)1414( ،
ْعش٘
انفشٔق انهغٕٚح ،أتْ ٙالل انؼغكش٘ (خ ،)395داس انؼهى ٔانصمافح ،انماْشج ،يصش ،انطثؼح األٔنٗ ،تذٌٔ ذاسٚخ.
يؼانى انرُضٚم ف ٙذفغٛش انمشآٌ انًغًٗ ترفغٛش انثغٕ٘ ،دمحم تٍ انؽ ٍٛانثغٕ٘( ،خْ )510عش٘ ،داس طٛثح ،انماْشج ،انطثؼح انشاتؼح ()1417
ْعش٘ ( )1997يٛالد٘.
يفاذٛػ انغٛة ف ٙانكشف ػٍ لُاع انشٚة ،فخش انذ ٍٚانشاص٘ ،داس إؼٛاء انرشاز انؼشت ،ٙتٛشٔخ ،نثُاٌ ،انطثؼح انصانصح .1420
انكشاف ػٍ غٕايض انرُضٚم ،انماعى يؽًٕد تٍ ػًش انضيخشش٘ (خ )538يٛالد٘ ،داس انكراب انؼشت ،ٙتٛشٔخ ،نثُاٌ ،انطثؼح انصانصح.
َظى انذسس ف ٙذُاعة اٜٚاخ ٔانغٕس ،إتشاْٛى ػى انثماػ( ٙخْ )885عش٘ ،داس انكراب اإلعالي ،ٙانماْشج ،يصش ،تذٌٔ ذاسٚخ.