النفحة الإلٰهية في الصلاة على خير البرية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 41

‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬

‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫كتاب‬
‫النفحة اﻹلـٰهية في‬
‫صﻼة على خير البرية‬
‫ال ّ‬
‫ﻷبي الفضل عبد الله بن محمد الص ِّديق الغماري الحسني‬
‫)المتوفى سنة ‪1413‬هـ( ُم َح ِّدث الديار المغربية والبﻼد اﻷفريقيّة‬

‫بتعليقات وإسنا ِد‬


‫الشيخ جميل حليم الحسين ّي‬
‫محاضر في العقائ ِد وال ِف َرق‬
‫ِ‬ ‫دكتور‬
‫صوفيّة‬ ‫رئيس جمعيّة ال َمشايخ ال ﱡ‬

‫‪1‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫ي في اب‬ ‫ر ج ل حل ال‬ ‫س ال خ ال‬

‫اﻹ َلـٰ ِﻬﱠ ﺔ ِﻓي ال ﱠ َﻼ ِة َﻋَﻠى خ ِ الَ ِ ﱠ ﺔ‬


‫الﱠ ف َ ﺔ ِ‬

‫أرويه ﻗراءة من أوله ﻵﺧرﻩ عن الﺸيﺦ الدكتور أكرم عبد الوهاب‬


‫ِ‬
‫الصديق‬
‫اﻗي وهو عن المﺆلﻒ أبي الفضل عبد الله بن محمد ّ‬
‫الموﺻلي الﻌر ّ‬
‫ّ‬
‫الغماري رﺣمه الله ﺗﻌالى‪.‬‬
‫ّ‬

‫الﻌامة مباﺷرة من المﺆلﻒ رﺣمه الله وﻧفﻌنا به‬


‫وأرويه باﻹﺟازة ّ‬

‫‪2‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫الﺘ ِ‬
‫ﱠﻮﻃﺌَة‪:‬‬
‫أﻫﻞ اﻹيﻤﺎن‬ ‫الﻤ َيﺰان في ﺑَيﺎن َع ِﻘي َﺪة ِ‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫الحبيﺐ‬ ‫رب الﻌالمين‪ ،‬وﺻلى الله وسلﱠﻢ وﺷﱠرف وكﱠرم على سيِّدﻧا مح ﱠمد‪،‬‬ ‫الحمد لله ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المحبوب‪ ،‬الﻌﻈي ِﻢ الﺠاﻩِ‪ ،‬الﻌالي ال َقد ِر ﻃه اﻷمي ِن‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ين‪ ،‬وعلى‬ ‫المرسلين وﻗاﺋد الغُِّر َ‬
‫المح ﱠﺠل َ‬ ‫َ‬ ‫وإمام‬
‫ات الت ِﱠقيﱠات الن ِﱠقيﱠات‬
‫يامين الـمﻜﱠرمين‪ ،‬وعلى زوﺟاﺗِه أ ﱠمﻬات الـمﺆمنِين البار ِ‬
‫ّ‬
‫أهل بيتِه الـم ِ‬
‫ذُّريﱠته و ِ َ َ‬
‫ِ‬
‫بﺈﺣسان إلى ي ِوم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ومن ﺗَبِ َﻌ ُﻬﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ات ال ﱠ ِ‬
‫الﻄاهر ِ‬
‫الدين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫صفيﱠات‪ ،‬وﺻحابَته الﻄيِّبِين الﻄﱠاه ِرين‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫اﻹسﻼمية سلَ ًفا وﺧل ًفا‪ ،‬وهي المرﺟﻊ الﺬي ﺗُـ ْﻌرض عليه‬ ‫اﻷمة‬
‫كل ّ‬ ‫بﻌد‪ ،‬فﻬﺬﻩ عقيدةُ ّ‬‫أما ُ‬
‫ِ‬
‫ﻒ‬
‫الحق الﺬي يَ ْﻜﺸ ُ‬ ‫مسلمين‪ ،‬وهي ميﺰان ِّ‬
‫َ‬ ‫عقاﺋد الناس‪ ،‬فمن ﺧالفﻬا أو كﺬبﻬا ﻻ يﻜو ُن من الـ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وعموم النﱠـ ْف ِﻊ؛ وعليه‪:‬‬ ‫لﺨصوص الغَ ِ‬
‫رض‬ ‫ِ‬ ‫الباﻃل وزيغَهُ‪ ،‬فﻜان ﻻ بُ ﱠد من هﺬا البيان المﻬ ِّﻢ‬
‫ﻒ ِ‬ ‫زيْ َ‬
‫وﺟل واﺣ ٌد في ملﻜِ ِه‪،‬‬
‫يﻌلﻢ أ ﱠن اللهَ عﱠﺰ ﱠ‬ ‫ٍ‬
‫كل مﻜلﻒ أن َ‬ ‫يﺠﺐ على ِّ‬‫وإياك أﻧهُ ُ‬
‫أرﺷدﻧا اللهُ َ‬ ‫اعلﻢ َ‬
‫بينﻬ َما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الﻌالﻢ بﺄس ِرﻩِ الﻌلو ﱠ‬
‫فيﻬما وما ُ‬
‫اﻷرض وما َ‬
‫الﻜرسي‪ ،‬والسمـٰوات و َ‬ ‫ﱠ‬ ‫الﻌرش و‬
‫السفلي و َ‬
‫يو ﱠ‬ ‫ﺧلق َ‬ ‫َ‬
‫يﻚ‬
‫الﺨلق وﻻ ﺷر ٌ‬ ‫ﺟميﻊ الﺨﻼﺋِ ِق مقﻬورو َن بقدرﺗِِه‪ ،‬ﻻ ﺗتحرُك ذرةٌ إﻻ بﺈذﻧِِه‪ ،‬ليﺲ مﻌهُ ُم َدبـّر في ِ‬‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الغيﺐ والﺸﻬادةِ ﻻ يﺨفى عليه ﺷىء في‬ ‫ﻧوم‪ ،‬عالﻢ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻗيوم ﻻ ﺗﺄﺧ ُﺬﻩُ سنَةٌ وﻻ ٌ ُ‬ ‫في الملﻚ‪ ،‬ﺣي ٌ‬
‫ِ‬
‫ﺣبة في‬‫ورﻗة إﻻ يﻌلمﻬا‪ ،‬وﻻ ٍ‬
‫ﻂ من ٍ‬ ‫البر والبح ِر‪ ،‬وما ﺗسق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫يﻌلﻢ ما في ّ‬
‫اﻷرض وﻻ في السماء‪ُ ،‬‬
‫يابﺲ إﻻ في ٍ‬
‫كتاب مبي ٍن‪.‬‬ ‫رﻃﺐ وﻻ ٍ‬ ‫اﻷرض وﻻ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻇلمات‬

‫ﻗادر على ما يﺸاءُ‪ ،‬له‬ ‫ٍ‬ ‫أﺣا َط ِ‬


‫يد‪ٌ ،‬‬ ‫فﻌال لـما ير ُ‬
‫عددا‪ٌ ،‬‬ ‫كل ﺷىء ً‬ ‫أﺣصى ّ‬ ‫علما و َ‬ ‫بﻜل ﺷىء ً‬
‫دافﻊ لـما‬
‫الحﻜﻢ والقضاءُ‪ ،‬وله اﻷسماءُ الحسنى‪ ،‬ﻻ َ‬ ‫ُ‬ ‫الملﻚ وله الغِنى‪ ،‬وله الﻌِﱡﺰ والبقاءُ‪ ،‬وله‬
‫ُ‬
‫رﺟو ﺛوابًا‬ ‫ِِ‬ ‫ملﻜ ِه ما ير ُ‬
‫ﻗضى‪ ،‬وﻻ ماﻧﻊ لـما أعﻄَى‪ ،‬يـ ْفﻌل في ِ‬
‫يد‪ ،‬ويَ ْح ُﻜ ُﻢ في َﺧ ْلقه بما يﺸاءُ‪ ،‬ﻻ يَ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪3‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ضل وكل ﻧِْق ٍ‬
‫مة منه‬ ‫عليه ﺣ ْﻜﻢ‪ ،‬و ﱡ ِ ٍ‬
‫عليه ﺣق يلﺰمه وﻻ ِ‬ ‫يﺨاف عقابا‪ ،‬ليﺲ ِ‬
‫كل ﻧ ْﻌمة مْنهُ فَ ْ ٌ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ٌ َُ ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫وﻻ‬
‫ﻗبل وﻻ بﻌ ٌد‪ ،‬وﻻ فو ٌق وﻻ‬ ‫وﺟود ﻗبل َ ِ‬
‫ليﺲ لهُ ٌ‬‫الﺨ ْلق‪َ ،‬‬ ‫عما يَـ ْف َﻌ ُل وهﻢ يُ ْسﺄلو َن‪َ .‬م ٌ َ‬
‫سﺄل ّ‬
‫َع ْد ٌل‪ ،‬ﻻ يُ ُ‬
‫أين‬
‫يقال متَى كا َن وﻻ َ‬‫بﻌﺾ‪ ،‬وﻻ ُ‬ ‫ﺧلﻒ‪ ،‬وﻻ كلﱞ وﻻ ٌ‬ ‫أمام وﻻ ٌ‬ ‫ﺷمال‪ ،‬وﻻ ٌ‬ ‫يمين وﻻ ٌ‬‫ﺗحﺖ‪ ،‬وﻻ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ﺺ‬ ‫ِ‬
‫ص ُ‬ ‫بالﺰمان‪ ،‬وﻻ يتﺨ ﱠ‬ ‫كيﻒ‪ ،‬كا َن وﻻ مﻜا َن‪ ،‬ك ﱠو َن اﻷكوا َن‪ ،‬ودبـﱠَر الﺰما َن‪ ،‬ﻻ يت َقيﱠ ُد‬ ‫كا َن وﻻ َ‬
‫ﺺ بال ّﺬه ِن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ُ‬‫عقل‪ ،‬وﻻ يتﺨ ﱠ‬ ‫وهﻢ وﻻ يﻜتن ُفهُ ٌ‬ ‫بالمﻜان‪ ،‬وﻻ يﺸغَلُهُ ﺷﺄْ ٌن عن ﺷﺄْن‪ ،‬وﻻ يلح ُقهُ ٌ‬
‫ﻜار‪،‬‬
‫اﻷوهام واﻷف ُ‬
‫ُ‬ ‫يتﻜيﻒ في ِ‬
‫الﻌقل‪ ،‬ﻻ ﺗَـ ْل َح ُقهُ‬ ‫ُ‬ ‫ور في الوه ِﻢ‪ ،‬وﻻ‬‫صُ‬ ‫وﻻ يتمﺜﱠل في ِ‬
‫النفﺲ‪ ،‬وﻻ يـُتَ َ‬ ‫ُ‬
‫ﱒ ﱔ ﱕ ﱖﱠ‪.‬‬
‫ﱡٱﱐ ﱑ ﱓ‬

‫الرﺣمـٰ ُن على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الﻌرش استوى استواءً‬ ‫الﺠلوس والقﻌود واﻻستقرار والـمحاذاة‪ّ ،‬‬ ‫ﺗنﱠﺰﻩ ربّي عن‬
‫ﱠﺨﺬﻩ مﻜاﻧًا لﺬاﺗِِه‪ ،‬ومن َ‬
‫اعتقد‬ ‫اﻻعوﺟاج‪ ،‬ﺧلق الﻌرش إﻇﻬارا لقدرﺗِِه ولﻢ يت ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مماسة و‬ ‫منﺰها عن الـ‬
‫ً‬
‫يﺨﻄر‬
‫ُ‬ ‫أﺧبر ﻻ كما‬ ‫الﻌرش استوى كما َ‬ ‫الرﺣمـٰ ُن على ِ‬ ‫كافر‪ّ ،‬‬
‫الﻌرش فﻬو ٌ‬ ‫أ ﱠن اللهَ ﺟالﺲ على ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ف فيه كيﻒ يﺸاء‪ ،‬ﺗنﱠﺰﻩ وﺗقدﱠس ربي عن الحر ِ‬ ‫للﻌرش ُمتَصِّر ٌ‬
‫السﻜون‪ ،‬وعن‬ ‫كة و‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ﻗاهر ِ‬ ‫للبﺸ ِر‪ ،‬فﻬو ٌ‬
‫ﺟل ربّي‬ ‫ﺲ والـ ِ‬
‫مسافة‪ ،‬وعن التﱠح ﱡوِل والﺰو ِال واﻻﻧت ِ‬ ‫ﻌد ِ‬
‫بالح ِ‬ ‫رب والب ِ‬ ‫ِ‬
‫اﻻﻧفصال وال ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫قال‪ ،‬ﱠ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫اﻻﺗصال و‬
‫أﺣﻜمﻬﻢ‬ ‫و‬ ‫ﺗه‪،‬‬‫ر‬ ‫د‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ب‬ ‫الﺨلق‬ ‫ﺧلق‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ﻂ به اﻷَوهام وﻻ الﻈﱡنو ُن وﻻ اﻷفﻬام‪ ،‬ﻻ فِﻜرةَ في الﱠر ِ‬
‫ّ‬ ‫ﻻ ﺗُحي ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﻜمته‪ ،‬لﻢ يﻜن له في َﺧ ْل ِقﻬﻢ ُمﻌِين‪ ،‬وﻻ في ﺗَدبِيرهﻢ ُم ِﺸير‬ ‫ِ‬
‫ودبـﱠَرهﻢ بح َ‬‫صﻬﻢ بمﺸيﺌته‪َ ،‬‬ ‫وﺧ ﱠ‬‫بﻌْلمه‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫وﻻ ﻇَ ِﻬير‪.‬‬

‫)ﺣيﺚ(‪ ،‬وﻻ يَ ُحلﱡه )ما(‪ ،‬وﻻ يَـ ُﻌدﱡﻩ ) َكﻢ(‪ ،‬وﻻ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻻ يلﺰمه )ل َﻢ(‪ ،‬وﻻ يُﺠا ِوُرﻩ )أين(‪ ،‬وﻻ يُﻼﺻ ُقه َ‬
‫ي(‪ ،‬وﻻ يُ ِﻈلﱡه )فَوق( وﻻ يُِقلﱡه )ﺗَحﺖ(‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﻂ به ) َكيﻒ(‪ ،‬وﻻ يَنالُه )أ ﱞ‬ ‫حصرﻩ )متَى(‪ ،‬وﻻ يُ ِحي ُ‬
‫يَ ُ‬
‫ﱠمه )ﻗَـْبل(‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫)ﺧلْﻒ(‪ ،‬وﻻ يَ ُحدﱡﻩ )أمام(‪ ،‬ولﻢ يَتقد ُ‬ ‫يﺄﺧﺬﻩ َ‬ ‫)ﺣ ّد(‪ ،‬وﻻ يُﺰاﺣ ُمه )عند(‪ ،‬وﻻ ُ‬ ‫يُقابلُه َ‬
‫وﺟ ْدﻩ )كان(‪ ،‬ولﻢ يَـ ْف ِق ْدﻩ )لَيﺲ(‪.‬‬ ‫ولﻢ يـ ُفْته )بﻌد(‪ ،‬ولﻢ يﺠمﻌه ) ُكل(‪ ،‬ولﻢ ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْْ‬ ‫َ َ‬

‫‪4‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫وسم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺲ‬
‫ﺲ وﻻ يُ َم ﱡ‬ ‫ﺛين‪ ،‬ﻻ يَ َم ﱡ‬ ‫المحد َ‬‫َ‬ ‫ات‬ ‫المﺨلوﻗين َ‬
‫َ‬ ‫ﺻفات‬ ‫ﱠس عن ِّ‬
‫كل‬ ‫ﻻ إلـٰه إﻻ هو‪ ،‬ﺗقد َ‬
‫ﺟسما وﻻ‬
‫ضه‪ ،‬ليﺲ ً‬ ‫قاس بالناس‪ ،‬ﻧـُ َو ِّﺣ ُدﻩ وﻻ ﻧـُبَ ّﻌِ ُ‬ ‫ف بالحو ِّ‬
‫اس وﻻ يُ ُ‬ ‫ﻌر ُ‬
‫ﺲ‪ ،‬ﻻ يُ َ‬‫ﺲ وﻻ يُ َﺠ ﱡ‬
‫وﻻ يُ َح ﱡ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺟسﻢ ﻻ كاﻷﺟسام« وإن‬ ‫فالمﺠسﻢ كافر باﻹﺟماع وإن ﻗال‪» :‬الله ٌ‬ ‫ّ‬ ‫بصفات اﻷﺟسام‪،‬‬ ‫ﻒ‬‫يتﱠص ُ‬
‫ﺿا‪ ،‬ﻻ ﺗَ ُح ﱡل فيه‬ ‫ﺟوهرا‪ ،‬وليﺲ َعَر ً‬ ‫ﺷﺨصا‪ ،‬وليﺲ ً‬ ‫ً‬ ‫ﺷبحا‪ ،‬وليﺲ‬
‫ﺻام وﺻلى ﺻورًة‪ ،‬فالله ليﺲ ً‬
‫ﻇﻼما‪ ،‬ليﺲ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اض‪ ،‬ليﺲ مﺆلﱠًفا وﻻ ُمَرﱠكبًا‪ ،‬ليﺲ بﺬي‬
‫أبﻌاض وﻻ أﺟﺰاء‪ ،‬ليﺲ ﺿوءًا وليﺲ ً‬ ‫اﻷعر ُ‬
‫اق‪.‬‬
‫اﺟتماع له وﻻ افتر َ‬
‫َ‬ ‫روح‪ ،‬ﻻ‬
‫روﺣا وﻻ له ٌ‬
‫ﻧارا‪ ،‬وليﺲ ً‬
‫يما وليﺲ هواءً وليﺲ ً‬
‫ماءً وليﺲ َﻏ ً‬
‫ض والﻌم ِق وال ﱠسم ِ‬
‫ﻚ والتر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كيﺐ‬ ‫ْ‬ ‫منﺰﻩٌ عن الﻄﱡول و َ‬
‫الﻌْر ِ ُ ْ‬ ‫ات‪ّ ،‬‬‫السنَ ُ‬
‫اﻵفات وﻻ ﺗﺄﺧ ُﺬﻩ ّ‬
‫ُ‬ ‫ﻻ ﺗﺠري عليه‬
‫التﺄليﻒ واﻷلو ِان‪ ،‬ﻻ يَ ُح ﱡل فيه ﺷىء‪ ،‬وﻻ يَـْن َح ﱡل منه ﺷىء‪ ،‬وﻻ يَ ُح ﱡل هو في ﺷىء‪ ،‬ﻷﻧه ليﺲ‬
‫و ِ‬
‫كمﺜله ﺷىء‪ ،‬فمن زعﻢ أن الله في ﺷىء أو من ﺷىء أو على ﺷىء فقد أﺷرك‪ ،‬إذ لو كان في‬
‫حدﺛًا أي مﺨلوﻗًا‪ ،‬ولو كان على ﺷىء لﻜان‬
‫محصورا‪ ،‬ولو كان من ﺷىء لﻜان ُم َ‬
‫ً‬ ‫ﺷىء لﻜان‬
‫محموﻻ‪ ،‬وهو مﻌﻜﻢ بﻌلمه أينما كنتﻢ ﻻ ﺗﺨفى عليه ﺧافية‪ ،‬وهو أعلﻢ بﻜﻢ منﻜﻢ‪ ،‬وليﺲ كالﻬواء‬
‫ً‬
‫مﺨالﻄًا لﻜﻢ‪.‬‬

‫كﻼمه كﻼ ٌم واﺣ ٌد ﻻ يتبﻌﺾ وﻻ يتﻌدد ليﺲ ﺣرفًا وﻻ ﺻوﺗًا وﻻ‬ ‫وكلﱠﻢ الله موسى ً‬
‫ﺗﻜليما‪ ،‬و ُ‬
‫أبدي ليﺲ كﻜﻼم المﺨلوﻗين‪ ،‬فﻬو ليﺲ‬
‫لي ٌ‬ ‫لغةً‪ ،‬ليﺲ ُمبتَ َدأً وﻻ ُمﺨتَـتَ ًما‪ ،‬وﻻ يتﺨلله اﻧقﻄاع‪ ،‬أز ٌ‬
‫كﻼمه ﺻفةٌ‬
‫بفﻢ وﻻ لسان وﻻ ﺷفاﻩ وﻻ مﺨارج ﺣروف وﻻ اﻧسﻼل هواء وﻻ اﺻﻄﻜاك أﺟرام‪ُ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحدوث‪،‬‬ ‫عﻼمات‬ ‫من ﺻفاﺗه‪ ،‬وﺻفاﺗُه أزليةٌ أبديةٌ كﺬاﺗه‪ ،‬وﺻفاﺗه ﻻ ﺗتغيﱠر ﻷ ﱠن التغيﱡـَر ُ‬
‫أكبر‬
‫الﺬات‪ ،‬والله منﱠﺰﻩٌ عن كل ذلﻚ‪ ،‬مﻬما ﺗصورت ببالﻚ فالله ﻻ‬ ‫ﺣدوث ِ‬ ‫َ‬ ‫يستلﺰم‬ ‫ِ‬
‫الصفة‬ ‫وﺣدوث‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الﻜتاب والسن ِﱠة فﺈ ﱠن ذلﻚ من‬
‫ِ‬ ‫ﻚ ِ‬
‫بﻈاه ِر ما ﺗﺸابَه من‬ ‫يﺸبه ذلﻚ‪ ،‬فصوﻧوا عقاﺋ َدكﻢ من التﱠم ﱡس ِ‬
‫َ‬
‫ﺻول الﻜفر‪ ،‬ﱡٱﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱠ‪ ،‬ﱡٱﲆ ﲇ ﲈﱠ‪ ،‬ﱡﱊ ﱋ ﱌﱍﱠ‪ ،‬ومن زعﻢ أن‬ ‫أ ِ‬

‫‪5‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫المﻌبود‪ ،‬فالله ﺗﻌالى ليﺲ بقدر الﻌرش وﻻ أوسﻊ منه وﻻ أﺻغر‪،‬‬
‫َ‬ ‫الﺨالق‬
‫َ‬ ‫محدود فقد َﺟ ِﻬ َل‬
‫ٌ‬ ‫إلـٰﻬنا‬
‫وﻻ ِ‬
‫ﺗص ﱡﺢ الﻌبادة إﻻ بﻌد مﻌرفة المﻌبود‪ ،‬وﺗﻌالى ربّنا عن الحدود والغايات واﻷركان واﻷعضاء‬
‫واﻷدوات‪ ،‬وﻻ ﺗحويه الﺠﻬات السﺖ كساﺋر المبتدعات‪ ،‬ومن وﺻﻒ الله بمﻌنى من مﻌاﻧي‬
‫البﺸر فقد ﺧرج من اﻹسﻼم وكفر‪.‬‬

‫ﱡٱﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋﱠ‪ ،‬ﱡٱﲤ ﲥ ﲦ ﲧﱠ‪ ،‬ﱡٱﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﱠ‪ ،‬ﱡٱﲻ ﲼ‬


‫ٍ‬
‫أﺟسام‬ ‫كل ما دﺧل في الوﺟود من‬‫ﲽ ﲾ ﲿﱠ‪ ،‬ما ﺷاء الله كان وما لﻢ يﺸﺄْ لﻢ يﻜن‪ ،‬و ّ‬
‫ومَرض ول ّﺬة وألﻢ وفَـَرح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأﺟرام وأعمال وﺣركات وسﻜنات وﻧوايا وﺧواﻃر وﺣياة وموت وﺻحة َ‬
‫وإيمان وكفر وﻃاعة ومﻌصية‬‫ٍ‬ ‫وﺣﺰن واﻧﺰعاج واﻧبساط وﺣرارة وبُرودة ولُيوﻧة وﺧﺸوﻧة وﺣﻼوة ومرارة‬
‫وفوز وﺧسران وﺗوفيق وﺧﺬﻻن وﺗحركات وسﻜنات اﻹﻧﺲ والﺠن والمﻼﺋﻜة والبﻬاﺋﻢ وﻗﻄرات‬
‫المياﻩ والبحار واﻷﻧﻬار واﻵبار وأوراق الﺸﺠر وﺣبات الرمال والحصى في السﻬول والﺠبال‬
‫والقفار فﻬو بﺨلق الله‪ ،‬بتقديرﻩ وعلمه اﻷزلي‪ ،‬فاﻹﻧﺲ والﺠن والمﻼﺋﻜة والبﻬاﺋﻢ ﻻ يﺨلقون‬
‫ﺷيﺌًا من أعمالﻬﻢ‪ ،‬وهﻢ وأعمالﻬﻢ َﺧلْق لله‪ ،‬ﱡٱﲤ ﲥ ﲦ ﲧﱠ‪ ،‬ومن ك ﱠﺬ َ‬
‫ب بالقدر فقد‬
‫كفر‪.‬‬

‫وﻗاﺋدﻧا وﻗُـﱠرة أعينِنا وﻏوﺛنا ووسيلتنا ومﻌلمنا وهادينا ومرﺷدﻧا‬


‫وﻧﺸﻬد أن َسيِّ َدﻧا وﻧبيﱠنا وعﻈيمنا َ‬
‫أرسلَه اللهُ رﺣمةً للﻌالمين‪ ،‬ﺟاءﻧا‬
‫عبدﻩ ورسولُه‪ ،‬وﺻفيﱡه وﺣبيبُه وﺧليلُه‪َ ،‬من َ‬
‫وﺷفيﻌنا مح ﱠم ًدا ُ‬
‫اﺟا‬ ‫بدين اﻹسﻼم ك ُﻜ ِل اﻷﻧبياء والمرسلين‪ ،‬هاديا ِ‬
‫ﻗمرا وﱠه ً‬
‫وﻧﺬيرا وداعيًا إلى الله بﺈذﻧه ً‬
‫ومبَ ّﺸًرا ً‬
‫ً ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ﺣق ﺟﻬادﻩ ﺣتى أﺗاﻩ‬ ‫نيرا‪ ،‬فبلﱠﻎ الرسالة وأدى اﻷماﻧة وﻧصﺢ اﻷمة وﺟاهد في الله ّ‬ ‫اﺟا ُم ً‬
‫وسر ً‬
‫الحق والﺠنﱠة‪ ،‬ﷺ وعلى ِ ٍ‬
‫رسلَه‪ ،‬ورﺿي‬
‫كل رسول أ َ‬
‫ّ‬ ‫وﻧصﺢ وهدى إلى ﻃريق ِّ‬ ‫َ‬ ‫فﻌلﱠ َﻢ و َ‬
‫أرﺷد‬ ‫اليقين‪َ ،‬‬
‫الله عن ساداﺗنا وأﺋمتنا وﻗدوﺗنا ومﻼذﻧا أبي بﻜر وعمر وعﺜمان وعلي وساﺋر الﻌﺸرة المبﺸرين‬

‫‪6‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫بالﺠنة اﻷﺗقياء البررة وعن ّأمﻬات المﺆمنين زوﺟات النبي الﻄاهرات النقيات المبﱠرءات‪ ،‬وعن‬
‫أهل البيﺖ اﻷﺻفياء اﻷﺟﻼء وعن ساﺋر اﻷولياء وعباد الله الصالحين‪.‬‬
‫ولله ال َفضل و ِ‬
‫المنﱠةُ أ ْن هداﻧا لﻬﺬا الحق الﺬي عليه اﻷﺷاعرة والماﺗريدية وكل اﻷمة اﻹسﻼمية‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والحمد لله رب الﻌالمين‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫ﱁﱂﱃﱄ‬

‫ﺣمدا يليق بربوبيتﻚ وأﺷﻜرك ﻗياما بحق ع ِ‬


‫بوديﱠتﻚ‪ ،‬وأﺷﻬد أن ﻻ إلـٰه إّﻻ‬ ‫ً ّ ُ‬ ‫أﺣمدك اللﱠهُ ً ُ‬ ‫ُ‬
‫ﺷﻬ ُد أَ ﱠن َسيِّ َدﻧَا ُم َح ﱠم ًدا‬‫ﺗفﻌل َما ﺗَ َﺸاءُ َوﺗَح ُﻜ ُﻢ َما ﺗُِريد وأَ َ‬ ‫لﻚ‪ُ ،‬‬ ‫يﻚ َ‬ ‫أﻧﺖ وﺣدك ﻻ ﺷر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بد َك ورسولُﻚ ِ‬
‫لﺨ ِلق َع ّامة َوبَﻌﺜتَه بَﺸ ًيرا وﻧَﺬ ًيرا‪َ ،‬م ِن اﺗﱠـبَـ َﻌهُ‬
‫رسلتَه ل َ‬ ‫ﻚ أَ َ‬ ‫ﻚ َو َﺧليلُ َ‬ ‫وﺻفيﱡ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َع ُ‬
‫يد‪ ،‬فَص ِل اللﱠﻬ ﱠﻢ عليِه ﺻﻼ ًة وسﻼما داﺋِمي ِن بِ َدو ِام ﺗَوالِي أَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ﻚ‬‫فضال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫اعهُ فَـ ُﻬو ال َفاﺋ ُﺰ ال ﱠسﻌ ُ َ ّ ُ َ َ‬ ‫َوأَﻃَ َ‬
‫اﺟ ِرين‪ ،‬ووفِّقنَا لِسلُ ِ‬
‫وك‬ ‫اه ِرين وعن ﺻحابتِه اﻷَﻧصا ِر والـمﻬ ِ‬ ‫علَ ِيه‪ ،‬وارض عن آلِِه الﻄﱠ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ َ‬
‫حﺖ لِواﺋِِه فِي الـموﻗِ ِ‬
‫ﻒ ا َلﻌﻈَْي ِﻢ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ﺗ‬
‫َ‬ ‫ﻢ‬ ‫ﻬ‬‫اﺣﺸرﻧَا فِي ُزمرﺗِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫يﻢ‪،‬‬‫ِ‬
‫و‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ﻢ‬ ‫ﻬ‬ ‫ﻧَ ِ‬
‫ﻬﺠ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين َﺣ ِديﺜًا‬ ‫ص َﻼ ِة علَى النﱠبِ ِي ﷺ يﺸتَ ِمل علَى ﺛََﻼﺛٍَة وأَربﻌِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ّ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ﻌد‪ :‬فَﻬ َﺬا ﺟﺰء فِ‬
‫ٌُ‬ ‫أَﱠما بَ ُ‬
‫ات‪َ ،‬و َس ﱠميتُهُ "النﱠـ ْف َحة‬ ‫فِي فَضلِﻬا‪ ،‬ﺛُﱠﻢ مب ِّﺸرات فِيﻬا فَـواﺋِد ودعوات‪ ،‬ﺛُﱠﻢ ِﺻي ُﻎ ﺻلَو ٍ‬
‫َ ََ‬ ‫َُ َ ٌ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ص َﻼ ِة َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة"‪.‬‬ ‫ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠة فِي ال ﱠ‬
‫ص َﻼ ِة َوالتﱠسلِي ِﻢ‪َ ،‬ر ِاﺟيًا أَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ )‪(1‬‬
‫اب النﱠبِ ِّي ال َﻜ ِري ِﻢ َعلَيه أَ َ‬
‫فض ُل ال ﱠ‬ ‫ِ‬
‫َوﻗَ ﱠد ْمتُهُ َهديﱠةً إِلَى َﺟنَ‬
‫اعتِ ِه َوأَ ُكو َن فِي ُﺟ ْملَ ِة ﺧدمته‪ ،‬واللﱠه المسﺆول أَن يَقبَـلَهُ ِمنِّي َويُنِْيـلَنِي ُمَر ِادي‪،‬‬ ‫أَفُ َوز بِ َﺸ َف َ‬
‫يضي َواستِنَ ِادي‪.‬‬ ‫فَـﻌلَ ِيه ْاعتِم ِادي وإِلَ ِيه ﺗَـ ْف ِو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬

‫)‪ -(1‬لو كتﺐ إلى أفضل الﺨلق أو سيد الﺨلق لﻜان أفضل ﻷن مﻌنى الﺠناب في اللغة الفناء‪ ،‬ومن أراد‬
‫رسل إليه ﻻ مقامه وﻻ‬ ‫إهداء الﺜواب ﻻ يقصد بﻬديته الﺠناب وﻻ يقصد بﻬا المقام‪ ،‬إﻧما يقصد بﻬا الـ ُم َ‬
‫الﺠناب(‪ :‬موﺿﻊ مﻌروف اهـ‪ .‬ابن دريد‪ ،‬ﺟﻤهرة اللﻐة‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫موﺿﻌه وﻻ محله‪ .‬ﻗال ابن دريد‪ :‬و) َ‬

‫‪8‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫الحﺪيﺚ اﻷول‬
‫عن عبد اللﱠه بن مسﻌود رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول الله ﷺ‪" :‬إِ ﱠن أَولَى‬
‫ﺎس ﺑِي ي ِ ِ‬
‫ﺻ َﻼ ًة"‪ .‬رواﻩ الترمﺬي وﺣسنه‪.‬‬ ‫ﻛﺜرُﻫﻢ َعلَ ﱠي َ‬ ‫ﻮم الﻘيَ َﺎﻣة أَ ُ‬‫النﱠ ِ َ َ‬
‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﺎﻧي‬
‫عن أﻧﺲ بن مالﻚ رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪" :‬إِ ﱠن للﱠ ِﻪ َﺳيﱠ َﺎرًة ِﻣ َﻦ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫الـ َﻤ َﻼﺋِ َﻜة يَﻄلُبُﻮ َن ﺣلَ َﻖ ال ّﺬﻛ ِر‪ ،‬فَِﺈ َذا أَﺗَـ ْﻮا َعلَ َيهﺎ َﺣ ﱡفﻮا ﺑِ ِهﻢ ﺛُ ﱠﻢ ﺑَـ َﻌﺜُﻮا ﺑَِﺰاﺋﺪﻫﻢ إِلَى َر ِّ‬
‫ﺎد ِك يُـ َﻌ ِﻈّ ُﻤﻮ َن آﻻ َء َك‬ ‫بﺎد ِﻣﻦ ِعب ِ‬ ‫الﻌ ﱠﺰِة)‪ (1‬ﺗَبﺎرك وﺗﻌﺎلَى فَـيـ ُﻘﻮلُﻮ َن رﺑﱠـنَﺎ أَﺗَينَﺎ َعلَى ِع ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ ِ‬
‫ﻮل‬ ‫ﻚ ِﻵخ َرﺗ ِه ْﻢ َو ُدﻧْـيَ ُ‬
‫ﺎﻫ ْﻢ فَـيَـ ُﻘ ُ‬ ‫ﻚ ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ ﷺ َويَﺴﺄَلُﻮﻧَ َ‬ ‫صلﱡﻮ َن َعلَى ﻧَبِيِّ َ‬ ‫َويَﺘلُﻮ َن ﻛِﺘَﺎﺑَ َ‬
‫ﻚ َويُ َ‬
‫ﺎء إِﻧﱠ َﻤﺎ‬ ‫ﱠ‬
‫ﻄ‬ ‫الﺨ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻧ‬
‫ً‬ ‫ﻼ‬ ‫ف‬ ‫ﻢ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ﻮﻫﻢ رﺣﻤﺘي)‪ ،(2‬فيﻘﻮلﻮن يﺎ رب إِ ﱠن فِ‬ ‫ﺸ ُ‬ ‫ﺗَـبَ َﺎر َك َوﺗَـ َﻌﺎلَى ﻏَ ﱡ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ﻮم َﻻ يَﺸ َﻘى ﺑِ ِهﻢ‬ ‫ﻮل ﺗبﺎرك وﺗﻌﺎلى ﻏﺸﻮﻫﻢ ر ِ‬ ‫ِ‬
‫هﻢ ال َﻘ ُ‬ ‫ﺣﻤﺘي فَ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ا ْﻏﺘَـبَـ َﻘ ُه ُﻢ ا ْﻏﺘبَﺎﻗًﺎ‪ ،‬فيَـ ُﻘ ُ َ‬
‫ﺴ ُهﻢ)‪ ."(3‬رواﻩ البﺰار بﺈسناد ﺣسن‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ﺟلِ‬
‫َ ُ‬‫ْ‬
‫ب ِمن َم َحلﱠ ِة ال َق ْوِم‪ .‬الرازي‪ ،‬ﻣﺨﺘﺎر الصحﺎح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اب( بِالْ َفْت ِﺢ الفنَاءُ َوَما ﻗَـُر َ‬
‫ص‪ .271‬ﻗال الرازي‪ :‬و)الْ َﺠنَ ُ‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.62‬‬
‫)‪ -(1‬المﻼﺋﻜة يﺬهبون إلى المﻜان المﺸرف ﺣيﺚ يوﺣى إليﻬﻢ‪ ،‬إلى ﺣيﺚ أمرهﻢ ربﻬﻢ كما في ﻗوله ﺗﻌالى‬
‫ﺣﻜاية عن ﻧبيه إبراهيﻢ عليه السﻼم‪ :‬ﱡﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼﲽﱠ ]الصافات[‪ ،‬أي إلى ﺣيﺚ أمرﻧي‬
‫ربي إلى ﻃاعة ربي‪ ،‬وكان ذاهبا من الﻌراق إلى بيﺖ المقدس‪ ،‬فالله ﺗﻌالى ليﺲ َﺣاﻻ في بيﺖ المقدس‬
‫وﻻ في مﻜان واﺣد وﻻ في كل اﻷماكن‪ ،‬فالله ﺗﻌالى موﺟود بﻼ ﺟﻬة وﻻ مﻜان‪.‬‬
‫)‪ -(2‬ﺗحيﻂ بﻬﻢ المﻼﺋﻜة وﺗنﺰل عليﻬﻢ رﺣمات ﺧاﺻة‪.‬‬
‫)‪ -(3‬ﻗال الحافﻆ ابن ﺣﺠر الﻌسقﻼﻧي‪ :‬إن ﺟليسﻬﻢ يندرج مﻌﻬﻢ في ﺟميﻊ ما يتفضل الله به عليﻬﻢ‬
‫إكراما لﻬﻢ ولو لﻢ يﺸاركﻬﻢ في أﺻل ال ّﺬكر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫الحﺪيﺚ الﺜّﺎلﺚ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ‬
‫عن عبد الرﺣمـٰن بن عوف رﺿي الله عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول الله ﷺ‪" :‬إ ﱠن ﺟب ِر َ‬
‫يﻞ‬
‫ﺻلﱠْي ُ‬ ‫ﺻلﱠى َعلَ َ‬ ‫ﺸ َرﻧِي فَـ َﻘ َ‬ ‫ﺴ َﻼ ُم أَﺗَﺎﻧِي فَـبَ ﱠ‬ ‫َع ِ‬
‫ﺖ‬ ‫يﻚ َ‬ ‫ﺎل إِ ﱠن اللﱠﻪ َع ﱠﺰ َو َﺟ ﱠﻞ يَـ ُﻘ ْﻮ ُل َﻣ ْﻦ َ‬ ‫ليﻪ ال ﱠ‬
‫ﺖ َعلَ ِيﻪ"‪ .‬رواﻩ اﻹمام أﺣمد‪ ،‬وﺻححه الحاكﻢ‪.‬‬ ‫ﻚ َﺳلﱠ ْﻤ ُ‬ ‫َعلَ ِيﻪ‪َ ،‬وَﻣ ْﻦ َﺳلﱠ َﻢ َعلَْي َ‬
‫الحﺪيﺚ الراﺑﻊ‬
‫عن أﻧﺲ بن مالﻚ‪ ،‬ومالﻚ بن أوس رﺿي اللﱠه عنﻬما ﻗاﻻ‪ :‬ﺧرج رسول اللﱠه ﷺ‬
‫مﻄﻬَرٍة ‪ -‬يﻌنِي إِ َد َاوًة‬ ‫ع عُمر رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬فَاﺗﱠـبـ َﻌهُ بِ‬ ‫ﺰ‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ﻌ‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ﺣ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫يـتـبـﱠرز‪ ،‬ولَﻢ ي ِ‬
‫ﺠ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُُ‬ ‫ََ َ ُ َ َ‬
‫اﺟ ًدا فِي َﺷرب ٍ‬ ‫‪ -‬فَـوﺟ َدﻩ س ِ‬
‫ﺖ‬‫ﺣﺴ ْن َ‬ ‫أسهُ فَـ َق َال‪" :‬أَ َ‬
‫ﺲ َوَراءَﻩُ َﺣتﱠى َرفَ َﻊ َر َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ﺠ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ح‬‫ﱠ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫ﺴ َﻼ ُم أَﺗَﺎﻧِي فَـ َﻘ َ‬
‫ﺎل‬ ‫يﻞ َعلَ ِيﻪ ال ﱠ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ﺖ َعنِّي‪ ،‬إِ ﱠن ِ‬
‫ﺟ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ح‬
‫ﱠ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ﺘ‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ﺪ‬
‫ً‬ ‫ﺎﺟ‬ ‫يﺎ عُﻤر ِﺣ ْيﻦ وﺟﺪﺗﱠنِي ﺳ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ َ‬
‫اﺣ َﺪ ًة ﺻلﱠى اللﱠﻪُ َعلَ ِيﻪ َع َﺸرا)‪ (1‬ورفَـﻌﻪُ َع َﺸر َدرﺟ ٍ‬ ‫يﻚ و ِ‬
‫ﺎت"‪ .‬رواﻩ البﺨاري‬ ‫َ ََ‬ ‫ً ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ﺻلﱠى َعلَ َ َ‬ ‫َﻣ ْﻦ َ‬
‫في اﻷدب الﻤفرد‪ ،‬ورواﻩ الضياءُ في الﻤﺨﺘﺎرة من ﺣديﺚ عمر رﺿي اللﱠه عنه وإسنادﻩ‬
‫ﺟيد ﺻحيﺢ‪.‬‬
‫الحﺪيﺚ الﺨﺎﻣﺲ‬
‫عن الحسن بن علي عليﻬما السﻼم ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﺣ ْيـﺜُ َﻤﺎ ُﻛنﺘُﻢ‬
‫ﺻ َﻼﺗَ ُﻜ ْﻢ ﺗَبلُﻐُنِي"‪ .‬رواﻩ الﻄبراﻧي في الﻜبير واﻷوﺳﻂ وإسنادﻩ ﺣسن‪.‬‬
‫صلﱡﻮا َعلَ ّي فَِﺈ ﱠن َ‬
‫فَ َ‬

‫)‪( 1‬‬
‫النبي ﷺ مرة ﺟﻌل الله له الﺠﺰاء مضاعفا عﺸر مرات والصﻼة من الله على‬
‫ّ‬ ‫على‬ ‫ﺻلى‬ ‫من‬ ‫أي‬ ‫‪-‬‬
‫عبدﻩ المﺆمن رﺣمته إياﻩ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ورواﻩ ابن أبي ﺷيبة في الﻤصنﻒ بﺈسناد ﺻحيﺢ من ﻃريق ﺣسن بن ﺣسن بن علي‬
‫رﺿي اللﱠه عنﻬﻢ ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻻ ﺗَـﺘﱠ ِﺨ ُﺬوا ﻗَـ ْب ِري ِع ْي ًﺪا)‪َ (1‬وَﻻ ﺑُـيُﻮﺗَ ُﻜﻢ‬
‫ﺻ َﻼﺗَ ُﻜﻢ ﺗَبلُﻐُنِي"‪.‬‬
‫ﺻلﱡﻮا َعلَ ﱠي َﺣ ْيـﺜُ َﻤﺎ ُﻛ ْنـﺘُﻢ فَِﺈ ﱠن َ‬
‫ﻮرا َو َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻗُـبُ ً‬
‫الﺴﺎدس‬ ‫الحﺪيﺚ ّ‬
‫عن عبد اللﱠه بن عمرو رﺿي اللﱠه عنﻬما‪ ،‬ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬إِ َذا َﺳ ِﻤ ْﻌﺘُ ُﻢ‬
‫ﺻلﱠى اللﱠﻪ‬ ‫ﺻ َﻼ ًة َ‬ ‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي َ‬ ‫ﺻلﱡﻮا َعلَ ﱠي فَِﺈﻧﱠﻪُ َﻣﻦ َ‬ ‫ﻮل ﺛُ ﱠﻢ َ‬ ‫الـ ُﻤ َﺆ ِذّ َن‪ ،‬فَـ ُﻘﻮلُﻮا ِﻣﺜْـلَ َﻤﺎ يَـ ُﻘ ُ‬
‫الﺠنﱠ ِة َﻻ ﺗَـ ْنـبَ ِﻐي إِﱠﻻ‬ ‫ِ‬ ‫ﺗَـﻌﺎلَى َعلَ ِيﻪ ﺑِهﺎ َعﺸرا‪ ،‬ﺛُ ﱠﻢ ﺳلُﻮا اللﱠﻪَ لِي ِ‬
‫الﻮﺳ ْيـلَةَ‪ ،‬فَِﺈﻧﱠـ َهﺎ َﻣ ْن ِﺰلَةٌ في َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الﻮ ِﺳيلَةَ َﺣلﱠ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ ِ ِ ِ‬
‫ﺖ‬ ‫رﺟﻮ أَن أَ ُﻛﻮ َن أَﻧَﺎ ُﻫ َﻮ‪ ،‬فَ َﻤﻦ َﺳﺄَ َل اللﱠﻪَ لي َ‬ ‫ل َﻌ ْبﺪ ﻣ ْﻦ عبَﺎد اللﱠﻪ ﺗَـ َﻌﺎلَى َوأَ ُ‬
‫ﺎعةُ"‪ .‬رواﻩ مسلﻢ في ﺻحيحﻪ‪.‬‬ ‫لَﻪُ ال ﱠ‬
‫ﺸ َف َ‬
‫الحﺪيﺚ الﺴﺎﺑﻊ‬
‫ﻀ ُﻞ أَيﱠ ِﺎﻣ ُﻜﻢ‬ ‫أوس َرﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬ﻗال ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬أَف َ‬ ‫وس بن ٍ‬ ‫عن أَ ِ‬
‫ص َﻼ ِة‬ ‫صﻌ َﻘةُ فَﺄَﻛﺜِ ُروا َعلَ ﱠي ِﻣ َﻦ ال ﱠ‬ ‫ﺾ َوفِ ِيﻪ النﱠـ َف َﺨةُ َوفِيﻪَ ال ﱠ‬ ‫الﺠﻤﻌةُ فِ ِيﻪ ُخلِ َﻖ َ ِ ِ‬
‫آد ُم َوفيﻪ ﻗُبِ َ‬ ‫ُ َُ‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ﺿ‬ ‫و‬‫ر‬ ‫ﻌ‬ ‫ﻣ‬ ‫ﻢ‬ ‫ﻜ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺻ‬ ‫ﱠ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫ﺈ‬ ‫ف‬ ‫فِ ِ‬
‫يﻪ‬
‫مﺖ؟ ‪-‬‬ ‫ﺻ َﻼﺗُـنَا َوﻗَد أَر َ‬ ‫َ‬ ‫يﻚ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ﻌر‬
‫َ‬ ‫ُ‬‫ﺗ‬ ‫يﻒ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ﻗ‬ ‫"‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺎد اﻷَﻧْبِيَ ِﺎء"‪ .‬رواﻩ‬ ‫ض أَ ْن ﺗَﺄْ ُﻛ َﻞ أَ ْﺟ َﺴ َ‬‫يﺖ – فقال‪" :‬إِ ﱠن اللﱠﻪَ َﺣ َرَم َعلَى اﻷَ ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫يَـ ُقولُو َن بَل َ‬
‫أﺣمد وأبو داود والنساﺋي وابن ماﺟه‪ ،‬وﺻححه ابن ﺧﺰيمة وابن ﺣبان والحاكﻢ وﻏيرهﻢ‪.‬‬

‫)‪ -(1‬وذلﻚ لبيان فضل الﺰيارة وأن ﻻ ﺗﺠﻌل كالﻌيد يﺄﺗي مرة أو مرﺗين في السنة بل هو ﺗرﻏيﺐ وﺣﺾ‬
‫لقصد ﻗبرﻩ الﺸريﻒ ﷺ لمن استﻄاع ﺷرط أن ﻻ يضيﻊ الفراﺋﺾ‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫علي وﻧحو ذلﻚ‪ ،‬ﻷن القبور ﻏالبا ﻻ يصلى‬
‫ّ‬ ‫ﺗصلون‬ ‫وﻻ‬ ‫فيﻬا‬ ‫الله‬ ‫ﺗﺬكرون‬ ‫فﻼ‬ ‫كالقبور‬ ‫ﺗﺠﻌلوها‬ ‫ﻻ‬ ‫أي‬ ‫‪-‬‬
‫فيﻬا إِﱠﻻ ما كا من ﺻﻼة اﻷﻧبياء عليﻬﻢ الصﻼة والسﻼم في ﻗبورهﻢ وﺻﻼة بﻌﺾ اﻷولياء‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫الحﺪيﺚ الﺜّﺎﻣﻦ‬
‫ص َﻼةِ‬‫عن أبي الدرداء رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬أَﻛﺜِ ُروا ِﻣ َﻦ ال ﱠ‬
‫صلِّ َي إِﱠﻻ‬ ‫ِ‬
‫ﺸه ُﺪﻩُ الـ َﻤ َﻼﺋ َﻜةُ‪َ ،‬وإِ ﱠن أَ َﺣ ًﺪا لَ ْﻦ يُ َ‬
‫ﺸهﻮ ٌد ﺗَ َ‬ ‫ﻮم َﻣ ُ‬
‫ِ‬
‫الﺠ ُﻤ َﻌة‪ ،‬فَِﺈﻧﱠﻪُ يَ ٌ‬
‫ﻮم ُ‬‫َعلَ ﱠي يَ َ‬
‫وت؟ ﻗال‪" :‬إِ ﱠن اللﱠﻪَ َﺣ ﱠرَم َعلَى‬ ‫ﻌد الـم ِ‬ ‫ﺖ علَ ﱠي ﺻ َﻼﺗُﻪ ﺣﺘﱠى يفر َ ِ‬ ‫عُ ِر َ‬
‫ﺖ َوبَ َ َ‬ ‫غ ﻣ َنهﺎ" ﻗُـْل ُ‬ ‫ﺿ ْ َ َ ُ َ َ‬
‫ﺴﺎد اﻷَﻧْبِيَ ِﺎء‪ ،‬فَـنَبِ ﱡي اللﱠ ِﻪ َﺣ ﱞي يُـ ْرَز ُق"‪ .‬رواﻩ ابن ماﺟه والﻄبراﻧي‬ ‫ض أَ ْن ﺗَﺄ ُﻛ َﻞ أَ ْﺟ َ‬‫اﻷَر ِ‬
‫وابن الـ ُمق ِري بﺈسنادين أﺣدهما ﺟيد‪.‬‬
‫الحﺪيﺚ الﺘﱠﺎﺳﻊ‬
‫ت ِع ْن َﺪﻩُ فَـلَ ْﻢ‬
‫عن علي عليه السﻼم ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬البَ ِﺨ ْيﻞ َﻣ ْﻦ ذُﻛِ ْر ُ‬
‫ص ِّﻞ َعلَ ﱠي")‪ .(1‬رواﻩ النساﺋي‪ ،‬ورواﻩ أﺣمد من ﺣديﺚ الحسين بن عل ّي عليﻬما‬ ‫يُ َ‬
‫السﻼم‪ ،‬وﺻححه الحاكﻢ‪.‬‬
‫الحﺪيﺚ الﻌﺎﺷر‬
‫لﺖ َعلَى النﱠبِ ِّي ﷺ فَـ َو َﺟدﺗُهُ‬ ‫ﻧصاري رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪َ :‬د َﺧ ُ‬ ‫ّ‬ ‫عن أبي ﻃلحة اﻷ‬
‫ﺐ ﻧَـ ْف ًسا ِم َن‬ ‫ِ‬
‫ﺣس َن ب ْﺸًرا َوأَﻃيَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ﻚ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫أ‬
‫ر‬‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬‫ت‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ول اللﱠ ِه‪َ ،‬ما أَد ِ‬
‫ر‬ ‫لﺖ‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫َم ْسُر ًورا‪ ،‬فَـ ُق ُ‬
‫ﺸ َرﻧِي أَ ﱠن ُﻛ ﱠﻞ َع ْب ٍﺪ‬
‫ﺎعةَ‪ ،‬فَـبَ ﱠ‬
‫ﺴَ‬‫يﻞ َخ َر َج ِﻣ ْﻦ ِع ْن ِﺪي ال ﱠ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫الي ِوم؟ ﻗال‪" :‬وﻣﺎ يﻤنَـﻌنِي و ِ‬
‫ﺟ‬
‫ََ َْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ﺎت‪َ ،‬ويُرفَ ُﻊ‬ ‫ﺎت‪ ،‬ويﻤحى َع ْنﻪُ َع ْﺸر ﺳيِﺌَ ٍ‬ ‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ﺻ َﻼ ًة ي ْﻜﺘَﺐ لَﻪُ ﺑِ َهﺎ َعﺸر ﺣﺴنَ ٍ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬

‫)‪ -(1‬مﻌناﻩ فاﺗه ﺧير كبير فﺸبه بالبﺨيل‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ض َعلَ ﱠي َﮐ َﻤﺎ ﻗَﺎلَ َهﺎ‪َ ،‬ويُـ َر ﱡد َعلَ ِيﻪ ﺑِ ِﻤﺜْ ِﻞ َﻣﺎ َد َعﺎ"‪ .‬رواﻩ عبد‬ ‫لَﻪُ ﺑِ َهﺎ َع ْﺸر َدرﺟ ٍ‬
‫ﺎت‪َ ،‬وﺗُـ ْﻌ َر ُ‬ ‫ُ ََ‬
‫الرزاق في الﻤصنﻒ‪ ،‬واﻹمام أﺣمد في الﻤﺴنﺪ‪.‬‬
‫الحﺪيﺚ الحﺎدي عﺸر‬
‫ﺸرى ﺗُـَرى فِي َوﺟ ِﻬ ِه فَـ َقال‪:‬‬ ‫الب‬ ‫و‬ ‫عنه أيضا ﻗال‪ :‬ﺟاء رسول اللﱠه ﷺ َذات ي ٍ‬
‫وم‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫ً‬
‫صلِّ َي‬
‫ﺿى أَ ْن َﻻ يُ َ‬‫ﻚ أَ َﻣﺎ ﺗَر َ‬‫ﻮل لَ َ‬‫ﺎل لِي يَﺎ ُﻣ َح ﱠﻤ ُﺪ إِ ﱠن اللﱠﻪَ ﺗَـ َﻌﺎلَى يَـ ُﻘ ُ‬ ‫ﺎءﻧِي الـ َﻤلَ ُ‬
‫ﻚ فَـ َﻘ َ‬ ‫" َﺟ َ‬
‫ﻚ إِﱠﻻ‬ ‫ﻚ أَ َﺣ ٌﺪ ِﻣﻦ أُﱠﻣﺘِ َ‬
‫ﺸرا َوَﻻ يُ َﺴلِّ َﻢ َعلَْي َ‬ ‫ﻚ إِﱠﻻ ﺻلﱠي ُ ِ‬
‫ﺖ َعلَيﻪ َع ً‬ ‫َْ‬ ‫ﻚ أَ َﺣ ٌﺪ ِﻣﻦ أُﱠﻣﺘِ َ‬
‫َعلَْي َ‬
‫ﺖ َعلَ ِ‬ ‫َﺳلﱠ ْﻤ ُ‬
‫ب"‪ .‬رواﻩ ابن ﺣبان في ﺻحيحﻪ‪.‬‬ ‫لﺖ ﺑَـلَى يَﺎ َر ِّ‬ ‫ﺸرا؟ ﻗُ ُ‬‫ً‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يﻪ‬
‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﺎﻧي عﺸر‬
‫عن أﻧﺲ رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬ﻣﻦ ﺻلﱠى علَ ﱠي ﺻ َﻼ ًة و ِ‬
‫اﺣ َﺪةً‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫ﺎت"‪ .‬رواﻩ الﻄبراﻧي‬ ‫ﻚ َع ْﺸر ﺣﺴنَ ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺑـلَﻐَْﺘنِي ﺻ َﻼﺗُﻪُ وﺻلﱠْي ُ ِ ِ‬
‫ﺐ لَﻪُ ﺳ َﻮى َذل َ ُ َ َ‬
‫ﺖ َعلَْيﻪ‪َ ،‬وُﻛﺘ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫في اﻷوﺳﻂ‪ ،‬وإسنادﻩ ﻻ بﺄس به‪.‬‬
‫عﺸر‬
‫ﺎلﺚ َ‬ ‫الحﺪيﺚ الﺜﱠ َ‬
‫عن أبي أَُم َامة رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬أَ ْﻛﺜِ ُروا َعلَ ﱠي ِﻣ َﻦ ال ﱠ‬
‫ص َﻼ ِة‬
‫فﻤﻦ ﻛﺎ َن أَﻛﺜَـ َرُﻫﻢ‬ ‫فِي ُﻛ ِﻞ ي ِﻮم ﺟﻤﻌ ٍة‪ ،‬فَِﺈ ﱠن ﺻ َﻼ َة أُﱠﻣﺘِي ﺗُﻌرض َعلَ ﱠي فِي ُﻛ ِﻞ ي ِﻮم ﺟﻤﻌ ٍ‬
‫ة‬
‫ّ َ ُ َُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ُ َُ‬
‫ﻗرﺑَهﻢ ِﻣنِّي َﻣن ِﺰلَةً"‪ .‬رواﻩ البيﻬقي في ﺣيﺎة اﻷﻧبيﺎء وإسنادﻩ ﺣسن‪.‬‬ ‫ﺻ َﻼ ًة ﻛﺎن أَ َ‬
‫َعلَ ﱠي َ‬
‫عﺸر‬
‫اﺑﻊ َ‬ ‫الحﺪيﺚ ال ﱠر َ‬

‫‪13‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫ص َﻼةَ‬ ‫عن عمر بن الﺨﻄاب رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول الله ﷺ‪" :‬أَ ْﻛﺜِ ُروا ال ﱠ‬
‫ض َعلَ ﱠي فَﺄَ ْدعُﻮا لَ ُﻜ ْﻢ‬ ‫ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ )‪(1‬‬ ‫علَي فِي اللﱠيلَ ِة ال ﱠﺰﻫر ِاء والي ِ‬
‫ﺻ َﻼﺗَ ُﻜﻢ ﺗُـ ْﻌ َر ُ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ﺈ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ﻏ‬
‫َ‬ ‫ﻷ‬ ‫ا‬ ‫ﻮم‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ﱠ‬
‫َوأَ ْﺳﺘَـ ْﻐ ِف ُر"‪ .‬رواﻩ الحافﻆ أبو القاسﻢ بن بَﺸ َﻜ َوال‪.‬‬
‫عﺸر‬
‫الﺨﺎﻣﺲ َ‬
‫َ‬ ‫الحﺪيﺚ‬
‫ص َﻼ َة‬‫عن أبي بﻜر الصديق رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬أَﻛﺜِ ُروا ال ﱠ‬
‫ﻚ‬‫ﺎل لِي َذلِ َ‬‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي َر ُﺟ ٌﻞ ِﻣﻦ أُﱠﻣﺘِي ﻗَ َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَ ﱠي فَِﺈ ﱠن اللﱠﻪَ َوﱠﻛ َﻞ ﺑِي َﻣلَ ًﻜﺎ عن َﺪ ﻗَب ِري فَِﺈ َذا َ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ َ‬ ‫ٍ‬
‫يﻚ"‪ .‬رواﻩ الديلمي في ﻣﺴنﺪ الفردوس‬ ‫ﺑﻦ فَُﻼن َ‬ ‫الـ َﻤلَﻚ يَﺎ ُﻣ َح ﱠﻤ ُﺪ إِ ﱠن فَُﻼ َن ا َ‬
‫عﺸر‬
‫ﺎدس َ‬ ‫ﺴ َ‬ ‫الحﺪيﺚ ال ﱠ‬
‫ﻧصاري رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬أَ ْﻛﺜِ ُروا‬ ‫ّ‬ ‫عن أبي مسﻌود اﻷ‬
‫ﺖ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص َﻼ َة علَي ِفي ي ِ‬
‫ﺿ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ﻻ‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫ﻌ‬‫ﻤ‬ ‫الﺠ‬ ‫ﻮم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ُ َُ ُ َ َ ُ َ َ ﱠ َ َ ُ َُ‬‫ل‬
‫ّ‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ﺪ‬
‫ٌ‬ ‫ﺣ‬ ‫أ‬ ‫يﺲ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ﻪ‬‫ﻧ‬ ‫ﺈ‬‫َ‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫ﻌ‬‫ﻤ‬ ‫الﺠ‬ ‫ﻮم‬ ‫ال ﱠ َ ﱠ َ‬
‫ﺻ َﻼﺗﻪُ"‪ .‬رواﻩ الحاكﻢ وﺻححه‪.‬‬ ‫َعلَ ﱠي َ‬
‫عﺸر‬
‫ﺎﺑﻊ َ‬ ‫ﺴ َ‬ ‫الحﺪيﺚ ال ﱠ‬
‫عن عمار بن ياسر رﺿي اللﱠه عنﻬما ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬إِ ﱠن لِلﱠ ِﻪ ﺗَـبَ َﺎر َك‬
‫ﺲ أَ َﺣ ٌﺪ‬ ‫ﺖ فَـلَْي َ‬ ‫ﺎء ال َﺨ َﻼﺋِ ِﻖ‪ ،‬فَـ ُه َﻮ ﻗَﺎﺋِ ٌﻢ َعلَى ﻗَـ ْب ِري إِ َذا ِﻣ ﱡ‬‫َوﺗَـ َﻌﺎلَى َﻣلَ ًﻜﺎ أَعﻄَﺎﻩُ أَ ْﺳ َﻤ َ‬
‫ب ﺗَـبَ َﺎر َك‬ ‫صلِّي ال ﱠر ﱡ‬ ‫ٍ‬
‫اﺑﻦ فَُﻼن فَـيُ َ‬ ‫ﻚ فَُﻼ ٌن ُ‬ ‫ﺻلﱠى َعلَْي َ‬ ‫ﺎل يَﺎ ُﻣ َح ﱠﻤ ُﺪ َ‬ ‫صلِّي َعلَ ﱠي إِﱠﻻ ﻗَ َ‬
‫يُ َ‬
‫ﺸرا"‪ .‬رواﻩ البﺰار والحارث ابن أبي أسامة‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ﻚ ال ﱠرﺟ ِﻞ‪ ،‬ﺑِ ُﻜ ِﻞ و ِ‬
‫اﺣ َﺪ ٍ‬ ‫َ‬ ‫وﺗَـﻌﺎلَى َعلَى َذلِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫وأبو الﺸيﺦ والﻄبراﻧي‪ ،‬وهو ﺣديﺚ ﺣسن‪.‬‬

‫)‪ -(1‬الليلة الﺰهراء ليلة الﺠمﻌة‪ ،‬واليوم اﻷﻏر يوم الﺠمﻌة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﺎﻣﻦ عﺸر‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ِع ْن َﺪ‬
‫عن أبي هريرة رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ِﻣ ْﻦ ﺑَ ِﻌ ْي ٍﺪ أُ ْعلِﻤﺘُﻪُ"‪ .‬رواﻩ أبو الﺸيﺦ‪ ،‬وإسنادﻩ ﺟيد‪ ،‬ﮐما‬
‫ﻗَـ ْب ِري َﺳ ِﻤ ْﻌﺘُﻪُ َوَﻣ ْﻦ َ‬
‫ﻧقل الحافﻆ السﺨاوي عن ﺷيﺨه الحافﻆ ابن ﺣﺠر رﺣمﻬما اللﱠه ﺗﻌالى‪.‬‬
‫عﺸر‬
‫ﺎﺳﻊ َ‬ ‫الحﺪيﺚ الﺘﱠ َ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ِﻣﺎﺋَةً فِي يَ ِﻮم‬ ‫عن أﻧﺲ رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫يﻦ‬ ‫ﻀى اللﱠﻪُ لَﻪُ ِﻣﺎﺋَةَ ﺣﺎﺟ ٍة‪ ،‬ﺳ ْب ِﻌ ْيﻦ ِﻣﻦ ﺣﻮاﺋِ ِﺞ اﻵ ِخرِة وﺛََﻼﺛِ‬ ‫َ‬ ‫ﻗ‬
‫َ‬ ‫الﺠﻤﻌ ِة ولَيلَ ِة الﺠﻤﻌ ِ‬
‫ة‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ََ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ُ َُ َ‬
‫لﻚ َﻣلَ ًﻜﺎ يَﺪ ُخ ُﻞ َعلَ ﱠي فِي ﻗَب ِري َﮐ َﻤﺎ ﺗَ ْﺪ ُخ ُﻞ َعلَي ُﻜ ُﻢ‬ ‫ِﻣ ْﻦ َﺣ َﻮاﺋِ ِﺞ ال ﱡﺪﻧْـيَﺎ ﺛُ ﱠﻢ َوﱠﻛ َﻞ اللﱠﻪُ ﺑ َﺬ َ‬
‫الحيَ ِﺎة)‪ ."(2‬رواﻩ ابن مندﻩ في فﻮاﺋﺪﻩ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اله َﺪايَﺎ‪ ،‬إِ ﱠن علﻤي ﺑَﻌ َﺪ َﻣﻮﺗي َﻛﻌ ْلﻤي في َ‬ ‫َ‬
‫ﺻبﻬاﻧي في الﺘرﻏيﺐ والديلمي في ﻣﺴنﺪ الفردوس والبيﻬقي في ﺣيﺎة اﻷﻧبيﺎء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واﻷ‬
‫وليﺲ في سندﻩ متروك‪ .‬ورواﻩ ابن مندﻩ عن ﺟابر رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪:‬‬
‫ﺎﺟ ٍة َﺳ ْب ِﻌ ْي َﻦ ِﻣ َنهﺎ ِﻵ ِخ َرﺗِِﻪ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي فِي ُﻛ ِّﻞ يَﻮم ِﻣﺎﺋَةَ َﻣ ﱠرٍة ﻗَ َ‬
‫ﻀى اللﱠﻪُ لَﻪُ ﻣﺎﺋَ َة َﺣ َ‬ ‫" َﻣ ْﻦ َ‬
‫يﻦ ِﻣ ْنـ َهﺎ لِ ُﺪﻧْـيَﺎﻩُ"‪ .‬ﻗال الحافﻆ أبو موسى المديني‪ :‬ﺣديﺚ ﻏريﺐ ﺣسن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوﺛََﻼﺛ َ‬
‫ﺸرون‬ ‫الحﺪيﺚ ِ‬
‫الﻌ‬
‫َ‬

‫)‪( 2‬‬
‫النبي ﷺ بﻌد موﺗه يﻜون في ﻗبرﻩ كما كان في الحياة مﻌلوماﺗه ﺗبقى مﻌه ﻻ ينساها وﻻ ﺗﺬهﺐ‬
‫ّ‬ ‫ﻷن‬ ‫‪-‬‬
‫عنه‪ ،‬وهو ﷺ يﻌلﻢ بﻌﺾ الغيﺐ مما يﻄلﻌه الله عليه‪ ،‬فﻼ يﻌلﻢ الغيﺐ كله إّﻻ الله‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺻلِّ َيﻬا فِي‬ ‫عن أبي ذر الغفاري رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬أَوﺻاﻧِي رس ُ ِ‬
‫ول اللﱠه ﷺ أَ ْن أُ َ‬ ‫َ َُ‬
‫ص َﻼ ِة َعلَى النﱠبِ ِّي‬ ‫الض َحى‪َ -‬وأَ ْن َﻻ أَﻧَ َام إِﱠﻻ َعلَى ِوﺗْ ٍر‪َ ،‬وبِال ﱠ‬ ‫ﺻ َﻼ َة ُ‬
‫ِ‬
‫ض ِر ‪ -‬يَﻌني َ‬ ‫ال ﱠس َف ِر َو َ‬
‫الح َ‬
‫بقي بن مﺨلد ومن ﻃريقه ابن بَﺸ َﮑ َوال‪.‬‬ ‫ﷺ‪ .‬رواﻩ ﱡ‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫الحﺪيﺚ الحﺎدي ِ‬
‫عن أبي سﻌيد الﺨدري رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬أَيﱡ َﻤﺎ َر ُﺟ ٍﻞ‬
‫ﺻ ِّﻞ َعلَى ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ َع ْب ِﺪ َك‬ ‫ﻢ‬
‫ﱠ‬ ‫ه‬ ‫ﱠ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ﻪ‬‫ﻣﺴلِ ٍﻢ لَﻢ ي ُﻜﻦ ِع ْن َﺪﻩُ ﺻ َﺪﻗَةٌ‪ ،‬فَـ ْليـ ُﻘﻞ فِي ُد َعﺎﺋِِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ َ ْ‬
‫ﺎت فَِﺈﻧﱠـ َهﺎ زَﻛﺎَةٌ"‪.‬‬ ‫ﺎت والـﻤﺴلِ ِﻤ ْيﻦ والـﻤﺴلِﻤ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َوُر ْﺳﻮلِ َ‬
‫ﺻ ِّﻞ َعلَى الـ ُﻤ ْﺆﻣن ْي َﻦ َوالـ ُﻤ ْﺆﻣنَ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ﻚ َو َ‬
‫الﺠنﱠةَ"‪ .‬رواﻩ ابن ﺣبان في ﺻحيحﻪ‪.‬‬ ‫ﺎﻩ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ﺘ‬‫ـ‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ﻣ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ﻮ‬ ‫ﻜ‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ﺘ‬
‫ﱠ‬ ‫ﺣ‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫ـ‬‫ي‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ﻦ‬ ‫وﻗَ َال‪َ " :‬ﻻ ي ْﺸبﻊ ﻣ ْﺆِ‬
‫ﻣ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ ٌ ً َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﺎﻧي ِ‬
‫ﻮم ﺛُ ﱠﻢ ﺗَـ َف ﱠرﻗُﻮا‬ ‫عن ﺟابر رﺿي اللﱠهُ عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣﺎ ْ‬
‫اﺟﺘَ َﻤ َﻊ ﻗَ ٌ‬
‫ﺻ َﻼ ٍة َعلَى النﱠبِ ِّي ﷺ إ ﱠﻻ ﻗَ ُﺎﻣﻮا َع ْﻦ أَﻧْـﺘَ ِﻦ ِﺟ ْيـ َف ٍة"‪ .‬رواﻩ‬ ‫ِ‬
‫َع ْﻦ ﻏَي ِر ذﻛ ِر اللﱠﻪ ع ﱠﺰ َو َﺟ ﱠﻞ‪َ ،‬و َ‬
‫أبو داود الﻄيالسي في ﻣﺴنﺪﻩ وإسنادﻩ على ﺷرط مسلﻢ‪.‬‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫ﺎلﺚ ِ‬ ‫الحﺪيﺚ الﺜﱠ ُ‬
‫ﻮم َﻣﺠلِ ًﺴﺎ لَﻢ‬
‫ﺲ ﻗَ ٌ‬ ‫ﱠ‬
‫عن أبي هريرة رﺿي الله عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪َ " :‬ﻣﺎ َﺟلَ َ‬
‫ِ ِ )‪(3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫صلﱡﻮا َعلَى ﻧَبِيِّﻪ ﷺ إِﱠﻻ َﻛﺎ َن َعلَي ِهﻢ ﻣ َﻦ اللﱠﻪ ﺗ َرةٌ يَ َ‬
‫ﻮم‬ ‫ﻛروا اللﱠﻪَ ﺗَـ َﻌﺎلى فيﻪ َولَﻢ يُ َ‬ ‫يَ ُﺬ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الترمﺬي وﺣسنه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ﺎء َع ﱠﺬﺑَـ ُهﻢ َوإِ ْن َﺷ َ‬
‫ﺎء ﻏَ َف َر لَ ُه ْﻢ"‪ .‬رواﻩ أﺣمد و‬ ‫الﻘيَ َﺎﻣة‪ ،‬فَِﺈ ْن َﺷ َ‬

‫اب‪ .‬وﺣساب يوم القيامة محمول على أﻧه لو ﻗصر في فرض ﺗرك في‬ ‫)‪ -(3‬أي‪ :‬ﺣسرةً‪ ،‬أو ﻧقصا ِمن الﺜﱠو ِ‬
‫ً‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫القيامة‪.‬‬ ‫هﺬا المﺠلﺲ أو ﺗَبِﻌة ومسﺆوليﱠة فيُسﺄ َُل عنﻬا َ‬
‫يوم‬

‫‪16‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫الحﺪيﺚ ال ﱠراﺑﻊ ِ‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫ُ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي‬ ‫ِ‬
‫عن أبي بردة بن ﻧيَار رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣﻦ َ‬
‫اﺣ َﺪ ًة ﻣﺨلِصﺎ ِﻣﻦ ﻗَلبِ ِﻪ ﺻلﱠى اللﱠﻪُ َعلَ ِيﻪ ﺑِ َهﺎ َعﺸر ﺻلَﻮ ٍ‬
‫ات‪َ ،‬وَرفَـ َﻌﻪُ ﺑِ َهﺎ‬ ‫ِﻣﻦ أُﱠﻣﺘِي و ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ﺎت"‪ .‬رواﻩ‬ ‫ﺎت‪ ،‬وﻣحﺎ َعنﻪُ ﺑِ َهﺎ َعﺸر ﺳيِﺌَ ٍ‬ ‫ﺎت وَﻛﺘَﺐ لَﻪُ ﺑِ َهﺎ َعﺸر ﺣﺴنَ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ﺸر َد َر َﺟ َ َ‬ ‫َع َ‬
‫النﱠ َساﺋِي والﻄبراﻧي ورﺟال إسنادﻩ ﺛقات‪.‬‬

‫الحﺪيﺚ الﺨﺎﻣﺲ ِ‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫ُ‬
‫ﺻلﱠى‬‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي َ‬ ‫عن أبي أمامة رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫ﻚ ُﻣ َﻮﱠﻛ ٌﻞ ﺑِ َهﺎ َﺣﺘﱠى يُـبَـلِّﻐُنِْيـ َهﺎ"‪ .‬رواﻩ الﻄبراﻧي‪.‬‬
‫ﺸرا َﻣلَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َعلَيﻪ َع ً‬
‫ﺴﺎدس ِ‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫الحﺪيﺚ ال ﱠ ُ‬
‫ﺻلﱡﻮا َعلَ ﱠي فَِﺈ ﱠن ال ﱠ‬
‫ص َﻼ َة‬ ‫أﻧﺲ رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬‬ ‫عن ٍ‬
‫ﺸرا"‪ .‬رواﻩ ابن أبي عاﺻﻢ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َعلَ ﱠي َﻛ ﱠفﺎرة لَ ُﻜﻢ وﻣﻦ ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ﺻ َﻼ ًة ﺻلﱠى اللﱠﻪ َعلَ ِ‬
‫يﻪ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫في كتاب الصﻼة النبﻮية‪.‬‬
‫والﻌﺸرون‬‫ﺴﺎﺑﻊ ِ‬
‫الحﺪيﺚ ال ﱠ ُ‬
‫ص َﻼةِ‬‫ﺻ َﻼ َة إِﱠﻻ ﺑِﻄُ ُهﻮٍر َوﺑِﺎل ﱠ‬
‫عن عاﺋﺸة رﺿي اللﱠه عنﻬا‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪َ " :‬ﻻ َ‬
‫َعلَ ﱠي"‪ .‬رواﻩ الدارﻗﻄني وﻏيرﻩ‪.‬‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﺎﻣﻦ ِ‬
‫ُ‬

‫‪17‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ِﺣ ْي َﻦ‬‫عن أبي الدرداء رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫الﻘيَ َﺎﻣ ِة"‪ .‬رواﻩ الﻄبراﻧي بﺈسنادين أﺣدهما ﺟيد‪.‬‬
‫ﺎعﺘِي يﻮم ِ‬
‫ﺸرا أَ َ‬
‫درَﻛ ْﺘﻪُ َﺷ َف َ َ َ‬ ‫يُ ْ ِ‬
‫صب ُﺢ َع ً‬
‫الحﺪيﺚ الﺘﱠﺎﺳﻊ ِ‬
‫والﻌﺸرون‬ ‫ُ‬
‫ﺻلﱠى‬ ‫ﺻلﱡﻮا َعلَ ﱠي َ‬
‫عن ابن عمر وأبي هريرة رﺿي اللﱠه عنﻬﻢ‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪َ " :‬‬
‫اللﱠﻪُ َعلَي ُﻜﻢ"‪ .‬رواﻩ ابن عدي والنميري من ﻃريقه‪.‬‬

‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﻼﺛﻮن‬
‫ص ِّﻞ‬ ‫أﻧﺲ رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪" :‬ﻣﻦ ذُﻛِر ُ ِ‬ ‫عن ٍ‬
‫ت ع ْن َﺪﻩُ فَـ ْليُ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ﺸرا"‪ .‬رواﻩ اﻹمام أﺣمد‪.‬‬ ‫َعلَ ﱠي وﻣﻦ ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ﻣرًة ﱠ ﱠ ِ‬
‫ﺻلى اللﻪُ َعلَيﻪ َع ً‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ َ‬
‫الحﺪيﺚ الحﺎدي والﺜﱠﻼﺛﻮن‬
‫ت‬ ‫عن الحسين بن علي عليﻬما السﻼم ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ ذُﻛِ ْر ُ‬
‫الﺠنﱠ ِة)‪ ."(4‬رواﻩ الﻄبري والﻄبراﻧي‪.‬‬
‫يﻖ َ‬ ‫ِع ْن َﺪﻩُ فَ َﺨﻄﺊ ال ﱠ‬
‫ص َﻼ َة َعلَ ﱠي َخ ِﻄﺊ ﻃَ ِر َ‬
‫الحﺪيﺚ الﺜﱠﺎﻧي والﺜﱠﻼﺛﻮن‬

‫)‪ -(4‬أي فاﺗه الﺨير الﻜﺜير‪ .‬ولﻢ يﻜن على الﻄريقة الﻜاملة التي عليﻬا أهل الﺠنة من اﻷولياء والصالحين‬
‫من الصﻼة على النبي عند ذكرﻩ ﷺ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺻلﱠى‬ ‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي َ‬
‫ﺻ َﻼ ًة َ‬ ‫عن عمر رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫ات لِيُِﻘ ﱠﻞ َع ْب ٌﺪ أَو لِيُ ْﻜﺜِ ْر"‪ .‬رواﻩ الﻄبري وﻗال‪ :‬هﺬا ﺧبر عندﻧا‬
‫اللﱠﻪُ َعلَ ِيﻪ ﺑِ َهﺎ َعﺸر ﺻلَﻮ ٍ‬
‫َ ََ‬
‫ﺻحيﺢ سندﻩ‪.‬‬
‫ﺎلﺚ والﺜّﻼﺛﻮن‬
‫الحﺪيﺚ الﺜّ ُ‬
‫الﺠ ُﻤ َﻌ ِة‬ ‫عن أﻧﺲ رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪" :‬ﻣﻦ ﺻلﱠى علَي فِي ي ِ‬
‫ﻮم‬
‫َْ َ َ ﱠ َ ُ‬
‫الﺠنﱠ ِة"‪ .‬رواﻩ أبو ﺣفﺺ بن ﺷاهين ‪ -‬واللفﻆ‬ ‫ِ‬ ‫ﻒ َﻣ ﱠرٍة لَ ْﻢ يَ ُﻤ ْ‬
‫أَلْ َ‬
‫ﻘﻌ َﺪﻩُ ﻣ َﻦ َ‬
‫ﺖ َﺣﺘﱠى يَـ َری َﻣ َ‬
‫ﻒ َﻣ ﱠرٍة"‬ ‫ٍ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي فِي يَﻮم أَلْ َ‬
‫له ‪ -‬والضياء المقدسي في الﻤﺨﺘﺎرة ولفﻈه‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫الحديﺚ‪.‬‬
‫َ‬

‫الراﺑﻊ والﺜّﻼﺛﻮن‬
‫الحﺪيﺚ ّ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي‬
‫عن أبي بﻜر الصديق رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫الﻘيَ َﺎﻣ ِة"‪ .‬رواﻩ أبو ﺣفﺺ بن ﺷاهين وﻏيرﻩ‪.‬‬ ‫ﺖ لَﻪُ َﺷ ِفيـﻌﺎ يﻮم ِ‬
‫ًْ َ َ‬ ‫ُﻛ ْن ُ‬
‫الحﺪيﺚ الﺨﺎﻣﺲ والﺜﻼﺛﻮن‬
‫ﺖ‬‫ﺻلﱠ ْ‬ ‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي َ‬
‫عن عاﺋﺸة رﺿي اللﱠه عنﻬا‪ ،‬ﻗالﺖ‪ :‬ﻗال رسول الله ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي فَـ ْليُ ْﻜﺜِ ْر َع ْب ٌﺪ أَ ْو لِيُِﻘ ﱠﻞ"‪ .‬رواﻩ الضياء المقدسي في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَيﻪ الـ َﻤ َﻼﺋ َﻜةُ َﻣﺎ َ‬
‫الﻤﺨﺘﺎرة‪.‬‬
‫الﺴﺎدس والﺜّﻼﺛﻮن‬
‫الحﺪيﺚ ّ‬

‫‪19‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي يَ َ‬
‫ﻮم‬ ‫عن أبي هريرة رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫الﺠﻤﻌ ِة ﺛَﻤﺎﻧِيﻦ ﻣ ﱠرٍة ﻏَ َفر اللﱠﻪ لَﻪ ذُﻧُﻮب ﺛَﻤﺎﻧِيﻦ ﺳن ِة" ﻗِ‬
‫صﻼةُ‬ ‫رسول اللﱠه َك َ‬
‫يﻒ ال ﱠ‬ ‫يل يَا َ‬ ‫َ ُ ُ َ َ ْ َ ََ َ‬ ‫ُ َُ َ ْ َ َ‬
‫ﻚ النﱠبِ ِّي اﻷُِّﻣ ِّي‬‫ﻚ َوَر ُﺳﻮلِ َ‬
‫ﺻ ِّﻞ علَى ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ َع ْب ِﺪ َك َوﻧَبِيِّ َ‬
‫ليﻚ؟ ﻗال ﺗقول‪" :‬اللﱠ ُه ﱠﻢ َ‬ ‫َع َ‬
‫اﺣ َﺪ ًة"‪ .‬رواﻩ الدارﻗﻄني‪ ،‬وﺣسنه الحافﻆ الﻌراﻗي‪.‬‬ ‫وﺗَـﻌ ِﻘ ُﺪ و ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫الﺴﺎﺑﻊ والﺜّﻼﺛﻮن‬ ‫الحﺪيﺚ ّ‬
‫ﺐ َعنِّي‬
‫عن أبي بﻜر الصديق رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َﻛﺘَ َ‬
‫ئ َذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺎب"‪ .‬رواﻩ الدارﻗﻄني‬ ‫ﻚ الﻜﺘَ ُ‬ ‫ﺻ َﻼ ًة َعلَ ﱠي لَ ْﻢ يَـ َﺰ ْل فِي أَ ْﺟ ٍر َﻣﺎ ﻗُ ِر َ‬
‫ﺐ َﻣ َﻌﻪُ َ‬
‫ع ْل ًﻤﺎ فَ َﻜﺘَ َ‬
‫وﻏيرﻩ‪.‬‬

‫الحﺪيﺚ الﺜّﺎﻣﻦ والﺜّﻼﺛﻮن‬


‫ﺻلﱠى‬
‫ﻧصاري رﺿي الله عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬ ‫ّ‬ ‫عن أبي مسﻌود اﻷ‬
‫ص ِّﻞ فِْيـ َهﺎ َعلَ ﱠي َو َعلَى أَ ْﻫ ِﻞ ﺑَـ ْيﺘِي لَ ْﻢ ﺗُـ ْﻘبَ ْﻞ ِﻣ ْنﻪُ)‪ ."(5‬رواﻩ الدارﻗﻄني والبيﻬقي‪.‬‬
‫ﺻ َﻼ ًة لَ ْﻢ يُ َ‬
‫َ‬
‫ﺎﺳﻊ والﺜّﻼﺛﻮن‬
‫الحﺪيﺚ الﺘّ ُ‬

‫)‪( 5‬‬
‫النبي ﷺ ركن من أركان الصﻼة وﺗرك الصﻼة على اﻵل في التﺸﻬد اﻷﺧير يﻜرﻩ ويسﺠد‬
‫ّ‬ ‫على‬ ‫الصﻼة‬ ‫‪-‬‬
‫مﻌه للسﻬو‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي فِي‬
‫عن أبي هريرة رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ َ‬
‫ﻚ ِ‬
‫الﻜﺘَ ِ‬
‫ﺎب"‪ .‬رواﻩ الﻄبراﻧي‬ ‫اﺳ ِﻤي فِي َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ﺎب لَﻢ ﺗَـﺰِل الـﻤ َﻼﺋِ َﻜةُ ﺗُ ِ‬
‫صلّي َعلَيﻪ َﻣﺎ َد َام ْ‬
‫َ‬ ‫ﻛﺘَ ٍ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫وﻏيرﻩ‪.‬‬
‫الحﺪيﺚ اﻷرﺑﻌﻮن‬
‫عن أﻧﺲ رﺿي اللﱠه عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ ﻗال‪" :‬ﻣﻦ ﺻلﱠى علَ ﱠي ﺻ َﻼ ًة و ِ‬
‫اﺣ َﺪ ًة‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي‬ ‫ِِ‬
‫ﺻلﱠى اللﱠﻪُ َعلَيﻪ ﻣﺎﺋَةً َوَﻣ ْﻦ َ‬
‫ﺻلﱠى َعلَ ﱠي َعﺸ ًرا َ‬ ‫ﺸرا َوَﻣ ْﻦ َ‬ ‫َﱠ ﱠ‬
‫ﺻلى اللﻪُ َعلَيﻪ َع ً‬
‫ﺎق وﺑـراءةً ِﻣﻦ النﱠﺎ ِر وأَﺳ َﻜنَﻪُ يﻮم ِ‬
‫الﻘيَ َﺎﻣ ِة َﻣ َﻊ‬ ‫ِﻣﺎﺋَ ًة َﻛﺘَﺐ اللﻪُ ﺑيﻦ َعينَ ِيﻪ ﺑـراءةً ِﻣﻦ النِّ َف ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ﺸ َه َﺪ ِاء"‪ .‬رواﻩ الﻄبراﻧي وﻏيرﻩ‪.‬‬ ‫ال ﱡ‬
‫الحﺪيﺚ الحﺎدي واﻷرﺑﻌﻮن‬
‫ﻧصاري رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪ :‬ﻗال رسول اللﱠه ﷺ‪َ " :‬ﻣ ْﻦ‬ ‫ّ‬ ‫عن ُرَو ِيفﻊ بن ﺛابﺖ اﻷ‬
‫ﺖ لَﻪُ‬ ‫ﺎل اللﱠه ﱠﻢ ﺻ ِﻞ َعلَى ﻣح ﱠﻤ ٍﺪ وأَﻧْ ِﺰلْﻪُ الـﻤ ْﻘﻌ َﺪ الـﻤ َﻘ ﱠرب)‪ِ (6‬ع ْن َﺪ َك يﻮم ِ‬
‫الﻘيَ َﺎﻣ ِة َو َﺟبَ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ﻗَ َ ُ َ ّ‬
‫ﺎعﺘِي"‪ .‬رواﻩ أﺣمد وابن أبي الدﻧيا وﻏيرهما‪ ،‬وهو ﺣديﺚ ﺣسن‪.‬‬ ‫َﺷ َف َ‬
‫الحﺪيﺚ الﺜّﺎﻧي واﻷرﺑﻌﻮن‬
‫ﺚ اللﱠ ِيل‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ٍ‬
‫ﺐ ﺛـُلُ ُ‬‫عن أُبَ ِّي ب ِن َكﻌﺐ رﺿي الله عنه ﻗال‪ :‬كان رسول الله ﷺ‪ :‬إ َذا َذ َه َ‬
‫ﻮت‬
‫ﺎء الـ َﻤ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ﻗَام فَـ َق َال‪" :‬يﺎ أَيﱡـ َهﺎ النﱠﺎس اذْ ُﻛروا اللﱠﻪَ‪ ،‬ﺟ ِ ِ‬
‫ﺎءت ال ﱠراﺟ َفةُ ﺗَـ ْﺘـبَـﻌُ َهﺎ ال ﱠرادفَةُ‪َ ،‬ﺟ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻚ‪ ،‬فَ َﻜ ْﻢ أَ ْﺟ َﻌ ُل‬ ‫ول اللﱠ ِه إِﻧِّي أُ ْكﺜُِر ال ﱠ‬
‫ص َﻼ َة َعلَْي َ‬ ‫ﻌﺐ فقلﺖ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ﺑِ َﻤﺎ فِ ْي ِﻪ"‪ ،‬ﻗال أُبَ ﱡي بن َك ٍ‬
‫ﺖ‪َ ،‬وإِ ْن ِز َ‬
‫دت فَـ ُه َﻮ َخ ْيـ ٌر‬ ‫لﺖ‪ :‬الﱡربُ َﻊ؟ ﻗال‪َ " :‬ﻣﺎ ِﺷ ْﺌ َ‬ ‫ﺖ" ﻗُ ُ‬ ‫ﺻ َﻼﺗِي؟ ﻗال‪َ " :‬ﻣﺎ ِﺷ ْﺌ َ‬
‫ﻚ م ْن َ‬
‫لَ َ ِ‬

‫)‪ -(6‬أي المقﻌد المﺸرف المﻜرم وهو المقام المحمود‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫لﺖ‪ :‬فَالﺜﱡـلُﺜَي ِن؟‬ ‫ﻚ"‪ ،‬ﻗُ ُ‬ ‫دت فَـ ُه َﻮ َخ ْيـ ٌر لَ َ‬‫ﺖ َوإِ ْن ِز َ‬ ‫لﺖ‪ :‬فَالنِّصﻒ؟ ﻗال‪َ " :‬ﻣﺎ ِﺷ ْﺌ َ‬ ‫لﻚ"‪ ،‬ﻗُ ُ‬
‫ﺻ َﻼﺗِي ُكلﱠ َﻬا؟ ﻗال‪:‬‬ ‫ﻚ َ‬ ‫لﺖ‪ :‬أَ ْﺟ َﻌ ُل لَ َ‬ ‫ﻚ"‪ ،‬ﻗُ ُ‬ ‫دت فَـ ُه َﻮ َخ ٌير لَ َ‬‫ﺖ‪َ ،‬وإِ ْن ِز َ‬ ‫ﻗال‪َ " :‬ﻣﺎ ِﺷ ْﺌ َ‬
‫بﻚ"‪ .‬رواﻩ الترمﺬي والحاكﻢ وﺻححاﻩ‪.‬‬ ‫ﻚ َذﻧْ َ‬ ‫ﻚ‪َ ،‬ويُـ ْﻐ َف َر لَ َ‬ ‫"إِ َذن ﺗُ ْﻜ َفى َﻫ ّﻤ َ‬
‫الحﺪيﺚ الﺜّﺎلﺚ واﻷرﺑﻌﻮن‬
‫عن ﺟابر رﺿي اللﱠه عنه ﻗال‪َ :‬رﻗِ َي النﱠبِ ﱡي ﷺ الـ ِمنبَـَر فَـلَ ﱠما َرﻗِ َي ال ﱠد َر َﺟةَ اﻷُولى‬
‫آﻣ ْيﻦ"‪ ،‬فَـ َقالوا‪ :‬يَا‬ ‫آﻣيﻦ"‪ ،‬ﺛُﱠﻢ رﻗِي الﺜﱠالِﺜةَ فَـ َق َال‪ِ " :‬‬ ‫ﻗَال‪" :‬آﻣيﻦ"‪ ،‬ﺛُﱠﻢ رﻗِي الﺜﱠاﻧِيةَ فَـ َق َال‪ِ " :‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ﺖ ال َﺪ َر َﺟةَ اﻷُولَى‬ ‫ات؟ فَـ َق َال‪" :‬لَ ﱠﻤﺎ َرﻗِ ْي ُ‬ ‫ث مﱠر ٍ‬ ‫ﻼ‬ ‫َ‬ ‫ﺛ‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫يﻦ‬ ‫ول " ِ‬
‫آﻣ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ﺗ‬ ‫اك‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ﻌ‬ ‫م‬‫ول اللﱠ ِه س ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ﻀﺎ َن فَﺎﻧْ َﺴلَ َﺦ ِﻣنﻪُ َولَ ْﻢ يُـ ْﻐ َف ْر‬ ‫ﺎل َﺷ ِﻘ َي َع ْب ٌﺪ أَ ْد َر َك َرَﻣ َ‬‫ﺴ َﻼ ُم فَـ َﻘ َ‬ ‫يﻞ َعلَْي ِﻪ ال ﱠ‬ ‫ﺟ ِ ِ‬
‫ﺎءﻧي ﺟ ْب ِر ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آﻣيﻦ‪ .‬ﺛُ ﱠﻢ ﻗَ َ ِ‬ ‫ﺖ ِ‬
‫الﺠنﱠةَ‪،‬‬‫ﺎل َﺷﻘ َي َع ْب ٌﺪ أَ ْد َر َك َوال َﺪيﻪ أَو أَ َﺣ َﺪ ُﻫ َﻤﺎ فَـلَ ْﻢ يُ ْﺪخ َﻼﻩُ َ‬ ‫لَﻪُ‪ ،‬فَـ ُﻘ ْل ُ‬
‫آﻣ ْيﻦ"‪ .‬رواﻩ‬ ‫ﺖ ِ‬ ‫ﻚ‪ ،‬فَـ ُﻘ ْل ُ‬ ‫ص ِّﻞ َعلَْي َ‬ ‫ﺎل َﺷ ِﻘي عب ٌﺪ ذُﻛِر َ ِ‬ ‫فَـ ُﻘ ْل ُ ِ‬
‫ت ع ْن َﺪﻩُ فَـلَ ْﻢ يُ َ‬ ‫ﺖ آﻣ ْيﻦ‪ .‬ﺛُ ﱠﻢ ﻗَ َ َ َ ْ ْ‬
‫البﺨاري في اﻷدب الﻤفرد وهو ﺣديﺚ ﺻحيﺢ بل مﺸﻬور‪.‬‬

‫)‪(۱‬‬
‫الﻤبﺸرات‬
‫علي ال َفاكِ ِﻬ ﱡي الـ َمالِﻜ ﱡي فِي كتابِه ال َف ْﺠر‬
‫بن ٍّ‬
‫ﺗاج الدي ِن أَبو ٍ‬
‫ﺣفﺺ عُمر ُ‬ ‫مام ُ‬
‫ﻗال اﻹ ُ‬
‫َ‬
‫صﻼ ِة َعلى البَ ِﺸير النﱠ ِﺬير‪ :‬أﺧبرﻧي الﺸيﺦ الصالﺢ موسى الضرير أﻧه ركﺐ‬ ‫الـ ُﻤنِير فِي ال ﱠ‬
‫في البحر الـ ِملﺢ ﻗال وﻗد ﻗامﺖ علينا ريﺢ ﺗسمى اﻹﻗﻼبية‪ ،‬ﻗَ ﱠل من ينﺠو منﻬا من‬

‫‪22‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﻒ ﻣ ﱠرةٍ‬ ‫الغرِق‪ ،‬فنمﺖ فرأيﺖ النبي ﷺ وهو يقول لي‪" :‬ﻗُ ْﻞ ِﻷَﻫ ِﻞ الـ َﻤ ْرﻛِ ِ‬
‫ﺐ يَـ ُﻘﻮلُﻮا أَلْ َ َ‬
‫ﺎت وﺗَ ِ‬
‫ﻘﻀي لَنَﺎ‬ ‫اللﱠ ُه ﱠﻢ ﺻ ِﻞ َعلَى ﻣح ﱠﻤ ٍﺪ ﺻ َﻼ ًة ﺗُـ ْن ِﺠ ْيـنَﺎ ﺑِ َهﺎ ِﻣﻦ ﺟ ِﻤي ِﻊ اﻷَﻫﻮ ِال واﻵفَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ‬
‫ﺎت‪ ،‬وﺗَرفَـﻌنَﺎ ﺑِ َهﺎ أَعلَى ال ﱠﺪرﺟ ِ‬ ‫ﺎت‪ ،‬وﺗُﻄَ ِّهرﻧَﺎ ﺑِ َهﺎ ِﻣﻦ ﺟ ِﻤي ِﻊ ال ﱠ ِ‬
‫ﺑِ َهﺎ ﺟ ِﻤيﻊ الح ِ‬
‫ﺎت‪،‬‬ ‫ََ‬ ‫ﺴيِّﺌَ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﺎﺟ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ﺎت"‪ .‬ﻗال‬ ‫ات فِي الحي ِﺎة وﺑﻌ َﺪ الـﻤﻤ ِ‬ ‫ﺎت ِﻣﻦ ﺟ ِﻤي ِﻊ ال َﺨير ِ‬ ‫وﺗُـبـلِّﻐُنَﺎ ﺑِ َهﺎ أَﻗصى الﻐَﺎي ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فاستيقﻈﺖ وأﺧبرت أهل المركﺐ بالرؤيا‪ ،‬فصلينا ﻧحو ﺛﻼﺛماﺋة ففرج اللﱠه عنا وأسﻜن‬
‫ﺗلﻚ الريﺢ ببركة الصﻼة على النبي ﷺ‪.‬‬
‫ﻧقلﻬا اﻹمام مﺠد الدين الفيروزآبادي في كتاب الصﻼت والبِﺸر في الصﻼة‬
‫على خير البَﺸر‪ ،‬وﻧقل عقبﻬا عن اﻹمام الحسن بن علي اﻷسواﻧي ﻗال‪ :‬من ﻗالﻬا في‬
‫كل مﻬﻢ وﻧازلة وبلية ألﻒ مرة فرج اللﱠه عنه‪ .‬ﻗلﺖ‪ :‬هﺬا مﺄﺧوذ من أمر النبي ﷺ ﻷهل‬
‫المركﺐ بقراءﺗﻬا الﻌدد المﺬكور‪ ،‬وﻗد ﺟﻌلﻬا موﻻﻧا اﻷستاذ اﻹمام الوالد رﺿي اللﱠه عنه‬
‫من أذكار وﻇيفة ﻃريقتنا الصديقية‪.‬‬

‫)‪(۲‬‬
‫ﺣﻜى اﻹمام أبو عبد اللﱠه القسﻄﻼﻧي أﻧه رأى النبي ﷺ في المنام وﺷﮑا إليه‬
‫ﺻ ِّﻞ َعلَى ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ َو َعلى ءَ ِال ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ َو َﻫﺐ لَنَﺎ اللﱠ ُه ﱠﻢ ِﻣ ْﻦ‬ ‫الفقر‪ ،‬فقال له‪" :‬ﻗُ ِّﻞ اللﱠ ُه َﻢ َ‬
‫ض ِﻷَﺣ ٍﺪ ِﻣﻦ َخ ِ‬ ‫ِ‬
‫يﺐ الـ ُﻤبَ َﺎرك َﻣﺎ ﺗَصﻮ ُن ﺑِﻪ ُو ُﺟ َ‬ ‫الح َﻼ ِل الﻄﱠ ِ‬ ‫ِرْزﻗِ َ‬
‫ﻚ‪،‬‬ ‫لﻘ َ‬ ‫ﻮﻫنَﺎ َع ِﻦ الﺘﱠـ َﻌ ﱡر ِ َ‬ ‫ﻚ َ‬
‫ﺐ‪َ ،‬وَﻻ ِﻣنﱠ ٍة َوَﻻ ﺗَبِ َﻌ ٍة‪َ ،‬وﺟنِّْبـنَﺎ‬ ‫صٍ‬ ‫ﺐ َوَﻻ ﻧَ َ‬‫اﺟ َﻌ ْﻞ لَنَﺎ اللﱠ ُه ﱠﻢ إِلَ ِيﻪ ﻃَ ِري ًﻘﺎ َﺳه ًﻼ ِﻣﻦ ﻏَي ِر ﺗَـ َﻌ ٍ‬
‫َو ْ‬
‫يﺚ َﻛﺎ َن وأَيﻦ َﻛﺎ َن وعن َﺪ ﻣﻦ َﻛﺎ َن‪ ،‬و ِ‬
‫ﺾ َعنﱠﺎ‬ ‫يﻦ أَﻫلِ ِﻪ َواﻗبِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ﺑ‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫ﺎ‬‫َ‬‫ن‬ ‫ـ‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬‫ﺑ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﺣ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الح َر َام َﺣ ُ‬ ‫اللﱠ ُه ﱠﻢ َ‬

‫‪23‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫ﻌﻤﺘِ َ‬‫يﻚ‪ ،‬وَﻻ ﻧَﺴﺘَ ِﻌ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ﻚ‬ ‫يﻦ ﺑن َ‬
‫َ‬ ‫يﻤﺎ يُرﺿ َ َ‬ ‫ف عنﱠﺎ ﻗُـلُﻮﺑَـ َهﻢ؛ َﺣﺘﱠى َﻻ ﻧَـﺘَـ َﻘلﱠ َ‬
‫ﺐ إِﱠﻻ ف َ‬ ‫هﻢ َواﺻ ِر ْ‬
‫أَيﺪيَ ْ‬
‫ﺐ يﺎ أَرﺣﻢ ال ﱠر ِ‬
‫اﺣ ِﻤ ْي َﻦ"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إ ﱠﻻ َعلَى َﻣﺎ ﺗُح ﱡ َ َ َ‬
‫)‪(۳‬‬
‫ﻗال الحافﻆ ﻗﻄﺐ الدين الحلبي‪ :‬رأيﺖ أبا إسحاق إبراهيﻢ بن علي بن عﻄية‬
‫وﻗال لي‪ :‬رأيﺖ النبي ﷺ في النوم فقلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه أسﺄلﻚ ﺷفاعتﻚ‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"أَﻛﺜِر ِﻣ َﻦ ال ﱠ‬
‫ص َﻼ ِة َعلَ ﱠي"‪ ،‬ﷺ‪.‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫روی الحافﻆ أبو موسى الـ َم ِديني وعبد الغني بن سﻌيد وأبو القاسﻢ بن بَﺸ َﻜ َوال‬
‫في كتبﻬﻢ في فضل الصﻼة على النبي ﷺ‪ ،‬عن أبي بﻜر بن محمد بن عمر ﻗال‪:‬‬
‫كنﺖ عند أبي بﻜر بن مﺠاهد ‪ -‬أﺣد أﺋمة القراء ‪ -‬فﺠاء الﺸبلي ‪ -‬من كبار الصوفية‬
‫‪ -‬فقام إليه أبو بﻜر بن مﺠاهد فﻌاﻧقه وﻗبل بين عينيه فقلﺖ‪ :‬يا سيدي ﺗفﻌل بالﺸبلي‬
‫هﻜﺬا؟ وأﻧﺖ وﺟميﻊ من ببغداد يتصورون أﻧه مﺠنون‪ ،‬فقال لي‪ :‬فﻌلﺖ ﮐما رأيﺖ‬
‫رسول اللﱠه ﷺ فﻌل به‪ ،‬وذلﻚ أﻧي رأيﺖ رسول اللﱠه ﷺ في المنام وﻗد أﻗبل الﺸبلي‬
‫فقام إليه‪ ،‬وﻗبﱠل بين عينيه‪ ،‬فقلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه‪ ،‬أﺗفﻌل هﺬا بالﺸبلي؟ فقال‪" :‬ﻫﺬا يﻘرأ‬
‫ﱡٱ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺗﻪ‪:‬‬
‫ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﲴ ﲵ ﲶﲷ ﲸ‬

‫ﺑﺎلص َﻼ ِة َعلَ ﱠي"‪ ،‬ﷺ‪.‬‬


‫ﲹﲺﲻﲼﱠ ]التوبة[ ويﺘبﻌهﺎ ّ‬

‫‪24‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫)‪(٥‬‬
‫ﻗال اﻹمام القسﻄ ّﻼﻧي ﺷارح البﺨاري في ﻣﺴﺎلﻚ الحنفﺎ)‪ (7‬روينا عن الﻄبراﻧي‬
‫أﻧه رأى النبي ﷺ في المنام في ﺻفته التي اﺗصلﺖ بنا‪ ،‬فقال له‪ :‬السﻼم عليﻚ أيﻬا‬
‫النبي ورﺣمة اللﱠه وبركاﺗه‪ ،‬يا رسول اللﱠه ﻗد ألﻬمني اللﱠه ﮐلمات‪ ،‬أﻗولﻬ ﱠن؟ ﻗال‪َ " :‬وَﻣﺎ‬
‫الحمد َ ِ‬ ‫بﻌد ِد َمن ﺣمدك‪ ،‬ولﻚ‬ ‫ﱠ‬
‫حم ْد َك‪،‬‬ ‫بﻌدد َمن لَﻢ يَ َ‬ ‫ُ‬ ‫مد َ‬ ‫الح ُ‬‫لﻚ َ‬ ‫ﻬﻢ َ‬ ‫ُﻫ ﱠﻦ"؟ ﻗال‪" :‬الل َ‬
‫ِ‬ ‫ﺐ أَن ﺗُحم َد‪ ،‬اللﱠﻬ ﱠﻢ ﺻ ِل على محم ٍد بِ َ ِ‬ ‫الحمد َك َما ﺗُ ِح ﱡ‬
‫ﺻلﱠى َعلَيه‪َ ،‬و َ‬
‫ﺻ ِّل‬ ‫ﻌدد َمن َ‬ ‫ُ َّ َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ﻚ‬
‫َولَ َ‬
‫صلﱠى َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫ﺻ ِّل َعلَى ُم َح ﱠم ٍد َﮐ َما ﺗُ ِح ﱡ‬
‫ﺐ أَ ْن يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َعلَى ُم َح ﱠمد بِ َﻌ َدد َم ْن لَ ْﻢ يُ َ‬
‫ص ِّل َعلَيه‪َ ،‬و َ‬
‫فتبسﻢ رسول اللﱠ ِه ﷺ ﺣتى بدت ﺛناياﻩ ورأى النور يﺨرج من التفلﺞ الﺬي بين ﺛناياﻩ‬
‫ﷺ‪.‬‬

‫)‪(٦‬‬
‫روى البيﻬقي في ﻣنﺎﻗﺐ الﺸﺎفﻌي من ﻃريق محمد بن ﺣمدان الﻄراﺋفي‪ ،‬عن‬
‫افﻌي يقول رأيﺖ رسول اللﱠه ﷺ‬
‫سمﻌﺖ أبا عبد اللﱠه ال ﱠﺸ ﱠ‬
‫ُ‬ ‫أبي عبد اللﱠه الدينوري ﻗال‪:‬‬
‫في المنام‪ ،‬فقلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه بما ﺟﺰي الﺸافﻌي عنﻚ؟ ﺣيﺚ يقول في كتاب‬

‫)‪ -(7‬مسالﻚ الحنفا إلى مﺸارع الصﻼة على المصﻄفى‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺻلﱠى اللﱠهُ َعلَى ُم َح ﱠم ٍد ُﮐلﱠ َما ذَ َكَرﻩُ ال ﱠﺬاكُِرو َن َو َﻏ َف َل َع ْن ِذ ْك ِرِﻩ الغَافِلُو َن‪ ،‬فقال‪:‬‬‫الرﺳﺎلة‪َ :‬و َ‬
‫لحﺴ ِ‬ ‫ﻒ لِ ِ‬ ‫ي َعنِّي أَﻧﱠﻪُ َﻻ يُﻮﻗَ ُ‬
‫ﺎب"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫" ُﺟ ِﺰ َ‬
‫مسدي في ﻣﺴلﺴﻼﺗﻪ عن أبي الحسين يحيى‬ ‫ومﺜل هﺬا ما رواﻩ الحافﻆ ابن ِ‬
‫بن الحسين الﻄاﺋي ﻗال‪ :‬سمﻌﺖ ابن بنان اﻷﺻبﻬاﻧي يقول رأيﺖ رسول اللﱠه ﷺ في‬
‫المنام فقلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه‪ ،‬محمد بن إدريﺲ الﺸافﻌي ابن عمﻚ هل ﺧصصته بﺸىء؟‬
‫ﺎﺳبَﻪُ"‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه َبﻢ؟‬ ‫ﺖ اللﱠﻪَ أَ ْن َﻻ يح ِ‬ ‫أو هل ﻧفﻌته بﺸىء؟ ﻗال‪" :‬ﻧَـ َﻌﻢ َﺳﺄَلْ ُ‬
‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ﻗال‪ِ " :‬ﻷَﻧﱠﻪ َﻛﺎ َن ي ِ‬
‫لهﺎ"‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬فما ﺗلﻚ الصﻼة؟‬ ‫ص ِّﻞ َعلَ ﱠي أَ َﺣ ٌﺪ ﻣﺜ َ‬‫ﺻ َﻼ ًة لَﻢ يُ َ‬
‫صلّي َعلَ ﱠي َ‬ ‫ُ َُ‬
‫ﺻ ِّﻞ َعلَى ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ﺻ ِّﻞ َعلَى ُﻣ َح ﱠﻤﺪ ُﻛلﱠ َﻤﺎ ذَ َﻛ َرﻩُ ال ﱠﺬاﻛ ُرو َن َو َ‬ ‫ﻮل اللﱠ ُه ﱠﻢ َ‬
‫ﻗال‪َ " :‬ﻛﺎ َن يَـ ُﻘ ُ‬
‫ُﻛلﱠ َﻤﺎ ﻏَ َف َﻞ َع ْﻦ ِذﻛ ِرِﻩ الﻐَﺎفِلُﻮن"‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬هﺬﻩ الصﻼة بليغة ﺟامﻌة ﻷﻧﻬا ﺗﻌﻢ عالﻢ‬
‫الـ َمﻼﺋﻜة واﻹﻧﺲ والﺠن إذ ما من أﺣد من هﺬﻩ الﻌوالﻢ إّﻻ وهو إما ذاكر للنبي ﷺ‬
‫وإما ﻏافل عنه‪.‬‬
‫)‪(٧‬‬
‫روينا من ﻃرق عن الحافﻆ السﺨاوي ﻗال في الﻘﻮل البﺪيﻊ في الصﻼة على‬
‫النبي الﺸفيﻊ‪ :‬أﺧبرﻧي ﻏير واﺣد عن القاﺿي برهان الدين بن ﺟماعة إذﻧًا‪ ،‬ع ِن اﻹمام‬
‫ّ‬
‫أبي عمرو ابن المرابﻂ سماعا أن الحافﻆ أبا أﺣمد الدمياﻃي أﺧبرﻩ عن الﺸيﺦ علي‬
‫بن عبد الﻜريﻢ الدمﺸقي فيما ﺷافﻬه به ﻗال‪ :‬رأيﺖ في المنام محمد ابن اﻹمام الحافﻆ‬
‫زكي الدين المنﺬري بﻌد موﺗه‪ ،‬عند وﺻول الـملﻚ الصالﺢ وﺗﺰيين المدينة له‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫فرﺣتﻢ بالسلﻄان؟ ﻗلﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬فرح الناس به‪ ،‬فقال‪ :‬أما ﻧحن فدﺧلنا الﺠنة وﻗبلنا يدﻩ‬

‫‪26‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺐ ﺑِيَ ِﺪ ِﻩ ﻗَ َ‬
‫ﺎل َر ُﺳﻮ ُل اللﱠ ِﻪ ﷺ فَـ ُه َﻮ َﻣ ِﻌي‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ وﻗال‪" :‬أَﺑﺸ ُروا‪ُ ،‬ﻛ ﱡﻞ َﻣﻦ َﻛﺘَ َ‬
‫‪ -‬يﻌني ّ‬
‫رﺟو من فضل اللﱠه ﺣصول‬ ‫فِي ِ‬
‫الﺠنﱠة"‪ .‬ﻗال الحافﻆ السﺨاوي‪ :‬هﺬا سند ﺻحيﺢ والـ َم ُ‬ ‫َ‬
‫ذلﻚ‪.‬‬
‫)‪(٨‬‬
‫روى الﺨﻄيﺐ وابن بﺸﮑوال والتيمي والحافﻆ في الﺘرﻏيﺐ عن أبي سليمان‬
‫محمد ابن الحسين ﻗال‪ :‬ﻗال رﺟل من ﺟواري يقال له الفضل‪ ،‬وكان كﺜير الصوم‬
‫والصﻼة كنﺖ أكتﺐ الحديﺚ وﻻ أﺻلي على النبي ﷺ فرأيته في المنام فقال لي‪:‬‬
‫صلِّي َعلَ ﱠي"‪ ،‬ﺛﻢ رأيته ﷺ مرة من الﺰمان فقال لي‪:‬‬ ‫ﺖ أَو ذَ َﻛر َ ِ‬
‫ت فَل َﻢ َﻻ ﺗُ َ‬ ‫"إِ َذا َﻛﺘَـ ْب َ ْ ْ‬
‫ﺻلﱠْيﺖ َعلَ ﱠي أَ ْو ذَ َﻛ ْر َ‬ ‫ِ‬
‫ت فَـ ُﻘ ْﻞ ﷺ"‪.‬‬ ‫ﻚ فَِﺈ َذا َ‬
‫ﺻ َﻼﺗُ َ‬
‫"ﺑَـلَﻐَْﺘني َ‬
‫)‪(۹‬‬
‫روى الﺨﻄيﺐ وابن بَﺸ َﮑ َوال وأبو اليمن ابن عساﮐر‪ ،‬عن محمد بن يحيى‬
‫الﻜرماﻧي ﻗال‪ :‬كنا يوما بحضرة أبي علي بن ﺷاذان ‪ -‬من الحفاظ ‪ -‬فدﺧل علينا‬
‫ﺷاب ﻻ يﻌرفه منا أﺣد فقال‪ :‬أيﻜﻢ أبو علي بن ﺷاذان؟ فﺄﺷرﻧا إليه‪ ،‬فقال‪ :‬أيﻬا الﺸيﺦ‬
‫رأيﺖ رسول اللﱠه ﷺ في المنام فقال لي‪َ " :‬ﺳ ْﻞ َعﻦ َﻣ ْﺴ ِﺠ ِﺪ أَﺑِي َعلِ ِّي ﺑ ِﻦ َﺷﺎ َذا َن فَِﺈ َذا‬
‫ﺴ َﻼم"‪ .‬ﺛﻢ اﻧصرف الﺸاب فبﻜى أبو علي وﻗال‪ :‬ما أعرف لي‬ ‫لَِﻘيﺘَﻪُ فَﺄَﻗْ ِرﺋْﻪُ ِﻣنِّي ال ﱠ‬
‫عم ًﻼ أستحق به هﺬا إِّﻻ أن يﻜون ﺻبري على ﻗراءة الحديﺚ‪ ،‬وﺗﻜرير الصﻼة على‬
‫النبي ﷺ كلما ﺟاء ذكرﻩ‪ .‬ﻗال الﻜرماﻧي‪ :‬ولﻢ يلبﺚ أبو علي بﻌد ذلﻚ إّﻻ ﺷﻬرين أَو‬
‫ّ‬

‫‪27‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﺛﻼﺛة ﺣتى مات رﺣمه اللﱠه ﺗﻌالى‪ .‬ﻗلﺖ‪ :‬مات ببغداد سنة ‪ 426‬هﺠرية‪ ،‬واﻧفرد في‬
‫وﻗته بﺈسماع ﮐتاب الﺸﻤﺎﺋﻞ الﻤحﻤﺪية للترمﺬي‪.‬‬
‫)‪(١٠‬‬
‫روى التيمي في الﺘرﻏيﺐ وأبو اليمن بن عساﮐر عن اﻹمام أسﻌد الﺰﻧﺠاﻧي ﻗال‪:‬‬
‫كان عندﻧا بمصر ﺷﺨﺺ زاهد يسمى أبا سﻌيد الﺨياط وكان ﻻ يﺨتلﻂ بالناس وﻻ‬
‫يحضر المﺠالﺲ‪ ،‬ﺛﻢ إﻧه داوم على ﺣضور مﺠلﺲ ابن َرِﺷيق فتﻌﺠﺐ الناس فسﺄلوﻩ‪،‬‬
‫النبي ﷺ في منامي فقال‪" :‬اﺣﻀر َﻣﺠلِ َﺴﻪُ فَِﺈﻧﱠﻪُ يُ ْﻜﺜِ ُر فِ ِيﻪ ال ﱠ‬
‫ص َﻼةُ علَ ﱠي"‬ ‫فقال‪ :‬رأيﺖ ّ‬
‫النبي عليﻪ‬ ‫ﱠ‬
‫ﷺ‪ .‬وروى أبو عبد الله النميري الـمالﻜي في اﻹعﻼم ﺑفﻀﻞ الصﻼة على ّ‬
‫الصﻼة والﺴﻼم وابن بﺸﻜوال الحافﻆ في الﻘرﺑة إلى رب الﻌﺎلﻤيﻦ ﺑﺎلصﻼة على‬
‫ﻣحﻤﺪ ﺳيﺪ الﻤرﺳليﻦ أن الﺨياط هﺬا لما ﺣضر مﺠلﺲ أبي محمد الحسين بن‬
‫َرِﺷيق ‪ -‬وكان من أهل الحديﺚ ‪ -‬أكرمه وﻗال له‪ :‬هل للﺸيﺦ ﺷىء يقدم؟ فقال‬
‫اﺑﻦ َر ِﺷيﻖ فَِﺈﻧﱠﻪ‬
‫ﻣﺠلﺲ َ‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ في المنام فقال‪" :‬اﺣﻀر‬
‫اﻗرؤوا‪ ،‬ﺛﻢ ﻗال‪ :‬رأيﺖ ّ‬
‫صلِّي َعلَ ﱠي فيﻪ ﻛﺬا وﻛﺬا ﻣرة"‪ .‬وروى ابن بﺸﮑوال أن ابن َرِﺷيق هﺬا رؤي بﻌد موﺗه‬
‫يُ َ‬
‫النبي ﷺ‪.‬‬
‫في ﺣالة ﺣسنة فقيل له بﻢ أوﺗيﺖ هﺬا؟ فقال‪ :‬بﻜﺜرة ﺻﻼﺗي على ّ‬
‫)‪(١١‬‬
‫روى أبو اليمن ابن عساكر عمن ﺣدﺛه عن أبي الﻌباس بن عبد الدايﻢ ‪ -‬وكان‬
‫كﺜير النقل لﻜتﺐ الﻌلﻢ على اﺧتﻼف فنوﻧه ‪ -‬أﻧه ﺣدﺛه من لفﻈه ﻗال‪ :‬كنﺖ إذا كتبﺖ‬
‫لنبي ﷺ في‬
‫في كتﺐ الحديﺚ وﻏيرها النبي أكتﺐ لفﻆ الصﻼة دون التسليﻢ‪ ،‬فرأيﺖ ا ّ‬

‫‪28‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫يﻦ َﺣ َﺴنَة"؟ ﻗلﺖ‪ :‬وكيﻒ ذلﻚ يا رسول اللﱠه؟‬ ‫المنام فقال لي‪" :‬لِﻢ ﺗَ ْحرم ﻧَفﺴ َ ِ‬
‫ﻚ أَرﺑَﻌ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ف ُﻛ ﱡﻞ ﺣ ٍ‬
‫رف‬ ‫ﻗَال‪" :‬إِ َذا ﺟﺎء ِذﻛ ِري ﺗَﻜﺘﺐ ﺻلﱠى اللﱠﻪ َعلَيﻪ وﺳلﱠﻢ‪ ،‬و ِﻫي أَرﺑـﻌةُ أَﺣر ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ﺑِﻌﺸ ِر ﺣﺴنَ ٍ‬
‫ﺎت" َو َع ﱠد ُه ﱠن ﷺ بيدي‪.‬‬ ‫َ ََ‬
‫)‪(١۲‬‬
‫روی الحافﻆ ابن الصﻼح بﺈسنادﻩ إلى الحافﻆ ﺣمﺰة ال َﻜتﱠاﻧي ﻗال‪ :‬كنﺖ أكتﺐ‬
‫الحديﺚ وكنﺖ عند ذكر النبي أكتﺐ ﺻلى اللﱠه عليه‪ ،‬وﻻ أكتﺐ وسلﻢ‪ .‬فرأيﺖ النبي‬
‫ﻚ َﻻ ﺗُﺘِ ﱡﻢ ال ﱠ‬
‫ص َﻼ َة َعلَ ﱠي"؟ فما كتبﺖ بﻌد ذلﻚ‪ :‬ﺻلى‬ ‫ﷺ في المنام فقال لي‪َ " :‬ﻣﺎ لَ َ‬
‫اللﱠه عليه‪ ،‬إِﱠﻻ كتبﺖ وسلﻢ‪.‬‬
‫)‪(١۳‬‬
‫روى ابن بَﺸ َﻜ َوال عن الحسن بن موسى الﺨضري المﻌروف بابن عﺠينة ﻗال‪:‬‬
‫كنﺖ إذا كتبﺖ الحديﺚ أﺗﺨﻄى فيه الصﻼة على النبي ﷺ أريد بﺬلﻚ الﻌﺠلة‪ ،‬فرأيﺖ‬
‫صلِّي َعلَ ﱠي أَﺑُﻮ َع ْﻤ ٍرو‬ ‫صلِّي إِ َذا َﻛﺘَـ ْب َ‬
‫ﺖ َﻛ َﻤﺎ يُ َ‬ ‫ﻚ َﻻ ﺗُ َ‬
‫النبي ﷺ في المنام فقال لي‪َ " :‬ﻣﺎ لَ َ‬
‫ي"‪ ،‬ﻗال‪ :‬فاﻧتبﻬﺖ وأﻧا فﺰع فﺠﻌلﺖ للﱠه على ﻧفسي أَﱠﻻ أكتﺐ ﺣديﺜًا إﱠﻻ كتبﺖ‬ ‫الﻄﱠبَ ِر ﱡ‬
‫ﷺ‪.‬‬

‫)‪(١٤‬‬

‫‪29‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﻗال الحافﻆ ابن الملقن في كتاب الحﺪاﺋﻖ‪ :‬كان ﺷاب يﻄوف في البيﺖ‬
‫ويﺸتغل بالصﻼة على رسول اللﱠه ﷺ فقيل له‪ :‬هل عندك في هﺬا ﺷىء؟ ﻗال‪ :‬ﻧﻌﻢ‪،‬‬
‫ﺧرﺟﺖ مﻊ أبي ﺣا ﱠﺟي ِن‪ ،‬فمرض في بﻌﺾ المنازل ومات فاسود وﺟﻬه وازرﻗﺖ عيناﻩ‬
‫واﻧتفﺦ بﻄنه فبﻜيﺖ وﻗلﺖ‪ :‬إِﻧﱠا لِلﱠ ِه َوإِﻧﱠا إِلَْي ِه َر ِاﺟﻌُو َن‪ ،‬مات أبي في ﻏربته هﺬﻩ الموﺗة‬
‫رسول اللﱠه ﷺ وعليه ﺛياب بيﺾ وراﺋحته عﻄرة فدﻧا‬ ‫فلما كان الليل ﻏلبني النوم فرأيﺖ َ‬
‫بياﺿا من اللبن‪ ،‬ﺛﻢ مسﺢ على بﻄنه فصار ﮐما‬ ‫من أبي ومسﺢ على وﺟﻬه فصار أﺷد ً‬
‫ﺎﺻي َوال ﱡﺬﻧُﻮب َوَﻛﺎ َن يُ ْﻜﺜِ ُر‬ ‫ﺎك َﻛﺎ َن ي ْﻜﺜِر الـﻤﻌ ِ‬
‫ُ ُ ََ‬ ‫ﮐان‪ ،‬ﺛﻢ لَـ ّما أر َاد اﻻﻧصراف ﻗال‪" :‬إِ ﱠن أَﺑَ َ‬
‫ص َﻼةَ‬ ‫ﺎث ﺑِي فَﺄَﻏَﺜﺘﻪُ َوأَﻧَﺎ ِﻏيَﺎ ٌ‬
‫ث لِ َﻤﻦ أَ ْﻛﺜَـ َر ال ﱠ‬ ‫اﺳﺘَـﻐَ َ‬‫ص َﻼ َة َعلَ ﱠي‪ ،‬فَـلَ ﱠﻤﺎ ﻧَـ َﺰ َل َﻣﺎ ﻧَـ َﺰ َل ْ‬
‫ال ﱠ‬
‫َعلَ ﱠي فِي َدا ِر ال ﱡﺪﻧْـيَﺎ"‪.‬‬
‫)‪(١٥‬‬
‫روى ابن الملقن في الحﺪاﺋﻖ عن علي بن عيسى الوزير ﻗال‪ :‬كنﺖ أُكﺜِر الصﻼة‬
‫ﺣمارا ورأيﺖ‬
‫على النبي ﷺ‪ ،‬فلما ﺻرفﺖ عن الوزارة رأيﺖ في المنام كﺄﻧي راكﺐ ً‬
‫رسول اللﱠه ﷺ فترﺟلﺖ له فقال لي‪ْ " :‬ارِﺟ ْﻊ إِلَى َﻣ َﻜﺎﻧِ َ‬
‫ﻚ" فﺄﺻبحﺖ وﻗلدت الوزارة‬ ‫َ‬
‫ببركة الصﻼة عليه ﷺ‪.‬‬

‫)‪(١٦‬‬

‫‪30‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫ﻗال أبو سﻌيد الواعﻆ في كتابه الﺘﻌبير‪ :‬بلغنا أن رﺟ ًﻼ رأى النبي ﷺ في المنام‬
‫ﻚ َﻣﺎ‬ ‫ﺐ إِلَى َعلِ ِّي ﺑ ِﻦ ِع ْي َﺴﯽ َوﻗُ ْﻞ لَﻪُ يَ ْﺪفَ ُﻊ لَ َ‬ ‫فﺸﻜا إليه ﺿيق ﺣاله فقال له‪" :‬ا ْذ َﻫ ْ‬
‫صلِ ُﺢ ﺑِ ِﻪ أَ ْﻣ َر َك" فقال‪ :‬يا رسول اللﱠه بﺄي عﻼمة؟ ﻗال‪" :‬ﻗُﻞ لَﻪُ ﺑِ َﻌ َﻼ َﻣ ِة أَﻧﱠ َ‬
‫ﻚ َرأَيْـﺘَنِي‬ ‫ﺗُ ْ‬
‫ﺖ ْارِﺟ ْﻊ إِلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺖ َو ِﺟ ْﺌـﺘَنِي فَـ ُﻘ ْل ُ‬ ‫ﺖ َعلَى ﻧَﺸﺰ ﻣ َﻦ اﻷَ ْر َ‬
‫ض فَـنَـ َﺰلْ َ‬ ‫َعلَى البَﻄْ َحﺎء َوُﻛ ْن َ‬
‫ﻚ"‪ .‬وكان علي بن عيسى ﻗد عﺰل فردت إليه الوزارة‪ ،‬فلما اﻧتبه ذلﻚ الرﺟل ﺟاء‬ ‫َﻣ َﻜﺎﻧِ َ‬
‫إلى علي ابن عيسى وهو يومﺌﺬ وزير فﺬكر ﻗصته فقال ﺻدﻗﺖ‪ ،‬ودفﻊ إليه أربﻌماﺋة‬
‫اﻗﺾ بﻬﺬﻩ دينﻚ‪ ،‬ودفﻊ إليه أربﻌماﺋة دينار أﺧرى فقال اﺟﻌلﻬا رأس‬ ‫دينار فقال‪ِ :‬‬
‫مالﻚ‪ ،‬فﺈذا أﻧفقﺖ ذلﻚ فارﺟﻊ إلي‪.‬‬
‫)‪(١٧‬‬
‫ﻗال عبد الواﺣد بن زيد ‪ -‬أﺣد كبار الﺰهاد ‪ :-‬كان لنا ﺟار يﺨدم السلﻄان‬
‫وهو مﻌروف بالفساد والغفلة عن اللﱠه ﺗﻌالى‪ ،‬فرأيته ليلة في المنام ويدﻩ في يد رسول‬
‫ﺗﻌالى‬ ‫)‪(8‬‬
‫اللﱠه ﷺ‪ ،‬فقلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه إن هﺬا الﻌبد السوء من المﻌرﺿين عن اللﱠه‬
‫ض ﺑِ ِﻪ ِﻷَﺷ َف َﻊ‬ ‫ﻚ َو َﻫـٰﺄﻧﺬا َﻣﺎ ٍ‬‫ﺖ َذلِ َ‬
‫فﻜيﻒ وﺿﻌﺖ يدك في يدﻩ؟! فقال ﷺ‪" :‬ﻗَ ْﺪ َع َرفْ ُ‬
‫ﺻ َﻼﺗِِﻪ َعلَ ﱠي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَﻪُ عن َﺪ اللﱠﻪ ﺗﻌﺎلى"‪ ،‬فقلﺖ‪ :‬يا رسول بﺄي وسيلة بلﻎ ذلﻚ؟ ﻗال‪" :‬ﺑِ َﻜ َﺜرة َ‬
‫لﻒ َﻣ ﱠرٍة َوإِﻧِّي َﻷَرﺟﻮ اللﱠﻪَ ﺗَـ َﻌﺎلَى‬
‫ص ِلّي َعلَ ﱠي أَ َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫يﻦ يَﺄ ِوي إِلَى ف َراﺷﻪ يُ َ‬
‫فَِﺈﻧﱠﻪُ في ُﻛ ِّﻞ لَيلَة ﺣ َ‬
‫ﺎعﺘِي فِيﻪ"‪ ،‬ﻗال عبد الواﺣد‪ :‬فلما أﺻبحﺖ إذا أﻧا بﺬلﻚ الغﻼم ﻗد دﺧل‬ ‫أَ ْن يَـ ْﻘبَ َﻞ َﺷ َف َ‬
‫المسﺠد باكيًا وكنﺖ أﻗﺺ على أﺻحابي ما رأيته له‪ ،‬فلما دﺧل سلﻢ وﻗال‪ :‬يا عبد‬

‫)‪ -(8‬أي عن ﻃاعة الله‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫الواﺣد مد يدك فقد أرسلني إليﻚ رسول اللﱠه ﷺ ﻷﺗوب على يدك‪ ،‬وذكر لي ما ﺟرى‬
‫بينﻚ وبينه الليلة في ﺷﺄﻧي‪ .‬فلما ﺗاب سﺄلته عن رؤياﻩ فقال‪ :‬أﺗاﻧي رسول اللﱠه ﷺ‬
‫ِ‬
‫ﺻ َﻼﺗﻚ َعلَ ﱠي"‪ ،‬فلما اﻧﻄلقﺖ مﻌه‬ ‫ﻚ إِلَى َرﺑِّي ﻷَ ْﺟ ِﻞ َ‬
‫فﺄﺧﺬ بيدي وﻗال‪َ " :‬ﻷَﺷ َف َﻌ ﱠﻦ لَ َ‬
‫اﺳﺘَ ِﻘ ْﻢ"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺎﺋﺖ َعب َﺪ ِ ِ‬ ‫حﺖ فَ ِ‬ ‫ﺷفﻊ لي وﻗال‪" :‬إِ َذا أَﺻبَ َ‬
‫ﺐ َعلَى يَ َﺪيﻪ َو ْ‬
‫الﻮاﺣﺪ َوﺗُ ْ‬
‫َ‬
‫)‪(١٨‬‬
‫روى البيﻬقي أن اﻹمام الﺸافﻌي رؤي في المنام فقيل له‪ :‬ما فﻌل اللﱠه بﻚ؟ ﻗال‪:‬‬
‫ﻏفر لي‪ .‬فقيل له‪ :‬بماذا؟ ﻗال‪ :‬بﺨمﺲ كلمات كنﺖ أﺻلي بﻬن على رسول اللﱠه ﷺ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ﺻ ِّل‬‫ﺻلﱠى َعلَيه َو َ‬ ‫فقيل له‪ :‬وما هﺬﻩ؟ ﻗال‪ :‬كنﺖ أﻗول‪ :‬اللﱠ ُﻬ ﱠﻢ َ‬
‫ﺻ ِّل َعلَى ُم َح ﱠمد َع َد َد َمن َ‬
‫صلﱠى َعلَ ِيه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ت‬ ‫ر‬‫م‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ﮐ‬‫َ‬ ‫علَى مح ﱠم ٍد بِﻌ َد ِد من لَﻢ يص ِل علَ ِيه‪ ،‬وﺻ ِل علَى مح ﱠم ٍ‬
‫د‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ َ َُ‬ ‫َ َ ْ َُّ َ‬ ‫ُ‬
‫ص َﻼةُ‬ ‫ﺻ ِّل َعلَى ُم َح ﱠم ٍد َﮐ َما ﺗَـْنـبَغِي ال ﱠ‬ ‫و‬ ‫ﺐ أن يصلﱠى علَ ِ‬
‫يه‬
‫َُ َ َ َ‬ ‫ﱡ‬ ‫وﺻ ِل علَى مح ﱠم ٍد َﮐما ﺗُ ِ‬
‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َُ‬
‫َعلَْي ِه‪.‬‬
‫)‪(١۹‬‬
‫روى ابن بَﺸ َﮑ َوال عن الﺰعفراﻧي ﻗال‪ :‬سمﻌﺖ ﺧالي الحسن بن محمد يقول‪:‬‬
‫النبي‬
‫رأيﺖ اﻹمام أﺣمد بن ﺣنبل في النوم فقال لي‪ :‬يا أبا علي لو رأيﺖ ﺻﻼﺗنا على ّ‬
‫ﷺ في الﻜتﺐ كيﻒ ﺗُـْﺰِه ُر بين أيدينا؟!‬

‫)‪(٢٠‬‬

‫‪32‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫روى النميري عن سفيان بن عيينة ﻗال‪ :‬كان لي أخ مﺆاخ فمات فرأيته في النوم‬
‫فقلﺖ‪ :‬ما فﻌل اللﱠه بﻚ؟ ﻗال ﻏفر لي‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬بماذا؟ ﻗال‪ :‬كنﺖ أكتﺐ الحديﺚ فﺈذا‬
‫النبي ﷺ كتبﺖ ﷺ أبتغي بﺬلﻚ الﺜواب فغفر لي بﺬلﻚ‪.‬‬
‫ﺟاء ذكر ّ‬
‫)‪(٢١‬‬
‫روى أبو اليمن بن عساكر عن ﺟﻌفر بن عبد اللﱠه ﻗال‪ :‬رأيﺖ أبا زرعة ‪ -‬من‬
‫أﺋمة الحفاظ ‪ -‬في المنام وهو في السماء يصلي بالمﻼﺋﻜة فقلﺖ له‪ :‬بﻢ ﻧلﺖ هﺬا؟‬
‫ألﻒ ﺣديﺚ إذا ذكرت النبي ﷺ أﺻلي عليه ﷺ‪ .‬وﻗد ﻗال ﷺ‪:‬‬ ‫ألﻒ ِ‬
‫ﻗال‪ :‬كتبﺖ َ‬
‫ﺸرا" ﻗلﺖ‪ :‬بمقتضى هﺬا الحديﺚ الصحيﺢ‬ ‫"ﻣﻦ ﺻلﱠى َعلَ ﱠي ﻣ ﱠرًة ﱠ ﱠ ِ‬
‫ﺻلى اللﻪُ َعلَيﻪ َع ً‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫يﻜون اللﱠه ﺗﻌالى ﻗد ﺻلى على أبي زرعة الرازي المﺬكور عﺸرة آﻻف ألﻒ مرة‪ ،‬وهﺬﻩ‬
‫لنبي ﷺ‬ ‫ﱠ‬
‫بﺸارة عﻈيمة ﻷهل الحديﺚ ﺟﻌلنا الله منﻬﻢ‪ ،‬ﻷﻧﻬﻢ أكﺜر الناس ﺻﻼة على ا ّ‬
‫النبي ﷺ إمامﻬﻢ يوم القيامة وبه يدعون لقوله‬
‫ﻧُﻄ ًقا وكتابة‪ ،‬ومما يﺰيدهﻢ ﺷرفًا ورفﻌة أن ﱠ‬
‫النبي ﷺ‬
‫ﲔﲠﱠ ]اﻹسراء[ وﻻ إمام لﻬﻢ في الدﻧيا إّﻻ ّ‬‫ﲕ‬ ‫ﺗﻌالى‪ :‬ﱡٱﲐﲑﲒﲓ‬
‫فﻬو إمامﻬﻢ في اﻵﺧرة‪.‬‬

‫)‪(٢٢‬‬

‫‪33‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫روى النميري وابن مسدي وابن بَﺸ َﮑ َوال وﻏيرهﻢ من ﻃريق أبي ﺻالﺢ عبد اللﱠه‬
‫بن ﺻالﺢ الصوفي ﻗال‪ُ :‬رﺋِ َي بﻌﺾ أﺻحاب الحديﺚ في المنام فقيل له‪ :‬ما فﻌل اللﱠه‬
‫بﻚ؟ ﻗال‪ :‬ﻏفر لي‪ ،‬فقيل له‪ :‬بﺄي ﺷىء؟ ﻗال‪ :‬بصﻼﺗي في كتابي على النب ّي ﷺ‪.‬‬
‫)‪(٢۳‬‬
‫روی ابن بَﺸ َﮑ َوال من ﻃريق إسماعيل بن علي بن المﺜنى‪ ،‬عن أبيه ﻗال‪ُ :‬رﺋِ َي‬
‫بﻌﺾ أﺻحاب الحديﺚ في النوم فقيل له‪ :‬ما فﻌل اللﱠه بﻚ؟ ﻗال‪ :‬ﻏفر لي‪ .‬ﻗيل‪:‬‬
‫بماذا؟ ﻗال‪ :‬بﻜﺜرة ما كتبﺖ بﻬاﺗين اﻹﺻبﻌين ﷺ‪.‬‬
‫)‪(۲٤‬‬
‫روى الﺨﻄيﺐ وابن بَﺸ َﮑ َوال من ﻃريقه عن سفيان بن عيينة ﻗال‪ :‬ﺣدﺛنا ﺧلﻒ‬
‫ان ﻗال‪ :‬كان لي ﺻديق يﻄلﺐ مﻌي الحديﺚ فمات‪ ،‬فرأيته في المنام‬ ‫ﺻِ‬
‫اﺣﺐ الﺨل َق ِ‬
‫َ ُ ُ‬
‫وعليه ﺛياب ﺧضر ﺟدد يﺠول فيﻬا‪ ،‬فقلﺖ له‪ :‬ألسﺖ ﮐنﺖ ﺗﻄلﺐ مﻌي الحديﺚ؟‬
‫فما هﺬا الﺬي أرى؟! فقال‪ :‬كنﺖ أﻃلﺐ مﻌﻜﻢ الحديﺚ فﻼ يمر عل ﱠي ﺣديﺚ فيه‬
‫ذكر النبي إِﱠﻻ كتبﺖ في أسفله‪ :‬ﷺ‪ ،‬فﻜافﺄﻧي بﻬﺬا الﺬي ﺗرى‪ ،‬ﷺ‪.‬‬
‫)‪(۲٥‬‬
‫روى أبو القاسﻢ التيمي في الﺘرﻏيﺐ‪ ،‬عن أبي الحسن الميموﻧي ﻗال‪ :‬رأيﺖ‬
‫الﺸيﺦ أبا علي الحسن بن عيينة في المنام بﻌد موﺗه وكﺄن على أﺻابﻊ يديه ﺷيﺌا مﻜتوبًا‬
‫بلون الﺬهﺐ أو بلون الﺰعفران فسﺄلته‪ ،‬عن ذلﻚ وﻗلﺖ‪ :‬يا أستاذ أرى على أﺻبﻌيﻚ‬

‫‪34‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫مليحا مﮑتوبًا‪ ،‬ما هو؟ ﻗال‪ :‬يا بني هﺬا لﻜتابتي لحديﺚ رسول اللﱠه ﷺ‪ ،‬أو‬
‫ﺷيﺌًا ً‬
‫ﻗال‪ :‬لﻜتابتي ﷺ في ﺣديﺚ رسول اللﱠه ﷺ‪.‬‬
‫)‪(۲٦‬‬
‫ﺣاﺟا فصحبني رﺟل‬
‫روى ابن بﺸﮑوال عن عبد الواﺣد بن زيد ﻗال‪ :‬ﺧرﺟﺖ ً‬
‫النبي ﷺ فقلﺖ له في‬
‫فﻜان ﻻ يقوم وﻻ يقﻌد وﻻ يﺬهﺐ وﻻ يﺠيء إﻻ ﺻلى على ّ‬
‫ذلﻚ فقال‪ :‬أﺧبرك عن ذلﻚ‪ ،‬ﺧرﺟﺖ منﺬ سنيّات إلى مﻜة ومﻌي أبي فلما اﻧصرفنا‬
‫ﻗِْلنَا في بﻌﺾ الـمنَا ِزل فبينما أﻧا ﻧاﺋﻢ أﺗاﻧي آت فقال لي ﻗﻢ ﻗد أمات اللﱠه أباك وس ﱠود‬
‫وﺟﻬه‪ ،‬فقمﺖ مﺬعورا فﻜﺸفﺖ الﺜرب عن وﺟه أبي فﺈذا هو ميﺖ أسود الوﺟه‪ ،‬فدﺧلني‬
‫من ذلﻚ رعﺐ فبينما أﻧا على ذلﻚ من الغﻢ ﻏلبتني عيناي فنمﺖ فﺈذا على رأسي أربﻌة‬
‫سودان مﻌﻬﻢ أربﻌة أعمدة من ﺣديد عند رأسه وعند رﺟليه وعن يمينه وعن ﺷماله‪،‬‬
‫فﺄﻗبل رﺟل ﺣسن الوﺟه يمﺸي في ﺛوبين أﺧضرين فقال لﻬﻢ‪" :‬ﺗَـنَ ّحﻮا"‪ ،‬فرفﻊ الﺜوب‬
‫يﻚ"‪ ،‬فقلﺖ‪:‬‬ ‫ﺾ اللﱠﻪُ َو َﺟﻪ أَﺑِ َ‬
‫عن وﺟﻬه فمسﺢ وﺟﻬه بيديه ﺛﻢ أﺗاﻧي فقال‪" :‬ﻗُ ْﻢ ﻗَﺪ ﺑَـيﱠ َ‬
‫ﻮل اللﱠ ِﻪ" ﷺ‪ ،‬فﻜﺸفﺖ الﺜوب عن‬ ‫من أﻧﺖ بﺄبي أﻧﺖ وأمي؟ ﻗال‪" :‬أَﻧَﺎ ُﻣ َح ﱠﻤ ٌﺪ َر ُﺳ ُ‬
‫وﺟه أبي فﺈذا هو أبيﺾ الوﺟه‪ ،‬فﺄﺻلحﺖ من ﺷﺄﻧه ودفنته‪ .‬ﻗال اﻹمام أبو عبد اللﱠه‬
‫مساﻧي في ﻣصبﺎح الﻈﻼم وكان هﺬا الرﺟل يﻜﺜر الصﻼة على‬ ‫محمد بن النﻌمان التِلِ‬
‫َ‬
‫النبي ﷺ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫)‪(۲٧‬‬
‫روى أبو ﻧﻌيﻢ وابن بﺸﮑوال عن سفيان الﺜوري ﻗال‪ :‬بينما أﻧا ﺣاج إذ دﺧل عل ّي‬
‫ﺻ ِّل َعلَى ُم َح ﱠم ٍد َو َعلَى ِآل‬
‫ﺷاب ﻻ يرفﻊ ﻗد ًما وﻻ يضﻊ أﺧرى إّﻻ وهو يقول‪ :‬اللﱠ ُﻬ ﱠﻢ َ‬
‫ُم َح ﱠم ٍدـ فقلﺖ له‪ :‬أبﻌلﻢ ﺗقول هﺬا؟ ﻗال‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﺛﻢ ﻗال‪ :‬من أﻧﺖ؟ ﻗلﺖ‪ :‬سفيان الﺜوري‪.‬‬
‫ﻗال‪ :‬الﻌراﻗي؟ ﻗلﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻗال‪ :‬هل عرفﺖ اللﱠه؟ ﻗلﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻗال‪ :‬كيﻒ عرفته؟ ﻗلﺖ‪:‬‬
‫بﺄﻧه يولﺞ الليل في النﻬار ويولﺞ النﻬار في الليل‪ ،‬ويصور الولد في الرﺣﻢ‪ .‬ﻗال‪ :‬يا‬
‫ِ‬
‫وﻧقﺾ‬ ‫الﻬ ِّﻢ‬
‫سفيان ما عرفﺖ اللﱠه ﺣق مﻌرفته‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬ﮐيﻒ ﺗﻌرفه أﻧﺖ؟ ﻗال‪ :‬بفسﺦ َ‬
‫وعﺰمﺖ فنقﺾ عﺰمي فﻌرفﺖ أن لي ربا يدبرﻧي‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬فما‬
‫ُ‬ ‫الﻌﺰم وهممﺖ ف َف َس َﺦ َه ِّمي‬
‫النبي ﷺ؟ ﻗال‪ :‬كنﺖ ﺣاﺟا ومﻌي والدﺗي فسﺄلتني أن أدﺧلﻬا البيﺖ‬ ‫ﺻﻼﺗﻚ على ّ‬
‫ي إلى‬
‫فﺠلسﺖ عندها وأﻧا ﺣﺰين فرفﻌﺖ يد ﱠ‬
‫ُ‬ ‫ﺖ وﺗورم بﻄنﻬا وأسود وﺟﻬﻬا‬
‫ففﻌلﺖ فوﻗَـ َﻌ ْ‬
‫السماء فقلﺖ‪ :‬يا رب هﻜﺬا ﺗفﻌل بمن دﺧل بيتﻚ)‪(9‬؟ فﺈذا بغمامة ﻗد ارﺗفﻌﺖ من‬
‫يدﻩ على بﻄنﻬا فابيﺾ فسﻜن‬ ‫ﺗﻬامة وإذا رﺟل عليه ﺛياب بيﺾ‪ ،‬فدﺧل البيﺖ وأََمﱠر َ‬
‫المرض ﺛﻢ مضى ليﺨرج‪ ،‬فتﻌلقﺖ بﺜوبه فقلﺖ له‪ :‬من أﻧﺖ الﺬي فرﺟﺖ عني؟ ﻗال‪:‬‬
‫صلِّي َعلَ ِيﻪ"‪ ،‬ﻗلﺖ‪ :‬يا رسول اللﱠه فﺄوﺻني‪ ،‬ﻗال‪َ " :‬ﻻ ﺗَـ ْرفَﻊ‬ ‫ِ‬
‫ﻚ ُﻣ َح ﱠﻤ ٌﺪ الﱠﺬي ﺗُ َ‬
‫"أَﻧَﺎ ﻧَبِيﱡ َ‬

‫)‪ -(9‬وهﺬا ليﺲ على وﺟه اﻻعتراض على الله‪ ،‬هو يسﺄل أي ذﻧﺐ اﻗترفته ﺣتى ابتليﺖ بما ابتليﺖ به وهو‬
‫ﻗاﺻد ﻃاعة الله وفي الحرم والبيﺖ المقدس الﺬي يقصد للﻄاعة ويرﺟى منه البركة‪ ،‬فﻬو أراد السﺆال عن‬
‫الحﻜمة ولﻢ يرد اﻻعتراض‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫صلِّي َعلَى ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ و َعلَى ِ‬
‫آل ُﻣ َح ﱠﻤ ٍﺪ ﷺ"‪ ،‬ﻗلﺖ‪:‬‬ ‫خرى إِﱠﻻ َوأَﻧْ َ‬
‫َ‬ ‫ﺖ ﺗُ َ‬ ‫ﻀ ُﻊ أُ َ‬
‫ﻗَ َﺪ ًﻣﺎ َوَﻻ ﺗَ َ‬
‫كان هﺬا الﺸاب من اﻷولياء الواﺻلين‪.‬‬
‫)‪(۲٨‬‬
‫ﻗال الﻌارف الﻜبير أبو المواهﺐ الﺸاذلي‪ :‬رأيﺖ رسول اللﱠه ﷺ فقبل فمي وﻗال‪:‬‬
‫صلِّي َعلَ ﱠي أَل ًفﺎ ﺑِﺎلنﱠـ َهﺎ ِر َوأَل ًفﺎ ﺑِﺎللﱠْي ِﻞ"‪ ،‬ﺛﻢ ﻗال‪َ " :‬وَﻣﺎ أَ ْﺣ َﺴﻦ‬ ‫ِ‬
‫"أُﻗَـبِّ ُﻞ َﻫ َﺬا ال َفﻢ الﱠﺬي يُ َ‬
‫يﻞ"‪ ،‬ﺛﻢ ﻗال لي‪َ " :‬ويَ ُﻜﻮن‬ ‫ردك ﺑِﺎللﱠ ِ‬
‫ﱡﱶﱷﱸﱹﱠ ]الﻜوﺛر[ لَﻮ َﻛﺎﻧَﺖ ِو َ‬
‫صلِّي َعلَ ﱠي َوﺗَـ ُﻘﻮل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُد َعﺎ ُؤك اللﱠ ُه ﱠﻢ فَـ ِّر ْج ُﻛ ُرﺑَﺎﺗنَﺎ اللﱠ ُه ﱠﻢ أَﻗ ْﻞ َعﺜَراﺗنَﺎ اللﱠ ُه ﱠﻢ ا ْﻏفر َزالﱠﺘنَﺎ‪َ ،‬وﺗُ َ‬
‫الﻌﺎلَ ِﻤ ْي َﻦ"‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫وﺳ َﻼم علَى الـﻤ ِ‬
‫ب َ‬ ‫الح ْﻤ ُﺪ للﱠﻪ َر ِّ‬‫يﻦ َو َ‬ ‫رﺳل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ ٌ‬
‫)‪(٢۹‬‬
‫ﻗال الﺸريﻒ محمد النﻌماﻧي من أﺻحاب الﻌارف الﻜبير الﺸيﺦ محمد‬
‫الحنفي‪ :-‬رأيﺖ ﺟدي رسول اللﱠه ﷺ في ﺧيمة عﻈيمة واﻷولياء يﺠيﺌون فيسلمون‬
‫اﺣدا واﺣداً وﻗاﺋل يقول‪ :‬هﺬا فﻼن هﺬا فﻼن‪ ،‬فيﺠلسون إلى ﺟاﻧبه ﷺ ﺣتى‬
‫عليه و ً‬
‫النبي‬
‫ﺟاءت كبﻜبة عﻈيمة وﺧلق كﺜير وﻗاﺋل يقول‪ :‬هﺬا محمد الحنفي فلما وﺻل إلى ّ‬
‫ﷺ أﺟلسه بﺠاﻧبه ﺛﻢ التفﺖ ﷺ إلى أبي بﻜر وعمر رﺿي اللﱠه عنﻬما وﻗال لﻬما‪:‬‬
‫اء" وأﺷار إلى سيدي‬ ‫ِ‬ ‫"إِﻧِّي أُ ِﺣ ﱡ‬
‫عر َ‬‫ﺎء"‪ ،‬أو ﻗال‪" :‬ال ﱠﺰ َ‬
‫الص ﱠﻤ َ‬
‫ﺐ َﻫ َﺬا ال ﱠر ُﺟ َﻞ إﻻ ع َﻤ َﺎﻣﺘﻪ َ‬
‫محمد الحنفي‪ .‬فقال له أبو بﻜر‪ :‬أﺗﺄذن لي يا رسول اللﱠه أن أعممه؟ ﻗال‪" :‬ﻧﻌﻢ"‬
‫فﺄﺧﺬ أبو بﻜر رﺿي اللﱠه عنه عمامة ﻧفسه وﺟﻌلﻬا على رأس سيدي محمد وأرﺧى لﻬا‬
‫عﺬبة عن يسارﻩ وألبسﻬا له‪ ،‬فلما ﻗصﻬا على الﺸيﺦ محمد الحنفي بﻜى وبﻜى الناس‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫وﻗال للﺸريﻒ محمد‪ :‬إذا رأيﺖ ﺟدك ﷺ فاسﺄله لي في أمارة يﻌلمﻬا من أعمالي‪،‬‬
‫صلِّ َيهﺎ فِي ال َﺨلﻮةِ ﺑَﻌ َﺪ‬ ‫فرآﻩ ﷺ بﻌد أيام وسﺄله اﻷمارة فقال له‪" :‬ﺑِﺄَﻣﺎرِة ال ﱠ ِ ِ‬
‫ص َﻼة الﱠﺘي يُ َ‬ ‫ََ‬
‫ﺻحبِﻪ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ﺻ ِّﻞ علَى ُﻣ َح ﱠﻤﺪ النﱠبِ ِّي اﻷُّﻣي َو َعلَى آلﻪ َو َ‬
‫ﺸﻤﺲ ﻛﻞ يﻮم وﻫي‪ :‬اللﱠ ُه ﱠﻢ َ‬ ‫ﻏُ ِ‬
‫روب ال ﱠ‬
‫ﻤﺖ َوِزﻧَة ﻣﺎ علﻤﺖ وﻣﻞء ﻣﺎ علﻤﺖ)‪ ."(10‬فقال الﺸيﺦ الحنفي‬ ‫َو َﺳلِّﻢ َع َﺪد َﻣﺎ َعلِ َ‬
‫ﺻدق رسول اللﱠه ﷺ وأرﺧى لﻌمامته عﺬبة وعمل كل من في المﺠلﺲ مﺜله وﺻار إذا‬
‫ركﺐ يرﺧي الﻌﺬبة وﺗرك الﻄيلسا َن الﺬي كان يركﺐ به إلى أن مات رﺣمه اللﱠه ﺗﻌالى‪.‬‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬وورد النﻬي عن اﻻﻗتﻌاط وهو التﻌمﻢ‬
‫ﻗلﺖ‪ :‬إرﺧاء الﻌﺬبة سنة مﺄﺛورة عن ِّ‬
‫بالنبي ﷺ وﺷدة ﺗﺄسيﻬﻢ‬
‫بدون عﺬبة‪ ،‬وهي متﺄكدة في ﺣق كبار الﻌارفين لمﺰيد ﺗﻌلقﻬﻢ ِّ‬
‫به في كل ما يصدر عنه من ﻗول وعمل في الﻌبادات والﻌادات لﻌلمﻬﻢ أن اللﱠه ﺗﻌالى‬
‫ﻻ يﺨتار لنبيه إّﻻ أكمل الحاﻻت وأن كل ما يصدر عنه ﷺ يقﻊ من اللﱠه بﻌين الرﺿا‬
‫النبي ﷺ يفﻌله كﺄكلة‬
‫أمرا عاديًا كان ّ‬
‫والقبول‪ .‬وﻗد ﺻرح علماء اﻷﺻول أن من فﻌل ً‬
‫أو لبسة مﻌينة وﻗصد بفﻌله اﻻﻗتداء به ﷺ كان مﺜابا من هﺬﻩ الﺠﻬة واعتبر آﺗيًا بالسنة‪.‬‬
‫وممن كان على هﺬا الحال عبد اللﱠه بن عمر رﺿي اللﱠه عنﻬما كان ﺷديد التﺄسي‬
‫بالنبي ﷺ في كل ﺷىء‪ ،‬ﺣتى أﻧه وهو مسافر في بﻌﺾ المرات ﻧﺰل في مﻜان من‬
‫ّ‬
‫ﻧافﻌا موﻻﻩ عن سبﺐ ﻧﺰوله ﻏير المﻌﻬود‬
‫الﻄريق ليﺲ مح ًﻼ للنﺰول فسﺄل المسافرون مﻌه ً‬
‫النبي في بﻌﺾ أسفارﻩ وﻧﺰل في هﺬا المﻜان وﻗضى‬
‫فﺄﺧبرهﻢ بﺄﻧه يروى أﻧه كان مﻊ ّ‬
‫ﺣاﺟته فﻬو يحﺐ أن يفﻌل مﺜله‪.‬‬

‫)‪ -(10‬أي الﺸىء الﻜﺜير‪ ،‬ﻷن علﻢ الله ﻻ يحاط بﻌدد‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫)‪(۳٠‬‬
‫ِّ‬
‫القاري الﻬروي ﻗال‪:‬‬ ‫روى أبو سﻌيد الواعﻆ في كتاب "التﻌبير عن أبي الوفاء‬
‫رأيﺖ المصﻄفى ﷺ في المنام بفرﻏاﻧة‪ ،‬سنة ستين وﺛﻼﺛماﺋة وكنﺖ أﻗرأ عند السلﻄان‬
‫لنبي ﺻلى‬ ‫وكاﻧوا ﻻ يسمﻌون ويتحدﺛون‪ ،‬فاﻧصرفﺖ إلى المنﺰل ُمغتما فنمﺖ فرأيﺖ ا ّ‬
‫ﻘرأُ ال ُﻘرآ َن َﻛ َﻼ َم اللﱠ ِﻪ)‪َ (11‬ع ﱠﺰ َو َﺟ ﱠﻞ ﺑَـ ْي َﻦ ﻗَ ٍﻮم‬
‫ﷺ كﺄﻧه ﺗغير لوﻧه فقال لي ﷺ‪" :‬أَﺗَ َ‬
‫اءﺗﻚ؟! َﻻ ﺗَـ ْﻘ َرأْ ﺑَﻌ َﺪ َﻫ َﺬا إِﱠﻻ َﻣﺎ َﺷﺎءَ اللﱠﻪُ" فاﻧتبﻬﺖ وأﻧا‬ ‫يَـﺘَ َح ﱠﺪﺛُﻮ َن َوَﻻ يَ ْﺴ َﻤﻌُﻮ َن ﻗِ َر َ‬
‫ممسﻚ اللسان أربﻌة أﺷﻬر فﺈذا كاﻧﺖ لي ﺣاﺟة أكتبﻬا على الرﻗاع‪ ،‬فحضرﻧي أﺻحاب‬
‫أﺗﻜلﻢ فﺈﻧه ﻗال‪" :‬إ ﱠﻻ َﻣﺎ َﺷﺎءَ اللﱠﻪُ"‬ ‫الحديﺚ وأﺻحاب الرأي فﺄفتوا بﺄﻧي آﺧر اﻷمر ُ‬
‫وهو استﺜناء فنمﺖ بﻌد أربﻌة أﺷﻬر في الموﺿﻊ الﺬي كنﺖ ﻧمﺖ فيه أوًﻻ فرأيﺖ النبي‬
‫بﺖ؟" ﻗلﺖ‪ :‬ﻧﻌﻢ يا رسول اللﱠه‪ ،‬ﻗال‪َ " :‬ﻣﻦ‬ ‫ﷺ في المنام يتﻬلل وﺟﻬه فقال لي‪" :‬ﻗَﺪ ﺗُ َ‬
‫يﻦ ﻗَ ٍﻮم‬
‫نﺖ ﺑَ َ‬ ‫ﺎﻧﻚ" فَ َم َس َﺢ لساﻧي بسبابته وﻗال‪" :‬إِ َذا ُﻛ َ‬ ‫ﺎب اللﱠﻪُ َعلَ ِيﻪ أَخ ِر ْج لِ َﺴ َ‬
‫ﺎب ﺗَ َ‬
‫ﺗَ َ‬
‫ﺴﻤﻌُﻮا َﻛ َﻼم اللﱠ ِﻪ"‪ .‬فاﻧتبﻬﺖ وﻗد اﻧفتﺢ لساﻧي‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ﺘ‬
‫ﱠ‬ ‫ﺣ‬
‫َ‬ ‫ﻚ‬ ‫ﺗ‬
‫َ‬ ‫اء‬‫ر‬
‫ْ ََ‬
‫وﺗَﻘرأ ﻛِﺘَﺎب اللﱠ ِﻪ فَﺎﻗﻄَﻊ ﻗِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫بحمد اللﱠه ومنه‪.‬‬
‫)‪(۳١‬‬

‫)‪ -(11‬وهو يﻄلق على القرءان وليﺲ أن هﺬﻩ الحروف التي في المصحﻒ هي عين كﻼم الله ﺗﻌالى ﺣاﺷا‬
‫إﻧما هﺬﻩ الحروف دالة على كﻼم المﻌبر عنه بﻬﺬﻩ الحروف فﻜﻼم الله أزلي ليﺲ ﺣرفا وﻻ ﺻوﺗا وﻻ لغة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬
‫روى الﺸيﺦ أبو ﺣفﺺ عمر بن الحسن السمرﻗندي عن بﻌﺾ مﺸايﺨه عن أبيه‬
‫النبي ﷺ ﺣيﺚ كان في الحرم‬
‫ﻗال‪ :‬سمﻌﺖ رﺟل في الحرم وهو كﺜير الصﻼة على ّ‬
‫وعرفة ومنًى فقلﺖ له‪ :‬أيﻬا الرﺟل إن لﻜل مقام مقاًﻻ فما بالﻚ ﻻ ﺗﺸتغل بالدعاء وﻻ‬
‫النبي ﷺ؟! فقال‪ :‬إﻧي ﺧرﺟﺖ من ﺧراسان‬
‫بالتﻄوع بالصﻼة سوى أﻧﻚ ﺗصلي على ّ‬
‫ﺣاﺟا إلى هﺬا البيﺖ وكان والدي مﻌي فلما بلغنا الﻜوفة اعتَ ﱠل والدي وﻗويﺖ علته‬
‫ً‬
‫فمات‪ ،‬فغﻄيﺖ وﺟﻬه بﺈزار ﺛﻢ ﻏبﺖ عنه وﺟﺌﺖ إليه فﻜﺸفﺖ وﺟﻬه ﻷراﻩ فﺈذا ﺻورﺗه‬
‫ﺷديدا وﻗلﺖ في ﻧفسي‬
‫كصورة الحمار فحين رأيﺖ ذلﻚ عﻈﻢ عندي وﺣﺰﻧﺖ ﺣﺰﻧًا ً‬
‫مﻬموما فﺄﺧﺬﺗني‬
‫ً‬ ‫كيﻒ أُﻇ ِﻬر للناس هﺬا الحال الﺬي ﺻار إليه والدي؟ وﻗﻌدت عندﻩ‬
‫ِسنَة من النوم فرأيﺖ في منامي كﺄن رﺟ ًﻼ دﺧل علينا وﺟاء إلى والدي وكﺸﻒ عن‬
‫ﺖ فِ ِيﻪ"؟ فقلﺖ‪:‬‬ ‫الﻌ ِﻈيﻢ الﱠ ِﺬي أَﻧ َ‬
‫الحﺰن َ‬ ‫وﺟﻬه فنﻈر إليه ﺛﻢ ﻏﻄاﻩ ﺛﻢ ﻗال لي‪َ " :‬ﻣﺎ َﻫ َﺬا ُ‬
‫ال‬‫وكيﻒ ﻻ أﻏتﻢ وﻗد ﺻار والدي بﻬﺬﻩ المحنة فقال‪" :‬أَﺑْ ِﺸر إِ ﱠن اللﱠﻪ َعﺰ وﺟ ﱠﻞ ﻗَﺪ أَ َز َ‬
‫ﻫﺬﻩ الـ ِﻤحنَة"‪ .‬ﺛﻢ كﺸﻒ الغﻄاء عن وﺟﻬه فﺈذا هو كالقمر الﻄالﻊ فقلﺖ‬ ‫َعﻦ والِ ِﺪ َك ِ‬
‫َ‬
‫للرﺟل‪ :‬باللﱠه من أﻧﺖ فقد كان ﻗدومﻚ مبارًكا؟ فقال‪" :‬أَﻧَﺎ الـ ُﻤصﻄََفى"‪ .‬فلما ﻗال ذلﻚ‬
‫فرﺣا َع ِﻈي ًما وأﺧﺬت بﻄرف رداﺋه فلففته على يدي وﻗلﺖ‪ :‬بحق اللﱠه يا رسول‬ ‫فرﺣﺖ ً‬
‫الرﺑَﺎ َوإِ ﱠن ِﻣﻦ ُﺣ ْﻜ ِﻢ اللﱠ ِﻪ َع ﱠﺰ َو َﺟ ﱠﻞ‬ ‫اللﱠه إَﻻ أﺧبرﺗني بالقصة‪ ،‬فقال‪" :‬إِ ﱠن َوالِ َﺪ َك آﻛِﻞ ِّ‬
‫الح َﻤﺎ ِر إِ ﱠﻣﺎ فِي ال ﱡﺪﻧيَﺎ‬ ‫ﻮرة ِ‬‫ﻮت َﻛص ِ‬ ‫الرﺑﺎ أَ ْن يح ِﻮ َل اللﱠﻪُ ﺻﻮرﺗَﻪ ِعن َﺪ الـﻤ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫أَ ﱠن َﻣﻦ أَ َﻛ َﻞ َِّ ُ َ ّ‬
‫صلِّ َي َعلَ ﱠي فِي ُﻛ ِّﻞ لَْيـلَ ٍة ﻗَـ ْب َﻞ أَ ْن‬ ‫وإِ ﱠﻣﺎ فِي اﻵ ِخرِة‪ ،‬ولَ ِﻜﻦ َﻛﺎ َن ِﻣﻦ َع َ ِ ِ ِ‬
‫ﺎدة َوالﺪ َك أَ ْن يُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الرﺑَﺎ َﺟﺎﺋَنِي‬ ‫ﻛﻞ ِّ‬ ‫عﻤﺎل ِﻣﻦ أَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻷ‬ ‫ا‬ ‫ﻩ‬ ‫ﺖ لَﻪ َﻫ ِ‬
‫ﺬ‬ ‫ْ‬ ‫ﺿ‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻤ‬
‫ﱠ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ة‬‫ر‬
‫ﱠ‬ ‫ﻣ‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ﺋ‬
‫َ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻣ‬
‫َ‬
‫اﺷ ِ‬
‫ﻪ‬ ‫يﻀﻄَ ِﺠﻊ َعلَى فِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬

‫‪40‬‬
‫ص َﻼةِ َعلَى َخ ْي ِر البَ ِريﱠِة‬
‫النﱠـ ْف َحةُ ا ِﻹلَـٰ ِهيﱠةُ فِي ال ﱠ‬

‫ﺎل أُﱠﻣﺘِي فَﺄَخبَـ َرﻧِي ﺑِ َحﺎلَ ِة َوالِ ِﺪ َك فَ َﺴﺄَلْ ُ‬


‫ﺖ اللﱠﻪَ فَ َﺸ ﱠف َﻌنِي‬ ‫ض َعلَ ﱠي أَ َ‬
‫عﻤ َ‬ ‫ﻌر ُ‬
‫ﱠِ‬
‫الـ َﻤلَﻚ الﺬي يَ ُ‬
‫فِ ِيﻪ"‪ .‬ﻗال‪ :‬فاستيقﻈﺖ فﻜﺸفﺖ عن وﺟه والدي فﺈذا هو كالقمر ليلة بدرﻩ فحمدت‬
‫اللﱠه وﺷﻜرﺗه وﺟﻬﺰﺗه ودفنته وﺟلسﺖ عند ﻗبرﻩ ساعة فبينما أﻧا بين الناﺋﻢ واليقﻈان إذا‬
‫بﻬاﺗﻒ يقول لي‪ :‬أﺗﻌرف هﺬﻩ الﻌناية التي ﺣفﺖ والدك ما كان سببﻬا؟ ﻗلﺖ‪ :‬ﻻ‪ ،‬ﻗال‪:‬‬
‫كان سببﻬا الصﻼة على رسول اللﱠه ﷺ‪.‬‬

‫‪41‬‬

You might also like