Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 66

‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬

‫المتحدة األمريكية وإمكانية االفادة منها في مصر‬

‫إعـداد‬
‫د‪ /‬إيمان أحمد حسن همام‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬محمود عطا محمد على مسيل‬
‫مدرس التربية المقارنة واإدارة‬ ‫استاذ التربية المقارنة واإلدارة التعليمية‬
‫التعليمية‬ ‫كلية التربية – جامعة الزقازيق‬
‫كلية التربية – جامعة الزقازيقـ‬
‫أ‪ /‬خالد السيد محمد إسماعيل‬

‫بحث مشتق من الرسالة الخاصة بالباحث‬

‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات المتحدة األمريكية‬


‫وإمكانية االفادة منها في مصر‬
‫إعـداد‬
‫د‪ /‬إيمان أحمد حسن همام‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا محمد على مسيل‬
‫مدرس التربية المقارنة واإدارة‬ ‫استاذ التربية المقارنة واإلدارة التعليمية‬
‫التعليمية‬ ‫كلية التربية – جامعة الزقازيق‬
‫كلية التربية – جامعة الزقازيقـ‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫أ‪ /‬خالد السيد محمد إسماعيل‬


‫اإلطـــــــــــــارـ العـــــام للبحـــــث‬
‫مقدمـــــة البحـــــث ‪:‬‬
‫في ضوء التوجهات العالمية نحو التركيز على اإلقتصاد المعرفى‪ ،‬وتعميق ثقافة العمل‬
‫الحر والتخفيف من قيود الوظيفة ؛ تأتى أهمية مشروعات وأنشطة ريادة األعمال لتأخذ أهمية‬
‫كبيرة في دعم اإلقتصاد وزيادة قدرة التنافسية محلياً ودوليًا (‪ ،)1‬فهى مصدر من مصادر الميزة‬
‫التنافسية‪ ،‬وأحد الركائز األساسية والقوة الدافعة للتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬وأحد المنافذ‬
‫لخلق الكفاءة اإلقتصادية واإلبداع‪ ،‬وأهم المحاضن لتوفير فرص العمل للطالب‪ ،‬كما أنها تمثل‬
‫رافداً أساسياً لنمو الناتج اإلجمالى وتحسين الوضع اإلقتصادى للفرد‪ ،‬والتوظيف الذاتى وتوليد‬
‫؛ من أجـ ــل خلق مجتمع ريادى فى ظ ــل نظم بيئية فعالة‬ ‫(‪)2‬‬
‫روح المب ــادرة والتنافس بين الشــباب‬
‫تشجع على الثقافة الريادية وتدعمها إذ الترتبط الريادة بتأسيس المشروعات الخاصة فحسب‪ ،‬بل‬
‫تعد سبيالً للتفكير والسلوك يمكن تطبيقه فى سياقات مختلفة‪ ،‬وفى هذا اإلطار ينبغى ترسيخ ثقافة‬
‫ريادية أقوى وتطوير عقليات ريادية بحيث يتمتع الطالب بالقدرة على التفكير بإيجابية والتطلع‬
‫للفرص للعمل والتنفيذ‪ ،‬والتمتع بالثقة فى النفس على تحقيق أهدافهم واستخدام مهاراتهم لبناء‬
‫مجتمع أفضل إقتصادياً وإ جتماعياً وينطوى بناء مجتمع ريادى على اشراك الجميع‪ ،‬ويشكل فيه‬
‫التعليم الجامعى ركيزة هامة لتعزيز التوجهات االيجابية نحو ريادة األعمال (‪.)3‬‬
‫وفي ظل التنافس الإقتصادي أصبح تعلم ريادة األعمال ضرورة ملحة لمواكبة احتياجات‬
‫سوق العمل المستمرة والمتغيرة‪ ،‬وقد بدأ تعلم ري ـ ـادة األعمال من خـ ـالل المقررات الدراسية‪،‬‬
‫والبرامج التعليمية في ظ ـ ـل فلسفة وسياسة تعليمية لريادة األعمال في مختلف مراحل التعليم في‬

‫(‬
‫‪ )1‬جعفر عبداهلل موسـ ـى ادريس ‪ " :‬دور ري ـ ـادة األعمال في الحد من مشكلة البطالة بمنطقة الطائف‪-‬‬
‫دراس ـة استطالعية "‪ ،‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا (اماراباك)‪ ،‬المجلد (‪، )7‬‬
‫العدد(‪ ،2016 ، )21‬ص‪.126‬‬
‫(‬
‫‪2) Yarkin . D , Yesil .Y : "The Role of Entrepreneurship Education on‬‬
‫‪Internationalization Intention. A Case Study from Izmir-Turkey ", Journal of‬‬
‫‪Social Sciences Education and Research , Vol.(6) , NO. (1) Jan – Apr,‬‬
‫‪2016,p.128.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬هالة السكرى ‪ ،‬وآخرون ‪ :‬ريادة األعمال منظور اماراتى ‪ ،‬معهد الدراسات اإلجتماعية واإلقتصادية ‪،‬‬
‫جامعة زايد ‪ ،2014 ،‬ص‪83‬‬
‫‪413‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫كثير من دول العالم‪ ،‬وينتشر مجال ريادة األعمال في الوقت الراهن عبر األنظمة التعليمية‬
‫المتنوعة التقليدية منها واإللكترونية في معظم جامعات العالم‪ ،‬وقد ساهمت عوامل كثيرة في‬
‫إثارة االهتمام بريادة األعمال وإ قامة المشروعات‪ ،‬منها ‪ :‬معاناة العديد من الدول خالل السنوات‬
‫األخيرة من الركود االقتصادي‪ ،‬وإ رتفاع معدالت البطالة‪ ،‬والتقلبات التي شهدتها األسواق‬
‫العالمية بدرجة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية (‪.)4‬‬
‫وهذا يتطلب أن يمتد دور التعليم الجامعى ليشمل خلق فرص العمل من خالل تصميم‬
‫مناهج وتخصصات لتخرج طالب قادرين على المبادرة لخلق فرص العمل فى السوق‪ ،‬ونقل‬
‫وتوطين التكنولوجيا والتقنية والمعرفة عن طريق التواصل مع المؤسسات ومراكز البح ـ ــوث‬
‫المحلية والعالمية‪ ،‬واحتضان المش ـ ــاريع اإلبتكارية وتحويلها إلى منتج ـ ــات ؛ لتنمية المجتمع من‬
‫خالل حاضنات األعمال وحاضنات التكنـولوجيا (‪ ،)1‬وفى ضوء شــراكة حقيقية مع أصحاب‬
‫المصـلحة من القطاعات العامة والخاصة والخريجين‪ ،‬والتى تتيح للجامعات اإلستفادة والتفاعل‬
‫مع الشرائح المختلفة فى المجتمع المحلى والتى يأتى على رأسها الخريجون الذين يعتبرون‬
‫رؤوس أموال استثمارية ضخمة حين تحسن الجامعة التواصل معهم بمفهوم التمحور حول‬
‫(‪.)2‬‬
‫العميل‬
‫وإ نطالقاً من هذه الفلسفة وهذا التوجه بادر العديد من دول العالم بوضع سياسات من‬
‫شأنها تعزيز ريادة األعمال وخلق الثقافة الريادية‪ ،‬حيث شهدت الفترة الماضية تزايداً كبيراً‬
‫للتحرك قدماً في هذا اإلتجاه‪ ،‬وقام صانعو السياسات بوضع مجموعة واسعة من التدابير لنشر‬
‫وترسيخ ثقافة ري ـ ـ ــادة األعمال فى التعليم الجامعى‪ ،‬ومن أبرز هذه التدابير‪ :‬وضع خطط‬

‫(‬
‫‪ )2‬صفاء شحاته‪ " :‬تنمية جدارات سوق العمل لدى المتعلمين في مؤسسات التعليم العالى من خالل‬
‫سياسات وبرامج ريادة األعمال‪ :‬رؤية استراتيجية "‪ ،‬دراسات تربوية واجتماعية ‪ ،‬ج‪.‬م‪.‬ع‪ ،‬المجلد (‬
‫‪ ، )19‬العدد(‪ ،)4‬اكتوبر ‪ ،2013‬ص ص ‪. 39-38‬‬
‫(‬
‫‪3) European Commission : Entrepreneurship in higher education,especially‬‬
‫‪within non business studies, final Report of the Expert Group, European‬‬
‫‪Commission, Brussels. ,2008 ,p.9.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬لمياء محمد أحمد‪ ،‬ايمان عبد الفتاح ابراهيم ‪" :‬سياسات وبرامج التعليم الريادى وريادة األعمال فى‬
‫ضوء خبرة كل من‪ :‬سنغافورة والصين وإ مكانية اإلفــادة منها فى مصر"‪ ،‬دراسات عربية فى التربية وعلم‬
‫النفس ‪ ،‬العدد (‪ ،)53‬سبتمبر‪ ،2014 ،‬ص‪.294‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫وسياسات‪ ،‬وبرامج تعليمية ومقررات دراسية لترسيخ ثقافة ريادة األعمال‪ ،‬وتأصيل روح‬
‫المبادرة فى صميم سياسة التعليم ومناهجه وفي تطبيقاته العملية (‪.)3‬‬
‫باإلضافة إلى توفير بنية تحتية وآليات داعمة لتعزيز وتطوير ريادة األعمال‪ ،‬وكذلك‬
‫تشجيع إجراء البحــوث العلمية والتطبيقية التنافسية التى تعـود بالفـائدة على مجتمعاتها‪ ،‬والعن ــاية‬
‫بحاضنات اإلبــداع والتقنية التى تعمل على دعم وتمويل المشروعات الريادية وتقديم الدعم الفنى‬
‫لها‪ ،‬والتعاون مع القطاعات المعنية والمستفيدة من خالل الشراكة معها ومن هذه الدول ‪:‬‬
‫الواليات المتحدة األمريكية واليابان‪.‬‬
‫فالواليات المتحدة األمريكية‪ :‬طورت من سياساتها التعليمية والتدريبية لدعم وتطوير‬
‫ريادة األعمال‪ ،‬كما أصدرت في ‪ 2004‬معايير المحتوى الوطني لتعليم ريادة األعمال" (‬
‫‪ )National Con-tent‬معايير لتعليم ريادة األعمال‪ ،‬يشار إليها باسم " معيار ‪ CEE‬الوطني‬
‫" (‪ ،)4‬كما تقيم إسبوعاً سنوياً يعرف بإسبوع الريادة‪ ،‬الهدف منه تحفيز الطالب على ممارسة‬
‫العمل الريادى من خالل األنشطة والفعاليات مثل ‪ :‬تمارين المحاكاة‪ ،‬ومسابقات خطة العمل‪،‬‬
‫وورش عمل مختلفة آلنشطة ريادة األعمال‪ ،‬كما تقدم برامج تعليمية وتدريبية لألجيال الجديدة‬
‫من الرياديين‪ ،‬وعلى مستوى التعليم الجامعى تقوم الجامعات والكليات بتقدم برامج تعليمية حديثة‬
‫متطورة ومتنوعة ومتكاملة فى تخصص ريادة األعمال فى صميم مناهجها الدراسية وبرامجها‬
‫التدريبية (‪.)1‬‬
‫وفى مصر‪ :‬بدأت سياسة إصالح واعادة البناء اإلقتصادى في عام ‪ 1974‬عقب حرب‬
‫اكتوبر ‪1973‬م‪ ،‬وذلك بإنهاء عهد سيطرة القطاع العام‪ ،‬وقد ركز اإلصالح على مجاالت رئيسة‬
‫كان منها إحياء نشاط ريادة األعمال‪ ،‬وتشجيع إقامة وتطوير المؤسسات الصغيرة وعلى مر‬

‫(‬
‫'‪2) Vegard . J , Tuva . Sc , Tommy . C: Entrepreneurship Education and Pupils‬‬
‫‪Attiudes towards‬‬ ‫‪Entrepreneurs in Entrepreneurship Born , Made and‬‬
‫‪Educated , Edited, by Thierry Burger Helmchen , Published by InTech , Janeza‬‬
‫‪Trdine, Croatia , Printed in Croati , 2012, PP.113- 114 .‬‬
‫‪Xiaoyan Guan . Xi , Weina Qi : The cultural roots of American )3‬‬ ‫(‬

‫‪Entrepreneurship Education International Academic Workshop on Social‬‬


‫‪.Science (IAW-SC 2013), p.573‬‬
‫(‬
‫‪1) Sang . M. Lee : "Impact of Entrepreneurship Education: A Comparative‬‬
‫‪Study of the U.S. and Korea “, International Entrepreneurship and Management‬‬
‫‪Journal, No. (1) + Business Media, Inc. Manufactured in The United States ,‬‬
‫‪2005 , p 30.‬‬
‫‪415‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫السنيين تطور مفهوم الريادة والمبادرة‪ ،‬واألنشطة المتعلقة بها (‪ ،)2‬ولتحفيز ريادة األعمال‬
‫لإلسهام المباشر في الإزدهار الإقتصادي ‪ :‬قد صدر القرار الوزارى رقم‪ 283‬لسنة ‪2014‬م‬
‫والخاص باستحداث وحدات لتيسير اإلنتقال إلى سوق العمل‪ ،‬وحددت المادة الثالثة منه‬
‫إختصاصات ومهام هذه الوحدات والتى من بينها ‪ :‬دراسة وتعزيز تقديم الخدمات المتنوعة التى‬
‫تيسر إنتقال الطالب الخريجين إلى سوق العمل‪ ،‬ودراسة أثر المبادرات والتجارب‬
‫والمشروعات المختلفة التى تعزز إنتقال الطالب إلى سوق العمل (‪.)3‬‬
‫ونظراً ألهمية ريادة األعمال كونها مصدراً من مصادر الميزة التنافسية وركيزة أساسية‬
‫لخلق فرص العمل والتوظبف الذاتى‪ ،‬ومن ثم دفع عجلة التنمية اإلقتصادية ألى دولة ؛ جاءت‬
‫هذه الدراسة بهدف تطوير ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر في ضوء الواقع المصرى‬
‫وظروفه من خالل اإلستفادة من خبرة كل من الواليات المتحدة األمريكية واليابان اللتان صاغتا‬
‫الخطط والسياسات والتشريعات لدعم تعليم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى‪ ،‬ووفرتا آليات‬
‫لتطويره وتدعيمه‪.‬‬

‫مشكلـــــة البحــــــث‪:‬‬
‫على الرغم من المحاوالت والمبادرات التى بذلتها مصر ومازالت تبذلها لتأصيل ريادة‬
‫األعمال بالتعليم الجامعى وغرس روح اإلبداع واإلبتكار لدى طالبه وتزويدهم بمهارات ريادة‬
‫األعمال‪ ،‬إال أن هناك الكثير من نواحى القصور التى تضعف جهود األخذ بريـ ــادة األعمال‬
‫بالتعليم الج ـ ــامعى بينتها التقارير والدراسات حيث‪:‬‬
‫أشار التقرير العالمى لرصد العمل الريادى حصول مصر على المرتبة األخيرة ثالث‬
‫مرات سواء في تعليم ريادة األعمال أو التدريب عليها‪ :‬المرة األولى عام ‪ 2008‬من بين ‪31‬‬
‫دولة‪ ،‬المرة الثانية عام ‪ 2010‬من بين ‪ 53‬دولة‪ ،‬والمرة الثالثة عام ‪ 2012‬من بين ‪ 69‬دولة‪،‬‬
‫(‬
‫‪2) Hattab .H : Egypt Entrepreneurship Report 2012 ,Global Entrepreneurship‬‬
‫‪Monitor , International Development Research Centre, Ottawa, Canada and‬‬
‫‪Silatech., Dec, 2013 ,p.57‬‬
‫(‬
‫‪ )3‬جمهورية مصر العربية ‪ :‬وزارة التربية والتعليم ‪ ،‬مكتب الوزير ‪ :‬قرار وزارى رقم ‪ 283‬بتاريح‬
‫‪ ،26/6/2014‬بشأن استحداث وحدت لتيسير اإلنتقال إلى سوق العمل ‪ ،‬المادة الثالثة ‪ ،‬وزارة التربية‬
‫والتعليم‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫ويرجع ذلك إلى تدنى النظام التعليمى بمختلف مراحله ومستوياته وخاصة التعليم الجامعى‪ ،‬حيث‬
‫يعد ‪ -‬النظام التعليمى ‪ -‬أكثر العوامل تقييداً لتطوير ريادة األعمال في مصر(‪ ،)1‬كما أوضح‬
‫تقرير التنمية البشرية مصر ‪ 2012‬إلى أن مايزيد عن ‪ %30‬من الخريجين لم يقوموا بأى‬
‫مشروعات ريادية (‪.)2‬‬
‫وقد بين تقرير التنافسية العالمى انخفاض ترتيب مصر فى مؤشر تطور األعمال‬
‫واالبتكار من ‪ 96‬إلى ‪ 113‬فى األعوام ‪ 2014/2015 ،2013/2014‬على التوالى‪ ،‬كما‬
‫تراجع ترتيب مصر فى مؤشر خدمات البحث والتدريب فى مجال ريادة األعمال من المستوى‬
‫‪ 103‬إلى ‪ 124‬فى العامين ‪2014/2015 ،2013/2014‬م (‪ ،)3‬وقد اشارت اإلستراتيجية‬
‫القومية للعلوم والتكنولوجيا واإلبتكار ‪ 2030‬إلى تدنى ترتيب مصر في مؤشر االبتكار حيث‬
‫وصل ‪ 99‬من ‪ 143‬دولة (‪.)4‬‬
‫كما بين تقرير المجلس الوطنى المصرى للتنافسية أن نظام التعليم المصرى قد فشل في‬
‫اعداد الطالب ليكونوا خريجين ذات قدرة تنافسية في اإلقتصاد القائم على المعرفة حيث تراجع‬
‫ترتيب مصر العام تراجعاً مطلقاً فى الفترة مابين ‪ 2016/2017 ،2004/2005‬فيعد أن كانت‬
‫ضمن الثلث الثانى من الدول عام ‪ 2004/2005‬تسبق دوالً مثل تركيا واندونسيا أنخفضت‬
‫مكانتها إلى الثلث األخير لتسبقها هذه الدول (‪.)5‬‬
‫كما بينت إحدى الدراسات أن ريادة األعمال منخقضة إلى حد بعيد سواء على مستوى‬
‫األنشطة الريادية أو حتى نسبة األشخاص الرياديين من إجمالى الراشدين فى مصر ( من هم فى‬

‫(‬
‫‪1) Hattab . H: Egypt Entrepreneurship Report 2012 , Global Entrepreneurship‬‬
‫‪Monitor , Op .Cit ,p.53‬‬
‫(‬
‫‪2) Egypt Network for Integrated Development: Entrepreneurship in Egypt‬‬
‫‪Opportu nities, challenges and recommendations, Policy Brief 003, Retrieved on‬‬
‫‪9 of Jan, 2014, p.4 from:http://enid.org.eg/U.‬‬
‫‪ploads/PDF/PB3_entrepreneurship_egypt.pdf‬‬
‫(‬
‫‪3) Schwab . K : The Global Competitiveness Report 2014/2015 , World‬‬
‫‪Economic forum ,2014 , pp.19-20.‬‬
‫(‬
‫‪ )4‬جمهورية مصر العربية ‪ :‬وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ‪ :‬االستراتيجية القومية للعلوم‬
‫والتكنولوجيا واالبتكار ‪ ، STI- EGY2030‬مقترح الخطة التنفيذية الستراتيجية التعليم العالى والبحث‬
‫العلمى للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار‪ ، 2030 -2015 ،‬ص ص‪.29-28‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬جمهورية مصر العربية ‪ ،‬المجلس الوطنى المصرى للتنافسية‪ :‬وضع مصر التنافسى فى‬
‫‪ – 2016/2017‬ثبات نسبى ومزيد من التحديات‪ ،2017،‬ص ‪.6‬‬
‫‪www.encc.org.eg/wp-content/.../02/GCRS-2016_17 analysis_of_compativitines.pdf‬‬
‫‪417‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫سن ‪ )64 – 18‬عاماً التى تضم شريحة طالب التعليم الجامعى المعرضين للبطالة بعد التخرج‬
‫نتيجة للظروف اإلقتصادية واإلجتماعية التى تمر بها مصر(‪.)1‬‬
‫في ضوء ماسبق تتبلور مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالى‪:‬‬
‫‪ ‬كيف يمكن اإلستفادة من خبرتى كل الواليات المتحدة األمريكية واليابان في تطوير ريادة‬
‫األعمال في التعليم الجامعى بمصر؟‬
‫وينبثق عن هذا السؤال الرئيس مجموعة من األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫مااإلطار النظرى لريادة األعمال بوصفها تمثل بعداً فرضته المتغيرات المعاصرة‬ ‫‪-1‬‬
‫على التعليم الجامعى؟‬
‫ما أهم مالمح منظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى بالواليات المتحدة‬ ‫‪-2‬‬
‫األمريكية؟‬
‫ما أهم مالمح منظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى باليابان؟‬ ‫‪-3‬‬
‫ما أهم أوجه الشبه واإلختالف في منظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى ِ‬
‫بكل‬ ‫‪-4‬‬
‫من الواليات المتحدة األمريكية واليابان في ضوء القوى والعوامل الثقافية لكل منهما ؟‬
‫ما الوضعية الراهنة لمنظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى بمصر ؟‬ ‫‪-5‬‬
‫ما التصور المقترح لتطوير منظومة ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر فى‬ ‫‪-6‬‬
‫ضوء خبرة دولتى المقارنة بما يتناسب وفلسفة المجتمع المصرى ؟‬

‫أهـــــدافـ البحـــــث‪:‬‬
‫يتمثل الهدف الرئيس من الدراسـة الحاليـة فى ‪ :‬كيفية اإلستفادة من خبرة ِ‬
‫كل من‬
‫الواليات المتحدة األمريكية واليابان لتطوير ريادة األعمال بالتعليم الجامعى فى ضوء ظروف‬
‫وإ مكانيات المجتمع المصرى‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا الهدف الرئيس يجب تحقيق األهداف الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على اإلطار الفكرى المعاصر لريادة األعمال‪.‬‬

‫(‬
‫‪ )2‬عصام سيد أحمد السعيد ‪ " :‬التعليم الريادى‪:‬مدخل لدعم توجيه طالب الجامعة نحو الريادة والعمل‬
‫الحر‪ ،‬التعليم الريادى مدخل لدعم توجه طالب الجامعة نحو الريادة والعمل الحر"‪ ،‬مجلة كلية التربية‬
‫ببورسعيد‪ ،‬العدد(‪ ،)18‬يونيو‪ ،2015 ،‬ص‪.137‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬الوقوف على أهم مالمح خبرة الواليات المتحدة األمريكية فى ريادة األعمال بالتعليم‬
‫الجامعى‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على أهم مالمح خبرة اليابان فى ريادة األعمال بالتعليم الجامعى‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على أوجه الشبه واإلختالف بين ريادة األعمال في التعليم الجامعى بدولتى‬
‫المقارنة‬
‫‪ ‬تشخيص وتحليل الوضع الراهن لمنظومة ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر‪.‬‬
‫‪ ‬وضع تصور مقترح لتطوير منظومة ريادة األعمال بالتعليم الجامعى المصرى فى‬
‫ضوء خبرة دولتى المقارنة بما يتناسب وفلسفة المجتمع المصرى‪.‬‬

‫أهميــــة البحـــــث‪:‬ـ‬
‫‪ ‬تبرز هذه الدراسة أهمية ريادة األعمال وضرورتها التى أصبحت مطلباً فى عصرنا‬
‫الحالى فى مختلف دول العالم لتعزيز النمو اإلقتصادى‪.‬‬
‫‪ ‬تعد هذه الدراسة ذات بعد مستقبلى فى وضع الخطط الفعالة لتطوير ريادة األعمال‬
‫بمؤسسات التعليم الجامعى بمصر‪.‬‬
‫‪ ‬قد تلفت هذه الدراسة أنظار الطالب للتوجه نحو العمل الحر من خالل ربطهم بسوق‬
‫العمل واكسابهم روح المبادرة والقدرة على إنشاء المشروعات الصغيرة القائمة على‬
‫اإلبتكار واإلبداع ‪.‬‬
‫‪ ‬قد تسهم الدراسة فى مساعدة القيادات الجامعية والقائمين على التعليم الجامعى فى‬
‫صياغة بعض السياسات والخطط والمبادرات لتدعيم مهارات ريادة األعمال لدى‬
‫منتسبى التعليم الجامعى بما يؤلهم للقيام بأعمال ومشروعات ريادية ‪.‬‬

‫حـــــدود البحــــــث‪:‬‬
‫تقتصر الدراسة الحالية على‪ :‬بعض آليات دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى فى كل‬
‫من الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مصر ممثلة فى الثقافة الريادية‪ ،‬القيادة الريادية‪ ،‬حاضنات‬
‫األعمال‪ ،‬البحث العلمى‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫يرى الباحث أن ريادة األعمال هى أحد أهداف تعليم ريادة األعمال‪ ،‬ولذا سوف يتم‬
‫استعراض هذين المصطلحين‬
‫‪ -1‬ريادة األعمال ‪Entrepreneurship :‬‬
‫ريادة األعمال هى‪ :‬عملية من خاللها يقوم شخص بنشاط او ممارسة بغرض إنشاء مؤسسة‬
‫جديدة لتحقيق أهداف إقتصادية‪ ،‬وهذا الشخص يعرف بالريادى الذى يبتكر شىء ذا قيمة ( ‪.)1‬‬

‫وتعرف ريادة األعمال بأنها‪ :‬ابتكار نظم وممارسات لم تكن موجودة داخل المؤسسة من‬
‫قبل بعض العاملين تحت إشراف المدير من أجل تحسين األداء اإلقتصادى لها عن طريق‬
‫اإلستغالل الكفء لموارد المؤسسة (‪.)1‬‬

‫كما تعرف ريادة األعمال بأنها‪ :‬المبادرة فى تصميم وتنظيم المشاريع الجديدة أو القيام‬
‫بأنشطة فريدة ؛ لتلبية إحتياجات األعمـ ـ ـال من خالل إكتشاف الفرص‪ ،‬وإستغاللها بعقلية إستباقية‬
‫وتبني المخاطرة المحسوبة لتحقيق األرباح من خالل التأكيد على اإلبداع‪ ،‬والإنتاجبة‪ ،‬والعمل‪،‬‬
‫والنمو االقتصادي (‪.)2‬‬
‫وأيضاً عرفت ريادة األعمال بأنها ‪ :‬المبادرة بتنظيم المشروعات من خالل إستغالل‬
‫الفرص داخل المنظمة لخلق قيمة جديدة أو منتج جديد (‪.)3‬‬

‫(‬
‫‪1) Eroglu .O, Plcak . M : “ Entrepreneurship, National Culture and Turkey”,‬‬
‫‪International Journal of Business and Social Science ,Vol. . )2 (, No.)16( , Sept‬‬
‫‪2011, p.146.‬‬
‫(‬
‫‪2) Mater .V, Zenovta .C : “ Entrepreneurship versus Intrapreneurship “, Review‬‬
‫‪of International Comparative Management ,Vol .(12) , No.( 5) , Dec, 2011 ,‬‬
‫‪p.972.‬‬
‫(‬
‫‪3) National Centre for Entrepreneurship in Education :The Entrepreneurship‬‬
‫‪University: From Concept To Action , Editors: Paul Coyl, Allan Gibb , Gay‬‬
‫‪Haskins , UK , Dec 2013, p.1‬‬
‫(‬
‫‪1) Huub L .M. Mudde : Entrepreneurship Education in Ethiopian universities :‬‬
‫‪Institutional assessment , Synthesis Report The Maastricht School of‬‬
‫‪Management , Education Strattegy Center , July 2015 ,p.20.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫وتعرفها الدراسة الحالية بأنها ‪ :‬قدرة منتسبى التعليم الجامعى على تحويل األفكار إلى‬
‫أفعال وممارسات من خالل المبادرة بإنشاء وتخطيط وادارة المشروعات القائمة على اإلبداع‬
‫واإلبتكار وحساب المخاطر وتنظيم الموارد الالزمة لها لإلسهام فى التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪.‬‬

‫‪Entrepreneurship Education‬‬ ‫‪ -2‬تعليم ريادة األعمال ‪:‬‬


‫تعليم ريادة األعمال هو‪ :‬عملية ديناميكية أو إسلوب يتوفر من خالله معلومات وبرامج‬
‫تدريبة لتربية األفراد ذات االفكار الريادية بغرض تحقيق ثروة مضافة من قبل أشخاص لديهم‬
‫القدرة على تحمل المخاطر واإللتزام الوظيفى (‪.)4‬‬

‫كما عرف بأنه ‪ :‬محاولة هادفة لتعزيز إكتساب مهارات معينة مثل ‪ :‬تحديد واغتنام‬
‫الفرص واتخاذ القرارات المستنيرة لخلق أفكار مبتكرة وجديدة (‪ ،)5‬وتطوير روح االبتكار‬
‫والمبادرة لدى الفرد من خالل المشاركة في بناء المعرفة عن طريق اكتساب المعلومات‬
‫وتوليدها وتحليلها ومعالجتها وهيكلتها التخاذ موقف إبداعى محسوب المخاطر ؛ ليصبح الفرد‬
‫بارعاً في بيئته‪ ،‬يقدم مقترحات عمل قيمة لنفسه ولمجتمعه ويسعى لإلستفادة من الفرص الجيدة "‬
‫(‪.)1‬‬
‫وعرفته منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم " ‪" UNESCO‬بأنه ‪ :‬إعداد‬
‫األفراد الرواد وتأهيلهم‪ ،‬وهو نوع من النشاط يرتبط بالسلوك اإلستكشافى الذى يمكن الطالب‬
‫من اإلبتكار التعليمى (‪.)2‬‬
‫(‬
‫‪2) Nian . T, Bakar .R , Islam . A : "Students’ Perception on Entrepreneurship‬‬
‫‪Education : The Case of Universiti Malaysia Perlis" , International Education‬‬
‫‪Studies , Canadian Center of Science and Education , Vol.(7), No. (10), Sep‬‬
‫‪2014, p.42 .‬‬
‫(‬
‫‪(3) Rudhumbu . N, et al : “ Attitudes of Students towards Entrepreneurship‬‬
‫‪Education at Two Selected Higher Education Institutions in Botswana: A‬‬
‫‪Critical Analysis and Reflection” , Academic Journal of Interdisciplinary‬‬
‫‪Studies, MCSER Publishing, Rome-Italy,Vol. (5) ,No.(2) , July 2016, p85‬‬
‫(‬
‫‪ )4‬عصام سيد أحمد السعيد ‪ " :‬التعليم الريادى مدخل لدعم توجه طالب الجامعة نحو الريادة والعمل‬
‫الحر"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬كلية الدراسات الخارجية‪ ،‬جامعة يانفتسى جينغتشوا‪ ،‬الصين ‪ ":‬دراسة حول نظام تعليم ريادة األعمال‬
‫فى الصين فى الجامعات المحلية من منظور التعاون بين الجامعات والمؤسسات فى الصين"‪ ،‬يناير‬
‫‪421‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫وهو نهج تربوى يساهم فى تطوير اإلتجاهات اإليجابية وتطوير االبتكارات ومهارات‬
‫اإلعتماد على الذات بدالً من اإلعتماد على الحكومة من أجل الحصول على وظيفة‪ ،‬كما أنه‬
‫يؤدى إلى توفير خريجين يتمتعون بالثقة فى أنفسهم ويمتلكون قدرات التفكير المستقل؛ األمر‬
‫الذى يساعدهم فى اكتشاف معلومات جديدة تؤدى إلى التنمية اإلقتصادية " (‪.)3‬‬
‫وتعرفه الدراسه الحالية بأنه‪ :‬عملية تربوية منهجية منظمة يتم عن طريقها تطوير‬
‫الصفات والقيم الريادية لدى طالب التعليم الجامعى‪ ،‬وخلق عقلية ريادية مبتكرة قادرة على حل‬
‫المشكالت وتحقيق نجاحات من خالل اكتساب مهارات العمل الحر‪ ،‬وتعزيز ثقافة اإلبداع‬
‫واإلبتكار والتطوير واالستكشاف‪ ،‬واالستفادة من الفرص‪ ،‬وتنمية رغبة المبادرة لديهم وخلق‬
‫فرص عمل تسهم في تنمية ورقى مجتمعاتهم‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫قسم الباحث الدراسات السابقة التى حصل عليها إلى قسمين‪ :‬القسم األول‪ :‬يشمل‬
‫الدراسات العربية‪ ،‬القسم الثانى‪ :‬يشمل الدراسات األجنبية‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬الدراسات العربية ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات في الجامعات‬
‫المصرية (‪.)4‬‬
‫هدفت الدراسة إلى التعرف على الفروق النوعية بين طالب وطالبات الجامعات‬
‫المصرية من حيث توجهاتهم ودوافعهم الريادية‪ .‬واعتمدت الدراسة على المقابالت الشخصية‬
‫في جمع المعلومات من مفردات عينة الدراسة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج من أهمها‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬وجود فروق جوهرية بين الطالب بالنسبة لكل من الدوافع الريادية‪ ،‬واحتماالت إقامتهم‬
‫لمشروعات جديدة بعد التخرج مباشرة‪ ،‬والتخصصات التي يفضلونها لمشروعاتهم‪،‬‬
‫وإ دراكهم لطبيعة رواد األعمال‪.‬‬

‫‪ ،2016‬مجلة الراصد الدولى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬العدد (‪ ،)68‬يناير ‪ ،2016‬ص ص ‪.20 -19‬‬
‫(‬
‫‪3) Olorundare,A ,Kayode.A:”Entrepreneurship Education in Nigerian‬‬
‫‪Universities :a tool for National Transformation” , Asia Pacific Journal of‬‬
‫‪Educators and Education, Vol.(29) , 2014 , P.160.‬‬
‫(‬
‫‪ )4‬عمرو عالء الدين زيدان‪ " :‬دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات‬
‫في الجامعات المصرية "‪ ،‬المجلة العربية للعلوم االدارية‪ ،‬مجلس النشر العلمى‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬المجلد (‬
‫‪ ،)17‬العدد(‪ ،)3‬سبتمبر‪.2010 ،‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬وجود اختالف فى الفروق المعنوية بين طالب وطالبات الجامعات المصرية‪ ،‬من حيث‪:‬‬
‫توجهاتهم الريادية‪ ،‬وإ دراكهم لتأثير عوامل معينة على إعداد رواد األعمال وتكوينهم‪،‬‬
‫وإ دراكهم‪.‬‬
‫‪ ‬مساحة االختالف المتوقعة بين رواد األعمال ورائدات األعمال في المجتمع المصري‬
‫تعد أكبر من مساحة التشابه بينهما‪ ،‬وذلك على عكس ما أقرته بعض الدراسات الغربية‬
‫التي أجريت على رواد األعمال ورائدات األعمال في الدول الصناعية المتقدمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تأثير السمات الريادية لطالب الجامعات المصرية على احتماالت اقامتهم مشروعات جديدة‬
‫بعد التخرج دراســـة ميدانيــــة (‪.)1‬‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد السمات الريادية التى يتمتع بها طالب الجامعات المصرية ‪.‬‬
‫‪‬تحديد العالقة بين تمتع الطالب بالجامعات المصرية بسمات ريادية معينة‪ ،‬وميلهم إلى‬
‫إقامة مشروعات جديدة بعد التخرج ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد العالقة بين العوامل الموقفية المؤثرة فى شخصية طالب الجامعات المصرية‬
‫واحتمال اقامتهم مشروعات جديدة بعد تخرجهم ‪.‬‬
‫واعتمدت الدراسة فى جمع البيانات على المقابالت الشخصية مع افراد العينة التى بلغت‬
‫‪ 2331‬طالب وطالبة من ست جامعات مختلفة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج منها‪:‬‬
‫‪ ‬هناك سبع سمات هى األكثر فاعلية هى ‪ :‬االستعداد الريادى العام‪ ،‬التحكم الذاتى فى‬
‫األمور‪ ،‬الدافع إلى اإلنجاز‪ ،‬االستقاللية‪ ،‬الحرص على تكوين الثروة‪ ،‬الثقة بالنفس‪،‬‬
‫الميل إلى تحمل المخاطر‪ ،‬فى حين لم تظهر سمات أخرى مثل ‪ :‬المبادرة وتحمل‬
‫المسئولية واإلبتكار‪ ،‬الرغبة فى التغيير‪ ،‬والقدرة على المنافسة ‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة معنوية بين السمات الريادية التى يتمتع بها الطالب واحتمال اقامتهم‬
‫مشروعات ريادية جديدة بعد تخرجهم وإ ن كانت هذه العالقة ضعيفة نوعاً ما‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة بين المتغيرات الموقفية باحتمال اقامة الطالب مشروعات ريادية منها ‪:‬‬
‫النوع‪ ،‬العمر‪ ،‬الكلية‪ ،‬الخلفية الريادية لكل من الطالب واألسرة ‪.‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬عمرو عالء الدين زيدان‪ “" :‬تأثير السمات الريادية لطالب الجامعات المصرية على احتماالت اقامتهم‬
‫مشروعات جديدة بعد التخرج ‪ -‬دراسة ميدانية "‪ ،‬المجلة العربية لالدارة ‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‬
‫االدارية‪ ،‬المجلد (‪ ،)31‬العدد(‪ ،)1‬يونيو ‪.2011‬‬
‫‪423‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ " -3‬قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال وأثرهــا فى األعمال‬
‫الريادية دراسة مقارنة " (‪.)1‬‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ ‬قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال وأثرها فى األعمال‬
‫الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة مستوى الطموح فى األعمال الريادية لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة‬
‫األعمال فى جامعتى عمان ودمشق ‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج المقارن للمقارنة بين جامعتى عمان ودمشق‪ ،‬وتوصلت‬
‫الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة طردية بين خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال‬
‫فى جامعتى عمان ودمشق وبين األعمال الريادية ‪.‬‬
‫‪ ‬وجود تباين دال إحصائياً بين طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال فى جامعتى‬
‫عمان ودمشق فى األعمال الريادية‪ ،‬وعدم وجود تباين فى الطموح فى األعمال الريادية‬
‫‪ -4‬تنمية جدارات سوق العمل لدى المتعلمين في مؤسسات التعليم العالى من خالل سياسات‬
‫وبرامج ريادة األعمال ‪ :‬رؤية استراتيجية (‪.)2‬‬

‫هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف من أهمها ‪:‬‬


‫‪‬تحديد احتياجات الطالب والخريجين فى مؤسسات التعليم العالى المصرى فيما يتعلق‬
‫بجدارات العمل‪.‬‬
‫‪‬وضع رؤية استراتيجية مقترحة لتطوير أداء مؤسسات التعليم العالى المصرى فيما يتعلق‬
‫باكساب المتعلمين جدارات العمل‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة بناء منهجياً متكامالً مكوناً من المنهج الفلسفى‪ ،‬والمنهج الوصفى‪،‬‬
‫والتخطيط االستراتيجى لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج منها‪:‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬محمد جودت ناصر‪ ،‬غسان العمرى ‪ " :‬قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة‬
‫األعمال وأثرها فى األعمال الريادية " دراسة مقارنة "‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية‪،‬‬
‫المجلد (‪ ،)27‬العدد (‪.2011،)4‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬صفاء شحاته‪ " :‬تنمية جدارات سوق العمل لدى المتعلمين في مؤسسات التعليم العالى من خالل‬
‫سياسات وبرامج ريادة األعمال ‪ :‬رؤية استراتيجية "‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬ضعف القيمة المضافة من البرامج التعليمية في تنمية المهارات العامة لدى المتعلمين‪.‬‬
‫‪ ‬سوق العمل في حاجة إلى جدارات أخرى غير التى تضمنت عليها بعض الكليات في‬
‫برامجها‪.‬‬
‫‪ ‬اليحصل المتعلمون على وثيقة ما ترشدهم إلى ماهو متوقع أن يتحقق لديهم من مهارات‬
‫عامة‪.‬‬
‫‪ -5‬سياسات وبرامج التعليم الريــادى وريــادة األعمال فى ضوء خبرة كل من سنغافورة‬
‫والصين وإمكانية اإلفادة منها فى مصر(‪.)1‬‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة من األهداف من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على أسس التعليم الريادى وريادة األعمال النظرية ‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على خبرات كل من سنغافورة والصين فى سياسات وبرامج التعليم الريادى‬
‫وريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على واقع سياسات وبرامج التعليم الريادى وريادة األعمال فى مصر ‪.‬‬
‫‪ ‬اقتراح بعض اإلجراءات فى مجال التعليم الريادى وريادة األعمال من خالل اإلستفادة‬
‫من خبرة سنغافورة والصين ‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج المقارن معتمدة على مدخل جورج بيريداى ذو الخطوات‬
‫األربعة المتمثلة فى الوصف والتفسير والمقابلة والمقارنة‪ ،‬وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج من‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة انشاء وزارة ريادة األعمال واإلبتكار ‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم القوانين والتشريعات على نحو يدعم ويلبى احتياجات األنشطة الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬تعميم ودمج مقررات ريادة األعمال فى المناهج الدراسية على مستوى الجامعات‬
‫المصرية ‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع االبداع المعرفى فى التخصصات التى تتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه الشباب وطالب الجامعات إلى األفكار والمشاريع اإلبتكارية التى تلبى احتياجات‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬لمياء مح ـمد أحم ـد‪ ،‬إيم ـان عبد الفتاح محمد‪ " :‬سياسات وبرامج التعليم الريــادى وريـادة األعمال فى‬
‫ضوء خبرة ك ـل من سنغافورة والصين وإ مكانية اإلفادة منها فى مصر‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪425‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ -6‬قياس مستوى ريادة األعمال لدى طالب جامعة الطائف ودور الجامعة فى تنميتها (‪.)2‬‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة من األهداف من أهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬الكشف عن درجة توافر خصائص ريادة األعمال لدى طالب جامعة الطائف من وجهة‬
‫نظرهم‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على دور الجامعة ( الواقع والمأمول فى تنمية ريادة األعمال لدى طالبها من‬
‫وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس والقيادات‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم التوصيات والمقترحات الالزمة لتطوير دور جامعة الطائف فى تنمية ريادة‬
‫األعمال‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى‪ ،‬وتم تطبيق االستبانات على عينة الطالب التى‬
‫شملت (‪ )657‬طالب‪ )111( ،‬عضو هيئة تدريس‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تسعى الجامعة إلى تنمية السمات الريادية لدى الطالب‪ ،‬كما توفر الجامعة‬
‫المناخ التنظيمى الداعم لريادة األعمال فى دعم مشروعات الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬كما يجب أن تقوم الجامعة بتدريب الطالب على استخدام اإلسلوب العلمى فى حل‬
‫المشكالت التى تواجههم‪ ،‬وأن تعمل على إضافة ريادة األعمال إلى قائمة معايير تقيم‬
‫أداء الطالب‪.‬‬
‫‪ -7‬تصور مقترح لتفعيل التعليم لريادة األعمال بالجامعات المصرىة في ضوء بعض الخبرات‬
‫األجنبية والعربية (‪.)1‬‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف من أهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬تفعيل التعليم لرياددة األعمال بالجامعات المصرية في ضوء االستفادة من خبرات بعض‬
‫الدول األجنبية والعربية‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على مفهوم ريادة األعمال من خالل الفكر اإلدارى المعاصر‪.‬‬

‫(‬
‫( ‪ )1‬عوض الله سليمان عوض اهلل‪ ،‬أشرف محمود أحمد ‪ ":‬قياس مستوى ريادة األعمال لدى طالب جامعة‬
‫الطائف ودور الجامعة فى تنميتها"‪ ،‬مجلة البحث العلمى فى التربية ‪ ،‬ج‪.‬م‪.‬ع ‪،‬العدد ( ‪ ، )15‬الجزء ( ‪،)1‬‬
‫‪.2014‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬حنان زاهر عبد الخالق ‪ ":‬تصور مقترح لتفعيل التعليم لريادة األعمال بالجامعات المصريىة في ضوء‬
‫بعض الخبرات األجنبية والعربية "‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬المجلد (‪ ،)32‬العدد (‪ ،)2‬الجزء‬
‫الثانى‪ ،‬ابريل‪2016 ،‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬الوقوف على واقع الخبرة المصرية وبعض الخبرات األجنبية والعربية في مجال تعليم‬
‫ريادة االعمال‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج المقارن‪ ،‬وتوصلت الدراسة لمجموعة توصيات منها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة اإلهتمام بتطوير البرامج والمقررات المقدمة بالجامعات المصرية وصبغها‬
‫بالصبغة الريادية واإلبتكارية الكساب الطالب العقلية الريادية ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرور االهتمام بتطوير وتحديث أساليب وطرق تدريس مقررات وموضوعات بريادة‬
‫األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إنشاء مركز لريادة االعمال بكل جامعة ذو رؤية واهداف واضحة ويقدم‬
‫أنشطة مختلفة من ورش عمل‪ ،‬وإ عداد بحوث علمية ذو صلة بريادة األعمال‪.‬‬

‫‪ -8‬واقع ثقافة ريادة األعمال بجامعة حائل وآليات تفعيلها من وجهة نظر الهيئة التدريسية (‪.)2‬‬
‫هدفت الدراسة لتحقييق مجموعة أهداف منها ‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على مفهوم وفلسفة ومهارات ريادة األعمال‪ ،‬وابراز دورها فى خفض‬
‫معدالت البطالة‬
‫‪ ‬رصد واقع جامعة حائل فى مجال نشر الثقافة الريادية بالجامعة‪.‬‬
‫‪ ‬وضع توصيات لتطوير عمل لتطوير دور جامعة حائل فى تنمية ثقافة ريادة األعمال‬
‫لدى منسوبيها‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة وضع سياسات وأهداف محددة وخطط تنفيذية لريادة األعمال ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة توفير بنية معرفية فى مجال ريادة األعمال لتقديمها للطلبة ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة بذل مزيد من الجهد لتفعيل أنشطة ريادة األعمال بالجامعة والوعى ببرامجها‬
‫وخططها‪.‬‬

‫(‬
‫‪ )2‬راشد بن محمد الجمالى‪ ،‬هشام يوسف مصطفى‪" :‬واقع ثقافة ريادة األعمال بجامعة حائل وآليات‬
‫تفعيلها من وجهة نظر الهيئة التدريسية "‪ ،‬دراسات عربية فى التربية وعلم النفس‪ ،‬العدد (‪ ،)76‬أغسطس‬
‫‪.2016‬‬
‫‪427‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ -9‬واقع تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب جامعة اإلمام محمد بن سعود االسالمية (‪.)1‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على واقع تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب الجامعة وجهة نظر أعضاء هيئة‬
‫التدريس‪.‬‬
‫‪ ‬الكشف عن المعوقات التى تواجه تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب جامعة اإلمام محمد‬
‫بن سعود‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم مقترحات تسهم فى تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب الجامعة‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى المسحى وكانت أداة البحث هى االستبانة‪ ،‬وقدمت‬
‫الدراسة مجموعة من المقترحات والتوصيات منها‪:‬‬
‫‪ ‬بناء مقررات تهتم بتنمية ثقافة ريادة األعمال والدمج بين اإلسلوب النظرى والعملى فى‬
‫تدريسها‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص ميزانية لتمويل األفكار االبداعية إلى مشاريع ريادية تنمى اإلقتصاد الوطنى‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة الموروثات الثقافية التى تحد من المبادرة وخلق الطالب فرص عمل ذاتية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الدراسات األجنبية ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -1‬تعزيز ريادة األعمال في الجامعات‬
‫هدفت الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على الطرق الفعالة لتعزيز الريادة بين طالب الجامعات ‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على الفروقات في مواقف الطالب تجاة الريادة في جامعات مختلفة‪.‬‬
‫واعتمدت الدراسة على البحث اإلستكشافى الميدانى من خالل المقابالت ودراسة‬
‫الحالة‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى أن عروض الجامعة المختلفة تساهم فى خلق طرق متعددة في‬
‫نجاح بدء التشغيل‪ ،‬وأوصت الدراسة بضرورة زيادة الجهود التوثيقية التى تتعلق بالريادة وانشاء‬
‫شبكة للخريجين لتحسين العالقة مع الخريجيين الرياديين من أجل تحسين فعالية العروض‬

‫(‬
‫‪ )1‬حسام بن ابراهيم بن حسين المخيزيم‪ :‬واقع تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب جامعة اإلمام محمد بن سعود‬
‫اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير منشورة‪ ،‬كلية العلوم اإلجتماعية‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود االسالمية‪2017 ،‬‬
‫(‬
‫‪2) Jacobus. T: Fostering Entrepreneurship at Universities, a Master‬‬
‫‪Thesis,Utrecht University, 2012.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫الريادية والمساهمة في زيادة عدد اإلفتتاحات التشغيلية الناجحة التى تنبثق من جامعة اوتريخت‬
‫بهولندا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬تعليم ريادة األعمال في الجامعات اإليطالية ‪ :‬االتجاه والوضع والفرص‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ ‬تقييم تحليلى للوضع الحالى والتطور األخير لتعليم ريادة األعمال فى الجامعات اإليطالية‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة إلى أى مدى تتطابق دورات ومناهج ريادة األعمال التى تقدمها الجامعات مع‬
‫الطلب على الكفاءات والريادة‪.‬‬
‫واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى التحليلى‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج‬
‫من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬قلة عدد الجامعات اإليطالية التى تقدم دورات ومناهج متخصصة فلى ريادة األعمال‪،‬‬
‫وهى تتركز فى كليات العلوم والهمدسة‪ ،‬ويتناقض هذا الوضع مع الحاجة إلى تعليم‬
‫ريادة األعمال في االقتصاد اإليطالي‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر الجامعات اإليطالية فى مواكبة اإلتجاه العالمى فى تعليم ريادة األعمال ‪.‬‬
‫‪ -3‬العوامل التي تؤثر على النية الريادية لدى طالب الدراسات العليا في الجامعة التكنولوجية‬
‫بماليزيا (‪.)2‬‬
‫هدفت الدراسة الي تقييم العالقة بين نية تنظيم المشاريع الريادية بين الطالب‬
‫المتخرجين من الجامعة التكنولوجية بماليزيا والعوامل المؤثرة عليها‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى من خالل القيام بدراسة ميدانية استطالعية‪ ،‬وتوصلت‬
‫الدراسة إلى مجموعة نتائج من اهمها‪:‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة قوية بين جميع المتغيرات بما فى ذالك روح المبادرة والبيئة والتعليم‬
‫‪.....‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي أن تشارك الجامعة فى مرحلة مبكرة فى تعليم طالب الدراسات العليا‪.‬‬

‫(‬
‫‪1) Lacobucci. D , Micozz .A: Entrepreneurship education in Italian universities:‬‬
‫‪trend, situation and opportunities, a Master Thesis, The University of Marche,‬‬
‫‪2012.‬‬
‫(‬
‫‪2) Rasli Amran Md . et .al : “ Factors Affecting Entrepreneurial Intention‬‬
‫‪Among Graduat Students of Universiti Teknologi Malaysia” , International‬‬
‫‪Journal of Business and Social Science , Vol.( 4) , No. (2) : Feb 2013‬‬
‫‪429‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ -4‬إدراك الطالب لتعليم ريادة األعمال‪ :‬حالة جامعة برليس الماليزية (‪.)1‬‬
‫هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف منها‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على ممارسة تعليم ريادة األعمال في جامعة برليس الماليزية‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على مدى إدراك الطالب لريادة األعمال فى التعليم ‪.‬‬
‫واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى‪ ،‬وتوصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬يحظى تعليم ريادة األعمال واسلوب التدريس وطرق تقييم اكتساب الطلبة مهارات ريادة‬
‫األعمال في جامعة برليس بماليزيا برليس بقبول كبير من قبل الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة المساهمة في المزيد من البحوث في مجال تعليم ريادة األعمال وتوفير معلومات‬
‫مفيدة لمؤسسات التعليم العالي في ماليزيا لتحسين مناهج تعليم ريادة األعمال والممارسات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يساهم التعليم فى إعداد عقلية ريادة األعمال من خالل تطوير مهارات تنظيم‬
‫المشاريع والسلوكيات والمواقف‪ ،‬وتدريبهم على تنظيم المشاريع أو االنخراط في األعمال‬
‫الحرة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -5‬النوايا الريادية وسلوك الطالب بالجامعات الدنماركية ‪.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى‪ :‬استكشاف نوايا وأنشطة تنظيم المشاريع لدى الطالب‪ ،‬فضالً عن‬
‫التدريب على تنظيم المشاريع والتعليم التي تقدمها الجامعات‪ ،‬واستخدمت الدراسة المنهج‬
‫الوصفى‪ ،‬و تمثلت أداة الدراسة فى اإلستبانة‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج منها‪:‬‬
‫‪ ‬هناك فروق بين الجنسين فى وجود النية للمشروعات الريادية لصالح الذكور‪.‬‬
‫‪ ‬ساهمت الدورات التى قدمت من قبل الجامعة على زيادة فهم الطلاب وتعزيز مهاراتهم‬
‫الريادية ‪.‬‬
‫‪ ‬الدوافع الشخصية هي واحدة من العوامل الرئيسة وراء النوايا المهنية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االطار النظرى للبحث‬


‫يركز الباحث فى هذا المبحث على مجموعة من اآلليات التى يرى أنها تدعم وتحفز‬
‫ريادة األعمال وتشجع السلوك الريادى بالتعليم الجامعى‪ ،‬وهى‪:‬‬
‫(‬
‫‪1) Nian . T, Bakar .R , Islam . A : Students’ Perception on Entrepreneurship‬‬
‫‪Education : The Case of Universiti Malaysia Perlis ,Op.Cit .‬‬
‫(‬
‫‪2) Boyd.B , Fietze .S , Philipsen .K : Entrepreneurial Intentions and Behaviour‬‬
‫‪of Students Attending Danish Universities , Global University Entrepreneurial‬‬
‫‪Spirit Students’ Survey 2013–2014 , National Report Denmark , 2015.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪Entrepreneurial culture‬‬ ‫أوالً‪ :‬الثقافة الريادية‬


‫الثقافة الريادية تساعد على التغيير والتجديد إذ تعمل على إيجاد التآلف بين جميع‬
‫العاملين بالمؤسسة في تحقيق الفرص لرفع أرصدة المؤسسة التى تساعدها على ايجاد مشاريع‬
‫األعمال الجديدة‪ ،‬وتعرف الثقافة الريادية بأنها األجواء أو المناخ الذى يساعد أو يشجع على‬
‫توليد األفكار واإلبداع والتجربة‪ ،‬وهناك عدد من المكونات الخاصة بالثقافة الريادية وهى ‪:‬‬
‫إمكانات التنظيم للقيام بالتجربة والقيام بالمخاطرة ومشاركة العاملين في عملية تطوير المنظمة‪،‬‬
‫ورفض السلوك الدفاعى بل االستباقية من أهم عناصرها‪ ،‬القدرة على تشكيل فريق عمل مستقل‬
‫للمشروع‪ ،‬اإلعتراف الرسمى بالنجاحات والعمليات اإلبداعية بما يؤدى إلى أداء تنظيمى‬
‫ِ‬
‫عال(‪.)1‬‬
‫وتعرف ثقافة ريادة األعمال بأنها ‪ :‬مجموعة المعارف والقيم واالتجاهات والمهارات‬
‫التى تدعم المبادرات الفردية والنشاط الريادى والتشغيل الذاتى والعمل الحر وتشجع على امتالك‬
‫مؤسسسات ومشروعات وإ دارتها وتسهم في نشر الطموح والمخاطرة المحسوبة من أجل رفع‬
‫مستوى حياة االفراد والمجتمعات (‪.)2‬‬
‫كما تم تعريف ثقافة ريادة األعمال في المجتمع بأنها " الثقافة التي يحترم المجتمع فيها‬
‫اإلقدام ويكافئ أخذ المغامرة عبر اإلتاحة لألفراد لتحقيق أرباح من خالل أنشطة شرعية وهي‬
‫الثقافة التي تكافئ المبادرات واالبتكارات الفردية والجماعية لكل مواطنيها (‪.)3‬‬
‫إنطالقاً من التعريفات السابقة يتبين أن ثقافة ريادة األعمال ترتكز على(‪:)4‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬فارس يونس شمس الدين‪ ،‬شهاب أحمد خضر‪ ،‬ازاد حسين طه‪ " :‬تأثير خصائص الريادية في‬
‫متطلبات الريادة الإستراتيجية – دراسة استطالعية آلراء عينة من القيادات االدارية في عينة من كليات‬
‫جامعة صالح الدين"‪ ،‬اربيل"‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬المجلد (‪ ،)20‬العدد (‪ ،2016 ،)5‬ص ‪.392‬‬
‫‪ )2‬منصور بن نايف العتيبى ‪ ،‬محمد فتحى موسى ‪ :‬الوعى بثقافة ريادة االعمال لدى طالب جامعة‬ ‫(‬

‫نجران واتجاهاتهم نحوها ‪ :‬دراسة ميدانية ‪ ،‬مجلة التربية ‪ ،‬جامعة األزهر ‪ ،‬العدد(‪ ، )162‬الجزء (‪، ) 2‬‬
‫يناير ‪ ،.2015‬ص ‪.630‬‬
‫(‬
‫‪ )3‬سامي األخضر الدبوسى‪ :‬رؤية طالب جامعة تبوك حول ثقافة ريادة األعمال‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية واالدارية والقانونية ‪ -‬المجلة العربية للعلوم و نشر األبحاث‪ ،‬المركز القومى للبحوث‪،‬‬
‫فلسطين‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬المجلد (‪ ،)1‬اكتوبر‪ ،2017 ،‬ص ‪.23‬‬
‫(‬
‫‪ )4‬حمد سعد محمد ‪ ،‬عبدالباقي عبداهلل ‪ ":‬محددات ريادة األعمال في تبوك ‪ :‬مقترحات وحلول بإشارة‬
‫إلى مشروعات الريادة في عام ‪ ،" 2014‬المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ‪ ،‬مؤسسة المجلة العربية‬
‫‪431‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ ‬معرفة الفرص المتاحة لالستفادة منها ‪.‬‬
‫‪ ‬الشجاعة والجرأة لتنفيذ النشاطات االقتصادية والتجارية غير التقليدية ‪.‬‬
‫والمرشد للموارد الطبيعية المتاحة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬االستخدام الجيد‬
‫توفر الروح المبدعة واإلرادة لإنشاء المؤسسات االستثمارية بهدف تحقيق األرباح‬ ‫‪‬‬
‫والطموحات التوسعية‬
‫وتؤدى الثقافة الريادية دوراً حيوياً فى دعم وتطوير ريادة األعمال بالتعليم الجامعى‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ ‬تتميز الثقافة الريادية بوجود وثيقة عمل تشجع اإلبداع ويتسم افرادها بالقدرة على مواجهة‬
‫التحديات وحب المخاطرة في إتخاذ القرارات‪ ،‬فهى ثقافة موجهة نحو تحقيق الهدف‬
‫وإ نجاز العمل والتركيز على النتائج‪ ،‬كما تعطى أهمية خاصة الستخدام الموارد بطريقة‬
‫مثالية لتحقيق أفضل النتائج فهى تركز على الخبرة التى تلعب دورًا بارزًا في صناعة‬
‫القراار(‪.)1‬‬
‫‪ ‬تشجع الثقافة الريادية التوجهات والسلوكيات الريادية كالمخاطرة والإستقاللية والإنجاز‬
‫وغيرها‪ ،‬وتروج المكانية حدوث تغيرات جذرية في المجتمع‪ ،‬ويعتبر التعليم من‬
‫العناصر التى تندرج تحت الثقافة الريادية فهو محور رئيس في تنمية ريادة األعمال‬
‫وتطوير مهارات الإبداع والمبادرة‪ ،‬وبالتالى يمكن ترسيخ ري ـ ـادة الأعمال منذ مراحله‬
‫األولى وص ـ ـوالً للتعليم الجامعى‪ ،‬ل ـ ـ ـ ـ ــذا يجب أن يقـ ـوم التعليم على الإبتكار والإبداع‬
‫والخلق ال على أساليب الحفظ والتلقين والإستذكار وغيرها التى تعد حجر عثرة في‬
‫طريق الإبداع وتوليد الأفكار الخالقة من‪ ،‬فالتعليم القائم على الإبتكار والإبداع والمبادرة‬
‫يساعد في تأصيل وترسيخ العديد من المهارات الريادية لدى الطالب ويشجيع على‬
‫الإستقاللية والمخاطرة ورحابة الأفق‪ ،‬كما ينبغى أن يكون مفهوم " المنشأة " هو المفهوم‬
‫الذى يكون هو محور إهتمام الطالب أثناء دراسته بالتعليم الجامعى حيث يوجه هذا‬
‫المفهوم الفكر الإبداعى إلى مكونات ومهارات بناء " المنشأة " وبالتالى يصبح التعليم‬

‫للعلوم ونشر األبحاث‪ ،‬فلسطين‪ ،‬المجلد (‪ ،)3‬العدد (‪ ،)2‬مارس‪ ،2017 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ )1‬نجوى يوسف جمال الدين‪ ،‬آخرون ‪ " :‬الثقافة التنظيمية في الفكر التربوى المعاصر"‪ ،‬العلوم‬ ‫(‬

‫التريوية‪ ،‬العدد (‪ ،)3‬الجزء األول‪ ،‬يوليو‪ ،2014 ،‬ص ‪.518‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫التطبيقى هو أهم أساليب التعليم بالجامعات‪ ،‬ولقد سبقت أوربا دول العـ ـالم في استحداثها‬
‫للبرامج التى تشـ ـجع على مفهوم " المنـش ـ ـأة " في التعليم الجامعى من خالل المشاركة‬
‫الفعالة من القطاع الخاص على المستويين المحلى والإقليمى حتى نجحت في إعداد جيل‬
‫ريادى يتمع بالسمات الريادية ويمتلك كل مقومات الفكر الريادى ويتمتع بالروح الريادية‬
‫(‪.)2‬‬
‫‪ ‬تجسد ثقافة المنظمة الروح الريادية التى تشجع كل جزء من أجزاء المنظمة على البحث‬
‫عن الفرص الجديدة وتوليد دوافع قوية لدى العاملين على الإبداع وتحمل المخاطر‪ ،‬وهنا‬
‫تقع المسؤولية على القادة التنفيذيين من خالل تقديم البرامج السائدة والمبادرة التى تعزز‬
‫من المناخ الريادى إذ أن أغلب األفكار المثلى التى تنبع من األدنى إلى األعلى‪ ،‬كما أن‬
‫أغلب المنظمات الكبيرة تحاول أن تصبح أكثر ريادية من خالل البحث عن الفرص‬
‫الجديدة عن طريق خلق الثقافة الريادية (‪.)1‬‬
‫‪ ‬تؤدى دوراً جوهرياً في تنمية وتطوير المنظمات فهى بمثابة األصل السلوكى في‬
‫المنظمة الذى يمكن توقع الأحداث عن طريقه‪ ،‬وتعد المحرك الأساسى للطاقات‬
‫والقدرات‪ ،‬فهى تؤثر بالدرجة األولى على األداء وتحقيق الإنتاجية المرتفعة نتيجة‬
‫الختيار الوسائل والأنماط وأساليب التحرك الفعال‪ ،‬وتعد نقطة إنطالقة‪ ،‬حيث أنه في‬
‫حالة حدوث التغير القيمى والسلوكى ( ثقافة المنظمة) فإنه يكون من السهل حدوث‬
‫تغيرات تنظيمية وهيكلية وتكنولوجية ناجحة نتيجة العالقة القوية بين االطار القيمى‬
‫والسلوكيات والمواقف والنظام التنظيمى والتكنولوجى للمنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬يرتبط مفهوم الثقافة الريادية باإلتجاه اإلجتماعى اإليجابى نحو المغامرة الشخصية‬
‫التجارية ‪ personal Enterprise‬الذى يساعد ويدعم النشاط الريادى‪ ،‬وهى من‬
‫العوامل التى تساعد على تحديد إتجاهات الطالب نحو مبادرات ريادة األعمال حيث أن‬
‫الثقافة التى تشجع وتقدر السلوكيات الريادية كالمخاطرة واإلستقاللية واإلنجاز وغيرها‬
‫(‬
‫(‪ 1‬وفاء ناصر المبيريك‪ ،‬نورة جاسر الجاسر‪ ":‬النظام البيئى لريادة األعمال في المملكة العربية‬
‫السعودية"‪ ،‬المؤتمر السعودى الدولى لجمعيات ومراكز ريادة األعمال بعنوان‪ :‬نحو بيئة داعمة لريادة‬
‫األعمال فى الشرق األوسط ‪ ،‬فندق كونتنتال ‪ ،‬أكاديمية البرامج التدريبية‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الفترة من ‪11-9‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ‪.26‬‬
‫(‬
‫‪2) Dess. Gregory. G , et al : Strategic Management - Creating competitive‬‬
‫‪Advantage , MC Grow – Hill,Barded , New York , 2007 , p.449.‬‬
‫‪433‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫تساعد في الترويج لحدوث تغيرات وتحوالت إقتصادية وإ بتكارات ج ــذرية في المجتمع‪،‬‬
‫فالمجتمعات التى شهدت نم ــواً وإ زدهــاراً إقتصادياً في القـ ــرن العشرين تشترك في تبنيها‬
‫لثقافة األعمال أو مايطلق عليه " الثقافة الريادية "‪ ،‬وعلى النقيض فالثقافات التى تدعم‬
‫مفاهيم الطاعة والرقابة والسيطرة على األحداث المستقبلية التتوقع أن تنتشر منها‬
‫سلوكيات ريادة األعمال كالتحمل والمخاطرة واإلبداع‪ ،‬وبوضوح أكثر تتطلب الثقافة‬
‫الريادية تشجيع ممارسة ريادة األعمال وتحفز المجتمع عبر تعلم مبادىء ريادة األعمال‬
‫وحكومة تدعم العلوم النظرية والتطبيقية وتدعم ريادة األعمال من خالل صياغة قوانين‬
‫ملزمة ووضع سياسات محفزة (‪.)2‬‬

‫ثالثاً‪ :‬القيادة الريادية‬


‫القيادة الريادية هي نوع مميز من القيادة المطلوبة للتعامل مع التحديات واألزمات‬
‫الحالية‪ ،‬وهذا النوع من القيادة يمكن القادة من توجيه مؤسساتهم بنجاح وحل المشاكل التى‬
‫تواجهها‪ ،‬كما أن لها تأثيراُ كبيراً في الإعتراف بالفرص الجديدة لتحسين أداء المؤسسة‪ ،‬ونتيجة‬
‫لهذا التأثير تزايد الطلب على هذا النوع من القيادة الريادية لتحسين مختلف جوانب التعليم وقد تم‬
‫التأكيد عليها لخلق بيئة داعمة للتغير واإلبتكار (‪ ،)1‬وعرفت بأنها عملية توفير الرؤية الريادية‬
‫السريعة فى بيئات غير مؤكدة النتائج‪ ،‬والهام فريق العمل (‪.)2‬‬
‫وتعرف القيادة الريادية بأنها ‪ :‬العملية التى تشمل وضع أهـداف محددة‪ ،‬وتوفير‬
‫الفرص‪ ،‬وتمكين أفراد‪ ،‬وتطــوير نظــام الموارد البشرية‪ ،‬ولهذا يــرى البعض أن القي ـاـدة الريادية‬
‫تتطلب توفير الق ــدرة على التأثير في اآلخرين‪ ،‬وادارة الموارد البشرية بنجاح من خالل مايتمتع‬
‫به من مهارات (‪.)3‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬منصور بن نايف العتيبى ‪ ،‬محمد فتحى موسى ‪ " :‬الوعى بثقافة ريادة الأعمال لدى طالب جامعة‬
‫نجران وإتجاهاتهم نحوها‪ :‬دراسة ميدانية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26-25‬‬
‫(‬
‫‪2) Pihie .Z, Asimiran. S, Bagheri. A: “ Entrepreneurial Leadership practices and‬‬
‫‪school Innovativeness”, South African Journal of Education, Vol. (34) , No.(1),‬‬
‫‪2014 ,p.1.‬‬
‫(‬
‫‪3) Agbim . K .Chukwujioke , et al: “ An exploratory study of the Entrepreneurs‬‬
‫‪in aanambra state ,Nigeria” , Journal of Business Management & Social‬‬
‫‪Sciences Research , Vol .(2) , No.(9) , Sep , 2013 ,p.68.‬‬
‫(‬
‫‪4) Renko . M , et al: “ Understanding and measuring entrepreneurian Ledership‬‬
‫‪Style” , Journal of Small Business Management , Vol .(53) , No. (1), 2015 ,p.55.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫والقيادة الريادية هى عملية بموجبها يقوم فرد أو مجموعة من األفراد بخلق رؤية وخلق‬
‫روح المبادرة‪ ،‬واالبتكار داخل منظمة قائمة والعمل في فريق لتفعيل وتحقيق الرؤية في سرعة‬
‫كبيرة‪ ،‬بالإضافة إلى القدرة على التأثير في اآلخرين واقناع العاملين بضرورة التحلى بالمخاطرة‬
‫واالستباقية والتحريض على االبتكار واالبداع‪ ،‬وتهيئة الظروف التى تؤدى إلى النجاح فى إدارة‬
‫الموارد‪ ،‬كما تشير القيادة الريادية إلى القدرة على العمل في بيئات غامضة وغير مؤكدة داخل‬
‫التنظيم والتعامل مع العناصر الرئيسية (‪.)4‬‬
‫وتعرف القيادة الريادية فى المجال التربوى بأنها سلوك منظم واع وهادف تتوفر فيه‬
‫روح المبادأة والجرأة على المألوف واالستعداد لتحمل المخاطرة وتقديم الحلول المبتكرة‬
‫للصعوبات المتوقعة وغير المتوقعة يقوم به القائد من أجل تشغيل مدخالت العملية التعليمية‬
‫للوصول لمخرجات ذات الحد األقصى من القوة بشكل يمكن المؤسسة من تحقيق التنافسية على‬
‫المستوى المحلى االقليمى والدولى (‪.)5‬‬
‫كما أن أهم مايميز الفيادة الريادية أنها تتسم باآلتى (‪:)1‬‬
‫‪ ‬المبادأة‪ :‬تعنى تأثير القيادة ومبادرتها المستقبلية دون االنتظار لما سوف يحدث مستقبالً‬
‫واستثمار الفرص وتحمل الفشل وقبوله‪ ،‬والقدرة على استشراف المشكالت المستقبلية التى‬
‫في حاجة إلى تطوير وتغيير‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار‪ :‬وهو قدرة القيادة على التفكير الخالق واالبداعى وتطوير األفكار المفيدة‪،‬‬
‫واستكشاف الفرص وتحديدها بدقة‪ ،‬واالستغالل األمثل الموارد‪ ،‬ومواجهة المشكالت‬
‫‪ ‬تحليل المخاطر‪ :‬القيادة الريادية تمتاز بالمخاطرة المحسوبة في بداية العملية الريادية‬
‫والقدرة على تحمل أعباء المسئولية كاملة في المستقبل‪.‬‬

‫(‬
‫‪1) Pisapia . J , Feit . K: Entrepreneurial Leadership A TA crossroads ,Scientific‬‬
‫‪Conferenceon Innovation, Leadership & Entrepreneurship –Challenges of‬‬
‫‪Modern Economy“ Proceedings, University of Dubrovnik Department of‬‬
‫‪Economics and Business Economics Dubrovnik, Croatia, 1-3 Oct , 2015 , pp.‬‬
‫‪527- 528 .‬‬
‫‪ )2‬صالح بن محمد الدوسرى‪ :‬تطوير أداء القيادات االدارية بكليات جامعة شقراء مدخل القيادة الريادية‬ ‫(‬

‫أنموذجًا‪ :‬دراسة ميدانية‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،‬المجلد ( ‪ ،)63‬العدد ( ‪ ،)3‬يوليو ‪ ،2016‬ص ‪333‬‬
‫‪.‬‬
‫(‬
‫‪3) Pihie .Z , Asimiran. S , Bagheri . A : “ Entrepreneurial Leadership practices‬‬
‫‪and school Innovativeness” , Op .Cit ,p.3.‬‬
‫‪435‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫أى أن القيادة الريادية من المفاهيم الهامة فى حقل اإلدارة التربوية بشكل خاص حيث يعد‬
‫أعضاء إدارة المؤسسات التعليمية وخاصة مؤسسات التعليم الجامعى مرتكزات أساسية لنجاح‬
‫المؤسسة التعليمية‪ ،‬ومن هنا فالقائد الريادى فى هذه المؤسسة يتأكد دوره بكونه روح االدارة‬
‫المعاصرة فى المؤسسات التعليمية وهو العضو القادر على تحفيز العاملين وتشجيعهم‪ ،‬وتوفير‬
‫أكبر قدر من الحرية إلعطاء اآلراء‪ ،‬فالقائد الريادى يمتلك نظرة مستقبلية ووضوح فى الرؤية‬
‫تدعم أهداف مؤسسته التعليمية ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬حاضنات األعمال‬


‫تعود فكرة الحاضنات إلى نهاية الخمسينات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإزدياد‬
‫البطالة‪ ،‬وقد ظهرت أول حاضنة أعمال يعرفها العالم في نيويورك عام ‪1959‬م فى ‪،Batavia‬‬
‫ومن ثم تعد الواليات المتحدة األمريكية منشىء الحاضنات في العالم‪ ،‬ثم انتشرت بعد ذلك فى‬
‫العديد من دول العالم وخاصة دول اإلتحاد األوربى‪ ،‬حيث أقيمت أول حاضنة أعمال في أوروبا‬
‫عام ‪1986‬م‪ ،‬وعلى المستوى العربى تعد مصر أولى البلدان العربية التى أقامت حاضنة‬
‫تكنولوجيا تابعة لوزارة اإلتصاالت عام‪1998‬م‪ ،‬وقد شهدت الفترة الحالية تطوراً كبيراً في عدد‬
‫الحاضنات‪ ،‬حيث صارت هى األداة المجتمعية المناسبة لتحقيق التنمية اإلقتصادية من خالل‬
‫مساعدة منظمات األعمال الصغيرة على النمو‪ ،‬باإلضافة لكونها وسيلة تسريع لإلبتكار واالبداع‬
‫في األعمال (‪ ،)2‬كما تعد من أبرز مرتكزات ومقومات تطوير وتنمية ريادة األعمال ودعم‬
‫االبتكار واالبداع والتطوير في قطاع المشروعات الصغرى والصغيرة والمتوسطة بشرط أن‬
‫يتم تأسيسها واختيار ما تقدمه من خدمات بدقة وأن يتم إدارتها بكفاءة وفاعلية (‪.)1‬‬
‫ومؤسسات التعليم الجامعى فى حاجة إلى حاضنات أعمال لتتولى تقديم الخدمات‬
‫المطلوبة بهدف تسهيل عملية تسويق التقنيات ونتائج األبحاث‪ ،‬عن طريق انشاء شركات أو‬
‫مؤسسات تقوم على البحث والتطوير‪ ،‬وتختلف حاضنات األعمال الجامعية عن غيرها من حيث‬
‫ارتباطها بالجامعات ارتباطاً وثيقاً‪ ،‬وقيامها بدور كبير في تسويق نتائج األبحاث ومخرجات‬
‫(‬
‫‪1) Ogutu , V. O , Kihonge. E : “ Impact of Business Incubators on Economic‬‬
‫‪Growth and Entrepreneurship Development : Impact Factor ”, International‬‬
‫‪Journal of Science and Research ,Vol. ( 5) , Iss. (5) , May 2016 , p.231.‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬ايهاب خالد محمد‪ " :‬حاضنات األعمال والمشروعات الصغرى والصغيرة والمتوسطة "‪ ،‬مجلة جسر‬
‫التنمية ‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلد (‪ ،)15‬العدد (‪ ،2017 ،)134‬ص ‪.9‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫منظومة العلوم والتقنية الخاصة بالجامعة بحيث تدعم بدء األعمال الريادية على أساس براءات‬
‫اإلختراع التى تملكها الجامعات أو أعضاء هيئة التدريس أو على أساس نتائج البحوث أو‬
‫المهارات المكتسبة أثناء البحث أو الدراسة الجامعية‪ ،‬إضافة إلى اسهامها فى تأسيس مؤسسات‬
‫من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس أو الطالب من ذوى الكفاءات‪ ،‬ويفضل كثير من األكاديميين‬
‫والباحثين والطالب دخول حاضنات األعمـ ــال الجامعية على حاضنات األعمال األخ ـ ــرى نظراً‬
‫لقـ ــرب موقـ ــع الحاضنة الجامعية ع ـ ـ ــادة من معامل الجامعة والفرق البحثية بها‪ ،‬وتمتعها‬
‫بالمرونة في توفير أماكن ومقرات لاليجار بأسعار أرخص تتناسب مع إحتياجات الشركات‬
‫الناشئة التى تقوم على براءات اإلختراع أو نتائج أبحاث الجامعة (‪.)2‬‬
‫يقصد بالحاضنة ‪ :‬المكان أو الجهة أو الهيئة التى تتبنى أفكار المبدعين ؛ إلنتاج منتجات‬
‫جديدة أو تطوير صناعات قائمة من خالل تكوين مشروعات صغيرة أو متوسطة‪ ،‬حيث تقدم أهم‬
‫المعلومات الكافية‪ ،‬والدراسات الالزمة لخطط العمل وجدوى المشروعات وتسويق منتجاتهم‪،‬‬
‫وإ ستمرار نموها‪ ،‬كما تقدم خدمات شاملة متمثلة في المكان والخدمات واإلتصاالت‪ ،‬وأيضاً‬
‫توفير بعض المستلزمات والربط مع الجهات المساعدة في إنجاح المشروعات مثل مصادر‬
‫التمويل‪ ،‬والمعامل والمختبرات والمصانع‪ ،‬وغيرها " (‪. )3‬‬
‫والحاضنة عبارة برنامج إقتصادى وإ جتماعى يوفر الدعم المكثف لبدء إنشاء المؤسسات‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫وتسريع تنميتها وتعزيز وتنويع اإلقتصاديات المحلية‬

‫(‬
‫‪ )1‬عصام بن أمان اهلل بخاري‪ " :‬تطوير منظومة حاضنات األعمال في الجامعات اليابانية ‪ -‬الواقع‬
‫والتحديات"‪ ،‬المجلة السعودية للتعليم العالى ‪ ،‬وزارة التعليم العالى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬العدد (‬
‫‪ ،)11‬مايو ‪ ،2014‬ص‪.82‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬سماح زكريا محمد‪" :‬حاضنات االبداع العلمى بالجامعات المصرية في ضوء متطلبات اقتصاد‬
‫المعرفة – رؤية مقترحة "‪ ،‬دراسات عربية في التربية وعلوم النفس‪ ،‬المجلد (‪ ،)3‬العدد (‪،2013،)41‬‬
‫ص ‪.58‬‬
‫(‬
‫‪3) Al-Mubaraki . H , Busler. M : “The Effect of Business Incubation in‬‬
‫‪Developing Countries , “European Journal of Business and Innovation Research‬‬
‫‪, European Centre for Research Training and Development, UK, Vol . (1) , No.‬‬
‫‪(1) , Mar, 2013, p.21‬‬
‫‪437‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫ويقصد بالحاضنة‪ :‬مؤسسة يتم من خاللها توفير الخبرة ورأس المال والدعم والمساعدة‬
‫إلنشاء مؤسسات جديدة (‪.)1‬‬
‫كما تعرف حاضنات األعمال بأنها "حزمة متكاملة من الخدمات والتسهيالت واآليات‬
‫المساندة واإلستشارة توفرها ولمرحلة محددة من الزمن مؤسسة قائمة لها خبرتها وعالقتها‬
‫بالرياديين الذين يرغبون البدء في إقامة مؤسسة صغيرة بهدف تحقيق أعباء مرحلة اإلنطالق " (‪.)2‬‬
‫وتعرف حاضنات األعمال أيضاً بأنها ‪ :‬مؤسسات تعمل على دعم المبادرين الذين‬
‫يمتلكون األفكار الطموحة والدراسة اإلقتصادية السليمة‪ ،‬وبعض الموارد الالزمة لتحقيق‬
‫طموحاتهم من خالل توفير المناخ الصحى و بيئة العمل المناسبة لهم خالل السنوات األولى‬
‫الحرجة من انطالق المشروع وارتفاع أسهم النجاح عن طريق استكمال النواحى الفنية الإدارية‬
‫بتكلفة رمزية‪ ،‬وتشجيع صاخب المشروع على التركيز على جوهر العمل وذلك لفترة وجيزة‬
‫تتضاءل بعدها العالقة لتتحول إلى مبادر جديد (‪.)3‬‬
‫أى أن حاضنات األعمال هى مؤسسات تنموية مصممة لدعم المشروعات الناشئة التى‬
‫التمتلك كل وسائل ومتطلبات اإلنشاء لتزويدها بموارد الدعم والخدمات‪ ،‬وماتحتاجه من مستلزمات‬
‫وموارد مادية‪ ،‬والمدارة من قبل إدارة الحاضنة بشكل مباشر أو عن طريق شبكة من عالقاتها‬
‫تؤدى الحاضنات دوراً حيوياً في العديد من المسارات التنموية واإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية وهى بمثابة النواة لترجمة اإلنجاز العلمى واالنتاج البشرى في مشروعات عمل‬
‫جادة ومنتجة وهى تمثل آلية لخلق المراد من فرص العمل‪ ،‬كما أنها بجميع أنواعها بما تتيحه من‬
‫(‬
‫‪4) Babwah1. N , David .J : “ Selecting the Right Clients for a Business‬‬
‫‪Incubator- Lessons Learnt from the National Integrated Business Incubator‬‬
‫‪System Programme in Trinidad and Tobago “, Journal of Small Business and‬‬
‫‪Entrepreneurship Development , Vol.( 2) , NO .(3 & 4) , Dec, 2014 , p.14.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬مفيد عبد الالوى‪" :‬حاضنات األعمال ودورها في تشغيل الشباب من خالل احتواء مخرجات الجامعة‬
‫"‪ ،‬الملتقى الدولى – الجامعة والتشغيل ‪ :‬الإستشراف والرهانات والمحك ‪ ،‬جامعة الدكتور يحى فارس‬
‫بالمدينة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التيسير بالتعاون مع مخبر التنمية المحلية‬
‫المستدامة‪ ،‬في الفترة من ‪ 5-4‬ديسمبر ‪ ،2013 ،‬ص ‪. 5‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬خالد الهادي محمد الرياني ‪ ،‬فريدة عمران الزين‪ :‬حاضنات األعمال ودورها في دعم وتطوير البحث‬
‫العلمي في ليبيا‪ ،‬مجلة العلوم اإلقتصادية والسياسي ‪ ،‬كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬بني وليد‪ ،‬جامعة‬
‫الزيتونة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬مايو ‪ ،2015‬ص ‪.16‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫ابتكارات واختراعات هى شرط الغنى عنه لبدء المشروعات الريادية الناجحة "‪ ،‬ومن أهم‬
‫أدوار حاضنات األعمال لدعم ريادة األعمال ما يلى (‪:)4‬‬
‫‪ ‬تطوير القدرات التكنولوجية المحلية ذات األهمية الكبيرة في التنمية اإلقتصادية من‬
‫خالل المساهمة في تسهيل الحصول على التكنولوجيا وتحويل األبحاث الناجحة إلى‬
‫فرص تسويقية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم ورعاية وتفعيل نتائج البحوث التكنولوجية وتحويلها إلى مشاريع صغيرة وهى‬
‫بذلك تعد أداة فعالة من أدوات التنمية والتطوير التكنولوجى‪.‬‬
‫‪ ‬تسويق ونقل التكنولوجيا بمؤسسات البحث والتعليم ‪.‬‬
‫‪ ‬دعم الصناعة بشكل علمى ورفع الكفاءة العلمية والتقنية للصناعات المحلية ودعم‬
‫قدراتها التنافسية وحشد القدرات العلمية والتكنولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التواصل وتفعيل العالقة بين الجامعات ومراكز البحث العلمى ومختلف األنشطة‬
‫اإلقتصادية من أجل تسويق اإلختراعات ‪.‬‬
‫‪ ‬تواجه العديد من المشاكل االجتماعية وعلى رأسها مشكلتى ‪ :‬البطالة والفقر‪.‬‬
‫وتقوم بدور فاعل فى تسويق المخرجات العلمية والتقنية المبتكرة‪ ،‬االستفادة المثلى من‬
‫الموارد البشرية والخالقة‪ ،‬دعم إنشاء وتطوير المشاريع القائمة على التكنولوجية المتقدمة‬
‫والخبرة داخل الجامعات‪ ،‬العمل على توعية الطالب ألهمية دخول مجال اإلستثمار حتى يمكنهم‬
‫القيام بتفيذ افكارهم‪ ،‬انشاء تحالفات وشراكات مع جهات ترغب باالستثمار في ابتكارات‬
‫وابداعات الطالب‪ ،‬وتسهيل االستفادة المتبادلة بين الطرفين (‪.)1‬‬
‫كما تقوم حاضنات األعمال باستثمار مخرجات البحث العلمي عن طريق (‪:)2‬‬

‫(‬
‫‪3) David . A , et al: Incubating success: incubation best practices those lead to‬‬
‫‪successful new ventures , Institute for Research on Labor, Employment, and the‬‬
‫‪Economy, University of Michigan ,Printed in the United States of America ,‬‬
‫‪2011,p.p.72-73.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬عبد الباسط محمد دياب‪ ،‬حنان البدرى‪ ":‬تصور مقترح لتفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع في‬
‫ضوء الخبرات والتجارب الدولية ‪ -‬حاضنات الجامعة نموذجاً " ‪،‬مجلة العلوم التربوية والنفسية ‪ ،‬جامعة‬
‫القصيم‪ ،‬المجلد (‪ ،)6‬العدد(‪ ،)2‬مايو ‪ ،2013‬ص ص ‪.845 -838‬‬
‫‪ )2‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‪.9‬‬ ‫(‬

‫‪439‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ ‬حل مشاكل مراكز البحث العلمي والباحثين وترجمة أعمالهم في الواقع اإلنتاجي‪ ،‬كما‬
‫تعد كأداة إستراتيجية للبناء والمحافظة على الرأسمال الفكري‪ ،‬والحد قدر اإلمكان من‬
‫هجرته‪.‬‬
‫‪ ‬إستيعاب الكفاءات الباحثة‪ ،‬ووقف نزيف األدمغة نحو الخارج‪ ،‬والذي يؤدي إلى خسائر‬
‫مادية لدفع عجلة البحث العلمي وتحقيق التنمية المنشودة‪.‬‬
‫مماسبق يتبين أن حاضنات األعمال من أهم آليات التنمية االقتصادية والتكنولوجية‬
‫ووسيلة لخلق فرص عمل جديدة‪ ،‬التي تساهم بفعالية في تطوير صناعات قائمة‪ ،‬وهى اداة‬
‫حيوية النتاج المفهوم الفكرى لريادة األعمال الذى من شأنه يخلق اإلقتصاد القائم على المعرفة‪،‬‬
‫وتحقيق التنمية الوطنية المستدامة من خالل كونها ‪ -‬حاضنات األعمال ‪ -‬وسيلة فعالة تهدف‬
‫أساساً لمساعدة المشروعات الريادية وتقدم لها كل المساعدات اإلدارية والفنية‪ ،‬فهى تقدم الدعم‬
‫والمساندة لريادة األعمال ومن ثم فالعالقة بين حاضنات األعمال وريادة األعمال عالقة تفاعلية‬
‫متبادلة حيث تعزز الحاضنات دور الريادة من خالل عملية توليد وتنمية مشروعات مختلفة‬
‫محلياً فى ظل العوامل والظروف اإلجتماعية واإلقتصادية التى تساعد على تنمية روح اإلبداع‬
‫والرغبة الصادقة فى تنمية مجتمعية حقيقية تساهم فيها الحاضنات‬

‫خامساً‪ :‬البحث العلمى وحدائق البحوث‬


‫يعد البحث العلمى منبع األفكار اإلبتكارية التى تعبر بالدول نحو التنافسية العالمية والتقدم‬
‫العلمى‪ ،‬كما يعتبر من المرافق اإلستثمارية الهامة التى تؤدى إلى التحوالت التكنولوجية بجميع‬
‫أبعادها المادية والبشرية والنظرية والتطبيقية‪ ،‬كما أنه ركيزة أساسية وركنًا اساسيًا من أركان‬
‫المعرفة الإنسانية فى ميادينها كافة‪ ،‬يعد السمة البارزة للعصر الحديث‪ ،‬فقد أضحى الدعامة‬
‫األساسية لالقتصاد والتطور وأحد معايير الرقى والتقدم والحضارة في دول العالم ؛ فعن طريقه‬
‫يكتشف اإلنسان كل ماهو غامض ومجهول ويسخره لتحقيق ثقدم مجتمعه في مختلف مجاالت‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫الحياة‪ ،‬وبفضله يمكن امتالك التقنية والمعرفة باعتبارهما آليات تحقيق التنمية المستمرة‬

‫(‬
‫‪ )1‬عبد العزيز بن على الخليفة‪ " :‬رؤية تطويرية لمنظومة البحث العلمى في الجامعات السعودية في‬
‫ضوء التنافسية العالمية "‪ ،‬المجلة السعودية للتعليم العالى‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‪ ،‬وزارة التعليم‬
‫العالى السعودية‪ ،‬العدد (‪ ،)12‬نوفمبر‪ ،2014 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫ويمثل البحث العلمى رافداً مهماً للتنمية فهو أهم مرتكزات التنمية ومقومات نجاحها‬
‫وقدرتها على تحقيق االستدامة واستجابتها للتحوالت والمؤثرات الخارجية في المجتمع‪ ،‬لما‬
‫تُكسبه التنمية من منهجيات في العمل ووضوح في األداء‪ ،‬وابتكارية في األدوات‪ ،‬وقوة في‬
‫التشريعات‪ ،‬ودقة في التشخيص والحدس في استشراف المستقبل‪ ،‬فالعالقة وطيدة بين تنمية‬
‫البحث العلمي والتنمية االقتصادية فتوجه األبحاث العلمية لالبتكار العلمي والبحوث التطبيقية‬
‫التي تؤدي لعائد اقتصادي ومن ثم يتحول في العموم إلى "منتج" استثماري داعم للتنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬فالبحث العلمي في هذه الحالة‪ ،‬وبهذا المعنى‪ ،‬هو "استثمار" وليس ترفاً‬
‫أكاديمياً عشوائياً‪.‬‬
‫ومن ثم اعتمدت بعض الدول التى وضعت استراتيجيات تتمثل في اعتماد البحث‬
‫كأولوية قصوى واعتباره أداة رئيسة لبناء إقتصاد تنافسى قائم على المعرفة واالبتكار وقادر‬
‫على مجاراة النسق المتسارع الذى فرضته سياقات العولمة واستحقاقاتها‪ ،‬فالبحث والتطوير‬
‫يمكن الشعوب من معرفة دقيقة لمقدراتها ولقدراتها ولمحيطها الطبيعى‪ ،‬وبالتالى معرفة نقاط‬
‫قوتها وامكانياتها والمخاطر التى تحيط بها تهدد مسيرتها بما يسمح باستثمار امكانياتها االستثمار‬
‫األمثل تحقيقاً لنمو إقتصادى وتنمية مستدامة (‪.)2‬‬
‫إن إدارة وتشجيع البحث العلمى من أهم الوظائف األساسية التى تميز الجامعات‪ ،‬بل‬
‫ومن المحددات والسمات االساسية للجامعات المتقدمة (‪ ،)1‬وتمثل عملية ترويج البحث العلمى‬
‫وتوظيف نتائجه في التنمية من بين المعايير المعتمدة في قياس مدى تحقيق الجامعات أهدافها‬
‫ومن مؤشرات النجاح في تفاعلها مع قطاعات المجتمع المستفيدة من البحث العلمى‪ ،‬فهو من‬
‫أه ــم الدعائم األساسية لتطور المجتمعات اإلنسانية وتقدمها والسبيل لتحقيق التنمية الشاملة فيها‬
‫لما يقدمه من تنمية لمهارات اإلنسان وملكاته ونقل خبرات األجيال البشرية وما يطرحه من‬
‫حلول للمشكالت المختلفة (‪.)2‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬الجمهورية التونسية ‪ :‬وزارة التعليم العالى والبحث العلمى‪ :‬مشروع اصالح منظومة التعليم العالى‬
‫والبحث العلمى ‪ ، 2025 -2015 ،‬اللجنة الوطنية لالصالح ‪ ،‬ابريل ‪ ،2015‬ص ‪.36‬‬
‫(‬
‫‪2) Taylor. J: “ Managing the unmanageable: The management of research in‬‬
‫‪research –intensive Universities “, Journal of the Programme on Institutional‬‬
‫‪Management in Higher Education, Higher Education Management and‬‬
‫‪Policy,Vol .(18) , No.(2) ,OEC, 2006, ,P.18.‬‬
‫‪441‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫ويتمثل دور البحث العلمى في الجامعات في تعزيز االقتصاد الوطنى من خالل مشاركة‬
‫القطاعات األخرى‪ ،‬فجميع المنتجات التى تحتاج تقنية عالية في تصنيعها فى ح ــاجة ماسة‬
‫لالستثمار في البحث العلمى مواكبة للتط ــور والقدرة التنافسية ؛ لذلك تخصص الشركات‬
‫الصناعية في دول العالم المتقدم جزءاً كبيراً من ايراداتها لإلنفاق على البحث العلمى وتمويله‬
‫أمالً في المحافظة على تنافسيتها وجودة مخرجاتها(‪.)3‬‬
‫وأما عن دور حدائق البحوث فى تنمية وتدعيم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى‪ ،‬فهى‬
‫تقوم بدور فعال حيث أنها ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالجامعات أو معاهد البحوث للباحثين‬
‫واألكاديميين وغيرها من الشركات الماثلة في الموقع‪ ،‬وهى منفذ لحل الكثير من القضايا المعقدة‬
‫في المجتمع مثل ‪ :‬مشاكل الصناعة اإلقليمية‪ ،‬ونقص تسويق البحوث الممولة من القطاع العام‪،‬‬
‫ونقص المنتجات الجديدة والتنمية‪ ،‬والبطالة‪ ،‬كما أنها تخدم العديد من طالب التعليم الجامعى‬
‫وتمكنهم من تسويق أبحاثهم وتأمين التمويل للمزيد من البحوث (‪.)4‬‬
‫وتعرف حديقة البحوث الجامعية بأنها مجموعة من المنظمات القائمة على التكنولوجيا‬
‫لها مكان محدد أو بالقرب من الحرم الجامعي من أجل االستفادة من القاعدة المعرفية بالجامعة‬
‫والبحوث الجارية بها الجامعة وتطوير المعرفة من خالل التعاون مع المستأجرين في الحديقة‬
‫البحثية (‪.)5‬‬

‫(‬
‫‪ )3‬جمال كامل الفليت‪ " :‬دور البحوث التربوية لبرامج الدراسات العليا في تطوير العملية التعليمية في‬
‫محافظات غزة ومقترحات تفعيله "‪ ،‬مجلة جامعة القدس المفتوحة لالبحاث والدراسات التربوية والنفسية‪،‬‬
‫المجلد (‪ ،)3‬العدد (‪ ،2015،)10‬ص ‪.320‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬عبد العزيز بن على الخليفة ‪ " :‬رؤية تطويرية لمنظومة البحث العلمى في الجامعات السعودية في‬
‫ضوء التنافسية العالمية " ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‬
‫‪2) Gursel . A: “ Science and Technology Parks and University Collaborations” ,‬‬
‫‪Periodicals of Engineeringand natural Sciences , Vol. (2) , No. (2) , 2014,p.36‬‬
‫(‬
‫‪3) Albert . N . Link , John T. Scott : Research, Science, and Technology Parks:‬‬
‫‪Vehicles for Technology Transfer , Working Paper Series , Working Paper 11-‬‬
‫‪22 , Department of Economics ,The University of North Carolina at Greensboro‬‬
‫‪, Dec, 2011, p.3‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫كما عرفتها جمعية الحدائق الجامعية للبحوث (‪Association of University‬‬


‫)‪ Research Parks (AURP‬بأنها مشروع منشأ على ملكية عقارية للبحوث ولها‬
‫الخصائص التالية (‪:)1‬‬
‫‪ ‬أراض ومبان قائمة أو تحت التخطيط ومصممة خصيصاً وبصورة أساسية كمرافق‬
‫خاصة وعامة للبحوث والتطوير وشركات التقنية العالية والعلوم وخدمات لدعمها‪.‬‬
‫‪ ‬ملكية تعاقدية أو رسمية أو عالقة تشغيل مع جامعة واحدة أو أكثر أو أى مؤسسات أخرى‬
‫للتعليم الجامعى والبحوث العلمية ‪.‬‬
‫‪ ‬دور للجامعة فى ترويج البحوث والتطوير بشراكة مع جهات األعمال وفى المساعدة على‬
‫تنمية مشاريع جديدة وفى انعاش التنمية ‪.‬‬
‫‪ ‬دور فى المساعدة على نقل التقنية ومهارات األعمال بين الجامعات ومؤسسات األعمال‬
‫المستأجرة‪.‬‬
‫وتساهم حدائق البحوث فى دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى من خالل (‪: )2‬‬
‫توفر الرؤية لجذب استراتيجيات محلية أوسع بهدف تهيئة الظروف المالئمة لالزدهار‬ ‫‪‬‬
‫والرخاء‪.‬‬
‫توفر حدائق البحوث البنى التحتية الالزمة للبحوث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشجع وتدعم بدء وحضانة االبتكار؛ مما يؤدى إلى نمو المشروعات الريادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنعاش ثقافة االبتكار والجودة بين المؤسسات القائمة على المعرفة وما يصاحبها من‬ ‫‪‬‬
‫أعمال‪.‬‬
‫كما تحقق حدائق البحوث والعلوم آثاراً ونتائج إيجابية على بيئة األعمال من خالل‬
‫عالقتها بمراكز المعرفة سواء كانت عالقة رسمية أو عملية فى الجامعات‪ ،‬كما أنها تخلق آليات‬
‫مبتكرة لإلنفتاح التجارى للبحوث التى تنتجها الجامعات ومراكز البحثية‪ ،‬ولذا تقام حدائق‬
‫البحوث والعلوم حول صناعة معينة متخصصة تكون سائدة فى منطقة أو إقليم معين يسعى إلى‬
‫تطويرها وإ ستثمارها على أفضل مايكون‪ ،‬وهى بذلك تروج لإلقليم ليسوق نفسه‪ ،‬كما تتيح‬

‫‪ )4‬جامعة الملك عبد العزيز‪ :‬الحدائق العلمية ومناطق التقنية‪ ،‬نحو مجتمع المعرفة‪ ،‬اإلصدار الثاني‪،‬‬ ‫(‬

‫سلسلة دراسات تصدرها إدارة البحث العلمي‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر‪ ،1425 ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‬
‫‪1) Saublens . Ch (Head of research team) : “Regional Research Intensive‬‬
‫‪Clusters and Science Parks” Report prepared by an independent expert group ,‬‬
‫‪Directorate-General for Research , Belgium : EC , 2008 , Sep , 2007 , p.52.‬‬
‫‪443‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫التسهيالت البحثية والمعملية واألدوات واألجهزة المشتركة ودعم عمليات المتابعة والتوجيه‬
‫وشبكات اإلتصال فى مجال األعمال ‪.)Cunsels (3‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعى بالواليات المتحدة‬
‫األمريكية‬
‫مقـــدمـــة‬
‫تسعى الواليات المتحدة األمريكية بشكل دائم نحو تعزيز ريادة األعمال من خالل إقامة‬
‫اسبوع الريادة سنوياً من أجل تشجيع الشباب وتحفيزهم على ممارسة ريادة األعمال عبر‬
‫مجموعة الفعاليات والمبادرات مثل خطط العمل والمسابقات والندوات‪...‬وغيرها‪ ،‬إلى جانب‬
‫تصميم مواقع على اإلنترنت لتعليم ريادة األعمال لدى الطالب أو التفاعل مع أعضاء هيئة‬
‫التدريس واستكشاف القدرات الريادية للطالب‪ ،‬فضالً عن المراكز الريادية المنشرة فى شتى‬
‫أرجاء الدولة‪ ،‬كما تسعى بشتى الطرق والوسائل إلى تعزيز ريادة األعمال من خالل الحمالت‬
‫اإلعالمية المكثفة التى تعرض قصص نجاح لرواد سابقيين من أجل تشجيع الطالب لخوض‬
‫مجال ريادة األعمال والعمل الحر(‪.)1‬‬

‫وبالنظر إلى التعليم الجامعى بالواليات المتحدة األمريكية نجده قد خطا خطوات سريعة‬
‫جداً في توسيع القدرة اإلبداعية األمريكية‪ ،‬حيث تشهد العديد من الجامعات زيادة غير مسبوقة‬
‫فى اقبال الطالب على تعلم االبتكار وريادة األعمال‪ ،‬وتوسيع دورات وبرامج ريادة األعمال‪،‬‬
‫وتزويد الطالب بمجموعة واسعة من المهارات والجدارات القيمة‪ ،‬بما في ذلك تطوير خطة‬
‫األعمال‪ ،‬التسويق‪ ،‬الربط الشبكي‪ ،‬جذب التمويل‪ ،‬والتواصل مع قادة األعمال المحليين‪ ،‬كما أن‬
‫غالبية الجامعـ ـات تق ـ ـدم برامج درجـ ـ ـة البكالوريوس والماجستير وتركيزات في االبتكار وريادة‬

‫‪ )2‬المملكة العربية السعودية‪ :‬وزارة التعليم‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ :‬نحو جامعة عالمية المستوى –‬ ‫(‬

‫االقتصاد المعرفى‪ ،2016 ،‬ص ‪.124‬‬


‫(‬
‫خالد عبد الوهاب الباجورى‪ :‬ريادة األعمال مفتاح التنمية اإلقتصادية فى العالم العربى‪ ،‬اتحاد الغرف‬
‫العربية‪ ،‬دائرة البحوث اإلقتصادية ‪ ، 2017 ،‬ص ‪18‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫األعمال‪ ،‬كما أن العديد من كليات إدارة األعمال تكسر الحواجز التقليدية وتشجع ريادة األعمال‬
‫من خالل دورات وبرامج متعددة التخصصات للطالب من جميع التخصصات األكاديمية (‪.)2‬‬

‫ووفع اختيار الباحث على أربعة آليات يرى من وجهة نظره أنها أسهمت بشكل كبير فى‬
‫دعم ريادة األعمال فى التعليم الجامعى بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وهذه اآلليات هى ‪ :‬الثقافة‬
‫الريادية لدى المجتمع األمريكى ككل‪ ،‬القيادة الريادية لرؤساء الجامعات‪ ،‬حاضنات األعمال‪،‬‬
‫والبحث العلمى وحدائق البحوث‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الثقافة الريادية‬


‫تمثل الواليات المتحدة األمريكية ظاهرة غير مسبوقة في التكوين التأريخي للدول‪ ،‬فهي‬
‫لم تنشأ في نطاق جغرافي محدد ولم تخ ــرج الى الوجـ ــود كما هو ح ــال غيرها من الكيانات‬
‫السياسية في ظـ ــل صفقات وتسويات دولية‪ ،‬وهي لم تنبت على أرض قاحلة جرداء طاردة‬
‫للبشر‪ ،‬بل ولدت من رحم الغنى والثراء‪ ،‬قارة بكر‪ ،‬كل ما فيها وعليها يخطف اإلعجاب (‪،)1‬‬
‫واليوجد في العالم عرقاً أكثر تجانساً مما هو موجود في الواليات المتحدة برغم إختالف أصله‪،‬‬
‫مزاج نفسى أسهل تعريفاً من مزاجه في خطواته الكبرى‪ ،‬وهذا المزاج النفسى‬
‫ً‬ ‫وال تجد عرقاً ذا‬
‫يمتاز بإرادة قلما وجدت ألمة‪ ،‬وبهمة التقهر‪ ،‬وبقوة مبادرة ثابتة إلى الغاية‪ ،‬وبضبط نفسى‬
‫يخرج عن حد األنس‪ ،‬وبنشاط قوى وإ ستعداد إلى أقصى حد إلدارة أنفسهم ولإلشتراك في‬
‫المشاريع الكبرى(‪.)2‬‬
‫إن وصف المجتمع األمريكي بأنه خليط غير متجانس ألفراد هاجروا الى أمريكا‬
‫يلغ حقيقة أن هذا المجتمع إستطاع أن‬
‫الشمالية من بقاع متعددة وفي فترات تأريخية متباينة‪ ،‬لم ِ‬
‫يصهر مكوناته في بوتقة واحدة‪ ،‬بيد أن قوة الصهر هذه لم تكن متساوية بالنسبة للجميع‪ ،‬فقد‬
‫(‬
‫‪(2) Office of Innovation, Entrepreneurship Economic Development‬‬
‫‪Administration In consultation with National Advisory Council on Innovation‬‬
‫‪and Entrepreneurship : The Innovative,Entrepreneurial University: Higher‬‬
‫‪Education, Innovation & Entrepreneurship in Focus , U.S. Department of‬‬
‫‪Commerce 2013,p. 20.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬عصام عبد الحسين نومان‪ " :‬الف ـكـر التوسعـي األمريكـي ‪ -‬دراسـة فلسفية فـي تأصـيــل المفهــوم "‪ ،‬مجلة‬
‫مركز بابل للدراسات االنسانية‪ ،‬المجلد (‪ ،)3‬العدد(‪ ،2013 ،)2‬ص ‪.42‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬غوستاغ لوبون‪ :‬السنن النفسية لتطور األمم‪ ،‬ترجمة عادل زعيتر‪ ،‬ط ‪ ،1‬مؤسسة هنداوى للتعليم‬
‫والثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.93-91‬‬
‫‪445‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫إستطاعت بعض األقليات أن تنصهر وتتأمرك بسرعة وأن يتربع أفرادها على رأس الهرم‬
‫السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي (‪.)3‬‬
‫لقد استوحت الثقافة األمريكية خواصها من اإلرهاصات الفكرية وسارت جنباً إلى جنب‬
‫مع تجربة برجماتية خاصة وحتى مع تأسيس الدولة األمريكية لم تبرز مفاهيم جديدة أو رؤى‬
‫مختلفة عن الواقع التى نشأت فيه التجربة األمريكية بل ظلت حبيسة ماضيها ولم تتأثر بالثقافات‬
‫واأليديولوجيات التى غيرت مجرى التأريخ السياسى في أوروبا خالل عصرى التنوير والثورة‬
‫الفرنسية‪ ،‬وفى عقود القوميات ولم يكن لها أى أثر واضح في المجتمع األمريكى ؛ وهذا يعزى‬
‫إلى أن السكان الذين أستوطنوا أرض الواليات المتحدة األمريكية هم من المهاجرين‪ ،‬ومن‬
‫البديهى أن هؤالء مهما كانت أصولهم وحضارتهم جاءوا إلى أمريكا بحثاُ عن العمل وكسباً‬
‫للمال وألنه لم يكن لهم دين أوثقافة مشتركة فقد كان الرابط الوحيد الذى جمعهم هو البحث عن‬
‫الغنى ومصادر الثراء‪ ،‬وبهذا الصدد يقول "توكيفيل " إنى الأعرف بلداً يمثل فيه شغف المال‬
‫مكانه في النفوس أعمق من شغف المال في الواليات المتحدة األمريكية " وفى توصيفه هذا لم‬
‫يكن "توكيفل" مخطئاً ذلك أن بداية اإلستقرار في الواليات المتحدة األمريكية كان بمثابة مشروعاً‬
‫تجارىاً لشركات مساهمة ثم تحول هذا المشروع إلى تنظيم إنتاجى إستند على مبدأ الربح وهيمنة‬
‫رأس المال والكسب المادى المشروع أو غير المشروع‪ ،‬ومن رحـ ــم هذا الواقع وهذه الفلسفة‬
‫ولدت الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إذن فالتجربة األمريكية التي‬
‫تغذت على روح المغامرة أنتجت مجتمعاً عدوانياً‪ ،‬فقد ترسخت في عقلية القائمين عليه‬
‫رغبة في التملك ودافع التوسع والرؤى المتعلقة بقيادة العالم وكانوا بصفتهم رواداً ومستوطنين‬
‫وتجاراً شديدي التوجه نحو األرض والسلطان والمال (‪.)1‬‬
‫أن خوض المخاطرة صفة أصيلة في الشعب االمريكى والمبادرة خالل ‪ 1700‬و‬
‫‪ ،1800s‬ولما ال وأنهم هاجروا من أوطانهم من مختلف دول العالم وتركوا منازلهم واقاموا في‬
‫هذا الوطن الجديد وكان يموت منهم أعداداً غفيرة في الطريق‪ ،‬ويكفى أن نعلم أن عشرين‬
‫بالمائة كان يلقى حتفه في الطريق‪ ،‬لقد خاطروا بحياتهم للذهاب إلى العالم الجديد حيث الحرية‬

‫(‬
‫‪ )3‬عصام عبد الحسين نومان‪ :‬الفـكـر التوسعـي األمريكـي ‪ -‬دراسـة فلسفية فـي تأصـيــل المفهـوم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬عصام عبد الحسين نومان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫الدينية والسياسية‪ ،‬باإلضافة إلى وجود فرصة للنهوض إقتصادياً إذا كان على إستعداد لخطر‬
‫الذهاب إلى "العالم الجديد"‪ ،‬ومن ثم فإن رغبة الفرد في تحمل المخاطر واإلعتماد على النفس‬
‫والتنافسية هي جانب أساسي من جوانب الثقافة األمريكية حتى اليوم‪ ،‬فالتغيير لن يحدث إال إذا‬
‫كان الفرد على إستعداد لتحمل المخاطر وتحقيق " الحلم األمريكي" المتمثل فى قيادة العالم بداية‬
‫من التقدم االقتصادي(‪.)2‬‬
‫وتعد ريادة األعمال أحد أهم وسائل تحقيق هذا التقدم اإلقتصادى فى الواليات المتحدة‬
‫األمريكية لذا فقد إعتنق الشعب األمريكى منذ فترة طويلة ثقافة ريادة األعمال‪ ،‬والإبتكار والعمل‬
‫اإلبداعي وحتمية التقدم اإلقتصادى لتحقيق الإكتفاء الذاتي‪ ،‬روح المبادرة‪ ،‬والتغلب على‬
‫المشكالت‪ ،‬ولديه عقيدة قوية وإ يمان راسخ بأن الواليات المتحدة األمريكية جاءت لقيادة العالم‬
‫في مجال االبتكار وريادة األعمال‪ ،‬فهو كان ومايزال على إستعداد لقبول وإحتضان المخاطر‬
‫والتغيير ثم اإلفراط في الرد إذا كان هناك مشكلة (‪ ،)3‬واعتتاق الشعب األمريكى لهذه الثقافة ‪-‬‬
‫ثقافة ريادة األعمال وروح المغامرة والمبادرة ‪ -‬منذ البداية لم يكن من فراغ بل كان نتيجة‬
‫وجود مجموعة مقومات وسمات جعلته مضيافاً كريماً لريادة األعمال منها (‪:)4‬‬
‫‪ ‬اإلصرار على تحقيق الهدف ‪.‬‬
‫‪ ‬السعى لتحقيق األحالم المستحيلة ‪.‬‬
‫‪ ‬نفاذ الصبر مع مرور الوقت ‪.‬‬
‫‪ ‬الهوس لتحقيق كل ماهو كبير والحث على اإلرتجال‪.‬‬
‫‪ ‬تحمل المخاطرة وتقبل الفشل‪ ،‬وقبول األخطاء‬
‫‪ ‬التحرك السريع‪ ،‬واتكيف والتأقلم مع كل جديد ‪.‬‬

‫(‬
‫‪2) Gary R. Weaver : American Cultural Values , Kokusai Bunka Kenshu‬‬
‫‪(Intercultural Training 2001, p.5. trends.gmfus.org/doc/mmf/American‬‬
‫‪%20Cultural%20Values.pdf‬‬
‫(‬
‫‪1) Ezeel .S , Marxgue . Ph : Compaaring American and European Innovation‬‬
‫‪Cultures , The Information Technology and Innovation Foundation (ITIF) , US‬‬
‫‪, p.179‬‬
‫(‬
‫‪2) John R. McIntyre , Mathieu Roche, MSM : University Education for‬‬
‫‪Entrepreneurs in the united States:Acritical and retrospective analysis of trends‬‬
‫‪in the 1990s , Georgia Institute of Technology Atlanta, GA, , April 1999 , p.27.‬‬
‫‪447‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ ‬إيمان األمريكيين بأن الفشل هو خطوة لتحقيق النجاح والمخاطرة وتقبل حقيقة أن ريادة‬
‫األعمال أو أى نشاط له نتائج غير مؤكدة‪ ،‬كما أن الفشل والنكبات األولى هى بدايات‬
‫لتحقيق األهداف المرجوة والنجاح النهائى‪.‬‬

‫قد تشكلت الثقافة األمريكية فى األصل من قبل المهاجرين الذين قدموا إلى الموطن‬
‫الجديد سعياً وراء الثروة‪ ،‬ومنذ الوهلة األولى كانت روح المبادرة عنصراً رئيساً للطريقة‬
‫األمريكية فى الحياة والمغامرة من بدايتها‪ ،‬كما كان للمقومات السابقة الدور الرئيس فى تشكيل‬
‫تلك الثقافة فكانت بمثابة الوقود المحرك وقوة الدفع وراء تحقيق الكثير من النجاحات فى مجال‬
‫ريادة األعمال‪ ،‬وقد إنعكست هذه الثقافة على مؤسسات التعليم الجامعى‪.‬‬

‫فالجامعات بالواليات المتحدة األمريكية تعنى بتعزيز ثقافة أكاديمية وإجتماعية تكون‬
‫ريادة األعمال محورها األساسي‪ ،‬وتعد جامعة والية أريزونا ‪Arizona State University‬‬
‫مثاال يحتذى به فى جعل‬
‫التي تضم عدد كبير جداً من الطالب يصل لأكثر من ‪ 70‬ألف طالباً ً‬
‫ريادة األعمال وروح المبادرة ثقافة تسود المجتمع الجامعى ويتضح ذلك من خالل ممارسات‬
‫الجامعة التى منها على سبيل المثال (‪: )1‬‬
‫‪ ‬رئيس الجامعة يجعل نقطة مناصرة ريادة األعمال في الدعوة العامة‪ ،‬كما يؤكد كبار‬
‫مسؤولي الجامعة أيضا على روح المبادرة باعتبارها طريقة للحياة داخل المؤسسة‪،‬‬
‫وليس مجرد طموح تعليمي‪ ،‬بل هو الطريقة التي ينبغي للمكان أن يدير بها نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬يتم دمج ريادة األعمال في الخطة الإستراتيجية لكل كلية بالجامعة‪ ،‬وإ لى رؤية أكبر‬
‫تعرف باسم الجامعة األمريكية الجديدة ؛ مما يدفع كل كلية إلى التفكير في كيفية ريادة‬
‫األعمال بالنسبة لهم وما يريدون القيام به وما يريدون تحقيقه"‬

‫(‬
‫‪1) Kaufmann The Foundation for Entrepreneurship : Entrepreneurship‬‬
‫‪Education Comes of Age on Campus : The challenges and rewards of bringing‬‬
‫‪entrepreneurship to higher education , p.14.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬يتم تعزيز ريادة األعمال فى جميع أنحاء الحرم الجامعى ومكاتب العمداء من خالل‬
‫بعض الوسائل على سبيل المثال ‪ :‬الملصقات المدون عليها " قيمة ريادة األعمال"فى كل‬
‫وقت وكل مكان‪.‬‬
‫‪ ‬يوفر مكتب الرئيس للمدارس الدعم العملي في شكل زماالت االبتكار في الجامعة‪،‬‬
‫هؤالء هم الميسرين الذين يدربون المدارس على جهود ريادة األعمال واالبتكار مثل‬
‫البرامج واألحداث‪ ،‬واألفكار التسويقية‪.‬‬
‫‪ ‬يتم تصنيف المفاهيم والنهج الريادية في جميع الدورات المتنوعة بحيث يواجهها‬
‫الطالب في سياقات متعددة على سبيل المثال ‪ :‬دورة خدمة المجتمع يطالب الطالب‬
‫ليس فقط للتوصل إلى أفكار لمشاريع الخدمة ولكن لتشكيل مؤسسة مستدامة وللسعي‬
‫للحصول على أموال التنمية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬القيادة الريادية‬


‫عرفت الجامعات العالمية القيادة الريادية على مختلف المستويات حيث نجد الكثير من‬
‫ممارسات القيادة الريادية في الجامعات العالمية على كافة المستويات القيادية او حتى على‬
‫مستوى إدارات الجامعات نفسها سواء على مستوى رئيس الجامعة أم عمداء الكليات ورؤساء‬
‫األقسام‪.‬‬
‫إن التحوالت الجذرية التى شهدها القرن العشرين قد أحدثت تغييرات جوهرية فى شتى‬
‫مؤسسات المجتمع ومنها الجامعات‪ ،‬وبالرغم من أن الجامعات األمريكية التتغير بسهولة‪ ،‬وأن‬
‫التحوالت فى مجال التعليم العالى في الواليات المتحدة األمريكية كانت نادرة‪ ،‬ولكن فى ظل هذه‬
‫التحوالت إضطرت الجامعات ودون طواعية منها لإلستجابة لما يحدث ؛ فطرأ تغييراً جوهرياً‬
‫في طبيعة الجامعة عن ذى قبل‪ ،‬وهذه التغيرات من شأنها أن تفرض تعديالت على إدارة العملية‬
‫التعليمية وطرق تمويل الكليات والجامعات وطريقة إدارة هذه المؤسسات والحاجة إلى إعادة‬
‫هيكلة العمليات اإلدارية بهذه المؤسسات‪ ،‬وذلك نتيجة تعديل المفاهيم التقليدية حول القيادة‬
‫األكاديمية وتبنى مفهوم القيادة الريادية من قبل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات (‪.)1‬‬
‫(‬
‫‪1) Sriyanalugsana .Ch: A Comparative Study of Administrative Leadership in‬‬
‫‪Thai Universities , PhD thesis ,School of Education , Faculty of Arts,‬‬
‫‪Education and Human Development ,Victoria University , Melbourne, Australia,‬‬
‫‪Aug , 2008 , p.21.‬‬
‫‪449‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫فالقيادة الريادية في التعليم الجامعى بالواليات المتحدة األمريكية إتجهت إلى تبنى توجه‬
‫جديد هو الريادة وبهذا فإن قادة التعليم الجامعى وعمداء الكليات أكثر تقدمية‪ ،‬ويتمتعوا بالقدرة‬
‫على اإلبتكار وطرح األفكار الخالقة إلدارة اإلصالح واإلستعداد للتغيرات المتوقع حدوثها فى‬
‫المستقبل‪ ،‬وأحذ إتجاهات جديدة في مجاالت ‪ :‬األخالقيات والتعاون والمساءلة‪ ،‬والخصخصة‪،،‬‬
‫والتعليم الدولى عن بعد‪ ،‬والعمل التطوعى‪ ،‬والتعددية الثقافية (‪.)2‬‬
‫كما تقوم القيادات الريادية بجامعات الواليات المتحدة ببناء فرق العمل وتكليفها بالمهام‬
‫والمسئوليات فهم اليحاولون القيام بمهام زمالئهم‪ ،‬وعندما يتعلق األمر بمسئولياتهم الخاصة‬
‫فإنهم ينتقدونهم برفق ويتعاملون مع تعقيدات المهام الخاصة باسلوب يدفع نحو تنفيذ المهام وعلى‬
‫شكل نموذج سلوكى يحتذى به‪ ،‬وفي الواقع ان معظم قادة الجامعات الريادية في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية على إستعداد للتشمير عن سواعدهم والتعامل مع تعقيدات األمور التى يرون‬
‫أنها مهمة (‪.)1‬‬
‫فهم يقضون من ‪ % 21‬إلى ‪ %40‬من أوقاتهم في تطوير العالقات الخارجية‪ ،‬كما أن‬
‫أكثر من ‪ %30‬من هؤالء القيادات يلتقون مع مديرى العالقات العامة في جامعاتهم اكثر من‬
‫التقائهم مع أى شخص آخر في الجامعة‪ ،‬فشخصية قائد الجامعة القوية تنعكس على سمعة‬
‫الجامعة وتؤدى إلى اعطاء جاذبية وإ عتبار للجامعة‪ ،‬وتعطى الثقة للجامعة فدور قائد الجامعة‬
‫مهم جداً وهو األساس في تكوين العالقات المميزة الفعالة بين الجامعة ومجتمعها وجذب الدعم‬
‫الالزم لتحقيق أهدافها‪ ،‬وتؤدى عالقات القيادة الجامعية دوراً فى تقديم المشورة والرأى للوصول‬
‫بالجامعة إلى التطوير التنظيمى واألكاديمى ورفع قدراتها البحثية‪ ،‬كما أن بناء عالقات وثيقة مع‬
‫متخذى القرار في الحكومة مهماً جداً‪ ،‬ويساعد الجامعة في تحقيق ماتريده من ميزانية ودعم‬
‫معنوى‪ ،‬وتوظف الجامعات األمريكية موظفى عالقات عامة في واشنطن يتمحور دورهم فى‬
‫إقناع متخذى القرار لمصلحة الجامعات‪ ،‬إال أن الجامعة الريادية تريد من الحكومة أكبر واشمل‬

‫(‬
‫‪2) Ibid , p.21‬‬
‫(‬
‫‪1) Thorp, H. , Goldstein, B : Engines of Innovation: The Entrepreneurial‬‬
‫‪University in the Twenty -First Century, The University of North Carolina‬‬
‫‪pres ,Chapel Hill , 2010 , p.87.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫من هذا الدور وهو يتمثل في عملية إقناع متخذى القرار على كافة األصعدة بأهمية وتميز‬
‫الجامعة(‪.)2‬‬
‫ويرى الكثيرون من القيادات الريادية في الجامعات األمريكية أن الجامعة التى بها قيادة‬
‫أو رئاسة مستقرة تنجح عادة‪ ،‬ألنها تضع رؤية مستقبلية وثقة للعمل بشكل حاسـ ــم‪ ،‬فالقيــادة‬
‫الريادية بالجامعات األمريكية تـ ـ ــدرك وتتبنى حقيقة م ــؤداها أن وظيفتها تتعلق أس ــاس ـاً‬
‫باألشخاص والمه ــارات الـ ـ ــالزمة للتع ـ ـ ــامل مع جميع األشخاص واضحة ومحددة والبد من‬
‫توافرها في القيادة الريادية وهى مهارات إجبارية على القيادة التى ترغب فى الوصول بجامعتها‬
‫الى جامعة تقوم على اإلبتكار وريادة األعمال‪ ،‬هذا وتؤدى القيادات الريادية إسهامات وإ نجازات‬
‫كبيرة لتحقيق الريادة بالجامعات فهناك نماذج قيادية ضريت أروع األمثلة فى القيادة منها (‪:)3‬‬
‫‪ ‬استطاعت جامعة جنوب كاليفورنبا ‪ University of Southern California‬بفضل‬
‫قيادتها الريادية من جمع ثانى أكبر حملة تبرع في تاريخ التعليم العالى األمريكى حيث‬
‫وصل حجم التبرعات التى تم جمعها ‪ 3‬مليار دوالراً مكنها من تحقيق ما تصبو اليه‬
‫وحل لها الكثير من القضايا‪.‬‬
‫‪ ‬تمكنت قيادة جامعة ميتشجان ‪ University of Michigan‬من جعل الجامعة إحدى‬
‫المؤسسات الرائدة للدراسة بالخارج‪ ،‬وقد ادخلت الجامعة ‪100‬مليون دوالراً لإلبتكار‬
‫والريادة ‪.‬‬
‫‪ ‬تمكنت قيادة جامعة فرجينيا ‪ University of Virginia‬من وضع استرتيجية أثارت‬
‫الجدل والدهشة بعدما قرر مجلس فرجينا التشريعى تخفيض ميزانية الجامعة وتقليل‬
‫الدعم المقدم لها ؛ ونفذت هذه اإلستراتيجية بمهارة وبراعة التوصف حيث قللت من‬
‫إعتماد الجامعة على دعم والية فرجينيا‪ ،‬األمر الذى أبهر الجميع‪ ،‬وحافظت على إحترام‬
‫وتقدير أساتذة مختلف الجامعات بالواليات المتحدة ‪.‬‬
‫‪ ‬نجحت جامعة بنسلفانيا ‪ University of Pennsylvania‬بفضل قيادتها من جعل‬
‫الجامعة أكثر الجامعات شهرة بين الطالب المحتملين في الواليات المتحدة فقد أصبحت‬

‫(‬
‫‪ )2‬سالم بن ال ناصر القحطانى‪ " :‬القيادة الريادية وتطبيقاتها في الجامعات"‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪ ،‬معهد‬
‫اإلدارة العامة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬المجلد (‪ ،)55‬العدد(‪ ،)3‬ابريل ‪ ،2015‬ص‪.469‬‬
‫(‬
‫‪ )3‬سالم بن ال ناصر القحطانى ‪ :‬المرجع السابق ‪ :‬ص‪47‬‬
‫‪451‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫جزءاً هاماً من حياة الطالب والسكان الدليل على ذلك وصول عدد منتسبيها فى عام‬
‫‪ 2008‬حوالى ‪100‬ألف طالب ‪.‬‬
‫‪ ‬واجهت قيادة جامعة بنسلفانيا ‪ University of Pennsylvania‬تحديًا كبيرًا بشأن إعادة‬
‫تطوير غرب فيالدليفيا ولكنها إتبعت إسلوبًا إلقناع الطالب والكلية والخريجين بأن‬
‫الجامعة التستطيع أن تتحدث عن مشاكل العالم وتأثيرها الكبير وتتجاهل المشكالت التى‬
‫تواجهها في فنائها الخلفى والحرم الجامعى وتعجز عن التعامل معها(‪.)1‬‬
‫أى أن جامعات الواليات المتحدة تمتلك قيادات قوية لديها رؤية استراتيجية تلتزم بتحقيق‬
‫االبتكار‪ ،‬قادرة على تحمل المخاطر مدركة ألدوارها ومهامها على أحسن مايكون‪ ،‬وظهر ذلك‬
‫جليًا من خالل ممارساتها على كافة المستويات وتركيزها على النتائج‪ ،‬وتتعامل مع جميع األفراد‬
‫المنتميين للجامعة والخارجيين عبر مسار واضح ونهج محدد تنتهجه‪ ،‬تسعى جاهدة إلى تحقيق‬
‫الريادة وغرسها فى نفوس كل من ينتمى لجامعتها فهى حقاً وبكل تأكيد يمكن نعتها" بالقيادة‬
‫الريادية"‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬حاضنات األعمال‬


‫تعد الواليات المتحدة األمريكية أول من أبتكر فكرة حاضنات األعمال كوسيلة لدعم‬
‫قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وقد انتشرت الحاضنات فى واليات كثيرة‪ ،‬وقد مرت‬
‫حاضنات األعمال بالواليات المتحدة األمريكية بثالثة أجيال ‪ :‬الجيل األول من ‪ 1959‬حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،1979‬والثانى من ‪ 1980‬حتى ‪ ،1999‬الثاالث بدأ من ‪ 2000‬حتى ‪2012‬‬
‫حيث نشأ مفهوم الحاضنات في الواليات المتحدة خالل عام ‪ 1959‬عندما تأسست‬
‫الحاضنة الأولى في مركز أعمال ‪ Batavia‬باتفيا بوالية نيويورك على ي ــد ‪Charles‬‬
‫‪ ،)Mancuso (1‬ثم إرتفع عدد الحاضنات بقيام الجمعية األمريكية لحاضنات األعمال‬
‫(‬
‫‪1) Thorp, H. , Goldstein, B : Engines of Innovation - The Entrepreneurial‬‬
‫‪University in the Twenty - First Century , Op Cit, p.88.‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬احمد عبد الوهاب‪ :‬تعريف حاضنات رواد األعمال ودراسة مقارنة بين مصر والتجارب الدولية مع‬
‫توضيح وشرح لدور الحاضنة‪ ،‬الحرية االقتصادية ‪،‬المركز المصرى لدراسات السياسات العامة ‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.8‬‬
‫(‬
‫‪2) U.S. Department of Commerce, Economic Develoment Administration :‬‬
‫‪Incubating success incubation best practices those lead to successful new‬‬
‫‪ventures , New York: The university of Michigan, 2011 , p.13.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ National Business Incubator Associatio, NBIA‬في عام ‪ ،1985‬والتى أقامها‬


‫بعض رجال الصناعة األمريكيين في صورة مؤسسات خاصة تهدف إلى تنشيط تنظيم صناعة‬
‫الحاضنات‪ ،‬وفي بداية عام ‪ 1999‬وصل عدد الحاضنات في الواليات المتحدة إلى حوالي ‪800‬‬
‫حاضنة (‪ ،)2‬وقد أصبحت حاضنات األعمال صناعة وانتشرت وزاد عددها فقد وصل عددها‬
‫حوالى ‪ 1400‬حاضنة فى أمريكا الشمالية‪ ،‬تمتلك الواليات المتحدة وحدها ‪ 1115‬حاضنة وقد‬
‫دعمت هذه البرامج حوالى ‪ 27000‬شركة‪ ،‬كما أوجدت ‪ 100000‬وظيفة فى عام ‪،)3( 2007‬‬
‫ومايزال عدد الحاضنات فى إزدياد نتيجة انشاء حاضنة كل اسبوع فى الواليات المتحدة حيث‬
‫وصل عددها عام ‪ 2014‬إلى مت يزيدعن ‪ 1250‬حاضنة أعمال في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية (‪ ،)4‬وما يزال عدد الحاضنات فى ازدياد‪.‬‬
‫وقد تنوعت حاضنات األعمال بالواليات المتحدة األمريكية مابين ‪ :‬حاضنات‬
‫تكنولوجية‪ :‬تمثل حوالى ‪ %27‬من مجموع الحاضنات وهى ترتبط بالجامعات والمعاهد‬
‫التعليمية وتشترك مع بعض حاضنات األعمال العامة والخاصة في أهدافها‪ ،‬حاضنات ذات‬
‫أهداف تصنيعية محددة التخصص تمثل ‪ %10‬من مجموع الحاضنات‪ ،‬حاضنات ذات توجه‬
‫تكنولوجى متخصص ( تكنولوجيا حيوية‪ ،‬وتكنولوجيا معلومات ‪ )...‬وتبلغ ‪ ،%9‬حاضنات من‬
‫النوع المشترك تصل نسبتها ‪ ،%16‬وتشترك المنظمات غير الحكومية والجهات الخاصة في‬
‫تمويلها‪ ،‬وتقوم الجهات الحكومية بإنشاء وتمويل معظم هذه الحاضنات‪ ،‬بينما يقتصر دور‬
‫القطاع الخاص على توفير الإستثمارات والخبرات بالإضافة الى تمويل بعض المشروعات (‪.)5‬‬

‫(‬
‫‪3) Arab British Academy for Higher Education, p.2 , Retrieved , 15 June , 2017,‬‬
‫‪From : www.abahe.co.uk/b/international-marketing/international-marketing-‬‬
‫‪090.pdf‬‬
‫(‬
‫‪4) Moraru . C , Rusei. A:” Business Incubators – Favorable Environment for‬‬
‫‪Small and Medium Enterprises Development” , Theoretical and Applied‬‬
‫‪Economics , Vol .(19), No. (5) (570) , 2012, P.171.‬‬
‫(‬
‫‪1) Sarfraz A. Mian : “ Business incubation mechanisms and new venture‬‬
‫‪support: emerging structures of US science parks and incubators” , International‬‬
‫‪Journal of Entrepreneurship and Small Business , Vol . (23) , No. (4) , 2014 ,‬‬
‫‪p.420.‬‬
‫(‬
‫‪ )2‬فوزى عبد الرازق‪ " :‬اشكالية حاضنات األعمال من التطوير والتفعيل ‪ :‬رؤية مستقبلية – حالة‬
‫حاضنات األعمال في اإلقتصاد الجزائرى "‪ ،‬المؤتمر السعودى الدولى لجمعيات ومراكز ريادة األعمال ‪:‬‬
‫نحو بيئة داعمة لريادة األعمال في الشرق األوسط ‪ ،‬الرياض‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬الفترة من ‪11-9‬‬
‫سبتمبر‪ ، .2014،‬ص ص ‪.198-197‬‬
‫‪453‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬

‫ويعزى التباين واإلختالف فى صور الحاضنات األمريكية إلى مجموعة من العوامل‬


‫أهمها (‪:)1‬‬
‫‪ ‬موقع الحاضنات‪ :‬تنتشر حضانات األعمال في مختلف أنحاء الواليات المتحدة‬
‫الأمريكية حيث أن مايقرب من ‪ %45‬منها توجد في المدن الكبرى‪ %19 ،‬منها موجود‬
‫في المناطق الحضرية‪ ،‬والنسبة الباقية التى تصل ‪ %36‬تقع في المناطق الريفية ‪.‬‬
‫‪ ‬مساحات الحاضنات ‪ :‬تتباين مساحات الحاضنات فيما بينها بحيث اليزيد أكبرها عن‬
‫‪ 12000‬متراً مربعاً‪ ،‬وتبلغ مساحتها القابلة للتأجير حوالى ‪ 5000‬متراً مربعاً‪ ،‬ويصل‬
‫متوسط المشروعات التى تلتحق بالحاضنة الواحدة ‪ 20‬مشروعاً‪.‬‬
‫‪ ‬طرق تمويل الحاضنة‪ :‬تنتهج الواليات المتحدة األمريكية تعددية تمويل الحاضنات فى‬
‫المستوى اإلتحادى ومستوى الواليات والمستوى المحلى‪ ،‬حيث تقوم المستويات‬
‫اإلتحادية وحكومات الواليات بدوراً بارزاً فى دعم الحاضنات وتوفير وسائل التمويل‬
‫الالزمة والدعم واالستثمارات المستمرة لها (‪.)2‬‬
‫وبالرغم من هيمنة الحكومة على دعم الحاضنات إال أن القطاع الخاص بما فى ذلك‬
‫الجامعات الخاصة يسهم بشكل رئيس فى تطوير الحاضنات فى العديد من الواليات األمريكية (‪.)3‬‬
‫وتتعدد الجهات والوكاالت والهيئات التى تقوم بتمويل ودعم حاضنات األعمال كمايلى(‪:)4‬‬

‫(‬
‫‪ )3‬خالد صالح حنفى ‪ " :‬الحاضنات التكنولوجية كآلية للربط بين الجامعات وقطاعات اإلنتاج في مجالس‬
‫البحث العلمى وخدمة المجتمع‪ -‬دراسة تحليلية آلراء هيئة التدريس بالجامعات المصرية "‪ ،‬مجلة اتحاد‬
‫الجامعات العربية للبحوث في التعليم العالى‪ ،‬المجلد ( ‪ ،)36‬العدد (‪ ،)1‬يوليو ‪ ،2016‬ص ‪.68‬‬
‫(‬
‫‪1) Aruna Chandra : Approaches to Business Incubation A Comparative Study of‬‬
‫‪the United States,China and Brazil ,Working Paper 2007-WP-29 , Nov 2007 ,‬‬
‫‪Networks Financial Institute and Indiana State University ,P.20‬‬
‫(‬
‫‪2) Allahar. H, Brathwaite .C : ” Business Incubation as an Instrument of‬‬
‫‪Innovation: The Experience of South America and the Caribbean “,‬‬
‫‪International Journal of Innovation , São Paulo, Vol . (4), No .( 2) , Jul / Dec.‬‬
‫‪2016 , p.79.‬‬
‫(‬
‫‪ )3‬زايدي عبدالسالم ‪ ،‬زايدي أبوسفيان ‪ " :‬حاضنات األعمال التقنية ودورها في دعم ومرافقة المشاريع‬
‫الناشئة ‪-‬عرض تجارب (ماليزيا‪ ،‬الصين‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية) "‪ ،‬الملتقلى الوطنى األول‬
‫حول استراتيجيات التنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فى الجزائر‪ ،‬جامعة مرياح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،19-18‬ابريل ‪ ،2012‬ص ‪.32‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬هناك حاضنات عامة حكومية التهدف للربح تمول من الحكومة وتصل نسبتها ‪.%51‬‬
‫‪ ‬هناك حاضنات تمولها المؤسسات التعليمية تصل نسبتها ‪ ،%20‬وهى حاضنات تهدف‬
‫إلى تنشيط التنمية اإلقتصادية فى المجتمعات المحيطة ‪.‬‬
‫‪ ‬هناك حاضنات خاصة تهدف للربح يتولى اقامتها وتمويلها جهات خاصة إستثمارية أو‬
‫مجموعة شركات صناعية وتصل نسبتها ‪ %8‬من مجموع الحاضنات الموجودة‬
‫بالواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬وهى تهدف لنقل وتطوير بعض التكنولوجيا الخاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬هناك حاضنات مشتركة التمويل نستها ‪ %16‬تمول من منظمات غير جكومية وجهات‬
‫خاصة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬هناك نسبة تصل ‪% 5‬من الحاضنات تمول من هيئات خاصة كاكنائس أو الغرف‬
‫التجارية أو بعض الجاليات غير أمريكية األصل‪ ،‬وهدفها يتمثل في تنمية بعض‬
‫المشروعات والصناعت التقليدية المتخصصة أو توفير فرص عمل لفئات اجتماعية‬
‫بعينها‪.‬‬
‫إن اإلهتمام الكبير من قبل الحكومة الفيدرالية والهيئات والقطاعت األخرى بمختلف‬
‫صورها بتمويل حاضنات اإلعمال يعكس األهممية القصوى والدور الهام والبارز الذى تؤديه‬
‫الحاضنات فى تنمية ودعم وتطوير اإلقتصاد الوطنى بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وما تحققه‬
‫من أهداف‪.‬‬
‫وتؤدى حاضنات األعمال بالواليات المتحدة األمريكية دوراً كبيراً فى تحقيق اللتنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية يتمثل فى(‪:)1‬‬
‫‪ ‬التمويل المباشر للمشروعات المنتمية للحاضنة‪.‬‬
‫‪ ‬المس ــاهمة في نجاح المش ــروعات الصغيرة وإس ــتمراريتها‪ ،‬وذلك بتقديم المساعدة‬
‫والمش ــورة في المجاالت التقنية والتنظيم واإلدارة والس ــيما في المراحل األولى من‬
‫اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ ‬تعزي ــز أواص ــر التراب ــط بي ــن مراكز البح ــث العلمي والقط ــاع الصناعي‪ ،‬حي ــث يتم نقل‬
‫نتائ ــج البحوث والإبت ــكارات التي يت ــم إعدادها ف ــي الجامع ــات ومراك ــز البح ــوث إلى‬
‫الجانب التطبيقي ف ــي القطاع الصناعي‪ ،‬وم ــن ناحية أخرى هناك مناف ــع تقدمها‬

‫(‬
‫‪ )1‬فوزى عبد الرازق ‪ " :‬اشكالية حاضنات االعمال بين التطوير والتفعيل‪ :‬رؤية مستقبلية‪ ،‬حالة‬
‫حاضنات االعمال فى االقتصاد الجزائرى"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪455‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫الحاضنات مث ــل تعيي ــن الخريجي ــن المؤهلين إلجراء أنش ــطة تش ــغيل الحاضن ــات‬
‫والش ــركات المحتضنة والإس ــتعانة بأعضاء الهيئة التدريس ــية والباحثين بصفة‬
‫مستش ــارين‪.....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم بتوفير كافة المساعدات المطلوبة لتنمية وتطوير الإستثمارات واألعمال وتقدمها‬
‫نحو النجاح‪.‬‬
‫‪ ‬المس ــاعدة ف ــي تحقي ــق مع ــدل عائ ــد جي ــد عل ــى الإس ــتثمار وتنمي ــة المناط ــق الجغرافي ــة‬
‫الفقي ــرة وتحس ــين ص ــورة وس ــمعة المجتمع ــات المحلي ــة‪.‬‬
‫‪ ‬الحد من مش ــكلة البطال ــة وتنمي ــة الموارد البش ــرية حيث تتس ــم المش ــروعات الجدي ــدة‬
‫القائمة عل ــى التكنولوجيا ف ــي الواليات المتح ــدة بارتف ــاع مع ــدالت اس ــتيعاب العمال ــة‪،‬‬
‫وتع ــد حاضنات األعمال مش ــاريع اس ــتثمارية تس ــاهم ف ــي تطوير ق ــوة العمل‪.‬‬
‫وتعد حاضنات األعمال الجامعية من المشاريع الجديدة القائمة على المعرفة‪ ،‬وهى تركز‬
‫بشكل رئيس على توليد ونقل المعرفة العلمية والتكنولوجية من الجامعات إلى الشركات‪ ،‬ومتنفس‬
‫لتسويق البحوث الجامعية‪ ‬ولتعزيز الإقتصاديات اإلقليمية‪ ،‬وتعمل الحاضنات الجامعية بالواليات‬
‫المتحدة األمريكية علي (‪:)1‬‬
‫‪ ‬رعاية وتنمية األفكار اإلبداعية واألبحاث التطبيقية والعمل على تحويلها من مرحلة‬
‫البحث والتطوير إلى مرحلة التنفيذ‪ ،‬من خالل إقامة مشروع صغير‪.‬‬
‫‪ ‬تسويق البحوث‪ ،‬ونقل التكنولوجيا‪ ،‬وزيادة الدخل للمنظمة الراعية ‪.‬‬
‫‪‬خلق فرص عمل في المجتمع المحلي ؛ مما يعزز مناخ تنظيم المشاريع لدى المجتمع المحلي‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل نمو األعمال والإبتكار التكنولوجي‪.‬‬
‫‪‬بناء أو تسريع النمو في الصناعة المحلية‪ ،‬تعزيز التنمية الإقتصادية‪ ،‬وتنويع الإقتصاد المحلي‪.‬‬
‫كما تعمل حاضنات األعمال الجامعية على‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم المساعدة التجارية‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والربط الشبكى‪ ،‬وتعزيز تنمية المؤسسات الناشئة‪ ،‬خدمات‬
‫االتصال‪ ،‬ادارة االنجاز‪ ،‬الخدمات القانونية والتعاون على الصعيدين الدولى والمحلى( ‪.)2‬‬
‫(‬
‫‪1) Al-Mubaraki . H , Michael Busler . M : “ The Effect of Business Incubation in‬‬
‫‪Developing Countries” , Op Cit , p.21 .‬‬
‫(‬
‫‪2) Puķīte . I , Geipele . I: Business Incubators as Afinancial Instrument for new‬‬
‫‪Business development , Proceedings of the 2015 International Conference‬‬
‫‪“Economic science for rural development ” No39 Jelgava, LLU ESAF, 23-24‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬تشجيع االبتكار داخل الجامعة لمساعدة أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطالب فى‬
‫براءات االختراع واالبتكارات المطورة داخل الجامعة‪ ،‬كما تسهل األمر على أعضاء‬
‫هيئة التدريس بالجامعات والطالب على إنشاء مشاريعهم الخاصة (‪.)3‬‬
‫‪ ‬تقوم الحاضنات التكنولوجية في الجامعات برعاية ودعم اإلبتكارات األكاديمية ودعم‬
‫نتائج العملية التعليمية ومواجهة التحديات التى تواجه التعليم الجامعى(‪.)4‬‬
‫ويخلص الباحث إلى أن حاضنات األعمال الجامعية بالواليات المتحدة تعد المعمل‬
‫الرئيسى الذى يهيئ ويدرب الطالب الراغبين فى خوض تجربة ريادة األعمال أو ممن لديهم‬
‫مشروعات ريادية فى بداياتها‪ ،‬وذلك من خالل برامج تدريب وورش عمل يقدمها خبراء‬
‫متخصصون يطلق عليهم «مرشدون ‪ ،»Mentors‬فى مجاالت التمويل واإلدارة والتسويق‬
‫واالستشارات االقتصادية‪ ،‬وتساعد هذه البرامج رواد األعمال ممن لديهم أفكار مبتكرة‪ ،‬على‬
‫تطوير أفكارهم وإ طالق مشروعاتهم وقدرتها على المنافسة فى األسواق‪ ،‬كما تقدم الخدمات‬
‫والموارد اإلدارية التى يحتاجها رواد األعمال‪ ،‬فالغرض الرئيسى من وجود حاضنة األعمال‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية هو تعزيز التنمية اإلقتصادية‪ ،‬وتسويق البحوث وانتاج ونقل‬
‫التكنولوجيا دخل للمؤسسة‪ ،‬وتخريج الشركات القادرة على اإلستمرارية في أعمالها واإلستقالل‬
‫ماليا‪ ،‬القادرة على خلق فرص العمل وتنمية البيئة المحلية إقتصادياً وإ جتماعياً ‪.‬‬
‫ً‬

‫رابعاً‪ :‬البحث العلمى وحدائق البحوث‬


‫تقود الواليات المتحدة األمريكية العالم فى مجال البحث العلمى والتطوير العالمى‪ ،‬فهى‬
‫تشكل حوالى ‪ %38‬من إجمالى البحث والتطوير العالمى(‪ )1‬؛ األمر الذى جعلها وعلى مايقرب‬
‫من ‪ 60‬عاماً تقود مجال العلوم والتكنولوجيا بداية من إطالق سبوتنيك الروسية (‪)спутник1‬‬

‫‪Apr 2015, p.126‬‬


‫(‬
‫‪3) Kolympiris . C , Klein . P. G: “The Effects of Academic Incubators on‬‬
‫‪University Innovation” , Strategic Entrepreneurship Journal , No .(11) , 2017 ,‬‬
‫‪p.148.‬‬
‫(‬
‫‪ )4‬خالد صالح حنفى ‪ " :‬الحاضنات التكنولوجية كآلية للربط بين الجامعات وقطاعات اإلنتاج في مجالس‬
‫البحث العلمى وخدمة المجتمع – دراسة تحليلية آلراء هيئة التدريس بالجامعات المصرية "‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.68‬‬
‫(‬
‫‪1) The Federal Government and U.S. Research Universities:Driving Innovation‬‬
‫‪that Fuels the Economy ,‬‬
‫‪www.sciencecoalition.org/.../1392650077basicresearchandtheinnovat...‬‬
‫‪457‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫فى الرابع من اكتوبر عام ‪1957‬م كان نتيجة لإلستثمار فى البحوث العلمية األساسية والتطبيقية‬
‫على المدى الطويل (‪.)2‬‬
‫وقد وضعت الجامعات بالواليات المتحدة األمريكية نموذجاً قياسياً للبحث العلمى ودوره‬
‫فى التنمية اإلقتصادية من خالل شراكة التعليم فى اإلقتصاد المعرفى فى مجاالت عديدة شملت‬
‫شراكة البحوث الصناعية ونقل التقنية والمساعدات الفنية‪ ،‬وتطوير ريادة األعمال والتعليم‬
‫الصناعى‪ ،‬والشراكة فى التدريب وخدمات التطوير المهنى‪ ،‬والشراكة الرسمية مع مؤسسات‬
‫التنمية اإلقتصادية والمجالس اإلستشارية المشتركة بين الجامعة والمؤسسات الصناعية والثقافة‬
‫الجامعية‪ ،‬إيماناً من أن أى جامعة التستطع وح ـ ـدها أن تدعـ ــم تنمية األقليم وتطوره دون تعاون‬
‫من الشركاء ممثلين فى الحكومة وقطاعات األعمال (‪.)3‬‬
‫فالجامعات بالواليات المتحدة تجرى بحوثاً عالمية المستوى ذات قيمة مرتفعة وذو فائدة‬
‫بالغة تسهم فى حل كثير من القضايا والمشكالت الراهنة؛ ولذا فإنها تعزز ريادة أعضاء هيئة‬
‫التدريس من خالل‪ :‬الفرص التعليمية‪ ،‬والإعتراف بتطوير التكنولوجيا‪ ،‬وزيادة التسويق‬
‫للبحوث‪ ،‬وتيسير الجهود التعاونية‪ ،‬وتحديد وتوظيف الشبكات والموارد المتاحة؛ لمتابعة فرص‬
‫الإبتكار وريادة األعمال‪ ،‬وتوجيه أعضاء هيئة التدريس الجدد‪ ،‬وعقد الندوات التي تركز على‬
‫(‪)4‬‬
‫الإبتكار وريادة األعمال‪ ،‬والإنخراط في البحث والتطوير‪.‬‬
‫ويتضح من خالل ممارسات العديد من الجامعات ومنها‪:‬‬
‫فتحت جامعة جونز هوبكنز ‪ Johns Hopkins University‬أبوابها في ‪ ٢٢‬فبراير عام‬ ‫‪-1‬‬
‫‪١٨٧٦‬م‪ ،‬بهدف تشجيع البحث واألفراد الدارسين الذين سيعملون كأفراد أو أعضاء في‬
‫مجموعات على تقدم العلوم التي يحصلون عليها‪ ،‬حيث ك ــان مديرها األول ممن يؤمنــون‬
‫بأن التدريس والبح ـ ــث وجه ـ ـ ــان متكامالن اليوجد بينهما عازل‪ ،‬وأن النجاح في أحدهما‬
‫يعتمد على النجاح في اآلخر‪ ،‬تلك الفلسفة أحدثت ثـ ـ ـورة في التعليم العالي األمريكي ومهدت‬

‫(‬
‫‪2) Kirstin R. W, et al : Science progress US Scientific Research and‬‬
‫‪Development 202 , Op .Cit, p.11.‬‬
‫‪ )1‬المملكة العربية السعودية‪ :‬وزارة التعليم‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ :‬نحو جامعة عالمية المستوى –‬ ‫(‬

‫االقتصاد المعرفى‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،2016 ،‬ص ‪.44‬‬


‫(‬
‫‪2) Office of Innovation , Entrepreneurship , Economic Development‬‬
‫‪Administration, National Advisory Council on Innovation and Entrepreneurship‬‬
‫‪,The Innovative and Entrepreneurial‬‬ ‫‪University, Op .Cit,,p.23.‬‬
‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫الط ـ ـريق إلى نظـ ـ ـام جامعات البحث القائمة اليوم‪ ،‬وماتزال جامعة جونز هوبكنز رائدة حتى‬
‫(‪)1‬‬
‫اليوم في ميادين التدريس والبحوث كمؤسسة للتعليم العالي‬
‫تقوم جامعة كليفالند ‪Cleveland State University‬بمدينة كليفالند بوالية أوهايو التى‬ ‫‪-2‬‬
‫تأسست عام ‪١٩٦٤‬م‪ ،‬بالترويج للقيام بأنشطة بين المجتمع الجامعي بتسهيل الفرص لبحوث‬
‫مبتكرة وأنشطة إبداعية تؤسس لريادة أعمال بحثية ؛ وقد أسست مكتباً خاصاً بالبرامج‬
‫والبحوث المدعومة‪ ،‬وتقوم الجامعة بتوجيه جهود البحوث إلى (‪:)2‬‬
‫‪ ‬االنتقال من مرحلة فيها أغلبية أعضاء هيئة تدريس ليس لهم أي خبرة بالبحوث أو أي‬
‫نشاط بحثي إلى مرحلة يكون لديها كادر كبير من أعضاء هيئة تدريس لديهم دعم نشط‬
‫للبحوث‪.‬‬
‫‪ ‬التحول من مرحلة فيها جهود مبعثرة وفردية في البحوث إلى مرحلة تتميز بتنسيق‬
‫برامج البحوث والتركيز على مجاالت محددة في أنشطة البحوث‪.‬‬
‫‪ ‬االنتقال من مرحلة كونها جامعة فتية في مدينة كبيرة وليس لها صيت وطني إلى برامج‬
‫بحوث ريادية تحظى بالتقدير الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة عدد ورش العمل والندوات التي يعقدها مكتب البرامج والبحوث المدعومة عن‬
‫برامج الدعم الخارجي وإ عداد مشاريع البحوث وإ دارة المنح ‪.‬‬
‫إنتاجا‬
‫تتمثل رؤية جامعة جنوب كاليفورنيا فى أن تصبح واحدة من أغزر الجامعات البحثية ً‬ ‫‪-3‬‬
‫نموذجا لجامعات بحثية أخرى‬
‫ً‬ ‫وأكبرها نفو ًذا في العالم ولهذا فالجامعة تطمح إلى أن تصبح‬
‫صاعدا بحيث أن‬
‫ً‬ ‫طريقا‬
‫ً‬ ‫تقتدي بها وتحاكيها في سعيها إلى التميز وبهذا فإن الجامعة تسلك‬
‫انتشار صيتها الوطني كجامعة بحثية صاعدة يعتبر األسرع في تاريخ الجامعات األمريكية‬
‫وذلك الصعود يتطلب اجتذاب طلبة جيدين وهيئة تدريس متميزة والتوسع في مجاالت البحوث‬
‫وتقديم تعليم يتميز بالعمق‪ ،‬ومن أهم المهام التي وضعت من اجل تحقيق رسالة الجامعة هي ‪:‬‬
‫التركيز على مجاالت البحث العلمي‪ ،‬والتخطيط المستقبلي للمشروعات البحثية وخطط العمل‬
‫طا طويل األجل للبحث العلمي‪ ،‬سواء‬
‫االستشكافي واإلبداعي‪ ،‬حيث تقدم هذه الجامعة تخطي ً‬
‫على مستوى تعليم الطالب أو على مستوى الدراسات العليا أو على مستوى تحقيق شراكات‬
‫(‬
‫‪ )3‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬وكالة الجامعة للدراست العليا والبحث العلمى ‪ :‬نحو مجتمع المعرفة ‪:‬‬
‫جامعات البحث‪ ،‬اإلصــدار العـاشـر‪ ،‬معهد البحوث واالستشارات‪ ،‬جدة‪ ،1427 ،‬ص‪.35‬‬
‫(‬
‫‪ )4‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‪.35‬‬
‫‪459‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫وبناء على ذلك فإن الخطة‬
‫ً‬ ‫فاعلة بينها وبين مؤسسات األعمال والجامعات األخرى‬
‫االستراتيجية للجامعة قائمة على أساس أن‪ ،‬المنزلة المتميزة في القرن الواحد والعشرين‬
‫ستكون من نصيب الجامعات البحثية التي بمقدورها إيجاد شراكات ديناميكية في مختلف‬
‫المؤسسات(‪.)1‬‬
‫وتمثل المدن العلمية وحدائق البحوث فى الواليات المتحدة األمريكية أهمية كبيرة فى‬
‫تطوير ريادة األعمال من خالل اإلستفادة من ملكات اإلبتكار واإلبداع فى تفعيل التنمية‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬فهى توفر البيئة المالئمة لرعاية العلوم والمعرفة التى تنتج اإلبتكار‪ ،‬وقد القت‬
‫حدائق البحوث إقباالً منقطع النظير في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى كخطة إستراتيجية‬
‫للتنمية اإلقتصادية‪ ،‬ففى ديسمبر ‪ 1993‬كان هناك ‪ 113‬حديقة علمية يعمل بها ‪ 225‬ألف عامل‬
‫ومقـ ــام عليها أكثر من أربعة أالف شـ ــركة خاصة على مســاحة تزيد على ‪ 929‬هكتار‪ ،‬وفي عــام‬
‫‪ 1998‬إرتفــع عدد الحدائق ليصل إلى ‪ 200‬حديقة‪ ،‬ومما يجــدر اإلش ــارة إليه أن ال ــواليات‬
‫المتحدة األمريكية والحكومات المحلية قد أنفقت مب ــالغ ط ــائلة حتى تجنى ثمـ ــار هذه‬
‫الخطة لتنشيط األحوال اإلقتصادية بها من خـ ــالل خلق فرص عمل وتحقيق مكانة مرموقة في‬
‫ظـ ــل المنافسة الشديدة وسباق عصر المعلومات‪ ،‬ولقد إنتشرت الحدائق العلمية وحدائق البحوث‬
‫فى الواليات المتحدة حيث أصبح فى كل والي ــة أكثر من حـ ــديقة بحثية‪ ،‬ولم يعـ ــد هناك مفر من‬
‫حـ ــدوث تنافس شرس بين تلك الحدائق؛ رغبة فى إجتذاب شركات التقنية العالية ومؤسسات‬
‫البحوث والتطوير المرموقة‪ ،‬وتتميز حدائق البحوث بالواليات المتحدة األمريكية بمجموعة من‬
‫السمات والخصائص من أهمها (‪:)2‬‬
‫الشراكة مع الجامعات حيث توجد قوى عاملة محترفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فرص الشراكة مع مؤسسات دولية أخرى (خاصة إذا كانت خارج الواليات المتحدة‬ ‫‪‬‬
‫األمريكية)‪.‬‬
‫وجود دعم وتمويل لإلبتكارات وللشركات المتفرغة عن أعمال قائمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‬
‫‪ )1‬أحمد حسين عبدالمعطي‪ " :‬استراتيجية مقترحة لتطوير االنتاجية العلمية البحثية ألعضاء هيئات‬
‫التدريس بالجامعات المصرية في ضوء المعايير العالمية لتصنيف الجامعات ‪ :‬دراسة تحليلية" ‪ ،‬مجلة كلية‬
‫التربية بأسيوط‪ ،‬المجلد (‪ ،)31‬العدد (‪ ،)3‬ابريل ‪ ،2015‬ص ‪. 66‬‬
‫(‬
‫‪ )1‬جامعة الملك عبد العزيز‪ :‬نحو مجتمع المعرفة – الحدائق العلمية ومناطق التقنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫القدرة على اإلستعانة بالشركات الكبرى ذات النفوذ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫صبغ المنطقة المحيطة بالحديقة بصبغة اإلبتكار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود آليات لنقل التقنية ليست فى حاجة لبناء بنية تحتية إضافية مكلفة وتفوق‬ ‫‪‬‬
‫اإلحتياجات الموجودة‬
‫انطالقاً مماسبق يتبين إن هناك مجموعة من اآلليات التى ساهمت بشكل كبير فى ترسيخ‬
‫ريادة األعمال بالواليات المتحدة األمريكية بشكل عام‪ ،‬وبالتعليم الجامعى بشكل خاص‪ ،‬بداية من‬
‫إعتناق الشعب األمريكى ثقافة ريادة األعمال المتأصلة فيه واستعداده لقبول وإ حتضان المخاطر‬
‫ومن ثم تسرب هذه الثقافة وهذا الفكر إلى األجيال المتعاقبة‪ ،‬إضافة إلى وجود القيادة الريادية‬
‫القادرة على ترسيخ القيم الريادية‪ ،‬وتأصيل النشاط الريادى والعمل الحر‪ ،‬وتبنىها التوجه‬
‫الريادى فى جميع ممارساتها وأنشطتها‪ ،‬وحاضنات أعمال تتولى تقديم الخدمات والتسهيالت‪،‬‬
‫وترعى اإلبتكارات وتدعم نتائج العملية التعليمية وتسويق التقنيات ونتائج األبحاث‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى وجود بنية تحتية بحثية متطورة ومناخ لبحث علمى ريادى يمول من كافة مؤسسات الدولة‬
‫وهيئات المجتمع وطوائفه ؛ كل هذه المقومات وتلك اآلليات وغيرها ؛ جعلت من الواليات‬
‫المتحدة األمريكية مصدراً غزيراً لإلبتكار ومنبعاً فياضاً للنشاط الريادى ومورداً حنوناً لريادة‬
‫األعمال‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع آليات دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر‬
‫يأتى هذا المبحث للوقوف على وضعية ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر‪ ،‬وتحليل‬
‫نقاط الضعف فى سياساته وبرامجه وأنشطته ليتسنى االستفادة من خبرة كل من الواليات المتحدة‬
‫األمريكية لعالج أوجه القصور الموجودة‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الثقافة الريادية‬


‫تؤثر المعايير اإلجتماعية والثقافية على مستوى ريادة األعمال حيث يمكن أن تكون‬
‫الثقافة الوطنية آلية دعم وتحفيز على المخاطرة الريادية واإلبداع واالبتكار‪ ،‬أو قد تكرس‬
‫الخوف‪ ،‬ويؤكد الخبراء المصريون على الدور واألثر السلبى للثقافة الوطنية كآلية لدعم ريادة‬
‫األعمال‪ ،‬فهى ليست داعمة للنجاح الفردى‪ ،‬كما أن لها أثراً سلبياً كبيراً يتمثل فى مخاطر تشجيع‬

‫‪461‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫وتنظيم القيام بالمشروعات الريادية‪ ،‬وتشجيع اإلبداع واالبتكار والمبادرات الشخصية‪ ،‬ورعاية‬
‫اإلكتفاء الذاتى؛ ممايقلل من دوافع الفرد نحو ريادة األعمال(‪.)1‬‬
‫وفى التعليم الجامعى المصري توجد بعض القيم واألنماط السلوكية والثقافية السائدة التى‬
‫تضعف من عزم مؤسساته وتحد من قدرتها وتطويرها‪ ،‬وتحد من عزيمة الطالب فى التوجه‬
‫نحو ثقافة ريادة األعمال‪ ،‬وقد بينت إحدى الدراسات الميدانية أن ثقافة ريادة األعمال والعمل‬
‫الحر فى المجتمع المصرى تمثل ‪ %24‬فقط‪ ،‬كما أن نسبة طالب التعليم الجامعى بمصر الذين‬
‫يميلون لممارسة نشاط ريادة األعمال التزيد عن ‪ %41‬؛ مما يؤكد على ضعف اإلحساس بين‬
‫طالب وطالبات الجامعات المصرية بالتأثير الذى يمارسه المجتمع والسياسات الحكومية فى‬
‫تشكيل الشخصيات الريادية فى المجتمع (‪ ،)2‬وضعف الدور الذى تقوم به األسرة المصرية ‪-‬‬
‫رغم أهميته فى غرس القيم الريادية وثقافة ريادة األعمال لدى أبناءها من طالب التعليم‬
‫الجامعى‪ ،‬وفى تنمية السمات والقدرات والمهارات الريادية لديهم وبروز دورهم وتجاربهم‬
‫العملية فى أثناء الدراسة الجامعية(‪.)3‬‬
‫كما أن هناك حاجة إلى توحيد البرامج الموجهة لتشجيع ثقافة العمل الحر وريادة‬
‫األعمال ونشرها بين طالب التعليم الجامعى‪ ،‬وعلى الرغم من قيام الصندوق اإلجتماعى للتنمية‬
‫بخدمات متعددة لتشجيع األجيال الجديدة على تبنى ثقافة إقامة المشروعات بدالً من ثقافة البحث‬
‫عن وظائف بالطرق التقليدية ويعاونه فى ذلك العديد من المراكز البحثية المتخصصة‬
‫والجامعات الحكومية والوكاالت اإلجنبية المانحة إال أن كل جهة من هذه الجهات تعمل بشكل‬
‫منفرد وبدون تنسيق مع الجهات األخرى على الرغم من وحدة األهداف التى تسعى لها هذه‬
‫المراكز وتلك الجهات ؛ مما قد يؤثر سلباً على تحقيق هذه األهداف أو يقلل من نسب تحقيقها أو‬
‫معدالتها المأمولة (‪.)1‬‬

‫(‬
‫‪1) Hattab .H : Egypt Entrepreneurship Report 2012 ,Global Entrepreneurship‬‬
‫‪Monitor , Op .Cit , PP.58- 59.‬‬
‫(‪ )2‬عمرو عالء الدين زيدان‪" :‬دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات فى‬
‫الجامعات المصرية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.472‬‬
‫‪ )1‬عمرو عالء الدين زيدان‪ :‬ا لعوامل المؤثرة فى تكوين السمات الريادية لدى طالب الجامعات‬ ‫(‬

‫المصرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫(‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫كما أن بعض خريجي الجامعات يفتقرون إلى الثقافة والمعرفة‪ ،‬حيث تقتصر ثقافتهم‬
‫على بعض المعرفة النظرية والعملية المحدودة فى مجال التخصص فقط دون التعمق في‬
‫جزئياته‪ ،‬ويجهلون المعرفة ويفتقدون الكثير من المعلومات خارج إطار تخصصهم‪ ،‬كما‬
‫يفتقرون إلى المعلومات العامة التي يحتاجها الشخص في كثير من مجاالت الحياة‪ ،‬وقد يرجع‬
‫االفتقار إلى الثقافة المعرفية أو ضعفها إلى قلة أو عدم القراءة ؛ األمر الذى يتسبب فى ضعف‬
‫التحصيل العلمي والمعرفى‪ ،‬كذلك قلة اإلهتمام والعناية بالجوانب الثقافية عند وضع السياسة‬
‫التعليمية والخطط التعليمية‪ ،‬واإلقتصار على تلقي المعلومات والحقائق العلمية مما يضعف من‬
‫وجود البيئة الداعمة ‪ ,‬وندرة خلق وبناء مناخ بحثي وتقني صحى(‪.)2‬‬
‫ويرى الباحث أن الموروثات الثقافية لدى الشعب المصرى تحض الطالب وتحثهم على‬
‫التمسك بالوظائف الحكومية باعتبارها من وجهة نظرهم أكثر أماناً من خوض مخاطرة غير‬
‫معلومة العواقب وغير مضمونة النتائج‪ ،‬فالخوف من الجديد سمة تميز غالبية طالب التعليم‬
‫الجامعى المصرى فهذه الموروثات ترسخت فى اذهان الطالب وفى شخصياتهم مما يصعب‬
‫معها تغيير أفكارهم وأنماط شخصيتهم التى تتسم باالنعزالية واالتكالية‪.‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬القيادة الريادية‬


‫فى مصر بذلت وتبذل محاوالت من أجل تنمية وتطوير قدرات القيادات األكاديمية‬
‫اإلدارية بمؤسسات التعليم الجامعى من خالل مراكز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس‬
‫والقياات بالجامعات المصرية وفقاً لإلستراتيجية القومية لتطوير التعليم العالى ؛ إال أن هناك‬
‫العديد من أوجه القصور التى تعانى منها هذه القيادات اإلدارية من أهمها ‪ :‬قلة التركيز على‬
‫مبادرات التغيير والتجديد خوفاً من المخاطرة والمساءلة ؛ مما أدى إلى التقيد بمسارات العمل‬
‫الشكلى ونمطية األداء ومن ثم القضاء على كل محاوالت اإلبداع واإلبتكار والمبادرات‬
‫الشخصية (‪.)1‬‬

‫‪)2‬عمرو عالء الدين زيدان‪ " :‬دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات‬ ‫(‬

‫فى الجامعات المصرية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.478‬‬


‫‪ )3‬أحمد حسين عبدالمعطي ‪ ":‬استراتيجية مقترحة لتطوير االنتاجية العلمية البحثية ألعضاء هيئات التدريس‬ ‫(‬

‫بالجامعات المصرية في ضوء المعايير العالمية لتصنيف الجامعات ‪ :‬دراسة تحليلية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ )1‬نهلة سيد حسن‪ " :‬تنمية مهارات القيادة اإلستراتيجية للقيادات األكاديمية بالجامعات المصرية في ضوء‬ ‫(‬

‫تطبيقات بعض الجامعات األجنبية "‪ ،‬دراسات تربوية واجتماعية‪ ،‬المجلد (‪ ،)19‬العدد (‪ ،)4‬أكتوبر‬
‫‪463‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫وبناء عليه يمكن استنتاج أن ثمة قصور شديد فى الممارسات الريادية لدى القيادات‬
‫ً‬
‫اإلدارية بالتعليم الجامعى المصرى حيث أن أهم سمات القيادة الريادية هى المبادرة والمخاطرة‬
‫واقتناص الفرص‪ ،‬باالضافة إلى االبتكار والتجديد والتغيير والتخلى عن النمطية‪ ،‬وطالما هذه‬
‫السمات تفتقدها القيادة اإلدارية بالتعليم الجامعى كما ذكر‪ ،‬وبالتالى فإن فرص وجود قيادات‬
‫ريادية بالتعليم الجامعى المصرى تشجع المبادرة والسلوكيات الريادية تصبح نادرة‪.‬‬
‫كما يشير واقع القيادة بالتعليم الجامعى فى مصر إلى وجود العديد من نقاط الضعف‪،‬‬
‫كما تواجهها بعض المشكالت التى تحد من فعاليتها وقدرتها على تحقيق أهدافها‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫من خالل ‪ :‬غياب التوصيف الدقيق للوظ ــائف اإلدارية بالجامعات المصـ ــرية‪ ،‬وضعف مه ــارات‬
‫القيا ــدة اإلدارية والتسويقية ل ــدى القيادات الجامعية‪ ،‬ضعف البرامج التدريبية لتنمية القدرة على‬
‫اإلبداع وقلتها‪ ،‬القصور فى تطبيق األساليب التكنولوجية فى اإلدارة الجامعية فى جميع فروعها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ضعف القدرة على صياغة األهداف وأولوياتها وتحديد استراتيجياتها التى يتم‬
‫تحديدها عبر قانون تنظيم الجامعات وتعديالته المستمرة (‪.)2‬‬
‫وتتسم القيادة اإلدارية بمؤسسات التعليم الجامعى المصرى بمجوعة من السمات التى‬
‫يبعدها كل البعد عن وصفها بالقيادة الريادية ومن هذه السمات(‪:)3‬‬
‫‪ ‬ال يعتبر االبتكار وتحمل المخاطرة من ممارسات القيادات الجامعية حيث يؤمن الكقيرون‬
‫بأنه ليس مطلباً هاماً واساسياً فى نجاح القيادات الجامعية ‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف تشجع القيادة على التفكير اإلبداعى واألداء االبتكارى ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل الجماعى وروح الفريق ليس سمة من السمات المميزة للقيادة الجامعية‪ ،‬ضعف تبادل‬
‫اآلراء واألفكار والمقترحات التى تساعد على إتمام العمل على خير مايكون ‪.‬‬
‫‪ ‬تضارب وإ زدواجية اإلختصاصات والمسؤوليات بين أقسام الكليات‪.‬‬

‫‪ ،2013‬ص ‪. 379‬‬
‫‪ )1‬طارق ابو العطا األلفى‪ " :‬تطوير االدارة الجامعية باستخدام االدارة االستراتيجية "‪ ،‬مجلة كلية التربية‬ ‫(‬

‫ببنها‪ ،‬العدد (‪ ،)94‬الجزء(‪ ،)2‬ابريل ‪ ،2013‬ص ‪.243‬‬


‫‪ )2‬ايمن السيد غنيمى ابراهيم ‪ ":‬دور الثقافة التنظيمية فى تعديل السلوك القيادى‪ :‬بالتطبيق على القيادات‬ ‫(‬

‫االدارية بجامعة عين شمس"‪ ،‬المجلة العلمية لإلقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد ( ‪ ،2010 ،)3‬ص ص ‪.135-133‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬تحبذ القيادات اإللتزام التام باللوائح واالجراءات وقواعد العمل دون إجتهاد من العاملين‬
‫ويتدخلون فى كل صغيرة وكبيرة للتأكد من تأدية العمل بالشكل الذى يريدونه‪.‬‬
‫‪ ‬ندرة إتاحة الفرصة للعاملين لتحمل قدراً كبيراً من المخاطرة لتطبيق اإلبتكارات الجديدة‬
‫والمبتكرة‪.‬‬
‫وبناء عليه ومما اليدع مجاالً للشك أن بعض القيادات الجامعية تمثل معوقاً رئيساً‬
‫ً‬
‫وتحدياً أساسياً لتشجيع ريادة األعمال‪ :‬غياب تبادل اآلراء والمقترحات وغياب روح الفريق‪،‬‬
‫واإللتزام الحرفى باللوائح وقواعد العمل‪ ،‬والتدخل فى صغائر مايكلفون به المرؤوسين من عمل‬
‫يعوق ابتكاراتهم واليشجعهم على المبادرة وطرح رؤى جديدة تعبر عن شخصيتهم وقدراتهم؛‬
‫مما ينجم عنه عزوف الكثيرين عن مجرد التفكير فى خوض مغامرة ريادة األعمال إنطالقاً من‬
‫عدم وجود من يشجعهم ويترك لهم الحرية فى هذا المجال‪.‬‬
‫كما تواجه القيادات اإلدارية بالتعليم الجامعى المصرى العديد من المشكالت والمواقف التى‬
‫تعوق ممارساتها ويتضح ذلك فيما يلى‪:‬‬
‫‪ ‬البطء الشديد فى اإلستجابة لمطالب التغيير والتطوير نظرًا لتعقد التنظيمات البيروقراطية‪،‬‬
‫اإلفتقار إلى سياسات واضحة تتس ــم بوض ــوح الرؤي ــة لطبيعة المخرجات الجامعية ومعايير‬
‫األداء الجامعى‪ ،‬وضعف التنسيق وضعف اإلتصال بين المؤسسات الجامعية داخل الجامعة‬
‫وبين خطط التنمية بالمجتمع‪ ،‬وجمود االجراءات واللوائح اإلدارية واالجراءات البيروقراطية‬
‫(‪.)1‬‬
‫وخالصة القول‪ :‬تعانى القيادات اإلدارية بالجامعات المصرية جوانب ضعف وقصور‬
‫يعرقل حركتها ويفقدها صفة الريادية ؛ ومن ثم ال تستطيع غرس االبداع واالبتكار وثقافة ريادة‬
‫األعمال لدى العاملين بالتعليم الجامعى وعلى رأسهم الطالب‪ ،‬والتغرس القيم الريادية‪ ،‬وال‬
‫تشجيع المبادرة‪ ،‬المخاطر والسلوك الريادي فى نفوسهم ؛ لالستفادة من الفرص المتاحة إلنشاء‬
‫مشروعات‪ ،‬وتحمل المسؤولية الشخصية وإ دارة التغيير داخل البيئة الديناميكية‪.‬‬

‫‪ )1‬فاروق جعفر عبد الحكيم ‪ " :‬حوكمة الجامعات مدخل لتطوير االدارة من خالل المشاركة " ‪ ،‬العلوم‬ ‫(‬

‫التربوية ‪ ،‬المجلد ( ‪ ، )19‬العدد (‪ ، )1‬يناير ‪ ،2011‬ص ‪.315‬‬


‫‪465‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫ثالثاً‪ :‬حاضنات األعمال‬
‫بالرغم من الجهود المصرية فى إقامة حاضنات األعمال كإحدى آليات دعم ريادة‬
‫األعمال بمختلف أنواعها من أجل إحتضان المشروعات الريادية وحفز وتشجيع ريادة األعمال؛‬
‫اإل أن هذه الجهود يقابلها بعض المشكالت ويعتريها العديد من التحديات يتضح فى األتى‪:‬‬
‫‪ ‬اتسمت تجربة جمهورية مصر العربية فى اقامة حاضنات األعمال بالتذبذب بين اهتمامات‬
‫حكومات واهمال الحكومات الخرى‪ ،‬وعدم تقديم الحاضنات الخدمات بتكاليف ميسرة يفقدها‬
‫معناها فالحاضنات نفسها فى حاجة إلى المساندة والدعم من قبل الدولة بمختلف صوره لكى‬
‫تقوم الحاضنة بدورها المنوط بها فى المجتمع (‪.)1‬‬
‫‪ ‬اتسمت الجهود المصرية فى اقامة حاضنات األعمال بالتخبط‪ ،‬وعدم وضوح الرؤية منذ‬
‫البداية‪ ،‬كما أن الجمعية التى أنشأت كهيئة مركزية للحاضنات اقتصر دورها على إدارة عدد‬
‫محدود من الحاضنات التابعة للصندوق اإلجتماعى للتنمية ولم يعد لها أى دور مركزى‪ ،‬كما‬
‫كان مخطط فى بداية التجربة‪ ،‬كما اقتصر عدد الحاضنات التابعة للصندوق اإلجتماعى‬
‫على ‪ 7‬حاضنات فقط وتعمل على تأجير وحداتها للشباب المنتسب لها وتقدم له قروض‬
‫بنفس شروط باقى المشروعات الضغيرة المستهدف رعايتها من الصندوق‪ ،‬ولم تعد تقدم‬
‫هـ ـ ــذه الحاضنات الخدم ـ ــات المكملة لمفه ــوم الحاضنات كاالستشارات الفنية واإلدارية‬
‫والقانونية والتسويقية وغيرها‪ ،‬كما لم تعد تهتم باقامة شبكة من العـ ــالقات بينها وبين مراكز‬
‫األبحاث بالجامعات والمعاهد أو رجـ ــال المستثمرين‪ ،‬كما أنها التمول اشتراك هذه‬
‫المشروعات المحتضنة فى المؤتمرات العلمية والمعارض الدولية للتسويق ومن ثم التمثل‬
‫الشكل المتكامل لإلحتضان (‪.)2‬‬
‫‪ ‬ضعف القدرات التسويقية للحاضنات خارج الجامعات نظراً لقلة خبرة الجامعات فى هذا‬
‫المجال ؛ مما قد يؤدى إلى التركيز فقط على احتضان طالب التعليم الجامعى‪ ،‬وبالتالى رفع‬
‫تكلفة الحاضنات وتقليل من فرصتها فى االستدامة المالية ؛ األمر الذى قد يؤدى إلى انهاء‬

‫‪ )2‬زينب عباس زعزوع ‪ " :‬حاضنات االعمال ودورها فى تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى‬ ‫(‬

‫مصر – نماذج من التجارب الدولية " ‪ ،‬مجلة كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬المجلد (‬
‫‪ ، )17‬العدد (‪ ، )4‬أكتوبر ‪ ،2016‬ص ‪.192‬‬
‫‪ )1‬نيفين توفيق‪" :‬مفهوم حاضنات االعمال وتطبيقاته فى الحالة المصرية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬ ‫(‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫نشاطها‪ ،‬ضعف القدرات الجامعية البحثية والمعملية وضعف كافة االمكانات مقارنة‬
‫بمتطلبات السوق وامكانات قطاع الصناعة مما يقلل من فرص الحاضنات فى االستفادة من‬
‫هذه المعامل والمختبرات وبالتالى يزيد من تكلفة الحاضنات الجامعية (‪.)3‬‬
‫‪ ‬ضعف دور الهيئات الداعمة مالياً لنشاطى االبتكار واالختراع‪ ،‬وضعف مشاركة القطاع‬
‫الخاص فى عمليات التمويل‪ ،‬وقلة عدد الحاضنات التكنولوجية وغياب التشريعات التى تنظم‬
‫عمل الحاضنات ونقص شبكات االتصال بين التعليم وسوق العمل‪ ،‬والضعف اإلعالمى‬
‫لدور الحاضنات التكنولوجية واألنشطة المختلفة التى يمكن أن تقدمها وغياب اإلدارة‬
‫المتخصصة فى إدارة الحاضنات التكنولوجية وانتشار البيروقراطية (‪.)1‬‬
‫‪ ‬ما زالت الحاضنات التكنولوجية المصرية لم تحدث األثر المنشود ولم تنجح فى التغلب على‬
‫الفجوة القائمة بين الجامعات والمراكز البحثية من ناحية‪ ،‬ومعالجة قضايا المجتمع بقطاعاته‬
‫المختلفة واإلنتاجية من ناحية أخرى‪ ،‬وضعف دور الجامعات المصرية فى تحقيق التنمية‬
‫فى المجتمع‪ ،‬ولعل ذلك يمكن أن يرجع إلى عوامل تتعلق بالهوية الثقافية أو بالسياق الثقافى‬
‫واإلجتماعى مثل ‪ :‬عدم تقبل الحاضنات ودورها المنوط القيام به‪ ،‬وعدم التنسيق مع‬
‫الشركات والمصانع للتعرف على متطلباتها وتحديد احتياجاتها ومحاولة حلها‪ ،‬وعزوف‬
‫العديد من خريجى الجامعات عن إقامة المشروعات نتيجة نقص الخبرة أو افتقاد المهارات‬
‫المطلوبة‪ ،‬وغيرها من العوامل األخرى (‪.)2‬‬
‫‪ ‬وتأسيساً على ماسبق يتبين أن حاضنات األعمال بمصر وخاصة التابعة للجامعات برغم‬
‫ماتقوم به من خدمات إال أنها تعانى من العديد من المعوقات من أهمها ‪ :‬العامل القانونى‬
‫والتشريعى المتمثل فى قلة النصوص التشريعية والقانونية المسيرة والمسهلة لنشاط االبتكار‬
‫واالختراع أو باألحرى غياب النصوص القانونية حول وضعية الباحث‪ ،‬العامل المالى‬
‫‪ )2‬أحمد نجم الدين عيداروس‪ ،‬أشرف محمود أحمد‪ " :‬تصور مقترح إلدارة حاضنات األعمال الجامعية‬ ‫(‬

‫بمصر فى ضوء أفضل الممارسات العالمية "‪ ،‬مجلة كلية التربية ببنها‪ ،‬المجلد (‪ ،)24‬العدد (‪ ،)95‬يوليو‬
‫‪ ،2013‬ص ‪ ،211‬ص ‪.296‬‬
‫‪ )3‬عادل عبد الفتاح سالمة‪ ،‬مرفت صالح ‪ ،‬حنان ابوغزالة‪ " :‬دور الحاضنات التكنولوجية فى ادارة‬ ‫(‬

‫البحث العلمى بالجامعات "‪ ،‬مجلة كلية التربية بعين شمس‪ ،‬العدد (‪ ،)39‬الجزء (‪ ،2015 ،)3‬ص ‪.133‬‬
‫‪ )1‬خالد صالح حنفى محمود‪ " :‬الحاضنات التكنولوجية كآليات للربط بين الجامعات وقطاعات اإلنتاج فى‬ ‫(‬

‫مجالي البحث العلمي وخدمة المجتمع‪ :‬دراسة تحليلية آلراء أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 58‬‬
‫‪467‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫المتمثل فى ضعف تمويل البحث العلمى‪ ،‬العامل المؤسساتى والتنظيمى المتمثل فى غياب‬
‫الهياكل المختصة فى نقل وتوزيع االبتكارات‪ ،‬األمر الذى يقف عائقاً كبيراً أمام ريادة‬
‫األعمال باعتبار حاضنات األعمال من آليات دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى‪.‬‬

‫رابعا ً‪ :‬البحث العلمى وحدائق البحوث‬


‫بالرغم من هذه الجهود إال أن المنظومة البحثية فى مصر تعانى من العديد من نقاط‬
‫الضعف والقصور بينتها التقارير الرسمية واالستراتيجيات والخطط القومية والدراسات من أهم‬
‫جوانب القصور‪:‬‬
‫غياب الرؤية الشاملة والنظرة المستقبلية لدور البحث العلمى فى مستقبل التنمية‬ ‫‪‬‬
‫واستثمار الموارد القومية وغموض الفلسفة العامة وغياب سياسات علمية بحثية حقيقية‬
‫بعيدة عن التذبذب‪ ،‬ضعف التكامل وضعف وضوح نظام التخطيط للدراسات العليا والبحوث‬
‫؛ وقد أدى ذلك إلى تباعد برامج وخطط البحث العلمى عما هو مطلوب فعالً للحصول على‬
‫مخرجات ذات جودة عالية‪ ،‬ضعف اإلهتمام بوجود خطة بحثية متكاملة فى كل جامعة تتبع‬
‫من حاجة اإلقليم الذى توجد فيه الجامعة شتت الجهود فى دراسة مشكالت الربط بينهما وال‬
‫خطة تجمعهما (‪.)1‬‬
‫االفتقار إلى إستراتيجية بحثية علمية ورؤية واضحة المعالم ومحددة األهــداف للبحث‬ ‫‪‬‬
‫العلمى وعدم وجود سياسة واضحة المعالم للبحث التربوى فى مصر والتى يمكن أن تستند‬
‫إليها المراكز البحثية والجامعات لتحديد محاور البحوث وتنفيذها ويبدو أن عدم وجود‬
‫استراتيجيات تضبط األولويات وتوجيه الموارد لتنمية الطاقات والقدرات المتاحة والمتوفرة‬
‫والقدرات المتاحة حسب سلم األولويات الموضوعة‪ ،‬عدم ربط الخطط والمشروعات البحثية‬
‫بخطط الدولة السنوية والخمسية بالرجوع إلى مطالب المجتمع وإ حتياجاته ومشكالته‬
‫ومتطلبات خطط التنمية الخاصة به؛ مما ترتب عليه القيام بالبحوث بصورة اجتهادية إن لم‬
‫تكن عشوائية‪ ،‬كما ترتب عليه تكرار البحوث وأصبح األمر متروكاً لألهواء الشخصية فى‬
‫االختيار والسهولة فى اإلجراء وعدم إنتماءها لمدرسة فكرية بعينها(‪.)2‬‬

‫‪ )1‬سماح زكريا محمد‪" :‬حاضنات اإلبداع العلمى بالجامعات المصرية فى ضوء متطلبات إقتصاد المعرفة‬ ‫(‬

‫رؤية مقترحة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫ضعف التشريعات التى تحكم تنظيم وأداء البحث العلمى بالجامعات المصرية برغم‬ ‫‪‬‬
‫إتاحة حرية البحث العلمى‪ ،‬باإلضافة إلى الضعف فى التشريعات والقوانين الخاصة بها‬
‫مثل‪ :‬مسألة حقوق الملكية وندرة وجود إطارات عمل تنظيمية تعمل على حماية الملكية‬
‫الفكرية‪ Intellectual Property‬التى تشكل القوة الرئيسية المحركة للبحث والتطوير‬
‫واإلبداع وذلك من خالل إنشاء إطار عمل تشريعى يحكم معايير تحفيز العاملين فى منظومة‬
‫التعليم والبحث(‪.)3‬‬
‫قلة النصوص التشريعية والقانونية والمسيرة والمسهلة لنشاط االبتكار واالختراع أو‬ ‫‪‬‬
‫باألحرى غياب النصوص القانونية حول وضعية الباحث‪ ،‬باإلضافة إلى العامل المؤسساتى‬
‫والتنظيمى والذى يتمثل فى غياب الهياكل المختصة فى نقل وتوزيع االبتكارات‪ ،‬وضعف‬
‫العالقة بين الجامعات والشركات الصناعية‪ ،‬ونقص الكفاءات العلمية والتكنولوجية‬
‫المختصة ذات التأهيل العالى‪ ،‬وإ نعدام حرية الباحثين‪ ،‬وعدم تسويق نتائج البحوث‪ ،‬وغياب‬
‫مساهمة الهيئات المساعدة والممولة مالياً (‪.)4‬‬
‫ضعف اإلتصال العلمى ألعضاء هيئة التدريس‪ ،‬وضعف إنتاجهم العلمى‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على الماجستير والدكتوراه‪ ،‬وإ ذا تم بعد ذلك يكون بغرض الترقى فقط وليس‬
‫بغرض التجديد والتطوير واإلبداع‪ ،‬باالضافة إلى ضعف إعداد وتكوين الباحث العلمى‬
‫ونقص قدراته البحثية لعدم إحتكاكه بواقع اإلنتاج والخدمات لمعرفة المشكالت الحقيقية‬
‫المراد بحثها بالفعل حتى اليكون إنتاجهم العلمى عديم الجدوى للمجتمع‪ ،‬وأيضاً ضعف‬
‫اإلتصال بين العلماء وغياب التجمعات العلمة بينهم والتى تساعد الباحثين على توليد األفكار‬
‫اإلبداعية الجديدة فى مجاالت البحث المختلفة (‪.)1‬‬

‫‪ )2‬محمد مجاهد زين الدين‪ " :‬درجة مسايرة البحث العلمى فى كليات التربية بمصر لالتجاهات العالمية‬ ‫(‬

‫كما يراها أعضاء الهيئة التدريسية "‪ ،‬مجلة التربية‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬الجزء (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)156‬ديسمبر‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.37‬‬
‫‪ )3‬سماح زكريا محمد‪ " :‬حاضنات اإلبداع العلمى بالجامعات المصرية فى ضوء متطلبات إقتصاد‬ ‫(‬

‫المعرفة رؤية مقترحة "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 69‬‬


‫‪ )1‬عادل عبد الفتاح سالمة‪ ،‬وآخرون‪ " :‬دور الحاضنات التكنولوجية فى ادارة البحث العلمى بالجامعات"‪،‬‬ ‫(‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103.‬‬


‫‪ )2‬سماح زكريا محمد‪ " :‬حاضنات اإلبداع العلمى بالجامعات المصرية فى ضوء متطلبات إقتصاد‬ ‫(‬

‫المعرفة رؤية مقترحة "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.70-69‬‬


‫‪469‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫هناك إنخفاض فى معدل اإلنفاق على البحث العلمى فهو أقل من المعدل العلمى قياسًا‬ ‫‪‬‬
‫بمعايير المنظمات الدولية كالبنك الدولى‪ ،‬ومنظمة األمم المتحدة حيث أن نسبة اإلنفاق المثالى‬
‫أكثر من ‪ %2‬فاالعتمادات المخصصة للبحث العلمى فى مصر تظهر لنا حقائق يجب الوقوف‬
‫عندها حيث إتضح أن نسبة اإلنفاق ظلت ثابتة عامى ‪ 2006/2007 ،2005/2006‬حيث‬
‫كانت ‪ ،% ,26‬وفى عام ‪ 2007/22008‬بلغت ‪ ،% ,27‬ثم انخفضت عام ‪2008/2009‬‬
‫إلى ‪ ،%,24‬وفى عام ‪ 2009/2010‬وصلت ‪ ،% ,4‬أى أن هناك تذبذب يعود إلى عدم‬
‫اهتمام السياسيين بالقطاع البحثى مما ادى إلى قلة التمويل (‪.)2‬‬
‫ضعف اإلهتمام بتوظيف البحث العلمى فى حل مشكالت المجتمع وإ حداث التنمية‬ ‫‪‬‬
‫القومية‪ ،‬قلة توافر نظام يحرص على االستفادة من نتائج البحوث المتميزة التى قد ينتهى‬
‫إليها طالب الدراسات العليا فى رسائلهم العلمية لدرجتى الماجستير والدكتوراه وأعضاء‬
‫هيئة التدريس فى ابحاثهم‪ ،‬باالضافة لغياب نظام يكفل المحافظة عليها‪ ،‬ضعف وجود‬
‫التعاون المنظم بين الجامعات ومؤسسات المجتمع واإلنتاج والخدمات المحيطة بها؛ مما أدى‬
‫ذلك إلى إضعاف دور الجامعة فى اإلسهام باإلرتقاء بهذه المؤسسات وتقديم جهد تعاونى‬
‫معها(‪.)3‬‬
‫غياب سياسات فعالة لربط االنتاج العلمى بالجامعات والمؤسسات البحثية والطلب‬ ‫‪‬‬
‫المجتمعى على البحوث من خالل الشركات الصناعية والمؤسسات الخدمية قد أثر على‬
‫مسيرة التعليم الجامعى ويعانى قطاع البحث العلمى فى مصر من العديد من المشكالت التى‬
‫تستلزم إعادة هيكلته فمن المالحظ أن الجهود البحثية تتركز فى الجامعات وتتراجع فى‬
‫غيرها من المؤسسات األخرى(‪.)4‬‬

‫‪ )3‬سعاد خليل ابراهيم‪ ،‬وآخرون‪ " :‬تدهور منظومة البحث العلمى فى مصر لماذا؟ "‪ ،‬التنمية اإلدارية‪،‬‬ ‫(‬

‫مصر‪ ،‬السنة (‪ ،)3‬العدد (‪ ،)140‬يوليو‪ ،2013‬ص ‪. 29‬‬


‫‪ )1‬سماح زكريا محمد‪ :‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‪.70‬‬ ‫(‬

‫‪ )2‬معتز خورشيد‪ ،‬محسن يوسف‪ :‬حوكمة الجامعات وتعزيز قدرات منظومة التعليم العالى والبحث‬ ‫(‬

‫العلمى فى مصر‪ ،‬مكتبة االسكندرية‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.24-23‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫المبحث الرابع‪ :‬اوجه االستفادة من خبرة الواليات المتحدة األمريكية فى دعم ريادة‬
‫األعمال بالتعليم الجامعى بمصر‬
‫من خالل استعراض بعض مالمح دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى فى الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬يمكن العمل على تطوير هذه البنية الداعمة لريادة األعمال كما يلى‪:‬‬

‫‪ -1‬الثقافة الريادية‬
‫تمثل ثقافة ريادة األعمال ركيزة من ركائز اإلقتصاد المعاصر وهى داعمة للتمكين ورفع‬
‫المقدرة التنافسية‪ ،‬فهى تعد آلية مساندة وداعمة للسلوك الريادى كالمخاطرة واالستقاللية وتشجيع‬
‫المغامرة‪ ،‬ومن ثم دعم ومساندة نمو ريادة األعمال بين طالب التعليم الجامعى وهى تتطلب ما يلى‪:‬‬

‫‪ ‬إرساء ثقافة ريادة األعمال في بيئة التعليم الجامعى لتشجيع االبتكار واالبداع وتحمل‬
‫المخاطرة‪ ،‬وتأصيل روح المبادرة لدى الطالب والمنتمين للجامعة‪ ،‬وتوعية كافة العاملين‬
‫بالجامعة بفلسفة ريادة األعمال من خالل الزيارات الميدانية لمواقع العمل‪ ،‬ومن خالل عقد‬
‫المؤتمرات والندوات وورش العمل‪.‬‬

‫‪ ‬وجود آلية فاعلة لنشر ثقافة القيادة الريادية بين المنتمين للجامعة‪.‬‬
‫‪ ‬تش ــجيع ممارس ــة ري ــادة األعمال من خالل عمل حمالت توعية لطالب الجامعة عن أهمية‬
‫ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬تحفي ــز المجتمع عب ــر تعل ــم مب ــادئ ريادة األعم ــال‪.‬‬
‫‪ ‬وج ــود حكومة تدعم العل ــوم التطبيقية وريادة األعمال من خالل سياس ــاتها المحفزة‪.‬في تنمي ــة‬
‫ريادة األعمال وتطوير المهارات والس ــمات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬استضافة نماذج من رجال األعمال الريادين لغرض تجاربهم الريادية على الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬عقد مسابقة ألفضل مشروع ريادى لطالب الجامعة مما يسهل من نشر ثقافة ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬نشر مجلة مخصصة تحث الطالب وأعضاء المجتمع على تبنى ثقافة ريادة األعمال ومن ثم‬
‫خوض مضمار الدخول فى ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام وسائل اإلعالم وحمالت التوعية لتثقيف األفراد فى مجال ريادة األعمال من أجل‬
‫التصدى جزئياً للخوف من المجازفة الذى يهيمن على مجال ريادة األعمال‪.‬‬

‫‪471‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ -2‬القيادة الريادية‬
‫تعد القيادة الريادية نوعاً خاصاً من القيادة المتعلقة بالقيادات العصرية التى من الممكن‬
‫أن توصل منظماتها إلى منظمات ريادية من خالل الرؤية اإلستراتيجية الواضحة نحو المستقبل‪،‬‬
‫وتحليل البيئة الخارجية‪ ،‬وأيضاً القدرة على اإلبتكار واالبداع‪ ،‬وتحمل المسؤولية وأخذ‬
‫المخاطرة التى من الممكن أن تواجهها فى المستقبل من أجل المنافسة العالية والثراء العلمى‪،‬‬
‫وتوليد الموارد المالية الذاتية للمحافظة على المركز األكاديمى بين الجامعات وتعزيز هذا‬
‫المركز‪ ،‬وهذا يتطلب القيام ببعض اإلجراءات منها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تتميز قيادة جامعية بالمرونة وسرعة اإلستجابة للتغيرات البيئية‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية قدرة القيادة ومهارات اإلدارة اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تعمل القيادة على مرونة النظام المالى واإلدارى وتبسيطه في الجامعة ؛ مما‬
‫يمكن القائد من اتخاذ القرارات بجرأة ودون تردد‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار القيادات الجامعية من بين القيادات التى تتصف بالرغبة في التطوير والمنافسة‬
‫العالية للوصول إلى التميز والريادة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وجود كفاءات بشرية يمكن تطويرها لتكون قيادة ريادية تساعد الجامعة لتكون‬
‫جامعة ريادية متميزة‪.‬‬
‫‪ ‬قيام القيادة الريادية باختيار فريق التطوير من العاملين أصحاب القدرات الريادية‬
‫القادرين على المنافسة وقبول المخاطرة العالية‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ إدارة التغيير في الجامعات بناء على متطلبات من سياق التعليم الجامعى الجديد فى‬
‫الدول المتقدمة من خالل تسليط الضوء على وجه الخصوص على أهمية وظائف‬
‫الجامعة الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬تركيز القيادة الجامعية على الطالب لغرس ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬توفير نظام إدارى يمكن القيادة الريادية من بث روح االبداع واالبتكار في منتسبى‬
‫الجامعة‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫‪ ‬العمل على زيادة مسؤولية الجامعة تجاه البيئة وتلبية احتياجاتها‪.‬‬


‫‪ ‬العمل على تنويع مصادر التمويل من أجل المحافظة على استقاللية الجامعة ؛ مما‬
‫يمكنها من توفير متطلبات ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق القيادة لمبادىء الالمركزية في إدارة وحدات الجامعة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تقوم القيادة الجامعية بالعمل على تضمين ريادة األعمال ضمن أنشطتها‬
‫اإلستراتيجية‪.‬‬

‫‪ -3‬حاضنات االعمال‬
‫حتى يمكن تفعيل دور "حاضنات األعمال" في تحقيق أهدافها‪ ،‬ومن ثم دعم ريادة‬
‫األعمال يتطلب القيام ببعض األجراءات منها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة تهيئة الظروف المادية والبشرية إلنشاء حاضنات األعمال على مستوى الجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل دور حاضنات األعمال في عملية التنمية‪ ،‬وذلك من خالل توفير بيئة تشريعية‬
‫وقانونية تعطي لهذه الحاضنات دوراً أكبر في العملية التنموية‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء حاضنات متخصصة لدعم األفكار الريادية والمشروعات الناشئة التي ال تتوفر لها‬
‫المقومات الالزمة للبدء الفعلي في العمل واإلنتاج‪ ،‬بهدف الوصول إلى تنمية محلية متوازنة‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬نشر الوعي في أوساط المستثمرين ورجال األعمال ؛ للمبادرة في االستثمار بهذه‬
‫الحاضنات‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من الكفاءات المحلية والمهاجرة من خالل إنشاء حاضنات أعمال‪ ،‬واالستفادة من‬
‫ثورة المعلومات‪ ،‬من أجل المساهمة في بناء مؤسسات تكنولوجية تساهم في دفع عجلة‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬نشر ثقافة الحاضنات التكنولوجية والحدائق العلمية ؛ وذلك لتحفيز قطاعات المحتمع على‬
‫دعم الجامعات المصرية‪ ،‬وتوعية المؤسسات الصناعية بالدور الذى تلعبه هذه الحاضنات‬
‫فى خدمة المجتمع وتطوره‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ ‬االستفادة من تجارب مؤسسات التعليم الجامعى في دول العالم في مجال الحاضنات‬
‫التكنولوجية والحدائق العلمية وذلك من خالل إقامة عالقات واسعة مع هذه الجامعات‪،‬‬
‫والتعرف على أهم التحديات التى واجهوها عند تأسيس الحاضنات النشاء حاضنات‬
‫تكنولوجية وحدائق علمية ناجحة في الجامعات المصرية ‪.‬‬
‫‪ ‬رسم السياسات واإلستراتيجيات والرؤية الواضحة للحاضنة‪ ،‬وتحديد الهيكل اإلدارى‬
‫والتنظيمى للحاضنة‪ ،‬وتحديد طرق تمويلها‪.‬‬
‫‪ ‬استحداث التشريعات القانونية لتنظيم العالقة بين الجامعات ومشاريع األعمال والشركات‬
‫وتحديد مسؤوليات وأخالقيات الحاضنات التكنولوجية للجامعات المصرية ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة أن تقوم الجامعات بدراسة شاملة لوضع نظام لتقييم المشاريع والشركات التى‬
‫تحتضنها وذلك من أجل اختيار المشاريع والشركات التى فعالً تستطيع المساهمة في النمو‬
‫االقتصادى والتطور التكنولوجى في مصر‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تخصيص منح للجامعات التى تسعى إلى انشاء حاضنة أو حديقة علمية وتقديم‬
‫الحوافز لكوادرها لدعم البحث العلمى على ضوء تجربة الواليات المتحدة األمريكية واليابان‬
‫‪ ‬توفير الدعم الفنى للحاضنات بربطها بالجامعات ومراكز البحث العلمى والكليات والمعاهد‬
‫التكنولوجية على وجه الخصوص‪ ،‬إضافة لالستفادة من تجارب الدول المتقدمة والمنظمات‬
‫الدولية المختصة في إقامة وتسيير الحاضنات‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الوعى لمفهوم حاضنات األعمال ودورها في دعم المشروعات الريادية‪ ،‬والتنسيق بين‬
‫حاضنات األعمال والتكنولوجيا وبين القطاع الخاص بحيث تكون شريكاً في عملية التنمية‬
‫وليست منافساً بفتح المجال لتكامل األدوار فيما بينهما في دعم عمل ريادى األعمال‬
‫‪ ‬عمل مسابقات بين حاضنات األعمال ومؤسسات المجتمع المدنى لتشجيع روح االبداع‬
‫واالبتكار والمسامة في دعم ريادة االعمال‪.‬‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬
‫البحث العلمى وحدائق البحوث‬
‫لتفعيل دور البحث العلمى كآلية من آليات ريادة األعمال يحتاج إلى مجموعة المتطلبات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬صياغة خطة إستراتيجية لرفع جودة البحث العلمى وفق المقاييس العالمية تحدد أهدافه‬
‫واتجاهاته ومنطلقاته وتأخذ بعين اإلعتبار متطلبات القطاعات اإلقتصادية وإ ستراتيجية‬
‫التنمية الوطنية ومشاكل المجتمع الرئيسة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود سياسات بحثية ترتكز على الجانب التطبيقى للربط بين البحث العلمى ومؤسسات‬
‫الصناعة واالنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة االهتمام بالبحث العلمى ودعمه واعتماده أساساً للتطوير على جميع المستويات من‬
‫خالل توفير متطلباته الرئيسية مثل ‪ :‬التمويل ورصد المخصصات الالزمة له وتفعيل‬
‫اسهامات القطاع الخاص به من خالل إيجاد تشريعات حكومية تسهل دعم مؤسسات القطاع‬
‫الخاص للبحث العلمى والتنسيق بين المؤسسات البحثية وتحسين بيئة البحث العلمى فى‬
‫الجامعات ؛ مما ينعكس إيجاباً على األنشطة الريادية التى تتدعم بوجود البحث العلمى‬
‫والمعلومات ذات العالقة‪ ،‬وكذلك ينعكس هذا إيجاباً على أداء األفراد والمنظمات والمجتمع‬
‫بشكل عام ‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون األبحاث واالفكار ومشروعات التخرج عبارة عن حلول عملية لمشاكل مصانع‬
‫ومؤسسات ويكون هناك اتفاق لتغطية النفقات المالية واألعباء ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير بيئة مناسبة ومشجعة على البحث العلمى واالبتكار من خالل اعتماد حوافز ومكافآت‬
‫مالية ومعنوية مجزية ومشجعة تغطى التكاليف المعيشية وتكاليف البحوث والتركيز على‬
‫العمل الجماعى المشترك من خالل البحوث المشتركة والفرق البحثية وتكثيف الحوارات‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة اعتماد أسس قانونية وأنظمة أكاديمية واضحة وملزمة وإ جراءات إدارية غير‬
‫معقدة وأنظمة مالية مرنة وكوادر إدارية مؤلة لمساندة العمل البحثى بكفاءة وفاعلية‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات‬ ‫أ‪.‬د ‪ /‬محمود عطا‪ ،‬د‪ /‬إيمان أحمد‪ ،‬أ‪ /‬خالد السيد‬

‫المتحدة األمريكية‬
‫‪ ‬إنشاء لجنة استشارية خاصة بالتبادل المعرفى والتعاون البحثى تتشكل من قيادات أعمال‬
‫وتضم خبراء من الباحثين في الجامعة لتحديد األهداف ذات األولوية للبحوث ووضوح‬
‫سياسات الملكية الفكرية والتأكيد من أن كل فرد على علم بها وأن الشركات تتفهم سياسة‬
‫الجامعة بهذا الشأن ‪.‬‬
‫‪ ‬تعميم فكرة مشروع التخرج البحثى لكل طالب في مرحللة البكالوريوس أو الليسانس بجميع‬
‫الكليات‪ ،‬ويمكن أن يكون هذا المشروع ضمن مقرر " أساليب ومناهج البحث العلمى" والذى‬
‫يجب إدراجه كمتطلب أساسى من متطلبات الجامعة‪ ،‬ويجب أن يركز على البحوث التطبيقية‬
‫والتى تتصدى للتحديات المجتمعية والقضايا اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برنامج الشغال الطالب في مرحلة البكالوريوس في أنشطة وممارسات بحثية ضمن‬
‫مشروعات تقدمها الكليات ترتبط بالسوق واإلقتصاد وتشجيع الطالب على تقديم أفكارهم‬
‫وابتكاراتهم ومساعدتهم على تحويلها لمنتج ذى قيمة‪.‬‬
‫‪ ‬وضع وتصميم وتنفيذ البحوث واستخدام التغذية المرتدة في تطوير برامج البحوث‬
‫وتصميمها وتنفيذها بما يعكس االحتياجات الفعلية لقطاعات األعمال والمشاكل العملية التى‬
‫تواجهها‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة وجود برامج الكتشاف المواهب ودعم الطالب المخترعين والباحثين ؛ نظراً‬
‫لتصاعد االهتمام البالغ باالختراعات واالبتكارات لدى الطالب على مستوى درجة‬
‫البكالوريوس‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء دور أكبر للباحثين األكاديميين في صنع القرار اإلقتصادى من خالل تحديد‬
‫احتياجات الوزارات وشركات القطاع الخاص وجعلها كمشاريع بحثية ريادية واستثمار‬
‫البحوث اإلستشارية التى تحتاجها‬
‫‪ ‬تطوير البنية التحتية للمراكز البحثية من خالل تحديث المختبرات وتوفير األجهزة واألدوات‬
‫الضرورية للبحث العلمى بما فيها إنشاء مركز للمعلومات في الجامعات وشبكات التواصل‬
‫اإللكترونى مع شبكات المعلومات العالمية‪ ،‬منح مراكز البحوث والدراسات اإلستشارية‬

‫‪476‬‬
‫العدد (‪ )116‬أكتوبرـ ج(‪2018 )7‬‬ ‫مجلة كلية التربية ببنها‬

‫صالحيات واسعة في اإلتصال بمواقع اإلنتاج والتعاقدات البحثية لتسويق أفكارها وخدماتها‬
‫أبحاثها على المستوى الحكومى والخاص‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم دور حقوق الملكية وبراءات االختراع للباحثين عن طريق‪ :‬وضع مناهج تغرس مفهوم‬
‫الملكية الفكرية وتغرز االبتكار والريادة‪ ،‬االسراع في تفعيل أكاديمية البحث العلمى‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬التوسع في إنشاء مكاتب في كل جامعة إلدارة الملكة الفكرية وبراءات االختراع‪.‬‬

‫‪477‬‬

You might also like