Professional Documents
Culture Documents
1574875248
1574875248
إعـداد
د /إيمان أحمد حسن همام أ.د /محمود عطا محمد على مسيل
مدرس التربية المقارنة واإدارة استاذ التربية المقارنة واإلدارة التعليمية
التعليمية كلية التربية – جامعة الزقازيق
كلية التربية – جامعة الزقازيقـ
أ /خالد السيد محمد إسماعيل
(
)1جعفر عبداهلل موسـ ـى ادريس " :دور ري ـ ـادة األعمال في الحد من مشكلة البطالة بمنطقة الطائف-
دراس ـة استطالعية " ،مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا (اماراباك) ،المجلد (، )7
العدد( ،2016 ، )21ص.126
(
2) Yarkin . D , Yesil .Y : "The Role of Entrepreneurship Education on
Internationalization Intention. A Case Study from Izmir-Turkey ", Journal of
Social Sciences Education and Research , Vol.(6) , NO. (1) Jan – Apr,
2016,p.128.
(
)1هالة السكرى ،وآخرون :ريادة األعمال منظور اماراتى ،معهد الدراسات اإلجتماعية واإلقتصادية ،
جامعة زايد ،2014 ،ص83
413
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
كثير من دول العالم ،وينتشر مجال ريادة األعمال في الوقت الراهن عبر األنظمة التعليمية
المتنوعة التقليدية منها واإللكترونية في معظم جامعات العالم ،وقد ساهمت عوامل كثيرة في
إثارة االهتمام بريادة األعمال وإ قامة المشروعات ،منها :معاناة العديد من الدول خالل السنوات
األخيرة من الركود االقتصادي ،وإ رتفاع معدالت البطالة ،والتقلبات التي شهدتها األسواق
العالمية بدرجة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية (.)4
وهذا يتطلب أن يمتد دور التعليم الجامعى ليشمل خلق فرص العمل من خالل تصميم
مناهج وتخصصات لتخرج طالب قادرين على المبادرة لخلق فرص العمل فى السوق ،ونقل
وتوطين التكنولوجيا والتقنية والمعرفة عن طريق التواصل مع المؤسسات ومراكز البح ـ ــوث
المحلية والعالمية ،واحتضان المش ـ ــاريع اإلبتكارية وتحويلها إلى منتج ـ ــات ؛ لتنمية المجتمع من
خالل حاضنات األعمال وحاضنات التكنـولوجيا ( ،)1وفى ضوء شــراكة حقيقية مع أصحاب
المصـلحة من القطاعات العامة والخاصة والخريجين ،والتى تتيح للجامعات اإلستفادة والتفاعل
مع الشرائح المختلفة فى المجتمع المحلى والتى يأتى على رأسها الخريجون الذين يعتبرون
رؤوس أموال استثمارية ضخمة حين تحسن الجامعة التواصل معهم بمفهوم التمحور حول
(.)2
العميل
وإ نطالقاً من هذه الفلسفة وهذا التوجه بادر العديد من دول العالم بوضع سياسات من
شأنها تعزيز ريادة األعمال وخلق الثقافة الريادية ،حيث شهدت الفترة الماضية تزايداً كبيراً
للتحرك قدماً في هذا اإلتجاه ،وقام صانعو السياسات بوضع مجموعة واسعة من التدابير لنشر
وترسيخ ثقافة ري ـ ـ ــادة األعمال فى التعليم الجامعى ،ومن أبرز هذه التدابير :وضع خطط
(
)2صفاء شحاته " :تنمية جدارات سوق العمل لدى المتعلمين في مؤسسات التعليم العالى من خالل
سياسات وبرامج ريادة األعمال :رؤية استراتيجية " ،دراسات تربوية واجتماعية ،ج.م.ع ،المجلد (
، )19العدد( ،)4اكتوبر ،2013ص ص . 39-38
(
3) European Commission : Entrepreneurship in higher education,especially
within non business studies, final Report of the Expert Group, European
Commission, Brussels. ,2008 ,p.9.
(
)1لمياء محمد أحمد ،ايمان عبد الفتاح ابراهيم " :سياسات وبرامج التعليم الريادى وريادة األعمال فى
ضوء خبرة كل من :سنغافورة والصين وإ مكانية اإلفــادة منها فى مصر" ،دراسات عربية فى التربية وعلم
النفس ،العدد ( ،)53سبتمبر ،2014 ،ص.294
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
وسياسات ،وبرامج تعليمية ومقررات دراسية لترسيخ ثقافة ريادة األعمال ،وتأصيل روح
المبادرة فى صميم سياسة التعليم ومناهجه وفي تطبيقاته العملية (.)3
باإلضافة إلى توفير بنية تحتية وآليات داعمة لتعزيز وتطوير ريادة األعمال ،وكذلك
تشجيع إجراء البحــوث العلمية والتطبيقية التنافسية التى تعـود بالفـائدة على مجتمعاتها ،والعن ــاية
بحاضنات اإلبــداع والتقنية التى تعمل على دعم وتمويل المشروعات الريادية وتقديم الدعم الفنى
لها ،والتعاون مع القطاعات المعنية والمستفيدة من خالل الشراكة معها ومن هذه الدول :
الواليات المتحدة األمريكية واليابان.
فالواليات المتحدة األمريكية :طورت من سياساتها التعليمية والتدريبية لدعم وتطوير
ريادة األعمال ،كما أصدرت في 2004معايير المحتوى الوطني لتعليم ريادة األعمال" (
)National Con-tentمعايير لتعليم ريادة األعمال ،يشار إليها باسم " معيار CEEالوطني
" ( ،)4كما تقيم إسبوعاً سنوياً يعرف بإسبوع الريادة ،الهدف منه تحفيز الطالب على ممارسة
العمل الريادى من خالل األنشطة والفعاليات مثل :تمارين المحاكاة ،ومسابقات خطة العمل،
وورش عمل مختلفة آلنشطة ريادة األعمال ،كما تقدم برامج تعليمية وتدريبية لألجيال الجديدة
من الرياديين ،وعلى مستوى التعليم الجامعى تقوم الجامعات والكليات بتقدم برامج تعليمية حديثة
متطورة ومتنوعة ومتكاملة فى تخصص ريادة األعمال فى صميم مناهجها الدراسية وبرامجها
التدريبية (.)1
وفى مصر :بدأت سياسة إصالح واعادة البناء اإلقتصادى في عام 1974عقب حرب
اكتوبر 1973م ،وذلك بإنهاء عهد سيطرة القطاع العام ،وقد ركز اإلصالح على مجاالت رئيسة
كان منها إحياء نشاط ريادة األعمال ،وتشجيع إقامة وتطوير المؤسسات الصغيرة وعلى مر
(
'2) Vegard . J , Tuva . Sc , Tommy . C: Entrepreneurship Education and Pupils
Attiudes towards Entrepreneurs in Entrepreneurship Born , Made and
Educated , Edited, by Thierry Burger Helmchen , Published by InTech , Janeza
Trdine, Croatia , Printed in Croati , 2012, PP.113- 114 .
Xiaoyan Guan . Xi , Weina Qi : The cultural roots of American )3 (
المتحدة األمريكية
السنيين تطور مفهوم الريادة والمبادرة ،واألنشطة المتعلقة بها ( ،)2ولتحفيز ريادة األعمال
لإلسهام المباشر في الإزدهار الإقتصادي :قد صدر القرار الوزارى رقم 283لسنة 2014م
والخاص باستحداث وحدات لتيسير اإلنتقال إلى سوق العمل ،وحددت المادة الثالثة منه
إختصاصات ومهام هذه الوحدات والتى من بينها :دراسة وتعزيز تقديم الخدمات المتنوعة التى
تيسر إنتقال الطالب الخريجين إلى سوق العمل ،ودراسة أثر المبادرات والتجارب
والمشروعات المختلفة التى تعزز إنتقال الطالب إلى سوق العمل (.)3
ونظراً ألهمية ريادة األعمال كونها مصدراً من مصادر الميزة التنافسية وركيزة أساسية
لخلق فرص العمل والتوظبف الذاتى ،ومن ثم دفع عجلة التنمية اإلقتصادية ألى دولة ؛ جاءت
هذه الدراسة بهدف تطوير ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر في ضوء الواقع المصرى
وظروفه من خالل اإلستفادة من خبرة كل من الواليات المتحدة األمريكية واليابان اللتان صاغتا
الخطط والسياسات والتشريعات لدعم تعليم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى ،ووفرتا آليات
لتطويره وتدعيمه.
مشكلـــــة البحــــــث:
على الرغم من المحاوالت والمبادرات التى بذلتها مصر ومازالت تبذلها لتأصيل ريادة
األعمال بالتعليم الجامعى وغرس روح اإلبداع واإلبتكار لدى طالبه وتزويدهم بمهارات ريادة
األعمال ،إال أن هناك الكثير من نواحى القصور التى تضعف جهود األخذ بريـ ــادة األعمال
بالتعليم الج ـ ــامعى بينتها التقارير والدراسات حيث:
أشار التقرير العالمى لرصد العمل الريادى حصول مصر على المرتبة األخيرة ثالث
مرات سواء في تعليم ريادة األعمال أو التدريب عليها :المرة األولى عام 2008من بين 31
دولة ،المرة الثانية عام 2010من بين 53دولة ،والمرة الثالثة عام 2012من بين 69دولة،
(
2) Hattab .H : Egypt Entrepreneurship Report 2012 ,Global Entrepreneurship
Monitor , International Development Research Centre, Ottawa, Canada and
Silatech., Dec, 2013 ,p.57
(
)3جمهورية مصر العربية :وزارة التربية والتعليم ،مكتب الوزير :قرار وزارى رقم 283بتاريح
،26/6/2014بشأن استحداث وحدت لتيسير اإلنتقال إلى سوق العمل ،المادة الثالثة ،وزارة التربية
والتعليم ،ص .2
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
ويرجع ذلك إلى تدنى النظام التعليمى بمختلف مراحله ومستوياته وخاصة التعليم الجامعى ،حيث
يعد -النظام التعليمى -أكثر العوامل تقييداً لتطوير ريادة األعمال في مصر( ،)1كما أوضح
تقرير التنمية البشرية مصر 2012إلى أن مايزيد عن %30من الخريجين لم يقوموا بأى
مشروعات ريادية (.)2
وقد بين تقرير التنافسية العالمى انخفاض ترتيب مصر فى مؤشر تطور األعمال
واالبتكار من 96إلى 113فى األعوام 2014/2015 ،2013/2014على التوالى ،كما
تراجع ترتيب مصر فى مؤشر خدمات البحث والتدريب فى مجال ريادة األعمال من المستوى
103إلى 124فى العامين 2014/2015 ،2013/2014م ( ،)3وقد اشارت اإلستراتيجية
القومية للعلوم والتكنولوجيا واإلبتكار 2030إلى تدنى ترتيب مصر في مؤشر االبتكار حيث
وصل 99من 143دولة (.)4
كما بين تقرير المجلس الوطنى المصرى للتنافسية أن نظام التعليم المصرى قد فشل في
اعداد الطالب ليكونوا خريجين ذات قدرة تنافسية في اإلقتصاد القائم على المعرفة حيث تراجع
ترتيب مصر العام تراجعاً مطلقاً فى الفترة مابين 2016/2017 ،2004/2005فيعد أن كانت
ضمن الثلث الثانى من الدول عام 2004/2005تسبق دوالً مثل تركيا واندونسيا أنخفضت
مكانتها إلى الثلث األخير لتسبقها هذه الدول (.)5
كما بينت إحدى الدراسات أن ريادة األعمال منخقضة إلى حد بعيد سواء على مستوى
األنشطة الريادية أو حتى نسبة األشخاص الرياديين من إجمالى الراشدين فى مصر ( من هم فى
(
1) Hattab . H: Egypt Entrepreneurship Report 2012 , Global Entrepreneurship
Monitor , Op .Cit ,p.53
(
2) Egypt Network for Integrated Development: Entrepreneurship in Egypt
Opportu nities, challenges and recommendations, Policy Brief 003, Retrieved on
9 of Jan, 2014, p.4 from:http://enid.org.eg/U.
ploads/PDF/PB3_entrepreneurship_egypt.pdf
(
3) Schwab . K : The Global Competitiveness Report 2014/2015 , World
Economic forum ,2014 , pp.19-20.
(
)4جمهورية مصر العربية :وزارة التعليم العالى والبحث العلمى :االستراتيجية القومية للعلوم
والتكنولوجيا واالبتكار ، STI- EGY2030مقترح الخطة التنفيذية الستراتيجية التعليم العالى والبحث
العلمى للعلوم والتكنولوجيا واالبتكار ، 2030 -2015 ،ص ص.29-28
(
)1جمهورية مصر العربية ،المجلس الوطنى المصرى للتنافسية :وضع مصر التنافسى فى
– 2016/2017ثبات نسبى ومزيد من التحديات ،2017،ص .6
www.encc.org.eg/wp-content/.../02/GCRS-2016_17 analysis_of_compativitines.pdf
417
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
سن )64 – 18عاماً التى تضم شريحة طالب التعليم الجامعى المعرضين للبطالة بعد التخرج
نتيجة للظروف اإلقتصادية واإلجتماعية التى تمر بها مصر(.)1
في ضوء ماسبق تتبلور مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالى:
كيف يمكن اإلستفادة من خبرتى كل الواليات المتحدة األمريكية واليابان في تطوير ريادة
األعمال في التعليم الجامعى بمصر؟
وينبثق عن هذا السؤال الرئيس مجموعة من األسئلة الفرعية التالية:
مااإلطار النظرى لريادة األعمال بوصفها تمثل بعداً فرضته المتغيرات المعاصرة -1
على التعليم الجامعى؟
ما أهم مالمح منظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى بالواليات المتحدة -2
األمريكية؟
ما أهم مالمح منظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى باليابان؟ -3
ما أهم أوجه الشبه واإلختالف في منظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى ِ
بكل -4
من الواليات المتحدة األمريكية واليابان في ضوء القوى والعوامل الثقافية لكل منهما ؟
ما الوضعية الراهنة لمنظومة ريادة األعمال في التعليم الجامعى بمصر ؟ -5
ما التصور المقترح لتطوير منظومة ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر فى -6
ضوء خبرة دولتى المقارنة بما يتناسب وفلسفة المجتمع المصرى ؟
أهـــــدافـ البحـــــث:
يتمثل الهدف الرئيس من الدراسـة الحاليـة فى :كيفية اإلستفادة من خبرة ِ
كل من
الواليات المتحدة األمريكية واليابان لتطوير ريادة األعمال بالتعليم الجامعى فى ضوء ظروف
وإ مكانيات المجتمع المصرى.
ولتحقيق هذا الهدف الرئيس يجب تحقيق األهداف الفرعية التالية:
التعرف على اإلطار الفكرى المعاصر لريادة األعمال.
(
)2عصام سيد أحمد السعيد " :التعليم الريادى:مدخل لدعم توجيه طالب الجامعة نحو الريادة والعمل
الحر ،التعليم الريادى مدخل لدعم توجه طالب الجامعة نحو الريادة والعمل الحر" ،مجلة كلية التربية
ببورسعيد ،العدد( ،)18يونيو ،2015 ،ص.137
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
الوقوف على أهم مالمح خبرة الواليات المتحدة األمريكية فى ريادة األعمال بالتعليم
الجامعى.
الوقوف على أهم مالمح خبرة اليابان فى ريادة األعمال بالتعليم الجامعى.
التعرف على أوجه الشبه واإلختالف بين ريادة األعمال في التعليم الجامعى بدولتى
المقارنة
تشخيص وتحليل الوضع الراهن لمنظومة ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر.
وضع تصور مقترح لتطوير منظومة ريادة األعمال بالتعليم الجامعى المصرى فى
ضوء خبرة دولتى المقارنة بما يتناسب وفلسفة المجتمع المصرى.
أهميــــة البحـــــث:ـ
تبرز هذه الدراسة أهمية ريادة األعمال وضرورتها التى أصبحت مطلباً فى عصرنا
الحالى فى مختلف دول العالم لتعزيز النمو اإلقتصادى.
تعد هذه الدراسة ذات بعد مستقبلى فى وضع الخطط الفعالة لتطوير ريادة األعمال
بمؤسسات التعليم الجامعى بمصر.
قد تلفت هذه الدراسة أنظار الطالب للتوجه نحو العمل الحر من خالل ربطهم بسوق
العمل واكسابهم روح المبادرة والقدرة على إنشاء المشروعات الصغيرة القائمة على
اإلبتكار واإلبداع .
قد تسهم الدراسة فى مساعدة القيادات الجامعية والقائمين على التعليم الجامعى فى
صياغة بعض السياسات والخطط والمبادرات لتدعيم مهارات ريادة األعمال لدى
منتسبى التعليم الجامعى بما يؤلهم للقيام بأعمال ومشروعات ريادية .
حـــــدود البحــــــث:
تقتصر الدراسة الحالية على :بعض آليات دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى فى كل
من الواليات المتحدة األمريكية ،مصر ممثلة فى الثقافة الريادية ،القيادة الريادية ،حاضنات
األعمال ،البحث العلمى.
419
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
مصطلحات البحث:
يرى الباحث أن ريادة األعمال هى أحد أهداف تعليم ريادة األعمال ،ولذا سوف يتم
استعراض هذين المصطلحين
-1ريادة األعمال Entrepreneurship :
ريادة األعمال هى :عملية من خاللها يقوم شخص بنشاط او ممارسة بغرض إنشاء مؤسسة
جديدة لتحقيق أهداف إقتصادية ،وهذا الشخص يعرف بالريادى الذى يبتكر شىء ذا قيمة ( .)1
وتعرف ريادة األعمال بأنها :ابتكار نظم وممارسات لم تكن موجودة داخل المؤسسة من
قبل بعض العاملين تحت إشراف المدير من أجل تحسين األداء اإلقتصادى لها عن طريق
اإلستغالل الكفء لموارد المؤسسة (.)1
كما تعرف ريادة األعمال بأنها :المبادرة فى تصميم وتنظيم المشاريع الجديدة أو القيام
بأنشطة فريدة ؛ لتلبية إحتياجات األعمـ ـ ـال من خالل إكتشاف الفرص ،وإستغاللها بعقلية إستباقية
وتبني المخاطرة المحسوبة لتحقيق األرباح من خالل التأكيد على اإلبداع ،والإنتاجبة ،والعمل،
والنمو االقتصادي (.)2
وأيضاً عرفت ريادة األعمال بأنها :المبادرة بتنظيم المشروعات من خالل إستغالل
الفرص داخل المنظمة لخلق قيمة جديدة أو منتج جديد (.)3
(
1) Eroglu .O, Plcak . M : “ Entrepreneurship, National Culture and Turkey”,
International Journal of Business and Social Science ,Vol. . )2 (, No.)16( , Sept
2011, p.146.
(
2) Mater .V, Zenovta .C : “ Entrepreneurship versus Intrapreneurship “, Review
of International Comparative Management ,Vol .(12) , No.( 5) , Dec, 2011 ,
p.972.
(
3) National Centre for Entrepreneurship in Education :The Entrepreneurship
University: From Concept To Action , Editors: Paul Coyl, Allan Gibb , Gay
Haskins , UK , Dec 2013, p.1
(
1) Huub L .M. Mudde : Entrepreneurship Education in Ethiopian universities :
Institutional assessment , Synthesis Report The Maastricht School of
Management , Education Strattegy Center , July 2015 ,p.20.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
وتعرفها الدراسة الحالية بأنها :قدرة منتسبى التعليم الجامعى على تحويل األفكار إلى
أفعال وممارسات من خالل المبادرة بإنشاء وتخطيط وادارة المشروعات القائمة على اإلبداع
واإلبتكار وحساب المخاطر وتنظيم الموارد الالزمة لها لإلسهام فى التنمية اإلقتصادية
واإلجتماعية.
كما عرف بأنه :محاولة هادفة لتعزيز إكتساب مهارات معينة مثل :تحديد واغتنام
الفرص واتخاذ القرارات المستنيرة لخلق أفكار مبتكرة وجديدة ( ،)5وتطوير روح االبتكار
والمبادرة لدى الفرد من خالل المشاركة في بناء المعرفة عن طريق اكتساب المعلومات
وتوليدها وتحليلها ومعالجتها وهيكلتها التخاذ موقف إبداعى محسوب المخاطر ؛ ليصبح الفرد
بارعاً في بيئته ،يقدم مقترحات عمل قيمة لنفسه ولمجتمعه ويسعى لإلستفادة من الفرص الجيدة "
(.)1
وعرفته منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم " " UNESCOبأنه :إعداد
األفراد الرواد وتأهيلهم ،وهو نوع من النشاط يرتبط بالسلوك اإلستكشافى الذى يمكن الطالب
من اإلبتكار التعليمى (.)2
(
2) Nian . T, Bakar .R , Islam . A : "Students’ Perception on Entrepreneurship
Education : The Case of Universiti Malaysia Perlis" , International Education
Studies , Canadian Center of Science and Education , Vol.(7), No. (10), Sep
2014, p.42 .
(
(3) Rudhumbu . N, et al : “ Attitudes of Students towards Entrepreneurship
Education at Two Selected Higher Education Institutions in Botswana: A
Critical Analysis and Reflection” , Academic Journal of Interdisciplinary
Studies, MCSER Publishing, Rome-Italy,Vol. (5) ,No.(2) , July 2016, p85
(
)4عصام سيد أحمد السعيد " :التعليم الريادى مدخل لدعم توجه طالب الجامعة نحو الريادة والعمل
الحر" ،مرجع سابق ،ص.143
(
)2كلية الدراسات الخارجية ،جامعة يانفتسى جينغتشوا ،الصين ":دراسة حول نظام تعليم ريادة األعمال
فى الصين فى الجامعات المحلية من منظور التعاون بين الجامعات والمؤسسات فى الصين" ،يناير
421
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
وهو نهج تربوى يساهم فى تطوير اإلتجاهات اإليجابية وتطوير االبتكارات ومهارات
اإلعتماد على الذات بدالً من اإلعتماد على الحكومة من أجل الحصول على وظيفة ،كما أنه
يؤدى إلى توفير خريجين يتمتعون بالثقة فى أنفسهم ويمتلكون قدرات التفكير المستقل؛ األمر
الذى يساعدهم فى اكتشاف معلومات جديدة تؤدى إلى التنمية اإلقتصادية " (.)3
وتعرفه الدراسه الحالية بأنه :عملية تربوية منهجية منظمة يتم عن طريقها تطوير
الصفات والقيم الريادية لدى طالب التعليم الجامعى ،وخلق عقلية ريادية مبتكرة قادرة على حل
المشكالت وتحقيق نجاحات من خالل اكتساب مهارات العمل الحر ،وتعزيز ثقافة اإلبداع
واإلبتكار والتطوير واالستكشاف ،واالستفادة من الفرص ،وتنمية رغبة المبادرة لديهم وخلق
فرص عمل تسهم في تنمية ورقى مجتمعاتهم.
الدراسات السابقة:
قسم الباحث الدراسات السابقة التى حصل عليها إلى قسمين :القسم األول :يشمل
الدراسات العربية ،القسم الثانى :يشمل الدراسات األجنبية.
أوالً :الدراسات العربية :
-1دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات في الجامعات
المصرية (.)4
هدفت الدراسة إلى التعرف على الفروق النوعية بين طالب وطالبات الجامعات
المصرية من حيث توجهاتهم ودوافعهم الريادية .واعتمدت الدراسة على المقابالت الشخصية
في جمع المعلومات من مفردات عينة الدراسة ،وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج من أهمها
:
وجود فروق جوهرية بين الطالب بالنسبة لكل من الدوافع الريادية ،واحتماالت إقامتهم
لمشروعات جديدة بعد التخرج مباشرة ،والتخصصات التي يفضلونها لمشروعاتهم،
وإ دراكهم لطبيعة رواد األعمال.
،2016مجلة الراصد الدولى ،المملكة العربية السعودية ،العدد ( ،)68يناير ،2016ص ص .20 -19
(
3) Olorundare,A ,Kayode.A:”Entrepreneurship Education in Nigerian
Universities :a tool for National Transformation” , Asia Pacific Journal of
Educators and Education, Vol.(29) , 2014 , P.160.
(
)4عمرو عالء الدين زيدان " :دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات
في الجامعات المصرية " ،المجلة العربية للعلوم االدارية ،مجلس النشر العلمى ،جامعة الكويت ،المجلد (
،)17العدد( ،)3سبتمبر.2010 ،
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
وجود اختالف فى الفروق المعنوية بين طالب وطالبات الجامعات المصرية ،من حيث:
توجهاتهم الريادية ،وإ دراكهم لتأثير عوامل معينة على إعداد رواد األعمال وتكوينهم،
وإ دراكهم.
مساحة االختالف المتوقعة بين رواد األعمال ورائدات األعمال في المجتمع المصري
تعد أكبر من مساحة التشابه بينهما ،وذلك على عكس ما أقرته بعض الدراسات الغربية
التي أجريت على رواد األعمال ورائدات األعمال في الدول الصناعية المتقدمة .
-2تأثير السمات الريادية لطالب الجامعات المصرية على احتماالت اقامتهم مشروعات جديدة
بعد التخرج دراســـة ميدانيــــة (.)1
هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف من أهمها:
تحديد السمات الريادية التى يتمتع بها طالب الجامعات المصرية .
تحديد العالقة بين تمتع الطالب بالجامعات المصرية بسمات ريادية معينة ،وميلهم إلى
إقامة مشروعات جديدة بعد التخرج .
تحديد العالقة بين العوامل الموقفية المؤثرة فى شخصية طالب الجامعات المصرية
واحتمال اقامتهم مشروعات جديدة بعد تخرجهم .
واعتمدت الدراسة فى جمع البيانات على المقابالت الشخصية مع افراد العينة التى بلغت
2331طالب وطالبة من ست جامعات مختلفة ،وتوصلت الدراسة إلى بعض النتائج منها:
هناك سبع سمات هى األكثر فاعلية هى :االستعداد الريادى العام ،التحكم الذاتى فى
األمور ،الدافع إلى اإلنجاز ،االستقاللية ،الحرص على تكوين الثروة ،الثقة بالنفس،
الميل إلى تحمل المخاطر ،فى حين لم تظهر سمات أخرى مثل :المبادرة وتحمل
المسئولية واإلبتكار ،الرغبة فى التغيير ،والقدرة على المنافسة .
وجود عالقة معنوية بين السمات الريادية التى يتمتع بها الطالب واحتمال اقامتهم
مشروعات ريادية جديدة بعد تخرجهم وإ ن كانت هذه العالقة ضعيفة نوعاً ما.
وجود عالقة بين المتغيرات الموقفية باحتمال اقامة الطالب مشروعات ريادية منها :
النوع ،العمر ،الكلية ،الخلفية الريادية لكل من الطالب واألسرة .
(
)1عمرو عالء الدين زيدان “" :تأثير السمات الريادية لطالب الجامعات المصرية على احتماالت اقامتهم
مشروعات جديدة بعد التخرج -دراسة ميدانية " ،المجلة العربية لالدارة ،المنظمة العربية للتنمية
االدارية ،المجلد ( ،)31العدد( ،)1يونيو .2011
423
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
" -3قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال وأثرهــا فى األعمال
الريادية دراسة مقارنة " (.)1
هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف منها:
قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال وأثرها فى األعمال
الريادية.
معرفة مستوى الطموح فى األعمال الريادية لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة
األعمال فى جامعتى عمان ودمشق .
واستخدمت الدراسة المنهج المقارن للمقارنة بين جامعتى عمان ودمشق ،وتوصلت
الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
وجود عالقة طردية بين خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال
فى جامعتى عمان ودمشق وبين األعمال الريادية .
وجود تباين دال إحصائياً بين طلبة الدراسات العليا فى إدارة األعمال فى جامعتى
عمان ودمشق فى األعمال الريادية ،وعدم وجود تباين فى الطموح فى األعمال الريادية
-4تنمية جدارات سوق العمل لدى المتعلمين في مؤسسات التعليم العالى من خالل سياسات
وبرامج ريادة األعمال :رؤية استراتيجية (.)2
(
)1محمد جودت ناصر ،غسان العمرى " :قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا فى إدارة
األعمال وأثرها فى األعمال الريادية " دراسة مقارنة " ،مجلة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية،
المجلد ( ،)27العدد (.2011،)4
(
)2صفاء شحاته " :تنمية جدارات سوق العمل لدى المتعلمين في مؤسسات التعليم العالى من خالل
سياسات وبرامج ريادة األعمال :رؤية استراتيجية " ،مرجع سابق
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
ضعف القيمة المضافة من البرامج التعليمية في تنمية المهارات العامة لدى المتعلمين.
سوق العمل في حاجة إلى جدارات أخرى غير التى تضمنت عليها بعض الكليات في
برامجها.
اليحصل المتعلمون على وثيقة ما ترشدهم إلى ماهو متوقع أن يتحقق لديهم من مهارات
عامة.
-5سياسات وبرامج التعليم الريــادى وريــادة األعمال فى ضوء خبرة كل من سنغافورة
والصين وإمكانية اإلفادة منها فى مصر(.)1
هدفت الدراسة إلى مجموعة من األهداف من أهمها:
التعرف على أسس التعليم الريادى وريادة األعمال النظرية .
الوقوف على خبرات كل من سنغافورة والصين فى سياسات وبرامج التعليم الريادى
وريادة األعمال.
التعرف على واقع سياسات وبرامج التعليم الريادى وريادة األعمال فى مصر .
اقتراح بعض اإلجراءات فى مجال التعليم الريادى وريادة األعمال من خالل اإلستفادة
من خبرة سنغافورة والصين .
واستخدمت الدراسة المنهج المقارن معتمدة على مدخل جورج بيريداى ذو الخطوات
األربعة المتمثلة فى الوصف والتفسير والمقابلة والمقارنة ،وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج من
أهمها:
ضرورة انشاء وزارة ريادة األعمال واإلبتكار .
تصميم القوانين والتشريعات على نحو يدعم ويلبى احتياجات األنشطة الريادية.
تعميم ودمج مقررات ريادة األعمال فى المناهج الدراسية على مستوى الجامعات
المصرية .
تشجيع االبداع المعرفى فى التخصصات التى تتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة .
توجيه الشباب وطالب الجامعات إلى األفكار والمشاريع اإلبتكارية التى تلبى احتياجات
المجتمع.
(
)1لمياء مح ـمد أحم ـد ،إيم ـان عبد الفتاح محمد " :سياسات وبرامج التعليم الريــادى وريـادة األعمال فى
ضوء خبرة ك ـل من سنغافورة والصين وإ مكانية اإلفادة منها فى مصر ،مرجع سابق.
425
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
-6قياس مستوى ريادة األعمال لدى طالب جامعة الطائف ودور الجامعة فى تنميتها (.)2
هدفت الدراسة إلى مجموعة من األهداف من أهمها :
الكشف عن درجة توافر خصائص ريادة األعمال لدى طالب جامعة الطائف من وجهة
نظرهم.
التعرف على دور الجامعة ( الواقع والمأمول فى تنمية ريادة األعمال لدى طالبها من
وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس والقيادات.
تقديم التوصيات والمقترحات الالزمة لتطوير دور جامعة الطائف فى تنمية ريادة
األعمال.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى ،وتم تطبيق االستبانات على عينة الطالب التى
شملت ( )657طالب )111( ،عضو هيئة تدريس ،وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:
ضرورة أن تسعى الجامعة إلى تنمية السمات الريادية لدى الطالب ،كما توفر الجامعة
المناخ التنظيمى الداعم لريادة األعمال فى دعم مشروعات الطالب.
كما يجب أن تقوم الجامعة بتدريب الطالب على استخدام اإلسلوب العلمى فى حل
المشكالت التى تواجههم ،وأن تعمل على إضافة ريادة األعمال إلى قائمة معايير تقيم
أداء الطالب.
-7تصور مقترح لتفعيل التعليم لريادة األعمال بالجامعات المصرىة في ضوء بعض الخبرات
األجنبية والعربية (.)1
هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف من أهمها :
تفعيل التعليم لرياددة األعمال بالجامعات المصرية في ضوء االستفادة من خبرات بعض
الدول األجنبية والعربية.
التعرف على مفهوم ريادة األعمال من خالل الفكر اإلدارى المعاصر.
(
( )1عوض الله سليمان عوض اهلل ،أشرف محمود أحمد ":قياس مستوى ريادة األعمال لدى طالب جامعة
الطائف ودور الجامعة فى تنميتها" ،مجلة البحث العلمى فى التربية ،ج.م.ع ،العدد ( ، )15الجزء ( ،)1
.2014
(
)2حنان زاهر عبد الخالق ":تصور مقترح لتفعيل التعليم لريادة األعمال بالجامعات المصريىة في ضوء
بعض الخبرات األجنبية والعربية " ،مجلة كلية التربية ،جامعة أسيوط ،المجلد ( ،)32العدد ( ،)2الجزء
الثانى ،ابريل2016 ،
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
الوقوف على واقع الخبرة المصرية وبعض الخبرات األجنبية والعربية في مجال تعليم
ريادة االعمال.
واستخدمت الدراسة المنهج المقارن ،وتوصلت الدراسة لمجموعة توصيات منها:
ضرورة اإلهتمام بتطوير البرامج والمقررات المقدمة بالجامعات المصرية وصبغها
بالصبغة الريادية واإلبتكارية الكساب الطالب العقلية الريادية .
ضرور االهتمام بتطوير وتحديث أساليب وطرق تدريس مقررات وموضوعات بريادة
األعمال.
ضرورة إنشاء مركز لريادة االعمال بكل جامعة ذو رؤية واهداف واضحة ويقدم
أنشطة مختلفة من ورش عمل ،وإ عداد بحوث علمية ذو صلة بريادة األعمال.
-8واقع ثقافة ريادة األعمال بجامعة حائل وآليات تفعيلها من وجهة نظر الهيئة التدريسية (.)2
هدفت الدراسة لتحقييق مجموعة أهداف منها :
التعرف على مفهوم وفلسفة ومهارات ريادة األعمال ،وابراز دورها فى خفض
معدالت البطالة
رصد واقع جامعة حائل فى مجال نشر الثقافة الريادية بالجامعة.
وضع توصيات لتطوير عمل لتطوير دور جامعة حائل فى تنمية ثقافة ريادة األعمال
لدى منسوبيها.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى ،وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها
:
ضرورة وضع سياسات وأهداف محددة وخطط تنفيذية لريادة األعمال .
ضرورة توفير بنية معرفية فى مجال ريادة األعمال لتقديمها للطلبة .
ضرورة بذل مزيد من الجهد لتفعيل أنشطة ريادة األعمال بالجامعة والوعى ببرامجها
وخططها.
(
)2راشد بن محمد الجمالى ،هشام يوسف مصطفى" :واقع ثقافة ريادة األعمال بجامعة حائل وآليات
تفعيلها من وجهة نظر الهيئة التدريسية " ،دراسات عربية فى التربية وعلم النفس ،العدد ( ،)76أغسطس
.2016
427
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
-9واقع تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب جامعة اإلمام محمد بن سعود االسالمية (.)1
هدفت الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف من أهمها:
التعرف على واقع تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب الجامعة وجهة نظر أعضاء هيئة
التدريس.
الكشف عن المعوقات التى تواجه تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب جامعة اإلمام محمد
بن سعود.
تقديم مقترحات تسهم فى تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب الجامعة.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى المسحى وكانت أداة البحث هى االستبانة ،وقدمت
الدراسة مجموعة من المقترحات والتوصيات منها:
بناء مقررات تهتم بتنمية ثقافة ريادة األعمال والدمج بين اإلسلوب النظرى والعملى فى
تدريسها.
تخصيص ميزانية لتمويل األفكار االبداعية إلى مشاريع ريادية تنمى اإلقتصاد الوطنى.
إزالة الموروثات الثقافية التى تحد من المبادرة وخلق الطالب فرص عمل ذاتية.
ثانياً :الدراسات األجنبية :
()2
-1تعزيز ريادة األعمال في الجامعات
هدفت الدراسة إلى:
التعرف على الطرق الفعالة لتعزيز الريادة بين طالب الجامعات .
التعرف على الفروقات في مواقف الطالب تجاة الريادة في جامعات مختلفة.
واعتمدت الدراسة على البحث اإلستكشافى الميدانى من خالل المقابالت ودراسة
الحالة ،وخلصت الدراسة إلى أن عروض الجامعة المختلفة تساهم فى خلق طرق متعددة في
نجاح بدء التشغيل ،وأوصت الدراسة بضرورة زيادة الجهود التوثيقية التى تتعلق بالريادة وانشاء
شبكة للخريجين لتحسين العالقة مع الخريجيين الرياديين من أجل تحسين فعالية العروض
(
)1حسام بن ابراهيم بن حسين المخيزيم :واقع تنمية ثقافة ريادة األعمال لطالب جامعة اإلمام محمد بن سعود
اإلسالمية ،رسالة ماجستير منشورة ،كلية العلوم اإلجتماعية ،جامعة اإلمام محمد بن سعود االسالمية2017 ،
(
2) Jacobus. T: Fostering Entrepreneurship at Universities, a Master
Thesis,Utrecht University, 2012.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
الريادية والمساهمة في زيادة عدد اإلفتتاحات التشغيلية الناجحة التى تنبثق من جامعة اوتريخت
بهولندا.
()1
-2تعليم ريادة األعمال في الجامعات اإليطالية :االتجاه والوضع والفرص
هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف منها:
تقييم تحليلى للوضع الحالى والتطور األخير لتعليم ريادة األعمال فى الجامعات اإليطالية.
مناقشة إلى أى مدى تتطابق دورات ومناهج ريادة األعمال التى تقدمها الجامعات مع
الطلب على الكفاءات والريادة.
واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفى التحليلى ،وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج
من أهمها:
قلة عدد الجامعات اإليطالية التى تقدم دورات ومناهج متخصصة فلى ريادة األعمال،
وهى تتركز فى كليات العلوم والهمدسة ،ويتناقض هذا الوضع مع الحاجة إلى تعليم
ريادة األعمال في االقتصاد اإليطالي.
تأخر الجامعات اإليطالية فى مواكبة اإلتجاه العالمى فى تعليم ريادة األعمال .
-3العوامل التي تؤثر على النية الريادية لدى طالب الدراسات العليا في الجامعة التكنولوجية
بماليزيا (.)2
هدفت الدراسة الي تقييم العالقة بين نية تنظيم المشاريع الريادية بين الطالب
المتخرجين من الجامعة التكنولوجية بماليزيا والعوامل المؤثرة عليها.
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى من خالل القيام بدراسة ميدانية استطالعية ،وتوصلت
الدراسة إلى مجموعة نتائج من اهمها:
وجود عالقة قوية بين جميع المتغيرات بما فى ذالك روح المبادرة والبيئة والتعليم
.....الخ.
ينبغي أن تشارك الجامعة فى مرحلة مبكرة فى تعليم طالب الدراسات العليا.
(
1) Lacobucci. D , Micozz .A: Entrepreneurship education in Italian universities:
trend, situation and opportunities, a Master Thesis, The University of Marche,
2012.
(
2) Rasli Amran Md . et .al : “ Factors Affecting Entrepreneurial Intention
Among Graduat Students of Universiti Teknologi Malaysia” , International
Journal of Business and Social Science , Vol.( 4) , No. (2) : Feb 2013
429
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
-4إدراك الطالب لتعليم ريادة األعمال :حالة جامعة برليس الماليزية (.)1
هدفت الدراسة إلى مجموعة أهداف منها:
التعرف على ممارسة تعليم ريادة األعمال في جامعة برليس الماليزية.
التعرف على مدى إدراك الطالب لريادة األعمال فى التعليم .
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى ،وتوصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها:
يحظى تعليم ريادة األعمال واسلوب التدريس وطرق تقييم اكتساب الطلبة مهارات ريادة
األعمال في جامعة برليس بماليزيا برليس بقبول كبير من قبل الطالب.
ضرورة المساهمة في المزيد من البحوث في مجال تعليم ريادة األعمال وتوفير معلومات
مفيدة لمؤسسات التعليم العالي في ماليزيا لتحسين مناهج تعليم ريادة األعمال والممارسات.
يجب أن يساهم التعليم فى إعداد عقلية ريادة األعمال من خالل تطوير مهارات تنظيم
المشاريع والسلوكيات والمواقف ،وتدريبهم على تنظيم المشاريع أو االنخراط في األعمال
الحرة
()2
-5النوايا الريادية وسلوك الطالب بالجامعات الدنماركية .
هدفت الدراسة إلى :استكشاف نوايا وأنشطة تنظيم المشاريع لدى الطالب ،فضالً عن
التدريب على تنظيم المشاريع والتعليم التي تقدمها الجامعات ،واستخدمت الدراسة المنهج
الوصفى ،و تمثلت أداة الدراسة فى اإلستبانة ،وتوصلت الدراسة إلى مجموعة نتائج منها:
هناك فروق بين الجنسين فى وجود النية للمشروعات الريادية لصالح الذكور.
ساهمت الدورات التى قدمت من قبل الجامعة على زيادة فهم الطلاب وتعزيز مهاراتهم
الريادية .
الدوافع الشخصية هي واحدة من العوامل الرئيسة وراء النوايا المهنية.
(
)1فارس يونس شمس الدين ،شهاب أحمد خضر ،ازاد حسين طه " :تأثير خصائص الريادية في
متطلبات الريادة الإستراتيجية – دراسة استطالعية آلراء عينة من القيادات االدارية في عينة من كليات
جامعة صالح الدين" ،اربيل" ،مجلة العلوم االنسانية ،المجلد ( ،)20العدد ( ،2016 ،)5ص .392
)2منصور بن نايف العتيبى ،محمد فتحى موسى :الوعى بثقافة ريادة االعمال لدى طالب جامعة (
نجران واتجاهاتهم نحوها :دراسة ميدانية ،مجلة التربية ،جامعة األزهر ،العدد( ، )162الجزء (، ) 2
يناير ،.2015ص .630
(
)3سامي األخضر الدبوسى :رؤية طالب جامعة تبوك حول ثقافة ريادة األعمال ،مجلة العلوم
االقتصادية واالدارية والقانونية -المجلة العربية للعلوم و نشر األبحاث ،المركز القومى للبحوث،
فلسطين ،العدد الثامن ،المجلد ( ،)1اكتوبر ،2017 ،ص .23
(
)4حمد سعد محمد ،عبدالباقي عبداهلل ":محددات ريادة األعمال في تبوك :مقترحات وحلول بإشارة
إلى مشروعات الريادة في عام ،" 2014المجلة العربية للعلوم ونشر األبحاث ،مؤسسة المجلة العربية
431
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
معرفة الفرص المتاحة لالستفادة منها .
الشجاعة والجرأة لتنفيذ النشاطات االقتصادية والتجارية غير التقليدية .
والمرشد للموارد الطبيعية المتاحة .
ّ االستخدام الجيد
توفر الروح المبدعة واإلرادة لإنشاء المؤسسات االستثمارية بهدف تحقيق األرباح
والطموحات التوسعية
وتؤدى الثقافة الريادية دوراً حيوياً فى دعم وتطوير ريادة األعمال بالتعليم الجامعى
حيث:
تتميز الثقافة الريادية بوجود وثيقة عمل تشجع اإلبداع ويتسم افرادها بالقدرة على مواجهة
التحديات وحب المخاطرة في إتخاذ القرارات ،فهى ثقافة موجهة نحو تحقيق الهدف
وإ نجاز العمل والتركيز على النتائج ،كما تعطى أهمية خاصة الستخدام الموارد بطريقة
مثالية لتحقيق أفضل النتائج فهى تركز على الخبرة التى تلعب دورًا بارزًا في صناعة
القراار(.)1
تشجع الثقافة الريادية التوجهات والسلوكيات الريادية كالمخاطرة والإستقاللية والإنجاز
وغيرها ،وتروج المكانية حدوث تغيرات جذرية في المجتمع ،ويعتبر التعليم من
العناصر التى تندرج تحت الثقافة الريادية فهو محور رئيس في تنمية ريادة األعمال
وتطوير مهارات الإبداع والمبادرة ،وبالتالى يمكن ترسيخ ري ـ ـادة الأعمال منذ مراحله
األولى وص ـ ـوالً للتعليم الجامعى ،ل ـ ـ ـ ـ ــذا يجب أن يقـ ـوم التعليم على الإبتكار والإبداع
والخلق ال على أساليب الحفظ والتلقين والإستذكار وغيرها التى تعد حجر عثرة في
طريق الإبداع وتوليد الأفكار الخالقة من ،فالتعليم القائم على الإبتكار والإبداع والمبادرة
يساعد في تأصيل وترسيخ العديد من المهارات الريادية لدى الطالب ويشجيع على
الإستقاللية والمخاطرة ورحابة الأفق ،كما ينبغى أن يكون مفهوم " المنشأة " هو المفهوم
الذى يكون هو محور إهتمام الطالب أثناء دراسته بالتعليم الجامعى حيث يوجه هذا
المفهوم الفكر الإبداعى إلى مكونات ومهارات بناء " المنشأة " وبالتالى يصبح التعليم
للعلوم ونشر األبحاث ،فلسطين ،المجلد ( ،)3العدد ( ،)2مارس ،2017 ،ص .135
)1نجوى يوسف جمال الدين ،آخرون " :الثقافة التنظيمية في الفكر التربوى المعاصر" ،العلوم (
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
التطبيقى هو أهم أساليب التعليم بالجامعات ،ولقد سبقت أوربا دول العـ ـالم في استحداثها
للبرامج التى تشـ ـجع على مفهوم " المنـش ـ ـأة " في التعليم الجامعى من خالل المشاركة
الفعالة من القطاع الخاص على المستويين المحلى والإقليمى حتى نجحت في إعداد جيل
ريادى يتمع بالسمات الريادية ويمتلك كل مقومات الفكر الريادى ويتمتع بالروح الريادية
(.)2
تجسد ثقافة المنظمة الروح الريادية التى تشجع كل جزء من أجزاء المنظمة على البحث
عن الفرص الجديدة وتوليد دوافع قوية لدى العاملين على الإبداع وتحمل المخاطر ،وهنا
تقع المسؤولية على القادة التنفيذيين من خالل تقديم البرامج السائدة والمبادرة التى تعزز
من المناخ الريادى إذ أن أغلب األفكار المثلى التى تنبع من األدنى إلى األعلى ،كما أن
أغلب المنظمات الكبيرة تحاول أن تصبح أكثر ريادية من خالل البحث عن الفرص
الجديدة عن طريق خلق الثقافة الريادية (.)1
تؤدى دوراً جوهرياً في تنمية وتطوير المنظمات فهى بمثابة األصل السلوكى في
المنظمة الذى يمكن توقع الأحداث عن طريقه ،وتعد المحرك الأساسى للطاقات
والقدرات ،فهى تؤثر بالدرجة األولى على األداء وتحقيق الإنتاجية المرتفعة نتيجة
الختيار الوسائل والأنماط وأساليب التحرك الفعال ،وتعد نقطة إنطالقة ،حيث أنه في
حالة حدوث التغير القيمى والسلوكى ( ثقافة المنظمة) فإنه يكون من السهل حدوث
تغيرات تنظيمية وهيكلية وتكنولوجية ناجحة نتيجة العالقة القوية بين االطار القيمى
والسلوكيات والمواقف والنظام التنظيمى والتكنولوجى للمنظمة.
يرتبط مفهوم الثقافة الريادية باإلتجاه اإلجتماعى اإليجابى نحو المغامرة الشخصية
التجارية personal Enterpriseالذى يساعد ويدعم النشاط الريادى ،وهى من
العوامل التى تساعد على تحديد إتجاهات الطالب نحو مبادرات ريادة األعمال حيث أن
الثقافة التى تشجع وتقدر السلوكيات الريادية كالمخاطرة واإلستقاللية واإلنجاز وغيرها
(
( 1وفاء ناصر المبيريك ،نورة جاسر الجاسر ":النظام البيئى لريادة األعمال في المملكة العربية
السعودية" ،المؤتمر السعودى الدولى لجمعيات ومراكز ريادة األعمال بعنوان :نحو بيئة داعمة لريادة
األعمال فى الشرق األوسط ،فندق كونتنتال ،أكاديمية البرامج التدريبية ،الرياض ،المملكة العربية
السعودية ،الفترة من 11-9سبتمبر ،2014ص .26
(
2) Dess. Gregory. G , et al : Strategic Management - Creating competitive
Advantage , MC Grow – Hill,Barded , New York , 2007 , p.449.
433
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
تساعد في الترويج لحدوث تغيرات وتحوالت إقتصادية وإ بتكارات ج ــذرية في المجتمع،
فالمجتمعات التى شهدت نم ــواً وإ زدهــاراً إقتصادياً في القـ ــرن العشرين تشترك في تبنيها
لثقافة األعمال أو مايطلق عليه " الثقافة الريادية " ،وعلى النقيض فالثقافات التى تدعم
مفاهيم الطاعة والرقابة والسيطرة على األحداث المستقبلية التتوقع أن تنتشر منها
سلوكيات ريادة األعمال كالتحمل والمخاطرة واإلبداع ،وبوضوح أكثر تتطلب الثقافة
الريادية تشجيع ممارسة ريادة األعمال وتحفز المجتمع عبر تعلم مبادىء ريادة األعمال
وحكومة تدعم العلوم النظرية والتطبيقية وتدعم ريادة األعمال من خالل صياغة قوانين
ملزمة ووضع سياسات محفزة (.)2
(
)1منصور بن نايف العتيبى ،محمد فتحى موسى " :الوعى بثقافة ريادة الأعمال لدى طالب جامعة
نجران وإتجاهاتهم نحوها :دراسة ميدانية " ،مرجع سابق ،ص .26-25
(
2) Pihie .Z, Asimiran. S, Bagheri. A: “ Entrepreneurial Leadership practices and
school Innovativeness”, South African Journal of Education, Vol. (34) , No.(1),
2014 ,p.1.
(
3) Agbim . K .Chukwujioke , et al: “ An exploratory study of the Entrepreneurs
in aanambra state ,Nigeria” , Journal of Business Management & Social
Sciences Research , Vol .(2) , No.(9) , Sep , 2013 ,p.68.
(
4) Renko . M , et al: “ Understanding and measuring entrepreneurian Ledership
Style” , Journal of Small Business Management , Vol .(53) , No. (1), 2015 ,p.55.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
والقيادة الريادية هى عملية بموجبها يقوم فرد أو مجموعة من األفراد بخلق رؤية وخلق
روح المبادرة ،واالبتكار داخل منظمة قائمة والعمل في فريق لتفعيل وتحقيق الرؤية في سرعة
كبيرة ،بالإضافة إلى القدرة على التأثير في اآلخرين واقناع العاملين بضرورة التحلى بالمخاطرة
واالستباقية والتحريض على االبتكار واالبداع ،وتهيئة الظروف التى تؤدى إلى النجاح فى إدارة
الموارد ،كما تشير القيادة الريادية إلى القدرة على العمل في بيئات غامضة وغير مؤكدة داخل
التنظيم والتعامل مع العناصر الرئيسية (.)4
وتعرف القيادة الريادية فى المجال التربوى بأنها سلوك منظم واع وهادف تتوفر فيه
روح المبادأة والجرأة على المألوف واالستعداد لتحمل المخاطرة وتقديم الحلول المبتكرة
للصعوبات المتوقعة وغير المتوقعة يقوم به القائد من أجل تشغيل مدخالت العملية التعليمية
للوصول لمخرجات ذات الحد األقصى من القوة بشكل يمكن المؤسسة من تحقيق التنافسية على
المستوى المحلى االقليمى والدولى (.)5
كما أن أهم مايميز الفيادة الريادية أنها تتسم باآلتى (:)1
المبادأة :تعنى تأثير القيادة ومبادرتها المستقبلية دون االنتظار لما سوف يحدث مستقبالً
واستثمار الفرص وتحمل الفشل وقبوله ،والقدرة على استشراف المشكالت المستقبلية التى
في حاجة إلى تطوير وتغيير.
االبتكار :وهو قدرة القيادة على التفكير الخالق واالبداعى وتطوير األفكار المفيدة،
واستكشاف الفرص وتحديدها بدقة ،واالستغالل األمثل الموارد ،ومواجهة المشكالت
تحليل المخاطر :القيادة الريادية تمتاز بالمخاطرة المحسوبة في بداية العملية الريادية
والقدرة على تحمل أعباء المسئولية كاملة في المستقبل.
(
1) Pisapia . J , Feit . K: Entrepreneurial Leadership A TA crossroads ,Scientific
Conferenceon Innovation, Leadership & Entrepreneurship –Challenges of
Modern Economy“ Proceedings, University of Dubrovnik Department of
Economics and Business Economics Dubrovnik, Croatia, 1-3 Oct , 2015 , pp.
527- 528 .
)2صالح بن محمد الدوسرى :تطوير أداء القيادات االدارية بكليات جامعة شقراء مدخل القيادة الريادية (
أنموذجًا :دراسة ميدانية ،مجلة كلية التربية ،جامعة طنطا ،المجلد ( ،)63العدد ( ،)3يوليو ،2016ص 333
.
(
3) Pihie .Z , Asimiran. S , Bagheri . A : “ Entrepreneurial Leadership practices
and school Innovativeness” , Op .Cit ,p.3.
435
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
أى أن القيادة الريادية من المفاهيم الهامة فى حقل اإلدارة التربوية بشكل خاص حيث يعد
أعضاء إدارة المؤسسات التعليمية وخاصة مؤسسات التعليم الجامعى مرتكزات أساسية لنجاح
المؤسسة التعليمية ،ومن هنا فالقائد الريادى فى هذه المؤسسة يتأكد دوره بكونه روح االدارة
المعاصرة فى المؤسسات التعليمية وهو العضو القادر على تحفيز العاملين وتشجيعهم ،وتوفير
أكبر قدر من الحرية إلعطاء اآلراء ،فالقائد الريادى يمتلك نظرة مستقبلية ووضوح فى الرؤية
تدعم أهداف مؤسسته التعليمية .
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
منظومة العلوم والتقنية الخاصة بالجامعة بحيث تدعم بدء األعمال الريادية على أساس براءات
اإلختراع التى تملكها الجامعات أو أعضاء هيئة التدريس أو على أساس نتائج البحوث أو
المهارات المكتسبة أثناء البحث أو الدراسة الجامعية ،إضافة إلى اسهامها فى تأسيس مؤسسات
من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس أو الطالب من ذوى الكفاءات ،ويفضل كثير من األكاديميين
والباحثين والطالب دخول حاضنات األعمـ ــال الجامعية على حاضنات األعمال األخ ـ ــرى نظراً
لقـ ــرب موقـ ــع الحاضنة الجامعية ع ـ ـ ــادة من معامل الجامعة والفرق البحثية بها ،وتمتعها
بالمرونة في توفير أماكن ومقرات لاليجار بأسعار أرخص تتناسب مع إحتياجات الشركات
الناشئة التى تقوم على براءات اإلختراع أو نتائج أبحاث الجامعة (.)2
يقصد بالحاضنة :المكان أو الجهة أو الهيئة التى تتبنى أفكار المبدعين ؛ إلنتاج منتجات
جديدة أو تطوير صناعات قائمة من خالل تكوين مشروعات صغيرة أو متوسطة ،حيث تقدم أهم
المعلومات الكافية ،والدراسات الالزمة لخطط العمل وجدوى المشروعات وتسويق منتجاتهم،
وإ ستمرار نموها ،كما تقدم خدمات شاملة متمثلة في المكان والخدمات واإلتصاالت ،وأيضاً
توفير بعض المستلزمات والربط مع الجهات المساعدة في إنجاح المشروعات مثل مصادر
التمويل ،والمعامل والمختبرات والمصانع ،وغيرها " (. )3
والحاضنة عبارة برنامج إقتصادى وإ جتماعى يوفر الدعم المكثف لبدء إنشاء المؤسسات
. ()4
وتسريع تنميتها وتعزيز وتنويع اإلقتصاديات المحلية
(
)1عصام بن أمان اهلل بخاري " :تطوير منظومة حاضنات األعمال في الجامعات اليابانية -الواقع
والتحديات" ،المجلة السعودية للتعليم العالى ،وزارة التعليم العالى ،المملكة العربية السعودية ،العدد (
،)11مايو ،2014ص.82
(
)2سماح زكريا محمد" :حاضنات االبداع العلمى بالجامعات المصرية في ضوء متطلبات اقتصاد
المعرفة – رؤية مقترحة " ،دراسات عربية في التربية وعلوم النفس ،المجلد ( ،)3العدد (،2013،)41
ص .58
(
3) Al-Mubaraki . H , Busler. M : “The Effect of Business Incubation in
Developing Countries , “European Journal of Business and Innovation Research
, European Centre for Research Training and Development, UK, Vol . (1) , No.
(1) , Mar, 2013, p.21
437
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
ويقصد بالحاضنة :مؤسسة يتم من خاللها توفير الخبرة ورأس المال والدعم والمساعدة
إلنشاء مؤسسات جديدة (.)1
كما تعرف حاضنات األعمال بأنها "حزمة متكاملة من الخدمات والتسهيالت واآليات
المساندة واإلستشارة توفرها ولمرحلة محددة من الزمن مؤسسة قائمة لها خبرتها وعالقتها
بالرياديين الذين يرغبون البدء في إقامة مؤسسة صغيرة بهدف تحقيق أعباء مرحلة اإلنطالق " (.)2
وتعرف حاضنات األعمال أيضاً بأنها :مؤسسات تعمل على دعم المبادرين الذين
يمتلكون األفكار الطموحة والدراسة اإلقتصادية السليمة ،وبعض الموارد الالزمة لتحقيق
طموحاتهم من خالل توفير المناخ الصحى و بيئة العمل المناسبة لهم خالل السنوات األولى
الحرجة من انطالق المشروع وارتفاع أسهم النجاح عن طريق استكمال النواحى الفنية الإدارية
بتكلفة رمزية ،وتشجيع صاخب المشروع على التركيز على جوهر العمل وذلك لفترة وجيزة
تتضاءل بعدها العالقة لتتحول إلى مبادر جديد (.)3
أى أن حاضنات األعمال هى مؤسسات تنموية مصممة لدعم المشروعات الناشئة التى
التمتلك كل وسائل ومتطلبات اإلنشاء لتزويدها بموارد الدعم والخدمات ،وماتحتاجه من مستلزمات
وموارد مادية ،والمدارة من قبل إدارة الحاضنة بشكل مباشر أو عن طريق شبكة من عالقاتها
تؤدى الحاضنات دوراً حيوياً في العديد من المسارات التنموية واإلقتصادية
واإلجتماعية وهى بمثابة النواة لترجمة اإلنجاز العلمى واالنتاج البشرى في مشروعات عمل
جادة ومنتجة وهى تمثل آلية لخلق المراد من فرص العمل ،كما أنها بجميع أنواعها بما تتيحه من
(
4) Babwah1. N , David .J : “ Selecting the Right Clients for a Business
Incubator- Lessons Learnt from the National Integrated Business Incubator
System Programme in Trinidad and Tobago “, Journal of Small Business and
Entrepreneurship Development , Vol.( 2) , NO .(3 & 4) , Dec, 2014 , p.14.
(
)1مفيد عبد الالوى" :حاضنات األعمال ودورها في تشغيل الشباب من خالل احتواء مخرجات الجامعة
" ،الملتقى الدولى – الجامعة والتشغيل :الإستشراف والرهانات والمحك ،جامعة الدكتور يحى فارس
بالمدينة ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التيسير بالتعاون مع مخبر التنمية المحلية
المستدامة ،في الفترة من 5-4ديسمبر ،2013 ،ص . 5
(
)2خالد الهادي محمد الرياني ،فريدة عمران الزين :حاضنات األعمال ودورها في دعم وتطوير البحث
العلمي في ليبيا ،مجلة العلوم اإلقتصادية والسياسي ،كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية ،بني وليد ،جامعة
الزيتونة ،ليبيا ،السنة الثالثة ،مايو ،2015ص .16
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
ابتكارات واختراعات هى شرط الغنى عنه لبدء المشروعات الريادية الناجحة " ،ومن أهم
أدوار حاضنات األعمال لدعم ريادة األعمال ما يلى (:)4
تطوير القدرات التكنولوجية المحلية ذات األهمية الكبيرة في التنمية اإلقتصادية من
خالل المساهمة في تسهيل الحصول على التكنولوجيا وتحويل األبحاث الناجحة إلى
فرص تسويقية.
دعم ورعاية وتفعيل نتائج البحوث التكنولوجية وتحويلها إلى مشاريع صغيرة وهى
بذلك تعد أداة فعالة من أدوات التنمية والتطوير التكنولوجى.
تسويق ونقل التكنولوجيا بمؤسسات البحث والتعليم .
دعم الصناعة بشكل علمى ورفع الكفاءة العلمية والتقنية للصناعات المحلية ودعم
قدراتها التنافسية وحشد القدرات العلمية والتكنولوجية.
تحقيق التواصل وتفعيل العالقة بين الجامعات ومراكز البحث العلمى ومختلف األنشطة
اإلقتصادية من أجل تسويق اإلختراعات .
تواجه العديد من المشاكل االجتماعية وعلى رأسها مشكلتى :البطالة والفقر.
وتقوم بدور فاعل فى تسويق المخرجات العلمية والتقنية المبتكرة ،االستفادة المثلى من
الموارد البشرية والخالقة ،دعم إنشاء وتطوير المشاريع القائمة على التكنولوجية المتقدمة
والخبرة داخل الجامعات ،العمل على توعية الطالب ألهمية دخول مجال اإلستثمار حتى يمكنهم
القيام بتفيذ افكارهم ،انشاء تحالفات وشراكات مع جهات ترغب باالستثمار في ابتكارات
وابداعات الطالب ،وتسهيل االستفادة المتبادلة بين الطرفين (.)1
كما تقوم حاضنات األعمال باستثمار مخرجات البحث العلمي عن طريق (:)2
(
3) David . A , et al: Incubating success: incubation best practices those lead to
successful new ventures , Institute for Research on Labor, Employment, and the
Economy, University of Michigan ,Printed in the United States of America ,
2011,p.p.72-73.
(
)1عبد الباسط محمد دياب ،حنان البدرى ":تصور مقترح لتفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع في
ضوء الخبرات والتجارب الدولية -حاضنات الجامعة نموذجاً " ،مجلة العلوم التربوية والنفسية ،جامعة
القصيم ،المجلد ( ،)6العدد( ،)2مايو ،2013ص ص .845 -838
)2المرجع السابق :ص .9 (
439
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
حل مشاكل مراكز البحث العلمي والباحثين وترجمة أعمالهم في الواقع اإلنتاجي ،كما
تعد كأداة إستراتيجية للبناء والمحافظة على الرأسمال الفكري ،والحد قدر اإلمكان من
هجرته.
إستيعاب الكفاءات الباحثة ،ووقف نزيف األدمغة نحو الخارج ،والذي يؤدي إلى خسائر
مادية لدفع عجلة البحث العلمي وتحقيق التنمية المنشودة.
مماسبق يتبين أن حاضنات األعمال من أهم آليات التنمية االقتصادية والتكنولوجية
ووسيلة لخلق فرص عمل جديدة ،التي تساهم بفعالية في تطوير صناعات قائمة ،وهى اداة
حيوية النتاج المفهوم الفكرى لريادة األعمال الذى من شأنه يخلق اإلقتصاد القائم على المعرفة،
وتحقيق التنمية الوطنية المستدامة من خالل كونها -حاضنات األعمال -وسيلة فعالة تهدف
أساساً لمساعدة المشروعات الريادية وتقدم لها كل المساعدات اإلدارية والفنية ،فهى تقدم الدعم
والمساندة لريادة األعمال ومن ثم فالعالقة بين حاضنات األعمال وريادة األعمال عالقة تفاعلية
متبادلة حيث تعزز الحاضنات دور الريادة من خالل عملية توليد وتنمية مشروعات مختلفة
محلياً فى ظل العوامل والظروف اإلجتماعية واإلقتصادية التى تساعد على تنمية روح اإلبداع
والرغبة الصادقة فى تنمية مجتمعية حقيقية تساهم فيها الحاضنات
(
)1عبد العزيز بن على الخليفة " :رؤية تطويرية لمنظومة البحث العلمى في الجامعات السعودية في
ضوء التنافسية العالمية " ،المجلة السعودية للتعليم العالى ،مركز البحوث والدراسات ،وزارة التعليم
العالى السعودية ،العدد ( ،)12نوفمبر ،2014 ،ص .13
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
ويمثل البحث العلمى رافداً مهماً للتنمية فهو أهم مرتكزات التنمية ومقومات نجاحها
وقدرتها على تحقيق االستدامة واستجابتها للتحوالت والمؤثرات الخارجية في المجتمع ،لما
تُكسبه التنمية من منهجيات في العمل ووضوح في األداء ،وابتكارية في األدوات ،وقوة في
التشريعات ،ودقة في التشخيص والحدس في استشراف المستقبل ،فالعالقة وطيدة بين تنمية
البحث العلمي والتنمية االقتصادية فتوجه األبحاث العلمية لالبتكار العلمي والبحوث التطبيقية
التي تؤدي لعائد اقتصادي ومن ثم يتحول في العموم إلى "منتج" استثماري داعم للتنمية
اإلقتصادية واإلجتماعية ،فالبحث العلمي في هذه الحالة ،وبهذا المعنى ،هو "استثمار" وليس ترفاً
أكاديمياً عشوائياً.
ومن ثم اعتمدت بعض الدول التى وضعت استراتيجيات تتمثل في اعتماد البحث
كأولوية قصوى واعتباره أداة رئيسة لبناء إقتصاد تنافسى قائم على المعرفة واالبتكار وقادر
على مجاراة النسق المتسارع الذى فرضته سياقات العولمة واستحقاقاتها ،فالبحث والتطوير
يمكن الشعوب من معرفة دقيقة لمقدراتها ولقدراتها ولمحيطها الطبيعى ،وبالتالى معرفة نقاط
قوتها وامكانياتها والمخاطر التى تحيط بها تهدد مسيرتها بما يسمح باستثمار امكانياتها االستثمار
األمثل تحقيقاً لنمو إقتصادى وتنمية مستدامة (.)2
إن إدارة وتشجيع البحث العلمى من أهم الوظائف األساسية التى تميز الجامعات ،بل
ومن المحددات والسمات االساسية للجامعات المتقدمة ( ،)1وتمثل عملية ترويج البحث العلمى
وتوظيف نتائجه في التنمية من بين المعايير المعتمدة في قياس مدى تحقيق الجامعات أهدافها
ومن مؤشرات النجاح في تفاعلها مع قطاعات المجتمع المستفيدة من البحث العلمى ،فهو من
أه ــم الدعائم األساسية لتطور المجتمعات اإلنسانية وتقدمها والسبيل لتحقيق التنمية الشاملة فيها
لما يقدمه من تنمية لمهارات اإلنسان وملكاته ونقل خبرات األجيال البشرية وما يطرحه من
حلول للمشكالت المختلفة (.)2
(
)1الجمهورية التونسية :وزارة التعليم العالى والبحث العلمى :مشروع اصالح منظومة التعليم العالى
والبحث العلمى ، 2025 -2015 ،اللجنة الوطنية لالصالح ،ابريل ،2015ص .36
(
2) Taylor. J: “ Managing the unmanageable: The management of research in
research –intensive Universities “, Journal of the Programme on Institutional
Management in Higher Education, Higher Education Management and
Policy,Vol .(18) , No.(2) ,OEC, 2006, ,P.18.
441
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
ويتمثل دور البحث العلمى في الجامعات في تعزيز االقتصاد الوطنى من خالل مشاركة
القطاعات األخرى ،فجميع المنتجات التى تحتاج تقنية عالية في تصنيعها فى ح ــاجة ماسة
لالستثمار في البحث العلمى مواكبة للتط ــور والقدرة التنافسية ؛ لذلك تخصص الشركات
الصناعية في دول العالم المتقدم جزءاً كبيراً من ايراداتها لإلنفاق على البحث العلمى وتمويله
أمالً في المحافظة على تنافسيتها وجودة مخرجاتها(.)3
وأما عن دور حدائق البحوث فى تنمية وتدعيم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى ،فهى
تقوم بدور فعال حيث أنها ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالجامعات أو معاهد البحوث للباحثين
واألكاديميين وغيرها من الشركات الماثلة في الموقع ،وهى منفذ لحل الكثير من القضايا المعقدة
في المجتمع مثل :مشاكل الصناعة اإلقليمية ،ونقص تسويق البحوث الممولة من القطاع العام،
ونقص المنتجات الجديدة والتنمية ،والبطالة ،كما أنها تخدم العديد من طالب التعليم الجامعى
وتمكنهم من تسويق أبحاثهم وتأمين التمويل للمزيد من البحوث (.)4
وتعرف حديقة البحوث الجامعية بأنها مجموعة من المنظمات القائمة على التكنولوجيا
لها مكان محدد أو بالقرب من الحرم الجامعي من أجل االستفادة من القاعدة المعرفية بالجامعة
والبحوث الجارية بها الجامعة وتطوير المعرفة من خالل التعاون مع المستأجرين في الحديقة
البحثية (.)5
(
)3جمال كامل الفليت " :دور البحوث التربوية لبرامج الدراسات العليا في تطوير العملية التعليمية في
محافظات غزة ومقترحات تفعيله " ،مجلة جامعة القدس المفتوحة لالبحاث والدراسات التربوية والنفسية،
المجلد ( ،)3العدد ( ،2015،)10ص .320
(
)1عبد العزيز بن على الخليفة " :رؤية تطويرية لمنظومة البحث العلمى في الجامعات السعودية في
ضوء التنافسية العالمية " ،مرجع سابق ،ص .22
(
2) Gursel . A: “ Science and Technology Parks and University Collaborations” ,
Periodicals of Engineeringand natural Sciences , Vol. (2) , No. (2) , 2014,p.36
(
3) Albert . N . Link , John T. Scott : Research, Science, and Technology Parks:
Vehicles for Technology Transfer , Working Paper Series , Working Paper 11-
22 , Department of Economics ,The University of North Carolina at Greensboro
, Dec, 2011, p.3
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
)4جامعة الملك عبد العزيز :الحدائق العلمية ومناطق التقنية ،نحو مجتمع المعرفة ،اإلصدار الثاني، (
سلسلة دراسات تصدرها إدارة البحث العلمي ،مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر ،1425 ،ص .18
(
1) Saublens . Ch (Head of research team) : “Regional Research Intensive
Clusters and Science Parks” Report prepared by an independent expert group ,
Directorate-General for Research , Belgium : EC , 2008 , Sep , 2007 , p.52.
443
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
التسهيالت البحثية والمعملية واألدوات واألجهزة المشتركة ودعم عمليات المتابعة والتوجيه
وشبكات اإلتصال فى مجال األعمال .)Cunsels (3
المبحث الثانى :آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعى بالواليات المتحدة
األمريكية
مقـــدمـــة
تسعى الواليات المتحدة األمريكية بشكل دائم نحو تعزيز ريادة األعمال من خالل إقامة
اسبوع الريادة سنوياً من أجل تشجيع الشباب وتحفيزهم على ممارسة ريادة األعمال عبر
مجموعة الفعاليات والمبادرات مثل خطط العمل والمسابقات والندوات...وغيرها ،إلى جانب
تصميم مواقع على اإلنترنت لتعليم ريادة األعمال لدى الطالب أو التفاعل مع أعضاء هيئة
التدريس واستكشاف القدرات الريادية للطالب ،فضالً عن المراكز الريادية المنشرة فى شتى
أرجاء الدولة ،كما تسعى بشتى الطرق والوسائل إلى تعزيز ريادة األعمال من خالل الحمالت
اإلعالمية المكثفة التى تعرض قصص نجاح لرواد سابقيين من أجل تشجيع الطالب لخوض
مجال ريادة األعمال والعمل الحر(.)1
وبالنظر إلى التعليم الجامعى بالواليات المتحدة األمريكية نجده قد خطا خطوات سريعة
جداً في توسيع القدرة اإلبداعية األمريكية ،حيث تشهد العديد من الجامعات زيادة غير مسبوقة
فى اقبال الطالب على تعلم االبتكار وريادة األعمال ،وتوسيع دورات وبرامج ريادة األعمال،
وتزويد الطالب بمجموعة واسعة من المهارات والجدارات القيمة ،بما في ذلك تطوير خطة
األعمال ،التسويق ،الربط الشبكي ،جذب التمويل ،والتواصل مع قادة األعمال المحليين ،كما أن
غالبية الجامعـ ـات تق ـ ـدم برامج درجـ ـ ـة البكالوريوس والماجستير وتركيزات في االبتكار وريادة
)2المملكة العربية السعودية :وزارة التعليم ،جامعة الملك عبد العزيز :نحو جامعة عالمية المستوى – (
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
األعمال ،كما أن العديد من كليات إدارة األعمال تكسر الحواجز التقليدية وتشجع ريادة األعمال
من خالل دورات وبرامج متعددة التخصصات للطالب من جميع التخصصات األكاديمية (.)2
ووفع اختيار الباحث على أربعة آليات يرى من وجهة نظره أنها أسهمت بشكل كبير فى
دعم ريادة األعمال فى التعليم الجامعى بالواليات المتحدة األمريكية ،وهذه اآلليات هى :الثقافة
الريادية لدى المجتمع األمريكى ككل ،القيادة الريادية لرؤساء الجامعات ،حاضنات األعمال،
والبحث العلمى وحدائق البحوث.
المتحدة األمريكية
إستطاعت بعض األقليات أن تنصهر وتتأمرك بسرعة وأن يتربع أفرادها على رأس الهرم
السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي (.)3
لقد استوحت الثقافة األمريكية خواصها من اإلرهاصات الفكرية وسارت جنباً إلى جنب
مع تجربة برجماتية خاصة وحتى مع تأسيس الدولة األمريكية لم تبرز مفاهيم جديدة أو رؤى
مختلفة عن الواقع التى نشأت فيه التجربة األمريكية بل ظلت حبيسة ماضيها ولم تتأثر بالثقافات
واأليديولوجيات التى غيرت مجرى التأريخ السياسى في أوروبا خالل عصرى التنوير والثورة
الفرنسية ،وفى عقود القوميات ولم يكن لها أى أثر واضح في المجتمع األمريكى ؛ وهذا يعزى
إلى أن السكان الذين أستوطنوا أرض الواليات المتحدة األمريكية هم من المهاجرين ،ومن
البديهى أن هؤالء مهما كانت أصولهم وحضارتهم جاءوا إلى أمريكا بحثاُ عن العمل وكسباً
للمال وألنه لم يكن لهم دين أوثقافة مشتركة فقد كان الرابط الوحيد الذى جمعهم هو البحث عن
الغنى ومصادر الثراء ،وبهذا الصدد يقول "توكيفيل " إنى الأعرف بلداً يمثل فيه شغف المال
مكانه في النفوس أعمق من شغف المال في الواليات المتحدة األمريكية " وفى توصيفه هذا لم
يكن "توكيفل" مخطئاً ذلك أن بداية اإلستقرار في الواليات المتحدة األمريكية كان بمثابة مشروعاً
تجارىاً لشركات مساهمة ثم تحول هذا المشروع إلى تنظيم إنتاجى إستند على مبدأ الربح وهيمنة
رأس المال والكسب المادى المشروع أو غير المشروع ،ومن رحـ ــم هذا الواقع وهذه الفلسفة
ولدت الواليات المتحدة األمريكية ،إذن فالتجربة األمريكية التي
تغذت على روح المغامرة أنتجت مجتمعاً عدوانياً ،فقد ترسخت في عقلية القائمين عليه
رغبة في التملك ودافع التوسع والرؤى المتعلقة بقيادة العالم وكانوا بصفتهم رواداً ومستوطنين
وتجاراً شديدي التوجه نحو األرض والسلطان والمال (.)1
أن خوض المخاطرة صفة أصيلة في الشعب االمريكى والمبادرة خالل 1700و
،1800sولما ال وأنهم هاجروا من أوطانهم من مختلف دول العالم وتركوا منازلهم واقاموا في
هذا الوطن الجديد وكان يموت منهم أعداداً غفيرة في الطريق ،ويكفى أن نعلم أن عشرين
بالمائة كان يلقى حتفه في الطريق ،لقد خاطروا بحياتهم للذهاب إلى العالم الجديد حيث الحرية
(
)3عصام عبد الحسين نومان :الفـكـر التوسعـي األمريكـي -دراسـة فلسفية فـي تأصـيــل المفهـوم ،مرجع
سابق ،ص .43
(
)1عصام عبد الحسين نومان :المرجع السابق ،ص .51
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
الدينية والسياسية ،باإلضافة إلى وجود فرصة للنهوض إقتصادياً إذا كان على إستعداد لخطر
الذهاب إلى "العالم الجديد" ،ومن ثم فإن رغبة الفرد في تحمل المخاطر واإلعتماد على النفس
والتنافسية هي جانب أساسي من جوانب الثقافة األمريكية حتى اليوم ،فالتغيير لن يحدث إال إذا
كان الفرد على إستعداد لتحمل المخاطر وتحقيق " الحلم األمريكي" المتمثل فى قيادة العالم بداية
من التقدم االقتصادي(.)2
وتعد ريادة األعمال أحد أهم وسائل تحقيق هذا التقدم اإلقتصادى فى الواليات المتحدة
األمريكية لذا فقد إعتنق الشعب األمريكى منذ فترة طويلة ثقافة ريادة األعمال ،والإبتكار والعمل
اإلبداعي وحتمية التقدم اإلقتصادى لتحقيق الإكتفاء الذاتي ،روح المبادرة ،والتغلب على
المشكالت ،ولديه عقيدة قوية وإ يمان راسخ بأن الواليات المتحدة األمريكية جاءت لقيادة العالم
في مجال االبتكار وريادة األعمال ،فهو كان ومايزال على إستعداد لقبول وإحتضان المخاطر
والتغيير ثم اإلفراط في الرد إذا كان هناك مشكلة ( ،)3واعتتاق الشعب األمريكى لهذه الثقافة -
ثقافة ريادة األعمال وروح المغامرة والمبادرة -منذ البداية لم يكن من فراغ بل كان نتيجة
وجود مجموعة مقومات وسمات جعلته مضيافاً كريماً لريادة األعمال منها (:)4
اإلصرار على تحقيق الهدف .
السعى لتحقيق األحالم المستحيلة .
نفاذ الصبر مع مرور الوقت .
الهوس لتحقيق كل ماهو كبير والحث على اإلرتجال.
تحمل المخاطرة وتقبل الفشل ،وقبول األخطاء
التحرك السريع ،واتكيف والتأقلم مع كل جديد .
(
2) Gary R. Weaver : American Cultural Values , Kokusai Bunka Kenshu
(Intercultural Training 2001, p.5. trends.gmfus.org/doc/mmf/American
%20Cultural%20Values.pdf
(
1) Ezeel .S , Marxgue . Ph : Compaaring American and European Innovation
Cultures , The Information Technology and Innovation Foundation (ITIF) , US
, p.179
(
2) John R. McIntyre , Mathieu Roche, MSM : University Education for
Entrepreneurs in the united States:Acritical and retrospective analysis of trends
in the 1990s , Georgia Institute of Technology Atlanta, GA, , April 1999 , p.27.
447
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
إيمان األمريكيين بأن الفشل هو خطوة لتحقيق النجاح والمخاطرة وتقبل حقيقة أن ريادة
األعمال أو أى نشاط له نتائج غير مؤكدة ،كما أن الفشل والنكبات األولى هى بدايات
لتحقيق األهداف المرجوة والنجاح النهائى.
قد تشكلت الثقافة األمريكية فى األصل من قبل المهاجرين الذين قدموا إلى الموطن
الجديد سعياً وراء الثروة ،ومنذ الوهلة األولى كانت روح المبادرة عنصراً رئيساً للطريقة
األمريكية فى الحياة والمغامرة من بدايتها ،كما كان للمقومات السابقة الدور الرئيس فى تشكيل
تلك الثقافة فكانت بمثابة الوقود المحرك وقوة الدفع وراء تحقيق الكثير من النجاحات فى مجال
ريادة األعمال ،وقد إنعكست هذه الثقافة على مؤسسات التعليم الجامعى.
فالجامعات بالواليات المتحدة األمريكية تعنى بتعزيز ثقافة أكاديمية وإجتماعية تكون
ريادة األعمال محورها األساسي ،وتعد جامعة والية أريزونا Arizona State University
مثاال يحتذى به فى جعل
التي تضم عدد كبير جداً من الطالب يصل لأكثر من 70ألف طالباً ً
ريادة األعمال وروح المبادرة ثقافة تسود المجتمع الجامعى ويتضح ذلك من خالل ممارسات
الجامعة التى منها على سبيل المثال (: )1
رئيس الجامعة يجعل نقطة مناصرة ريادة األعمال في الدعوة العامة ،كما يؤكد كبار
مسؤولي الجامعة أيضا على روح المبادرة باعتبارها طريقة للحياة داخل المؤسسة،
وليس مجرد طموح تعليمي ،بل هو الطريقة التي ينبغي للمكان أن يدير بها نفسه.
يتم دمج ريادة األعمال في الخطة الإستراتيجية لكل كلية بالجامعة ،وإ لى رؤية أكبر
تعرف باسم الجامعة األمريكية الجديدة ؛ مما يدفع كل كلية إلى التفكير في كيفية ريادة
األعمال بالنسبة لهم وما يريدون القيام به وما يريدون تحقيقه"
(
1) Kaufmann The Foundation for Entrepreneurship : Entrepreneurship
Education Comes of Age on Campus : The challenges and rewards of bringing
entrepreneurship to higher education , p.14.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
يتم تعزيز ريادة األعمال فى جميع أنحاء الحرم الجامعى ومكاتب العمداء من خالل
بعض الوسائل على سبيل المثال :الملصقات المدون عليها " قيمة ريادة األعمال"فى كل
وقت وكل مكان.
يوفر مكتب الرئيس للمدارس الدعم العملي في شكل زماالت االبتكار في الجامعة،
هؤالء هم الميسرين الذين يدربون المدارس على جهود ريادة األعمال واالبتكار مثل
البرامج واألحداث ،واألفكار التسويقية.
يتم تصنيف المفاهيم والنهج الريادية في جميع الدورات المتنوعة بحيث يواجهها
الطالب في سياقات متعددة على سبيل المثال :دورة خدمة المجتمع يطالب الطالب
ليس فقط للتوصل إلى أفكار لمشاريع الخدمة ولكن لتشكيل مؤسسة مستدامة وللسعي
للحصول على أموال التنمية.
المتحدة األمريكية
فالقيادة الريادية في التعليم الجامعى بالواليات المتحدة األمريكية إتجهت إلى تبنى توجه
جديد هو الريادة وبهذا فإن قادة التعليم الجامعى وعمداء الكليات أكثر تقدمية ،ويتمتعوا بالقدرة
على اإلبتكار وطرح األفكار الخالقة إلدارة اإلصالح واإلستعداد للتغيرات المتوقع حدوثها فى
المستقبل ،وأحذ إتجاهات جديدة في مجاالت :األخالقيات والتعاون والمساءلة ،والخصخصة،،
والتعليم الدولى عن بعد ،والعمل التطوعى ،والتعددية الثقافية (.)2
كما تقوم القيادات الريادية بجامعات الواليات المتحدة ببناء فرق العمل وتكليفها بالمهام
والمسئوليات فهم اليحاولون القيام بمهام زمالئهم ،وعندما يتعلق األمر بمسئولياتهم الخاصة
فإنهم ينتقدونهم برفق ويتعاملون مع تعقيدات المهام الخاصة باسلوب يدفع نحو تنفيذ المهام وعلى
شكل نموذج سلوكى يحتذى به ،وفي الواقع ان معظم قادة الجامعات الريادية في الواليات
المتحدة األمريكية على إستعداد للتشمير عن سواعدهم والتعامل مع تعقيدات األمور التى يرون
أنها مهمة (.)1
فهم يقضون من % 21إلى %40من أوقاتهم في تطوير العالقات الخارجية ،كما أن
أكثر من %30من هؤالء القيادات يلتقون مع مديرى العالقات العامة في جامعاتهم اكثر من
التقائهم مع أى شخص آخر في الجامعة ،فشخصية قائد الجامعة القوية تنعكس على سمعة
الجامعة وتؤدى إلى اعطاء جاذبية وإ عتبار للجامعة ،وتعطى الثقة للجامعة فدور قائد الجامعة
مهم جداً وهو األساس في تكوين العالقات المميزة الفعالة بين الجامعة ومجتمعها وجذب الدعم
الالزم لتحقيق أهدافها ،وتؤدى عالقات القيادة الجامعية دوراً فى تقديم المشورة والرأى للوصول
بالجامعة إلى التطوير التنظيمى واألكاديمى ورفع قدراتها البحثية ،كما أن بناء عالقات وثيقة مع
متخذى القرار في الحكومة مهماً جداً ،ويساعد الجامعة في تحقيق ماتريده من ميزانية ودعم
معنوى ،وتوظف الجامعات األمريكية موظفى عالقات عامة في واشنطن يتمحور دورهم فى
إقناع متخذى القرار لمصلحة الجامعات ،إال أن الجامعة الريادية تريد من الحكومة أكبر واشمل
(
2) Ibid , p.21
(
1) Thorp, H. , Goldstein, B : Engines of Innovation: The Entrepreneurial
University in the Twenty -First Century, The University of North Carolina
pres ,Chapel Hill , 2010 , p.87.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
من هذا الدور وهو يتمثل في عملية إقناع متخذى القرار على كافة األصعدة بأهمية وتميز
الجامعة(.)2
ويرى الكثيرون من القيادات الريادية في الجامعات األمريكية أن الجامعة التى بها قيادة
أو رئاسة مستقرة تنجح عادة ،ألنها تضع رؤية مستقبلية وثقة للعمل بشكل حاسـ ــم ،فالقيــادة
الريادية بالجامعات األمريكية تـ ـ ــدرك وتتبنى حقيقة م ــؤداها أن وظيفتها تتعلق أس ــاس ـاً
باألشخاص والمه ــارات الـ ـ ــالزمة للتع ـ ـ ــامل مع جميع األشخاص واضحة ومحددة والبد من
توافرها في القيادة الريادية وهى مهارات إجبارية على القيادة التى ترغب فى الوصول بجامعتها
الى جامعة تقوم على اإلبتكار وريادة األعمال ،هذا وتؤدى القيادات الريادية إسهامات وإ نجازات
كبيرة لتحقيق الريادة بالجامعات فهناك نماذج قيادية ضريت أروع األمثلة فى القيادة منها (:)3
استطاعت جامعة جنوب كاليفورنبا University of Southern Californiaبفضل
قيادتها الريادية من جمع ثانى أكبر حملة تبرع في تاريخ التعليم العالى األمريكى حيث
وصل حجم التبرعات التى تم جمعها 3مليار دوالراً مكنها من تحقيق ما تصبو اليه
وحل لها الكثير من القضايا.
تمكنت قيادة جامعة ميتشجان University of Michiganمن جعل الجامعة إحدى
المؤسسات الرائدة للدراسة بالخارج ،وقد ادخلت الجامعة 100مليون دوالراً لإلبتكار
والريادة .
تمكنت قيادة جامعة فرجينيا University of Virginiaمن وضع استرتيجية أثارت
الجدل والدهشة بعدما قرر مجلس فرجينا التشريعى تخفيض ميزانية الجامعة وتقليل
الدعم المقدم لها ؛ ونفذت هذه اإلستراتيجية بمهارة وبراعة التوصف حيث قللت من
إعتماد الجامعة على دعم والية فرجينيا ،األمر الذى أبهر الجميع ،وحافظت على إحترام
وتقدير أساتذة مختلف الجامعات بالواليات المتحدة .
نجحت جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvaniaبفضل قيادتها من جعل
الجامعة أكثر الجامعات شهرة بين الطالب المحتملين في الواليات المتحدة فقد أصبحت
(
)2سالم بن ال ناصر القحطانى " :القيادة الريادية وتطبيقاتها في الجامعات" ،مجلة اإلدارة العامة ،معهد
اإلدارة العامة ،المملكة العربية السعودية ،المجلد ( ،)55العدد( ،)3ابريل ،2015ص.469
(
)3سالم بن ال ناصر القحطانى :المرجع السابق :ص47
451
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
جزءاً هاماً من حياة الطالب والسكان الدليل على ذلك وصول عدد منتسبيها فى عام
2008حوالى 100ألف طالب .
واجهت قيادة جامعة بنسلفانيا University of Pennsylvaniaتحديًا كبيرًا بشأن إعادة
تطوير غرب فيالدليفيا ولكنها إتبعت إسلوبًا إلقناع الطالب والكلية والخريجين بأن
الجامعة التستطيع أن تتحدث عن مشاكل العالم وتأثيرها الكبير وتتجاهل المشكالت التى
تواجهها في فنائها الخلفى والحرم الجامعى وتعجز عن التعامل معها(.)1
أى أن جامعات الواليات المتحدة تمتلك قيادات قوية لديها رؤية استراتيجية تلتزم بتحقيق
االبتكار ،قادرة على تحمل المخاطر مدركة ألدوارها ومهامها على أحسن مايكون ،وظهر ذلك
جليًا من خالل ممارساتها على كافة المستويات وتركيزها على النتائج ،وتتعامل مع جميع األفراد
المنتميين للجامعة والخارجيين عبر مسار واضح ونهج محدد تنتهجه ،تسعى جاهدة إلى تحقيق
الريادة وغرسها فى نفوس كل من ينتمى لجامعتها فهى حقاً وبكل تأكيد يمكن نعتها" بالقيادة
الريادية".
(
3) Arab British Academy for Higher Education, p.2 , Retrieved , 15 June , 2017,
From : www.abahe.co.uk/b/international-marketing/international-marketing-
090.pdf
(
4) Moraru . C , Rusei. A:” Business Incubators – Favorable Environment for
Small and Medium Enterprises Development” , Theoretical and Applied
Economics , Vol .(19), No. (5) (570) , 2012, P.171.
(
1) Sarfraz A. Mian : “ Business incubation mechanisms and new venture
support: emerging structures of US science parks and incubators” , International
Journal of Entrepreneurship and Small Business , Vol . (23) , No. (4) , 2014 ,
p.420.
(
)2فوزى عبد الرازق " :اشكالية حاضنات األعمال من التطوير والتفعيل :رؤية مستقبلية – حالة
حاضنات األعمال في اإلقتصاد الجزائرى " ،المؤتمر السعودى الدولى لجمعيات ومراكز ريادة األعمال :
نحو بيئة داعمة لريادة األعمال في الشرق األوسط ،الرياض ،جامعة الملك سعود ،الفترة من 11-9
سبتمبر ، .2014،ص ص .198-197
453
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
(
)3خالد صالح حنفى " :الحاضنات التكنولوجية كآلية للربط بين الجامعات وقطاعات اإلنتاج في مجالس
البحث العلمى وخدمة المجتمع -دراسة تحليلية آلراء هيئة التدريس بالجامعات المصرية " ،مجلة اتحاد
الجامعات العربية للبحوث في التعليم العالى ،المجلد ( ،)36العدد ( ،)1يوليو ،2016ص .68
(
1) Aruna Chandra : Approaches to Business Incubation A Comparative Study of
the United States,China and Brazil ,Working Paper 2007-WP-29 , Nov 2007 ,
Networks Financial Institute and Indiana State University ,P.20
(
2) Allahar. H, Brathwaite .C : ” Business Incubation as an Instrument of
Innovation: The Experience of South America and the Caribbean “,
International Journal of Innovation , São Paulo, Vol . (4), No .( 2) , Jul / Dec.
2016 , p.79.
(
)3زايدي عبدالسالم ،زايدي أبوسفيان " :حاضنات األعمال التقنية ودورها في دعم ومرافقة المشاريع
الناشئة -عرض تجارب (ماليزيا ،الصين ،فرنسا ،الواليات المتحدة األمريكية) " ،الملتقلى الوطنى األول
حول استراتيجيات التنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فى الجزائر ،جامعة مرياح ،ورقلة،
الجزائر ،19-18ابريل ،2012ص .32
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
هناك حاضنات عامة حكومية التهدف للربح تمول من الحكومة وتصل نسبتها .%51
هناك حاضنات تمولها المؤسسات التعليمية تصل نسبتها ،%20وهى حاضنات تهدف
إلى تنشيط التنمية اإلقتصادية فى المجتمعات المحيطة .
هناك حاضنات خاصة تهدف للربح يتولى اقامتها وتمويلها جهات خاصة إستثمارية أو
مجموعة شركات صناعية وتصل نسبتها %8من مجموع الحاضنات الموجودة
بالواليات المتحدة االمريكية ،وهى تهدف لنقل وتطوير بعض التكنولوجيا الخاصة .
هناك حاضنات مشتركة التمويل نستها %16تمول من منظمات غير جكومية وجهات
خاصة أخرى.
هناك نسبة تصل % 5من الحاضنات تمول من هيئات خاصة كاكنائس أو الغرف
التجارية أو بعض الجاليات غير أمريكية األصل ،وهدفها يتمثل في تنمية بعض
المشروعات والصناعت التقليدية المتخصصة أو توفير فرص عمل لفئات اجتماعية
بعينها.
إن اإلهتمام الكبير من قبل الحكومة الفيدرالية والهيئات والقطاعت األخرى بمختلف
صورها بتمويل حاضنات اإلعمال يعكس األهممية القصوى والدور الهام والبارز الذى تؤديه
الحاضنات فى تنمية ودعم وتطوير اإلقتصاد الوطنى بالواليات المتحدة األمريكية ،وما تحققه
من أهداف.
وتؤدى حاضنات األعمال بالواليات المتحدة األمريكية دوراً كبيراً فى تحقيق اللتنمية
اإلقتصادية واإلجتماعية يتمثل فى(:)1
التمويل المباشر للمشروعات المنتمية للحاضنة.
المس ــاهمة في نجاح المش ــروعات الصغيرة وإس ــتمراريتها ،وذلك بتقديم المساعدة
والمش ــورة في المجاالت التقنية والتنظيم واإلدارة والس ــيما في المراحل األولى من
اإلنشاء.
تعزي ــز أواص ــر التراب ــط بي ــن مراكز البح ــث العلمي والقط ــاع الصناعي ،حي ــث يتم نقل
نتائ ــج البحوث والإبت ــكارات التي يت ــم إعدادها ف ــي الجامع ــات ومراك ــز البح ــوث إلى
الجانب التطبيقي ف ــي القطاع الصناعي ،وم ــن ناحية أخرى هناك مناف ــع تقدمها
(
)1فوزى عبد الرازق " :اشكالية حاضنات االعمال بين التطوير والتفعيل :رؤية مستقبلية ،حالة
حاضنات االعمال فى االقتصاد الجزائرى" ،مرجع سابق ،ص .199
455
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
الحاضنات مث ــل تعيي ــن الخريجي ــن المؤهلين إلجراء أنش ــطة تش ــغيل الحاضن ــات
والش ــركات المحتضنة والإس ــتعانة بأعضاء الهيئة التدريس ــية والباحثين بصفة
مستش ــارين.....وغيرها.
تقوم بتوفير كافة المساعدات المطلوبة لتنمية وتطوير الإستثمارات واألعمال وتقدمها
نحو النجاح.
المس ــاعدة ف ــي تحقي ــق مع ــدل عائ ــد جي ــد عل ــى الإس ــتثمار وتنمي ــة المناط ــق الجغرافي ــة
الفقي ــرة وتحس ــين ص ــورة وس ــمعة المجتمع ــات المحلي ــة.
الحد من مش ــكلة البطال ــة وتنمي ــة الموارد البش ــرية حيث تتس ــم المش ــروعات الجدي ــدة
القائمة عل ــى التكنولوجيا ف ــي الواليات المتح ــدة بارتف ــاع مع ــدالت اس ــتيعاب العمال ــة،
وتع ــد حاضنات األعمال مش ــاريع اس ــتثمارية تس ــاهم ف ــي تطوير ق ــوة العمل.
وتعد حاضنات األعمال الجامعية من المشاريع الجديدة القائمة على المعرفة ،وهى تركز
بشكل رئيس على توليد ونقل المعرفة العلمية والتكنولوجية من الجامعات إلى الشركات ،ومتنفس
لتسويق البحوث الجامعية ولتعزيز الإقتصاديات اإلقليمية ،وتعمل الحاضنات الجامعية بالواليات
المتحدة األمريكية علي (:)1
رعاية وتنمية األفكار اإلبداعية واألبحاث التطبيقية والعمل على تحويلها من مرحلة
البحث والتطوير إلى مرحلة التنفيذ ،من خالل إقامة مشروع صغير.
تسويق البحوث ،ونقل التكنولوجيا ،وزيادة الدخل للمنظمة الراعية .
خلق فرص عمل في المجتمع المحلي ؛ مما يعزز مناخ تنظيم المشاريع لدى المجتمع المحلي.
تسهيل نمو األعمال والإبتكار التكنولوجي.
بناء أو تسريع النمو في الصناعة المحلية ،تعزيز التنمية الإقتصادية ،وتنويع الإقتصاد المحلي.
كما تعمل حاضنات األعمال الجامعية على:
تقديم المساعدة التجارية ،والتدريب ،والربط الشبكى ،وتعزيز تنمية المؤسسات الناشئة ،خدمات
االتصال ،ادارة االنجاز ،الخدمات القانونية والتعاون على الصعيدين الدولى والمحلى( .)2
(
1) Al-Mubaraki . H , Michael Busler . M : “ The Effect of Business Incubation in
Developing Countries” , Op Cit , p.21 .
(
2) Puķīte . I , Geipele . I: Business Incubators as Afinancial Instrument for new
Business development , Proceedings of the 2015 International Conference
“Economic science for rural development ” No39 Jelgava, LLU ESAF, 23-24
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
تشجيع االبتكار داخل الجامعة لمساعدة أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطالب فى
براءات االختراع واالبتكارات المطورة داخل الجامعة ،كما تسهل األمر على أعضاء
هيئة التدريس بالجامعات والطالب على إنشاء مشاريعهم الخاصة (.)3
تقوم الحاضنات التكنولوجية في الجامعات برعاية ودعم اإلبتكارات األكاديمية ودعم
نتائج العملية التعليمية ومواجهة التحديات التى تواجه التعليم الجامعى(.)4
ويخلص الباحث إلى أن حاضنات األعمال الجامعية بالواليات المتحدة تعد المعمل
الرئيسى الذى يهيئ ويدرب الطالب الراغبين فى خوض تجربة ريادة األعمال أو ممن لديهم
مشروعات ريادية فى بداياتها ،وذلك من خالل برامج تدريب وورش عمل يقدمها خبراء
متخصصون يطلق عليهم «مرشدون ،»Mentorsفى مجاالت التمويل واإلدارة والتسويق
واالستشارات االقتصادية ،وتساعد هذه البرامج رواد األعمال ممن لديهم أفكار مبتكرة ،على
تطوير أفكارهم وإ طالق مشروعاتهم وقدرتها على المنافسة فى األسواق ،كما تقدم الخدمات
والموارد اإلدارية التى يحتاجها رواد األعمال ،فالغرض الرئيسى من وجود حاضنة األعمال
بالواليات المتحدة األمريكية هو تعزيز التنمية اإلقتصادية ،وتسويق البحوث وانتاج ونقل
التكنولوجيا دخل للمؤسسة ،وتخريج الشركات القادرة على اإلستمرارية في أعمالها واإلستقالل
ماليا ،القادرة على خلق فرص العمل وتنمية البيئة المحلية إقتصادياً وإ جتماعياً .
ً
المتحدة األمريكية
فى الرابع من اكتوبر عام 1957م كان نتيجة لإلستثمار فى البحوث العلمية األساسية والتطبيقية
على المدى الطويل (.)2
وقد وضعت الجامعات بالواليات المتحدة األمريكية نموذجاً قياسياً للبحث العلمى ودوره
فى التنمية اإلقتصادية من خالل شراكة التعليم فى اإلقتصاد المعرفى فى مجاالت عديدة شملت
شراكة البحوث الصناعية ونقل التقنية والمساعدات الفنية ،وتطوير ريادة األعمال والتعليم
الصناعى ،والشراكة فى التدريب وخدمات التطوير المهنى ،والشراكة الرسمية مع مؤسسات
التنمية اإلقتصادية والمجالس اإلستشارية المشتركة بين الجامعة والمؤسسات الصناعية والثقافة
الجامعية ،إيماناً من أن أى جامعة التستطع وح ـ ـدها أن تدعـ ــم تنمية األقليم وتطوره دون تعاون
من الشركاء ممثلين فى الحكومة وقطاعات األعمال (.)3
فالجامعات بالواليات المتحدة تجرى بحوثاً عالمية المستوى ذات قيمة مرتفعة وذو فائدة
بالغة تسهم فى حل كثير من القضايا والمشكالت الراهنة؛ ولذا فإنها تعزز ريادة أعضاء هيئة
التدريس من خالل :الفرص التعليمية ،والإعتراف بتطوير التكنولوجيا ،وزيادة التسويق
للبحوث ،وتيسير الجهود التعاونية ،وتحديد وتوظيف الشبكات والموارد المتاحة؛ لمتابعة فرص
الإبتكار وريادة األعمال ،وتوجيه أعضاء هيئة التدريس الجدد ،وعقد الندوات التي تركز على
()4
الإبتكار وريادة األعمال ،والإنخراط في البحث والتطوير.
ويتضح من خالل ممارسات العديد من الجامعات ومنها:
فتحت جامعة جونز هوبكنز Johns Hopkins Universityأبوابها في ٢٢فبراير عام -1
١٨٧٦م ،بهدف تشجيع البحث واألفراد الدارسين الذين سيعملون كأفراد أو أعضاء في
مجموعات على تقدم العلوم التي يحصلون عليها ،حيث ك ــان مديرها األول ممن يؤمنــون
بأن التدريس والبح ـ ــث وجه ـ ـ ــان متكامالن اليوجد بينهما عازل ،وأن النجاح في أحدهما
يعتمد على النجاح في اآلخر ،تلك الفلسفة أحدثت ثـ ـ ـورة في التعليم العالي األمريكي ومهدت
(
2) Kirstin R. W, et al : Science progress US Scientific Research and
Development 202 , Op .Cit, p.11.
)1المملكة العربية السعودية :وزارة التعليم ،جامعة الملك عبد العزيز :نحو جامعة عالمية المستوى – (
الط ـ ـريق إلى نظـ ـ ـام جامعات البحث القائمة اليوم ،وماتزال جامعة جونز هوبكنز رائدة حتى
()1
اليوم في ميادين التدريس والبحوث كمؤسسة للتعليم العالي
تقوم جامعة كليفالند Cleveland State Universityبمدينة كليفالند بوالية أوهايو التى -2
تأسست عام ١٩٦٤م ،بالترويج للقيام بأنشطة بين المجتمع الجامعي بتسهيل الفرص لبحوث
مبتكرة وأنشطة إبداعية تؤسس لريادة أعمال بحثية ؛ وقد أسست مكتباً خاصاً بالبرامج
والبحوث المدعومة ،وتقوم الجامعة بتوجيه جهود البحوث إلى (:)2
االنتقال من مرحلة فيها أغلبية أعضاء هيئة تدريس ليس لهم أي خبرة بالبحوث أو أي
نشاط بحثي إلى مرحلة يكون لديها كادر كبير من أعضاء هيئة تدريس لديهم دعم نشط
للبحوث.
التحول من مرحلة فيها جهود مبعثرة وفردية في البحوث إلى مرحلة تتميز بتنسيق
برامج البحوث والتركيز على مجاالت محددة في أنشطة البحوث.
االنتقال من مرحلة كونها جامعة فتية في مدينة كبيرة وليس لها صيت وطني إلى برامج
بحوث ريادية تحظى بالتقدير الوطني.
زيادة عدد ورش العمل والندوات التي يعقدها مكتب البرامج والبحوث المدعومة عن
برامج الدعم الخارجي وإ عداد مشاريع البحوث وإ دارة المنح .
إنتاجا
تتمثل رؤية جامعة جنوب كاليفورنيا فى أن تصبح واحدة من أغزر الجامعات البحثية ً -3
نموذجا لجامعات بحثية أخرى
ً وأكبرها نفو ًذا في العالم ولهذا فالجامعة تطمح إلى أن تصبح
صاعدا بحيث أن
ً طريقا
ً تقتدي بها وتحاكيها في سعيها إلى التميز وبهذا فإن الجامعة تسلك
انتشار صيتها الوطني كجامعة بحثية صاعدة يعتبر األسرع في تاريخ الجامعات األمريكية
وذلك الصعود يتطلب اجتذاب طلبة جيدين وهيئة تدريس متميزة والتوسع في مجاالت البحوث
وتقديم تعليم يتميز بالعمق ،ومن أهم المهام التي وضعت من اجل تحقيق رسالة الجامعة هي :
التركيز على مجاالت البحث العلمي ،والتخطيط المستقبلي للمشروعات البحثية وخطط العمل
طا طويل األجل للبحث العلمي ،سواء
االستشكافي واإلبداعي ،حيث تقدم هذه الجامعة تخطي ً
على مستوى تعليم الطالب أو على مستوى الدراسات العليا أو على مستوى تحقيق شراكات
(
)3جامعة الملك عبد العزيز ،وكالة الجامعة للدراست العليا والبحث العلمى :نحو مجتمع المعرفة :
جامعات البحث ،اإلصــدار العـاشـر ،معهد البحوث واالستشارات ،جدة ،1427 ،ص.35
(
)4المرجع السابق :ص .35
459
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
وبناء على ذلك فإن الخطة
ً فاعلة بينها وبين مؤسسات األعمال والجامعات األخرى
االستراتيجية للجامعة قائمة على أساس أن ،المنزلة المتميزة في القرن الواحد والعشرين
ستكون من نصيب الجامعات البحثية التي بمقدورها إيجاد شراكات ديناميكية في مختلف
المؤسسات(.)1
وتمثل المدن العلمية وحدائق البحوث فى الواليات المتحدة األمريكية أهمية كبيرة فى
تطوير ريادة األعمال من خالل اإلستفادة من ملكات اإلبتكار واإلبداع فى تفعيل التنمية
اإلقتصادية ،فهى توفر البيئة المالئمة لرعاية العلوم والمعرفة التى تنتج اإلبتكار ،وقد القت
حدائق البحوث إقباالً منقطع النظير في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى كخطة إستراتيجية
للتنمية اإلقتصادية ،ففى ديسمبر 1993كان هناك 113حديقة علمية يعمل بها 225ألف عامل
ومقـ ــام عليها أكثر من أربعة أالف شـ ــركة خاصة على مســاحة تزيد على 929هكتار ،وفي عــام
1998إرتفــع عدد الحدائق ليصل إلى 200حديقة ،ومما يجــدر اإلش ــارة إليه أن ال ــواليات
المتحدة األمريكية والحكومات المحلية قد أنفقت مب ــالغ ط ــائلة حتى تجنى ثمـ ــار هذه
الخطة لتنشيط األحوال اإلقتصادية بها من خـ ــالل خلق فرص عمل وتحقيق مكانة مرموقة في
ظـ ــل المنافسة الشديدة وسباق عصر المعلومات ،ولقد إنتشرت الحدائق العلمية وحدائق البحوث
فى الواليات المتحدة حيث أصبح فى كل والي ــة أكثر من حـ ــديقة بحثية ،ولم يعـ ــد هناك مفر من
حـ ــدوث تنافس شرس بين تلك الحدائق؛ رغبة فى إجتذاب شركات التقنية العالية ومؤسسات
البحوث والتطوير المرموقة ،وتتميز حدائق البحوث بالواليات المتحدة األمريكية بمجموعة من
السمات والخصائص من أهمها (:)2
الشراكة مع الجامعات حيث توجد قوى عاملة محترفة.
فرص الشراكة مع مؤسسات دولية أخرى (خاصة إذا كانت خارج الواليات المتحدة
األمريكية).
وجود دعم وتمويل لإلبتكارات وللشركات المتفرغة عن أعمال قائمة.
(
)1أحمد حسين عبدالمعطي " :استراتيجية مقترحة لتطوير االنتاجية العلمية البحثية ألعضاء هيئات
التدريس بالجامعات المصرية في ضوء المعايير العالمية لتصنيف الجامعات :دراسة تحليلية" ،مجلة كلية
التربية بأسيوط ،المجلد ( ،)31العدد ( ،)3ابريل ،2015ص . 66
(
)1جامعة الملك عبد العزيز :نحو مجتمع المعرفة – الحدائق العلمية ومناطق التقنية ،مرجع سابق ،ص.3
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
المبحث الثالث :واقع آليات دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر
يأتى هذا المبحث للوقوف على وضعية ريادة األعمال بالتعليم الجامعى بمصر ،وتحليل
نقاط الضعف فى سياساته وبرامجه وأنشطته ليتسنى االستفادة من خبرة كل من الواليات المتحدة
األمريكية لعالج أوجه القصور الموجودة.
461
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
وتنظيم القيام بالمشروعات الريادية ،وتشجيع اإلبداع واالبتكار والمبادرات الشخصية ،ورعاية
اإلكتفاء الذاتى؛ ممايقلل من دوافع الفرد نحو ريادة األعمال(.)1
وفى التعليم الجامعى المصري توجد بعض القيم واألنماط السلوكية والثقافية السائدة التى
تضعف من عزم مؤسساته وتحد من قدرتها وتطويرها ،وتحد من عزيمة الطالب فى التوجه
نحو ثقافة ريادة األعمال ،وقد بينت إحدى الدراسات الميدانية أن ثقافة ريادة األعمال والعمل
الحر فى المجتمع المصرى تمثل %24فقط ،كما أن نسبة طالب التعليم الجامعى بمصر الذين
يميلون لممارسة نشاط ريادة األعمال التزيد عن %41؛ مما يؤكد على ضعف اإلحساس بين
طالب وطالبات الجامعات المصرية بالتأثير الذى يمارسه المجتمع والسياسات الحكومية فى
تشكيل الشخصيات الريادية فى المجتمع ( ،)2وضعف الدور الذى تقوم به األسرة المصرية -
رغم أهميته فى غرس القيم الريادية وثقافة ريادة األعمال لدى أبناءها من طالب التعليم
الجامعى ،وفى تنمية السمات والقدرات والمهارات الريادية لديهم وبروز دورهم وتجاربهم
العملية فى أثناء الدراسة الجامعية(.)3
كما أن هناك حاجة إلى توحيد البرامج الموجهة لتشجيع ثقافة العمل الحر وريادة
األعمال ونشرها بين طالب التعليم الجامعى ،وعلى الرغم من قيام الصندوق اإلجتماعى للتنمية
بخدمات متعددة لتشجيع األجيال الجديدة على تبنى ثقافة إقامة المشروعات بدالً من ثقافة البحث
عن وظائف بالطرق التقليدية ويعاونه فى ذلك العديد من المراكز البحثية المتخصصة
والجامعات الحكومية والوكاالت اإلجنبية المانحة إال أن كل جهة من هذه الجهات تعمل بشكل
منفرد وبدون تنسيق مع الجهات األخرى على الرغم من وحدة األهداف التى تسعى لها هذه
المراكز وتلك الجهات ؛ مما قد يؤثر سلباً على تحقيق هذه األهداف أو يقلل من نسب تحقيقها أو
معدالتها المأمولة (.)1
(
1) Hattab .H : Egypt Entrepreneurship Report 2012 ,Global Entrepreneurship
Monitor , Op .Cit , PP.58- 59.
( )2عمرو عالء الدين زيدان" :دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات فى
الجامعات المصرية" ،مرجع سابق ،ص .472
)1عمرو عالء الدين زيدان :ا لعوامل المؤثرة فى تكوين السمات الريادية لدى طالب الجامعات (
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
كما أن بعض خريجي الجامعات يفتقرون إلى الثقافة والمعرفة ،حيث تقتصر ثقافتهم
على بعض المعرفة النظرية والعملية المحدودة فى مجال التخصص فقط دون التعمق في
جزئياته ،ويجهلون المعرفة ويفتقدون الكثير من المعلومات خارج إطار تخصصهم ،كما
يفتقرون إلى المعلومات العامة التي يحتاجها الشخص في كثير من مجاالت الحياة ،وقد يرجع
االفتقار إلى الثقافة المعرفية أو ضعفها إلى قلة أو عدم القراءة ؛ األمر الذى يتسبب فى ضعف
التحصيل العلمي والمعرفى ،كذلك قلة اإلهتمام والعناية بالجوانب الثقافية عند وضع السياسة
التعليمية والخطط التعليمية ،واإلقتصار على تلقي المعلومات والحقائق العلمية مما يضعف من
وجود البيئة الداعمة ,وندرة خلق وبناء مناخ بحثي وتقني صحى(.)2
ويرى الباحث أن الموروثات الثقافية لدى الشعب المصرى تحض الطالب وتحثهم على
التمسك بالوظائف الحكومية باعتبارها من وجهة نظرهم أكثر أماناً من خوض مخاطرة غير
معلومة العواقب وغير مضمونة النتائج ،فالخوف من الجديد سمة تميز غالبية طالب التعليم
الجامعى المصرى فهذه الموروثات ترسخت فى اذهان الطالب وفى شخصياتهم مما يصعب
معها تغيير أفكارهم وأنماط شخصيتهم التى تتسم باالنعزالية واالتكالية.
)2عمرو عالء الدين زيدان " :دراسة ميدانية مقارنة للتوجهات والدوافع الريادية بين الطالب والطالبات (
بالجامعات المصرية في ضوء المعايير العالمية لتصنيف الجامعات :دراسة تحليلية " ،مرجع سابق ،ص .36
)1نهلة سيد حسن " :تنمية مهارات القيادة اإلستراتيجية للقيادات األكاديمية بالجامعات المصرية في ضوء (
تطبيقات بعض الجامعات األجنبية " ،دراسات تربوية واجتماعية ،المجلد ( ،)19العدد ( ،)4أكتوبر
463
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
وبناء عليه يمكن استنتاج أن ثمة قصور شديد فى الممارسات الريادية لدى القيادات
ً
اإلدارية بالتعليم الجامعى المصرى حيث أن أهم سمات القيادة الريادية هى المبادرة والمخاطرة
واقتناص الفرص ،باالضافة إلى االبتكار والتجديد والتغيير والتخلى عن النمطية ،وطالما هذه
السمات تفتقدها القيادة اإلدارية بالتعليم الجامعى كما ذكر ،وبالتالى فإن فرص وجود قيادات
ريادية بالتعليم الجامعى المصرى تشجع المبادرة والسلوكيات الريادية تصبح نادرة.
كما يشير واقع القيادة بالتعليم الجامعى فى مصر إلى وجود العديد من نقاط الضعف،
كما تواجهها بعض المشكالت التى تحد من فعاليتها وقدرتها على تحقيق أهدافها ،ويتضح ذلك
من خالل :غياب التوصيف الدقيق للوظ ــائف اإلدارية بالجامعات المصـ ــرية ،وضعف مه ــارات
القيا ــدة اإلدارية والتسويقية ل ــدى القيادات الجامعية ،ضعف البرامج التدريبية لتنمية القدرة على
اإلبداع وقلتها ،القصور فى تطبيق األساليب التكنولوجية فى اإلدارة الجامعية فى جميع فروعها،
باإلضافة إلى ضعف القدرة على صياغة األهداف وأولوياتها وتحديد استراتيجياتها التى يتم
تحديدها عبر قانون تنظيم الجامعات وتعديالته المستمرة (.)2
وتتسم القيادة اإلدارية بمؤسسات التعليم الجامعى المصرى بمجوعة من السمات التى
يبعدها كل البعد عن وصفها بالقيادة الريادية ومن هذه السمات(:)3
ال يعتبر االبتكار وتحمل المخاطرة من ممارسات القيادات الجامعية حيث يؤمن الكقيرون
بأنه ليس مطلباً هاماً واساسياً فى نجاح القيادات الجامعية .
ضعف تشجع القيادة على التفكير اإلبداعى واألداء االبتكارى .
العمل الجماعى وروح الفريق ليس سمة من السمات المميزة للقيادة الجامعية ،ضعف تبادل
اآلراء واألفكار والمقترحات التى تساعد على إتمام العمل على خير مايكون .
تضارب وإ زدواجية اإلختصاصات والمسؤوليات بين أقسام الكليات.
،2013ص . 379
)1طارق ابو العطا األلفى " :تطوير االدارة الجامعية باستخدام االدارة االستراتيجية " ،مجلة كلية التربية (
االدارية بجامعة عين شمس" ،المجلة العلمية لإلقتصاد والتجارة ،العدد ( ،2010 ،)3ص ص .135-133
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
تحبذ القيادات اإللتزام التام باللوائح واالجراءات وقواعد العمل دون إجتهاد من العاملين
ويتدخلون فى كل صغيرة وكبيرة للتأكد من تأدية العمل بالشكل الذى يريدونه.
ندرة إتاحة الفرصة للعاملين لتحمل قدراً كبيراً من المخاطرة لتطبيق اإلبتكارات الجديدة
والمبتكرة.
وبناء عليه ومما اليدع مجاالً للشك أن بعض القيادات الجامعية تمثل معوقاً رئيساً
ً
وتحدياً أساسياً لتشجيع ريادة األعمال :غياب تبادل اآلراء والمقترحات وغياب روح الفريق،
واإللتزام الحرفى باللوائح وقواعد العمل ،والتدخل فى صغائر مايكلفون به المرؤوسين من عمل
يعوق ابتكاراتهم واليشجعهم على المبادرة وطرح رؤى جديدة تعبر عن شخصيتهم وقدراتهم؛
مما ينجم عنه عزوف الكثيرين عن مجرد التفكير فى خوض مغامرة ريادة األعمال إنطالقاً من
عدم وجود من يشجعهم ويترك لهم الحرية فى هذا المجال.
كما تواجه القيادات اإلدارية بالتعليم الجامعى المصرى العديد من المشكالت والمواقف التى
تعوق ممارساتها ويتضح ذلك فيما يلى:
البطء الشديد فى اإلستجابة لمطالب التغيير والتطوير نظرًا لتعقد التنظيمات البيروقراطية،
اإلفتقار إلى سياسات واضحة تتس ــم بوض ــوح الرؤي ــة لطبيعة المخرجات الجامعية ومعايير
األداء الجامعى ،وضعف التنسيق وضعف اإلتصال بين المؤسسات الجامعية داخل الجامعة
وبين خطط التنمية بالمجتمع ،وجمود االجراءات واللوائح اإلدارية واالجراءات البيروقراطية
(.)1
وخالصة القول :تعانى القيادات اإلدارية بالجامعات المصرية جوانب ضعف وقصور
يعرقل حركتها ويفقدها صفة الريادية ؛ ومن ثم ال تستطيع غرس االبداع واالبتكار وثقافة ريادة
األعمال لدى العاملين بالتعليم الجامعى وعلى رأسهم الطالب ،والتغرس القيم الريادية ،وال
تشجيع المبادرة ،المخاطر والسلوك الريادي فى نفوسهم ؛ لالستفادة من الفرص المتاحة إلنشاء
مشروعات ،وتحمل المسؤولية الشخصية وإ دارة التغيير داخل البيئة الديناميكية.
)1فاروق جعفر عبد الحكيم " :حوكمة الجامعات مدخل لتطوير االدارة من خالل المشاركة " ،العلوم (
المتحدة األمريكية
ثالثاً :حاضنات األعمال
بالرغم من الجهود المصرية فى إقامة حاضنات األعمال كإحدى آليات دعم ريادة
األعمال بمختلف أنواعها من أجل إحتضان المشروعات الريادية وحفز وتشجيع ريادة األعمال؛
اإل أن هذه الجهود يقابلها بعض المشكالت ويعتريها العديد من التحديات يتضح فى األتى:
اتسمت تجربة جمهورية مصر العربية فى اقامة حاضنات األعمال بالتذبذب بين اهتمامات
حكومات واهمال الحكومات الخرى ،وعدم تقديم الحاضنات الخدمات بتكاليف ميسرة يفقدها
معناها فالحاضنات نفسها فى حاجة إلى المساندة والدعم من قبل الدولة بمختلف صوره لكى
تقوم الحاضنة بدورها المنوط بها فى المجتمع (.)1
اتسمت الجهود المصرية فى اقامة حاضنات األعمال بالتخبط ،وعدم وضوح الرؤية منذ
البداية ،كما أن الجمعية التى أنشأت كهيئة مركزية للحاضنات اقتصر دورها على إدارة عدد
محدود من الحاضنات التابعة للصندوق اإلجتماعى للتنمية ولم يعد لها أى دور مركزى ،كما
كان مخطط فى بداية التجربة ،كما اقتصر عدد الحاضنات التابعة للصندوق اإلجتماعى
على 7حاضنات فقط وتعمل على تأجير وحداتها للشباب المنتسب لها وتقدم له قروض
بنفس شروط باقى المشروعات الضغيرة المستهدف رعايتها من الصندوق ،ولم تعد تقدم
هـ ـ ــذه الحاضنات الخدم ـ ــات المكملة لمفه ــوم الحاضنات كاالستشارات الفنية واإلدارية
والقانونية والتسويقية وغيرها ،كما لم تعد تهتم باقامة شبكة من العـ ــالقات بينها وبين مراكز
األبحاث بالجامعات والمعاهد أو رجـ ــال المستثمرين ،كما أنها التمول اشتراك هذه
المشروعات المحتضنة فى المؤتمرات العلمية والمعارض الدولية للتسويق ومن ثم التمثل
الشكل المتكامل لإلحتضان (.)2
ضعف القدرات التسويقية للحاضنات خارج الجامعات نظراً لقلة خبرة الجامعات فى هذا
المجال ؛ مما قد يؤدى إلى التركيز فقط على احتضان طالب التعليم الجامعى ،وبالتالى رفع
تكلفة الحاضنات وتقليل من فرصتها فى االستدامة المالية ؛ األمر الذى قد يؤدى إلى انهاء
)2زينب عباس زعزوع " :حاضنات االعمال ودورها فى تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى (
مصر – نماذج من التجارب الدولية " ،مجلة كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،المجلد (
، )17العدد ( ، )4أكتوبر ،2016ص .192
)1نيفين توفيق" :مفهوم حاضنات االعمال وتطبيقاته فى الحالة المصرية" ،مرجع سابق ،ص .117 (
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
نشاطها ،ضعف القدرات الجامعية البحثية والمعملية وضعف كافة االمكانات مقارنة
بمتطلبات السوق وامكانات قطاع الصناعة مما يقلل من فرص الحاضنات فى االستفادة من
هذه المعامل والمختبرات وبالتالى يزيد من تكلفة الحاضنات الجامعية (.)3
ضعف دور الهيئات الداعمة مالياً لنشاطى االبتكار واالختراع ،وضعف مشاركة القطاع
الخاص فى عمليات التمويل ،وقلة عدد الحاضنات التكنولوجية وغياب التشريعات التى تنظم
عمل الحاضنات ونقص شبكات االتصال بين التعليم وسوق العمل ،والضعف اإلعالمى
لدور الحاضنات التكنولوجية واألنشطة المختلفة التى يمكن أن تقدمها وغياب اإلدارة
المتخصصة فى إدارة الحاضنات التكنولوجية وانتشار البيروقراطية (.)1
ما زالت الحاضنات التكنولوجية المصرية لم تحدث األثر المنشود ولم تنجح فى التغلب على
الفجوة القائمة بين الجامعات والمراكز البحثية من ناحية ،ومعالجة قضايا المجتمع بقطاعاته
المختلفة واإلنتاجية من ناحية أخرى ،وضعف دور الجامعات المصرية فى تحقيق التنمية
فى المجتمع ،ولعل ذلك يمكن أن يرجع إلى عوامل تتعلق بالهوية الثقافية أو بالسياق الثقافى
واإلجتماعى مثل :عدم تقبل الحاضنات ودورها المنوط القيام به ،وعدم التنسيق مع
الشركات والمصانع للتعرف على متطلباتها وتحديد احتياجاتها ومحاولة حلها ،وعزوف
العديد من خريجى الجامعات عن إقامة المشروعات نتيجة نقص الخبرة أو افتقاد المهارات
المطلوبة ،وغيرها من العوامل األخرى (.)2
وتأسيساً على ماسبق يتبين أن حاضنات األعمال بمصر وخاصة التابعة للجامعات برغم
ماتقوم به من خدمات إال أنها تعانى من العديد من المعوقات من أهمها :العامل القانونى
والتشريعى المتمثل فى قلة النصوص التشريعية والقانونية المسيرة والمسهلة لنشاط االبتكار
واالختراع أو باألحرى غياب النصوص القانونية حول وضعية الباحث ،العامل المالى
)2أحمد نجم الدين عيداروس ،أشرف محمود أحمد " :تصور مقترح إلدارة حاضنات األعمال الجامعية (
بمصر فى ضوء أفضل الممارسات العالمية " ،مجلة كلية التربية ببنها ،المجلد ( ،)24العدد ( ،)95يوليو
،2013ص ،211ص .296
)3عادل عبد الفتاح سالمة ،مرفت صالح ،حنان ابوغزالة " :دور الحاضنات التكنولوجية فى ادارة (
البحث العلمى بالجامعات " ،مجلة كلية التربية بعين شمس ،العدد ( ،)39الجزء ( ،2015 ،)3ص .133
)1خالد صالح حنفى محمود " :الحاضنات التكنولوجية كآليات للربط بين الجامعات وقطاعات اإلنتاج فى (
مجالي البحث العلمي وخدمة المجتمع :دراسة تحليلية آلراء أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية"،
مرجع سابق ،ص. 58
467
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
المتمثل فى ضعف تمويل البحث العلمى ،العامل المؤسساتى والتنظيمى المتمثل فى غياب
الهياكل المختصة فى نقل وتوزيع االبتكارات ،األمر الذى يقف عائقاً كبيراً أمام ريادة
األعمال باعتبار حاضنات األعمال من آليات دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى.
)1سماح زكريا محمد" :حاضنات اإلبداع العلمى بالجامعات المصرية فى ضوء متطلبات إقتصاد المعرفة (
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
ضعف التشريعات التى تحكم تنظيم وأداء البحث العلمى بالجامعات المصرية برغم
إتاحة حرية البحث العلمى ،باإلضافة إلى الضعف فى التشريعات والقوانين الخاصة بها
مثل :مسألة حقوق الملكية وندرة وجود إطارات عمل تنظيمية تعمل على حماية الملكية
الفكرية Intellectual Propertyالتى تشكل القوة الرئيسية المحركة للبحث والتطوير
واإلبداع وذلك من خالل إنشاء إطار عمل تشريعى يحكم معايير تحفيز العاملين فى منظومة
التعليم والبحث(.)3
قلة النصوص التشريعية والقانونية والمسيرة والمسهلة لنشاط االبتكار واالختراع أو
باألحرى غياب النصوص القانونية حول وضعية الباحث ،باإلضافة إلى العامل المؤسساتى
والتنظيمى والذى يتمثل فى غياب الهياكل المختصة فى نقل وتوزيع االبتكارات ،وضعف
العالقة بين الجامعات والشركات الصناعية ،ونقص الكفاءات العلمية والتكنولوجية
المختصة ذات التأهيل العالى ،وإ نعدام حرية الباحثين ،وعدم تسويق نتائج البحوث ،وغياب
مساهمة الهيئات المساعدة والممولة مالياً (.)4
ضعف اإلتصال العلمى ألعضاء هيئة التدريس ،وضعف إنتاجهم العلمى ،خاصة بعد
الحصول على الماجستير والدكتوراه ،وإ ذا تم بعد ذلك يكون بغرض الترقى فقط وليس
بغرض التجديد والتطوير واإلبداع ،باالضافة إلى ضعف إعداد وتكوين الباحث العلمى
ونقص قدراته البحثية لعدم إحتكاكه بواقع اإلنتاج والخدمات لمعرفة المشكالت الحقيقية
المراد بحثها بالفعل حتى اليكون إنتاجهم العلمى عديم الجدوى للمجتمع ،وأيضاً ضعف
اإلتصال بين العلماء وغياب التجمعات العلمة بينهم والتى تساعد الباحثين على توليد األفكار
اإلبداعية الجديدة فى مجاالت البحث المختلفة (.)1
)2محمد مجاهد زين الدين " :درجة مسايرة البحث العلمى فى كليات التربية بمصر لالتجاهات العالمية (
كما يراها أعضاء الهيئة التدريسية " ،مجلة التربية ،جامعة األزهر ،الجزء ( ،)6العدد ( ،)156ديسمبر
،2013ص .37
)3سماح زكريا محمد " :حاضنات اإلبداع العلمى بالجامعات المصرية فى ضوء متطلبات إقتصاد (
المتحدة األمريكية
هناك إنخفاض فى معدل اإلنفاق على البحث العلمى فهو أقل من المعدل العلمى قياسًا
بمعايير المنظمات الدولية كالبنك الدولى ،ومنظمة األمم المتحدة حيث أن نسبة اإلنفاق المثالى
أكثر من %2فاالعتمادات المخصصة للبحث العلمى فى مصر تظهر لنا حقائق يجب الوقوف
عندها حيث إتضح أن نسبة اإلنفاق ظلت ثابتة عامى 2006/2007 ،2005/2006حيث
كانت ،% ,26وفى عام 2007/22008بلغت ،% ,27ثم انخفضت عام 2008/2009
إلى ،%,24وفى عام 2009/2010وصلت ،% ,4أى أن هناك تذبذب يعود إلى عدم
اهتمام السياسيين بالقطاع البحثى مما ادى إلى قلة التمويل (.)2
ضعف اإلهتمام بتوظيف البحث العلمى فى حل مشكالت المجتمع وإ حداث التنمية
القومية ،قلة توافر نظام يحرص على االستفادة من نتائج البحوث المتميزة التى قد ينتهى
إليها طالب الدراسات العليا فى رسائلهم العلمية لدرجتى الماجستير والدكتوراه وأعضاء
هيئة التدريس فى ابحاثهم ،باالضافة لغياب نظام يكفل المحافظة عليها ،ضعف وجود
التعاون المنظم بين الجامعات ومؤسسات المجتمع واإلنتاج والخدمات المحيطة بها؛ مما أدى
ذلك إلى إضعاف دور الجامعة فى اإلسهام باإلرتقاء بهذه المؤسسات وتقديم جهد تعاونى
معها(.)3
غياب سياسات فعالة لربط االنتاج العلمى بالجامعات والمؤسسات البحثية والطلب
المجتمعى على البحوث من خالل الشركات الصناعية والمؤسسات الخدمية قد أثر على
مسيرة التعليم الجامعى ويعانى قطاع البحث العلمى فى مصر من العديد من المشكالت التى
تستلزم إعادة هيكلته فمن المالحظ أن الجهود البحثية تتركز فى الجامعات وتتراجع فى
غيرها من المؤسسات األخرى(.)4
)3سعاد خليل ابراهيم ،وآخرون " :تدهور منظومة البحث العلمى فى مصر لماذا؟ " ،التنمية اإلدارية، (
)2معتز خورشيد ،محسن يوسف :حوكمة الجامعات وتعزيز قدرات منظومة التعليم العالى والبحث (
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
المبحث الرابع :اوجه االستفادة من خبرة الواليات المتحدة األمريكية فى دعم ريادة
األعمال بالتعليم الجامعى بمصر
من خالل استعراض بعض مالمح دعم ريادة األعمال بالتعليم الجامعى فى الواليات
المتحدة األمريكية ،يمكن العمل على تطوير هذه البنية الداعمة لريادة األعمال كما يلى:
-1الثقافة الريادية
تمثل ثقافة ريادة األعمال ركيزة من ركائز اإلقتصاد المعاصر وهى داعمة للتمكين ورفع
المقدرة التنافسية ،فهى تعد آلية مساندة وداعمة للسلوك الريادى كالمخاطرة واالستقاللية وتشجيع
المغامرة ،ومن ثم دعم ومساندة نمو ريادة األعمال بين طالب التعليم الجامعى وهى تتطلب ما يلى:
إرساء ثقافة ريادة األعمال في بيئة التعليم الجامعى لتشجيع االبتكار واالبداع وتحمل
المخاطرة ،وتأصيل روح المبادرة لدى الطالب والمنتمين للجامعة ،وتوعية كافة العاملين
بالجامعة بفلسفة ريادة األعمال من خالل الزيارات الميدانية لمواقع العمل ،ومن خالل عقد
المؤتمرات والندوات وورش العمل.
وجود آلية فاعلة لنشر ثقافة القيادة الريادية بين المنتمين للجامعة.
تش ــجيع ممارس ــة ري ــادة األعمال من خالل عمل حمالت توعية لطالب الجامعة عن أهمية
ريادة األعمال.
تحفي ــز المجتمع عب ــر تعل ــم مب ــادئ ريادة األعم ــال.
وج ــود حكومة تدعم العل ــوم التطبيقية وريادة األعمال من خالل سياس ــاتها المحفزة.في تنمي ــة
ريادة األعمال وتطوير المهارات والس ــمات العامة.
استضافة نماذج من رجال األعمال الريادين لغرض تجاربهم الريادية على الطالب.
عقد مسابقة ألفضل مشروع ريادى لطالب الجامعة مما يسهل من نشر ثقافة ريادة األعمال.
نشر مجلة مخصصة تحث الطالب وأعضاء المجتمع على تبنى ثقافة ريادة األعمال ومن ثم
خوض مضمار الدخول فى ريادة األعمال.
استخدام وسائل اإلعالم وحمالت التوعية لتثقيف األفراد فى مجال ريادة األعمال من أجل
التصدى جزئياً للخوف من المجازفة الذى يهيمن على مجال ريادة األعمال.
471
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
-2القيادة الريادية
تعد القيادة الريادية نوعاً خاصاً من القيادة المتعلقة بالقيادات العصرية التى من الممكن
أن توصل منظماتها إلى منظمات ريادية من خالل الرؤية اإلستراتيجية الواضحة نحو المستقبل،
وتحليل البيئة الخارجية ،وأيضاً القدرة على اإلبتكار واالبداع ،وتحمل المسؤولية وأخذ
المخاطرة التى من الممكن أن تواجهها فى المستقبل من أجل المنافسة العالية والثراء العلمى،
وتوليد الموارد المالية الذاتية للمحافظة على المركز األكاديمى بين الجامعات وتعزيز هذا
المركز ،وهذا يتطلب القيام ببعض اإلجراءات منها:
ضرورة أن تتميز قيادة جامعية بالمرونة وسرعة اإلستجابة للتغيرات البيئية.
تنمية قدرة القيادة ومهارات اإلدارة اإلستراتيجية.
ضرورة أن تعمل القيادة على مرونة النظام المالى واإلدارى وتبسيطه في الجامعة ؛ مما
يمكن القائد من اتخاذ القرارات بجرأة ودون تردد.
اختيار القيادات الجامعية من بين القيادات التى تتصف بالرغبة في التطوير والمنافسة
العالية للوصول إلى التميز والريادة.
ضرورة وجود كفاءات بشرية يمكن تطويرها لتكون قيادة ريادية تساعد الجامعة لتكون
جامعة ريادية متميزة.
قيام القيادة الريادية باختيار فريق التطوير من العاملين أصحاب القدرات الريادية
القادرين على المنافسة وقبول المخاطرة العالية.
تنفيذ إدارة التغيير في الجامعات بناء على متطلبات من سياق التعليم الجامعى الجديد فى
الدول المتقدمة من خالل تسليط الضوء على وجه الخصوص على أهمية وظائف
الجامعة الحديثة.
تركيز القيادة الجامعية على الطالب لغرس ريادة األعمال.
توفير نظام إدارى يمكن القيادة الريادية من بث روح االبداع واالبتكار في منتسبى
الجامعة.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
-3حاضنات االعمال
حتى يمكن تفعيل دور "حاضنات األعمال" في تحقيق أهدافها ،ومن ثم دعم ريادة
األعمال يتطلب القيام ببعض األجراءات منها:
ضرورة تهيئة الظروف المادية والبشرية إلنشاء حاضنات األعمال على مستوى الجامعات.
تفعيل دور حاضنات األعمال في عملية التنمية ،وذلك من خالل توفير بيئة تشريعية
وقانونية تعطي لهذه الحاضنات دوراً أكبر في العملية التنموية.
إنشاء حاضنات متخصصة لدعم األفكار الريادية والمشروعات الناشئة التي ال تتوفر لها
المقومات الالزمة للبدء الفعلي في العمل واإلنتاج ،بهدف الوصول إلى تنمية محلية متوازنة
.
نشر الوعي في أوساط المستثمرين ورجال األعمال ؛ للمبادرة في االستثمار بهذه
الحاضنات.
االستفادة من الكفاءات المحلية والمهاجرة من خالل إنشاء حاضنات أعمال ،واالستفادة من
ثورة المعلومات ،من أجل المساهمة في بناء مؤسسات تكنولوجية تساهم في دفع عجلة
التنمية المستدامة.
نشر ثقافة الحاضنات التكنولوجية والحدائق العلمية ؛ وذلك لتحفيز قطاعات المحتمع على
دعم الجامعات المصرية ،وتوعية المؤسسات الصناعية بالدور الذى تلعبه هذه الحاضنات
فى خدمة المجتمع وتطوره.
473
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
االستفادة من تجارب مؤسسات التعليم الجامعى في دول العالم في مجال الحاضنات
التكنولوجية والحدائق العلمية وذلك من خالل إقامة عالقات واسعة مع هذه الجامعات،
والتعرف على أهم التحديات التى واجهوها عند تأسيس الحاضنات النشاء حاضنات
تكنولوجية وحدائق علمية ناجحة في الجامعات المصرية .
رسم السياسات واإلستراتيجيات والرؤية الواضحة للحاضنة ،وتحديد الهيكل اإلدارى
والتنظيمى للحاضنة ،وتحديد طرق تمويلها.
استحداث التشريعات القانونية لتنظيم العالقة بين الجامعات ومشاريع األعمال والشركات
وتحديد مسؤوليات وأخالقيات الحاضنات التكنولوجية للجامعات المصرية .
ضرورة أن تقوم الجامعات بدراسة شاملة لوضع نظام لتقييم المشاريع والشركات التى
تحتضنها وذلك من أجل اختيار المشاريع والشركات التى فعالً تستطيع المساهمة في النمو
االقتصادى والتطور التكنولوجى في مصر.
ضرورة تخصيص منح للجامعات التى تسعى إلى انشاء حاضنة أو حديقة علمية وتقديم
الحوافز لكوادرها لدعم البحث العلمى على ضوء تجربة الواليات المتحدة األمريكية واليابان
توفير الدعم الفنى للحاضنات بربطها بالجامعات ومراكز البحث العلمى والكليات والمعاهد
التكنولوجية على وجه الخصوص ،إضافة لالستفادة من تجارب الدول المتقدمة والمنظمات
الدولية المختصة في إقامة وتسيير الحاضنات.
زيادة الوعى لمفهوم حاضنات األعمال ودورها في دعم المشروعات الريادية ،والتنسيق بين
حاضنات األعمال والتكنولوجيا وبين القطاع الخاص بحيث تكون شريكاً في عملية التنمية
وليست منافساً بفتح المجال لتكامل األدوار فيما بينهما في دعم عمل ريادى األعمال
عمل مسابقات بين حاضنات األعمال ومؤسسات المجتمع المدنى لتشجيع روح االبداع
واالبتكار والمسامة في دعم ريادة االعمال.
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
البحث العلمى وحدائق البحوث
لتفعيل دور البحث العلمى كآلية من آليات ريادة األعمال يحتاج إلى مجموعة المتطلبات
اآلتية:
صياغة خطة إستراتيجية لرفع جودة البحث العلمى وفق المقاييس العالمية تحدد أهدافه
واتجاهاته ومنطلقاته وتأخذ بعين اإلعتبار متطلبات القطاعات اإلقتصادية وإ ستراتيجية
التنمية الوطنية ومشاكل المجتمع الرئيسة.
وجود سياسات بحثية ترتكز على الجانب التطبيقى للربط بين البحث العلمى ومؤسسات
الصناعة واالنتاج.
ضرورة االهتمام بالبحث العلمى ودعمه واعتماده أساساً للتطوير على جميع المستويات من
خالل توفير متطلباته الرئيسية مثل :التمويل ورصد المخصصات الالزمة له وتفعيل
اسهامات القطاع الخاص به من خالل إيجاد تشريعات حكومية تسهل دعم مؤسسات القطاع
الخاص للبحث العلمى والتنسيق بين المؤسسات البحثية وتحسين بيئة البحث العلمى فى
الجامعات ؛ مما ينعكس إيجاباً على األنشطة الريادية التى تتدعم بوجود البحث العلمى
والمعلومات ذات العالقة ،وكذلك ينعكس هذا إيجاباً على أداء األفراد والمنظمات والمجتمع
بشكل عام .
أن تكون األبحاث واالفكار ومشروعات التخرج عبارة عن حلول عملية لمشاكل مصانع
ومؤسسات ويكون هناك اتفاق لتغطية النفقات المالية واألعباء .
توفير بيئة مناسبة ومشجعة على البحث العلمى واالبتكار من خالل اعتماد حوافز ومكافآت
مالية ومعنوية مجزية ومشجعة تغطى التكاليف المعيشية وتكاليف البحوث والتركيز على
العمل الجماعى المشترك من خالل البحوث المشتركة والفرق البحثية وتكثيف الحوارات
العلمية .
ضرورة اعتماد أسس قانونية وأنظمة أكاديمية واضحة وملزمة وإ جراءات إدارية غير
معقدة وأنظمة مالية مرنة وكوادر إدارية مؤلة لمساندة العمل البحثى بكفاءة وفاعلية.
475
آليات دعم ريادة األعمال في التعليم الجامعي بالواليات أ.د /محمود عطا ،د /إيمان أحمد ،أ /خالد السيد
المتحدة األمريكية
إنشاء لجنة استشارية خاصة بالتبادل المعرفى والتعاون البحثى تتشكل من قيادات أعمال
وتضم خبراء من الباحثين في الجامعة لتحديد األهداف ذات األولوية للبحوث ووضوح
سياسات الملكية الفكرية والتأكيد من أن كل فرد على علم بها وأن الشركات تتفهم سياسة
الجامعة بهذا الشأن .
تعميم فكرة مشروع التخرج البحثى لكل طالب في مرحللة البكالوريوس أو الليسانس بجميع
الكليات ،ويمكن أن يكون هذا المشروع ضمن مقرر " أساليب ومناهج البحث العلمى" والذى
يجب إدراجه كمتطلب أساسى من متطلبات الجامعة ،ويجب أن يركز على البحوث التطبيقية
والتى تتصدى للتحديات المجتمعية والقضايا اإلنسانية.
إعداد برنامج الشغال الطالب في مرحلة البكالوريوس في أنشطة وممارسات بحثية ضمن
مشروعات تقدمها الكليات ترتبط بالسوق واإلقتصاد وتشجيع الطالب على تقديم أفكارهم
وابتكاراتهم ومساعدتهم على تحويلها لمنتج ذى قيمة.
وضع وتصميم وتنفيذ البحوث واستخدام التغذية المرتدة في تطوير برامج البحوث
وتصميمها وتنفيذها بما يعكس االحتياجات الفعلية لقطاعات األعمال والمشاكل العملية التى
تواجهها.
ضرورة وجود برامج الكتشاف المواهب ودعم الطالب المخترعين والباحثين ؛ نظراً
لتصاعد االهتمام البالغ باالختراعات واالبتكارات لدى الطالب على مستوى درجة
البكالوريوس.
إعطاء دور أكبر للباحثين األكاديميين في صنع القرار اإلقتصادى من خالل تحديد
احتياجات الوزارات وشركات القطاع الخاص وجعلها كمشاريع بحثية ريادية واستثمار
البحوث اإلستشارية التى تحتاجها
تطوير البنية التحتية للمراكز البحثية من خالل تحديث المختبرات وتوفير األجهزة واألدوات
الضرورية للبحث العلمى بما فيها إنشاء مركز للمعلومات في الجامعات وشبكات التواصل
اإللكترونى مع شبكات المعلومات العالمية ،منح مراكز البحوث والدراسات اإلستشارية
476
العدد ( )116أكتوبرـ ج(2018 )7 مجلة كلية التربية ببنها
صالحيات واسعة في اإلتصال بمواقع اإلنتاج والتعاقدات البحثية لتسويق أفكارها وخدماتها
أبحاثها على المستوى الحكومى والخاص.
تعظيم دور حقوق الملكية وبراءات االختراع للباحثين عن طريق :وضع مناهج تغرس مفهوم
الملكية الفكرية وتغرز االبتكار والريادة ،االسراع في تفعيل أكاديمية البحث العلمى
والتكنولوجيا ،التوسع في إنشاء مكاتب في كل جامعة إلدارة الملكة الفكرية وبراءات االختراع.
477