Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪22‬‬

‫الربيع العربي‬
‫انعكاسات َّ‬
‫والرواية‬
‫ِّ‬ ‫في السينما‬
‫د‪ .‬سليمان الحقيوي‪ /‬المغرب‬

‫أيضا الحماسة ف ي�‬ ‫آ‬


‫وق ّلت لدى بعضهم الخر ً‬ ‫العر� اليوم‪ ،‬بعد‬‫الربيع ب ي‬ ‫قد يبدو الحديث عن َّ‬
‫الحداث‪ ،‬هكذا‬ ‫إطالق تسمية الربيع عىل تلك أ‬ ‫أن صار يفصلنا عن بدء أحداثه بضع سنوات‪،‬‬
‫َّ‬
‫العالم الحكومي والتابع للحكومة‬ ‫كان أحيانًا إ‬ ‫أقل حماسةً ‪ ،‬فقد اتَّخذت النتائج أشكال متوقعة‬ ‫ّ‬
‫وعية التسمية بعدما نزع‬ ‫ح� ش‬ ‫وي�ع ت‬ ‫يرسق نز‬ ‫آ‬
‫م� ّ‬ ‫عند بعضهم ومحبطة عند بعضهم الخر‪ ،‬مرفقًا‬
‫أن هناك‬ ‫الكث� يغ�ها‪ .‬ويذهب عزمي بشارة إىل َّ‬ ‫ي‬ ‫وتبدالته‪ ،‬وال يمكن‬ ‫لفهم التاريخ وأحواله والزمن ُّ‬
‫أن الثورات‬ ‫ين‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬
‫يعت�ون َّ‬ ‫المثقف� “ال ب‬ ‫كث�ا من‬‫يً‬ ‫يقدم أجوبة ثابتة أو‬ ‫لحد ‪-‬الن عىل القل‪ -‬أن ِّ‬
‫تستحق مفردة ثورة‪ ،‬لنهم ال يعرفون‪،‬‬‫أ‬ ‫العربية‬ ‫الحداث تزداد قتامة‪،‬‬ ‫تحليالت مستقرة؛ فسحابة أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نسبيا‪،‬‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫العربية ًّ‬ ‫ّ‬ ‫أو يتجاهلون مع� هذه المفردة‬ ‫مستمرا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫وتبدل الحوال ما زال‬ ‫وتداخل المصالح ّ‬ ‫ُ‬
‫سياسيا وحضاريًّا‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫العربية‬
‫ّ‬ ‫والذي تتجاوزه الثورات‬ ‫وهو ما قد يجعل الكالم مرهونًا بال َّلحظة‪ ،‬أمام‬
‫كما أنهم ال يعرفون إال ثورات بعينها مثل ثورة‬ ‫العالم‬ ‫أ‬
‫وتورط إ‬‫وتبدل المصالح ُّ‬ ‫تضارب الخبار ُّ‬
‫العربية أقرب‬ ‫نسية‪ .‬والثورات‬ ‫التابع لهذه الجهة أو تلك‪ ،‬ويبقى أ‬
‫ّ‬ ‫أكتوبر والثورة الفر ّ‬ ‫الدب والفن‬
‫شعبية من‬ ‫إىل الثورة الفرنسية‪ ،‬ومع أنها ث‬
‫أك�‬ ‫ومستقرا له‪.‬‬ ‫الربيع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫مالذًا لهذا َّ‬
‫نسية‪ ،‬إال أنها أقل شعبويّة”(‪.)1‬‬ ‫الثورة الفر ّ‬
‫تصور الثورة‬ ‫ف‬
‫مهمة‪،‬‬ ‫تاريخية ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهنا يغيب أو يتم تغييب حقائق‬ ‫ي� ُّ‬
‫ال� يُستشهد بها‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫بسبب التبدل المتسارع أ‬
‫التاريخية ي‬
‫ّ‬ ‫أك� الثورات‬ ‫فح� ب‬ ‫للحداث وتعقيداتها‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫النظمة‬ ‫الن لم تسم ف� حينها ثورات من طرف أ‬ ‫آ‬ ‫العر� ثورة!‬
‫َّ ي‬ ‫الربيع ب ي‬
‫تراجع بعضهم عن تسمية َّ‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪23‬‬

‫أدبيا بالطريقة‬ ‫العظيم‪ ،‬ح� يتعامل معه ًّ‬


‫ت‬ ‫الحاكمة آنذاك وال المؤيدين لهم‪ ،‬أل َّن ّأول‬
‫كث� من أعماله‬ ‫ف‬ ‫أ‬ ‫الطريق لمحاربة الثورة هو نزع ش‬
‫المثل‪ ،‬وهكذا ظهرت الثورة ي� ي‬ ‫عية عنها‬ ‫ال� ّ‬
‫مثل‪( :‬ثرثرة فوق النيل‪ ،‬بداية ونهاية‪ ،‬اللص‬ ‫دور‬
‫وتسفيه أهدافها وأسبابها‪ ،‬وها هنا بي�ز ْ‬
‫والكالب‪.)...‬‬ ‫وح� التاريخ‪،‬‬ ‫العالم ت‬ ‫الفن أ‬
‫دور إ‬
‫متجاوزا ْ‬
‫ً‬ ‫والدب‬
‫السياسية قد تدفع إىل‬ ‫أ‬
‫تبدل الحوال‬ ‫أ‬
‫ّ‬ ‫إن رسعة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫فالديب والفنان يستطيعان إعادة االعتبار‬
‫ب� الدب والتاريخ‬ ‫أ‬ ‫التم ُّهل‪ ،‬فالخالف الحقيقي ي ن‬ ‫للحدث وتخليده‪ ،‬وقد كان هذا هو دورهما عىل‬
‫والدب‬ ‫هو أن التاريخ يقول ما جرى‪ ،‬أما الفن أ‬ ‫مر التاريخ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫فيتجاوزان ذلك إىل قول ما كان وما ينبغي أن‬
‫حد بعيد ف ي�‬ ‫الدب والفن‬ ‫ض�ورة التعب� عن الثورة ف� أ‬
‫يكون‪ ،‬هذه المعادلة تتحكّم إىل ّ‬ ‫ي‬ ‫َّ ي‬
‫و� هذا السياق اع َت ب َ َ�‬ ‫ف‬ ‫ئ‬
‫الحال‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫الروا�‬
‫ي‬ ‫النتاج‬ ‫العر�‪ ،‬هناك حديث‬ ‫الربيع ب ي‬ ‫قبل الحديث عن َّ‬
‫أ‬
‫أن الكتابة الدبية عن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ئ‬ ‫ض‬
‫واسي� العرج‪َّ :‬‬ ‫ي‬ ‫الروا�‬
‫ي‬ ‫لح‪ ،‬هل يكون من ال�وري‬ ‫وم ّ‬‫أساس ُ‬ ‫ي‬ ‫سابق‪،‬‬
‫“ل َّن النص الذي‬ ‫الثورات العربية لم تحن بعد أ‬ ‫ب� إبداعه‬ ‫زمنيا ي ن‬
‫ّ‬ ‫عىل المبدع أو الفنان أن يوازي ًّ‬
‫العر�؟ أي تم� يمكن للمبدع‬ ‫الربيع ب ي‬ ‫وب� أحداث َّ‬
‫ين‬
‫أي حراك‬ ‫عظيما عن الثورة أو عن ّ‬ ‫ً‬ ‫عمل‬‫أن ينجز ً‬
‫شع� ما؟ هل ينجزه وهو يعيش مخاضها‬ ‫بي‬
‫ويتتبع تفاصيلها ويعيشها‪ ،‬أم يرجئ ذلك إىل ما‬ ‫ّ‬
‫ح� هدوء عواصفها‪ ،‬وصفاء‬ ‫بعد الثورة‪ ،‬أي إىل ي ن‬
‫اس�جاعها تب� ٍّو‬ ‫سمائها‪ ،‬حيث يصبح بإمكانه ت‬
‫يست�ف المستقبل‬ ‫ش‬ ‫يمكّن ف ي� النهاية من عمل‬
‫وال يكتفي بوصف ما حدث فقط‪ .‬هل يتط ّلب‬
‫نعت�‬‫اللزام؟ هل يمكننا أن ب‬ ‫مفهوم الزمن هنا إ‬
‫زمنية‪ ،‬مع ما جرى من أحداث هو‬ ‫أن أخذ مسافة ّ‬ ‫َّ‬
‫قدر وطريق يجب سلكه؟‬
‫الصدد علينا أن نُذكِّر بتجربة نجيب‬ ‫ف‬
‫ي� هذا ّ‬
‫ست سنوات‬ ‫محفوظ الذي توقّف عن الكتابة ّ‬
‫كث�ة لصمته‬ ‫تفس�ات ي‬ ‫ب� ي‬ ‫عقب ثورة ‪ ،52‬ومن ي ن‬
‫أن حرصه عىل‬ ‫تفس� رائج مؤ ّداه َّ‬ ‫ي‬ ‫كان هناك‬
‫االبتعاد كان بدافع إيجاد مسافة مع هذا الحدث‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪24‬‬

‫مالي� الفيديوهات‬ ‫للكام�ا! ي ن‬ ‫نقيضا‬ ‫يكتب ف� اللحظة‪ ،‬يع� فقط عن آ‬


‫ال ن ي�‪ ،‬فهو‬
‫ي‬ ‫بحلول تكون ً‬‫ٍ‬ ‫ُ ب ِّ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫الكام�ات‬ ‫تصور كل يوم؛ تلتقط كل حركة‪،‬‬ ‫ال بد� يكون أك�ث‬ ‫وصفي لما جرى‪ ...‬فالنص أ‬
‫ي‬ ‫كانت َّ‬ ‫ي‬
‫والمصور من‬ ‫من مختلف االحجام والخصائص‪،‬‬ ‫وبالتال يضمن‬ ‫اتساعا من اللحظات آ‬
‫ال ّنية‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫وصول إىل الفنان‪،‬‬ ‫ت‬
‫المح�ف‬ ‫النسان العادي إىل‬ ‫ال�ن‬ ‫نوعا من االستمرارية”(‪ ،)2‬لكن التناول آ‬
‫إ‬ ‫ي‬ ‫َّ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫تدخل‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫يع� شي ًئا دون ُّ‬ ‫لكن الفيديو لم يكن ي‬ ‫للحداث يجيبنا عن السؤال الول وهو سؤال ما‬
‫التحول من‬ ‫يد المخرج‪ ،‬دون نظرته‪ ،‬أي دون‬ ‫مهم‬ ‫ف‬
‫ُّ‬ ‫كث�ين جواب ّ‬ ‫تصور ي‬ ‫الذي جرى‪ ،‬وهو ي� ُّ‬
‫الفيديو إىل الفيلم‪.‬‬ ‫الحداث‪ ،‬وهي‬ ‫الديب إىل أ‬ ‫كونه يقدم نظرة أ‬
‫ّ‬
‫العالم‬ ‫ف‬
‫خصوصا ي� ّ‬
‫ظل رواية إ‬ ‫ً‬ ‫أساسية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نظرة‬
‫الفيلم الوثائقي؛ الشّ اهد عىل الثَّورة‬ ‫الحكومي لهذه الحداث‪ ،‬وهي وجهة نظر موغلة‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫وال ي� لحداث‬ ‫كان من نتائج هذا التوثيق الفوري آ‬ ‫نتحدث ف ي� البداية‬ ‫ف‬
‫ي� ال َّتخوين‪ ،‬وهنا يمكننا أن ّ‬
‫العر�‪ ،‬طغيان نموذج الفيلم الوثائقي‪،‬‬ ‫ين‬ ‫ين‬
‫الربيع ب ي‬
‫َّ‬ ‫المضام� المرتبطة‬ ‫المضام� الجديدة أو‬ ‫عن‬
‫ال� ركّزت عىل موضوع‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الكث� من العمال ي‬‫ما أفرز ي‬ ‫العر� ‪.‬‬
‫بالربيع ب ي‬ ‫َّ‬

‫السينما ّأو ًل!‬


‫العربية ف ي� ّكل مراحلها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سندا للثورات‬
‫الكام�ا كانت ً‬ ‫ي‬
‫سباقة لنقل نبض الشارع‪،‬‬ ‫والصورة كانت ّ‬
‫ف‬
‫كام�ا الهاتف ي� نقل كل تفاصيل‬ ‫وساهمت ي‬
‫وكل‬ ‫الناس‪ ،‬ف ي� ميدان التحرير وشارع بورقيبة ّ‬
‫وحاسما ف ي�‬ ‫الخرى‪ ،‬وكان دورها ش‬
‫مبا�ا‬ ‫الماكن أ‬ ‫أ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وصول رصاخ الناس ومطالبهم وخلق رأي مضاد‬
‫صور المتظاهرين‬ ‫العالم الحكومي الذي ّ‬ ‫لرأي إ‬
‫وكأنَّهم متآمرون عىل أمن بلدانهم‪.‬‬
‫ً‬
‫مجال‬ ‫ت‬
‫إن سهولة استخدام الهاتف لم ت�ك‬ ‫َّ‬
‫ف‬
‫بدور التكنولوجيا ي� تشكيل‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫أمام المن لالع�اف ْ‬
‫العربية‬
‫ّ‬ ‫أن الحكومات‬ ‫الواقع الجديد‪ ،‬والواضح َّ‬
‫أ‬
‫لم تكن تعي هذا الدور قبل هذه الحداث‪ ،‬ما‬
‫تدريجيا عن خيار مواجهة العنف‬ ‫ًّ‬ ‫جعلها تت�اجع‬
‫باختيارات أخرى‪ ،‬قد يكون العنف إحداها‪ ،‬لكن‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪25‬‬

‫خصوصيات المجتمع المرصي‪ .‬هذه العودة‬ ‫سينمائيا أم‬‫ًّ‬ ‫تسجيليا كان أم‬
‫ًّ‬ ‫“الوثائقي”‬
‫ّ‬ ‫الثورة‬
‫مضام� جديدة مثل العنف‬ ‫ين‬ ‫جاءت بعد سيادة‬ ‫تلفزيونيا‪ ،‬بدا الرسع ي� التقاط نبض الشارع‪،‬‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫ًّ‬
‫مضام� وصلت حد االبتذال‪،‬‬ ‫ين‬ ‫والكوميديا‪ ،‬وهي‬ ‫أ‬
‫و� وضع ما يُمكن اعتباره “حجر الساس”‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫ولكن لم يعد بمقدور الجمهور أن يشاهد‬ ‫فنية لمقاربة‬ ‫لنشاط‪ ،‬ي ّتخذ من الصورة مادة ّ‬ ‫ٍ‬
‫الكوميديا وهو يعيش أسوأ الظروف‪ ،‬من فقر‬ ‫وتحوالته‬ ‫ف‬
‫تجليات الواقع‪ ،‬ي� مراحله المختلفة‪،‬‬
‫ُّ‬
‫أن هذه المواضيع كانت‬ ‫وتهميش وقهر‪ ،‬صحيح َّ‬ ‫المختلفة‪ ،‬وأسئلته المختلفة”(‪.)3‬‬
‫تنتشله أحيانًا من أزمته‪ ،‬لك ّنها لم تعد قادرة‬ ‫الفالم فيلم “أقوال‬ ‫يمكن أن نذكر من هذه أ‬
‫عىل لعب الدور نفسه بعد موجة التكنولوجيا؛‬ ‫الشهود” لمي إسكندر الذي اعتمد عىل مقاطع‬ ‫ُّ‬
‫المصورة من خالل‬ ‫فرسعة متابعة أ‬
‫الخبار‬ ‫االلك�ونية ال�ت‬ ‫ت‬ ‫المنت�ة عىل المواقع‬ ‫ش‬ ‫الفيديو‬
‫َّ‬ ‫ّ ي‬
‫الهواتف النقالة ونقلها لعنف الشارع بشكل رسيع‬ ‫تتبعت‬ ‫ت‬
‫وال� ّ‬ ‫الصحفية هبة عفيفي‪ ،‬ي‬ ‫ّ‬ ‫صورتها‬
‫ّ‬
‫أن الواقع‬ ‫ف‬
‫ومتالحق ويومي‪ ،‬كان يذكِّر الجمهور َّ‬ ‫الليبية‪ .‬ووثّقت‬ ‫أهال َمن ف ُِقدوا ي� الثورة ّ‬ ‫حكايات ي‬
‫ف‬
‫وأن القادم أسوأ من الحا�ض ‪ّ .‬إل َّ‬
‫أن‬ ‫بؤسا َّ‬
‫أشد ً‬ ‫جيهان نجيم أحداث الثورة المرصيّة ي� فيلم‬
‫الوسكار ضمن‬ ‫“الميدان” الذي شارك ف� جائزة أ‬
‫ي‬
‫فئة أحسن فيلم وثائقي عام ‪ّ .2013‬أما فيلم‬
‫فيضم ثالثة أجزاء هي‪“ :‬الطيب” من‬ ‫ّ‬ ‫“تحرير”‬
‫أي�‬ ‫ت‬
‫و”ال�س” من إخراج ن‬ ‫ش‬ ‫إخراج تامر عزت‪،‬‬
‫و”السياس” من إخراج عمرو سالمة‪...‬‬ ‫ين‬
‫أم�‪،‬‬
‫ي‬
‫الوثائقية الثورة السورية‬ ‫وحكت كث� من أ‬
‫الفالم‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ال� يمكن أن نمثل لها بفيلم “آخر الرجال �ف‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حلب” لفراس فياض‪ ،‬وهو الفيلم الذي شارك‬
‫الوسكار ضمن فئة أفضل فيلم وثائقي‬ ‫ف� جوائز أ‬
‫ي‬
‫عام ‪.2018‬‬

‫وا�؛ تجارب وليس اتِّجاه‬ ‫ئ‬


‫الر ي‬‫الفيلم ِّ‬
‫العربية نفسها‬
‫ّ‬ ‫العر� وجدت السينما‬
‫الربيع ب ي‬ ‫بعد َّ‬
‫التعب� الواقعي‪ ،‬ويمكن اعتبار هذا‬ ‫ي‬ ‫تعود إىل‬
‫للواقعية) إعادة اكتشاف لتيار‬
‫ّ‬ ‫المسلك (العودة‬
‫وع� عن‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫الما�‪ ،‬ب ّ‬
‫ي‬ ‫كث�ة ي�‬
‫ميسما لفالم ي‬ ‫ً‬ ‫شكَّل‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪26‬‬

‫تم�ه صفة‬ ‫مهم‪ ،‬ي ِّ ز‬‫سينما� ّ‬ ‫ئ‬ ‫وهكذا تحقّق تراكم‬


‫ي‬
‫ويوحده اتِّخاذ مواضيع الثورة نفسها‬ ‫االستقاللية ِّ‬
‫ّ‬
‫نتحدث‬ ‫أ‬
‫أحداثا لفالم سينمائية‪ ،‬وهنا يمكننا أن ّ‬
‫ئ‬
‫والروا�‪ ،‬ك ّلها‬ ‫التسجيل‬ ‫ب�‬ ‫عن كث� من أ‬
‫العمال ي ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وتستل منها أحداثها‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫كانت تدور ي� فلك الثورة‪،‬‬
‫الل فات) ‪ 2011‬من‬ ‫ويمكن هنا أن نذكر ‪( :‬الشتا ي‬
‫إخراج إبراهيم البطوط‪ ،‬وفيلم (‪18‬يوم) ‪2011‬‬
‫ع�‬ ‫قص�ة تمثل ش‬ ‫ع�ة أفالم ي‬ ‫وهو عبارة عن ش‬
‫وجهات نظر عن الثورة‪ ،‬و(بعد الموقعة) ‪2011‬‬
‫من إخراج يرسي نرص الله‪ ،‬و(اشتباك) ‪2013‬‬
‫الربيع) ألحمد‬ ‫من إخراج محمد دياب‪( ،‬قبل َّ‬
‫ن‬
‫عي�) ‪ 2016‬لليىل بوزيد‪،‬‬ ‫عاطف‪ ،‬و(عىل ح ّلة ي‬
‫و(مانموتش) ‪ 2012‬لنوري بوزيد‪...‬‬

‫الشَّ كل الجديد‬
‫الوثائقية لم تقف عند الفيلم‬ ‫ّ‬ ‫تقنيات السينما‬
‫كث� من أفالم الثورة‪،‬‬ ‫وع�ت من خاللها ي‬ ‫الوثائقي‪ ،‬ب ّ‬ ‫موضوعيا ف ي� هذه المعادلة‪ ،‬فظروف‬
‫ً‬ ‫هناك ً‬
‫عامل‬
‫ب� الفيلم‬ ‫ف‬
‫فأعادت ال ّنظر � الحدود الفاصلة ي ن‬ ‫وال�قّب والخوف من مسارات الثورة‪،‬‬ ‫االضطراب ت‬
‫ي‬
‫أ‬
‫كث� من الفالم‬ ‫ئ‬
‫الروا� ‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫التسجيل والفيلم‬ ‫ي‬ ‫تفك� الجمهور ف ي� السينما‪ ،‬وأصبحت‬ ‫وأجل ي‬ ‫جمد ّ‬‫ّ‬
‫ف‬
‫تفك�ه ي� اليومي‬ ‫ف‬
‫الل فات‪ ،‬بعد الموقعة‪،‬‬ ‫الروائية مثل (الشتا ي‬ ‫ّ‬ ‫ي� نظره ترفًا وحاجة ال تالئم ي‬
‫اشتباك) وهي أفالم مرصيّة‪( ،‬مانموتش) وهو‬ ‫ومصاعبه‪ ،‬هذا الموقف انعكس ف ي� هجره لقاعات‬
‫و(جوع كلبك‪ ،‬وهم الكالب‪)...‬‬ ‫تونس‪،‬‬ ‫فيلم‬ ‫ين‬
‫المنتج� عىل إنتاج أفالم‬ ‫السينما‪ ،‬وعدم إقبال‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫مغربية‪ ...‬ظ ّلت مالمح الفيلم‬ ‫ّ‬ ‫وهي أفالم‬ ‫نجوم وشباك تذاكر‪ ،‬تفاديًا لفشل تجاري كان‬
‫ت‬ ‫البواب‪ ،‬فالتقطت صناعة السينما البديلة‬ ‫يطرق أ‬
‫وال� يسهل‬ ‫التسجيل هي الصفة الطاغية عليها ي‬ ‫ي‬
‫أن نصل إليها ف� هذا المنجز‪ ،‬وهي ي ز‬
‫الم�ة ال�ت‬ ‫مثالية‪ ،‬فتكاتفت‬
‫واعت�تها فرصة ّ‬ ‫ب‬ ‫الشارة‪،‬‬‫هذه إ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تسم أفالم هذه المرحلة‪ ،‬ويمكن إرجاع أسبابها‬ ‫النتاج الصغرى والمستقلة‪ ،‬ومعها أفراد‬ ‫ش�كات إ‬
‫الحداث‬ ‫ال� اضطلعت بها أرشفة أ‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ينتمون إىل مجال السينما وأغلبهم لم يمانعوا‬
‫إىل المبا�ة ي‬
‫والكام�ات‬
‫ي‬ ‫وكام�ا الهاتف‬
‫ي‬ ‫ومحاولة حفظها‪،‬‬ ‫المجا� ف ي� فيلم عن الثورة‪...‬‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫بالعمل‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪27‬‬

‫للتعب�‬ ‫واليقاع يهدأ ليفتح للشخصيات المجال‬ ‫المخرج� الشباب‬ ‫ين‬ ‫ال� س ّهلت عىل‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫إ‬ ‫المحمولة ي‬
‫ال� قد تختلف وقد تتفق حول‬ ‫ت‬
‫عن وجهات نظرها ي‬ ‫االنطالق من اليومي لصناعة أفالمهم‪.‬‬
‫يقدمون‬ ‫الراوين الذين ِّ‬ ‫ث‬ ‫ئ‬
‫الثورة‪ ،‬فك�ت أصوات ّ‬ ‫الروا�‪ ،‬فلن‬ ‫ي‬ ‫نتحدث عن الفيلم‬ ‫َّ‬ ‫لكن‪ ،‬عندما‬
‫أنفسهم ووجهات نظرهم ف ي� ما حصل‪ .‬يمكن ها‬ ‫تلمس مالمحه الواضحة‪ّ ،‬أما‬ ‫يسهل علينا ّ‬
‫عمليا‬
‫نش� لفيلم (‪ 18‬يوم)‪ ،‬المحسوب ًّ‬ ‫هنا أن ي‬ ‫واضحا‬ ‫ً‬ ‫فنيا‬
‫مخرجا ًّ‬ ‫ً‬ ‫بناء الفيلم فلم يجد بعد‬
‫ع� وجهات‬ ‫تضمن ش‬ ‫أ‬
‫القص�‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ي‬ ‫عىل الفيلم‬ ‫يطوع الحداث‬ ‫يكون بداية لتأسيس فيلم‪ ،‬وأن ّ‬
‫الل‬‫نظر مختلفة حول الثورة‪ ،‬وفيلم (الشتا ّ ي‬ ‫روائية‬ ‫أفالما ّ‬ ‫أن ً‬ ‫والقصة لصالح شكل واضح‪ ،‬كما َّ‬
‫وح� (اشتباك)‪.‬‬ ‫أيضا ت‬ ‫فات) ً‬ ‫الرغم‬ ‫ئ‬
‫وا� لصالح الوثائقي عىل ّ‬ ‫الر ي‬ ‫كث�ة تراوغ ِّ‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫تب�‬ ‫السياسية ال ش ِّ‬
‫ّ‬ ‫أن الوضاع‬ ‫يجب أن ال ننىس َّ‬ ‫فإن‬
‫روائية‪ .‬لذلك َّ‬ ‫تقدم نفسها كأفالم ّ‬ ‫من أنَّها ّ‬
‫ف� يستطيع معه الفيلم والمخرج‬ ‫ن‬ ‫الفالم هنا‪ ،‬تخ ّلت عن حياديّة‬ ‫أغلب أ‬
‫بمستقبل ي‬ ‫الكام�ا‬ ‫ي‬
‫اعم� ف ي� الداخل والخارج‬ ‫الد ي ن‬
‫االطمئنان‪ ،‬ومزاج ّ‬ ‫نادرا‪،‬‬ ‫التأط� الثابت الذي يكاد يكون ً‬ ‫ي‬ ‫الثابتة أو‬
‫أ‬
‫بكام�ا محمولة تتقاذفها اليدي كما‬ ‫وتم تعويضه ي‬ ‫َّ‬
‫الفو�‪ ،‬توجه عدستها �ف‬ ‫ض‬ ‫الحداث؛ تصاحب‬ ‫أ‬
‫ي‬ ‫ِّ‬
‫تق�ب وتبتعد دون �ض ورات‬ ‫ّكل اتِّجاه‪ ،‬وبرسعة ت‬
‫أحيانًا‪.‬‬
‫الجمال نظرة‬ ‫ي‬ ‫ال يمكن ال َّنظر إىل هذا الجانب‬
‫العر�‬ ‫بي‬ ‫الربيع‬ ‫أن مقاربة مواضيع َّ‬ ‫سلبية‪ ،‬إذ ّ‬ ‫ّ‬
‫المخرج�‪ ،‬أو هم‬ ‫ين‬ ‫ورواية قصصه فرضت عىل‬
‫نصب أعينهم نقل نبض الشارع‪ ،‬ما‬ ‫وضعوا ْ‬
‫الكام�ا المحمولة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫جعلهم ينحازون إىل خيار‬
‫الرغم من أنّهم بذلك ينحازون إىل الموضوع‬ ‫عىل ّ‬
‫الروا� بمصائر الفرد‬ ‫ئ‬ ‫واهتم الفيلم‬ ‫َّ‬ ‫الشكل‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ي‬
‫ط‬‫كث�ة لم تقنع بتقديم خ ّ‬ ‫العر�‪ ،‬فهناك أفالم ي‬ ‫بي‬
‫أساسية‪ ،‬وتحاط بعد‬ ‫ّ‬ ‫لشخصية واحدة‬ ‫ّ‬ ‫رسدي‬
‫ذلك بما يؤثِّث الحداث‪ .‬وهناك أفالم فتحت‬ ‫أ‬
‫متعددة‬ ‫ّ‬ ‫مسارات لشخصيات مختلفة‪ ،‬لقصص‬
‫ولمصائر متداخلة‪ ،‬وحاول كل فيلم عىل حدة أن‬
‫ين‬
‫يستك�‬ ‫فائضا ف ي� أصوات الناس؛ الحدث‬ ‫يُسمع ً‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪28‬‬

‫وا� ف ي� نظرته للمادة‬


‫ئ‬
‫الر ي‬‫ما يحكيه”(‪ .)4‬فيختلف ِّ‬ ‫العر� بالحماسة‬
‫بي‬ ‫الربيع‬
‫قد ال ينظر لسينما َّ‬
‫ت‬
‫التاريخية عن يغ�ه‪ ،‬فهو ح� وإن نقل الواقع‬ ‫ض‬
‫الما� ‪ .‬علينا‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ال� نظر بها إىل السينما ي�‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫نفسها ي‬
‫ض‬
‫الذي يعيشه أو التاريخ الذي م�‪ ،‬يستطيع أن‬ ‫إذن‪ ،‬استحضار كل هذه العقبات عند الحديث‬
‫شخوصا ووقائع يغ� متطابقة‬ ‫ويقدم‬
‫فنيا ِّ‬ ‫ئ‬
‫ً‬ ‫يلتف ًّ‬
‫ّ‬ ‫روا� متكامل‪.‬‬
‫عن فيلم ي‬
‫الرواية‬ ‫ض‬
‫مع ما يعرفه الناس بال�ورة‪ .‬تقنيات ِّ‬
‫واتِّكاؤها عىل خيال الكاتب وتجربته ومعارفه‪،‬‬ ‫المن للثورة‬ ‫الرواية بوصفها المالذ آ‬
‫ِّ‬
‫روائيا قد يتقاطع مع الواقع‬ ‫أ‬ ‫�ض‬
‫عالما ًّ‬‫تجعله يقيم ً‬ ‫البداع الخرى‬ ‫كغ�ها من وب إ‬ ‫الرواية ي‬ ‫ِّ‬
‫والحقيقة لكن دون أن يكون إعادة له‪“ .‬فقوام‬ ‫الك�ى‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫التاريخية ب‬‫ّ‬ ‫كث�ا ي� نقل الحداث‬ ‫ساهمت ي ً‬
‫ال� يحتويها النص مجموعة‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫الروائية ي‬
‫ّ‬ ‫المادة‬ ‫أن نقلها للحداث كان‬ ‫ومنها ثورات الشعوب‪ ،‬يغ� َّ‬
‫الحياتية‪ ،‬تظهر داخل النص عىل‬ ‫ّ‬ ‫من التفاصيل‬ ‫تاريخا‬
‫ً‬ ‫الرواية ليست‬ ‫الخصوصية‪ِّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫دائما شديد‬ ‫ً‬
‫شخصيات‬
‫ّ‬ ‫صورة أحداث وأفعال وأفكار‪ ،‬تعيشها‬ ‫شعرا مع أنَّها‬ ‫ً‬ ‫تطوع التاريخ‪ ،‬ليست‬ ‫مع أنَّها ِّ‬
‫روائية ف ي� الوقت ذاته‪ .‬ويستمد الكاتب‬ ‫إنسانية ّ‬
‫ّ‬ ‫تو ّظف الصورة‪ .‬إنها فن له كيان خاص وتقنيات‬
‫خاصة‪ ،‬وبتجاوز بعض المواقف المتضاربة حول‬
‫فالرواية‬ ‫ن‬
‫والرواية‪ِّ ،‬‬ ‫العالقة الحتمية يب� التاريخ ِّ‬
‫ظ ّلت دائمة االرتباط بالواقع والتاريخ‪ّ ،‬إل أنَّها‬
‫الحداث‪،‬‬ ‫دائما تتجاوزهما معا وتتفوق ف� رواية أ‬
‫ّ ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التاريخية‬ ‫اللحظت�‪:‬‬ ‫ين‬ ‫ماضيها وحا ها‪“ .‬فحضور‬ ‫�ض‬
‫ّ‬
‫الماضويّة والحا�ض ة‪ ،‬قد يدفع بالكاتب لمراجعة‬
‫و� الوقت ذاته‬ ‫ف‬ ‫ظل صورة ض‬ ‫الحا�ض ف ي� ّ‬
‫الما�‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫المتجل ف ي� الحا�ض ‪ ،‬ومن ّثم‬ ‫ّي‬ ‫الما�‬
‫ي‬
‫استعادة ض‬
‫ت‬
‫تجل‬‫ال� يريد أن يَ ْخ ُر َج بها من ّ ي‬ ‫بالدالالت ي‬ ‫يخرج ّ‬
‫معا‪.‬‬ ‫يت�‪ ،‬وحضورهما ً‬ ‫الحد ي ن‬ ‫اللحظت� ّ‬ ‫ين‬
‫ت�‪:‬‬ ‫التاريخي ي ن‬ ‫ين‬
‫اللحظت�‬ ‫ب�‬ ‫ظل المراوحة ي ن‬ ‫و� ِّ‬ ‫ف‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫المؤرخ وظيفته‬ ‫ِّ‬ ‫يتعدى‬ ‫ّ‬ ‫الماضويّة والحا�ض ة‪،‬‬
‫َس‬ ‫أ‬
‫أن يُف ِّ َ‬ ‫أن يَ ْح ِ يك “ماذا َح َد َث؟” إىل ْ‬ ‫ساسية ِم ْن ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ب�‬‫جليا ي ن‬ ‫“لماذا َح َد َث؟”‪ .‬وقد يبدو التداخل ًّ‬
‫وا� وظيفته‬ ‫ئ‬ ‫ئ‬
‫فالر ي‬ ‫المؤرخ‪ِّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وا� وطبيعة‬ ‫الر ي‬ ‫طبيعة ِّ‬
‫لتفس�‬ ‫يحك فقط‪ ،‬دون حاجة‬ ‫َّ ف‬
‫ي‬ ‫أن ي‬ ‫تتجل ي� ْ‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪29‬‬

‫ال�وط‬‫لم تكتمل بعد‪ ،‬وعندما نضع مثل هذه ش‬ ‫ال� يكتسبها‬‫ت‬


‫مادته من عالقاته وقناعاته ومعارفه ي‬
‫خاصية‬
‫ّ‬ ‫نقيد المبدع ونعارض‬ ‫المسبقة فنحن ِّ‬ ‫جراء تفاعله مع الواقع‪ ،‬لهذا تغدو صياغته‬
‫يع� ذلك‬‫ن‬ ‫ف أ‬
‫اللهام‪ ،‬إذ هل ي‬ ‫مهمة ي� الدب وهي إ‬ ‫ّ‬ ‫الحياتية داخل‬
‫ّ‬ ‫تركيبا لهذه التفاصيل‬
‫ً‬ ‫لنصه‬
‫ِّ‬
‫الروا� فكرة تسكنه عقدين من‬ ‫ئ‬ ‫مثل أن يكبت‬ ‫ً‬ ‫وحدة عضويّة”(‪.)5‬‬
‫ي‬
‫الزمن يك يكتبها‪ ،‬وبعدها ننظر إىل أدبه نظرة‬ ‫َّ‬
‫الرواية‬ ‫ف‬
‫إيجابية؟!‬
‫ّ‬ ‫العر� ي� ِّ‬ ‫الربيع ب ي‬ ‫انعكاس َّ‬
‫الربيع وح� قبله بسنوات‪ ،‬ظهرت‬‫ت‬
‫منذ بداية َّ‬ ‫والرواية‪ ،‬يفتح أفقًا‬ ‫العر� ِّ‬ ‫بي‬ ‫الربيع‬
‫موضوع َّ‬
‫العر�‪ ،‬أي أنها‬ ‫الربيع‬ ‫ين‬ ‫ً‬
‫بي‬ ‫مضام� َّ‬ ‫روايات تحمل‬ ‫أن‬ ‫رحبا للكتابة‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫ومجال ً‬ ‫للدراسة‬ ‫شاسعا ِّ‬‫ً‬
‫ال� تسبقها‪،‬‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫تروي ما حدث أو تصف الحداث ي‬ ‫كلمة االنعكاس تستدعي م ّنا دراسة كل الجوانب‬
‫كث�ا من الروايات عىل‬ ‫نسمي ي ً‬ ‫وهنا يمكننا أن ّ‬ ‫العر�‬‫بي‬ ‫فالربيع‬
‫المرتبطة بالشكل والمضمون‪َّ ،‬‬
‫ف‬
‫سبيل الذكر ال الحرص‪“ :‬فرانكنشتاين ي� بغداد”‬ ‫وسيستمر‬ ‫روائية‬
‫ّ‬ ‫مهما لكتابة نصوص ّ‬ ‫دافعا ًّ‬ ‫كان ً‬
‫خيالية مظلمة‬
‫ّ‬ ‫ألحمد السعداوي وهي رواية‬ ‫أيضا‪ ،‬فقد شكّل‬ ‫ف‬
‫محف ًِّزا للكتابة ي� المستقبل ً‬
‫�ض‬
‫العر� وأعاد طرح ورة الثورة‬ ‫التفك� ب ي‬
‫ي‬ ‫رجة ف ي�‬
‫ّ‬
‫بدوره‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫دور الدب للقيام ْ‬ ‫يأ� ْ‬ ‫الثقافية‪ ،‬وها هنا ي‬ ‫ّ‬
‫ف‬
‫التاريخي والمساهمة ي� بناء المجتمع‪.‬‬

‫ين‬
‫المضام� الجديدة‬
‫الربيع‬ ‫أن َّ‬ ‫أساسية مفادها َّ‬ ‫ّ‬ ‫فرضية‬
‫ّ‬ ‫إذا انطلقنا من‬
‫الروائية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مبا� عىل الكتابة‬ ‫العر� كان له فعل ش‬ ‫بي‬
‫ت‬
‫الروا� ي� هذه الف�ة ً‬
‫قابل‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫فسيكون كل النتاج‬
‫ي‬
‫للدراسة وال َّت ش�يح‪ ،‬دون إقصاء النصوص ال�ت‬ ‫ِّ‬
‫ي‬
‫ت‬ ‫ض‬
‫ال تتناول أحداث الثورة بال�ورة‪ ،‬فهذه الف�ة‬
‫كث�ة قد ال تتناول الحدث‪،‬‬ ‫ين‬
‫لمضام� ي‬ ‫حاضنة‬
‫العر� ما بعد الثورة‪،‬‬ ‫ولكنها تتناول حياة الفرد ب ي‬
‫ال� تلت‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫وهذا ما فعله نجيب محفوظ ي� كتاباته ي‬
‫النسان المرصي‬ ‫تغ� حياة إ‬ ‫ثورة ‪ ،52‬فقد التقط ي ُّ‬
‫كث�‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بعد هذه الحداث‪ ،‬ال الحداث فقط‪ .‬لكن ي‬
‫والروائي� يرفضون الكتابة عن أحداث‬ ‫ين‬ ‫من النقاد‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪30‬‬

‫أن الخوف انتقل من‬ ‫إل ساعتها ّ‬ ‫أ ن‬ ‫عن الرصاع الطائفي ف ي� العراق‪ .‬وهناك رواية‬
‫ّ‬ ‫خيل ي‬ ‫م� ‪ّ ...‬‬‫ال ي‬
‫المر الناهي”(‪ ،)6‬أو رواية‬ ‫المستضعف إىل آ‬ ‫ال� عادت إىل‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫“الطليا�” لشكري المبخوت ي‬ ‫ي‬
‫للروا� المغر� رشيد الجلول ‪ .‬أما �ف‬ ‫ئ‬ ‫“الخوف”‬ ‫ب� ‪ 1980‬و‪ ،1990‬وتناولت صعود‬ ‫ما� تونس ي ن‬ ‫ض‬
‫ي ّ ي‬ ‫بي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رواية “جمهورية كأن” فقد أصبح للخوف مظاهر‬ ‫عل ومظاهر‬ ‫التونس زين العابدين بن ي‬ ‫ي‬ ‫الرئيس‬
‫متعددة‪ ،‬قبل الثورة وخاللها وعودة النظام إىل‬ ‫ّ‬ ‫الدكتاتوريّة خالل ف�ة حكمه‪ ،‬ورغم تناولها‬ ‫ت‬
‫ف‬
‫سياسات ال َّتخويف‪ ،‬ثم انتقل الخوف ي� نهاية‬ ‫الماضوي فهي مستلهمة من أحداث ثورة تونس‪.‬‬
‫الرواية ليصبح خوفًا من المستقبل بعد رسقة‬ ‫ِّ‬ ‫سكاك� ف ي� مطابخ هذه المدينة” لخالد‬ ‫ين‬ ‫ورواية “ال‬
‫أحالم الثورة‪ّ .‬أما رواية “المغاربة” لعبدالرحيم‬ ‫تحك معاناة الشعب السوري من خالل‬ ‫خليفة‪ ،‬ي‬
‫الشخصية‬
‫ّ‬ ‫ال� غاصت عميقًا ف ي� بناء‬ ‫ت‬
‫جويطي ي‬ ‫معاناة أرسة سوريّة بسبب نظام الحكم السائد‪.‬‬
‫تست� الخوف الذي راهن عليه‬ ‫المغربية‪ ،‬فلم ثن‬ ‫تحك‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ورواية “المغاربة” لعبد الكريم جويطي‪ ،‬ي‬
‫سوا� �ف‬
‫ال ن‬‫الحاكم كث�ا منذ القدم‪ ،‬وكان عالء أ‬ ‫ف‬
‫ي ي‬ ‫يً‬ ‫ب�‬ ‫خط متواز ي ن‬
‫ٍ‬ ‫ما� وحا�ض المغاربة ي� ٍ‬ ‫ي‬
‫عن ض‬
‫نظام الحكم وحياة الناس‪ ،‬ورواية “جمهورية‬
‫تحك عن ثورة ‪ 25‬يناير‬ ‫سوا�‬‫أ ن‬
‫ي‬ ‫كأن” لعالء ال ي‬ ‫ّ‬
‫وكيفية رسقة أحالم الشباب المرصي بعد‬ ‫ّ‬
‫والخوان‪ .‬ورواية “فرسان‬ ‫ب� السلطة إ‬ ‫التحالف ي ن‬
‫الكو�‪ ،‬حىك فيها‬ ‫ن‬ ‫الحالم القتيلة” إلبراهيم‬ ‫أ‬
‫ي‬
‫الليبية من خالل انتفاضة شعب‬ ‫ّ‬ ‫الكاتب الثورة‬
‫سئم ديكتاتوريّة الحاكم‪ّ .‬كل هذه الروايات‬
‫أساسا‬ ‫مضام� ترتبط ً‬ ‫ين‬ ‫مضام� جديدة‪،‬‬ ‫ين‬ ‫حملت‬
‫الما� ‪.‬‬ ‫ض‬ ‫أيضا إىل‬
‫بالواقع‪ ،‬ولك ّنها تعود ً‬
‫ي‬
‫طاغيا‬ ‫حضورا‬ ‫تح� ثيمة الخوف‬ ‫* الخوف‪ :‬ض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العر�‪ ،‬إىل‬ ‫ف‬
‫الربيع ب ي‬ ‫العربية بعد َّ‬ ‫ّ‬ ‫الرواية‬ ‫ي� منجز ِّ‬
‫إن‬
‫ومحركًا له‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫للسد‬‫مدخل َّ‬‫ً‬ ‫درجة أنها تصبح‬
‫ين‬
‫للروائي�‬ ‫تكس� حاجز الخوف كان هدفًا معل ًنا‬ ‫ي‬
‫العرب‪ ،‬فقد أصبح عنوانًا لنصوص بعينها كما‬
‫للروا�‬ ‫ي‬
‫ئ‬ ‫نالحظ ف ي� رواية “ورقات من دفاتر الخوف”‬
‫التونس أبو بكر العيادي‪ ،‬حيث يقول الكاتب‬ ‫ي‬
‫يتحدونه‪ ،‬أمام معقل جهازه‬ ‫ّ‬ ‫“عجبت للناس‬ ‫ُ‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪31‬‬

‫العر�‬ ‫ف‬
‫الربيع ب ي‬ ‫الجمال ي� رواية ما بعد َّ‬ ‫ي‬ ‫عب�‬ ‫ال َّت ي‬ ‫تكس�‬‫كث�ا عىل ي‬ ‫روايته “جمهورية كأن” قد ركّز ي ً‬
‫العر� ل�وب‬ ‫ض‬ ‫ت‬
‫بأن نظرة المتلقّي ب ي‬ ‫يجب االع�اف َّ‬ ‫حاجز الخوف لدى َمن خرجوا إىل الشارع وحقَّقوا‬
‫إن‬
‫الجمال‪ ،‬بل َّ‬ ‫البداع‪ ،‬ال تحتكم للمقياس‬ ‫جماليا عن‬ ‫يع�‬ ‫أ ن‬
‫ي‬ ‫إ‬ ‫ًّ‬ ‫سوا� كيف ب ِّ‬ ‫الثورة‪ ،‬وقد عرف ال ي‬
‫بالمضام�‪ ،‬ولذلك‬ ‫ين‬ ‫نظرته ي� الغالب محكومة‬ ‫ف‬ ‫الخوف قبل الثورة وبعد الثورة‪ ،‬سواء لدى َمن‬
‫لم يتف َّهم بعد نظريّة الفن من أجل الفن‪.‬‬ ‫محتميا بالخوف!‬ ‫ًّ‬ ‫ثار أو َمن راقب من بعيد‬
‫العربية‬
‫ّ‬ ‫فالرواية‬ ‫الرغم من هذا‪ِّ ،‬‬ ‫لكن وعىل َّ‬ ‫الحساس‬ ‫ظلم‪ :‬الشعور بالظلم هو إ‬ ‫* ال ُّ‬
‫الكالسيك‪،‬‬
‫ي‬ ‫تكس� موروث الكتابة‬ ‫ي‬ ‫استطاعت‬ ‫العربية ف ي� إيصاله إىل‬ ‫ّ‬ ‫الذي تنجح كل الروايات‬
‫العر� عىل‬ ‫بي‬ ‫الربيع‬
‫وهذا أحد أهم انعكاسات َّ‬ ‫موجه إليه من ّكل االتجاهات‪،‬‬ ‫القارئ‪ ،‬إنه ظلم ّ‬
‫الروائية‪ ،‬ف ي� رواية “جمهورية كأن” تتخ ّلص‬ ‫ّ‬ ‫الكتابة‬ ‫مبا�ة‪ ،‬عن‬ ‫الظلم الذي ينفذه النظام بطريقة ش‬
‫الكث� من القيود وتأخذ شكل‬ ‫لغة الرسد من ي‬ ‫التعب� وسجن‬ ‫ي‬ ‫طريق االعتقاالت وقمع حرية‬
‫اللغة السائدة أو لغة الشباب الثائر‪ ،‬لكن دون‬ ‫أيضا ظلم الناس‬ ‫المعارض� والتعذيب‪ ،‬بل ً‬ ‫ين‬
‫قدم‬ ‫النظمة الفاسدة نجحت ف ي�‬ ‫لبعضهم بعضا‪ .‬أ‬
‫جمالياتها‪ّ .‬أما جويطي فقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن تتنازل عن‬ ‫ً‬
‫الحك‬‫ي‬ ‫كليا عن منطق‬ ‫نموذجا رسديًا يختلف ًّ‬ ‫ً‬ ‫لكن الثورة‬ ‫العر�‪ّ ،‬‬ ‫بي‬ ‫إخراج أسوأ خصال الفرد‬
‫لخط ّية‬ ‫أ‬
‫أساس ِ‬ ‫ي‬ ‫المنتظم الذي يدين بشكل‬ ‫ع� مازن لسماء‬ ‫أخرجت أفضل ما فيهم‪ ،‬هكذا ب ّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫ب�‬ ‫فريدا للمزج ي ن‬ ‫نموذجا ً‬ ‫ً‬ ‫تقدم‬ ‫ُم ت�اتبة‪ ،‬فروايته ّ‬ ‫سوا� ‪ .‬كما‬ ‫وهم يفرحون بنجاح الثورة ي� رواية ال ي‬
‫وطي الفروق بينهما وال َّنظر إىل‬ ‫ّ‬
‫الما� والحا�ض‬
‫ي‬
‫ض‬ ‫أيضا عن الظلم ف ي� روايته بالقول‪:‬‬ ‫ع� جويطي ً‬ ‫بّ‬
‫الرواية‬ ‫مختلفت� ف� ي ن‬ ‫ن‬ ‫ين‬ ‫نرد حكمه الطاعون والمجاعات أك�ث‬
‫أن ِّ‬ ‫الح� نفسه‪ .‬كما َّ‬ ‫ي ي‬ ‫حكايت�‬ ‫“بلد كطاولة ٍ‬
‫بكث� من الجرأة والحريّة ف ي� تناول‬ ‫ض‬ ‫مما حكمته أ‬
‫صارت تحتمي ي‬ ‫الرس المتعاقبة‪ .‬ب� ٍبة خاطفة كانوا‬ ‫ِ َّ‬
‫االجتماعية واالق�اب من ثالوث‬ ‫ت‬ ‫تفاصيل الحياة‬ ‫ويحولون‬
‫ِّ‬ ‫القبلية‪،‬‬ ‫والعصبية‬ ‫يهزؤون بالجيش‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(الدين والسياسية والجنس)‪.‬‬ ‫الديار إىل أطالل ودمن”(‪.)7‬‬
‫الرواية‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫سيظل الحديث عن الحريّة ي� ِّ‬ ‫* الحريّة‪:‬‬
‫خاتمة‬ ‫نسا� العظيم‬ ‫ن‬
‫ال ي‬ ‫مستمرا‪ ،‬فهذا المطلب إ‬ ‫ًّ‬ ‫العربية‬
‫ّ‬
‫العر� ال يجب‬ ‫متجدد‪ ،‬لكنه شكّل أحد أهم مطالب الثوار �ف‬
‫الربيع ب ي‬‫إن أي نظرة إىل أدب وفن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫أن تحتكم للبحث عن الحدث فقط‪ ،‬بل يجب‬ ‫العر�‪ ،‬فانتقل هذا المطلب إىل النص‬ ‫العالم ب ي‬
‫البداع عن أشياء أخرى تلت‬ ‫ف‬ ‫ئ‬
‫أن تبحث ي� هذا إ‬ ‫جماليا عن حاجة الناس للحريّة‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ع�‬ ‫الروا� الذي ب ّ‬ ‫ي‬
‫ومص�ه بعد‬
‫ي‬ ‫الثورة‪ ،‬وك ّلها متع ِّلقة بالفرد ب ي‬
‫العر�‬ ‫صورت كيف يقبع الناس تحت قهر‬ ‫ّكل الروايات ّ‬
‫الدعم يبقى‬ ‫النظمة‪ّ ...‬كل رواية وجدت طريقها الخاص‬ ‫أ‬
‫الربيع‪ّ .‬أما السينما فمشكل َّ‬ ‫أحالم َّ‬
‫أن‬
‫أك� عقبة يواجهها المخرجون العرب‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫ب‬ ‫عب� عن الحريّة‪.‬‬ ‫لل َّت ي‬
‫انعكاسات الرَّ بيع العربي في األدب والفن‬

‫‪32‬‬

‫هوامش‪:‬‬ ‫العربية ال يمكن أن تدعم أفالم ضد‬ ‫ّ‬ ‫الحكومات‬


‫والقابلية للثورة‪،‬‬ ‫ف‬
‫(‪ )1‬عزمي بشارة‪ ،‬ي� الثورة‬ ‫والدعم‬ ‫تصوراتها أو أفالم تنتقدها ش‬
‫ّ‬ ‫مبا�ة‪َّ .‬‬ ‫ُّ‬
‫المركز العر� أ‬ ‫أ‬ ‫جن� لم يعد‬ ‫أ‬
‫للبحاث ودراسات السياسيات‪،‬‬ ‫بي‬ ‫العر�)‬
‫(الربيع ب ي‬‫متحم ًسا لفالم َّ‬
‫ِّ‬ ‫ال ب ي‬
‫يب�وت ‪ ،2012‬ص‪.28‬‬ ‫الدب‬ ‫الوىل‪ ...‬لكن أ‬
‫كما كانت الحال ف� السنوات أ‬
‫ي‬
‫العر� ي� التناول‬ ‫ف‬
‫الربيع ب ي‬ ‫(‪ )2‬أميمة أحمد‪ ،‬تقرير‪َّ :‬‬ ‫والفن الذي سيصمد ويواجه كل هذه الصعوبات‬
‫الروا� ‪http://www.aljazeera.net/news/ .‬‬ ‫ئ‬ ‫العر�‬
‫ي‬ ‫الربيع ب ي‬‫مع� عن َّ‬‫خ� ب ِّ‬ ‫سيكون هو ي‬
‫‪/cultureandart/2011/10/1‬‬
‫العر�‪ :‬ارتباكٌ‬ ‫الربيع ب ي‬ ‫(‪ )3‬نديم جرجورة‪ ،‬أفالم َّ‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/‬‬ ‫وجماليات‪.‬‬
‫‪diffah/arts‬‬
‫يخيةُ ‪ :‬تَ َم ٌثل‬
‫الرواية ال َّت ِار َّ‬ ‫النا�‪ِّ ،‬‬
‫(‪ )4‬ممدوح فراج ب ي‬
‫التاريخية‬
‫ّ‬ ‫الثالثية‬
‫ّ‬ ‫أَ ْم تَ َج ٌ‬
‫اوز ِل َلو ِاق ِع من خالل‬
‫لنجيب محفوظ‪.‬‬
‫الرواية بالواقع‪،‬‬ ‫(‪ )5‬فؤاد المرعي‪ ،‬ال َّتخييل وعالقة ِّ‬
‫مجلة جامعة شت�ين للبحوث والدراسات‬
‫نسانية‪،‬‬ ‫آ‬
‫ال ّ‬ ‫العلمية‪ ،‬سلسلة الداب والعلوم إ‬
‫سوريا‪ ،‬مج ‪ ،14‬ع‪ ،2‬ص‪.164‬‬
‫(‪ )6‬ورقات من دفاتر الخوف‪ ،‬أبو بكر العيادي‪،‬‬
‫مومنت كتب‪ ،‬لندن‪ ،2013 ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )7‬المغاربة‪ ،‬عبدالرحيم الجويطي‪ ،‬المركز‬
‫العر�‪ ،2016 ،‬ص‪.122‬‬ ‫ف‬
‫الثقا� ب ي‬
‫ي‬

You might also like