Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫أشكال ومحددات اإلستثمار األجنبي المباشر‬

‫مع اإلشارة لواقعه بالدول العربية وبعض البلدان النامية‬

‫األستاذ الدكتور عبد الكريم بن عراب‬ ‫الدكتور فريد كورتل‬


‫جامعة منتوري‪ 3‬قسنطينة‬ ‫رئيس المجلس العلمي للكلية‬
‫رئيس تحرير مجلة أبحاث روسيكادا العلمية المحكمة‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‬
‫جامعة ‪ 20‬أوت ‪ 55‬سكيكدة‬
‫الجزائر‬
‫الفاكس ‪ 0021331522612 :‬أو ‪0021338701012‬‬
‫الهاتف ‪0021375131012:‬‬
‫البريد اإللكتروني ‪f.kourtel@yahoo.com :‬‬

‫‪1‬‬
‫مقـــدمــــة ‪:‬‬

‫الشـك أنـه بعـد تحريرـ االقتصاد العالمـي وزيادة اإلنتـاج العالمـي والتجـارة ‪ ،‬فــإن اإلســتثمارـ األجنـــبي المباشــر‬
‫في زيادة مستمرة في السنوات األخيرة ‪.‬فمعظـم دول العالم أصبحت مستضافة ومضيفـــة لإلســتثمار األجنــبي المباشـرـ ‪،‬‬
‫ومن أكبر الدول المصنفـة بأنهـا مستقبلـة ومصدرة لرأس المال األجنبي هي الواليـات المتحـــدة األمريكيـــة ‪ ،‬الصيـــن ‪،‬‬
‫ألمانيـا السويـد ‪ ،‬البرازيل وفرنسـا وهولنداـ ‪.‬‬

‫ورغـم أن االستثمار األجنبي المباشرـ في نهـاية الثمانينات نما نموا كبيرا ‪ ،‬ولكن هـــذا النمــو حســب إحصائيـــات‬
‫مؤتمـرـ األمم المتحـدة للتجـارة والتنميــة ( األونكتـادـ ) تركـزـ في دول بعينهــا وفي غالبــه بين الواليـات المتحــدة ودول‬
‫االتحاد األوروبي ‪.‬‬
‫فمنـذ بدايـة سنوات الثمانينـات ‪ ،‬تدفقـات االستثمارات األجنبيـة المبـاشرة التي مصدرها الدول الصناعيـة أخــذت‬
‫أكثر فأكثر شكل تدفـق موجـه بشكل امتيازيـ نحو الدول الصناعيـة نفسهـا ‪.‬هاتـه الـدول تصــدرـ ‪ %90‬وتستقبــل ‪%80‬‬
‫من االستثمارات األجنبيـة المباشرة ‪ ،‬متمركزة خصوصا في دول المجموعـة الخمسـة ‪ G5‬أين حصتهــا ارتفعت إلى‬
‫‪ %70‬في ‪ . 1988‬في نفس الوقـت نالحظ انخفاض التدفقـات نحو البلدان الناميـــة ‪ .‬فبينمـــا حصــتها تجــاوزتـ أكــثر من‬
‫‪ %30‬من التدفقات في سنوات السبعينـات ‪ ،‬انخفظت إلى ‪ % 25‬ثم ‪ %15‬بين بدايــة ونهايـة سـنوات الثمانينـات ‪3/2 .‬‬
‫من هذه التدفقات الموجهة للبلدان النامية وجهت نحو عشر بلدان من دول أسيا ( الجنوبية – الشرقيـة ) وأمريكا‬
‫الالتينيـة(‪ )1‬أما في سنـة ‪ 2001‬وحسب األونكتادـ فإن ‪ 49‬دولـة ناميـة إستقبلت فقط ‪ %2‬من اإلستثمار األجنــبي المباشــر‬
‫الموجه للدول الناميـة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ CNUCED‬فإنها لـــم تجــذب ســوى ‪ 4.5‬مليــار دوالر من‬ ‫أمــا بالنسبـــة للــدول العربيـــة فحســب تقريـر‬
‫االســتثماراتـ األجنبيـــة في ‪ 2002‬مقابــل ‪ 6.7‬مليــار دوالر في سنـــة ‪ . 2001‬حيث انخفضــت تــدفقات اإلســتمثارات‬
‫األجنبيـة المباشرة في مجموع البلدان العربيـة بـ ‪ % 32‬في ‪ 2002‬مقارنـة بالسنـة السابقـة رغـــم الحاجــة الماســة لهــذه‬
‫الدول إلى هذا النوع من اإلستثمارـ وذلك نظرا للدور الذي يمارسـه على النمو والتنميـة في البلدان المضيفـة ‪.‬‬

‫نظرا لكل ماسبقـ نحاول من خالل هذه الورقة معالجة النقاط التاليـة ‪:‬‬

‫مفهوم اإلستثمارـ األجنبي المباشر وأهميتـه‬ ‫‪-1‬‬


‫أشكال اإلستمثار األجنبـي المباشرـ‬ ‫‪-2‬‬
‫العوامـل المحددة لجذب اإلستثمار األجنبي المباشر‬ ‫‪-3‬‬
‫واقـع اإلستثمارـ األجنبي المباشر بالدول العربية وبعض البلدان النامية‬ ‫‪-4‬‬

‫مفهـوم اإلستمثـار األجنبي المبـاشر وأهميتـه ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪-1-1‬مفهوم‪ 3‬اإلستثمار األجنبي المباشر ‪:‬‬

‫االســتثماراتـ األجنبيـــة يمكن أن تتم في شكـــل إســتثمارات المحفظـــة أي شــراء ســندات الشــركات –‬
‫الموجودة في البلد المضيف – بحيث التتجااوزـ حصتها ‪ %20‬من رأس مال هذه الشركات‪ .‬بينمــا اإلســتثمارات‬
‫المباشرة فتتمثل في المساهمة في رأس مال شركات البلد المضيف والتي تتجاوز حصة ‪ %20‬مما يعني مراقبة‬
‫(‬
‫على هذه الشركات من جهة المستثمرـ األجنبي ‪ ،‬كما يتضمن أيضا اإلنشاء المباشر للفــروع في البلــد المضــيفـ‬
‫‪. )3‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلستثمارـ األجنبي المباشر عنــد حدوثــه قــد يكــون اســتثمارـ بــالمعنى االقتصــادي للكلمـــة ‪ ،‬كمــا يمكن أن ال‬
‫يكون(‪ )4‬مثال عند قيام شركـة أمريكيـة بشراء مؤسسـة جزائرية قائمـة فهنـا نقول أن إستثمار أجنـبي مباشـر قــد‬
‫تم ‪ ،‬لكن في المقابل اليوجد هناك خلق لرأس مال إنتاجي أي أنــه لم يتم أي إســتثمار اقتصــاديـ ‪ .‬في المقابــل إذا‬
‫نفس الشركـة األمريكيـة قامت بإنشاء فرع لها بالجزائرـ – بناء مصنع جديــد وشــراء تجهــيزات جديــدة – نكــون‬
‫أمام إستثمار أجنبي مباشر وإستثمار إقتصادي في نفس الوقت ‪.‬‬
‫اإلستثمارـ األجنبي المباشر يتضمن مايلي(‪: )5‬‬
‫األموال المنفقـة من أجل تمويل إنشاء مؤسسة جديدة أو توســيع المؤسســـة الموجــودة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أين المستثمر األجنبي يراقب التسييرـ ‪.‬‬
‫األموال المنفقة من أجل تمويــل شـراء كلي أو جـزئي لمؤسســة موجـودة ‪ ،‬عن طريـقـ‬ ‫‪-‬‬
‫الشراء المباشر أو عن طريق شراء أسهم ‪ .‬وهنا أيضا تكون هناك رقابة من طرف المستثمر األجنبي ‪.‬‬
‫القروض على المدى الطويل بين شركات نفس المجموعة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1-2‬أهميــة اإلستثمار األجنبي المباشـر ‪:‬‬

‫إن أهميـة اإلستثمارات األجنبية المباشرة تكمن في الــدور الـذي تمارسـه على النمــو والتنميــة في البالد المضيفــة‬
‫كمـا أنها تحمل معها خصائص االقتصادـ النابعة منه‪ .‬ونظر ألهميـته‪ ،‬أصبحت كفاءة النظام االقتصادي لدولــة مــا تقــاس‬
‫بمدى قدرته على جذب اإلستثماراتـ األجنبية وإقامة المشروعات الــتي تــوفرـ فــرص العمــل وتنشـطـ حركــة الصــادرات‬
‫فضال عن تحديث الصناعة الوطنية والوصولـ بها إلى مرحلة الجودة الشاملة ‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص أهمية اإلستثمار األجنبي في النقاط التالية‪:‬‬


‫‪ -‬اإلستثمار األجنبي مصدرـ لتعويض العجز في اإلدخار المحلي وتحقيق زيادة في معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫فأحد األهـداف الرئيسـية السـتقطاب رأس المـال األجنـبي هـو إقامـة مشـروعات إنتاجيـة في كافـة المجـاالت الصـناعية‬
‫والزراعية والخدمية التي تهدف إلى إنتاج سلع وخدمات ذات مــيزة تنافســية للتصــديرـ وتكــون مؤهلــة للقبــول باألســواقـ‬
‫العالمية كما أن توفر رأس المال يسمح بالتوسع في اإلنتاج وتنوع المنتوج وتحسين جودته ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلستثمار يعتبرـ المحرك األساسيـ لعملية التصدير وهذا ما تثبته تجارب الدول في هــذا المجــال كالصــين الــتي تجــذب‬
‫سنوياـ ما يعادل ‪ )6(40‬مليون دوالر‪ .‬وهذا ما يســاعد على وجــود قطـاعـ تصـديري قــوي ممـا يزيـد في جــذب المزيـد من‬
‫التدفقات االستثمارية التي تترجم في شكل زيادة في صادرات السلع والخدمات مما يجذب إستثمارات جديدة وهكذا وهذا‬
‫مايؤديـ إلى معالجة العجز في ميزان المدفوعات وزيادة الحصيلة من العملة األجنبية ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلستثمار األجنبي يأتي بالتكنولوجياـ الحديثـة والخــبرة اإلدرايـة والتسـويقية الجديــدة‪ .‬فالتكنولوجيــا الحديثــة تسـاعد في‬
‫تطويرـ المنتوج وتخفيض تكاليف اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستثمار األجنبي المباشرـ يزيد من فرص العمل‪.‬‬
‫أشكـال اإلستثمار األجنبـي المباشـر ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تجـدر اإلشارة في البدايـة أن أشكــال اإلسـتثمارـ األجنــبي هــي من وجهــة نظـر الشركــات األجنبيــة بمثـابــة‬
‫طرقـ لغـزو األسواق العاالميـة‪ .‬واالستثمارات األجنبيـة يمكـن تقسيمهـا إلى نوعيـن رئيسييـن ‪:‬‬

‫االستثمارات األجنبية غير المباشـرة ‪:‬‬


‫اإلستثماراتـ غير المباشرة هي التي اليكون فيها المستثمر األجنبي مالكا لجزء أو كــل المشــروعـ اإلســتثماري‪،‬‬
‫كمـا أنـه اليتحكمـ في إدارتـه أوتنظيمـه ومن األمثلـة عليـه ‪ :‬التصــديرـ ‪ ،‬أو عقـود اإلدارة ‪ ،‬أو التـوكيالت ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬هــذه‬
‫االســتثماراتـ تستخدمهـــا الشركـــات األجنبيـــة كوسيلـــة للتعــرف على قيــاس مــدى ربحيــة الســوقـ المــرتقب واســتقراره‬
‫وبالتاليـ فهي تقوم باالستثمارـ غير مباشر كبدايـة قبل أن تقرر الدخول في مشروعات استثمارية مباشرة أو اإلكتفاء فقط‬
‫باالستثمار غير المباشرـ أو ترك السوق نهائيـا ‪.‬‬

‫اإلستثمارات األجنبيـة المباشرة ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫اإلستثمارـ األجنبي المباشر قد يكــون عن طريـقـ التملــك الجــزئي أو المطلــق للمشــروعـ االســتثماريـ من طــرف‬
‫الشركة األجنبيـة‪ .‬واالستثمار األجنبي يأخذ األشكـال التاليـة(‪: )7‬‬

‫‪ 1.2‬االستثمار المشترك ‪:‬‬


‫اإلستثمار المشترك كما عرفـه كولدي ‪" kolde‬هو الذي يشارك فيه طرفانـ (أو شخصيتان معنويتان ) أو أكثر‬
‫من دولتيـن مختلفتيـن بصفـة دائمـة‪ ،‬والمشاركـة هنـا التقتصر على الحصة في رأس المال بل تمتــد أيضــا إلى اإلدارة ‪،‬‬
‫والخبرة وبراءات االختراع والعالمات التجاريـة‪ ...‬إلخ" ‪.‬‬
‫فاالستثمارـ المشترك يتميز بالخصائص التاليـة ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنـه عبارة عن إتفاق طويلـة االجل لممارسـة نشــاط إنتــاجي داخــل البلــد المضــيف‪،‬هــذاـ اإلتفــاق يكــون بين طرفيـــن‬
‫استثماريين أحدهما وطنـيـ واألخر أجنبـي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الطرفـ الوطني قد يكون شخصيـة معنويـة تابعـة للقطاع العام أوالخاص ‪.‬‬
‫‪ -3‬قيام أحد المستثمرين األجانب بشراء حصــة من شـركة وطنيــة قائمــة يـؤديـ إلى تحويـل هـذه الشركــة إلى شركــة‬
‫استثمارـ مشترك ‪.‬‬
‫‪ -4‬طرفا اإلستثمارـ ( سواء الطرف الوطنيـ أو األجنبي ) تكون مشاركتهما في مشروعـ اإلستثمار من خالل ‪:‬‬
‫المشاركـة بحصـة في رأس المال أو كله على أن يقدم الطرف األخر التكنولوجيـة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو قد تكون المشاركة من خالل تقديـم الخبرة والمعرفـة أو العمل أو التكنولوجيـة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أو تقديـم المعلومات أو المعرفـة التسويقية ‪ ،‬أو تقـديـم السوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -5‬حـق كـل طـرف من أطــراف اإلسـتثمارـ في المشـاركة في إدارة المشـروع المشــترك‪ .‬وهــذا يعتــبر أهم فـارقـ يمـيز‬
‫اإلستثمارـ المشترك عن بقيـة العقود األخرى كعقود اإلدارة واتفاقيات الصنع أو مشروعات تسليم المفتـاح ‪.‬‬
‫وكمثال عن هـذا اإلســتثمار المشــترك عقـد الشراكـــة الــذي تم بين مؤسسـة هنكـل (‪ )henkel‬والمؤسســة‬
‫الوطنيـــة للمنظفـات ‪ ، ENAD‬وبفضــل هـذا العقــد اســتفادت مؤسســـة هنكـل من مصــانع جـاهزة لإلســتعمال‬
‫باإلضافـة إلى العالمـة التجاريـة المحليـة إزيس (‪. )isis‬‬

‫أ ‪ -‬مزايـا وعيوب اإلستثمـار المشترك بالنسبـة للدول المضيفة ‪:‬‬


‫المزايـا ‪:‬‬
‫بالنسبـة للدول الناميـة يعتبر اإلستثمار المشتركـ من أكثر أشكال اإلستثمـــار األجنــبي المباشــر قبــوال في معظم‬
‫هذه الدول فهذه الدول وإنطالقاـ من خبراتهاـ التنموية الســابقة الحظت أن طــرقـ إنتقــال التكنولوجيـاـ كالمصــانع ‪،‬‬
‫التكفي إلحداث نمو إقتصادي صناعي عام فلجأت إلى إستقبال مؤسساتـ متعــددة الجنســيات الــتي تملــك الخــبرة‬
‫والتكنولوجيـاـ المتطورة‪ ،‬والسماح لها بالنشاط في السوق المحليـة من خالل إنشاء مؤسساتـ مشتركة تكون فيها‬
‫مساهمـة المؤسسات األجنبيـة أقل من ‪ .%50‬فعالوة على خلق فرص عمل جديدة ‪ ،‬تحسيـن ميزان المدفوعات‬
‫عن طريقـ زيادة فرص التصديرـ أو الحد من االستيرادـ ‪ ،‬تنميـة قدرات المديرين المحليين وخلق عالقات تكامل‬
‫إقتصادية رأسيـة أمامية وخلقية مع النشاطات اإلقتصاديـة والخدمية المختلفـة بالــدول المضـيفة ‪ ،‬فاإلســتثماراتـ‬
‫المشتركة تسمح للبلدان النامية بتحقيق ثالثة أهداف هـي ‪:‬‬
‫‪ -‬ربط المؤسسة األجنبية مباشرة بتسـيير النشـاط داخـل السـوق المحليـة وتجـاوزـ العالقـة مـورد ‪ /‬زبـون الـتي‬
‫التسمح باإلنتقال التكنولوجي الكافي للنمو‪ ،‬فالمؤسسة المشتركة هي عبارة عن ملحقة للمؤسسة األجنبيـة وبذلك‬
‫تسييرهاـ عادة عبارة عن صورة مصــغرة لتســيير المؤسســة األجنبيـــة األم ‪،‬ممــا يســمح بانتقــال تقنيــات التســيير‬
‫والتكنولوجياـ إلى المؤسسة المحليـة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييد حركـة الشـركات المتعـددة الجنسـيات وذلـك لتجنب تصـرفاتها اإلنتهازيـة‪ ،‬فالمؤسسـة المحليـة الشـريكة‬
‫تكون بمثابـة مراقب قادرـ على منع مثل هذه التصرفات ( تطبيق أسعار إمتيازية بالنسبة للمؤسسة األم األجنبيـة‬
‫‪ ..‬إلخ ) ‪.‬‬
‫المســاعدة على إدمــاج اإلقتصــاد المحلي في اإلقتصــادـ العــالمي ‪ ،‬وذلــك بتعميم تطــبيقـ اإلســتثمارات‬ ‫‪-‬‬
‫المشتركة بين المؤسسات المحلية القابلة لذلك ‪.‬‬

‫العيـوب ‪:‬‬
‫عيوب هذا النوع من اإلستثمارـ يتمثـل في ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬إنخفاض القدرة المالية للمستثمر المحلي قد يؤدي إلى صغر حجم المشروعـ المشترك مما يقلــل إســهامات هــذا‬
‫األخير في تحقيق أهداف الدولة الخاصة بزيادة فرص التوظيفـ ‪ ،‬إشباع حاجة الســوقـ المحلي من المنتجــات ‪،‬‬
‫التحديث التكنولوجي‪....‬ـ إلخ ‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة مع مشروعات االستثمارـ المملوكة ملكية مطلقة للمستثمرـ األجنبي ‪ ،‬فإن مساهمة االستثمار في توفــيرـ‬
‫العمالت األجبيـة(رأس المال األجنبي) وتحسين ميزان المدفوعات تعتبر قليلـة جدا‪.‬‬
‫نتائج المؤسسـة المشـتركة تتـأثر كثـيرا بسياسـة أسـعار المؤسسـة ( المؤسسـة األجنبيــة ) ‪،‬فيمكن لهـذه‬ ‫‪-‬‬
‫األخيرة أن تزودـ المشروع المشترك بموادـ وتجهيزات استثماريـة وتحصل في المقابل على دخل مالي على عدة‬
‫أشكال‬
‫( فوائد ‪ ،‬حقوق‪ ...‬إلخ) مما يسمح لها بتحقيق أرباح لتعاملها مع المؤسسة المشتركة حتى في حالة عــدم تحصــل‬
‫المؤسسة المشتركة نفسها على أرباح‪ ،‬أمـا بالنسـبة للطـرفـ المحلي فإنـه اليستطيــع أن يقـوم بنفس العمليـة ألن‬
‫أرباحه مرتبطة مباشرة بأرباح المؤسسة المشتركة ‪.‬باإلضافة إلى ذلك فإن األرباح التي يحصل عليها المتعامــل‬
‫األجنبي عن طريقـ غير مباشر ( من تعامله مع المشروعـ المشــترك) ســتؤثرـ على أربــاح المؤسســة المشــتركة‪،‬‬
‫والوضعية هنا بمثابة إقتطاعـ مسبق لألربـاح ثم اقتسـام البـاقيـ مـع المتعامـل المحلي‪ ،‬الـذي اليسـتطيعـ في أغلب‬
‫األحيان الدفاع عن نفسه لعدم إمتالكه للقدرات والمعلومات التقنية والتســييرية الكافيــة ( فكيــف مثال يســتطيع أن‬
‫يحكم على أن السعر المطبق على المواد المشتراة من المؤسسة األجنبيـة إذا كان اليملك معلومــات عن الســوق‬
‫الدولية لهذه المواد)‪.‬‬
‫المشروعـ اليمثل بالنسبة للمؤسسة األم األجنبيـة إال جانبــا ضــئيال ومحــدودا من حافظــة نشــاطاتهاـ ‪،‬لــذا‬ ‫‪-‬‬
‫فهي تقوم أحيانا بمناورات لتعديل سيولة منتوجاتها وإســتثماراتها بين مختلــف المنــاطق والنشــاطات ( الحــد من‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬الحد من اإلستثمار أو التصدير ‪ ..‬إلخ ) هذه المناورات قد تتسبب في خالفات كبيرة بين الشــركاء‪ ،‬هي‬
‫في الحقيقة تنبع من عدم تكافؤ المتعاملين الشركاء إذ أن المشروع المشترك بالنســبة لغالبيــة المتعــاملين المحلين‬
‫هو مصدر دخل أساسي‪ ،‬بل اإلستثمارـ الوحيد لهم وأي تعطــل في ســير المشــروعـ المشــتركـ ســيكلف المتعامــل‬
‫المحلي غاليا‪.‬‬

‫ب – بالنسبـة للمؤسسات األجنبيـة ‪:‬‬


‫‪ -‬المزايــا ‪:‬‬
‫يعتبر اإلستثمارـ المشترك من أفضــل األشــكال الــتي تســمح للمســثمرـ األجنــبي بالحصــول على موافقــة‬
‫الدولة المضيفة على إنشاء والتملك المطلق لمشروعـ اسـتثماريـ خاصـة في بعض مجـاالت النشـاط اإلقتصــاديـ‬
‫كالبترولـ أو صناعة الكهرباء أو التعدين ‪...‬الخ‪ .‬فالدولـ المضيفة تلجأ عادة إلى وضــع معوقــاتـ قانونيــة تحــول‬
‫دون التملك الكامل للمشروع اإلستثماري من طرف المؤسسة األجنبية وبالتاليـ تكون هذه األخــيرة مجــبرة على‬
‫إنشاء مشروعات مشتركة مع مؤسسات محلية‪ ،‬زيادة على ذلك هناك دوافع أخرى تجعــل المؤسســات األجنبيــة‬
‫تعتمد هذه اإلستراتجيـة وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬إقتحام السوق المحلي والحصولـ على موقع تنافسي جيــد منــذ البدايــة‪ ،‬فإقامــة مؤسســة مشــتركة مــع مؤسســة‬
‫محلية يجعلها تستفيد من خبراتهــا فيمــا يخص خصوصــية الســوقـ المضــيف ( أذواقـ المســتهلكين ‪ ،‬ســلوكاتهمـ ‪،‬‬
‫قنوات التوزيعـ ‪ ..‬إلخ )‪ ،‬من جهة أخرى فــإن الشــريك المحلي إذا كــان مالكــا ألصــول فإنهــا ســوف تســتعمل في‬
‫إطار المشروعـ المشترك ‪ ،‬باإلضافة إلى سهولة حل المشكالت المتعلقة بالعالقات العمالية ‪.‬‬
‫اإلستثمارـ المشترك يساعد الطرف األجنـبي في تــذليل الكثــير من الصــعوبات والمشــاكل البيروقراطيــة‬ ‫‪-‬‬
‫فيما يخص الحصول على القروض المحلية‪ ،‬المواد ألولية ‪ ..‬إلخ‪ ،‬خاصة إذا كان المستثمرـ المحلي هو الحكومة‬
‫أو شركة تابعة للقطاع العام‪ ....‬إلخ‪.‬‬

‫العيــوب ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫أما عيوبه بالنسبة للمستثمر األجنبي فتتمثــلـ في ‪:‬‬
‫يحتاج إلى رأس ماال كبير نسبيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في الحالة التي يكون فيها الطرف المحلي متمثال في الحكومة فإنه من المحتمـل أن تضع قيــودـ صــارمة‬ ‫‪-‬‬
‫على تحويل أرباح الطرف األجنبي إلى الدولة األم ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬قد يصر الطــرف المحلي على نســبة معينــة في المســاهمة في رأس مــال مشــروع اإلســتثمار‪ .‬هــذه النســبة قــد‬
‫التتتفق مع أهداف الطرف األجنبي خاصة المرتبطة بالرقابة على المشروعـ وإدارته ممــا يخلــق مشــكالت بين‬
‫طرفيـ اإلستثمارـ تؤثر على إنجاز المشروع ككل‪.‬‬
‫قد يسعى الطرف الوطنيـ بعد فترة زمنية إلى إقصاء الطرف األجنبي من المشــروعـ اإلســتثماري وهــذا‬ ‫‪-‬‬
‫يعــني إرتفــاع درجــة الخطــر غــير التجــاري‪ ،‬وهــذا يتنــافى مــع أهــداف المســتثمر األجنــبي في البقــاء والنمـوـ‬
‫واإلستقرار في السوق المحلي‪.‬‬

‫‪ 2-2‬اإلستثمارات المملوكـة بالكامل من طرف المستثمر األجنبـي ‪:‬‬


‫يتمثل هذا النوع من اإلستثمارات في قيام الشركات متعددة الجنسيات بإنشــاء فــروعـ لإلنتــاج أو التســويق‬
‫بالدولة المضيفـة‪ .‬وهو من أكثر أنواع اإلستثماراتـ األجنبية تفضيال من طرفـ الشركات األجنبيــة وذلــك نظــرا‬
‫للمزايا التي تتحصل عليها من هذا النوع من اإلستثمارات‪.‬ـ‬

‫مزايـا وعيـوب اإلس‪33‬تثمارات المملوكـة بالكام‪33‬ل من ط‪33‬رف المس‪33‬تثمر األجن‪33‬بي بالنسبـة لل‪33‬دول‬ ‫‪-1‬‬
‫المضيفـة‪:‬‬
‫المزايـــا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتمثل مزايا هذا النوع من اإلستثمارات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة حجم تدفقات رأس المال األجنبي إلى الدول المضيفة‪.‬‬
‫‪ -‬نظرا لكبر حجم هذا النوع من المشروعات اإلستثمارية فإن هذا يؤدي إلى إشــباع حاجــة المجتمــع المحلي من‬
‫السلع أو الخدمات المختلفة مع إحتماالت وجودـ فائض للتصديرـ أو تقليل الواردات مما يــترتب على هــذا تحســن‬
‫ميزان مدفوعات الدولة المضيفة‪ .‬فضال عن ما يترتب على كبر الحجم من خلق فرص للعمل‪.‬‬
‫يساهـم هذا النوع من اإلستثمارـ في التحديث التكنولــوجيـ على نطـاق كبــير وفعـال في الدولــة المضـيفة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمقارنة باألشكال األخرى لإلستثمار األجنبي خاصة أشكال اإلستثمارـ غير مباشر‪.‬‬

‫‪ -‬العيــــوب‬
‫المالحظ أن الكثــير من البلــدان الناميــة تــتردد في قبــول هــذا النــوع من اإلســتثمار وذلــك تخوفـاـ من التبعيــة‬
‫اإلقتصادية وإحتكار الشركات المتعددة الجنسيات ألسـواق الــدول الناميـة المضــيفة لهـذه اإلســتثمارات ‪ ،‬إال أن‬
‫هناك دول نامية من أجل جذب المزيد من اإلستثمارات األجنبيـة تسمح بهذا النوع من اإلستثمارات مثل كوريـاـ‬
‫الجنوبية ‪ ،‬البرازيل‪ ،‬المكسيك ‪...‬إلخ ‪.‬‬

‫المزايا والعيوب من وجهـة نظر الشركات األجنبيـة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -‬المزايـا ‪:‬‬
‫من المزايا التي يحققها الطرف األجنبي من اإلستثمارات المملوكة كليا للمستثمر األجنبـي ‪:‬‬
‫‪ -‬عن طريـق هذا اإلستثمار تكون هناك حرية كاملة إلدراة المشروع بمختلف أنشــطته ( إنتااجيــة وتســويقية وماليــة‬
‫والسياساتـ الخاصة بالمواردـ البشريـة) ‪.‬‬
‫‪ -‬كبر حجم األرباح المتوقع الحصول عليها والناتجة عن إنخفــاض تكلفــة مــدخالت أوعوامــل اإلنتــاج بأنواعهــا‬
‫المختلفة في الدول الناميـة ‪.‬‬
‫يساعـد التملك المطلق لمشــروعـ اإلســتثمار في التغلب على القيــود التجاريــة والجمركيـــة الــتي تضــعها‬ ‫‪-‬‬
‫الدول المضيفة على الواردات ‪.‬‬
‫العيـوب ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما العيـوب فتتمثـل فـي ‪:‬‬
‫هـذا النوع من اإلستثماراتـ يحتاج إلى رؤوسـ أموال ضخمـة مقارنـة مع اإلستثمارات المشتركـة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األخطارـ غير التجارية التي قد يتعرض لها المشروع المملوك بالكامل للمستثمر األجنبـي مثــل التأميـــم‬ ‫‪-‬‬
‫والمصادرة والتصفية الجبرية أو التـــدمير الناجمـــة عن عــدم اإلســتقرار السياســي أو اإلجتمــاعي أو الحــروب‬
‫‪6‬‬
‫األهلية في الدول النامية المضــيفة ‪ ،‬خصوصــا إذا كــان اإلســتثمار في الصــناعات اإلستراتيجيـــة مثــل صناعـــة‬
‫البترول واألسلحـة واألدويـة‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬مشروعات أو عمليات التجمـيـع ‪:‬‬


‫هذه المشروعات تأخذ شكل إتفاقيـة بين الطرفـ األجنبي والطرف الوطنيـ سواءا كان عــام أو خــاص‪ ،‬يتم‬
‫بموجبه ـاـ قيــام الطــرف األول بتزويــد الطــرفـ الثــاني بمكونــات منتج معين لتجمعيهــا لتصــبح منتجــا نهائيــا ‪.‬‬
‫مشروعات التجميــع هــذه قــد تأخــذ شــكل االســتثمار المشــترك أو التملــك الكامــل لمشــروع اإلســتثمار للطــرف‬
‫األجنبـي ‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نستخلص أن هناك أشكال متنوعة لإلستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬وأن لكــل شــكل مزايــا‬
‫وأثارـ سلبية ‪ ،‬وللتخفيفـ من هذه األثار السلبية وتعظيمـ العوائد المتوقعــة من وراء هــذه اإلســتثمارات ‪ ،‬البــد من‬
‫التوجيه الجيد لإلستثماراتـ األجنبية وتنظيمهـا‪.‬ـ‬

‫العوامل المحددة لجذب اإلستثمار األجنبي المباشر ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الفوائد التي يجلبها اإلستثمارـ األجنبي المباشر للــدول المضــيفة التــأتي بطريقــة أليــة إلى هـــذه الــدول‬
‫ولكن البد عليها أن تعمل على توفيرـ متطلبات اإلستثمار األجنبي المباشرـ لإلستفادة منه ‪.‬‬

‫في ‪ 1995‬بلغ اإلستثمار األجنبي المباشر بالــدول الناميــة ‪ %38‬من إجمــالي اإلســتثمارات األجنبيــة‬
‫المباشرة أي أنه قد تضاعف مقارنة بسنة ‪ 1990‬حيث كــان يمثــل ‪ %12‬من اإلســتثمارات المباشــرة األجنبيــة ‪.‬‬
‫لكن توزيع هذه األخيرة بين البلدان النامية هو غير عادل حيث حــوالي ‪ %50‬ذهبت إلى بلــدان أســيا الشــرقية و‬
‫‪ % 28‬إلى أمريكا الالتينية ‪ .‬وهنا قد يطرح السؤال ‪ :‬ما هي العوامل التي تجــذب اإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر‬
‫وبالتاليـ تجعل من دولة ما جذابة مقارنة بدولة أخرى ؟‬
‫الدول الناميـة ومن أجـل جــذب المســتثمرين األجـانب تقـدم لهم الكثــير من أنـواع الحـوافزـ والتسـهيالتـ‬
‫واإلمتيازات‪ .‬ولكن من الخطأ إعتبار أن تعدد وتنوع الحوافزـ أو التسهيالت واإلمتيازات الممنوحــة للمســتثمرين‬
‫تؤديـ بالضرورة إلى زيادة حجم اإلستثماراتـ األجنبية أو زيادة جاذبية الدولة لإلستثمار األجنبي‪ ،‬بل إن جاذبية‬
‫الدولة التتوقف فقط على الحوافزـ والضمانات المقدمة ‪،‬وإنمــا هنــاك عوامــل أخــرى لهــا تــأثير كبــير على تــدفقـ‬
‫اإلستثماراتـ األجنبية إلى هذه الدولة ‪.‬‬

‫ففي دراسة قام بها ‪ saskia k.s wilhelms‬حول تحليل العناصرـ المحددة لجذب اإلستثمار األجنبي‬
‫في ‪ 67‬دولة نامية للفترة ما بين ‪– 1978‬ـ ‪ ،1995‬توصلـ إلى أن العوامل على مستوى القطاع أو على مستوىـ‬
‫المؤسسة هي أقل أهمية مقارنة بالعناصرـ المحددة على مستوى البلدان وتتمثل هذه العوامل فيما يلي(‪: )8‬‬

‫‪ - 1 -3‬التكيــف الحكومـي ‪:‬‬

‫التكيـــف الحكـــوميـ يـــؤدي إلى زيـــادة اإلســـتثمارـ األجنـــبي المباشـــر ألنـــه يقلص عـــدم اإلســـتقرار‬
‫اإلقتصــاديـ ‪ ،‬السياســي‪ ،‬القــانونيـ واإلداري وبالتــالي يقلص من درجــة الخطــر‪ .‬ويتم قيــاس التكيــف الحكــوميـ‬
‫بالمتغيراتـ التالية‬
‫أ ‪ -‬اإلنفتاح اإلقتصادي ‪:‬‬

‫فزيادة اإلنفتاح اإلقتصاديـ يســاهم في زيــادة تــدفق اإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر‪ .‬ويقصــد باإلنفتــاح‬
‫اإلقتصادي أن األسواق حرة أي هناك تدخل ضعيف للدولة في األسواقـ ‪ ،‬أن نظام التصدير واإلستيراد مفتوح‬
‫ب – النزاهة والشفافية القانونية واإلدارية ‪:‬‬

‫فإبطال العقود من طرف الحكومة ‪ ،‬المصاادرة ‪ ،‬الرشوة وسط الحكومة ‪ ،‬إحترام القانون وحالة‬
‫العدالة ونوعية الوظيفة العمومية كلها عوامل تؤثرـ على جذب اإلسـتثمار األجنـبي المباشـر‪.‬ـ ولكن حالـة العدالـة‬
‫والمستوى المنخفض للرشوة لها إرتباطـ إيجابي أكثر قــوة مــع اإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر مقارنــة بــالمتغيرات‬
‫‪7‬‬
‫األخرى وذلك ألن هذين المتغيرين لهما تأثير مباشرـ على عمليات اإلستثمار‪ ،‬فالرشوة يشــعر بهــا المســتثمرـ‬
‫األجنبي بمجرد وصوله إلى الميناء كما أن حالة العدالة تبين أن إحتمال إبطــال العقــود من طــرف الحكومــة هــو‬
‫ضعيفـ وأن حقوق المستثمرـ محمية من طرف القانون ‪.‬‬
‫‪ - 3-2‬تكيف السـوقـ ‪:‬‬

‫األسواقـ التي تعمل جيدا تزيد من تدفقات اإلستثمار األجنبي المباشر‪ .‬ويتمـ قياس مدى تكيف الســوق‬
‫بالمتغيراتـ التاليــة ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التكيف اإلجمال للسوقـ ‪:‬‬


‫يقاس التكييف اإلجمالي للسوقـ بالناتج الوطنيـ الخام ‪ PNB‬حسب الفرد‪ ،‬وكــذلك بالعــدد اإلجمــالي‬
‫للسكان‪ .‬فالناتج الوطنيـ الخام حسب الفرد يدل على مستوىـ التطور اإلقتصــاديـ وإنتاجيــة اإلقتصــاد‪ ،‬أمــا العــدد‬
‫اإلجمالي للسكان فيبين بعد السوق أي حجم السوق‪.‬‬

‫ومن خالل الدراسة المشار إليها سابقا تبين أن هناك إرتبـاط ســلبي بين اإلسـتثمارـ األجنـبي والنــاتج‬
‫الوطنيـ الخام مما يعني أن اإلستثمارـ األجنبي المباشر يقبـل درجـة ضـعيفة للتطـور اإلقتصـادي وهـذا مـا يثبتـه‬
‫الواقع العملي حيث نالحظ اإلستثمارـ األجنبي المباشر حتى في البلدان ذات الدخل المنخفض‪.‬‬

‫أما فيما يخص العدد اإلجمالي للسكان فهناك إرتباط إيجــابي بين هــذا المتغــير واإلســتثمار األجنــبي‬
‫المباشرـ ولكنه إرتباط ضــعيف جــدا ممــا يعــني أن الســوق الكبــير لــه أثــر إيجــابي خفيــف على تــدفقـ اإلســتثمار‬
‫األجنبي المباشر‪.‬ـ هذه النتيجة تفند ما تفترضه العديد من النظريات بأن بعد السوق لــه أثــر قــويـ على اإلســتثمار‬
‫األجنبي المباشر‪ ،‬لكن هذا اليلغي أهمية حجم السوق بالنسبة للمستثمرـ األجنبي ‪.‬‬

‫ب‪-‬نسبـة عدد سكان المدن من إجمالي السكـان ‪:‬‬

‫نتائج الدراسـة بينت أن هنــاك إرتبــاطـ إيجــابي قــوي بين اإلســتثمار األجنــبي المباشــروالتمدن ‪.‬‬
‫فحسب المستثمرين األجانب ‪ ،‬فإن األثار السلبية لالزدحام كالتلوث واالكتظاظ السكاني تعوض باألثار اإليجابية‬
‫للتجمع السكاني كسهولة الوصول إلى المؤسساتـ السياسية والمالية‪ ،‬هياكل قاعدية أفضل‪ ،‬يد عاملة أكــثر تنــوع‬
‫وأكثرإتســاعـ و الحصــول على الطاقــة ‪ ،‬زد على ذلــك فاإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر لــه إتجــاه إلى التمركـزـ في‬
‫عاصمة البلد خصوصا في البلدان التي لها هياكل قاعديـة ضعيفـة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬كثـافــة سكــان األريــافـ ‪:‬‬

‫كثافـة سكان األرياف هو مرتبط إيجابيا مع اإلستثمارـ األجنـبي المباشــر أي أن هــذا المتغـير‬
‫يشجع اإلستثمارـ األجنـبي المباشـر ألن كثافـة سـكانية كبـيرة في األريـاف تعـني تطـويرـ الهياكـل القاعديـة لهـذه‬
‫المناطقـ ودمجها ضمن المناطقـ الحضريـة ‪.‬‬

‫د – تكيف سـوقـ السلـع والخدمـات ‪:‬‬

‫التجارة ( نسبة مئوية من ‪: ) PNB‬‬ ‫‪-‬‬

‫هناك إرتباط إيجابي وشديـدـ بين حجم التجارة الخارجية واإلستثمار األجنبـي المباشــر‪ .‬بعبــارة‬
‫أخــرى ‪ ،‬المســتثمر األجنــبي يفضــل حريــة التبــادل على الحــواجزـ التجاريــة ‪،‬ممــا يعكس رغبتــه في إســتيراد‬
‫العناصرـ الداخلة في اإلنتاج وتصديرـ المنتوجات بشكل سريع وفعال‪ .‬اإلرتباط المرتفع بين التجــارة واإلســتثمار‬

‫‪8‬‬
‫األجنبي‪ ،‬يعيد النظر في المفهوم الذي أعتبر أن اإلســتثمارـ األجنــبي يســتفيد من الحــواجز التجاريــة‪ ،‬بمعــنى أن‬
‫األجانب يستفيدون من األنظمـة المحلية إلحالل المنتوجات المستوردة‪.‬‬

‫اإليرادات الضريبيـة (كنسبة من ‪: )PNB‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإليرادات الضريبية المرتفعة لها إرتباط سلبي قوي مــع تــدفقات اإلســتثمار األجنــبي المباشــر‪.‬ـ‬
‫األثر الشديد والسلبي للضرائب المرتفعة على اإلستثمارـ األجنبي تفسر بــأن الضــرائب مهمــا كــان شــكلها تــؤثر‬
‫على أعمال المستثمر األجنبي‪ .‬ومن المعــروفـ أن في البلــدان الناميـــة الجــزء األكــبر من اإليــرادات الضــريبية‬
‫تأتي من الضــرائب التجاريــة ممــا يــؤثر بشــدة على عمليــات اإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر المرتبــط بــالوارداتـ‬
‫والصادرات ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬تكيـــف سوق رأس المــال ‪:‬‬

‫القرض المحلي الممنوح من طرفـ القطاع البنكي (كنسبـة مئويـة من ‪: ) PNB‬‬ ‫‪-‬‬

‫منح القروض هــو في إرتبــاط إيجــابي مــع اإلســتثمار األجنــبي المباشــر أي أن منح القــروض‬
‫يعمل على زيادة اإلستثمارـ األجنبي‪ .‬فالمستثمرون األجانب يرون بأن القروض واألنظمـة البنكيـة غير مالئمـــة‬
‫في البلدان الناميـة وبالتاليـ يلجؤون إلى الحصول على القروض من بلدانهم األصليــة ‪.‬‬

‫و‪ -‬االستعمال التجاريـ للطــاقـــة ‪:‬‬

‫اإلســتعماال التجــاريـ للطاقـــة لــه إرتبــاطـ قــوي وشــديد مــع اإلســتثمار األجنــبي المباشــر‪.‬‬
‫المســتثمرون األجــانب إنشــغالهم األساســي فيمــا يخص الهياكــل القاعديــة هــو الحصــول على الطاقــة ووســائل‬
‫اإلتصال‪ .‬فعامال الطاقـة يمكن أن يعتبره المستثمرـ األجنبـي كتعويض عن الهياكل القاعديـة الضعيفــة‪.‬‬

‫‪ - 3-3‬التكيـف فيمـا يخـص التعليــم ‪:‬‬

‫فالنسبـة المرتفـعة للتعليـم تعني وجود يد عاملة متعلمة وهــذا ممــا يزيــد من تــدفقات اإلستثمـــار األجنبـــي‬
‫المبـاشرـ ‪.‬‬

‫‪ - 3-4‬التكيــف اإلجتمـاعي الثقـافي ‪:‬‬

‫ويقصـد بذلك السوكات واإلتجاهات المحلية للبلد المضيف القادرة على التـأثير عن دخـول اإلسـتثمار‬
‫األجنبي المحلي ‪.‬‬

‫ما يمكـن إستخالصـــة ممــا ســبق أن العوامــل المحــددة األكــثر تــأثير على تــدفقـ اإلســتثمارـ األجنــبي‬
‫المباشرـ هي ‪ :‬متغيرات الحكومـة والسوق‪.‬ـ تكيـف الحكومـة ينعكس في اإلنفتاح اإلقتصــادي وفيـ العدالـــة وفيـ‬
‫القانونيـــة واإلداريـــة ‪.‬اإلنفتــاح اإلقتصــاديـ يعــني تقليص إلى أدنى حــد الرســوم الجمركيـــة ‪،‬‬ ‫الشــفافية‬
‫الرقابة على معدالت الصرف والقضاء على الرشوة‪ .‬تكيف السوق يتجسد بحجم مرتفع من المبادالت وضرائبـ‬
‫ضعيفـة كذلك نسب التمدن ‪ ،‬حجم قروض مرتفع وتوفرـ كميات كبيرة من الطاقــة ‪.‬‬

‫واقـع اإلستثمـارـ األجنبـي المباشـر بالدول العربيــة ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫في تقرير اإلستثمارـ الثاني عشر‪ ،‬الصادرـ في ‪ 17‬سبتمبر ‪ 2002‬عن مؤتمرـ األمم المتحدة للتجــارة والتنميـــة‬
‫(األونكتاد)(‪ ، )9‬أوضح أن مساهمة الدول النامية من إجمالي اإلستثمارـ األجنــبي المباشــر إرتفعت من ‪ %18‬إلى‬
‫‪ % 28‬في ‪ 2001‬مقارنـة بالسنتين السابقتيـن‪ .‬رغم ذلك فمعظم الدول النامية التــزال في الهــامش حيث أن ‪49‬‬
‫دولة نامية إستقبلت فقــط ‪ %2‬من اإلســتثمارـ األجنــبي الموجــه للــدول الناميــة ‪ ،‬أي مــا يعــادل ‪ %5‬من إجمــالي‬
‫اإلستثمارـ األجنبي المباشر على النطاق العالمي ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫أما بالنسبة للدول العربية‪ ،‬فإن إحصائيات اإلستثمارـ في العالم التي قدمها برنامج األمم المتحـدة اإلنمـائي‬
‫أوضحت أن معدل اإلستثمارـ في الوطن العربي في تدني مستمر عبر الزمن ‪ ،‬حيث كان معدل اإلستثمارـ حــوالي ‪%27‬‬
‫في النصف الثاني من عقد السبعينات‪ ،‬إنخفض إلى ‪ %25‬في عقــد الثمانينــات‪ ،‬وإنخفض مــرة ثانيــة إلى ‪ %22‬في عقــد‬
‫التسعينات‪ .‬كما بلغت مسـاهمة اإلسـتثماراتـ األجنبيـة المباشـرة في الـتراكم الرأســمالي في البلـدان العربيــة في النصــف‬
‫الثاني من السبعينات ‪ %8‬فقط‪ ،‬وإنخفضت إلى ‪ %7‬في التسعينات‪ .‬وبلغت حصة البلدان العربية من مجمــوع التــدفقات‬
‫العالمية لإلستثمارـ األجنــبي المباشــــر ‪ %6.2‬في النصــف الثــاني من الســبعينات‪ ،‬إنخفضــت إلى ‪ %3.1‬في الثمانينــات‪،‬‬
‫وإنخفضــت أيضــا إلى ‪ % 7‬في التســعينات‪ .‬وإذا أخــذنا بعض الســنوات فــإن هــذه النســبة مثال في ‪ 1997‬بلغت ‪%4.1‬‬
‫وتدنت إلى أقل من ‪ %1‬في ‪ .1998‬أما فيما يخص متوسط نسبة اإلستثمار األجنبي المباشر إلى الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫في الوطن العربي فقد بلغ ‪ %2.1‬في ‪ ، 1989‬ضف إلى ذلك أن نســبة اإلســتثمار األجنــبي إلى النــاتج المحلي اإلجمــالي‬
‫في بعض الدول العربية كان واليزال متدنيا للغايـة وفيـ حـدود ‪ 0.1‬إلى ‪ %0.2‬وهـذا المـدى المتـدني يشـمل أيضـا دول‬
‫عربية تميزت بمتوسطـ دخل عال‪ .‬وحتى الدول العربية المعروفة بعلو نسبة إســتقطابها لإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر في‬
‫الوطن العربي كاألردن وتونس لم تتعدى نسبة اإلستثمار األجنبي المباشر للناتج المحلي اإلجمال نسبة ‪. %3‬‬

‫كما أن تقرير األونكتادـ قام بتضيف دول العــالم بإســتخدام معيــارين همــا " اإلمكانــات " و" األداء" وهــذا‬
‫للفترة من ‪ 2000 - 1998‬ومن أجل تقييم أداء وكفاءة اإلستثمارـ األجنبي المباشر‪.‬‬

‫مؤشــر األداء ‪ -‬أداء اإلســتثمار األجنــبي المباشــر‪ -‬هــو عبــارة عن مقارنــة بين نســبة إســهام الدولــة في‬
‫اإلستثمارـ األجنبي المباشر على النطاق العالمي إلى إسهامهاـ في الناتج المحلي اإلجمالي العــالمي‪ .‬إذا كــانت هــذه النســبة‬
‫أكبر من الواحد الصحيح فهذا يعني أن هذه الدولة كانت قادرة على جذب اإلستثمار األجنبي المباشرـ بالمقارنة مع الحجم‬
‫النسبي لناتجها القومي اإلجماالي ‪ .‬أما إذا كانت النسبة أقل من الواحد الصحيح فهــذا يعــني أن أســهام الدولــة في إجمــالي‬
‫حجم اإلستثمارـ األجنبي المباشر العالمي أقل من إسهامها في إجمالي الناتج المحلي اإلجمالي العالمي ‪،‬مما يعــني أنهــا لم‬
‫تستطع أن تجذب اإلستثمارـ األجنبي المباشر بما فيه الكفايـة ‪.‬‬

‫أما مؤشر اإلمكانيات فقام بتصنيف الدول حسب إمكاناتهاـ في جذب اإلستثمار األجنبي المباشر‪.‬ـ‬

‫وبإستخدام المعيارين توصل تقرير األونكتادـ إلى النتائج التالية ‪ :‬هناك ‪ 42‬دولة جمعت بين اإلمكانات العالية‬
‫واألداء القوى ‪ ،‬هذه المجموعة شملت الدول الصناعية و النمور األسيوية بما في ذلك النمورـ الحديثة كالصــين وماليزيــا‬
‫وتايالندـ ‪ ،‬باإلضافــة إلى بعض دول أمريكــا الالتينيـة وبعض دول أوربـاـ الشـرقية ‪،‬ضـمن هــذه المجموعـة هنــاك دولــة‬
‫عربية واحدة ‪ .‬أما الدول التي صــنفت بأنهــا ذات إقتصــاديات مــافوقـ اإلمكانيــات‪ ،‬بمعــنى أن إمكانياتهـاـ منخفضــة ولكن‬
‫أداءها عال فكانت في معظمها دول نامية ( باستثناءـ البرازيل والصين )‪ ،‬من بينها دولتين عربيتين‪ .‬أما الدول المصــنفة‬
‫بأنها ذات إقتصاديات مادون اإلمكانيات أي أن لها إمكانيات مرتفعة وأداء متدني ‪ ،‬فشــملت بعض الــدول الغنيــة والــدول‬
‫الصناعية مثل إيطاليا واليابان وكوريا وتايوان والوالياتـ المتحــدة األمريكيــة باإلضــافة إلى تســعة دول عربيــة ‪.‬كمــا أن‬
‫هناك ‪ 42‬دولة صنفت كاقتصاديات ذات األداء المتدني وشملت أربعة دول عربية ‪.‬‬

‫أما تصنيف الدول العربيــة عالميــا فــإن حــوالي نصـف عــدد الـدول العربيــة صــنفت من ضـمن الــدول ذات‬
‫اإلمكانيــات المتدنيــة في اإلســتثمار األجنــبي ‪ ،‬كمــا صــنف ‪ %29‬من الــدول العربيــة كــدول ذات أداء قاصــر في مجــال‬
‫اإلستثماراألجنبيـ المباشر‪ .‬هذا يعني أن ماال يقل عن ‪ %79‬من الدول العربية ضـعيفة اإلمكانـات إلسـتقطاب اإلسـتثمارـ‬
‫األجنبي المباشرـ وضعيفة األداء في إستقطابه‪ .‬وحتى الدول العربية الــتي تســتحوذـ جميعهــا على أكــثر بكثــير من نصـفـ‬
‫تدفقات اإلستثمارـ األجنبي المباشر في الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب صنفت من ضمن اإلقتصــادياتـ ذات‬
‫األداء المتدني‪ ،‬ذات اإلمكانات المنخفضة وذات األداء القاصر ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للجزائر(‪)10‬ـ ‪ ،‬فقد صنفها تقرير األونكتاد ضــمن الــدول األقــل إســتقطابا لإلســتثمارـ وأنهــا من بين‬
‫الدول التي التزال لم توفر ظروفـ استقطاب اإلســتثمارـ الخـارجي‪ ،‬على عكس الـدول المجـاورة‪ .‬فقــد حصــلت الجزائــر‬
‫على الرتبة ‪ 111‬في القــدرة على اســتقطاب اإلســتثماراتـ األجنبيــة المباشــرة بمؤشـرـ ‪ 0.3‬لنتــائج تــدفق اإلســتثماراتـ و‬
‫‪ 0.216‬كمؤشرـ لقدرة الدولة على استقطاب اإلستثمارات األجنبية‪ .‬فمؤشر قيمة تدفق اإلستثمارـ يحدد العالقـة بين حصة‬
‫‪10‬‬
‫الجزائر من اإلستثماراتـ األجنبية الذي يعادل ‪ % 0.16‬وحصتها في الناتج المحلي الخام العالمي‪ ،‬حيث قدرـ في حــدودـ‬
‫‪ 54‬مليــار دوالر عــام ‪ ، 2001‬وتبقى الجزائ ـرـ وفــق هــذا التصــنيف بعيــدة عن قــدراتها الفعليــة في مجــال اســتقطاب‬
‫اإلسـتثماراتـ األجنبيـة المباشـرة‪ .‬هـذه األخـيرة بلغت قيمتهـا ‪ 260‬مليـون دوالر عـام ‪ ، 1997‬لـترتفع إلى ‪ 501‬مليـون‬
‫دوالرـ في ‪ 1998‬و‪ 507‬مليون دوالرـ عام ‪ ،1999‬لتسجل تراجع في قيمتها سنة ‪ 2000‬حيث بلغت ‪ 438‬مليون دوالر‪،‬‬
‫أما في سنة ‪ 2001‬فقد سجلت الجزائــر ‪ 1.196‬مليــاردوالرـ إســتثمارات مباشــرة ‪ ،‬وهــذا بفضــل دفــع شــركة أوراســكومـ‬
‫للقسط األول من حصة الرخصة الثانيــة من الهــاتف النقــال وبالتــالي فســنة ‪ 2001‬تعتــبر اســتثنائية‪ .‬و هــذا بــالرغم من‬
‫اإلرتفاع المحسوس لإلستثماراتـ األجنبية المباشرة إتجاه إفريقيــا والــتي قــدرت بـ ‪17‬مليــار دوالرـ عـام ‪ 2001‬مقابــل ‪9‬‬
‫مليــار دوالرـ عــام ‪ 2000‬إلى أن الجزائــر إحتلت الرتبــة الثالثــة في إفريقيــا وهــذا بعــد المغــرب الــذي تجــاوزت قيمــة‬
‫االستثماراتـ به ‪ 2.7‬مليار دوالرـ عام ‪ 2001‬مقابل ‪ 200‬مليون دوالرـ فقط عام ‪ ،2000‬أما جنوب إفريقيا فقــد اســتفادت‬
‫من إستثمارات تفوق ‪ 6.7‬مليار دوالرـ عام ‪ 2001‬مقابل ‪ 900‬مليـون دوالر‪ .‬أمــا أهم القطاعـات المسـتقطبة لإلسـتثمارـ‬
‫بالجزائرـ وهذا خارج قطاع المحروقات فهي قطاعات الصيدلة ‪ ،‬الحديد والصلب ‪ ،‬التعدين والصناعات الغذائيـة‪.‬‬
‫إستنادا لمـا سبـق نستخلص أن لإلستثمـار األجنـــبي المباشـرـ أهميــة كبــيرة في دفـــع عجلـــة التنميـــة بالبلــدان‬
‫النامية عموما والعربية خصوصاـ ‪،‬وذلك نظرا للصعوباتـ التي تواجههاـ هذه البلدان في تعبئة التمويالت كما أن الدولــة ‪،‬‬
‫المســتثمرـ الرئيســي في العديــد من الــدول الناميــة أصــبحت غــير قــادرة على ضــمان تســديدـ مــديونيتها وبالتــاليـ تمويــل‬
‫اإلستثماراتـ الجديدة والحتى إستثماراتـ اإلستبدال‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى اإلحصائيات‪ ،‬نالحظ ضعف حصة الدول العربية من إجمالي اإلستثمارات األجنبية ‪.‬‬
‫وإذا تفحصنا هـذه الحصة نجدها تتركز بالدرجــة األولى في قطــاعـ المحروقــات ‪ ،‬وهــذا يــدل على ضــعف قــدرة الــدول‬
‫العربية على جذب اإلستثمارات‪.‬‬

‫الدول العربية سعت في السابق إلى تشجيع اإلستثمار األجنبي المباشرـ إستنادا إلى المصادرـ الطبيعية المتــوفرة‬
‫لديها ‪ ،‬لكن اإلستثمار العالمي تحول عن اإلستثمارت النفطية إلى اإلستثمارات الصــناعية ومن إســتغالل المــواد األوليــة‬
‫المتــوفرة واأليــدي العاملــة الرخيصــة ذات المهــارات المحــدودة إلى اإلســتثماراتـ الــتي تعتمــد على القــوة العاملــة ذات‬
‫المهارات العالية بأجور أقــل من الــدول الصــناعية وإســتغاللـ التكنولوجيـاـ العاليــة في اإلنتــاج ولــذلك أصــبح لزامــا على‬
‫الدول العربية بذل مجهودات لتوفــير المنــاخ اإلســتثماري الكفيــل لجــذب اإلســتثمارـ األجنــبي المباشــر وخصوصـاـ على‬
‫مستـوىـ الحكومـات‪.‬‬

‫‪ : 5‬دورس من بعض تجارب الدول النامية في جذب االستثمارات األجنبية ‪:‬‬

‫‪ -5-1-‬التجربة الماليزية ‪ :‬يمكن تفسير انتعاش التصنيع في ماليزيا بدايــة منتصـفـ الثمانينــات من القــرن الماضــي إلى‬
‫التدفقات الكبيرة لالستثماراتـ األجنبية المباشرة خاصة بعد إقرار قــانون تشــجيع االســتثماراتـ الصــادرـ في عــام ‪1984‬‬
‫حيث قدمـ هذا القـانون العديـد من الحـوافز التنافسـية المتنوعـة ‪ ،‬حيث أن الـدافع الرئيسـيـ للنمـو في قطـاعـ التصـنيع هـو‬
‫االستثمارـ األجنبي المباشــر ‪ ،‬فخالل خطــة التنميــة الخامســة ‪ 1990-1986‬نمى االســتثمارـ األجنــبي المباشــر في قطــاع‬
‫التصنيع بمعدل ‪% 79‬سنويا حيث مثل االستثمار األجنبي المباشر ‪ %59‬من إجمــالي االســتثماراتـ في قطــاع التصــنيع‬
‫في الفترة المذكورة ‪.‬‬
‫* تشجيع وتحفيز االستثمارـ األجنبي المباشر ‪:‬‬
‫قامت دولة ماليزيا بتحريرـ كل من البيئة االقتصادية وبيئة األعمال الــتي تعمــل من خاللهــا الشــركات األجنبيــة ‪ ،‬فقــد تم‬
‫تحريرـ التعليمات والقيود الخاصة بحقوق الملكية في الشــركات ‪ ،‬كمــا تم الســماح في إطــار قــانون تشــجيع اإلســتثماراتـ‬
‫لألجانب باالستحواذـ على نسبة ‪ %100‬من حقوق الملكيـة في شـركاتهم وذلـك عنـد قيـامهمـ بتصـديرـ ‪ %80‬أو أكـثر من‬
‫منتجات تلـك الشـركات ‪ .‬وفيـ هـذا المجـال فـإن بعض منظمي األعمـال والشـركات المحليـة وجهـواـ للحكومـة اتهامـات‬
‫بالتمييزـ ‪ ،‬ولكن كانت حجة الحكومة أن اإلستثمار األجنبي المباشرـ ومؤسساته موجه أساسا للتصدير وتحقيق المزيد من‬
‫اإليرادات بالعمالت األجنبيـة والـتي يحتاجهـا االقتصـادـ بدرجـة كبـيرة وكـذا الحاجـة إلى التكنولوجيــا والمعـدات الثقيلـة‬
‫والسلع الرأسمالية ‪.‬‬
‫وأضافتـ الحكومة أن إتاحة نسبة‪ %100‬من حقوق الملكيــة لألجــانب هامــة جــدا لجــذب االســتثمارـ األجنــبي المباشــر ‪،‬‬
‫حيث سمح قـانون تشـجيع اإلسـتثماراتـ للشـركات الـتي تصـدر مـا بين ‪-%51‬ـ ‪ %79‬من منتجاتهـا بنسـبة منـاظرة من‬
‫‪ %79 -%51‬مساهمة من الملكية األجنبية‪ .‬أما بالنسبة للشركات التي تستطيعـ تصدير ما بين ‪%50 -%20‬‬
‫‪11‬‬
‫من منتجاتها فإن الشركاء األجانب يسمح لهم القــانون بتملــك حــتى ‪ %51‬من ملكيــة تلــك الشــركة ‪ ،‬أمــا الشــركات الــتي‬
‫تستطيعـ فقط ‪ %20‬فقط من منتجاتهاـ فإن الملكية األجنبية يسمح لها بح أقصىـ ‪ %30‬من حقوق الملكية لتلك الشركات ‪.‬‬
‫وبموجبـ القانون فإن الشركات األجنبية تستفيد من بعض اإلعفاءات الضريبية إذا ما قامت تلــك الشــركات بإنتــاج بعض‬
‫السلع المنصوص عليها في ذلك القانون أو العمل في مجال النشاط الوارد ذكرها في القانون‪.‬‬
‫لقد قامت الحكومة الماليزية بتوقيعـ اتفاقيات لضمان اإلستثمار مع مــا يزيــد عن ‪ 22‬دولــة وهــذه االتفاقيــات تم تصــميمهاـ‬
‫لحمايــة الشــركات األجنبيــة من التــأميم اإلجبــاري ‪ ،‬كمــا أن هنــاك فقــرات في هــذه االتفاقيــة تنص على إمكانيــة لجــوء‬
‫الشركات متعددة الجنســيات لنظــام فض المنازعــات الــدولي للحصــول على التعويضــات القانونيــة المنصــوص عليهــا ‪،‬‬
‫باإلضافة فسح مجال الحرية للمستثمرين األجانب في تحويل أرباحهم وعوائدهمـ ورأس المال للخـارج ‪ ،‬وبهـدفـ تسـهيل‬
‫اإلجراءات والتغلب على العوائق والعقبات اإلدارية قامت الحكومة الماليزية بإنشاء هيئة للتطويرـ الصــناعي لكي تكــون‬
‫المركز الوحيدـ استقبال وتقييم وإقرارـ الطلبات المقدمة من المستثمرين األجانب ‪.‬‬

‫* آثار اإلستثمارـ األجنبي المباشر على االقتصادـ الماليزي ‪ :‬لقد أدى االستثمارـ األجنبي المباشـرـ إلى إعطــاء دفعــة قويــة‬
‫لألداء الصناعي في ماليزيا ‪ ،‬هذا االستثمارـ لم يؤد فقط إلى االستخدام األكثر كفاءة للموارد النــادرة أثنــاء عمليــة تطــويرـ‬
‫الهياكل األساسية ولكن نتج عنه آثارا إيجابية تتعلق باستخدامـ الموارد المحليـة و\لـك عن طريـق إنشـاء قاعـدة صـناعية‬
‫تعتمد على الموارد المحلية التي تشتهر بها ماليزيــا كالمطــاط ومنتجــاتـ زيت النخيــل والمنتجــاتـ الخشــبية ‪ ،‬كمــا كــانت‬
‫لالستثماراتـ األجنبية المباشرة آثارا إيجابية على المؤسســات و الصــناعات المحليــة من خالل ظهــر الشــركات المحليــة‬
‫التي تقوم بخدمات التعبئة والشــحن لإللكترونيــاتـ و المختلــف النشــاطات األخــرى في منــاطق عمليــات التصــديرـ ‪ ،‬كمــا‬
‫استفادت القوى العاملة من خالل خلق مناصب شغل عديدة أنخفض فيها معدل البطالة إلى معادالت قياســية مقارنــة مــع‬
‫الدول المتطورة ‪ ،‬كما كان وقــع االســتثماراتـ األجنبيــة إيجــابي على البيئــة الطبيعيــة في ماليزيـاـ من خالل العمــل على‬
‫التوازن الديمغرافيـ في تخطيط نشاط هذه االستثمارات‪.‬‬

‫‪ -5-2‬التجربة الكورية ‪ :‬بدأت كوريا الجنوبية في جذب االستثماراتـ األجنبية في بداية الستينات بعد انتهاء الحــرب بين‬
‫الجارة الشمالية بهدف النهوض بعملية التصنيع في البالد ‪ ،‬ونظرا لعوامل كثيرة لم تستطيع كوريا جذب الحجم المنتظرـ‬
‫من هــذه االســتثمارات إلى غايــة بدايــة الســبعينات من القــرن الماضــي حيث توافــدت الشــركات األمريكيــة واليابانيــة‬
‫واستثمرت في الصناعات ذات العمالــة الكثيفــة ‪ .‬ومن أجــل تنشــيطـ االســتثمارـ األجنــبي قــامت الحكومــة بإنشــاء منــاطق‬
‫التجارة الحرة حيث بلغ حجم االستثمار األجنبي في عام ‪ 65.2 1970‬مليون دوالر مقابل ‪ 12.7‬مليــون دوالر في عــام‬
‫‪.1969‬‬
‫أما في عام ‪ 1984‬فقد صدر قانون حوافزـ رأس المال األجنبي والذي يعتبر القانون األساسيـ الذي يحكم ويقيم االستثمارـ‬
‫األجنبي في كورياـ الجنوبية ‪ ،‬هــذا القــانون تضــمن العديــد من المالمح أهمهــا التوســع في القطاعــات الصــناعية المتاحــة‬
‫لالستثمارـ األجنبي لتبلغ ‪ 788‬في عام ‪1990‬نشاط مقابل ‪ 521‬نشاط في عام ‪. 1982‬‬
‫وحاليا فإنه يتم تقديم مجموعة مختلفة من الحوافز للمستثمرين األجانب ‪ ،‬مثل ضمان كــل من إعــادة تحويــل رأس المــال‬
‫للخارج مع تحويل األرباح ‪ ،‬ومبادئـ حقوق الملكية و تخفيض معدالت الفائدة على القروض بالنســبة لبعض الصــناعات‬
‫المساهمة في خلق مناصب الشغل والمساهمة غي زيادة الناتج المحلي اإلجمالي ‪ ،‬كما تم تقديم الكثــير من التســهيالت أو‬
‫اإلعفاءات الضريبية خالل الخمس سنوات األولى من نشاط تلك الشركات األجنبية‪.‬‬
‫كما ال يتم فرض ضرائب على أرباح األسهم وعمليات توزيع األرباح الناتجــة عن األســهم الــتي يملكهــا األجــانب وذلــك‬
‫للسنوات الخمس األولى ثم بعد ذلك وخالل السنوات الثالث التالية يتم تقاضي ‪ %50‬من المعدالت العادية ‪ ،‬وأخيرا فــإن‬
‫قــانون تشــجيع االســتثمارـ في كوريـاـ الجنوبيــة يؤكــد على أن يعامــل المســتثمرون األجــانب بنفس المعاملــة الــتي يلقاهــا‬
‫المستثمرين الكوريين ‪ .‬كما قدمت كوريا الجنوبية مختلف التسهيالت المتعلقة بمنح األراض ـيـ والعقــارات وشــددت على‬
‫القضاء على العوائقـ اإلدارية وحتى المالية من خالل تقديم القروض المختلفة من طرف البنوك الوطنية ‪.‬‬
‫إن أهمية االستثمار األجنبي المباشرـ بالنسبة لالقتصادـ الكوري يمكن قياسهاـ بواسطة معدل االستثمارـ األجنــبي المباشــر‬
‫إلى النــاتج الوطــني اإلجمــالي حيث بلــغ هــذا المعــدل ‪ %7.2‬في عــام ‪ 1998‬مقابــل ‪ %3.7‬ـ في عــام‪ . 1990‬لقــد أدى‬
‫االستثمارـ األجنبي في كوريا الجنوبية إلى نتائج جد إيجابية لكن بمعــدل أقــل من نظيرتهــا ماليزيـاـ حيث تم التركــيزـ على‬
‫قطاعـ التصنيع واإللكترونيكـ حيث تم استثمار مبلــغ ‪ 5.4‬بليــون دوالر أمــريكي في ‪ 2695‬مشــروعا صــناعيا ‪ ،‬بينمــا تم‬
‫استثمارـ ‪ 2.9‬بليون دوالرـ في ‪ 716‬مؤسسة خدمية وذلك في عام ‪. 1998‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -5-3-‬التجربة التايالندية ‪:‬‬
‫إن تشجيع االسـتثمار في تايالنـدا يقـوم على محـاور رئيسـية وهي اإلجـراءات الخاصـة باالسـتثمار األجنـبي المباشـرـ ‪،‬‬
‫وإجراءات تحفيز الصادرات ‪ ،‬باالضافة إلى سياسة تنمية الروابط ‪.‬‬
‫إدراكا ألهمية االستثماراتـ األجنبية قامت تايالندا بإنشاء هيئــة االســتثمارـ الــتي تعمــل على جــذب وترقيــة االســتثمارات‬
‫األجنبية ‪ ،‬مع تقديم الحوافزـ المتنوعة والعمل بنظام أسعار الصرف األجنبي الحرة ‪ ،‬وإبرام العديد من االتفاقيات الدولية‬
‫الخاصـة بحمايـة االسـتثمارـ وتجنب االزدواجـ الضـريبي ‪ ،‬وحمايـة حقـوق الملكيـة من خالل قـوانين بـراءات االخـتراع‬
‫والعالمات التجارية وحقوق النشر والتأليف ‪ ،‬وكـذا حـق شـراء الملكيـات المشـتركة ‪ ،‬باإلضـافة إلى قيـام هيئـة تايالنـدا‬
‫للمناطقـ الصناعية بمنح مجموعة من الحوافز لألنشطة التي تتوطن في المناطق الصناعية التابعة لتلك الهيئة ومن أمثلـة‬
‫تلك الحوافز استقدام الخبراء األجانب وكذا ملكية األراضي وأيضاـ السماح بتحويل األرباح بالعملة األجنبية إلى الخارج‬
‫كما قامت الحكومة التايالندية بتقديم مجموعة متنوعة من التسهيالت لدعم الصناعات الموجهة للتصديرـ والــتي تتضــمن‬
‫االمتيازات التي تقدمها هيئة االستثمارـ ألنشطة التصدير مثل اإلعفاءات الضريبية على المــواد الخــام المســتوردة والــتي‬
‫تــدخل في إنتــاج الســلع المصــدرة ‪ ،‬واإلعفــاءات من ضــرائب التصــديرـ مــع تقــديم التســهيالت الجمركيــة ‪ ،‬وكــذا تقــديم‬
‫التســهيالت االئتمانيــة إذ أسســت تايالنــدا صــناديقـ خاصــة لــدعم الصــناعات التصــديرية ‪ ،‬إلى جــانب تقــديم العديــد من‬
‫االمتيازات للشركات األجنبية المستثمرة وخاصة في القطاعات الصناعية واإللكترونية ‪.‬‬

‫الخاتمــة ‪:‬‬
‫إن عملية تشجيع االستثمارـ األجنبي في الجزائر بدأت بشكل ملحــوظ في بدايــة التســعينات من خالل الهيئــات و‬
‫التشــريعاتـ الصــادرة في تلــك الفــترة بــدءا من وكالــة دعم وترقيــة االســتثمارات في الجزائــر بتــاريخ ‪17/10/1993‬‬
‫ومجموعة من القوانين تقدم التسهيالت الالزمة لالســتثمارات األجنبيــة في الجزائــر ‪ .‬وبــالرغم من ذلــك لوحــظ عــزوف‬
‫واضــح للشــركات األجنبيــة في االســتثمارـ بــالجزائر باســتثناء قطــاع المحروقــات ‪ ،‬لــذلك قــامت الدولــة بتعــديل بعض‬
‫التشــريعاتـ كــان أبرزهـاـ تلــك التعــديالت الخاصــة بقــانون االســتثمارـ وصــدرـ أمــر رقم ‪ 03-01‬في أوت ‪ 2001‬متعلــق‬
‫بتطوير االسـتثمارـ مناخـه وآليـة عملـه ‪ ،‬حيث قـدم العديـد من الحـوافز والتسـهيالتـ الـتي تعمـل على اسـتقطاب رؤوسـ‬
‫األموال األجنبية ‪.‬‬
‫لقد أعتبر تقرير صدر عن منتدى األعمال العالمي المعروف بمنتدىـ دافــوس يضــم أهم المجموعــات والشــركات‬
‫العالمية وأكبرـ المستثمرين على المسـتوىـ العـالمي ‪ ،‬أن منــاخ االســتثمار في الجزائــر غـير مالئم وغــير مســتقر ‪ ،‬حيث‬
‫ترواحت مرتبة الجزائر في التصنيف الذي وضعه الخبراء االقتصاديون الذين يتخذون من دافوس مقــرا لهم مــا بين ‪72‬‬
‫و‪ 96‬من مجموع ‪ 102‬دولة ‪ ،‬ومن بين المآخذ المسجلة في عرقلة االستثمارات األجنبية انتشارـ الرشــوة والبيروقراطيــة‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫إن هـــذا التقريـــر الصـــادر تحت عنـــوان (تقريـــر المنافســـة الدوليـــة) والـــذي صـــاغه مجموعـــة من الخـــبراء‬
‫المعروفين ‪،‬صنف الجزائر في الرتبــة ‪ 74‬عالميــا حســب كافــة المؤشــرات ممــا يــوحي بــأن المنــاخ الخــاص باســتقطاب‬
‫االستثماراتـ غير متوفرـ ‪ ،‬حيث حدد التقرير أن مشكلة التمويل والتسهيالت االئتمانية على قائمة العراقيل بنسبة ‪ %23‬‬
‫ثم تأتي اإلدارة والبيروقراطية بنسبة ‪%14‬‬
‫كما أعتبر ‪ %10‬من رجال األعمال والمستثمرين ومسؤولي الشركات أن عدم االستقرار السياسيـ تشكل عائقا أمام‬
‫بروزـ األعمال في الجزائر ن أما العراقيل األخرى التي تم تحديدها من مجموع ‪ 14‬عامال ‪ ،‬فنجد القوانين والتشــريعات‬
‫المقيدة للعمل بنسبة ‪ %8‬والمنشآتـ القاعدية والسياسة الضريبية وتفشي الرشوة بنسبة‪. %7‬‬
‫إن المعطيات التي حملها التقرير تحتم على السلطات القيام بإجراءات عملية للقضاء على مختلف العوامــل الــتي تحــول‬
‫دون اهتمام المستثمرين األجانب في العمل في الجزائر مــع العمــل باســتمرارـ على تحســين صــورة الجزائــر منــة حيث‬
‫الجوانب األمنية والعمل على االستقرار السياسي خدمة للتنمية االقتصادية ورفاهية المواطن ‪.‬‬

‫الهـوامــــش ‪:‬‬
‫‪Drisse Guerraoui‬‬ ‫(‪et Xavier Richet (1997) : Les investissements directs etrangers : facteurs d’attractivité et de )1‬‬
‫‪localisation ,premier edition , les edition toubkal ,maroc,p :231‬‬

‫(‪Réda Dahlia (2003) : l’investissement etrangér en panne,Journal Al-Ahram hebdo,17/09/2003.Voir Site Internet: )2‬‬
‫‪http://hebdo.ahram.org.eg/arab/ahram/2003/9/17/affr1/html‬‬

‫‪13‬‬
.Alain-ch-Martinet et Ahmed Silem (1989) :Lexique de gestion,2e edition,Dalloz,paris,p :181 )3(

.Encyclopédie Economique(1984) ,economica )4(

Organisation De Coopération et De Développement Economique OCDE (1978) : Investir dans le tiers )5(
.monde,Publications de l’OCDE,paris, p :5

، ‫ مجلــة األهــرام اإلقتصــادي‬، ‫ اإلستثمارت األجنبيـة بين قــوى الجــذب وعوامــل الطــرد‬: )2002( ‫ ليلى الخواجة وآخرون‬، ‫ هناء خير الدين‬، ‫) كمال المنوفي‬6(
.2002-01-13 ‫ بتاريخ‬1775 ‫العدد‬

25-15 : ‫ ص ص‬، ‫ مؤسسة شباب الجامعة‬، ‫ اإلسكندرية‬، ‫ األشكال والسياسات المختلفة لإلستثمارات األجنبية‬: )2003( ‫) عبد السالم أبو قحف‬7(

Saskia K.S.Wilhelms (1998) : L’invetissement etrangér direct et ses elements déterminants dans les économies )8(
naissante,washington ,Agence des etats unis pour le développement international ,juillet 1998,pp :28-34.Voir Site
. Internet : www.eagerprojet.com

The Omani Centre For Investment Promotion And Export Development. Voir Site Internet: )9(
www.ociped.com/arabic/ihorizon/default.asp

. 2002 ‫نوفمبر‬12 ‫ بتاريخ‬3626 ‫ العدد‬، ‫) جريدة الخبر‬10(

14

You might also like