تجليات الطف في جسد منهك

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫تجليات الطف في جسد منهك‬

‫هنا الحسين وحيدا ظل في رئتي‬


‫في الحزنُ أشهقه‬
‫تصعد َّ‬
‫ّ‬ ‫إذا‬
‫القلب زورقُ ُه‬
‫َ‬ ‫يا شاطئ الوج ِد خان‬
‫جيش على العطشان في جسدي‬
‫ٌ‬ ‫ما ا ْلت َّم‬ ‫ولم يعد غي ُره للحزن أُطلقُهُ‬
‫إال سعت كل أعضائي ُت ِّ‬
‫فرقه‬
‫ٌ‬
‫دمعة كلما فارت على جه ٍة‬ ‫لي‬
‫لم ينعقد كبدي إال ليحرسه‬ ‫يرسو بها زورقي المكسور ُتغرقُه‬
‫يذود عنه زمانا ً راح يرشقه‬
‫ل َّما تف َّتح ُ‬
‫باب (العاشر) اندلقت‬
‫يقتص من كبدي‬
‫َّ‬ ‫لو ال (المثلث) لم‬ ‫وقد أقامت سنينَ العمر تطرقه‬
‫لَ َما انتهى لحشا المولى ّ‬
‫يمزقه‬
‫جيش بأرض الطف روعها‬ ‫ٍ‬ ‫بي مثل ُ‬
‫هنا توزع سبط المصطفى وعوت‬ ‫جيش على الخد جرا ٌر‬
‫ٌ‬ ‫رقرقهُ‪i‬‬
‫جسم تطوقه‬
‫ٍ‬ ‫في الرياح على‬
‫ّ‬
‫وفي فؤادي خد ٌر ال يزال لظى‬
‫ما زارني أح ٌد لما غفا بدمي‬ ‫من أشعل النار في الخيمات يحرقه‬
‫إال الذي مر بي في الليل يسرقه‬
‫جفني ما ٌء لم أكن‬
‫َ‬ ‫أبدا‪ i‬وبين‬
‫هنا دفنتُ حسينا ً بعدما عجزت‬ ‫صب قربة (العباس) أهرقه‬ ‫لو لم ُت َ‬
‫تمنع الخيلَ روحي يوم تسحقه‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫دموع أُجهضت َع َنتا‬
‫ٍ‬ ‫أنا مخاض‬
‫يا واصال في الفدا أقصى العطاء ومن‬ ‫الطف باألرزاء‪َ E‬تطلَقهُ‬
‫ُّ‬ ‫قد كانت‬
‫ُمدت إلى مطمح العشاق أعدقه‬
‫صنٌ‬‫في كل ناحي ٍة مني نما غ ُ‬
‫ب االموتُ إال حينما اعترضت‬
‫لم يكذ ِ‬ ‫ل ّما يزل دمع (عاشوراء) ُيورقه‬
‫منك الجراحات ‪ ..‬خان الموتَ منطقه‬
‫(الطف) حتى لم أعد أحدا‬
‫ُّ‬ ‫تصوغني‬
‫قد كنتَ وحدك لما سل َّ أس ُي َفه‬ ‫غير الذي هذه األرزا ُ‪E‬ء تخلقه‬
‫َ‬
‫ولم يكن غير هذا النزف تمشقه‬
‫هنا (الطفوف) تجلت في ثرى جسدي‬
‫هم وزعوك ولكن في القلوب فما‬ ‫في كل عضو شهي ٌد ظل ُيقلق ُه‬
‫ضر البغاة أبا األحرار لو فقهوا‬
‫(علي بنُ الحسين) وقد‬
‫ُّ‬ ‫هنا أصيب‬
‫أشرقت في كل قلب كالصباح وما‬ ‫جفني يرمقه‬
‫َّ‬ ‫كان الحسينُ على‬
‫مر الردى في فؤا ٍد أنت ُتشرقه‬
‫تموجتْ كربال وجداً على جسدي‬
‫ما كان يجري على وجه الحياة د ٌم‬ ‫لما مضى السبط من خديه يلصقه‬
‫لو لم ُت َّ‬
‫رو بما أعطيت أعرقه‬
‫كل الكواكب قد خرت هنا وهنا‬
‫هناك أنت على جذب الحياة ي ٌد‬ ‫يؤمها القمر المفضوخ مفرقه‬
‫أنى يمد الفدا كفيه تغدقه‬
‫ل ّما هوى دونما ًّ‬
‫كف قذفتُ له‬
‫جرح عرجتَ ب ِه‬
‫ٍ‬ ‫ما كان أكرم من‬ ‫روحي إلى هذه الرمضاء تسبقه‬
‫وال جراح أخيك الفاض مفرقه‬

‫أعطى الوجود يديه وانثنى أسِ فا‬


‫مذ جف من كفه ما كان ينفقه‬

‫نغم‬
‫ما أبدع الجسد المجروح في ٍ‬
‫عن الفداء على الدنيا يموسقه‬

‫ح‬
‫راوي وهو منجر ٌ‬ ‫قد كان أصدق ٍ‬
‫لم يفتأ المأل ُ األعلى يو ِّثقهُ‬

‫إن الحديث الذي يصغي الزمان له‬


‫هو الحديث الذي ال زالل يدفقه‬

‫ما كان أصدق من جرح أبان به‬


‫وأصدقُ القول في مبناه أعمقه‬

‫إن الجراحات إن قالت فقد صدقت‬


‫يا ُرب أخرس َّ‬
‫بذ الكون منطقه‬

‫تعوي الرياح وال صوت هناك سوى‬


‫صوت الحقيقة من أشالك ُتطلقه‬

‫مدت هناك لك العشاق أيديها‬


‫محشر تاه في األزمان رونقه‬
‫ٍ‬ ‫في‬

‫جرح فتحت لها‬


‫ٍ‬ ‫لما انفتحت على‬
‫الباب الذي ليس يقوى الظلم يغلقه‬

‫يا أيها العبقُ المبذور في دمنا‬


‫ال بد كي تف ُر َع األرواح تنشقه‬

‫‪ ‬هذا أنا العاشق المفتون يتعبه‬


‫طول السرى والحنين الغمر يرهقه‬

‫بيني وبينك آالف الغيوم إذا‬


‫ما أرعد الشوقُ روحي رحت أبرقه‬

‫تقودني نحوك األرزاق أطلبها‬


‫وأنت أكبر ما في الدهر أُرزقُه‪E‬‬

‫حبيب علي‬

You might also like