‫في اصدار جديد‪ 6 :‬سجينات سياسيات من حركة برسبكتيف‪-‬‬

‫العامل التونسي يقدمن ألول مرّ ة شهادات عن اعتقاالت السبعينات‬

‫صدر منذ أيام كتاب "بنات السياسة"‪ ،‬كتاب قالت عنه ناشرته‬
‫زينب فرحات‪ ،‬انه "سيساهم في تدارك حلقة مفقودة في سلسلة‬
‫الذاكرة الجماعية" اذ "نادرا ما تم تسجيل شهادات نساء حركة‬
‫برسبكتيف‪-‬العامل التونسي من المعتقالت في السجون التونسية‬
‫السبعينات على عكس رفاق النضال من أمثال جيلبير نقاش وفتحي‬
‫بن الحاج يحي والشريف الفرجاني وعزالدين الحزقي"‪ .‬وذكرت‬
‫فرحات أنّ اسم "بنات السياسة" أُطلق على سجينات حركة‬
‫برسبكتيف من قبل حارسات سجن النساء بمنوبة حرصا على‬
‫التفريق بينهن وبين سجينات الحق العام‪.‬‬
‫وكانت بداية السبعينات من القرن الماضي شهدت محاكمات‬
‫سياسية لقرابة مائتي منخرط في حركة برسبكتيف‪ /‬العامل التونسي‬
‫اليسارية من ضمنهم ‪ 26‬امرأة من خيرة الشباب الجامعي وذلك‬
‫بتهمة التآمر على أمن الدولة ونشر االخبار الزائفة واالنتماء الى‬
‫جمعية غير مرخص فيها‪ ،‬تهم ملفقة وموجة قاصمة من‬
‫المحاكمات عكست رغبة النظام الحاكم آنذاك في اخماد كل نفس‬
‫سياسي مغاير‪.‬‬
‫وقد تطلب الكتاب قرابة السنتين من العمل بعد ان نظمت زينب‬
‫فرحات بفضاء التياترو ورشة كتابة أشرفت عليها الكاتبة والسجينة‬
‫السياسية العراقية هيفاء زنكنة التي سبق لها ان أدارت ورشات مع‬
‫سجينات سياسيات في فلسطين والعراق وتونس والتي شددت في‬
‫نصّ ورد في مقدمة الكتاب تحت عنوان "لماذا نكتب اآلن؟" على‬
‫أهمية حث وتشجيع المناضلة السياسية المحررة من سجون‬
 ‫األنظمة العربية االستبدادية كما االسيرة الفلسطينية المحررة من‬
‫سجون االعتقال الصهيوني على كتابة تجربتها بمفرداتها ورؤيتها‬
‫وأحاسيسها‪.‬‬
‫وتضمن كتاب "بنات السياسة" في بدايته نصا بقلم المؤرخة ليلى‬
‫تميم بليلي شرحت فيه الخلفية التاريخية للمالحقات السياسية التي‬
‫عرفتها تونس في السبعينات والظروف االقتصادية واالجتماعية‬
‫التي ح ّفت بظهور شباب "برسبكتيف" ونضالهم من أجل العدالة‬
‫االجتماعية واالنعتاق من االمبريالية‪.‬‬
‫تال ذلك نص للمناضلة السياسية وأستاذة الفلسفة آمال بن عبا تحت‬
‫عنوان "تجربة حياة" وقد تم القاء القبض عليها مساء ‪ 13‬نوفمبر‬
‫‪ 1973‬لتحاكم أمام محكمة امن الدولة في أوت ‪ .1974‬ثم نص‬
‫ثاني لدليلة محفوظ التي تم ايقافها في مارس ‪ 1972‬تحت عنوان‬
‫"نارودنايا"‪ ،‬وثالث لدكتورة الفلسفة زينب بن سعيد الشارني تحت‬
‫عنوان "وألنتيغون أبعاد عديدة" وقد أوقفت الشرطة زينت بن‬
‫سعيد يوم ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،1973‬ورابع للمناضلة ساسية الرويسي‬
‫تحت عنوان "بحثا عن ساسية" (تم ايقافها سنة ‪ ،)1975‬وخامس‬
‫للمناضلة عائشة قلوز (تم ايقافها يوم ‪ 21‬افريل ‪ )1975‬تحت‬
‫عنوان "سجينة سياسية رقم ‪ ،"362‬ونص سادس للمؤرخة ليلى‬
‫تميم بليلي التي تم ايقافها للمرة الثانية في فيفري ‪ 1973‬تحت‬
‫عنوان "كوبا‪ ،‬لن تذهبي الى كوبا!‪ " ‬فضال عن نص للسجينة‬
‫السياسية العراقية هيفاء زنكنة تحت عنوان "أيها القلب ماذا‬
‫ترى؟"‪.‬‬
‫"بنات السياسة" كتابُ شهادات على غاية من األهمية اذا ما حاولنا‬
‫استرجاع وتثبيت الذاكرة السياسية النسائية بعد االستقالل وما‬
 ‫عرفته مناضالت يساريات من مالحقات وقمع وتعذيب فضال عن‬
‫الدور الذي لعبه البوليس السياسي في اجهاض الحراك الطالبي‬
‫والنقابي المعارض لخيارات النظام الحاكم‪.‬‬
‫وبمناسبة صدور الكتاب‪ ،‬انتظم بفضاء التياترو يوم األربعاء ‪8‬‬
‫جويلية لقاء احتفائي حضرته عدة وجوه من اليسار التونسي وتولت‬
‫فيه المشاركات في الكتاب القاء كلمة نستحضر منها ما قالته‬
‫السجينة السياسية السابقة رشيدة الشارني التي قالت انها بسبب‬
‫السجن والمالحقات عاشت ‪ 6‬سنوات من المنفى االجتماعي في‬
‫حين انها ‪-‬مع بقية رفاقها‪ -‬حلمت بتونس افضل‪ ،‬تونس اشتراكية‬
‫ومنعتقة من االمبريالية‪ ،‬تونس العدالة والحريات‪.‬‬
‫شيراز بن مراد‬