Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 1

‫‪-‬مسرحية عن العلم و الجهل‬

‫ا لتقى العلم بالجهل يوما ‪ ،‬وهو واقف على باب مدرسته يحاول فيه منع‬
‫‪ :‬الطالب من الدخول فالتفت الجهل إلى العلم بغضب قائال‬

‫الجهل ‪  :‬إلى أين تذهب أيها الخصم اللدود بهؤالء األطفال الصغار ‪ ،‬الذين يحملون على‬
‫ظهورهم حقائب تنوء بها ظهورهم على ثقلها ؟ أال ترى أحدهم يمشي متثاقال يتثاءب ‪ ،‬لقد‬
‫انتشلته من أحضان سريره الدافئ الوثير ‪ ،‬وقطعت عنه نومه الهادئ الهانئ القرير ‪ ،‬أليس‬
‫!!هذا حراما ؟؟‬

‫العلم ‪  :‬من أنت ؟ وما شأنك بأطفالي يا ثقيل الظل ؟ إنهم براع اليوم ‪ ،‬شباب الغد ‪ ،‬رجال‬
‫المستقبل ‪ ،‬دعهم يشقون طريقهم من أجل بناء مستقبلهم المشرق بنور المعرفه ‪ ،‬بعيدين عن‬
‫‪ .‬الكسل الذي يؤدي بهم إلىمهاوي الجهل فيتعثر بذلك تطور الوطن وتقدمه‬

‫الجهل ‪ :‬أال تعلم إال من تتحدث ؟ إنني الجهل ‪ .‬سأقضي عليك بظالمي الدامس ‪ ،‬وأطفئ‬
‫شموعك المضيئة برياحي العاتية ‪ ،‬ولن أدعك تمحوني بازدياد عدد الشموع التي ترتفع‬
‫‪ .‬باطراد مستمر ‪ ،‬يحول سوادي الحالك إلى بياضك الناصع‬

‫العلم ‪  :‬لن تستطيف فعل شي ‪ ،‬بل ستزداد األضواء في سمائك المكفهرة ‪ ،‬حتى تحيلها إلى‬
‫أنوار تشع على طور الزمن ‪ ،‬فال يخمد نور إال ويرتفع آخر ‪ ،‬لقد ولى زمانك أيها الجهل‬
‫الخبيث ‪ ،‬فكم من القرون مرت ؟! وأنت تطبق بظالمك على الشعوب الضعيفة ‪ ،‬وتنشر الخوف‬
‫‪ ‬والمرض والذل والهوان ‪ ،‬لكن ضيائي بدأ يشع ويمتد منذ أن استأنس بصحبتي االنسان‬

‫الجهل ‪  :‬أنا وباء سؤيع االنتشار ‪ ،‬شديد الفتك ‪ ،‬وليش لي مطالب كثيره حتى أحقق ما اريد ‪،‬‬
‫ليس لي إال بعض العمل ‪ ،‬وحب الكسل ‪ ،‬واللجوء إلى الدعة والخلود إلى الراحه ‪ ،‬وما أسهلها‬
‫على االنسان ! فما إن يفعل ذلك ‪ ،‬حتى أحيطه بليل مظلم طوييلال يستطيع التحرك فيه إال تعثر‬
‫‪ .‬أو وقع ‪ ،‬وسأقضي عليك وسأطمس بظالمي نور طالبك ومحبيك‬

‫العلم ‪  :‬هيهات هيهات لما تتوعد ‪ ،‬لقد خفت ظالمك ‪ ،‬وتبددت رياحك ‪ ،‬ولن برضى االنسان‬
‫العوده إلى الوراء بعدمااستساغ حالوتي ولن يقبل عني بديال ‪ ،‬فأنا من حث على طلبي األنبياء‬
‫والمصلحون واألدباء وتتبع آثاري أين ما كنت ولو على بعد آالف األميال فقد قال الرسول ‪":‬‬
‫‪ : ‬اطلبوا العلم ولو بالصين " ‪ .‬كما حذروا منك فلقد قال أحمد شوقي‬
‫‪ ‬العلم يرفع بيوتا ال عماد لها ‪ ....‬والجهل يهدم بيت العز والشرف‬

You might also like