Professional Documents
Culture Documents
مونودراما
مونودراما
مونودراما
mono , drama
ومونو تعني واحد
دراما تعني الحركه والفعل(
وقدرة على التنويع الصوتي ،واإللقاء ،ما يحتاج لمهارات وتجربة واسعة".
ترجع جذور المونودراما للحكواتيين اليونانيين الذين أوصلوا األدب اليوناني
إلنتاج ملحمة إلياذة هوميروس ،وكذلك لفنّ تالوات قصائد الموتى في التراث
الفرعوني ،حيث كان يقوم بهذه األداءات شخص واحد" .كما تعود جذورالمونودراما
فى الشرق إلى ظاهرة الحكواتى التى كانت موضوعاتها السير الشعبية
كسيرالظاهر بيبرس وبطوالت الزير سالم وعنترة.
يعرف أحد النقاد المسرحيين المونودراما بأنها تركيبة درامية من المونولوج والمناجاة والجانبية
،علي هيئة مسرحية قصيرة تأسست بنيتها علي صورة ما لصراع نفسي يدور بداخل
شخصية واحدة ،متعددة األصوات .وهي أصوات درامية مستدعاة أومستعادة من
موقف أو مواقف ماضية من حياة الشخصية المونودرامية نفسها ،محمولة علي صوت
واحد هو صوت تلك الشخصية نفسها ،علي أن استدعاء الشخصية لصور ومواقف ماضية
تمتبينها وعدد من شخصيات اشتبكت معها في مواقف من حدث مضي ،دون أن يسفر
اشتباكها مع اآلخرين عن نتيجة ما لصالحها مما ترك آثارا رسبت في وجدانها
وسببت لها جرحا نفسيا غائرا أو حزنا أو ضيقا أو حيرة أو وجها من وجوه الشك
أو الحنق أو األمل أو الغبطة الداخلية المشوبة بالخوف مما تتوقع .
لذا تستعيد الشخصية المونودرامية صورا مما جري بينها واآلخرين وتعيد
إنتاجها بالتشخيص الذهني ؛ بهدف إعادة تقييم النتيجة التي أسفر عنها صراعها
؛ ومن ثّ ّم تقويم موقفها من ذلك الحدث نفسه.
وتعرف د" .نهاد صليحة" هذا اللون بقولها "المونودراما هى مسرحية يقوم بتمثيلها ممثل واحد
يكون الوحيد الذى له حق الكالم على خشبة المسرح
خصائص المونودراما
الكتابة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تقترب
المونودراما من المسرحية العادية في تقنية الكتابة "من الوضعية
االستهاللية والوضعية األساسية وحبكة رصينة وحدث صاعد وذروة وحدث متهاو
وتقترب في الرؤى اإلخراجية واشتغاالت السينوغرافيا وفي تقنيات أداء الممثل،
إال أنها تمتلك خصائصها التي تفترق فيها عن المسرحية متعددةالشخصيات ،وهذا
ال يعني أن ثمة قوانين تحكم الكتابة المونودرامية أو تحكم تنفيذ العرض
المونودرامي ،إال أنه يمكن من خالل قراءة نص مونودرامي إستنتاج خصائص هذه
الكتابة ،والتي فصلتها الممثلة األردنية مجد القصص في مقالها المعنون
بـ(المونودراما:مسرح الشخص الواحد) ،فمن خصائص النص المونودرامي:
الموضوع :غالبا ً
ما تكون موضوعات المونودراما مأساوية الطابع ،ناتجة عن تجربة ذاتية
مريرة،هذه المأساوية هي ما يفتح األسئلة المصيرية ،الكونية ،والوجودية.
الزمن :يكونالزمن
في المونودراما ملحمي البعد ،بمعنى أن يكون متعدد المستويات ،ولكن يكون
للزمنالحاضر النصيب األكبر ،ويمكن أن تختلط المستويات دون تسلسل منطقي.
المكان :المكان أيضا متعدد المستويات في المونودراما ،حيث تستحضر الشخصية الوحيدة مالمح
األمكنة خالل عملية التداعيات الفكرية.
اللغة :تميل لغة الحوار في النص المونودرامي إلى السرد وصيغة الفعل الماضي ،ألنها تعتمد غالبا ً
على تداعي األفكار.
الشخصيات :
يعتمد النص المونودرامي على شخصية واحدة ،يكون حضورها فعلياً ،بينمايكون
حضور بقية الشخصيات ،متى ما اعتمد الكاتب حضورها كمقترح لتجاوز الوحدانية
،مجازياً.
الصراع:
يقوم الصراع في بنية الحدث الدرامي على تنامي الحدث وتصعيدهم ن خالل ما
يخلقه من التصادم و التعارض بين أطرافه ليستولد األزمات ،فهو جوهرالدراما،
والصراع نوعان:
وفي المونودراما تختزل كافة تجليات وأشكال الصراع في الصراع الداخلي ،حيث
تنمو حالة التداعي وتبرز حالة الوحدانية المشار إليها ،فالبطل في
المونودراما يكون عرضة لكل أشكال الصراعات التي تواجه اإلنسان.
ونص المونودراما يحتاج إلمكانات كاتب واسع الخيال ،وصاحب رؤية تمكنه من
ضبط السرد والترهل الذي يمكن أن ينتج عن طبيعة اللغة في هذا النوع من
الكتابة ،وكاتب متمكن من تصعيد الحالةالدرامية بشخصية واحدة على الخشبة ،إذ
يتحول "الفعل التبادلي ،في المسرحية متعددةالشخصيات ،إلى فعل ذاتي يقوم
الكاتب اثناءه بتحفيز شخصية واحدة ويدفعها نحو التطوروالنمو ويحدد ردود
أفعالها أثناء نمو الحدث ،المونودراما تحتاج إلى كاتب تشغله قضايا ذات
أهمية ،يتناولها بعمق ودون تسطيح ،عبر شخصية قادرة على انتزاع الدهشة من
الجمهور،
من خالل الحدث الدرامي المتنامي ،ومن خالل عملية الكشف الكامنة في
الصراع الداخلي التي تعشيه الشخصية ،التي يجب أن تمتلك ديناميكيتها على
الخشبة ،شخصية غيرساكنة ،شخصية تملك لغتها المسرحية بحيويتها ،والبعيدة عن
الخطابات والشعارات .نعم كتابة المونودراما تختلف عن كتابة النص المتعدد
الشخصيات ،ويمكن أن يقال أن النص المونودرامي أصعب في الكتابة من النص
المسرحي المألوف ،فهو نص يمتلك استثنائيته وخصائصه.
اإلخراج
مخرج المونودراما ،هو اآلخر ،يجب أن يمتلك قدرات خاصة،فهو يتعامل مع نص
مختلف ،فهو مطلوب منه توجيه هذا الممثل الفرد ،ورسم حركة هذه الشخصية في
مساحة يملكها وحده ،ومطلوب منه أن يمتلك أدوات إخراجية لصياغة رؤية بصرية
يقدم فيها فرجة مسرحية مدهشة ،تقلل من رتابة المونودراما وحوارها السردي
الطويل.
التمثيل
أما المممثل المسرحي الذي يجسد الشخصية المونودرامية،فيجب
أن يمتلك ميزات خاصة ،قد ال تحتاجها المسرحيات متعدد الشخصيات ،فهو ممثل
مننوع خاص ،يملك أدواته الخاصة ،فالممثل المسرحي هو الوسيط بين النص وبين
الجمهور،وهو الذي يحمل دالالت النص ورسالته ،والممثل في المونودراما هو
البطل الوحد ،وهووحده الذي يحمل عبء المسرحية ،فهو الذي يسرد حكايتها ،وهو
الذي يواجه الصراعات وصوالً إلى الذروة المفترضة في المسرح ،وحده من يواجه
التحدي في مواجهته( للجمهور،ووحده من يوصل رسالة المسرحية للجمهور عبر
(الكالم /اإليماءة /اإلشارة /حركة الجسد /الصمت /االنفعال( الداخلي ..إلخ)،
هذه المسئولية تحتاج لممثل يملك قدرات أدائيةعالية ،وقدرة على ضبط إيقاع
العرض ،فالمونودراما التحتمل أنصاف ممثلين ،فإما أن يكون ممثالً متميزاً هو
من يقدمها ،أو يسقط العرض في الرتابة والفشل.
ولكن كثير ممن ولجوا عالم المونودراما كانوا مدفوعين باإلنفراد الذي يحققه
هذا النوع من العروض المسرحية،والذي يغذي نرجسية الممثل الذي بدوره يبحث
عن ذاته مؤمنا ً بقدراته ،لكنه غالبا ً مايجد نفسه في ورطة الوحدانية التي
تحدث عنها الدكتور فاضل خليل " فالقلة من ممثلي المسرح العربي قادرين على
تولي مسؤولية التورط في محنة الوحدانية على المسرح ,ألنهغالبا ً ال يمتلك من
أدواته اكثر من موهبة (السير والحوار والبكاء) وهي أقصى غايات اإلبداع
لديه ,وكلها قاصرة عن تقديم عرض فني متكامل
ومع شيوع هذاالفن المسرحي ورواجه ،و دخول قائمة طويلة من المسرحيين في
مغامرته ،فإن األصلح هومن سيبقى ،هو من سيترك أثراً يذكره به التاريخ
المسرحي ،كما ترك فنانون أعطوا لهذاالفن من روحهم وفكرهم ،فأعطاهم خلود
إسمهم ،المونودراما ليست للجميع ،وليست فناًسهالً يحتمل العاديين من كتاب
ومخرجين وممثلين .المونودراما رديف حقيقي لإلبداع.
أعجبنيلم يعجبني