Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫ملخص قانـون‬

‫مكافحة الفساد‬
‫منه‬
‫و الوقاٌة ـ‬
‫لطلبة السنة الثالثة لٌســانس‬
‫السداسً السادس قانون عام‬

‫من إعداد و إنجاز الطالب‬

‫* هواجـــً معمـــر *‬
‫سنة ‪2019 / 2018‬‬
‫ٰ‬
‫الرحمـــــــن الرحٌـــــــم‬ ‫بســـــــم هللا‬
‫الجمهورٌـــــــــــة الجزابرٌـــــــــــة الدٌمقراطٌـــــــــــة الشعبٌـــــــــــة‬
‫جامعة الجزابر ‪ 1‬بن ٌوسف بن خدة‪ ،‬كلٌة الحقوق بـ سعٌد حمدٌن‬
‫ملخص قانون مكافحة الفساد و الوقاٌة منه‬
‫‪ ---‬المجموعة‪.06 :‬‬ ‫***‬ ‫‪ ---‬الطالــب‪ :‬هواجً معمر‪.‬‬

‫‪ ---‬الفـــــــوج‪.101 :‬‬ ‫***‬ ‫‪ ---‬القســـــم‪ :‬سنة ثالثة قسم عام‪.‬‬

‫‪ ---‬عـــــــــام‪.2019 / 2018 :‬‬ ‫***‬ ‫‪ ---‬السداسً‪ :‬السادس‪.‬‬


‫ترحـــــــــــــم‬
‫ذوي و‬
‫على إثر نبأ وفاة الدكتور الفاضل عبالوي محمد ارزقي أستاذنا في المادة و ىذا بتاريخ ‪ 23‬أفريل ‪ ،2019‬نقدم تعازينا لعائلتو و لكل ــو‬
‫منه‬
‫ندعو اهلل أن يرزقهم الصبر و الثبات‪ ،‬و نطلب من كل قراء ىذا الملخص الدعاء لو بالرحمة‪ ،‬حيث تعلمنا منو حسن الخلق و لمسنا ـ‬
‫أحد‪،‬‬
‫التواضع‪ ،‬و كانت بشاشتو تبعث فينا األمل و اإلقدام على العمل أكثر‪ ،‬و كان دائما صحاب مواقف نبيلة دون تجريح أو الطعن في ـ‬
‫كان و سيظل من بين ـأقرب األساتذة إلى قلوبنا‪ ،‬و نحمد اهلل أنو منحنا فرصة الدراسة عنده‪ ،‬اللهم ارحمو و أسكنو جنتك و تجاوز ـعن‬
‫سيئاتو و زد في حسناتو و اجعل قبره روضة من رياض الجنة و ألحقو يا رب بالصالحين و الصديقين‪ ،‬إنا هلل و إنا إليو راجعون‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الجزٌل و العرفان بالجمٌل للدكتور الفاضل رٌش محمد على تفضله علٌنا بكل المعلومات فٌما ٌخص‬
‫مقٌاس قانون مكافحة الفساد و الوقاٌة منه‪ ،‬و على قبوله تعوٌض المرحوم خاصة فً وقت جد متأخر رغم ذلك تمكــن‬
‫بفضل هللا من تدارك الفراغ و أفاد الطلبة بكل الشروحات الخاصة بالمقٌاس‪.‬‬
‫مالحظة‬
‫* الحمد هلل الذي وفقنا فً إنجاز هذا الملخص حسب ما توصلنا إلٌه من فهم‪.‬‬
‫* نرجوا من هللا أن ٌوفقنا لما ٌحب و ٌرضى‪ ،‬و أن ٌجعلنا فً خدمة العلم و الطلبة‪.‬‬
‫* و نرجوا من كل من ٌالحظ أي خطؤ فً ملخصنا هذا أن ٌنبهنا به‪ ،‬لنقوم بتصحٌحه‪.‬‬
‫* بارك هللا فٌكم على الثقة و اللّهم وفقنا جمٌعا‪.‬‬

‫◄ تقدٌم‪:‬‬
‫ٌحتوي ملخصنا على أهم ما تطرقنا إلٌه من خالل محاضرات الدكتور الفاضل رٌش محمد‪ ،‬و ملخصــــنا‬
‫هـــذا ال ٌعوض الكتب أو مطبوعات األساتذة‪ ،‬و إنما هو مجرد مجهود شخصً ملم بالمواضٌع التً قمــنا‬
‫بدراستها‪ ،‬حٌث درسنا فً المقٌاس العناوٌن التً ضبطها األستاذ المحاضر رٌش محمــــــد و هً‪:‬‬
‫‪ -‬أوال فصل تمهٌدي‪ :‬اإلطار المفاهٌمً للفساد‪.‬‬
‫‪ -‬ثانٌا الفصل األول‪ :‬جرابم الفساد فً التشرٌع الجزابري‪.‬‬
‫قام الدكتور رٌش محمد إعفاء الطلبة من الفصل الثانً‪ :‬صور جرائم الفساد‪ ،‬بسبب ضٌــــــق‬
‫الوقت ألنه كما سبق ذكره قام بتعوٌض المرحوم فً ‪ 25‬إلى غاٌة ‪ 30‬أفرٌل ‪ ،2019‬فقط‪.‬‬

‫‪ -‬الصفحة األولى ‪-‬‬


‫الفصل التمهٌدي اإلطار المفاهٌمً لجرائم الفساد‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الفساد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعرٌف الفساد لغة‪.‬‬
‫هو عكس المصلحة و له عدة معانً لغوٌة منها‪ :‬االستغالل‪ ،‬االنحراف األخالقً‪ ،‬إلحاق الضـــــــــــــــرر‬
‫باآلخرٌن‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬تعرٌف الفساد فً الشرٌعة اإلسالمٌة‪.‬‬
‫ٌعنً حسب القرآن و أحادٌث النبً علٌه الصالة و السالم هو كل خروج عن االستقامة من محرمـــــــــات‬
‫و مكروهات‪ ،‬و ٌعنً أٌضا حسب الفقه كل فعل باطل مخالف للصحة خاصة فً المعامالت‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تعرٌف الفساد اصطالحا‪.‬‬
‫ٌتعدد التعرٌف االصطالحً للفساد بحسب المجال الذي ٌتناوله‪ ،‬حٌث نذكر بعض التعارٌف بحســـــــــــب‬
‫التخصص العلمً وفق ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬فً علم األخالق هو‪ <<:‬انحراف الشخص عن القواعد األخالقٌة فً المجتمع لتحقٌق مصلحـــــــــــــــة‬
‫خاصة >>‪.‬‬
‫‪ -‬فً علم االجتماع هو‪ <<:‬هدر القٌم و الضوابط االجتماعٌة و مخالفة توقعات الرأي العام >>‪.‬‬
‫‪ -‬فً علم االقتصاد هو‪ <<:‬المتاجرة غٌر المشروعة بالقدرات االقتصادٌة للمجتمع لتحقٌق مصالح ذاتٌـــة‬
‫و خاصة >>‪.‬‬
‫‪ -‬فً علم السٌاسة هو‪ <<:‬سٌطرة الحكام على السلطة لخدمة مصالحهم و اتخاذهم قرارات لنهب ثروات‬
‫بلدانهم بهدف تحقٌق أرباح تعود علٌهم و على عابالتهم >>‪.‬‬
‫‪ -‬فً علم اإلدارة العامة هو‪ <<:‬إساءة استعمال الوظٌفة و الخروج عن نطاقها بدافع شخصً أو نتٌجـــــة‬
‫ضغوط‪ ،‬سواء‪ ،‬و بصورة فردٌة أو جماعٌة لتحقٌق مصلحة خاصة >>‪.‬‬
‫‪ -‬حسب بروكس هو‪ <<:‬إساءة استعمال الوظٌفة اإلدارٌة للحصول على منافع شخصٌة >>‪.‬‬
‫‪ -‬فً علم القانون حسب هرتز هو‪ <<:‬فعل غٌر قانونً ٌرتكب بسرٌة و بطرٌقة غٌر مادٌة للحصــــــول‬
‫على مزاٌا شخصٌة أو تجارٌة >>‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التعرٌف القانونً للفساد‪.‬‬
‫إن أغلب التشرٌعات لم تعرف الفساد بوضوح و إنما أشارت إلى الجرابم التً تدخل فً إطار الفســـــــــاد‬
‫و ووضعت آلٌات لمكافحته و الوقاٌة منه سواء على الصعٌد الدولً أو الداخلً‪ ،‬فمن خالل هذا نحــــــاول‬
‫استخالص مفهوم الفساد من النصوص القانونٌة وفق اآلتً‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الفساد فً االتفاقٌات الدولٌة‪.‬‬
‫إن اتفاقٌات األمم المتحدة لم تعرف الفساد و إنما نصت على الجرابم التً تعتبر فساد‪ ،‬و من االتفاقٌــــــات‬
‫التً نصت على ذلك ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة ضد الفساد بناء على قرار الجمعٌة العامة رقم ‪ 59/51‬الصادر فً ‪ 12‬دٌسمبر ‪.1966‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة مكافحة الجرٌمة العابرة للحدود فً ‪ 15‬دٌسمبر ‪ ،2000‬صادقت علٌها الجزابر فً ‪.2003‬‬
‫‪- 02 -‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة مكافحة الفساد فً‪ 31‬أكتوبر ‪ ،2003‬صادقت علٌها الجزابر فً ‪ 19‬أفرٌل ‪.2004‬‬
‫استخلصت الباحثة نجار لوٌزة من االتفاقٌة األخٌر السالفة الذكر تعرٌفا هــو‪ <<:‬أن الفساد ٌعنً ارتكــاب‬
‫الموظف سواء فً القطاع العام أو الخاص و سواء كان هذا الموظف وطنٌا أو أجنبـٌا أو دولٌا ألحد الفعال‬
‫المنصوص علٌها فً المادة ‪ 08‬من اتفاقٌة األمم المتحدة لمكافحة الفساد >>‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬مفهوم الفساد فً االتفاقٌات اإلقلٌمٌة‪.‬‬
‫هً األخرى لم تعرف الفساد و إنما اكتفت بذكر األفعال اإلجرامٌة التً ٌشملها الفساد نكر من االتفاقٌـــات‬
‫ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة االتحاد اإلفرٌقً للوقاٌة من الفساد و مكافحته المعتمدة فً ‪ 11‬جوٌلٌة ‪ ،2003‬صادقت علٌهـــــا‬
‫الجزابر فً ‪ 10‬أفرٌل ‪.2006‬‬
‫‪ -‬االتفاقٌة العربٌة لمكافحة الفساد فً ‪ 21‬دٌسمبر ‪،2010‬صادقت علٌها الجزابر فً ‪ 08‬دٌسمبر ‪.2014‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة االتحاد األوربً لمكافحة الفساد الذي ٌرتكبه موظفو القطاع العام التً تعود إلى معاهـــــــــــــــدة‬
‫ماسترٌخت المنشئة‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة االتحاد األوربً لمكافحة الفساد الذي ٌرتكبه موظفو الجماعات األوروبٌة فً ‪.1997-05-26‬‬
‫‪ -‬اتفاقٌة التعاون و التطور االقتصادي حول فساد الموظفٌن العمومٌٌن األجانب فً المعامالت التجارٌة‪.‬‬
‫لكن التقرٌر الذي تقدم به وزٌر العدل اإلٌطالً فً المإتمر المنعقد فً مالطا عام ‪ 1994‬حٌث جــــــــــاء‬
‫فٌه‪ <<:‬الفساد الذي تتعامل معه اللجنة هو الرشوة أو أي تصرف آخر متعلق بؤفراد أوكلت علٌهم فـــــــً‬
‫القطاع العام أو الخاص بٌد أنهم أخلوا بواجباتهم التً تنبع من وضعهم كمسإولٌن أو موظفٌن بالقطـــــــاع‬
‫الخاص‪ ،‬مستغلٌن ذلك بهدف الحصول على منافع غٌر مستحقة من أي نوع سواء ألنفسهم أو للغٌر >>‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مفهوم الفساد فً منظور بعض المنظمات الدولٌة‪.‬‬
‫‪ :01‬حسب صندوق النقد الدولً‪:‬‬
‫هو إساءة استعمال السلطة الوظٌفٌة للكسب الخاص‪ ،‬حٌث ٌقوم الموظف بقبول رشوة لتسهٌل إجـــــــــراء‬
‫مناقصة عامة‪ ،‬و عندما وكالء الشركات الخاصة بتقدٌم رشاوي للتغلب على المنافسٌن‪ ،‬و عن طرٌــــــــق‬
‫استغالل الوظٌفة دون آخذ الرشوة و ذلك بتعٌٌن األقارب فً المناصب و اختالس أموال الدولــة مباشرة‪.‬‬
‫‪ :02‬حسب منظمة الشفافٌة الدولٌة‪:‬‬
‫هو إساءة استعمال السلطة التً اإتمن علٌهما الشخص لتحقٌق مصالح شخصٌة‪ ،‬هذا التعرٌف ال ٌغطـــــً‬
‫جمٌع صور الفساد‪.‬‬
‫‪ :03‬حسب المنظمة العربٌة لمكافحة الفساد‪:‬‬
‫الفساد هو كل ما ٌتصل باالكتساب غٌر المشروع و ما ٌنتج عنه لنصري القوة فً المجتمع السلطـــــــــــة‬
‫السٌاسٌة و الثروة فً جمٌع قطاعات المجتمع‪ ،‬هذا تعرٌف عبارته غٌر دقٌقة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مفهوم فً التشرٌع الجزائر‬
‫المشرع الجزابري لم ٌعرف الفساد‪ ،‬رغم أنه جاء قانون خاص ٌتصدى به للفساد أال و هو القانــــــــــــون‬
‫‪ 01-06‬المتعلق بالوقاٌة من الفساد و مكافحته‪ ،‬بل اكتفى بذكر الجرابم التً ٌنطوي علٌها الفساد‪ ،‬و سبب‬
‫عدم اعتماد المشرع التعارٌف الفقهٌة الختالف مضامنٌها و لتعددها‪.‬‬
‫‪- 03 -‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬صور الفساد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفساد السٌاسً‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعرٌفه‪.‬‬
‫ٌعرف أنه الفساد الذي ٌضرب سٌاسة الدولة فً الصمٌم و ٌمس كٌانها فً العمق و قد ٌخص تزوٌـــــــــر‬
‫االنتخابات و شراء ذمم الناخبٌن و البٌروقراطٌة المقٌتة و ضعف أداء السلطة و تواطإها فً العمال غٌــر‬
‫القانونٌة‪.‬‬
‫و عرفه األستاذ موسى بودهان أنه‪ :‬تزوٌر االنتخابات و انعدام الشفافٌة فً الممارسات السٌاسٌـــــــــــــــة‬
‫و البٌروقراطٌة السٌاسٌة و اإلدارٌة و تموٌل األحزاب بطرق مشبوهة‪ ،‬هذا لٌس تعرٌف بل ذكر صـــــور‬
‫الفساد السٌاسً‪.‬‬
‫عرفته اتفاقٌة األمم المتحدة أنه‪ :‬استغالل السلطة العامة لتحقٌق مكاسب خاصة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬صوره‪.‬‬
‫‪ :01‬الفساد الرئاسً‪:‬‬
‫ٌقصد به تورط الرإساء و الوزراء فً الممارسات السٌاسٌة و االقتصادٌة المشبوهة عن طرٌق استغـــالل‬
‫مناصبهم بهدف تحقٌق مصالحهم فً أسرع وقت ممكن خاصة و أن بقاإهم فً السلطة غٌر مضمــــــــون‬
‫و أشهر قضٌة فساد رباسً‪ ،‬قضٌة ربٌس غوتٌماال السٌد أوتوبٌرٌز‪ ،‬حٌث أثبت السلطة القضابٌة فــــــــً‬
‫‪ 2015‬أن هذا الربٌس متورط فً قٌادة شبكة فساد داخل جهاز الجمارك‪ ،‬الذي قدم استقالته عام ‪.2015‬‬
‫‪ :02‬الفساد البرلمانً‪:‬‬
‫هو استغالل أعضاء البرلمان حصانتهم للقٌام بؤفعال إجرامٌة كالتهرٌب و عقد صفقات مشبوهة‪ ،‬إضافــــة‬
‫إلى دفع رشاوى و شراء الذمم للوصول إلى البرلمان‪ ،‬و أشهر قضٌة فساد برلمانً‪ ،‬قضٌة ربٌــس وزراء‬
‫كورٌا الجنوبٌة لً وان كو‪ ،‬الذي تلقى رشاوى من رجل األعمال الكوري سون وان جونج أثناء حملتــــه‬
‫االنتخابٌة البرلمانٌة عام ‪.2013‬‬
‫‪ :03‬الفساد االنتخابً‪:‬‬
‫و هً شراء الذمم و أصوات الناخبٌن و تزوٌر نتابج االنتخابات‪ ،‬و أشهر قضٌة فساد انتخابً قضٌـــــــــة‬
‫ربٌس الوزراء اإلٌطالً برلسكونً حٌث قدم رشاوى لعضو مجلس الشٌخ لٌنشق عن الحزب الحاكـــــــــم‬
‫و إنشاء حزب جدٌد و هذا مكن برلسكونً من الفوز برباسة الحكومة‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الفساد البٌروقراطً و اإلداري و المالً‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الفساد البٌروقراطً‪.‬‬
‫المتعارف عٌله أن البٌروقراطٌة هً اإلجراءات المعقدة لتعطٌل المعامالت و هذا خطؤ ألن كلمـــــــــــــــة‬
‫بٌروقراطٌة هً ٌونانٌة و تعنً سلطة المكتب‪ ،‬لهذا ٌمكن القول أنها سلوك منحرف من خالل خــــــــــرق‬
‫القوانٌن لتحقٌق المنافع الذاتٌة غٌر المشروعة‪ ،‬و بما أنها تتسم بالتكرار أصبحت مقبولة و لكن هـــــــــــذا‬
‫ال ٌعنً أنها عمل مشروع‪ ،‬و هً أكثر أنواع الفساد انتشارا بسبب تردي األوضاع االجتماعٌــــــــــــــــــة‬
‫و االقتصادٌة و اإلدارٌة‪.‬‬

‫‪- 04 -‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الفساد اإلداري‪.‬‬
‫ٌقصد به االنحرافات اإلدارٌة و الوظٌفٌة و التنظٌمٌة التً تصدر عن الموظف أثناء تؤدٌة مهام وظٌفتــــه‪،‬‬
‫و من هذه االنحرافات امتناع الموظف عن أداء عمله بؤمانة و دقة‪ ،‬عدم التزامه بمواعٌد العمل‪ ،‬عـــــــــدم‬
‫طاعة أوامر رإسابه‪ ،‬أداء العمل فً مكان الغٌر بمقابل دون موافقة السلطة‪.‬‬
‫فالفساد اإلداري هو كل تصرف ٌخالف االستغالل األمثل للوظٌفة و الموارد المخصصة إلنجازها لتحقٌـق‬
‫مصلحة خاصة مادٌة أو معنوٌة و التضحٌة بالمصلحة العامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفساد المالً‪.‬‬
‫هو السلوك المنافً للقوانٌن و األخالق القابم على اإلخالل بالمصالح و الواجبات العامة‪ ،‬مــــــــــــن خالل‬
‫استغالل المال العام لتحقٌق مصالح خاصة‪.‬‬
‫و ٌعرفه األستاذ بودهان على أنه‪ :‬التالعبات بالمال كالرشوة و تبٌٌض األموال و التهرب الضرٌبً‪.‬‬
‫و الفساد المالً هو نتٌجة وجود السلطة و المال فً ٌد واحدة و بسبب انتشار الفساد االجتماعـــــــــــــــــً‬
‫و االقتصادي و األخالقً‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الفساد األخالقً و الثقافً و االقتصادي و االجتماعً‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الفساد األخالقً‪.‬‬
‫ٌقصد به االنحراف عن مبادئ الخٌر و الفضٌلة و العدل‪ ،‬و هو أخطر أنواع الفساد ألنه ٌصٌب النفـــــــس‬
‫البشرٌة و ٌصعب إصالحه‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الفساد الثقافً‪.‬‬
‫ٌقصد به االنحراف عن القٌم التً اكتسبتها الجامعة و ارتضتها كموروث ثقافً و هو أزمة نخبة قــــــادرة‬
‫على حمل هذه القٌم و إعطاء القدوة لباقً فبات المجتمع‪.‬‬
‫و إصالح الفساد الثقافً ٌتطلب عقود من الزمن ألنه فساد ٌترسخ فً ذاكرة الناس كالمثقف الذي ٌعـــرض‬
‫قدراته المعرفٌة فً سوق االسترزاق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفساد االقتصادي‪.‬‬
‫هو ضٌاع االنحراف عن المبادئ القانونٌة التً تحكم المعامالت االقتصادٌة مما ٌرتب التخلف و الفقر فً‬
‫المجتمع‪ ،‬فهو بذلك االستخدام السٌا للمنصب للحصول على أرباح غٌر شرعٌة‪.‬‬
‫و هو ٌدفع الناس الرتكاب جرابم الرشوة و غسٌل األموال و المتاجرة فً الممنوعات‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الفساد االجتماعً‪.‬‬
‫ٌقصد به قلة احترام الناس للقوانٌن التً تنظم سلوكهم بسبب نقص وعٌهم بالتنظٌمات التً تضبــــــــــــــط‬
‫تصرفاتهم فً الحٌاة العامة‪ ،‬و هذا الفساد ٌمس باستقرار المجتمع و ٌزٌد من التطرف و التعصب‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب الفساد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسباب الشخصٌة‪.‬‬
‫و هً بعض العوامل التً ٌتمٌز بها بعض اإلدارٌٌن الفاسدٌن‪ ،‬و هً‪:‬‬
‫‪ :01‬عامل السن‪:‬‬
‫فالموظف الشاب هو أكثر فساد ألن حاجاته عدٌدة ٌطمح لتحقٌقها رغم تعرضها مع موارده المالٌة‪.‬‬
‫‪- 05 -‬‬
‫‪ :02‬عامل مدة الخدمة‪:‬‬
‫فالموظف الذي قضى مدة كبٌرة فً المنصب ٌكون أكثر فسادا ألنه على دراٌة بكل أسالٌب الممارســـــات‬
‫اإلدارٌة الفاسدة مما ٌسهل علٌه القٌام بها‪ ،‬أما الموظف الحدٌث ٌمٌل لهذه الممارسات تؤثرا بزمالبــــــــــه‬
‫الفاسدٌن‪.‬‬
‫‪ :03‬المستوى الدراسً‪:‬‬
‫إن الموظف الذي حصل الشهادات بطرق غٌر شرعٌة و حصل الوظٌفة عن طرٌق المحاباة ٌكون أكثـــرا‬
‫مٌال الرتكاب جرابم‪ ،‬عكس الموظف النزٌه الذي حصل على الشاهدات و على الوظٌفة بطرٌقة شرعٌة‪.‬‬
‫‪ :04‬عامل الجنس‪:‬‬
‫تإكد بعض الدراسات أن الرجال هم أكثر من النساء فً ارتكاب جرابم الفساد‪.‬‬
‫‪ :05‬المهنة و التخصص‪:‬‬
‫فالفساد ٌكون أكثر انتشارا عند الموظفٌن الذٌن ٌحتكون مباشرة مع الناس مما ٌمكنهم من طلب المزاٌا‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬األسباب المؤسساتٌة و التنظٌمٌة‪.‬‬
‫إن نظام المإسسة هو الذي ٌجعل من السلوك اإلداري منحرفا أو منضبطا بسبب العوامل التالٌة‪:‬‬
‫‪ :01‬عامل ثقافة المؤسسة‪:‬‬
‫إن انعدام الثقافة التنظٌمٌة عند المإسسة ٌإدي إلى انعدام االلتزام بؤخالقٌات الوظٌفة مما ٌسبب انتشــــــار‬
‫الفساد اإلداري‪.‬‬
‫‪ :02‬عامل حجم المؤسسة‪:‬‬
‫كلما كان حجم المإسسة كبٌر ٌصعب السٌطرة علٌها و رقابتها مما ٌسبب عدم االنضباط الذي ٌسهـــــــــل‬
‫انتشار الفساد‪.‬‬
‫‪ :03‬عامل النظام الرقابً فً المؤسسة‪:‬‬
‫إن غٌاب الرقابة الصارمة عن المإسسة ٌدفع الموظفٌن الرتكاب الممارسات اإلدارٌة الفاسدة ألنهـــــــــــم‬
‫ٌعلمون أن نظام الرقابة فً مإسستهم ضعٌف و هو ما ٌخلصهم حتما من العقاب‪.‬‬
‫‪ :04‬عامل عالقة الموظفٌن بالمسؤولٌن‪:‬‬
‫إن العالقة الوطٌدة التً تكون بٌن بعض الموظفٌن و المسإولٌن السامٌن ٌدفعهم الرتكاب جرابم الفســــــاد‬
‫السٌما اإلدارٌة منها ألنهم ٌحتمون وراء هإالء الذٌن بدورهم ٌستغلون الموظفٌن لبسط نفوذهم‪.‬‬
‫‪ :05‬عامل عدم االستقرار الوظٌفً‪:‬‬
‫إن شعور الموظف بعدم بقاءه فً المنصب ٌدفع الرتكاب سلوكٌات إدارٌة فاسدة كالسعً نحوى الثــــــراء‬
‫السرٌع‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬األسباب البٌئٌة‪.‬‬
‫إن العومال البٌبٌة هً األخرى تقف وراء الفساد اإلداري و المالً نكر منها‪:‬‬
‫‪ :01‬عامل البٌئة السٌاسٌة‪:‬‬
‫إن سٌطرة بعض األطراف الفاسدة على الحٌاة السٌاسٌة و على اإلعالم‪ٌ ،‬إدي حتما إلى انتشار الفســـــــاد‬
‫المالً و اإلداري الذي ٌترتب عنه عدم االستقرار السٌاسً و كثرة التعدٌالت القانونٌة بكل أنواعها‪.‬‬
‫‪- 06 -‬‬
‫‪ :02‬عامل البٌئة االقتصادٌة‪:‬‬
‫إن البطالة المرتفعة و المدٌونٌة و السٌاسة االقتصادٌة العشوابٌة تخلق بٌبة اقتصادٌة مشجعة للفساد المالً‬
‫‪ :03‬عامل البٌئة االجتماعٌة و الثقافٌة‪:‬‬
‫إن الثقافة المنغلقة للمجتمع و القٌم االجتماعٌة المنحلة تسبب حتما ارتفاع ظاهرة الفساد اإلداري و المالـــً‬
‫بسبب سلوكٌات األفراد غٌر ناضجة و الجمود الفكري‪.‬‬
‫‪ :04‬عامل البٌئة التشرٌعٌة‪:‬‬
‫إذا كانت التشرٌعات غٌر واضحة فحتما سٌإدي هذا إلى انتشار الفساد خاصة عند السلطة القضابٌة لعـــدم‬
‫إمكانٌتها تطبٌق أحكام غٌر مستقرة مما ٌصعب علٌها تعقب الفساد اإلداري و المالً لمكافحته‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬جرائم الفساد فً التشرٌع الجزائري‬
‫المبحث األول‪ :‬سٌاسة التجرٌم فً جرائم الفساد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نطاق تدرٌس جرائم الفساد‪.‬‬
‫ٌتم تحدٌد نطاق دراسة جرابم الفساد خالل العناوٌن الثالث (‪ )03‬التالٌة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أقسام قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ :01‬القسم العام من قانون العقوبات‪ :‬هو القسم الذي ٌكون موضوعه النظرٌة العامة للجرٌمة و العقوبــة‪،‬‬
‫حٌث ٌرتكز على دراسة القواعد العامة للقانون الجنابً‪.‬‬
‫‪ :02‬القسم الخاص من قانون العقوبات‪:‬‬
‫هو القسم الذي ٌكون موضوعه وصف أركان الجرٌمة و نموذجها القانونً الخاص بها‪ ،‬و ٌشمـــــــــــــــل‬
‫عناصرها و شروطها و عقوباتها‪.‬‬
‫و رغم هذا التقسٌم الفقهً إال أن هناك عالقة وطٌدة بٌن القسم الخاص من قانون العقوبات و القسم العــــام‬
‫منه‪ ،‬لكن ال ٌنكر أن البشر عرف القانون الخاص قبل القانون العام الذي موضوعه المبادئ العامة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬مجال تدرٌس جرائم الفساد‪.‬‬
‫تتم دراستها حسب المدرسة التقلٌدٌة فً إطار القسم الخاص ألنها جرابم مثل باقً أصناف الجرابــــــــــــم‬
‫األخرى التً تتطلب دراسة عملٌة ال علمٌة و دون البحث عما ٌربطها ببعضها البعض أو النظر إلـــــــــى‬
‫النظام القانونً الذي تنتمً إلٌه ألنها سلوك إنسانً و لٌست مخالفة للقانون الجنابً‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبررات تخصٌص المشرع الجزائري لقانون خاص بجرائم الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬ألن الجرابم التً ٌنظمها القانون ‪ 01-06‬تخضع لنفس المبادئ التً ٌنظمها القسم الخاص من قانــــــون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬أن جرابم الفساد تتغٌر بحسب الظروف االقتصادٌة و االجتماعٌة والسٌاسٌة‪ ،‬عكس الجرابم فً القســـــم‬
‫الخاص التً تتمٌز بالثابت‪ ،‬و إن إدخال جرابم الفساد التً ٌرتكبها الموظف األجنبً أو الدولً إلى قانــون‬
‫العقوبات قد ٌفكك جرابم الفساد فتصبح هناك جرابم ضد الشًء العمومً و األخرى ضد القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬حسب الدكتورة علة كرٌمة أن القانون ‪ 01-06‬هو قانون ٌسطر السٌاسة الجنابٌة المتبعة لمكافحة الفساد‬
‫فً جانبٌه الوقابً و الزجري و لٌس قانون جنابً‪.‬‬
‫‪- 07 -‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬مكان جرائم الفساد من صوره‪.‬‬
‫ٌتفق الباحثون أن من بٌن جرابم الفساد‪ ،‬االنحراف اإلداري و المالً‪ ،‬الذي ٌدخل ضمن الدراسة القانونٌــة‬
‫الجنابٌة‪ ،‬و مما ال شك فٌه أٌضا أن جرابم الفساد المنصوص علٌها فً القانون ‪ 01-06‬ال تخرج عـــــــن‬
‫صورة من صور الفساد السالفة الذكر‪.‬‬
‫فهً تنطوي تحت جرابم الفساد األخالقً كإخالل الموظف بؤوقات العمل هذا ٌعد انحراف عن الوظٌفـــــة‬
‫فهذا السلوك هو فساد أخالقً‪.‬‬
‫و تنطوي أٌضا تحت لواء الفساد السٌاسً من خالل كل التجاوزات القانونٌة التً تحمً المال العـــــــــــام‬
‫و الوظٌفة العامة لتحقٌق المصالح الخاصة‪ ،‬دون محاكمة المسإولٌن السٌاسٌٌن عن جرابمهم‪.‬‬
‫فالخالصة أن جرابم الفساد المنصوص علٌها فً القانون ‪ 01-06‬تنطوي تحت أي صورة من صــــــــور‬
‫الفساد السالفة الذكر‪.‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬أركان جرائم الفساد‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األركان العامة لجرائم الفساد‪.‬‬
‫باعتبار أن جرابم الفساد هً جرابم قابمة بحد ذاتها فإنها على غرار الجرابم األخرى تقوم على الركـــــــن‬
‫المادي و الركن المعنوي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن المادي‪.‬‬
‫هً األفعال اإلجرامٌة المنافٌة للقانون التً ٌرتكبها الموظف الفاسد التً تؤخذ دابما المظهر اإلٌجابً فــــً‬
‫جرابم الفساد‪ ،‬و جرابم الفساد ال ترتكب بسلوك سلبً ألنه مهما كانت جرٌمة الفساد كتلقً الهــــــــــــــداٌا‬
‫أو الرشاوى أو االمتناع عن القٌام بؤداء الموظف عمله‪ ،‬هذا كله لٌحقق الموظف الفساد منفعة خاصة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الركن المعنوي‪.‬‬
‫إضافة إلى الركن المادي الواجب توفره الرتكاب جرٌمة من جرابم الفساد فإنها تتطلب أٌضا وجود الركن‬
‫المعنوي و المتمثل فً القصد الجنائً أي ٌكون القابم بالجرٌمة متعمدا فً ارتكابها ال من باب الخطؤ‪.‬‬
‫و باعتبار أن جرابم الفساد هً جرابم عمدٌة ال ٌتصور ارتكابها بطرٌق الخطؤ‪ ،‬فمن الضروري التمٌٌــــز‬
‫بٌن أنواع القصد الجنابً‪:‬‬
‫‪ :01‬قصد جنائً عام‪:‬‬
‫ٌقوم على أساس العلم و اإلرادة‪ ،‬حٌث ٌعلم مرتكب جرٌمة الفساد أنه موظف عمومً و هو على علــــــــم‬
‫بظروف التً تإدي إلى ارتكاب السلوك اإلجرامً و ٌعلم أٌضا العناصر و األفعال المكونة للجرٌمة‪ ،‬كمـا‬
‫تصرف إرادته إلى ارتكاب الجرٌمة‪.‬‬
‫‪ :02‬قصد جنائً خاص‪:‬‬
‫هو انصراف إرادة مرتكب الجرٌمة إلى عناصر إضافٌة غٌر تلك العناصر الموجودة فً جمٌع الجرابـــم‪،‬‬
‫و لكن حسب القانون ‪ 01-06‬نجد أن جرابم الفساد هً جرابم عمدٌة ال تتطلب قصدا جنابٌا خاصــــــــــا‪،‬‬
‫مادامت الغاٌة من ارتكابها هً تحقٌق المنفعة الشخصٌة بطرٌقة غٌر مشروعة على حساب المصلحــــــــة‬
‫العامة‪ ،‬لهذا ال ٌشترط القانون ‪ 01-06‬توفر قصد جنابً خاص‪.‬‬
‫‪- 08 -‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الركن الخاص لجرائم الفساد‪.‬‬
‫إضافة إلى األركان العامة التً ٌتوجب توفرها الرتكاب جرٌمة الفساد ٌشترط أٌضا على ضرورة توفــــر‬
‫ركن خاص ٌتمثل فً ركن الموظف العام‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الموظف فً الفقه و القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ :01‬فً الفقه اإلداري‪:‬‬
‫أ ـ التعرٌف الموسع للموظف العام‬
‫حسب األستاذ دوجً الموظف العام هو‪ <<:‬كل شخص ٌساهم بطرٌقة دابمة فً إدارة المرفق العـــــام أٌا‬
‫كانت طبٌعة مساهمته و األعمال التً ٌقوم بها >>‪ ،‬حسب هذا التعرٌف فإن الموظف العام هو كل شخص‬
‫ٌنتمً للمرافق العامة و االقتصادٌة‪.‬‬
‫ب ـ التعرٌف الضٌق للموظف العام‬
‫حسب األستاذ هورٌو الموظف العام هو‪ << :‬كل شخص ٌشغل وظٌفته فً المناصب الدابمة لمرفق عـــام‬
‫بدار بمعرفة الدولة أو أحد أشخاص القانون العام‪ ،‬و ٌتم تعٌٌنه بمعرفة السلطة العامة >>‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫بما أن جرابم الفساد ال تقتصر على القطاع العام فقط بل تمتد إلى القطاع الخاص فتعرٌف دوجً هـــــــــو‬
‫المناسب للموظف فٌما ٌخص مجال جرابم الفساد‪.‬‬
‫‪ :02‬فً القضاء اإلداري‪:‬‬
‫‪ -‬حسب القضاء الفرنسً الموظف العام هو‪ <<:‬كل شخص تم تكلٌفه بعمل مستمر و دابم فً خدمة مرفق‬
‫عام >>‪ ،‬من خالل هذا التعرٌف فإن القضاء الفرنسً مٌز بٌن العاملٌن بالمرافق العامة الصناعٌــــــــــــة‬
‫و التجارٌة بٌن القابمٌن بمهام التوجٌه و المحاسبة على اعتبارهم موظفٌن ٌخضعون ألحكام القانون العـام‪،‬‬
‫أما غٌرهم من العاملٌن لٌسوا بموظفٌن و ٌخضعون ألحكام القانون الخاص‪ ،‬و هذا ما جرى العمل به فــً‬
‫الجزابري‪.‬‬
‫‪ -‬حسب محكمة النقض المصرٌة الموظف العام هو‪ <<:‬كل شخص عهد إلٌه بعمل دابم فً خدمة مرفـــق‬
‫عمومً تدٌره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام بؤسلوب االستغالل المباشر عن طرٌق شغله لمنصــــب‬
‫ٌدخل فً التنظٌم اإلداري لهذا المرفق >>‪.‬‬
‫‪ -‬حسب محكمة العلٌا المصرٌة الموظف العام هو‪ <<:‬كل شخص معٌن من طرف جهة قانونٌة مختصـــة‬
‫و فً عمل دابم لخدمة مرفق عمومً تدٌره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام >>‪.‬‬
‫من خالل التعارٌف القضابٌة السابقة ٌستخلص أن الموظف العام هو الموظف الذي ٌنتمً إلى القطـــــــاع‬
‫العام‪ ،‬لكن ماذا بالنسبة للموظف فً مرفق الخاص‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬مفهوم الموظف فً التشرٌع‪.‬‬
‫‪ :01‬مفهوم الموظف العمومً فً القانون األساسً للوظٌفة العمومٌة‪:‬‬
‫‪ -‬حسب التشرٌع الفرنسً الصادر فً ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1946‬هو‪ <<:‬كل األشخاص الذٌن وقع تعٌٌنهم فــــً‬
‫عمل مستمر و ترسٌمهم فً السلم اإلداري بٌن أطر اإلدارة المركزٌة التابعة للدولة أو المصالح الخارجٌـة‬
‫المستقلة أو المإسسات العمومٌة للدولة باستثناء القضاة و العسكرٌٌن >>‪.‬‬
‫‪- 09 -‬‬
‫‪ -‬حسب التشرٌع الفرنسً الصادر فً ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1984‬هو‪ <<:‬كل الموظفٌن المعٌنٌن فً وظٌفة دابمة‬
‫و العاملٌن كل الوقت و الشاغلٌن لرتبة فً السلم اإلداري باإلدارات المركزٌة للدولة و المصالح الخارجٌة‬
‫المستقلة و المنشآت العامة للدولة باستثناء القضاة و العسكرٌٌن >>‪.‬‬
‫‪ -‬حسب المادة ‪ 04‬من القانون األساسً العام للوظٌفة العمومٌة الجزابري رقم ‪ 03-06‬هو‪ٌ <<:‬عتبــــــر‬
‫موظف كل عون عٌن فً وظٌفة عمومٌة دابمة و رسم فً رتبة فً السلم اإلداري >>‪ٌ ،‬ظهر من هــــــذا‬
‫التعرٌف أن المشرع الجزابري اعتمد التعرٌف الضٌق للموظف تؤثرا بالمشرع الفرنسً‪.‬‬
‫‪ :02‬مفهوم الموظف العمومً فً التشرٌع الجنائً‪:‬‬
‫‪ -‬حسب المادة ‪ 02‬من قانون مكافحة الفساد رقم ‪ 01-06‬هو‪ <<:‬كل شخص ٌشغل منصبا تشرٌعٌــــــــــا‬
‫أو تنفٌذٌا أو إدارٌا أو قضابٌا أو فً أحد المجالس الشعبٌة المنتخبة سواء كان معٌنا أو منتخبا‪ ،‬دابمــــــــــا‬
‫أو مإقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غٌر مدفوع األجر‪ ،‬بصرف النظر عن رتبته أو أقدمٌته‪،‬‬
‫‪ -‬كل شخص آخر ٌتولى و لو مإقتا وظٌفة أو وكالة بؤجر أو بدون أجر و ٌساهم بهذه الصفة فً خدمــــــة‬
‫هٌبة عمومٌة أو مإسسة عمومٌة أو أٌة مإسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض رأسمالها أو أٌة مإسســـة‬
‫أخرى تقدم خدمة عمومٌة‪،‬‬
‫‪ -‬كل شخص آخر معرف بؤنه موظف عمومً أو من فً حكمه طبقا للتشرٌع و التنظٌم المعمول به >>‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫إن المشرع الجزابري فً المادة ‪ 02‬أعاله اعتمد نفس التعرٌف الذي اعتمدته اتفاقٌة األمم المتحدة المتعلقة‬
‫بمكافحة الفساد‪ ،‬كما تناول المشرع الجزابري فً تعرٌفه الموظف العمومً األجنبً من خالل أحكـــــــــام‬
‫القانون ‪ 01-06‬حٌث أن الموظف األجنبً هو ‪ << :‬كل مستخدم دولً أو شخص تؤذن له مإسسة من هذا‬
‫القبٌل بؤن ٌتصرف نٌابة عنها >>‪.‬‬
‫و تعرٌف الموظف العمومً فً قانون مكافحة الفساد ‪ 01-06‬أكثر توسعا منه فً قانون الوظٌفة العمومٌة‬
‫‪ ،03-06‬و الغاٌة من هذه المبالغة هو حماٌة المصالح العامة خاصة ما ٌتعلق بالجانب اإلداري و المالً‪.‬‬

‫العمــــــل الفـــــردي‬
‫الهٌئة الوطنٌة للوقاٌة‬
‫من الفساد و مكافحته‬
‫أوال‪ :‬تعرٌفها‪.‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 18‬من القانون ‪ 01-06‬فهً هٌبة إدارٌة مستقلة تتمتع بالشخصٌة المعنوٌـــــــــــــــــــة‬
‫و االستقاللٌة المالٌة توضع لدى ربٌس الجمهورٌة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬طبٌعتها القانونٌة‪.‬‬
‫هً هٌبة وطنٌة غٌر خاضعة ال لسلطة رباسٌة ال لسلطة وصابٌة‪ ،‬و ال تتبع فً عملها للسلطة التنفٌذٌــــــة‬
‫و ال السلطة التشرٌعٌة و لكنها تخضع لرقابة السلطة القضابٌة‪ ،‬و هً تتمٌز بالطابع اإلداري و تتمتع‬
‫بالسلطة‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫ثالثا‪ :‬تشكٌلتها‪.‬‬
‫‪ :01‬التشكٌلة الجماعٌة للهٌئة‪:‬‬
‫جبء فً ًص الوبدة ‪ 05‬هي الوزسىم الزئبسً رقن ‪ 06 - 413‬الوؤرخ فً ‪ً 22‬ىفوبز ‪ 2006‬الذي ٌحــــــدد‬
‫تشكٍلت الهٍئت الىطٌٍت للىقبٌت هي الفسبد وهكبفحتهب و تٌظٍوهب و كٍفٍبث سٍزهب حٍث تٌص على أًه تتشكـــل‬
‫الهٍئت هي رئٍس و ستت )‪ (06‬أعضبء ٌعٌٍىى بوىجب هزسىم رئبسً‪.‬‬
‫‪ :02‬الطابع المختلط للهٌئة‪:‬‬
‫بالنظر للمرسوم الرباسً المإرخ فً ‪ 07‬نوفمبر ‪ 2010‬المتضمن إعالن عن تنصٌب أعضاء الهٌاـــــــة‬
‫الوطنٌة للوقاٌة من الفساد ومكافحته‪ ،‬التً تتضمن‪:‬‬
‫‪ -1‬قاضً ربٌس الهٌبة‪ - 2 // .‬سفٌر الجزابر السابق بمالً‪ - 3 // .‬إطار سابق بوازرة الخارجٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬عقٌد من الدرك الوطنً‪ - 5 // .‬نابب عام بالمحكمة العلٌا‪.‬‬
‫‪ - 6‬مفتش عام للم ٌزانٌة بوزارة المالٌة‪ -7 // .‬الرابد فً جهاز الدرك الوطنً‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مهامها‪.‬‬
‫حسب المادة ‪ 20‬من القانون ‪06‬ـ ‪ 01‬تتمثل أساسا مهام الهٌبة فً‪:‬‬
‫‪ -01‬اقتراح سٌاسة شاملة للوقاٌة من الفساد‪.‬‬
‫‪ -02‬تقدٌم توجٌهات تخص الوقاٌة من الفساد ‪.‬‬
‫‪ -03‬وضع برامج تسمح بتوعٌة و تحسٌس المواطنٌن‪.‬‬
‫‪ -04‬جمع ومركزة واستغالل كل معلومة ٌمكن أن تساعد على الكشف و الوقاٌة من وقابع الفساد ‪.‬‬
‫‪ -05‬التقٌٌم الدوري لآللٌات القانونٌة و اإلجراءات اإلدارٌة؛‬
‫‪ -06‬تلقي التصرٌحات بالممتلكات الخاصة بالمنتخبٌن المحلٌٌن وكذا التصرٌحات الخاصة ببعــــــــــض‬
‫األعوان العمومٌٌن الذٌن ٌشغلون مناصب حسّاسة فً الدولة ‪.‬‬
‫‪ -07‬االستعانة بالنٌابة العامة بهدف جمع األدلة ومباشرة تحرٌات حول وقابع الفساد ‪.‬‬
‫‪ -08‬تؤمٌن التنسٌق ومتابعة النشاطات واألعمال فً المٌدان ‪.‬‬
‫‪ -09‬السهر على تعزٌز التنسٌق بٌن القطاعات ‪.‬‬
‫الحث على كل النشاطات الخاصة بالبحوث وتقٌٌم األعمال المنجزة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-10‬‬

‫مهامها المؤسساتٌة‪:‬‬
‫‪ -01‬إعداد التقرٌر السنوي الذي ٌرفع إلى ربٌس الجمهورٌة ؛‬
‫‪ -02‬تلقً التصرٌحات بالممتلكات الخاصة بالمنتخبٌن المحلٌٌن وبعض فبات من األعوان العمومٌٌن ‪.‬‬
‫‪ -03‬تلقً التصرٌحات المتعلقة بالتوظٌف بالتزامن مع المستخدمٌن السابقٌن ‪.‬‬

‫* أرجو من هللا أن ٌجعلنا فً خدمة العلم و فً خدمة الطلبة‪ ،‬و أن ٌحفظ أساتذتنا األفاضـل‪ ،‬و أن ٌبـارك‬
‫لنا فً كلٌتنا التً هً من نعمه عز وجل‪ ،‬و أن ٌجعلنا من الذٌن ٌسعون وراء العلم ال وراء النقــــــــــاط‬
‫التقوٌمٌة و الشهادات فقط‪.‬‬
‫كما نرغب أن نخص بالدعاء صاحب نادي االنترنت ( ‪ ) rebyC‬عٌطر عبد العالً فبارك هللا فٌــــــــــك‬
‫صدٌقً و أخً على وضع النادي و كل أجهزته تحت تصرفً خدمة للعلم و للطلبة أٌضا‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫كلمة ختامٌـــــــــــــــــــة‬

‫إلى هنا نكون قد أكملنا هذا الملخص بفضل هللا و عونه فالحمد هلل على عونه‪ ،‬كما نشٌر أن ملخصــــنا هذا‬
‫ٌشوبه نقــــص ألننا طلبة و لسنا خبراء أو مختصٌن أو دكاترة فً المادة و إنما نحن فً مرحلتــــــــــــــنا‬
‫الجامعٌة األولى و فً البداٌة التعلٌمٌة األولى لمادة قانون الوقاٌة من الفساد و مكافحته‪.‬‬
‫و من باب األمانة العلمٌة التً نحن من دعاتها و المنادٌن بها نشٌر أننا أنجزنا هذا الملخص من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬محاضرات المغفور له بإذن هللا الدكتور الفاضل عبالوي محمد ارزقً‪ ،‬أستاذنا فً مادة‪ ،‬رحمه هللا‪.‬‬
‫‪ -‬محاضرات الدكتور الفاضل رٌش محمد‪ .‬أستاذنا فً مادة المستخلف للمرحوم‪.‬‬
‫حٌث نخص هاذٌن األستاذٌن بالتقدٌر البلٌغ و بالمحبة الصادقة لهما و بالشكر الجزٌل لهما على كل مــــــا‬
‫تفضال به علٌنا خالل محضراتهما و شروحاتهما لكل ما له عالقة بقانون الوقاٌة من الفساد و مكافحتـــــه‪،‬‬
‫حٌث تعلمنا منهما الكثٌر‪.‬‬
‫*** و باالعتماد على مذكرة الماستر التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬دور الهٌئة الوطنٌة للوقاٌة من الفساد و مكافحته و الدٌوان المركزي فً مجال مكافحة الفساد‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خٌضر ‪ -‬بسكرة ‪ -‬سنة ‪.2016/2015‬‬
‫‪ -‬من إعداد الطالب حسناوي عبد الرؤوف‪.‬‬
‫‪ -‬تحت إشراف األستاذة فار جمٌلة‪.‬‬

‫من تلخٌص الطالب * هواجــــــــــــــــً ‪ -‬معمــــــــــــــــــر *‬

‫إمضـــــــــــــــــاء * هــــــــــواجً ‪ -‬معـــــــــمر *‬

‫بالتوفٌق للجمٌع إن شاء هللا‬


‫‪ 12 -‬و األخٌرة ‪-‬‬

You might also like