Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 76

‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المملكة المغربية‬
‫شعبة‪ :‬اللـغـة العربية‬ ‫المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‬
‫القنيطرة‬

‫بحث نهاية التأهيل‬


‫بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين‬
‫مسلك الثانوي اإلعدادي‬

‫تحـت عنوان‪:‬‬

‫انفتاح المدرسة‬
‫على المحيط‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إنجاز األستاذة المتدربة‪:‬‬


‫عبد هللا لحميمة‬ ‫نــوال فـطـيـــــر‬

‫الــســنــة الــتــكــويــنــيــة‪ 2102/2102 :‬م‬


‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫كلمة شكر وامتنان‬

‫ال يسعني في مستهل هذا البحث إال أن أتقدم بالشكر والثناء إلى األستاذ‬
‫الدكتور عبد هللا لحميمة الذي أشرف على تأطير بحثي هذا‪ .‬ولم يبخل علي‬
‫بنصائحه السديدة ومساعداته وإرشاداته بكل مودة ورحابة‪ ،‬والذي وهبني من‬
‫وقته الثمين ليأخذ بيدي وينير لي الطريق إلبراز معلوماتي المتواضعة‪.‬‬
‫ولن أترك فرصة الشكر دون أن أتوجه إلى هيئة اإلدارة والتدريس‬
‫بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة الغرب الشراردة بني احسن‪،‬‬
‫وخاصة أطر شعبة اللغة العربية بأصدق عبارات العرفان واالمتنان لحرصهم‬
‫البالغ على المساهمة الصادقة في تأهيلنا مهنيا لتحمل رسالة التعليم الجليلة‬
‫النبيلة‪ ،‬ولما أحاطونا به من التوجيه والدعم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫إهــــــداء‪...‬‬

‫‪3‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫مقدمة‬
‫لما كان تحسين جودة التعليم أبرز وأهم دعامة لتحقيق التنمية التي‬

‫يتطلع إليها الطموح المغربي العام‪ ،‬ولما كان انفتاح المدرسة على محيطها‬

‫وإنشاء عالقة متينة بينها وبين المجتمع المحلي‪ ،‬أحد سبل الرفع من هذه‬

‫الجودة‪ ،‬فإن تحقيق هذا المطلب‪ ،‬بات يستدعي‪ ،‬وبإلحاح‪ ،‬مراجعة األدوار‬

‫التقليدية التي تنهض بها المدرسة والتي اقتصرت وظيفتها لمدة عقود على‬

‫نقل الموروث الثقافي االجتماعي والوطني إلى المتعلمين‪ .‬وقد كشفت‬

‫هذه المراجعة عن ضرورة البحث عن سبل دمج المدرسة الحديثة في‬

‫محيطها االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬وذلك من أجل تطوير وظائفها‪،‬‬

‫وجعلها أداة إليصال انشغاالتها ومهامها عبر قنوات اإلشعاع والتفتح‬

‫الممكنة‪ ،‬وتفعيل آليات التطور التنموي المنتظر‪.‬‬

‫وإذا كان االنفتاح المستهدف يستدعي توظيف الموارد البشرية‬

‫والمادية المحلية‪ ،‬وإدماجها في عالقة تشارك تفاعلي مع المدرسة‪ ،‬تستفيد‬

‫بموجبه المدرسة من معطيات المجتمع المحلي االقتصادية والثقافية‬

‫لالضطالع بمهامها وأدوارها في أحسن الظروف‪ ،‬وتُفيد في المقابل‪ ،‬في‬

‫تلبية حاجيات هذا المجتمع التنموية‪ ،‬فإن ذلك يجعلنا وجها لوجه أمام عدة‬

‫إشكاالت منهجية وتدبيرية‪ ،‬إشكاالت تحملنا على التساؤل حول مالمح‬

‫وأبعاد هذه العالقة‪ ،‬وحول قنواتها الممكنة‪ ،‬وحول السبل القويمة لمد‬

‫جسور عالقة تتسم بالواقعية والوعي والفاعلية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬ينبري هذا البحث التربوي تحت عنوان‪" :‬انفتاح‬

‫المدرسة على المحيط"‪ ،‬وذلك من أجل اإلسهام في اقتراح لبنة قد تُفيد في‬

‫تأسيس عالقة متينة بين المدرسة والمجتمع المحلي‪ ،‬وتسهم في الرفع من‬

‫جودة التعليم‪.‬‬

‫‪ -‬دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن اختياري لهذا الموضوع "انفتاح المدرسة على المحيط" لم يتولد‬

‫من رحم الصدفة‪ ،‬بل اجتمعت له دواع ودوافع‪ ،‬حملتني على اإلقبال عليه‬

‫دون تردد‪ ،‬دوافع تضافر فيها ما هو ذاتي بما هو موضوعي‪ ،‬وتمثلت‬

‫الدوافع الذاتية منها في‪:‬‬

‫‪ -‬يقيني بأن بناء مجتمع متحضر ومنفتح على التطورات التكنولوجية‬

‫العالمية‪ ،‬قادر على مواكبتها‪ ،‬وعلى الفعل والتأثير في التحوالت الحضارية‬

‫المتالحقة التي بات يشهدها العالم اليوم‪ ،‬ال يمكن أن يتحقق على النحو‬

‫الصحيح إال إذا تبوأت المدرسة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني‪،‬‬

‫منصبها االستراتيجي والريادي في توجيه المسار التنموي‪ ،‬وتولت بكل‬

‫إمكاناتها قيادة تطلعات المجتمع‪ ،‬وتقويم تصوراته وتوجهاته الحضارية‪.‬‬

‫‪ -‬حاجتنا األكيدة إلى تنمية رصيدنا المعرفي في المجال التربوي‪،‬‬

‫وذلك من أجل امتالك الخبرات الالزمة واألكثر مالءمة لتحسين مردوديتنا‬

‫المهنية؛ من هذا المنظور‪ ،‬انصب كل اهتمامنا على انتقاء موضوع تربوي‬

‫يلبي حاجتنا المعرفية‪ ،‬وأعتقد أننا بتناولنا لهذا الموضوع‪ ،‬لن أهدر جهودي‬

‫عبثا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ -‬محاولة تقديم إضافة نوعية جادة وهادفة إلى حصيلة الدراسات‬

‫التي ينتجها الحقل السوسيو‪ -‬تربوي ببالدنا‪ ،‬من خالل هذه الدراسة التي‬

‫ن رجو أن تكلل بالسداد‪ ،‬وتنجح في مهمتها الشاقة الشيقة‪ ،‬وتسهم بما يفيد‬

‫ويثري هذا المعترك المعرفي العتيد‪ ،‬أو على األقل‪ ،‬بما يثير عزائم المهتمين‬

‫والمشتغلين بهذا المجال من أجل إغنائها‪ ،‬وتدارك نقائصها وثغراتها‪.‬‬

‫وقد تشكلت الدوافع الموضوعية من متطلبات واقعنا التربوي‪ ،‬الذي‬

‫بات يفرض ضرورة تناول القضايا التي تساير تطلعات المجتمع المدني‬

‫المغربي‪ ،‬وتواكب التطورات التي تعيشها الساحة التعليمية ببالدنا والمتمثلة‬

‫في المبادئ األساسية التي تضمنها الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬وفي‬

‫االختيارات والتوجهات التي تقترحها فلسفته الرامية إلى إصالح المنظومة‬

‫التربوية والرفع من جودة التعليم‪ ،‬بهدف دعم الركب التنموي الوطني‪.‬‬

‫وبعون من هللا‪ ،‬وبفضل توجيهات أستاذي المشرف الدكتور ‪-‬عبد هللا‬

‫لحميمة‪ -‬الذي سهر على متابعته ومراقبته عند كل خطوة وكل مرحلة‪،‬‬

‫استطعنا إنجاز هذا البحث المتواضع‪ ،‬على أمل أن يساهم في إفادة كل‬

‫مطلع عليه‪ .‬والذي ضم مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة‪.‬‬

‫‪ -‬خطة الدراسة‪:‬‬

‫تتألف هذه الدراسة من شقين يعاضد ويكمل أحدهما اآلخر؛ فاألول‬

‫شق نظري‪ ،‬سيستقل بتحديد المفاهيم الواردة في عنوان هذه الدراسة‪،‬‬

‫وبتفكيك مضامينها‪ ،‬واستجالء حيثياتها؛ وشق ميداني‪ ،‬سيتم من خالله‬

‫استنطاق عينات من الفرقاء الفاعلين في المدرسة وفي محيطها‪ ،‬من أجل‬

‫‪6‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫دعم االستنتاجات التي سيتم التوصل إليها‪ .‬حيث اتخذت الثانوية اإلعدادية‬

‫"ابن حزم"نموذجا بمدينة القنيطرة‪ .‬ويضم هذا البحث العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مقـدمـــــــة‪ :‬تناولنا فيها أهمية انفتاح المؤسسة التعليميـة علـى المجتمـع‬

‫وإشراك المجتمع المحلـي وهيئاتـه فـي تسـيير المؤسسـة التعليميـة وتـدبير‬

‫الشأن التربوي‪ ،‬من أجل الرفع بجودة التعليم بالمغرب‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬يمثل الجانب النظري‪ ،‬ويضم ثالث مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طبعا قبل الخوض في عرض الموضوع كان لزامـا أن نقـف‬

‫على تحديد المفاهيم التالية‪:‬‬

‫ــ مفهوم االنفتاح‪.‬‬

‫ــ مفهوم المدرسة‪.‬‬

‫ــ مفهوم المحيط‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬برزنا من خالله وظائف المدرسة باعتبارهـا المؤسسـة التـي‬

‫بفضلها يكتشف الفرد ذاته ومجتمعه‪ .‬ومن أهم هذه الوظائف‪:‬‬

‫ــ الوظيفة التعليمية التكوينية‪.‬‬

‫ــ الوظيفة التربوية‪.‬‬

‫ــ الوظيفة اإليديولوجية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫ــ الوظائف االجتماعية‪.‬‬

‫ــ الوظيفة اإلبداعية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المحيط معطياته واحتياجاته‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الشق الميداني التطبيقي؛ ويضم ثالثة مراحل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬توصيف االستمارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عينات البحث؛ المدرسين ‪ /‬اآلباء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تفريغ االستمارات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االستنتاجات‪.‬‬

‫خاتمة‪ :‬اقتراحات وتوصيات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الفصل األول‬

‫النظري‬
‫يتألف من المباحث التالية‪:‬‬
‫تمهيد‬ ‫‪‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحديد المفاهيم المحورية‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وظائف المدرسة‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المحيط‪ :‬معطياته واحتياجاته‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫متهيـد‬
‫يعتبر إصالح قطاع التربية والتعليم أحد أبرز القضايا التي باتت تستقطب‬
‫اهتمام مختلف فعاليات وشرائح المجتمع المغربي‪ ،‬فقد أصبح هذا القطاع‬
‫ورشة مفتوحة باسترسال متواصل في وجه الدراسات والملتقيات والندوات‬
‫واالستطالعات والبحوث الميدانية‪ ،‬وذلك انطالقا من الوعي بأن إصالح‬
‫قطاع التربية والتعليم هو السبيل إلى تحقيق التنمية الشاملة للبالد‪ ،‬وبالتالي‬
‫فقد أصبح "إصالح التعليم" مطلبا للجميع‪ ،‬وشعارا يردده الجميع‪.‬‬

‫وقد خلصت أغلب الدراسات واألبحاث الي انشغلت بقضية إصالح قطاع‬
‫التربية والتعليم‪ ،‬إلى ضرورة تجاوز التصور التقليدي للمدرسة‪ ،‬والذي قصر‬
‫وظيفتها على التطبيع االجتماعي‪ ،‬وأحالها إلى مؤسسة تعليمية ال تتعدى‬
‫فاعليتها جدران المدرسة‪ ،‬وذلك سعيا لتصحيح هذه التصورات‪ ،‬ونشطت‬
‫الدعوات إلى وجوب إعادة النظر في دور المؤسسة التعليمية‪ ،‬باعتبارها‬
‫مؤسسة اجتماعية فرعية خادمة للمجتمع‪ ،‬وأداة فعالة في تنميته‪ ،‬ونشطت‬
‫محاوالت البحث عن سبل بديلة لفتح قنوات التواصل الهادف بين أطر‬
‫المدرسة ومختلف فعاليات المجتمع المحلي‪ ،‬وذلك من أجل إنشاء شراكات‬
‫فعلية تخدم مطمح النهوض بدور المدرسة وتحسين أدائها والرفع من جودة‬
‫التعليم‪.‬‬

‫بل برز مطلب "انفتاح المدرسة على المحيط" كخيار مجتمعي‪ ،‬وكقرار‬
‫سياسي‪ ،‬باتت تعمل ألجله السلطات الحكومية الوطنية‪ ،‬فقد ورد في‬
‫المذكرة الوزارية رقم (‪ )311‬الصادرة بتاريخ (‪ )33‬أكتوبر (‪ )3991‬عن‬
‫المديرية العامة للشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية‪ ،‬تصريحا بسعي‬
‫الوزارة إلى إدماج المؤسسة التعليمية في محيطها االجتماعي واالقتصادي‬
‫والثقافي‪ ،‬للتفاعل معه انطالقا من العناية بالخصوصيات المحلية‪ ،‬وتدعيما‬
‫لسياسة الالمركزية في اتخاذ المبادرات(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى المعلمين‪ ،‬مارس‪ ،0222‬ص ‪.31‬‬

‫‪01‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫كما ساند عدد من الفاعلين التربويين والمهتمين بالشأن التربوي ببالدنا‬


‫هذا المطلب‪ ،‬ودعا إلى انفتاح المدرسة على المحيط استجابة لسياسة‬
‫الالمركزية والجهوية وتبني دمقرطة التعليم(‪.)2‬‬

‫وأصبحت المطالبة بانفتاح المدرسة على محيطها موضع إجماع‬


‫الدارسين والمهتمين على اختالف رؤاهم وقناعاتهم‪ ،‬واختالف منطلقاتهم‬
‫المرجعية‪ ،‬يرون فيه إجراءً إستراتيجيا لتقوية التفاعل بين المؤسسة التربوية‬
‫ومحيطها السوسيو ثقافي‪ ،‬ويخرج المدرسة من عزلتها‪ ،‬ويعيد لها مركزيتها‬
‫في فعل التنمية‪ ،‬على اعتبار أنها مؤسسة تربوية واجتماعية وظيفتها التنشئة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وغايتها التنمية الحضارية‪ ،‬ألنها –بإيجاز‪ -‬مرفق اجتماعي تواجد‬
‫لخدمة المجتمع‪.‬‬

‫كما قام الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر عام (‪ ،)0220‬بتحديد‬


‫الفلسفة التربوية والمرتكزات الثابتة إلصالح النظام التربوي‪ ،‬ونص على‬
‫ضرورة انخراط المدرسة في مسيرة التنمية وتأهيل المجتمع وأفراده‬
‫للعقود القادمة‪ ،‬وجعل من شروط هذا االنخراط العمل على أن تصبح‬
‫المؤسسة التعليمية‪ ،‬فاعلة ومفتحة على المجتمع‪ ،‬ومتجاوبة مع المحيط‬
‫الذي يكتنفها‪ ،‬واالنفتاح على سائر المؤسسات والهيئات االجتماعية الفرعية‬
‫األخرى‪ ،‬حيث نص على‪« :‬التأكيد على دور المدرسة والمجتمع وتعاونهما‬
‫بشكل تفاعلي إيجابي لتحقيق النماء والتقدم للفرد والمجتمع في كافة‬
‫المجاالت»(‪.)3‬‬

‫كما استدركت الورشة الثالثة ضمن ما اقترحته من توصيات في منتديات‬


‫اإلصالح (‪ ،)0222‬حول االرتقاء بجودة التعليم‪ ،‬والتي نظمتها وزارة التربية‬
‫الوطنية بالرباط يومي (‪ )39 -31‬فبراير (‪ ،)0222‬فطالبت باستبدال العنوان‬
‫"إدماج المؤسسة" بالعنوان "انفتاح المدرسة على محيطها" (‪.)4‬‬

‫فهل استطاعت هذه التدابير‪ ،‬وهذه المذكرات الوزارية‪ ،‬والميثاق‬


‫الوطني تحقيق هذه المعادلة؟ وهل تمكنت المدرسة من االنخراط الفعلي‬

‫‪ -2‬تدبير النشاط التربوي سبل وبدائل‪ ،‬النفتاح المدرسة على محيطها‪ ،‬سلسلة علوم التربية ‪ .33‬تأليف عبد اللطيف‬
‫الفارابي –عبد العزيز الغرضاف‪ -‬عبد الكريم غريب‪ -‬محمد أيت موحى ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪ -4‬منتديات اإلصالح ‪ 0222‬حول االرتقاء بجودة التعليم‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬التقرير العام‪ ،‬المنتدى الوطني‪ ،‬الرباط ‪-31‬‬
‫‪ 39‬فبراير ‪ ، 0222‬ص ‪.02‬ذ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫في فعاليات المجتمع الخارجي؟ وهل ساهمت في إنعاش المؤسسة‬


‫التعليمية لتلعب دورها االجتماعي الطالئعي؟‬

‫الحقيقة أن هذه النداءات لم تعرف ترجمة مقنعة على أرض الواقع‪،‬‬


‫حيث سجل عدد من الباحثين عدم رضاهم عن النتائج المحصلة‪ ،‬من بينهم‬
‫محمد مكسي في دراسته "مدخل إلى المشروع البيداغوجي'' بعد التحليل‬
‫الذي أجراه ليعلن أن المدرسة المغربية تعيش حالة جمود وعزلة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫« قادنا تحليل واقع المؤسسة التعليمية إلى مالحظة جمودها وعزلتها »(‪.)5‬‬

‫ومثل هذه النتائج يخلف بال شك قلقا لدى المهتمين والفاعلين التربويين‪،‬‬
‫ويستوجب الوقوف المتأني والتمعن‪ ،‬الدقيق والعميق في أسباب هذه‬
‫األزمة‪ ،‬وفي البحث عن السبل واآلليات الناجعة لمعالجة هذا الوضع‬
‫السلبي‪.‬‬

‫وفي ظل هذا الوضع‪ ،‬تتبادر إلى الذهن وبشكل تلقائي عدة تساؤالت‪:‬‬

‫عن أي نوع من االنفتاح نتحدث؟ ما أشكال هذا االنفتاح؟ وفي أية‬


‫ظروف تم العمل عل تفعيله؟ وما هي سبل تفعيله؟‬

‫وخصوصا حين نأخذ بعين االعتبار التنوع الجغرافي‪ ،‬والتباين الثقافي‬


‫واالقتصادي واالجتماعي الذي يتميز به محيط المدرسة المغربية عبر امتداد‬
‫التراب الوطني‪.‬‬

‫ما اآلليات الكفيلة بترجمة هذا االنفتاح إلى واقع ملموس تتجلى فيه‬
‫التفاعالت اإليجابية‪ ،‬وتعيد للمؤسسة التعليمية دورها الريادي في فعل‬
‫التنمية المنشودة؟‬

‫وحين نستحضر أن عالقة المدرسة بمحيطها‪ ،‬ووظيفتها فيه تتوقف‬


‫على مدى فهم مختلف الفرقاء لدور المؤسسة ولرسالتها‪ ،‬ولمكوناتها‬
‫البشرية والمادية‪ ،‬ولمعطيات محيطها الجغرافية واالقتصادية والثقافية‪،‬‬
‫تطفو تساؤالت أخرى حول هوية الفاعلين التربويين‪ :‬من هم؟ ما‬
‫اختصاصات كل فريق؟ وهل من فريق تتضارب مصالحه مع قضية انفتاح‬
‫المدرسة على محيطها؟‬

‫‪ -5‬منتديات اإلصالح ‪ 0222‬حول االرتقاء بجودة التعليم‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬التقرير العام‪ ،‬المنتدى الوطني‪ ،‬الرباط‬
‫‪ 39 -31‬فبراير ‪ ،0222‬ص ‪.2‬‬

‫‪02‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫وإذا كان االنفتاح المستهدف يستدعي توظيف الموارد البشرية والمادية‬


‫المحلية وإدماجها في عالقة تشاركية تفاعلية مع المدرسة‪ ،‬تستفيد بموجبه‬
‫المدرسة من معطيات المجتمع المحلي االقتصادية والثقافية لالضطالع‬
‫بمهامها وأدوارها في أحسن الظروف‪ ،‬وتُفيد في المقابل‪ ،‬في تلبية‬
‫حاجيات هذا المجتمع التنموية‪ ،‬فإن ذلك يجعلنا وجها لوجه أمام عدة‬
‫إشكاالت منهجية وتدبيرية‪ ،‬إشكاالت تحملنا على التساؤل حول مالمح‬
‫وأبعاد هذه العالقة‪ ،‬وحول قنواتها الممكنة‪ ،‬وحول السبل القويمة لمد‬
‫جسور عالقة تتسم بالواقعية والوعي والفاعلية‪ .‬بل إن اإلشكال األكثر‬
‫بروزا هو‪ :‬كيف يمكن في مدارس المناطق القروية تحديدا‪ ،‬إقناع مختلف‬
‫الفرقاء الفاعلين بجدوى هذه الشراكة؟ وما الصعوبات التي تحاصرها؟‬
‫وما سبل وآليات تذليل هذه الصعوبات؟‬

‫وإذا كان من المسلمات أن المدرسة لها عدة أدوار يلتقي فيها التربوي‬
‫بالثقافي واالجتماعي‪ ،‬لخدمة دورها الرئيس وهو اإلشعاعي التنموي‪ ،‬فإن‬
‫السؤال الذي يفرض نفسه هو‪ :‬إلى أي حد سيسهم انفتاح المدرسة على‬
‫محيطها في تحقيق التنمية المرتقبة؟‬

‫وتساءل الباحث نور الدين الطاهري عن اإلجراءات والتدابير‪ ،‬وعن حجم‬


‫المجهودات التي تبذلها الوزارة الوصية في هذا السياق‪ ،‬وذلك في كتابه‬
‫"مشروع المؤسسة ‪ -‬نحو استراتيجية للتغيير المخطط في المؤسسات‬
‫التعليمية بالمغرب"‪ ،‬حيث كتب‪:‬‬

‫« هل نتوفر على "مؤسسة المشروع" إدارة وبنيات تحتية‪ ،‬قبل التفكير‬


‫في مشروع المؤسسة؟»(‪.)6‬‬

‫و «إلى أي حد استطاعت المصالح المركزية لوزارة التربية الوطنية من‬


‫تحريك اهتمامات األطر التعليمية وغيرها من األطراف المعنية بمشاريع‬
‫المؤسسات‪ ،‬بعد إصدار المذكرات (‪ ، )90 /309‬و (‪ ، )99 /31‬و (‪)92 /03‬‬
‫؟»(‪.)7‬‬

‫‪ -6‬منتديات اإلصالح ‪ 0222‬حول االرتقاء بجودة التعليم‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬التقرير العام‪ ،‬المنتدى الوطني‪ ،‬الرباط‬
‫‪ 39 -31‬فبراير ‪ ،0222‬ص ‪. 33‬‬
‫‪ -7‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 12‬‬

‫‪03‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫بل لقد دفع األمر البعض إلى إعالن حالة االستسالم‪ ،‬والتصريح بأن‬
‫المدرسة المغربية واالنفتاح على المحيط‪ ،‬طموح تربوي صعب المنال‪،‬‬
‫وذلك في ظل فقدان ثقة المجتمع بالمدرسة وعزوفه عن االنخراط في‬
‫مخططاتها‪ ،‬واإلصغاء إلى برامجها اإلصالحية‪ ،‬وأضحى من الصعب تحقيق‬
‫هذا االنفتاح‪ ،‬حيث تعيش المدارس أوضاعا مأساوية‪ :‬بنيات تحتية مهترئة‬
‫وتجهيزات مخربة‪ .. ،‬وتفتقد العديد من المدارس لمقومات تهيئها لوظيفة‬
‫التربية والتكوين والمجتمع يسجل تضرر أبنائه من هذا الوضع كما يسجل‬
‫ذلك المدرسون(‪.)8‬‬

‫وفـي ضوء هذه التساؤالت‪ ،‬يمكن اقتراح مجموعة من الفرضيات‬


‫والتفسيرات المحتملة‪ ،‬والتي سيتم التأكد من صوابها أو مجانبتها للصواب‬
‫عبر أشواط هذه الدراسة‪ ،‬من أبرزها أن‪:‬‬

‫‪ -‬نظرة فعاليات المحيط واآلباء تحديدا إلى المدرسة نظرة قاصرة تعتبر‬
‫المدرسة مجرد أداة نفعية تنحصر أهميتها في ضمان المستقبل الفردي‬
‫والعائلي‪.‬‬

‫‪ -‬غياب التواصل بين المدرسة بسبب غياب مبادرات األطر المدرسية‪،‬‬


‫والمباالة وسلبية آباء وأولياء التالميذ‪.‬‬

‫‪ -‬المناهج والبرامج التعليمية ال تفسح المجال لخلق عالقة بين أطر‬


‫المدرسة والمجتمع المحلي‪.‬‬

‫ولتمحيص هذه الفرضيات‪ ،‬واإلجابة عن التساؤالت المثارة‪ ،‬ينبري هذا‬


‫البحث التربوي المتواضع تحت عنوان‪" :‬انفتاح المدرسة على المحيط‬
‫ورهانات التنمية" ليتناول العوامل المتحكمة في العالقة القائمة بين‬
‫المدرسة المغربية ومحيطها المحلي‪ ،‬سلبا وإيجابا‪ ،‬وذلك من أجل اإلسهام‬
‫في اقتراح لبنة قد تُفيد في تأسيس عالقة متينة بين المدرسة والمجتمع‬
‫المحلي‪ ،‬وتسهم في الرفع من جودة التعليم‪ ،‬من خالل هذه الدراسة‬
‫الموضوعية والميدانية‪.‬‬

‫‪ -8‬مقتطف من مقال من الموقع ‪:‬‬


‫‪.http://www.m666m.net/vb/uploaded/507_1170987925.gif‬‬

‫‪04‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المبحث األول‬

‫تـحـديـد الـمـفـاهـيـم الـمـحـوريــة‬

‫قبل الشروع في سرد محتويات هذا المبحث‪ ،‬وقبل أن نعرض تفاصيل‬

‫هذه الدراسة‪ ،‬يبدو لزاما التوقف مع عنوان البحث لتحديد مفاهيمه‬

‫األساسية‪ ،‬وتحديد العالقة بين بعض عناصره‪.‬‬

‫وتتمثل المفاهيم األساسية ‪/‬مفاتيح هذه الدراسة فيما يلي‪ :‬االنفتاح‪،‬‬

‫ال مدرسة‪ ،‬المحيط‪ ،‬رهانات التنمية‪ ،‬فما المقصود بكل مفهوم من هذه‬

‫المفاهيم؟‬

‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬مفهوم االنفتاح‪:‬‬

‫جاء في لسان العرب‪" :‬الفتح نقيض اإلغالق"(‪ ،)9‬وجاء في تكملة‬

‫المعاجم العربية‪ ،‬أن االنفتاح هو الميل إلى الشيء‪ ،‬وأن انفتاح القلب يعني‬

‫أباحته بأسراره ومكاشفته بها(‪.)10‬‬

‫وقد استعمل مفهوم االنفتاح استعماال وظيفيا في أوربا قبل القرن‬

‫التاسع عشر من انجلترا صاحبة الثورتين الصناعية والفالحية‪ ،‬وذلك عندما‬

‫نهجت سياسة االنفتاح وألغت الحماية الجمركية‪ .‬وبعد انجلترا بدأت باقي‬

‫الدول تطبق سياسة التبادل الحر‪ .‬وحاليا انتقل مفهوم االنفتاح من مجال‬

‫‪ -9‬ابن منظور‪ ،‬مادة (ف ت ح)‪ .‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان ‪.3911‬‬


‫‪ -10‬المستشرق رينهارت دوزيوهي‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ -‬العراق ‪ ،3912‬مادة (ف ت ح) ج ‪ ، 1‬ص ‪.30‬‬

‫‪05‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫االقتصاد إلى مجال التربية والتعليم على غرار مفاهيم أخرى كاإلستراتيجية‪،‬‬

‫والتأهيل‪ ،‬والكفاية‪ ،‬والتدبير‪ ،‬والجودة ‪.)11( .... ،‬‬

‫وقد عرف مؤخرا استعماال واسعا من قبل الباحثين والمهتمين بمجال‬

‫التربية والتعليم‪ ،‬تأثرا بالتطورات التي عرفها خطاب المقاولة والسياسيين‬

‫ورجال التعليم والطلبة‪ ،‬كما أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين أعطى‬

‫مفهوم االنفتاح داللة أعمق؛ أال وهي التواصل والتفاعل من أجل إقامة‬

‫عالقة تكاملية أو تماثلية بين األطراف المتواصلة‪ ،‬ففي الحالة األولى وفي‬

‫سياق حديثنا‪ ،‬تكمل المدرسة محيطها ويكمل المحيط المدرسة‪ ،‬وهي‬

‫الحالة المثالية التي ينبغي استهدافها‪ ،‬إذ إن الميثاق الوطني للتربية والتكوين‬

‫ينص على جعل المحيط والمدرسة شريكين في مشاريع تربوية واجتماعية‬

‫واقتصادية‪ ،‬يعمالن على إنجازها بهدف تحقيق التنمية المنشودة(‪.)12‬‬

‫وهناك من يربط االنفتاح باإلشعاع‪ ،‬الذي يعني تأثير المدرسة في‬

‫المحيط والعمل على تغييره ودراسة قضاياه والتحسيس بها‪ .‬إن إشعاع‬

‫المدرسة هو حضورها القوي في شتى مجاالت الحياة المعيشية‪ ،‬وفي‬

‫مختلف مواقع المحيط ومكوناته‪ ،‬والعمل على جعل المتعلم وباقي عناصر‬

‫المنظومة التعليمية أطرافا تساهم بفعالية في التنمية الشاملة والمستدامة‬

‫للمجتمع(‪.)13‬‬

‫‪ -11‬العربي السليماني‪ ،‬المعين في التربية ‪ ،‬مرجع لالمتحانات المهنية والكفاءة التربوية ومباراة التفتيش‪،‬الصفحة‪323 :‬‬
‫‪،‬مطبعة النجاح – الدار البيضاء طبعة ‪.0229-3912‬‬
‫‪ -12‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -13‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة ‪.323‬‬

‫‪06‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المدرسة‪:‬‬


‫إن الكلمة الفرنسية (‪ )école‬مشتقة من اليونانية ‪ ،School‬وتعني‪ :‬وقت‬

‫الفراغ الذي يقضيه الفرد مع رفقائه في تثقيف الذهن‪ .‬وفي اللغة العربية‪،‬‬

‫يعرف ابن منظور المدرسة بأنها البيت الذي يدرس فيه القرآن(‪.)14‬‬

‫وتعني المدرسة عُرْفا‪ ،‬كل مؤسسة اجتماعية تقوم بخدمة تدبير وتنظيم‬

‫التكوين األساسي لألفراد‪.‬‬

‫ويمكن تحديد مفهومها قانونيا على أنها مؤسسة تعليمية تخضع لضوابط‬

‫محددة تقوم بواسطتها بتنظيم فاعلية العنصر البشري‪ ،‬بحيث تنتج وتفعل‬

‫وفق إطار منـظم يضبط مهام كل فئة‪ ،‬ويجعلها تقوم بعملها الخاص لكي‬

‫يصب في اإلطار العام‪ ،‬ويحقق األهداف المرجوة منه(‪.)15‬‬

‫كما يمكن تحديد مفهومها وظيفيا على أنها «مؤسسة اجتماعية تعمل‬

‫على صياغة المجتمع‪ ،‬وذلك بالحفاظ على ثقافته وقيمه‪ ،‬كما تعمل في‬

‫الوقت نفسه من أجل تجديده‪ ،‬وذلك عن طريق استيعاب ما وصلت إليه‬

‫الحضارة اإلنسانية من تقدم ورقي»(‪.)16‬‬

‫وعليه‪ ،‬فالمدرسة هي المؤسسة الضرورية التي تمكن االنتقال من‬

‫األسرة إلى الدولة وإلى المجتمع بشكل عام‪ ،‬بفضل تشكيل النشء نظرا‬

‫لمتطلبات الحياة المشتركة‪ ،‬ونظرا لمقتضيات المجتمع(‪ .)17‬وهي المؤسسة‬

‫‪ -14‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ف ت ح)‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان ‪.3911‬‬


‫‪ -15‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى المعلمين‪ ،‬مارس ‪ ،0222‬تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -16‬لحسن مادي‪ ،‬السياسة التعليمية بالمغرب ورهانات المستقبل‪ ،‬ص ‪..331‬‬
‫‪ -17‬محمد الدريج ‪ ،‬مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية سلسلة التجديد التربوي ــ العدد األول‬
‫‪،‬منشورات رمسيس الرباط‪ ،.‬الطبعة األولى‪3991‬تحليل العملية التعليمية‪ ،‬ص ‪. 12‬‬

‫‪07‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫التي توفر المناخ التربوي واالجتماعي المناسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنة‪،‬‬

‫وتركز على إكساب المتعلمين الكفايات والقيم التي تؤهلهم لالندماج الفاعل‬

‫في الحياة‪ ،‬وترجمة القيم واالختيارات إلى ممارسة ملموسة في حياتهم من‬

‫خالل السلوك المدني المواطن‪ ،‬واحترام التنوع الثقافي واالختالف في‬

‫الرأي‪ ،‬والممارسة الديمقراطية‪ ،‬واتخاذ المبادرات والقرارات عن بينة‬

‫واقتناع(‪.)18‬‬

‫ويظل تجسيد هذه المرامي رهين بمدى كفاءة العناصر الفاعلة في‬

‫المدرسة‪.‬‬

‫ونقصد بالعناصر الفاعلة في المدرسة الفعاليات البشرية المؤثرة في‬

‫حياكة وشائج االرتباط القائم بين المدرسة وبيئتها المحلية‪ ،‬وتتمثل هذه‬

‫العناصر في‪:‬‬

‫‪ ‬اإلدارة التربوية‪ :‬وتشمل مدير المدرسة وهيئة التأطير والمراقبة التربوية‬

‫والمادية والمالية والتوجيه والتخطيط التربوي‪ ،‬ومجالس المؤسسة (مجلس‬

‫التدبير‪ ،‬المجلس التربوي‪ ،‬مجلس القسم‪ ،‬المجلس التعليمي)‪.‬‬

‫فقد أصبحت هذه األطر تتبوأ في ظل توجهات ومرامي وفلسفة ميثاق‬

‫التربية والتكوين دورا اجتماعيا هاما ومزدوجا‪ ،‬األول على الصعيد الداخلي‪،‬‬

‫فالمدرسة تعتبر في المنظور التربوي الحديث الخبرة االجتماعية األولى‬

‫للمتعلم‪ ،‬إذ يواجه فيها عالقات إنسانية جديدة‪ ،‬ويمارس نشاطه في غير‬

‫بيئة أبويه‪ ،‬ولهذا فالمدير مطالب بفتح قنوات التواصل المستديم بينه وبين‬

‫‪ -18‬دليل الحياة المدرسية‪ ،‬مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية‪ -‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬غشت ‪ ،0221‬ص ‪. 0-3‬‬

‫‪08‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هيئة التدريس والمتعلمين ومراعاة أوضاعهم األسرية والصحية وغيرها؛‬

‫والثاني على الصعيد الخارجي‪ ،‬وذلك بالعمل على تقوية العالقات بين‬

‫المؤسسة والوسط المحلي‪ ،‬وذلك لإلسهام في تفعيل وظائف المدرسة‬

‫وتنشيط ديناميتها؛ وهو ما لن يتأتى إال بتجنب السلوكات البيروقراطية‪ ،‬وتبني‬

‫منهج التوجيه واإلرشاد واإلشراك الفعلي لمختلف الفعاليات‪ ،‬والسعي‬

‫الدؤوب لتمتين العالقات بين األسرة والمدرسة‪ ،‬وتشجيع األسر على‬

‫اإلسهام في تبليغ رسالة المؤسسة عبر تقويم تصوراتهم لبيئة المدرسة‪،‬‬

‫ولتطلعاتها‪ ،‬ولهواجسها‪ ،‬ولمشاكلها‪ ،‬األمر الذي سيسهل ‪-‬بدون شك‪-‬‬

‫سيرورة انفتاح المؤسسة في محيطها‪ ،‬وتأكيد هويتها ودورها في فعل‬

‫التنشئة االجتماعية‪ ،‬وإثبات جدارتها في خدمة المجتمع والسير به نحو‬

‫التطلعات المنشودة‪.‬‬

‫‪ ‬هيئة التدريس‪ :‬يقصد بهيئة التدريس الموارد البشرية التي تنفذ فعل‬

‫التعليم داخل حجرات المدرسة‪ ،‬فهي الجهاز الذي يقوم بنقل المعارف‬

‫واألعراف والقيم االجتماعية إلى التالميذ‪ ،‬ويعمل على تطوير مكتسباتهم‬

‫وخبراتهم المعرفية والسلوكية والوجدانية‪ ،‬وفي هذا الدور ما يغني ليخول‬

‫لهذه الهي ئة االنتماء لمجموعة العناصر الفاعلة في عالقة المدرسة‬

‫بالمجتمع المحلي‪ .‬بل إنها تعتبر أهم فاعل فيها‪ ،‬ألن اآلثار االجتماعية‬

‫الناجمة عن تطبيق أي برنامج للتربية والتعليم تتوقف بدرجة كبيرة على‬

‫نوعية التعليم الذي تمارسه هذه الهيئة داخل الحجرات والصفوف الدراسية‪.‬‬

‫‪ ‬آباء وأولياء التالميذ‪ :‬ال يمكن أن ننكر الدور الذي يمارسه آباء وأولياء‬

‫التالميذ في عالقتهم بالمدرسة‪ ،‬فهم العناصر األساسية في المجتمع‬

‫‪09‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المحلي‪ ،‬وسواء كانوا مؤطَّرين داخل تنظيم جمعوي (جمعية آباء وأولياء‬

‫التالميذ) أو غير مؤطَّرين‪ ،‬فإنهم معنيون قسرا بقضايا المدرسة‪ ،‬إذ ال مناص‬

‫لهم من االحتكاك بها‪ ،‬والتعامل معها‪ ،‬وخصوصا بعدما بات التعليم حقا‬

‫إلزاميا لكل طفل بلغ سن التمدرس بضمانة الدستور‪ .‬وقد راعت السلطات‬

‫الحكومية الوطنية هذه العالقة‪ ،‬ففتحت منفذا قانونيا لهم عبر "جمعية آباء‬

‫وأولياء التالميذ" من أجل المشاركة في كل ما من شأنه أن يعزز العمل‬

‫التربوي‪ ،‬ويضمن استفادة التالميذ منه‪.‬‬

‫‪ ‬التالميذ‪ :‬يعتبر التالميذ أحد األطراف األساسية ضمن قائمة رواد‬

‫المدرسة الرسميين‪ ،‬وبالتالي فهم بال شك من العناصر الفاعلة في عالقة‬

‫المدرسة بالمجتمع المحلي؛ إنهم صلة الوصل بين المدرسة واألسرة‪،‬‬

‫وبالتالي فهم يشكلون قناة جيدة للتعريف بمدرستهم‪ ،‬وبأنشطتها‪ ،‬ألنهم من‬

‫يرسم صورة المدرسة في أذهان الكبار‪ ،‬وعن طريق األصداء التي ينقلونها‬

‫عن المدرسة‪ ،‬تكتسب هذه األخيرة قيمتها في الوسط المحلي (‪.)19‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬مفهوم المحيط‪:‬‬


‫المحيط من حاط يحوط‪ :‬إِذا حفظه وصانه وذبَّ عنه وتَوفَّرَ على‬

‫ط كَرْمَه تحْويطًا‪ ،‬أَي‪ :‬بنَى حوْلَه حائطًا؛ ‪ ...‬وأَحاطت إِذا‬


‫مصالحِهِ؛ ‪ ...‬وحَ َّو َ‬

‫أَحدقت به وكلُّ من أَحْرَز شيئًا كلَّه وبلَغ عِلْمُه أَقْصاه فقد أَحاطَ به؛ ‪...‬‬

‫وأَحاطَ باألَمر إِذا أَحْ َدقَ به من جَوا ِنبِه كلِّه(‪.)20‬‬

‫‪ -19‬إشعاع المدرسة على محيطها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬وثائق التربية السكانية‪ ،‬قسم البرامج والمناهج والوسائل‬
‫التعليمية‪ ،3991 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -20‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة (ح و ط)‪ .‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان ‪.3911‬‬

‫‪21‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫ومعن محيط المدرسة‪ ،‬مجموع التكوينات والتشكيالت الخارجية التي‬

‫تؤلف منفردة أو متحدة‪ ،‬أنساقا متفاعلة‪ .‬فإذا اعتبرنا المؤسسة التعليمية‬

‫منظومة فإن محيطها هو كل ما يقع خارج حدودها‪ ،‬لكنه يتفاعل معها‬

‫بطريقة دينامية‪ .‬وينبغي التمييز بين محيط قريب يسمى بالوسط‪ ،‬وهو‬

‫الوسط التعليمي‪ ،‬ومحيط بمعناه الواسع ويسمى بالبيئة‪ ،‬وهو أكثر‬

‫شمولية(‪.)21‬‬

‫ويتكون المحيط كيفما كان مقياسه الجغرافي من عدة عناصر اقتصادية‬

‫واجتماعية وثقافية وسياسية وعلمية وتكنولوجية تشكل ما يصفه البعض‬

‫بالمجتمع المحلي‪ .‬والذي يعرف بأنه عبارة عن مجتمع فرعي محدود من‬

‫حيث البنية السكانية والمؤسسات االجتماعية‪ ،‬والرقعة الجغرافية‪ ،‬ويمتاز كل‬

‫مجتمع محلي بخصوصيته من حيث الموارد الطبيعية‪ ،‬والطاقات البشرية‪،‬‬

‫وعادات اإلنتاج‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني عزلة المجتمع المحلي عن المجتمع‬

‫العام‪ ،‬بل يعتبر وحدة نوعية من تنوعاته(‪.)22‬‬

‫‪ ‬الجماعات المحلية‪ :‬يقصد بالجماعات المحلية في مفهومها العام ما‬

‫يعرفها به الفصل (‪ )13‬من الدستور‪ ،‬والذي ينص على أنها الجهات‬

‫والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية(‪.)23‬‬

‫ويقصد بها في المفهوم الخاص‪ :‬كل «وحدة ترابية داخلة في حكم‬

‫القانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي»(‪.)24‬‬

‫‪ -21‬العربي السليماني‪ ،‬المعين في التربية ‪ ،‬مرجع لالمتحانات المهنية والكفاءة التربوية ومباراة التفتيش‪،‬الصفحة‪321 :‬‬
‫‪ -22‬إشعاع المدرسة على محيطها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬وثائق التربية السكانية‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -23‬تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى المعلمين‪ ،‬مارس‪ ،0222‬ص ‪.19‬‬

‫‪20‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫وقد ارتأى المشرع المغربي تنظيم التراب الوطني على هذا النحو‬

‫انطالقا من عدة أهداف‪ ،‬من بينها؛ دعم الالمركزية‪ ،‬وتسخير الطاقات‬

‫واإلمكانات لتنمية الجهة؛ ومن هذا الهدف‪ ،‬باتت شؤون قطاع التربية‬

‫والتعليم تشكل إحدى انشغاالت ومسؤوليات الجماعات المحلية‪ ،‬والتي‬

‫يفترض فيها أن تساهم في النهوض بإشكالية التمدرس في الوسط‬

‫المحلي‪ ،‬لكونها أقدر على معرفة الحاجيات المحلية في هذا الميدان‪.‬‬

‫ومن األدوار األساسية التي يجب أن تقوم بها الجماعة المحلية‪،‬‬

‫باعتبارها سلطة منتخبة ألجل تحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬أن تولي أهمية‬

‫للمؤسسات التعليمية الموجودة في حدودها الترابية‪ ،‬باعتبارها مصدر‬

‫تكوين رجال مستقبلها‪ ،‬فالمؤسسة تقوم بإعداد الشباب للحياة العملية‬

‫المنتجة لفائدة الجماعة‪ .‬وبناء على هذا الوعي‪ ،‬تقوم الجماعة المحلية‬

‫بواجبات الشراكة مع المؤسسة التعليمية‪ ،‬واإلسهام في مجهود التربية‬

‫والتكوين‪ ،‬من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز الجوانب الصحية واألمنية بالمؤسسات التعليمية؛‬

‫‪ -‬االرتقاء بالفضاءات المدرسية؛‬

‫‪ -‬المساهمة الفعلية في تدبير مشاكل التربية والتكوين بالجماعة(‪.)25‬‬

‫‪ ‬السلطة المحلية‪ :‬يعتبر دور السلطة المحلية (القيادة أو المقاطعة)‬

‫مكمال لدور الجماعات المحلية في االهتمام بقضايا المدرسة والتمدرس‬

‫‪ -24‬تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى المعلمين‪ ،‬مارس‪ ،0222‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ -25‬دليل الحياة المدرسية‪ ،‬مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية‪ -‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬غشت ‪ ،0221‬ص ‪. 29‬‬

‫‪22‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫في الوسط المحلي بشكل عام‪ ،‬فهي مسؤولة عن قضايا التربية والتعليم‬

‫لنفس االعتبار الذي يلزم الجماعات المحلية والمتمثل في دعم التنمية‬

‫الجهوية‪ ،‬وإنما يختلف مستوى المسؤولية لديهما في كون السلطة المحلية ال‬

‫تتمتع بالشخصية المعنوية وال باالستقالل المالي الذي تتمتع به الجماعات‬

‫المحلية‪ ،‬لذا فإن مسؤولية السلطة المحلية تنحصر في إرشاد ومساعدة‬

‫المجالس الجماعية في مهامها اإلدارية‪ ،‬وفي تنفيذ أشغال التهيئة والتجهيز‬

‫الجماعي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المبحث الثاني‬
‫وظـــائــف الــمــدرســــة‬
‫تقوم المدرسة كمنظومة بوظيفتين هما؛ وظيفة اإلدماج‪ ،‬ووظيفة‬

‫اإلنتاج‪ ،‬فمن جهة تدمج التالميذ الوافدين من المحيط‪ ،‬ومن جهة أخرى تنتج‬

‫األطر والباحثين وتفرغهم في المحيط‪.‬‬

‫وإذا ما نظرنا إلى هذه الوظائف نجدها متعددة ومتشعبة‪ ،‬نظرا لتعدد‬

‫أغراض وأهداف الكائن البشري‪ ،‬فمنها ما هو تربوي وتعليمي ثم إداري‪،‬‬

‫اجتماعي وأمني‪ ،‬تكويني وإيديولوجي‪ ،‬إرشادي وتوجيهي‪ ،‬ثقافي إشعاعي‪،‬‬

‫تواصلي اقتصادي‪...‬‬

‫بشكل عام يمكن القول بأن المدرسة هي المؤسسة التي بفضلها‬

‫يكتشف الفرد ذاته ومجتمعه‪ .‬يمكن اإلشارة إلى أبرز وظائف المدرسة‬

‫على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬الوظيفة التعليمية التكوينية‪:‬‬

‫في إطار هذه الوظيفة تقوم المدرسة بتعليم األطفال القراءة‬

‫والكتابة والحساب‪ ،‬مع إكسابهم وتلقينهم المعارف الدينية والتاريخية‬

‫واألدبية والعلمية واللغوية‪ ،‬عبر برامج ومقررات محددة حسب مختلف‬

‫المواد المخصصة لكل مستوى وبشكل تدريجي‪ .‬كما تسعى المدرسة خالل‬

‫كل مرحلة تعليمية تحقيق وإكساب التالميذ كفايات تواصلية‪ ،‬استراتيجية‬

‫منهجية‪ ،‬تكنولوجية وثقافية‪ ،‬وقيم ترتبط بالعقيدة وبالهوية الحضارية‬

‫وبثقافة حقوق اإلنسان والمبادئ الكونية‪ .‬وتهدف المدرسة بشكل عام‬

‫‪24‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫خالل هذه الوظيفة تعليم وتكوين الفرد بشكل يجعله مندمجا في الحياة‬

‫العامة ومتفتحا على اآلخر‪.‬‬

‫‪ ‬الوظيفة التربوية‪:‬‬

‫بجانب الوظيفة التعليمية والتكوينية فإن للمدرسة وظيفة أساسية‬

‫وشاملة استمدتها من األسرة‪ ،‬تتجلى في تربية األطفال تربية تجعلهم‬

‫يحترمون مجتمعاتهم ويندمجون في مختلف المؤسسات االجتماعية‬

‫األخرى‪ ،‬وبفضلها يكتسبون قيم إنسانية وهويات تتأقلم مع متطلبات‬

‫المجتمع‪ ،‬وبفضل الفلسفة التربوية التي تنهجها المدرسة كمؤسسة عمومية‬

‫يمكن للمجتمع التطور والسير نحو ما هو أفضل أو العكس اإلصابة بالركود‬

‫والتخبط في مشاكل جمة‪.‬‬

‫فالمدرسة هي مقود التطور والتقدم ومفتاح التغيير‪ ،‬وعبر المدرسة‬

‫يمكن كذلك أن نصنع مجتمعا متخلفا ومجتمعا مسالما كما نريد‪ .‬ولهذا‬

‫فعندما نتحدث عن إصالح التعليم وبالتالي المدرسة‪ ،‬علينا أن ننظر إلى‬

‫مستقبل األمة‪ ،‬وماذا نريد فعال من مجتمعنا؟ هل نريده مجتمعا متقدما؟‬

‫ديمقراطيا؟ متفتحا؟ يحب وطنه؟ غيور عليه؟ يعتز بهويته؟ قد يدفع ثمن‬

‫حياته دفاعا عن وطنه؟ وال يعير أي اهتمام لنفسه ولوطنه؟ مجتمعا‬

‫متفاوتا في كل المستويات الثقافية واالقتصادية واالجتماعية؟‬

‫إن المدرسة هي الحل الوحيد الذي يمكن من خالله أن نخلق فردا ثم‬

‫أسرة وبالتالي مجتمعا كامال‪ ،‬فداخل المدرسة نجد كل األطفال ينحدرون‬

‫من كل األسر كسفراء لها‪ ،‬وهم الذين سيصبحون رجال الغد‪ ،‬فإذا قمنا‬

‫‪25‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫بتربيتهم بشكل جيد‪ ،‬وعلى تربية مستقبلية ألنهم خلقوا لزمن غير زماننا‪،‬‬

‫نضمن مجتمعا منسجما ومتقدما‪.‬‬

‫‪ ‬الوظيفة اإليديولوجية‪:‬‬

‫لقد تبين من خالل الممارسة الميدانية وكذلك من خالل الفلسفة التربوية‬

‫التي تتبعها كل دولة اتجاه مدارسها‪ ،‬أن للمدرسة وظيفة أخرى تكتسي‬

‫طابعا إيديولوجي‪،‬ا لكونها تعتبر أداة لإلدماج‪ ،‬وقنطرة تمرر من خاللها‬

‫الدولة سياساتها األمنية‪ ،‬وهي أداة لهيمنة الوظيفة الرسمية لنقل‬

‫المعارف‪ ...‬وهي كما قال السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو في كتاب‬

‫مع باسرون‪:‬إعادة اإلنتاج‪ ،‬أداة إلعادة إنتاج الثقافة والنظام السائد‪ .‬وهكذا‬

‫فالنظام السائد‪ ،‬بوصفه جهازا إيديولوجيا مهمته جعل المدرسة تقوم‬

‫بترسيخ أفكاره المهيمنة‪ ،‬وذلك لإلعادة إنتاج تقسيمات المجتمع الرأسمالي‪،‬‬

‫وجعل النخبوية عمال مشروعا‪ ،‬وبالتالي إعادة إنتاج القيم والعالقات‬

‫االجتماعية السائدة‪ .‬وهكذا فالنظام التربوي في نظر بورديو يشكل عنفا‬

‫رمزيا قصديا‪ ،‬لكنه مفروضا من طرف سلطة ذات نسق ثقافي سائد‪،‬‬

‫وهكذا فالوظيفة اإليديولوجية للمدرسة تتجلى في كونها مؤسسة للترويض‬

‫االجتماعي‪ ،‬وإعادة إنتاج نفس أنماط الفكر والسلوك المرغوب فيهما من‬

‫طرف المجتمع‪.26‬‬

‫‪ ‬الوظائف االجتماعية‪:‬‬

‫امحمد عليلوش‪ ،‬التربية والتعليم من أجل التنمية‪،‬الصفحة‪333:‬ـ‪ 331‬تقديم د‪ .‬أحمد عليلوش‪ ،‬الطبعة األولى‪:‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ 0223‬مطبعة النجاح الدار البيضاء(بتصرف)‬

‫‪26‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫التماسك االجتماعي وتذويب الفوارق بين الطبقات؛ ومن الوظائف‬

‫االجتماعية للمدرسة إيجاد حالة من التوازن بين عناصر البيئة االجتماعية‪،‬‬

‫وذلك بأن تسنح المدرسة لكل فرد الفرصة للتحرر من قيود طبقته‬

‫االجتماعية التي ولد فيها‪ ،‬وأن يكون أكثر اتصاال وتفاعال مع بيئته الشاملة‪،‬‬

‫ذلك أن المجتمع الحديث يتضمن في الواقع جماعات كثيرة‪ ،‬وهناك أيضا‬

‫الطبقات االجتماعية والمذاهب الدينية‪ ،‬ولكنها تتفاوت في العادات والتقاليد‬

‫والقيم بين أفراد المجتمع الواحد‪ .‬وكل هذه الطبقات لها تأثير على‬

‫اتجاهات األطفال الناشئين‪.‬‬

‫تنمية أنماط اجتماعية جديدة؛ إن أول خطوة لتحقيق المدرسة لهذه‬

‫الوظيفة هي تنمية الوعي بين األطفال والشباب بالفرق بين ما هو كائن‬

‫وما ينبغي أن يكون‪ ،‬وتتطلب هذه الوظيفة أساسا كما وافرا من المعرفة‬

‫ومن المعلومات عن الوسائل االجتماعية األخرى المختلفة‪ ،‬وتكوين‬

‫اتجاهات علمية جديدة متحررة من التعصب والجمود‪ ،‬لتقويم هذه‬

‫المعارف واستنباط مفاهيم جديدة تكون أساسا لتصور مستقبلي فعال‪.‬‬

‫‪ ‬الوظيفة اإلبداعية‪:‬‬

‫إذا كانت نقطة البداية للمدرسة هي اإلنسان الفرد‪ ،‬فإن موضوعها هو‬

‫طبيعة الفرد من حيث نموه‪ .‬فطبيعة الفرد ليست محددة بعوامل بيئية ثابتة‬

‫أو أنها فطرية تحكمها عوامل غريزية جامدة‪ ،‬وإنما هي طبيعة مرنة‬

‫متكاملة في تفاعلها‪ .‬فوظيفة المدرسة هي أن تمكن الفرد من الخروج عند‬

‫حدود جماعته األولية إلى حدود الجماعات الكبيرة مع قوة في تغيير هذه‬

‫‪27‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الجماعة‪ ،‬واإلضافة إليها‪ ،‬والمشاركة فيها؛ مشاركة إيجابية‪ ،‬وذلك بفكر‬

‫خالق ومبدع في ثقافته وبيئته‪ .‬وقد تعد هذه الوظيفة أعلى وظائف التربية‬

‫المدرسية خاصة في المجتمعات التي تعيش تغيرات سريعة‪ ،‬تحتاج من‬

‫األفراد خلقا وإبداعا وابتكارا وتجديدا في أساليب حياتهم‪.27‬‬

‫د‪ .‬ويا الحسين‪ ،‬مقاربات تربوية جديدة‪ ،‬طوب بريس ــ الرباط‪ ،‬يوليوز ‪.0221‬الصفحة‪01:‬ـ ‪( 09‬بتصرف) ــ‬ ‫‪27‬‬

‫‪28‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المبحث الثالث‬
‫احمليط‪ :‬معطياته واحتياجاته‬
‫شكل موضوع المدرسة والمحيط مجاال الهتمام الفاعلين في‬

‫الميادين السياسية واالقتصادية والتربوية والحقوقية‪ ،‬الرتباطه بقضايا التدبير‬

‫والمسؤولية والرقابة والتخليق والتشارك والتعاقد والتناوب والالتمركز‬

‫والتواصل‪ ...‬وبهذا المعنى اقترنت إشكالية المدرسة وعالقتها بالمحيط‬

‫بحسن تدبير الشأن العمومي‪ ،‬وبتشجيع المشاركة الفعالة للمواطنين عبر‬

‫جمعيات المجتمع المدني واألنشطة المندمجة‪ ،‬كما أقرنت تفعيل ثقافة‬

‫الحوار؛ فيما يخص اتخاذ القرارات وتطوير المبادرات‪ .‬وبذلك تأسست على‬

‫مجموعة من القواعد الضرورية لبناء مجتمع قوامه الحرية والديمقراطية‬

‫والعدالة‪ .‬ولما كان مجال التربية والتكوين هو الطريق نحو استنبات هذه‬

‫القيم‪ ،‬فإن التساؤل األساسي الذي يواجهنا هو كالتالي؛ ما هي الرهانات‬

‫التربوية والقيمية وراء ربط المدرسة بالمحيط في أبعاده المختلفة‬

‫(االقتصادية واالجتماعية والثقافية)؟ وبأي معنى يساهم هذا الربط في‬

‫تحسين جودة المنتوج التربوي؟‬

‫من الوقائع التي ال يفتأ التاريخ العام للبشرية يؤكدها‪ ،‬أن الثورات‬

‫العلمية الكبرى والطفرات التكنولوجية التي تواكبها أو تتلوها ‪،‬عادة تكون‬

‫في أغلب العصور وراء التحوالت النوعية التي تعرفها البشرية في ميادين‬

‫اإلنتاج واالقتصاد والتنظيم االجتماعي‪ ،‬كما يكون لها دور فعال في إحداث‬

‫انقالبات كبيرة في منظومات المعايير والقيم السائدة‪ ،‬وكذلك في كيفيات‬

‫تصور اإلنسان للوجود والحياة والعالم المحيط به‪ ،‬سواء منه البشري أو‬

‫‪29‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الطبيعي‪ .‬ويترتب عن هذه السيرورة عادة اضطرار الفكر والعمليات إلى‬

‫التكيف والتآلف تدريجيا مع سيرورة معطيات الواقع الجديد ومستجداته‪.‬‬

‫ويبدو أن هذا هو حال ما نشهده بالفعل في عالم اليوم وبصفة خاصة في‬

‫هذه العقود األولى من األلفية الثالثة‪ ،‬والحق أننا أضحينا نعاني عن كثب‬

‫حدوث تحوالت عميقة تطرأ على المجتمعات الحديثة بوتيرة متسارعة‪،‬‬

‫وذلك بتزامن مع االستعمال المتزايد للمعرفة والتكنولوجيات الجديدة في‬

‫ميادين المعلومات واالتصاالت والذكاء االصطناعي‪ .‬وحسب قرائن عديدة‬

‫فإن الحقبة التي تنكشف أمامنا‪ ،‬ربما كانت من بين أكثر الحقب إثارة‬

‫بالنسبة لمن يعيشون فيها‪ ،‬وهي تنبئ بأن البشرية على عتبة عهد جديد‬

‫يوصف منذ بضع سنوات بأنه عهد مجتمع المعرفة‪ .‬وغير خاف أن مصطلح‬

‫المعرفة "مجتمع المعرفة" حديث العهد بالنشأة والتداول‪ ،‬وأن المراد من‬

‫استعماله اليوم تقريب فهم أبعاد التغيرات الواسعة والعميقة التي طالت‬

‫مختلف المجتمع المعاصر‪.‬‬

‫لقد ظهر المصطلح في نهاية التسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬وكان‬

‫القصد من استعماله أن يدل على نمط من المجتمعات تفرض أن يعم فيه‬

‫االنتشار والتبادل والتشارك واالستخدام الواسع للمعلومات وللمعرفة بفضل‬

‫التكنولوجيات الرقمية الجديدة‪ .‬وقد اعتمدت منظمة األمم المتحدة للتربية‬

‫والثقافة‪ ،‬هذا المصطلح منذ انعقاد مؤتمر القمة األوربية في لشبونة سنة‬

‫(‪ .)0222‬وأصبح متداوال بصفة رسمية في وثائق هذه المنظمة وفي‬

‫تقاريرها السنوية حول التنمية البشرية‪ .‬نذكر هنا على سبيل المثال؛ تقرير‬

‫‪31‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫التنمية اإلنسانية العربية (‪ ،)0221‬نحو إقامة مجتمع المعرفة‪ ،‬وهو من‬

‫منشورات برنامج األمم المتحدة اإلنمائي نيويورك (‪.28)0221‬‬

‫إذا كان "مجتمع المعرفة" وليدا شرعيا للحقبة المعاصرة‪ ،‬فهو في‬

‫واقع األمر نتاج الثورتين السابقتين‪ ،‬والثورة الصناعية الثالثة التي تتميز عن‬

‫الثورتين السابقتين باقترانها بظاهرة العولمة وفضاءاتها المفتوحة‪ .‬وذلك‬

‫بظهور التكنولوجيا الرقمية الجديدة التي تسهم حاليا بشكل فعال في جميع‬

‫مناحي األنشطة البشرية‪ .‬إلى مرحلة جديدة وحاسمة من تاريخها‪ ،‬وأن‬

‫هذه المرحلة بقدر ما تحمل من وعود كثيرة سخية في مجاالت التواصل‬

‫والتنمية بصفة خاصة‪ ،‬بقدر ما يكتشف تدريجيا أنها بدأت تطرح على البشرية‬

‫تحديات غير مسبوقة‪ ،‬لهذه األسباب وغيرها تحولت وظيفة المدرسة من‬

‫تلقين المعرفة الجاهزة إلى إعادة بنائها من خالل إشراك المتعلمين‬

‫وتمثالتهم‪ ،‬ودفعهم إلى حل مشاكل الحياة المعقدة بأنفسهم (بيداغوجيا‬

‫الكفايات)‪ ،‬فالمحيط االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬يفرض اليوم تكوين متعلم‬

‫يتعلم بنفسه ويتكيف مع واقعه‪ .‬لذلك فالمدرسة إما أن تكون فاعلة في‬

‫المحيط أو ال تكون‪ ،‬وقد خلصت أغلب الدراسات واألبحاث التي انشغلت‬

‫بقضية إصالح قطاع التربية والتعليم إلى ضرورة تجاوز التصور التقليدي‬

‫للمدرسة‪ ،‬والذي قصر وظيفتها على التطبيع االجتماعي‪ ،‬وأحالها إلى‬

‫مؤسسة اجتماعية فرعية خادمة للمجتمع وأداة فعالة في تنميته‪ ،‬ونشطت‬

‫محاوالت البحث عن سبل بديلة لفتح قنوات التواصل الهادف؛ بين أطر‬

‫المدرسة ومختلف فعاليات المجتمع المدني‪ ،‬وذلك من أجل إنشاء شراكات‬

‫منشورات برنامج األمم المتحدة اإلنمائي نيويورك ‪(.0221‬بتصرف)‬ ‫‪28‬‬

‫‪30‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫فعلية تخدم مطمح النهوض بدور المدرسة‪ ،‬وتحسين أدائها والرفع من‬

‫جودة التعليم‪ .‬بل برز مطلب "انفتاح المدرسة على المحيط كخيار مجتمعي‪،‬‬

‫وكقرار سياسي باتت تعمل ألجله السلطات الحكومية الوطنية‪ ،‬فقد ورد في‬

‫المذكرة الوزارية رقم ‪ 311‬الصادرة بتاريخ‪ 33‬أكتوبر ‪ 3991‬عن المديرية‬

‫العامة للشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية تصريحا بسعي الوزارة إلى‬

‫إدماج المؤسسة التعليمية في محيطها االجتماعي واالقتصادي والثقافي‬

‫للتفاعل معه انطالقا من العناية بالخصوصية المحلية‪ ،‬وتدعيمها لسياسة‬

‫الالمركزية في اتخاذ المبادرات "‪.29‬‬

‫فالمدرسة لها تعاقدات مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬والمحيط المغربي‬

‫(االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الثقافي‪ )...‬له الحق في االستفادة من نظام‬

‫التربية الوطنية والتكوين‪ ،‬بشكل يحفظ هويته ويتوجه به نحو المستقبل‪،‬‬

‫ينبغي أن يكون محور الخدمات التي تقدمها المدرسة‪ ،‬بما يقتضيه ذلك من‬

‫احترام كامل لشخصيته ولقدراته ولحاجاته‪ ،‬مع إشراكه وإشراك أسرته‬

‫ومجلس مؤسسته ونواديها وخاليا االستماع‪...‬في القرارات التي تتخذها‬

‫المدرسة "لهذا الغرض ينبغي أن تشجع المدرسة تعاون األسر معها‪،‬‬

‫وتستجيب لمبادرتهم الداعمة لجودة التربية والتكوين من خالل استثمار‬

‫كفاءاتها وطاقاتها‪ .‬وعلى باقي الشركاء تجاه المؤسسة واجب االنفتاح‬

‫واإلشراك والبحث على الفاعلين لتنمية مردوديتها التربوية والتعليمية‬

‫واالجتماعية والثقافية"‪.30‬‬

‫تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪،‬ص‪ 31:‬مصوغة موجهة إلى المعلمين‪ ،‬مارس ‪0222‬‬ ‫‪29‬‬

‫الدليل البيداغوجي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0220 ،‬طبعة المعارف الجديدة‪ ،‬ص‪32:‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪32‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫كما يتطلب مشروع اإلصالح التربوي الذي تجندت له هيئات ومنظمات‬

‫وطنية حرية أكبر للمؤسسات في إطار الالمركزية‪ ،‬وتفتحها على محيطها‬

‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬وإقامتها لمشاريع تربوية وعالقات‬

‫شراكة‪ .‬فالميثاق الوطني للتربية والتكوين في الفقرة التاسعة "ينص على‬

‫ضرورة انفتاح المدرسة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار‬

‫المجتمع في قلب المدرسة‪ ،‬والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على‬

‫الوطن‪ ،‬مما يتطلب نسج عالقات جديدة بين المدرسة‪ ،‬وفضائها البيئي‬

‫والمجتمعي والثقافي واالقتصادي"‪.31‬‬

‫وبذلك تتعاون مؤسسات التربية والتكـوين مـع المؤسسـات العموميـة‬

‫والخاصة التي بإمكانها اإلسهام في تدعيم الجانب التطبيقـي للتعلـيم وذلـك‬

‫بـ‪:‬‬

‫‪ ‬تبادل الزيارات اإلعالمية واالستطالعية‪.‬‬

‫‪ ‬تنويع المعدات والوسائل الديداكتيكية‪.‬‬

‫‪ ‬تنظيم تمارين تطبيقية وتداريب توافق سن المتعلمين ومستواهم‬

‫الدراسي ‪.‬‬

‫‪ ‬التعاون على تنظيم أنشطة تربوية وتكوينية (كتجريب منتجات أو‬

‫خدمات أو تجهيزات أو طرائق تكنولوجية أو إبداع وعرض أعمال‬

‫مسرحية أو موسيقية أو تشكيلية أو غير ذلك)‪.‬‬

‫‪ ‬مساعدة المؤسسات على التنسيق بين مختلف الفاعلين داخلها‪ :‬بين‬

‫رجال اإلدارة وهيئة التدريس وكذا جمعيات اآلباء ومراجعة وتقويم‬

‫الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر سنة ‪0220‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪33‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المهام التربوية لهيئة التفتيش ودعم مصالح التوجيه ودعم إحداث‬

‫مجموعات عمل قارة نسبيا مؤلفة من مدرسين وإداريين وغيرهم‬

‫للسهر على وضع وإنجاز مشاريع تربوية بيد أن سعي المدرسة‬

‫المغربية الوطنية الجديدة إلى معانقة محيطها بفعل نهج تربوي‬

‫نشيط يجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد مبدأ الشراكة‬

‫واالجتهاد الجماعي يتطلب األمر جملة من الشروط على رأسها‪:‬‬

‫‪ ‬استقالل المؤسسات في استعمال الوسائل وتطوير البرامج وتنفيذ‬

‫إجراءات اإلصالح والتجديد‪.‬‬

‫‪ ‬تشكيل مجموعة عمل من المدرسين وغيرهم داخل المؤسسات‪.‬‬

‫‪ ‬استقرار المدرسين‪ ،‬ومرونة استعماالتهم الزمنية‪.‬‬

‫‪ ‬تمكين المؤسسات من حرية أكبر للدخول مع المهنيين والمقاوالت‬

‫والمجالس البلدية والقروية‪ ،‬والجمعيات‪ ،‬في عالقات مثمرة (عالقات‬

‫الشراكة مثال)‪.‬‬

‫‪ ‬السماح للمؤسسات باالستعمال المشترك للوسائل واألدوات المتوفرة‬

‫مما يساعد على تقليص الفوارق بين المؤسسات الغنية مؤسسات‬

‫المركز ومؤسسات الهامش "إن انفتاح المدارس على محيطها يعد‬

‫عنصرا أساسيا في الجودة واإلصالح‪ .‬فتنظيم األنشطة الثقافية‪ ،‬على‬

‫سبيل المثال بالتعاون مع مختلف الهيئات في الحي أو في المدينة‬

‫التي توجد بها المدارس يساعد على إغناء التجربة التربوية‪.‬وفي‬

‫المقابل يكون على المؤسسات تنظيم أنشطة ثقافية لفائدة‬

‫‪34‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المواطنين في الحي أو في المنطقة‪ ،‬فتحول المؤسسة بذلك إلى‬

‫إشعاع ثقافي وتربوي يتسع ليشمل الجهة بأسرها"‪.32‬‬

‫هذا من جهة اإلسهام الثقافي‪ ،‬أما على مستوى اإلسهام الصناعي‪،‬‬

‫فاالنفتاح؛ يجعل الشراكة التربوية قاطرة الرقي بالممارسة التعليمية‪،‬‬

‫فإشراك مهني القطاع الصناعي مثال من خالل عقود الشراكة بين‬

‫مؤسساتهم وبين المؤسسة التعليمية يولد مكتسبات عديدة‪'' ،‬وهذه الشراكة‬

‫بين مهني القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية العمومية أو الخاصة ال‬

‫يستفيد منها المتعلمون ومؤسساتهم التعليمية فحسب‪ ،‬كما يبدو ألول وهلة‪،‬‬

‫وإنما يستفيد منها أيضا هؤالء المتدخلون بخبراتهم العملية‪ ،‬من خالل تحيين‬

‫معارفهم ‪ ...‬أما طبيعة المساعدة التي يمكن أن يقدمها المهنيون والصناع‬

‫للمؤسسات المدرسية‪ ،‬فيمكن أن نسوق نماذج منها على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ ‬المساعد في إعداد وصياغة األدوات البيداغوجية‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة حاالت واقعية مستمدة من الممارسة العملية والتطبيقية‬

‫للمعارف التي تتضمنها المناهج الدراسية‪.‬‬

‫‪ ‬مساعدة التالميذ في بناء مشاريعهم الشخصية المتعلقة بالمهن‬

‫والصناعات"‪.33‬‬

‫د‪ .‬محمد الدريج‪ ،‬مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية ‪،‬ص‪ 31 :‬سلسلة التجديد التربوي ــ‬ ‫‪32‬‬

‫العدد األول ‪،‬منشورات رمسيس الرباط‪ ،.‬الطبعة األولى‪.3991‬‬


‫د ‪.‬أحمد أوزي‪ ،‬الشراكة التربوية‪،‬ص‪ 92:‬منشورات مجلة علوم التربية‪ ،‬العدد ‪ ،33‬الطبعة األولى ‪،‬مطبعة النجاح‬ ‫‪33‬‬

‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫ومن مظاهر العالقة الجدلية بين المدرسة والمحيط هي إمكانية‬

‫استثمار فضاء المؤسسة لخدمة أغراض اقتصادية مثال عرض صور‬

‫منتوجات على أسوار المؤسسة التعليمية وهذا األمر يعود على المؤسسة‬

‫بالنفع المادي ويزكي ميزانيتها ويدفعها إلى خلق مزيد من الشراكات‬

‫التربوية وغيرها‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ ،‬فإن إيجابيات انفتاح المدرسة على المحيط ال يمكن‬

‫حصرها في مختلف المجاالت‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الفصل الثاني‬
‫املـيـدانــــــي‬
‫التطبيقـــــي‬

‫ويتألف من المحاور التالية‪:‬‬


‫‪ ‬مواصفات االستمارات‬
‫‪ ‬عينات البحث‪ :‬المدرسين – آباء وأولياء التالميذ‪.‬‬
‫‪ ‬حصيلة االستمارات‪.‬‬
‫‪ ‬خاتمة‪ :‬التوصيات والمقترحات‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الشق امليداني التطبيقي‬


‫سعيا لتعزيز نتائج هذه الدراسة‪ ،‬ارتأينا اقتراح استمارات من أجل‬

‫استطالع آراء العناصر األكثر تأثيرا‪ ،‬في أهمية انفتاح المدرسة على‬

‫المحيط‪ ،‬وهم هيئة التدريس وآباء وأولياء التالميذ‪ ،‬وذلك لقناعتنا بأن‬

‫الدراسات الميدانية هي إحدى أدق أساليب البحث في العلوم اإلنسانية‪،‬‬

‫وتحديدا في القضايا االجتماعية‪ .‬وقبل عرض النتائج التي توصلنا إليها من‬

‫خالل تفريغ النتائج التي المتوصل إليها من خالل تفريغ حصيلة هذه‬

‫االستمارات‪ ،‬يجب أن نقدم نبذة عن مواصفات هذه العينات التي تمت‬

‫استشارتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مواصفات االستمارات و عينات البحث‪:‬‬

‫‪ ‬مواصفات االستمارات‪:‬‬

‫عمدنا إلى صياغة استمارتين‪ ،‬وجهنا أوالهما للمدرسين‪ ،‬والثانية آلباء‬

‫وأولياء التالميذ‪ ،‬وقد استهدفت االستمارة األولى الوقوف على تقييم‬

‫المدرسين النفتاح المدرسة على المحيط‪ ،‬من حيث التواصل ومن حيث‬

‫جودة التعليم‪ ،‬ومدى إشعاع المدرسة في المسيرة التنموية المحلية‪.‬‬

‫وقد اعتمدنا في االستمارات طرح أسئلة ذات االختيار المحدد مسبقا‪ ،‬مع‬

‫عرض خيارات دقيقة‪ ،‬من أجل تفادي عدم االجابة‪ ،‬وتسهيل تفريغ حصيلة‬

‫االستمارات‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬مواصفات العينات المستجوبة‪:‬‬

‫تألفت عينات البحث من عنصرين كما سبق الذكر؛ وهما‪ :‬المدرسون‪،‬‬

‫وآباء وأولياء التالميذ‪ ،‬على اعتبار أنهما أبرز الفعاليات في عملية انفتاح‬

‫المدرسة على المحيط‪.‬‬

‫‪ ‬عينة المدرسين‪:‬‬

‫قمنا بتوزيع (‪ )12‬استمارة ألساتذة التعليم الثانوي اإلعدادي العاملين‬

‫بالمجال بمدينة القنيطرة‪ ،‬ألنهم بحكم الممارسة الميدانية‪ ،‬أدرى بضرورة‬

‫انفتاح المدرسة على المحيط‪ .‬وقد استجاب اإلخوة المدرسون ‪-‬مشكورين‪-‬‬

‫لهذا الملتمس بكل وعي ومسؤولية ورحابة صدر‪ ،‬حيث توصلنا بـ (‪)02‬‬

‫استمارة معبأة‪ ،‬في حين تعذر استخالص باقي االستمارات لظروف‬

‫المدرسين‪ ،‬كونهم امتنعوا بسبب الخوف خاصة النساء منهم‪.‬‬

‫‪ ‬عينة آباء وأولياء التالميذ‪:‬‬

‫وزعنا نفس العدد من االستمارات‪ ،‬أي (‪ )12‬استمارة على آباء وأولياء‬

‫التالميذ القاطنين بمدينة القنيطرة‪ ،‬ورغم الطيبوبة التي لمستها لديهم‪ ،‬فإن‬

‫إنجاز هذه العملية لم تسلم من المشاق والمتاعب‪ ،‬والتي تمثل أبرزها في‬

‫امتناع الكثيرين عن التجاوب بسبب التخوف‪ .‬ألحصل في النهاية على (‪)32‬‬

‫استمارة معبأة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫ثانيا‪ :‬حصيلة االستمارات‪.‬‬

‫لقد تم التركيز أثناء صياغة االستمارات وأثناء تفريغ محتوياتها‬

‫ومعالجتها على ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬انطباعات المدرسين وآباء وأولياء التالميذ حول مستوى جودة‬

‫التعلم‪.‬‬

‫‪ ‬دور المدرسة في توعية آباء وأولياء التالميذ بأهمية انفتاحها‪،‬‬

‫وجاءت أجوبة العينات المستجوبة عن األسئلة على الشكل التالي‪:‬‬

‫تفريغ االستمارة اخلاةة ااملدرسن‬


‫‪ ‬السؤال األول‪:‬‬

‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬


‫المجموع‬ ‫االموافقين‬ ‫الرافضين‬ ‫المبحوثين‬ ‫مدار السؤال‬
‫هل أنت راض عن‬
‫عالقة المدرسة‬
‫‪25‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫بالمحيط‬
‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪100‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال األول‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل أنت راض عن عالقة المدرسة بالمحيط؟‬

‫‪4%‬‬

‫عدد الرافضين‬
‫عدد االموافقين‬
‫‪96%‬‬

‫هل أنت راض عن عالقة المدرسة بالمحيط؟‬

‫‪96%‬‬
‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬
‫‪4%‬‬
‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫عدد الرافضين‬ ‫عدد االموافقين‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫تبين من االستبيانات أن نسبة (‪ )91‬حالة من أصل مئة غير راضية عن‬

‫عالقة المدرسة بمحيطهـا‪ ،‬وهو مـا يؤكد في نظرنـا عالقة االنفصال والبعد‬

‫بين هاذين الفضائين‪ ،‬ربمـا المدرسة المغربية ال تعتبر مقنعة لفئة عريضة‬

‫من التالميذ ألسباب كثيرة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال الثاني‪:‬‬

‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬


‫المجموع‬ ‫الموافقين‬ ‫الرافضين‬ ‫المبحوثين‬ ‫مدار السؤال‬
‫هل المدرسة‬
‫المغربية منفتحة بما‬
‫‪25‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫يكفي على محيطها‬
‫‪100‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪88‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الثاني‪:‬‬

‫هل المدرسة المغربية منفتحة بمـا يكفي على محيطهـا؟‬

‫‪12%‬‬

‫عدد الرافضين‬
‫‪88%‬‬ ‫عدد الموافقين‬

‫‪42‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل المدرسة المغربية منفتحة بمـا يكفي على‬


‫محيطهـا؟‬

‫‪88%‬‬
‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬
‫‪12%‬‬
‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫عدد الرافضين‬ ‫عدد الموافقين‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫تبين من االستبيانات أن نسبة (‪ )11‬حالة من أصل (‪ )322‬غير راضية عن‬

‫عالقة االنفصال والبعد بين هذين الفضائين‪ ،‬ربما المدرسة المغربية ال تعتبر‬

‫مقنعة لفئة عريضة من التالميذ ألسباب كثيرة‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال الثالث‪:‬‬

‫انفتاح‬ ‫انفتاح‬ ‫انفتاح‬ ‫ال يوجد‬


‫انفتاح بيئي المجموع‬ ‫ثقافي‬ ‫حقوقي‬ ‫اقتصادي‬ ‫انفتاح‬ ‫مدار السؤال‬
‫أبرز شكل‬
‫‪29‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫االنفتاح‬
‫‪100‬‬ ‫‪13,79‬‬ ‫‪13,79‬‬ ‫‪10,34‬‬ ‫‪3,45‬‬ ‫‪58,62‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪43‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الثالث‪:‬‬

‫أبرز شكل اإلنفتاح‬

‫‪13.79%‬‬
‫ال يوجد انفتاح‬
‫‪13.79%‬‬
‫انفتاح اقتصادي‬

‫‪58.62%‬‬ ‫انفتاح حقوقي‬


‫‪10.34%‬‬
‫انفتاح ثقافي‬
‫انفتاح بيئي‬

‫‪3.45%‬‬

‫أبرز شكل اإلنفتاح‬


‫‪58,62%‬‬
‫‪60.00‬‬

‫‪50.00‬‬

‫‪40.00‬‬

‫‪30.00‬‬

‫‪20.00‬‬ ‫‪13,79%‬‬ ‫‪13,79%‬‬


‫‪10,34%‬‬
‫‪10.00‬‬ ‫‪3,45%‬‬

‫‪0.00‬‬
‫انفتاح حقوقي انفتاح اقتصادي ال يوجد انفتاح‬ ‫انفتاح ثقافي‬ ‫انفتاح بيئي‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫من نسبة (‪ )322‬أجاب (‪ )2181‬في المائة بأنه ال يوجد أي انفتاح‬

‫للمدرسة المغربية على محيطها‪ ،‬وهذا ما يشير مرة أخرى إلى عالقة‬

‫االنفصال التي تحدثنا عنها بداية‪ .‬هذا في حين توزعت بقية النسب بتفاوت‬

‫على االنفتاح االقتصادي والحقوقي والثقافي والبيئي أقل النسب ما يشير‬

‫‪44‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫إلى ابتعاد المدرسة عن دورها الحقيقي‪ ،‬وهو نشر الثقافة والوعي بين‬

‫الناس‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال الرابع‪:‬‬

‫فعاليات‬ ‫مديرية جمعيات آباء‬ ‫تعميم‬


‫هيئة‬ ‫إدارة‬
‫المجموع‬ ‫المجتمع‬ ‫وأولياء‬ ‫البرامج‬ ‫المسؤول‬ ‫مدار السؤال‬
‫المدرسة التدريس‬
‫المدني‬ ‫التالميذ‬ ‫والمناهج‬ ‫ية‬
‫من المسؤول‬
‫عن تفعيل‬
‫انفتاح‬
‫‪51‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المدرسة على‬
‫محيطها‬
‫بالدرجة‬
‫األولى‬
‫‪100‬‬ ‫‪21,57‬‬ ‫‪21,57‬‬ ‫‪25,49‬‬ ‫‪7,84‬‬ ‫‪11,76‬‬ ‫‪11,76‬‬ ‫النسبة‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الرابع‪:‬‬

‫من المسؤول عن تفعيل انفتاح المدرسة على محيطهـا بالدرجة األولى؟‬

‫‪21.57%‬‬ ‫‪11.76%‬‬ ‫تعميم المسؤولية‬


‫‪11.76%‬‬
‫إدارة المدرسة‬
‫‪7.84%‬‬
‫هيئة التدريس‬
‫‪21.57%‬‬
‫مديرية البرامج والمناهج‬
‫‪25.49%‬‬
‫جمعيات آباء وأولياء التالميد‬
‫فعاليات المجتمع المدني‬

‫‪45‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫من المسؤول عن تفعيل انفتاح المدرسة على محيطهـا‬


‫بالدرجة األولى‬

‫‪30.00‬‬ ‫‪25,49%‬‬
‫‪25.00‬‬ ‫‪21,57%‬‬ ‫‪21,57%‬‬
‫‪20.00‬‬
‫‪15.00‬‬ ‫‪11,76%‬‬ ‫‪11,76%‬‬
‫‪7,84%‬‬
‫‪10.00‬‬
‫‪5.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫تعميم‬ ‫هيئة التدريس إدارة المدرسة‬ ‫مديرية‬ ‫جمعيات آباء‬ ‫فعاليات‬
‫المسؤولية‬ ‫البرامج‬ ‫وأولياء‬ ‫المجتمع‬
‫والمناهج‬ ‫التالميد‬ ‫المدني‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫حمل (‪ )02899‬في المائة من المستجوبين المسؤولية لمديرية البرامج‬

‫والمناهج‪ ،‬وهذا ما يؤكده بعد المقررات عن رغبات وتطلعات فئة عريضة‬

‫من التالميذ من جهة ‪.‬ومن جهة ثانية توزعت بقية النسب بين اتهام فعاليات‬

‫المجتمع المدني ونخص بالذكر الجمعيات التي تعد غائبة عن الحقل‬

‫التربوي التعليمي حيث ساهم (‪ )03823‬في المائة بانتقادها‪ .‬وأخذ األطر‬

‫التربويين حظهم من المسؤولية عن هذا االنفصال بين المدرسة ومحيطها‬

‫بنسبة (‪ )3813‬في المائة‪.‬‬

‫المؤكد أن جميع هذه الفعاليات لها دور في وضع المدرسة المغربية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال الخامس‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫بال تأثير‬ ‫ثانويا‬ ‫أساسيا‬ ‫مدار السؤال‬


‫كيف ترى دور‬
‫األستاد في تفعيل‬
‫المدرسة على‬
‫‪26‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫محيطها‬
‫‪100‬‬ ‫‪7,69‬‬ ‫‪30,77‬‬ ‫‪61,54‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الخامس‪:‬‬

‫كيف ترى دور األستاذ في تفعيل انفتاح المدرسة على محيطهـا؟‬


‫‪7.69%‬‬

‫‪30.77%‬‬
‫أساسيا‬
‫‪61.54%‬‬ ‫ثانويا‬
‫بال تأثير‬

‫‪47‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫كيف ترى دور األستاذ في تفعيل انفتاح المدرسة‬


‫على محيطهـا‬

‫‪70.00‬‬ ‫‪61,54%‬‬
‫‪60.00‬‬
‫‪50.00‬‬
‫‪40.00‬‬ ‫‪30,77%‬‬
‫‪30.00‬‬
‫‪20.00‬‬ ‫‪7,69%‬‬
‫‪10.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫أساسيا‬ ‫ثانويا‬ ‫بال تأثير‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫يرى (‪ )13829‬في المائة من المستجوبين أن دور األستاذ أساسي في‬

‫تفعيل دور المؤسسة‪ ،‬وهو ما يؤكد في رأينا أن مكانة األستاذ ما تزال‬

‫قائمة بالمغرب من التغيرات االقتصادية المهولة التي عرفها وضع األساتذة‬

‫في العقود األخيرة حيث أصبحت أجورهم ال تكفي لسد الحاجيات‪ .‬رغم‬

‫ذلك ما تزال هذه الفئة من المجتمع األكثر تشبتا بدور المدرسة‪ ،‬في مقابل‬

‫(‪ )03‬في المائة يرون عكس هذا الكالم‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال السادس‪:‬‬

‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬


‫المجموع‬ ‫الموافقين‬ ‫الرافضين‬ ‫المبحوثين‬ ‫مدار السؤال‬
‫هل سبق أن‬
‫توصلتم بخارطة‬
‫‪25‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪25‬‬ ‫عمل لتفعيل انفتاح‬
‫المدرسة على‬
‫المحيط‬
‫‪100‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪64‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال السادس‪:‬‬

‫هل سبق أن توصلتم بخارطة عمل لتفعيل انفتاح المدرسة على المحيط؟‬

‫‪36%‬‬

‫عددالرافضين‬
‫‪64%‬‬ ‫عدد االموافقين‬

‫‪49‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل سبق أن توصلتم بخارطة عمل لتفعيل انفتاح‬


‫المدرسة على محيطهـا‬

‫‪80‬‬ ‫‪64%‬‬

‫‪60‬‬
‫‪36%‬‬
‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫عددالرافضين‬ ‫عدد االموافقين‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫(‪ )19‬في المائة من المستجوبين لم يتسلم أية خريطة عمل النفتاح‬

‫المدرسة على محيطها‪ ،‬ما يؤكد أن المدرسة المغربية ال تقوم سوى بدور‬

‫واحد‪ ،‬هو التدجين االيديولوجي لفئات عريضة من المجتمع عن طريق‬

‫مقررات ال عال قة لهم بها شكال وال مضمونا‪ ،‬فأغلب المقررات تجاوزها‬

‫الزمن‪ ،‬وهذا الحكم يشمل كل مقررات االبتدائي واإلعدادي والثانوي خاصة‬

‫على مستوى الطرق البيداغوجية والديداكتيكية ‪،‬فالمدرسة تعتمد مبدأ‬

‫التلقين ‪،‬والعالم متقدم قد تجاوز التلقين إلى االبداع واالختراع منذ زمن‬

‫طويل‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال السابع‪:‬‬

‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬


‫المجموع‬ ‫االموافقين‬ ‫الرافضين‬ ‫المبحوثين‬ ‫مدار السؤال‬
‫هل سبق أن أجريتم‬
‫لقاءات تكوينية‬
‫بشأن تفعيل انفتاح‬
‫المدرسة على‬
‫‪25‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المحيط‬
‫‪100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪84‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال السابع‪:‬‬

‫هل سبق أن أجريتم لقاءات تكوينية بشــأن تفعيل انفتاح المدرسة على المحيط؟‬

‫‪16%‬‬

‫عدد الرافضين‬
‫عدد االموافقين‬
‫‪%84‬‬

‫‪50‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل سبق أن أجريتم لقاءات تكوينية بشأن تفعيل‬


‫انفتاح المدرسة على المحيط‬

‫‪100‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫عدد الرافضين‬ ‫عدد االموافقين‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫تصدرت نسبة (‪ )19‬بالمئة بعدم مشاركتهـا في أي لقاءات تكوينية التي‬

‫تعقد بالمدرسة للتوعية بعالقة المدرسة بالمجتمع‪ ،‬هذا يعكس انفصام‬

‫واضح بين األسرة والمدرسة وذلك راجع إلى تقصير دورهـا في فتح قنوات‬

‫التواصل مع اآلباء لتحسيسهم بدورهـا وأهميتها في التنمية االجتماعية‬

‫المحلية الوطنية‪ .‬ويمكن أن نعتبر هذا ناقوس إنذار للفت انتباه المسؤولين‬

‫بقطاع التربية والتعليم إلى ضرورة العمل على تدارك هذا الفراغ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال الثامن‪:‬‬

‫وضع‬ ‫تزويد‬ ‫تعديل‬


‫توعية الفرقاء‬ ‫تعديل‬
‫مشروع‬ ‫المدرسة‬ ‫نظام‬
‫المجموع‬ ‫التربويين‬ ‫المنهاج‬ ‫مدار السؤال‬
‫حقيقي‬ ‫بالتجهيزات‬ ‫العمل‬
‫بالموضوع‬ ‫الدراسي‬
‫للمدرسة‬ ‫الضرورية‬ ‫بالمدرسة‬
‫ما التدابير التي‬
‫تراها ضرورية‬
‫‪90‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫لتفعيل انفتاح‬
‫المدرسة عن‬
‫محيطها‬
‫‪100‬‬ ‫‪16,67‬‬ ‫‪18,89‬‬ ‫‪18,89‬‬ ‫‪23,33‬‬ ‫‪22,22‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الثامن‪:‬‬

‫مـا التدابير التي تراهـا ضرورية لتفعيل انفتاح المدرسة عن محيطهـا‬


‫تعديل المنهاج الدراسي‬

‫‪16.67%‬‬ ‫‪22.22%‬‬ ‫تعديل نظام العمل بالمدرسة‬


‫‪18.89%‬‬
‫‪23.33%‬‬ ‫توعية الفرقاء التربويين‬
‫بالموضوع‬
‫‪18.89%‬‬
‫تزويد المدرسة بالتجهيزات‬
‫الضرورية‬
‫وضع مشروع حقيقي للمدرسة‬

‫‪53‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫ما التدابير التي تراهـا ضرورية لتفعيل انفتاح‬


‫المدرسة على محيطهـا‬
‫‪22,22%‬‬ ‫‪23,33%‬‬
‫‪25.00‬‬
‫‪18,89%‬‬ ‫‪18,89%‬‬
‫‪20.00‬‬ ‫‪16,67%‬‬

‫‪15.00‬‬
‫‪10.00‬‬
‫‪5.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫وضع مشروع تزويد المدرسة توعية الفرقاء تعديل نظام تعديل المنهاج‬
‫التربويين العمل بالمدرسة الدراسي‬ ‫حقيقي للمدرسة بالتجهيزات‬
‫بالموضوع‬ ‫الضرورية‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫تعددت التدابير المقترحة لتفعيل دور المدرسة‪ ،‬فكانت النسب متشابهة‬

‫إلى حد كبير فنسبة (‪ )0080‬في المائة يرون الحل في تعديل المناهج‬

‫الدراسية‪ ،‬و (‪ )03‬في المائة يرون الحل في تعديل نظام العمل بالمدارس‪،‬‬

‫والنسب األخرى اقترحت إدماج الفرقاء التربويين في أي إصالح مرتقب‪،‬‬

‫ووضع تصور حقيقي لمشروع المدرسة ‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال التاسع‪:‬‬

‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬


‫المجموع‬ ‫االموافقين‬ ‫الرافضين‬ ‫المبحوثين‬ ‫مدار السؤال‬
‫هل يمكن اقتراح‬
‫‪25‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪25‬‬ ‫تدابير أخرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪68‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪54‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال التاسع‪:‬‬

‫هل يمكن اقتراح تدابير أخرى‬

‫‪32.00%‬‬

‫عدد الرافضين‬
‫‪68.00%‬‬
‫عدد االموافقين‬

‫هل يمكن اقتراح تدابير أخرى؟‬

‫‪68%‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪32%‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫عدد الرافضين‬ ‫عدد االموافقين‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫من خالل المبيان يتبين أن نسبة (‪ )11‬في المائة تدلي برأي الرفض في‬

‫تقديم اقتراحات واتخاذ تدابير النفتاح المدرسة على محيطها‪ ،‬بينما نسبة‬

‫(‪ )10‬في المائة ترى أنه باإلمكان اتخاذ إجراءات وتدابير أخرى جديدة‬

‫ترمي إلى انفتاح المدرسة على محيطها‪ ،‬وعليه فإن الفئة األولى تبدو‬

‫‪55‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫قاصرة وعاجزة على اندماجها في المدرسة والمحيط في آن واحد‪ ،‬بينما‬

‫الفئة الثانية تستطيع تحقيق االنسجام في تفاعلها داخل المدرسة ومحيطها‪.‬‬

‫تفريغ االستمارة اخلاةة ابااء ووولياء التمامي‪::‬‬


‫‪ ‬السؤال األول‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مدار السؤال‬


‫هل أنت تقرأ‬
‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫وتكتب؟‬
‫‪15‬‬ ‫‪6,67‬‬ ‫‪93,33‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال األول‪:‬‬

‫هل أنت تقرأ وتكتب ؟‬

‫‪6.67%‬‬

‫نعم‬
‫ال‬
‫‪93.13%‬‬

‫‪56‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل أنت تقرأ وتكتب ؟‬

‫‪100.00‬‬
‫‪80.00‬‬
‫‪60.00‬‬
‫‪93,33%‬‬
‫‪40.00‬‬
‫‪20.00‬‬
‫‪0.00‬‬
‫‪6,67%‬‬
‫نعم‬
‫ال‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫أبان السؤال األول الموجه إلى أولياء أمور التالميذ أن نسبة المتعلمين‬

‫مرتفعة بنسبة (‪ )91811‬في المائة‪ ،‬مقابل (‪ )1813‬غير متعلمين‪ ،‬تعكس‬

‫األرقام ارتفاعا ملحوظا وغير مسبوق للمستوى التعليمي في المنطقة‬

‫المبحوثة‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال الثاني‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫إبتدائي‬ ‫إعدادي‬ ‫ثانوي‬ ‫جامعي‬ ‫مدار السؤال‬


‫تحديد المستوى‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدراسي‬
‫‪100‬‬ ‫‪12,5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪31,25‬‬ ‫‪31,25‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪57‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الثاني‪:‬‬

‫تحديد المستوى الدراسي‬

‫‪12.50%‬‬
‫‪31.25%‬‬
‫جامعي‬
‫‪25.00%‬‬
‫ثانوي‬
‫إعدادي‬
‫‪31.25%‬‬ ‫إبتدائي‬

‫تحديد المستوى الدراسي‬


‫‪35‬‬ ‫‪31,25%‬‬ ‫‪31,25%‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25%‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪12,5%‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬
‫إعدادي‬
‫إبتدائي‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نسبة (‪ )13802‬في المائة من العينة المبحوثة ذات مستوى جامعي‬

‫وهو ما يشير إلى تطور ملموس في مستوى التعليم ألولياء األمور‪ ،‬غير أن‬

‫نفس النسبة تقريبا (‪ )13802‬في المائة ذات مستوى ثانوي والبقية موزعة‬

‫بين اإلعدادي واالبتدائي‪ ،‬فالوضع التعليمي لآلباء على العموم متوسط‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال الثالث‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مدار السؤال‬


‫هل تتابع أعمال ونتائج‬
‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬
‫أطفالك المدرسية؟‬
‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الثالث‪:‬‬

‫هل تتابع أعمــال ونتائج أطفالك المدرسية ؟‬


‫‪0%‬‬

‫نعم‬
‫ال‬
‫‪100%‬‬

‫هل تتابع أعمــال ونتائج أطفالك المدرسية ؟‬

‫‪100%‬‬
‫‪100‬‬

‫‪50‬‬
‫‪0.00%‬‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬
‫ال‬

‫‪59‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نسبة (‪ )322‬في المائة من اآلباء مهتمون بأعمال أبنائهم‪ ،‬وهو ما‬

‫يعكس حرصهم على مستقبلهم‪ ،‬وفي هذا مصلحة أكبر للمجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال الرابع‪:‬‬

‫االطالع على‬
‫تلبية دعوة‬
‫مسار دراسته‬ ‫حل‬
‫المجموع‬ ‫اإلدارة‬ ‫مدار السؤال‬
‫واالستفسار على‬ ‫مشاكله‬
‫المدرسية‬
‫مواظبته‬
‫ما األسباب التي‬
‫تدفعك لزيارة‬
‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫المدرسة التي يتعلم‬
‫بها ابنك؟‬
‫‪322‬‬ ‫‪68,75‬‬ ‫‪12,5‬‬ ‫‪18,75‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الرابع‪:‬‬

‫مـا األسباب التي تدفعك لزيارة المدرسة التي‬


‫بتعلم بهـا ابنك؟‬

‫‪18.75%‬‬ ‫تلبية دعوة اإلدارة المدرسية‬


‫‪12.50%‬‬
‫حل مشاكله‬
‫‪68.75%‬‬

‫االطالع على مسار دراسته‬


‫واالستفسار على مواظبته‬

‫‪61‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫مـا األسباب التي تدفعك لزيارة المدرسة التي‬


‫بتعلم بهـا ابنك؟‬
‫‪68,75%‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪18,75%‬‬ ‫‪12,5%‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫تلبية دعوة اإلدارة‬ ‫حل مشاكله‬ ‫االطالع على مسار‬
‫المدرسية‬ ‫دراسته واالستفسار على‬
‫مواظبته‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نسبة (‪ )11.32‬في المائة تزور المدرسة (من اآلباء) لالستفسار عن‬

‫الوضع الدراسي للتالميذ‪ ،‬وهذا ينسجم مع النتيجة السابقة‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال الخامس‪:‬‬

‫أن يجمع بين‬


‫أن يلج ميدان أن يواصل‬
‫التدريس‬
‫المجموع‬ ‫الشغل في سن تعليمه‬ ‫مدار السؤال‬
‫والتكوين‬
‫الجامعي‬ ‫مبكرة‬
‫المهني‬
‫مادا تفضل‬
‫‪16‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫البنك؟‬
‫‪100‬‬ ‫‪6,25‬‬ ‫‪93,75‬‬ ‫‪0‬‬ ‫النسبة‬

‫‪60‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال الخامس‪:‬‬

‫مــــاذا تــفــضــل إلبنــــك؟‬

‫‪6.25% 0.00%‬‬

‫أن يلج ميدان الشغل في سن مبكرة‬

‫أن يواصل تعليمه الجامعي‬

‫‪93.75%‬‬
‫أن يجمع بين التدريس والتكوين‬
‫المهني‬

‫مــــاذا تــفــضــل إلبنــــك؟‬

‫‪100‬‬ ‫‪93,75%‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪0%‬‬
‫‪6,25%‬‬
‫‪0‬‬
‫أن يلج ميدان الشغل في‬
‫أن يواصل تعليمه‬
‫سن مبكرة‬ ‫أن يجمع بين التدريس‬
‫الجامعي‬
‫والتكوين المهني‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نسبة (‪)91.32‬في المائة من اآلباء يفضلون أن يتابع أبناؤهم مسارهم‬


‫التعليمي وهذا يؤكد فهمهم ألهمية التعليم في الرقي االجتماعي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال السادس‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫أبدا‬ ‫قليال‬ ‫كثيرا‬ ‫مدار السؤال‬


‫هل تحضر‬
‫اجتماعات أباء و‬
‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أولياء التالميذ؟‬
‫‪100‬‬ ‫‪46,67‬‬ ‫‪46,67‬‬ ‫‪6,67‬‬ ‫النسبة‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال السادس‪:‬‬

‫هل تحضر اجتماعات آباء وأولياء التالميذ؟‬

‫‪6.67%‬‬
‫‪46.67%‬‬
‫كثيرا‬
‫‪46.67%‬‬
‫قليال‬
‫أبدا‬

‫‪63‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل تحضر اجتماعات آباء وأولياء التالميذ؟‬


‫‪50.00‬‬ ‫‪46,67%‬‬ ‫‪46,67%‬‬

‫‪40.00‬‬

‫‪30.00‬‬

‫‪20.00‬‬
‫‪6,67%‬‬
‫‪10.00‬‬

‫‪0.00‬‬
‫كثيرا‬
‫قليال‬
‫أبدا‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫(‪ )91‬في المائة من اآلباء لم يحضروا أي اجتماع في مدارس أبنائهم‬

‫مقابل (‪ )91‬في المائة حضور قليل و (‪ )1‬في المائة يحضرون باستمرار‪.‬‬

‫تؤكد النتائج مشاركة اآلباء باستقالتهم عن متابعة أبنائهم‪ ،‬في تدهور‬

‫الوضع التعليمي بالمغرب ‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال السابع‪:‬‬

‫مناقشة‬ ‫مناقشة‬ ‫مداخيل‬


‫مشاكل مردودية‬
‫المجموع‬ ‫المقررات‬ ‫تغيبات‬ ‫الجمعية‬ ‫مدار السؤال‬
‫المؤسسة المؤسسة‬
‫المدرسية‬ ‫األساتذة‬ ‫ومصاريفها‬
‫ما هي القضايا‬
‫التي تتم‬
‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫مناقشتها في‬
‫االجتماعات؟‬
‫‪100‬‬ ‫‪13,33‬‬ ‫‪13,33‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪13,33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫النسبة‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال السابع‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫ما هي القضايا التي تتم مناقشتهـا في‬


‫اإلجتماعات؟‬

‫‪13.33%‬‬ ‫‪20.00%‬‬ ‫مشاكل المؤسسة‬


‫‪13.33%‬‬
‫‪13.33%‬‬ ‫مردودية المؤسسة‬
‫مداخيل الجمعية ومصاريفها‬

‫‪40.00%‬‬ ‫مناقشة تغيبات األساتدة‬


‫مناقشة المقررات المدرسية‬

‫ما هي القضايا التي تتم مناقشتهـا في اإلجتماعات؟‬


‫‪40%‬‬
‫‪40‬‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪20%‬‬
‫‪20‬‬
‫‪13,33%‬‬ ‫‪13,33%‬‬ ‫‪13,33%‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫مشاكل‬ ‫مردودية‬ ‫مناقشة تغيبات مداخيل الجمعية‬ ‫مناقشة‬
‫المؤسسة‬ ‫المؤسسة‬ ‫ومصاريفها‬ ‫األساتدة‬ ‫المقررات‬
‫المدرسية‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نستنتج أن اغلب القضايا التي تتم مناقشتهـا في االجتماعات لألسف‬

‫هامشية ألنهـا غالبا مـا تناقش مداخيل الجمعية ومصارفهـا‪ ،‬بينهـا تأتي‬

‫مرودية التالميذ في أدنى درجات سلم اهتمــــامهـا‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬السؤال الثامن‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مدار السؤال‬


‫هل أنت راض عن‬
‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫دور المدرسة؟‬
‫‪100‬‬ ‫‪26,67‬‬ ‫‪73,33‬‬ ‫النسبة‬

‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال التاسع‪:‬‬

‫هل أنت راض عن دور المدرسة ؟‬

‫‪26.67%‬‬

‫نعم‬
‫‪73.33%‬‬ ‫ال‬

‫هل أنت راض عن دور المدرسة ؟‬

‫‪73,33%‬‬
‫‪80.00‬‬

‫‪60.00‬‬

‫‪40.00‬‬
‫‪26,67%‬‬
‫‪20.00‬‬

‫‪0.00‬‬
‫نعم‬
‫ال‬

‫‪66‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫عبرت نسبة (‪ )31.11‬من المئة من آباء وأولياء التالميذ عن رضاهـا‬

‫لدور المدرسة يعكس بوضوح وعي اآلباء ألهمية المدرسة في مجال‬

‫التنمية االجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬السؤال التاسع‪:‬‬

‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مدار السؤال‬


‫هل سبق لك أن شاركت في‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اجتماع بالمدرسة للتوعية‬
‫بعالقة المدرسة بالمحيط ؟‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪ ‬رسم مبياني يوضح نتائج استمارة السؤال التاسع‪:‬‬

‫هل سبق لك أن شاركت في اجتماع بالمدرسة للتوعية‬


‫بعالقة المدرسة بالمحيط؟‬
‫‪0%‬‬

‫نعم‬
‫ال‬
‫‪100%‬‬

‫‪67‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫هل سبق لك أن شاركت في اجتماع بالمدرسة للتوعية‬


‫بعالقة المدرسة بالمحيط؟‬

‫‪100%‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪0%‬‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬
‫ال‬

‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نتيجة صادمة ‪ )2( ،‬في المائة من اآلباء لم يشاركوا في أي اجتماع‬

‫للتوعية بعالقة المدرسة بمحيطها‪ .‬ما يجعلنا نطرح السؤال‪ ،‬لماذا يرسل‬

‫اآلباء أبناءهم الى المدرسة؟ هل للتخلص منهم؟ أم لتعليمهم؟‬

‫‪68‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ -‬خامتة‪ :‬التوةيات واملقرتحات‬

‫يبدو مما تقدم أن المدرسة المغربية مطالبة ببذل مجهودات مضاعفة‪،‬‬

‫فمن جهة‪ ،‬فهي ملزمة بتبليغ رسالتها التربوية تجاه المتعلمين‪ ،‬ومن جهة‬

‫أخرى للقيام برسالتها االجتماعية للعمل على توعية اآلباء بأهمية التمدرس‪،‬‬

‫وتصويب قناعاتهم المنحرفة في حق وظيفة المدرسة وإقناعهم بضرورة‬

‫التعاون‪ ،‬من أجل الرفع من جودة التعليم‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد التدابير‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إشراك فعاليات المجتمع المحلي في تدبير شؤون المدرسة عن‬

‫طريق «إشراك اآلباء في قيادة المدرسة «يوم في الشهر»‪ ،‬ويسمى‬

‫بالقيادة التربوية لآلباء‪ ،‬ويقوم فيه اآلباء بتسيير المؤسسة والتعرف‬

‫على المشاكل التي تواجهها والعمل على إيجاد الحلول المالئمة لها‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة إعادة تنشيط مجالس اآلباء وإعادة هيكلتها وتحديد مهام‬

‫جديدة لها‪ ،‬وصوال إلشراكها في األنشطة التربوية والتثقيفية التي‬

‫تنظمها المدرسة لفائدة المجتمع المحلي‪ ،‬ألننا نعتقد أنه بوسع‬

‫مجالس اآلباء النشيطة أن تعمل على دعم وتوجيه المدرسة نحو‬

‫تنظيم أنشطة تستجيب لحاجات البيئة المحلية‪ ،‬وما يشغل المجتمع‬

‫المحلي من قضايا‪ ،‬وذلك بهدف تيسير التفاعل الديناميكي بين‬

‫المدرسة والمجتمع المحلي‪ ،‬من أجل بلوغ تعليم أفضل وتحقيق‬

‫المزيد من التنمية المحلية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ ‬إحداث آليات لتحفيز التفوق واالمتياز‪ .‬بالنسبة للمؤسسات أو الفاعلين‬

‫اإلداريين والتربويين أو التالميذ‪.‬‬

‫‪ ‬اعتماد أسلوب الشراكة في التعامل‪ ،‬واتخاذه منهجا استراتيجيا‪ ،‬نظرا‬

‫لقدرة هذه اآللية على خلق تقاليد جديدة في التعامل بين المدرسة‬

‫والمجتمع المحلي لمعالجة قضايا التربية والتعليم‪ ،‬ألن التعاقد‬

‫ودفاتر التحمالت‪ ،‬أدوات جديدة لتحديد المسؤوليات بين مختلف‬

‫المتدخلين في تنفيذ السياسة التعليمية‪ ،‬ذلك أن قضايا التعليم ليست‬

‫من اهتمام وزارة التعليم وحدها‪ ،‬أو من يمثلها بالجهة‪ ،‬بل أصبحت‬

‫هذه القضايا موضوعا مشتركا بين الجميع‪ .‬فالمقاولة‪ ،‬وكل‬

‫المؤسسات االقتصادية كانت أو االجتماعية أو الثقافية أو الفنية‪،‬‬

‫مدعوة للمساهمة في تنفيذ السياسة التعليمية الجهوية في إطار‬

‫شراكة مع مختلف المؤسسات التعليمية المتواجدة بالجهة‪.‬‬

‫سيسمح للمؤسسة التعليمية باالنفتاح على المحيط‪ ،‬الكتشاف ما يمكن‬

‫أن يشكل اإلطار المالئم العتماد أسلوب الشراكة‪.‬‬

‫إن هذا األسلوب تقوم به المؤسسة التعليمية‪ ،‬ضمن ما يمكن أن تقوم‬

‫به‪ ،‬من أجل المساهمة في تطوير هذا المحيط وتنميته‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الـمـراجـع الـمـعـتـمدة‬
‫لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مادة (ف ت ح)‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬لبنان ‪.3911‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المعلمين‪ ،‬مارس‪.0222‬‬
‫تأليف عبد اللطيف الفارابي –عبد العزيز الغرضاف‪ -‬عبد الكريم غريب‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد أيت موحى‪ ،‬تدبير النشاط التربوي سبل وبدائل‪ ،‬النفتاح المدرسة‬
‫على محيطها‪ ،‬سلسلة علوم التربية ‪.33‬‬
‫منتديات اإلصالح ‪ 0222‬حول االرتقاء بجودة التعليم‪ ،‬وزارة التربية‬ ‫‪-‬‬
‫الوطنية‪ ،‬التقرير العام‪ ،‬المنتدى الوطني‪ ،‬الرباط ‪ 39 -31‬فبراير ‪،0222‬‬
‫المستشرق رينهارت دوزيوهي‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ -‬العراق ‪ ،3912‬مادة‬ ‫‪-‬‬
‫(ف ت ح) ج ‪. 1‬‬
‫العربي السليماني‪ ،‬المعين في التربية ‪ ،‬مرجع لالمتحانات المهنية‬ ‫‪-‬‬
‫والكفاءة التربوية ومباراة التفتيش‪ ،‬مطبعة النجاح – الدار البيضاء طبعة‬
‫‪.0229-3912‬‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى المعلمين‪ ،‬مارس ‪،0222‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫لحسن مادي‪ ،‬السياسة التعليمية بالمغرب ورهانات المستقبل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد الدريج‪ ،‬مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة‬ ‫‪-‬‬
‫المغربية سلسلة التجديد التربوي ــ العدد األول ‪،‬منشورات رمسيس‬
‫الرباط‪ ،.‬الطبعة األولى‪3991‬تحليل العملية التعليمية‪.‬‬
‫دل يل الحياة المدرسية‪ ،‬مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية‪ -‬وزارة‬ ‫‪-‬‬
‫التربية الوطنية‪ ،‬غشت ‪.0221‬‬
‫إشعاع المدرسة على محيطها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬وثائق التربية‬ ‫‪-‬‬
‫السكانية‪ ،‬قسم البرامج والمناهج والوسائل التعليمية‪.3991 ،‬‬
‫تنظيم المؤسسة وإشعاعها‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬مصوغة موجهة إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المعلمين‪ ،‬مارس‪.0222‬‬
‫امحمد عليلوش‪ ،‬التربية والتعليم من أجل التنمية‪ ،‬تقديم د‪ .‬أحمد‬ ‫‪-‬‬
‫عليلوش‪ ،‬الطبعة األولى‪ 0223 :‬مطبعة النجاح الدار البيضاء‪.‬‬
‫د‪ .‬ويا الحسين‪ ،‬مقاربات تربوية جديدة‪ ،‬طوب بريس ــ الرباط‪ ،‬يوليوز‬ ‫‪-‬‬
‫‪.0221‬‬
‫منشورات برنامج األمم المتحدة اإلنمائي نيويورك ‪.0221‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪70‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫‪ -‬الدليل البيداغوجي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0220 ،‬طبعة المعارف الجديدة‪.‬‬


‫‪ -‬الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر سنة ‪.0220‬‬
‫‪ -‬د ‪.‬أحمد أوزي‪ ،‬الشراكة التربوية‪ ،‬منشورات مجلة علوم التربية‪ ،‬العدد ‪،33‬‬
‫الطبعة األولى ‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫المواقع اإللكترونية‬

‫‪http://www.m666m.net/vb/uploaded/507_1170987925‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪72‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫املـلـحـق‬

‫‪73‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‪------------------------------------------------------‬شعبة‪ :‬اللغة العربية‬

‫‪74‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ‪------------------------------------------------------‬شعبة‪ :‬اللغة العربية‬


‫العربية‬

‫‪75‬‬
‫انـفـتـاح الـمـدرسـة عـلـى الـمـحـيـط‬

‫الــفــهــــرس‬
‫كلمة شكر وامتنان‪.......................................................................................‬‬
‫إهداء‪.......................................................................................................‬‬
‫مقدمة‪4....................................................................................................‬‬
‫الـفـصـل األول‪ :‬الـنـظــــــــري‬
‫تمهيد‪10...................................................................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬دحديد املفاهيم‪05...............................................................‬‬
‫‪ -0‬الفصل األول‪ :‬مفهوم االنفتاح‪05.........................................................‬‬
‫‪ -2‬المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الدراسة‪07.......................................................‬‬
‫‪ -3‬المطلب الثالث‪ :‬مفهوم المحيط‪21........................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬وظائف املدرسـة‪24................................................................‬‬
‫‪ -0‬الوظيفة التعليمية التكوينيـة‪24............................................................‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة التربويـة‪25.......................................................................‬‬
‫‪ -3‬الوظيفة اإليديولوجية‪26...................................................................‬‬
‫‪ -4‬الوظيفة االجتماعية‪27.....................................................................‬‬
‫‪ -5‬الوظيفة اإلبداعية‪27.......................................................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬احمليط‪ :‬معطياته واحتياجاتـه‪29.............................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الشق امليداني التطبيقي‬


‫أوال‪ :‬مواصفات االستمارات وعينات البحث‪38....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حصيلة االستمـارات‪41..........................................................................‬‬
‫تفريغ االستمارة خاصة بالمدرسين‪41...............................................................‬‬
‫تفريغ االستمارة خاصة بآباء وأولياء التالميذ‪56...................................................‬‬
‫خامتة‪ :‬التوةيات واملقرتحـات‪69.................................................................‬‬
‫المراجع المعتمدة‪70.....................................................................................‬‬
‫الملحق‪73.................................................................................................‬‬
‫الفهـرس‪76...............................................................................................‬‬

‫‪76‬‬

You might also like