Professional Documents
Culture Documents
Copy of عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
Copy of عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
ما هو الرزق ؟
الرزق هو ما ينتفع به اإلنسان سواء أكان حالال أم حراما ’ طيبا ,أم خبيثا ’ فكل ما تنتفع به هو الرزق ,و كل ما ال
تنتفع به -و إن كنت تملكه -ليس رزقا لك بل هو رزق غيرك ,و هناك فرق بين الكسب و الرزق ,و بين العمل و
الرزق .فال يمكن أن تقول أن ما يكسبه اإلنسان يمثل رزقه ,و ال أن تقول إن عمله يمثل رزقه ,فما يكسبه
اإلنسان فيه رزقه و رزق زوجته و رزق أوالده ,و رزق آخرين ال يعلمهم ,و كل واحد منهم يصل إليه رزقه تماما
دون أن ينقص شيئا
.و هنا يطرح السؤال ..كيف يصل الرزق إلى اإلنسان ؟
ال أحد يعرف مكان الرزق ,فقد يذهب بحثا عنه إلى أكثر من مكان فال يحصل على شيء و ال يصل إلى شيء ,و
لكن الرزق يعرف مكان صاحبه .ذلك ألنه مقدر من السماء و حتما سيصل إليه .فان كانت لك قوة و حركة في
الحياة ,فما عليك إال السعي أخذا باألسباب ,و إن لم تكن لك فسيأتيك الرزق بال أسباب..
قال تعالى '.و في السماء رزقكم و ما توعدون فورب السماء و األرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون' (سورة
الذريات) .
و قال تعالى ' و يرزقه من حيث ال يحتسب'(سورة الطالق,اآلية )3
الرزق يمكن أن يكون رزقا حالال أو رزقا حراما .قال تعالى(كلوا من طيبات ما رزقناكم)( Xآية 57البقرة)
إذا كان
الرزق مقدرا و معلوما ,و كل إنسان ال يأخذ إال رزقه ,فكيف يندرج الرزق الحرام إلى المقدر المعلوم ؟
إن هللا سبحانه و تعالى قدر رزق اإلنسان ,فإذا امن اإلنسان بذلك ,فلن تمتد يده إلى الحرام أبدا ألنه ما دام هذا
رزقه فالبد يأتيه ,و ما عليه إال أن يصبر ,و إذا مرت به شدة أو أية ظروف أخرى تستدعي Xالتحمل فعليه أن
يتمسك باإليمان .ألن من مداخل الشيطان أن يدخل الرعب إلى قلب اإلنسان و أسهل طريق يدخل من إلى القلب هو
الرزق .انه يأتي و يوسوس لإلنسان ' ...ال تعرض نفسك و أوالدك للفقر و الطرد '...فيختلس.
و علينا أن نعلم أن هناك رزق و هناك كسب و هناك عمل ,و كل منها يختلف عن اآلخر ,و إن سبحانه و تعالى
أقسم على أن الرزق من السماء و أنه بيده وحده ,ذلك حتى ال نخشى إال هللا و ال نطيع عاصيا ,أو طاغيا ,أو
ننصر ظالما خوفا على رزقنا.
قال الرسول صلى هللا عليه و سلم ' ..يقول ابن ادم مالي ..مالي ...و هل لك من مالك إال ما أكلت فأفنيت ,أو لبست
فأبليت ,أو تصدقت فأمضيت' .هذه األوجه الثالثة التي حددها رسول هللا صلى هللا عليه و سلم في الحديث الشريف
هي أبواب الرزق بالنسبة لإلنسان ,فاإلنسان ليس له من ماله إال هذه األوجه الثالثة ثم بعد ذلك ما يملكه ليس
رزقه و ال ماله .و إنما هو مكلف دون أن يدري بمهمة توصيل أقدار هللا لبعض خلق هللا .
قال صلى هللا عليه و سلم '..ال حيلة في الرزق و ال شفاعة في الموت '
هل الرزق يزيد و ينقص ؟
هناك عوامل جعلها هللا سبحانه و تعالى لحفظ الرزق و زيادته و ليس معنى ذلك أنه إذا فعلنا ذلك فال بد أن يكثر
الرزق ..ال..
) 1أول هذه العوامل هي الرضا بقضاء هللا و الشكر على القضاء و هللا سبحانه و تعالى يجازي من رضي بقضائه
بأن يزيد من نعمه و رزقه.
قال تعالى .'.لئن شكرتم ألزيدنكم'(آية 7إبراهيم)
و في المقابل عدم الرضا يبدل الحال إلى أسوأ و أشد قال تعالى في سورة سبأ ' .لقد كان لسبأ في مساكنهم آية
جنتان عن يمين و شمال كلوا من رزق ربكم .و اشكروا له بلدة طيبة و رب غفور .فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل
العرى و بدلناهم بجنتيهم Xذواتى أكل خمط وائل و شيء من سدر قليل ,ذلك جازيناهم بما كفروا و هل نجزي إال
الكفور '.
(آية ,17-16-15سبأ)
إذا كان ذلك حال سبأ أعطاهم هللا رزقا و فيرى جنات عن يمين و جنات عن شمال مملوءة بالخيرات ليأكلوا منها
حيث شاءوا .فقابلوا الرزق بالكفر و الجحود و أعرضوا عن نعمة هللا و عن شكر المنعم ,فالكفر بالنعمة يزيلها و
الكفر بالرزق يذهبه.
) 2ثم من العوامل أيضا بأذنيه حق الفقير و المسكين ,فللزكاة و الصدقة يطهران المال و يمنيانه و ال ينقصانه,
بينما أكل الربا و استغالل حاجة الفقير يمحق المال و يذهب به تماما ,كما أن أكل حقوق الناس يذهب الرزق.
) 3و من العوامل أيضا تقوى هللا سبحانه و تعالى و الخوف منه منه و صلة الرحم .قال صلى هللا عليه و سلم '
من أحب أن يبسط له في رزقه ,و ينسأ له في أثره فليصل رحمه ' (ينسأ> يؤخر في أجله)
’ ) ) 4من دواعي الزيادة في الرزق االستغفار قال تعالى',,فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا ,يرسل السماء
عليكم مدرارا ,و يمددكم Xبأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا '(اية 12-11-10نوح)
و في الحديث الشريف قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ' يرزق من يشاء بغير حساب'
إن هللا سبحانه و تعالى يريد أن يؤمن كل إنسان أن له ربا ,إن توقفت األسباب سيعطيه و يعطيه بغير حساب ,و
إال ماذا يكون موقف ذلك العاجز الذي جاء إلى الدنيا و هو يفتقد أسباب القدرة على الرزق ,انه ال يقدر على
الحركة و ال السعي من اجل رزقه ,ماذا يمكن أن يفعل ؟
هللا تبارك و تعالى برحمته بقول له ال تنزعج 'إن هللا يرزق من يشاء بغير حساب '
لقد فرضت على القادر على الحركة أن يعمل لما يتسع لحاجته و حاجتك ,و امرأته بالزكاة و الصدقة ليعطيك ==
إذن فهذا القادر سخره هللا تبارك و تعالى لرزق غير قادر ,و جعله يسعى له و يعمل من أجله 9
شكراً،
أختكن زينب
الصور المرفقة