‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫عالج مشكلة عدم الخشوع فى الصالة‬

‫‪ ‬‬
‫‪،‬كثي ٌر من الناس يعاني من هذه المشكلة‬
‫‪،‬وهي عدم الخشوع في الصالة‪ ،‬وغزو الخواطر الدنيو َّية لهم وهم واقفون بين يدي هللا‬
‫‪.‬والكل ُّ يعرض شكواه متأ ِّثراً متألِّما‪ ‬‬
‫ضروري في الصالة‬ ‫ٌّ‬ ‫الخشوع‬
‫‪،‬‬
‫‪ .‬‬
‫ضروري‪ ،‬وجدي ٌر بالمسلم أن يحرص عليه‬
‫ّ‬ ‫‪،‬إنَّ الخشوع‬
‫‪.‬وأن يأتي بأسبابه الموصلة إليه‬
‫عرف اإلمام ابن القيم" في مدارج السالكين" الخشوع بأ َّنه‪ ‬‬
‫‪:‬وقد َّ‬
‫الرب بالخضوع والذلّ‪ ،‬وإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح واألعضاء؛ أل َّنها‪ ‬‬ ‫ِّ‬ ‫قيام القلب بين يدي‬
‫ٌ‬
‫تابعة له‪ ،‬والخشوع محلُّه القلب‬
‫‪.‬‬
‫‪،‬وعاد ًة ما يحاول الشيطان أن يصرف اإلنسان عن خشوعه في الصالة ب َم ْك ِر ِه وكيده‬
‫‪،‬فيلجأ إلى الوسوسة‪ ،‬ويحاول أن يحول بين المرء والصالة والقراءة‬
‫فيلبسها عليه‪ ،‬فإذا حصل شي ٌء من ذلك فليستعذ العبد باهلل‬
‫‪.‬‬
‫‪،‬وثمرة الخشوع عظيمة‪ ،‬ويجب أن نحرص عليها كل َّ الحرص بالمجاهدة المستمرة‬
‫‪:‬ومنها‪ ‬‬
‫‪-‬تكفير الذنوب‪ ‬‬
‫‪-‬تحصيل الثواب الذي أعدَّه هللا للطائعين الخاشعين من عباده‪ ‬‬
‫‪-‬استجابة الدعاء في الصالة‪ ‬‬
‫‪:‬القيام بالواجبات وال ُبعد عن المحرمات‪ ،‬فقد قال تعالى‬
‫‪"،‬اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصالة إنَّ الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر"‪ ‬‬
‫‪:‬وعن عثمان بن عفان رضي هللا عنه قال‪ ‬‬
‫‪:‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ‬‬
‫َّ‬
‫مسلم تحضره صالةٌ مكتوبة‪ ،‬ف ُيحسِ ن وضوءها وخشوعها وركوعها إال كانت له كفارة من"‪ ‬‬
‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ئ‬
‫ما من امر ٍ‬
‫الذنوب ما لم ُتؤتَ كبيرة‪ ،‬وذلك الدهر كلُّه"رواه مسلم‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫وإليك اآلن بعض األمور التي ُتعين على الخشوع في الصالة‬
‫‪1 ‬‬
‫استحضار عظمة هللا ملك الملوك‪ ،‬وج َّبار السماوات واألرض‪ ،‬الملك‪ ،‬القدوس‪ ،‬السالم‪ ،‬المؤمن‪ ،‬المهيمن‪،‬‬
‫العزيز‪ ،‬الج َّبار‪ ،‬المتك ِّبر‬
‫‪2‬‬
‫وحاجتك إلى هللا كي يعينك على الخشوع‪ ‬‬ ‫استحضار تقصيرك‪ ،‬وضعفك‪،‬‬
‫‪3 ‬‬
‫استحضار تفاهة الدنيا‪ ،‬وأنَّ البقاء فيها مهما طال إلى رحيل‪ ،‬وأنَّ متاعها متاع ال َغرور‪ ،‬وأ َّننا صائرون إلى‬
‫هللا ليو ِّفينا أعمالنا‬
‫‪4 ‬‬
‫نفس‬
‫ٍ‬ ‫فالعجلة قد تؤ ِّدي إلى ضياع بعض الخشوع‪ ،‬فالصالة تحتاج إلى‬ ‫عدم االستعجال في أداء الصالة‪،‬‬
‫وفكر متد ِّبر‪ ،‬وقل ٍ‬
‫ب حاضر‬ ‫ٍ‬ ‫مجتمعة‪،‬‬
 ‫‪5 ‬‬
‫الصالة في َّأول الوقت أَ ْعون على الخشوع‪ ،‬كذلك إحسان الوضوء‬
‫‪6‬‬
‫أداء السنن الرواتب القبلية يوقظ القلب‪ ‬‬
‫أداء الرواتب والنوافل يس ِّهل الوصول إلى الخشوع‬
‫‪7‬‬
‫تقليل الحركة في أثناء الصالة (إال لضرورة)‪ ،‬فسكون الجوارح يعين على حضور القلب‪ ‬‬
‫‪8 ‬‬
‫استبعاد المشاغل ك ِّلها في وقت الصالة‪ ،‬كان أبو الدرداء يقول‬
‫من فقه الرجل أن ينهي حاجته قبل دخوله في الصالة؛ ليدخل في الصالة وقلبه فارغ‬
‫‪9‬‬
‫وعلينا أال نشغل أنفسنا بأمر الدنيا في أثناء الصالة‪ ،‬وأن نطرد الخواطر كلَّما وردت‪ ،‬وأن نستعيذ باهلل من‪ ‬‬
‫الشيطان ووسوسته‪ .‬وقد أوصانا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن نصلِّي‬
‫الطبراني ورجاله ثقات"‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬صالة مودِّ ع"رواه‬
‫‪10‬‬
‫‪،‬البعد عن النمط َّية واالعتياد في الصالة‪ ،‬وذلك يؤدِّ ي إلى عدم التأ ُّثر والتد ُّبر‬
‫وعالج ذلك بالوسائل التي تعين على الخشوع والوصول باهلل‪ ،‬مثل‬
‫‪: ‬‬
‫تد ُّبر معنى األذكار واآليات التي قرئت في الصالة‬
‫‪. ‬‬
‫ت جديد ٍة غير التي قرئت في الصلوات السابقة‬
‫قراءة الفاتحة وآيا ٍ‬
‫‪. ‬‬
‫يمر بنا ذكرهم في آيات القرآن من أهل الج َّنة‬
‫قرأ‪ ،‬والموازنة بين حالنا وحال من ُّ‬‫تد ُّبر ما ُي َ‬
‫يمر بنا ذكرهم من أهل النار وخصالهم التي تشبهنا‪ ،‬وهذا يجعلنا نراجع أنفسنا‪،‬‬ ‫لنرى مدى تقصيرنا‪ ،‬أو من ُّ‬
‫ونحس بالحاجة لمغفرة هللا وعفوه سبحانه‪ ،‬ور َّبما يؤ ِّدي بنا ذلك إلى البكاء‪ ،‬وهو من الخشوع‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ 11 ‬‬
‫الشرعي ومعرفة هللا تعالى‪ ،‬ومح َّبته‪ ،‬والخوف منه‪ ،‬ورجاء رحمته‪ ،‬والثقة‬
‫ِّ‬ ‫العمل على االزدياد من العلم‬
‫بما عنده‪ ،‬كل ُّ ذلك يؤ ِّدي إلى الوصول إلى الخشوع في الصالة‬
‫‪12‬‬
‫مر ًة بعد َّ‬
‫مرة‪ ‬‬ ‫التوبة إلى هللا من الذنوب‪ ،‬وتجديد هذه التوبة َّ‬
‫‪13 ‬‬
‫اإلكثار من قراءة القرآن‪ ،‬وذكر هللا‪ ،‬واإلكثار من ذكر الموت‪ ،‬ومحاسبة النفس‪ ،‬والبعد عن الرياء كذلك‬
‫‪14 ‬‬
‫مقررة‪ ،‬وهي أنَّ هللا ال يكلِّفنا ما ال نطيق‪ ،‬قال سبحانه‬ ‫حقيقة إسالم َّي ٌة َّ‬
‫ٌ‬ ‫وهناك‬
‫ْ‬
‫ف هللا َنفسا ً إال ُو ْسعها"‪ ‬‬ ‫ِّ‬
‫‪"،‬ال ُي َكل ُ‬
‫فعلينا أن نسعى جهدنا إلى الخشوع في الصالة‪ ،‬ولنجاهد وساوس الشيطان‪ ،‬ونطلب من هللا العون‬
‫‪.‬والمساعدة‬
‫‪15‬‬
‫‪،‬وأن ِّبه أخيراً إلى عدم تركك للصالة أو الخروج منها أ ًّيا كانت األسباب‬
‫وذلك لسببين‪ ‬‬

‫األول‬
‫السبب َّ‬
‫أ َّنها َّأول ما ُيسأل عنه العبد يوم القيامة‪ ،‬وأنت بالطبع ال تريدين أن تكون إجابتك سلب َّية‪ ،‬قد تقولين‪" :‬ولك َّنها‪ ‬‬
‫‪:‬صالةٌ بال فائدة"‪ ،‬فأقول‬
 ‫حتى وإن كانت صالتك بال خضوع‪ ،‬فهي في هذه الحالة ناقصة‪ ،‬ولك َّنها ليست معدومة‪ ،‬والعقل والمنطق‪ ‬‬
‫يقول أنَّ من فعل شيئا ً ناقصا ً فعليه استكمال نقصه ال تركه تماما‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫السبب الثاني‬
‫اعتراف منك بالهزيمة‪ ،‬وتسليم أمرك للشيطان‪ ،‬وهذا ما ال يقبله عاقل‪ ،‬فالواجب‪ ‬‬
‫ٌ‬ ‫تركك للصالة هو‬
‫للعدو‪ ،‬أليس كذلك أيضا؟‬
‫ّ‬ ‫االستكمال مع محاولة س ِّد العجز والنقص‪ ،‬وعدم التسليم‬

‫وأذكر هنا كالما ً ط ِّيبا ً لألستاذ الشيخ علي الطنطاوي رحمه هللا تعالى‪ ،‬فقد قال‬
‫فل َّما انتهيت من صالتي قال لي "أي الشيطان"‪ :‬ما هذه الصالة؟! أين هذه الصالة من صالة الخاشعين؟ إنَّ "‬
‫الصالة إذا لم تكن على وجهها كان وجودها كعدمها‬
‫‪.‬‬
‫كثير من المسلمين صالتهم بها‬ ‫حيلة من ِح َيل الشيطان طالما أضاع على ٍ‬‫ٌ‬ ‫فأدركت أنَّ هذه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يقول لهم‪" :‬ليست الصالة ركوعا وتالوة وذكرا‪ ،‬ولكنَّ الصالة الحقَّ هي التي تنهي عن الفحشاء والمنكر‪ ،‬فال‬
‫ً‬
‫معصية وال ذنبا‪ ،‬والتي يقف منها بين يدي مواله ال يف ِّكر في شيءٍ ق ّط من أمور الدنيا‬ ‫يأتي المرء معها‬

‫استقر ذلك في نفوس طائف ٍة من الناس ورأوا أ َّنهم ال يقدرون عليه‪ ،‬قالوا‬
‫َّ‬ ‫فل َّما‬
‫خير منها‪ ،‬فما لنا نتعب أنفسنا بالركوع والسجود في غير ثواب؟‬ ‫ٍ‬ ‫على‬ ‫نقدر‬ ‫ولم‬ ‫صالة‪،‬‬ ‫إذا لم تكن صالتنا‬
‫وتركوا الصالة جملة‬
‫‪.‬‬
‫فكان إلبليس ما أراد‪ ،‬مع أنَّ هللا ال يكلِّف نفسا ً إال وسعها‪ ،‬وليس على المصلِّي إال أن يخشع ما استطاع‪ ،‬وأقل ُّ‬
‫عارض من األذكار الدنيو َّية التي ال يخلو‬
‫ٌ‬ ‫درجات الخشوع أن يدرك معاني ما ينطق به‪ ،‬وكلَّما عرض له‬
‫منها ذهن مصل ٍّ ذكر أ َّنه بين يدي هللا‪ ،‬وأنَّ هللا أكبر منها‪ ،‬فطردها بقوله "هللا أكبر"‪ ،‬يفعلها كلَّما قام أو ركع‬
‫‪".‬أو سجد‬

‫‪،‬فاعلمي يا أختي أنَّ المبالغة في هذا الموضوع وأمثاله تؤ ِّدي إلى تضييع الواجبات‬
‫المحرمات‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫وهذا يؤ ِّدي إلى الوقوع في‬

‫و من أحسن قوال ممن دعا إلى هللا و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين‬

‫الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا‬
‫‪ ‬‬
‫آية العــــــز‬
‫‪ ‬‬
‫الحمد هلل الذي لم يتخذ صاحبة و ال ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ..‬وجزاكم هللا خيرا‬ ‫منقووووووووول ‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركااااااته‬
‫_________ _________ ____________‬