التاجر وفق القانون التجاري الجزائري

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫التاجر وفق القانون التجاري الجزائري‬

‫تعريف التاجر‪ :‬طب ًق ا لنص المادة األولى من القانون التجاري الجزائري " يُعد تاجرً ا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريًا و يتخذه مهنة معتادة‬
‫له ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪ ،‬فنص المادة تعتبر التاجر كل من يشتغل باألعمال التجارية ويتخذها مهنة معتادة له سواء كان شخ ً‬
‫صا طبيعيًا أو‬
‫معنويًا (شركة) بشرط أن يكون موضوع النشاط الممارس من طرف الفرد أو الشركة تجاريا‪ ،‬ويتبين من ذلك أنّ تعريف التاجر ال يرتبط بانتمائه إلى‬
‫هيئة أو حرفة أو طائفة معينة‪ ،‬وإنما يرتبط بالعمل الذي يباشره ذلك أنّ احتراف العمل التجاري هو أساس اكتساب صفة التاجر‪.‬‬
‫‪  ‬ويشترط العتبار الشخص تاجرا وفقا للنص المشار إليه الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يباشر الشخص األعمال التجارية على سبيل االحتراف ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقوم الشخص باألعمال التجارية لحسابه الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬توافر األهلية التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬أوال‪ - ‬شروط اكتساب صفة التاجر‪  :‬يتضح من نص المادة األولى أن المشرع الجزائري اشترط شرطان أساسيان الكتساب صفة التاجر هما‪ :‬احتراف‬
‫االعمال التجارية‪ • ،‬مباشرة الشخص ألعمال تجارية‪ •.‬اتخاذها مهنة معتادة له‪.‬‬
‫ويجب أن يُضاف إلى هذين الشرطين شرط ثالث يؤخذ من المواد( ‪ 4‬و ‪ )5‬وهو أن يكون هذا الشخص مؤهال لممارسة التجارة‪ ،‬وسوف نفصل ذلك في‬
‫اآلتي‪.‬‬
‫‪ -01 ‬احتراف األعمال التجارية‪  :‬احتراف األعمال التجارية هو الشرط الجوهري الذي يكسب المحترف صفة التاجر‪ ،‬إذا ما كان مؤهال لمزاولة النشاط‬
‫التجاري‪ ،‬و نظرً ا ألهمية االحتراف في تحديد مركز الشخص من النظام القانوني للتجارة فإننا سوف نتكلم عن ما يلي‪  :‬معنى االحتراف‪ ،‬عناصر الحرفة‬
‫التجارية‪  ،‬موضوع الحرفة التجارية‪ ،‬نهاية االحتراف‪.‬‬
‫أ‪  -‬معنى االحتراف ‪ :‬استعمل المشرع الجزائري كلمة (مهنة) للتعبير عن شرط االحتراف غير أن استعماله لهذا التعبير يعني أن الشخص يمتهن التجارة‬
‫ويتخذها مصدرً ا للكسب ومن ثم العيش من جراء ما يجنيه من أرباح من تلك المهنة المذكورة‪ .‬ويقصد بالمهنة "ممارسة النشاط بصورة منتظمة ومستمرة‬
‫وعلى سبيل االستقالل"‬
‫ب‪  ‬عناصر الحرفة‪:  ‬مهما كانت اآلراء حول تعريف االحتراف فالمستقر عليه فقها وقضاء أن للحرفة التجارية عناصر ثالث هي‪:‬‬
‫‪-‬االعتياد ‪ :‬وهو بمثابة العنصر المادي للحرفة و معناه تكرار القيام بالعمل التجاري من وقت آلخر‪ ،‬كما يمكن أن يعد الخطوة األولى للدخول في عالم‬
‫االحتراف التجاري‪ ،‬واالعتياد يختلف عن االحتراف في كون االعتياد ال يصل وال يرتقي إلى درجة االستمرار والتنظيم‪ ،‬وعلى هذا األساس فمن يقوم‬
‫باعتياد األعمال التجارية ال يلزم أن يكون تاجرً ا‪ ،‬و ال يُعد القيام بالعمل التجاري العارض أو المتقطع أساسً ا‪ S‬الكتساب صفة التاجر‪ ،‬وتقرير حالة االعتياد‬
‫أو االحتراف مسألة موضوعية يقدرها القاضي‪.‬‬
‫‪-‬القصد ‪ :‬وهو العنصر المعنوي للحرفة‪ ،‬فيجب أن يكون االعتياد بقصد خلق حالة أو وضع معين وهو الظهور بمظهر صاحب الحرفة‪.‬‬
‫‪-‬االستقالل في العمل التجاري‪:  ‬ال يكفي الكتساب صفة التاجر أن يكون االعتياد بقصد الظهور بمظهر صاحب الحرفة بل ينبغي أي ً‬
‫ضا أن يقع ذلك على‬
‫وجه االستقالل‪ ،‬فيمارس الشخص العمل التجاري باسمه ولحسابه الخاص ال لحساب غيره‪ ،‬ألن التجارة تقوم على االئتمان‪ ،‬واالئتمان ذو طبيعة شخصية‪،‬‬
‫يقضي تحمل المسؤولية‪ ،‬وعلى ذلك فالموظفون والعمال في المحالت التجارية ال يعتبرون تجارً ا ألنهم أجراء يقومون باألعمال التجارية باسم و لحساب‬
‫صاحب العمل و ينقصهم ركن االستقالل في إدارة العمل أو المشروع وهي من مميزات صفة التاجر ‪.‬‬
‫جـ‪  -‬موضوع الحرفة التجارية‪:  ‬ال تكون الحرفة تجارية إال إذا كان لها موضوعها عم ً ال من األعمال التجارية التي نصت عنها المواد ( ‪ )2،3،4‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري‪ ،‬و يجب أن يكون موضوع الحرفة التجارية عمال مشرو ًعا )يخدم التاجر من جهة والمجتمع من جهة أخرى‪ .‬فمن يحترف‬
‫تجارة ممنوعة أو مخالفة للنظام العام واآلداب العامة ال يكتسب صفة التاجر إنما يُعد مخال ًفا للقانون‪.‬‬
‫د‪-‬نهاية االحتراف‪  :‬ينتهي االحتراف في الحاالت اآلتية‪ :‬الوفاة‪ ،‬االعتزال التام للتجارة‪ ،‬هالك أموال التاجر‪ ،‬علمًا أن صفة التاجر ال تنتقل إلى الورثة‪،‬‬
‫ولكن إذا استمر الورثة في مباشرة التجارة التي آلت إليهم فإنهم يكتسبوا صفة التاجر ال على أساس أنهم ورثة بل على أساس االحتراف‪.‬‬
‫‪ -02 ‬األهلية‪ ‬التجارية ‪ :‬سبق و أن قلنا أنه يجب الكتساب الشخص صفة التاجر أن يقوم باألعمال التجارية و يتخذها مهنة معتادة له وهو ما نصت عليه‬
‫المادة األولى من القانون التجاري الجزائري‪ .‬وفضال عن ذلك يجب أن يكون مؤهال لممارسة العمل التجاري‪ ،‬فإذا لم تثبت للشخص أهلية االتجار فال‬
‫يكتسب صفة التاجر مهما‪ S‬كان احترافه‪ ،‬إذن فاألهلية شرط الكتساب صفة التاجر‪.‬‬
‫والمقصود باألهلية التجارية هي صالحية الشخص لممارسة حرفة تجارية تستوجب إخضاعه لاللتزامات التي يفرضها القانون على التجار‪ ،‬وهي مسألة‬
‫لها أهمية بالغة بالنسبة للدولة التي تحصل الممارسة التجارية على إقليمها‪ ،‬و تختلف في ذلك األهلية التجارية عن األهلية المدنية التي تكون إما أهلية‬
‫وجوب أو أهلية أداء‪ ،‬فأهلية الوجوب هي صالحية الشخص للتمتع بالحقوق والتحمل بااللتزامات‪ .‬أما أهلية األداء فهي صالحية الشخص لمباشرة‬
‫التصرفات القانونية الصحيحة‪ .‬وهي مسألة تستوجب حماية القاصر من نفسه أو من استغالل الغير له‪ ،‬والمشرع الجزائري لم ينص في القانون التجاري‬
‫على األهلية الالزمة كي يمارس العمل التجاري حيث ترك أحكامها إلى القواعد العامة في القانون المدني‪ .‬إال انه تعرض ألهلية القاصر المأذون له‬
‫ضا في المادتين ( ‪ 6‬و ‪ )7‬ألحكام خاصة بأهلية المرأة المتزوجة فيما عدا ذلك‬ ‫بالتجارة في المادة الخامسة‪ S‬من القانون التجاري الجزائري‪ .‬كما تعرض أي ً‬
‫يستوجب الرجوع إلى القواعد العامة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و قبل التفصيل في هذا الموضوع تجدر اإلشارة هنا إلى أن المادة ( ‪ ) 50‬من القانون المدني الجزائري قد تكلمت هي كذلك عن أهلية الشخص االعتباري‬
‫و نصت على أن يكون للشخص االعتباري أهلية في الحدود التي يعينها عقد إنشائه أو التي يقررها القانون‪ .‬فهي أهلية محدودة بالغرض الذي أنشأت من‬
‫ً‬
‫واستناد ا إلى ما سبق سوف نتكلم عن أهلية الشخص الطبيعي‪.‬‬ ‫أجله و ال يمكنها أن تتعداه ً‬
‫أبدا‪،‬‬
‫أ – الراشدون‪  :‬سبق القول أن المشرع التجاري لم ينص عن حكم يحدد فيه سن الراشد التجاري و عليه يستوجب الرجوع إلى القاعدة العامة التي وردت‬
‫في المادة ( ‪ ) ٤٠‬من القانون المدني و التي حددت سن الرشد بتسعة عشر( ‪ ) 19‬سنة كاملة‪ ،‬و ال يختلف في ذلك سن الرشد المدني عن سن الرشد‬
‫التجاري‪ ،‬وحسب النص من بلغ التسعة عشر سنة كاملة ولكن أصيب بعارض من عوارض امتنع عليه مباشرة التجارة‪ ،‬ومنه فلن يكتسب صفة التاجر‪،‬‬
‫والمقصود بعوارض األهلية ما أوردته المواد ( ‪ 42‬و ‪ ) 44‬من القانون المدني‪ ،‬فتنص المادة ( ‪ ) 42‬ق م ج على ما يلي‪ "" :‬ال يكون أه ً ال لمباشرة‬
‫حقوقه المدنية من كان فاقد التمييز لصغر في السن أو عته أو جنون‪ .‬يعتبر غير ميز من لم يبلغ السادسة عشر سنة>>‪ .‬وتنص المادة ( ‪ ) 44‬من نفس‬
‫القانون على ما يلي‪ " :‬يخضع فاقد األهلية و ناقصها بحسب األحوال ألحكام الوالية أو الوصاية أو القوامة ضمن الشروط ووف ًقا للقواعد المقررة في‬
‫القانون"‪ ،‬يفهم مما سبق أن من بلغ سن ‪ 19‬سنة كاملة دون أن تكون أهليته مصابة بعارض من العوارض التي ذكرتها المادة فإنه يستطيع ممارسة العمل‬
‫التجاري و يكتسب هذه الصفة‪ .‬غير أنه قد يتعطل عن اكتسابها إذا ما أصيب بعارض حينئذ تنتقل الصالحية والتصرف والممارسة من حوزتهم‪ .‬المادة (‬
‫‪ ) ٤٤‬مدني‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الممنوعون من الممارسة التجارية ‪ :‬الموظفون العموميون والمحامون واألطباء تنظمهم قوانين خاصة العتبارات تقتضيها المصلحة العامة‪ S،‬هؤالء‬
‫رغم بلوغهم سن الرشد إال أنهم ممنوعون من مباشرة التجارة فإن باشروها اكتسبوا صفة التاجر وتظل أعمالهم التجارية صحيحة و تنشأ آثارها و‬
‫يتحملون هذه اآلثار‪ ،‬أما جزاء مخالفة هذا المنع فينحصر في فرض العقوبات التأديبية التي ينص عليها قانون المهنة التي يخضع لها الشخص المخالف‪،‬‬
‫والهدف من ذلك يعود إلى حماية الجمهور المتعامل معهم‪ .‬و على ذلك فيخضعون ألحكام القانون التجاري ويلزمون بالتزاماته‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬األجانب‪: ‬استنا ًد ا إلى نصوص القانون المدني نستنتج انه يمكن لألجنبي الموجود على مستوى تراب الجمهورية الجزائرية أن يمارس العمل التجاري‬
‫إذا كان قد بلغ سن ‪ 19‬سنة كاملة دون أن تصاب أهليته بعارض من العوارض‪ ،‬باإلضافة الى حصوله على رخصة بذلك‪.‬‬
‫د‪ -‬القصر‪: ‬تنص المادة‪ ‬الخامسة‪ ‬من القانون التجاري الجزائري على أنه " ال يجوز للقاصر المرشد ذكرً ا أم أنثى البالغ من العمر ثمانية عشر ( ‪) 18‬‬
‫سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ العمليات التجارية‪ ،‬كما ال يمكن اعتباره راش ًد ا بالنسبة للتعهدات التي يبرمها عن أعمال تجارية ‪ ‬إذا لم يكن‬
‫قد حصل مسب ًق ا على إذن والده أو أمه أو على قرار من مجلس العائلة مصادق عليه من المحكمة فيما إذا كان والده متوفيًا أو غائبًا أو سقطت عنه سلطته‬
‫األبوية أو استحال عليه مباشرتها أو في حالة انعدام األب واألم"‪ ،‬ويفهم من نص المادة ( ‪ )5‬أن ممارسة العمل التجاري بالنسبة للقاصر مربوطة‬
‫بشروط ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلذن من الولي الشرعي‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المصادقة‪ S‬على اإلذن من طرف المحكمة التي يريد القاصر ممارسة العمل التجاري في إطار اختصاصها‪.‬‬
‫‪ً  ‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون اإلذن العائلي مرف ًقا بطلب التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫ه‪ -‬المرأة المتزوجة ‪ :‬المشرع الجزائري سوى بين الرجل و المرأة في ممارسة العمل التجاري واكتساب صفة التاجر‪ ،‬فقط أن تحترف المرأة األعمال‬
‫التجارية وأن تتخذ منها مهنة معتادة لها وأن تكون مؤهلة لممارسة العمل التجاري‪ .‬وقد أكدت المادة ( ‪ )8‬من القانون التجاري الجزائري هذه الواقعة‬
‫بقولها‪ << :‬تلتزم المرأة التاجرة شخصيًا باألعمال التي تقوم بها لحاجات‪ S‬تجارتها‪ .>>..... .‬إال أن المادة ( ‪ )7‬نصت على أن‪ " :‬ال تعتبر المرأة‬
‫المتزوجة تاجرة إذا كان عملها ينحصر في البيع بالتجزئة للبضاعة التابعة لتجارة زوجها "‪ ،‬يفهم من ذلك أن المساعدة أو التطوع من طرف الزوجة ال‬
‫يكسبها الصفة التجارية ألنها تعمل لمصلحة زوجها‪ ،‬إال أن ذلك ال يمنع من اكتساب صفة العاملة و تخضع في ذلك ألحكام قانون العمل وتتمتع بكافة‬
‫الحقوق التي يرتبها هذا القانون‪.‬‬
‫*‪  ‬طرق أخرى الكتساب صفة التاجر دون احتراف العمل التجاري ‪ :‬يمكن طرح السؤال التالي‪ ،‬هل هناك طريق آخر يكتسب به الشخص التاجر غير‬
‫الطريق المحددة في نص المادة األولى وهو احتراف األعمال التجارية ؟‪.‬‬
‫بالفعل لقد أضاف القانون التجاري الجزائري طريق آخر يمكن به الشخص أن يكتسب صفة التاجر حتى ولو لم يمتهن األعمال التجارية استنادا للمادة‬
‫األولى منه‪ ،‬ذلك أنه برجوعنا إلى نص المادة ‪ 21‬من القانون التجاري الجزائري التي تنص على أنه‪ »:‬كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل‬
‫التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانين المعمول بها‪ ،‬ويخضع لكل النتائج الناجمة عن هذه الصفة«‪.‬‬
‫معنى ذلك أن الطريقة الثانية الكتساب صفة التاجر هو الحصول على السجل التجاري (القيد في السجل التجاري) حتى ولو لم يكن هذا الشخص يمتهن‬
‫األعمال التجارية‪ ،‬ويعتبر في نظر القانون مكتسب‪ S‬صفة التاجر خاصة بعد نص المادة حيث أصبح القيد في السجل التجاري قرينة قاطعة اكتساب صفة‬
‫التاجر ال تقبل إثبات العكس‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪:‬التزامات التجار‬
‫تتمثل االلتزامات التي فرضها المشرع الجزائري على التجار في‪  :‬مسك دفاتر تجارية‪ ،‬القيد في السجل التجاري‪  ،‬االلتزام بمسك الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫الخضوع للضرائب على االرباح التجارية والصناعية‪ ،‬تجنب الممارسات‪ S‬المنافية للمنافسة‪.‬‬
‫‪ :01 ‬مسك الدفاتر التجارية ‪ :‬من بين أهم االلتزامات التي تقع على عاتق التاجر االلتزام بإمساك الدفاتر أ السجالت التجارية‬
‫أ‪ -‬تعريف الدفاتر التجارية‪ :‬تنص المادة ‪ 9‬تجاري بأنه على كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر أن يمسك دفاتر تجارية‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫سجالت يقيد فيها التاجر عملياته التجارية من إيراداته‪ ،‬مصروفاته‪ ،‬حقوقه والتزاماته‪ ،‬ومن هذه السجالت‪ S‬يتضح مركزه المالي و ظروف تجارته‪.‬‬
‫ب‪  ‬أهمية مسك الدفاتر التجارية‪ -:  ‬الدفاتر التجارية المنتظمة تعطي صورة صادقة لنشاط التاجر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪        -‬الدفاتر التجارية وسيلة لإلثبات أمام القضاء‪.‬‬
‫‪        -‬الدفاتر التجارية وسيلة عادلة لربط ( فرض) الضرائب ‪.‬‬
‫‪        -‬الدفاتر التجارية وسيلة أمان تساعد التاجر في الحصول على الصلح الواقي اإلفالس بالتقصير‪.‬‬
‫ج‪  -‬أنواع الدفاتر التجارية‪:  ‬اختلفت التشريعات في تعيين الدفاتر التجارية الواجب على التاجر مسكها‪ S،‬فهناك من اكتفى بإلزام التاجر بمسك دفاتر تجارية‬
‫حد ا أدنى من هذه الدفاتر التجارية و تركت الحرية للتاجر في أن يضيف ما يشاء حسب‬ ‫كافية للداللة على حالته التجارية دون تعيين‪ .‬و هناك من عين ً‬
‫الحاجة الماسة‪ S‬لتجارته‪ .‬و سوف نتكلم عن ذلك في اآلتي‪.‬‬
‫ج‪ )1-‬الدفاتر التجارية اإلجبارية‪:  ‬التاجر ملزم بمسك دفترين إجباريين هما دفتر اليومية ودفتر الجرد‪.‬‬
‫أوال‪ -‬دفتر‪ ‬اليومية‪ :‬فقد نصت المادة (‪ ) 9‬من القانون التجاري الجزائري على أن‪ << :‬كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر ملزم بمسك دفتر‬
‫اليومية يقيد فيه‪ ." ...‬ونصت المادة (‪ )10‬منه على " يجب عليه أيضً ا أن يجري سنويًا جر ًدا لعناصر أصول و خصوم مقاولته‪."...‬‬
‫أوال‪ :‬دفتر اليومية ‪ :‬يعتبر دفتر اليومية من أهم الدفاتر التجارية و أكثرها بيانا لحقيقة المركز المالي للتاجر بسبب طبيعته التي فرضها المشرع واعتباره‬
‫سجال يوميا يقيد فيه التاجر عمليات تجارته يوما بيوم من بيع أو شراء أو اقتراض أو دفع أو قبض سواء ألوراق نقدية أو أوراق تجارية أو استالم بضائع‬
‫عينية إلى غير ذلك من األعمال المتعلقة بتجارته‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬دفتر الجرد‪:  ‬تقيد في دفتر الجرد تفاصيل البضاعة الموجودة لدى التاجر آخر سنته المالية وكذلك يقيد بدفتر الجرد الميزانية العامة للتاجر التي‬
‫توضح مركزه اإليجابي والسلبي في نهاية السنة وهي تشمل على خانتين إحداهما مفردات األصول وهي األموال الثابتة والمنقولة وحقوق التاجر على‬
‫الغير واألخرى مفردات الخصوم لبيان الديون التي في ذمة التاجر للغير وهي ديون المشروع للغير عالوة على رأس المال باعتباره أول دين عليه ‪.‬‬
‫ج ‪ )2-‬الدفاتر التجارية االختيارية‪:  ‬طبيعة التعامل التجاري الواسع وحاجات التجارة تقتضي أن يمسك التاجر دفاتر إضافية و يرجع ذلك الختيار التاجر‬
‫نفسه باعتباره أدرى من غيره بشؤون تجارته وهي دفاتر اختيارية لم ينص عليها المشرع الجزائري بل ترك أمرها للتاجر و اختياراته‪ .‬و يمكن حصرها‬
‫في اآلتي‪:‬‬
‫دفتر الخزانة (الصندوق )‪ :‬يسجل فيه التاجر كل المبالغ التي تدخل أو تخرج من الخزانة‪.‬‬
‫دفتر المبيعات و المشتريات ‪ :‬يسجل فيه التاجر كل البضائع التي يبيعها و يشتريها‪.‬‬
‫دفتر األوراق التجارية ‪ :‬يسجل فيه مواعيد االستحقاق الخاصة باألوراق التجارية (كمبياالت أو شيكات) لصالحه أو للغير‪.‬‬
‫دفتر األستاذ ‪ :‬ويعد هذا الدفتر من الدفاتر التجارية الهامة نظرً ا الستعماله المتواصل وارتباطه بالدفاتر األخرى حيث يعد سجل القيد النهائي التي تصب فيه‬
‫جميع الدفاتر التجارية األخرى‪ ،‬وهو منظم تنظيمًا دقي ًقا تخضع هذه الدقة فيه لعلم المحاسبة‪.‬‬
‫د‪  ‬تنظيم الدفاتر التجارية‪: ‬أوضح القانون التجاري الجزائري في المادة ( ‪ ) 11‬منه كيفية تنظيم الدفاتر التجارية اإلجبارية نظرً ا ألهميتها من أجل توحيد‬
‫طريقة تنظيمها لدى التجار والتقيد بكيفية تدوين المعلومات فيها‪ .‬ويمكننا أن نستشف من نص المادة ( ‪ ) 11‬ما يلي‪:‬‬
‫أن تسجل المعلومات الخاصة بالعمليات التي يجريها التاجر بحسب تواريخها‪ ،‬كما أوجبت المادة أن تخلو هذه الدفاتر من الفراغ أو ترك بعض األماكن‬
‫على بياض وال محو ما كتب أو تحشية أو نقل على الهامش‪ S‬و أن ال تتضمن الشطب أو ما إلى ذلك‪ ،‬والهدف من كل ذلك هو مراعاة الدقة والوضوح في‬
‫تدوين العمليات وتفويت الفرصة على التاجر الذي يلجأ إلى تغيير البيانات المدونة‪.‬‬
‫يجب أن ترقم هذه الدفاتر والمصادقة عليها من طرف المحكمة‪ S‬المختصة قبل استعمالها والهدف من ‪ ‬هذا اإلجراء هو منع التاجر من أن يزيل بعض‬
‫صفحاتها أو إبدال الدفتر برمته‪.‬‬
‫ه‪  ‬مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية‪: ‬تنص المادة ( ‪ ) 12‬من القانون التجاري الجزائري على المدة التي يجب على التاجر االحتفاظ فيها بدفاتره التجارية‬
‫بقولها‪ << :‬يجب أن تحفظ الدفاتر والمستندات المشار إليها في المادتين ( ‪ 9‬و ‪( )10‬اليومية والجرد) عشر سنوات‪ ،‬كما يجب أن ترتب وتحفظ‬
‫المراسالت الواردة ونسخ المراسالت الموجهة طيلة نفس المدة >> المتتبع للنص يفهم أن المشرع الجزائري لم يحدد بداية سريان هذه المدة‪ ،‬ولكنه من‬
‫البديهي أن تبدأ من تاريخ إقفال الدفتر أي من تاريخ التأشير بانتهاء صفحات الدفتر‪ ،‬وكذلك بالنسبة للمراسالت الواردة و الصادرة تبدأ المدة نفسها من‬
‫تاريخ إرسالها أو تسلمها والجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية أو عدم انتظامها ‪:‬‬
‫رتب المشرع الجزائري جزاءات مدنية وأخرى جزائية عن عدم المسك أو عدم التنظيم في المادة ( ‪ )14‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫الجزاءات المدنية‪:  ‬أول جزاء مدني يترتب في حق التاجر هو حرمانه من تقديم هذه الدفاتر كوسيلة من وسائل اإلثبات أمام القضاء‪ .‬وخضوعه للتقدير‬
‫الجزافي للضريبة الذي غالبا ما يكون في غير صالحه‪ .‬زيادة على ذلك فإن التاجر المهمل أو المقصر في إمساك هذه الدفاتر أو عدم تنظيمها يحرمه من‬
‫إجراء تسوية قضائية معه لعدم بيان مركزه المالي‪.‬‬
‫الجزاءات الجنائية‪ : ‬تنص المادة ‪ 370‬تجاري وما بعدها على أنه يعد التاجر مرتكبا لجريمة اإلفالس بالتقصير في حالة توقفه عن الدفع ولم يكن قد مسك‬
‫حسابات مطابقة لعرف المهنة‪.‬‬
‫وتطبق العقوبات الجنائية المنصوص عليها في المادة ‪ 383‬من قانون العقوبات على األشخاص الذين تثبت إدانتهم بالتفليس بالتقصي أو التدليس ‪ ،‬وتقضي‬
‫تلك المادة بأن كل من قضى بارتكابه جريمة اإلفالس في الحاالت المنصوص عليها في قانون التجارة يعاقب عن اإلفالس البسيط بالحبس من شهرين إلى‬

‫‪2‬‬
‫سنتين وعن اإلفالس بالتدليس بالحبس من سنة إلى خمس سنوات ويجوز عالوة على ذلك أن يقضي على المفلس بالتدليس بالحرمان من حق أو أكثر من‬
‫الحقوق الوطنية لمدة سنة على األقل وخمس سنوات على األكثر‪.‬‬
‫‪ -02 ‬القيد في السجل التجاري‪: ‬‬
‫أ‪  -‬تعريف السجل التجاري‪:  ‬السجل التجاري " ورقة معدة من طرف الدولة ومراكز محافظات‪ S‬السجل لتسجيل المعلومات‪ S‬الخاصة بالتاجر (طبيعيًا كان أو‬
‫معنو ًي ا) التي يتطلبها القانون و األنظمة الصادرة بمقتضاها "‪ .‬أو هو ورقة تفرد فيها لكل تاجر سواء كان شخ ً‬
‫صا طبيعيًا أو معنويًا مجموعة من البيانات‬
‫الخاصة به وبنشاطه التجاري تحت رقابة و إشراف الدولة‪.‬‬
‫وقد عالج المشرع الجزائري نظام السجل التجاري في المواد من ( ‪ 19‬إلى ‪ ) 29‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬وسنتناول في هذا المجال ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الملزمون بالقيد‪ :‬تنص المادة ( ‪ ) 19‬من القانون التجاري الجزائري على ما يلي‪ " :‬يلتزم بالتسجيل في السجل التجاري‪:‬‬
‫‪  -1‬كل شخص طبيعي له صفة التاجر في نظر القانون الجزائري ويمارس أعماله التجارية داخل القطر الجزائري‪.‬‬
‫‪  -2‬كل شخص معنوي تاجرً ا بالشكل‪ ،‬أو يكون موضوعه تجاريًا‪ ،‬ومقره في الجزائر أو كان له مكتب أو فرع أو أي مؤسسة كانت"‪.‬‬
‫ثم جاءت‪ S‬المادة ( ‪ ) 20‬من نفس القانون و نصت على ما يلي‪ " :‬يطبق هذا اإللزام خاصة على‪:‬‬
‫‪  -1‬كل تاجر‪ ،‬شخصً ا طبيعيًا أو معنويًا‪.‬‬
‫‪  -2‬كل مقاولة تجارية يكون مقرها في الخارج و تفتح في الجزائر وكالة أو فرعً ا أو أي مؤسسة‪ S‬أخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫نشاطا تجاريًا على التراب الوطني"‪.‬‬ ‫‪ -3‬كل ممثلية تجارية أجنبية تمارس‬
‫ب‪  -‬آثار القيد في السجل التجاري‪ :‬تترتب مجموعة من اآلثار الهامة‪ S‬عن القيد في السجل التجاري يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪        -‬اكتساب صفة التاجر‪ :‬هذا األثر حددته المادة (‪ ) 21‬بقولها كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري يُعد مكتسبًا صفة التاجر…‬
‫وتترتب عنه كل اآلثار التي يحكمها‪ S‬القانون التجاري‪.‬‬
‫كما أن عدم القيد في السجل التجاري بالنسبة للملزمين قانو ًن ا بالقيد يسقط عنهم حقوق التجار دون أن يعفيهم أو يخفف عنهم من التزامات التجار‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب الشركة الشخصية المعنوية‪ :‬نصت المادة ( ‪ ) 549‬من القانون التجاري الجزائري على ما يلي‪ " :‬ال تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال من‬
‫تاريخ قيدها في السجل التجاري"‪  ،‬فالقيد في السجل التجاري بالنسبة للشركات‪ S‬يعد بمثابة شهادة الميالد ونشوء الشخصية المعنوية وتمتعها باألهلية‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة ذكر رقم السجل في معامالت التاجر‪ :  ‬إذا تعامل التاجر مع الغير خالل مساره التجاري وجب أن يذكر في عنوان فواتيره أو طلباته أو تعريفاته‬
‫أو نشراته الدعائية أو مراسالته الرقم التسلسلي للسجل التجاري و كذا مقر المحكمة‪ S‬التي وقع فيها السجل التجاري و هذا ما أكدته المادة ( ‪ ) 27‬تجارى‬
‫بقولها‪ " :‬يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في السجل التجاري أن يذكر في عنوان فواتيره أو طلباته أو تعريفاته أو نشرات الدعاية أو على‬
‫كل المراسالت الخاصة بمؤسسته الموقعة منه أو باسمه‪ ،‬مقر المحكمة التي وقع فيها السجل بصفة أصلية ورقم التسجيل الذي حصل عليه‪.‬‬
‫جـ‪  -‬الجزاءات الجنائية‪ : ‬زيادة على ما فرضه المشرع من أحكام سابقة تحقق إشهارً ا قانونيًا لما يحتويه السجل التجاري من بيانات فقد فرض جزاءات و‬
‫عقوبات جنائية للمخالف‪ ،‬سواء عدم طلب القيد في السجل التجاري‪ ،‬أو التأشير بالبيانات المعدلة‪ ،‬أو طلب المحو في الميعاد القانوني‪ ،‬أو إهمال ذكر‬
‫المحكمة‪ S‬التي وقع السجل فيها‪ ،‬أو عدم ذكر رقم السجل على جميع فواتيره و مراسالته‪.‬‬
‫فنصت المادة ( ‪ ) 29‬من القانون التجاري الجزائري على عقوبات وجزاءات جنائية تتراوح بين الغرامات المالية وعقوبة الحبس‪.‬‬
‫د ‪ -‬وظيفة السجل التجاري‪: ‬‬
‫‪        -‬تنظيم المجتمع التجاري‪.‬‬
‫‪        -‬دعم الثقة و االئتمان للمتعاملين مع التاجر‪.‬‬
‫‪        -‬إعطاء صورة حقيقية عن النشاطات‪ S‬التجارية‪.‬‬
‫‪        -‬يعطي السجل صورة للدولة عن حقيقة المركز المالي للعاملين في التجارة على مستوى التراب الوطني األمر الذي يساعد الدولة على وضع‬
‫الخطط االقتصادية التي تهم البلد كلل‪.‬‬
‫‪ -03‬هذا واذا‪  ‬كان القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر التجارية تعتبر من اهم التزامات التاجر‪ ،‬اال انه هناك التزامات أخرى مهمة‪ S،‬وعلى رأسها‬
‫الخضوع للضرائب على األرباح التجارية الصناعية‪ ،‬باإلضافة الى التزام التاجر باالمتناع عن أي تصرف يعتبر من قبيل المنافسة‪ S‬غير المشروعة والتي‬
‫تضر بسمعة التاجر وبالتجارة وتؤدي الى متابعته بجنحة المنافسة‪ S‬غير المشروعة‬

‫‪2‬‬

You might also like