Professional Documents
Culture Documents
4 0
4 0
مهنة التعليم ال تساويها مهنة في الفضل والرفعة ،ووظيفة المعلم من أشرف الوظائف
وأعالها .وكلما كانت المادة العلمية أشرف وأنفع ،ارتفع صاحبها شرفا ً ورفعة،
وأشرف العلوم على اإلطالق العلوم الشرعية ،ثم العلوم األخرى ك ٌل بحسبه .والمعلم
إذا أخلص عمله هلل ،ونوى بتعليمه نفع الناس ،وتعليمهم الخير ،ورفع الجهل عنهم
كان ذلك سببا ً في تكثير حسناته ،وزيادة في أجره ،لقول النبي ﷺ
في الحديث الصحيح (( :إنما األعمال بالنيات)) .ولعل حديث أبي أمامة رضي هللا
عنه يبين لنا فضل تعليم الخير .يقول :قال رسول هللا ﷺ(( :إن هللا
ومالئكته وأهل السموات واألرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر
على معلم الناس الخير)).
ومهمة المعلم ال تقتصر على طرح المادة العلمية على طالبه فقط ،بل هي مهمة
عسيرة وشاقة -وهي يسيرة على من يسرها هللا عليه -فهي تتطلب من المعلم صبراً،
وأمانة ،ونصحاً ،ورعاية لمن تحته.أما بعد :
فإن التقويم يمثل جزءاً اليتجزأ من عملية التعلم ومقوما أساسيا ً من مقوماتها وأنه
يواكبها في جميع خطواتها ,أما مفهومه فهو كالتالي :
:مفهوم التقويم
.
هناك مصطلحان في اللغة وهما التقييم والتقويم ,فالتقييم هو:تحديد القيمة
والقدر ,أما الكلمة الثانية وهي التقويم ففيها هذا المعنى باإلضافة إلى معانى
.التعديل والتحسين والتطوير
وفى إطار هSSذا المفهSSوم تصSSبح وظيفSSة المؤسسSSة التعليميSSة ليسSSت قاصSSرة على
الحكم على المتعلم بالنجاح أو الفشل من خالل نظام االمتحانSSات التقليSSدى بSSل أن
مهمة المعلم ودوره تشبه أقرب إلى مهمة الطSSبيب ال تقتصSSر على مجSSرد قSSراءة
, .ميزان الحرارة أو مقياس ضغط الدم وإنما يتجاوز ذلك التشخيص إلى العالج
لذا يمكن القول بأن التقييم هو مجرد إصدار أحكام أما التقويم فيتضمن
إصدار األحكام مقترنة بخطط تعديل المسار وتصويب Sاالتجاه في ضوء ما
.تسفر عنه البيانات من معلومات
ويمكننا تعريف التقويم بأنه عملية تخطيط للحصول على معلومات أو بيانات
أو حقائق عن موضوع معين ( المتعلم مثالً ) بطريقة علمية إلصدار حكم عليه
بغرض التوصل إلى تقديرات كمية و أدلة كيفية تسهم في اتخاذ أو اختيار القرار
. .األفضل والتحسين
أهداف التقويم:
يهدف التقويم التربوي إلى تحقيق أهداف متعددة و وظائف عامة في توجيه
العملية التعليمية و مدى نجاحها ،يمكن إيجازها فيما يلي:
-1الهدف المنشود و مواجهة التحديات المستقبلية.
-2مداه -نجاح المعلم في عمله و طرق التدريس)..
-3تشخيص ما يواجه المعلم و المتعلم من صعوبات.
-4توجيه الطالب إلى نواحي التقدم التي أحرزوها.
-5الحكم على طرق التدريس المتبعة.
-6تزويد الطالب بدرجات عن مستويات تحصيلهم.
-7معرفة فهم التلميذ لما درسه من حقائق و معلومات ،و مدى قدرته على
استخدام مصادر المعلومات المختلفة.
-8معرفة مدى نمو قدرة التلميذ على التفكير المستنير المستقل الناقد الفاحص
في حدود سنه.
-9المساعدة على الكشف عن حاجات التالميذ و ميولهم و قدراتهم و
استعداداتهم التي نراعيها في نشاطهم و في جوانب المنهج المدرسي
المختلفة .
-10مساعدة المعلم على الوقوف على مدى نجاحه في تعليم تالميذه و تربيتهم
أو مدى نجاحه مع التالميذ في الوصول إلى األهداف التربوية المنشودة.
-11تزويد التالميذ بالتغذية الراجعة.
-12لحصول على معلومات و بيانات لمتابعة التالميذ
هناك عدة نقاط تبرز من خاللها أهمية التقويم ،وخطورة األدوار التي يلعبها في
المجال التربوي ويمكن إجمالها في اآلتي :
1ـ ترجع أهمية التقويم إلى أنه قد أصبح جزءا أساسيا من كل منهج ،أو برنامج
تربوي من أجل معرفة قيمة ،أو جدوى هذا المنهج .أو ذلك البرنامج للمساعدة في
اتخاذ قرار بشأنه سواء كان ذلك القرار يقضي بإلغائه أو االستمرار فيه وتطويره .
بما أن جهود العلماء والخبراء ال تتوقف في ميدان التطوير التربوي فإن التقويم
التربوي يمثل حلقة هامة وأساسية يعتمدون عليها في هذا التطوير .
2ـ عرض نتائج التقويم على الشخص المقوم ،وليكن التلميذ مثال يمثل له حافزا
يجعله يدرك موقعه من تقدمه هو ذاته ومن تقدمه بالنسبة لزمالئه ،وقد يدفعه هذا
نحو تحسين أدائه ويعزز أداءه الجيد .
3ـ يؤدي التقويم للمجتمع خدمات جليلة ،حيث يتم بواسطته تغيير المسار ،
وتصحيح العيوب ،وبها تتجنب األمة عثرات الطريق ،ويقلل من نفقاتها ويوفر
عليها الوقت ،والجهد المهدورين .
يهدف التقويم القبلي إلى تحديSSد مسSSتوى المتعلم تمهيSSداً للحكم على صSSالحيته في
مجال من المجاالت ،فإذا أردنا مثالً أن نحدد ما إذا كان من الممكن قبول المتعلم
في نSSوع معين من الدراسSSات كSSان علينSSا أن نقSSوم بعمليSSة تقSSويم قبلي باسSSتخدام
اختبارات القدرات أو االستعدادات باإلضSSافة إلى المقSSابالت الشخصSSية وبيانSSات
عن تاريخ المتعلم الدراسي وفي ضوء هذه البيانات يمكننا أن نصدر حكما ً بمSSدى
صالحيته للدراسة التي تقدم إليها .
وقد نهدف من التقويم القبلي توزيع المتعلمين في مستويات مختلفة حسب مستوى
تحصيلهم .
وقد يلجأ المعلم للتقويم القبلي قبل تقديم الخبرات والمعلومات للتالميذ ،ليتسنى له
التعرف على خبراتهم السابقة ومن ثم البنSSاء عليهSSا سSSواء كSSان في بدايSSة الوحSSدة
الدراسية أو الحصة الدراسية .
فالتقويم القبلي يحدد للمعلم مدى توافر متطلبات دراسSSة المقSSرر لSSدى المتعلمين ،
وبSSذلك يمكن للمعلم أن يكيSSف أنشSSطة التSSدريس بحيث تأخSSذ في اعتبارهSSا مSSدى
استعداد المتعلم للدراسة .ويمكن للمعلم أن يقوم بتSSدريس بعض مهSSارات مبدئيSSة
والزمSSة لدراسSSة المقSSرر إذا كشSSف االختبSSار القبلي عن أن معظم المتعلمين ال
يمتلكونها .
وهو الذي يطلق عليه أحيانا ً التقويم المستمر ،ويعرف بأنه العملية التقويمية التي
يقوم بها المعلم أثناء عملية التعلم ،وهو يبدأ مع بدايSSة التعلم ويواكبSSه أثنSSاء سSSير
الحصة الدراسية .
والتقويم البنSSائي هSSو أيضSا ً اسSSتخدام التقSSويم المنظم في عمليSSة بنSSاء المنهج ،في
التدريس وفي التعلم بهدف تحسين تلك النواحي الثالث وحيث أن التقSSويم البنSSائي
يحدث أثناء البناء أو التكوين فيجب بSSذل كSSل جهSSد ممكن من أجSSل اسSSتخدامه في
تحسين تلك العملية نفسها .
( )2تحديSSد جSSوانب القSSوة والضSSعف لSSدى التالميSSذ ،لعالج جSSوانب الضSSعف
وتالفيها ،وتعزيز جوانب القوة .
( )3تعريف المتعلم بنتائج تعلمه ،وإعطاؤه فكرة واضحة عن أدائه .
( )6تجاوز حدود المعرفة إلى الفهم ،لتسهيل انتقال أثر التعلم .
كما أن تنظيم سرعة تعلم التلميذ أكفأ استخدام للتقويم البنائي فحينمSSا تكSSون المSSادة
التعليميSSة في مقSSرر مSSا متتابعSSة فمن المهم أن يتمكن التالميSSذ من الوحSSدة األولى
والثانيSSة مثالً قبSSل الثالثSSة والرابعSSة وهكSSذا ....ويبSSدو ذلSSك واضSSحا ً في مSSادة
الرياضيات إال أن االستخدام المستمر للتقويمات القصيرة خاصة إذا ما صاحبتها
تغذية راجعة يرتبط بمستوى تحصيل الطالب .
يهدف التقويم التشخيصي إلى اكتشاف نواحي القوة والضعف في تحصيل المتعلم
،ويرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بSSالتقويم البنSSائي من ناحيSSة وبSSالتقويم الختSSامي من ناحيSSة
أخرى حيث أن التقSويم البنSSائي يفيSSدنا في تتبSع النمSSو عن طريSق الحصSول على
تغذية راجعة من نتائج التقويم والقيام بعمليات تصSSحيحية وفق Sا ً لهSSا ،وهSSو بSSذلك
يطلع المعلم والمتعلم على الدرجة التي أمكن بها تحقيق مخرجات التعلم الخاصSSة
بالوحدات المتتابعة للمقرر .
ومن ناحية أخرى يفيدنا التقويم الختامي في تقويم المحصلة النهائية للتعلم تمهيSSداً
إلعطSSاء تقSSديرات نهائيSSة للمتعلمين لنقلهم لصSSفوف أعلى .وكSSذلك يفيSSدنا في
مراجعة طرق التدريس بشكل عام .أما التقويم التشخيصي فمن أهم أهدافه تحديد
أسباب صعوبات التعلم التي يواجهها المتعلم حتى يمكن عالج هSSذه الصSSعوبات ،
ومن هنSSا يSSأتي ارتباطSSه بSSالتقويم البنSSائي ،ولكن هنSSاك فSSارق هSSام بين التقSSويم
التشخيصي والتقويم البنائي أو التكويني يكمن في خواص األدوات المستعملة في
كل منهما .فاالختبارات التشخيصية تصمم عادة لقيSSاس مهSSارات وصSSفات أكSSثر
عمومية مما تقيسه األدوات التكوينية .فهي تشSSبه اختبSSارات االسSSتعداد في كثSSير
من النواحي خصوصا ً في إعطائها درجSSات فرعيSSة للمهSSارات والقSSدرات الهامSSة
التي تتعلق باألداء المراد تشخيصه .ويمكن النظSSر إلى الSSدرجات الكليSSة في كSSل
مقيSSاس فSSرعي مسSSتقلة عن غيرهSSا إال أنSSه ال يمكن النظSSر إلى درجSSات البنSSود
الفرديSSة داخSSل كSSل مقيSSاس فSSرعي في ذاتهSSا .وعلى العكس من ذلSSك تصSSمم
االختبارات التكوينية خصيصا ً لوحدة تدريسية بعينها ،يقصد منها تحديSSد المكSSان
الذي يواجSSه فيSSه الطSSالب صSSعوبة تحديSSداً دقيقSا ً داخSSل الوحSSدة ،كمSSا أن التقSSويم
التشخيصي يعرفنا بمدى مناسبة وضع المتعلم في صف معين .
قد يرى المعلم كل فرد في الفصل كما لSو كSان لSSه مشSكلته الخاصSة ،إال أنSه في
الواقع هناك مشكالت كثيرة مشتركة بين المتعلمين في الفصل الواحد مما يسSSاعد
على تصنيفهم وفقا ً لهذه المشكالت المشتركة ،ولمساعدة المتعلمين البد أن يحSSدد
المعلم مرحلSSة نمSSوهم والصSSعوبات الخاصSSة الSSتي يعSSانون منهSSا ،وهSSذا هSSو
التشSخيص الSتربوي ،وكSان في الماضSي قاصSراً على التعSرف على المهSارات
والمعلومات األكاديمية ،أما اآلن فقد امتSSد مجالSSه ليشSSمل جميSSع مظSSاهر النمSSو .
ولذلك فإن تنمية المظاهر غSSير العقليSSة في شخصSSيات المتعلمين لهSSا نفس أحقيSSة
تنمية المهارات والمعرفة األكاديمية .
وال يمكن أن يكون العالج ناجحا ً إال إذا فهم المعلمون أسSSس صSSعوبات التعلم من
حيث ارتباطها بحاجات المتعلم الخاصة وأهمية إشSSباعها .والتSSدريس الجيSSد هSSو
الذي يتضمن عدة أشياء هي -:
( )1مقابلة المتعلمين عند مستواهم التحصيلي والبدء من ذلك المستوى .
هناك عدة طرق لتحديد المتعلمين الذين يعSSانون من صSSعوبات التعلم ،وأهم هSSذه
الطرق هي -:
-الرجوع إلى التاريخ الدراسي ألهميته في إلقاء الضSSوء على نSSواحي الضSSعف
في تحصيل المتعلم حاليا ً .
ال شك أن الهSSدف من التشSSخيص هSSو عالج مSSا قSSد يكSSون هنSSاك من صSSعوبات ،
ولتحقيق ذلك يستطيع المعلم االستفادة من نواحي القوة في المتعلم وأول عناصSSر
العالج الناجح هو أن يشعر المتعلم بالنجاح واالستفادة من نواحي القSSوة في التعلم
تحقق ذلك .
ويتطلب تحديد نواحي القوة والضعف في المتعلم مهارات تشخيصية خاصة البSSد
للمعلم من تنميتها حتى ولو لم يكن مختصا ً .
وهناك ثالثة جوانب البد من معرفتها واستيعابها حتى يستطيع المعلم أن يشخص
جوانب الضعف والقوة في المتعلم وهذه الجSSوانب هي )1( -:فهم مبSSادئ التعلم
وتطبيقاتها مثل نظريات التعلم وتطبيقاتها في مجSال التSدريس ، SوعوامSل التSذكر
والنسيان ومبادئ انتقال أثر التعلم .
( )2القSSدرة على التعSSرف على األعSSراض المرتبطSSة بمظSSاهر النمSSو النفسSSي
والجسمي التي يمكن أن تكون سببا ً في الصSعوبات الخاصSة ،وقSد يحتSاج المعلم
في تحديSSد هSSذه األعSSراض إلى معونSSة المختصSSين وهSSؤالء يمكن تSSوفرهم في
الجهات المختصة .
( )3القSSدرة على اسSSتخدام أسSSاليب وأدوات التشSSخيص والعالج بفهم وفاعليSSة ،
ومن أمثلSSSة هSSSذه األدوات االختبSSSارات التحصSSSيلية المقننSSSة إذا كSSSانت متSSSوفرة
واالختبارات والتمرينات التدريبية الخاصة بالفصل .
يستطيع المعلمون الذين لهم دراية باألسباب العامSSة لضSSعف التحصSSيل الدراسSSي
للمتعلم ووضSSع فSSروض سSSليمة حSSول أسSSباب الصSSعوبات الSSتي يعSSاني منهSSا
تالميذهم .فقد يكون الضعف الدراسي راجع Sا ً إلى عوامSSل بيئيSSة وشخصSSية كمSSا
يعكسها االستعداد الدراسي والنمو الجسمي والتاريخ الصحي ومSا قSد يرتبSط بهSا
من القد هناك بعض اإلرشادات التي تنطبق على الجميع ويمكن أن تكSSون إطSSاراً
للعمل مع من يعانون من مشكالت في التحصيل الدراسي وهي -:
-أن يتخلل البرنSSامج العالجي عمليSSات تقSSويم مسSSتمرة تطلSSع المتعلم على مSSدى
تقدمه في العالج أوالً بأول ،فإن اإلحسSاس بالنجSاح دافSع قSوي على االسSتمرار
في العالج إلى نهايته .
والتقويم الختامي يتم في ضSSوء محSSددات معينSSة أبرزهSSا تحديSSد موعSSد إجرائSSه ،
وتعيين القائمين به والمشSSاركين في المراقبSSة ومراعSSاة سSSرية األسSSئلة ،ووضSSع
اإلجابات النموذجية لها ومراعاة الدقة في التصحيح .
وفيما يلي أبرز األغراض التي يحققها هذا النوع من التقويم -:
( )4الحكم على مدى فعالية جهود المعلمين وطرق التدريس .
( )5إجSSراء مقارنSSات بين نتSSائج الطلبSSة في الشSSعب الدراسSSية المختلفSSة الSSتي
تضمنها المدرسة الواحدة أو يبين نتائج الطلبة في المدارس Sالمختلفة .
( )6الحكم على مدى مالءمة المناهج التعليمية والسياسSSات التربويSSة المعمSSول
بها
وغالبا ً ما تتغير وسائل التقويم تبعا ً لنوع التقويم الذي يريد المعلم القيام به ،فبينما
يعتمSSد التقSSويم البنSSائي على العديSSد من المصSSادر مثSSل االختبSSارات التحريريSSة
المتعSSددة ،واالختبSSارات الشSSفوية والواجبSSات المنزليSSة ومالحظSSات المعلم في
الفصل ،نجد التقويم النهSSائي يركSSز على االختبSSارات النهائيSSة في نهايSSة الفصSSل
الدراسSSي أو العSSام الدراسSSي مSSع االسSSتفادة بجSSزء من نتSSائج التقSSويم البنSSائي في
إصدار حكم على أحقية المتعلم لالنتقال لصف أعلى .
هناك عدة طرق يمكن أن تساعد المعلم في تحسين التعلم مما يزيد من فاعلية
التقويم وهذه الطرق هي -:
-1توضيح أهداف التدريس ومخرجات التعلم .
إن في معرفة المتعلم لألسس التي يقوم تحصSSيله على أساسSSها فوائSSد كثSSيرة منهSSا
توجيSSه طريقSSة المتعلم في الدراسSSة فبSSدالً من أن يركSSز على اسSSتظهار المSSادة
الدراسية سوف يعلم أن الحفظ والتSSذكر ليسSSا إال هSSدفا واحSSداً من أهSSداف التعلم ،
وأن عليه أن يسSSتوعب المSSادة الدراسSSية ويكSSون قSSادراً على تطبيقهSSا في مواقSSف
جديSSدة .وليس المقصSSود هSSو إعطSSاء المتعلم قائمSSة بمخرجSSات التعلم الSSتي يتم
التSSدريس والتقSSويم وفقSا ً لهSSا ،فمثSSل هSSذا اإلجSSراء قSSد تكSSون أضSSراره أكSSثر من
فوائSSده ،ولكن يمكن للمعلم إعطSSاؤه أمثلSSة من المسSSتويات المختلفSSة لألهSSداف .
بحيث تكون كافية لمعرفته بأسس التدريس والتقويم .
ويمكن للمعلم مساعدة المتعلم على سSSرعة إدراك مخرجSSات التعلم المتوقعSSة منSSه
وذلك بعدة وسائل أهمها -:
-2تطبيق اختبارات قصيرة تدريبية بعد دراسة كل وحدة من وحدات المقSSرر ،
وتفيد هذه االختبSSارات التدريبيSSة في تهيئSSة المتعلمين إلى نSSوع االختبSSارات الSSتي
سوف تجرى لهم .
-3إذا كSSان المعلم يسSSتخدم في تقSSويم التحصSSيل وسSSائل مثSSل قSSوائم المراجعSSة
ومقSSاييس التقSSدير الختبSSار أدائهم في المختSSبر أو مالحظتهم أثنSSاء القSSراءة في
دروس اللغة العربيSSة فعليSSه اطالعهم على أمثلSSة من هSSذه الوسSSائل حSSتى يكونSSوا
مهيئين لها .
معرفة حاجات المتعلمين متطلب هام للتدريس الناجح وهنSSاك عSSدة وسSSائل يمكن
بهSSا للمعلم تقSSويم حاجSSات المتعلمين .ويحسSSن اسSSتخدام هSSذه الوسSSائل في بدايSSة
التدريس في عملية تقويم قبلي .
إذاً عملية التقويم تبدأ بالتشخيص أوال وتحديد نقاط القوة والضعف بناء على البيانات
والمقاييس المتوفرة وتنتهي بإصدار مجموعة من القرارات التي تحاول القضاء على السلبيات
التي اكتشفت وعلى أسبابها .
ومجال عملية التقويم هذه هو العمل التعليمي بدءا بالتلميذ الذي يعد محور العملية التعليمية
كلها ،وهدفها األول مرورا بالتعليم ،وما يرتبط بها من سلطات ،ومؤسسات تعليمية ،
وإداريين ومشرفين ، Cوينتهي بكل المؤسسات العاملة في المجتمع ،والتي يتصل عملها بالتعليم
بشكل أو بآخر .
وهكذا نجد أن للتقويم مفاهيم ومهارات من شSSأنها تقويSSة الروابSSط بين تقSSويم تعلم
الطالب وبين العمليSSة التعليميSSة ،كمSSا أن اسSSتخدام التقSSييم يسSSاهم في مسSSاعدة
الطالب على الوصول Sإلى مستويات عالية من التعلم .
والتقويم بأنواعه القبلي والبنائي والتشخيصي والنهائي ،ما هو إال وسيلة لتحسين
التعيلم.
إن من أهم القضايا التي يواجهها المعلم أثناء الدرس ،قضية االستحواذ على انتباه ّ
طالبه طوال الحصة الدراسية ،وأال يتحول تركيزهم ،أو أحد منهم إلى موضوع آخر
أن االنتباه الحقيقي ،يعتبر شرطا ً أساسيا ً من
يفقدهم القدرة على التعلم ،وخاصة ّ
.شروط اإلدراك
إن المعلم الذي يجيد اختيار المثيرات التي تحفّز الطالب على التركيز
ولذلك َّ
صفّي بينهم أثناء سير
واالنتباه ،ويجسن انتقاء األساليب الخاصة بتحريض التفاعل ال ّ
.الدرس ،هو المعلم األكثر نجاحا ً في تحقيق األهداف المخطط لها من هذا الدرس
وعلى العكس من ذلك ،فكثيراً ما يفشل المعلم في تحقيق مستويات أفضل من
التحصيل العلمي لدى هؤالء الطالب ،وذلك بسبب عدم قدرة المعلم على االستحواذ
على انتباههم ،فيتملكهم الملل ،ويتأصل في نفوسهم الشرود واالنصراف عن الشرح،
. وتكون النتيجة الفشل في تحقيق األهداف
وألهمية االنتباه في عملية التعلّم ،ولما يحققه من الفهم واالستيعاب والتحصيل لدى
الطالب -على اختالف مراحلهم التعليمية -فالبد من تناول هذه المهارة بالدراسة
.والتحليل ،حتى يتمكن المعلم من إتقانها والعمل بموجبها
:التعريف بمهارة االستحواذ على انتباه الطالب
هي مجموعة اإلجراءات المتخذة من قِبل المعلم أثناء الموقف التعليمي ،بغرض إثارة
الطالب لكافة خطوات سير الدرس التي يقوم المعلم بشرحها ،حتى يتمكنوا من فهم
. محتوى الدرس ،والتعبير عنه كتابةً أو لفظاً ،بحسب األهداف المرسومة له
ويجب أن تتكامل هذا اإلجراءات مع المهارات األخرى ،التي يفترض أن يكون
المعلم قد أتقنها ،كقدرته على الشرح ،وطرح األسئلة ،واستثارة الدافعية للتعلم لدى
الطالب ،واستخدام الوسائل التعليمية ،وأساليب التقييم القبلي والبعدي ،وغيرها من
المهارات ،حتى تكون هذه اإلجراءات قادرة على إحداث تأثير فعّال في سلوك
. الطالب أثناء الدرس ،يجعلهم قادرين على التركيز طيلة الحصة
وحتى يتقن المعلم مهارة االستحواذ على انتباه الطالب ،البد له من التعرف على
.االنتباه وأهميته في عملية التعليم
:االنتباه وأهميته في عملية التعلم
:: تعريف االنتباه
اتفق معظم علماء النفس على تعريف االنتباه بأنه :القوة النفسية ،التي تقوم على
..تركيز الشعور ،وتوجيهه نحو موضوع ما ،بهدف التعرف عليه وإدراكه
ظهور حالة من اإلعياء على وجه الطالب ،كإغفاءة العيون ،واصفرار الوجه 2-
.والتثاؤب المستمر
إن المعلم الذي يدرك أنه ال تعلُّ َم دون انتبا ،فإنه سيسعى دائما ً إلى استحداث أساليب،
وفنيات متنوعة ،وإجراءات تتميز بالتجديد واإلبداع ،بغية االستئثار بانتباه طالبه،
. طيلة الحصة الدرسية لتحقيق أهدافه من عملية التعلم التي يقوم بها
ويمكننا أن نتحدث عن جملة من اإلجراءات يستطيع كل معلم أن يستعين بها لتحقيق
..هذه المهارة المهمة في عملية التعلم
اإلخالص في العمل ،والنية الصادقة في العطاء ،والخوف من هللا ،يك ِّون لدى 1-
الطالب تصوراً بأن هذه المادة البد من فهمها ،وال مجال للتقصير فيها بسبب جدية
. معلمها
تحقيق التالؤم الجسمي للطالب ،من خالل حسن جلوسهم بالطريقة التي تجعلهم 2-
قادرين على التركيز ،فيمنع االتكاء – ومضغ اللبان -واألكل والشرب -والنوم على
. الطاولة ....الخ
يهيئ البيئة المدرسية الصفية للطالب :كترتيب المقاعد ،ونظافة الفصل والسبورة3- ،
. ومنع األصوات الداخلة والخارجة ،وتقليل العوامل المشتتة لذهن الطالب
يحقق التالؤم الذهني والعقلي للطالب بمنحهم دقيقة لالنتهاء من كل ما يشغلهم عن 4-
الدرس المقرر ،وتفريغ شعورهم من كل ما يتعلق بالدرس السابق " تاريخ -
جغرافيا -أفكار -خواطر "...ثم يبدأ معهم باسترجاع المعلومات المتعلقة بالمادة،
. والتي لها عالقة بالدرس الجديد
يرد على استفسارات الطالب -إن وجدت -حتى ال يشغلهم ،دون أن يقوم هو 5-
. باستثارتها
. يخبر الطالب بنتائج االختبارات أو الواجبات ،أو أوراق العمل إن وجدت 6-
. يحل المناوشات والخالفات بينهم إ ن وجدت 7-
. يعطي تعليمات واضحة عما يجب أن يفعلوه أثناء سير الدرس 8-
يهيئ الطالب لموضوع الدرس الجديد باألساليب المشار إليها ويعلمهم لما هو 9-
متوقع منهم أن يتعلموه في الحصة الدرسية وذلك عن طريق إخبارهم بأهداف
. التدريس
،يحرص على أن يعلم الطالب بشكل منتظم ومتتابع 10-
:والتنظيم المتتابع إما أن يكون
هرميا ً:بحيث يبني فكرة على أخرى ،ويقوم المعلم بربط األفكار ببعضها ،عن •
. طريق التسلسل المنطقي
. توسعياً :ينتقل من الجزء إلى الكل ،ومن معلومة بسيطة إلى معلومة أوسع •
زمنياً :كل وقت يقدم فيه فكرة جديدة ،وال يقدم األفكار دفعة واحدة ،أو متداخلة مع •
. بعضها البعض
يعمل على أساس الفهم أوالً ،ال على أساس الحفظ ،لذا يجب اإلكثار من األمثلة 11-
. والشواهد ،والتشبيهات ،والوسائل المعينة ،ثم ينتقل إلى مرحلة التحفيظ والتثبيت
توظيف أساليب التدريس بشكل جيد لتشويق الطالب عن طريق 12-:
طرح أسئلة التحفيز.أ
الطرائف.ب
حكاية القصص.ج
د.أنشطة
. يُظهر حماسا أثناء سير الدرس ،وحيوية ونشاطاً ،ورغبة في تعليم الطالب 13-
. ينظر إلى الطالب دوما ً أثناء التدريس ،حتى يتم التالقي البصري بينه وبنهم 14-
يُشعر الطالب بأنه حريص على مستقبلهم ،ويبني عالقة أبوية قائمة على الحب 15-
. المتبادل
. ينوع من موقعه في حجرة الفصل 16-
ينوع من اإلشارة واإليماءة الجسدية (كحركات الذراعين S-الرأس والعينين 17-
والحاجبين والشفتين -وضع األصابع على الفم -طي الذراعين S-ضرب كف على
كف -يتكئ على منضدة -يحك رأسه -يشبك بين أصابعه .....الخ)
. ينوع في الحركات المثيرة لالنتباه ،أو أن يسكت عن الكالم ثم يتابع (3ثوان) 18-
استخدام أساليب التركيز األشد تأثيراً عند شرح نقطة مهمة لتحقيق المزيد من 19-
. االنتباه لها ،كي تفهم ،ويكون ذلك :إما بالكالم أو باإلشارة إليها ألهميتها
. تنويع األنشطة الصفية من كتابة وشرح وأعمال وتجارب 20-
تنويع أساليب االتصال مع طالب الفصل 21-
تلبية احتياجات الطالب أثناء عملية الشرح 22-
عدم االستطراد في مواضيع هامشية ،أو خارجة عن الدرس ،ألن ذلك من شأنه 23-
. تشتيت االنتباه
. . استخدام أسماء الطالب أثناء سير الدرس 24-
توجيه الطالب غير المنتبهين للكف عما يشغلهم عن الدرس25-
إذاً فإن المعلم الناجح هو المعلم الذي يكتشف على الدوام أساليب نجاحه من خالل
حرصه ونباهته وحنكته التربوية .ويتفاعل مع المواقف التعليمية ،كأنها ميدان
تجريبي للوصول إلى ما يمكنه من تحقيق أهدافه ,على عكس المعلم الذي يتعامل مع
المهنة تعامالً روتينيا ً جامداً ،غير قابل ألي شكل من أشكال التطور.ورسالة المعلم
تتجاوز التلقين والتحفيظ للمعلومات إلى التربية والتهذيب وبناء شخصية الطالب
.المتكاملة
المراجع
.1د .رجاء محمود أبو عالم :قياس وتقويم التحصيل الدراسSSي – الكSSويت –
دار القلم 1987م .
.2د .رجSSاء محمSSود أبSSو عالم وناديSSة محمSSود شSSريف :الفSSروق الفرديSSة
وتطبيقاتها التربوية – الكويت – دار القلم 1983م .
تقديم د .كوثر حسSSين كوجSSك :تقSSييم تعلم الطSSالب التجميعي والتكويSSني– S
المركز الدولي للترجمة والنشر بالقاهرة واإلسكندرية – 1983م .
.4د .صالح ذياب هندي وآخSSرون ،تخطيSSط المنهج وتطSSويره ،عمSSان /دار
الفكر 1989 ،م .
.5د .نادر فهمي الزيزد ،وهشام عSSامر عليSان :مبSادئ القيSاس والتقSويم في
التربية – دار الفكر – 1998م .