Professional Documents
Culture Documents
مبادئ العقيدة دبلوم عالي
مبادئ العقيدة دبلوم عالي
مبادئ العقيدة دبلوم عالي
حمارضات يف
مبادئ عمل العقيدة الإسالمية
اٌؽّذ هلل سب اٌؼاٌّٚ ,ٓ١اٌظالج ٚاٌغالَ ػٍ ٝع١ذٔا سعٛي هللا طٍ ٝهللا ػٍٚ ٗ١ػٍ ٝآٌٗ
ٚطؽثٗ ٚعٍُٚ ,تؼذ:
فٍّا واْ ٌضاِا ً ػٍ ٝؽاٌة اٌؼٍُ أْ ٠ى ْٛػٍ ٝتظ١شج ف ٟاٌفٓ اٌز٠ ٞش٠ذ أْ ٠ششع ف,ٗ١
ؼشص اٌؼٍّاء ػٍ ٝأْ ٠ذٛٔٚا ِثادا ٌىً ػٍُ ,ذى ْٛذّ١ٙذاً ِف١ذاً ٌطاٌة اٌؼٍُ ,تؽ١س ذؼطٗ١
روش ٌعٍّح ِٓ اٌّثادا
ِؼشفح إظّاٌ١ح ف ٟاٌفٓ اٌز٠ ٞش٠ذ أْ ٠خٛع فٚ ,ٗ١ف٘ ٟزا اٌٍّخض ٌ
اٌر ٟذرؼٍك تؼٍُ اٌىالَٚ ,لذ ٔظّد ػٕإٙ٠ٚا تم:ٌٗٛ
اٌؼم١ذج ف ٟاٌٍغح :اٌؼمائذ :ظّغ ػم١ذجٚ ,اٌؼم١ذج ٌغح ِٓ :اٌ َؼمذ ,وّا لاي اتٓ فاسط فِ ٟؼعُ
ِما١٠ظ اٌٍغح" :إْ اٌؼٚ ٓ١اٌماف ٚاٌذاي أطً ٠ذي ػٍ ٝش ٍذّ ِ ٚشذَّجِ ٚشٛق"( ٚ ,)1ذذي اٌؼم١ذج
ػٍ ٝاٌصثاخ ٚاإلؼىاَٚ ,ذطٍك ػٍ ٝاٌشٟء اٌٛش١ك اٌ ُّؽىُ؛ فرطٍك اٌؼم١ذج إرْ ػٍ ٝاألِٛس
اٌّؤ ّوذج اٌ١م١ٕ١ح اٌصاترح ف ٟاٌمٍة ,عٛاء وأد ٘زٖ اٌمؼا٠ا اٌّؼرمذ تٙا د١ٕ٠ح أَ ال.
َ
أِا ػٍُ اٌؼم١ذج ٚاٌىالَ ,اٌز ٛ٘ ٞاٌفٓ اٌّذْٚ؛ فّ١ىٓ أْ ٔؼشفٗ ٕ٘ا تاػرثاس:ٓ٠
-1تاػرثاس اٌّٛػٛع؛ أ ٞتّالؼظح ِعاي تؽصٗ ِٕٗٚ ,ذؼش٠ف اٌغّشلٕذ" :ٞإَّ ػهى
يُبحث فيّ ػٍ راث هللا حؼانىٔ ،صفاحّٔ ،أحٕال انًًكُاث في انًبذأ ٔانًؼاد ػهى
قإٌَ اإلسالو"(ٕ) ,أ ٞأْ ِعاي تؽصٗ األؼىاَ اٌر ٟذرؼٍك تزاخ هللا ذؼاٌٚ ٝطفاذٗ ,ألْ
ؼم١مح راخ هللا ذؼاٌٚ ٝطفاذٗ ال ٠ؼٍّٙا إال ٘ ٛعثؽأٗ ٚذؼاٌٚ ,ٝأؼٛاي اٌّّىٕاخ :أٞ
ِا ٠طشأ ػٍ ٝاٌّّىٓ -اٌز٠ ٞعٛص ف ٟاٌؼمً ٚظٛدٖ ٚػذِٗ ِٓ -أػشاع ٠غرذي تٙا
ػٍ ٝؼذٚشٗ -اٌّثذأ ٚ -أٔٗ ِخٍٛق ٌخاٌك ِرظف تظفاخ اٌىّاي ٚاٌؼظّح عثؽأٗ
ٚذؼاٌٚ ,ٝػٍ ٝفٕاء اٌخٍك ٚػٛدذٌٍ ُٙؽغاب تؼذ رٌه ,وً ٘زٖ اٌؼمائذ ِثٕا٘ا ػٍٝ
لأ ْٛاإلعالَ -أ ٞأْ إٌظش اٌز٠ ٞغ١ش ػٍ ٗ١اٌّرىٍُ ِٓ أً٘ اٌغٕح ٚاٌعّاػح ال
٠رؼذ ٜتؼمٍٗ ؼذٚد اٌشش٠ؼح ,تً ٠غرظً تٙا ٠ٚثظش تٕٛس٘ا ,وّا ال ٠رؼذ ٜاٌمٛاػذ
إٌّٙع١ح اٌر ٟعٍىٙا أً٘ اٌغٕح ٚاٌعّاػح ف ٟتٕائ ُٙاٌؼمذٚ ٞفٌ ُّٙٙىٍ١اخ اٌذ,ٓ٠
خالفا ً ٌٕظش اٌفٍ١غٛف اٌز ٞتٕٔ ٝظشٖ ف ٟفٍغفرٗ ػٍِ ٝا ظٓ أٔٗ ػمً ِؽغ ٌٛٚ ,واْ
وزٌه ٌّا ٚظذٔا خالفا ً ف ٟإٌظش اٌفٍغفٔ ٟفغٗ ,شُ إْ اٌّرىٍُ ٠عؼً غا٠رٗ األعاع١ح
اٌذفاع ػٓ اٌذِٛٚ ٓ٠افمح أؼىاِٗ ,أِا اٌفٍ١غٛف ف١مشس ِا ٕ٠ظشٖ تؼمٍٗ ٚ ّٗ٘ٚٚافك
اٌذ ٓ٠أ ٚخاٌفٌٙ ,زا ٠ماي :إْ ٔرائط تؽس اٌّرىٍُ ِؤ٠ذج تٕظٛص اٌٛؼ ٟال ذخاٌفٗ,
تخالف اٌفٍ١غٛف فال ٍ٠رفد إٌ ٝاٌشش٠ؼح ال اترذاء ٚال غا٠ح ٚال ِٕٙعاً.
لاي اٌغؼذ ":اػهى أٌ نإلَساٌ قٕة َظشيت كًانٓا يؼشفت انحقائق كًا ْئ ،ػًهيت
كًانٓا انقياو باأليٕس ػهى يا يُبغي ححصيالً نسؼادة انذاسئٍ ،قذ حطابقج انًهت
ٔانفهسفت ػهى االػخُاء بخكًيم انُفٕس انبششيت في انقٕحئٍ ،حسٓيم طشيق انٕصٕل
إنى انغايخيٍ ،إال أٌ َظش انؼقم يخبغ في انًهت ْذاِ ٔفي انفهسفت ْٕاِ"(ٔ).
-2تاػرثاس اٌغا٠ح؛ أ ٞاٌٙذف ِٓ ٘زا اٌؼٍُ ,لاي اإل٠ع ٟف ٟذؼش٠فٗ" :انكالو :ػهى يقخذس
يؼّ ػهى إثباث انؼقائذ انذيُيت ،بإيشاد انحدح ٔدفغ انشبٓتٔ ،انًشاد بانؼقائذ يا يقصذ
بّ َفس االػخقاد دٌٔ انؼًمٔ ،بانذيُيت :انًُسٕبت إنى ديٍ دمحم ملسو هيلع هللا ىلص ،فإٌ انخصى ٔإٌ
خطأَاِ ال َخشخّ يٍ ػهًاء انكالو"(ٕ)ٔ ،ػُذ ابٍ خهذٌٔ ْٕ" :ػهى يخضًٍ انحداج
ػٍ انؼقائذ اإليًاَيت باألدنت انؼقهيتٔ ،انشد ػهى انًبخذػت انًُحشفيٍ في االػخقاداث
ػٍ يزاْب انسهف ٔأْم انسُت"(.)3
ذشرشن تؼغ اٌرؼاس٠ف ٌؼٍُ اٌؼم١ذج ف ٟاٌغا٠ح ورؼش٠ف اٌؼؼذ اإل٠عٚ ٟاتٓ خٍذ ,ْٚإر اٌغا٠ح
ِٓ ٘زا اٌؼٍُ ٘ ٛاٌذفاع ػٓ اٌؼمائذ اإلعالِ١حٚ ,رٌه تئلاِح اٌؽعط تئلاِح ع١اض ِٓ األدٌح اٌرٟ
ذشعخ اٌؼم١ذج فٔ ٟفٛط أطؽاتٙاٚ ,وزٌه دفغ اٌشثٗ اٌر ٟذطشأ ػٍ ٝاٌؼم١ذج اإلعالِ١ح ِٓ
ِخاٌفٙ١ا ٚأػذائٙا.
أ ِٓ -خالي ذؼش٠ف ػٍُ اٌؼم١ذج (ػٍُ اٌىالَ)٠ ,ظٙش أْ اٌؼمائذ ٟ٘ :اٌمؼا٠ا اٌرُ٠ ٟمظذ
ت ٙا ٔفظ االػرماد د ْٚاٌؼًّٚ ,ال ٠ؼٕ٘ ٟزا أْ اٌؼمائذ ال ٠رشذة ػٍٙ١ا ػًّ ,تً ٟ٘
اٌّظؽؽح ٌألػّايٚ ,ال ُ٠ثٕ ٝاٌؼًّ اٌظؽ١ػ (اٌّؼرذ تٗ ششػا) ّإال ػٍٙ١اٌٚ ,ىٓ اٌمظذ
أْ ذٍه اٌمؼا٠ا ذغ ّّ ٝػمائذٚ ,إْ ٌُ ُ٠ثَٓ ػٍٙ١ا ػًّ ٟ٘ٚ ,األؼىاَ اٌرظذ٠م١ح اٌرٟ
ِؽٍٙا اٌمٍة ,تخالف األؼىاَ اٌفم١ٙح ِص ً
ال ف ٟٙذمظذ ٠ٚشاد تٙا اٌؼًّ ف ٟٙذرؼٍك تفؼً
اٌّىٍف.
ب -شُ إْ أتشص عّح اذغُ تٙا ذؼش٠ف اٌؼؼذ ,أٔٗ فشق ت ٓ١اٌؼم١ذجٚ ,ػٍُ اٌؼم١ذج (ػٍُ
اٌىالَ)ٚ ,رٌه تاػرثاس أْ اٌؼم١ذج خاطح تاألِٛس اٌرظذ٠م١ح اٌرٕ٠ ٟثغ ٟاػرماد٘ا تزاذٙا,
وأسواْ اإلّ٠اْ ٚأؼىاِٙا ,أِا ػٍُ اٌىالَ ف ٛٙأػُ ِٓ رٌه؛ ِٓ ظٙح تؽصٗ ف ٟوً
ِؼٍ٠ َٛرٛعً تٗ إلشثاخ ػم١ذج؛ فمذ ٕ٠ظش اٌّرىٍُ إٌ ٝتؼغ إٌظش٠اخ اٌى١ٔٛح ,أٚ
اٌظٛا٘ش اٌطث١ؼ١ح ٚتؽصٙا أ٠ؼاً ,إْ ذٛلف ػٍ ٝرٌه اٌثؽس إشثاخ ػم١ذج أ ٚذفٕ١ذ شثٙح
ذّغٙاٚ ,إٔه ذعذ فشلا ً ت ٓ١ػم١ذجٚ( :ظٛد هللا ذؼاٌٚ( ,)ٝدمحم سعٛي هللا ملسو هيلع هللا ) ,فٙزٖ ػم١ذج
ذطٍة ٌزاذٙاٚ ,ت ٓ١إٌظش ف( ٟؼذٚز اٌؼاٌُ)(ٚ ,ل١اَ اٌؼشع تاٌع٘ٛش)؛ فٙزٖ لؼا٠ا
ِٓ ػٍُ اٌىالَ ٠رٛعً تٙا إلشثاخ ػم١ذج.
خ -روش اإلِاَ اٌؼؼذ ف ٟذؼش٠فٗ أْ ٚطف اٌّرىٍُ ٠طٍك ػٍ ٝوً ِٓ تؽس ف٘ ٟزا اٌؼٍُ
تغغ إٌظش ػٓ إٌرائط اٌرٚ ٟطً إٌٙ١ا ,فٛطف اٌّرىٍُ خاص تّٓ ذىٍُ ف ٟاٌؼمائذ
اإلعالِ١ح ِٓ ظٙح إلاِح اٌؽعط ٚدفغ اٌشثِٗٚ ,غ ذٕٛع اٌؼمٛي لذ ذخرٍف إٌرائط؛ فئْ
خاٌف اٌّرىٍُ اٌمٛاػذ اٌرٔ ٟؽرٙا أً٘ اٌغٕح ذثمٔ ٝغثح ٘زا اٌشخض إٌ ٝاٌىالَ لائّح,
ٚرٌه ألْ اٌرغّ١ح ٌ١غد ػٍّا ً ػٍ ٝاٌّرىٍُ اٌغٕ ٟتً ػٍ ٝوً ِٓ خاع ٘زا اٌّ١ذاْ
ٖ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
ِٓ اٌّؼرضٌح ٚاٌّعغّح ٚغ١شُٕ٘٘ ِٓ ,ا ٕ٠ثغ ٟاٌرٕث ٗ١ػٍ ٝأْ إؽالق ػٍُ اٌىالَ أٚ
اٌّرىٍُ ف ٟاألصِٕح األ ٌٝٚلذ ٠طٍك ٠ٚشاد تٗ ِٓ أطاب ِٓٚأخطأ وزٌه ,فٍ١رأًِ.
ثاَياً :يٕضٕػّ:
لاي اإلِاَ اٌؼؼذ ِٛػٛع ػٍُ اٌىالَ" :اٌّؼٍ ِٓ َٛؼ١س ٠رؼٍك تٗ إشثاخ اٌؼمائذ اٌذ١ٕ٠ح ذؼٍما ً
لش٠ثا ً أ ٚتؼ١ذاً"( ,)1إْ اٌؼٍ َٛذرّا٠ض تّٛػٛػاذٙاٌّٚ ,ا واْ ػٍُ اٌىالَ ٠ثؽس ف ٟإشثاخ
اٌؼمائذٚ ,سد اٌشثٙاخ ػٕٙا واْ ٌضاِا ً ػٍ ٝاٌّرىٍُ أْ ٠ثؽس ف ٟوً شٟء ٠ثٍغٗ ٘زٖ اٌغا٠ح,
ٌٙزا واْ ٘زا اٌؼٍُ أٚعغ اٌؼٍٚ ,َٛلذ اشرٙش ػٕذ اٌؼٍّاء فِ ٟذٔٚاذ ُٙأْ ٠مغّٛا ِثاؼس ػٍُ
اٌؼم١ذج إٌ ٝشالز أتٛاب سئ١غ١ح ٘:ٟ
.إٌثٛاخ٠ٚ :ثؽس فٙ١ا ِا ٠عةِٚ ,ا ّ٠رٕغِٚ ,ا ٠عٛص ف ٟؼك اٌشعً ػٍ ُٙ١اٌظالج ٚاٌغالَ.
ّ 2
ٚ.3اٌغّّؼّ١اخ :أ ٞاٌر ٟؽش٠ك ِؼشفرٙا ِرٛلف ػٍ ٝاٌغّغ ٛ٘ٚاٌخثش اٌظادق ,ف ٟٙاٌمؼا٠ا
اٌؼمذ٠ح اٌر ٟال ٠غرمً اٌؼمً تّؼشفرٙا ,واٌعٕحٚ ,إٌاسٚ ,اٌظشاؽ ٚغ١ش٘ا.
ثانثاً :ثًشحّ:
عامة خاصة
بناء العلوم الشرعٌة حفظ لواعد الدٌن من إرشاد المسترشدٌن علمٌة
أن تزلزلها شبه ببٌان الحجة وإٌضاح عملٌة
علٌه ,فهو أساسها. ٔ.االنتمال من
المبطلٌن. الدلٌل وإلامة الحجة حضٌض التملٌد إلى ٔ.السبلمة
على المعاندٌن. نور الٌمٌن. من التشوه فً
السلون.
ٕ.سبلمة المعتمد
من االنحراف. ٕ.الفوز
بالسعادة
األبدٌة.
ٖ .الشعور
بالطمأنٌنة
.1اٌعشظأ ,ٟػٍ ٟتٓ دمحم ( ,)َ1557ششغ اٌّٛالف (ذؽم١ك ػثذ اٌشؼّٓ ػّ١شج) ,ؽ ,1ض ,1ص ,35داس اٌع ,ً١ت١شٚخ.
ٗ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
سابؼاً :فضهّ:
إٔٗ أششف اٌؼٌٍ ,َٛىِ ٗٔٛرؼٍما تزاخ هللا ػض ٚظً ٚطفاذٗٚ ,راخ سعٍٗ ػٍ ُٙ١اٌظالج
٠ششف تششف ِرؼٍَّمٗ(.)1
ٚاٌغالَٚ ,اٌؼٍُ ُ
إْ ػٍُ اٌؼم١ذج أطً اٌؼٍ َٛاٌذ١ٕ٠حٚ ,ف ٗ١ذصثد ِٛػٛػاخ اٌشش٠ؼح ٚؼ١ص١اذٙا ,إر ال ٠صثد ػٍُ
اٌفمٗ ِصالً إال تصثٛخ أطً اٌذ ,ٓ٠فاٌىافش تأطً اٌذ ٓ٠ال ٠صثد ػٕذٖ ػٍُ اٌفمٗ ٚال غ١شٖ.
سادسأً :اضؼّ:
ٚاػغ وً اٌؼٍ َٛتاػرثاس لٛاػذ٘ا إٌّؼثطح ٘ ٛهللا ػض ٚظً ,أِا تاػرثاس اٌرذٚ ٓ٠ٚاٌرظ١ف
د ْٚػٍُ اٌؼم١ذج (ػٍُ اٌىالَ) ف ٟورة ِغرمٍح ُ٘ أً٘ اٌغٕح ٚاٌعّاػح (األشاػشج
فأٚي ِٓ ّ
ٚاٌّاذش٠ذ٠ح)(.)2
سابؼاً :اسًّ:
ٚلذ ٠شد ذؼاسع ٕ٘ا ِفادٖ؛ أْ اإلِاَ اٌشافؼِ ٟصالً لذ ٔاظش ؼفظا ً اٌفشد اٌّؼرضٌ ,ٟفى١ف ٠زَ
ػٍُ اٌىالَ شُ ٠غرؼٍّٗ؟
ٚف ٟاٌشد ػٍ ٝرٌه لاي اإلِاَ اٌؽافع اتٓ ػغاوشٚ" :اٌىالَ اٌّزِ َٛوالَ أطؽاب األ٘٠ٛح ِٚا
٠ضخشفٗ أستاب اٌثذع اٌ ُّشد٠ح ,فأِا اٌىالَ اٌّٛافك ٌٍىراب ٚاٌغٕح اٌّٛػػ ٌؽمائك األطٛي
ػٕذ ظٛٙس اٌفرٕح فِ ٛٙؽّٛد ػٕذ اٌؼٍّاء ٠ ِٓٚؼٍّٗٚ ,لذ واْ اٌشافؼ٠ ٟؽغٕٗ ٠ٚفٚ ,ّٗٙلذ
ذىٍُ ِغ غ١ش ٚاؼذ ِّٓ اترذعٚ ,ألاَ اٌؽعح ػٍ ٗ١ؼر ٝأمطغ"(.)1
ٚلذ أظاب اإلِاَ اٌؽافع اٌثٙ١م ٟػٍ ٝشثٙح رَ اٌغٍف ٌؼٍُ اٌىالَ تم" :ٌٗٛإّٔا ٠ش٠ذٚا ٚ -هللا
أػٍُ -تاٌىالَ والَ أً٘ اٌثذع ,فئْ ف ٟػظشُ٘ إّٔا واْ ُ٠ؼشف تاٌىالَ أً٘ اٌثذع ,فأِا أً٘
اٌغٕح فمٍَّّا وأٛا ٠خٛػ ْٛف ٟاٌىالَ ؼر ٝاػطشٚا إٌ ٗ١تؼذ رٌه"(.)2
.3ػٍُ أطٛي اٌذٓ٠؛ ألٔٗ ٠ثؽس ف ٟاٌمؼا٠ا اٌىٍ١ح اٌذ١ٕ٠ح اٌرُ٠ ٟثٕ ٝػٍٙ١ا اٌذ ,ٓ٠ؼ١س إٔٗ
٠ثِ ٓ١ؼأ ٟاٌشٙادذٚ ,ٓ١اٌر ٟذؼذ إٌافزج اٌر٠ ٟذخً ِٓ خالٌٙا ِٓ أساد اإلعالَ.
ٚ .4عّاٖ اإلِاَ أت ٛؼٕ١فح تؼٍُ اٌفمٗ األوثش ,فِ ٟماتً ػٍُ اٌفمٗ.
ثايُاً :اسخًذادِ:
ٌّا واْ ٘ذزا اٌؼٍذُ ٠ثؽذس فذ ٟأطذٛي اٌذذ ٓ٠أِ ٞذا ٠ثٕذ ٝػٍ١ذٗ اٌذذ ,ٓ٠ؼذشص اٌؼٍّذاء أْ ٠ىذْٛ
األطً ٚاألعاط ِرٕ١ا ً ل٠ٛاً؛ فعؼٍٛا أدٌرٗ ِا ٠ف١ذ اٌ١م ٓ١فال ٠ؼرشٙ٠ذا ظذٓ ٚال شذهِٚ ,ذٓ األدٌذح
إٌّمٍّ١ح (اٌىراب ٚاٌغذٕح)ِٚ ,ذٓ األدٌذح اٌؼمٍ١ذح اٌمطؼ١ذح فذ ٟأطذٛي اٌّغذائًٚ ,األدٌذح اٌظٕ١ذح فذٟ
فشٚع اٌّغائً واٌؽغابٚ ,ػزاب اٌمثش ٚغ١ش٘ا.
اٌٛظٛب اٌؼ ٟٕ١ػٍ ٝوً ِىٍّف تاٌذٌ ً١اإلظّاٌ ٛ٘ٚ( ٟاٌمذس اٌز ٞذغرمش تٗ ٔفغٗ)ٚ ,اٌٛظٛب
اٌىفائ ٟػٍ ِٓ ٝأساد إشثاخ ٘زٖ اٌؼمائذ ٚدفغ اٌشثٗ ػٕٙا ِ ٛ٘ٚا ٠غّ ٝتاٌذٌ ً١اٌرفظ.ٍٟ١
ٔمً اإلِاَ إٌ ٞٚٛف ٟسٚػح اٌطاٌثٚ" :ٓ١ػٍُ اٌىالَ تمٛاػذٖ ٌ١ظ فشع ػ٠ ٌُٚ ,ٓ١شرغً تٗ
اٌظؽاتح ٌٛٚ ,تم ٟإٌاط ػٍِ ٝا وأٛا ػٍ ٗ١ف ٟطف ٛاإلعالَ ٌّا أٚظثٕا اٌرَّشا ُ
غً تٗ ٚستّا
ٕٔ١ٙا ػٕٗ ,فأِا اٌٚ َٛ١لذ شاسخ اٌثذع فال عث ً١إٌ ٝذشوٙا ذٍرطُٚ ,ال تذّ ِٓ إػذاد ِا ُ٠ذػ ٝتٗ
إٌ ٝاٌٍّه اٌؽكُ٠ٚ ,ضاي ِا ٠شرثٗ فظاس االشرغاي تأدٌح اٌّؼمٛي فشع وفا٠ح ,فأِا ِٓ ؼظٍد
ف ٔ ٟفغٗ اٌش٠ثح ٚاٌشه ف ٟأطً ِٓ أطٛي االػرماد فٍ١ضِٗ اٌغؼ ٟف ٟإصاؼرٗ ؼر٠ ٝغرمُ١
ػٕذٖ"(.)1
ػاششاً :يسائهّ:
اٌمؼا٠ا اٌثاؼصح ػٓ اٌٛاظثاخٚ ,اٌعائضاخٚ ,اٌّغرؽ١الخ ف ٟؼك هللا ػض ٚظً ٚف ٟؼك سعٍٗ
اٌىشاَ.
أولا :وجه التسمٌة بأهل السنة ٌعود إلى لوله علٌه الصبلة والسبلم" :فعلٌكم بسنتً ,وسنة
الخلفاء الراشدٌن المهدٌٌن ,عضوا علٌها بالنواجذ"(ٔ)؛ ففً هذا الحدٌث الشرٌف إشارة إلى
التسمٌة بأهل السنة أي أن هذه التسمٌة تطلك على الجماعة الذٌن ٌتتبعون سنة النبً صلى هللا
علٌه وسلم وسنة من تبعه من الرعٌل األول ,هذا ما أفاده فً شرح الفمه األكبر(ٕ).
ثانٌا ا :معنى أهل السنة والجماعة فً اصطبلح العلماء :من خبلل تتبع نصوص جماعة من
العلماء المحممٌن تجد أنهم ٌطلمون مصطلح أهل السنة والجماعة على األشاعرة والماترٌدٌة,
ومن وافمهم من أهل الحدٌث والفمه والتصوف السنً المعتدل ,ولما تعددت الفرق والمذاهب,
وكل منها ٌدعً انتسابه ألهل السنة والجماعة ,وأنه المصداق الوحٌد الذي ٌمثلهم ,كان حري
بنا أن نفتش عن الممثل ألهل السنة والجماعة ,ابتغاء الوصول إلى الحك ,الذي ٌكشف عنه
اجتماع السواد األعظم من علماء المسلمٌن علٌه.
ٔ .لال أبو الماسم المشٌري (ت٘ٗٙهـ)( :اتفك أصحاب الحدٌث أن أبا الحسن علً بن
اسماعٌل األشعري كان إماما من أئمة أصحاب الحدٌث ,ومذهبه مذهب أصحاب
الحدٌث ,تكلم فً أصول الدٌن على طرٌمة أهل السنة ورد على المخالفٌن من أهل
الزٌع والبدع وكان على المعتزلة والمبتدعٌن من أهل المبلة والخارجٌن عن الملة
سٌفا مسلوال ,ومن طعن فٌه أو لدح أو لعنه أو سبه فمد بسط لسان السوء فً جمٌع
أهل السنة)(ٖ).
ٕ .لال اإلمام العبلمة لاضً المضاة فً زمانه ,أحد كبار علماء الشافعٌة فً عصره تاج
وَّلل
الدٌن السبكً(ٔ77هـ)( :وهؤالء الحنفٌّة والشافعٌّة والمالكٌة وفضبلء الحنابلة -ه
الحمد -فً العمائد ٌدٌ واحدة كلهم على رأي أهل السنهة والجماعةٌ ,دٌنون ه
َّللا تعالى
َّللا ,ال ٌحٌد عنها هإال َر َعاع من الحنفٌة
بطرٌك شٌخ السنّة أبً الحسن األشعري رحمه ه
َّللا
وبرأ ه
ورعاع من الحنابلة لحموا بأهل التجسٌم ,ه
والشافعٌة ,لحموا بأهل االعتزالَ ,
ٔ .ابن ماجة ,دمحم بن ٌزٌد ,سنن ابن ماجة (تحمٌك دمحم فؤاد عبد البالً) ,جٔ ,ص٘ٔ ,دار إحٌاء الكتب العربٌة.
ٕ .انظر ,البٌاضً ,إشارات المرام من عبادات اإلمام ,صٖٗ.
ٖ .تاج الدٌن السبكً ,طبمات الشافعٌة الكبرى.ٖ7ٗ/ٖ ,
8
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
ي هً ما تضمنته المالكٌة فلم ن َر مالكًٌّا هإال أشعرٌا عمٌدة ,وبالجملة عمٌدة األشعر ّ
ي التً تلمهاها علماء المذاهب بالمبول ,ورضوها عمٌدة)(ٔ).
عمٌدة أبً جعفر الطحاو ّ
نبلحظ من خبلل هذا النص أن أئمة الدٌن من حملة الفمه اإلسبلمً هم من األشاعرة
إال للة ال ٌلتفت إلٌهم ,سلكوا مسلن المعتزلة والمجسمة من الحنابلة ,وهنا البد أن ننبه
إلى أن االنتساب إلى مذهب من المذاهب الفمهٌة ال ٌعنً سبلمة العمٌدة مطلما ,إذ إن
البعض كانوا مجسمة ٌثبتون هلل تعالى األعضاء من عٌن وٌد ووجه ,كرعاع الحنابلة,
أما فضبلء الحنابلة فوافموا األشعري فً عمٌدة التنزٌه ,وكذا ٌمال فً حك من انتسب
إلى الشافعٌة متأثرا بعمٌدة االعتزال.
ٖ .سئل اإلمام ابن حجر الهٌتمً الشافعً -رحمه هللا تعالى -عن اإلمام أبً الحسن
األشعري والبالبلنً وابن فورن وإمام الحرمٌن والباجً وغٌرهم ممن أخذ بمذهب
األشعري ,فأجاب( :هم أئمة الدٌن وفحول علماء المسلمٌن ,فٌجب االلتداء بهم لمٌامهم
بنصرة الشرٌعة وإٌضاح المشكبلت ور ّد شبه أهل الزٌغ وبٌان ما ٌجب من
االعتمادات والدٌانات ,لعلمهم باهلل وما ٌجب له وما ٌستحٌل علٌه وما ٌجوز فً
حمه ...والواجب االعتراف بفضل أولئن األئمة المذكورٌن فً السؤال وسابمتهم وأنهم
من جملة المرادٌن بموله ملسو هيلع هللا ىلصٌ" :حمل هذا العلم من كل خلف عدولهٌ ,نفون عنه
تحرٌف الغالٌن ,وانتحال المبطلٌن ,وتأوٌل الجاهلٌن" ,فبل ٌعتمد ضبللتهم إال أحمك
جاهل ,أو مبتدع زائغ عن الحك ,وال ٌسبهم إال فاسك ,فٌنبغً تبصٌر الجاهل ,وتأدٌب
الفاسك ,واستتابة المبتدع) (ٕ).
نبلحظ أن الشٌخ ابن حجر نبه إلى لضٌة هامة وهً اإلشارة إلى سبلمة المعتمد عند
األشعري ومن سلن مسلكه فً االعتماد ,ال كما ٌشاع من أن اإلمام األشعري رجع
عن عمٌدته إلى عمٌدة أهل الحدٌث وبمً أتباعه لم ٌرجعوا عن عمٌدتهم ,فهم أولى
بالذم والتحذٌر ,ولكن الشٌخ ابن حجر كما فً النص السابك ذكر أن اإلمام األشعري
ومن تبعه على عمٌدة واحدة لم ٌغٌروا ولم ٌبدلوا فهم على مسلن واحد فً االعتماد.
ٗ .لال العبلمة السفارٌنً الحنبلً رحمه هللا تعالى( :أهل السنة والجماعة ثبلث فرق:
-األثرٌة ,وإمامهم أحمد بن حنبل رضً هللا عنه.
-واألشعرٌة ,وإمامهم أبو الحسن األشعري رحمه هللا.
-والماترٌدٌة ,وإمامهم أبو منصور الماترٌدي رحمه هللا تعالى)(ٔ).
لسم العبلمة السفارٌنً الحنبلً أهل السنة والجماعة إلى ثبلث فرق ,فهل ٌلزم من هذا التمسٌم
أن عمٌدة المحدثٌن تختلف مع عمٌدة األشاعرة والماترٌدٌة؟ والجواب عن هذا أن أهل السنة
ع مٌدة واحدة بحمد هللا تعالى ,ولكن ٌنبغً أن نفرق بٌن العمٌدة من حٌث النتائج والثمار
العمدٌة ,وبٌن المناهج والطرق الموصلة إلى العمٌدة ,والشن أن عمٌدة أهل السنة واحدة فكل
هؤالء ٌعتمدون تنزٌه الخالك سبحانه وتعالى ,وأن هللا تعالى خالك كل شً ,ولكن طرٌمة
الوصول واإلثبات لهذه العمائد متعددة ومتغاٌرة؛ فتجد أن أهل الحدٌث سلكوا فً ذلن طرٌك
النصوص واألخبار لبلستدالل على عمٌدة أهل السنة ,بٌنما األشاعرة والماترٌدٌة عضدوا
النصوص الشرعٌة بأدلة وحجج عملٌة.
٘ .لال اإلمام العبلمة عبد هللا بن علوي الحداد( :اعلم أن مذهب األشاعرة فً العتماد
هو ما كان علٌه جماهٌر أمة اإلسالم علماؤها ودهماؤها ،إذ المنتسبون إلٌهم
مر األٌام والسنٌن ,وهم أئمة علم
والسالكون طرٌمهم كانوا أئمة أهل العلوم لاطبة على ّ
التوحٌد والكبلم والتفسٌر والمراءة والفمه وأصوله والحدٌث وفنونه والتصوف واللغة
والتارٌخ)(ٕ).
.ٙلال اإلمام أبو إسحاق الشٌرازي :وأبو الحسن األشعري إمام أهل السنة ,وعامة
أصحاب الشافعً على مذهبه ,ومذهبه مذهب أهل الحك"(ٖ).
.7لال اإلمام المرتضى الزبٌدي(ٕ٘ٓٔهـ)( :إذا أطلك أهل السنة والجماعة فالمراد بهم
األشاعرة والماترٌدٌة)(ٗ).
.8نمل الزبٌدي أٌضا عن المحمك الخٌّالً فً حاشٌته على شرح العمائد" :األشاعرة هم
أهل السنة والجماعة هذا هو المشهور فً دٌار خرسان والعراق والشام وأكثر
األلطار وفً دٌار ما وراء النهر ٌطلك ذلن على الماترٌدٌة أصحاب اإلمام أبً
منصور الماترٌدي وبٌن الطائفتٌن اختبلف فً بعض المسائل كمسألة التكوٌن
وغٌرها"(ٔ) ,نبلحظ من كبلم المحمك الخٌّالً أن المشهور بٌن ببلد العلم والعلماء
كالعراق والشام وخرسان وببلد ما وراء النهر أن األشاعرة والماترٌدٌة هم أهل السنة
والجماعة ,واآلن نعجب فً هذا الزمان كٌف جهل كثٌر من الناس ذلن وأحسب أنه
ومن بداٌة سموط الدولة العثمانٌة أخذ أعداء الدٌن دورا كبٌرا فً تضٌٌع هوٌة المسلم,
عمٌدة وفمها وسلوكا ,لهذا نجد أن التغرٌب سار فً هذه االتجاهات الثبلثة بشكل
ملحوظ حتى صار االنتساب إلى الشافعً تهمة عند البعض واالنتساب إلى األشاعرة
بدعة وضبلل ,والنسبة إلى التصوف انحراف وجهل ,والمنصف الباحث ٌجد أنهم
الممثل ألهل السنة والجماعة.
.9لال العارف باهلل اإلمام ابن عجٌبة (ٕٕٗٔهـ)( :أما أهل السنة فهم األشاعرة ومن
تبعهم فً اعتمادهم الصحٌح ،كما هو ممرر فً كتب أهل السنة)(ٕ).
ٓٔ.لال اإلمام الجالل الدوانً( :الفرلة الناجٌة ,وهم األشاعرة أي التابعون فً األصول
للشٌخ أبً الحسن ...فإن للت :كٌف حكم بأن الفرلة الناجٌة هم األشاعرة؟ وكل فرلة
تزعم أنها ناجٌة؟ للت سٌاق الحدٌث مشعر بأنهم ٌ -عنً الفرلة الناجٌة -المعتمدون
بما روي عن النبً ملسو هيلع هللا ىلص وأصحابه ,وذلن إنما ٌنطبك على األشاعرة ,فإنهم متمسكون
فً عمائدهم باألحادٌث الصحٌحة المنمولة عنه ملسو هيلع هللا ىلص وعن أصحابه ,وال ٌتجاوزون عن
ظواهرها إال لضرورة ,وال ٌسترسلون مع عمولهم كالمعتزلة)(ٖ).
مصطلح األشاعرة:
لفظ األشاعرة ٌطلك على من سلن مسلن اإلمام أبً الحسن األشعري فً االعتماد ,ال تملٌدا
بل اهتداء ,فمثل اإلمام أبً الحسن -رحمه هللا تعالى -كمن عمد على طرٌك السلف لواء
لٌهتدي به من ٌراه ,فاالنتساب إلٌه بمنزلة االنتساب إلى اإلمام أبً حنٌفة ومالن والشافعً
وأحمد -رضوان هللا علٌهم -فً الفروع الفمهٌة ,إذ مع كونهم مختلفٌن فً طرق االستنباط
واستخراج األحكام ,إال أنهم متفمون على المصادر التً ٌصدرون عنها والموارد التً
ٌردونها ,وكذلن اإلمام أبو الحسن األشعري فً أبواب أصول الدٌن ,إنما هو آخذ من المرآن
الكرٌم والسنة الشرٌفة ,وسائر على طرٌك السلف ,واالنتساب إلٌه إنما هو من حٌث كونه
أضاء تلن الطرٌك ونصب علٌها نطالا وشهرها فً األمة بعد أن حاول طمسها أصحاب
البدع واألهواء(ٔ).
لال اإلمام تاج الدٌن السبكً( :اعلم أن أبا الحسن لم ٌبدع رأٌا ولم ٌنشئ مذهبا ,وإنما هو
ممرر لمذاهب السلف ,مناضل عما كانت علٌه صحابة رسول هللا ,فاالنتساب إلٌه إنما هو
باعتبار أنه َعمَ َد على طرٌك السلف نطالا وتمسن به وألام الحجج والبراهٌن علٌه ,فصار
الممتدي به فً ذلن السالن سبٌله فً الدالئل ٌسمى أشعرٌا)(ٕ).
ثم لال رحمه هللا تعالى مبٌنا أن هذه الطرٌمة علٌها ُج ّل األمة( :ولد ذكر شٌخ اإلسبلم عز
الدٌن بن عبد السبلم أن عمٌدته ٌ -عنً األشعري -اجتمع علٌها الشافعٌة والمالكٌة والحنفٌة
وفضبلء الحنابلة ,ووافمه على ذلن من أهل عصره شٌخ المالكٌة فً زمانه أبو عمرو بن
الحاجب ,وشٌخ الحنفٌة جمال الدٌن الحصٌري)(ٖ).
نوافمه على ما صار إلٌه من التوحٌد لمٌام األدلة على صحته ال لمجرد التملٌد ,وإنما ٌنتسب
منا من انتسب إلى مذهبه لٌتمٌز عن المبتدعة الذٌن ال ٌمولون به من أصناف المعتزلة
والجهمٌة والكرامٌة والمشبهة والسالمٌة ,وغٌرهم من سائر طوائف المبتدعة وأصحاب
المماالت الفاسدة المخترعة ,ألن األشعري هو الذي انتدب للرد علٌهم حتى لمعهم وأظهر
لمن ال ٌعرف البدع بدعهم ,ولسنا نرى األئمة األربعة الذٌن عنٌتم فً أصول الدٌن مختلفٌن,
بل نراهم فً المول بتوحٌد هللا وتنزٌهه فً ذاته مؤتلفٌن ,وعلى نفً التشبٌه عن المدٌم سبحانه
وتعالى مجتمعٌن ,واألشعري -رحمه هللا -فً األصول على منهاجهم أجمعٌن ,فما على من
انتسب إلٌه على هذا الوجه جناح ,وال ٌرجى لمن تبرأ من عمٌدته الصحٌحة فبلح ,فإن
عددتم المول بالتنزٌه وترن التشبٌه تمشعرا فالموحدون بأسرهم أشعرٌة ,وال ٌضر عصابة
انتمت إلى موحد مجر ُد التشنٌع علٌها بما هً منه َب ِر ٌِّة)(ٔ).
هو اإلمام الحبر ,التمً البر ,ناصر السنة ,وعلم الدٌن ,وشعار المسلمٌن ,علً بن اسماعٌل
بن أبً بشر إسحك بن سالم بن ا سماعٌل بن عبد هللا بن موسى بن ببلل بن أبً بردة بن
صاحب رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أبً موسى عبد هللا بن لٌس األشعري -رضً هللا عنه.-
شٌخ طرٌمة أهل السنة والجماعة وإمام المتكلمٌن ,ولد رحمه هللا سنة ستٌن ومئتٌن ,وتبع أول
أمره مذهب الجبّائً المعتزلً ,واستمر على االعتزال إلى سن األربعٌن أو لرٌبا من ذلن,
وبرع فٌه حتى صار للمعتزلة إماما ,وعلى خصومهم ُحساما ,فلما أراد هللا نصر دٌنه ,وتأٌٌد
سنة نبٌه صلهى هللا علٌه وسلَم ب ّ
صره ببطبلن مذهب االعتزال فكانت تعرض له إشكاالت على
عمائد المعتزلة ,فٌسأل عنها أستاذٌِه فبل ٌجد عندهم أجوبة شافٌة ,وهكذا إلى أن أراه هللا
تعالى وجه الحك ,فخرج إلى الجامع وصعد المنبر وصاح بأعلى صوته :أٌها الناس من
عرفنً فمد عرفنً ,ومن لم ٌعرفنً فأنا أعرفه بنفسً ,أنا فبلن بن فبلن ,كنت ألول بخلك
المرآن ,وأن هللا تعالى ال ٌرى فً اآلخرة باألبصار ,وأن العباد ٌخلمون أفعالهم ,وها أنا تائب
من االعتزال معتمد الرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ,معاشر الناس إنما تغٌبت عنكم هذه
المدة ألنً نظرت فتكافأت عندي األدلة ,ولم ٌترجح عندي شًء على شًء ,فاستهدٌت هللا
تعالى فهدانً إلى اعتماد ما أودعته كتبً هذه ,ولمد انخلعت من جمٌع ما كنت أعتمده كما
انخلعت من ثوبً هذا ,وانخلع من ثوب كان علٌه ورمى به ,ودفع للناس الكتب التً ألفها
على مذاهب أهل الحك ,وطرٌمة الجماعة من الفمهاء والمحدثٌن.
ولد أخذ عنه رحمه هللا خَلك كثٌر من أعبلم األمة مثل اإلمام أبً الحسن الباهلً البصري
رحمه هللا تعالى ,واإلمام أبً عبد هللا بن مجاهد البصري رحمه هللا تعالى ,واإلمام أبً دمحم
الطبري المعروف بالعرالً رحمه هللا تعالى ,واإلمام أبً بكر المفال الشاشً رحمه هللا
تعالى ,واإلمام أبً سهل الصعلوكً النٌسابوري رحمه هللا تعالى وغٌرهم.
وأخذ عن أصحابه أعبلم وأئمة فً اإلسبلم ,مثل اإلمام الماضً أبً بكر البالالنً رحمه هللا
تعالى ,واإلمام أبً الطٌب بن أبً سهل الصعلوكً رحمه هللا تعالى ,واإلمام أبً علً الدلاق
رحمه هللا تعالى ,واإلمام الحاكم النٌسابوري رحمه هللا تعالى ,واإلمام أبً بكر بن فورن
رحمه هللا تعالى والحافظ أبً نعٌم األصبهانً رحمه هللا تعالى ,وغٌرهم ممن تتزٌن بذكرهم
المنابر ,وتتعطر بسٌرهم الدفاتر وكلهم خلّف تبلمذة هم إلى الٌوم أعبلم الدنٌا ونجوم الهدى.
أما عن عمل اإلمام األشعري فً المذهب فمد لال الماضً عٌاض فً ترجمته( :وصنف
ألهل السنة التصانٌف ,وألام الحجج على إثبات السنة وما نفاه أهل البدع من صفات هللا
تعالى ورؤٌته ,ولِ َدم كبلمه ,ولدرته ,وأمور السمع الواردة من الصراط ,والمٌزان,
والشفاعة ,والحوض ,وفتنة المبر مما نفت المعتزلة وغٌر ذلن من مذاهب أهل السنة
والحدٌث ,فألام الحجج الواضحة علٌها من الكتاب والسنة والدلئل الواضحة العملٌة ،ودفع
شبه المبتدعة ومن بعدهم من المالحدة الرافضة ،وصنف فً ذلن التصانٌف المبسوطة
التً نفع هللا بها األمة ،وناظر المعتزلة ,وكان ٌمصدهم بنفسه للمناظرة ,و ُك ِلّم فً ذلن فمٌل
له :كٌف تخالط أهل البدع ولد أمرت بهجرهم – وكان أمرهم فً ذلن الولت شائعا وكلمتهم
ٗٔ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
لضٌة بحث :من الشبه التً أثٌرت حول تارٌخ اإلمام األشعري هً مروره بثالث مراحل،
علما ا بأن المشهور أنه انتمل من العتزال إلى أهل السنة والجماعة فمط ،فما تفصٌل هذه
المسألة والجواب عنها؟
مر
الدعوى :الممدمة األولىٌ :رى البعض أن اإلمام أبا الحسن األشعري رحمه هللا تعالى لد ّ
فً حٌاته بثبلث مراحل:
الممدمة الثانٌة :إن أتباع اإلمام األشعري سلكوا منهجه الممرر فً المرحلة الثانٌة فمط ,وهً
التً كان فٌها متبعا لعبد هللا بن سعٌد بن ُكبلب.
النتٌجة :أن أتباع اإلمام األشعري لٌسوا على عمٌدة السلف وأهل السنة.
ٔ .من خبلل كتب التارٌخ والتراجم :إن اإلمام األشعري رحمه هللا تعالى َعلَ ٌم من أعبلم
المسلمٌن ٌشار إلٌه بالبنان ,وتعمد على كلماته الخناصر ,فهو لٌس بنكرة من الناس,
وال برجل مجهول ٌخفى على الناس أمره ال سٌما فً لضٌة مثل هذه التً نحن
بصددها ,فلو كان األمر كما جاء فً الدعوى ,وأنه مر بثبلث مراحل فً حٌاته فبل بد
ٔ .اتٓ فشؼ ,ْٛاٌذ٠ثاض اٌّز٘ة فِ ٟؼشفح أػ١اْ ػٍّاء اٌّز٘ة .54/2
٘ٔ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
أن ٌكون المؤرخون لد ذكروا هذا وبٌنوه ,ولكان -حتما -لد اشتهر عنه وانتشر كما
ذاع وانتشر أمر رجوعه عن االعتزال إذ لم ٌَبْكَ أحد ممن ترجم له إال وذكر لصة
وتبرٌه من االعتزال ,فهل ذكر أحد من المؤرخٌن شٌئا عن رجوع
ِّ صعوده المنبر
اإلمام عن منهج عبدهللا بن سعٌد بن كبلّب؟
بل على العكس عند الرجوع إلى كتب التارٌخ نجد المؤرخٌن كلهم مطبمٌن على أن اإلمام أبا
الحسن بعد هجره لبلعتزال والمعتزلة رجع إلى مذهب السلف الصالح ,وصنف على
طرٌمتهم كتبا لنصرة مذهب أهل الحك.
لال اإلمام أبو بكر بن فورن رحمه هللا تعالى( :انتمل الشٌخ أبو الحسن علً بن إسماعٌل
األشعري رضً هللا عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج
العملٌة ,وصنهف فً ذلن الكتب.)ٔ()..
ولال عنه ابن خلكان( :هو صاحب األصول والمائم بنصرة مذهب السنة ..وكان أبو الحسن
أوال معتزلٌا ثم تاب من المول بالعدل وخلك المرآن فً المسجد الجامع بالبصرة ٌوم
الجمعة)(ٕ).
وفً سٌر أعبلم النببلء لال عنه الذهبً( :وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد منبر البصرة,
ولال :إنً كنت ألول بخلك المرآن ...وإنً تائب معتمد الر ّد على المعتزلة)(ٖ).
وعند العبلمة ابن خلدون رحمه هللا لال..( :إلى أن ظهر الشٌخ أبو الحسن األشعري وناظر
بعض مشٌختهم-أي المعتزلة -فً مسائل الصبلح واألصلح ,فرفض طرٌمتهم وكان على رأي
عبدهللا بن سعٌد بن كبلّب وأبً العباس المبلنسً والحارث المحاسبً من أتباع السلف وعلى
طرٌمة السنة)(ٔ) ,فأثبت ابن خلدون أن اإلمام بعد رجوعه عن االعتزال كان على رأي عبد
هللا بن كبلّب والمبلنسً والمحاسبً وهؤالء كلهم على طرٌمة السلف وأهل السنة.
وهكذا كل كتب التارٌخ التً ترجمت لئلمام أبً الحسن ,مثل :تارٌخ بغداد للخطٌب البغدادي,
وطبمات الشافعٌة للسبكً ,وشذرات الذهب البن العماد ,والكامل البن األثٌر ,وتبٌٌن كذب
المفتري البن عساكر ,وترتٌب المدارن للماضً عٌاض ,وطبمات الشافعٌة البن لاضً
شهبة ,وطبمات الشافعٌة لبلسنوي ,والدٌباج المذهب البن فرحون ,ومرآة الجنان للٌافعً
وغٌرها ,وكلها مطبمة على أن اإلمام أبا الحسن بعد توبته من االعتزال رجع إلى مذهب
السلف والسنة ولم ٌمر إال بمرحلتٌن.
إن من ٌمول بهذه الدعوى ٌعتمد فً لوله هذا على أسلوب اإلمام األشعري فً تألٌف كتاب
اإلبانة وبعض الرسائل األخرى والتً فً زعمهم سلكها اإلمام األشعري على مذهب السلف
وأهل السنة وكانت فً آخر حٌاته؛ وٌلزم على هذا األسلوب مخالفة اإلمام األشعري آلراء
ابن ُكبلّب الذي ٌتهمونه بأنه لم ٌكن على طرٌك السلف.
البلزم األول :هو أن الشٌخ عبد هللا بن كبلب لم ٌكن على طرٌمة السلف وأهل السنة.
البلزم الثانً :إن كتاب اإلبانة لئلمام األشعري دلٌل كاف ٌثبت تراجع اإلمام األشعري عن
منهج ابن كبلب وأصحابه إلى مذهب السلف وأهل السنة.
لو فرضنا أن اإلمام األشعري بعد تركه لبلعتزال سلن طرٌك عبدهللا بن سعٌد بن كبلب ,هل
كان عبدهللا بن سعٌد بن كبلّب منحرفا عن طرٌك السنة والسلف؟ أم أن طرٌك ابن كبلب
وطرٌك السلف هما فً حمٌمة األمر طرٌك واحد؟
ٔ8
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
لال التاج السبكً( :وابن كبلّب على كل حال من أهل السنة ..ورأٌت اإلمام ضٌاء الدٌن
الخطٌب والد اإلمام فخر الدٌن الرازي لد ذكر عبد هللا بن سعٌد فً آخر كتابه "غاٌة المرام
فً علم الكبلم " فمال :ومن متكلمً أهل السنة فً أٌام المأمون عبد هللا بن سعٌد التمٌمً الذي
د ّمر المعتزلة فً مجلس المأمون وفضحهم ببٌانه)(ٔ).
الوراق المحدث
ّ ِّ
بخط علً بن بماء ولال الحافظ ابن عساكر رحمه هللا تعالى( :لرأت
المصري رسالة كتب بها أبو دمحم عبد هللا بن أبً زٌد المٌروانً الفمٌه المالكً -وكان ممدهم
أصحاب مالن رحمه هللا بالمغرب فً زمانه -إلى علً بن أحمد بن اسماعٌل البغدادي
المعتزلً جوابا عن رسالة كتب بها إلى المالكٌٌن من أهل المٌروان ٌظهر نصٌحتهم بما
ٌدخلهم به فً ألاوٌل أهل االعتزال ,فذكر الرسالة بطولها فً جزءٍ وهً معروفة ,فمن جملة
تحن عنه لوال ٌعرف أنه ِ جواب ابن أبً زٌد له أن لال :ونسبتَ ابن كبلّب إلى البدعة ,ثم لم
بدعة فٌوسم بهذا االسم ,وما علمنا من نسب إلى ابن كبلّب البدعة ,والذي بلغنا أنه ٌتملّد السنة
وٌتولّى الر هد على الجهمٌة وغٌرهم من أهل البدع ٌعنً عبدهللا بن سعٌد بن كبلّب)(ٕ).
ولال ابن لاضً شهبة( :كان من كبار المتكلمٌن ومن أهل السنة ,وبطرٌمته وطرٌمة الحارث
المحاسبً التدى أبو الحسن األشعري)(ٖ).
ولال عنه جمال الدٌن األسنوي( :كان من كبار المتكلمٌن ومن أهل السنة ...ذكره العبادي فً
طبمة أبً بكر الصٌرفً ,لال :إنه من أصحابنا المتكلمٌن)(ٗ).
ولال اإلمام الحافظ الذهبً( :والرجل ألرب المتكلمٌن إلى السنة ,بل هو فً مناظرٌهم)(٘),
علّك الشٌخ شعٌب األرنؤوط على هذا الكبلم لائبل( :كان إمام أهل السنة فً عصره ,وإلٌه
مرجعها ,ولد وصفه إمام الحرمٌن فً كتابه " اإلرشاد " بأنه من أصحابنا)(.)ٙ
ولمد مر معنا لول العبلمة ابن خلدون( :إلى أن ظهر الشٌخ أبو الحسن األشعري ..وكان على
رأي عبد هللا بن سعٌد بن كبلّب وأبً العباس المبلنسً والحارث المحاسبً من أتباع السلف
وعلى طرٌمة السنة)(ٔ) ,فوصفه بأنه من أتباع السلف ,وأن اإلمام األشعري كان على رأٌه
ورأي المبلنسً والمحاسبً وهؤالء من أتباع السلف وعلى طرٌك السنة.
(ٖ)
فً ترجمته ,بعد أن نمل لول ابن الندٌم :إنه ـ ٌعنً ابن كبلب ـ من ولال الحافظ ابن حجر
الحشوٌة.
لال الحافظٌ( :رٌد من ٌكون على طرٌك السلف فً ترن التأوٌل لآلٌات واألحادٌث المتعلمة
بالصفات ,وٌمال لهم المفوضة) ,ولال اإلمام الشهرستانً رحمه هللا تعالى( :حتى انتهى
الزمان إلى عبد هللا بن سعٌد الكبلبً وأبً العباس المبلنسً والحارث بن أسد المحاسبً
وهؤالء كانوا من جملة السلف ,إال أنهم باشروا علم الكبلم وأٌدوا عمائد السلف بحجج كبلمٌة
بعض ,حتى جرى بٌن أبً الحسن األشعري وبٌن
ٌ وبراهٌن أصولٌة ,وصنهف بعضهم ه
ودرس
أستاذه مناظرة فً مسألة من مسائل الصبلح واألصلح ,فتخاصما وانحاز األشعري إلى هذه
الطائفة ,فأٌهد ممالتهم بمناهج كبلمٌة ,وصار ذلن مذهبا ألهل السنة والجماعة ,وانتملت سمة
الصفاتٌة إلى األشعرٌة)(ٗ).
.1اٌّمذِح ,ص.653
.2إشاساخ اٌّشاَ ِٓ ػثاساخ اإلِاَ ,ص.23
ٌ .3غاْ اٌّ١ضاْ.251/3 ,
.4اًٌٍّ ٚإٌؽً ,ص.61
ٕٓ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
مر ونمول :لٌس اإلمام األشعري وحده الذي كان على طرٌك اإلمام ابن
بل نزٌد على ما ه
كبلب ,كبل ,بل كان على نفس المعتمد أئمة كبار مثل اإلمام البخاري رحمه هللا تعالى ,لال
الحافظ ابن حجر رحمه هللا تعالى( :البخاري فً جمٌع ما ٌورده من تفسٌر الغرٌب إنما ٌنمله
عن أهل ذلن الفن كأبً عبٌدة والنضر بن شمٌل والفراء وغٌرهم ,وأما المباحث الفمهٌة
فغالبها مستمدة له من الشافعً وأبً عبٌد وأمثالهما ,وأما المسائل الكبلمٌة فأكثرها من
الكرابٌسً وابن ُكبلهب ونحوهما)(ٔ).
هذه نصوص واضحة بٌنة فً أن اإلمام عبد هللا بن سعٌد بن كبلب كان على طرٌك السلف
والسنة.
كتاب اإلبانة هو ُمعتمد من ٌمول بمرور اإلمام األشعري بثبلث مراحل فً حٌاته ,فما السبب
فً ذلن؟ إن اإلمام لد سلن فً هذا الكتاب وفً غٌره من الرسائل التً نسبت له أسلوبا
مختلفا فً التألٌف ,فهو فً الغالب لد سلن مسلن جمهور السلف فً المتشابهات ,نعنً بذلن
أنه لد أخذ بط رٌك التفوٌض ,ففهم البعض من ذلن أن اإلمام لد رجع عن طرٌك ابن كبلب
الذي كان علٌه إلى طرٌك السلف !
ونحن لد أثبتنا فً الحدٌث حول المضٌة الثانٌة أن ابن كبلب لم ٌكن مخالفا للسلف بل هو
منهم وعلى طرٌمهم وسالنٌ لمسلن التفوٌض ,إن هذا الكتاب بذاته ٌنمض دعوى رجوع اإلمام
عن هذا الطرٌك ,ألنه مؤلهف على طرٌمة ابن كبلّب وعلى منهجه ,فكٌف ٌرجع عن طرٌك
ابن كبلب ثم ٌؤلف آخر كتبه على طرٌمته ؟! لال الحافظ ابن حجر( :وعلى طرٌمته ٌ -عنً
ابن كبلّب -مشى األشعري فً كتاب اإلبانة)(ٕ).
وهذا ٌزٌدنا ٌمٌنا على ٌمٌن بأن اإلمام ابن كبلب كان على طرٌك السلف الصالح ومن أئمتهم,
ألن اإلبانة التً ألهفها اإلمام األشعري فً آخر حٌاته على منهج السلف هً مؤلهفة على طرٌمة
.1اٌفرػ.253 /1 ,
ٌ .2غاْ اٌّ١ضاْ. 251 /3 ,
ٕٔ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
اإلمام ابن كبلب ,وهذا ٌمتضً لطعا أن طرٌك السلف وطرٌك ابن كبلب هما فً حمٌمة
األمر طرٌك واحد وهو ما كان علٌه اإلمام األشعري بعد رجوعه عن االعتزال.
ٌمر بثبلث مراحل فً حٌاته ,بل هما مرحلتان فمط ,مرحلة االعتزال ثم
أي أن اإلمام لم ه
أعمبتها مرحلة العودة إلى طرٌك السلف التً كان علٌها ابن كبلب والمحاسبً والمبلنسً
والكرابٌسً والبخاري ومسلم وأبو ثور والطبري وغٌرهم ,وهً المرحلة التً ألهف اإلمام
فٌها كتاب اإلبانة.
وٌُروى أن اإلمام األشعري عندما ألهف اإلبانة رفضها بعض حنابلة بغداد تع ّ
صبا ولم ٌمبلوها
مر من أن اإلبانة مؤلهفة على طرٌمة ابن كبلب الذي هجره بعض (ٔ)
منه ,وهذا ٌؤٌد ما ه
الحنابلة فٌمن هجروه من األئمة ألجل مسألة اللفظ وأخذهم بعلم الكبلم للرد على المخالفٌن
من المعتزلة وغٌرهم.
وهذا الذي ذكرناه عن كتاب اإلبانة ,إنما أردنا به اإلبانة التً صنّفها اإلمام ,ولٌست اإلبانة
المتداولة والمطبوعة الٌوم ,وذلن لما حدث على هذا الكتاب من التحرٌف والنمص والزٌادة.
لال العبلمة الكوثري رحمه هللا تعالى فً ممدمة كتاب (تبٌٌن كذب المفتري)( :والنسخة
المطبوعة فً الهند من اإلبانة نسخة مصحفة محرفة تبلعبت بها األٌدي األثٌمة ,فٌجب إعادة
طبعها من أصل موثوق).
وهذا أٌضا ما ذهب إلٌه الدكتور عبد الرحمن بدوي مؤٌدا للعبلمة الكوثري لال( :ولد الحظ
الشٌخ الكوثري بحك أن النسخة المطبوعة فً الهند ..تبلعبت بها األٌدي األثٌمة ,)ٕ()..كما
الحظ ذلن غٌرهم من الدارسٌن(ٖ).
وللشٌخ وهبً غاوجً حفظه هللا رسالة فً هذا الموضوع بعنوان( :نظرة علمٌة فً نسبة
كتاب اإلبانة جمٌعه إلى اإلمام أبً الحسن) أتى فٌها بأدلة موضوعٌة تدل على أن لسما كبٌرا
.1أظش :ع١ش أػالَ إٌثالء .50 /15 ,ؽثماخ اٌؽٕاتٍح .16 /2 ,اٌٛاف ٟتاٌٛف١اخ.146 /12 ,
ِ .2زا٘ة اإلعالِ.516 /1 ,ٓ١١
.3أظش ِزا٘ة اإلعالِِٚ 517 /1 ,ٓ١١ا تؼذ٘ا.
ٕٕ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
مما فً اإلبانة المتداولة الٌوم بٌن الناس ال ٌصح نسبته لئلمام األشعري ,ولد طبع كتاب
اإلبانة طبعة لوبلت على أربع نسخ خطٌة بتحمٌك الدكتورة فولٌة حسٌن ,وهً طبعة وإن
كانت أحسن حاال من المطبوعة لب ُل إال أنها لم تخ ُل من التحرٌف والنمص والزٌادة أٌضا,
وهذا لعله ٌصحح ما ذهب إلٌه العبلمة الكوثري رحمه هللا تعالى حٌن لال( :ومن العزٌز جدّا
الظفر بأص ٍل صحٌح من مؤلفاته على كثرتها البالغة).
ولد نمل الحافظ ابن عساكر رحمه هللا تعالى فً كتاب تبٌٌن كذب المفتري فصلٌن من اإلبانة,
وعند ممارنة اإلبانة المطبوعة المتداولة مع طبعة الدكتورة فولٌة مع الفصلٌن المنمولٌن عند
ابن عساكر ٌتبٌن بوضوح لدر ذلن التحرٌف الذي جرى على هذا الكتاب.
مر معنا -تارٌخٌّا أن اإلمام بعد رجوعه عن االعتزال كان على منهج السلف
فإذا ثبت -كما ه
وأهل السنة ,وإذا ثبت أٌضا أن اإلمام ابن كبلب كان من أئمة السلف وعلى نهج السنة ,وإذا
ثبت أٌضا أن كتاب اإلبانة الذي بنٌت علٌه هذه الدعوى من أساسها هو فً حمٌمة األمر
مؤلف على طرٌمة ابن كبلب التً هً ذاتها طرٌمة السلف ,إذا ثبت ذلن ثبت بناء علٌه أن
ٌمر بثبلث مراحل فً حٌاته ,وإنما هما مرحلتان مرحلة االعتزال فً بداٌة حٌاته ثم
اإلمام لم ه
مرحلة عودته ورجوعه إلى طرٌك السلف.
وال نعلم لمن ٌمول بهذه الدعوى دلٌبل على ما ذهب إلٌه إال االعتماد على أسلوب اإلبانة
وبعض الرسائل األخرى والطرٌمة التً كتبت علٌها ,ألن اإلمام لد سلن فً اإلبانة طرٌك
التفوٌض ,وهً طرٌمة جمهور السلف ,وهً فً حمٌمتها ال تنافً بٌنها وبٌن طرٌك التأوٌل
ب شرطه ,واألشاعرة ٌعتمدون كل ما فً اإلبانة ـ نعنً اإلبانة الصحٌحة التً كتبها اإلمام
ولٌست اإلبانة المحرفة ـ وٌعمدون علٌه خناصرهم ,إذ ك ٌّل من التفوٌض والتأوٌل حك ال
اعتراض علٌه ,وكبل الطرٌمٌن مأثور عن الصحابة والسلف كما سٌأتً بٌانه ,وكبل الطرٌمٌن
متفمان على ا لتنزٌه بعد إثبات ما أثبته هللا تعالى لنفسه ,وكبلهما متفمان على استبعاد الظاهر
وما ٌعهده الخلك من عالمهم .لال الحافظ ابن عساكر رحمه هللا تعالى( :بل هم ـ ٌعنً
األشاعرة ـ ٌعتمدون ما فٌها ـ أي اإلبانة ـ أس ّد اعتماد ,وٌعتمدون علٌها أش ّد اعتماد ,فإنهم
بحمد هللا لٌسوا معتزلة وال نفاة لصفات هللا معطلة ,لكنهم ٌثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من
ٖٕ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
الصفات ,وٌصفونه بما اتصف به فً محكم اآلٌات ,وبما وصفه به نبٌّه ملسو هيلع هللا ىلص فً صحٌح
الرواٌات ,وٌنزهونه عن سمات النمص واآلفات)(ٔ).
وهذا الذي لاله الحافظ ابن عساكر منطبك على كتاب اإلبانة الذي ألفه اإلمام ,أما ما ٌوجد
الٌوم فً أٌدي الناس منها فبل ثمة به وال ٌصح أن ٌمثل ـ فً الغالب ـ اعتماد اإلمام أو
األشاعرة كما أثبتنا ذلن ,إال فٌما وافك لول الكافة.
مر ,وبعد كل هذه األدلة ,هل ٌصح وفما للمنهج العلمً للبحث أن تهمل جمٌع هذه
بعد كل ما ه
البراهٌن التارٌخٌة والعملٌة والعلمٌة ,ثم ٌؤخذ بكبلم استنباطً ال ٌرلى إلى مستوى الظن,
ولٌس له ما ٌؤٌده من النمل والعمل؟! ولو بالغنا واعتبرنا ما اعتمدت علٌه هذه الدعوى دلٌبل
لما أمكن األخذ به علمٌا؛ ألن الدلٌل متى ما تطرق إلٌه االحتمال كساه ثوب اإلجمال وسمط
به االستدالل ,كما هو ممرر فً علم األصول ,هذا إذا تطرق إلى الدلٌل االحتمال مجرد
تطرق ,فكٌف ٌكون الحال إذا لارب هذا االحتمال ح هد الٌمٌن كما ه
مر من أدلة تحرٌف
اإلبانة؟!
محرفٍ ,
ه بٌد أننا سنبالغ فً االفتراض ونمول :هَبْ -جدال -أن كتاب اإلبانة المتداول غٌر
وأنه ثابت النسبة إلى اإلمام األشعري ,وأنه لد رجع فعبل عن ما كان ٌعتمده من التنزٌه فهل
ٌلزم األمة أن تتابعه فً هذا األمر؟! إن من ٌعتمد ذلن ٌسًء الظن بعمول أكثر من عشرة
لرون من العلماء واألئمة ,وٌنسبهم إلى التملٌد األعمى فً العمائد ,وٌغٌب عنه أن األمة نُ ِسبت
إلى اإلمام األشعري من حٌث كونه ولف حامبل لواء السنة على طرٌك السلف فً وجه
أصحاب البدع واألهواء ,ال ألنهم للّدوه فً ما ذهب إلٌه ,فمتى ما رجع عن اعتماده رجعوا!
كبل.
فهم فً الحمٌمة منتسبون إلى رسول هللا صلهى هللا علٌه وسلَم والسلف الصالح ,وما اإلمام
األشعري رحمه هللا وغٌره من أئمة أهل السنة إال أدالّء على الطرٌك ,ومن ٌروج لمثل هذه
الدعاوى ٌرٌد أن ٌمول بلسان حال هذه الدعوى وأمثالها أن هذا الذي رجع عنه هؤالء األكابر
لو كان حما ًّ ما رجعوا عنه! فالحك عنده ٌعرف بمن لال به وتبناه ولٌس بما اعتضد به من
ً إال من لبل هذا األمر الذي هو تعظٌم الكبراء إلى الح ِ ّد الذي ُ
ً من أتِ َ
أدلة وبراهٌن! وهل أتِ َ
أعمى أعٌنهم عن األخطاء ,فاتبعوهم مملدٌن لهم فً أخطائهم معتمدٌن أنها هً الحك الذي ال
ٌأتٌه الباطل وال ٌتطرق إلٌه.
بعض من اتفك مع األشعري من العلماء :إن العلماء هم النجوم التً نمتدي بها فً ظلمات
الطرٌك فهم ٌزٌلون عنا سحب الجهل والوهم وٌنٌروا بصائرنا بنور العلم والهدى ,ولما كان
سواد األمة األعظم من أهل السنة الذٌن هم األشاعرة والماترٌدٌة كما أسلفنا فكانوا رحمهم هللا
امتدادا للسلف فً نشر الدٌن وتعلٌمه للناس فصنفوا فً ذلن التصانٌف الكثٌرة فلم ٌتركوا بابا
للمعرفة لم ٌَ ِلجوه فكان لهم أثر فً كل علم من العلوم؛ إذ كان منهم المفسرٌن والمحدثٌن
والفمهاء وعلماء اللغة وغٌرهم الكثٌر ,وسنذكر بعضا منهم هنا:
علماء التفسٌر من األشاعرة :اإلمام المرطبً صاحب تفسٌر الجامع ألحكام المرآن ,واإلمام
الحافظ ابن كثٌر صاحب التفسٌر العظٌم وصاحب البداٌة والنهاٌة ,واإلمام ابن عطٌة
األندلسً صاحب تفسٌر المحرر الوجٌز ,واإلمام أبو حٌان األندلسً صاحب البحر المحٌط,
وفخر الملة والدٌن اإلمام الرازي صاحب تفسٌر مفاتٌح الغٌب ,واإلمام المفسر الواحدي
صاحب كتاب أسباب النزول ,واإلمام أبو اللٌث السمرلندي صاحب تفسٌر بحر العلوم,
سمٌن الحلبً
واإلمام المفسّر األلوسً صاحب تفسٌر روح المعانً ,واإلمام المفسر ال ّ
صاحب تفسٌر الدر المصون ,واإلمام الحافظ جالل الدٌن السٌوطً ،واإلمام الخطٌب
الشربٌنً صاحب تفسٌر السراج المنٌر.
علماء األشاعرة من المحدثٌن :كان اإلمام الحافظ أبو الحسن الدّارلطنً ,والحافظ أبو نعٌم
األصبهانً ,والحافظ أبو ذر الهروي ,والحافظ أبو طاهر السلفً ,والحافظ الحاكم النٌسبوري
صاحب المستدرن على الصحٌحٌن ,والحافظ ابن حبان البستً ,والحافظ أبو سعد ابن
السمعانً ,واإلمام الحافظ ابن عساكر ,واإلمام الحافظ الخطٌب البغدادي ,واإلمام الحافظ
النووي ,واإلمام الحافظ صالح الدٌن العالئً ,وشٌخ اإلسبلم أبو عمرو بن الصالح ,واإلمام
الحافظ أبو جمرة األندلسً ,واإلمام الحافظ الكرمانً ,واإلمام الحافظ المنذري ,واإلمام
ٕ٘
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
الحافظ األبً شارح صحٌح مسلم ,واإلمام الحافظ شارح صحٌح البخاري ابن حجر
العسمالنً ,واإلمام الحافظ السٌوطً ،واإلمام الحافظ المناوي ,واإلمام المسطالنً رحمهم
هللا جمٌعا ,لد لال اإلمام التاج السبكً" :وهو (ٌعنً مذهب األشاعرة) مذهب المحدّثٌن لدٌما
وحدٌثا"(ٔ).
علماء الفمه من األشاعرة :لال الحافظ ابن عساكر رحمه هللا" :وأكثر العلماء فً جمٌع
األلطار علٌه ٌ-عنً مذهب األشعري -وأئمة األمصار فً سائر األعصار ٌدعون إلٌه ..وهل
راض بحمٌد
ٍ من الفمهاء من الحنفٌة والمالكٌة والشافعٌة إل موافك له أو منتسب إلٌه أو
ثن بكثرة العلم علٌه"(.)2
سعٌه فً دٌن هللا أو ُم ٍ
علماء اللغة واألدب من األشاعرة :لال اإلمام أبو المظفر اإلسفراٌٌنً رحمه هللا(" :وجملة
األئمة فً النحو واللغة من أهل البصرة والكوفة فً دولة اإلسالم كانوا من أهل السنة
والجماعة وأصحاب الحدٌث والرأي ..وكذلن لم ٌكن فً أئمة األدب أحد إال وله إنكار على
أهل البدعة شدٌد وبُعدٌ من بدعهم بعٌد ,مثل :الخلٌل بن أحمد وٌونس بن حبٌب وسٌبوٌه
واألخفش والز ّجاج والمبرد وأبً حاتم السجستانً وابن درٌد واألزهري وابن فارس
والفارابً ,وكذلن من كان من أئمة النحو واللغة ,مثل :الكسائً والفراء واألصمعً وأبً
زٌد األنصاري وأبً عبٌدة وأبً عمرو الشٌبانً وأبً عبٌد الماسم بن سالم ،وما منهم أحد
ور ٌّد على أهل اإللحاد والبدعة ,ولم ّ
ٌمر ب ألهل السنة والجماعة َ
ص ٌ
إال وله فً تصانٌفه تع ّ
واحد فً شًء من األعصار من أسبلف أهل األدب بشًء من بدع أهل األهواء ..ومن كان
متدنسا بشًء من ذلن لم ٌَ ُج ْز االعتماد علٌه فً رواٌة أصول اللغة وفً نمل معانً النحو,
وال فً تأوٌل شًء من األخبار ,وال فً تفسٌر آٌة من كتاب هللا تعالى.
ومثلهم أٌضا اإلمام ابن األنباري وابن سٌده وابن منظور صاحب كتاب لسان العرب,
والجوهري صاحب الصحاح ,والفٌروز آبادي صاحب الماموس المحٌط ,والمرتضى
الزبٌدي صاحب كتاب تاج العروس ,ومن النحوٌٌن دمحم بن مالن صاحب األلفٌة المشهورة
وشارحها ابن عمٌل وابن هشام ,وغٌرهم الكثٌر.
ٔ .طبمات الشافعٌة الكبرى.ٖٕ /ٗ ,
ٕ .تبٌٌن كذب المفتري ,صٓٔٗ.
ٕٙ
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
أما " علوم المغازي والسٌر والتوارٌخ والتفرلة بٌن السمٌم والمستمٌم ,لٌس ألهل البدعة من
هو رأس فً شًء من هذه العلوم فهً مختصة بأهل السنة والجماعة ,كما لال اإلمام أبو
المظفر اإلسفراٌٌنً ,ومصنفات هؤالء األئمة هً أهم المراجع التً علٌها المعتمد فً سٌرة
سٌدنا رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وكلهم على عمٌدة األشاعرة والماتورٌدٌة ,كأمثال اإلمام البٌهمً صاحب
دالئل النبوة ,واإلمام أبو نعٌم األصبهانً صاحب دالئل النبوة أٌضا ,والماضً عٌاض
صاحب ال ِ ّ
شفا فً شمائل وأحوال المصطفى ملسو هيلع هللا ىلص ,واإلمام ابن الجوزي صاحب الوفا بأحوال
المصطفى ,واإلمام الحلبً صاحب السٌرة الحلبٌة المسماة بإنسان العٌون ,واإلمام السهٌلً
صاحب الروض األنف ,واإلمام المسطالنً صاحب المواهب اللدنٌة ,واإلمام الصالحً
الدمشمً صاحب سبل الهدى والرشاد.
ونحن فً كل هذا إنما نمتصر على من كان معروفا بٌن الناس ,وإال فاألمر ال ٌدخل تحت
الجهد والطالة ,وهؤالء الذٌن ذكرناهم وعدّدنا مصنفاتهم سواء فً المرآن وعلومه ,أو
ٕ7
نسخة غٌر نهائٌة تحت المراجعة والتصحٌح
الحدٌث ,أو الفمه ,واألصول ,أو علوم العربٌة ,أو التوارٌخ ,والمغازي والسٌر وغٌر ذلن,
هم عبارة عن مراجع المكتبة اإلسبلمٌة التً ال غناء لكاتب أو باحث فً أي فن عنها ,أضف
إلى ذلن تلن الصروح الشامخة والمراكز العلمٌة التً كانت تنشر النور فً جمٌع أصماع
العالم اإلنسانً ,كالجامع األزهر فً مصر ،وجامع المروٌٌن فً المغرب ،وجامع الزٌتونة
فً تونس ،والجامع األموي فً دمشك ،وندوة العلماء فً الهند وغٌرها العدٌد من منارات
العلوم ,ومن لبلها المدارس اإلسبلمٌة التً لامت فً حواضر العالم اإلسبلمً لدٌما
كالمدارس النظامٌة فً بغداد ونٌسابور.
وجمع أهل السنة كل ممامات الرفعة والعلو فً هذا الدٌن ,فكان منهم المجاهدون والشهداء
والمادة كـ دمحم الفاتح الذي ورد فٌه وفً جٌشه حدٌث" :لتفتحن المسطنطٌنٌة ,فلنعم األمٌر
أمٌرها ,ولنعم الجٌش ذلن الجٌش" ,وٌكفً أهل السنة رفعة وفخرا أن المائد دمحما الفاتح خرج
منهم ,ومن لبل الفاتح من سبلطٌن األمة وفاتحٌها السلطان المجاهد الشهٌد نور الدٌن زنكً،
والسلطان المجاهد صالح الدٌن األٌوبً ,والملن المظفر لطز ,ومن المتأخرٌن المجاهد عمر
المختار أحد أعبلم وأتباع الحركة السنوسٌة ,والعبلمة المجاهد بدٌع الزمان النورسً,
والبطل عبد المادر الجزائري.
ورحم هللا اإلمام العبلمة عبد هللا بن علوي الحداد حٌث لال( :اعلم أن مذهب األشاعرة فً
االعتماد هو ما كان علٌه جماهٌر أمة اإلسبلم علماؤها ودهماؤها ,إذ المنتسبون إلٌهم
مر األٌام والسنٌن ,وهم أئمة علم
والسالكون طرٌمهم كانوا أئمة أهل العلوم لاطبة على ّ
التوحٌد والكبلم والتفسٌر والمراءة والفمه وأصوله والحدٌث وفنونه والتصوف واللغة
والتارٌخ)(.)1
ٔ .نٌل المرام شرح عمٌدة اإلسبلم ,ص .8انظر هذا المبحث :أهل السنة األشاعرة شهادة علماء األمة وأدلتهم ,صٖٗ.
ٕ8