Professional Documents
Culture Documents
إشكالية توزيع السلطة في النظام الدستوري والسياسي المغربي - دراسة في مستجدات دستور 2011
إشكالية توزيع السلطة في النظام الدستوري والسياسي المغربي - دراسة في مستجدات دستور 2011
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ :ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ : 2011ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:
ﺍﻟﻤﺘﺎﻗﻲ ،ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
ﻧﻌﻢ ﻣﺤﻜﻤﺔ:
د .البشري املتاقي
2012 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﻣﺮﺍﻛﺶ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ:
أستاذ ابحث بكلية احلقوق
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ -ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ:
ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ:
جامعة القاضي عياض ،مراكش.
153 - 177 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
576739 ﺭﻗﻢ :MD
ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
IslamicInfo ﻗﻮﺍﻋﺪملخص:
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﻪ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
وأحزاب املعارضة حول ترسيم بنية السلطة ودسرتة آليات توزيعها ...ولقد أسفر الصراع آنذاك ،عن نتائج عميقة
كرسها دستور 6511كإطار قانوين "حسم" يف شكل وبنية السلطة ،من خالل أتكيد مسو املؤسسة امللكية،
وحمورية مكانتها يف النظام السياسي املغريب ،يف حني كانت أحزاب املعارضة تدافع عن توزيع للسلطة يؤدي إىل
351
إشكالية توزيع السلطة يف النظام الدستوري والسياسي
ملخص:
عرف املغرب منذ بداية عهد االستقالل ( )6591صراعا حادا بني األطراف السياسية ،املؤسسة امللكية
وأحزاب املعارضة حول ترسيم بنية السلطة ودسرتة آليات توزيعها ...ولقد أسفر الصراع آنذاك ،عن نتائج عميقة
كرسها دستور 6511كإطار قانوين "حسم" يف شكل وبنية السلطة ،من خالل أتكيد مسو املؤسسة امللكية،
وحمورية مكانتها يف النظام السياسي املغريب ،يف حني كانت أحزاب املعارضة تدافع عن توزيع للسلطة يؤدي إىل
351
انطلقنا يف هذه الدراسة من أن املؤسسة امللكية مبشروعياهتا املتعددة ،وهيمنتها على اجملال السياسي،
استطاعت أن تستأثر ابلسلطة التأسيسية ،وابلتايل فرض تصورها لتوزيع السلطة ،وأتويلها اخلاص ملفهوم فصل
السلط.
وهبذا فإن التعديالت الدستورية ،جاءت بتحويرات غري عميقة ،مل يتم من خالهلا املس ببنية وجوهر
السلطة كما مت رمسها أول مرة ،وإذا كان الدستور اجلديد لـ 1166حتدث عن فصل للسلط كأحد املقومات
األساسية لدستور دميقراطي ،وحاول توسيع صالحيات احلكومة والربملان ،وأتهيل السلطة القضائية ،فما هي
حدود وحظوظ تطبيقه يف جانب املمارسة املؤسساتية يف ظل أتويل النص الدستوري الذي رافق جل الواثئق
الدستورية السابقة؟
مقدمة:
تعترب قضية دسرتة توزيع السلط الرهان الذي حتكم يف تطور املسار الدستوري يف املغرب وذلك بناءا على
طبيعة عالقة التجاذب بني أطراف احلقل السياسي املغريب ،فاملؤسسة امللكية املسنودة بعديد املشروعيات ساعدهتا
لكي خترج ابصمة رؤيتها للسلطة واحلكم منذ بداية االستقالل ،مقابل أحزاب احلركة الوطنية ،ومشروعيتها
النضالية ،وعدم بناء أرضية مشرتكة ملواقفها ،جعلها يف موقف مل تستطع من خالله فرض تصورها ملسألة السلطة
وطريقة توزيعها.
تعترب إذن هذه امليزة التفوقية للمؤسسة امللكية من جهة ،وعدم بناء تصور منسجم وواضح من طرف
أحزاب احلركة الوطنية من جهة اثنية أحد اآلليات األساسية اليت أخرجت لنا تلك "الوصفة" الدستورية اليت ترمجها
دستور 7دجنرب 6511كإطار قانوين حسم يف شكل وبنية السلطة .ولقد جاء هذا الدستور املؤسس يف سياق
متيز ابلتقاطب بني أحزاب احلركة الوطنية واملؤسسة امللكية ،وذلك الختالف تصوراهتم حول مسألة السلطة
351
وتوزيعها ،إذ كالمها محل تصورا خاصا لآلليات املفصلية هلذا التوزيع ،ونقصد السلطة التأسيسية ،السيادة التمثيلية،
وفصل السلطات ،ففي الوقت الذي كانت فيه أحزاب احلركة الوطنية تدافع عن توزيع للسلطة ،يؤدي إىل ملكية
برملانية ،فإن املؤسسة امللكية يف املقابل أرادت أن حتتفظ هلا بدور املركز واحملور يف النظام السياسي املغريب ،وابلرغم
من استناد كل طرف يف دفاعه عن تصوره أو حماولة فرضه ملوارده من املشروعية تعزز جانبه ،فإن املؤسسة امللكية
مبشروعياهتا املتعددة ،وهيمنتها على اجملالس السياسي استطاعت يف النهاية أن تستأثر ابلسلطة التأسيسية األصلية،
وابلتايل فرض تصورها لتوزيع السلطة من خالل الوثيقة الدستورية لـ .6511واليت شكلت أول وثيقة مكتوبة،
ورغم التعديالت الدستورية الالحقة خصوصا خالل عقد التسعينات (دستوري 6551و ،)6551فإهنا جاءت
بتحويرات غري عميقة مل يتم من خالهلا املس ببنية وجوهر السلطة كما مت رمسها أول مرة ،وهنا جيدر بنا طرح
التساؤل حول مستجدات دستور ،1166وهل أحدث هذا الدستور حتوال جديدا يف فلسفة السلطة وطريقة
توزيعها؟ وهل أثرت التحوالت السياسية ،والسياقات املغايرة للتعديالت الدستورية السابقة على عملية التعديل أو
اإلصالح الذي تضمنه دستور . 1166وهل أسس هذا األخري لفصل السلط ،كأحد املقومات األساسية
للدستور الدميقراطي؟ ،علما أنه ألول مرة يف اتريخ الدستورانية املغربية يتم التنصيص على هذا املبدأ األساسي (.)1
ننطلق يف اإلجابة عن التساؤالت السالفة من فرضية أساسية مفادها أن ،التعديل الدستوري األخري حاول
رسم توزيع جديد للسلطة لكن دون أن خيرج عن الفلسفة املؤطرة جلميع التعديالت الدستورية السابقة من خالل
عدم املس ببنية وجوهر السلطة وهذا ما سنتناوله يف منت هذه الدراسة.
( )1انظر :الفقـرة الثانيـة مـن الفصـل األول مـن البـاب األول مـن دسـتور 1166والـيت تـنص علـى مـا يلـي" :يقـوم النظـام الدسـتوري ابململكـة علـى أسـا
فصل السلط ،وتوزيعها وتعاوهنا ،والدميقراطية املواطنة والتشاركية ،وعلى مبادئ احلكامة اجليدة ،وربط املسؤولية ابحملاسبة".
355
أوال :اإلطار املفاهيمي :حماولة يف التدديد
ارتبطت "نظرية" فصل السلط اترخييا ابسم املفكر الفرنسي مونتسكيو ،كما أن هذا املبدأ جيد أساسه يف
الفلسفة السياسية اليت ظهرت يف القرنني 67و 61خصوصا يف كتاابت "جون لوك" يف "حبث يف احلكومة
املدنية" الصادر سنة ،6151وأكمله مونتسكيو يف كتابه الشهري "روح القوانني" الصادر سنة .6771دراسته
واعترب "مونتسكيو" على صعيد الدولة وجود ثالثة أنواع من السلطة :السلطة التشريعية اليت تسن القوانني،
السلطة املنفذة لألمور املتعلقة حبقوق اإلنسان ،مث السلطة املنفذة لألمور املتعلقة ابلقانون املدين ،وهبذا فإن
من كتابه الشهري "روح القوانني" بني ثالث وظائف /سلط ،التشريعية "مونتسكيو" ميز يف الفصل الساد
والتنفيذية مث القضائية .فإذا اجتمعت السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية يف هيئة واحدة زالت احلرية إذ خيشى
أن تسن نفس اهليئة قوانني جائرة ،ويزول كل شيء إذا مار طرف واحد ،جملس األعيان أو الشعب ذاته ،هذه
وهبذا فقد استنتج مونتسكيو أن التجربة املستمرة تظهر لنا أن كل شخص لديه سلطة مييل إىل إساءة
استعماهلا ،والذهاب هبا إىل حيث توقفها حدود معينة ،فأسا مبدأ فصل السلط يكمن إذن يف "أنه ال جيب
( )1الغزال إمساعيل ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة ،6551 ،9ص.616
( )2أندريه هوريو ،القانون الدستوري واملؤسسات السياسية ،ج ،6األهلية للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،بريوت ،6577 ،ص.79
351
على أي سلطة يف الدولة أن جتمع بني ممارسة وظيفتني للدولة ،وألسباب قوية ال جيب أن جتمع بني أكثر من
وظيفتني" (.)1
وجتدر اإلشارة إىل وجود غاية واحدة اتفق عليها مجيع دعاة مبدأ الفصل بني السلطات ،أال وهي حتقيق
حرية األفراد ومنع احلكام من الطغيان واالستبداد ،فالفكرة األساسية اليت بنيت عليها نظرية مونتسكيو تقول "أبن
كل إنسان يتمتع بسلطة البد أن يسيء استعماهلا إىل أن جيد احلدود اليت توقفه" ( )2ويضيف مونتسكيو يف كتابه
روح القوانني "لكي ال ميكن إساءة استعمال السلطة ،فإنه جيب أن يكون األسا أن السلطة توقف السلطة
إن الغاية األساسية اليت كان "مونتسكيو" يرمي إىل حتقيقها هي احلد من السلطة املطلقة ،والكاملة اليت
كان امللوك يتمتعون هبا يف أوراب الغربية يف عصر النهضة ،وهذه الغاية ميكن حتقيقها مبجرد توزيع السلط على
هيآت متعددة ،حيث تكون كل منها رقيبة على األخرى .إذن كيف توقف السلطة السلطة؟
على هذا األسا فإن نظرية مونتسكيو تعرضت للعديد من االنتقادات والتأويالت.
رغم األمهية اليت حظي هبا مبدأ فصل السلطات ،فإنه تعرض لنقد شديد انصب على طبيعته السياسية،
وهبذا فإن "ألتوسري" تساءل لصاحل من وضع هذا املبدأ ،ومن يستفيد من هذا التوزيع؟ ذلك أن مونتسكيو حاول
إضفاء صبغة الفردية والشخصية على هذه النظرية ،ألهنا تروم الدفاع عن الفئة االجتماعية اليت ينتمي إليها وهي
)1( Troper M., La séparation des pouvoirs et l'histoire constitutionnelle française, LGDJ, Paris, 1980, p.
13.
)2( Leclerq C., Droit constitutionnel et institutions politiques 9éme éd., 1995, p.p. 223, 224.
( )3لقــد بــن مونتســكيو تصــوره صــوص هــذا املوضــوع انطالقــا مــن معاينتــه للنظــام اإلجنليــزي ،ذلــك النظــام الــذي شــهد حتــول امللكيــة املطلقــة إىل ملكيــة
مقيدة.
351
طبقة النبالء حىت تقوم بدور سياسي يتمثل يف الوقوف بني امللك والشعب كعامل للتوازن االجتماعي ،وهبذا
ولقد حاول "شارل ايزمنان" يف دراسة حول مبدأ فصل السلط التوصل إىل كون الفصل الصارم ال يوجد
عند مونتسكيو ،وهو ليس إال منوذجا خياليا ختيله حقوقيو القرن .65وهبذا فإن مونتسكيو مل يتحدث عن فصل
مطلق للسلط ،فاملقصود هو التعاون والتوازن فيما بينها ،وابلتايل اعترب هذا التعاون ضروري للمحافظة على فصل
نسيب ومتوازن للسلطات ( ، )2أي أن األمر ال يتعلق بفصل للسلطات بل "بتوزيعها" بطريقة تضمن االحرتام بينها
ويف الواقع فإن مبدأ فصل السلطات كما نظر له مونتسكيو وأفرزته املمارسة السياسية والدستورية ال يعين
الفصل املطلق بني السلطات ابملعن الذي يفيد وجود وظائف حمددة للدولة ،حبيث يقوم أبداء كل وظيفة على
حدة جهاز مستقل عن ابقي األجهزة ،وذلك يف فصل اتم بني الوظائف واألجهزة اليت تقوم هبا .فهذا يبقى جمرد
فرض نظري ،وال عالقة له بواقع املمارسة ،إذ أن الفصل الوظيفي الذي يؤدي إىل ختصص األجهزة ال يتناىف مع
استئثار كل جهاز بوظيفة خاصة ،بغية التوصل يف النهاية إىل التوازن املنشود يف النظام السياسي ،أي أن فصل
السلط يف روحه وفلسفته ليس إال التوزيع للسلطة املؤدي إىل التوازن يف أجهزهتا.
هذا املفهوم ملبدأ فصل السلط أملته الرغبة امللحة يف حماولة التوفيق بني احلرية والسلطة ،وضمان سري
النظام السياسي كمحددات أساسية .لكن مبدأ فصل السلط له حمددات أخرى يف احلقل الدستوري املغريب،
وعلى أسا هذه احملددات كان موضوعا لعدة أتويالت خمتلفة وأحياان متباينة.
)1( Voir: Leclerq C., Droit constitutionnel et institutions politiques, op. cit., p. 223.
)2( Voir: Althuser L., Montesquieu, la politique et l'histoire, PUF, 1981, p. 98 et s.
351
ثانيا :حمددات توزيع السلطة يف سريورة الدسرتة
إذا أتملنا التأويالت السالفة لفصل السلط يف احلقل الدستوري الغريب ،سنجد أن معظمها تغدو وتروح
بني حمددين أساسني مها :السلطة واحلرية ،فتارة يرتكز التأويل على السلطة فيعطي األولوية للوحدة ،وطورا يرتكز
وإذا كان مبدأ فصل السلط مل حيظ بنفس املضمون يف منبته األصلي فإن األمر سيزداد تعقيدا وتشابكا
كلما تعلق األمر مبحاولة استنباته يف تربة غري تربته ،ويف مناخ وبيئة وثقافة سياسية مغايرة ،كما هو حال احلقل
الدستوري املغريب ،حيث أن املفاهيم الدستورية الغربية اليت دخلت احلقل السياسي املغريب رمسيا مع وضع دستور
6511مل جتده "أرضا مواات" ،إذ كانت هناك سلطة هلا مفهوم مغاير ،وإذا اعتربان الدستور مبفهومه املادي وليس
الشكلي ،الذي شكل ابإلضافة إىل ما هو مكتوب ،األعراف والتقاليد أيضا ،فإن املغرب يكون قد عرف قواعد
فإذا كان القانون الدستوري يف منبته الغريب حاول التوفيق بني موضوع احلرية والسلطة ابعتماد آلية فصل
السلط ،وذلك يف إطار فضاء سياسي يقوم على التعددية واألكثرية عوض اإلمجاع ،فإن الفضاء السياسي املغريب
حتكم فيه هاجس التوفيق بني اإلمجاع والتعددية ،ومؤسساتيا حماولة التوفيق بني نظام ملكية أصيلة حاكمة ،ونظام
برملاين معاصر.
إنه ابإلضافة إىل هذه االزدواجية يف املرجعيات ،فإن احلقل السياسي الدستوري املغريب سيشهد منذ إعالن
االستقالل صراعا حادا بني فاعلني رئيسيني ،مها أحزاب احلركة الوطنية واملؤسسة امللكية ،حيث حاول كل منهما
فرض تصوره لطبيعة النظام السياسي حماوال االستئثار ابلسلطة إىل جانب املؤسسة امللكية من خالل دفاعها عن
351
مكانتها املركزية واحملورية يف النظام السياسي ،وابلتايل سعيها إىل احلفاظ عن نفسها كملكية حاكمة حتتل دستورا
صدارة النظام السياسي ،وأحزاب احلركة الوطنية من خالل دفاعها عن مؤسسات قوية ومستقلة (حكومة وبرملان).
ال شك أن سياسة التعديالت الدستورية تصب يف مشروع تصور متكامل استلزم ،كما يالحظ ،إعدادا
كبريا عبئت له إمكانيات الدولة املعنوية واملادية قصد أتمني "االنتقال" أو "التحول" ضمن االستمرار وجتاوز
ومن هنا ميكن القول أن الدستور املغريب منذ دستور 6511حيتوي على نواة "أصلية" أو "قوانني
جوهرية" ( )2ال ميكن أن تكون حمل أي تعديل أو مسا ابعتبارها ترتبط بشكل احلكم التقليدي وبطبيعته الدينية
فأهم عنصر ميكن أخذه كمعيار على مدى االستمرارية والتغيري هي عمق التعديالت اليت تلحق السلطة
امللكية " ،"Pouvoir Royalمن تقوية أو دعم ،أو تقليص أو تقييد ...وتكييف ومالئمة .فوضع هذه
املؤسسة يعترب مؤشرا على منحى التغريات واجتاه سريها ( .)3لذا يعترب الفقهاء موضوع فصل السلط هو معيار
إن كل الدساتري يف املغرب تبني أن "وحدوية" السلطة مفتاح النظام الدستوري يف املغرب ،هذه الوحدة ال
يضمنها مسو الوثيقة الدستورية بقدر ما تضمنها احلكمة القائلة أن "أولوية وأسبقية هيئة ممارسة خري من مسو
( )1أمحد بوجداد ،امللكية والتنـاوب :مقاربـة إلسـرتاتيجية حتـديث الدولـة وإعـادة إنتـاج النظـام السياسـي ابملغـرب ،مطبعـة النجـاح اجلديـدة ،الطبعـة األوىل،
الدار البيضاء ،1111 ،ص.71
2
) ( Cubertafond B., Le système politique marocain, l'Harmattan, Paris, 1997, p. 65.
( )3أمحد بوجداد ،امللكية والتناوب ،مرجع سابق ،ص.75
)4( Menouni A., "Constitution et séparation des pouvoirs", In: tente année de vie constitutionnelle au
Maroc, LEDJ, Paris, 1993, p. 175.
311
الوثيقة الدستورية ،هذه األولوية ال ميكن أن تعطى إال إىل املؤسسة اليت تستفيد من مشروعيات متعددة ،دينية،
فالنص الدستوري ال أييت إال ليؤسس احلوار بني امللك والشعب ويعطيه آفاقا أبعد كما مينح إطارا صلبا
جلمع مشل األمة وتوحيدها وأتطريها ،فالقيادة واملسؤولية يتزاوجان يف هذه احلالة ،فلهذا رفض امللك دائما فصل
السلطة على مستواه ( ،)2حيث أن تفويضه لبعض االختصاصات لفائدة الربملان واحلكومة ال يعين تفويتها،
ولذلك يبقى لصاحب السلطة األصلية حق توزيعها ،ومراقبة ممارستها حيث ورد يف خطاب املرحوم احلسن الثاين
مبناسبة افتتاح الدورة األوىل جمللس النواب يف أكتوبر " :6571وهكذا يتحقق ما قلت لكم دائما كجهاز تشريعي
أو تنفيذي ،إن فصل السلط ضروري وواجب ،ولكن ال جيب أن يفهم يف املستوى األعلى للمسؤولية" (.)3
واعتمادا على هذا الفهم حلياة املؤسسات عمل امللك منذ 6511مؤكدا الطبيعة اخلاصة للسلطة امللكية.
ووحدهتا وعدم إمكانية اختزاهلا يف جمرد سلطة ممارسة " "Autoritéتقارن بباقي املؤسسات ،ومتحداث حول نظام
أعضاء جملس النواب قائال أبن الدستور ال يعطيهم سلطة " "Pouvoirوإمنا حيملهم تكاليف ويعطيهم التزامات
" .)4( "Des obligationsفامللك هو الذي له وحده حتديد آفاق وجماالت التطور والتقدم الدستوري ،حيث
نعتقد أنه مادام امللك سابقا عن الدستور فإنه ال يقيد سلطته ألن امللك يستمد سلطته من هللا والرسول ( .)5ففي
)1( Menouni A., "Constitution et séparation des pouvoirs", op. cit., p. 180.
( )2أمحد بوجداد ،امللكية والتناوب ،مرجع سابق ،ص.11
( )3اخلطب امللكية أمام الربملان ،1111-6591 ،منشور صادر عن جملس النواب ،عدد ،7سنة ،1111ص.71
)4( Menouni A., "Constitution et séparation des pouvoirs", op. cit., p. 181.
)5( Tozy M., "le Commandeur des Croyants", In: Edification d'un Etat modern, le Maroc de Hassam II,
Albin Michel, 1986, p. 65.
313
ثالثا :مطلب اجلمعية التأسيسية كمدخل لتوزيع السلطة
()1
إال أن مطلب انتخاب مجعية أتسيسية أصلية رغم تعاقب مخسة دساتري يف احلياة السياسية املغربية
كشعار رافق مطالب احلركة االحتجاجية ،وردده كذلك بعض الفاعلني السياسيني احملسوبني على املعارضة ،وهو
مطلب اترخيي أاثر نقاشا واسعا بني من يطالب ابلتعجيل بوضع الدستور أا كانت الطريقة اليت يتم إعداد
الدستور هبا ،وبني من ينادي إبعطاء األولوية للهيئة اليت ستتكفل بوضع الدستور.
ذلك أن احلديث عن وضع الدستور وكيفية وضعه ،حديث عن مفهوم الدميقراطية وآفاق تطوره وأتصله،
بيد أن التالزم بني فكرة الدستور ،ومشروع الدميقراطية يستلزم التساؤل عن مصدر السلطة وأصل امتالكها .فالذي
يستحوذ على السلطة مبعناها الشامل يتحكم يف إنشاء الدستور ويوجه دينامية صياغته ( .)2فكيف جتسدت هذه
املطالب وما الغاية من إعالهنا يف سياق الرجة السياسية الداخلية واحلراك االجتماعي العريب الذي قاد إىل تنحي
شكل هذا املطلب أول امتحان يف مسار دسرتة احلياة السياسية املغربية بعد االستقالل ،حيث شكل يف
العمق صراعا حول السيادة وحتديد اهليأة املختصة يف إعداد ووضع الدستور حيث ذهبت أغلب الكتاابت اليت
تناولت هذه الفرتة من احلياة السياسية املغربية إىل أن النقاش حول مسألة السلطة التأسيسية ،ومالك السيادة من
311
أهم النقاشات اليت عرفتها بداية االستقالل .وهو نقاش مل يكن أكادمييا ،بل كان يعكس خالفا سياسيا حول
أسس املشروعية ( )1والدعائم اإليديولوجية للنظام السياسي وحتديد أمسى سلطة فيه.
فإن ما كانت هتدف إليه أحزاب احلركة الوطنية ،من خالل تركيزها على مطلب اجلمعية التأسيسية هو
احلرص على انتزاعها مشروعية الفعل التأسيسي أو الولوج إىل الفضاء التأسيسي للسلطة والذي ظل أحد متمنيات
أحزاب املعارضة ،ولعل هذا ما جسدته مضامني املذكرات اليت وجهتها للملك خالل عقد التسعينات .هلذا فقد
شكلت السلطة التأسيسية " "Assemblée Constituanteأعقد القضاا وأكثرها إاثرة للجدل واالختالف
يف هذه اللحظة اعتربت املؤسسة امللكية أن مسألة وضع الدستور ال جيب أن متس حموريتها ومسوها ،بل
أكثر من ذلك ترى أن انفرادها بوضع الدستور ال يتناىف ومبدأ املشروعية ،يف حني أن أحزاب احلركة الوطنية أحلت
على ضرورة انتخاب مجعية أتسيسية تقوم بوضع مشروع الدستور ،ألن هذه املسطرة هي وحدها املعربة عن
وإذا كان الدستور ال يشكل عمال تقنيا فقط بل إنه يعد فعال سياسيا ،ورهاان حيكمه تباين األسس
الفلسفية واملصاحل املوجهة لكل طرف ،وهبذا فإن اإلمجاع حول ضرورة ختصيص البالد بدستور يضع حدا لتداخل
( )1وذلك بني أنصار السيادة الوطنية الداعني لوضع الدستور من طرف مجعية أتسيسية منتخبة ودعاة السيادة امللكية املدافعني عن وضع امللك الدستور
وامتالكه السيادة الوطنية ،انظر :حممد معتصم ،احليـاة السياسـية املغربيـة ،6556-6511مؤسسـة إيـزيس للنشـر ،طبعـة أوىل ،الـدار البيضـاء ،مـاي
،6551ص.61
( )2للمزيــد يف هــذا اإلطــار ،أنظــر :مصــطفى قلــوش ،املبــادئ العامــة للقــانون الدســتوري ،الطبعــة الرابعــة ،ال ـراب ،ص ص 617و .675وحممــد مــدين،
القانون الدستوري :املفاهيم األساسية ،طبعة أوىل ،ص 11وما بعدها.
311
السلط واالختصاصات واملمارسات الدستورية العرفية بشكل عام ،مل يكن يصاحبه نفس االتفاق حول الطريقة،
اليت سيتم من خالهلا وضع الدستور وال حىت حمتواه الحقا (.)1
بناء على هذه الرهاانت تباينت املواقف بني من يطالب ابلتعجيل بدسرتة احلياة السياسية املغربية بغض
النظر عن الطريقة اليت سيتم إعداد الدستور هبا ،وبني مطالب ابلرتكيز على اهليئة اليت ستتكفل بوضع الدستور،
وجتدر اإلشارة هنا إىل أنه رغم احلسم يف وضع الدستور من طرف املرحوم امللك احلسن الثاين ،وما تلى ذلك من
تعديالت ،فإن هذا املطلب رددته كما سبقت اإلشارة إىل ذلك بعض التيارات املعارضة معتربة يف تصورها ،أنه ال
لقد شكل استفراد امللك صاحب السلطة التأسيسية األصلية ،وكذلك الفرعية اخلاصة مببادرة التعديل
وهبندسة الدستور أحد جتليات السيادة ،خاصة وأن دستور 6551توج بشبه إمجاع عليه ،وعلى بنية السلطة كما
هي مرسومة منذ دستور ،6511علما أن املطلب امللح ملشروع اإلصالح الدستوري مل يكتمل من خالل عدم
االستجابة جلل مطالب الكتلة .ومن هذه الزاوية بقيت مسألة التعديل الدستوري مطلبا مشروعا وملحا ،وهنا كان
طبيعيا أن حتمل شعار اإلصالح الدستوري بعض مجعيات اجملتمع املدين بعدما عرف هذا املطلب فتورا لدى
إال أن املتأمل يف السياق الذي جاء فيه دستور 1166فإنه سيالحظ أنه سباق خمالف لكل املراحل اليت
عرفتها ابقي التعديالت الدستورية ،كان أبرزها احلراك اجملتمعي والعريب .وهنا نطرح التساؤل ،حول الرهاانت اليت
أفرزت لنا طريقة ومضمون هذه الوثيقة الدستورية ،واليت وصفت ابملؤسسة ملرحلة انتقالية جديدة؟
)1( Voir: Baudahrain A., Elément de droit public marocain, l'Harmattan, Paris, 1994, p. 12.
311
.1مغربة صياغة الدستور ،االستفتاء وجتديد املشروعية:
كان جملموعة من العوامل املتالحقة ،سواء يف بعدها اإلقليمي الدويل أو احمللي دور يف جمموع التحوالت
اليت ستعرفها احلياة السياسية ابملغرب ،توزعت بني ضغو مجاهريية واجتماعية واقتصادية وسياسية ،وما بني
استعدادات وتوجه للحكم ،حركته الرسائل اليت أطلقتها هذه التحدات ،جعل السلطة تدرك أن مفتاح جتاوز
األزمة يكمن يف احللول السياسية والدستورية ،ومن مت أقدم امللك ويف إطار مسلسل اإلصالح املعلن عنه منذ توليه
احلكم على مبادرة التعديل الدستوري من خالل تشكيل جلنة ملكية لذلك ،كلفت منذ البداية ابالستماع
وتسجيل مجيع مقرتحات األحزاب السياسية ،واجملتمع املدين صوص مسألة السلطة وتوزيعها يف مشرع دستور
.1166
ولقد عكست هذه املسطرة تقنية جديدة ،يف التواصل بني األحزاب واملؤسسة امللكية ،علما أن أسلوب
التواصل الذي أطر التعديالت الدستورية لعقد التسعينات وهو أسلوب املذكرات ( ،)1وكذلك طريقة املشاورات
الشفوية اليت اعتمدها امللك ابستقباله لزعماء األحزاب السياسية ،وغري املباشرة بواسطة مبعوث خاص للملك.
ولقد اعترب العديد من الباحثني أن هذا األسلوب يعترب قفزا واضحا على الشرعية الدستورية ،وهتميشا
مضطردا للنص الدستوري املكتوب ،ذلك أن تفضيل طرق الباب السياسي عوض الدستوري يشكل هتديدا
النص الدستوري املكتوب ،وإغناءا لألعراف الدستورية املتنامية ،واالثنني معا يعربان عن أزمة القانون إلفال
الدستوري (.)2
( )1مت تقــد 1م ــذكرات :األوىل بت ــاريخ 5أكت ــوبر 6556م ــن ط ــرف ح ــزب االســتقالل وح ــزب االحت ــاد االش ـرتاكي للق ـوات الش ــعبية والثاني ــة يف ن ــونرب
6551مــن قبــل أح ـزاب االســتقالل ،االحتــاد اال ش ـرتاكي للق ـوات الشــعبية ،التقــدم واالش ـرتاكية ،منظمــة العمــل الــدميقراطي الشــعيب ،االحتــاد الــوطين
للقوات الشعبية ،والثالثة بتاريخ 11أبريل 6551من طرف أحزاب الكتلة.
( )2انظـر :احلجيــوي جنيـب ،مســو املؤسسـة امللكيــة :دراسـة قانونيــة ،أطروحــة لنيـل الــدكتوراه يف احلقـوق ،كليــة احلقـوق أكــدال ،الـراب ،1116-1111 ،
ص.167
315
إذن فهذه املهمة اإلسرتاتيجية واخلاصة ابلتعديل الدستوري أضحت من اختصاص امللك الذي جلأ إىل
اخلربة العلمية لرجال القانون الدستوري خاصة الفرنسيني ( )1ابلنسبة للدساتري السابقة وكذا املغاربة ابلنسبة لدستور
، 1166وهذا ما يزكي بعض الطرح الذي ذهب إىل كون ال أحد يشك يف كون كلمة ،سطر ،وحىت فاصلة يف
نص الدستور ومنذ 6511من عمل امللك .فبمساعدة خرباء من اختياره فإن الكل يكتب ويعيد كتابة الدستور
( .)2إذ أن املسار التقين للنص الدستوري بقي من احتكار امللك وجماال حمفوظا له ،ورغم االختالف البسيط يف
تقنيات التواصل السياسي بني املؤسسة امللكية وابقي الفاعلني فإنه ال ميكن التأثري بشكل مباشر يف مضمون
التعديل الدستوري .وهبذا فإن استبعاد اجلمعية التأسيسية منذ البداية ،وانفراد امللك بوضع الدستور عكس
استمرارية حمورية املؤسسة امللكية يف هرم وبنية السلطة وابلتايل فإن مطلب اجلمعية التأسيسية الذي رفع كشعار مل
يكن شكليا وبريئا ،بل كان خيفي من ورائه مطمحا واضحا للنيل من سلطات امللك وتقليصها إىل دور شريف أو
وإذا كان بعض البحث ،يعترب أن طريقة التعديل تعرب عن أزمة القانون الدستوري ،فإن مبادرة امللك تكمن
مرجعيتها القانونية يف الفصل 611من الدستور والذي ينص على أنه "للملك وجمللس النواب وجمللس املستشارين
حق اختاذ املبادرة قصد مراجعة الدستور" .و"للملك أن يستفيت شعبه مباشرة يف شأن املشروع الذي يستهدف به
مراجعة الدستور".
عززت املؤسسة امللكية هذه املبادرة طاب 5مار الذي رسم املعامل العامة ملسار التعديل الذي أشرفت
عليه جلنة مغربية للعمل يف إطار تشاركى مع املقرتحات املقدمة من طرف اهليئات املدنية والسياسية.
( )1وذلك مـن أمثـال ،G. Vedel ،M. Duverger ،M. Rossetومبسـاعدة رجـال القـانون املغربـة :املستشـار امللكـي إدريـس السـالوي ،واألمـني
العام السابق للحكومة عبد الصادق ربيع ،واملستشار امللكي حممد معتصم ،ووزير الداخلية السابق إدريس البصري.
2
) ( Cubertafond B., Le système politique marocain, op. cit., p. 56.
311
ويف إطار املادة 611من دستور ،6551ويف نقطته اخلاصة ابالستفتاء ،وجه امللك خطااب بتاريخ 67
يونيو ،شرح من خالله اهلندسة العامة ملشروع دستور 1166وكذا دعائم هذا املشروع الذي ضم 611فصال
بدل 611فصل يف دستور ، 6551حيث أكد اخلطاب يف هذا اإلطار على جتديد العهد املشرتك بني املؤسسة
امللكية والشعب ،مبا يفيد أبن التصويت لصاحل الدستور هو جتديد للبيعة والتعاقد .وجتديد للمشروعية امللكية
املرتكزة على عديد من املقومات الدينية والتارخيية واحلضارية ( .)1وهو ما اعتربه بعض الباحثني بكون األجواء اليت
مر فيها استفتاء فاتح يوليوز 1166جعلت منه استفتاءا للتزكية بكل املقاييس ،حيث حتولت االستشارة الشعبية
من االستشارة حول نص تنظيم العالقات بني السلط ،وبني احلاكمني واحملكومني إىل تصويت ثقة ( ،)2ولقد
جاءت نتائج االستفتاء حسب اجمللس الدستوري مؤيدة ملشروع دستور 1166بنسبة %51.77من املصوتني،
وهو ما ميكن اعتباره جتديد للمشروعية أو جتديد يف إطار االستمرارية ،من خالل التجربة املغربية اليت لفتت اهتمام
أعاد دستور 1166ترسيم جمموعة من السلطات والصالحيات اخلاصة ابملؤسسة امللكية وتكريس مسوها
مما يفيد أن فرضية امللكية الربملانية اليت تناولتها بعض املذكرات الدستورية مل ترتجم بنص الوثيقة الدستورية رغم
التنصيص عليها يف الفصل األول من الباب األول اخلاص ابألحكام العامة الذي نص على أن "نظام احلكم
( )1انظــر :حممــد مــدين" ،الدســتور اجلديــد :تركيــز الســلطة وضــعف الضــماانت" ،ضــمن :الدســتور اجلديــد ووهــم التغيــري ،دفــاتر وجهــة نظــر ،17 ،الطبعــة
األوىل ،1166 ،ص.19
( )2حيث جاء يف خطـاب جاللـة امللـك ل ـ 67يونيـو " :1166شـعيب العزيـز أخاطبـك اليـوم ،لنجـدد العهـد املشـرتك بيننـا بدسـتور جديـد ،يشـكل حتـوال
اترخييــا حامســا ،يف مســار اســتكمال بنــاء دولــة احلقــوق واملؤسســات الدميقراطيــة ،"...نــص اخلطــاب امللكــي ل ـ 67يونيــو ،1166ضــمن :سلســلة
نصوص وواثئق ،6دار الفكر العريب للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،1166ص.9
311
وحسب دستور 1166فإننا نالحظ إعادة ترتيب لسلطات امللك منها :جمال حصري وحمفوظ واملستمد
من اجملال الديين (الفصل ،) 76مث اجملال الدستوري الذي تتفاعل يف إطاره املؤسسة امللكية مع ابقي املؤسسات
فاجملال األول (الفصل )76اخلاص إبمارة املؤمنني ،يعترب من خالله امللك حامي محى امللة والدين
والضامن حلرية ممارسة الشعائر الدينية ،وهو من يتوىل رائسة اجمللس العلمي األعلى ،وميار هذه الصالحية
مبقتضى ظهائر ،واليت مل تنعث ابلشريفة وهو حيلينا على الفصل 71الذي مل يتضمن صفة القداسة لشخص امللك
( ،)1أي أن دستور 1166حاول التخفيف من جانب التقليد يف النظام السياسي املغريب دون أن ميس جبوهره،
فاملشروعية الدينية والتارخيية للمؤسسة امللكية ،إضافة إىل سلطة التأويل اليت ميارسها امللك منذ دسرتة احلياة
السياسية املغربية تعزز هذه املكانة ،وابلتايل فحقل املمارسة يفسر لنا هذه املكانة أكثر من االقتصار على منطوق
النص الدستوري .ولعلنا نتذكر تدخ ل امللك الراحل احلسن الثاين كأمري للمؤمنني يف خطاب دورة أكتوبر 6516
أمام غياب نص صريح خيوله مواجهة حالة انسحاب املعارضة االحتادية من الربملان يف أكتوبر ،6516مستندا يف
ذلك على صفته كأمري املؤمنني خماطبا "إذا كان امللك الدستوري ال ميكنه أن ينظر يف األمر ،فأمري املؤمنني مبوجب
ومبقتضى الفصل ،71فإن امللك يتمتع مبجموعة من الصالحيات الدستورية كرئيس للدولة وممثلها
األمسى ،ورمز وحدة األمة وضامن دوام الدولة واستمرارها واحلكم األمسى بني مؤسساهتا؛ وامللك من يسهر على
احرتام الدستور ،وحسن سري املؤسسات الدستورية ،وعلى صيانة االختيار الدميقراطي ،وحقوق وحرات املواطنني
( )1ينص الفصل 71على أن "شخص امللك ال تنتهك حرمته ،وللملك واجب التوقري واالحرتام".
( )2تدخل جاللة امللك أثناء افتتاح دورة أكتوبر ،6516انبعاث أمة ،6516 ،ص.11
311
إذ أن دستور 1166أعطى للمؤسسة امللكية جمموعة من الصالحيات ،على غرار الدساتري السابقة،
وبتأويل هذه االختصا صات كما كان من قبل سيعيد إنتاج بنية وجوهر السلطة ولعل الوقوف على عبارة املمثل
األمسى فإهنا ،جتعل امللك فوق مجيع املؤسسات .هبذا هناك من اعترب الفصالن 76و" 71كأداة إسرتاتيجية بني
يدي امللك من أجل ممارسة اختصاصات واسعة قد تؤول يف هذا االجتاه" (.)1
ورغم حماولة املشرع الدستوري املغريب حتجيم "اجملال الضمين" لفائدة اجملال الصريح يف دستور ،1166إال
أن اجملال األول ال يزال خييم بظالل كثيفة على الوثيقة الدستورية اجلديدة وهو يدل على أن روح الفصل 65يف
الدساتري السابقة ال تزال حاضرة بقوة يف ثناا دستور .)2( 1166وإذا كانت املؤسسة امللكية تتبوأ مكانة مركزية
جتسدها وحدودية السلطة األمر الذي أكده الفصل 65من الدستور وكرسته املمارسة السياسة والدستورية
املغربية .فإن دستور 1166احتفظ للمؤسسة امللكية ابالختصاصات اليت نصت عليها الدساتري املغربية السابقة
وذلك يف إطار عالقته ابل ربملان واحلكومة ،كمراقب لباقي السلط لكن مع بعض التعديالت الشكلية اليت مل متس
بناء على مظاهر "الربملانية املعقلنة" ليست الوظيفة التشريعية من احتكار الربملان بقدر ما هي ميدان
مقسم ومرتبط أيضا ابلسلطة التنفيذية ( )3اليت أييت امللك على رأسها .إنه التوجه الذي أخذت به الدساتري املغربية
مع بعض التحويرات اجلزئية اليت جاء هبا دستور 1166على أنه مل خيرج عن الفلسفة العامة اليت أطرت توزيع
( )1عمر بندورو" ،العالقات بني السلط :فصل أم خلط يف السلط؟" ،منشورات دفاتر وجهة نظر ،17 ،الطبعة األوىل ،1166 ،ص.661
( )2انظر :مسري بلمليح" ،رئيس احلكومة ورئيس الدولة يف دستور ،"1166جملة مسالك ،عدد مزدوج 655 ،و ،1161 ،11ص.61
)3( El Massaudi A., "Réflexion sur l'équilibre istitutionnel dans la nouvelle constitution marocaine", In:
l'AAN, 1996, p.p.587, 588.
311
فمبقتضى الفصل 19من دستور 1166يرأ امللك افتتاح الدورة األوىل اليت تبتدئ يوم اجلمعة الثانية
من شهر أكتوبر .وللملك حق املبادرة بتشكيل جلان نيابية لتقصي احلقائق ينا هبا مجع املعلومات املتعلقة بوقائع
معينة ،أو بتدبري املصاحل أو املؤسسات واملقاوالت العمومية ( .)1ويصدر األمر بتنفيذ القانون خالل الثالثني يوما
املوالية إلحالته على احلكومة بعد مصادقة الربملان عليه (الفصل ،)91وله حق حل أحد جملسي الربملان أو
كليهما (الفصل .) 96كما له حق خماطبة األمة والربملان ،ويتلي خطابه أمام كال اجمللسني ،وال ميكن أن يكون
لقد دلت املمارسة الفعلية يف احلياة السياسية املغربية ،أن امللك يعترب صاحب السلطة التنفيذية ،نظرا ملا
خيوله الدستور للمؤسسة امللكية من صالحيات تكر تفوقها ومسوها ،وذلك إبشرافه وتوجيهه للعمل احلكومي،
انطالقا من حق التعيني إىل صالحيته يف إقالة هذه احلكومة مما يدل على مسؤولية هذه األخرية أمامه .إذن فهل
حافظ دستور 1166على تفوق املمارسة امللكية وتكريس نفس بنية السلطة أم أدخل بعض التعديالت اليت من
شأهنا النيل من صالحيات امللك اجتاه احلكومة ،والسعي حنو توزيع جديد للسلطة؟
ابلرجوع إىل املقتضيات الدستورية لـ 1166جند أبن امللك هو الذي يعني رئيس احلكومة من طرف
احلزب السياسي الذي تصدر انتخاابت أعضاء جملس النواب ،كما يعني ابقي الوزراء ابقرتاح من رئيس احلكومة.
ويعد قيد تعيني رئيس احلكومة من احلزب األغليب أحد املستجدات اجلديدة اليت جاء هبا دستور ،1166ورغم
توصيف زعيم احلكومة برئيس احلكومة بدل الوزير األول الذي أخذت به الدساتري السابقة ،فإن تشكيل هذه
احلكومة بقي مرهوان إبرادة امللك ألن عبارة "ويعني أعضاء احلكومة ابقرتاح من رئيسها" تدل على أن االقرتاح هنا
( )1وال جيــوز تكــوين جلــان تقصــي احلقــائق يف وقــائع تكــون موضــوع متابعــات قضــائية ،مــا دامــت هــذه املتابعــات جاريــة ،وتنتهــي مهمــة كــل جلنــة تقص ـي
احلقائق ،سبق تكوينها ،فور فتح حتقيق قضائي يف الوقائع اليت اقتضت تشكيلها .انظر الفصل 17من دستور .1166
311
غري ملزم للملك ،إذ هو سوى جمرد رأي استشاري غري ملزم ،إال أنه من الناحية الشكلية ميكن أن يؤثر على اجملال
اخلاص للملك ،إذا كان رئيس احلكومة يضمن أغلبية مرحية داخل جملس النواب.
إال أن اجلديد الذي جاء به الدستور يف الفقرة الثالثة من الفصل 77وهي مسألة طلب رئيس احلكومة
من امللك إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء احلكومة ،كما أن أحد ميزات الدستور اجليد هو عدم السماح للملك
إبقالة رئيس احلكومة ،مما سيعزز املكانة الدستورية لرئيس احلكومة خاصة وأن هذه األخرية ال تعترب منصبة إال بعد
حصوهلا على ثقة األغلبية املطلقة ألعضاء جملس النواب (الفصل .)11
وهو ما اعتربه البعض أن مزاولة احلكومة ملهامها أصبح مقيدا بوجوب احلصول على ثقة الربملان ابتداءا،
وبدون احلصول على املوافقة الربملانية اليت تقررت ألول مرة يف ظل دستور 6551تكون احلكومة فاقدة ألسا
ورغم حماولة دستور ،1166إعطاء دور لرئيس احلكومة ابعتباره املسؤول عن تدبري الشأن احلكومي،
وبناء على الربانمج االنتخايب الذي حصل من خالله على ثقة الناخبني" ،إال أن الواقع الدستوري يؤكد أن
سلطات رئيس احلكومة يف اجملال التنفيذي ،واقعة حتت سلطة أعلى منها ،ميكن اعتبارها سلطة ضبط ومراقبة
()2
وذلك فيما خيص حق التعيني يف الوظائف املدنية والسامية واليت يلزم رئيس احلكومة بعرضها لعمل احلكومة"
على أنظار اجمللس الوزاري من أجل التداول فيها واملوافقة عليها (.)3
ورغم أن الدستور تضمن إمكانية تفويض امللك لرئيس احلكومة رائسة جملس الوزراء ،فإن ذلك يتم وفق
ضوابط تتمثل يف جدول أعمل حمدد سلفا من طرف امللك (الفصل .)71
( )1قلوش مصطفى ،النظام الدستوري املغريب ،مكتبة دار السالم ،الطبعة الرابعة ،الراب ،6557 ،ص.11
( )2مسري بلمليح ،رئيس الدولة ورئيس احلكومة يف دستور ،1166مرجع سابق.
( )3الفصل 75من دستور .1166
313
خامسا :طبيعة العالقة بني احلكومة والربملان
خضعت طبيعة العالقة بني الربملان واحلكومة يف املغرب ،ملعطيني خمتلفني من جهة خصوصية النظام
السياسي املغريب املتمثلة يف حمورية املؤسسة امللكية ،وغياب فصل للسلط على مستواها ،واقتصارها يف املقابل على
ومن جهة أخرى تبنيه لتقنيات العقلنة الربملانية كما أفرزها دستور اجلمهورية اخلامسة الفرنسية لـ ،6591
واليت يكمن جوهرها يف جعل احلكومة ضابطا وموجها للعمل الربملاين .وإذا كنا حتدثنا عن كون التعديل الدستوري
لـ 1166مل ميس املكانة احملورية للمؤسسة امللكية ،وابلتايل ببنية السلطة يف اجتاه تعزيز مكانة الربملان واحلكومة
اجتاه املؤسسة امللكية ،فهل مس هذا التعديل بتوزيع االختصاصات والوظائف بني اجلهازين يف اجتاه تقوية دور
إن الربملان الذي مينحه الدستور كسلطة تشريعية صالحية التصويت على القانون ،وخيول ألعضاء جملسيه
حق التقدم ابقرتاح القوانني يوجد يف وضعية التبعية على مستوى املسطرة التشريعية ،حيث أن احلكومة حتظى
ابألولوية على الربملان يف خمتلف مراحل التشريع ،وبناءا على الفصل 11من دستور ،1166الذي ينص على
"يضع مكتب كل من جملسي الربملان جدول أعماله ،ويتضمن هذا اجلدول مشاريع القوانني ،ومقرتحات القوانني
إذن ،بناء على هذا النص ،فإن مشاريع القوانني حتتل األولوية على اقرتاحات القوانني داخل جدول
أعمال كل جملس ،وهلذا فإن احلكومة تصبح ذات سيادة يف املبادرة التشريعية ،مما جيعلها تدرج يف جدول أعمال
أي من اجمللسني ما تشاء حسب أولواهتا مما يلغي أو يؤخر على األقل اقرتاحات القوانني املقدمة من طرف
311
النواب واملستشارين ما دام الفصل 11مل يعر أي اهتمام ملسألة ما إذا كان اقرتاح القانون املقدم من انئب أو
مستشار سابق على اتريخ التقد ملشروع احلكومة الذي تطلب له األسبقية.
كما أن الفصل 11يزكي نفس الطرح ،من خالل إعطاءه احلكومة حق االعرتاض على كل تعديل مل
يعرض من قبل على اللجنة اليت يعنيها األمر ،كما ميكن للحكومة إلزام الربملان ابلتصويت ،على نص أبكمله
(التصويت املغلق ،)Le vote bloquéوذلك برفض كل التعديالت املقدمة من طرف النواب .إال أن الدستور
اجلديد خول للربملان حق االعرتاض على هذه املسطرة أبغلبية أعضائه (الفصل .)11
إن دراستنا لطبيعة العالقة بني احلكومة والربملان ال تقف عند حدود املسطرة التشريعية ،بل متتد إىل مسألة
املراقبة .فبناء على الفصل 611الذي ينص على أنه "ختصص ابألسبقية جلسة يف كل أسبوع ألسئلة أعضاء
جملسي الربملان وأجوبة احلكومة .تديل احلكومة جبواهبا خالل 11يوما التالية إلحالة السؤال إليها ."...
ورغم التحديد القانوين للمدة من أجل إجابة احلكومة ،فإن هذه الوسيلة مل تغري من األمر شيئا .يف إطار
تفوق احلكومة ،إذا علمنا أهنا اآللية الوحيدة اليت بقيت بيد الربملان ،واليت ميكن استعماهلا بدون عرقلة قانونية،
فالقطاعات الوزارية ال تلزم ابإلجابة عن األسئلة املوجهة إليها يف الوقت احملدد ،وكذلك طبيعة اإلجابة اليت عادة
ما تشبه مراوغات توضيحية لنقط ال متس جوهر السؤال" ،وقد تصل األمور أحياان إىل عدم اإلجابة" (.)1
أما ابلنسبة للجن التقصي فإن دستور ،1166أكثر تقدما من دستور 6551وذلك بسماحه لثلث
أعضاء جملس النواب وجملس املستشارين (عوض أغلبية الثلثني) بتشكيل جلن تقصي احلقائق ،وكذلك مخس
أعضاء جملس النواب (عوض الربع) بتقد ملتمس الرقابة (الفصل .)619
( )1انظــر :مــالكي احممــد" ،الس ـؤال يف املمارســة الربملانيــة املغربيــة :الفــرتة التش ـريعية ،"6551 -6517ضــمن :التمثيليــة والوســاطة واملشــاركة يف النظــام
السياسي املغريب ،الطبعة األوىل.6557 ،
311
وإذا كان دستور 1166حاول توسيع هامش اشتغال الربملان خاصة ألول مرة يتم التنصيص على
ممارسته للسلطة "ميار الربملان السلطة التشريعية" (الفصل ،)71إال أن مظاهر العقلنة الربملانية ال زالت حاضرة
وأن الربملان ليس سيد نفسه ،األمر الذي يعكس عدم تفعيل مبدأ الفصل بني السلط ،وابلتايل توزيع حقيقي
البيبليوغرافيا:
الكتب:
-هوريو أندريه ،القانون الدستوري واملؤسسات السياسية ،اجلزء األول ،األهلية للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية،
بريوت.6577 ،
-املصدق رقية ،القانون الدستوري واملؤسسات السياسية :النظام السياسي وأنظمة أخرى معاصرة ،اجلزء الثاين،
-الغزال إمساعيل ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،الطبعة ،9
.6551
-بوجداد أمحد ،امللكية والتناوب :مقاربة إلسرتاتيجية حتديث الدولة وإعادة إنتاج النظام السياسي ابملغرب،
-مالكي احممد ،الوجيز يف القانون الدستوري واملؤسسات السياسية ،املطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة األوىل،
مراكش.1116 ،
311
-معتصم حممد ،احلياة السياسية املغربية ،6556-6511مؤسسة إيزيس للنشر ،الطبعة األوىل ،الدار
-قلوش مصطفى ،النظام الدستوري املغريب ،مكتبة دار السالم ،الطبعة الرابعة ،الراب .6557 ،
-قلوش مصطفى ،املبادئ العامة للقانون الدستوري ،الطبعة الرابعة ،الراب .
-احلحيوي جنيب ،مسو املؤسسة امللكية :دراسة قانونية ،أطروحة لنيل الدكتوراه يف احلقوق ،كلية احلقوق،
املقاالت:
-بلمليح مسري" ،رئيس احلكومة ورئيس الدولة يف دستور ،"1166جملة مسالك ،عدد مزدوج،11 ،65 ،
.1161
-بندورو عمر" ،العالقات بني السلط :فصل أم خلط يف السلط؟" ،منشورات دفاتر وجهة نظر ،17 ،الطبعة
األوىل.1166 ،
-مالكي احممد" ،السؤال يف املمارسة الربملانية املغربية :الفرتة التشريعية ،"6551-6517ضمن :التمثيلية
-مدين حممد" ،الدستور اجلديد :تركيز السلطة وضعف الضماانت" ضمن :الدستور اجلديد ووهم التغيري ،دفاتر
315
ندوة،" املقارنة والتأويل: "اإلصالح الدستوري والسياسي يف املغرب، الوزاين عبد املالك، مالكي احممد-
:الوثائق
.6516 ، انبعاث أمة،6516 تدخل جاللة امللك أثناء افتتاح دورة أكتوبر-
.1111 سنة،7 عدد، منشور صادر عن جملس النواب،1111-6591 ، اخلطب امللكية أمام الربملان-
دار الفكر العريب للنشر،6 سلسلة نصوص وواثئق: ضمن،1166 يونيو67 نص اخلطاب امللكي لـ-
- OUVRAGES:
- ARTICLES:
311
- Menouni A., «Constitution et séparation des pouvoirs», In: trente années de
vie constitutionnelle au maroc, LEDJ, Paris, 1993.
- Menouni A., «Le recours à l'article 19, une nouvelle lecture de la constitution
», In: RJPEM, n° 15, septembre 1984.
- Tozy M., «le Commandeur des Croyants », In: Edification d'un Etat
moderne, le Maroc de Hassan II, Albin Michel, 1986.
311