Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫إشكالية توزيع السلطة يف النظام الدستوري والسياسي‬

‫املغربي‪ :‬دراسة يف مستجدات دستور ‪1122‬‬


‫ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺩﺳﺘﻮﺭ ‪2011‬‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ‪ : 2011‬ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺎﻗﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫د‪ .‬البشري املتاقي‬
‫‪2012‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻣﺮﺍﻛﺶ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬‬
‫أستاذ ابحث بكلية احلقوق‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ‬ ‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪153 - 177‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪576739‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪملخص‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﻪ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬

‫‪http://search.mandumah.com/Record/576739‬راف السياسية‪ ،‬املؤسسة امللكية‬


‫عرف املغرب منذ بداية عهد االستقالل (‪ )6591‬صراعا حادا بني األط‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫وأحزاب املعارضة حول ترسيم بنية السلطة ودسرتة آليات توزيعها ‪ ...‬ولقد أسفر الصراع آنذاك‪ ،‬عن نتائج عميقة‬

‫كرسها دستور ‪ 6511‬كإطار قانوين "حسم" يف شكل وبنية السلطة‪ ،‬من خالل أتكيد مسو املؤسسة امللكية‪،‬‬

‫وحمورية مكانتها يف النظام السياسي املغريب‪ ،‬يف حني كانت أحزاب املعارضة تدافع عن توزيع للسلطة يؤدي إىل‬

‫ملكية الربملانية‪ ،‬وتقوية للربملان واحلكومة وتوسيع اختصاصاهتما‪.‬‬

‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫إشكالية توزيع السلطة يف النظام الدستوري والسياسي‬

‫املغربي‪ :‬دراسة يف مستجدات دستور ‪1122‬‬

‫د‪ .‬البشري املتاقي‬

‫أستاذ ابحث بكلية احلقوق‬

‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪.‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫عرف املغرب منذ بداية عهد االستقالل (‪ )6591‬صراعا حادا بني األطراف السياسية‪ ،‬املؤسسة امللكية‬

‫وأحزاب املعارضة حول ترسيم بنية السلطة ودسرتة آليات توزيعها ‪ ...‬ولقد أسفر الصراع آنذاك‪ ،‬عن نتائج عميقة‬

‫كرسها دستور ‪ 6511‬كإطار قانوين "حسم" يف شكل وبنية السلطة‪ ،‬من خالل أتكيد مسو املؤسسة امللكية‪،‬‬

‫وحمورية مكانتها يف النظام السياسي املغريب‪ ،‬يف حني كانت أحزاب املعارضة تدافع عن توزيع للسلطة يؤدي إىل‬

‫ملكية الربملانية‪ ،‬وتقوية للربملان واحلكومة وتوسيع اختصاصاهتما‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫انطلقنا يف هذه الدراسة من أن املؤسسة امللكية مبشروعياهتا املتعددة‪ ،‬وهيمنتها على اجملال السياسي‪،‬‬

‫استطاعت أن تستأثر ابلسلطة التأسيسية‪ ،‬وابلتايل فرض تصورها لتوزيع السلطة‪ ،‬وأتويلها اخلاص ملفهوم فصل‬

‫السلط‪.‬‬

‫وهبذا فإن التعديالت الدستورية‪ ،‬جاءت بتحويرات غري عميقة‪ ،‬مل يتم من خالهلا املس ببنية وجوهر‬

‫السلطة كما مت رمسها أول مرة‪ ،‬وإذا كان الدستور اجلديد لـ ‪ 1166‬حتدث عن فصل للسلط كأحد املقومات‬

‫األساسية لدستور دميقراطي‪ ،‬وحاول توسيع صالحيات احلكومة والربملان‪ ،‬وأتهيل السلطة القضائية‪ ،‬فما هي‬

‫حدود وحظوظ تطبيقه يف جانب املمارسة املؤسساتية يف ظل أتويل النص الدستوري الذي رافق جل الواثئق‬

‫الدستورية السابقة؟‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعترب قضية دسرتة توزيع السلط الرهان الذي حتكم يف تطور املسار الدستوري يف املغرب وذلك بناءا على‬

‫طبيعة عالقة التجاذب بني أطراف احلقل السياسي املغريب‪ ،‬فاملؤسسة امللكية املسنودة بعديد املشروعيات ساعدهتا‬

‫لكي خترج ابصمة رؤيتها للسلطة واحلكم منذ بداية االستقالل‪ ،‬مقابل أحزاب احلركة الوطنية‪ ،‬ومشروعيتها‬

‫النضالية‪ ،‬وعدم بناء أرضية مشرتكة ملواقفها‪ ،‬جعلها يف موقف مل تستطع من خالله فرض تصورها ملسألة السلطة‬

‫وطريقة توزيعها‪.‬‬

‫تعترب إذن هذه امليزة التفوقية للمؤسسة امللكية من جهة‪ ،‬وعدم بناء تصور منسجم وواضح من طرف‬

‫أحزاب احلركة الوطنية من جهة اثنية أحد اآلليات األساسية اليت أخرجت لنا تلك "الوصفة" الدستورية اليت ترمجها‬

‫دستور ‪ 7‬دجنرب ‪ 6511‬كإطار قانوين حسم يف شكل وبنية السلطة‪ .‬ولقد جاء هذا الدستور املؤسس يف سياق‬

‫متيز ابلتقاطب بني أحزاب احلركة الوطنية واملؤسسة امللكية‪ ،‬وذلك الختالف تصوراهتم حول مسألة السلطة‬

‫‪351‬‬
‫وتوزيعها‪ ،‬إذ كالمها محل تصورا خاصا لآلليات املفصلية هلذا التوزيع‪ ،‬ونقصد السلطة التأسيسية‪ ،‬السيادة التمثيلية‪،‬‬

‫وفصل السلطات‪ ،‬ففي الوقت الذي كانت فيه أحزاب احلركة الوطنية تدافع عن توزيع للسلطة‪ ،‬يؤدي إىل ملكية‬

‫برملانية‪ ،‬فإن املؤسسة امللكية يف املقابل أرادت أن حتتفظ هلا بدور املركز واحملور يف النظام السياسي املغريب‪ ،‬وابلرغم‬

‫من استناد كل طرف يف دفاعه عن تصوره أو حماولة فرضه ملوارده من املشروعية تعزز جانبه‪ ،‬فإن املؤسسة امللكية‬

‫مبشروعياهتا املتعددة‪ ،‬وهيمنتها على اجملالس السياسي استطاعت يف النهاية أن تستأثر ابلسلطة التأسيسية األصلية‪،‬‬

‫وابلتايل فرض تصورها لتوزيع السلطة من خالل الوثيقة الدستورية لـ ‪ .6511‬واليت شكلت أول وثيقة مكتوبة‪،‬‬

‫ورغم التعديالت الدستورية الالحقة خصوصا خالل عقد التسعينات (دستوري ‪ 6551‬و‪ ،)6551‬فإهنا جاءت‬

‫بتحويرات غري عميقة مل يتم من خالهلا املس ببنية وجوهر السلطة كما مت رمسها أول مرة‪ ،‬وهنا جيدر بنا طرح‬

‫التساؤل حول مستجدات دستور ‪ ،1166‬وهل أحدث هذا الدستور حتوال جديدا يف فلسفة السلطة وطريقة‬

‫توزيعها؟ وهل أثرت التحوالت السياسية‪ ،‬والسياقات املغايرة للتعديالت الدستورية السابقة على عملية التعديل أو‬

‫اإلصالح الذي تضمنه دستور ‪ . 1166‬وهل أسس هذا األخري لفصل السلط‪ ،‬كأحد املقومات األساسية‬

‫للدستور الدميقراطي؟‪ ،‬علما أنه ألول مرة يف اتريخ الدستورانية املغربية يتم التنصيص على هذا املبدأ األساسي (‪.)1‬‬

‫ننطلق يف اإلجابة عن التساؤالت السالفة من فرضية أساسية مفادها أن‪ ،‬التعديل الدستوري األخري حاول‬

‫رسم توزيع جديد للسلطة لكن دون أن خيرج عن الفلسفة املؤطرة جلميع التعديالت الدستورية السابقة من خالل‬

‫عدم املس ببنية وجوهر السلطة وهذا ما سنتناوله يف منت هذه الدراسة‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الفقـرة الثانيـة مـن الفصـل األول مـن البـاب األول مـن دسـتور ‪ 1166‬والـيت تـنص علـى مـا يلـي‪" :‬يقـوم النظـام الدسـتوري ابململكـة علـى أسـا‬
‫فصل السلط‪ ،‬وتوزيعها وتعاوهنا‪ ،‬والدميقراطية املواطنة والتشاركية‪ ،‬وعلى مبادئ احلكامة اجليدة‪ ،‬وربط املسؤولية ابحملاسبة"‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار املفاهيمي‪ :‬حماولة يف التدديد‬

‫‪ .6‬من مبدأ فصل السلط إىل توزيع السلطة‪:‬‬

‫أ‪ .‬أصل ومفهوم فصل السلط‪:‬‬

‫ارتبطت "نظرية" فصل السلط اترخييا ابسم املفكر الفرنسي مونتسكيو‪ ،‬كما أن هذا املبدأ جيد أساسه يف‬

‫الفلسفة السياسية اليت ظهرت يف القرنني ‪ 67‬و‪ 61‬خصوصا يف كتاابت "جون لوك" يف "حبث يف احلكومة‬

‫املدنية" الصادر سنة ‪ ،6151‬وأكمله مونتسكيو يف كتابه الشهري "روح القوانني" الصادر سنة ‪ .6771‬دراسته‬

‫هلذا املبدأ الذي وجد فيه ضمانة حلرية املواطنني (‪.)1‬‬

‫واعترب "مونتسكيو" على صعيد الدولة وجود ثالثة أنواع من السلطة‪ :‬السلطة التشريعية اليت تسن القوانني‪،‬‬

‫السلطة املنفذة لألمور املتعلقة حبقوق اإلنسان‪ ،‬مث السلطة املنفذة لألمور املتعلقة ابلقانون املدين‪ ،‬وهبذا فإن‬

‫من كتابه الشهري "روح القوانني" بني ثالث وظائف‪ /‬سلط‪ ،‬التشريعية‬ ‫"مونتسكيو" ميز يف الفصل الساد‬

‫والتنفيذية مث القضائية‪ .‬فإذا اجتمعت السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية يف هيئة واحدة زالت احلرية إذ خيشى‬

‫أن تسن نفس اهليئة قوانني جائرة‪ ،‬ويزول كل شيء إذا مار طرف واحد‪ ،‬جملس األعيان أو الشعب ذاته‪ ،‬هذه‬

‫السلطات الثالث (‪.)2‬‬

‫وهبذا فقد استنتج مونتسكيو أن التجربة املستمرة تظهر لنا أن كل شخص لديه سلطة مييل إىل إساءة‬

‫استعماهلا‪ ،‬والذهاب هبا إىل حيث توقفها حدود معينة‪ ،‬فأسا مبدأ فصل السلط يكمن إذن يف "أنه ال جيب‬

‫(‪ )1‬الغزال إمساعيل‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪ ،6551 ،9‬ص‪.616‬‬
‫(‪ )2‬أندريه هوريو‪ ،‬القانون الدستوري واملؤسسات السياسية‪ ،‬ج‪ ،6‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بريوت‪ ،6577 ،‬ص‪.79‬‬

‫‪351‬‬
‫على أي سلطة يف الدولة أن جتمع بني ممارسة وظيفتني للدولة‪ ،‬وألسباب قوية ال جيب أن جتمع بني أكثر من‬

‫وظيفتني" (‪.)1‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل وجود غاية واحدة اتفق عليها مجيع دعاة مبدأ الفصل بني السلطات‪ ،‬أال وهي حتقيق‬

‫حرية األفراد ومنع احلكام من الطغيان واالستبداد‪ ،‬فالفكرة األساسية اليت بنيت عليها نظرية مونتسكيو تقول "أبن‬

‫كل إنسان يتمتع بسلطة البد أن يسيء استعماهلا إىل أن جيد احلدود اليت توقفه" (‪ )2‬ويضيف مونتسكيو يف كتابه‬

‫روح القوانني "لكي ال ميكن إساءة استعمال السلطة‪ ،‬فإنه جيب أن يكون األسا أن السلطة توقف السلطة‬

‫"‪.)3( "Le Pouvoir arrête le Pouvoir‬‬

‫إن الغاية األساسية اليت كان "مونتسكيو" يرمي إىل حتقيقها هي احلد من السلطة املطلقة‪ ،‬والكاملة اليت‬

‫كان امللوك يتمتعون هبا يف أوراب الغربية يف عصر النهضة‪ ،‬وهذه الغاية ميكن حتقيقها مبجرد توزيع السلط على‬

‫هيآت متعددة‪ ،‬حيث تكون كل منها رقيبة على األخرى‪ .‬إذن كيف توقف السلطة السلطة؟‬

‫على هذا األسا فإن نظرية مونتسكيو تعرضت للعديد من االنتقادات والتأويالت‪.‬‬

‫ب‪ .‬التأويالت التي حلقت املفهوم‪:‬‬

‫رغم األمهية اليت حظي هبا مبدأ فصل السلطات‪ ،‬فإنه تعرض لنقد شديد انصب على طبيعته السياسية‪،‬‬

‫وهبذا فإن "ألتوسري" تساءل لصاحل من وضع هذا املبدأ‪ ،‬ومن يستفيد من هذا التوزيع؟ ذلك أن مونتسكيو حاول‬

‫إضفاء صبغة الفردية والشخصية على هذه النظرية‪ ،‬ألهنا تروم الدفاع عن الفئة االجتماعية اليت ينتمي إليها وهي‬

‫‪)1( Troper M., La séparation des pouvoirs et l'histoire constitutionnelle française, LGDJ, Paris, 1980, p.‬‬
‫‪13.‬‬
‫‪)2( Leclerq C., Droit constitutionnel et institutions politiques 9éme éd., 1995, p.p. 223, 224.‬‬
‫(‪ )3‬لقــد بــن مونتســكيو تصــوره صــوص هــذا املوضــوع انطالقــا مــن معاينتــه للنظــام اإلجنليــزي‪ ،‬ذلــك النظــام الــذي شــهد حتــول امللكيــة املطلقــة إىل ملكيــة‬
‫مقيدة‪.‬‬

‫‪351‬‬
‫طبقة النبالء حىت تقوم بدور سياسي يتمثل يف الوقوف بني امللك والشعب كعامل للتوازن االجتماعي‪ ،‬وهبذا‬

‫يالحظ ألتوسري أن األمر يتعلق مبشكل سياسي أي توازن القوى (‪.)1‬‬

‫ولقد حاول "شارل ايزمنان" يف دراسة حول مبدأ فصل السلط التوصل إىل كون الفصل الصارم ال يوجد‬

‫عند مونتسكيو‪ ،‬وهو ليس إال منوذجا خياليا ختيله حقوقيو القرن ‪ .65‬وهبذا فإن مونتسكيو مل يتحدث عن فصل‬

‫مطلق للسلط‪ ،‬فاملقصود هو التعاون والتوازن فيما بينها‪ ،‬وابلتايل اعترب هذا التعاون ضروري للمحافظة على فصل‬

‫نسيب ومتوازن للسلطات (‪ ، )2‬أي أن األمر ال يتعلق بفصل للسلطات بل "بتوزيعها" بطريقة تضمن االحرتام بينها‬

‫وتعترب ابلرقابة املتبادلة‪.‬‬

‫ويف الواقع فإن مبدأ فصل السلطات كما نظر له مونتسكيو وأفرزته املمارسة السياسية والدستورية ال يعين‬

‫الفصل املطلق بني السلطات ابملعن الذي يفيد وجود وظائف حمددة للدولة‪ ،‬حبيث يقوم أبداء كل وظيفة على‬

‫حدة جهاز مستقل عن ابقي األجهزة‪ ،‬وذلك يف فصل اتم بني الوظائف واألجهزة اليت تقوم هبا‪ .‬فهذا يبقى جمرد‬

‫فرض نظري‪ ،‬وال عالقة له بواقع املمارسة ‪ ،‬إذ أن الفصل الوظيفي الذي يؤدي إىل ختصص األجهزة ال يتناىف مع‬

‫استئثار كل جهاز بوظيفة خاصة‪ ،‬بغية التوصل يف النهاية إىل التوازن املنشود يف النظام السياسي‪ ،‬أي أن فصل‬

‫السلط يف روحه وفلسفته ليس إال التوزيع للسلطة املؤدي إىل التوازن يف أجهزهتا‪.‬‬

‫هذا املفهوم ملبدأ فصل السلط أملته الرغبة امللحة يف حماولة التوفيق بني احلرية والسلطة‪ ،‬وضمان سري‬

‫النظام السياسي كمحددات أساسية‪ .‬لكن مبدأ فصل السلط له حمددات أخرى يف احلقل الدستوري املغريب‪،‬‬

‫وعلى أسا هذه احملددات كان موضوعا لعدة أتويالت خمتلفة وأحياان متباينة‪.‬‬

‫‪)1( Voir: Leclerq C., Droit constitutionnel et institutions politiques, op. cit., p. 223.‬‬
‫‪)2( Voir: Althuser L., Montesquieu, la politique et l'histoire, PUF, 1981, p. 98 et s.‬‬

‫‪351‬‬
‫ثانيا‪ :‬حمددات توزيع السلطة يف سريورة الدسرتة‬

‫إذا أتملنا التأويالت السالفة لفصل السلط يف احلقل الدستوري الغريب‪ ،‬سنجد أن معظمها تغدو وتروح‬

‫بني حمددين أساسني مها‪ :‬السلطة واحلرية‪ ،‬فتارة يرتكز التأويل على السلطة فيعطي األولوية للوحدة‪ ،‬وطورا يرتكز‬

‫على احلرية فيهتم ابلتوزيع والفصل‪.‬‬

‫وإذا كان مبدأ فصل السلط مل حيظ بنفس املضمون يف منبته األصلي فإن األمر سيزداد تعقيدا وتشابكا‬

‫كلما تعلق األمر مبحاولة استنباته يف تربة غري تربته‪ ،‬ويف مناخ وبيئة وثقافة سياسية مغايرة‪ ،‬كما هو حال احلقل‬

‫الدستوري املغريب‪ ،‬حيث أن املفاهيم الدستورية الغربية اليت دخلت احلقل السياسي املغريب رمسيا مع وضع دستور‬

‫‪ 6511‬مل جتده "أرضا مواات"‪ ،‬إذ كانت هناك سلطة هلا مفهوم مغاير‪ ،‬وإذا اعتربان الدستور مبفهومه املادي وليس‬

‫الشكلي‪ ،‬الذي شكل ابإلضافة إىل ما هو مكتوب‪ ،‬األعراف والتقاليد أيضا‪ ،‬فإن املغرب يكون قد عرف قواعد‬

‫دستورية مبعن آليات عامة لتنظيم السلط العامة (‪.)1‬‬

‫فإذا كان القانون الدستوري يف منبته الغريب حاول التوفيق بني موضوع احلرية والسلطة ابعتماد آلية فصل‬

‫السلط‪ ،‬وذلك يف إطار فضاء سياسي يقوم على التعددية واألكثرية عوض اإلمجاع‪ ،‬فإن الفضاء السياسي املغريب‬

‫حتكم فيه هاجس التوفيق بني اإلمجاع والتعددية‪ ،‬ومؤسساتيا حماولة التوفيق بني نظام ملكية أصيلة حاكمة‪ ،‬ونظام‬

‫برملاين معاصر‪.‬‬

‫إنه ابإلضافة إىل هذه االزدواجية يف املرجعيات‪ ،‬فإن احلقل السياسي الدستوري املغريب سيشهد منذ إعالن‬

‫االستقالل صراعا حادا بني فاعلني رئيسيني‪ ،‬مها أحزاب احلركة الوطنية واملؤسسة امللكية‪ ،‬حيث حاول كل منهما‬

‫فرض تصوره لطبيعة النظام السياسي حماوال االستئثار ابلسلطة إىل جانب املؤسسة امللكية من خالل دفاعها عن‬

‫‪)1( Voir: Robert J., La monarchie marocaine, LGDJ, Paris, p. 41.‬‬

‫‪351‬‬
‫مكانتها املركزية واحملورية يف النظام السياسي‪ ،‬وابلتايل سعيها إىل احلفاظ عن نفسها كملكية حاكمة حتتل دستورا‬

‫صدارة النظام السياسي‪ ،‬وأحزاب احلركة الوطنية من خالل دفاعها عن مؤسسات قوية ومستقلة (حكومة وبرملان)‪.‬‬

‫ال شك أن سياسة التعديالت الدستورية تصب يف مشروع تصور متكامل استلزم‪ ،‬كما يالحظ‪ ،‬إعدادا‬

‫كبريا عبئت له إمكانيات الدولة املعنوية واملادية قصد أتمني "االنتقال" أو "التحول" ضمن االستمرار وجتاوز‬

‫العراقيل الظاهرة أو اليت إبمكاهنا أن تظهر (‪.)1‬‬

‫ومن هنا ميكن القول أن الدستور املغريب منذ دستور ‪ 6511‬حيتوي على نواة "أصلية" أو "قوانني‬

‫جوهرية" (‪ )2‬ال ميكن أن تكون حمل أي تعديل أو مسا ابعتبارها ترتبط بشكل احلكم التقليدي وبطبيعته الدينية‬

‫واالجتماعية (احلظر املوضوعي)‪.‬‬

‫فأهم عنصر ميكن أخذه كمعيار على مدى االستمرارية والتغيري هي عمق التعديالت اليت تلحق السلطة‬

‫امللكية "‪ ،"Pouvoir Royal‬من تقوية أو دعم‪ ،‬أو تقليص أو تقييد ‪ ...‬وتكييف ومالئمة‪ .‬فوضع هذه‬

‫املؤسسة يعترب مؤشرا على منحى التغريات واجتاه سريها (‪ .)3‬لذا يعترب الفقهاء موضوع فصل السلط هو معيار‬

‫وجود دستور حقيقي (‪.)4‬‬

‫إن كل الدساتري يف املغرب تبني أن "وحدوية" السلطة مفتاح النظام الدستوري يف املغرب‪ ،‬هذه الوحدة ال‬

‫يضمنها مسو الوثيقة الدستورية بقدر ما تضمنها احلكمة القائلة أن "أولوية وأسبقية هيئة ممارسة خري من مسو‬

‫(‪ )1‬أمحد بوجداد‪ ،‬امللكية والتنـاوب‪ :‬مقاربـة إلسـرتاتيجية حتـديث الدولـة وإعـادة إنتـاج النظـام السياسـي ابملغـرب‪ ،‬مطبعـة النجـاح اجلديـدة‪ ،‬الطبعـة األوىل‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،1111 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) ( Cubertafond B., Le système politique marocain, l'Harmattan, Paris, 1997, p. 65.‬‬
‫(‪ )3‬أمحد بوجداد‪ ،‬امللكية والتناوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪)4( Menouni A., "Constitution et séparation des pouvoirs", In: tente année de vie constitutionnelle au‬‬
‫‪Maroc, LEDJ, Paris, 1993, p. 175.‬‬

‫‪311‬‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬هذه األولوية ال ميكن أن تعطى إال إىل املؤسسة اليت تستفيد من مشروعيات متعددة‪ ،‬دينية‪،‬‬

‫اترخيية ‪ ...‬أي املؤسسة امللكية" (‪.)1‬‬

‫فالنص الدستوري ال أييت إال ليؤسس احلوار بني امللك والشعب ويعطيه آفاقا أبعد كما مينح إطارا صلبا‬

‫جلمع مشل األمة وتوحيدها وأتطريها‪ ،‬فالقيادة واملسؤولية يتزاوجان يف هذه احلالة‪ ،‬فلهذا رفض امللك دائما فصل‬

‫السلطة على مستواه (‪ ،)2‬حيث أن تفويضه لبعض االختصاصات لفائدة الربملان واحلكومة ال يعين تفويتها‪،‬‬

‫ولذلك يبقى لصاحب السلطة األصلية حق توزيعها‪ ،‬ومراقبة ممارستها حيث ورد يف خطاب املرحوم احلسن الثاين‬

‫مبناسبة افتتاح الدورة األوىل جمللس النواب يف أكتوبر ‪" :6571‬وهكذا يتحقق ما قلت لكم دائما كجهاز تشريعي‬

‫أو تنفيذي‪ ،‬إن فصل السلط ضروري وواجب‪ ،‬ولكن ال جيب أن يفهم يف املستوى األعلى للمسؤولية" (‪.)3‬‬

‫واعتمادا على هذا الفهم حلياة املؤسسات عمل امللك منذ ‪ 6511‬مؤكدا الطبيعة اخلاصة للسلطة امللكية‪.‬‬

‫ووحدهتا وعدم إمكانية اختزاهلا يف جمرد سلطة ممارسة "‪ "Autorité‬تقارن بباقي املؤسسات‪ ،‬ومتحداث حول نظام‬

‫أعضاء جملس النواب قائال أبن الدستور ال يعطيهم سلطة "‪ "Pouvoir‬وإمنا حيملهم تكاليف ويعطيهم التزامات‬

‫"‪ .)4( "Des obligations‬فامللك هو الذي له وحده حتديد آفاق وجماالت التطور والتقدم الدستوري‪ ،‬حيث‬

‫نعتقد أنه مادام امللك سابقا عن الدستور فإنه ال يقيد سلطته ألن امللك يستمد سلطته من هللا والرسول (‪ .)5‬ففي‬

‫مجيع الدساتري كان هو صاحب املبادرة وكان أيضا ملهم الدستور‪.‬‬

‫‪)1( Menouni A., "Constitution et séparation des pouvoirs", op. cit., p. 180.‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بوجداد‪ ،‬امللكية والتناوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )3‬اخلطب امللكية أمام الربملان‪ ،1111-6591 ،‬منشور صادر عن جملس النواب‪ ،‬عدد ‪ ،7‬سنة ‪ ،1111‬ص‪.71‬‬
‫‪)4( Menouni A., "Constitution et séparation des pouvoirs", op. cit., p. 181.‬‬
‫‪)5( Tozy M., "le Commandeur des Croyants", In: Edification d'un Etat modern, le Maroc de Hassam II,‬‬
‫‪Albin Michel, 1986, p. 65.‬‬

‫‪313‬‬
‫ثالثا‪ :‬مطلب اجلمعية التأسيسية كمدخل لتوزيع السلطة‬

‫(‪)1‬‬
‫إال أن مطلب انتخاب مجعية أتسيسية أصلية‬ ‫رغم تعاقب مخسة دساتري يف احلياة السياسية املغربية‬

‫كشعار رافق مطالب احلركة االحتجاجية‪ ،‬وردده كذلك بعض الفاعلني السياسيني احملسوبني على املعارضة‪ ،‬وهو‬

‫مطلب اترخيي أاثر نقاشا واسعا بني من يطالب ابلتعجيل بوضع الدستور أا كانت الطريقة اليت يتم إعداد‬

‫الدستور هبا‪ ،‬وبني من ينادي إبعطاء األولوية للهيئة اليت ستتكفل بوضع الدستور‪.‬‬

‫ذلك أن احلديث عن وضع الدستور وكيفية وضعه‪ ،‬حديث عن مفهوم الدميقراطية وآفاق تطوره وأتصله‪،‬‬

‫بيد أن التالزم بني فكرة الدستور‪ ،‬ومشروع الدميقراطية يستلزم التساؤل عن مصدر السلطة وأصل امتالكها‪ .‬فالذي‬

‫يستحوذ على السلطة مبعناها الشامل يتحكم يف إنشاء الدستور ويوجه دينامية صياغته (‪ .)2‬فكيف جتسدت هذه‬

‫املطالب وما الغاية من إعالهنا يف سياق الرجة السياسية الداخلية واحلراك االجتماعي العريب الذي قاد إىل تنحي‬

‫بعض األنظمة من احلكم؟‬

‫‪ .6‬اجلمعية التأسيسية ومسألة السيادة‪:‬‬

‫شكل هذا املطلب أول امتحان يف مسار دسرتة احلياة السياسية املغربية بعد االستقالل‪ ،‬حيث شكل يف‬

‫العمق صراعا حول السيادة وحتديد اهليأة املختصة يف إعداد ووضع الدستور حيث ذهبت أغلب الكتاابت اليت‬

‫تناولت هذه الفرتة من احلياة السياسية املغربية إىل أن النقاش حول مسألة السلطة التأسيسية‪ ،‬ومالك السيادة من‬

‫(‪ )1‬دساتري‪ 6551 ،6571 ،6571 ،6511 :‬و‪.6551‬‬


‫‪)2( Madani M., Le movement national et la question constitutionnelle 1930-1960, mémoire de DES,‬‬
‫‪Rabat, 1981, p. 103.‬‬

‫‪311‬‬
‫أهم النقاشات اليت عرفتها بداية االستقالل‪ .‬وهو نقاش مل يكن أكادمييا‪ ،‬بل كان يعكس خالفا سياسيا حول‬

‫أسس املشروعية (‪ )1‬والدعائم اإليديولوجية للنظام السياسي وحتديد أمسى سلطة فيه‪.‬‬

‫فإن ما كانت هتدف إليه أحزاب احلركة الوطنية‪ ،‬من خالل تركيزها على مطلب اجلمعية التأسيسية هو‬

‫احلرص على انتزاعها مشروعية الفعل التأسيسي أو الولوج إىل الفضاء التأسيسي للسلطة والذي ظل أحد متمنيات‬

‫أحزاب املعارضة‪ ،‬ولعل هذا ما جسدته مضامني املذكرات اليت وجهتها للملك خالل عقد التسعينات‪ .‬هلذا فقد‬

‫شكلت السلطة التأسيسية "‪ "Assemblée Constituante‬أعقد القضاا وأكثرها إاثرة للجدل واالختالف‬

‫بسبب أمهيتها يف صياغة مفاتيح تنظيم السلطة وتوزيعها‪.‬‬

‫يف هذه اللحظة اعتربت املؤسسة امللكية أن مسألة وضع الدستور ال جيب أن متس حموريتها ومسوها‪ ،‬بل‬

‫أكثر من ذلك ترى أن انفرادها بوضع الدستور ال يتناىف ومبدأ املشروعية‪ ،‬يف حني أن أحزاب احلركة الوطنية أحلت‬

‫على ضرورة انتخاب مجعية أتسيسية تقوم بوضع مشروع الدستور‪ ،‬ألن هذه املسطرة هي وحدها املعربة عن‬

‫املمارسة الدميقراطية وأرقى مظاهر التعبري عن السيادة الشعبية (‪.)2‬‬

‫وإذا كان الدستور ال يشكل عمال تقنيا فقط بل إنه يعد فعال سياسيا‪ ،‬ورهاان حيكمه تباين األسس‬

‫الفلسفية واملصاحل املوجهة لكل طرف‪ ،‬وهبذا فإن اإلمجاع حول ضرورة ختصيص البالد بدستور يضع حدا لتداخل‬

‫(‪ )1‬وذلك بني أنصار السيادة الوطنية الداعني لوضع الدستور من طرف مجعية أتسيسية منتخبة ودعاة السيادة امللكية املدافعني عن وضع امللك الدستور‬
‫وامتالكه السيادة الوطنية‪ ،‬انظر‪ :‬حممد معتصم‪ ،‬احليـاة السياسـية املغربيـة ‪ ،6556-6511‬مؤسسـة إيـزيس للنشـر‪ ،‬طبعـة أوىل‪ ،‬الـدار البيضـاء‪ ،‬مـاي‬
‫‪ ،6551‬ص‪.61‬‬
‫(‪ )2‬للمزيــد يف هــذا اإلطــار‪ ،‬أنظــر‪ :‬مصــطفى قلــوش‪ ،‬املبــادئ العامــة للقــانون الدســتوري‪ ،‬الطبعــة الرابعــة‪ ،‬ال ـراب ‪ ،‬ص ص ‪ 617‬و‪ .675‬وحممــد مــدين‪،‬‬
‫القانون الدستوري‪ :‬املفاهيم األساسية‪ ،‬طبعة أوىل‪ ،‬ص ‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫السلط واالختصاصات واملمارسات الدستورية العرفية بشكل عام‪ ،‬مل يكن يصاحبه نفس االتفاق حول الطريقة‪،‬‬

‫اليت سيتم من خالهلا وضع الدستور وال حىت حمتواه الحقا (‪.)1‬‬

‫بناء على هذه الرهاانت تباينت املواقف بني من يطالب ابلتعجيل بدسرتة احلياة السياسية املغربية بغض‬

‫النظر عن الطريقة اليت سيتم إعداد الدستور هبا‪ ،‬وبني مطالب ابلرتكيز على اهليئة اليت ستتكفل بوضع الدستور‪،‬‬

‫وجتدر اإلشارة هنا إىل أنه رغم احلسم يف وضع الدستور من طرف املرحوم امللك احلسن الثاين‪ ،‬وما تلى ذلك من‬

‫تعديالت‪ ،‬فإن هذا املطلب رددته كما سبقت اإلشارة إىل ذلك بعض التيارات املعارضة معتربة يف تصورها‪ ،‬أنه ال‬

‫ميكن الفصل بني طريقة وضع الدستور ومضمونه‪.‬‬

‫لقد شكل استفراد امللك صاحب السلطة التأسيسية األصلية‪ ،‬وكذلك الفرعية اخلاصة مببادرة التعديل‬

‫وهبندسة الدستور أحد جتليات السيادة‪ ،‬خاصة وأن دستور ‪ 6551‬توج بشبه إمجاع عليه‪ ،‬وعلى بنية السلطة كما‬

‫هي مرسومة منذ دستور ‪ ،6511‬علما أن املطلب امللح ملشروع اإلصالح الدستوري مل يكتمل من خالل عدم‬

‫االستجابة جلل مطالب الكتلة‪ .‬ومن هذه الزاوية بقيت مسألة التعديل الدستوري مطلبا مشروعا وملحا‪ ،‬وهنا كان‬

‫طبيعيا أن حتمل شعار اإلصالح الدستوري بعض مجعيات اجملتمع املدين بعدما عرف هذا املطلب فتورا لدى‬

‫األحزاب السياسية بعد تنصيب حكومة التناوب التوافقي‪.‬‬

‫إال أن املتأمل يف السياق الذي جاء فيه دستور ‪ 1166‬فإنه سيالحظ أنه سباق خمالف لكل املراحل اليت‬

‫عرفتها ابقي التعديالت الدستورية‪ ،‬كان أبرزها احلراك اجملتمعي والعريب‪ .‬وهنا نطرح التساؤل‪ ،‬حول الرهاانت اليت‬

‫أفرزت لنا طريقة ومضمون هذه الوثيقة الدستورية‪ ،‬واليت وصفت ابملؤسسة ملرحلة انتقالية جديدة؟‬

‫‪)1( Voir: Baudahrain A., Elément de droit public marocain, l'Harmattan, Paris, 1994, p. 12.‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ .1‬مغربة صياغة الدستور‪ ،‬االستفتاء وجتديد املشروعية‪:‬‬

‫كان جملموعة من العوامل املتالحقة‪ ،‬سواء يف بعدها اإلقليمي الدويل أو احمللي دور يف جمموع التحوالت‬

‫اليت ستعرفها احلياة السياسية ابملغرب‪ ،‬توزعت بني ضغو مجاهريية واجتماعية واقتصادية وسياسية‪ ،‬وما بني‬

‫استعدادات وتوجه للحكم‪ ،‬حركته الرسائل اليت أطلقتها هذه التحدات‪ ،‬جعل السلطة تدرك أن مفتاح جتاوز‬

‫األزمة يكمن يف احللول السياسية والدستورية‪ ،‬ومن مت أقدم امللك ويف إطار مسلسل اإلصالح املعلن عنه منذ توليه‬

‫احلكم على مبادرة التعديل الدستوري من خالل تشكيل جلنة ملكية لذلك‪ ،‬كلفت منذ البداية ابالستماع‬

‫وتسجيل مجيع مقرتحات األحزاب السياسية‪ ،‬واجملتمع املدين صوص مسألة السلطة وتوزيعها يف مشرع دستور‬

‫‪.1166‬‬

‫ولقد عكست هذه املسطرة تقنية جديدة‪ ،‬يف التواصل بني األحزاب واملؤسسة امللكية‪ ،‬علما أن أسلوب‬

‫التواصل الذي أطر التعديالت الدستورية لعقد التسعينات وهو أسلوب املذكرات (‪ ،)1‬وكذلك طريقة املشاورات‬

‫الشفوية اليت اعتمدها امللك ابستقباله لزعماء األحزاب السياسية‪ ،‬وغري املباشرة بواسطة مبعوث خاص للملك‪.‬‬

‫ولقد اعترب العديد من الباحثني أن هذا األسلوب يعترب قفزا واضحا على الشرعية الدستورية‪ ،‬وهتميشا‬

‫مضطردا للنص الدستوري املكتوب‪ ،‬ذلك أن تفضيل طرق الباب السياسي عوض الدستوري يشكل هتديدا‬

‫النص الدستوري املكتوب‪ ،‬وإغناءا لألعراف الدستورية املتنامية‪ ،‬واالثنني معا يعربان عن أزمة القانون‬ ‫إلفال‬

‫الدستوري (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬مت تقــد ‪ 1‬م ــذكرات‪ :‬األوىل بت ــاريخ ‪5‬أكت ــوبر ‪ 6556‬م ــن ط ــرف ح ــزب االســتقالل وح ــزب االحت ــاد االش ـرتاكي للق ـوات الش ــعبية والثاني ــة يف ن ــونرب‬
‫‪ 6551‬مــن قبــل أح ـزاب االســتقالل‪ ،‬االحتــاد اال ش ـرتاكي للق ـوات الشــعبية‪ ،‬التقــدم واالش ـرتاكية‪ ،‬منظمــة العمــل الــدميقراطي الشــعيب‪ ،‬االحتــاد الــوطين‬
‫للقوات الشعبية‪ ،‬والثالثة بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ 6551‬من طرف أحزاب الكتلة‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظـر‪ :‬احلجيــوي جنيـب‪ ،‬مســو املؤسسـة امللكيــة‪ :‬دراسـة قانونيــة‪ ،‬أطروحــة لنيـل الــدكتوراه يف احلقـوق‪ ،‬كليــة احلقـوق أكــدال‪ ،‬الـراب ‪،1116-1111 ،‬‬
‫ص‪.167‬‬

‫‪315‬‬
‫إذن فهذه املهمة اإلسرتاتيجية واخلاصة ابلتعديل الدستوري أضحت من اختصاص امللك الذي جلأ إىل‬

‫اخلربة العلمية لرجال القانون الدستوري خاصة الفرنسيني (‪ )1‬ابلنسبة للدساتري السابقة وكذا املغاربة ابلنسبة لدستور‬

‫‪ ، 1166‬وهذا ما يزكي بعض الطرح الذي ذهب إىل كون ال أحد يشك يف كون كلمة‪ ،‬سطر‪ ،‬وحىت فاصلة يف‬

‫نص الدستور ومنذ ‪ 6511‬من عمل امللك‪ .‬فبمساعدة خرباء من اختياره فإن الكل يكتب ويعيد كتابة الدستور‬

‫(‪ .)2‬إذ أن املسار التقين للنص الدستوري بقي من احتكار امللك وجماال حمفوظا له‪ ،‬ورغم االختالف البسيط يف‬

‫تقنيات التواصل السياسي بني املؤسسة امللكية وابقي الفاعلني فإنه ال ميكن التأثري بشكل مباشر يف مضمون‬

‫التعديل الدستوري‪ .‬وهبذا فإن استبعاد اجلمعية التأسيسية منذ البداية‪ ،‬وانفراد امللك بوضع الدستور عكس‬

‫استمرارية حمورية املؤسسة امللكية يف هرم وبنية السلطة وابلتايل فإن مطلب اجلمعية التأسيسية الذي رفع كشعار مل‬

‫يكن شكليا وبريئا‪ ،‬بل كان خيفي من ورائه مطمحا واضحا للنيل من سلطات امللك وتقليصها إىل دور شريف أو‬

‫رمزي ميكن ترمجته دستورا‪ ،‬مبحاولته التأسيس مللكية برملانية مغربية‪.‬‬

‫وإذا كان بعض البحث‪ ،‬يعترب أن طريقة التعديل تعرب عن أزمة القانون الدستوري‪ ،‬فإن مبادرة امللك تكمن‬

‫مرجعيتها القانونية يف الفصل ‪ 611‬من الدستور والذي ينص على أنه "للملك وجمللس النواب وجمللس املستشارين‬

‫حق اختاذ املبادرة قصد مراجعة الدستور"‪ .‬و"للملك أن يستفيت شعبه مباشرة يف شأن املشروع الذي يستهدف به‬

‫مراجعة الدستور"‪.‬‬

‫عززت املؤسسة امللكية هذه املبادرة طاب ‪ 5‬مار الذي رسم املعامل العامة ملسار التعديل الذي أشرفت‬

‫عليه جلنة مغربية للعمل يف إطار تشاركى مع املقرتحات املقدمة من طرف اهليئات املدنية والسياسية‪.‬‬

‫(‪ )1‬وذلك مـن أمثـال ‪ ،G. Vedel ،M. Duverger ،M. Rosset‬ومبسـاعدة رجـال القـانون املغربـة‪ :‬املستشـار امللكـي إدريـس السـالوي‪ ،‬واألمـني‬
‫العام السابق للحكومة عبد الصادق ربيع‪ ،‬واملستشار امللكي حممد معتصم‪ ،‬ووزير الداخلية السابق إدريس البصري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) ( Cubertafond B., Le système politique marocain, op. cit., p. 56.‬‬

‫‪311‬‬
‫ويف إطار املادة ‪ 611‬من دستور ‪ ،6551‬ويف نقطته اخلاصة ابالستفتاء‪ ،‬وجه امللك خطااب بتاريخ ‪67‬‬

‫يونيو‪ ،‬شرح من خالله اهلندسة العامة ملشروع دستور ‪ 1166‬وكذا دعائم هذا املشروع الذي ضم ‪ 611‬فصال‬

‫بدل ‪ 611‬فصل يف دستور ‪ ، 6551‬حيث أكد اخلطاب يف هذا اإلطار على جتديد العهد املشرتك بني املؤسسة‬

‫امللكية والشعب‪ ،‬مبا يفيد أبن التصويت لصاحل الدستور هو جتديد للبيعة والتعاقد‪ .‬وجتديد للمشروعية امللكية‬

‫املرتكزة على عديد من املقومات الدينية والتارخيية واحلضارية (‪ .)1‬وهو ما اعتربه بعض الباحثني بكون األجواء اليت‬

‫مر فيها استفتاء فاتح يوليوز ‪ 1166‬جعلت منه استفتاءا للتزكية بكل املقاييس‪ ،‬حيث حتولت االستشارة الشعبية‬

‫من االستشارة حول نص تنظيم العالقات بني السلط‪ ،‬وبني احلاكمني واحملكومني إىل تصويت ثقة (‪ ،)2‬ولقد‬

‫جاءت نتائج االستفتاء حسب اجمللس الدستوري مؤيدة ملشروع دستور ‪ 1166‬بنسبة ‪ %51.77‬من املصوتني‪،‬‬

‫وهو ما ميكن اعتباره جتديد للمشروعية أو جتديد يف إطار االستمرارية‪ ،‬من خالل التجربة املغربية اليت لفتت اهتمام‬

‫متتبعي الشأن السياسي والدستوري داخل احمليط اإلقليمي واملغاريب ابخلصوص‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬املكانة احملورية للمؤسسة امللكية‬

‫أعاد دستور ‪ 1166‬ترسيم جمموعة من السلطات والصالحيات اخلاصة ابملؤسسة امللكية وتكريس مسوها‬

‫مما يفيد أن فرضية امللكية الربملانية اليت تناولتها بعض املذكرات الدستورية مل ترتجم بنص الوثيقة الدستورية رغم‬

‫التنصيص عليها يف الفصل األول من الباب األول اخلاص ابألحكام العامة الذي نص على أن "نظام احلكم‬

‫ابملغرب‪ ،‬نظام ملكية دستورية دميقراطية برملانية واجتماعية"‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظــر‪ :‬حممــد مــدين‪" ،‬الدســتور اجلديــد‪ :‬تركيــز الســلطة وضــعف الضــماانت"‪ ،‬ضــمن‪ :‬الدســتور اجلديــد ووهــم التغيــري‪ ،‬دفــاتر وجهــة نظــر‪ ،17 ،‬الطبعــة‬
‫األوىل‪ ،1166 ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )2‬حيث جاء يف خطـاب جاللـة امللـك ل ـ ‪ 67‬يونيـو ‪" :1166‬شـعيب العزيـز أخاطبـك اليـوم‪ ،‬لنجـدد العهـد املشـرتك بيننـا بدسـتور جديـد‪ ،‬يشـكل حتـوال‬
‫اترخييــا حامســا‪ ،‬يف مســار اســتكمال بنــاء دولــة احلقــوق واملؤسســات الدميقراطيــة ‪ ،"...‬نــص اخلطــاب امللكــي ل ـ ‪ 67‬يونيــو ‪ ،1166‬ضــمن‪ :‬سلســلة‬
‫نصوص وواثئق ‪ ،6‬دار الفكر العريب للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1166‬ص‪.9‬‬

‫‪311‬‬
‫وحسب دستور ‪ 1166‬فإننا نالحظ إعادة ترتيب لسلطات امللك منها‪ :‬جمال حصري وحمفوظ واملستمد‬

‫من اجملال الديين (الفصل ‪ ،) 76‬مث اجملال الدستوري الذي تتفاعل يف إطاره املؤسسة امللكية مع ابقي املؤسسات‬

‫الدستورية (الفصل ‪.)71‬‬

‫فاجملال األول (الفصل ‪ )76‬اخلاص إبمارة املؤمنني‪ ،‬يعترب من خالله امللك حامي محى امللة والدين‬

‫والضامن حلرية ممارسة الشعائر الدينية‪ ،‬وهو من يتوىل رائسة اجمللس العلمي األعلى‪ ،‬وميار هذه الصالحية‬

‫مبقتضى ظهائر‪ ،‬واليت مل تنعث ابلشريفة وهو حيلينا على الفصل ‪ 71‬الذي مل يتضمن صفة القداسة لشخص امللك‬

‫(‪ ،)1‬أي أن دستور ‪ 1166‬حاول التخفيف من جانب التقليد يف النظام السياسي املغريب دون أن ميس جبوهره‪،‬‬

‫فاملشروعية الدينية والتارخيية للمؤسسة امللكية‪ ،‬إضافة إىل سلطة التأويل اليت ميارسها امللك منذ دسرتة احلياة‬

‫السياسية املغربية تعزز هذه املكانة‪ ،‬وابلتايل فحقل املمارسة يفسر لنا هذه املكانة أكثر من االقتصار على منطوق‬

‫النص الدستوري‪ .‬ولعلنا نتذكر تدخ ل امللك الراحل احلسن الثاين كأمري للمؤمنني يف خطاب دورة أكتوبر ‪6516‬‬

‫أمام غياب نص صريح خيوله مواجهة حالة انسحاب املعارضة االحتادية من الربملان يف أكتوبر ‪ ،6516‬مستندا يف‬

‫ذلك على صفته كأمري املؤمنني خماطبا "إذا كان امللك الدستوري ال ميكنه أن ينظر يف األمر‪ ،‬فأمري املؤمنني مبوجب‬

‫الكتاب والسنة عليه أن ينظر يف ذلك" (‪.)2‬‬

‫ومبقتضى الفصل ‪ ،71‬فإن امللك يتمتع مبجموعة من الصالحيات الدستورية كرئيس للدولة وممثلها‬

‫األمسى‪ ،‬ورمز وحدة األمة وضامن دوام الدولة واستمرارها واحلكم األمسى بني مؤسساهتا؛ وامللك من يسهر على‬

‫احرتام الدستور‪ ،‬وحسن سري املؤسسات الدستورية‪ ،‬وعلى صيانة االختيار الدميقراطي‪ ،‬وحقوق وحرات املواطنني‬

‫واملواطنات‪ ،‬واجلماعات وعلى احرتام التعهدات الدولية للمملكة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينص الفصل ‪ 71‬على أن "شخص امللك ال تنتهك حرمته‪ ،‬وللملك واجب التوقري واالحرتام"‪.‬‬
‫(‪ )2‬تدخل جاللة امللك أثناء افتتاح دورة أكتوبر ‪ ،6516‬انبعاث أمة‪ ،6516 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪311‬‬
‫إذ أن دستور ‪ 1166‬أعطى للمؤسسة امللكية جمموعة من الصالحيات‪ ،‬على غرار الدساتري السابقة‪،‬‬

‫وبتأويل هذه االختصا صات كما كان من قبل سيعيد إنتاج بنية وجوهر السلطة ولعل الوقوف على عبارة املمثل‬

‫األمسى فإهنا‪ ،‬جتعل امللك فوق مجيع املؤسسات‪ .‬هبذا هناك من اعترب الفصالن ‪ 76‬و‪" 71‬كأداة إسرتاتيجية بني‬

‫يدي امللك من أجل ممارسة اختصاصات واسعة قد تؤول يف هذا االجتاه" (‪.)1‬‬

‫ورغم حماولة املشرع الدستوري املغريب حتجيم "اجملال الضمين" لفائدة اجملال الصريح يف دستور ‪ ،1166‬إال‬

‫أن اجملال األول ال يزال خييم بظالل كثيفة على الوثيقة الدستورية اجلديدة وهو يدل على أن روح الفصل ‪ 65‬يف‬

‫الدساتري السابقة ال تزال حاضرة بقوة يف ثناا دستور ‪ .)2( 1166‬وإذا كانت املؤسسة امللكية تتبوأ مكانة مركزية‬

‫جتسدها وحدودية السلطة األمر الذي أكده الفصل ‪ 65‬من الدستور وكرسته املمارسة السياسة والدستورية‬

‫املغربية‪ .‬فإن دستور ‪ 1166‬احتفظ للمؤسسة امللكية ابالختصاصات اليت نصت عليها الدساتري املغربية السابقة‬

‫وذلك يف إطار عالقته ابل ربملان واحلكومة‪ ،‬كمراقب لباقي السلط لكن مع بعض التعديالت الشكلية اليت مل متس‬

‫ببنية وجوهر السلطة ولكن أسست لقواعد عمل جديدة‪.‬‬

‫‪ .6‬يف عالقة امللك بالربملان‪:‬‬

‫بناء على مظاهر "الربملانية املعقلنة" ليست الوظيفة التشريعية من احتكار الربملان بقدر ما هي ميدان‬

‫مقسم ومرتبط أيضا ابلسلطة التنفيذية (‪ )3‬اليت أييت امللك على رأسها‪ .‬إنه التوجه الذي أخذت به الدساتري املغربية‬

‫مع بعض التحويرات اجلزئية اليت جاء هبا دستور ‪ 1166‬على أنه مل خيرج عن الفلسفة العامة اليت أطرت توزيع‬

‫السلطة مكرسة حمورية ومركزية املؤسسة امللكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمر بندورو‪" ،‬العالقات بني السلط‪ :‬فصل أم خلط يف السلط؟"‪ ،‬منشورات دفاتر وجهة نظر‪ ،17 ،‬الطبعة األوىل‪ ،1166 ،‬ص‪.661‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬مسري بلمليح‪" ،‬رئيس احلكومة ورئيس الدولة يف دستور ‪ ،"1166‬جملة مسالك‪ ،‬عدد مزدوج‪ 655 ،‬و‪ ،1161 ،11‬ص‪.61‬‬
‫‪)3( El Massaudi A., "Réflexion sur l'équilibre istitutionnel dans la nouvelle constitution marocaine", In:‬‬
‫‪l'AAN, 1996, p.p.587, 588.‬‬

‫‪311‬‬
‫فمبقتضى الفصل ‪ 19‬من دستور ‪ 1166‬يرأ امللك افتتاح الدورة األوىل اليت تبتدئ يوم اجلمعة الثانية‬

‫من شهر أكتوبر‪ .‬وللملك حق املبادرة بتشكيل جلان نيابية لتقصي احلقائق ينا هبا مجع املعلومات املتعلقة بوقائع‬

‫معينة‪ ،‬أو بتدبري املصاحل أو املؤسسات واملقاوالت العمومية (‪ .)1‬ويصدر األمر بتنفيذ القانون خالل الثالثني يوما‬

‫املوالية إلحالته على احلكومة بعد مصادقة الربملان عليه (الفصل ‪ ،)91‬وله حق حل أحد جملسي الربملان أو‬

‫كليهما (الفصل ‪ .) 96‬كما له حق خماطبة األمة والربملان‪ ،‬ويتلي خطابه أمام كال اجمللسني‪ ،‬وال ميكن أن يكون‬

‫مضمونه موضوع أي نقاش داخلها‪.‬‬

‫‪ .1‬يف عالقة امللك باحلكومة‪:‬‬

‫لقد دلت املمارسة الفعلية يف احلياة السياسية املغربية‪ ،‬أن امللك يعترب صاحب السلطة التنفيذية‪ ،‬نظرا ملا‬

‫خيوله الدستور للمؤسسة امللكية من صالحيات تكر تفوقها ومسوها‪ ،‬وذلك إبشرافه وتوجيهه للعمل احلكومي‪،‬‬

‫انطالقا من حق التعيني إىل صالحيته يف إقالة هذه احلكومة مما يدل على مسؤولية هذه األخرية أمامه‪ .‬إذن فهل‬

‫حافظ دستور ‪ 1166‬على تفوق املمارسة امللكية وتكريس نفس بنية السلطة أم أدخل بعض التعديالت اليت من‬

‫شأهنا النيل من صالحيات امللك اجتاه احلكومة‪ ،‬والسعي حنو توزيع جديد للسلطة؟‬

‫ابلرجوع إىل املقتضيات الدستورية لـ ‪ 1166‬جند أبن امللك هو الذي يعني رئيس احلكومة من طرف‬

‫احلزب السياسي الذي تصدر انتخاابت أعضاء جملس النواب‪ ،‬كما يعني ابقي الوزراء ابقرتاح من رئيس احلكومة‪.‬‬

‫ويعد قيد تعيني رئيس احلكومة من احلزب األغليب أحد املستجدات اجلديدة اليت جاء هبا دستور ‪ ،1166‬ورغم‬

‫توصيف زعيم احلكومة برئيس احلكومة بدل الوزير األول الذي أخذت به الدساتري السابقة‪ ،‬فإن تشكيل هذه‬

‫احلكومة بقي مرهوان إبرادة امللك ألن عبارة "ويعني أعضاء احلكومة ابقرتاح من رئيسها" تدل على أن االقرتاح هنا‬

‫(‪ )1‬وال جيــوز تكــوين جلــان تقصــي احلقــائق يف وقــائع تكــون موضــوع متابعــات قضــائية‪ ،‬مــا دامــت هــذه املتابعــات جاريــة‪ ،‬وتنتهــي مهمــة كــل جلنــة تقص ـي‬
‫احلقائق‪ ،‬سبق تكوينها‪ ،‬فور فتح حتقيق قضائي يف الوقائع اليت اقتضت تشكيلها‪ .‬انظر الفصل ‪ 17‬من دستور ‪.1166‬‬

‫‪311‬‬
‫غري ملزم للملك‪ ،‬إذ هو سوى جمرد رأي استشاري غري ملزم‪ ،‬إال أنه من الناحية الشكلية ميكن أن يؤثر على اجملال‬

‫اخلاص للملك‪ ،‬إذا كان رئيس احلكومة يضمن أغلبية مرحية داخل جملس النواب‪.‬‬

‫إال أن اجلديد الذي جاء به الدستور يف الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 77‬وهي مسألة طلب رئيس احلكومة‬

‫من امللك إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء احلكومة‪ ،‬كما أن أحد ميزات الدستور اجليد هو عدم السماح للملك‬

‫إبقالة رئيس احلكومة‪ ،‬مما سيعزز املكانة الدستورية لرئيس احلكومة خاصة وأن هذه األخرية ال تعترب منصبة إال بعد‬

‫حصوهلا على ثقة األغلبية املطلقة ألعضاء جملس النواب (الفصل ‪.)11‬‬

‫وهو ما اعتربه البعض أن مزاولة احلكومة ملهامها أصبح مقيدا بوجوب احلصول على ثقة الربملان ابتداءا‪،‬‬

‫وبدون احلصول على املوافقة الربملانية اليت تقررت ألول مرة يف ظل دستور ‪ 6551‬تكون احلكومة فاقدة ألسا‬

‫وجودها ويستحيل عليها أن تشرع يف مباشرة مهامها (‪.)1‬‬

‫ورغم حماولة دستور ‪ ،1166‬إعطاء دور لرئيس احلكومة ابعتباره املسؤول عن تدبري الشأن احلكومي‪،‬‬

‫وبناء على الربانمج االنتخايب الذي حصل من خالله على ثقة الناخبني‪" ،‬إال أن الواقع الدستوري يؤكد أن‬

‫سلطات رئيس احلكومة يف اجملال التنفيذي‪ ،‬واقعة حتت سلطة أعلى منها‪ ،‬ميكن اعتبارها سلطة ضبط ومراقبة‬
‫(‪)2‬‬
‫وذلك فيما خيص حق التعيني يف الوظائف املدنية والسامية واليت يلزم رئيس احلكومة بعرضها‬ ‫لعمل احلكومة"‬

‫على أنظار اجمللس الوزاري من أجل التداول فيها واملوافقة عليها (‪.)3‬‬

‫ورغم أن الدستور تضمن إمكانية تفويض امللك لرئيس احلكومة رائسة جملس الوزراء‪ ،‬فإن ذلك يتم وفق‬

‫ضوابط تتمثل يف جدول أعمل حمدد سلفا من طرف امللك (الفصل ‪.)71‬‬

‫(‪ )1‬قلوش مصطفى‪ ،‬النظام الدستوري املغريب‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الراب ‪ ،6557 ،‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬مسري بلمليح‪ ،‬رئيس الدولة ورئيس احلكومة يف دستور ‪ ،1166‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬الفصل ‪ 75‬من دستور ‪.1166‬‬

‫‪313‬‬
‫خامسا‪ :‬طبيعة العالقة بني احلكومة والربملان‬

‫خضعت طبيعة العالقة بني الربملان واحلكومة يف املغرب‪ ،‬ملعطيني خمتلفني من جهة خصوصية النظام‬

‫السياسي املغريب املتمثلة يف حمورية املؤسسة امللكية‪ ،‬وغياب فصل للسلط على مستواها‪ ،‬واقتصارها يف املقابل على‬

‫نوع من توزيع االختصاصات الوظيفية بني اجلهاز التشريعي والتنفيذي‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى تبنيه لتقنيات العقلنة الربملانية كما أفرزها دستور اجلمهورية اخلامسة الفرنسية لـ ‪،6591‬‬

‫واليت يكمن جوهرها يف جعل احلكومة ضابطا وموجها للعمل الربملاين‪ .‬وإذا كنا حتدثنا عن كون التعديل الدستوري‬

‫لـ ‪ 1166‬مل ميس املكانة احملورية للمؤسسة امللكية‪ ،‬وابلتايل ببنية السلطة يف اجتاه تعزيز مكانة الربملان واحلكومة‬

‫اجتاه املؤسسة امللكية‪ ،‬فهل مس هذا التعديل بتوزيع االختصاصات والوظائف بني اجلهازين يف اجتاه تقوية دور‬

‫الربملان يف عالقته ابحلكومة؟‬

‫إن الربملان الذي مينحه الدستور كسلطة تشريعية صالحية التصويت على القانون‪ ،‬وخيول ألعضاء جملسيه‬

‫حق التقدم ابقرتاح القوانني يوجد يف وضعية التبعية على مستوى املسطرة التشريعية‪ ،‬حيث أن احلكومة حتظى‬

‫ابألولوية على الربملان يف خمتلف مراحل التشريع‪ ،‬وبناءا على الفصل ‪ 11‬من دستور ‪ ،1166‬الذي ينص على‬

‫"يضع مكتب كل من جملسي الربملان جدول أعماله‪ ،‬ويتضمن هذا اجلدول مشاريع القوانني‪ ،‬ومقرتحات القوانني‬

‫ابألسبقية ووفق الرتتيب الذي حتدده احلكومة"‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬بناء على هذا النص‪ ،‬فإن مشاريع القوانني حتتل األولوية على اقرتاحات القوانني داخل جدول‬

‫أعمال كل جملس‪ ،‬وهلذا فإن احلكومة تصبح ذات سيادة يف املبادرة التشريعية‪ ،‬مما جيعلها تدرج يف جدول أعمال‬

‫أي من اجمللسني ما تشاء حسب أولواهتا مما يلغي أو يؤخر على األقل اقرتاحات القوانني املقدمة من طرف‬

‫‪311‬‬
‫النواب واملستشارين ما دام الفصل ‪ 11‬مل يعر أي اهتمام ملسألة ما إذا كان اقرتاح القانون املقدم من انئب أو‬

‫مستشار سابق على اتريخ التقد ملشروع احلكومة الذي تطلب له األسبقية‪.‬‬

‫كما أن الفصل ‪ 11‬يزكي نفس الطرح‪ ،‬من خالل إعطاءه احلكومة حق االعرتاض على كل تعديل مل‬

‫يعرض من قبل على اللجنة اليت يعنيها األمر‪ ،‬كما ميكن للحكومة إلزام الربملان ابلتصويت‪ ،‬على نص أبكمله‬

‫(التصويت املغلق ‪ ،)Le vote bloqué‬وذلك برفض كل التعديالت املقدمة من طرف النواب‪ .‬إال أن الدستور‬

‫اجلديد خول للربملان حق االعرتاض على هذه املسطرة أبغلبية أعضائه (الفصل ‪.)11‬‬

‫إن دراستنا لطبيعة العالقة بني احلكومة والربملان ال تقف عند حدود املسطرة التشريعية‪ ،‬بل متتد إىل مسألة‬

‫املراقبة‪ .‬فبناء على الفصل ‪ 611‬الذي ينص على أنه "ختصص ابألسبقية جلسة يف كل أسبوع ألسئلة أعضاء‬

‫جملسي الربملان وأجوبة احلكومة‪ .‬تديل احلكومة جبواهبا خالل ‪ 11‬يوما التالية إلحالة السؤال إليها ‪."...‬‬

‫ورغم التحديد القانوين للمدة من أجل إجابة احلكومة‪ ،‬فإن هذه الوسيلة مل تغري من األمر شيئا‪ .‬يف إطار‬

‫تفوق احلكومة‪ ،‬إذا علمنا أهنا اآللية الوحيدة اليت بقيت بيد الربملان‪ ،‬واليت ميكن استعماهلا بدون عرقلة قانونية‪،‬‬

‫فالقطاعات الوزارية ال تلزم ابإلجابة عن األسئلة املوجهة إليها يف الوقت احملدد‪ ،‬وكذلك طبيعة اإلجابة اليت عادة‬

‫ما تشبه مراوغات توضيحية لنقط ال متس جوهر السؤال‪" ،‬وقد تصل األمور أحياان إىل عدم اإلجابة" (‪.)1‬‬

‫أما ابلنسبة للجن التقصي فإن دستور ‪ ،1166‬أكثر تقدما من دستور ‪ 6551‬وذلك بسماحه لثلث‬

‫أعضاء جملس النواب وجملس املستشارين (عوض أغلبية الثلثني) بتشكيل جلن تقصي احلقائق‪ ،‬وكذلك مخس‬

‫أعضاء جملس النواب (عوض الربع) بتقد ملتمس الرقابة (الفصل ‪.)619‬‬

‫(‪ )1‬انظــر‪ :‬مــالكي احممــد‪" ،‬الس ـؤال يف املمارســة الربملانيــة املغربيــة‪ :‬الفــرتة التش ـريعية ‪ ،"6551 -6517‬ضــمن‪ :‬التمثيليــة والوســاطة واملشــاركة يف النظــام‬
‫السياسي املغريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪.6557 ،‬‬

‫‪311‬‬
‫وإذا كان دستور ‪ 1166‬حاول توسيع هامش اشتغال الربملان خاصة ألول مرة يتم التنصيص على‬

‫ممارسته للسلطة "ميار الربملان السلطة التشريعية" (الفصل ‪ ،)71‬إال أن مظاهر العقلنة الربملانية ال زالت حاضرة‬

‫وأن الربملان ليس سيد نفسه‪ ،‬األمر الذي يعكس عدم تفعيل مبدأ الفصل بني السلط‪ ،‬وابلتايل توزيع حقيقي‬

‫للسلط يف إطار نوع من التوازن والتعاون‪.‬‬

‫البيبليوغرافيا‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬هوريو أندريه‪ ،‬القانون الدستوري واملؤسسات السياسية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬

‫بريوت‪.6577 ،‬‬

‫‪ -‬املصدق رقية‪ ،‬القانون الدستوري واملؤسسات السياسية‪ :‬النظام السياسي وأنظمة أخرى معاصرة‪ ،‬اجلزء الثاين‪،‬‬

‫دار توبقال للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار البيضاء‪.6551 ،‬‬

‫‪ -‬الغزال إمساعيل‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪،9‬‬

‫‪.6551‬‬

‫‪ -‬بوجداد أمحد‪ ،‬امللكية والتناوب‪ :‬مقاربة إلسرتاتيجية حتديث الدولة وإعادة إنتاج النظام السياسي ابملغرب‪،‬‬

‫مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الدار البيضاء‪.1111 ،‬‬

‫‪ -‬مالكي احممد‪ ،‬الوجيز يف القانون الدستوري واملؤسسات السياسية‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬

‫مراكش‪.1116 ،‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ -‬معتصم حممد‪ ،‬احلياة السياسية املغربية ‪ ،6556-6511‬مؤسسة إيزيس للنشر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الدار‬

‫البيضاء‪ ،‬ماي ‪.6551‬‬

‫‪ -‬قلوش مصطفى‪ ،‬النظام الدستوري املغريب‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الراب ‪.6557 ،‬‬

‫‪ -‬قلوش مصطفى‪ ،‬املبادئ العامة للقانون الدستوري‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الراب ‪.‬‬

‫‪ -‬مدين حممد‪ ،‬القانون الدستوري‪ :‬املفاهيم األساسية‪ ،‬طبعة أوىل‪.‬‬

‫‪ -‬احلحيوي جنيب‪ ،‬مسو املؤسسة امللكية‪ :‬دراسة قانونية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬‬

‫أكدال‪ ،‬الراب ‪.1116-1111 ،‬‬

‫املقاالت‪:‬‬

‫‪ -‬بلمليح مسري‪" ،‬رئيس احلكومة ورئيس الدولة يف دستور ‪ ،"1166‬جملة مسالك‪ ،‬عدد مزدوج‪،11 ،65 ،‬‬

‫‪.1161‬‬

‫‪ -‬بندورو عمر‪" ،‬العالقات بني السلط‪ :‬فصل أم خلط يف السلط؟"‪ ،‬منشورات دفاتر وجهة نظر‪ ،17 ،‬الطبعة‬

‫األوىل‪.1166 ،‬‬

‫‪ -‬مالكي احممد‪" ،‬السؤال يف املمارسة الربملانية املغربية‪ :‬الفرتة التشريعية ‪ ،"6551-6517‬ضمن‪ :‬التمثيلية‬

‫والوساطة واملشاركة يف النظام السياسي املغريب‪ ،‬الطبعة األوىل‪.6557 ،‬‬

‫‪ -‬مدين حممد‪" ،‬الدستور اجلديد‪ :‬تركيز السلطة وضعف الضماانت" ضمن‪ :‬الدستور اجلديد ووهم التغيري‪ ،‬دفاتر‬

‫وجهة نظر‪ )17 ،‬الطبعة األوىل‪.1166 ،‬‬

‫‪315‬‬
‫ ندوة‬،"‫ املقارنة والتأويل‬:‫ "اإلصالح الدستوري والسياسي يف املغرب‬،‫ الوزاين عبد املالك‬،‫ مالكي احممد‬-

.6555 ‫ أكتوبر‬،11-11 ‫ مراكش‬،‫اإلصالحات السياسية والدستورية يف املغرب العريب‬

:‫الوثائق‬

.6516 ،‫ انبعاث أمة‬،6516 ‫ تدخل جاللة امللك أثناء افتتاح دورة أكتوبر‬-

.1111 ‫ سنة‬،7 ‫ عدد‬،‫ منشور صادر عن جملس النواب‬،1111-6591 ،‫ اخلطب امللكية أمام الربملان‬-

‫ دار الفكر العريب للنشر‬،6 ‫ سلسلة نصوص وواثئق‬:‫ ضمن‬،1166 ‫ يونيو‬67 ‫ نص اخلطاب امللكي لـ‬-

.1166 ،‫ الطبعة األوىل‬،‫والتوزيع‬

.6551 ‫ أبريل‬11 ،6556 ‫ يونيو‬65 ،6556 ‫ أكتوبر‬15 :‫ املذكرات الدستورية‬-

- OUVRAGES:

- Althuser L., Montesquieu, la politique et l'histoire, PUF, 1981.

- Baudahrain A., Elément de droit public marocain, l'Harmattan, Paris, 1994.

- Cubertafond B., Le système politique marocain, l'Harmattan, Paris, 1997.

- Leclerq C., Droit constitutionnel et institutions politiques, 9ème éd., 1995.

- Madani M., Le mouvement national et la question constitutionnelle 1930-


1960, mémoire de DES, Rabat, 1981.

- Troper M., La séparation des pouvoirs et l'histoire constitutionnelle française,


LGDJ, Paris, 1980.

- ARTICLES:

- El Massaudi A., «Réflexion sur l'équilibre institutionnel dans la nouvelle


constitution marocaine», In: l'AAN, 1996.

311
- Menouni A., «Constitution et séparation des pouvoirs», In: trente années de
vie constitutionnelle au maroc, LEDJ, Paris, 1993.

- Menouni A., «Le recours à l'article 19, une nouvelle lecture de la constitution
», In: RJPEM, n° 15, septembre 1984.

- Tozy M., «le Commandeur des Croyants », In: Edification d'un Etat
moderne, le Maroc de Hassan II, Albin Michel, 1986.

311

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like