في أحد أيام شتاء عام 1929 وقف طفل صغير أمام والدته وهو يرتعش من قسوة البرد وسألها ببراءة

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫اسباب البطالة‬

‫يمكن تلخيص اسباب البطالة فيما يلي‪:‬‬

‫تدخل الدولة في السير العادي لعمل السوق‬


‫الحرة وخاصة فيما يخص تدخلها لضمان حد‬
‫أدنى لألجور‪ ،‬إذ أن تخفيض األجور والضرائب‬
‫هما الكفيالن بتشجيع االستثمار وبالتالي خلق‬
‫الثروات و فرص العمل‪.‬‬
‫أشكال التعويض عن البطالة و قوانين العمل‪.‬‬
‫عزوف الرأسماليين عن االستثمار إذا لم يؤدي‬
‫اإلنتاج إلى ربح كافي يلبي طموحاتهم‪.‬‬
‫التزايد السكاني‪.‬‬
‫التزايد المستمر في استعمال اآلالت وأرتفاع‬
‫االنتاجية مما يستدعي خفض مدة العمل و‬
‫تسريح العمال‪.‬‬
‫بعد األزمة االقتصادية الكبرى التي ضربت النظام‬
‫الرأسمالي في مطلع الثالثينات (أزمة ‪ )1929‬و‬
‫ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بشكل مهول (‬
‫‪ 12‬مليون عاطل في الواليات المتحدة – ‪6‬‬
‫ماليين في ألمانيا) أرجع بعض علماء اإلقتصاد‬
‫أسباب البطالة إلى أخطاء بعض الرأسماليين‬
‫الذين ال ينفقون بشكل كافي على االستثمار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نتائج البطالة‬

‫للبطالة نتائج متناقضة على النظام اإلقتصادي‪g‬‬


‫الرأسمالي و على المجتمع البورجوازي و‬
‫المضطهدين الذين يعشون في ظله‪ .‬فهي من‬
‫جهة تمكن الرأسمالي من شراء قوة العمل‪،‬‬
‫بماهي سلعة‪ ،‬بأقل ثمن ممكن و الوصول متى‬
‫شاء إلى يد عاملة رخيصة‪ .‬كما تمكن‬
‫البورجوازية كطبقة سائدة من االحتفاض‬
‫بالطبقة العاملة خاظعة الستغاللها و سلطتها‬
‫من خالل إغراق المشتغلين في رعب من مغبة‬
‫فقدان مورد عيشهم إن هم طالبوا بأجور أعلى‬
‫ألنه يوجد من هو مستعد للعمل بأجر أقل‪ .‬و من‬
‫جهة أخرى تشكل البطالة‪ ،‬إن هي تجاوزت‬
‫حدود معينة (حسب كل مرحلة تاريخية)‪،‬‬
‫تهديدا الستقرار النظام بكليته (الثورة أو‬
‫الفاشية)‪ .‬كما تعد البطالة تدميرا ممنهجا لقوى‬
‫االنتاج (إلى جانب الحروب) مما يضيع على‬
‫االنسانية موارد جد هامة‪ .‬و ال تقل نتائج‬

‫البطالة كارثية على المستوى االجتماعي‪،‬‬


‫حيث أصبح من المؤكد اليوم أن الجريمة و‬
‫األمراض العضوية و‬

‫‪2‬‬
‫النفسية و استهالك المخدرات و الدعارة ‪...‬‬
‫تلعب البطالة بما يرافقاها من بؤس دورا محوريا‬
‫و مشجعا فيها‪.‬‬

‫حلول للبطالة‬
‫ال يرى اقتصاديوا البورجوازية حال لمشكلة‬
‫البطالة إال في اتجاهين أساسيين‪ :‬اتجاه أول‬
‫يرى للخروج من البطالة ‪:‬‬

‫ضرورةرفع وتيرة النمو االقتصادي بشكل يمكن‬


‫من خلق مناصب الشغل ( في ظل الرأسمالية‬
‫المعولمة يمكن تحقيق النمو دون خلق فرص‬
‫الشغل)‪ ،‬و في الدول الصناعية ال يمكن االرتفاع‬
‫عن نسبة ‪ 2.5‬في المئة بسبب قيود العرض‬
‫( يتم تدمير النسيج االقتصادي‪ g‬للعالم الثالث‬
‫لحل أزمة المركز من خالل سياسات التقويم‬
‫الهيكلي و‬

‫المديونية التي من نتائجها تفكيك صناعات‬


‫العالم الثالث و تحويله لمستهلك لمنتجات‬
‫الدول الصناعية)‪.‬‬

‫خفض تكلفة العمل أي تخفيض األجور بشكل‬


‫‪3‬‬
‫يخفض تكلفة االنتاج و يرفع القدرة على‬
‫المنافسة و تحقيق األرباح ‪.‬‬
‫تغيير شروط سوق العمل يعني المطالبة بحذف‬
‫الحد األدنى لألجور‪ ،‬خفض تحمالت التغطية‬
‫االجتماعية و الضرائب‪ ،‬وتقليص أو حذف‬
‫التعويض عن البطالة تخفيض األجور و سعات‬
‫العمل ( المرونة في األجور و سعات العمل )‪.‬‬

‫اتجاه ثاني يرى للخروج من أزمة البطالة‪:‬‬

‫ضرورة تدخل الدولة لَضبط الفوضى االقتصادية و‬


‫التوازن االجتماعي (عبرت عنه دولة الرعية‬
‫االجتماعية في الغرب) ‪ .‬هذا االتجاه أخذ يتوارى‬
‫بفعل ضغط االتجاه األول (العولمة)‪.‬‬

‫أما الحل الجذري لقضية البطالة فيتطلب إعادة‬


‫هيكلة اإلقتصاد على قاعدة التملك الجماعي‬
‫لوسائل االنتاج و تلبية الحاجيات األساسية لكل‬
‫البشر خارج نطاق الربح الرأسمالي‪ ،‬أي بناء‬
‫مجتمع آخر ال يكون فيه نجاح األقلية في العيش‬
‫المترف على حساب عجز األغلبية في الوصول‬
‫إلى الحد األدنى من العيش الكريم‬

‫‪4‬‬

You might also like