Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫العدد التاسع‬

‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬


‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪Cadre Juridique de la Gestion des Catastrophes Naturelles en Algérie‬‬


‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2017/12/19 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2017/10/09 :‬‬
‫أ‪ .‬شريف صورية ‪ /‬جامعة محمد ملين دباغين ‪ -‬سطيف ‪2‬‬

‫ملخص ‪:‬‬

‫يبين تحليل واقع الدفاع املدني وادارة الكوارث الطبيعية في الجزائر أنه بالرغم من تطور‬
‫الوعي بحجم التهديد الذي تمثله املخاطرالطبيعية على البنى االجتماعية واالقتصادية والبيئية‬
‫للدولة‪ ،‬وعلى الرغم من توفرإطارتشريعي كاف للوقاية وتنظيم النجدة‪ ،‬إال أن هناك عمال كبيرا‬
‫ينبغي القيام به على صعيد التجسيد امليداني للسياسات والتشريعات ذات الصلة‪ ،‬وإدماج‬
‫إدارة املخاطر الطبيعية ضمن التصور الشامل للتنمية املستدامة وتهيئة اإلقليم‪ .‬وهذا أمر‬
‫ال يعني فقط السلطات العمومية وإنما يشمل أيضا كل الفاعلين غير الرسميين‪ ،‬بما في ذلك‬
‫املواطن العادي الذي يعتبرمحور التوجه األمني والدفاعي املعاصر‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬االمن القومي ‪ ،‬الدفاع املدني ‪ ،‬ادارة الكوارث الطبيعية ‪.‬‬

‫‪Résumé:‬‬

‫‪L›analyse de la réalité de la défense civile et la gestion des catastrophes natu�-‬‬


‫‪relles en Algérie montre que, en dépit du progression de la conscience en la ma-‬‬
‫‪tière, et malgré la disponibilité d’un cadre législatif adéquat pour la prévention et‬‬
‫‪l’organisation des secours, il reste beaucoup de travail à faire au niveau de la mise‬‬
‫‪en application des politiques et des lois, et l’intégration de la gestion des risques na-‬‬
‫‪turels dans le concept global du développement durable et l’aménagement du ter-‬‬
‫‪ritoire. Cette démarche ne concerne pas uniquement les autorités publiques mais‬‬
‫‪comprend également tous les acteurs non-officiels, y compris le citoyen ordinaire,‬‬
‫‪qui constitue l’axe de la nouvelle conception de la sécurité et de la défense.‬‬

‫‪Mots clés : Sécurité nationale, Défense civile, Gestion des catastrophes naturelles.‬‬

‫‪365‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫عرفت الجزائر عبر تاريخها العديد من الكوارث ذات الحجم الكبير واملتوسط ‪ ،‬وعلى‬
‫امتداد هذه الكوارث ‪ ،‬سعت الجزائر إلى تحسين أدائها ودورها في الحد من آثار هذه املخاطر‬
‫الطبيعية ‪ ،‬وقطعت أشواطا معتبرة من خالل امتالك إطارقانوني متين ومتناسق مع االحتياجات‬
‫واإلمكانات الوطنية ‪ ،‬وأيضا بتحديد الفاعلين في مجاالت الوقاية ومواجهة الكوارث حتى وان لم‬
‫تكن من صميم مسؤولياتهم ومهامهم ‪ ،‬كما حسنت دورها بوضع خطط واستراتيجيات للتعامل‬
‫في حاالت األزمات والكوارث وخاصة في مجال االتصال والتدخل امليداني‪ .‬لكن مع ذلك ال تزال‬
‫الكوارث الطبيعية تتسب في خسائر معتبرة في الجزائر‪ ،‬وهو ما يستدعي مرافقة النصوص‬
‫التنظيمية بسياسات ميدانية فعالة وناجعة‪.‬‬
‫يتناول هذا املقال مختلف االبعاد التنظيمية الدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر من‬
‫فاعلين ونصوص قانونية في محاولة ملعرفة مدى مالءمة التشريعات املوجودة ملتطلبات التدخل‬
‫امليداني واالستجابة الشاملة للكوارث الطبيعية قبل وأثناء وبعد حدوثها‪.‬‬

‫‪ .1‬الفاعلون في مجال الدفاع املدني و ادارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫إن الوقاية من الكوارث الطبيعية‪ ،‬كما هوالحال بالنسبة إلى حماية األشخاص واملمتلكات‬
‫هي من مسؤوليات الدولة في املقام األول ولذلك فهي تخصص اعتمادات مالية‪ ،‬وتنجزدراسات‬
‫وتصمم مخططات وتلتزم أيضا بالتطبيق الفعلي لها بناء على اإلمكانيات والوسائل املتاحة‪ .‬كما‬
‫أن تنظيم الدفاع املدني يتوقف من جهة على عمل هياكل الدولة‪ ،‬وعلى فعالية االحتياطات‬
‫ومخططات الطوارئ املوضوعة محل تنفيذ على كافة اإلقليم‪ ،‬وبالتالي فان الجهود املبذولة‬
‫في مجال الدفاع املدني هي مشتركة بين عديد الوزارات مثل‪ :‬الداخلية‪ ،‬النقل‪ ،‬االتصاالت‪،‬‬
‫الطاقة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬االقتصاد‪...،‬‬

‫ولذلك فانه وبغية الوصول إلى تحقيق األمن للمنشآت الحساسة واملراكزالحيوية‪،‬وأيضا‬
‫لضمان حماية املواطنين بفعالية ‪،‬فانه من األفضل تقوية وتحسين أداء الهياكل واملؤسسات‬
‫املوجودة وتطويروسائل الوقاية املتوفرة لديهم‪ ،‬بدل اللجوء إلى إنشاء أجهزة أخرى جديدة‪.1،‬‬
‫‪ -2.1‬دور السلطات العمومية‬
‫ ‪ .‬أمسؤولية الدولة‪:‬‬
‫إن املسؤولية األكبر فيما يخص األمن الوطني تقع على عاتق الدولة‪ ،‬واملادة ‪ 24‬من‬
‫الدستور تنص على أن « الدولة مسؤولة عن أمن األشخاص واملمتلكات‪ ،‬وتتكفل بحماية كل‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪366‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫مواطن في الخارج »‪ .‬فالدولة هي التي تضع التصور العام للدفاع املدني من خالل السلطات‬
‫العمومية واملؤسسات الرسمية والتشريعات واإلجراءات‪ ،‬كما أنها تتحرك بواسطة وسائل‬
‫‪2‬‬
‫وأجهزة مختلفة تابعة لها‪ ،‬من خالل وزارة الداخلية‪ ،‬والجماعات املحلية‪ ،‬واألسالك األمنية‪.‬‬
‫ ‪ .‬ب صالحيات وزيرالداخلية‪:‬‬
‫يحدد املرسوم التنفيذي رقم ‪ 247-94‬املؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 1994‬املحدد لصالحيات وزير‬
‫الداخلية والجماعات املحلية واإلصالح اإلداري املهام التي يضطلع بها الوزيرفيما يتعلق بقضايا‬
‫األمن العمومي‪ .‬إذ تنص املادة ‪ 3‬من املرسوم على أن وزير الداخلية يتولى وضع تصور ألعمال‬
‫الوقاية واملكافحة والرقابة‪ ،‬التي تدخل ضمن أمن اإلقليم والنظام العام وتسييرها وتقويمها‬
‫وتنسيقها‪ .‬وتسمح هذه املادة أيضا لوزير الداخلية باملشاركة في تحديد السياسة الوطنية في‬
‫‪3‬‬
‫مجال أمن اإلقليم وتنفيذها وتقويمها‪ ،‬ويقوم بالتنسيق العام في ميدان امن اإلقليم‪.‬‬
‫كما تتمثل مهمات الوزير ذات الطابع االستعجالي‪ ،‬بموجب املادة العاشرة من املرسوم‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬يتخذ أي تدبير ويبادر بمعية الهياكل املعنية بأي عمل‪ ،‬في مجال املساعدة واإلعانة‬
‫والنجدة‪ ،‬من شانه أن يواجه النكبات والجوائح والكوارث‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ ‪-‬يعد أي مخطط يتعلق بتنظيم نجدة السكان واألمالك‪.‬‬
‫وفي مجال الحماية املدنية تتمثل مهمة وزير الداخلية والجماعات املحلية والبيئة‬
‫واالصطالح اإلداري فيما يأتي‪:‬‬
‫ ‪-‬يسهر على حماية األشخاص واألمالك من أخطار الكوارث أو النكبات أو الكوارث التي‬
‫يتسبب فيها اإلنسان أو الطبيعية‪.‬‬
‫ ‪-‬يدرس تدابيرالحماية املدنية على الصعيد الوطني وينشطها ويراقبها‪.‬‬
‫ ‪-‬ينشط مخططات الوقاية من أخطارالكوارث ويراقبها‪.‬‬
‫ ‪-‬ينسق مخططات تنظيم التدخالت والنجدات في حالة وقوع كوارث‪.‬‬
‫ ‪-‬ينسق العمل امليداني الذي تقوم به مصالح الحماية املدنية ويراقبه‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ ‪-‬يشارك في تنفيذ برامج الدفاع املدني‪.‬‬

‫‪367‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫ج‪ -‬صالحيات الوالي‪:‬‬


‫إن صالحيات الوالي فيما يتعلق بالدفاع املدني متضمنة في القانون رقم ‪ 09-90‬املؤرخ في‬
‫‪ 7‬افريل ‪ 1990‬الخاص بالوالية‪ ،‬وأيضا املرسوم رقم ‪ 373- 83‬املؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ 1983‬املحدد‬
‫لسلطات الوالي فيما يتعلق باألمن والحفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫ومن الصالحيات املخولة للوالي‪ ،‬انه يجوز له عندما تقت�ضي الظروف االستثنائية ذلك‬
‫أن يطلب تدخل تشكيالت الشرطة والدرك الوطني‪ ،‬املتمركزة في إقليم الوالية عن طريق‬
‫التسخير(املادة ‪ ،)99‬ويعتبرالوالي بموجب املادة ‪ 100‬مسؤوال عن إعداد تدابيرالدفاع والحماية‬
‫التي ال تكت�سي طابعا عسكريا وتنفيذها‪.‬‬
‫ويسهر الوالي بموجب املادة ‪ 101‬على إعداد وإتمام وتنفيذ مخططات تنظيم عمل‬
‫اإلسعافات في الوالية وضبطها باستمرار‪ ،‬ويمكنه في إطارهذه املخططات أن يسخراألشخاص‬
‫‪6‬‬
‫واملمتلكات طبقا للتشريع املعمول به‪.‬‬
‫من جهة أخرى ينص املرسوم رقم ‪ 373 -83‬املحدد لسلطات الوالي في مجال الحفاظ على‬
‫األمن والنظام العام في مادته الثانية على انه يجب على الوالي أن يتخذ جميع اإلجراءات ذات‬
‫الطابع التنظيمي التي من شانها أن توفرما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬حماية األشخاص واملمتلكات‪ ،‬وضمان السيرالعادي واملنتظم لحياة املواطنين‪.‬‬
‫ ‪-‬تفادي أي شكل من أشكال االضطراب في النظام العام أو عرقلة املمارسة العادية‬
‫‪7‬‬
‫للسلطة‪ ،‬واملحافظة على املمتلكات العمومية‬
‫د‪ .‬صالحيات رئيس البلدية‬
‫يحددها قانون رقم ‪ 08-90‬املؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ 1990‬املتعلق بالبلدية الذي يمنح لرئيس‬
‫املجلس الشعبي البلدي صالحيات فيما يتعلق باألمن العمومي‪.‬‬
‫فطبقا للمادة ‪ 75‬من هذا القانون فان رئيس البلدية احتراما لحقوق املواطنين وحرياتهم‬
‫على الخصوص يتولى ما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬املحافظة على النظام العام وسالمة األشخاص واألمالك‪.‬‬
‫ ‪-‬املحافظة على حسن سير النظام في جميع األماكن العمومية التي يجري فيها تجمع‬
‫األشخاص‪.‬‬
‫ويأخذ رئيس البلدية جميع االحتياطات الضرورية وجميع اإلجراءات الوقائية لضمان‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪368‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫أمن األشخاص واملمتلكات في األماكن العمومية والتي تكون عرضة أكثر للحوادث والحرائق‬
‫والنكبات‪ .‬وفي حالة الخطرالجسيم والداهم ‪ ،‬يأمررئيس املجلس الشعبي البلدي بتنفيذ تدابير‬
‫األمن التي تقتضيها الظروف ويخطر الوالي بها فورا (املادة ‪ .)71‬ويجوز لرئيس املجلس الشعبي‬
‫البلدي في إطار مخططات تنظيم وتقديم اإلسعافات أن يقوم بتسخير األشخاص واألمالك‬
‫العامة والخاصة (املادة ‪.8)72‬‬
‫ه ‪ -‬هياكل األمن والحماية العمومية‪.‬‬
‫ينبغي أن تخضع املؤسسات العمومية واألجهزة الخاصة للحماية ضد أي تهديد‪ .‬وخاصة‬
‫املؤسسات التي تكت�سي طابعا استراتيجيا وحساسا بفعل طبيعة مهامها وعملها‪.‬‬
‫وقد جاء األمراملتعلق بالتنظيم العام للحماية املدنية في وقت الحرب لعام ‪( 1967‬املادتان‬
‫‪ 11‬و‪ ) 42‬والقانون املتعلق بالدفاع الشعبي لعام ‪(1987‬املادة ‪ )10‬واملرسومان املتعلقان‬
‫بالتدخل والنجدة في حالة الكوارث والوقاية من مخاطر الكوارث لعام ‪ ،1985‬جاءت لدمج‬
‫املؤسسات العمومية واألجهزة الخاصة في عملية وضع مخططات الوقاية وتنظيم النجدة بهدف‬
‫ضمان أمنها وحمايتها الخاصة‪.‬‬
‫يجب على هذه املؤسسات واألجهزة أن تشارك في الدفاع املدني بالوسائل التي تمتلكها‬
‫بتسخير من السلطات املخولة‪ .‬وهذه الوسائل يمكن أن تكون عتادا أو بنى قاعدية أو مؤن‬
‫مختلفة أو خبرة‪ 9....‬ومن بين هذه األجهزة نجد ‪:‬‬
‫‪ -‬الحماية املدنية‪ :‬تدخل صالحياتها في إطار اإلستراتيجية املسطرة من قبل السلطات‬
‫العمومية‪ .‬وتمثل مهام النجدة واإلنقاذ وتقديم اإلسعافات اإلنسانية املحور األسا�سي للحماية‬
‫املدنية‪ ،‬الذي تبنى عليه إستراتيجيتها الهادفة إلى حماية األشخاص واملمتلكات أثناء الحاالت‬
‫االستعجالية‪.10‬‬
‫في الجزائر تخضع الحماية املدنية ملجموعة من النصوص التي تحدد تنظيمها وطرق‬
‫عملها‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم ‪ 64.125‬املؤرخ ‪ 15‬أبريل سنة ‪ 1964‬املتعلق بالتنظيم اإلداري للحماية‬
‫املدنية‪ .‬فبعد استقالل الجزائر‪ ،‬وضع هذا املرسوم أسس الدفاع املدني الجزائري‪ ،‬وحدد‬
‫مهامه ومجاالت التدخل والتنظيم املركزي واملحلي‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم ‪ 76.39‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ ، 1976‬املتضمن تنظيم اإلدارة املركزية لوزارة‬
‫الداخلية‪ :‬أسس هذا املرسوم املديرية العامة للحماية املدنية‪ ،‬بما يستجيب إلى انشغال‬
‫أسا�سي وهو كيفية إعطاء ديناميكية جديدة ملهمة حماية الناس واملمتلكات‪،‬وتوفير الظروف‬
‫‪369‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫العملية الضرورية لتحقيق ذلك‪ .‬وطبقا لذلك فان املديرية العامة للحماية املدنية تتكون من‬
‫مديريتين فرعيتين‪ :‬مديرية العمليات ومديرية الدراسات والوسائل‪ .‬وعلى الصعيد املحلي نجد‬
‫‪11‬‬
‫مصلحة الحماية املدنية واإلنقاذ‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم الوزاري ‪ 91.503‬املؤرخ ‪ 21‬كانون األول ‪ ، 1991‬بشأن تنظيم اإلدارة املركزية‬
‫للمديرية العامة للحماية املدنية وهو تعديل للمرسوم السابق‪ .‬واستنادا إلى هذا التنظيم‬
‫الجديد‪ ،‬عرفت مديرية الحماية تعديالت رئيسية مست الهيكلة واملهمات األساسية التي تقوم‬
‫بها‪ .‬وقد سمحت إعادة تنظيم املديرية العامة الحماية املدنية‪ ،‬بتعزيز الوقاية من الكوارث‪،‬‬
‫والتدريب وتخطيط العمليات ووظائف إدارة املوارد البشرية واملادية‪ .‬وقد تم تعزيزالرقابة على‬
‫الخدمات من قبل إنشاء مفتشية عامة‪ .12‬و أصبحت املديرية العامة تتكون من أربع مديريات‬
‫فرعية ‪(:‬مديرية الوقاية من الكوارث ؛ مديرية تنظيم وتنسيق النجدة‪ ،‬مديرية املستخدمين‬
‫والتكوين‪ ،‬مديرية اللوجيستيك والبنى التحتية‪ .)13‬انظرامللحق رقم (‪.)2‬‬
‫‪ -‬املديرية العامة لألمن الوطني ‪ :‬بموجب املرسوم رقم ‪ 72 -92‬املؤرخ في ‪ 31‬أكتوبر‬
‫‪ 1992‬تم تحديد مهمات وهيكلة املديرية العامة لألمن الوطني‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 2‬من املرسوم على أن ا ملديرية مكلفة بـ‪ :‬السهر على احترام القوانين‬
‫والتشريعات‪ ،‬ضمان حماية األشخاص واملمتلكات‪ ،‬وأيضا الوقاية من كل أشكال االضطرابات‬
‫التي تهدد النظام العام‪ .‬وانطالقا من هذه املهام نالحظ أن األمن الوطني يساهم مباشرة في األمن‬
‫الداخلي للبالد‪ ،‬وهذه الوظيفة تتدعم وتتقوى أكثر في الحاالت التي تصبح فيها حياة املجتمع‬
‫في خطر بسبب حاالت األزمات الطارئة التي قد تحدث نتيجة كوارث طبيعية أو تكنولوجية أو‬
‫صناعية ‪ .‬فالشرطة ومن خالل مديرياتها املتخصصة‪ ،‬تشارك في الدفاع عن املصالح الرئيسية‬
‫للدولة‪ ،‬كما تشارك أيضا في عمليات الدفاع املدني‪.14‬‬
‫‪ -‬الدرك الوطني ‪ :‬في سياق هيمنت فيه التهديدات غير العسكرية‪ ،‬فان الدرك كخدمة‬
‫عمومية يمثل احد أهم الفواعل في مجال الدفاع املدني‪ ،‬وفي هذا الصدد يعتبر أول املساهمين‬
‫من وزارة الدفاع‪ .‬وبصفته قوة مؤسسة‪ ،‬فانه يسهر على راحة املواطنين من خالل القيام ب‬
‫(حماية األشخاص واملمتلكات‪ ،‬االستعالم‪ ،‬اإلنذار‪ ،‬النجدة واإلسعاف)‪ ،‬كما يقوم أيضا‬
‫بالحفاظ على النظام العام وتطبيق القانون وهذا باإلضافة إلى مهمته األصلية وهي الدفاع‬
‫‪15‬‬
‫العسكري عن الدولة‪.‬‬
‫و‪ -‬املنظمات غيرالحكومية‪:‬‬
‫و هي منظمات تعمل على املساعدة في حال الكوارث الطبيعية‪ ،‬وأهمها الهالل األحمر‬
‫الجزائري‪ ،‬وهو أول منظمة إنسانية في الجزائر‪ ،‬أن�شئ سنة ‪ 1956‬إبان ثورة التحرير الوطنية‪،‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪370‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫كما انه منظمة إغاثة تقوم بالعمل التطوعي‪ ،‬ومساعدة السلطات العمومية في أداء مهامها‪،‬‬
‫وهي اليوم تضم قرابة ‪ 25‬ألف متطوع عبركامل التراب الوطني‪.‬‬
‫والهالل األحمر هو جهاز ملحق بالسلطات العمومية وذلك وفق مرسوم ‪ 524-62‬الصادر‬
‫في ‪ 6‬سبتمبر‪ 1962‬املتضمن االعتراف بالهالل األحمرالجزائري كمؤسسة وطنية‪ .‬إذ تنص املادة‬
‫األولى من املرسوم على أن الهالل األحمر الجزائري يمثل جمعية تمتلك الشخصية القانونية ‪،‬‬
‫ويعترف به رسميا كمؤسسة نجدة تطوعية ومستقلة ومكملة للسلطات العمومية‪ .‬بينما تعترف‬
‫املادة الثانية للهالل األحمرالجزائري بكونه مكمال مستقال ملصالح الصحة العسكرية‪.16‬‬
‫يشارك الهالل األحمر الجزائري في عمليات اإلغاثة العاجلة لضحايا الكوارث الطبيعية‬
‫التي تستدعي التدخل كالزالزل والفيضانات وانهيار املباني‪ ،‬باإلضافة إلى ادوار ومهام أخرى في‬
‫مجال التعاون والتضامن في مختلف املجاالت ‪ ،‬وأيضا القيام بالحمالت اإلعالمية التحسيسية‬
‫حول مخاطرالهلع أثناء حدوث الكوارث وهذا ما نلحظه خاصة بعد ‪ . 2003‬وبذلك يمكن القول‬
‫أن الهالل األحمر أصبح شريكا في مجال تبسيط الرسائل وتقديم الخدمات واإلعانات لصالح‬
‫‪17‬‬
‫املواطن‪.‬‬
‫ي‪ -‬مسؤولية املواطن‪:‬‬
‫املواطن هو فاعل مهم في الدفاع املدني‪ ،‬فهو معني بشكل مزدوج من حيث كونه أوال يجب‬
‫أن يحمى من طرف الدولة ضد أي تهديد ‪ ،‬وهو بدوره يجب أن يدافع عن الدولة ضد أي خطر‪.‬‬
‫ويتضمن الدستور مادتين (‪ )61،62‬مخصصتين لواجبات املواطن في مجال األمن‬
‫الوطني‪ 18.‬كما أن األمراملتضمن التنظيم العام للحماية املدنية في وقت الحرب ‪ ، 1967‬خصص‬
‫املادة ‪ 50‬لتوظيف مستخدمي املصالح العمومية واملتطوعين لضمان سيرالحماية املدنية‪ .‬كما‬
‫نص القانون الخاص بالدفاع الشعبي لعام ‪ 1987‬في مادته الثالثة على أن يخضع املواطنون‬
‫الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 18‬و‪ 60‬سنة كاملة لواجبات الدفاع الشعبي ويستثنى منهم املعفون‬
‫بسبب عدم القدرة البدنية أو العقلية‪ ،‬واملواطنون الخاضعون أولويا للواجبات العسكرية‬
‫‪19‬‬
‫باسم الجيش الوطني الشعبي‪.‬‬
‫ورغم أن املواطن يلعب دور الفاعل املتطوع‪ ،‬إال أن دوره ال يقل أهمية عن دور األجهزة‬
‫املتخصصة في هذا املجال‪ ،‬وعليه ال بد من االستثمارفي تثقيف املواطن وتوعيته بدوره الضروري‬
‫في مجال توفيراألمن والحماية لنفسه ولغيره من املدنيين‪ .‬وبالتالي فان التحضيرالنف�سي للدفاع‬
‫‪20‬‬
‫ضد هذه األخطارهو املعياراألسا�سي الذي يقاس به مدى نجاعة عملية الدفاع عن عدمها‪:‬‬

‫‪371‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪ .2‬اإلطارالقانوني والتشريعي للدفاع املدني في الجزائر‬


‫يعد تسييرالكوارث أحد تقنيات تنظيم النجدة التي تهدف إلى تخفيف األثرالتدميري على‬
‫املجموعات البشرية‪ .‬في الجزائر التزال السلطات العمومية تعمل على إرساء وتطوير سياسات‬
‫وقائية خاصة بها‪ ،‬وتعمل على تدعيم قدراتها ملجابهة مختلف هذه املخاطر‪.‬‬
‫فمباشرة بعد الزلزال الذي ضرب األصنام‪ ،‬بدأت السلطات الجزائرية في التشريع‬
‫والتنظيم للدفاع املدني‪ ،‬فأصدرت املرسوم رقم ‪ 231-85‬في ‪ 25‬ماي ‪ 1985‬الذي ينظم مهام‬
‫وصالحيات وأساليب تدخل مختلف الهيئات العمومية في حالة حدوث كارثة‪ .‬وكنتيجة للكوارث‬
‫األخيرة املتتالية خصوصا زلزال بومرداس‪ ،‬أصدرت السلطات العمومية القانون الجديد رقم‬
‫‪ 20 -04‬في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2004‬املتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث والتنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫‪ .1-2‬أهم النصوص التشريعية والتنظيمية للدفاع املدني في الجزائر‪.‬‬
‫ا‪ -‬الدستور‪:‬‬
‫يمثل دستور ‪ 1996‬وتعديالته النص القاعدي الذي يعالج قضايا األمن الوطني‬
‫ومسؤوليات الدولة واملؤسسات واملواطنين في هذا املجال‪ .‬ولقد استعمل الدستور مصطلح‬
‫األمن الوطني عدة مرات ولكن دون أن يعرفه‪ ،‬وقد تكرر املصطلح في عدة مواد ولكن دون أن‬
‫يفصل في الدفاع املدني أو الدفاع العسكري وال االقتصادي‪ .‬لكن مع ذلك نجد بعض املواد‬
‫التي تشير إلى ضرورة حماية املواطن‪ .‬فاملادة ‪ 24‬مثال تنص على أن ‪ «:‬الدولة مسؤولة عن أمن‬
‫األشخاص واملمتلكات‪ ،‬وتتكفل بحماية كل مواطن في الخارج »‪ .21‬وفي حالة بلوغ األزمات أو‬
‫الكوارث حجما كبيرا ‪ ،‬فان الدستور يضع آليات لصيانة وحماية األمن الوطني وذلك حسب‬
‫‪22‬‬
‫الحالة وخاصة حالة الطوارئ أو الحصار‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادتان (‪.)92-91‬‬
‫ب‪ -‬اإلجراءات التنظيمية حول الكوارث الطبيعية والتكنولوجية‪.‬‬
‫هناك مرسومان يتعلقان بالوقاية من أخطارالكوارث وطرق التدخل في حالة الكوارث‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 231-85‬املؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ ،1985‬يحدد شروط تنظيم التدخالت‬
‫‪23‬‬
‫واإلسعافات وتنفيذها عند وقوع الكوارث‪،‬كما يحدد كيفيات ذلك‪.‬‬
‫املادة األولى منه تحدد شروط تنظيم التدخالت واإلسعافات لدى وقوع الكوارث‪،‬‬
‫ومختلف السلطات التي تعمل في إطار التنظيمات والقوانين املعمول بها‪ ،‬وطبقا لصالحياتها‬
‫واختصاصاتها كما يحدد كيفيات ذلك‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪372‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫وتنص املادة الثانية منه على انه يجب أن تدرج تدخالت األجهزة املختصة في إطار‬
‫مخططات تعد مقدما لتنظيم التدخالت واإلسعافات‪ .‬كما يبين املخطط مجموع الوسائل‬
‫البشرية واملادية الواجب استخدامها في حالة وقوع الكوارث ويحدد شروط هذا االستخدام‪.‬‬
‫ويشيراملرسوم في املادة الثالثة منه إلى انه يجب على كل والية وكل بلدية ووحدة أن تعد مخططها‬
‫الخاص لتنظيم اإلسعافات والتدخالت‪ .‬وحين يكون الخطرمشتركا بين واليتين أو عدة واليات أو‬
‫بلديات أو وحدات‪ ،‬فانه يجب عليها أن تعد مخططا واحدا يدمج مخططاتها األساسية إدماجا‬
‫كليا أو جزئيا حسب طبيعة الخطر(املادة ‪. )4‬‬
‫ويح�صي مخطط تنظيم التدخالت واإلسعافات‪ -‬اعتمادا على طبيعة املنطقة ونوع الخطر‬
‫ومدى جسامته‪ -‬جميع الوسائل الضرورية التي يمكن تجنيدها في حالة التدخل‪.‬كما يحدد‬
‫ترتيب تجنيدها وكيفيات استخدامها(املادة‪ .)5‬كما ينص املرسوم على ضرورة أن تستخدم‬
‫األجهزة املكلفة بإعداد مخططات تنظيم مخططات التدخالت واإلسعافات وتنفيذها‪ ،‬جميع‬
‫التدابير الخاصة بجعل املخطط قابال للتجديد دائما‪ ،‬ويجب عليها خصوصا أن تتأكد من كون‬
‫الوسائل الضرورية القابلة للتجنيد ميسورة املنال لدى التدخل(املادة ‪.)6‬‬
‫كما ينص املرسوم أيضا على أن استخدام الوسائل املقررة في مخططات تنظيم‬
‫التدخالت واإلسعافات يكون اعتمادا على منشأ الكارثة وطبيعتها‪ ،‬وتبعا لجسامة الخطر وآثاره‬
‫في األشخاص واملمتلكات والبيئة(املادة ‪.)7‬‬
‫ويتطرق املرسوم في املواد من ‪ 9‬إلى ‪ 13‬إلى األجهزة واملساهمين في وضع وبلورة هذه‬
‫املخططات وأيضا كيفية عملها‪ 24.‬أما املواد من ‪ 34‬إلى ‪ 36‬فتحدد وحدات التدخل على مستوى‬
‫الوالية‪ ،‬البلدية ثم الوحدة على التوالي‪ ،‬والتي تدور في مجملها حول الوحدات التالية‪ :‬اإلسعاف‬
‫واإلنقاذ‪ ،‬األمن والنظام العام‪ ،‬العالج الطبي واإلجالء وحفظ الصحة‪ ،‬الخبرات واإلرشادات‪،‬‬
‫املعدات والتجهيزات املختلفة‪ ،‬االتصاالت واملواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬اإلسكان‬
‫‪25‬‬
‫املؤقت‪ ،‬التموين والتغذية واإلسعافات األولية‪ ،‬النقل‪....‬‬
‫‪ -‬املرسوم رقم ‪ 232-85‬املؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪ 1985‬املتعلق بالوقاية من أخطارالكوارث‪.26‬‬
‫يفرض هذا املرسوم على كل سلطة أو هيئة مؤهلة أن تستخدم جميع التدابير واملعايير‬
‫التنظيمية والتقنية التي من شانها أن تستبعد األخطار التي تعرض امن األشخاص واملمتلكات‬
‫والبيئة للخطر‪ ،‬أو أن تخفف من آثارها‪ .‬كما يحدد مهام ومسؤوليات الوزيروالوالي فيما يتعلق‬
‫بالوقاية من أخطار الكوارث‪.‬فوزير الداخلية يحتل مكانة خاصة على أساس انه يقوم بعملية‬
‫التنسيق مع كل الوزارات األخرى فيما يخص الوقاية من األخطار الطبيعية أو التكنولوجية‬
‫(املادة ‪ .)2‬أما الوالي فيسهر على تنفيذ التدابير و املعايير املحددة في مجال الوقاية من األخطار‬
‫وعلى تطبيقها املحتمل في بلديات واليته(املادة ‪ .)3‬واملرسوم يحدد أيضا مسؤوليات املؤسسات‬
‫‪373‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫والهيئات واألجهزة والوحدات في وضع مخططات للوقاية من األخطار يكون مطابقا ألعمالها‬
‫وملعاييرالخطة املقررة (املادة ‪.)5‬‬
‫وتشير املادة التاسعة من املرسوم إلى دور الحماية املدنية‪ ،‬واملتمثل في مراقبة خطة‬
‫‪27‬‬
‫الوقاية من األخطارمراقبة دائمة من حيث املظاهراآلثار‪.‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 16-87‬املؤرخ في ‪ 1‬أوت ‪ 1987‬يحدث الدفاع الشعبي ويحدد مهامه‬
‫‪28‬‬
‫وتنظيمه‪.‬‬
‫يهدف هذا القانون إلى إنشاء الدفاع الشعبي في إطار الدفاع الوطني‪ .‬و املادة الثانية منه‬
‫تنص على أن الدفاع الشعبي هو احد مكونات الدفاع الوطني ويدعم طابعه الشامل واملتكامل‪.‬‬
‫كما أن نظامه يغطي كامل التراب الوطني‪ .‬والدفاع الشعبي يتكون من جميع الهياكل واألجهزة‬
‫والوحدات والتشكيالت التي تساهم في الدفاع عن الوطن وتتميز عن هياكل الجيش الوطني‬
‫الشعبي وأجهزته وتشكيالته‪.‬‬
‫وتشيراملادة السادسة من املرسوم إلى أن قوات الدفاع الشعبي تضطلع في ميدان الدفاع‬
‫العسكري بمهام الدفاع اإلقليمي‪ ،‬وتشارك في الدعم املتعدد األشكال لقوات الجيش الوطني‬
‫الشعبي‪ .‬وفي ميدان الدفاع املدني فان قوات الدفاع الشعبي تعزز األسالك النظامية في تأدية‬
‫مهامها‪ .‬وتقام الهيئات املكلفة بتنظيم قوات الدفاع الشعبي وتحضيرها تبعا للتقسيم اإلقليمي‬
‫‪29‬‬
‫والعسكري واإلداري في البالد سواء عل املستوى املركزي أو على مستوى الناحية العسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 402 -90‬يتضمن تنظيم صندوق الكوارث الطبيعية واألخطار‬
‫التكنولوجية الكبرى وسيره‪:30‬‬
‫تم إنشاء هذا الصندوق بغرض التخفيف من نتائج الكوارث الطبيعية على املواطن‪.‬‬
‫وتتكون نفقاته حسبما تنص عليه املادة الثالثة من التعويضات التي تدفع لضحايا الكوارث‬
‫الطبيعية‪ ،‬والنفقات الخاصة بالدراسات التي تتعلق بالوقاية من األخطارالتكنولوجية الكبرى‪،‬‬
‫ومصاريف تسييرالصندوق وملفات النكبات‪ .‬وأخيرا النفقات االستعجالية التي تصرفها املصالح‬
‫العمومية لنجدة ضحايا الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫وتشير املادة السادسة إلى حالة إعالن املنطقة منكوبة‪ ،‬حيث يقدم الوالي تقريرا مفصال‬
‫إلى الوزير املكلف باملالية وبالجماعات املحلية بالتشاور مع الوزير أو الوزراء املعنيين‪ ،‬ويعلنان‬
‫عند االقتضاء بقرارمشترك أن اإلقليم املعني منطقة منكوبة‪.‬واتخاذ ما يلزم من تدابير‪.31‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪374‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪ -‬أمررقم ‪ 250 -67‬املؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر‪ 1967‬املتعلق بالتنظيم العام للحماية املدنية‬


‫‪32‬‬
‫في زمن الحرب‪.‬‬
‫تشيرالوثيقة إلى أن الحماية املدنية مكلفة زمن الحرب باستخدام جميع الوسائل الالزمة‬
‫املخصصة لتحديد األخطار التي يتعرض لها السكان املدنيون‪ ،‬وكذا األضرار التي تلحقهم والتي‬
‫تصيب جميع أنواع األموال والثروات الطبيعية املوجودة في التراب الوطني‪ .‬ويشتمل تنظيم‬
‫الحماية املدنية في زمن الحرب على ما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬تدابيرامن عامة ومحلية (إطفاء األنوارواإلنذاربالخطر)‬
‫ ‪-‬تدابيرحماية (وضع األشخاص واألموال في ملجأ‪ ،‬وتفريق وتوزيع أقنعة الوقاية‪)...‬‬
‫ ‪-‬تدابيرإسعاف (مكافحة الحرائق‪ ،‬إزالة العدوى‪ ،‬وتدابيرصحية‪)...‬‬
‫وتحدث القانون عن دور الوزير املسؤول عن الحماية املدنية املنظمة في زمن الحرب‪،‬‬
‫حيث تشير املادة الثالثة إلى أن وزير الداخلية يقوم بإدارة وتنسيق ومراقبة تدابير الحماية‬
‫املدنية وتطبيقها زمن الحرب في مجموع التراب الوطني‪ .‬و أنه يكون تحت تصرفه املصلحة‬
‫الوطنية للحماية املدنية وهيئتان استشاريتان هما‪ :‬املجلس الوطني للحماية املدنية املنصوص‬
‫عليه واملحدد في أحكام املادة ‪ 129 -64‬املؤرخ في ‪ 15‬افريل ‪ 1964‬واللجنة العليا للحماية املدنية‬
‫‪33‬‬
‫(املادة ‪.)4‬‬
‫وفي فصول أخرى تطرق القانون إلى وضع مخططات وبرامج الحماية املدنية في زمن‬
‫الحرب‪ ،‬فاملادة السابعة عشر مثال تشير إلى أن إعداد الحماية املدنية في زمن الحرب يستلزم‬
‫وضع مخططات وبرامج يحدد فيها الهدف الذي يجب الوصول إليه‪ ،‬كما تبين فيها الحاجات‬
‫وترتيب األولويات‪ .‬وان تنظيم الحماية املدنية في زمن الحرب يتمثل أيضا في تأسيس مخطط‬
‫إجمالي يكون جامعا للمخططات الخاصة اآلتية بعده(م ‪.)18‬‬
‫وتهدف املخططات الخاصة بتجهيزالحماية املدنية إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬األمن العام واملحلي(اإلنذاربالخطروإطفاء األنوار)‬
‫ ‪-‬الحماية بواسطة اإلبعاد(التفريق واإلخالء)‬
‫ ‪-‬الحماية الفردية والجماعية املتممة في املكان‬
‫ ‪-‬وسائل اإلسعاف (مقاومة الحرائق وإزالة العدوى بصفة سريعة ورفع األنقاض بطريق‬
‫‪34‬‬
‫االستعجال )‪.‬والحماية الصحية‬

‫‪375‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 332 -03‬املؤرخ في ‪ 8‬أكتوبر‪ 2003،‬يتضمن إنشاء املركزالعملي‬


‫الوطني للمساعدة على القراروتنظيمه وسيره‪.35‬‬
‫يعتبر هذا املركز أداة لالستماع والترقب‪ ،‬يتولى مهمة جمع واستغالل كل املعلومات‬
‫املتعلقة بحياة البالد التي من شانها أن تساعد على الوقاية‪ ،‬وتسهيل تسييراألحداث ذات البعد‬
‫الوطني التي قد تخلق حالة أزمة‪ ،‬وتستدعي تسويتها تنسيقا مشتركا بين القطاعات واتخاذ قرار‬
‫فوري بشأنها ‪.‬‬
‫وتشيراملادة الخامسة من املرسوم إلى أن املركزيزود بخلية عملية وبلجنة تقنية لالتصال‪،‬‬
‫حيث تقوم تحدد وظائف الخلية بما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬جمع كل املعلومات حول األحداث والوقائع التي من شانها أن تشكل خطرا على األشخاص‬
‫واملمتلكات ومراقبتها واستغاللها ومتابعتها‪.‬‬
‫ ‪-‬تقييم حاالت األزمة والتصدي لها بواسطة إبالغ السلطات العمومية‪.‬‬
‫ ‪-‬تحديد الوسائل الواجب استعمالها مع القطاعات املعنية (م‪.)6‬‬
‫أما صالحيات ومهام خلية االتصال واملتابعة فقد حددتها املادة الحادية عشرفيما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬جمع كل املعلومات واملعطيات املرتبطة بالحياة االجتماعية واالقتصادية واستغاللها‪.‬‬
‫ ‪-‬إحصاء كل الوسائل البشرية واملادية التي يمكن حشدها والسهرعلى تحيينها املنتظم‪.‬‬
‫ ‪-‬وضع مخططات تنظيم التدخالت واإلسعافات عند وقوع الكوارث وتحيينها‪ :‬مخطط تنظيم‬
‫‪36‬‬
‫اإلسعاف ومخططات أخرى مماثلة‪.‬‬
‫كما يتضمن املرسوم مواد أخرى تتعلق بطريقة عمل املركز‪ ،‬وعالقاته مع الوزارات‬
‫والقطاعات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 12-03‬املؤرخ في ‪26‬غشت ‪ 2003‬يتعلق بإلزامية التامين على الكوارث‬
‫الطبيعية وبتعويض الضحايا‪.37‬‬
‫تشير املادة الثانية من األمر إلى أن آثار الكوارث الطبيعية هي األضرار املباشرة التي تلحق‬
‫باألمالك جراء وقوع حادث طبيعي ذي شدة غيرعادية ‪،‬مثل الزلزال أو الفيضانات أو العواصف‬
‫أو أي كارثة أخرى‪.،‬وفيما يخص التعويض على الكوارث‪،‬نصت املادة الثانية عشرعلى انه يجب‬
‫أن تسدد تعويضات التامين املستحقة بموجب الضمان من آثارالكوارث الطبيعية املذكورة في‬
‫هذا األمر‪ ،‬في أجل ال يتعدى ثالثة أشهرابتداء من تحديد مبلغ األضرارامللحقة عن طريق الخبرة‪.‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪376‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 05 -04‬املؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 29-90‬املؤرخ‬


‫‪38‬‬
‫في ‪ 1‬ديسمبر‪ 1990‬واملتعلق بالتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫املادة الثانية من القانون الجديد(‪ )2004‬تتمم أحكام املادة الرابعة من القانون‬
‫السابق(‪ )1990‬والتي تنص على انه ال تكون قابلة للبناء إال القطع أألرضية التي‪:‬‬
‫ ‪-‬تراعي االقتصاد الحضري عندما تكون هذه القطع داخل األجزاء املعمرة للبلدية‪.‬‬
‫ ‪-‬تكون في الحدود املتالئمة مع أهداف املحافظة على التوازنات البيئية عندما تكون موجودة في‬
‫مواقع طبيعية‪.‬‬
‫ ‪-‬تكون غيرمعرضة مباشرة لألخطارالناتجة عن الكوارث الطبيعية والتكنولوجية‬
‫بينما تشير املادة الرابعة املعدلة واملتممة ألحكام املادة ‪ 11‬من القانون السابق إلى انه في‬
‫إطار التهيئة العمرانية‪ ،‬تحدد األرا�ضي املعرضة لألخطار الناتجة عن الكوارث الطبيعية أو تلك‬
‫املعرضة لالنزالق عند إعداد أدوات التهيئة والتعمير‪ ،‬وتخضع إلجراءات تحديد أو منع البناء‬
‫التي يتم تحديدها عن طريق التنظيم‪ .‬كما تعرف أيضا املناطق املعرضة للزالزل حسب درجة‬
‫الخطورة‪ ،‬وتحدد قواعد البناء في هذه املناطق عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫وتتناول املواد من ‪ 9‬إلى ‪ 13‬الحاالت التي يكون فيها مشروع البناء مخالفا ملعاييرومقاييس‬
‫‪39‬‬
‫السالمة‪ ،‬وطرق تسوية هذه الوضعيات حفاظا على سالمة وأمن املواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،20-04‬املؤرخ في ‪ 13‬ذو القعدة ‪ ،1425‬املوافق لـ ‪ 25‬ديسمبر ‪،2004‬‬
‫املتعلق بالوقاية من األخطارالكبرى و تسييرالكوارث‪ ،‬في إطارالتنمية املستدامة‪.40‬‬
‫ويعتبر من أهم القوانين في مجال الدفاع املدني في الجزائر‪ ،‬حيث يتطرق إلى تعريف‬
‫الخطر الكبير والذي هو كل تهديد محتمل على اإلنسان وبيئته‪ ،‬يمكن حدوثه بفعل مخاطر‬
‫طبيعية استثنائية أو بفعل نشاطات بشرية‪ .‬ثم يتعرض إلى الوقاية من األخطار الكبرى‪ ،‬والتي‬
‫تعني تحديد اإلجراءات والقواعد الرامية إلى الحد من قابلية اإلنسان واملمتلكات لإلصابة‬
‫باملخاطر الطبيعية والتكنولوجية وتنفذ ذلك‪ .‬بينما تعرف املادة الثالثة من القانون منظومة‬
‫تسيير الكوارث عند حدوث خطر طبيعي أو تكنولوجي ‪ -‬تترتب عليه إضرار على الصعيد البشري‬
‫أو االجتماعي أو االقتصادي أو البيئي – بأنه مجموع الترتيبات والتدابير القانونية املتخذة من‬
‫اجل ضمان الظروف املثلى لإلعالم والنجدة واإلعانة واألمن واملساعدة‪ ،‬وتدخل الوسائل‬
‫اإلضافية أو املتخصصة‪.‬‬

‫‪377‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫ويتعرض القانون في الفصل الثاني إلى أهداف وأسس ومبادئ الوقاية من األخطارالكبرى‬
‫وتسييرالكوارث ‪ .‬حيث تحدد املادة السابعة أهداف منظومة الوقاية من األخطارالكبرى وتسيير‬
‫الكوارث فيما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬تحسين معرفة األخطار وتعزيز مراقبتها وترقبها‪ ،‬وكذا تطوير اإلعالم الوقائي عن هذه‬
‫األخطار‪.‬‬
‫ ‪-‬مراعاة األخطار في استعمال األرا�ضي وفي البناء وكذا في التقليل من درجة قابلية اإلصابة‬
‫لدى األشخاص واملمتلكات‪.‬‬
‫ ‪-‬وضع ترتيبات تستهدف التكفل املنسجم واملندمج مع كل كارثة ذات مصدر طبيعي أو‬
‫تكنولوجي‪.‬‬
‫وفي الفصل الثالث من القانون تم التطرق إلى مجاالت التطبيق‪ ،‬حيث أشارت املادة‬
‫التاسعة إلى أن الوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية املستدامة تشكل‬
‫منظومة شاملة‪ ،‬تبادربها وتشرف عليها الدولة‪ ،‬وتقوم بتنفيذها املؤسسات العمومية والجماعات‬
‫اإلقليمية في إطار صالحياتها‪ ،‬بالتشاور مع املتعاملين االقتصاديين واالجتماعيين والعلميين‪،‬‬
‫وبإشراك املواطنين ضمن الشروط املحددة بموجب هذا القانون ونصوصه التطبيقية‪.‬‬
‫وتناول القانون في مادته العاشرة األخطارالكبرى املعنية بهذه الوقاية واملتمثلة في‪:‬‬
‫الزالزل واألخطار الجيولوجية‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬األخطار املناخية‪ ،‬حرائق الغابات‪ ،‬األخطار‬
‫الصناعية والطاقوية‪ ،‬األخطاراإلشعاعية والنووية‪ ،‬األخطاراملتصلة بصحة اإلنسان‪ ،‬األخطار‬
‫املتصلة بصحة الحيوان والنبات‪ ،‬أشكال التلوث الجوي أو األر�ضي أو البحري أو املائي‪ ،‬الكوارث‬
‫املترتبة على التجمعات البشرية الكبيرة‪ .‬ثم يأتي للتفصيل في األحكام املطبقة على كل خطرعلى‬
‫‪41‬‬
‫انفراد في الباب الثاني‪.‬‬
‫و في فصول أخرى‪،‬تطرق القانون إلى قضايا متنوعة‪ ،‬ومنها اإلعالم(م‪ )12‬والتكوين(م‬
‫‪ )13‬في مجال الوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث‪،‬ودور ومسؤولية الدولة في هذين‬
‫املجالين(م ‪.) 14‬‬
‫كما أن قانون ‪ 2004‬وضع قواعد وترتيبات األمن اإلستراتيجية في إطارإستراتيجية الوقاية‪،‬‬
‫وحددها في ثالثة فروع‪ :‬عنصر االتصاالت اإلستراتيجية واملواصالت السلكية والالسلكية‪،‬ثم‬
‫عنصر الطرق والطرق السريعة كفرع ثاني‪ ،‬وأيضا املنشآت األساسية والبنايات ذات القيمة‬
‫‪42‬‬
‫اإلستراتيجية كعنصرثالث‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪378‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫وفي باب آخرتناول القانون تسييرالكوارث وقد قسمه إلى قسمين‪:‬‬


‫‪ -‬التخطيط للنجدة والتدخالت‪:‬هناك مخططات لتنظيم النجدة وهو ما تناولته املواد‬
‫من ‪ 52‬إلى ‪ ،57‬ومخططات خاصة بالتدخل وهو ما عرضته املواد من ‪ 58‬إلى ‪.62‬‬
‫‪ -‬التدابير الهيكلية للتكفل بالكوارث‪ ،‬حددتها املواد من ‪ 63‬إلى ‪ 68‬فيما يلي‪ :‬تكوين‬
‫‪43‬‬
‫االحتياطات اإلستراتيجية ‪،‬وإقامة منظومة التكفل باألضرار‪ ،‬وإقامة املؤسسات املتخصصة‪.‬‬
‫‪ .2.2‬استنتاجات حول اإلطارالتشريعي والقانوني‬
‫ا‪ -‬القانون التنظيمي الجديد ‪:2004‬‬
‫قبل املصادقة نهائيا على قانون ‪ 2004‬املتعلق باألخطار الكبرى وإدارة الكوارث في إطار‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬فانه لم توجد أي وثيقة تشريعية أو تنظيمية بهذا املعنى تنظم هذا املجال‬
‫الحساس‪ .‬كما أن الوقاية من الكوارث الطبيعية كان موزعا بين عديد النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية التي تحدد املسؤوليات فيما يتعلق بالحماية ضد بعض األخطاراملحددة‪ .‬ومن أمثلة‬
‫هذه النصوص نجد‪ :‬قانون الصحة العمومية‪ ،‬مرسوم رقم ‪ 76/04‬املتعلق بقواعد األمن‪،‬‬
‫قانون الغابات‪ ،‬قانون حماية البيئة‪،‬قانون التهيئة والعمران ‪ ،‬قانون املياه‪ ،‬القانون البحري‪....‬‬
‫هذه املجموعة من القواعد الخاصة املشتتة بين عدد من النصوص التشريعية‪ ،‬والتي‬
‫ينظم كل منها بعدا معينا‪ ،‬تعتبرباألساس هي سبب غياب مقاربة موحدة للمشاكل التي تطرحها‬
‫عملية الوقاية من األخطارالكبرى‪ ،‬املجال الذي يعاني من غياب رؤية إستراتيجية تسمح بإعطاء‬
‫قيمة وتثمين مفهوم الوقاية‪ .‬فبالعودة إلى الجانب التنظيمي‪ ،‬فإننا نجد أن كل مصلحة وزارية‬
‫تبلور قواعد وقوانين خاصة بها‪ ،‬أو معايير تتعلق باألنشطة املسؤولة عنها‪ ،‬وهذه املجموعة‬
‫املتنوعة من النصوص ذات الطبيعة التنظيمية تسمح فقط بإيجاد الحلول املجزاة ملشكلة‬
‫أكثرشموال‪.‬‬
‫وفيما يخص تنظيم النجدة‪ ،‬حصل تقدم عن طريق النص املعتمد بأمر‪ ،1985‬في أعقاب‬
‫زلزال األصنام‪ ،‬حيث تم االعتراف للجماعات املحلية بدور كبير في تحضير وتنظيم النجدة‪،‬‬
‫وإدخال تدابير جديدة خاصة بمساعدة الضحايا املنكوبين‪ ،‬من خالل التزام الدولة باتخاذ‬
‫‪44‬‬
‫اإلجراءات الالزمة إلعادة الحياة الطبيعية للمناطق املنكوبة‪.‬‬
‫غير أن تنظيم النجدة الذي يتضمنه مخطط ‪ ORSEC‬يثير إشكالية كبيرة‪ ،‬إذ أنه يعتمد‬
‫باألساس على الوسائل العمومية التي تمثل القسم األكبر من القدرات الوطنية‪ ،‬وتأتي هذه‬
‫اإلمكانات من ممتلكات املؤسسات العمومية االقتصادية‪ .‬لكن هذه الوضعية تطرح مشاكل‬
‫كبيرة بعد إعادة تشكيل النشاط االقتصادي للبالد من حيث جاهزية الوسائل وتوفرها(طغيان‬
‫‪379‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫القطاع الخاص)‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن منظمات املجتمع املدني لم يتم إدماجها بعد بشكل‬
‫منظم كشريك كامل في عملية إدارة الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫يجب االعتراف بأن إدارة الكوارث كجزء حساس من عملية النجدة اإلنسانية الطارئة‪،‬‬
‫والذي كان موضوع املرسوم رقم ‪ 85.231‬املؤرخ في ‪ 25‬ماي ‪ ،1985‬سمح بامتالك إطار قانوني‬
‫وتقني أكثر تالؤما مع األوضاع التي تحدث أثناء الكوارث‪ ،‬أو مواصفات ومعايير اإلنسانية‬
‫والطوارئ التي تحكم كل القرارات‪.‬‬
‫تجب اإلشارة أيضا إلى أن قانون رقم ‪ 2004 -05‬بتاريخ ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2004‬املتعلق بتهيئة‬
‫اإلقليم والتنمية املستدامة الذي ينص على أن السياسة الوطنية للتهيئة والتنمية املستدامة‬
‫هدفها حماية األقاليم واألشخاص ضد كل األخطارالطبيعية‪ .‬وعلى امتداد هذا الترتيب العام‪،‬‬
‫هناك بعض النصوص التقنية املتوفرة التي صودق عليها ضمن القانون الجديد رقم ‪20 -04‬‬
‫املتضمن تقدما كبيرا في هذا املجال من حيث‪ :‬مشاركة املواطنين‪ ،‬الذين صاروا شركاء للسلطات‬
‫العمومية؛ وتدعيم قدرات مختلف اإلدارات املتعلقة بمجال إدارة الكوارث؛ وخلق احتياطي‬
‫استراتيجي‪ ،‬واملساواة بين املواطنين في الحصول على املعلومات املتعلقة باملخاطرالكبرى؛ وكذا‬
‫إدخال برامج تعليمية في كل حقول ومستويات التعليم والتكوين‪ ،‬والتي هدفها ترسيخ ثقافة‬
‫حقيقية باملخاطر لدى مختلف مكونات املجتمع الجزائري وبالخصوص الشباب‪ .‬وأخيرا تطبيق‬
‫الخبرات في مختلف املؤسسات العمومية املتخصصة‪.45‬‬
‫ب‪ -‬الوقاية من األخطارالكبرى‪:‬‬
‫في إطار الوقاية من األخطار الكبرى‪،‬فان القانون رقم ‪ 2004-05‬انشأ نظاما للوقاية من‬
‫الكوارث بناءا على مخططات معينة على حسب طبيعة الكوارث‪ ،‬واملسمى باملخطط العام‬
‫للوقاية (‪ PGP‬وتتمثل األهداف البعيدة املدى ملخطط ‪ PGP‬لألخطارالكبرى فيما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬تحسين الوعي باألخطار‪ ،‬تدعيم وتقوية املراقبة والتقديروالتخمين وأيضا تطويراإلعالم‬
‫الوقائي‪.‬‬
‫ ‪-‬الربط بين األخطارواستعمال األرا�ضي‪.‬‬
‫ ‪-‬االستعداد والتأهب لكل الكوارث بطريقة متناسقة منسجمة في إطارتدابيرعامة‪.‬‬
‫ويستثني التصنيف املؤسس بواسطة القانون رقم ‪،20-04‬املتعلق بالوقاية من األخطار‬
‫الكبرى ‪ ،‬الحوادث التي تحدث في النقل الجوي والبحري‪ ،‬النقل البري والنقل بالسكك الحديدية‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪380‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫ويتعلق التصنيف بـ‪ :‬الزالزل واألخطارالجيولوجية‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬األخطاراملناخية‪ ،‬حرائق‬


‫الغابات‪ ،‬األخطارالصناعية والطاقوية‪ ،‬األخطارالنووية والذرية‪ ،‬األخطارالتي تؤثرعلى الصحة‬
‫‪46‬‬
‫البشرية‪ ،‬الحيوانية والنباتية‪ ،‬التلوث‪ ،‬واألخطارالناجمة عن التجمعات السكانية‪.‬‬
‫ج‪ -‬إدارة حاالت الطوارئ‪:‬‬
‫فيما يتعلق بتنظيم النجدة في أوضاع الطوارئ‪ ،‬فان عملية التفكير مستمرة لغرض‬
‫التوفيق والتنسيق بين النص الحالي املعمول به والحقائق الجديدة للعوامل التالية‪:‬‬
‫حق التصرف في وسائل النجدة التي كانت تستنجد بالوسائل العضوية للقطاع العمومي‬
‫الراجح في هذه الفترة‪ ،‬والذي يوجد اليوم في مواجهة قطاع اقتصادي أين تحتل املؤسسات‬
‫الخاصة ومشاريع القطاع مكانة جد مهمة‪.‬‬
‫جاءت الخبرات السابقة لتقوي ضرورة ضمان مالءمة أكثرتوافقية بين مختلف نصوص‬
‫النجدة من جهة مع حجم الكارثة ومن جهة أخرى مع إمكانية تنظيم وتنسيق النجدة على‬
‫املستوى الوطني أو املحلي‪ .‬وهذا األمر مرتبط بمدى قدرة الوسائل التي تمتلكها الجماعات‬
‫املحلية على التصدي للكارثة‪ ،‬وإن لم يكن األمر كذلك يتم اللجوء إلى مجموع وسائل الدولة‪،‬‬
‫كما كان الحال في زلزال بومرداس‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫ً‬
‫ال تزال الكوارث تشكل عائقا في سبيل التنمية في الجزائر إلى يومنا هذا‪ ،‬وتبلغ نسبة‬
‫التعرض للخسائر االقتصادية في الجزائر جراء حدوث كوارث حسب تقديرات البنك العالمي‬
‫بحوالي ‪ 48.3‬باملائة من الناتج املحلي‪ ،‬نتيجة الثغرات املوجودة في كل من التشريعات‪ ،‬واألطر‬
‫املؤسسية‪ ،‬و تحديد األخطار‪ ،‬وإدارة العمليات‪ ،‬و كذلك االستجابة عقب وقوع الكوارث‪ .‬ورغم‬
‫كل ما تمتلكه الجزائر من تشريعات إال أن فعالية دفاعها املدني في مواجهة الكوارث الطبيعية‬
‫تبقى محدودة جدا بسبب التركيز املستمر على مسألة االستجابة بعد حدوث طارئ بدال من‬
‫التركيزعلى تقديراألخطاربشكل مسبق‪.‬‬
‫ونظرا لوضع الجزائر واملخاطر التي تعرفها‪ ،‬فإنه من األهمية بمكان وضع استراتيجية‬
‫متماسكة للدفاع املدني وبرنامج عمل على املستوى الوطني‪ .‬فهذا يتيح للحكومة إدارة فعالة‬
‫لألزمات والطوارئ عندما تحدث في املستقبل‪ .‬كما انه من املهم أيضا ومرة ​​أخرى على الصعيد‬
‫الكلي‪ ،‬إدماج مخاطر الكوارث وإدارة الحد من جميع جوانبها في سياسات الحكومة السائدة‬
‫وخطط التنمية الحضرية‪ .‬فدمج أهداف الحد من خطر الكوارث في استراتيجيات الدفاع‬
‫املدني والتنمية الوطنية‪ ،‬إجراء ضروري والزم لتكامل تدابيرالحد من خطرالكوارث في عمليات‬
‫ً‬
‫التنمية‪ ،‬بما في ذلك الغايات اإلنمائية املتفق عليها دوليا مثل األهداف الواردة في إعالن األلفية‬
‫‪381‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫(أيلول‪ /‬سبتمبر‪ ،)2000‬وخطة جوهانسبورغ للتنفيذ الصادرة عن مؤتمرالقمة العالمي للتنمية‬


‫املستدامة‪.‬‬
‫على الرغم من النقائص املسجلة‪ ،‬إال أنه لوحظ تنامي الوعي في مجال الدفاع املدني‬
‫وإدارة املخاطر والكوارث الطبيعية الجزائر بشكل كبير‪ .‬فقد سعت إلى تعديل منظومتها‬
‫القانونية والتشريعية في مجال الوقاية من الكوارث‪ ،‬والتامين على الكوارث الطبيعية وفي مجال‬
‫العمران وقد سبق ذكرها‪ ،‬وبخاصة قانون ‪ 20-04‬املؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر‪ 2004‬املتعلق بالوقاية‬
‫من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية املستدامة‪ ،‬والذي حاول أن يعطي رؤية‬
‫أكثر شموال للكوارث الطبيعية وإدارتها‪ .‬ابتداء من كونها مخاطر طبيعية يجب التعامل معها‬
‫بفعالية والوقاية منها قدر املستطاع‪ ،‬وذلك بتنسيق نظام التدخل‪ ،‬تحديد األطراف املشاركة‪،‬‬
‫الوسائل املستعملة والنظام القانوني الذي يحكم العملية‪ ،‬وانتهاء إلى ضرورة االهتمام بالتنمية‬
‫املستدامة للقضاء على كل إشكال الهشاشة والقابلية للتأثر‪ .‬إال انه مع ذلك تبقى هذه القوانين‬
‫جديدة ولم يعرف بدقة مدى جدواها ألنها لم تختبرولم تطبق ميدانيا‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيق أهداف الدفاع املدني في مواجهة الكوارث الطبيعية ‪،‬فانه يتعين على‬
‫الجزائر إنشاء منظمة وطنية للحد من مخاطر الكوارث تهدف إلى إعداد استراتيجية وطنية‬
‫وبرنامج عمل إلدارة مخاطر الكوارث‪ .‬وأيضا لخلق هيئات وكوادر دائمة إلدارة الكوارث على كل‬
‫املستويات‪ ،‬وتعزيز املؤسسية وتوعية الجمهور بالكوارث وآثارها وأنشطة اإلغاثة‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫إنشاء نظام دائم ومتكامل لجمع البيانات واملعلومات ذات الصلة بموضوع إدارة والحد من‬
‫مخاطر الكوارث من جميع جوانبه‪ .‬من أجل تقديم صورة عامة عن مناطق الخطر املحتملة‪،‬‬
‫مؤشرات اإلنذاراملبكر‪ ،‬املوارد املتاحة للتخفيف من املخاطر‪ ،‬التأهب واالستجابة لها‪ .‬ويترتب‬
‫على ذلك تعبئة وتخصيص املوارد مقدما عن الكوارث‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فان نجاح هذه املبادرة يعتمد‬
‫كثيرا على آثارالتغيرات الثقافية واملجتمعية والبيروقراطية داخل املجتمع بصفة عامة‪.‬‬
‫إن العنصر األسا�سي الذي يفضل التركيز عليه لوضع استراتيجية دفاع مدني فعالة‪ ،‬هو‬
‫ضرورة تغيير الذهنيات مع تغيير القوانين‪ ،‬وغرس ثقافة احترام القانون واملؤسسات للقضاء‬
‫على السلوكيات غير املشروعة قانونيا‪ ،‬والتي تؤدي إلى تفاقم الكارثة عند وقوعها أو تزيد من‬
‫احتمالية وقوعها‪ .‬هذا باإلضافة لالهتمام بالجانب االجتماعي االقتصادي للمواطنين كآلية‬
‫كفيلة للوقاية من املخاطروالكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪1 François Léotard., Le Livre Blanc sur la Défense, Préface d’Edouard Balladur, la documentation française, paris,1994‬‬
‫‪,p 191‬‬

‫‪2 Mohamed Ahmidatou. , « Réflexions sur les Fondements Juridiques ; La Mission et l’organisation de la défense ci��-‬‬
‫‪vile», Conseil de la Nation , 3eme journées d’étude parlementaires sur la défense nationale : pour un débat citoyen‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪382‬‬
‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪sur la défense civile, Alger, 25-26et 27 février 2006 ,p. 100‬‬

‫‪ 3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،.‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 10 ،53‬أوت ‪،1994‬ص ‪16‬‬

‫‪ 4‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪17‬‬

‫‪ 5‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪19‬‬

‫‪ 6‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،.‬ا لجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ 7 ،15‬افريل ‪ ،1990‬ص ‪512‬‬

‫‪ 7‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،.‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 31 ،22‬ماي ‪ ،1983‬ص ‪1536‬‬

‫‪ 8‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،.‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،15‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪494‬‬

‫‪9 Mohamed Ahmidatou., Op.cit, p105.‬‬

‫‪ 10‬الحماية املدنية وتسييرالكوارث‪ :‬الوقاية تحد دائم ‪ ،.‬مجلة الجيش‪،‬ع‪ ،529 .‬أوت ‪، 2007‬ص ‪ ( 21-18‬ص ‪)18‬‬

‫‪11 International direcection of civile defense., General Directorate of Civile Défense of Algeria in :www.icdo.org/‬‬
‫)‪Directory%20ORIGINAL/Directory.../Algeria.maj.200...(30/09/2011‬‬

‫‪12 Direction Générale De la Protection Civile., Instruction Relative à l’Organisation et à la Définition des Missions des‬‬
‫‪Structures de la Direction Générale de la Protection Civile 01 Juin 1992.‬‬

‫‪ 13‬مالحظة‪ :‬التوزيع الجغرافي لوحدات تدخل الدفاع املدني‪ ،‬يتبع التقسيم اإلداري الوطني‪،‬وهذا يسمح بتوفير تغطية واسعة من‬
‫العمليات فيما يتعلق بالوقاية من الكوارث‪ ،‬واإلنقاذ‪ ،‬وتقديم املساعدة لألشخاص املهددين‪.‬‬

‫‪14 Yousef Djendi ., Défense Civile, Conseil de la Nation, op.cit, p p 128-131.‬‬

‫‪15 Assam Nadia., La Défense Civile; Etude de Cas, Mémoire de Post Graduation Spécialise en Sécurité Nationale,‬‬
‫‪2004, p p 16 -17.‬‬

‫‪16 Baroudi El Fachouch., Défense Civile: quel Rôle pour le Croissant Rouge Algérien? Conseil de la Nation, op. cit, p‬‬
‫‪427.‬‬

‫‪ 17‬الهالل األحمرالجزائري‪ :‬حماية الكرامة اإلنسانية‪ ،.‬مجلة الجيش‪ ،‬عدد ‪،509‬ديسمبر‪،2005‬ص ‪ ( 51-48‬ص‪.)49‬‬

‫‪ 18‬املادة ‪ : 61‬يجب على كل مواطن أن يحمي ويصون استقالل البالد وسيادتها وسالمة ترابها الوطني وجميع رموز الدولة‪.‬أما املادة ‪62‬‬
‫فتنص على أن على كل مواطن أن يؤدي بإخالص واجباته تجاه املجموعة الوطنية‪.‬وان التزام املواطن إزاء الوطن وإجبارية املشاركة في‬
‫الدفاع عنه‪ ،‬واجبان مقدسان دائمان‪.‬‬

‫‪19 Mohamed Ahmidatou., Op.Cit,p 105.‬‬

‫‪ 20‬ملزيد من التفاصيل حول دور املواطن انظر‪ :‬خالد بن مسفر آل مانعه‪ ،.‬دور املواطن في مواجهة الكوارث واألزمات في عصر‬
‫املعلومات‪،‬الرياض‪ ،‬دارالنحوي للنشروالتوزيع‪ ،‬ط‪262 ،2010 ،1‬صفحة‪ .‬و‬

‫‪Max Weber, Les citoyens et l’esprit de défense: Défendre qui, quoi, comment et où ?en:‬‬

‫)‪http://www .pedagogie.ac-montpellier.fr/.../defense/.../chroniqu (27/07/2011‬‬

‫‪ 21‬دستور ‪ ،1996‬ص‪. 3‬‬

‫‪383‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد األول‬
‫االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر‬

‫‪ 22‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪ 23‬ا لجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،.‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 28 ، 36‬أوت ‪ 1985‬ص ‪.1285‬‬

‫‪ 24‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1286‬‬

‫‪ 25‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.1287‬‬

‫‪ 26‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.1290‬‬

‫‪ 27‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 1291‬‬

‫‪ 28‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 15 ،32‬اوت ‪ ،1987‬ص ‪.1225‬‬

‫‪ 29‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1226‬‬

‫‪ 30‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 15 ،55‬ديسمبر‪ ،1990‬ص ‪1750‬‬

‫‪ 31‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1751‬‬

‫‪ 32‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 16، 99‬نوفمبر‪ ،1967‬ص ‪.1588‬‬

‫‪ 33‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1589‬‬

‫‪ 34‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪1591‬‬

‫‪ 35‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 12 ،61‬أكتوبر‪ ، 2003‬ص ‪4‬‬

‫‪ 36‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪5‬‬

‫‪ 37‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬عدد ‪27 ،52‬اوت ‪ ،2003‬ص‪.22‬‬

‫‪ 38‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪،‬عدد ‪ 15، ،51‬اوت ‪ ، 2004‬ص ‪4‬‬

‫‪ 39‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪5‬‬

‫‪ 40‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 29 ،84‬ديسمبر‪ ، 2004‬ص‪15‬‬

‫‪ 41‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪16‬‬

‫‪ 42‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪18‬‬

‫‪ 43‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪24-19‬‬

‫‪44 Abderrahmane Belayate., pour une Défense Civile Intégrée, Conseil de la Nation, op.cit, pp 59- 62.‬‬

‫‪45 Ali Ghalel, «La Gestion des Catastrophes, Défi Actuel», Conseil De La Nation, 3eme journées d’étude parlemen�-‬‬
‫‪taires sur la défense nationale : pour un débat citoyen sur la défense civile, Alger, 25-26et 27 février 2006op. Cit, p176‬‬

‫‪46 Ibid, p 180.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪384‬‬

You might also like