Professional Documents
Culture Documents
الاطار القانوني لإدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر
الاطار القانوني لإدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر
ملخص :
يبين تحليل واقع الدفاع املدني وادارة الكوارث الطبيعية في الجزائر أنه بالرغم من تطور
الوعي بحجم التهديد الذي تمثله املخاطرالطبيعية على البنى االجتماعية واالقتصادية والبيئية
للدولة ،وعلى الرغم من توفرإطارتشريعي كاف للوقاية وتنظيم النجدة ،إال أن هناك عمال كبيرا
ينبغي القيام به على صعيد التجسيد امليداني للسياسات والتشريعات ذات الصلة ،وإدماج
إدارة املخاطر الطبيعية ضمن التصور الشامل للتنمية املستدامة وتهيئة اإلقليم .وهذا أمر
ال يعني فقط السلطات العمومية وإنما يشمل أيضا كل الفاعلين غير الرسميين ،بما في ذلك
املواطن العادي الذي يعتبرمحور التوجه األمني والدفاعي املعاصر.
الكلمات املفتاحية :االمن القومي ،الدفاع املدني ،ادارة الكوارث الطبيعية .
Résumé:
Mots clés : Sécurité nationale, Défense civile, Gestion des catastrophes naturelles.
مقدمة :
عرفت الجزائر عبر تاريخها العديد من الكوارث ذات الحجم الكبير واملتوسط ،وعلى
امتداد هذه الكوارث ،سعت الجزائر إلى تحسين أدائها ودورها في الحد من آثار هذه املخاطر
الطبيعية ،وقطعت أشواطا معتبرة من خالل امتالك إطارقانوني متين ومتناسق مع االحتياجات
واإلمكانات الوطنية ،وأيضا بتحديد الفاعلين في مجاالت الوقاية ومواجهة الكوارث حتى وان لم
تكن من صميم مسؤولياتهم ومهامهم ،كما حسنت دورها بوضع خطط واستراتيجيات للتعامل
في حاالت األزمات والكوارث وخاصة في مجال االتصال والتدخل امليداني .لكن مع ذلك ال تزال
الكوارث الطبيعية تتسب في خسائر معتبرة في الجزائر ،وهو ما يستدعي مرافقة النصوص
التنظيمية بسياسات ميدانية فعالة وناجعة.
يتناول هذا املقال مختلف االبعاد التنظيمية الدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر من
فاعلين ونصوص قانونية في محاولة ملعرفة مدى مالءمة التشريعات املوجودة ملتطلبات التدخل
امليداني واالستجابة الشاملة للكوارث الطبيعية قبل وأثناء وبعد حدوثها.
إن الوقاية من الكوارث الطبيعية ،كما هوالحال بالنسبة إلى حماية األشخاص واملمتلكات
هي من مسؤوليات الدولة في املقام األول ولذلك فهي تخصص اعتمادات مالية ،وتنجزدراسات
وتصمم مخططات وتلتزم أيضا بالتطبيق الفعلي لها بناء على اإلمكانيات والوسائل املتاحة .كما
أن تنظيم الدفاع املدني يتوقف من جهة على عمل هياكل الدولة ،وعلى فعالية االحتياطات
ومخططات الطوارئ املوضوعة محل تنفيذ على كافة اإلقليم ،وبالتالي فان الجهود املبذولة
في مجال الدفاع املدني هي مشتركة بين عديد الوزارات مثل :الداخلية ،النقل ،االتصاالت،
الطاقة ،الصناعة ،االقتصاد...،
ولذلك فانه وبغية الوصول إلى تحقيق األمن للمنشآت الحساسة واملراكزالحيوية،وأيضا
لضمان حماية املواطنين بفعالية ،فانه من األفضل تقوية وتحسين أداء الهياكل واملؤسسات
املوجودة وتطويروسائل الوقاية املتوفرة لديهم ،بدل اللجوء إلى إنشاء أجهزة أخرى جديدة.1،
-2.1دور السلطات العمومية
.أمسؤولية الدولة:
إن املسؤولية األكبر فيما يخص األمن الوطني تقع على عاتق الدولة ،واملادة 24من
الدستور تنص على أن « الدولة مسؤولة عن أمن األشخاص واملمتلكات ،وتتكفل بحماية كل
مواطن في الخارج » .فالدولة هي التي تضع التصور العام للدفاع املدني من خالل السلطات
العمومية واملؤسسات الرسمية والتشريعات واإلجراءات ،كما أنها تتحرك بواسطة وسائل
2
وأجهزة مختلفة تابعة لها ،من خالل وزارة الداخلية ،والجماعات املحلية ،واألسالك األمنية.
.ب صالحيات وزيرالداخلية:
يحدد املرسوم التنفيذي رقم 247-94املؤرخ في 10أوت 1994املحدد لصالحيات وزير
الداخلية والجماعات املحلية واإلصالح اإلداري املهام التي يضطلع بها الوزيرفيما يتعلق بقضايا
األمن العمومي .إذ تنص املادة 3من املرسوم على أن وزير الداخلية يتولى وضع تصور ألعمال
الوقاية واملكافحة والرقابة ،التي تدخل ضمن أمن اإلقليم والنظام العام وتسييرها وتقويمها
وتنسيقها .وتسمح هذه املادة أيضا لوزير الداخلية باملشاركة في تحديد السياسة الوطنية في
3
مجال أمن اإلقليم وتنفيذها وتقويمها ،ويقوم بالتنسيق العام في ميدان امن اإلقليم.
كما تتمثل مهمات الوزير ذات الطابع االستعجالي ،بموجب املادة العاشرة من املرسوم
فيما يلي:
-يتخذ أي تدبير ويبادر بمعية الهياكل املعنية بأي عمل ،في مجال املساعدة واإلعانة
والنجدة ،من شانه أن يواجه النكبات والجوائح والكوارث.
4
-يعد أي مخطط يتعلق بتنظيم نجدة السكان واألمالك.
وفي مجال الحماية املدنية تتمثل مهمة وزير الداخلية والجماعات املحلية والبيئة
واالصطالح اإلداري فيما يأتي:
-يسهر على حماية األشخاص واألمالك من أخطار الكوارث أو النكبات أو الكوارث التي
يتسبب فيها اإلنسان أو الطبيعية.
-يدرس تدابيرالحماية املدنية على الصعيد الوطني وينشطها ويراقبها.
-ينشط مخططات الوقاية من أخطارالكوارث ويراقبها.
-ينسق مخططات تنظيم التدخالت والنجدات في حالة وقوع كوارث.
-ينسق العمل امليداني الذي تقوم به مصالح الحماية املدنية ويراقبه.
5
-يشارك في تنفيذ برامج الدفاع املدني.
أمن األشخاص واملمتلكات في األماكن العمومية والتي تكون عرضة أكثر للحوادث والحرائق
والنكبات .وفي حالة الخطرالجسيم والداهم ،يأمررئيس املجلس الشعبي البلدي بتنفيذ تدابير
األمن التي تقتضيها الظروف ويخطر الوالي بها فورا (املادة .)71ويجوز لرئيس املجلس الشعبي
البلدي في إطار مخططات تنظيم وتقديم اإلسعافات أن يقوم بتسخير األشخاص واألمالك
العامة والخاصة (املادة .8)72
ه -هياكل األمن والحماية العمومية.
ينبغي أن تخضع املؤسسات العمومية واألجهزة الخاصة للحماية ضد أي تهديد .وخاصة
املؤسسات التي تكت�سي طابعا استراتيجيا وحساسا بفعل طبيعة مهامها وعملها.
وقد جاء األمراملتعلق بالتنظيم العام للحماية املدنية في وقت الحرب لعام ( 1967املادتان
11و ) 42والقانون املتعلق بالدفاع الشعبي لعام (1987املادة )10واملرسومان املتعلقان
بالتدخل والنجدة في حالة الكوارث والوقاية من مخاطر الكوارث لعام ،1985جاءت لدمج
املؤسسات العمومية واألجهزة الخاصة في عملية وضع مخططات الوقاية وتنظيم النجدة بهدف
ضمان أمنها وحمايتها الخاصة.
يجب على هذه املؤسسات واألجهزة أن تشارك في الدفاع املدني بالوسائل التي تمتلكها
بتسخير من السلطات املخولة .وهذه الوسائل يمكن أن تكون عتادا أو بنى قاعدية أو مؤن
مختلفة أو خبرة 9....ومن بين هذه األجهزة نجد :
-الحماية املدنية :تدخل صالحياتها في إطار اإلستراتيجية املسطرة من قبل السلطات
العمومية .وتمثل مهام النجدة واإلنقاذ وتقديم اإلسعافات اإلنسانية املحور األسا�سي للحماية
املدنية ،الذي تبنى عليه إستراتيجيتها الهادفة إلى حماية األشخاص واملمتلكات أثناء الحاالت
االستعجالية.10
في الجزائر تخضع الحماية املدنية ملجموعة من النصوص التي تحدد تنظيمها وطرق
عملها:
-املرسوم 64.125املؤرخ 15أبريل سنة 1964املتعلق بالتنظيم اإلداري للحماية
املدنية .فبعد استقالل الجزائر ،وضع هذا املرسوم أسس الدفاع املدني الجزائري ،وحدد
مهامه ومجاالت التدخل والتنظيم املركزي واملحلي.
-املرسوم 76.39بتاريخ 20فبراير ، 1976املتضمن تنظيم اإلدارة املركزية لوزارة
الداخلية :أسس هذا املرسوم املديرية العامة للحماية املدنية ،بما يستجيب إلى انشغال
أسا�سي وهو كيفية إعطاء ديناميكية جديدة ملهمة حماية الناس واملمتلكات،وتوفير الظروف
369 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
العدد التاسع
مارس 2018املجلد األول
االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر
العملية الضرورية لتحقيق ذلك .وطبقا لذلك فان املديرية العامة للحماية املدنية تتكون من
مديريتين فرعيتين :مديرية العمليات ومديرية الدراسات والوسائل .وعلى الصعيد املحلي نجد
11
مصلحة الحماية املدنية واإلنقاذ.
-املرسوم الوزاري 91.503املؤرخ 21كانون األول ، 1991بشأن تنظيم اإلدارة املركزية
للمديرية العامة للحماية املدنية وهو تعديل للمرسوم السابق .واستنادا إلى هذا التنظيم
الجديد ،عرفت مديرية الحماية تعديالت رئيسية مست الهيكلة واملهمات األساسية التي تقوم
بها .وقد سمحت إعادة تنظيم املديرية العامة الحماية املدنية ،بتعزيز الوقاية من الكوارث،
والتدريب وتخطيط العمليات ووظائف إدارة املوارد البشرية واملادية .وقد تم تعزيزالرقابة على
الخدمات من قبل إنشاء مفتشية عامة .12و أصبحت املديرية العامة تتكون من أربع مديريات
فرعية (:مديرية الوقاية من الكوارث ؛ مديرية تنظيم وتنسيق النجدة ،مديرية املستخدمين
والتكوين ،مديرية اللوجيستيك والبنى التحتية .)13انظرامللحق رقم (.)2
-املديرية العامة لألمن الوطني :بموجب املرسوم رقم 72 -92املؤرخ في 31أكتوبر
1992تم تحديد مهمات وهيكلة املديرية العامة لألمن الوطني.
وتنص املادة 2من املرسوم على أن ا ملديرية مكلفة بـ :السهر على احترام القوانين
والتشريعات ،ضمان حماية األشخاص واملمتلكات ،وأيضا الوقاية من كل أشكال االضطرابات
التي تهدد النظام العام .وانطالقا من هذه املهام نالحظ أن األمن الوطني يساهم مباشرة في األمن
الداخلي للبالد ،وهذه الوظيفة تتدعم وتتقوى أكثر في الحاالت التي تصبح فيها حياة املجتمع
في خطر بسبب حاالت األزمات الطارئة التي قد تحدث نتيجة كوارث طبيعية أو تكنولوجية أو
صناعية .فالشرطة ومن خالل مديرياتها املتخصصة ،تشارك في الدفاع عن املصالح الرئيسية
للدولة ،كما تشارك أيضا في عمليات الدفاع املدني.14
-الدرك الوطني :في سياق هيمنت فيه التهديدات غير العسكرية ،فان الدرك كخدمة
عمومية يمثل احد أهم الفواعل في مجال الدفاع املدني ،وفي هذا الصدد يعتبر أول املساهمين
من وزارة الدفاع .وبصفته قوة مؤسسة ،فانه يسهر على راحة املواطنين من خالل القيام ب
(حماية األشخاص واملمتلكات ،االستعالم ،اإلنذار ،النجدة واإلسعاف) ،كما يقوم أيضا
بالحفاظ على النظام العام وتطبيق القانون وهذا باإلضافة إلى مهمته األصلية وهي الدفاع
15
العسكري عن الدولة.
و -املنظمات غيرالحكومية:
و هي منظمات تعمل على املساعدة في حال الكوارث الطبيعية ،وأهمها الهالل األحمر
الجزائري ،وهو أول منظمة إنسانية في الجزائر ،أن�شئ سنة 1956إبان ثورة التحرير الوطنية،
كما انه منظمة إغاثة تقوم بالعمل التطوعي ،ومساعدة السلطات العمومية في أداء مهامها،
وهي اليوم تضم قرابة 25ألف متطوع عبركامل التراب الوطني.
والهالل األحمر هو جهاز ملحق بالسلطات العمومية وذلك وفق مرسوم 524-62الصادر
في 6سبتمبر 1962املتضمن االعتراف بالهالل األحمرالجزائري كمؤسسة وطنية .إذ تنص املادة
األولى من املرسوم على أن الهالل األحمر الجزائري يمثل جمعية تمتلك الشخصية القانونية ،
ويعترف به رسميا كمؤسسة نجدة تطوعية ومستقلة ومكملة للسلطات العمومية .بينما تعترف
املادة الثانية للهالل األحمرالجزائري بكونه مكمال مستقال ملصالح الصحة العسكرية.16
يشارك الهالل األحمر الجزائري في عمليات اإلغاثة العاجلة لضحايا الكوارث الطبيعية
التي تستدعي التدخل كالزالزل والفيضانات وانهيار املباني ،باإلضافة إلى ادوار ومهام أخرى في
مجال التعاون والتضامن في مختلف املجاالت ،وأيضا القيام بالحمالت اإلعالمية التحسيسية
حول مخاطرالهلع أثناء حدوث الكوارث وهذا ما نلحظه خاصة بعد . 2003وبذلك يمكن القول
أن الهالل األحمر أصبح شريكا في مجال تبسيط الرسائل وتقديم الخدمات واإلعانات لصالح
17
املواطن.
ي -مسؤولية املواطن:
املواطن هو فاعل مهم في الدفاع املدني ،فهو معني بشكل مزدوج من حيث كونه أوال يجب
أن يحمى من طرف الدولة ضد أي تهديد ،وهو بدوره يجب أن يدافع عن الدولة ضد أي خطر.
ويتضمن الدستور مادتين ( )61،62مخصصتين لواجبات املواطن في مجال األمن
الوطني 18.كما أن األمراملتضمن التنظيم العام للحماية املدنية في وقت الحرب ، 1967خصص
املادة 50لتوظيف مستخدمي املصالح العمومية واملتطوعين لضمان سيرالحماية املدنية .كما
نص القانون الخاص بالدفاع الشعبي لعام 1987في مادته الثالثة على أن يخضع املواطنون
الذين تتراوح أعمارهم بين 18و 60سنة كاملة لواجبات الدفاع الشعبي ويستثنى منهم املعفون
بسبب عدم القدرة البدنية أو العقلية ،واملواطنون الخاضعون أولويا للواجبات العسكرية
19
باسم الجيش الوطني الشعبي.
ورغم أن املواطن يلعب دور الفاعل املتطوع ،إال أن دوره ال يقل أهمية عن دور األجهزة
املتخصصة في هذا املجال ،وعليه ال بد من االستثمارفي تثقيف املواطن وتوعيته بدوره الضروري
في مجال توفيراألمن والحماية لنفسه ولغيره من املدنيين .وبالتالي فان التحضيرالنف�سي للدفاع
20
ضد هذه األخطارهو املعياراألسا�سي الذي يقاس به مدى نجاعة عملية الدفاع عن عدمها:
وتنص املادة الثانية منه على انه يجب أن تدرج تدخالت األجهزة املختصة في إطار
مخططات تعد مقدما لتنظيم التدخالت واإلسعافات .كما يبين املخطط مجموع الوسائل
البشرية واملادية الواجب استخدامها في حالة وقوع الكوارث ويحدد شروط هذا االستخدام.
ويشيراملرسوم في املادة الثالثة منه إلى انه يجب على كل والية وكل بلدية ووحدة أن تعد مخططها
الخاص لتنظيم اإلسعافات والتدخالت .وحين يكون الخطرمشتركا بين واليتين أو عدة واليات أو
بلديات أو وحدات ،فانه يجب عليها أن تعد مخططا واحدا يدمج مخططاتها األساسية إدماجا
كليا أو جزئيا حسب طبيعة الخطر(املادة . )4
ويح�صي مخطط تنظيم التدخالت واإلسعافات -اعتمادا على طبيعة املنطقة ونوع الخطر
ومدى جسامته -جميع الوسائل الضرورية التي يمكن تجنيدها في حالة التدخل.كما يحدد
ترتيب تجنيدها وكيفيات استخدامها(املادة .)5كما ينص املرسوم على ضرورة أن تستخدم
األجهزة املكلفة بإعداد مخططات تنظيم مخططات التدخالت واإلسعافات وتنفيذها ،جميع
التدابير الخاصة بجعل املخطط قابال للتجديد دائما ،ويجب عليها خصوصا أن تتأكد من كون
الوسائل الضرورية القابلة للتجنيد ميسورة املنال لدى التدخل(املادة .)6
كما ينص املرسوم أيضا على أن استخدام الوسائل املقررة في مخططات تنظيم
التدخالت واإلسعافات يكون اعتمادا على منشأ الكارثة وطبيعتها ،وتبعا لجسامة الخطر وآثاره
في األشخاص واملمتلكات والبيئة(املادة .)7
ويتطرق املرسوم في املواد من 9إلى 13إلى األجهزة واملساهمين في وضع وبلورة هذه
املخططات وأيضا كيفية عملها 24.أما املواد من 34إلى 36فتحدد وحدات التدخل على مستوى
الوالية ،البلدية ثم الوحدة على التوالي ،والتي تدور في مجملها حول الوحدات التالية :اإلسعاف
واإلنقاذ ،األمن والنظام العام ،العالج الطبي واإلجالء وحفظ الصحة ،الخبرات واإلرشادات،
املعدات والتجهيزات املختلفة ،االتصاالت واملواصالت السلكية والالسلكية ،اإلعالم ،اإلسكان
25
املؤقت ،التموين والتغذية واإلسعافات األولية ،النقل....
-املرسوم رقم 232-85املؤرخ في 25أوت 1985املتعلق بالوقاية من أخطارالكوارث.26
يفرض هذا املرسوم على كل سلطة أو هيئة مؤهلة أن تستخدم جميع التدابير واملعايير
التنظيمية والتقنية التي من شانها أن تستبعد األخطار التي تعرض امن األشخاص واملمتلكات
والبيئة للخطر ،أو أن تخفف من آثارها .كما يحدد مهام ومسؤوليات الوزيروالوالي فيما يتعلق
بالوقاية من أخطار الكوارث.فوزير الداخلية يحتل مكانة خاصة على أساس انه يقوم بعملية
التنسيق مع كل الوزارات األخرى فيما يخص الوقاية من األخطار الطبيعية أو التكنولوجية
(املادة .)2أما الوالي فيسهر على تنفيذ التدابير و املعايير املحددة في مجال الوقاية من األخطار
وعلى تطبيقها املحتمل في بلديات واليته(املادة .)3واملرسوم يحدد أيضا مسؤوليات املؤسسات
373 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
العدد التاسع
مارس 2018املجلد األول
االطارالقانوني إلدارة الكوارث الطبيعية في الجزائر
والهيئات واألجهزة والوحدات في وضع مخططات للوقاية من األخطار يكون مطابقا ألعمالها
وملعاييرالخطة املقررة (املادة .)5
وتشير املادة التاسعة من املرسوم إلى دور الحماية املدنية ،واملتمثل في مراقبة خطة
27
الوقاية من األخطارمراقبة دائمة من حيث املظاهراآلثار.
-قانون رقم 16-87املؤرخ في 1أوت 1987يحدث الدفاع الشعبي ويحدد مهامه
28
وتنظيمه.
يهدف هذا القانون إلى إنشاء الدفاع الشعبي في إطار الدفاع الوطني .و املادة الثانية منه
تنص على أن الدفاع الشعبي هو احد مكونات الدفاع الوطني ويدعم طابعه الشامل واملتكامل.
كما أن نظامه يغطي كامل التراب الوطني .والدفاع الشعبي يتكون من جميع الهياكل واألجهزة
والوحدات والتشكيالت التي تساهم في الدفاع عن الوطن وتتميز عن هياكل الجيش الوطني
الشعبي وأجهزته وتشكيالته.
وتشيراملادة السادسة من املرسوم إلى أن قوات الدفاع الشعبي تضطلع في ميدان الدفاع
العسكري بمهام الدفاع اإلقليمي ،وتشارك في الدعم املتعدد األشكال لقوات الجيش الوطني
الشعبي .وفي ميدان الدفاع املدني فان قوات الدفاع الشعبي تعزز األسالك النظامية في تأدية
مهامها .وتقام الهيئات املكلفة بتنظيم قوات الدفاع الشعبي وتحضيرها تبعا للتقسيم اإلقليمي
29
والعسكري واإلداري في البالد سواء عل املستوى املركزي أو على مستوى الناحية العسكرية.
-مرسوم تنفيذي رقم 402 -90يتضمن تنظيم صندوق الكوارث الطبيعية واألخطار
التكنولوجية الكبرى وسيره:30
تم إنشاء هذا الصندوق بغرض التخفيف من نتائج الكوارث الطبيعية على املواطن.
وتتكون نفقاته حسبما تنص عليه املادة الثالثة من التعويضات التي تدفع لضحايا الكوارث
الطبيعية ،والنفقات الخاصة بالدراسات التي تتعلق بالوقاية من األخطارالتكنولوجية الكبرى،
ومصاريف تسييرالصندوق وملفات النكبات .وأخيرا النفقات االستعجالية التي تصرفها املصالح
العمومية لنجدة ضحايا الكوارث الطبيعية.
وتشير املادة السادسة إلى حالة إعالن املنطقة منكوبة ،حيث يقدم الوالي تقريرا مفصال
إلى الوزير املكلف باملالية وبالجماعات املحلية بالتشاور مع الوزير أو الوزراء املعنيين ،ويعلنان
عند االقتضاء بقرارمشترك أن اإلقليم املعني منطقة منكوبة.واتخاذ ما يلزم من تدابير.31
ويتعرض القانون في الفصل الثاني إلى أهداف وأسس ومبادئ الوقاية من األخطارالكبرى
وتسييرالكوارث .حيث تحدد املادة السابعة أهداف منظومة الوقاية من األخطارالكبرى وتسيير
الكوارث فيما يلي:
-تحسين معرفة األخطار وتعزيز مراقبتها وترقبها ،وكذا تطوير اإلعالم الوقائي عن هذه
األخطار.
-مراعاة األخطار في استعمال األرا�ضي وفي البناء وكذا في التقليل من درجة قابلية اإلصابة
لدى األشخاص واملمتلكات.
-وضع ترتيبات تستهدف التكفل املنسجم واملندمج مع كل كارثة ذات مصدر طبيعي أو
تكنولوجي.
وفي الفصل الثالث من القانون تم التطرق إلى مجاالت التطبيق ،حيث أشارت املادة
التاسعة إلى أن الوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية املستدامة تشكل
منظومة شاملة ،تبادربها وتشرف عليها الدولة ،وتقوم بتنفيذها املؤسسات العمومية والجماعات
اإلقليمية في إطار صالحياتها ،بالتشاور مع املتعاملين االقتصاديين واالجتماعيين والعلميين،
وبإشراك املواطنين ضمن الشروط املحددة بموجب هذا القانون ونصوصه التطبيقية.
وتناول القانون في مادته العاشرة األخطارالكبرى املعنية بهذه الوقاية واملتمثلة في:
الزالزل واألخطار الجيولوجية ،الفيضانات ،األخطار املناخية ،حرائق الغابات ،األخطار
الصناعية والطاقوية ،األخطاراإلشعاعية والنووية ،األخطاراملتصلة بصحة اإلنسان ،األخطار
املتصلة بصحة الحيوان والنبات ،أشكال التلوث الجوي أو األر�ضي أو البحري أو املائي ،الكوارث
املترتبة على التجمعات البشرية الكبيرة .ثم يأتي للتفصيل في األحكام املطبقة على كل خطرعلى
41
انفراد في الباب الثاني.
و في فصول أخرى،تطرق القانون إلى قضايا متنوعة ،ومنها اإلعالم(م )12والتكوين(م
)13في مجال الوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث،ودور ومسؤولية الدولة في هذين
املجالين(م .) 14
كما أن قانون 2004وضع قواعد وترتيبات األمن اإلستراتيجية في إطارإستراتيجية الوقاية،
وحددها في ثالثة فروع :عنصر االتصاالت اإلستراتيجية واملواصالت السلكية والالسلكية،ثم
عنصر الطرق والطرق السريعة كفرع ثاني ،وأيضا املنشآت األساسية والبنايات ذات القيمة
42
اإلستراتيجية كعنصرثالث.
القطاع الخاص) .هذا باإلضافة إلى أن منظمات املجتمع املدني لم يتم إدماجها بعد بشكل
منظم كشريك كامل في عملية إدارة الكوارث الطبيعية.
يجب االعتراف بأن إدارة الكوارث كجزء حساس من عملية النجدة اإلنسانية الطارئة،
والذي كان موضوع املرسوم رقم 85.231املؤرخ في 25ماي ،1985سمح بامتالك إطار قانوني
وتقني أكثر تالؤما مع األوضاع التي تحدث أثناء الكوارث ،أو مواصفات ومعايير اإلنسانية
والطوارئ التي تحكم كل القرارات.
تجب اإلشارة أيضا إلى أن قانون رقم 2004 -05بتاريخ 12ديسمبر 2004املتعلق بتهيئة
اإلقليم والتنمية املستدامة الذي ينص على أن السياسة الوطنية للتهيئة والتنمية املستدامة
هدفها حماية األقاليم واألشخاص ضد كل األخطارالطبيعية .وعلى امتداد هذا الترتيب العام،
هناك بعض النصوص التقنية املتوفرة التي صودق عليها ضمن القانون الجديد رقم 20 -04
املتضمن تقدما كبيرا في هذا املجال من حيث :مشاركة املواطنين ،الذين صاروا شركاء للسلطات
العمومية؛ وتدعيم قدرات مختلف اإلدارات املتعلقة بمجال إدارة الكوارث؛ وخلق احتياطي
استراتيجي ،واملساواة بين املواطنين في الحصول على املعلومات املتعلقة باملخاطرالكبرى؛ وكذا
إدخال برامج تعليمية في كل حقول ومستويات التعليم والتكوين ،والتي هدفها ترسيخ ثقافة
حقيقية باملخاطر لدى مختلف مكونات املجتمع الجزائري وبالخصوص الشباب .وأخيرا تطبيق
الخبرات في مختلف املؤسسات العمومية املتخصصة.45
ب -الوقاية من األخطارالكبرى:
في إطار الوقاية من األخطار الكبرى،فان القانون رقم 2004-05انشأ نظاما للوقاية من
الكوارث بناءا على مخططات معينة على حسب طبيعة الكوارث ،واملسمى باملخطط العام
للوقاية ( PGPوتتمثل األهداف البعيدة املدى ملخطط PGPلألخطارالكبرى فيما يلي:
-تحسين الوعي باألخطار ،تدعيم وتقوية املراقبة والتقديروالتخمين وأيضا تطويراإلعالم
الوقائي.
-الربط بين األخطارواستعمال األرا�ضي.
-االستعداد والتأهب لكل الكوارث بطريقة متناسقة منسجمة في إطارتدابيرعامة.
ويستثني التصنيف املؤسس بواسطة القانون رقم ،20-04املتعلق بالوقاية من األخطار
الكبرى ،الحوادث التي تحدث في النقل الجوي والبحري ،النقل البري والنقل بالسكك الحديدية.
2 Mohamed Ahmidatou. , « Réflexions sur les Fondements Juridiques ; La Mission et l’organisation de la défense ci��-
vile», Conseil de la Nation , 3eme journées d’étude parlementaires sur la défense nationale : pour un débat citoyen
6الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،.ا لجريدة الرسمية ،عدد 7 ،15افريل ،1990ص 512
7الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،.الجريدة الرسمية ،عدد 31 ،22ماي ،1983ص 1536
8الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،.الجريدة الرسمية ،عدد ،15مرجع سابق ،ص 494
10الحماية املدنية وتسييرالكوارث :الوقاية تحد دائم ،.مجلة الجيش،ع ،529 .أوت ، 2007ص ( 21-18ص )18
11 International direcection of civile defense., General Directorate of Civile Défense of Algeria in :www.icdo.org/
)Directory%20ORIGINAL/Directory.../Algeria.maj.200...(30/09/2011
12 Direction Générale De la Protection Civile., Instruction Relative à l’Organisation et à la Définition des Missions des
Structures de la Direction Générale de la Protection Civile 01 Juin 1992.
13مالحظة :التوزيع الجغرافي لوحدات تدخل الدفاع املدني ،يتبع التقسيم اإلداري الوطني،وهذا يسمح بتوفير تغطية واسعة من
العمليات فيما يتعلق بالوقاية من الكوارث ،واإلنقاذ ،وتقديم املساعدة لألشخاص املهددين.
15 Assam Nadia., La Défense Civile; Etude de Cas, Mémoire de Post Graduation Spécialise en Sécurité Nationale,
2004, p p 16 -17.
16 Baroudi El Fachouch., Défense Civile: quel Rôle pour le Croissant Rouge Algérien? Conseil de la Nation, op. cit, p
427.
17الهالل األحمرالجزائري :حماية الكرامة اإلنسانية ،.مجلة الجيش ،عدد ،509ديسمبر،2005ص ( 51-48ص.)49
18املادة : 61يجب على كل مواطن أن يحمي ويصون استقالل البالد وسيادتها وسالمة ترابها الوطني وجميع رموز الدولة.أما املادة 62
فتنص على أن على كل مواطن أن يؤدي بإخالص واجباته تجاه املجموعة الوطنية.وان التزام املواطن إزاء الوطن وإجبارية املشاركة في
الدفاع عنه ،واجبان مقدسان دائمان.
20ملزيد من التفاصيل حول دور املواطن انظر :خالد بن مسفر آل مانعه ،.دور املواطن في مواجهة الكوارث واألزمات في عصر
املعلومات،الرياض ،دارالنحوي للنشروالتوزيع ،ط262 ،2010 ،1صفحة .و
Max Weber, Les citoyens et l’esprit de défense: Défendre qui, quoi, comment et où ?en:
23ا لجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،.الجريدة الرسمية ،عدد 28 ، 36أوت 1985ص .1285
28الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،عدد 15 ،32اوت ،1987ص .1225
32الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،عدد 16، 99نوفمبر ،1967ص .1588
35الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،عدد 12 ،61أكتوبر ، 2003ص 4
38الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،عدد 15، ،51اوت ، 2004ص 4
44 Abderrahmane Belayate., pour une Défense Civile Intégrée, Conseil de la Nation, op.cit, pp 59- 62.
45 Ali Ghalel, «La Gestion des Catastrophes, Défi Actuel», Conseil De La Nation, 3eme journées d’étude parlemen�-
taires sur la défense nationale : pour un débat citoyen sur la défense civile, Alger, 25-26et 27 février 2006op. Cit, p176