دليلك إلى السعادة النفسية 2

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 11

‫انطلق حنو القمة‬

‫دليلك إلى‬
‫السعادة النفسية‬
‫إعداد‬
‫القسم العلمي بمدار الوطن‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب الع المين ‪ ،‬والص الة والس الم على خ اتم األنبي اء والمرس لين ‪ ،‬نبينا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪...‬‬
‫هل أنت سعيد ؟‬
‫سؤال ينبغي أن تطرحه على نفسك ‪.‬‬
‫* قد تكون ذا ثروة هائلة وال تكون سعيداً ‪ ...‬إذن السعاة ليست يف املال ‪.‬‬
‫* قد تكون ذا شهرة كبرية وال تكون سعيداً ‪ ...‬إذن السعاة ليست يف الشهرة ‪.‬‬
‫* قد تكون ذا عالقات اجتماعية رائعة وال تكون سعيداً ‪ ...‬إذن السعاة ليست يف‬
‫تكوين العالقات ‪.‬‬
‫* قد تك‪88 8 8‬ون ذا أس‪88 8 8‬رة حتبهم وحيبونك وال تك‪88 8 8‬ون س‪88 8 8‬عيداً ‪ ...‬إذن الس‪88 8 8‬عاة ليست يف‬
‫األسرة‪.‬‬
‫* قد تكون ذا أسفار وجتوال بني البلدان وال تكون سعيداً ‪ ...‬إذن السعاة ليست يف‬
‫األسفار ‪.‬‬
‫* قد تك‪88 8 8 8‬ون ذا منصب مرم‪88 8 8 8‬وق ومكانة اجتماعية رفيعة وال تك‪88 8 8 8‬ون س‪88 8 8 8‬عيداً ‪ ...‬إذن‬
‫السعاة ليست يف املنصب واملكانة ‪.‬‬
‫* قد تكون كثري الضحك واملزاح وال تكون سعيداً ‪ ...‬إذن السعاة ليست يف ذلك ‪..‬‬
‫ما السعادة إذن ‪ ..‬وكيف أحققها ؟‬
‫* السعادة شيء نفسي عندما نقوم بعمل نبيل ‪..‬‬
‫* السعادة قوة داخلية تشيع يف النفس سكينة وطمأنينة ‪.‬‬
‫* السعادة مدد إهلي يضفي على النفس هبجة وأرحيية ‪.‬‬
‫* السعادة صفاء قليب ونقاء وجداين ومجال روحاين ‪.‬‬
‫* الس ‪88 8 8‬عادة هبة ربانية ‪ ،‬ومنحة إهلية ‪ ،‬يهبها اهلل من يش ‪88 8 8‬اء من عب ‪88 8 8‬اده ج ‪88 8 8‬زاء هلم على‬
‫أعمال جليلة قاموا هبا ‪...‬‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫* السعادة شعور عميق بالرضا والقناعة ‪.‬‬
‫* السعادة ليست سلعة معروضة يف األسواق تباع وتشرتى‪ ، 8‬فيشرتيها‪ 8‬األغنياء ‪ ،‬وحُي رم‬
‫منها الفقراء ‪ ..‬ولكنها سلعة ربانية تبذل فيها النفوس واملنهج لتحصيلها والظفر هبا ‪.‬‬
‫ُ‬
‫* السعادة راحة نفسية ‪.‬‬
‫* السعادة يف أن تدخل السرور‪ 8‬على قلوب اآلخرين ‪ ،‬وترسم البسمة‪ 8‬على وج‪88‬وههم ‪،‬‬
‫وتشعر باالرتياح عند تقدمي العون‪ 8‬هلم وتستمتع‪ 8‬باللذة عند اإلحسان إليهم ‪.‬‬
‫* السعادة يف تعديل التفكري السليب إىل تفكري إجيايب مثمر ‪.‬‬
‫* السعادة يف الواقعية يف التعامل وعدم املثالية يف النظر إىل األشياء ‪.‬‬
‫* الس‪8‬عادة الق‪8‬درة على مواجهة الض‪8‬غوط‪ 8‬والتكيف معها من خالل التحكم‪ 8‬باالنفع‪8‬االت‬
‫واألعصاب واملشاعر ‪.‬‬
‫* السعادة يف العلم النافع والعمل الصاحل ‪.‬‬
‫* السعادة يف ترك الغل واحلسد والنظر إىل ما يف أيدي اآلخرين ‪.‬‬
‫* السعادة يف ذكر اهلل وشكره وحسن عبادته ‪.‬‬
‫* السعادة يف الفوز‪ 8‬باجلنة والنجاة من الن‪88‬ار ‪ ،‬والتمتع‪ 8‬ب‪88‬النظر إىل وجه اهلل الك‪8‬رمي ‪ ،‬ق‪88‬ال‬
‫الس َم َاو ُ‬
‫ات‬ ‫ت َّ‬ ‫س ِعدُوا َففِي ا ْل َج َّن ِة َخالِ دِينَ فِي َه ا َم ا دَا َم ِ‬‫تع‪88 8 8‬اىل ‪َ * ﴿ :‬وأَ َّما ا َّلذِينَ ُ‬
‫غ ْي َر َم ْج ُذو ٍذ ﴾ [هود‪. )1(] 108:‬‬ ‫اء َر ُّب َك َع َطا ًء َ‬
‫ش َ‬ ‫َواأْل َ ْر ُ‬
‫ض إِاَّل َما َ‬
‫كلمات في السعادة‬
‫من ُو ِعظ بغريه ‪ ..‬والشقي‪ 8‬من اتعظ به غريه ‪.‬‬
‫* السعيد‪ْ 8‬‬
‫* قوام السعادة يف الفضيلة ‪.‬‬
‫* السعادة يف أن حتب ما تعمل ‪ ،‬ال أن تعمل ما حتب ‪.‬‬
‫* السعيد‪ 8‬من اعترب بأمسه ‪ ،‬واستظهر لنفسه ‪ ،‬والشقي من مجع لغريه ‪ ،‬وخبل على‬
‫نفسه خبريه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انظر ‪ (( :‬ضغوط احلياة )) ص (‪. ) 151‬‬ ‫()‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫* السعيد‪ 8‬هو املستفيد من ماضيه ‪ ،‬املتحمس حلاضره ‪ ،‬املتفائل مبستقبله ‪.‬‬
‫* سعادة اإلنسان يف حفظ اللسان ‪.‬‬
‫حراً طليقاً من قيود الشهود‪8‬‬
‫* ال سبيل إىل السعادة يف احلياة إال إذا عاش اإلنسان فيها ّ‬
‫وأسر الغرائز واهلوى‪. 8‬‬
‫* شديد حبّك للطاعة ‪ ،‬وإقبال قلبك على موالك ‪ ،‬وحضورك يف العبادة دليل على‬
‫سبق السعادة ‪.‬‬
‫* السعادة ال تشرتى باملال ولكنها تباع به ‪.‬‬
‫* اإلقبال على اهلل تعاىل ‪ ،‬واإلنابة إليه‪ ،‬والرضا‪ 8‬به وعنه ‪ ،‬وامتالء القلب من حمبته‪،‬‬
‫واللهج بذكره ‪ ،‬والفرح والسرور‪ 8‬مبعرفته ‪ ،‬ثواب عاجل وجنة وعيش ال نسبة لعيش‬
‫امللوك إليه ألبتة ‪.‬‬
‫* أكثر الناس يظنون السعادة فيما يتم به شقاؤهم ‪.‬‬
‫* بني الشقاء والسعادة تذكر عواقب‪ 8‬األمور‪. 8‬‬
‫عنوان السعادة‬
‫* ذكر اإلمام ابن القيم أن عنوان سعادة العبد ثالثة أمور هي ‪:‬‬
‫‪ -2‬إذا ابتلي صرب ‪.‬‬ ‫‪ -1‬إذا أنعم عليه شكر ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا أذنب استغفر ‪.‬‬
‫قال ‪ (( :‬فإن هذه األمور‪ 8‬الثالثة هي عنوان سعادة العبد‪ 8‬وعالمة فالحه يف دنياه‬
‫وأخراه ‪ ،‬ال ينفك عبد عنها أبداً )) ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فوائد السعادة‬
‫‪ .1‬السعادة متنح اإلنسان راحة نفسية وقبوالً ذاتياً ‪..‬‬
‫‪ .2‬السعادة تدخل على األسرة السرور والروح واهلدوء ‪.‬‬
‫‪ .3‬السعادة تريب األوالد على طبيعة احلياة اإلجيابية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫() من كتاب (( ‪ 100‬فكرة للحصول على السعادة احلقيقية )) للدكتور صالح الراشد ص ( ‪. ) 21‬‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫‪ .4‬السعادة تساعد اإلنسان على االهتمام باألهداف السامية بدالً من االنشغال بالنفس‬
‫واجلسد ‪.‬‬
‫‪ .5‬السعادة متنح اجلسد انسجامية رائعة ‪ ،‬مما جيعل أجهزة اجلسد املتنوعة تعمل بكفاءة‬
‫‪.‬‬
‫‪ .6‬السعادة تعطي الشخص الفرصة ألن يكون مبدعاً وخمرتعاً ‪.‬‬
‫‪ .7‬السعادة تضعفي على اجملتمع‪ 8‬الفرحة فينسجم وينتج ‪.‬‬
‫الخطوات العملية لتحقيق السعادة‬
‫كيف تكون سعيداً ؟‬
‫يستطيع كل إنسان أن يصنع سعادته إذا التزم بقوانني السعادة وطبَّق خطواهتا ‪،‬‬
‫وتكون قوة سعادته حبسب التزامه بتلك القوانني ‪ ،‬وضعفها حبسب تفريط فيها ‪.‬‬
‫* أما خطوات السعادة اليت تشكل قوانينها فقد تضمنتها النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬آمن باهلل تعالى ‪:‬‬
‫فال سعادة بغري اإلميان باهلل تعاىل ؛ بل إن السعادة تزداد وتضعف حبسب هذا اإلميان ‪،‬‬
‫فكلما كان اإلميان قوياً كانت السعادة أعظم ‪ ،‬وكلما ضعف اإلميان ؛ ازداد القلق‬
‫واالكتئاب والتفكري السليب مما يؤدي إىل مرارة العيش أو التعاسة يف احلياة ‪.‬‬
‫‪ -2‬آمن بقدرة اهلل القاهرة ‪:‬‬
‫فمن استشعر هذه القدرة اإلهلية العظيمة اليت ال حدود هلا ‪ ،‬مل تسيطر عليه األوهام ‪،‬‬
‫ومل ترهبه املشكالت ؛ ألن له ركناً وثيقاً إليه عند حدوث احملن ومدهل ًَّمات األمور ‪.‬‬
‫‪ -3‬آمن بقضاء اهلل وقدره ‪:‬‬
‫فاإلميان بالقضاء والقدر‪ 8‬يبعث على الرضا القليب والراحة النفسية والسكينة ‪ ،‬ولذلك‬
‫يقول النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬عجباً ألمر املؤمن إن أمره كله خري ؛ إن أصابته‬
‫ضراء صرب فكان خرياً له )) [ رواه مسلم ] ‪.‬‬
‫سراء شكر فكان خرياً له ‪ ،‬وإن أصابته ّ‬
‫ّ‬
‫ما أروع هذا احلديث ‪ ،‬وما أعظم دالالته على السعادة احلقيقية ‪ ..‬اإلميان بالقضاء‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫والقدر‪ 8‬هو سبيل السعادة ‪:‬‬
‫* الصرب على البالء ‪.‬‬
‫* الشكر على النعماء ‪.‬‬
‫* ترك االعرتاض والتسخط‪ 8‬على شيء من األقدار ‪..‬‬
‫كل ذلك يؤدي إىل الراحة والطمأنينة والسعادة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ليكن السعداء قدوتك في الحياة ‪:‬‬
‫وأعين بالسعداء الذين قدَّموا للبشرية خدمات جليلة مع اتصافهم‪ 8‬باإلميان باهلل تعاىل ‪،‬‬
‫وأول هؤالء هو حممد‪ 8‬بن عبداهلل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فالسعادة كل السعادة‬
‫يف اتباع سبيله ‪ ،‬والشقاء كل الشقاء يف مفارقة ُهداه وترك ُسنته ‪.‬‬
‫‪ -5‬تخلص من القلق النفسي ‪:‬‬
‫* القلق يؤدي إىل احلزن واالكتئاب ‪.‬‬
‫* القلق يؤدي إىل الفشل يف احلياة ‪.‬‬
‫* القلق يؤدي إىل اجلنون ‪.‬‬
‫* القلق يؤدي إىل األمراض‪ 8‬اخلطرية ‪.‬‬
‫* حاول اكتشاف أسباب القلق لديك ‪ ،‬مث عاجل كل سبب على حدة ‪.‬‬
‫* ناقش نفسك ومن حولك هبدوء وال تلجأ إىل االنفعال ‪.‬‬
‫* استثمر قلقك يف التفوق الدائم والسعي حنو األهداف النبيلة ‪.‬‬
‫* ليكن قلقك فعاالً يف العالج مشكالتك ‪.‬‬
‫* كن بسيطاً وال تلجأ إىل تعقيد األمور ‪.‬‬
‫‪ -6‬اعرف طبيعة الحياة ‪:‬‬
‫الب ّد يف احلياة من كدر ‪ ،‬والب ّد من منغّصات ‪َّ ،‬‬
‫والبد فيها من توتر وابتالء ‪ ،‬فهذه‬
‫األمور من حكم اهلل سبحانه يف اخللق ‪ ،‬لينظر أيُّنا أحسن عمالً ‪ ،‬فالواجب أن نعرف‬
‫طبيعة احلياة ‪ ،‬ونتقبلها على ما هي عليه ‪ ،‬وال مينع ذلك من دفع األقدار باألقدار‪، 8‬‬
‫ومقاومة املكاره مبا يذهبها ‪ ،‬فإن معرفة طبيعة احلياة ال يعين سيطرة روح اليأس ‪ ،‬بل‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫عكس ذلك هو الصحيح‪.‬‬
‫‪ -7‬غير عاداتك السلبية إلى أخرى إيجابية ‪:‬‬
‫يقول الدكتور‪ 8‬أمحد الرباء‪ 8‬األمريي ‪ (( :‬إن اكتساب عادة عقلية ( ذهنية أو نفسية )‬
‫جديدة ليس أمراً صعباً ‪ ،‬فهو يتطلب (‪ )21‬يوماً ‪ .‬يف هذه األيام اإلحدى والعشرين علينا‬
‫أن‪:‬‬
‫‪ -2‬ونتح ّدث ‪.‬‬ ‫‪ -1‬نف ّكر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ونتصرف وفق ما متليه علينا العادة اجلديدة املطلوبة ‪.‬‬
‫‪ -4‬وأن نتصور ونتخيّل بوضوح تام كيف نريد أن نكون ‪.‬‬
‫فكرت بنفسك وكأنك صرت بالشكل املطلوب ‪ ،‬فإن هذا التصور‪ 8‬يتحول إىل‬ ‫إذا َّ‬
‫حقيقة بالتدريج ‪ ،‬وإىل هذا يشري املثل القائل‪ :‬احللم بالتحلم ‪ ،‬والعلم‪ 8‬بالتعلم‪[ .‬دروس نفسية‬

‫للنجاح والتفوق ] ‪.‬‬


‫‪ -8‬سعادتك في أهدافك ‪:‬‬
‫إن سبب شقاء كثري من الناس هو عدم وجود أهداف يسعون إىل حتقيقها ‪ ،‬وقد‬
‫تكون هلم أهداف ولكنها ليست نبيلة أو سامية ‪ ،‬ولذلك فإهنم‪ 8‬ال يشعرون بالسعادة يف‬
‫حتقيقها ‪ ،‬أما الذي حيقق السعادة فهو اهلدف النبيل ‪ ،‬والغاية السامية ‪.‬‬
‫إن األهداف العظيمة تتيح للفرد أن يتجاوز العقبات اليت تعرتض طريقه ‪ ،‬ويستطيع من‬
‫خالل ذلك أن ينتج يف وقت قصري ما ينتجه غريه يف وقت كبري جداً ‪ ،‬فاملرء بال هدف‬
‫إنسان ضائع ‪ .‬فهل نتصور قائد طائرة يقلع وليس عنده مكان يريد الوصول إليه ‪ ،‬وال‬
‫خارطة توصله إىل ذلك املكان ؟ رمبا ينفذ وقوده ‪ ،‬وهتوى‪ 8‬طائرته وهو يفكر إىل أين‬
‫سيذهب ‪ ،‬وأين املخطط الذي‪ 8‬يوصله إىل وجهته ! [ دروس نفسية ] ‪.‬‬
‫‪ -9‬خفف آالمك ‪:‬‬
‫معرض للنكبات واملصائب ‪ ،‬ولكنه ال ينبغي أن يتصور أن ذلك‬ ‫الشك أن اإلنسان َّ‬
‫َّ‬
‫هو هناية احلياة ‪ ،‬وأنه الوحيد الذي‪ 8‬ابتلي بتلك املصائب ؛ بل عليه أن خيففها ويهوهنا على‬
‫نفسه عن طريق ‪:‬‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫أ‪ -‬تصور كون املصيبة أكرب مما كانت عليه وأسوأ عاقبة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تأمل حال ْ‬
‫من مصيبته أعظم وأش ّد ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬انظر ما أنت فيه من نعم وخري ُحرم منه الكثريون‪. 8‬‬
‫د‪ -‬ال تستسلم لإلحباط الذي قد يصحب املصيبة [ أنواع احلزن للدكتور‪ 8‬حممد‪ 8‬الصغري ] ‪.‬‬

‫‪ -10‬ال تنتظر األخبار السيئة ‪:‬‬


‫إذا فكرت باستمرار يف البؤس ‪ ،‬فإن خوفك يعمل بشكل مسا ٍو لرغبتك ‪ ،‬وجيذب‬
‫إليك املصيبة ‪ ،‬وتصبح أسباب هذه املصيبة قريبة منك بسبب خوفك وتشاؤمك ‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن يشتد قلقك فيستدعي مصيبة جديدة ‪ ،‬وهكذا تدور يف حلقة مفرغة‬
‫من التفكري السليب باملصائب وتوقع األخبار السيئة ‪.‬‬
‫ذكر نفسك بأن احلياة قصرية ‪ ،‬وأن األمور‪ 8‬تتغري بسرعة فوف جتد‬‫* إنك عندما تُ ِّ‬
‫قدراً كبرياً من النور يف حياتك ‪.‬‬
‫‪ -11‬انظر حولك ‪:‬‬
‫إذا نظرت يف نفسك فوف جتد أشياء كثرية تستحق االمتنان ‪ ،‬وكذلك إذا نظرت يف‬
‫األشياء احمليطة بك ‪.‬‬
‫إننا مجيعاً معتادون على أن لنا بيتاً نأوي إليه ‪ ،‬وعمالً نزاوله ‪ ،‬وأسرة حتيط بنا ‪،‬‬
‫ولذلك ال نشعر يف الغالب بالسعادة جتاهها ‪ ،‬ولكننا إذا تذكرنا زوال هذه األشياء‬
‫وحرماننا منها ؛ فإن ذلك قد يكون سبباً للشعور‪ 8‬بالسعادة هبا ‪.‬‬
‫‪ -12‬ال تجعل األشياء العادية تكدر عليك حياتك ‪:‬‬
‫بعض الناس يتكدرون من حدوث أشياء بسيطة حتدث كل يوم وال تستحق كل هذا‬
‫العناء ‪ ،‬فينتاهبم‪ 8‬التوتر واحلزن الشديد بسبب كوب ُكسر أو جهاز تعطل ‪ ،‬أو ثوب‬
‫متزق أو غري ذلك من األشياء العادية ‪ ،‬والواجب أن يتقبل اإلنسان هذه األمور‪ 8‬العادية‬
‫َّ‬
‫وال جيعلها تصيبه باإلحباط أو تكدير احلال ‪.‬‬
‫‪ -13‬اعلم أن السعادة في ذاتك فلماذا تسافر في طلبها ‪:‬‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫كل إنسان ميلك قوى السعادة وقوانينها‪ ، 8‬ولكن أغلب الناس ال يرون ذلك ؛ ألهنم‪ 8‬ال‬
‫ّ‬
‫ينظرون إىل أنفسهم ‪ ،‬بل ينظرون إىل اآلخرين ‪.‬‬
‫حكاية حقل األلماس‬
‫هي حكاية مشهورة عن مزارع ناجح عمل يف مزرعته جب ّد ونشاط إىل أن تقدم به‬
‫العمر ‪ ،‬وذات يوم مسع هذا املزارع أن بعض الناس يسافرون حبثاً عن األملاس ‪ ،‬والذي‬
‫جيده منهم يصبح غنياً جداً ‪ ،‬فتحمس للفكرة ‪ ،‬وباع حقله وانطلق باحثاً عن األملاس‬
‫‪.‬‬
‫ظل الرجل ثالثة عشر عاماً يبحث عن األملاس فلم جيد شيئاً حىت أدركه اليأس ومل‬ ‫َّ‬
‫حيقق حلمه ‪ ،‬فما كان منه إال أن ألقى نفسه يف البحر ليكون طعاماً لألمساك ‪.‬‬
‫غري أن املزارع اجلديد الذي‪ 8‬كان قد اشرتى حقل صاحبنا‪ ،‬بينما كان يعمل يف احلقل‬
‫وجد شيئاً يلمع‪ ،‬وملا التقطه فإذا هو قطعة صغرية من األملاس ‪ ،‬فتحمس وبدأ حيفر‬
‫جبد واجتهاد ‪ ،‬فوجد ثانية وثالثة‪ ،‬ويا للمفاجأة! فقد كان حتت هذا احلقل‬‫وينقب ٍّ‬
‫منجم أملاس‪..‬‬
‫ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ‪ ،‬ومع ذلك فأنت ال تراها ‪،‬‬
‫وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً ‪.‬‬
‫‪ -14‬كن كالنحلة في نفع غيرك ‪:‬‬
‫أن السعداء هم أخلق الناس بنفع الناس ‪ ،‬فالشخص الذي افتقد السعادة جيد الرضا‬
‫دائماً يف إشعار غريه من الناس بأهنم تعساء ‪ .‬أما الرجل السعيد املستمتع حبياته فتزداد‬
‫متعته كلما شاركه فيها الناس ‪ ،‬وسواء كان سبب سرورك خرباً ساراً أو مشهداً‪8‬‬
‫طبيعياً خالباً ‪ ،‬فإن سرورك ال يكتمل حىت تنقل هذا اخلرب لغريك من الناس ‪ ،‬أو‬
‫تصحب غريك ليتأمل معك املشهد اخلالب ‪.‬‬
‫‪ -15‬ثق بقدرتك على التخلص من المشاكل ‪:‬‬
‫إن أفكارنا هي اليت تلد كل شيء ‪ ،‬وليس للحوادث من أمهية إال يف احلدود اليت‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫نسمح هلا أن تغرس فينا أفكاراً سلبية مدمرة ‪ ،‬فثق بقدرتك ‪.‬‬
‫إن الناجحني حيتفظون يف األزمات والصعوبات بأمل زاهر ال يتزعزع ‪ ،‬وهذا األمل‬
‫هو سبب معاودة النجاح ‪.‬‬
‫ختيَّل عاملك الداخلي كحقل تنبت فيه كل فكرة من أفكارك ‪ .‬راقب العواطف‬
‫واألفكار‪ 8‬اليت تعتلج يف نفسك وتساءل ‪ :‬ما هي الثمرة اليت تعطيها هذه الفكرة ؟ فإذا‬
‫كانت الثمار‪ 8‬من النوع الذي ال تريد اقتطافه فما عليك إال أن تنتزع البذرة‪ 8‬الصغرية‪ 8‬دون‬
‫خوف ‪ ،‬وتضع مكاهنا بذرة صاحلة ‪.‬‬
‫‪ -16‬تغلب على الخوف السلبي ‪:‬‬
‫إن اهلواجس واإلخفاق والشقاء‪ 8‬واألمراض تولد غالباً من اخلوف ‪ ،‬وإذا أردت‬
‫السالمة والنجاح والسعادة والصحة‪ 8‬؛ فيجب عليك أن تكافح اخلوف وتكون كمن حكى‬
‫اس َقدْ َج َم ُعوا َل ُك ْم‬ ‫اس إِنَّ ال َّن َ‬ ‫اهلل تعاىل عنهم يف قوله ‪ ﴿ :‬ا َّلذِينَ َقال َ َل ُه ُم ال َّن ُ‬
‫ش ْو ُه ْم َف َزادَ ُه ْم إِي َمانا ً َو َقالُوا َح ْس ُب َنا هَّللا ُ َون ِْع َم ا ْل َوكِيل ُ * َفا ْن َق َل ُبوا ِبن ِْع َم ٍة مِنَ‬ ‫َف ْ‬
‫اخ َ‬
‫يم﴾ [آل‬‫ض ٍل َعظِ ٍ‬ ‫ض َوانَ هَّللا ِ َوهَّللا ُ ُذو َف ْ‬ ‫سو ٌء َوا َّت َب ُعوا ِر ْ‬ ‫س ْس ُه ْم ُ‬ ‫ض ٍل َل ْم َي ْم َ‬ ‫هَّللا ِ َو َف ْ‬
‫عمران‪. ]174 -173:‬‬
‫‪ -17‬ال تعتقد أن مرضك مزمن ‪ ،‬وأن آالمك ال تنقطع أبداً ‪ ،‬فما من شيء يبقى‬
‫يف هذا العامل دون جتدد ‪ .‬إنك تستطيع بقدرة تفكريك املبدع أن تتجدد وحتيا حياة جديدة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -18‬ال تكن بائساً ‪:‬‬
‫إذا اتفق الناس من حولك على أنك حتمل بالدة جدك مثالً ‪ ،‬وأنك لن تنجح يف‬
‫ماض ليس هو‬‫احلياة ‪ ،‬ولن تكون حمبوباً فارفض هذا الزعم بشدة ‪ ،‬واحذر من ثقل ٍ‬
‫ماضيك ‪ ،‬واغرس يف نفسك الصفات املعاكسة للعيوب اليت يريدون إرهاقك هبا ‪.‬‬
‫وكل تأكيٍ ٍد لبؤسك احلايل ‪ .‬أنكر امللموس‬
‫‪ -19‬عليك أن توقف كل تفكير سلبي ‪َّ ،‬‬
‫وأكد األمل ‪ ،‬والنجاح ‪ ،‬والصحة ‪ ،‬والسرور‪ ، 8‬إهنا هناك وراء الباب الذي أغلقه رفضك‬
‫اإلميان هبا ‪ ،‬وهي ال تنتظر سوى ندائك لتظهر نفسها ‪.‬‬
‫انطلق حنو القمة‬
‫‪ -20‬احذر من تفكيرك أو كالمك ‪ ،‬فهو يحميك أو يعرضك للخطر ‪:‬‬
‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان اهلل‬
‫تعاىل ما يظن أن تبلغ ما بلغت ‪ ،‬فيكتب اهلل له هبا رضوانه إىل يوم القيامة ‪ ،‬وإن الرجل‬
‫فيكتب اهلل عليه هبا‬
‫ُ‬ ‫ليتكلم بالكلمة من سخط اهلل تعاىل ما يظن أن تبلغ ما بلغت ‪،‬‬
‫سخطه إىل يوم القيامة )) [ رواه أمحد والرتمذي والنسائي وصححه‪ 8‬األلباين ] ‪.‬‬
‫جعلنا اهلل وإياكم من سعداء الدنيا‪ 8‬واآلخرة وصلَّى اهلل وسلم وبارك على حممد‪ 8‬وآله‬
‫وصحبه أمجعني ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

You might also like