التسميط الجناس السّجع

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫الت ّسميط ‪:‬‬

‫البيت‬
‫ِ‬ ‫ل الشاعرُ بَيت ََه على أربعة ِأقسا ٍم‪ :‬ثلاثة ٌ منها على سَ ٍجع واحدٍ‪ ،‬ب ِ‬
‫خلاف قافية ِ‬ ‫عريف ُه ‪ :)1( ‬هو أ ْن يجع َ‬
‫‪:‬كقول جنوب الهُذ َلّية (‪)2‬‬

‫َدت عليه الح ِبَالا‬


‫شد ْ‬‫ج َ‬
‫سدَدْتَ وع ِل ْ ٌ‬
‫َرب وَرَدْتَ وثغر ٌ َ‬
‫وح ٌ‬

‫‪:‬وقول الشاعر(‪)3‬‬

‫َرف‬
‫في ثَغره لَع ٌَس في خَدّه قَب ٌَس في قَدّه م َي ٌَس في جسمِه ت ُ‬

‫‪:‬و كقول مروان بن أبي حفصة (‪)4‬‬

‫جز َلُوا‬
‫ه ُم القَوْم ُ إ ْن قَالوا أصَابُوا وإ ْن دُع ُوا أج َابُوا وإ ْن أ ْعطَو ْا أطابُوا وأ ْ‬

‫َ‬
‫المسجّ عة ُ‬ ‫ِ‬
‫بعض أجزاء هذا البيت مسجَعة ً على خلاف قافيته ِ‪ ،‬لتكون القافية ُ بمنزلة ِ السمطِ ‪ ،‬والأجزاء ُ‬
‫فأتت ُ‬
‫ْ‬
‫ض‬
‫والتفويف‪ ،‬تسجي ُع بع ِ‬
‫ِ‬ ‫ن التسميطِ يجم ُع َ ّ‬
‫حب الع ِقدِ ويربط ُه‪ ،‬والفرقُ بينَ التسميطِ‬ ‫حب العقدِ‪ ،‬لكو ِ‬
‫ِّ‬ ‫بمنزلة ِ‬
‫بعض أجزاء ِ‬
‫ُ‬ ‫جع بتة ً‪ ،‬والمراد ُ بأجزاء ِ التسميطِ‬
‫س ِ‬‫التفويف من ال َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ل أجزاء ِ ِ‬
‫بيت‬ ‫أجزاء ِ بيت التسميطِ ‪ ،‬وخلو ِّ ك ّ ِ‬
‫ض‬
‫تسميط التبعي ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫‪.‬التقطيع‪ ،‬ويس َمّى‬

‫خالف َ‬
‫رويّ‬ ‫روي ي ُ‬
‫ٍّ‬ ‫يسج َع جمي َع أجزاء ِ التفعي ِ‬
‫ل على‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫التقطيع‪ ،‬وهو أ ْن‬ ‫تسميط‬
‫َ‬ ‫ن التسميطِ نوعٌ آخر ُ يس َمّى‬
‫وم َ‬
‫‪ :‬القافية ِ‪ ،‬كقولي (‪)5‬‬

‫ن‬
‫وأسمر ُ مثمر ٌ بمزهرٍ نضر ٌ ‪ ...‬منْ مقمرٍ مسفر ٌ عنْ منظرٍ حسَ ِ‬

‫البيت من سُباعيها وخ ُماسيها مسجعة ً على خلاف سجعة ِالجزء ِ الذي هو‬
‫ِ‬ ‫جاءت جمي ُع أجزاء ِ التفعي ِ‬
‫ل في هذا‬ ‫ف ْ‬
‫البيت‪ ،‬والله أعلم‬
‫ِ‬ ‫قافية ُ‬

‫الجناس لغة ً ‪ :‬المشاكلة و الاتّ حاد في الجنس ‪1 /‬‬


‫الجناس اصطلاحا ‪ :‬محسّن بلاغيّ من فنون علم البديع ‪،‬و يُسمّى ‪2 /‬أيضا "التجنيس" وهو أن تتشابه‬
‫كلمتان في الن ّطق والل ّفظ و تختلفا في المعنى‬
‫فائدة الجناس ‪ :‬محسّن لفظ ّي يسهم في بناء الإيقاع الد ّاخليّ ‪3 /‬للن ّّص الأدبيّ شعري ِّه و نثري ِّه ‪ ،‬و يُثريه‬
‫بالنغم الموسيقيّ ‪ ،‬كما أن ّه يُثير في المتلقّي تذوّق الجمال الأدبيّ مبن ًى و معن ًى‬
‫‪ :‬الجناس نوعان ‪4 /‬‬
‫جناس تامّ ‪ :‬وهو ما ات ّفق فيه الل ّفظان في أربعة أمور ‪ :‬أنواع *الحروف ‪ +‬تشكيلها ‪ +‬عددها ‪ +‬ترتيبها‬
‫جناس ناقص (ويُسمّى غير التامّ) ‪ :‬هو ما اختلف فيه اللفظان في *‪.‬واحد من الأمور الأربعة السّابقة‬
‫ملحوظة ‪ : -----------‬أسرف علماء البديع في تفريع أسماء ‪-----------‬‬
‫ل نوع من الجناس بما لا طائل من ورائه في تحليل النصوص و تذوّق جمالها الأدبي ‪ ،‬لذلك لن ن َذكر‬
‫لك ّ‬
‫من تلك التفريعات إلا ّ ما نحسبه مفيدا لتلميذ الثالثة آداب مثل‬
‫‪.‬جناس الاشتقاق ‪ :‬هو ما يكون بين لفظين من جذر اشتقاقيّ واحد ‪-‬‬
‫جناس القلب (و يُسمّى أيضا المقلوب) ‪ :‬هو ما تجانس لفظاه في ‪-‬نوع الحروف لكنّها قُلِب َْت في الترتيب‬
‫قلبا كلي ّا [فتح‪/‬حتف] أو جزئي ّا‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫السجع لغة‬
‫ج ُع سَ ج ْعا ً ‪ :‬استوى واستقام وأَ شبه بعضه بعضا ً وأَ صل السجْ ِع ‪ :‬الق َصْ د ُ المُسْت َوي على نس َ ٍ‬
‫ق واحد‬ ‫" سَ ج َ َع ي َ ْس َ‬
‫وسَ ج ْ ُع الحمامة ِ ‪ :‬موالاة صوتها على طريق واحد ومنه هدير الحمام ونحوها على نغمة واحدةوسج َعت الناقة سَ ج ْعا ً ‪ :‬مدّت‬
‫حَن ِينَها على جهة واحدة‬
‫ل‬ ‫• وسَ ج َ َع الك َات ِبُ ‪ :‬أَ ت َى بِك َلا َ ٍم مَن ْث ُو ٍر مُق َ ّف ًى ‪ ،‬ل َه ُ ف َوَا ِ‬
‫ص ُ‬
‫والسجع ‪ :‬الكلام المُق َ َ ّفى ‪ ،‬والجمع أَ سجاع وأَ ساجِي ُع ؛ وكلام مُس ََجّ ع ‪.‬‬
‫شعْر من غير وزن ‪ ،‬وصاحب ُه سَ ج ّاعة ٌ وهو من‬
‫ل ال ِّ‬
‫ص ِ‬
‫ل كفوا ِ‬ ‫ج ُع سَ ج ْعا ً وسَ َج ّ َع ت َ ْسجِيعا ً ‪ :‬تَك ََل ّم بكلام له ف َوا ِ‬
‫ص ُ‬ ‫وسَ ج َ َع ي َ ْس َ‬
‫الاسْ ت ِواء ِ والاستقامة ِ والاشتباه ِ كأَ ن كل كلمة تشبه صاحبتها‬
‫واصطلاحا هو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير والفاصلة هي الكلمة الأخيرة من كل فقرة وتسكن الفاصلة دائما‬
‫في النثر للوقف وأفضله ما تساوت فقره‬
‫والسجع قيل موطنه النثر فقط‬
‫وقيل يجيء في الشعر ومنه قول أبي الطيب ‪:‬‬
‫فنحن في جذل والروم في وجل‬
‫والبر في شغل والبحر في خجل‬
‫ومنه التشطير وهو جعل كل من شطري البيت سجعة مخالفة لأختها كقول أبي تمام في فتح عمورية ‪:‬‬
‫تدبير معتصم بالله منتقم لله مرتغب في الله مرتقب‬
‫فالشطر الأول سجعة مبنية على الميم والثاني على الباء وموطن السجع في الأساس هو النثر مثاله قال الرسول صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪ :‬اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا" تشابهت الفاصلتان هنا في الفقرتين في الحرف الأخير وهما‬
‫كلمتا "خلفا وتلفا"ومنه قول أعرابي ذهب السيل بابنه ‪ :‬اللهم إن كنت قد أبليت فإنك طالما قد عافيت"‬
‫والسجع ثلاثة أنواع‬
‫السجع المطرف وذلك إذا اختلفت الفاصلتان في الوزن وذلك كقوله تعالى ‪:‬مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم‬
‫أطوارا" والمقصود بالوزن الوزن العروضي وسمي بالمطرف لبلوغه طرف الحسن ونهايته بالنسبة إلى غيره‬
‫النوع الثاني من السجع " الترصيع "‬
‫وهو أن يكون ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثره مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية وذلك‬
‫كقول الله تعالى‪" :‬إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم "وكقول الحريري رحمه الله ‪" :‬فهو يطبع الأسجاع‬
‫بجواهر لفظه‪ ،‬ويقرع الأسماع بزواجر وعظه " ‪.‬‬
‫وكقول أبي الفضل الهمذاني ‪ :‬إن بعد الكدر صفوا‪ ,‬وبعد المطر صحوا"‪.‬‬
‫وكقول أبي الفتح البستي ‪ :‬ليكن إقدامك توكلا‪ ,‬وإحجامك تأملا" ‪.‬‬
‫النوع الثالث "المتوازي" وهو أن تتفق الفقرتان في الوزن والتقفية في الفاصلة فقط لا في أكثر أو كل الفقرة مع‬
‫نظيرتها وهذا هو الفرق بين الترصيع والمتوازي فالترصيع يكون أكثر أوكل الفقرة متفقة مع نظيرتها في الحرف‬
‫الأخير بينما المتوازي يكون التوافق في الفاصلة فقط مع الاتفاق في الوزن مثال المتوازي قول الله تعالى ‪ :‬فيها سرر‬
‫مرفوعة وأكواب موضوعة"‬
‫وسر جمال السجع أنه يحدث نغما ً موسيقيا ً يثير النفس وتطرب إليه الأذن‬
‫ن بتماثل الحروف‬
‫يحْس ُ ُ‬
‫ن بجمال قوافيه ‪ ،‬كذلك النثر َ‬
‫ويثير الانتباه وذلك إذا جاء غير متكلف ‪ .‬وكما أن الشعر يحْس ُ ُ‬
‫الأخيرة من الفواصل‪ .‬ومنه قوله ‪:‬‬
‫"الحر إذا وعد وفى‪ ,‬وإذا أعان كفى‪,‬‬
‫وإذا ملك عفا‪".‬‬
‫ويشترط في السجع أربعة شروط ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار مفردات الألفاظ‬
‫‪ -2‬اختيار التأليف‬
‫‪ -3‬كون اللفظ تابعا للمعنى لا عكسه‬
‫‪ -4‬كون كل واحد من الفقرتين دالة على معنى آخر وإلا لكان تطويلا‬
‫والسجع ثلاثة أقسام ‪:‬‬
‫الأول ‪ :‬أن يكون الفصلان متساويين نحو قوله تعالى ‪ :‬فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر)‬
‫الثاني ‪ :‬أن يكون الفصل الثاني أطول من الأول لا طولا يخرجه عن الاعتدال كثيرا وإلا لكان قبيحا‬
‫ومثال هذا القسم قوله تعالى ‪:‬‬
‫(وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا)‬
‫القسم الثالث ‪ :‬أن يكون الفصل الآخر أقصر من الفصل الأول وهو عيب فاحش لأن السمع قد استوفى أمده في‬
‫الأول بطوله فإذا جاء الثاني قصيرا بقي الإنسان عند سماعه كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها‬
‫هل يصح أن نقول في القرآن سجع‬
‫اختلف علماء اللغة في جواز ذلك فمنهم من أجاز ومنهم من منع‬
‫وإذا رجعنا لشروط السجع فمن هذه الشروط ‪:‬‬
‫أن يكون اللفظ تابعا للمعنى لا عكسه‬
‫والفرق بين سجع الكهان وما جاء في القرآن أن الأساس في القرآن هو المعنى والسجع فيه إنما جاء كذهب طرح‬
‫على نحر حسناء فائقة الحسن فازدادت حسنا‬
‫مع وضوح المعنى وسلاسة اللفظ‬
‫فإذا نجد الألفاظ تابعة للمعاني خادمة لها بخلاف ما جاء على لسان الكهان فتلك ألفاظ مبهمة المعاني يراد منها‬
‫التدليس والإيهام وليس لهم من هم إلا تنميق الكلام بالألفاظ ليستعلو على أتباعهم بكلمات لا يفهمونها‬
‫وليس مقصدهم إيصال معاني قيمة تلامس القلوب فهم كم َنْ رصّ َع تاجا ً ثم ّ أل ْبسه زنجیا ً ساقطاً‪ ،‬أو نظم قلادة درّ‬
‫ثم ألبسها كلبا‪،‬‬
‫وأما القرآن فيعمد إلى المعاني الجليلة فيزفها بألفاظ جلية بهية تأسر القلوب فعلى هذا فالسجع موجود وملموس في‬
‫القرآن على هذه الصفة‬
‫ومن منع تسمية ذلك سجعا سماه فواصل فالخلاف لفظي‬

You might also like