ويتفكرون في خلق السماوات والأرض

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫عباد اهلل‪ ،‬قد أفلح من أدرك مع نى خلق اهلل‬

‫األش ياء وإيج اده إياها بعد أن لم تكن ش يئا‪ ،‬فعلم‬


‫ت‬
‫اوا ِ‬ ‫َويَتَفَ َّكرُونَ فِي َخ ْل ِ‬
‫ق ال َّس َم َ‬ ‫الخطبة األولى‬
‫معتقدًا فيما ال مجال للشكّ فيه أن اهلل هو مالك الملك‬ ‫َواألَرْ ِ‬
‫ض‬
‫ومدبر الكون‪ ،‬وأنه ال يصنع ذلك إال من ليس كمثله‬ ‫الحمد هلل ذي العرش المجي د‪ ،‬الفع الِ لما‬
‫شيء‪ ،‬واعتبر برسول اهلل وقد بدت له معاني هذه‬ ‫يريد‪ ،‬أحاط بكل شيء علمًا‪ ،‬وهو على كل ش يء‬
‫اآليات وتجلت له أس رارها كيف أخذته الهيبة من‬ ‫شهيد‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬هو‬
‫رب العزة فانهمرت تلك الآللي على خديه الشريفين‬ ‫أقرب إلى عبده من حبل الوريد‪ .‬وأشهد أن س يدنا‬
‫غزارا‪ ،‬وته اطلت دموعه م درارا حين تلقاها من‬ ‫ونبينا محمدًا عبده ورس وله نشر أعالم التوحي د‪،‬‬
‫سيدنا جبريل عليه السالم‪.‬‬ ‫صلى اهلل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأص حابه‬
‫يقول اهلل تعالى‪ :‬إِنَّ فِي خَلْقِ السَّ مَاوَاتِ وَاألَرْضِ‪:‬‬ ‫والتابعين ومن تبعهم بإحسان من ص الح العبي د‪،‬‬
‫خلقِ السماوات وكواكبها السيارة وما فيها من نجوم‬ ‫وسلم تسليمًا كثيرًا‪.‬‬
‫مصابيح‪ ،‬وشمس وقمر‪ ،‬وما يحدث فيهما من تعاقب‬ ‫أما بعد‪ :‬أيها المسلمون‪،‬‬
‫وكسف وخسف‪ ،‬وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَ اءٍ‬ ‫روى ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال‪ :‬دخلت‬
‫فَأَحْيَا بِهِ األَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [البقرة‪ ،]164:‬وخلق األرض‪،‬‬ ‫ير على أمّ‬ ‫أنا وعبد اهلل بن عمر وعبيد بن عم‬
‫مل كل ما في األرض‪ ،‬تحتها أو فوقها من‬ ‫ويش‬ ‫المؤمنين عائشة رضي اهلل عنها وهي في خدرها‪،‬‬
‫اتّساع رقعتها وارتفاع جِبالها‪ ،‬ومس الكها وأوديتها‬ ‫فسلّمنا عليها فقالت‪ :‬من هؤالء؟ قال‪ :‬فقلن ا‪ :‬ه ذا‬
‫وأنهارها وبحارها‪ ،‬وتسخير البحر بحمل السفن من‬ ‫عبد اهلل بن عمر وعبيد بن عمير‪ ،‬قالت‪ :‬يا عبيد بن‬
‫جانب إلى جانب لمعايش الن اس‪ ،‬وقفارها ووهادها‬ ‫عمير‪ ،‬ما يمنعك من زيارتنا؟ قال‪ :‬ما ق ال األول‪:‬‬
‫وعمرانها وما فيها من المنافع‪ ،‬وما بَثَّ اهلل فِيهَا مِنْ‬ ‫زر غبًّا ت زدَد حبًّا‪ ،‬ثم ق الت‪ :‬إنا لنحبّ زيارتك‬
‫كُلِّ دَابَّةٍ على اختالف أشكالها وألوانها ومنافعه ا‪،‬‬ ‫وغشيانك‪ ،‬قال عبد اهلل بن عمر [دعينا من بطالَتكما‬
‫وهو يعلم ذلك كله ويرزقه‪ ،‬ال يخفى عليه شيء من‬ ‫هذه]‪ ،‬أخبرينا بأعجب ما رأيت من رسول اهلل ‪،‬‬
‫ذلك‪ ،‬كما قال تع الى‪ :‬وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي األَرْضِ إِالَّ‬ ‫قال‪ :‬فبكت ثم قالت‪ :‬كل أمره كان عجبا‪ ،‬أتاني في‬
‫عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي‬ ‫ليلتي حتى دخل معي في فراشي‪ ،‬حتى لصق جلده‬
‫كِتَابٍ مُبِينٍ [ه ود‪ .]6:‬وَتَصْرِيفِ الرِّيَ احِ في األرض‬ ‫بجل دي‪ ،‬ثم ق ال‪(( :‬يا عائش ة‪ ،‬ائ ذَني لي أتعبَّد‬
‫أيضا فتارة تأتي بالرحمة‪ ،‬وتارة ت أتي بالع ذاب‪،‬‬ ‫لربي))‪ ،‬ق الت‪ :‬إني ألحبّ قربَك وأحبّ ه واك‪،‬‬
‫وتارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب‪ ،‬وتارة تسوقه‪،‬‬ ‫قالت‪ :‬فقام إلى قِربة في البيت فما أكثر صبَّ الماء‪،‬‬
‫وتارة تجمعه‪ ،‬وتارة تفرّقه‪ ،‬وتارة تصرفه‪ ،‬ثم تارة‬ ‫ثم قام فقرأ القرآن‪ ،‬ثم بكى حتى رأيت أنّ دموعه قد‬
‫تأتي من الجنوب‪ ،‬وتارة شرقية‪ ،‬وت ارة غريبة كل‬ ‫بلغت حقوَيه‪ ،‬قالت‪ :‬ثم جلس فحمد اهلل وأثنى عليه‪،‬‬
‫ذلك بأمر اهلل‪.‬‬ ‫ثم بكى حتى رأيتُ دموعَه قد بلغت حجره‪ ،‬ق الت‪:‬‬
‫وَاخْتِالفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‪ ،‬هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه‬ ‫ثم اتَّكأ على جنبه األيمن ووضع ي دَه تحت خ ده‪،‬‬
‫اآلخر‪ ،‬ويعقبه ال يتأخّر عنه لحظة‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫قالت‪ :‬ثم بكى حتى رأيت دموعه قد بلغت األرض‪،‬‬
‫ال الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَال اللَّيْلُ سَابِقُ‬ ‫فدخل عليه بالل الفجر ثم قال‪ :‬الصالة يا رس ول‬
‫النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس‪ ،]40:‬وتارة يط ول‬ ‫اهلل‪ ،‬فلما رآه بالل يبكي قال‪ :‬يا رس ول اهلل‪ ،‬تبكي‬
‫هذا‪ ،‬ويقصر هذا‪ ،‬وت ارة يأخذ ه ذا من ه ذا‪ ،‬ثم‬ ‫وقد غفر اهلل لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر! فقال‪:‬‬
‫يتعاوضان‪ ،‬كما قال تعالى‪ :‬يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَ ارِ‬ ‫((يا بالل‪ ،‬أفال أكون عبدا شكورا؟! وما لي ال أبكي‬
‫وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ [الحديد‪]6:‬‬
‫وقد ن زل عليّ الليل ة‪ :‬إِنَّ فِي خَلْ قِ السَّ مَاوَاتِ‬
‫آليَاتٍ ألُوْلِي األلْبَاب أي‪ :‬في هذه األش ياء دالالت‬ ‫وَاألَرْضِ وَاخْتِالَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَ ارِ آليَ اتٍ ألُوْلِي‬
‫بينة ألصحاب العقول المستنيرة والمتبص رة على‬ ‫األلْبَابِ الَّذِينَ يَ ذْكُرُونَ اللَهّ قِيَامًا وَقُعُ ودًا وَعَلَىَ‬
‫وحدانية اهلل تعالى‪ ،‬فبهذا يعلمون أنه إله واحد‪ ،‬وأنه‬ ‫جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْ قِ السَّ مَاوَاتِ وَاألَرْضِ‬
‫رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِالً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل‬
‫إله كلّ شيء وخالق كل شيء‪ ،‬وليس كمثله ش يء‬
‫وهو السميع البصير‪.‬‬ ‫عمران‪]191-190:‬؟!)) ثم قال‪(( :‬ويل لمن قرأ هذه اآليات‬
‫ثم لم يتفكر فيها))‪.‬‬
‫الْكَرِيمِ [المؤمن ون‪ ،]116-115:‬ثم نزّهوه عن العبث وخلق‬ ‫ثم وصف تعالى أولي األلباب فقال‪ :‬الَّذِينَ يَذْكُرُو َ‬
‫ن‬
‫الباطل فقالوا‪ :‬سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ‪ ،‬أي‪ :‬يا من‬ ‫اللَهّ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ‪ ،‬وهذه إشارة إلى أن‬
‫خلق الخلق بالحق والعدل ولم تخلق شيئا ب اطال‪ ،‬يا‬ ‫كلّ ذي عقل متفكر متبصّر ذاكرٌ هلل‪ ،‬ال يقطع ذكره‬
‫من هو م نزه عن النق ائض والعيب والعبث‪ ،‬قِنا‬ ‫في جميع أحواله بسره وضميره ولسانه‪.‬‬
‫عذاب النار بحولك وقوتك‪ ،‬وأهِّلنا ألعم ال ترضى‬ ‫وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْ قِ السَّ مَاوَاتِ وَاألَرْضِ أي‪:‬‬
‫بها عنا‪ ،‬ووفقنا لعمل صالح ته دينا به إلى جن ات‬ ‫يفهمون ما فيهما من الحِكَم الدالة على عظمة الخالق‬
‫النعيم وتجيرنا به من عذابك األليم‪.‬‬ ‫وقدرته وحكمته واختياره ورحمته‪ .‬قال الش يخ أبو‬
‫اهلل أك بر ما أعظم آي ات اهلل لو أن جميع ما في‬ ‫سليمان الداراني‪" :‬إني ألخرج من م نزلي فما يقع‬
‫األرض من ش جر تح ولت أقالما وجميع ما في‬ ‫بصري على ش يء إال رأيت هلل علي فيه نعمة ولي‬
‫األرض من بحار تحولت إلى م داد والبحر يم ده‬ ‫فيه عبرة" رواه ابن أبي ال دنيا في كت اب التوكل واالعتب ار‪ .‬وعن الحسن‬
‫سبعة أبحر وجلس الكتّاب يكتبون ويسجلون كلمات‬ ‫البصري أنه قال‪" :‬تفكر ساعة خير من قيام ليل ة"‪،‬‬
‫اهلل المتجددة الدالة على عظمته على علمه وقدرته‬ ‫وقال سفيان بن عيينة‪" :‬الفكر نور ي دخل قلب ك"‪،‬‬
‫ورحمته الدالة على مشيئته ‪ ....‬فماذا؟ لقد نف دت‬ ‫وربما تمثل بهذا البيت‪:‬‬
‫األقالم ونفد المداد‪ ،‬نفدت األشجار ونفدت البح ار‪،‬‬ ‫إذا الْمرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة‬
‫وانتهت جميعا وكلمات اهلل باقية ال تنفد ولا تأت لها‬ ‫وقال وهب بن منبه‪" :‬ما طالت فكرة ام رئ قط إال‬
‫نهاية ألن علم اهلل ال يحد والن مش يئته س بحانه‬ ‫فهم‪ ،‬وال فهم امرؤ قط إال علم‪ ،‬وال علم امرؤ قط إال‬
‫ماضية ليس لها حدود وال قيود‪ .‬وتتوارى األشجار‬ ‫عمِل"‪ ،‬وقال عمر بن عبد العزيز رضي اهلل عن ه‪:‬‬
‫والبحار وتنزوي األحي اء واألش ياء وتت وارى‬ ‫"الكالم بذكر اهلل عز وجل حسن‪ ،‬والفكرة في نعم اهلل‬
‫األشكال واألحوال ويقف القلب البشري خاشعا أمام‬ ‫أفضل العبادة"‪ .‬وعنه أنه بكى يوما بين أص حابه‪،‬‬
‫جالل الخالق الباقي الذي ال يتحول وال يتب دل وال‬ ‫فسئل عن ذلك فقال‪" :‬فك رت في ال دنيا ول ذاتها‬
‫يغيب ‪.‬‬ ‫وشهواتها فاعتبرت منها به ا؛ ما تك اد ش هواتها‬
‫نبهني اهلل وإياكم من نومة الغ افلين‪ ،‬وجعلنا‬ ‫تنقضي حتى تك درها مرارته ا‪ ،‬ولئن لم يكن فيها‬
‫من عباده المعت برين‪ ،‬وختم لنا بما ختم به لعب اده‬ ‫عبرةٌ لمن اعتبر إنَّ فيها مواعظَ لمن ادّك ر"‪.‬وعن‬
‫المقربين‪ ،‬بسر اسمه القادر القوى المتين‪ ،‬و ال حول‬ ‫ابن عمر رضي اهلل عنه أنه كان إذا أراد أن يتعاهد‬
‫و ال قوة إال باهلل العليّ العظيم‬ ‫قلبه يأتي الخربة فيقف على بابها فينادي بص وت‬
‫حزين فيق ول‪( :‬أين أهل ك؟!) ثم يرجع إلى نفسه‬
‫‪ 21‬ربيع الثاني ‪ 19 / 1427‬ماي ‪2006‬‬
‫فيقول‪ :‬كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِالَّ وَجْهَهُ‪ ،‬وعن ابن عب اس‬
‫أنه قال‪( :‬ركعتان مقتَصِدتان في تفكّر خير من قيام‬
‫ليلة والقلب ساه)‪ ،‬وقال بعض الحكم اء‪" :‬من نظر‬
‫إلى الدنيا بغير العبرة انطمس من بصر قلبه بق در‬
‫تلك الغفلة"‪ ،‬وقال بشر بن الحارث الحافي‪" :‬لو تفكر‬
‫الناس في عظمة اهلل تع الى لما عص وه"‪ ،‬وق ال‬
‫الحسن‪ :‬كان أصحاب النبي يقولون‪( :‬إن ضياء‬
‫اإليمان أو نور اإليمان التفكر)‪.‬‬
‫ثم مدح اهلل عباده المؤمنين الذين ي ذكرون اهلل قياما‬
‫وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات‬
‫واألرض قائلين‪ :‬رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِالً‪ ،‬أي‪ :‬ما‬
‫ُون فِي خَ ْل ِ‬
‫ق ال َّس َما َوا ِ‬
‫ت‬ ‫َويَتَفَ َّكر َ‪$‬‬ ‫الخطبة الثانية‬ ‫خلقت هذا الخلق عبثا‪ ،‬بل ب الحق لتج زى ال ذين‬
‫َواألَرْ ِ‬
‫ض‬
‫أساؤوا بما عملوا وتجزي الذين أحسنوا بالحس نى‪،‬‬
‫الحمد هلل على ترادف آالئ‪$$‬ه ونعمائ‪$$‬ه‪ ،‬والش‪$$‬كر ل‪$$‬ه على‬
‫سابغ فضله وامتنانه‪ ،‬وأش‪$$‬هد أن ال إل‪$$‬ه إال هللا وح‪$$‬ده ال‬ ‫أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَ اكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا ال تُرْجَعُ ونَ‬
‫شريك له تعظيما ً لشانه ‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محم‪$$‬داً عب‪$$‬ده‬ ‫فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ال إِلَهَ إِلَّا هُ وَ رَبُّ الْعَ رْشِ‬
‫ورسوله ال‪$$‬داعي إلى رض‪$$‬وانه‪ ،‬ص‪$$‬لى هللا علي‪$$‬ه وعلى‬
‫آله وأصحابه‪ ،‬والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬أيها المسلمون‬
‫السؤال ‪ :‬ما حكم شراء الذهب باألجل ؟‬
‫الجواب ‪ :‬ال يجوز إال بشرط المناجزة ‪.‬‬

‫اللهم صل على س يدنا محمد في األولين‪ .‬اللهم‬


‫صل على سيدنا محمد في اآلخ رين‪ .‬اللهم صل على‬
‫سيدنا محمد في كل وقت وحين‪ .‬اللهم صل على سيدنا‬
‫محمد صالة ترحمنا بها في الدارين‪.‬‬
‫اللهم يا حي يا قيوم‪ ،‬برحمتك نستغيث‪ ،‬أصلح لنا شأننا‬
‫كله وال تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين‪.‬‬
‫اللهم احفظنا من نزغ ات الش ياطين واجعلنا من‬
‫المعتبرين‪.‬اللهم ربنا أيقظ قلوبنا من رق دات اآلم ال‪،‬‬
‫وذكرنا قرب الرحيل ودنو األج ال‪ ,‬وثبت قلوبنا على‬
‫اإليمان‪ ،‬ووفقنا لصالح األعم ال‪ ,‬ونجنا برحمتك من‬
‫فزع الوقوف واألهوال‪.‬‬
‫اللهم هب لنا ما وهبته لعب ادك األخي ار‪ ,‬وآنظمنا في‬
‫سلك المقربين واألبرار‪ ,‬وآتنا في ال دنيا حس نة وفي‬
‫األخ رة حس نة وقنا ع ذاب الن ار‪.‬اللهم ربنا إنا‬
‫استودعناك ديننا وإيماننا فأدخلنا بهما في الصالحين‪.‬‬
‫اللهم يا رزاق يا وهاب‪ ،‬إنا نسألك من فضلك وعطائك‬
‫رزقًا حالال طيبًا مباركا‪.‬اللهم ربنا احفظنا في ديننا‬
‫ودنيانا‪ ،‬وأهلينا وأموالنا‪.‬اللهم إنا عيالك فارحمنا‪ ،‬وإلى‬
‫لمنا‪ ،‬ومن الهالك نجنا‪ ،‬وإلى الفالح‬ ‫خلقك ال تس‬
‫فأرْشِدْنا‪.‬اللهم ال تفتنا في ديننا‪ ،‬وال تجعل الدنيا أك بر‬
‫همنا‪ ،‬وال تسلط علينا من ال يخافك وال يرحمنا‪.‬‬
‫اللهم يا غافر الذنب‪ ،‬ويا قابل الت وب‪ ،‬اغفر ذنوبن ا‪،‬‬
‫واستر عيوبنا‪ ،‬واكشف كروبنا‪ ،‬واقض ديوننا‪ ،‬وأصلح‬
‫ذات بيننا‪ ،‬وألف بين قلوبنا‪ ،‬وس دد أقوالن ا‪ ،‬وجمل‬
‫أحوالنا‪ ،‬وحسن أخالقنا‪.‬اللهم ربنا اجعلنا ممن أكرمتهم‬
‫بالفوز والرضوان‪ ،‬وممن ختمت لهم بالعفو والغفران‪،‬‬
‫وممن يدعون إلى الجنة من باب الريان‪.‬‬
‫اللهم ربنا أعن رئيسنا و أعض اده على ما يرض يك‬
‫ويصلح شأن المؤمنين‪.‬‬
‫اللهم اختم لنا بما ختمت لعبادك المقربين‪.‬وأدخلنا اللهم‬
‫وجميع المسلمين في شفاعة عبدك ورسولك و شفيعنا‬
‫ومالذنا وقدوتنا وعم دتنا س يدنا محمد س يد األولين‬
‫واآلخ رين ص لى اهلل وس لم عليه وعلى آل بيته‬
‫الطاهرين المطهرين وعلى صحابته الهادين المهتدين‬
‫اللهم ارض عنهم وعنا بهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم‬
‫الدين ‪ .‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون وس الم‬
‫على المرسلين و الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

You might also like