الأواني الفخارية مرجع ١

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫األواني اإلغريقية وزخرفتها‬

‫*‬
‫الدكتور زياد سمهب‬
‫الممخص‬

‫الفنون ىي الوجية الحضارية ألي مجتمع‪ ,‬تمثل نبض حياتو‪ ,‬فكانت بالد اإلغريق‬
‫من أوائل الحضارات التي تمتعت بفنون متعددة‪ ,‬ومنيا فن وزخرفة األواني اإلغريقية‪.‬‬
‫وال يغيب عن بالنا طبيعة البالد اإلغريقية التي تتميز بجوىا الدافئ‪ ,‬الذي انعكس‬
‫عمى الفنانين اإلغريق في صناعة األواني بكافة أصنافيا‪ ,‬والتي صور الكثير منيا إلى‬
‫العالم القديم‪.‬‬

‫* قسم اآلثار ‪ -‬كمية اآلداب ‪ -‬جامعة دمشق‬

‫‪341‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

Greek Pottery and Decorations

Dr. Ziad Salhab*

Abstract

Arts are the cultural front of any society and the pulse of its life.
Greeks were among the first civilizations to create many arts, including
the art and decoration of Greek pottery.
We cannot forget Greek countries which are characterized by warm
atmosphere, and this is reflected on the Greek artists in the process of
manufacturing the pots of all kinds, many of which were exported to the
old world.

*
Department of Archeology, Faculty of Arts and Human Sciences, Damascus University

344
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫من الصعوبة بمكان اإللمام بتفاصيل الفخار اإلغريقي كميا بشكل عام‪ ,‬ولكن مما‬
‫يسيل عمينا البحث ىو تجزئة الفخار إلى أقسام منيا‪ :‬الجرار‪ ,‬والكؤوس‪,‬‬
‫والصحون‪................,‬الخ‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫اعتمدت المنيجية الوصفية والتحميمية‪ ,‬ومن ثم المقارنة بين مجموعة الفخاريات‬
‫التي ىدفنا إلى دراستيا‪.‬‬

‫هدف البحث‪:‬‬
‫إلقاء الضوء عمى الفخاريات بشكل عام وال سيَّما اإلغريقي منيا ومراحل صناعتو‪,‬‬
‫جعا عر ًبيا بين‬
‫فضال عن التقنيات المتخذة في الزخرفة والرسم عمى األواني لتكون مر ً‬ ‫ً‬
‫أيدينا وال سيَّما األثرية‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫مما الشك فيو أن الفنون تمثل الواجية الحضارية ألي مجتمع‪ ,‬وبيا يقاس مدى‬
‫تقدمو وازدىاره كما تمثل نبض حياتو‪ ,‬وقبل أن نبدأ بحثنا في األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬
‫َّ‬
‫البد أن نتطرق إلى العوامل المؤثرة في تطور ىذا الفن‪:‬‬
‫‪ -‬الناحية الجغرافية‪ :‬إن شبو جزيرة اليونان محاطة بالبحر من ثالثة جوانب مما سيل‬
‫عممية التجارة البحرية والتواصل مع الجوار‪.‬‬
‫‪ -‬الناحية الجيولوجية‪ :‬توافر المواد الخام التي استخدميا اليونان في صنع فنونيم‪ ,‬وال‬
‫سيَّما معدن الحديد أو التربة الجيدة الخاصة بصناعة اآلنية الفخارية‪.‬‬
‫‪ -‬الناحية التاريخية‪ :‬تعرضت اليونان لغزو متكرر من الفرس في القرن الخامس قبل‬
‫الميالد وكانت نتيجة ىذه الغزوات أن ُى ِزم الفرس أمام اإلغريق في عدة مواقع برية‬
‫وبحرية‪ ,‬ثم ازدىرت أثينا في عيد الممك فيميب المقدوني وابنو اإلسكندر األكبر‪,‬‬

‫‪341‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫وكثرت الفتوحات وامتزجت حضارة اليونان بالحضارة الشرقية‪ ,‬وكان ليذا أثر كبير‬
‫انعكس عمى الفنون كمّيا‪ ,‬فوحدة بالد اإلغريق في عيد فيميب المقدوني‪ ,‬وابنو‬
‫االسكندر األكبر‪ ,‬واتساع اإلمبراطورية التي شممت البر اآلسيوي واإلفريقي‪ ,‬أسيم في‬
‫انتقال المؤثرات الحضارية‪ ,‬وتأثر اإلغريق بفنون الشرق القديم‪ ,‬فتمازجت مع الفنون‬
‫ممموسا مع تقنيات الزخرفة‬
‫ً‬ ‫انعكاسا‬
‫ً‬ ‫المحمية والميثولوجية اإلغريقية‪ ,‬التي انعكست‬
‫والرسوم المنفذة عمى سطوح اآلنية الفخارية والمعدنية‪ ,‬التي ازدانت بمجموعة المشاىد‬
‫الميثولوجية‪ ,‬ومشاىد الحياة اليومية لممجتمع اإلغريقي‪ ,‬بما فييا الحياة العامة‪,‬‬
‫والقصور والمعابد‪ ,‬وصراع الحيوانات‪ ,‬المنفذة بالمون األسود عمى األرضية‬
‫الحمراء(القرن ‪ 1‬ق‪.‬م)‪ ,‬أو المشاىد الحمراء المنفذة عمى األرضية السوداء‪ ,‬التي‬
‫راوحت بين المشاىد الطبيعية واليندسية الممونة‪ ,‬باستخدام تقانة الشي المؤكسد‬
‫الميدرج بالنسبة إلى اآلنية الفخرية‪ ,‬وقد تميزت اآلنية المعدنية بزخاريفيا الغائرة أو‬
‫النافرة‪ ,‬المركبة من المشاىد النباتية والحيوانية المعقدة ضمن الشرائط والعصائب‬
‫المعبرة عن خط األفق‪ ,‬والبعد الثالث في عممية التنفيذ الفني لمتراكيب المزخرفة‪.‬‬
‫عندما ندرس الفن اإلغريقي ينبغي أال يغيب عن بالنا طبيعة البالد اإلغريقية التي‬
‫تكتنفيا الجبال من كل جانب؛ مما كان يؤدي إلى انعزال السكان بعضيم عن بعضيم‬
‫منطويا عمى‬
‫ً‬ ‫اآلخر‪ ,‬ولكن لم يكن بإمكان الفن اإلغريقي أن ينشئ مثمو األعمى لو ظل‬
‫نفسو ومنع ًزال عن فنون البالد التي سبقت حضارتيا الحضارة الييمينية‪ ,‬وقد شعر‬
‫اإلغريقيون خالل القرن الثامن ق‪ .‬م بضرورة الخروج من بالدىم واالتصال بجيرانيم‬
‫ليستوحوا من فنونيم وليتعمموا عمى أيدييم صناعات فنية لم يألفوىا‪ .‬وكان مالحوىم‬
‫ومالحو الفينيقيين والقبرصيين يحممون إلى المرافئ اليونانية المصنوعات المعدنية‬
‫والتماثيل الفخارية الصغيرة فتباع ىذه األشياء في األسواق ويتأمميا أصحاب الفن‬
‫ويأخذون منيا فكرة عن الفن الشرقي‪ ,‬وعن آلية الشعوب الشرقية‪ ,‬وعن الحيوانات‬
‫الغريبة التي كان يبرع بتمثيل أشكاليا النحاتون والصناع السوريون والعراقيون‪ ,‬فتعمموا‬

‫‪341‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫بذلك كيف يجب عمى الفنان أن يستنطق الطبيعة ويمثل أشكال حيواناتيا ونباتاتيا‪ ,‬وقد‬
‫قمدوا الموضوعات كمّيا التي وصمتيم من الشرق مدة قرن من الزمن سماىا عمماء‬
‫اآلثار بعصر الفن اإلغريقي – الشرقي واليو ترجع اآلثار التي تمثل الورود وزىرات‬
‫الموتس واألسود والفيود وآباء اليول والكائنات البحرية الغريبة واآللية ذات األجنحة‪ .‬كان‬
‫جمال ىذه األشياء ودقة صنعتيا الفنية كافيين لتحويل شعب غير الشعب اليوناني عن‬
‫االبتكار إال أن اإلغريقين كانت ليم في ذلك الزمن شخصية مستقمة نامية تمنعيم من أن‬
‫دوما عالة عمى غيرىم‪ ,‬ليذا تعمموا من العصر اإلغريقي الشرقي من األشياء الفنية‬ ‫يبقوا ً‬
‫السورية وغيرىا السبيل لمتعبير عما تقع عميو أعينيم فقط ثم تحرروا فيما بعد مما نقموه‪.‬‬
‫عوضا عن الصور‬ ‫ً‬ ‫لألواني اإلغريقية قيمة بالغة لما تحتويو من زخارف كثيرة ُّ‬
‫تعد‬
‫الجدارية التي زالت معالميا كمِّيا‪ّ ,‬‬
‫تميز اإلغريق بالعديد من األعمال الفخارية والخزفية إذ‬
‫كانوا يرسمون عمييا موضوعات أسطورية وموضوعات من الحياة اليومية‪ ,‬وبعض‬
‫الحيوانات ويمونونيا بالمون األسود عمى أرضية حمراء في القرن السادس قبل الميالد‪ .‬أما‬
‫في القرن الخامس قبل الميالد فأصبحوا يمونونيا بالمون األحمر عمى خمفية سوداء‪ ,‬حيث‬
‫تطور أسموب التصوير اإلغريقي من المرحمة اليندسية إلى الطبيعية‪.‬‬
‫اشتير اإلغريق بصناعة الكؤوس واألواني المعدنية ذات الزخارف النباتية والحيوانية‬
‫المتنوعة عمى ىيئة شريط‪ ,‬وامتازت زخارفيم بجمال انحناء الخطوط وانسجام جريانيا‪.‬‬
‫طرائق صناعة األواني اإلغريقية‪:‬‬
‫عمد صناع الفخار اإلغريقي إلى تطوير معارفيم في إنتاج الفخار بانتقائيم التربة‬
‫الغضارية المناسبةّ‪ ,‬وتنقيتيا من الشوائب قبل أن تُ َّ‬
‫صنع بواسطة العجمة التي تدار من‬
‫‪1‬‬
‫قبل أحد الممتينين الجدد لمصنعة‪.‬‬
‫فيما عدا نسبة بسيطة من األواني التي تصنع بواسطة القالب‪ ,‬يقوم الصانع بإنتاج‬
‫اآلنية الصغيرة كوحدة واحدة في حين تصنع األواني كبيرة الحجم عمى شكل أجزاء منفردة‬

‫‪ 1‬الطيار‪ ,‬محمد شعالن‪ :‬الفخار القديم والخزف‪ ,‬دمشق‪ ,3001 ,‬ص‪.11 :‬‬

‫‪341‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫ولكي تخفى نقاط االلتقاء تضاف قشرة خفيفة من الطين عمى نقاط التركيب أو المصق‬
‫‪2‬‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫مع تعدد مراكز التصنيع ّإال َّ‬
‫أن اآلنية األثينية تميزت بمون تربتيا الحمراء القانية‪,‬‬
‫التي كان يتم الحصول عمييا من محيط مدينة أثينا‪ ,‬في حين أن اآلنية الكورنثية تميزت‬
‫بتربتيا الصفراء التي تتحول إلى المون الفاتح بعد الشي المؤكسد ‪ ,‬والتي يتم الحصول‬
‫عمييا من المناطق المجاورة لكورنثة‪ ,‬بعد االنتياء من تصنيع اآلنية وتشكيميا بالشكل‬
‫المطموب‪ ,‬يقوم الفخاري بتزيين السطح وتموينو؛ وذلك باستخدام الممونات الطبيعية‬
‫البسيطة‪ ,‬أو من خالل التالعب بنسب األوكسجين والييدروجين في قمرة الفرن‪.‬‬
‫امتنع صناع الفخار اإلغريق عن تطبيق تقنية التزجيج المكتشفة من قبل صناع‬
‫الفخار في بالد ما بين النيرين‪ ,‬وعمدوا إلى طمي سطح اآلنية بطبقة خاصة من الغضار‬
‫الناعم والمضغوط‪ ,‬الذي يكتسب بعد الشي المون األحمر المماع ذي البريق الزجاجي‪.‬‬
‫والذي لم يكن ليؤمن الكتامة الكافية لمحتويات اآلنية من السوائل بالطريقة التي كانت‬
‫توفرىا عممية التزجيج الطبيعي‪.‬‬
‫استطاع الخزاف اإلغريقي اإلفادة من التغيرات الكيميائية التي تحدث في أثناء‬
‫عممية الشي‪ ,‬بيدف إكساب اآلنية المون األحمر أو المون األسود‪ ,‬ويكون ذلك من خالل‬
‫تصنيع اآلنية الفخارية من العجينة الطينية المكونة من الغضار الناعم التي تحتوي عمى‬
‫القميل من أوكسيد الحديد‪ ,‬ومن ثم يعمد إلى شي اآلنية في الفرن المغمق‪ ,‬بعد فتح منافذ‬
‫التيوية بيدف إشباع الجو ضمن الفرن باألوكسجين الذي ينتج عنو تشبع السطح‬
‫مما يؤدي إلى إكسابو المون األحمر‪.‬‬
‫الفخاري باألوكسجين؛ َّ‬
‫في حين أن عممية تموين السطح الفخاري بالمون األسود تكون من خالل إغالق‬
‫سائر منافذ التيوية لمفرن‪ ,‬ومن ثم تزويد الموقد بمواد االشتعال الرطبة التي تؤدي إلى‬
‫تكاثف الدخان وتناقص األوكسجين ضمن القمرة؛ وىذا ما يؤدي إلى استجرار ليب‬

‫‪ 2‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.433 :‬‬

‫‪341‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫الموقد حاجتو من األوكسجين الالزم لالشتعال من األوكسجين الموجود ضمن مسامات‬


‫نظر‬
‫اآلنية الفخارية‪ ,‬وىذا ما يؤدي إلى تحول األوكسيد إلى حديد‪ ,‬ومن ثم اسوداد اآلنية ًا‬
‫‪3‬‬
‫إلى خمو المسامات من األوكسجين‪.‬‬
‫أدت معرفة الفخاري اإلغريقي لمتحوالت الكيميائية التي تصيب السطح الفخاري‬
‫نتيجة لتزايد حجم األوكسجين أو تناقصو ضمن الموقد إلى اإلفادة من ىذه الخبرة ومن ثم‬
‫استغالليا في تموين سطح اآلنية بالمونين األسود واألحمر في ٍ‬
‫آن واحد؛ وذلك من خالل‬
‫تموين الزخارف المراد تطبيقيا بالمون األسود فوق األرضية الحمراء‪ ,‬أو العكس من خالل‬
‫استخدامو لمتقنية اآلتية‪:‬‬
‫‪ -3‬بعد أن ُي ِّ‬
‫صنع الفخاري اآلنية يقوم بشييا بفرن مغمق غني باألوكسجين إلكساب‬
‫‪4‬‬
‫سطحيا المون األحمر القاني‪.‬‬
‫‪ -3‬بالنسبة إلى طبيعة المادة السوداء المستخدمة في الزخرفة فيي ليست طالء‪ ,‬واّنما‬
‫طين براق غروي وتضاف الزخرفة قبل جفاف الطين‪ 5.‬بعد االنتياء من عممية‬
‫الزخرفة يقوم الفخاري بشي اآلنية لممرة الثانية في جو أوكسجيني تحت درجة الح اررة‬
‫مما يؤدي إلى تمون السطح بما فييا مناطق التموين بالمون‬
‫‪ 700‬درجة مئوية؛ َّ‬
‫األحمر القاني‪.‬‬
‫‪ -1‬في أثناء عممية الشي يسد الفخاري منافذ التيوية في الفرن إلى جانب تزويد الموقد‬
‫مما يؤدي إلى‬ ‫بمواد االشتعال الرطبة بيدف خمق جو دخاني ٍ‬
‫خال من األوكسجين َّ‬
‫تمون السطح بما في ذلك التشكيالت الزخرفية بالمون األسود‪.‬‬
‫يزود الفخاري الموقد بمواد االشتعال الجافة التي تعمل عمى رفع درجة‬
‫‪ -4‬قبل االنتياء ِّ‬
‫ح اررة القمرة‪ ,‬ومن ثم يعمد إلى فتح أحد منافذ التيوية مدة محدودة من الزمن‪ ,‬بيدف‬
‫تزويد القمرة بقميل من األوكسجين‪ ,‬وىذا ما يؤدي إلى احمرار سطح اآلنية في‬

‫‪ 3‬الطيار‪ ,‬محمد شعالن‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.11- 11 :‬‬


‫‪ 4‬الطيار‪ ,‬محمد شعالن‪ :‬الفخار القديم والخزف‪ ,‬دمشق‪ ,3001 ,‬ص‪.11-14 :‬‬
‫‪ 5‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.433:‬‬

‫‪347‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫المناطق الخالية من الزخرفة في حين أن مناطق التشكيل الزخرفي التي طُميت بالمواد‬
‫الغضارية شديدة النعومة والتي يكون امتصاصيا لألوكسجين بطيئا جدا بسبب‬
‫‪6‬‬
‫طبيعتيا الناعمة فإنيا تحافظ عمى لونيا األسود الفاحم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تعد األواني اإلغريقية أواني عممية‪ ,‬وتتمثل ىذه العممية في جمال األواني اإلغريقية‬
‫الفخارية والبرونزية وغيرىا‪ ,‬ولو تأممناىا اليوم في خزائن المتحف التي أودعت فييا‬
‫ألبيرتنا أشكاليا وألوانيا والموضوعات المصورة أو المنحوتة عمييا‪ ,‬ودقة صنعتيا‪ ,‬حتى‬
‫أننا لنوشك أن ننسى أنيا لم تصنع إال لتحوي الزيوت والخمور وبقية السوائل‪ ,‬فقد كانت‬
‫سحر لمعيون‪ ,‬وما أصدق كممة ستاندل عن أن الجمال عند‬ ‫ًا‬ ‫مفيدة قبل أن تصبح‬
‫مسخر‬
‫ًا‬ ‫األقدمين ما ىو إال ظيور كممة إدمون بوتيو‪ :‬إن الفن اإلغريقي ىو الجمال‬
‫‪7‬‬
‫لخدمة الغايات‪.‬‬
‫‪ -3‬نماذج من اآلنية اإلغريقية‪:‬‬
‫‪ -3‬األمفو ار ذات المقبضين (أو أمفورة العنق) وىي إناء ذو يدين عمى جانبيو‪ ,‬وتشير‬
‫كممة أمفورة (أي يحمل من الجانبين) وكان كبير الجسم واسع الفوىة يمكن‬
‫االغتراف منو بيسر‪ ,‬كما كان لو غطاء يحفظ ما فيو‪ ,‬ويستخدم ىذا اإلناء في‬
‫حفظ النبيذ والعسل‪ ,‬وفي حفظ البذور ويسمى (الدبة) وىي االسم العربي المستعمل‬
‫قديما‪ .‬وكانت األمفو ار تصنع بدقة حيث تدق قمتو وقاعدتو وينفتح جسمو‪ ,‬وتمنح‬ ‫ً‬
‫جائزة في المباريات وكان اسميا (أمفورة باناثينايا) أي كأس المباريات‪.‬‬
‫‪ -3‬البميكيو ‪ pelike‬والستامنوس ‪ :stamnos‬يستخدمان وعاءين لمنبيذ وغيره‪ ,‬وىما أشبو‬
‫بالقدر ذات األذنين الواسعة الفوىة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإليذري‪ :‬أي الجرة إناء خاص يحمل الماء من مورده‪ ,‬أخذ اسمو من الكممة‬
‫اليونانية (ىيدرى) أي الماء كانت لو آذان ثالث يمسك بإحداىا عند سكب الماء‬
‫وتستخدم األخريان في رفعو ونقمو‪ ,‬وفي قمة رأسو توجد شفة ينحدر منيا الماء‪.‬‬

‫‪ 6‬الطيار‪ ,‬محمد شعالن‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.11 – 11 :‬‬


‫‪ 7‬عبد الحق‪ ,‬سميم عادل‪ :‬الفن اإلغريقي وآثاره المشيورة في الشرق‪ ,‬دمشق‪ ,3710 ,‬ص‪.34 :‬‬

‫‪310‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫‪ -4‬الفيالي‪ :phiale‬أي الدورق فيو إناء سيل الحمل‪ ,‬تضيق رقبتو ليسيل حممو‬
‫باإلمساك بيا إذا لم تكن لو أذن‪ ,‬وقد تكون لو زائدة ناتئة تساعد عمى اإلمساك بو‬
‫مخصصا لحفالت القرابين‪ ,‬كان‬
‫ً‬ ‫وشفتو العميا مفمطحة ليسيل السكب منو‪ ,‬وقد كان‬
‫‪8‬‬
‫فيو ثقوب مركزية إلدخال األصابع خالل عممية السكب‪.‬‬
‫‪ -1‬الكراتيرون‪ :‬أو الممزاج اسمو من الفعل اليوناني (يخمط أو يمزج)‪ ,‬وىو وعاء كبير‬
‫مخصصا لمزج النبيذ بالماء؛ ألن اليونانيين ال يشربون‬
‫ً‬ ‫البطن واسع الفوىة‪ ,‬وكان‬
‫‪9‬‬
‫ممزوجا بالماء‪.‬‬
‫ً‬ ‫خالصا بل‬
‫ً‬ ‫النبيذ‬
‫‪ -1‬توجد أربعة أنواع مختمفة من الكريتر سميت حسب أشكال المقابض والجسم (كريتر‬
‫العمود ‪ ,column krater‬وكريتر المولب ‪ ,volutue krater‬وكريتر الكأس‪, calyx krater‬‬
‫‪10‬‬
‫وكريترالناقوس )‪.)bell krater‬‬
‫‪ -1‬الكياثوس ‪ :kyathos‬إناء ذو أذن طويمة مقوسة‪ ,‬وكان يستخدم في اغتراف النبيذ من‬
‫الدن أو من الممزاج‪.‬‬
‫‪ -1‬ليبيس ‪ :lebes‬ىي وعاء نبيذ ذو قاعدة كروية بال أذنين‪.‬‬
‫‪ -7‬بسيكتر ‪ :psykter‬أو البرادة ىي إناء لتبريد النبيذ يتدرج في سعتو من قمتو إلى‬
‫قاعدتو الضيقة المرتفعة‪.‬‬
‫‪ -30‬كيميكس‪ kylix :‬ىو الصحن الذي اشتق اسمو من الكممة اليونانية(ينزلق أو يدور‬
‫قميال ويشير اسمو في اليونانية إلى ىذه الفمطحة‪,‬‬
‫عمى محور) وىو إناء مفمطح ً‬
‫‪11‬‬
‫ومن أجل ىذا اختير لو اسم الصحن ولو أذنان ويستخدم لمشراب خاصة‪.‬‬
‫‪ -33‬األويونوكويو ‪ :oinochoe‬الوعاء الذي يسكب منو النبيذ‪ ,‬وكانت لو يد مقوسة‪,‬‬
‫وفوىتو واسعة مستديرة بيا مسايل ثالثة ينحدر منيا السائل عند سكبو‪.‬‬

‫‪ 8‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.431 :‬‬
‫‪ 9‬سميب‪ ,‬زياد؛ أبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ ,3007 ,‬ص‪.331 :‬‬
‫‪ 10‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.431 :‬‬
‫‪ 11‬سميب‪ ,‬زياد؛ وأبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ ,3007 ,‬ص‪- 331 :‬‬
‫‪.334‬‬

‫‪313‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫‪ -33‬ليكيثوس ‪ :lekythos‬قارورة الزيت‪ ,‬إناء طويل العنق‪ ,‬ضيق المصب‪ ,‬لو يد يحمل‬
‫منيا‪ ,‬وكان يستخدم في حفظ الزيت وخاصة في الطقوس الجنائزية‪ ,‬وكانت ىناك‬
‫قارورة أخرى لمزيت ىي أسكوس قارورة أفقية القوام ترتفع عنقيا الواسعة الفوىة إلى‬
‫أحد جانبييا‪ ,‬وتمتد منو أذن مقوسة طويمة تصل إلى الجانب اآلخر لمقارورة‪.‬‬
‫‪ -31‬األريبالموس ‪ aryballos‬واأللباسترون ‪ :alabastron‬قارورتان لمطيب والدىون وكانتا‬
‫أحيانا كان‬
‫تستخدمان في ساحات الرياضة‪ ,‬كما كانتا تستخدمان في البيوت‪ ,‬و ً‬
‫يستخدم األريبالموس لمشراب‪ ,‬ويكون عمى شكل القدر المفمطح كالكرة بال عنق وال‬
‫‪12‬‬
‫قاعدة واسع الفوىة أو ذا مقبض صغير قريب من قمتو‪.‬‬
‫‪ -34‬البيكيس ‪ :pyxis‬وىي عمبة أدوات تجميل دون أذن ويتوسط غطاءىا مقبض بارز‬
‫وأخذ المقبض شكل حمقة من البرونز‪ ,‬وشاع استخداميا في أواخر القرن الخامس‬
‫ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬ليكانيس ‪ :lekanis‬وىي عمبة أدوات التجميل‪ ,‬وعاء ذو غطاء وأذنين يقوم عمى‬
‫قاعدة‪ ,‬وىو خاص بحفظ حاجيات النساء‪.‬‬
‫‪ -31‬لوتروفوروس ‪ :loutrophoros‬وىو إناء مثقوب البطن‪ ,‬ممدود العنق‪ ,‬واسع الفم‬
‫يستخدم في حمل المياه من السواقي واألنيار‪ ,‬ومنو ما يكون بأذنين كاألمفو ار ومنو‬
‫مايكون بآذان ثالث كالجرة (اإليذري) وكانت تستخدم في حفظ ماء االستحمام ليمة‬
‫الزفاف‪ ,‬كما كانت تترك ممموءة ماء عمى قبر األعزب أو الغريب‪.‬‬
‫‪ -31‬ليبيس جاميكوس ‪ :lebes gamikos‬أو جؤنة العرس‪ ,‬وعاء ذو قاعدة عريضة مرتفعة‬
‫بعض الشيء‪ ,‬وعروتان عمى الجانبين يتسع ليدايا الزوجة في حفالت العرس‪.‬‬
‫‪ -31‬بميموكوى‪ :‬أي عتيدة الطيب‪ ,‬وعاء تحممو قاعدة مرتفعة لو غطاء ومقبض‪,‬‬
‫ويستخدم لحفظ الطيب الذي يتطيب بو بعد االستحمام خاصة في الطقوس الدينية‪.‬‬
‫‪ -37‬األوليبيو‪ :‬أقرب األوعية شبيًا باألوعية الشائعة في بالدنا حتى اآلن ما يسمى‬
‫(الدلو) السطل في المغة العامية‪.‬‬

‫‪ 12‬سميب‪ ,‬زياد؛ وأبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ ,3007 ,‬ص‪- 331 :‬‬
‫‪.331‬‬

‫‪313‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫‪ -30‬آسكوس ‪ :askos‬ىو أبريق زيت لو غطاء محدب ومقبض مقوس‪.‬‬


‫‪ -33‬كوثون ‪ :kothon‬عبارة عن قارورة ماء‪.‬‬
‫‪ -33‬األمفو ار البانأثينية ‪ :panathen‬ذات الجسم العريض المحدب بشدة نحو األسفل‪,‬‬
‫نسبيا‪ ,‬وكانت تقدم كجائزة في األلعاب البانأثينية‪ ,‬وتزخرف بانتظام‬
‫والرقبة الرفيعة ً‬
‫حيث تصور أثينا عمى جانب‪ ,‬والمسابقة التي كسب الفائز الجائزة فييا عمى‬
‫الجانب اآلخر‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -31‬أونوس ‪ :onos‬أدة توضع عمى الركبة خالل نفش الصوف‪.‬‬
‫استخدمت معظم ىذه األشكال عدة قرون‪ ,‬في حين لم تعمر األشكال األخرى‬
‫طويال‪ .‬وتغير كل شيء عمى مر الزمن لكنو احتفظ بخصائصو األساسية‪ .‬في األمفورات‬
‫ً‬
‫أما في المرحمة المتأخرة فنجدىا ممتوية‪.‬‬
‫مثال نجد العنق عمى خط واحد مع الجسم‪َّ .‬‬
‫ً‬
‫وبصورة عامة تطورت األشكال الكبيرة في أواخر القرن السادس وأوائل القرن الخامس‪.‬‬
‫أخير تحولت إلى أشكال صغيرة‪ ,‬ولكن أشكال القرن‬
‫وعندىا أصبحت أخف وأطول‪ ,‬و ًا‬
‫الرابع ماتزال جميمة‪.‬‬
‫أيضا في أحجام صغيرة من الواضح َّأنيا‬
‫ً‬ ‫يظير العديد من األشكال المذكورة‬
‫المزخرف‬ ‫ألعابا لألطفال‪ ,‬وشاع بصورة خاصة إناء اوينوكوي‬
‫‪oinochoe‬‬ ‫ً‬ ‫استخدمت‬
‫بمناظر أطفال يمعبون‪ ,‬وتكشف المقابض عن التفكير اإلغريقي بشكل خاص حيث صمم‬
‫شكميا وحجميا ووضعيا بأناقة من أجل االستعمال المالئم والمنظر الفني‪ .‬ولم يظير‬
‫عمى المقبض اإلغريقي مكان التصاقو باإلناء‪ ,‬ويوحي االنتفاخ الخفيف الذي أضفي‬
‫‪14‬‬
‫عمى مكان لصق المقبض بازدياد حجم اإلناء وصالبتو‪.‬‬
‫في القرن الرابع قدمت المشاغل األثينية آواني برونزية مطمية بالفضة‪ ,‬ومزينة‬
‫‪15‬‬
‫بضغط نافر‪.‬‬

‫‪ 13‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.410-431 :‬‬
‫‪ 14‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.413 :‬‬
‫‪ 15‬بينسي‪ ,‬عفيف‪ :‬الفنون القديمة‪ ,‬بيروت‪ ,3713 ,‬ص‪.331 :‬‬

‫‪311‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫الشكل (‪ :)1‬أشكال األواني اإلتيكية في القرنين السادس والخامس ق‪.‬م‬


‫(ريختر‪ ،1974 ،‬ص‪)429 :‬‬

‫‪314‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫‪ -3‬أنماط المشاهد الزخرفية المعقدة عمى اآلنية اإلغريقية‪:‬‬


‫لم تكن الزخارف الفنية عمى األواني الخزفية متشابية قطُّ‪ ,‬مما يدل عمى إبداعية‬
‫أحيانا أسماء‬
‫ً‬ ‫ىذه الزخرفات وعمى شخصية الموضوعات‪ ,‬بل إن بعض األواني حممت‬
‫الفنانين الذين زينوىا‪.16‬‬
‫كانت الزخارف في بادئ األمر تنتشر عمى سطح اإلناء كمو دون انتظام‪ ,‬ثم‬
‫إما لتركيز االنتباه‬
‫أصبحت تنفذ وفق منيج معين‪ ,‬وتقتصر عمى تزيين مساحات محدودة َّ‬
‫نحو األجزاء التي يتألف منيا اإلناء مثل الفوىة والعنق والكتف والبدن وا َّما لتحديد‬
‫المشاىد المصورة‪.‬‬
‫أحيانا إلى مجرد وحدات زخرفية متكررة في‬
‫ً‬ ‫وفضال عن ذلك كانت الزخارف تختزل‬‫ً‬
‫تركيبات متباينة كزىرة الموتس والمراوح النخيمية والزخارف الخطية الحمزونية البسيطة‬
‫كالزخارف النونية والكافية والمتموجة‪ ,‬أو المركبة كالزخارف النردية وحزمة الغار‪.‬‬
‫تحتوي الزخارف المصورة عنصرين أساسين ىما (الصيغ الزخرفية – والمشاىد التي‬
‫أما المشاىد التي تصور األشخاص فكانت تستمد أول األمر من دنيا‬
‫تصور األشخاص) َّ‬
‫األساطير بآلياتيا وبأبطاليا ىرقل وبيرسيوس‪ ,‬وكذلك انتشر تصوير المشاىد المأخوذة‬
‫عن حرب طروادة والقتال بين األمازونات واإلغريق والصراع بين القنطوري والالبيث‪,‬‬
‫ومع مرور الوقت انعطف اىتمام الفنانين إلى تصوير الحياة من حوليم مثل تدريبات‬
‫‪17‬‬
‫الشباب الرياضية‪.‬‬
‫فضال عن الفخار األسود واألحمر والفخار األسود بالكامل‪ ,‬وجد طراز آخر شاع‬
‫ً‬
‫استعمالو عند صناع الفخار األثنيين منذ القرن السادس وما تاله‪ .‬ويمتاز ىذا الطراز‬
‫بإضافة قشرة بيضاء إلى جزء من سطح اإلناء لتستخدم كأرضية لمزخرفة‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬ترسم األشكال بالمون األسود المظمل مع تحديد التفاصيل بطريقة الرسم‬
‫الغائر‪ ,‬أو ترسم الخطوط األولية بطالء مخفف‪ .‬وفي مرحمة متأخرة استعممت األلوان‬

‫‪ 16‬بينسي‪ ,‬عفيف‪ :‬الفنون القديمة‪ ,‬بيروت‪ ,3713 ,‬ص‪.334 :‬‬


‫‪ 17‬سميب‪ ,‬زياد؛ أبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ ,3007 ,‬ص‪.331-331 :‬‬

‫‪311‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫فضال‬
‫ً‬ ‫الممزوجة بالغراء في تموين المالبس وأجزاء أخرى‪ .‬واأللوان ىي األحمر واألصفر‬
‫عن األزرق واألرجواني واألخضر والبنفسجي والقرنفمي‪.‬‬
‫بدال من أن تكون الرسومات محددة‬
‫وىناك طريقة تعرف باسم ‪ً six`s technique‬‬
‫بالمون األحمر فوق أرضية سوداء‪ ,‬فإنيا تمون بالمون األحمر واألبيض فوق األرضية‬
‫السوداء مع رسم التفاصيل بشكل غائر‪ ,‬وىناك طريقة أخرى كانت ماتزال سائدة في‬
‫القرنين الخامس والرابع قبل الميالد تتصف بختم سعف النخيل ورسومات أخرى عمى‬
‫نسبيا‪ ,‬وىي األقداح والفناجين واألمفورات الصغيرة‪.‬‬
‫الطين إذا كان جافًا ً‬
‫استعمل المون األبيض في الغالب ألجسام النساء ولحى الرجال الكبار‪ ,‬واستعمل‬
‫‪18‬‬
‫‪.‬‬ ‫المون األحمر لشعر الخيل وأعرافيا وأجزاء من المالبس‬
‫زخرفت أواني المرحمة البدائية في القرنين الثامن والسابع ق‪.‬م بزخارف ىندسية‬
‫أحيانا صور آدمية وحيوانية مبسطة مع‬
‫ً‬ ‫كالخطوط المتوازية المنكسرة‪ ,‬كما وجدت‬
‫الزخارف اليندسية‪ ,‬ومن الموضوعات التي رسميا الفنان البدائي عمى الخزف بأسموب‬
‫ىندسي المناظر الجنائزية‪ ,‬ويتضح ذلك في إناء من العصر المبكر (القرن الثامن)‬
‫مزخرفة بموضوعات جنائزية مبسطة وزخارف ىندسية‪ ,‬وفي المرحمة التالية ‪100-110‬‬
‫كبير بشكل اإلنسان والحيوان إال أننا نمحظ َّ‬
‫أن اىتمامو يكون‬ ‫ق‪.‬م يظير اإلنسان اىتماما ًا‬
‫أكبر برسم صور الحيوانات الطبيعية والخرافية مع وضعيا في سطور أفقية ويحدث تقدم‬
‫فني في زخرفة أواني ىذه المرحمة فال يكتفي المصور برسم الخطوط الخارجية لعناصره‪,‬‬
‫واَّنما يمونيا كميا بالمون األسود عمى ىيئة الظالل مع إضافة خطوط محفورة وألوان‬
‫حمراء إلييا‪ ,‬وقد عثر عمى أمثمة جميمة من ىذا النوع في رودوس وكورنث وأتيكا‪.‬‬
‫وفي أوائل القرن السادس ق‪.‬م يقل حجم التصميمات‪ ,‬كما تحتل األساطير‬
‫‪19‬‬
‫اإلغريقية والحياة اليومية مكانيا عمى مختمف أشكال األواني ذات الظالل السوداء‬

‫‪ 18‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.431 :‬‬
‫‪ 19‬إسماعيل‪ ,‬نعمت‪ :‬فنون الشرق األوسط والعالم القديم‪ ,‬دار المعارف‪ ,‬مصر‪, 3711,‬ص‪.371-373 :‬‬

‫‪311‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫زخرفت بعض األواني الحمراء بزخارف ظاللية سوداء وفي نحو ‪ 131‬ق‪.‬م بدأ‬
‫الفنانون يمونون زخارفيم بالمون األحمر عمى أرضية سوداء‪ ,‬كما استخدم األسموبان في‬
‫إناء واحد في بعض الحاالت ومن أجمل النماذج النوع األول قدح شراب يرجع إلى‬
‫مضجعا في‬
‫ً‬ ‫منتصف القرن السادس ق‪.‬م ويتوسط اإلناء صورة إللو الخمر ديونيسيس‬
‫مركب‪ ,‬وقد انتشر أسموب الزخرفة بالمون األحمر في القرن ‪ 4‬ق‪.‬م‪ ,‬كما وقَّع الخزافون‬
‫عمى أوانييم‪ ,‬حتى منتصف القرن السادس قبل الميالد‪ ,‬كانت الرسوم ذات بعدين فقط ثم‬
‫بدأ التطور يأخذ مجراه‪ ,‬ففي الربع الثاني من القرن الخامس قبل الميالد ظيرت الصورة‬
‫الموحية بالفراغ‪.‬‬
‫استوحت الصيغ الزخرفية فوق األواني الفخارية خالل أوج حضارة العصر‬
‫تطور بدأ خالل القرن العاشر قبل الميالد حدث‬
‫ًا‬ ‫البرونزي من عناصر الطبيعة‪ ,‬غير أن‬
‫‪20‬‬
‫فيو االنتقال من الصيغ المستمدة من الطبيعة إلى زخارف ىندسية‪.‬‬
‫يظير الشكل (‪ )3‬التقسمات الزمنية التي مرت بيا تقنيات الزخرفة بداية بتقنية ما‬
‫أخير األشكال‬
‫مرور باألشكال السوداء‪ ,‬و ًا‬
‫قبل اليندسية ثم اليندسية‪ ,‬ثم الزخارف الطبيعية ًا‬
‫الحمراء‪.‬‬

‫(‪Chronology and styles of Athenian pottery:)2‬‬ ‫الشكل‬


‫)‪)Christina, Dimitrova: Pottery production in ancient Greece, 2008, 108‬‬

‫‪ 20‬سميب‪ ,‬زياد؛ أبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ , 3007,‬ص‪.331 –331 :‬‬

‫‪311‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫أ ‪ -‬النمط الهندسي‪:‬‬
‫عرف المينيون والمكينيون صناعة الفخار بواسطة العجمة نحو ‪ 3100‬ق‪ .‬م‪ ,‬خالل‬
‫القرنين العاشر والتاسع ق‪.‬م تحولت الرسومات المنحنية األضالع وتصوير النباتات‬
‫والحياة البحرية الشائعة عند المينويين والمكينين إلى رسومات ىندسية‪ ,‬وأصبحت األنماط‬
‫السائدة ىي الخطوط المتعرجة‪ ,‬والمثمثات المظممة‪ ,‬والرسومات المربعة‪ ,‬والشبكات‬
‫والدوائر المماسة والمتحدة المركز‪ ,‬وأنصاف الدوائر‪ ,‬والخطوط المتموجة‪ ,‬والوريدات‪,‬‬
‫وزخارف العجمة‪ ,‬والصميب المعقوف‪ ,‬والخط المتعرج‪ ,‬واختفى التقميد المينوي بالتدريج‪.‬‬
‫نستطيع تمييز عدة مراحل‪:‬‬
‫‪ -‬ما قبل الموكيني (القرن‪33‬ق‪.‬م)‪ :‬إذ مازالت الرسومات المنحنية األضالع باقية‪.‬‬
‫‪ -‬ما قبل اليندسي (القرن‪30‬ق‪.‬م)‪ :‬رسوماتو ذات مظير رزين‪ ,‬حيث يبدو الطراز‬
‫‪21‬‬
‫اليندسي في طور التشكيل انظر الشكل (‪.)1‬‬

‫الشكل (‪ :)3‬آنية من الطراز ما قبل الهندسي من القرن العاشر ق‪ .‬م (ريختر‪ ،‬ص‪)389 :‬‬

‫‪ 21‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.117-111 :‬‬

‫‪311‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫الطراز اليندسي الناضج (القرنان التاسع والثامن ق‪ .‬م) الذي يمتاز بوفرة الزخارف‪,‬‬
‫وادخال رسم األشكال الحيوانية واإلنسانية؛ وكانت الزخارف تمون بالمونين البني الالمع‬
‫فوق لون الطين الفاتح‪ .‬واستعمل المون الواحد‪.‬‬
‫استعمل المون الداكن لتغطية المساحات غير المزخرفة وفي بعض األحيان أضيفت‬
‫لمسة خفيفة من المون األبيض‪ ,‬وفي البداية لونت األجسام اإلنسانية بالتظميل الكامل‬
‫مثال رسم رأس تظير فيو العين عمى‬
‫أحيانا حددت الخطوط الداخمية ً‬
‫ً‬ ‫وفي مرحمة متأخرة‬
‫شكل نقطة‪.‬‬
‫أيضا التطور الكامل لنمط خصائص اإلغريق القديمة في الفنون‬
‫يروي ذلك الوقت ً‬
‫الجميمة التي تدعى اليندسية‪ ,‬ونعرفيا من خالل الفخار الممون والمنحوتات الصغيرة‬
‫(المعالم المعمارية والنحت في الحجر لم يظير حتى القرن السابع قبل الميالد) في‬
‫البداية زخرف الفخار فقط بزخارف تجريدية مثمثات وتربيعات ودوائر متحدة المركز‪ ,‬لكن‬
‫نحو ‪ 100‬ق‪.‬م بدأت تظير األشكال الحيوانية واإلنسانية ضمن اإلطار اليندسي‪ ,‬أكثر‬
‫األمثمة دراسة ىذه األشكال التي تشكل المشاىد المتقنة‪ ,‬نموذجنا من مدفن ديبيمون في‬
‫أثينا انظر الشكل (‪ ,)4‬المنتمي لمجموعة األواني الكبيرة التي حفظت كمعالم أثرية‬
‫منقوشة‪ ,‬في قاعدتيا توجد ثقوب كي ترشح منيا التقدمات السائمة‪ ,‬وعمى جسم اآلنية‬
‫نرى األموات متوضعين في طبقات متالصقين في األشكال بأيدييم المرتفعة بإيماءة‬
‫‪22‬‬
‫لمحداد ومركبات الموكب الجنائزي والمقاتمين عمى سطحيا‪.‬‬
‫أكثر األشياء الممحوظة في ىذا المشيد أن محتوياتو ال تشير إلى ما بعد الحياة‪,‬‬
‫غايتو ببساطة تذكارية‪ ,‬إنيا تخبرنا ببساطة من ىو المرثي من قبل العديد الذي تعود إليو‬
‫ىذه الجنازة العظيمة‪ ,‬فيل كان لإلغريق إدراك أو تصور لمحياة اآلخرة؟‬
‫الفنانون الذين لونوا األواني حققوا تأثيرات متنوعة مدىشة الشرائط المتباعدة‪,‬‬
‫عرضيا وثخانتيا ترى أكثر من عالقة متقنة بتركيبة اإلناء‪ ,‬ولكن اىتمامو عمى أية حال‬

‫‪ 22‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪ ,3714 ,‬ص‪.173 :‬‬

‫‪317‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫جدا‪ ,‬كذلك األشكال أو المجموعات التي كررت بمسافات‬


‫بالصور كانت التزال محدودة ً‬
‫أما العناصر العضوية‬
‫منتظمة كانت قميمة أكثر من األصناف األخرى من الزخارف‪َّ ,‬‬
‫غالبا صعب‪ :‬تدل المعينات‬‫واليندسية فبقيت موجودة ضمن الحقل نفسو واالختالف بينيا ً‬
‫أما الدوائر مع نقاط فربَّما تكون أو‬
‫جال أو تابوتًا‪َّ ,‬‬
‫عمى أرجل قد تكون أرجل كرسي أو ر ً‬
‫رؤوسا بشريةً‪ ,‬وبين األشكال ربما تكون ىناك عناصر زخرفية أو تصويرية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال تكون‬

‫الشكل (‪ :)4‬آنية من الطراز الهندسي صور عميها موكب جنائزي من القرن الثامن‬
‫ق‪.‬م‪( .‬ريختر‪ ،1974 ،‬ص‪)393 :‬‬

‫أيضا في إيطاليا والشرق‬


‫لم يعثر عمى الفخار اليندسي فقط في بالد اإلغريق؛ لكن ً‬
‫األدنى‪ ,‬وتشير الدالئل الواضحة إلى إقامة اإلغريق عمى طول المتوسط خالل القرن‬
‫‪23‬‬
‫الثامن قبل الميالد‪.‬‬
‫فقد تبنوا مسبقًا األبجدية الفينيقية وأعادوا تشكيميا لتشكل لغتيم الخاصة؛ األمر‬
‫الذي عممناه من خالل النقوش عمى مثل ىذه األواني‪.‬‬

‫‪Janson, H. W: History of art, 1977, P: 105‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪310‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫من أىم إنجازات اإلغريق في ىذه المنطقة الممحمتان اإللياذة واألوديسة‪ ,‬إذ تتضمن‬
‫تمميحا لمكفاءة القصصية ليذه األشعار‪ ,‬فإذا‬
‫ً‬ ‫المشاىد عمى األواني اليندسية وتكاد تعطي‬
‫حتما‬
‫كانت معرفتنا لإلغريق في القرن الثامن تعتمد عمى الفنون المرئية فقط فسوف نعتقد ً‬
‫حد كبير مجتمع أكثر بساطة‪ ,‬وأكثر محمية من مقترحات الشواىد األدبية‪.‬‬ ‫بأنو والى ّ‬
‫‪24‬‬
‫طور آخر‬
‫ظيرت قرابة ‪ 100‬ق‪.‬م أشكال جديدة‪ ,‬ودخل الفن اإلغريقي ًا‬

‫الشكل(‪ :)5‬منظر سفينة محطمة‪ ،‬رسمت طبقًا آلنية من الطراز الهندسي من القرن‬
‫الثامن ق‪.‬م (ريختر‪ ،1974 ،‬ص‪)393 :‬‬
‫ب ‪ -‬تقنية األشكال السوداء والحمراء‪:‬‬
‫خالل القرن السابع ابتعد فنانو األواني اإلغريقية عن الزخارف اليندسية ليبتكروا‬
‫أشكاال بشريةً ويمكن‬
‫تصاميم جديدة تتضمن حيوانات حقيقية وخرافية‪ ,‬وتصاميم نباتية‪ ,‬و ً‬
‫بأن مصدر ىذه التصاميم من الشرق األدنى ومصر وآسية الصغرى‪ ,‬ولكن‬ ‫الظن َّ‬
‫إلغريق لم يقوموا بالتقميد األعمى ليذه التصاميم بل قاموا بمحاكاتيا وتطويرىا ليبتكروا‬
‫طرائقيم الخاصة في زخرفة األواني‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫كان الكورنثيون ىم الفنانين األوائل الذين أحدثوا تغييرات في األنماط الزخرفية‪.‬‬

‫‪Janson, H. W:History of art, 1977, P: 105.‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪Stokstad: Marilyn Art history, 1999, P: 162.‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪313‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫وقد ظيرت مع نياية القرن السادس قبل الميالد تقنية رسم األشخاص السوداء‬
‫عمى ىيئة شبح أسود المع فوق سطح الفخار األحمر المائل إلى البرتقالي‪ ,‬الذي بمغ‬
‫نوعا من الصمصال‬
‫مرحمة الكمال عمى يد صناع الفخار اآلثينيين الذين اعتمدوا ً‬
‫البرتقالي المون في إنتاج األواني الفخارية التي راوحت ألوانيا بين األصفر واألحمر‪.‬‬
‫وفي أثينا بمغ ىذا األسموب كمالو خالل القرن السادس ق‪.‬م فكان لون الصمصال‬
‫المستعمل ىو البرتقالي الذي تراوح درجاتو بين األصفر واألحمر ومع نياية القرن‬
‫السادس وحمول القرن الخامس قبل الميالد ظيرت تقنية جديدة لمرسم الشبحي في أثينا‬
‫ىي تقنية األشكال الحمراء فانعكست فييا خطة األلوان مع الرسم‪ ,‬فأتت األشكال الحمراء‬
‫في لون الفخار فوق خمفية سوداء المعة‪ ,‬مع رسم الخطوط المحوطة والتفاصيل بطالء‬
‫قميال‪.‬‬
‫مما يجعميا بارزة ناتئة ً‬
‫التزجيج َّ‬
‫كان قد انتشر التحزيز خالل المراحل المبكرة من تقنية األشكال الحمراء‪ ,‬وخاصة‬
‫في تحديد خصالت الشعر‪ ,‬غير أن الرسامين ما لبثوا أن أقمعوا عن ىذه الطريقة‪.‬‬

‫الشكل (‪:)6‬إبحار ديونيسيوس عمى أرضية حمراء من القرن‬


‫مذىال‪ ,‬وكانت‬
‫ً‬ ‫في مستيل القرن الخامس ق‪.‬م تفوقت األشكال الحمراء تفوقًا‬
‫فضال عن‬
‫ً‬ ‫الخمفية السوداء الالمعة لألواني ذات األشكال الحمراء تنفرد بميزة ميمة‪ ,‬فيي‬

‫‪313‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫تثبيتيا لسطح اإلناء تفصل بين صور األشخاص بشكل طبيعي ال يتحقق في أي تقنية‬
‫‪26‬‬
‫أخرى من تقنيات الرسم‪.‬‬

‫( ‪(Michael Norris, greek art,‬‬ ‫الشكل (‪ :)7‬آنية مزخرفة بتقنية األشكال السوداء‬
‫‪P: 82‬السادس ق‪ .‬م (ريختر‪ ،‬ص‪.)449 :‬‬

‫( ‪Michael‬‬ ‫الشكل (‪ :)8‬آنية مزخرفة بتقنية األشكال الحمراء عمى خمفية سوداء‬
‫‪)Norris, greek art, P: 98‬‬

‫‪ 26‬سميب‪ ,‬زياد؛ وأبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ ,3007 ,‬ص‪-337 :‬‬
‫‪.313‬‬

‫‪311‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫جـ ‪ -‬تقنية الخمفية البيضاء‪:‬‬


‫لم يكد القرن السادس قبل الميالد يقترب من نيايتو حتى ابتكر بعض مصوري‬
‫األواني األثينية تقنية جديدة أعرضت عن قاعدة التصوير الشبحي واقتربت [إلى حد‬
‫كبير] من تصوير الموحات وغدا الفنان معيا يغشي الفخار البرتقالي بطبقة رقيقة من‬
‫المون األبيض العاجي‪ ,‬ثم يرسم فوقيا الصورة اإلجمالية؛ أي المحيط الخارجي باأللوان‬
‫المائية‪ ,‬وقد سميت ىذه التقنية الثالثة (بالخمفية البيضاء)‪ .‬ولدينا أربعة نماذج‪:‬‬
‫‪ -3‬تريتونا عمى خمفية من الطفل األبيض رسم محيطو باألسود المزجج‪.‬‬
‫‪ -3‬كأس رسمت عمى سطحيا الخارجي أشكال حمراء تمثل (ديونيسوس والساتير‬
‫والمايناديس)عمى حين نرى فوق سطحو الداخمي شخصية مايناديس واحدة وقد‬
‫أمسكت بفيد أرقط‪ ,‬وأسدلت فوق كتفيا جمد فيد آخر‪.‬‬
‫كثير عن الرسومات الجدارية‬
‫‪ -1‬الممزاج كراتيرون إذ ال تبعد الرسومات الموجودة عميو ًا‬
‫اليونانية التي فقد كثير منيا‪.‬‬
‫أثر النتصار‬
‫‪ -4‬وال ريب أن ظيور تقنية التصوير عمى األواني فوق خمفية بيضاء كان ًا‬
‫اليونان عمى جيوش اإلمبراطورية الفارسية التي كانت قد زحفت في بداية القرن‬
‫الخامس فتصدت ليا اليونان‪ ,‬فمم تمبث األجيال التالية أن نعمت بازدىار فكري‬
‫تمخض في النحت والتصوير عن تخمص الفنانين من التقاليد العتيقة المتوارثة التي‬
‫باتت عاجزة عن التعبير عن مقاصدىم‪.‬‬
‫ألنيا لم تكن تتيح لمرسم‬
‫عمى أن تقنية الخمفية البيضاء لم تشق طريقيا إلى الذيوع؛ ّ‬
‫الشبحي الذي ىام بو مصورو الفخاريات أن يتجمى بالتميز والقوة المتين تتيحيما الخمفية‬
‫السوداء‪ ,‬ومع ذلك دأب عدد من كبار رسامي األشكال الحمراء في استخداميا طوال‬
‫‪27‬‬
‫القرن الخامس قبل الميالد بين الحين والحين‪ ,‬وفي عدد محدود من أشكال اآلنية‪.‬‬

‫‪ 27‬عكاشة‪ ,‬ثروت‪ :‬الفن اإلغريقي‪ ,‬مصر‪ ,3713 ,‬ص‪.107-101 :‬‬

‫‪314‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫الشكل (‪ )9‬آنية بتقنية األشكال السوداء عمى أرضية بيضاء ‪ 625-656‬ق‪ .‬م‬
‫( ‪)Stokstad, Marilyn: Art history, 1999, p: 161-162‬‬
‫‪ -5‬الكتابات والنقوش عمى األواني اإلغريقية‪:‬‬
‫وكثير ما تكون الكتابة المضافة إلى رسوم اآلنية ذات أىمية كبرى‪ ,‬وكانت الكتابة‬
‫ًا‬
‫تستخدم لعدة أىداف منيا‪:‬‬
‫‪ -3‬تحديد أسماء الشخصيات‪ ,‬أو األشياء المصورة (أجاكس أو ىرقل)‪ ,‬أو (مقعد أو‬
‫إناء أو نبع)‪.‬‬
‫توضيح الموضوع المصور (مباريات لتأبين باتوكموس)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ -1‬تعبير عن حديث ييمس بو الشخص المصور إلى نفسو‪.‬‬
‫توجيو عبارة إلى األشخاص الذي يتأمل الموحة (تحياتي إليك)‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إضفاء صفة الجمال عمى شاب أو فتاة من المشيود ليم بالجمال إلشاعة ىذه‬ ‫‪-1‬‬
‫يما ألحدىما بتسجيل ذلك عمى لوحة‪.‬‬
‫الصفة تكر ً‬

‫‪311‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫‪ -1‬إضفاء لون من الزخرفة برسم حروف متشابكة ال تدل عمى أي معنى واضح‪ ,‬وان‬
‫جميال‪.‬‬
‫ً‬ ‫شكال‬
‫كونت ً‬‫ّ‬
‫‪ -1‬تسجيل عمميات البيع والشراء بوضع بعض الحروف واألرقام عمى الجوانب السفمى‬
‫لقواعد اآلنية‪.‬‬
‫‪ -1‬استخدام قطع اآلنية المكسورة كتذكار انتخاب بحفر اسم الشخص المراد انتخابو‪.‬‬
‫‪ -7‬ولعل أىم الكتابات ىي توقيعات الفنانين أنفسيم من الخزافين الذين صنعوا اآلنية‪,‬‬
‫أو الرسامين الذين صوروىا‪ .‬وتظير ىذه التوقيعات عمى شكمين (صنعيا فالن)‬
‫و(صورىا فالن)‪.‬‬
‫‪ -30‬عمى أنو مع العدد الكبير من اآلنية التي حفظتيا لنا األيام ّإال َّ‬
‫أن التوقيعات عمييا‬
‫نادرة‪ ,‬وتنتمى أغمب اآلنية السميمة إلى النصف الثاني من القرن السادس وأوائل‬
‫القرن الخامس ق‪.‬م‪ ,‬وىي المرحمة التي كانت تمارس فييا عادة التوقيع عمى اآلنية‪,‬‬
‫تماما في أواخر القرن الرابع ق‪.‬م‪ ,‬حتى لم تبق لنا غير‬
‫تمك العادة التي اختفت ً‬
‫التوقيعات األثنية عمى ذلك النوع الخاص من اآلنية المعروف باسم (أمفو ار‬
‫باناثيناي) أو (كأس المباريات)‪.‬‬

‫الشكل (‪ )16‬حامل عميه توقيع الفنان ايرجوتيموس من الربع الثاني من القرن‬


‫السادس ق‪.‬م (ريختر‪ ،1974،‬ص‪)442:‬‬

‫‪311‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫وكانت أغمب التوقيعات تسجل عمى أبدان اآلنية‪ ,‬وان دونت [في بعض األحيان]‬
‫عمى أذرع اآلنية أو قاعدتيا أو حافتيا‪ ,‬كما كانت الحروف األتيكية ىي الحروف‬
‫المستخدمة في ىذه الكتابة حتى عام ‪ 470‬ق‪ .‬م وتقر ًيبا‪ ,‬إلى أن بدأت الحروف األيونية‬
‫تظير بعد عام ‪ 410‬ق‪.‬م‪ ,‬والراجح أن الصيغ األيونية كانت تستخدم في الكتابات غير‬
‫‪28‬‬
‫الرسمية قبل أن تتبناىا الدولة بوقت طويل‪.‬‬
‫الفن الهيمنستي‪:‬‬
‫بعد انطالق االسكندر إلى الشرق‪ ,‬انتقمت مصادر الفن من بالد اإلغريق إلى‬
‫البالد الشرقية فأصبحت انطاكية واإلسكندرية ورودوس مراكز أساسية لحضارة جديدة قمقة‬
‫ىي الحضارة اليمنستية التي استمدت جذورىا من الحضارة الييمينية اإلغريقية التي‬
‫‪29‬‬
‫انتشرت عمى يد االسكندر‬
‫صاحبت حمول العصر اإلغريقي تغيرات أساسية في زخرفة األواني‪ ,‬فقد اختفت‬
‫تقنية األشكال السوداء والحمراء بعد ذيوع دام ثالثة قرون‪ ,‬وحمت محميا تقنيات أخرى‬
‫فطمي سطح كثير من اآلنية بطبقة من الطفل األبيض‪ ,‬وأضيفت الزخارف بطريقة‬
‫كامال وحمت‬
‫استغناء ً‬
‫ً‬ ‫التميرا‪ ,‬وما لبثت أن استغنت اآلنية المتأغرقة عن الزخارف الممونة‬
‫محميا الزخارف البارزة‪ ,‬والراجح أن الفنانين استميموا ىذا األسموب من األواني المعدنية‬
‫‪30‬‬
‫التي أطمق عمييا ىذا االسم بسبب العثور عمى العديد منيا في‬ ‫أمثمة أواني كالين‪.‬‬
‫مدينة كالين بجنوب إيطاليا التي حممت توقيعات الخزافين من كالين عمى عدد من‬
‫الصب في القوالب ذات النقوش الغائرة التي أنتجت آنية معدنية‬
‫ّ‬ ‫اآلنية المنفذة بأسموب‬

‫‪ 28‬عكاشة‪ ,‬ثروت‪ :‬الفن اإلغريقي‪ ,‬مصر‪ ,3713 ,‬ص‪.137- 131 :‬‬


‫‪ 29‬بينسي‪ ,‬عفيف‪ :‬الفنون القديمة‪ ,‬بيروت‪ ,3713 ,‬ص‪.331 :‬‬
‫‪ 30‬عكاشة‪ ,‬ثروت‪ :‬الفن اإلغريقي‪ ,‬مصر‪ ,3713 ,‬ص‪.111 :‬‬

‫‪311‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫ذات زخارف بارزة منيا‪ ,‬وقد نفذت النقوش البارزة بأسموب الصب المستنسخة عن‬
‫‪31‬‬
‫أحيانا‪.‬‬
‫ً‬ ‫النماذج اليمنستية والنماذج السابقة‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫‪ -‬تميزت المنتجات اإلغريقية (أوان فخارية ومعدنية)‪ ,‬بأنيا حممت معيا معطيات كثيرة‪,‬‬
‫تاريخية‪ ,‬واجتماعية‪ ,‬ودينية‪ ,‬وميثولوجية عن الحياة اليومية‪ ,‬وعن تطور المفاىيم‬
‫الجمالية لممجتمع اإلغريقي‪.‬‬
‫فضال عن المعمومات الكثيرة التي يقدميا لنا الفخار اإلغريقي‪ ,‬عن رسومات جدارية‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫مفقودة‪ ,‬وعن صناعات برع فييا اإلغريق من خالل النقوش‪ ,‬كان يضيفيا الفنان إلى‬
‫أحيانا‪ ,‬يقدم معمومات عن عوامل أسيمت في تطورىا‪ ,‬ومن ثم مراحل‬ ‫ً‬ ‫األواني‬
‫فضال عن التقنيات العديدة التي اتبعت في زخرفتيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫صنعيا‪,‬‬
‫‪ -‬نرى عمى األواني خالل القرن العاشر ق‪.‬م (المرحمة المبكرة)‪ ,‬األسموب اليندسي‬
‫أشكاال زخرفية جديدة باستخدام (الفرجار‪ ,‬والفرشاة‬
‫ً‬ ‫األولي‪ ,‬إذ أخذت األقواس والدوائر‬
‫المشطية)‪ ,‬التي تستطيع أن ترسم بدقة متناىية األنماط الرخوة‪ ,‬التي دأب الفنانون‬
‫الموكينيون في رسميا‪ ,‬وكمما تطور الطراز اليندسي األولي‪ ,‬رأينا المزيد من سطح‬
‫اآلنية مترًعا بالرسوم السوداء‪.‬‬
‫‪ -‬خالل القرنين التاسع والثامن ق‪.‬م‪ ,‬رسمت الكائنات الحية (شبحية الييئة)‪ ,‬عمى‬
‫السيما الرسوم‬
‫األواني الفخارية‪ ,‬وجاءت ىذه الرسومات في جممتيا بدائية الشكل‪ ,‬و ّ‬
‫عمى الجرار الفخارية الضخمة كما رأينا من خالل البحث‪.‬‬
‫تطور في تقنية‬
‫ًا‬ ‫‪ -‬خالل القرنين السادس والخامس ق‪ .‬م‪ ,‬أخذت األمور مجرى أكثر‬
‫التصنيع والرسم‪ ,‬وظيرت تقنية األشكال السوداء والحمراء‪ ,‬وكانت السمة الرئيسة‬

‫‪ 31‬سميب‪ ,‬زياد؛ وأبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪ ,3007 ,‬ص‪.343 :‬‬

‫‪311‬‬
‫زياد سميب‬ ‫مجمة جامعة دمشق–المجمد ‪ -33‬العدد الثاني‪2012 -‬‬

‫الحية تظير‬
‫لمرسم عمى األواني في مستويات مسطحة‪ ,‬وأخذت أشكال الكائنات ّ‬
‫بشكل واضح وتفصيمي‪.‬‬
‫‪ -‬ظير التأثير الفني لمثورة الكالسيكية في النحت أسرع مما ظير في الرسم‪ ,‬وكان عالم‬
‫تشعبا ودقة من عالم‬
‫ً‬ ‫الرسم الجديد الذي يتممس الفنانون اإلغريق طريقيم نحوه أشد‬
‫حميا نحو الكمال يتم عمى مراحل كما‬
‫النحت العريق‪ ,‬وىو ما جعل اضطراده مر ً‬
‫شاىدناه‪ ,‬وكانت ثورة الفن والزخرفة التي كشفت عن مواىب اإلغريق الكامنة‬
‫مصاحبة النطالقة تحررية عامة‪ ,‬ظير صداىا في األدب والفمسفة والعموم واآلراء‬
‫السياسية وتطبيقاتيا العممية‪.‬‬
‫ختاما ال يمكن ألحد أن ينكر الدور الذي تؤديو المنتجات الفخارية في المعرفة‬
‫ً‬
‫الدقيقة لتأريخ العديد من السويات والطبقات األثرية‪ .‬وقد ميزت ىذه المنتجات الحضارة‬
‫البشرية منذ أن تمكن اإلنسان من أن يحول الكتل الطينية إلى أو ٍ‬
‫ان استعمميا في حياتو‬
‫اليومية‪ ,‬وترشدنا في حقيقة األمر المنتجات الفخارية التي يتم الكشف عنيا في أثناء‬
‫األعمال األثرية [وان كانت محطمة وميمشة] إلى كثير من المعطيات التاريخية‬
‫واالقتصادية والى الحياة اليومية‪ ,‬والى تطور المفاىيم الجمالية‪ ,‬والى كثير من المظاىر‬
‫الدينية‪.‬‬
‫فضال عن المعمومات الكثيرة التي يقدميا لنا الفخار اإلغريقي عن رسومات جدارية‬
‫ً‬
‫مفقودة وعن صناعات برع فييا اإلغريق من خالل نقوش كان يضيفيا الفنان إلى األواني‬
‫أحيانا التي تطرقت في ىذا البحث إلى العوامل التي أسيمت في تطورىا‪ ,‬ومن ثم‬ ‫ً‬
‫فضال عن التقنيات العديدة التي اتبعت في زخرفتيا التي تظير لنا تأثر‬
‫ً‬ ‫مراحل صنعيا‬
‫الفن اإلغريقي بالفكر الفمسفي المتمثل في بناء ثقافة تستند إلى البحث عن الحقيقة‪ ,‬فنشد‬
‫اإلغريق الكمال وارتموا في أحضان الطبيعة‪ ,‬وولعوا بتقدير الجمال لدرجة كدنا معيا‬
‫ننسى أن ىذه األواني صنعت لالستخدام المنزلي ليس أكثر‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫األواني اإلغريقية وزخرفتيا‬

‫المصادر والمراجع‬
‫المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ .3‬إسماعيل‪ ,‬نعمت‪ :‬فنون الشرق األوسط والعالم القديم‪ ,‬دار المعارف‪ ,‬مصر‪. 3711,‬‬
‫‪ .3‬بينسي‪ ,‬عفيف‪ :‬الفنون القديمة‪ ,‬بيروت‪.3713 ,‬‬
‫‪ .1‬ريختر‪ ,‬جيزيال‪ :‬مقدمة في الفن اإلغريقي‪ ,‬ت‪ :‬جمال الحرامي‪ ,‬الرياض‪.3714 ,‬‬
‫‪ .4‬سميب‪ ,‬زياد؛ وأبو عباس‪ ,‬رحاب‪ :‬آثار العصور الكالسيكية اإلغريقية‪ ,‬دمشق‪,‬‬
‫‪.3007‬‬
‫‪ .1‬الطيار‪ ,‬محمد شعالن‪ :‬الفخار القديم والخزف‪ ,‬دمشق‪.3001 ,‬‬
‫‪ .1‬عبد الحق‪ ,‬سميم عادل‪ :‬الفن اإلغريقي وآثاره المشيورة في الشرق‪ ,‬دمشق‪.3710 ,‬‬
‫‪ .1‬عكاشة‪ ,‬ثروت‪ :‬الفن اإلغريقي‪ ,‬مصر‪.3713 ,‬‬
‫المراجع األجنبية‬
‫‪1. Janson, H. W: History of art, 1977.‬‬
‫‪2. Stokstad, M: Art history, 1999.‬‬
‫‪.‬‬

‫تاريخ ورود البحث إلى مجمة جامعة دمشق ‪2012/12/13‬‬

‫‪310‬‬

You might also like